المفاتيح الجديده

اشارة

عنوان و نام پديدآور:المفاتيح الجديده/ مكارم شيرازي ؛ بمساعده احمد قدسي، سعيد داودي .

مشخصات نشر:قم: دارالنشر الامام علي بن ابي طالب عليه السلام، 1431ق=1389.

مشخصات ظاهري:847ص.

وضعيت فهرست نويسي:در انتظار فهرستنويسي (اطلاعات ثبت)

يادداشت:الطبعه الاولي

تعداد جلد : 1

شماره كتابشناسي ملي:2438802

ص: 1

اشارة

ص: 2

ص: 3

ص: 4

ص: 5

مقدمة

اشارة

الْحَمْدُ للَّهِ الَّذِي جَعَلَ الدُّعَاءَ ذَرِيعَةً إِلَى رَحْمَتِهِ، وَسَبَباً لِإِجَابَتِهِ، وَقَالَ:

«أُدْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ» وَجَعَلَ زَيَارَةَ أَوْلِيَائِهِ وَسِيلَةً إِلَى رِضْوَانِهِ، وَسَبِيلًا إِلَى مَرْضَاتِهِ، وَنَيْلِ الشَّفَاعَةِ عِنْدَهُ.

ثُمَّ جَعَلَ جَمِيعَ ذلِكَ سَبَباً لِتَرْبِيَةِ النُّفُوسِ، وَتَهْذِيبِ الْقُلُوبِ، وَتَطْهِيرِ الْأَرْوَاحِ عَنْ دَنَسِ الذُّنُوبِ. وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ الطَّاهِرِينَ النُّجَباءِ، أَلَّذِينَ عَلَّمُونا طُرُقَ الزِّيَارَةِ وَالدُّعَاءِ، لَاسِيَّمَا بَقِيَّةَ اللَّهِ الْمُنْتَظَرَ أَرْوَاحُنَا فِدَاهُ، وَسَلَّمَ تَسْلِيماً كَثِيراً.

مقدمه

يبدو من الضروريّ ذكر بعض الامور قبل الخوض في مباحث هذا الكتاب.

1. كتب الدعاء والزيارة وكتاب مفاتيح الجنان

سعى عدد من الأعلام طيلة التأريخ الشيعيّ لجمع الأدعية والزيارات الصادرة عن النبيّ الأكرم صلى الله عليه و آله وأئمّة الهدى عليهم السلام ليرووا من هذا المعين العذب جميع عشّاق مناجاة اللَّه والوالهين لزيارة أولياء اللَّه، ومنهم:

1. المرحوم الكليني (مؤلف كتاب «الكافي» و «كتاب الدعاء» المتوفى عام 329 ه).

2. ابن قولويه (مؤلف كتاب «كامل الزيارات» المتوفى عام 368 ه).

3. الشيخ الصدوق (مؤلف كتاب «الدعاء والمزار» المتوفى عام 381 ه).

4. شيخ الطائفة الشيخ الطوسي (صاحب «مصباح المتهجد» المتوفى عام 460 ه).

ص: 6

5. السيد ابن طاووس (صاحب «مهج الدعوات» و «فلاح السائل» و «زهرة الربيع» و «جمال الاسبوع» و «إقبال الأعمال» و ... المتوفى سنة 664 ه).

6. ابن فهد الحلي (صاحب «عدّة الداعي» و «المزار» المتوفى عام 841 ه).

7. الكفعمي (صاحب «المصباح» و «البلد الأمين» المتوفى عام 905 ه).

8. الشيخ البهائي (صاحب «مفتاح الفلاح» المتوفى سنة 1031 ه).

9. العلّامة المجلسي (صاحب «زاد المعاد» و «ربيع الأسابيع» و «تحفة الزائر» و «مفاتيح الغيب» و «مقياس المصابيح» المتوفى سنة 1110 ه).

وقد قام كلّ علم من هؤلاء الأعلام برسالته بأحسن وجه في عصره حتّى برز المرحوم ثقةالمحدّثين الحاج الشيخ عباس القمّي رحمه الله المتوفى عام 1359 وقد خاض بما لديه من ذوق متدفّق وقريحة شفّافة وإحاطة واسعة بتراث أهل البيت عليهم السلام وكتب الماضين في الأدعية والزيارات، في تأليف كتابه الجامع «مفاتيح الجنان» الذي لاقى بفعل إخلاصه في النيّة انتشاراً عالميّاً، فشقّ طريقه إلى جميع المساجد والبيوت في مدّة قصيرة، فانتهل الجميع من المعين الزلال لهذا العالم المخلص.

جدير ذكره أنّ كتاب دعاء باسم «مفتاح الجنان» طبع قبل كتاب «مفاتيح الجنان» وانتشر في أغلب البيوت، كان يعتمده أكثر الناس في أدعيتهم، وللأسف كان ملوّثاً بالروايات الموضوعة والسقيمة، ممّا أغضب المرحوم الحاج الشيخ عباس القمّي واستاذه الحاج نوري (والذي انعكس بالتفصيل في «مفاتيح الجنان» ذيل زيارة وارث المطلقة) وهذا ما دفع المرحوم الحاج الشيخ لتأليف هذا الكتاب القيّم «مفاتيح الجنان» فأشار إلى ذلك في مقدّمة كتابه. ولكن حيث ألّف هذا الكتاب كسائر أغلب الكتب في ظلّ ظروف زمانية ومكانية خاصة، ويخاطب جماعة معيّنة، كان لابدّ أن يعاد النظر فيه بصورة شاملة في عصرنا الراهن؛ فتزول نواقصه ويغضّ الطرف عن بعض مطالبه الإضافية التي يمكن أن تستغلّ من البعض، ويعزّز بمدارك ومصادر الأدعية والزيارات و ...

ويذكر سرّ الأدعية والزيارات وفلسفتها وبركاتها، ثمّ يتبع تنظيم جديد لينبثق بصيغة كتاب دعاء وزيارة متكامل من جميع الجوانب ومتناسب مع عصرنا ولا سيّما لجيل الشباب.

-*-*-*-

كنت أفكر بهذا الأمر منذ سنين وأسأل اللَّه أن يوفقني إليه، وبعد دراسة وافية بهذا الخصوص

ص: 7

رأيت من الضروري إشراك شخصين من فضلاء الحوزة العلمية وأجلّائها المخلصين والفاعلين وهما كلّ من الاستاذ العزيز حجّة الإسلام والمسلمين الشيخ سعيد الداودي، والشيخ أحمد القدسي؛ والحمد للَّه فقد رحّبا بالعمل وخاضا فيه بمثابرة وتحمّلا العناء في تنقيح وتحقيق المباحث، وكنت أشرف على جهودهما طيلة المراحل وأضيف ما كنت أراه ضرورياً. وما أن تمّ الفراغ منه حتّى خضع ثانية للمراجعة وبحضورهما، وبالنتيجة أعتقد أنّ الكتاب الحاضر حقق تماماً الأهداف المذكورة، تقبّل اللَّه من جميع العاملين.

2. آثار الدعاء الروحية

إنّ أحد الخصائص المهمّة لمدرسة أهل البيت عليهم السلام الأدعية السامية الروحية العظيمة المضامين والملهمة التي خلقها أولئك الأئمّة الأطهار عليهم السلام، حتّى أنّ بعضها ليشبه الإعجاز، من قبيل دعاء كميل، والصباح، والندبة، وأبو حمزة ودعاء عرفة. حقّاً لا تحفل مدرسة ولا طائفة بمثل هذه الأدعية. وتهدينا هذه الأدعية الغنية بالمعارف الإسلاميّة منهج التهذيب والتزكية و «السير والسلوك إلى اللَّه» وحيث يتوجّه فيها الكلام إلى اللَّه، فإنّها تتألق لتسمو على ذروة أفكار البشرية. ولا شكّ في أنّ للدعاء دوراً غاية في التأثير في تربية النفس البشرية وسوقها إلى مراتب الكمال ولعلّ الكثير من الداعين يغفلون ذلك، ومع أنّ اللَّه قريب من الإنسان، إلّاأنّ الإنسان يجانبه ويبتعد عنه إثر غفلته وعدم توجّهه، وهنا يأتي دور الدعاء والذكر الذي يزيل الحجاب بين الداعي واللَّه تعالى، فيلمس الإنسان القرب بصورة تامة. و «الدعاء» برعم الإيمان والإخلاص والحبّ والعبودية. و «الدعاء» نسيم قدسيّ روحيّ، نفس المسيح الذي يفيض الحياة «بإذن اللَّه» على «العظام الرميم». و «الدعاء» بحر زاخر بالمعاني الروحية التي تدعو إلى مكارم الأخلاق. وكلّ نفس مقرون بالدعاء يمدّ الحياة ويفرح الذات، وكلّ قلب يعيش نور الدعاء معمور بتقوى اللَّه. والداعي يسأل اللَّه بلوغ مقاصده الشخصية، واللَّه تعالى يريد تربيته الروحية عن طريق الدعاء، والباقي ذريعة! ومن هنا يمكن القول: الدعاء: الإكسير الأعظم، وكيمياء السعادة، وماء الحياة، وروح العبادة؛ كما جاء في الحديث «

الدُّعاءُ مُخُّ العِبادَةِ»(1)

والطريف- حسب شهادة القرآن- أنّ قيمة الإنسان عند اللَّه بدعائه قُلْ ما يَعبَؤُا بِكُم رَبِّي لَوْلَا دُعاؤُكُم (2). وزبدة الكلام:


1- بحارالأنوار: ج 90، ص 302، ح 39.
2- سورة الفرقان: الآية 77.

ص: 8

الدعاء عنصر مهمّ في تهذيب روح الإنسان.

الدعاء يحول دون اليأس، ويبثّ نور الأمل في القلب.

الدعاء يمنح الإنسان القوّة إزاء المشاكل، ويلهمه درس المقاومة تجاه الخطوب والمحن.

الدعاء يختزن نشاط وحيوية الروح والقلب، وينقذ الإنسان من الضنك.

الدعاء يلهم الإنسان الصمود إزاء مصائب الحياة.

3. مزايا «المفاتيح الجديده» ومنهجنا في هذا الكتاب

1. المزيّة الاولى أنّه كتب بلغة اليوم، ويسهل إدراكه من قِبل الجميع، خاصّة طبقة الشبّان.

2. سطّرت في كلّ قسم من الأدعية والزيارات مقدّمات مختصرة وعميقة المعنى لتساعد في تحصيل آثار الدعاء المعنوية وحالاته العرفانية.

3. وردت مصادر الأدعية والزيارات بدقّة تامّة في الهوامش، واستندت في كلّ موضع على مراجع مقبولة.

4. بالنظر إلى ضيق ومحدودية وقت الناس في عصرنا، فقد جرى اقتطاف أفضل الأعمال عند تشابه بعضها بالبعض الآخر.

5. منحت مطالب الكتاب نظاماً وترتيباً منطقياً واضحاً ليكون الظفر بالأدعية والزيارات أيسر وأسهل.

6. نحّيت المطالب الضعيفة والامور التي يمكن أن يستغلها الجهّال.

7. اكتفينا بالنسخة المتداولة عند تعدّد النسخ في الأدعية والزيارات المعروفة لتجنّب الحيرة (إلّا أن يكون اختلاف النسخة مهمّاً ويجدر الالتفات إليه) ووردت في الموارد الاخرى طبق المصدر المنقول.

8. جرى تلخيص بعض الروايات الواردة في فضيلة الدعاء والزيارة وغير ذلك دون المساس بمضمونها بهدف عدم الإطالة.

9. لمّا كان مضمون الرواية أحد علامات اعتبار سند الروايات، فقد ركّزنا على محتوى الأسانيد، بالإضافة إلى الدقّة فيها في انتخاب الأدعية والزيارات.

ص: 9

4. سبيل استحضار القلب في الدعاء والصلاة

لا شكّ في أنّ روح الدعاء والصلاة بحضور القلب، وقلّما تتيسّر دونه الآثار التربوية والتهذيب والتزكية وصفاء الروح، وهذا ممّا لا ريب ولا شكّ فيه، والأمر المهم الذي ينبغي التركيز عليه، الطرق والسبل المؤدّية لحصوله؛ فما أكثر من يتلهّف للظفر بحضور القلب والخضوع في الصلاة والدعاء، ولكن لا يوفّقون لذلك مهما جهدوا. ولأجل نيل الخشوع وحضور القلب في الدعاء والصلاة وسائر العبادات، لابدّ من تحقيق هذه الامور:

1. حصول المعرفة التي تصغّر الدنيا وتعظّم اللَّه في نظر الإنسان، حتّى لا يسع أمر دنيويٌّ أن يستقطب نظره حين مناجاة المعبود ويصرفه عن اللَّه تعالى.

2. الإنشغال بالامور المختلفة والمتفرّقة في أثناء الصلاة والدعاء عادة ما يشتّت حواس الإنسان، وكلّما وفق الإنسان للحدّ من الإنشغال بتلك الأمور، ساعده ذلك في استحضار القلب في عباداته.

3. هنالك دور لاختيار مكان الصلاة والدعاء وسائر العبادات في هذا الشأن؛ ومن هنا تكره الصلاة أمام الأشياء التي تشغل ذهن المصلّي، وكذلك أمام الأبواب المفتوحة، ومواضع تردّد الآخرين، وإزاء المرآة والصورة وما شابه ذلك، وعلى هذا الأساس كلّما كانت دور العبادة والمساجد ومعابد المسلمين بسيطة ومتواضعة، ساعدت في حضور القلب.

4. اجتناب المعصية عامل مؤثّر آخر؛ فالمعصية تكدّر مرآة القلب وتحول دون انعكاس جمال المحبوب الحقيقي فيها، وتكون حجاباً لا يرى الداعي أو المصلّي نفسه حاضراً بين يدي اللَّه؛ وعليه لابدّ من هجر المعصية قبل كلّ صلاة ودعاء والتوجه إلى اللَّه، والتركيز على الأذكار الواردة في مقدّمة الصلاة أمر في غاية الأهميّة.

5. الوقوف على معاني الصلاة والدعاء وفلسفة أفعالها وأذكارها عنصر مهمّ آخر في حضور القلب؛ فطريق حضور القلب يتمهد إذا ما وقف الإنسان على معاني وفلسفة العبادات.

6. الإتيان بمستحبّات الصلاة والآداب الخاصة للعبادة والدعاء، سواء في المقدّمات أو أصل الصلاة، يساعد كثيراً في هذا الأمر.

7. بغضّ النظر عن كلّ ما سبق، فإنّ هذا الفعل كسائر الأفعال يتطلّب مراقبةً وتمريناً وجهوداً

ص: 10

كبيرة؛ وما أكثر أن يعيش الإنسان حضور القلب بضع لحظات، ولكن إن واصل هذا الأمر وداوم عليه وسعى جهده، فإنّه يبلغ قدرة بحيث يسعه أن يغلق بوّابة فكره على غير المعبود حين الصلاة والدعاء، ويمارس حضوره عند اللَّه فيسأله ويناجيه. ومن هنا نوصي الجميع- ولا سيّما الشبّان- بعدم اليأس من تشتّت الحواس وعدم حضور القلب في عباداتهم ومواصلة الدرب وسيكون النصر حليفهم إن شاء اللَّه.

8. تغيير الشكل الظاهري في بعض العبادات ذات الجانب التكراري له بالغ الأثر في حضور القلب. مثلًا يغيّر السورة التي تقرأ بعد الحمد في الصلاة، ويقرأ في بعض الركوعات والسجودات الذكر «

سبحان اللَّه

» والبعض الآخر «

سبحان ربّي العظيم وبحمده

» و «

سبحان ربّي الأعلى وبحمده

»، ويغيّر أدعية القنوت، أو يقرأ مثلًا دعاء كميل بصورة عادية تارة واخرى بصورة مرتّلة وثالثة بصوت أو بصورة إخفات، وأن يرى نفسه حين الصلاة والدعاء في حرم مكّة والمدينة وسائر المواقع المقدّسة، وقد دلّت التجربة على أنّ لهذا التغيير دوراً كبيراً في التركيز وحضور القلب.

9. الامتناع عن أكل الحرام والشبهة له عظيم الأثر بهذا الخصوص.

10. ناهيك عمّا مضى، لابدّ من سؤال اللَّه بنيّة خالصة، نعمته الفضيلة حضور القلب في الدعاء والصلاة والزيارة، فهو الكريم والرحيم الذي لا يردّ سائله ولا يخيب آمله.

5. آداب الدعاء وشرائط الاستجابة

هنالك آداب بالغة التأثير في استجابة الدعاء والتوجّه إلى الحبيب ونيل المزيد من فيض اللَّه ورحمته، ونشير هنا- بالاستعانة بالروايات- إلى أهمّها:

أ) معرفة اللَّه

يجدر بالداعي أن يعرف اللَّه حقّاً ويؤمن بمالكية اللَّه وقدرته وعظمته وعلمه وإحاطته بكلّ شي ء وكرمه ولطفه.

ب) حسن الظنّ باللَّه

صرّحت بعض الروايات بالثقة باللَّه حين الدعاء واستجابته، وإن لم يستجب الدعاء لبعض المصالح فإنّ اللَّه وعد بأفضل من ذلك (1).


1- الكافي: ج 2، ص 473، ح 1.

ص: 11

ج) الدعاء مع الشعور بالحاجة

لابدّ أن يقترن الدعاء بالشعور بالحاجة والعجز بحيث يوقن الإنسان أن لا ملجأ له سوى اللَّه (1).

د) الدعاء المقرون بالتوجّه التام

لابدّ أن يخلي الداعي قلبه من كلّ ما سوى اللَّه ويتوجّه بقلبه إليه (2).

ه) الخضوع والانكسار في الدعاء

يجب أن يقبل الداعي على اللَّه بمنتهى الخشوع والتواضع ورقّة القلب (3)؛ وأن يرفع يديه إلى السماء (علامة تسليم وتعظيم)(4) ويسأل حاجته بعين باكية وقلب وجل (5).

و) الإستغفار والصلوات في الدعاء

أن يستهلّ الدعاء بحمد اللَّه والثناء عليه والاستغفار والتوبة والصلوات على محمّد وآله فهي مؤثّرة في استجابة الدعاء(6).

ز) الإلحاح في الدعاء

أوصى المعصومون: بالإلحاح في الدعاء(7) ولا ينبغي أن ييأس الداعي ويكفّ عن الدعاء.

وإضافة إلى النقاط المذكورة فممّا لا شك فيه أنّ للدعاء تأثيراً عظيماً في استجابته، في بعض الأوقات مثل ليلة الجمعة ونهارها والدعاء في جوف الليل والسحر ولا سيّما في شهر رمضان المبارك وليالي القدر وأمثال ذلك، وكذلك في بعض الأماكن كالمسجد الحرام ومسجد النبيّ صلى الله عليه و آله والمشاهد المشرّفة(8).

ونختتم هذا القسم بكلام العارف الكامل والعالم الربّاني ورجل العلم والعمل المرحوم السيد ابن طاووس إذ قال: «كن في طلبك الحوائج من سلطان العالمين كما يكون لو طلبت حاجة مهمّة من بعض ملوك الآدميين، فإنّك تتوصّل في رضاهم بكلّ اجتهادك وقت حاجتك إليهم، فكذلك اجتهد في رضا اللَّه عند حاجتك إليه، ولا يكن إقبالك عليه دون إقبالك عليهم، فإنّك إن قصدت اللَّه


1- وسائل الشيعة: ج 4، ص 1174، ح 1.
2- الكافي: ج 2، ص 473، ح 2.
3- المصدر السابق: ص 481، ح 6.
4- المصدر السابق: ص 479 و ص 480، ح 1 و 2.
5- وسائل الشيعة: ج 4، ص 1120، ح 1.
6- المصدر السابق: ص 1126 و 1127 و 1135.
7- بحار الأنوار: ج 90، ص 300 و 374.
8- للوقوف على المزيد راجع بحار الأنوار: ج 90، ص 348، ح 15 و ص 351، ح 16.

ص: 12

في حاجة قد عجزت عنها أنت أو ملوك الدنيا بالكلّية، فكيف يجوز أن يكون اهتمامك برضا الجلالة الإلهيّة دون اهتمامك برضا من قد عجز عنها. ثمّ لا تكن في صوم الحاجة وصلاتها كالمجرّب، فإنّ الإنسان لا يجرّب إلّامن يسوء ظنّه به، وقد عرفت أنّ اللَّه قال: الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ(1) ولكن كن على ثقة كاملة من رحمة اللَّه وإنجاز وعوده أبلغ ممّا تكون لو قصدت حاتم الجواد في طلب قيراطٍ منه.

ولتكن نيّتك في صوم حاجتك وصلاتك لنازلتك، وتصلّي صلاة الحاجة للأهمّ فالأهمّ من حاجاتك الدينية، وأهمّها حاجات من أنت في حفاوة هدايته وحمايته من الصفوة النبوية، ثمّ لحوائجك الدينية وحاجتك التي عرضت لك الآن ...»(2).

6. عوامل عدم استجابة الدعاء

يشكو البعض من تأخير أو عدم استجابة الدعاء، ولا يلتفت إلى أنّ لإجابة الدعاء شرائطها كسائر جميع الأعمال:

يجب أن نعلم بأنّ دعاء اللَّه مقرون برحمته من جانبين؛ الجانب الأوّل التوفيق للدعاء، والجانب الآخر أنّ استجابة الدعاء من اللَّه. فمجرّد دعاء الإنسان للَّه يعزى إلى توفيقه (سواء استجيب دعاؤه أم لم يستجب)؛ فليس لكلّ أحد توفيق التشرف بمناجاة الحقّ، وهذا بحدّ ذاته قيمة عظيمة لكلّ داعٍ، مع ذلك فقد ذكرت الروايات بعض عوامل عدم استجابة الدعاء، وأهمّها:

أ) الاكتفاء بالدعاء والكفّ عن السعي

لابدّ من أن نعلم بأنّ الدعاء لا يعني الكفّ عن السعي؛ لأنّ هذا الدعاء لا يستجاب؛ فلم يرد أي دعاء لتلافي الكسل والخمول. قال الإمام الصادق عليه السلام بشأن بعض من لا يستجاب دعاؤه:

«... وَرَجُلٌ جَلَسَ فِي بَيتِهِ وَقَالَ: يا رَبِّ ارْزُقْنِي، فَيُقَالَ لَهُ: أَلَم أجْعَلْ لَكَ السَّبِيلَ إلى طَلَبِ الرِّزْقِ ...»(3).

ب) المعصية والذنب

العديد من المعاصي تؤدّي إلى عدم استجابة الدعاء. قال عليّ عليه السلام لرجل شكا عدم الإجابة:


1- سورة الفتح: الآية 6.
2- جمال الاسبوع: ص 326 بتلخيص.
3- وسائل الشيعة: ج 4، ص 1159، الباب 50 من أبواب الدعاء، كتاب الصلاة، ح 3.

ص: 13

«... فأيُّ دُعاءٍ يُستجابُ لَكُمْ مَعَ هَذا؟ وَقَدْ سَدَدْتُم أبوابَهُ وطُرقَهُ؟ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأصْلِحُوا أعْمَالَكُمْ، وأخْلِصُوا سَرائرَكُم وأمرُوا بِالْمَعرُوفِ، وَانهَوا عَنِ الْمُنْكَرِ فَيستَجِيبُ اللَّهُ لَكُم دعاءَكُم»(1).

كما صرّحت بعض الروايات بأنّ من عوامل عدم استجابة الدعاء عقوق الوالدين (2) وخبث السريرة والنفاق وتأخير الصلاة عن وقتها وترك البرّ والإحسان والصدقة ولسان السوء و ...(3).

ج) الدعاء على المؤمنين

لو دعا ظلماً على مؤمن لم يستجب دعاؤه (4).

د) الدعاء وقت الشدة

لا يستجاب الدعاء إن اقتصر على الشدّة ونسي اللَّه عند الرخاء فقد جاء في الخبر: «

مَنْ سَرَّهُ أن يُستجابَ لَهُ فِي الشِّدَّةِ فَليُكْثَرِ الدُّعاءَ فِي الرَّخاءِ»(5).

ه) أكل الحرام والشبهة

جاء في الرواية «

مَن أحَبَّ أنْ يُستجابَ دُعاؤهُ فَليُطيِّبْ مَطعَمَهُ وَمَكسَبَهُ»(6)

وفي رواية اخرى أنّ شخصاً قال لرسول اللَّه صلى الله عليه و آله أحِبّ أن يُستَجاب دعائي فقال صلى الله عليه و آله له: «

طَهِّرْ مَأكَلَكَ وَلا تُدْخِلْ بَطنَكَ الحَرامَ»(7).

7. فلسفة عظيم الثواب على الأدعية والزيارات والصلوات

صرّحت بعض الروايات بجزيل الثواب على بعض الأدعية والزيارات والصلوات والأذكار بحيث يرد هنا سؤالان:

1. هل ينال هذا الثواب العظيم كلّ مسلم يقوم بهذه الأعمال السهلة، وما العلاقة بين هذه الأعمال وكلّ ذلك الثواب؟

2. رغم أنّ الرحمة الإلهيّة لامتناهية ولا تنقص مهما أخذ منها «

وَلا تَزيدُهُ كَثْرَةُ الْعَطاءِ إِلّا جُوداً


1- بحار الأنوار: ج 90، ص 377، ح 17.
2- الكافي: ج 2، ص 447، ح 1.
3- معاني الأخبار: ص 271، ح 2؛ بحار الأنوار: ج 70، ص 376، ح 12.
4- بحار الأنوار: ج 90، ص 378، ح 21.
5- وسائل الشيعة: ج 4، ص 1096، الباب 9 من أبواب الدعاء.
6- بحار الأنوار: ج 90، ص 358 و 373.
7- المصدر السابق: ص 373.

ص: 14

وَكَرماً»(1)

لكن أحياناً يزيد هذا الثواب على حدّ الحاجة في الحياة الآخرة، وربّما يكفي المؤمن أمناً ولذّة نيل ثواب معنويّ ومتميّز. ولابدّ من الالتفات في جواب السؤال الأوّل إلى أنّه:

أوّلًا: إن تلقّي هذا الثواب الجزيل طبق صريح الآيات والروايات يتوقّف على الإيمان والإخلاص والتقوى، فقد قال القرآن: إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ المُتَّقِينَ (2) وورد في رواية عن الإمام الصادق عليه السلام: «

مَنْ قَالَ لَا إلهَ إلّااللَّهُ مُخْلِصاً، دَخَلَ الْجَنّةَ، وَإخلاصُهُ أنْ يَحْجِزَهُ لا إلَه إلّااللَّهُ عَمّا حَرَّمَ اللَّهُ عَزَّوَجَلَّ»(3)

. وقد نقل المرحوم العلّامة المجلسي رحمه الله عدّة أحاديث بهذا المضمون في «بحار الأنوار»(4). كما وردت في بعض الروايات بشأن جزيل أجر الزيارات العبارة «

عارفاً بحقّه

» ومفهومها أن يعلم أنّ الإمام مفترض الطاعة ويأتمر بأوامره، ففي إحدى هذه الروايات عن الإمام الكاظم عليه السلام قال: «

إذَا عَرَفْتَ حَقَّهُ وَحُرمَتَهُ وَوِلَايَتَهُ ...»(5).

ثانياً: حفظ هذا الأجر والثواب مهم؛ لأنّ الإنسان قد يعدّ لنفسه ثواباً عظيماً بأعماله الصالحة، لكنّه يحرقه بنيران معاصيه وأعماله القبيحة. قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: «

مَنْ قَالَ لا إلهَ إلّااللَّهُ غُرِسَتْ لَهُ شَجَرَةٌ فِي الجَنَّةِ

» (كما ذكر النبيّ صلى الله عليه و آله مثل ذلك بالنسبة لأذكار اخرى) فقال رجل من قريش: فما أكثر أشجارنا في الجنّة. فقال صلى الله عليه و آله: «

نَعم وَلكِنْ إيّاكُمْ أن تُرسِلوا عَليها نِيراناً فَتُحرِقُوها»(6)

ثمّ استدلّ صلى الله عليه و آله بالآية 33 من سورة محمّد وَلا تُبْطِلُوا أَعمَالَكُم ....

ولابدّ من الالتفات في جواب السؤال الثاني إلى أنّ الأجر الجزيل للقيامة يتناسب مع ذلك العالم العظيم؛ فالدنيا التي نعيش فيها إزاء عالم الآخرة، بمنزلة دار متواضعة في مقابل جميع المنظومة الشمسية، أو أصغر من ذلك؛ وعليه فلا ينبغي التعجب من عظمة ذلك الثواب، بالإضافة إلى أنّ ثواب اللَّه يتناسب مع لطفه وكرمه لا مع أعمالنا، إلى جانب كون الأعداد والأرقام التي ترد أحياناً في هذه الروايات كناية عن سلسلة من الثواب المعنويّ الجزيل والذي بيّن بصيغة أجر مادّي يتناسب مع العالم الذي نعيش فيه.


1- دعاء الافتتاح.
2- سورة المائدة: الآية 27.
3- بحار الأنوار: ج 90، ص 197، ح 21.
4- المصدر السابق.
5- الكافي: ج 4، ص 582، ح 9( ذكر المرحوم الكليني روايات اخرى في هذا الباب قريبة من هذا المضمون).
6- بحار الأنوار: ج 90، ص 168، ح 3.

ص: 15

8. تبديل الطلبات

يستفاد من بعض الروايات أنّ اللَّه لا يستجيب أحياناً لدعاء المؤمن، وبالمقابل يغفر له ذنوبه أو يدّخره له يوم القيامة. قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: «

مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدعُو اللَّهَ بِدُعَاءٍ إلّايَسْتَجِيبُ لَهُ فإمّا أنْ يُعَجَّلَ فِي الدُّنيا وإمّا أن يُدَّخَر للآخِرَةِ وإمّا أن يُكفَّر مِن ذُنوبهِ»(1).

وجاء في رواية اخرى: «

إنّ المُؤمِنَ لَيَدْعُو في حاجَتِهِ فَيَقُولُ اللَّهُ: أخِّروا حَاجَتَهُ، شَوْقاً إلى دُعَائِهِ فإذا كَانَ يَومُ القِيامَةِ يقولُ اللَّهُ: عَبْدِي دَعَوْتَنِي في كذا فَأَخَّرْتُ إجَابَتَك فِي ثَوابِكَ كذا، وَدَعَوْتَنِي في كذا فَأَخَّرْتُ إجابَتَكَ في ثَوابٍ، قال: فَيَتَمَنَّى الْمُؤمِنُ أنَّهُ لَمْ يُسْتَجَبْ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيا لِمَا يَرى مِنْ حُسْنِ ثَوابِهِ»(2)

. وممّا ينبغي الالتفات إليه أنّ الإنسان وبجهله يسأل اللَّه بكلّ كيانه حاجةً تضرّه فإن نالها فسدت دنياه وآخرته، فيمسكها اللَّه بلطفه ويفيض عليه نعمة اخرى بدلًا منها؛ فمعرفتنا وعلمنا محدود وعلمه تعالى مطلق.

9. وصايانا للشبّان الأعزاء

ألفت نظر القرّاء الأعزاء إلى هذه الوصايا:

1. كلّ ما ورد في هذا الكتاب يعود إلى كتب معتبرة مثل «مصباح المتهجد» للشيخ الطوسي رحمه الله و «كامل الزيارات» لابن قولويه، وكتب المرحوم السيّد ابن طاووس، والمرحوم الكفعمي. كتب أولئك الأعلام الذين لا ينقلون شيئاً دون سند، وإن ذكروا دعاءً أو زيارة من رشحات أنفسهم الملكوتية والربانية صرّحوا به. وكان تحت تصرّفهم العديد من المصادر حين الكتابة، فخلّفوا هذه الآثار بالاقتباس منها. فقد كان لدى المرحوم السيّد ابن طاووس ألف وخمسمائة جزء حين ألف كتابه «الإقبال»(3) وصرّح في كتابه «كشف المحجّة» أنّ أكثر من ستين كتاباً منها كانت في الدعاء(4).

وكتب المحقّق المتتبع العالم الفذّ المرحوم آقا بزرك الطهراني في كتابه القيم «الذريعة» بشأن


1- بحار الأنوار: ج 90، ص 378، ح 22.
2- المصدر السابق.
3- إقبال الأعمال: ج 1، ص 17 مقدمة التحقيق( طبع مكتب الاعلام الإسلامي).
4- كشف المحجّة: ص 131.

ص: 16

السيّد ابن طاووس، وبالجملة، للسيد رضيّ الدين عليّ بن طاووس بتأليفه أجزاء كتاب التتمّات وجمعها من تلك الكتب، حقّ عظيم على جميع الشيعة، وكلّ من ألّف بعده كتاباً في الدعاء فهو عيال عليه، مغترف من حياضه، متناول من موائده، ويحقّ علينا تقدير عمله (1).

وعلى هذا الأساس واستناداً لما ألّفه السيّد ابن طاووس في الدعاء(2) كتكملة لكتاب «مصباح المتهجّد» لجدّه من امّه المرحوم الشيخ الطوسي، يتضحّ أنّ من يهيّى ء هذه الأجزاء الأحد عشر (المتعلّقة بهذين العلمين)، كأنّه جنى تقريباً مجموعة كاملة في الأدعية والأعمال والزيارات (وقد استعنّا بها جميعاً في هذا الكتاب)(3).

وقال بشأن كتاب مصباح الكفعمي «صرّح في مقدمة كتاب «جنّة الأمان الواقية» (المعروف بمصباح الكفعمي) أنّه جمعه من الكتب المعتبرة والموثوقة»(4).

وقال المرحوم العلّامة المجلسي رحمه الله في مقدّمة «زاد المعاد»: ذكرت في هذا الكتاب منتخباً من أعمال السنة وفضائل الأيّام والليالي وأعمالها التي وردت بسند صحيح ومعتبر. وكان أصحاب الأئمّة عليهم السلام يهتمّون بضبط ونقل صحيح الأحاديث والأدعية والعبارات الواردة عنهم عليهم السلام: قال أحد أصحاب الإمام الكاظم عليه السلام عبداللَّه بن زيد أنّ جماعة من خاصة صحابة أهل البيت عليهم السلام كانوا يأتون الإمام عليه السلام ويكتبون ما يقوله (وكانوا يذكرون العبارات والآداب كافّة)(5).

أيّها القارئ العزيز بالنظر لما ذكر سابقاً، لا يبقى مجال للشكّ في اعتبار المصادر التي اقتبس منها مضمون هذا الكتاب، وعليه يمكن العمل ببصيرة وضمير وادع بالأدعية والزيارات والأعمال الواردة في هذا الكتاب، خاصة إن انتبهنا لأمرين آخرين بهذا الخصوص: الأوّل كما ذكر أنّ المحتوى الشامخ وسموّ معاني أغلب هذه الأدعية والزيارات أفضل شاهد على صدورها عن المعصوم عليه السلام، فمثل هذه الألفاظ والمفاهيم لا يمكن أن تصدر سوى من روح المعصومين عليهم السلام، والآخر أنّه يمكن الاستفادة من قصد الرجاء، أي الإتيان بكلّ هذه الأدعية والأعمال المستحبّة


1- الذريعة: ج 8، ص 176 و 177.
2- وهو عشرة أجزاء وكلّ جزء في قسم من الأعمال. مثلًا فلاح السائل في أعمال الليل والنهار والاقبال فقط في أعمال الشهور( راجع الذريعة: ج 8، ص 178).
3- الذريعة: ج 8، ص 177 و 178.
4- المصدر السابق: ص 179.
5- المصدر السابق: ص 173؛ مستدرك الوسائل: ج 17، ص 292، ح 27.

ص: 17

رجاء المطلوبية؛ حيث جاء في الحديث النبوي: «

مَنْ بَلَغَهُ شَي ءٌ مِنَ الثّوابِ عَلَى شَي ءٍ مِنَ الْخَيرِ فَعَمِلَ بِهِ كَانَ لَهُ أجرُ ذَلكَ»(1).

-

چ چ-

2.

وصيّتنا الاخرى للقرّاء الأعزّاء

- سيّما الشبّان المؤمنين الطاهرين- أن يهتمّوا بكيفية الدعاء وأجوائه المعنوية أكثر من اهتمامهم بكميّته، ويعلموا أنّ مجرّد قراءة دعاء كميل أو الندبة أو أبو حمزة أو دعاء عرفة للإمام الحسين عليه السلام بحضور قلب يخلق لديهم تحوّلًا وانقلاباً يغيّر مسيرة حياتهم ويعرج بأرواحهم إلى السماء ويقرنهم بالملائكة، وهنا يتضحّ سرّ وفلسفة هذا الثواب العظيم الوارد لبعض الأدعية.

أيّها الأعزّة: لنسعى جميعاً بالمرور على المطالب الواردة في بحث حضور القلب وآداب الدعاء وبالتفكير في مضامين الأدعية أن نعيش حين الدعاء والصلاة والزيارة حالة تكون ألذّ لحظات حياتنا وتقرّبنا كلّ آن أكثر فأكثر من اللَّه. ونسعى من خلال التدبّر في المحتوى والتوجّه بالمحضر الذي نرد فيه، والانتباه إلى القصور والتقصير وصغر أنفسنا من جانب وعظمة وشموخ من نناجي من جانب آخر لكي تتّصل أرواحنا بالعالم العلويّ وتناجي المحبوب الحقيقيّ. فإن قرأنا دعاءً المخاطب فيه اللَّه نشير إلى ما حبانا من لطف وحبّ طيلة عمرنا وما ستر علينا من ذنوب وقبائح وغذّانا به من نعم، فتلهج ألسنتنا لنلمس حبّه في صلاحنا وهدانا ونتلمّس قربه والانس به. وإن كانت زيارة من زيارات الأئمّة الطاهرين (صلوات اللَّه عليهم أجمعين) نركّز على قربهم ولطفهم ورحمتهم وكرامتهم وأنّهم شفعاؤنا عند اللَّه والمقرّبون له، وأنّهم يسمعون كلامنا ويردّون سلامنا ويرون مقامنا وموقعنا «

وأعْلَمُ أنَّ رَسولَكَ وَخُلَفاءَكَ أحياءٌ عِندَكَ يُرزَقُونَ، يَرَوْنَ مَقامي وَيَسْمَعُونَ كَلامي وَيَردُّونَ سَلامي»(2)

لنشعر بلذّة وحلاوة مناجاتهم «

وَفَتَحْتَ بابَ فَهْمِي

بِلَذِيذِ مُناجَاتِهِم»(3)

. فإن دعونا وزرنا كذلك يسعنا الوثوق بكلّ دعاء وزيارة، وكأننا شرّفنا بزيارة اللَّه والمعصومين عليهم السلام وجلّينا أرواحنا وقلوبنا وأزلنا ما علق بها من صدأ وظلمة، وهنا يحظى الدعاء والزيارة بمنزلته الحقيقية ويتحقّق هدفه الأصلي. ويجب عليّ في الختام أن أتقدم بالشكر


1- وسائل الشيعة: ج 1، ص 59، أبواب مقدمات العبادات، الباب 18( وردت عدّة روايات بهذا المضمون).
2- بلدالامين: ص 275. جدير بالذكر هذه العبارات جانب من إذن الدخول لزيارة الرسول صلى الله عليه و آله في المدينة في مسجد النبي صلى الله عليه و آله ونقلت من هناك إلى المشاهد المشرفة الاخرى.
3- المصدر السابق.

ص: 18

الجزيل إلى الفضلاء الأجلاء كافّة الذين مدّوا يد العون في إعداد هذا الكتاب وجهدوا في تطبيق المصادر والتصحيح والطبع والنشر ولا سيّما الأفاضل السادة محمّد رضا حامدي ومسعود مكارم والسيّد عبدالمهدي توكل والشيخ هاشم الصالحي (دامت تأييداتهم) داعياً اللَّه لهم الموفقية.

وأرجو من الجميع الدعاء وأن لا ينسوني وجميع من جهد في إعداد هذا الكتاب.

جدير ذكره: استغرق هذا الكتاب عدّة سنوات؛ فإن كان هنالك من ملاحظة نتقبلها برحابة صدر.

قم- ناصر مكارم الشيرازي

2005 م

ص: 19

القسم الاول: السور القرآنية

اشارة

1. سورة يس 11. سورة الزَّلزلة

2. سورة الرّحمن 12. سورة العاديات

3. سورة الواقعة 13. سورة التكاثر

4. سورة الجمعة 14. سورة الكوثر

5. سورة المنافقون 15. سورة الكافرون

6. سورة النّبأ (عمّ يتسائلون) 16. سورة النّصر

7. سورة الأعلى 17. سورة الإخلاص (قل هو اللَّه أحد)

8. سورة الشمس 18. سورة الفلق

9. سورة الشرح (ألم نشرح) 19. سورة النّاس

10. سورة القدر 20. آية الكرسيّ

ص: 20

ص: 21

سورة يس

مقدمه

بالنظر إلى أنّ العديد من السور والآيات القرآنية تقرأ في مختلف الصلوات، كالنوافل اليومية ونافلة الليل وصلوات الأئمّة الأطهار عليهم السلام وصلوات الزيارة وصلوات أيّام الأسبوع وقضاء الحاجة، وكذلك في مختلف الأزمنة والأماكن كليالي الإحياء والأيّام البيض وليالي شهر رجب وشعبان ورمضان وتعقيبات الصلوات اليومية، ولتحصيل بعض الآثار والبركات كغفران الذنوب والخلاص من المشاكل، كان من الضروريّ الإتيان ببعض هذه السور والآيات الكثيرة الاستعمال (وهذا بذاته دليل على أهميّتها) في مقدّمة هذا الكتاب عقب الإشارة إلى بعض فضائلها.

سورة (يس) بشهادة العديد من الأحاديث الواردة بهذا الخصوص، إحدى السور القرآنية المهمّة بحيث عبّرت عنها بعض الأحاديث «قلب القرآن»(1) وذلك لمضامينها التوحيدية المحور لجميع المسائل العقائدية.

قال الإمام الصادق عليه السلام: «

مَنْ قَرَأ سُورَةَ يس فِي نَهارِهِ، قَبل أن يُمسِي، كانَ فِي نَهارِهِ مِنَ


1- مجمع البيان: ج 8، ص 255، بداية سورة يس.

ص: 22

الْمَحفُوظينَ وَالمَرزوقِينَ حتّى يُمْسي، وَمَن قَرأها فِي لَيْلةٍ قَبلَ أنْ يَنامَ، وَكّلَ بِهِ ألفَ مَلَكٍ يَحْفَظُونَهُ مِنْ كُلِّ شَيطانٍ رَجيمٍ وَمِنْ كُلِّ آفَةٍ»(1).

تنبيه مهم:

من الواضح أنّ الثواب العظيم الوارد بشأن هذه السورة وسائر السور القرآنية في الروايات لا يترتّب على تلاوتها السطحيّة دون تدبّر وعمل؛ ولدينا العديد من الشواهد على أنّ هذا الثواب والبركة يختصّ بمن كيّف حياته مع مضمون هذه السور.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ يس 1 وَالْقُرْءَانِ الْحَكِيمِ 2 إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ 3 عَلَى صِرطٍ مُّسْتَقِيمٍ 4 تَنزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ 5 لِتُنذِرَ قَوْماً مَّا أُنذِرَ ءَابَآؤُهُمْ فَهُمْ غفِلُونَ 6 لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَايُؤْمِنُونَ 7 إِنَّا جَعَلْنَا فِى أَعْنقِهِمْ أَغْللًا فَهِىَ إِلَى الْأَذْقَانِ فَهُم مُّقْمَحُونَ 8 وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدّاً وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً فَأَغْشَيْنهُمْ فَهُمْ لَايُبْصِرُونَ 9 وَسَوَآءٌ عَلَيْهِمْ ءَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ 10 إنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِىَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ 11 إِنَّا نَحْنُ نُحْىِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَءَاثرَهُمْ وَكُلَّ شَىْ ءٍ أَحْصَيْنهُ فِى إِمَامٍ مُّبِينٍ 12 وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا أَصْحبَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَآءَهَا الْمُرْسَلُونَ 13 إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُواْ إِنَّآ إِلَيْكُم مُّرْسَلُونَ 14 قَالُوا مَآ أَنتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمنُ مِن شَىْ ءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ 15 قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّآ إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ 16 وَمَا عَلَيْنَآ إِلَّا الْبَلغُ الْمُبِينُ 17 قَالُواْ إِنَّآ تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِن لَّمْ تَنتَهُواْ لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ 18


1- مجمع البيان: ج 8، ص 255، بداية سورة يس.

ص: 23

قَالُواْ طئِرُكُم مَّعَكُمْ أَئِن ذُكِّرْتُم بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ 19 وَجَآءَ مِنْ أَقْصَا الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يقَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ 20 اتَّبِعُوا مَن لَّايَسْئَلُكُمْ أَجْراً وَهُم مُّهْتَدُونَ 21 وَمَا لِىَ لَآأَعْبُدُ الَّذِى فَطَرَنِى وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ 22 ءَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ ءَالِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمنُ بِضُرٍّ لَّاتُغْنِ عَنِّى شَفعَتُهُمْ شَيْئاً وَلَا يُنقِذُونِ 23 إِنِّى إِذاً لَّفِى ضَللٍ مُّبِينٍ 24 إِنِّى ءَامَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ 25 قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يلَيْتَ قَوْمِى يَعْلَمُونَ 26 بِمَا غَفَرَ لِى رَبِّى وَجَعَلَنِى مِنَ الْمُكْرَمِينَ 27 وَمَآ أَنزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِن جُندٍ مِّنَ السَّمَآءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلينَ 28 إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وحِدَةً فَإِذَا هُمْ خمِدُونَ 29 يحَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ 30 أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَايَرْجِعُونَ 31 وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ 32 وَءَايَةٌ لَّهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبّاً فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ 33 وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنتٍ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنبٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ 34 لِيَأْكُلُوا مِن ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ 35 سُبْحنَ الَّذِى خَلَقَ الْأَزْوجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لَايَعْلَمُونَ 36 وَءَايَةٌ لَّهُمُ الَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ 37 وَالشَّمْسُ تَجْرِى لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ 38 وَالْقَمَرَ قَدَّرْنهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ 39 لَاالشَّمْسُ يَنبَغِى لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا الَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِى فَلَكٍ يَسْبَحُونَ 40 وَءَايَةٌ لَّهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ 41 وَخَلَقْنَا لَهُم مِّن مِّثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ 42 وَإِن نَّشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلَا صَرِيخَ لَهُمْ وَلَا هُمْ يُنقَذُونَ 43 إِلَّا رَحْمَةً مِّنَّا وَمَتعاً إِلَى حِينٍ 44 وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ 45 وَمَاتَأْتِيهِم مِّنْ ءَايَةٍ مِّنْ ءَايتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ 46 وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالَ الَّذِينَ

ص: 24

كَفَرُوا لِلَّذِينَ ءَامَنُوا أَنُطْعِمُ مَن لَّوْ يَشَاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا فِى ضَللٍ مُّبِينٍ 47 وَيَقُولُونَ مَتَى هذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صدِقِينَ 48 مَا يَنظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ 49 فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلَآ إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ 50 وَنُفِخَ فِى الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ 51 قَالُوا يوَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا هذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمنُ وَ صَدَقَ الْمُرْسَلُونَ 52 إن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ 53 فَالْيَوْمَ لَاتُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَلَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ 54 إِنَّ أَصْحبَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِى شُغُلٍ فكِهُونَ 55 هُمْ وَأَزْوجُهُمْ فِى ظِللٍ عَلَى الْأَرَآئِكِ مُتَّكِئُونَ 56 لَهُمْ فِيهَا فكِهَةٌ وَلَهُم مَّا يَدَّعُونَ 57 سَلمٌ قَوْلًا مِّن رَّبٍّ رَّحِيمٍ 58 وَامْتزُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ 59 أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يبَنِى ءَادَمَ أَن لَّاتَعْبُدُوا الشَّيْطنَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ 60 وَأَنِ اعْبُدُونِى هذَا صِرطٌ مُّسْتَقِيمٌ 61 وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنكُمْ جِبِلّاً كَثِيراً أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ 62 هذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِى كُنتُمْ تُوعَدُونَ 63 اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ 64 الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ 65 وَلَوْ نَشَآءُ لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّرطَ فَأَ نَّى يُبْصِرُونَ 66 وَلَوْ نَشَآءُ لَمَسَخْنهُمْ عَلَى مَكَانَتِهِمْ فَمَا اسْتَطعُوا مُضِيّاً وَلَا يَرْجِعُونَ 67 وَمَن نُّعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِى الْخَلْقِ أَفَلَا يَعْقِلُونَ 68 وَمَا عَلَّمْنهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِى لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْءَانٌ مُّبِينٌ 69 لِّيُنذِرَ مَن كَانَ حَيّاً وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكفِرِينَ 70 أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُم مِّمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَآ أَنْعماً فَهُمْ لَهَا ملِكُونَ 71 وَذَلَّلْنهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ 72 وَ لَهُمْ فِيهَا مَنفِعُ وَ مَشَارِبُ أَفَلَا يَشْكُرُونَ 73 وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ ءَالِهَةً لَّعَلَّهُمْ يُنصَرُونَ 74 لَايَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ وَهُمْ لَهُمْ جُندٌ مُّحْضَرُونَ 75 فَلَا يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا

ص: 25

يُعْلِنُونَ 76 أَوَ لَمْ يَرَ الْإِنسنُ أَنَّا خَلَقْنهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ 77 وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِىَ خَلْقَهُ قَالَ مَن يُحْىِ الْعِظمَ وَهِىَ رَمِيمٌ 78 قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِى أَنشَأَهَآ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ 79 الَّذِى جَعَلَ لَكُم مِّنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَاراً فَإِذَا أَنتُم مِّنْهُ تُوقِدُونَ 80 أَوَلَيْسَ الَّذِى خَلَقَ السَّمو تِ وَالْأَرْضَ بِقدِرٍ عَلَى أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُم بَلَى وَهُوَ الْخَلقُ الْعَلِيمُ 81 إِنَّمَآ أَمْرُهُ إِذَآ أَرَادَ شَيْئاً أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ 82 فَسُبْحنَ الَّذِى بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَىْ ءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ 83

سورة الرّحمن

لمّا كانت هذه السورة تثير لدى الإنسان الشعور بالشكر والامتنان بأسمى صوره وتضاعف في القلب شوق الطاعة والعبودية من خلال بيان النعم الماديّة والمعنويّة في الدنيا والآخرة، ذكرت الروايات عظيم الثواب على تلاوتها؛ طبعاً التلاوة النابعة من القلب والمحرّكة للإنسان.

ففي الحديث الشريف عن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أنّه قال: «

مَن قَرأ سُورَةَ الرّحمنِ رَحِمَ اللَّهُ ضَعفَهُ وَأدّى شُكْرَ مَا أنعَمَ اللَّهُ عَلَيهِ»(1).

وقال الإمام الصادق عليه السلام: «

مَن قَرأ سُورَةَ الرّحمنِ فَقَالَ عِندَ كُلِ

فَبِأيِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ

لا بِشَيْ ءٍ مِنْ ءَالَآئِكَ رَبّ أُكَذِّب فإن قَرَأها لَيلًا ثُمَّ مَاتَ مَاتَ شهيداً، وإن قَرَأها نَهاراً فَماتَ، مَاتَ شَهيدا»(2).

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الرَّحْمنُ 1 عَلَّمَ الْقُرْءَانَ 2 خَلَقَ الإنسنَ 3 عَلَّمَهُ الْبَيَانَ 4 الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ 5 وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ 6 وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ 7


1- نور الثقلين: ج 5، ص 187، ح 3.
2- بحار الأنوار: ج 89، ص 306، ح 2.

ص: 26

أَلَّا تَطْغَوْا فِى الْمِيزَانِ 8 وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ 9 وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ 10 فِيهَا فكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ 11 وَالْحَبُّ ذُوالْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ 12 فَبِأَىِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ 13 خَلَقَ الإنسنَ مِن صَلْصلٍ كَالْفَخَّارِ 14 وَ خَلَقَ الْجَآنَّ مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ 15 فَبِأَىِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ 16 رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَ رَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ 17 فَبِأَىِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ 18 مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ 19 بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّايَبْغِيَانِ 20 فَبِأَىِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ 21 يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ 22 فَبِأَىِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ 23 وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنشَئَاتُ فِى الْبَحْرِ كَالْأَعْلمِ 24 فَبِأَىِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ 25 كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ 26 وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَللِ وَالإكْرَامِ 27 فَبِأَىِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ 28 يَسْئَلُهُ مَن فِى السَّمو تِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِى شَأْنٍ 29 فَبِأَىِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ 30 سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلَانِ 31 فَبِأَىِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ 32 يمَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمو تِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا لَاتَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطنٍ 33 فَبِأَىِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ 34 يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنتَصِرَانِ 35 فَبِأَىِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ 36 فَإِذَا انشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ 37 فَبِأَىِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ 38 فَيَوْمَئِذٍ لَّايُسْئَلُ عَن ذَنبِهِ إِنسٌ وَلَا جَانٌّ 39 فَبِأَىِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ 40 يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمهُمْ فَيُؤخَذُ بِالنَّوصِى وَالْأَقْدَامِ 41 فَبِأَىِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ 42 هذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِى يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ 43 يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ ءَانٍ 44 فَبِأَىِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ 45 وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ 46 فَبأَىِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ 47 ذَوَاتَآ أَفْنَانٍ 48 فَبِأَىِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ 49 فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ 50 فَبِأَىِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ 51 فِيهِمَا مِن كُلِّ فكِهَةٍ

ص: 27

زَوْجَانِ 52 فَبِأَىِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ 53 مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشِ م بَطَآئِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ 54 فَبِأَىِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ 55 فِيهِنَّ قصِرَ تُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ 56 فَبِأَىِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ 57 كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ 58 فَبِأَىِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ 59 هَلْ جَزَاءُ الإحْسنِ إِلَّا الإحْسنُ 60 فَبِأَىِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ 61 وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ 62 فَبأَىِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ 63 مُدْهَامَّتَانِ 64 فَبأَىِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ 65 فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ 66 فَبِأَىِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ 67 فِيهِمَا فكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ 68 فَبِأَىِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ 69 فِيهِنَّ خَيْرَ تٌ حِسَانٌ 70 فَبِأَىِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ 71 حُورٌ مَّقْصُورَ تٌ فِى الْخِيَامِ 72 فَبِأَىِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ 73 لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَآنٌّ 74 فَبِأَىِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَاتُكَذِّبَانِ 75 مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِىٍّ حِسَانٍ 76 فَبِأَىِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَاتُكَذِّبَانِ 77 تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِى الْجَللِ وَ الْإِكْرَامِ 78

سورة الواقعة

وردت عدّة روايات في المصادر الإسلاميّة بشأن تلاوة هذه السورة. ففي الحديث النبويّ:

«مَنْ قَرأ سُورَةَ الواقعةِ كُتِبَ لَيسَ مِنَ الغافِلِينَ»(1)

. فآياتها محرّكة وموقظة، بحيث لا تدع للإنسان مجالًا للغفلة. وجاء في حديث نبويّ آخر: «

مَنْ قَرَأ سُورَةَ الْواقِعَةِ كُلَّ ليلةٍ لَمْ تُصِبْهُ فَاقةٌ أبداً»(2).

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ 1 لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ 2 خَافِضَةٌ رَّافِعَةٌ 3 إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ


1- مجمع البيان: ج 9، ص 354؛ مستدرك الوسائل: ج 4، ص 351، ح 89.
2- مجمع البيان: ج 9، ص 354.

ص: 28

رَجّاً 4 وَ بُسَّتِ الْجِبَالُ بَسّاً 5 فَكَانَتْ هَبَآءً مُّنبَثّاً 6 وَكُنتُمْ أَزْوجاً ثَلثَةً 7 فَأَصْحبُ الْمَيْمَنَةِ مَآ أَصْحبُ الْمَيْمَنَةِ 8 وَأَصْحبُ الْمَشْئَمَةِ مَآ أَصْحبُ الْمَشْئَمَةِ 9 وَالسبِقُونَ السبِقُونَ 10 أُوْلئِكَ الْمُقَرَّبُونَ 11 فِى جَنتِ النَّعِيمِ 12 ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ 13 وَ قَلِيلٌ مِّنَ الْأَخِرِينَ 14 عَلَى سُرُرٍ مَّوْضُونَةٍ 15 مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقبِلِينَ 16 يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدانٌ مُّخَلَّدُونَ 17 بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ 18 لَّايُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنزِفُونَ 19 وَفكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ 20 وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ 21 وَحُورٌ عِينٌ 22 كَأَمْثلِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ 23 جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ 24 لَايَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلَا تَأْثِيماً 25 إلَّاقِيلًا سَلماً سَلماً 26 وَأَصْحبُ الْيَمِينِ مَآ أَصْحبُ الْيَمِينِ 27 فِى سِدْرٍ مَّخْضُودٍ 28 وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ 29 وَظِلِّ مَّمْدُودٍ 30 وَمَآءٍ مَّسْكُوبٍ 31 وَفكِهَةٍ كَثِيرَةٍ 32 لَّامَقْطُوعَةٍ وَلَامَمْنُوعَةٍ 33 وَفُرُشٍ مَّرْفُوعَةٍ 34 إِنَّآ أَنشَأْنهُنَّ إِنشَآءً 35 فَجَعَلْنهُنَّ أَبْكَاراً 36 عُرُباً أَتْرَاباً 37 لّاَصْحبِ الْيَمِينِ 38 ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ 39 وَثُلَّةٌ مِّنَ الْأَخِرِينَ 40 وَأَصْحبُ الشِّمَالِ مَا أَصْحبُ الشِّمَالِ 41 فِى سَمُومٍ وَحَمِيمٍ 42 وَظِلٍّ مِّن يَحْمُومٍ 43 لَّابَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ 44 إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذلِكَ مُتْرَفِينَ 45 وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنثِ الْعَظِيمِ 46 وَ كَانُوا يَقُولُونَ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُراباً وَعِظماً أَءِنَّا لَمَبْعُوثُونَ 47 أَوَ ءَابَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ 48 قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْأَخِرِينَ 49 لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ 50 ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّآلُّونَ الْمُكَذِّبُونَ 51 لَأَكِلُونَ مِن شَجَرٍ مِّن زَقُّومٍ 52 فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ 53 فَشرِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ 54 فَشرِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ 55 هذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ 56 نَحْنُ خَلَقْنكُمْ فَلَوْلَا تُصَدِّقُونَ 57 أَفَرَءَيْتُم مَّا تُمْنُونَ 58 ءَأَنتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخلِقُونَ 59 نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ 60 عَلَى أَن نُّبَدِّلَ أَمْثلَكُمْ

ص: 29

وَنُنشِئَكُمْ فِى مَا لَاتَعْلَمُونَ 61 وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَى فَلَوْلَا تَذَكَّرُونَ 62 أَفَرَءَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ 63 ءَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزارِعُونَ 64 لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنهُ حُطماً فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ 65 إِنَّا لَمُغْرَمُونَ 66 بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ 67 أَفَرَءَيْتُمُ الْمَآءَ الَّذِى تَشْرَبُونَ 68 ءَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ 69 لَوْ نَشَآءُ جَعَلْنهُ أُجَاجاً فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ 70 أَفَرَءَيْتُمُ النَّارَ الَّتِى تُورُونَ 71 ءَأَنتُمْ أَنشَأْتُمْ شَجَرَتَهَآ أَمْ نَحْنُ الْمُنشِئُونَ 72 نَحْنُ جَعَلْنهَا تَذْكِرَةً وَمَتعاً لِّلْمُقْوِينَ 73 فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ 74 فَلَآ أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ 75 وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ 76 إِنَّهُ لَقُرْءَانٌ كَرِيمٌ 77 فِى كِتبٍ مَّكْنُونٍ 78 لَّايَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ 79 تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعلَمِينَ 80 أَفَبِهذَا الْحَدِيثِ أَنتُم مُّدْهِنُونَ 81 وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ 82 فَلَوْلَآ إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ 83 وَ أَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ 84 وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلكِن لَّاتُبْصِرُونَ 85 فَلَوْلَآ إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ 86 تَرْجِعُونَهَآ إِن كُنتُمْ صدِقِينَ 87 فَأَمَّآ إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ 88 فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ 89 وَأَمَّآ إِن كَانَ مِنْ أَصْحبِ الْيَمِينِ 90 فَسَلمٌ لَّكَ مِنْ أَصْحبِ الْيَمِينِ 91 وَأَمَّآ إِن كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ 92 فَنُزُلٌ مِّنْ حَمِيمٍ 93 وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ 94 إِنَّ هذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ 95 فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ 96

سورة الجمعة

قال النبيّ الأكرم صلى الله عليه و آله: «

مَن قَرأ سُورةَ الجُمعةِ اعطِي عَشرَ حَسناتٍ، بِعَدَدِ مَن أتى الجُمُعةَ وَبِعَدَدِ مَنْ لَمْ يأتِها فِي أمصارِ الْمُسلمينَ»(1).


1- مجمع البيان: ج 10، ص 5؛ نور الثقلين: ج 5، ص 320، ح 2.

ص: 30

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِى السَّموَ تِ وَمَا فِى الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ 1 هُوَ الَّذِى بَعَثَ فِى الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ ءَايتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتبَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِى ضَللٍ مُّبِينٍ 2 وَءَاخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ 3 ذلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَآءُ وَاللَّهُ ذُوالْفَضْلِ الْعَظِيمِ 4 مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بَايتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَايَهْدِى الْقَوْمَ الظلِمِينَ 5 قُلْ يأَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِن زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَآءُ لِلَّهِ مِن دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صدِقِينَ 6 وَلَا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَداً بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظلِمِينَ 7 قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِى تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى علِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهدَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ 8 يأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِذَا نُودِىَ لِلصَّلَوةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ 9 فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَوةُ فَانتَشِرُوا فِى الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ 10 وَإِذَا رَأَوْا تِجرَةً أَوْ لَهْوًا انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِماً قُلْ مَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجرَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ 11

سورة المنافقون

قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: «

مَن قَرأ سُورةَ المُنافِقُونَ بَرِئَ مِنَ النِفاقِ»(1)

وقال الإمام الصادق عليه السلام:

«الواجبُ عَلى كُلِّ مُؤْمٍن إذا كَانَ لَنَا شِيعةً أنْ يَقرأ فِي لَيلَةِ الْجُمعةِ بِالجُمعةِ وسبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلى


1- مجمع البيان: ج 10، ص 16، بداية سورة المنافقون.

ص: 31

وَفِي صَلاةِ الظّهرِ بِالْجُمعة وَالمُنافِقُونَ، فإذا فعل ذلك فكأنّما يَعمَلُ بِعملِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه و آله وَكانَ جَزاؤُهُ وَثوابُهُ عَلَى اللَّهِ الجَنّةَ»(1).

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ إِذَا جَاءَكَ الْمُنفِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنفِقِينَ لَكذِبُونَ 1 اتَّخَذُوا أَيْمنَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ 2 ذلِكَ بِأَ نَّهُمْ ءَامَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَايَفْقَهُونَ 3 و إِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ 4 وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُءُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ 5 سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَايَهْدِى الْقَوْمَ الْفسِقِينَ 6 هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنفِقُوا عَلَى مَنْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنفَضُّوا وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّموَ تِ وَالْأَرْضِ وَلكِنَّ الْمُنفِقِينَ لَايَفْقَهُونَ 7 يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلكِنَّ الْمُنفِقِينَ لَايَعْلَمُونَ 8 يأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لَاتُلْهِكُمْ أَمْولُكُمْ وَلَا أَوْلدُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذلِكَ فَأُوْلئِكَ هُمُ الْخسِرُونَ 9 وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِىَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِى إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصلِحِينَ 10 وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْساً إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ 11


1- ثواب الأعمال: ص 118؛ نور الثقلين: ج 5، ص 320، ح 1.

ص: 32

سورة النبأ (عمّ يتساءلون)

قال النبيّ الأكرم صلى الله عليه و آله: «

مَنْ قَرأ سُورَةَ عَمّ يَتَساءلُونَ سَقاهُ اللَّهُ بَرْدَ الشَرابِ يَومَ القِيامَة»(1)

. وقال الإمام الصادق عليه السلام: «

مَنْ قَرأ سُورةَ عَمّ يتساءلُونَ، لم يَخرُج سنَته إذا كانَ يُدمِنها فِي كلّ يومٍ، حتّى يَزورَ البيتَ الحرام»(2).

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ عَمَّ يَتَسَآءَلُونَ 1 عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ 2 الَّذِى هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ 3 كَلَّا سَيَعْلَمُونَ 4 ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ 5 أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهداً 6 وَالْجِبَالَ أَوْتَاداً 7 وَخَلَقْنكُمْ أَزْوَاجاً 8 وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتاً 9 وَجَعَلْنَا الَّيْلَ لِبَاساً 10 وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشاً 11 وَ بَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِدَاداً 12 وَجَعَلْنَا سِرَاجاً وَهَّاجاً 13 وَأَنزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَ تِ مَآءً ثَجَّاجاً 14 لِّنُخْرِجَ بِهِ حَبَّاً وَنَبَاتاً 15 وَجَنتٍ أَلْفَافاً 16 إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقتَاً 17 يَوْمَ يُنْفَخُ فِى الْصُّورِ فَتَأَتُونَ أَفْوَاجاً 18 وَفُتِحَتِ الْسَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَاباً 19 وَ سُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَاباً 20 إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَاداً 21 لِّلطغِينَ مَأَباً 22 لبِثِينَ فِيهَآ أَحْقَاباً 23 لَّايَذُوقُونَ فِيهَا بَرْداً وَلَاشَرَاباً 24 إِلَّا حَمِيماً وَغَسَّاقاً 25 جَزَآءً وِفَاقاً 26 إِنَّهُمْ كَانُوا لَايَرْجُونَ حِسَاباً 27 وَكَذَّبُواْ بِأَيتِنَا كِذَّاباً 28 وَكُلَّ شَىْ ءٍ أَحْصَيْنهُ كِتباً 29 فَذُوقُواْ فَلَن نَّزِيدَكُمْ إلَّا عَذَاباً 30 إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازاً 31 حَدَآئِقَ وَأَعْنباً 32 وَكَوَاعِبَ أَتْرَاباً 33 وَكَأْسَاً دِهَاقاً 34 لَّايَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوَاً ولَا كِذَّاباً 35 جَزَآءً مِّن رَّبِّكَ عَطَآءً حِسَاباً 36 رَّبِّ السَّموَ تِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمنِ لَايَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَاباً 37


1- مجمع البيان: ج 10، ص 237، بداية سورة النبأ.
2- المصدر السابق.

ص: 33

يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلئِكَةُ صَفًّا لَّايَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَقَالَ صَوَاباً 38 ذَ لِكَ الْيَومُ الْحَقُّ فَمَن شَآءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآباً 39 إِنَّآ أَنْذَرْنكُمْ عَذَاباً قَرِيباً يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يلَيْتَنِى كُنْتُ تُرَاباً 40

سورة الأعلى

يكفي في فضل تلاوة هذه السورة ما ورد في الرواية أنّ أحد أصحاب عليّ عليه السلام قال: صلّيت خلفه عشرين ليلة وليس يقرأ إلّاسبّح اسم ربّك الأعلى وقال عليه السلام: «

لَو تَعلَمُونَ مَا فِيها لَقرأها الرّجلُ كُلّ يومٍ عِشرينَ مرّةً، وَأن مَنْ قَرَأها فَكأنّما قَرأ صُحُفَ مُوسى وإبراهيمَ الذي وَفّى (1).

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى 1 الَّذِى خَلَقَ فَسَوَّى 2 وَالَّذِى قَدَّرَ فَهَدَى 3 وَالَّذِى أَخْرَجَ الْمَرْعَى 4 فَجَعَلَهُ غُثَآءً أَحْوَى 5 سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنسَى 6 إِلَّا مَاشَآءَ اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الجَهْرَ وَمَا يَخْفَى 7 وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى 8 فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَى 9 سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَى 10 وَ يَتَجَنَّبُهَا الأَشْقَى 11 الَّذِى يَصْلَى النَّارَ الكُبْرَى 12 ثُمَّ لَايَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى 13 قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى 14 وَ ذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى 15 بَلْ تُؤْثِرُونَ الحَيَوةَ الدُّنْيَا 16 وَالْاخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى 17 إِنَّ هذا لَفِى الصُّحُفِ الْأُولَى 18 صُحُفِ إِبْرهِيمَ وَمُوسَى 19


1- تفسير نور الثقلين: ج 5، ص 554، ح 7.

ص: 34

سورة الشمس

يكفي ما ورد في فضل هذه السورة أنّ النبيّ الأكرم صلى الله عليه و آله قال: «

مَنْ قَرأها كأنَّما تَصَدَّقَ بِكُلِّ شَي ءٍ طَلَعَتْ عَليهِ الشّمسُ وَالقمرُ»(1).

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَالشَّمْسِ وَضُحهَا 1 وَالْقَمَرِ إِذَا تَلهَا 2 وَالنَّهَارِ إِذَا جَلهَا 3 وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشهَا 4 وَالْسَّمَآءِ وَمَا بَنهَا 5 وَالْأَرْضِ وَمَا طَحهَا 6 وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا 7 فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا 8 قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكهَا 9 وَ قَدْ خَابَ مَن دَسهَا 10 كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَآ 11 إِذِ انْبَعَثَ أَشْقهَا 12 فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيهَا 13 فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُم بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا 14 وَ لَا يَخَافُ عُقْبهَا 15

سورة الشرح

قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله في فضل تلاوة هذه السورة: «

مَنْ قَرأها اعْطِيَ مِنَ الأجْرِ كَمَن لَقِيَ محمّداً صلى الله عليه و آله مُغتَمّاً فَفَرَّجَ عَنهُ»(2).

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ 1 وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ 2 الَّذِى أَنقَضَ ظَهْرَكَ 3 وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ 4 فَإِنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْراً 5 إِنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْراً 6 فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ 7 وَ إلَى رَبِّكَ فَارْغَب 8


1- مجمع البيان: ج 10، ص 367، بداية سورة الشمس.
2- المصدر السابق: ص 387، بداية سوره الشرح.

ص: 35

سورة القدر

قال النبيّ الأكرم صلى الله عليه و آله: «

مَنْ قَرَأَها (سورة القدر) اعْطِيَ مِنَ الأجْرِ، كمَن صامَ رمضان، وَأحيا ليلةَ القدرِ»(1).

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ إِنَّآ أَنزَلْنهُ فِى لَيْلَةِ الْقَدْرِ 1 وَمَآ أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ 2 لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ 3 تَنَزَّلُ الْمَلئِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ 4 سَلمٌ هِىَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ 5

سورة الزلزلة

وردت عدّة روايات في فضل هذه السورة، ففي الحديث النبويّ: «

مَنْ قَرأها فكأنّما قَرأ البَقَرَةَ وأُعْطِيَ مِنَ الأجْرِ كَمَن قَرأ رُبعَ القُرآنِ»(2).

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ إِذَا زُلْزِلَتِ الأَرْضُ زِلْزَالَهَا 1 وَأَخْرَجَتِ الأَرْضُ أَثْقَالَهَا 2 وَقَالَ الإِنْسنُ مَا لَهَا 3 يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا 4 بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا 5 يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتاً لِّيُرَوْاأَعْملَهُمْ 6 فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرَاً يَرَهُ 7 وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرَّاً يَرَهُ 8


1- مجمع البيان: ج 10، ص 403، بداية سورة القدر.
2- المصدر السابق: ص 416، بداية سورة الزلزلة.

ص: 36

سورة العاديات

قال الإمام الصادق عليه السلام: «

مَنْ قَرأ (والعاديات) وأدمَنَ قِراءَتَها، بَعَثَهُ اللَّهُ مَعَ أميرِالمُؤمنينَ عليه السلام يَومَ القيامَةِ خَاصّةً، وَكَانَ فِي حِجرِهِ ورفقائِهِ»(1).

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ وَالْعدِيتِ ضَبْحاً 1 فَالْمُورِيتِ قَدْحاً 2 فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً 3 فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعَاً 4 فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً 5 إِنَّ الْإِنسنَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ 6 وَإِنَّهُ عَلَى ذلِكَ لَشَهِيدٌ 7 وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ 8 أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِى الْقُبُورِ 9 وَحُصِّلَ مَا فِى الصُّدُورِ 10 إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرٌ 11

سورة التكاثر

قال النبيّ الأكرم صلى الله عليه و آله: «

ومَن قَرأها لَم يُحاسِبَهُ اللَّهُ بِالنّعيمِ الّذي أنعَمَ عَلَيهِ فِي دارِ الدّنيا، واعطِي مِنَ الأجرِ، كأنّما قرأ ألفَ آيَةٍ»(2).

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ أَلْهكُمُ التَّكَاثُرُ 1 حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ 2 كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ 3 ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ 4 كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ 5 لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ 6 ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ 7 ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ 8


1- مجمع البيان: ج 10، ص 421، بداية سورة العاديات.
2- المصدر السابق: ص 430، بداية سورة التكاثر.

ص: 37

سورة الكوثر

قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله في فضيلة هذه السورة: «

مَنْ قَرَأها سَقاهُ اللَّه مِنْ أنهارِ الجنّةِ، واعطِيَ مِنَ الأجرِ بِعَددِ كُلِّ قُربانٍ قَرَّبهُ العِبادُ في يَوم عيدٍ، ويُقرّبون مِن أهلِ الكتابِ والمُشركِينَ»(1).

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ إِنَّآ أَعْطَيْنكَ الْكَوْثَرَ 1 فَصَلِّ لِرَبِّكَ وانْحَرْ 2 إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ 3

سورة الكافرون

وردت عدّة روايات في فضل هذه السورة تفيد أهميّة محتواها، ومنها: عن النبيّ صلى الله عليه و آله أنّه قال:

«مَنْ قَرأ

قُلْ يا أيّها الكافرونَ

فكأنّما قَرَأ رُبعَ القُرآنِ، وَتَباعدَتْ عَنه مَرَدَةُ الشّياطينِ، وبَرِى ءَ مِنَ الشِّركِ، وَيُعافى مِنَ الْفَزَعِ الأكبرِ»(2).

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ قُلْ يأَيُّهَا الْكفِرُونَ 1 لَآأَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ 2 وَلَآ أَنْتُمْ عبِدُونَ مَآ أَعْبُدُ 3 وَلَآ أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ 4 وَلَآ أَنْتُمْ عبِدُونَ مَآ أَعْبُدُ 5 لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِىَ دِينِ 6

سورة النصر

قال النبيّ الأكرم صلى الله عليه و آله: «

مَنْ قَرَأها فَكَأنَّما شَهِدَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه و آله فَتَحَ مكَّة»(3).


1- مجمع البيان: ج 10، ص 458، بداية سورة الكوثر.
2- المصدر السابق: ص 462، بداية سورة الكافرون.
3- المصدر السابق: ص 466، بداية سورة النصر.

ص: 38

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ إِذَا جَآءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ 1 وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِى دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً 2 فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ واسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا 3

سورة الاخلاص

ذكرت المصادر الإسلاميّة العديد من الروايات في فضل تلاوة هذه السورة، تكشف عن عظم أهميّتها، منها ما جاء عن النبيّ الأكرم صلى الله عليه و آله أنّه قال: «

مَنْ قَرأها فكأنّما قَرأ ثُلثَ القرآنِ، واعْطِيَ مِنَ الأجرِ عَشْرَ حَسناتٍ بِعَدَدِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَاليومِ الآخِرِ»(1).

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ 1 اللَّهُ الصَّمَدُ 2 لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ 3 وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ 4

سورة الفلق

قال النبيّ صلى الله عليه و آله: «

مَن قَرَأ (قُل أعُوذُ بِرَبِّ الْفَلقِ) وَ (قُلْ أعوذُ بِربّ الناسِ) فكأنّما قَرأ جَميعَ الكُتبِ الّتي أنزَلَها اللَّهُ عَلَى الأنبياءِ»(2).

وقال الإمام الباقر عليه السلام: «

مَن أوْتَرَ بالمُعَوِّذَتينِ، وَقُلْ هُوَ اللَّهُ أحدٌ، قيل له: يا عَبدَاللَّهِ! أبْشِرْ فَقَدْ قَبِلَ اللَّهُ وِتْرَكَ»(3).


1- مجمع البيان: ج 10، ص 479، بداية سورة الإخلاص.
2- المصدر السابق: ص 491، بداية سورة الفلق؛ نور الثقلين: ج 5، ص 716، ح 3.
3- مجمع البيان: ج 10، ص 491 بداية سورة الفلق؛ نور الثقلين: ج 5، ص 716، ح 1.

ص: 39

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ 1 مِن شَرِّ مَا خَلَقَ 2 وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ 3 وَ مِن شَرِّ النَّفثتِ فِى الْعُقَدِ 4 وَ مِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ 5

سورة الناس

وردت عدّة روايات في فضل هذه السورة (غير الروايات التي سبقت في بيان فضيلة سورة الفلق (1).

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ 1 مَلِكِ النَّاسِ 2 إِلهِ النَّاسِ 3 مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ 4 الَّذِى يُوَسْوِسُ فِى صُدُورِ النَّاسِ 5 مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ 6

آية الكرسي

كفى في فضل هذه الآية ما روي عن النبيّ الأكرم صلى الله عليه و آله أنّه سأل أحد أصحابه «أيّ آية في كتاب اللَّه أعظم؟ «قال صلى الله عليه و آله:

اللَّه لا إله إلّاهو الحي القيوم

... فقال له صلى الله عليه و آله: «

لَيَهْنَئَكَ العِلمُ ...»(2).

وعن عليّ عليه السلام عن النبيّ صلى الله عليه و آله قال: «

... وسورَةُ البَقَرةِ سَيّدُ القرآنِ، وآيةُ الكرسيِّ سيّدُ سورةِ البقَرةِ، فيها خمسونَ كلمة، فِي كُلّ كَلِمةٍ بَرَكَة»(3).

وجاء في حديث آخر عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: «

أتى أخَوانَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه و آله فَقَالا: انّا نُريدُ الشّامَ فِي تِجارةٍ، فَعَلِّمْنا ما نَقُولُ؛ فَقَالَ صلى الله عليه و آله: نَعَمْ إذا آويتُما إلى الْمَنزلِ، فَصَلِّيا العِشاءَ الآخرةِ فَإذا وَضَعَ


1- مجمع البيان: ج 10، ص 495، بداية سورة الناس؛ نور الثقلين: ج 5، ص 724.
2- تفسير الدر المنثور: ج 1، ص 322، ذيل آية الكرسي.
3- مستدرك الوسائل: ج 4، ص 336، ح 27.

ص: 40

أحدُكُما جَنْبَهُ عَلى فِراشِهِ بَعدَ الصّلاةِ، فَلْيُسَبِّح تَسبيحَ فَاطمةَ عليها السلام، ثمَّ لِيَقْرأ آيةَ الْكُرٌسِيِّ فَإِنَّهُ مَحفُوظٌ مِنْ كُلِّ شَي ءٍ حَتّى يُصْبِحَ»(1).

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ اللَّهُ لَآإِلهَ إلَّاهُوَ الْحَىُّ الْقَيُّومُ لَاتَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَّهُ مَا فِى السَّموتِ وَ مَا فِى الْأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَ لَا يُحِيطُونَ بِشَىْ ءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَآءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّموتِ وَالْأَرْضَ وَلَايُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِىُّ الْعَظِيمُ 255 لَآإِكْرَاهَ فِى الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَىِّ فَمَن يَكْفُرْ بِالطغُوتِ وَ يُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَاانفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ 256 اللَّهُ وَلِىُّ الَّذِينَ ءَامَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمتِ أُوْلئِكَ أَصْحبُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ 257

ملاحظة:

كما ذكرنا في مستهلّ هذه السور، هنالك عدّة شواهد وقرائن تفيد أنّ هذه الآثار والبركات والثواب تصيب من يتدبّر مضمون هذه الآيات ويطبّقها في حياته.

-*-*-*-


1- بحار الأنوار: ج 89، ص 266، ح 11( بتلخيص).

ص: 41

القسم الثاني: المناجاة والأدعية المعروفة

اشارة

1. المناجاة الخمس عشرة للإمام علي بن الحسين عليهما السلام

2. المناجاة المظلومة لأميرالمؤمنين عليه السلام

3. الأدعية القرآنية 10. دعاء المجير

4. دعاء الصباح 11. دعاء الجوشن الكبير

5. دعاء كميل 12. دعاء الجوشن الصغير

6. دعاء العشرات 13. دعاء التوسّل بالْأئمّة المعصومين عليهم السلام

7. دعاء السمات 14. دعاء مكارم الأخلاق

8. دعاء المشلول 15. دعاء الندبة

9. دعاء يستشير 16. دعاء الإمام المهدي عليه السلام

ص: 42

ص: 43

مقدمه

أهمّيّة وآثار الدعاء والمناجاة

اشارة

: كما مرّ في مقدّمة الكتاب، فإنّ الدعاء والمناجاة أحد أفضل سبل الارتباط المعنويّ باللَّه وبلوغ صفاء الباطن وتهذيب النفس. فلو علم الداعي من يناجي وأمام أيّ عظيم يترنّم ويستغيث والمفاهيم الرفيعة الواردة في الأدعية، لاستشعر لذّة ونشوة لا تعدلها لذّة في العالم. فالدعاء يهذّب النفس ويطهّر الروح وينوّر القلب.

فالتضرّع والخضوع للحقّ تعالى والاستغاثة في محضر المعبود المتعال، وانهمار الدموع على وجنات العبد وخدوده وغسل غبار الغفلة والخطيئة بماء الندم، كلّ ذلك علامات العبودية وامتياز الإنسان على سائر الموجودات، والوسيلة لكسب أعظم مفاخر عالم الخلقة.

فإن خشع القلب وانسابت الدموع على الخدود، وانطلق اللسان بالتسبيح والتقديس وأردف ذلك بكلمات الاستغفار والاعتذار، تحقّق الارتباط والاتّصال بمقام الأحديّة، وكان ذلك الوقت أعظم اللحظات لطلب الحاجة من اللَّه تعالى.

-*-*-*-

هنالك قيمة للوصول إلى العبودية بأيّ لسان وكلمة والاستغفار والتوبة وذكر الحاجة؛ لكن بلا شك أنّ الأدعية والمناجاة التي وصلت عن طريق أسمى مخلوقات عالم الإمكان وأفضل عباد اللَّه، جامعة خالية من النقص ومهذّبة للإنسان، وكلّ دعاء ينطوي على سلسلة من الدروس.

ص: 44

والمناجاة والأدعية التي وصلت من جانب المعصومين عليهم السلام حيث تتمتّع برؤية عميقة عارفة باللَّه وصادرة من الإنسان الكامل والراسخ في العلم، فهي موثوقة من جميع الجهات وليس فيها أيّ من العوارض الجارية في الأوراد التي يفرزها الفكر البشريّ. فكونهم عرفوا اللَّه ووقفوا على صفاته كان كلّ ما يرد على ألسنتهم من دعاء ومناجاة مهذّب من الخرافة والعبارات الشاذّة.

-*-*-*-

والأدعية الواصلة عن طريق أئمّة العصمة عليهم السلام على درجة من رفعة المضمون والمحتوى بحيث يكون ذلك دليلًا على صحّة سندها، ويدرك الإنسان بيسر أنّ مثل هذه الكلمات والأذكار لا يمكن أن تصدر سوى عن هذه الذوات القدسيّة، ولا يسع الآخرين الإتيان بمثل هذه المضامين. ونذكر هنا أدعية ومناجاة تتمتّع بشهرة وأسانيد معتبرة بالإضافة إلى سموّ ورفعة المضمون. ونؤكد مرّة اخرى أنّه يسعنا استغلال الدعاء والمناجاة بدقّة حين نتأمّل معانيها ونطبّقها على أنفسنا وننصت إلى رسالتها بمثابة دروس تهذيبية للإنسان.

-*-*-*-

ص: 45

عليهما السلام

قال المرحوم العلّامة المجلسي في بحارالأنوار: رأيت هذه المناجاة في كتب بعض الأصحاب والمرويّة عن الإمام زين العابدين عليه السلام (1).

1. مناجاة التائبين

مناجاة واستغاثة العبد التائب العائد إلى اللَّه.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ

الهى الْبَسَتْنِى الْخَطايا ثَوْبَ مَذَلَّتى وَجَلَّلَنِى التَّباعُدُ مِنْكَ لِباسَ مَسْكَنَتى وَاماتَ قَلْبى عَظِيمُ جِنايَتى فَاحْيِهِ بِتَوْبَةٍ مِنْكَ يا امَلى وَبُغْيَتى وَيا سُؤْلى وَمُنْيَتى فَوَعِزَّتِكَ ما اجِدُ لِذُنوُبى سِواكَ غافِراً، وَلا ارى لِكَسْرى غَيْرَكَ جابِراً، وَقَدْ خَضَعْتُ بِالْإِنابَةِ الَيْكَ، وَعَنَوْتُ بِالْاسْتِكانَةِ لَدَيْكَ، فَانْ طَرَدْتَنى مِنْ بابِكَ فَبِمَنْ الُوذُ، وَانْ رَدَدْتَنى عَنْ جَنابِكَ فَبِمَنْ اعُوذُ، فَوا اسَفاهُ مِنْ خَجْلَتى وَافْتِضاحى وَوالَهْفاهُ مِنْ سُوءِ عَمَلى وَاجْتِراحى اسْئَلُكَ يا غافِرَ الذَّنْبِ الْكَبيرِ، وَيا جابِرَ الْعَظْمِ الْكَسيرِ، انْ تَهَبَ لى مُوبِقاتِ الْجَرآئِرِ، وَتَسْتُرَ عَلَىَّ فاضِحاتِ السَّرآئِرِ، وَلا تُخْلِنى في مَشْهَدِ الْقِيامَةِ مِنْ بَرْدِ عَفْوِكَ وَغَفْرِكَ، وَلا تُعْرِنى مِنْ جَميلِ صَفْحِكَ وَسَتْرِكَ، الهى ظَلِّلْ عَلى ذُنُوبى غَمامَ رَحْمَتِكَ، وَارْسِلْ عَلى عُيُوبى سَحابَ رَاْفَتِكَ، الهى هَلْ يَرْجِعُ الْعَبْدُ الْابِقُ الَّا الى مَوْلاهُ، امْ هَلْ يُجيرُهُ مِنْ سَخَطِهِ احَدٌ سِواهُ، الهى انْ كانَ النَّدَمُ عَلَى الذَّنْبِ تَوْبَةً فَانّى وَعِزَّتِكَ مِنَ


1- بحار الأنوار: ج 91، ص 142.

ص: 46

النَّادِمينَ، وَانْ كانَ الْإِسْتِغْفارُمِنَ الْخَطيئَةِ حِطَّةً فَانّى لَكَ مِنَ الْمُسْتَغْفِرينَ، لَكَ الْعُتْبى حَتّى تَرْضى الهى بِقُدْرَتِكَ عَلَىَّ تُبْ عَلَىَّ، وَبِحِلْمِكَ عَنّىِ اعْفُ عَنّى وَبِعِلْمِكَ بى ارْفَقْ بى الهى انْتَ الَّذى فَتَحْتَ لِعِبادِكَ باباً الى عَفْوِكَ، سَمَّيْتَهُ التَّوْبَةَ، فَقُلْتَ: تُوبُوا الَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً. فَما عُذْرُ مَنْ اغْفَلَ دُخُولَ الْبابِ بَعْدَ فَتْحِهِ، الهى انْ كانَ قَبُحَ الذَّنْبُ مِنْ عَبْدِكَ فَلْيَحْسُنِ الْعَفْوُ مِنْ عِنْدِكَ، الهى ما ا نَا بِاوَّلِ مَنْ عَصاكَ فَتُبْتَ عَلَيْهِ، وَتَعَرَّضَ لِمَعْرُوفِكَ فَجُدْتَ عَلَيْهِ، يا مُجيبَ الْمُضْطَرِّ، يا كاشِفَ الضُّرِّ، يا عَظيمَ الْبِرِّ، يا عَليماً بِما فِى السِّرِّ، ياجَميلَ السِّتْرِ، اسْتَشْفَعْتُ بِجُودِكَ وَكَرَمِكَ الَيْكَ، وَتَوَسَّلْتُ بِجَنابِكَ [بِحَنانِكَ وَتَرَحُّمِكَ لَدَيْكَ، فَاسْتَجِبْ دُعآئى وَلا تُخَيِّبْ فيكَ رَجآئى وَتَقَبَّلْ تَوْبَتى وَكَفِّرْ خَطيئَتى بِمَنِّكَ وَرَحْمَتِكَ، يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ (1).

2. مناجاة الشاكين

مناجاة من يشتكي إلى اللَّه؛ يشكو إلى اللَّه النفس الأمارة بالسوء والطغيان ويشكو قسوة القلب ووساوس الشيطان ويسأل اللَّه التغلب عليها.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ

الهى الَيْكَ اشْكُو نَفْساً بِالسُّوءِ امَّارَةً، وَالىَ الْخَطيئَةِ مُبادِرَةً، وَبِمَعاصيكَ مُولَعَةً، وَبِسَخَطِكَ مُتَعَرِّضَةً، تَسْلُكُ بى مَسالِكَ الْمَهالِكِ، وَتَجْعَلُنى عِنْدَكَ اهْوَنَ هالِكٍ، كَثيرَةَ الْعِلَلِ، طَويلَةَ الْأَمَلِ، انْ مَسَّهَا الشَّرُّ تَجْزَعُ، وَانْ مَسَّهَا الْخَيْرُ تَمْنَعُ، مَيَّالَةً الَى اللَّعِبِ وَاللَّهْوِ، مَمْلُوَّةً بِالْغَفْلَةِ وَالسَّهْوِ، تُسْرِعُ بى الىَ الْحَوْبَةِ، وَتُسَوِّفُنى بِالتَّوْبَةِ، الهى اشْكُو الَيْكَ عَدُوّاً يُضِلُّنى وَشَيْطاناً يُغْوينى قَدْ مَلَأَ


1- بحار الأنوار: ج 91، ص 142.

ص: 47

بِالْوَسْواسِ صَدْرى وَاحاطَتْ هَواجِسُهُ بِقَلْبى يُعاضِدُ لِىَ الْهَوى وَيُزَيِّنُ لى حُبَّ الدُّنْيا، وَيَحُولُ بَيْنى وَبَيْنَ الطَّاعَةِ وَالزُّلْفى الهى الَيْكَ اشْكُو قَلْباً قاسِياً مَعَ الْوَسْواسِ مُتَقَلِّباً، وَبِالرَّيْنِ وَالطَّبْعِ مُتَلَبِّساً، وَعَيْناً عَنِ الْبُكآءِ مِنْ خَوْفِكَ جامِدَةً، وِالى ما يَسُرُّها طامِحَةً، الهى لا حَوْلَ لى وَلا قُوَّةَ الَّا بِقُدْرَتِكَ، وَلا نَجاةَ لى مِنْ مَكارِهِ الدُّنْياإِلَّا بِعِصْمَتِكَ، فَاسْئَلُكَ بِبَلاغَةِ حِكْمَتِكَ، وَنَفاذِ مَشِيَّتِكَ، انْ لا تَجْعَلَنى لِغَيْرِ جُودِكَ مُتَعَرِّضاً، وَلاتُصَيِّرَنى لِلْفِتَنِ غَرَضاً، وَكُنْ لى عَلَى الْأَعْدآءِ ناصِراً، وَعَلَى الْمَخازى وَالْعُيُوبِ ساتِراً، وَمِنَ الْبَلاءِ واقِياً، وَعَنِ الْمَعاصى عاصِماً، بِرَأْفَتِكَ وَرَحْمَتِكَ يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ (1).

3. مناجاة الخائفين

مناجاة من يخاف اللَّه ويتحدّث بلسان الخشية ويسأله العون؛ لكنّها في الحقيقة خوفهم من ذنوبهم وعدالة اللَّه في معاملتهم.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ

الهى اتَراكَ بَعْدَ الْإيمانِ بِكَ تُعَذِّبُنى امْ بَعْدَ حُبّى ايَّاكَ تُبَعِّدُنى امْ مَعَ رَجآئى لِرَحْمَتِكَ وَصَفْحِكَ تَحْرِمُنى امْ مَعَ اسْتِجارَتى بِعَفْوِكَ تُسْلِمُنى حاشا لِوَجْهِكَ الْكَريمِ انْ تُخَيِّبَنى لَيْتَ شِعْرى الِلشَّقآءِ وَلَدَتْنى امّى امْ لِلْعَنآءِ رَبَّتْنى فَلَيْتَها لَمْ تَلِدْنى وَلَمْ تُرَبِّنى وَلَيْتَنى عَلِمْتُ امِنْ اهْلِ السَّعادَةِ جَعَلْتَنى وَبِقُرْبِكَ وَجِوارِكَ خَصَصْتَنى فَتَقِرَّ بِذلِكَ عَيْنى وَتَطْمَئِنَّ لَهُ نَفْسى الهى هَلْ تُسَوِّدُ وُجُوهاً خَرَّتْ ساجِدةً لِعَظَمَتِكَ، اوْ تُخْرِسُ الْسِنَةً نَطَقَتْ بِالثَّنآءِ عَلى مَجْدِكَ وَجَلالَتِكَ، اوْ تَطْبَعُ عَلى قُلُوبٍ انْطَوَتْ عَلى مَحَبَّتِكَ، اوْ تُصِمُّ اسْماعاً تَلَذَّذَتْ بِسَماعِ ذِكْرِكَ


1- بحارالأنوار: ج 91، ص 143.

ص: 48

في ارادَتِكَ، اوْ تَغُلُّ اكُفّاً رَفَعَتْهَا الْأمالُ الَيْكَ رَجآءَ رَاْفَتِكَ، اوْ تُعاقِبُ ابْداناً عَمِلَتْ بِطاعَتِكَ حَتّى نَحِلَتْ في مُجاهَدَتِكَ، اوْ تُعَذِّبُ ارْجُلًا سَعَتْ في عِبادَتِكَ، الهى لاتُغْلِقْ عَلى مُوَحِّديكَ ابْوابَ رَحْمَتِكَ، وَلا تَحْجُبْ مُشْتاقيكَ عَنِ النَّظَرِ الى جَميلِ رُؤْيَتِكَ، الهى نَفْسٌ اعْزَزْتَها بِتَوْحيدِكَ، كَيْفَ تُذِلُّها بِمَهانَةِ هِجْرانِكَ، وَضَميرٌ انْعَقَدَ عَلى مَوَدَّتِكَ، كَيْفَ تُحْرِقُهُ بِحَرارَةِ نيرانِكَ، الهى اجِرْنى مِنْ اليمِ غَضَبِكَ وَعَظيمِ سَخَطِكَ، ياحَنَّانُ يا مَنَّانُ، يا رَحيمُ يا رَحْمنُ، يا جَبَّارُ يا قَهَّارُ، يا غَفَّارُ يا سَتَّارُ، نَجِّنى بِرَحْمَتِكَ مِنْ عَذابِ النَّارِ، وَفَضيحَةِ الْعارِ، اذَا امْتازَ الْأَخْيارُ مِنَ الْأَشْرارِ، وَحالَتِ الْأَحْوالُ، وَهالَتِ الْأَهْوالُ (1)، وَقَرُبَ الْمُحْسِنُونَ، وَبَعُدَ الْمُسيئُونَ، وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (2).

4. مناجاة الراجين

مناجاة من يخاطب اللَّه بلسان الأمل والرجاء؛ الرجاء بلطف اللَّه وستره وإحسانه وفضله.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ

يا مَنْ اذا سَئَلَهُ عَبْدٌ اعْطاهُ، وَاذا امَّلَ ما عِنْدَهُ بَلَّغَهُ مُناهُ، وَاذا اقْبَلَ عَلَيْهِ قَرَّبَهُ وَادْناهُ، وَاذا جاهَرَهُ بِالْعِصْيانِ سَتَرَ عَلى ذَنْبِهِ وَغَطَّاهُ، وَاذا تَوَكَّلَ عَلَيْهِ احْسَبَهُ وَكَفاهُ، الهى مَنِ الَّذى نَزَلَ بِكَ مُلْتَمِساً قِراكَ فَما قَرَيْتَهُ، وَمَنِ الَّذى اناخَ بِبابِكَ مُرْتَجِياً نَداكَ فَما اوْلَيْتَهُ، ايَحْسُنُ انْ ارْجِعَ عَنْ بابِكَ بِالْخَيْبَةِ مَصْرُوفاً، وَلَسْتُ اعْرِفُ سِواكَ مَوْلىً بِالْأِحْسانِ مَوْصُوفاً، كَيْفَ ارْجُو غَيْرَكَ وَالْخَيْرُ كُلُّهُ بِيَدِكَ، وَكَيْفَ اؤَمِّلُ سِواكَ وَالْخَلْقُ وَالْأَمْرُ لَكَ، أَاقْطَعُ رَجآئى مِنْكَ وَقَدْ اوْلَيْتَنى ما لَمْ اسْئَلْهُ مِنْ فَضْلِكَ، امْ تُفْقِرُنى الى مِثْلى وَانَا اعْتَصِمُ بِحَبْلِكَ، يا مَنْ سَعَدَ بِرَحْمَتِهِ


1- في بحارالأنوار:« وَحالَتِ الْأَهْوالُ».
2- بحار الأنوار: ج 91، ص 143 و 144.

ص: 49

الْقاصِدُونَ، وَلَمْ يَشْقَ بِنِقْمَتِهِ الْمُسْتَغْفِرُونَ، كَيْفَ انْسيكَ وَلَمْ تَزَلْ ذاكِرى وَكَيْفَ الْهُو عَنْكَ وَانْتَ مُراقِبى الهى بِذَيْلِ كَرَمِكَ اعْلَقْتُ يَدى وَلِنَيْلِ عَطاياكَ بَسَطْتُ امَلى فَاخْلِصْنى بِخالِصَةِ تَوْحيدِكَ، وَاجْعَلْنى مِنْ صَفْوَةِ عَبيدِكَ، يا مَنْ كُلُّ هارِبٍ الَيْهِ يَلْتَجِئُ، وَكُلُّ طالِبٍ ايَّاهُ يَرْتَجى يا خَيْرَ مَرْجُوٍّ، وَيا اكْرَمَ مَدْعُوٍّ، وَيا مَنْ لا يَرُدُّ سآئِلَهُ، وَلا يُخَيِّبُ امِلَهُ، يا مَنْ بابُهُ مَفْتُوحٌ لِداعيهِ، وَحِجابُهُ مَرْفُوعٌ لِراجيهِ، اسْئَلُكَ بِكَرَمِكَ انْ تَمُنَّ عَلَىَّ مِنْ عَطآئِكَ بِما تَقِرُّ بِهِ عَيْنى وَمِنْ رَجآئِكَ بِما تَطْمَئِنُّ بِهِ نَفْسى وَمِنَ الْيَقينِ بِما تُهَوِّنُ بِهِ عَلَىَّ مُصيباتِ الدُّنْيا، وَتَجْلُو بِهِ عَنْ بَصيرَتى غَشَواتِ الْعَمى بِرَحْمَتِكَ يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ (1).

5. مناجاة الراغبين

مناجاة من اشتاق لألطاف اللَّه والاستضاءة بأنوار القدس الربّانية، والوله لرؤية إحسانه وعظيم نعمائه.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ

الهى انْ كانَ قَلَّ زادى فِى الْمَسيرِ الَيْكَ، فَلَقَدْ حَسُنَ ظَنّى بِالتَّوَكُّلِ عَلَيْكَ، وَانْ كانَ جُرْمى قَدْاخافَنى مِنْ عُقُوبَتِكَ، فَانَّ رَجآئى قَدْ اشْعَرَنى بِالْأَمْنِ مِنْ نِقْمَتِكَ، وَانْ كانَ ذَنْبى قَدْ عَرَضَنى لِعِقابِكَ، فَقَدْ اذَنَنى حُسْنُ ثِقَتى بِثَوابِكَ، وَانْ انامَتْنِى الْغَفْلَةُ عَنِ الْإِسْتِعْدادِ لِلِقآئِكَ، فَقَدْ نَبَّهَتْنِى الْمَعْرِفَةُ بِكَرَمِكَ وَ الائِكَ، وَانْ اوْحَشَ ما بَيْنى وَبَيْنَكَ فَرْطُ الْعِصْيانِ وَالطُّغْيانِ، فَقَدْ انَسَنى بُشْرَى الْغُفْرانِ وَالرِّضْوانِ، اسْئَلُكَ بِسُبُحاتِ وَجْهِكَ، وَبِانْوارِ قُدْسِكَ، وَابْتَهِلُ الَيْكَ بِعَواطِفِ رَحْمَتِكَ وَلَطآئِفِ بِرِّكَ، انْ تُحَقِّقَ ظَنّى بِما اؤَمِّلُهُ مِنْ جَزيلِ اكْرامِكَ، وَجَميلِ انْعامِكَ فِى


1- بحارالأنوار: ج 91، ص 144.

ص: 50

الْقُرْبى مِنْكَ، وَالزُّلْفى لَدَيْكَ، وَالتَّمَتُّعِ بِالنَّظَرِ الَيْكَ، وَها ا نَا مُتَعَرِّضٌ لِنَفَحاتِ رَوْحِكَ وَعَطْفِكَ، وَمُنْتَجِعٌ غَيْثَ جُودِكَ وَلُطْفِكَ، فآرٌّ مِنْ سَخَطِكَ الى رِضاكَ، هارِبٌ مِنْكَ الَيْكَ، راجٍ احْسَنَ ما لَدَيْكَ، مُعَوِّلٌ عَلى مَواهِبِكَ، مُفْتَقِرٌ الى رِعايَتِكَ، الهى ما بَدَاْتَ بِهِ مِنْ فَضْلِكَ فَتَمِّمْهُ، وَما وَهَبْتَ لى مِنْ كَرَمِكَ فَلا تَسْلُبْهُ، وَما سَتَرْتَهُ عَلَىَّ بِحِلْمِكَ فَلا تَهْتِكْهُ، وَما عَلِمْتَهُ مِنْ قَبيحِ فِعْلى فَاغْفِرْهُ، الهى اسْتَشْفَعْتُ بِكَ الَيْكَ، وَاسْتَجَرْتُ بِكَ مِنْكَ، اتَيْتُكَ طامِعاً في احْسانِكَ، راغِباً فِى امْتِنانِكَ، مُسْتَسْقِياً وابِلَ طَوْلِكَ، مُسْتَمْطِراً غَمامَ فَضْلِكَ، طالِباً مَرْضاتَكَ، قاصِداً جَنابَكَ، وارِداً شَريعَةَ رِفْدِكَ، مُلْتَمِساً سَنِىَّ الْخَيْراتِ مِنْ عِنْدِكَ، وافِداً الى حَضْرَةِ جَمالِكَ، مُريداً وَجْهَكَ، طارِقاً بابَكَ، مُسْتَكيناً لِعَظَمَتِكَ وَجَلالِكَ، فَافْعَلْ بى ما أَنْتَ اهْلُهُ مِنَ الْمَغْفِرَةِ وَالرَّحْمَةِ، وَلا تَفْعَلْ بى ما ا نَا اهْلُهُ مِنْ الْعَذابِ وَالنِّقْمَةِ، بِرَحْمَتِكَ يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ (1).

6. مناجاة الشاكرين

مناجاة من يعتمد لسان الشكر ويقرّ ويعترف بعجزه عن شكر نعم اللَّه الجمّة، ويعتذر للَّه عن قصوره وتقصيره.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ

الهى اذْهَلَنى عَنْ اقامَةِ شُكْرِكَ تَتابُعُ طَوْلِكَ، وَاعْجَزَنى عَنْ احْصآءِ ثَنآئِكَ فَيْضُ فَضْلِكَ، وَشَغَلَنى عَنْ ذِكْرِ مَحامِدِكَ تَرادُفُ عَوآئِدِكَ، وَاعْيانى عَنْ نَشْرِ عَوارِفِكَ تَوالى اياديكَ، وَهذا مَقامُ مَنِ اعْتَرَفَ بِسُبُوغِ النَّعْمآءِ، وَقابَلَها بِالتَّقْصيرِ، وَشَهِدَ عَلى نَفْسِهِ بِالْإِهْمالِ وَالتَّضْييعِ، وَانْتَ الرَّؤُفُ الرَّحيمُ الْبَّرُ الْكَريمُ، الَّذى لا يُخَيِّبُ


1- بحار الأنوار: ج 91، ص 145.

ص: 51

قاصِديهِ، وَلا يَطْرُدُ عَنْ فِنآئِهِ امِليهِ، بِساحَتِكَ تَحُطُّ رِحالُ الرَّاجينَ، وَبِعَرْصَتِكَ تَقِفُ امالُ الْمُسْتَرْفِدينَ، فَلا تُقابِلْ امالَنا بِالتَّخْييبِ وَالْإِياسِ، وَلا تُلْبِسْنا سِرْبالَ الْقُنُوطِ وَالْإِبْلاسِ، الهى تَصاغَرَ عِنْدَ تَعاظُمِ آلائِكَ شُكْرى وَتَضآئَلَ في جَنْبِ اكْرامِكَ ايَّاىَ ثَنآئى وَنَشْرى جَلَّلَتْنى نِعَمُكَ مِنْ انْوارِ الْايمانِ حُلَلًا، وَضَرَبَتْ عَلَىَّ لَطآئِفُ بِرِّكَ مِنَ الْعِزِّ كِلَلًا، وَقَلَّدَتْنى مِنَنُكَ قَلائِدَ لا تُحَلُّ، وَطَوَّقَتْنى اطْواقاً لا تُفَلُّ، فَآلائُكَ جَمَّةٌ ضَعُفَ لِسانى عَنْ احْصآئِها، وَنَعْمآئُكَ كَثيرَةٌ قَصُرَ فَهْمى عَنْ ادْراكِها فَضْلًا عَنِ اسْتِقْصآئِها، فَكَيْفَ لى بِتَحْصيلِ الشُّكْرِ، وَشُكْرى ايَّاكَ يَفْتَقِرُ الى شُكْرٍ، فَكُلَّما قُلْتُ لَكَ الْحَمْدُ، وَجَبَ عَلَىَّ لِذلِكَ انْ اقُولَ لَكَ الْحَمْدُ، الهى فَكَما غَذَّيْتَنا بِلُطْفِكَ، وَرَبَّيْتَنا بِصُنْعِكَ، فَتَمِّمْ عَلَيْنا سَوابِغَ النِّعَمِ، وَادْفَعْ عَنَّا مَكارِهَ النِّقَمِ، وَآتِنا مِنْ حُظُوظِ الدَّارَيْنِ ارْفَعَها وَاجَلَّها، عاجِلًا وَآجِلًا، وَلَكَ الْحَمْدُ عَلى حُسْنِ بَلائِكَ، وَسُبُوغِ نَعْمآئِكَ، حَمْداً يُوافِقُ رِضاكَ، وَيَمْتَرِى الْعَظيمَ مِنْ بِرِّكَ وَنَداكَ، يا عَظيمُ يا كَريمُ، بِرَحْمَتِكَ يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ (1).

7. مناجاة المطيعين للَّه

مناجاة من يردف طاعة أوامر اللَّه بالسعي والجهد، ويسأل اللَّه أن يزيل عن بصره حجب الشكّ ليجعل سعيه في سبيله وهمّته في طاعته.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ

اللَّهُمَّ الْهِمْنا طاعَتَكَ، وَجَنِّبْنا مَعْصِيَتَكَ، وَيَسِّرْ لَنا بُلُوغَ ما نَتَمَنّى مِنِ ابْتِغآءِ رِضْوانِكَ، وَاحْلِلْنابُحْبُوحَةَ جِنانِكَ، وَاقْشَعْ عَنْ بَصآئِرِنا سَحابَ الْإِرْتِيابِ، وَاكْشِفْ عَنْ قُلُوبِنا اغْشِيَةَ الْمِرْيَةِ وَالْحِجابِ، وَازْهِقِ الْباطِلَ عَنْ ضَمآئِرِنا،


1- بحار الأنوار: ج 91، ص 146.

ص: 52

وَاثْبِتِ الْحَقَّ في سَرآئِرِنا، فَانَّ الشُّكوُكَ وَالظُّنُونَ لَواقِحُ الْفِتَنِ، وَمُكَدِّرَةٌ لِصَفْوِ الْمَنايِحِ وَالْمِنَنِ، اللَّهُمَّ احْمِلْنا في سُفُنِ نَجاتِكَ، وَمَتِّعْنا بِلَذيذِ مُناجاتِكَ، وَاوْرِدْنا حِياضَ حُبِّكَ، وَاذِقْنا حَلاوَةَ وُدِّكَ وَقُرْبِكَ، وَاجْعَلْ جِهادَنا فيكَ، وَهَمَّنا في طاعَتِكَ، وَاخْلِصْ نِيَّاتِنا في مُعامَلَتِكَ، فَانَّا بِكَ وَلَكَ، وَلاوَسيلَةَ لَنا الَيْكَ الَّا انْتَ، الهى اجْعَلْنى مِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيارِ، وَالْحِقْنى بِالصَّالِحينَ الْأَبْرارِ، السَّابِقينَ الىَ الْمَكْرُماتِ، الْمُسارِعينَ الىَ الْخَيْراتِ، الْعامِلينَ لِلْباقِياتِ الصَّالِحاتِ، السَّاعينَ الى رَفيعِ الدَّرَجاتِ، انَّكَ عَلى كُلِّ شَىْ ءٍ قَديرٌ، وَبِالْإِجابَةِ جَديرٌ، بِرَحْمَتِكَ ياارْحَمَ الرَّاحِمينَ (1).

8. مناجاة المريدين

استغاثة من يتوجّه إليه سبحانه دون غيره ولا يروى سوى من فرات لطفه ولا يلتذّ سوى بمناجاته؛ فشوقه برمّته للحقّ، وولهه بالواحد الأحد.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ

سُبْحانَكَ ما اضْيَقَ الطُّرُقَ عَلى مَنْ لَمْ تَكُنْ دَليلَهُ، وَما اوْضَحَ الْحَقَّ عِنْدَ مَنْ هَدَيْتَهُ سَبيلَهُ، الهى فَاسْلُكْ بِنا سُبُلَ الْوُصُولِ الَيْكَ، وَسَيِّرْنا في اقْرَبِ الطُّرُقِ لِلْوُفُودِ عَلَيْكَ، قَرِّبْ عَلَيْنَا الْبَعيدَ، وَسَهِّلْ عَلَيْنَا الْعَسيرَ الشَّديدَ، وَالْحِقْنا بِعِبادِكَ الَّذينَ هُمْ بِالْبِدارِ الَيْكَ يُسارِعوُنَ، وَبابَكَ عَلَى الدَّوامِ يَطْرُقُونَ، وَايَّاكَ فِى اللَّيْلِ يَعْبُدُونَ، وَهُمْ مِنْ هَيْبَتِكَ مُشْفِقُونَ، الَّذينَ صَفَّيْتَ لَهُمُ الْمَشارِبَ، وَبَلَّغْتَهُمُ الرَّغآئِبَ، وَانْجَحْتَ لَهُمُ الْمَطالِبَ، وَقَضَيْتَ لَهُمْ مِنْ فَضْلِكَ الْمَأرِبَ، وَمَلَأْتَ لَهُمْ ضَمآئِرَهُمْ مِنْ حُبِّكَ، وَرَوَّيْتَهُمْ مِنْ صافى شِرْبِكَ، فَبِكَ الى لَذيذِ مُناجاتِكَ


1- بحار الأنوار: ج 91، ص 147.

ص: 53

وَصَلُوا، وَمِنْكَ اقْصى مَقاصِدِهِمْ حَصَّلُوا، فَيا مَنْ هُوَ عَلَى الْمُقْبِلينَ عَلَيْهِ مُقْبِلٌ، وَبِالْعَطْفِ عَلَيْهِمْ عآئِدٌ مُفْضِلٌ، وَبِالْغافِلينَ عَنْ ذِكْرِهِ رَحيمٌ رَؤُفٌ، وَبِجَذْبِهِمْ الى بابِهِ وَدُودٌ عَطُوفٌ، اسْئَلُكَ انْ تَجْعَلَنى مِنْ اوْفَرِهِمْ مِنْكَ حَظّاً، وَاعْلاهُمْ عِنْدَكَ مَنْزِلًا، وَاجْزَلِهِمْ مِنْ وُدِّكَ قِسْماً، وَافْضَلِهِمْ في مَعْرِفَتِكَ نَصِيباً، فَقَدِ انْقَطَعَتْ الَيْكَ هِمَّتى وَانْصَرَفَتْ نَحْوَكَ رَغْبَتى فَانْتَ لا غَيْرُكَ مُرادى وَلَكَ لا لِسِواكَ سَهَرى وَسُهادى وَلِقآؤُكَ قُرَّةُ عَيْنى وَوَصْلُكَ مُنى نَفْسى وَالَيْكَ شَوْقى وَفي مَحَبَّتِكَ وَلَهى وَالى هَواكَ صَبابَتى وَرِضاكَ بُغْيَتى وَرُؤْيَتُكَ حاجَتى وَجِوارُكَ طَلَبى وَقُرْبُكَ غايَةُ سُؤْلى وَفي مُناجاتِكَ رَوْحى وَراحَتى وَعِنْدَكَ دَوآءُ عِلَّتى وَشِفآءُ غُلَّتى وَبَرْدُ لَوْعَتى وَكَشْفُ كُرْبَتى فَكُنْ انيسى في وَحْشَتى وَمُقيلَ عَثْرَتى وَغافِرَ زَلَّتى وَقابِلَ تَوْبَتى وَمُجيبَ دَعْوَتى وَوَلِىَّ عِصْمَتى وَمُغْنِىَ فاقَتى وَلا تَقْطَعْنى عَنْكَ، وَلا تُبْعِدْنى مِنْكَ، يا نَعيمى وَجَنَّتى وَيا دُنْياىَ وَآخِرَتى [يا ارْحَمَ الرَّاحِمِينَ (1).

9. مناجاة المحبين

مناجاة من يحبّ اللَّه ويعشقه؛ من يسأله حبّه ويسأله النظر إليه بالعطف والرأفة.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ

الهى مَنْ ذَا الَّذى ذاقَ حَلاوَةَ مَحَبَّتِكَ فَرامَ مِنْكَ بَدَلًا، وَمَنْ ذَا الَّذى آنَسَ بِقُرْبِكَ فَابْتَغى عَنْكَ حِوَلًا، الهى فَاجْعَلْنا مِمَّنِ اصْطَفَيْتَهُ لِقُرْبِكَ وَوِلايَتِكَ، وَاخْلَصْتَهُ لِوُدِّكَ وَمَحَبَّتِكَ، وَشَوَّقْتَهُ الى لِقآئِكَ، وَرَضَّيْتَهُ بِقَضآئِكَ، وَمَنَحْتَهُ بِالنَّظَرِ الى وَجْهِكَ، وَحَبَوْتَهُ بِرِضاكَ، وَاعَذْتَهُ مِنْ هَجْرِكَ وَقِلاكَ، وَبَوَّاْتَهُ مَقْعَدَ الصّدْقِ في


1- بحار الأنوار: ج 91، ص 147.

ص: 54

جِوارِكَ، وَخَصَصْتَهُ بِمَعْرِفَتِكَ، وَاهَّلْتَهُ لِعِبادَتِكَ، وَهَيَّمْتَ قَلْبَهُ لِإِرادَتِكَ، وَاجْتَبَيْتَهُ لِمُشاهَدَتِكَ، وَاخْلَيْتَ وَجْهَهُ لَكَ، وَفَرَّغْتَ فُؤادَهُ لِحُبِّكَ، وَرَغَّبْتَهُ فيما عِنْدَكَ، وَالْهَمْتَهُ ذِكْرَكَ، وَاوْزَعْتَهُ شُكْرَكَ، وَشَغَلْتَهُ بِطاعَتِكَ، وَصَيَّرْتَهُ مِنْ صالِحى بَرِيَّتِكَ، وَاخْتَرْتَهُ لِمُناجاتِكَ، وَقَطَعْتَ عَنْهُ كُلَّ شَىْ ءٍ يَقْطَعُهُ عَنْكَ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنا مِمَّنْ دَأْبُهُمُ الْإِرْتِياحُ الَيْكَ وَالْحَنينُ، وَدَهْرُهُمُ الزَّفْرَةُ وَالْأَنينُ، جِباهُهُمْ ساجِدَةٌ لِعَظَمَتِكَ، وَعُيُونُهُمْ ساهِرَةٌ في خِدْمَتِكَ، وَدُمُوعُهُمْ سآئِلَةٌ مِنْ خَشْيَتِكَ، وَقُلُوبُهُمْ مُتَعَلِّقَةٌ بِمَحَبَّتِكَ، وَافْئِدَتُهُمْ مُنْخَلِعَةٌ مِنْ مَهابَتِكَ، يا مَنْ انْوارُ قُدْسِهِ لِأَبْصارِ مُحِبّيهِ رآئِقَةٌ، وَسُبُحاتُ وَجْهِهِ لِقُلُوبِ عارِفيهِ شآئِفَةٌ، يا مُنى قُلُوبِ الْمُشْتاقينَ، وَيا غايَةَ امالِ الْمُحِبّينَ، اسْئَلُكَ حُبَّكَ وَحُبَّ مَنْ يُحِبُّكَ، وَحُبَّ كُلِّ عَمَلٍ يُوصِلُنى الى قُرْبِكَ، وَانْ تَجْعَلَكَ احَبَّ الَىَّ مِمَّا سِواكَ، وَانْ تَجْعَلَ حُبّى ايَّاكَ قآئِداً الى رِضْوانِكَ، وَشَوْقى الَيْكَ ذائِداً عَنْ عِصْيانِكَ، وَامْنُنْ بِالنَّظَرِ الَيْكَ عَلَىَّ، وَانْظُرْ بِعَيْنِ الْوُدِّ وَالْعَطْفِ الَىَّ، وَلاتَصْرِفْ عَنّى وَجْهَكَ، وَاجْعَلْنى مِنْ اهْلِ الْإِسْعادِ وَالْحِظْوَةِ عِنْدَكَ، يا مُجيبُ يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ (1).

10. مناجاة المتوسلين

مناجاة من يخاطب اللَّه بالتوسّل على أساس العطف والشفقة، ويتولّه لشفاعة نبيّه فيجعلهما وسيلته لنيل الرحمة والرضوان.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ

الهى لَيْسَ لى وَسيلَةٌ الَيْكَ الَّا عَواطِفُ رَاْفَتِكَ، وَلا لى ذَريعَةٌ الَيْكَ الَّا عَوارِفُ (2) رَحْمَتِكَ، وَشَفاعَةُ نَبِيِّكَ نَبِىِّ الرَّحْمَةِ، وَمُنْقِذِ الْأُمَّةِ مِنَ الْغُمَّةِ، فَاجْعَلْهُما لى سَبَباً


1- بحار الأنوار: ج 91، ص 148.
2- ورد في بحار الأنوار:« عواطف».

ص: 55

الى نَيْلِ غُفْرانِكَ، وَصَيِّرْهُما لى وُصْلَةً الىَ الْفَوْزِ بِرِضْوانِكَ، وَقَدْ حَلَّ رَجآئى بِحَرَمِ كَرَمِكَ، وَحَطَّ طَمَعى بِفِنآءِ جُودِكَ، فَحَقِّقْ فيكَ امَلى وَاخْتِمْ بِالْخَيْرِ عَمَلى وَاجْعَلْنى مِنْ صَفْوَتِكَ الَّذينَ احْلَلْتَهُمْ بُحْبُوحَةَ جَنَّتِكَ، وَبوَّأْتَهُمْ دارَ كَرامَتِكَ، وَاقْرَرْتَ اعْيُنَهُمْ بِالنَّظَرِ الَيْكَ يَوْمَ لِقآئِكَ، وَاوْرَثْتَهُمْ مَنازِلَ الصِّدْقِ في جِوارِكَ، يا مَنْ لا يَفِدُ الْوافِدُونَ عَلى اكْرَمَ مِنْهُ، وَلا يَجِدُ الْقاصِدُونَ ارْحَمَ مِنْهُ، ياخَيْرَ مَنْ خَلا بِهِ وَحيدٌ، وَيا اعْطَفَ مَنْ اوى الَيْهِ طَريدٌ الى سَعَةِ عَفْوِكَ، مَدَدْتُ يَدى وَبِذَيْلِ كَرَمِكَ اعْلَقْتُ كَفّى فَلا تُولِنِى الْحِرْمانَ، وَلا تُبْلِنى بِالْخَيْبَةِ وَالْخُسْرانِ، يا سَميعَ الدٌّعآءِ [يا ارْحَمَ الرَّاحِمِينَ (1).

11. مناجاة المفتقرين

مناجاة من ملأت الحاجة كيانه فيسأل اللَّه بغناه ويطلب منه دوام نعمته؛ ويلتمسه رفع كلّ همّه وغمه وبؤسه.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ

الهى كَسْرى لا يَجْبُرُهُ الَّا لُطْفُكَ وَحَنانُكَ، وَفَقْرى لا يُغْنيهِ الَّا عَطْفُكَ وَاحْسانُكَ، وَرَوْعَتى لايُسَكِّنُها الَّا امانُكَ، وَذِلَّتى لا يُعِزُّها الَّا سُلْطانُكَ، وَامْنِيَّتى لا يُبَلِّغُنيها الَّا فَضْلُكَ، وَخَلَّتى لايَسُدُّها الَّا طَوْلُكَ، وَحاجَتى لا يَقْضيها غَيْرُكَ، وَكَرْبى لا يُفَرِّجُهُ سِوى رَحْمَتِكَ، وَضُرّى لا يَكْشِفُهُ غَيْرُ رَاْفَتِكَ، وَغُلَّتى لا يُبَرِّدُها الَّا وَصْلُكَ، وَلَوْعَتى لا يُطْفيها الَّا لِقآؤُكَ، وَشَوْقى الَيْكَ لا يَبُلُّهُ الَّا النَّظَرُ الى وَجْهِكَ، وَقَرارى لا يَقِرُّ دُونَ دُنُوّى مِنْكَ، وَلَهْفَتى لا يَرُدُّها الَّا رَوْحُكَ، وَسُقْمى لايَشْفيهِ الَّا طِبُّكَ، وَغَمّى لا يُزيلُهُ الَّا قُرْبُكَ، وَجُرْحى لا يُبْرِئُهُ الَّا صَفْحُكَ، وَرَيْنُ


1- بحار الأنوار: ج 91، ص 149.

ص: 56

قَلْبى لا يَجْلُوهُ الَّا عَفْوُكَ، وَوَسْواسُ صَدْرى لا يُزيحُهُ الَّا امْرُكَ، فَيا مُنْتَهى امَلِ الْامِلينَ، وَيا غايَةَ سُؤْلِ السَّآئِلينَ، وَيا اقْصى طَلِبَةِ الطَّالِبينَ، وَيا اعْلى رَغْبَةِ الرَّاغِبينَ، وَيا وَلِىَّ الصَّالِحينَ، وَيا امانَ الْخآئِفينَ، وَيا مُجيبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرّينَ، وَيا ذُخْرَ الْمُعْدِمينَ، وَيا كَنْزَ الْبآئِسينَ، وَيا غِياثَ الْمُسْتَغيثينَ، وَيا قاضِىَ حَوآئِجِ الْفُقَرآءِ وَالْمَساكينِ، وَيا اكْرَمَ الْأَكْرَمينَ، وَيا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ، لَكَ تَخَضُّعى وَسُؤالى وَالَيْكَ تَضَرُّعى وَابْتِهالى اسْئَلُكَ انْ تُنيلَنى مِنْ رَوْحِ رِضْوانِكَ، وَتُديمَ عَلَىَّ نِعَمَ امْتِنانِكَ، وَها ا نَا بِبابِ كَرَمِكَ واقِفٌ، وَلِنَفَحاتِ بِرِّكَ مُتَعَرِّضٌ، وَبِحَبْلِكَ الشَّديدِ مُعْتَصِمٌ، وَبِعُرْوَتِكَ الْوُثْقى مُتَمَسِّكٌ، الهى ارْحَمْ عَبْدَكَ الذَّليلَ، ذَااللِّسانِ الْكَليلِ، وَالْعَمَلِ الْقَليلِ، وَامْنُنْ عَلَيْهِ بِطَوْلِكَ الْجَزيلِ، وَاكْنُفْهُ تَحْتَ ظِلِّكَ الظَّليلِ، يا كَريمُ يا جَميلُ، يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ (1).

12. مناجاة العارفين

مناجاة مَن يكلّم اللَّه عارفاً؛ مناجاة من أقرّ بعجزه عن إدراك كنه الذات ويحثّ الخطى لمعرفة أسمى للوقوف بكمالٍ على صفاته، وتجاوز حجب البصر والقلب والنفس والعطش في البحث عن ينابيع محبّة اللَّه والارتشاف من كأس العشق.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ

الهى قَصُرَتِ الْأَلْسُنُ عَنْ بُلُوغِ ثَنآئِكَ كَما يَليقُ بِجَلالِكَ، وَعَجَزَتِ الْعُقُولُ عَنْ ادْراكِ كُنْهِ جَمالِكَ، وَانْحَسَرَتِ الْأَبْصارُدُونَ النَّظَرِ الى سُبُحاتِ وَجْهِكَ، وَلَمْ تَجْعَلْ لِلْخَلْقِ طَريقاً الى مَعْرِفَتِكَ، الَّا بِالْعَجْزِ عَنْ مَعْرِفَتِكَ، الهى فَاجْعَلْنا مِنَ الَّذينَ تَرَسَّخَتْ اشْجارُ الشَّوْقِ الَيْكَ في حَدآئِقِ صُدُورِهِمْ، وَاخَذَتْ لَوْعَةُ


1- بحار الأنوار: ج 91، ص 149.

ص: 57

مَحَبَّتِكَ بِمَجامِعِ قُلُوبِهِمْ، فَهُمْ الى اوْكارِ الْأَفْكارِ يَاْوُونَ، وَ في رِياضِ الْقُرْبِ وَالْمُكاشَفَةِ يَرْتَعُونَ، وَمِنْ حِياضِ الْمَحَبَّةِ بِكَاْسِ الْمُلاطَفَةِ يَكْرَعُونَ، وَشَرايِعَ الْمُصافاتِ يَرِدُونَ، قَدْ كُشِفَ الْغِطآءُ عَنْ ابْصارِهِمْ، وَانْجَلَتْ ظُلْمَةُ الرَّيْبِ عَنْ عَقآئِدِهِمْ وَ ضَمآئِرِهِمْ، وَانْتَفَتْ مُخالَجَةُ الشَّكِّ عَنْ قُلُوبِهِمْ وَسَرآئِرِهِمْ، وَانْشَرَحَتْ بِتَحْقيقِ الْمَعْرِفَةِ صُدُورُهُمْ، وَعَلَتْ لِسَبْقِ السَّعادَةِ فِى الزَّهادَةِ هِمَمُهُمْ، وَعَذُبَ فِي مَعينِ الْمُعامَلَةِ شِرْبُهُمْ، وَطابَ في مَجْلِسِ الْأُنْسِ سِرُّهُمْ، وَامِنَ في مَوْطِنِ الْمَخافَةِ سِرْبُهُمْ، وَاطْمَانَّتْ بِالرُّجُوعِ الى رَبِّ الْأَرْبابِ انْفُسُهُمْ، وَتَيَقَّنَتْ بِالْفَوْزِ وَالْفَلاحِ ارْواحُهُمْ، وَقَرَّتْ بِالنَّظَرِ الى مَحْبُوبِهِمْ اعْيُنُهُمْ، وَاسْتَقَرَّ بِادْراكِ السُّؤْلِ وَنَيْلِ الْمَأْمُولِ قَرارُهُمْ، وَرَبِحَتْ في بَيْعِ الدُّنْيا بِالْاخِرَةِ تِجارَتُهُمْ، الهى ما الَذَّ خَواطِرَ الْإِلْهامِ بِذِكْرِكَ عَلَى الْقُلُوبِ، وَما احْلَى الْمَسيرَ الَيْكَ بِالْأَوْهامِ في مَسالِكِ الْغُيُوبِ، وَما اطْيَبَ طَعْمَ حُبِّكَ، وَما اعْذَبَ شِرْبَ قُرْبِكَ، فَاعِذْنا مِنْ طَرْدِكَ وَابْعادِكَ، وَاجْعَلْنا مِنْ اخَصِّ عارِفيكَ، وَاصْلَحِ عِبادِكَ، وَاصْدَقِ طآئِعيكَ، وَ اخْلَصِ عُبَّادِكَ، يا عَظيمُ يا جَليلُ، يا كَريمُ يا مُنيلُ، بِرَحْمَتِكَ وَمَنِّكَ يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ (1).

13. مناجاة الذاكرين

مناجاة من يسأل ذكر اللَّه ويطلب منه ذكره على كلّ حال وأن يكون أنيسهم ومؤنسهم؛ فهو يعلم أنّ القلوب لا تقرّ وتطمئن إلّابذكره، ولا تسكن النفوس سوى بالرؤية المعنويّة لجمال الحقّ.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ

الهى لَوْلَا الْواجِبُ مِنْ قَبُولِ امْرِكَ، لَنَزَّهْتُكَ مِنْ ذِكْرى ايَّاكَ، عَلى انَّ ذِكْرى لَكَ


1- بحار الأنوار: ج 91، ص 150.

ص: 58

بِقَدْرى لا بِقَدْرِكَ، وَما عَسى انْ يَبْلُغَ مِقْدارى حَتّى اجْعَلَ مَحَلّاً لِتَقْديسِكَ، وَمِنْ اعْظَمِ النِّعَمِ عَلَيْنا جَرَيانُ ذِكْرِكَ عَلى الْسِنَتِنا، وَاذْنُكَ لَنا بِدُعآئِكَ وَتَنْزيهِكَ وَتَسْبيحِكَ، الهى فَالْهِمْنا ذِكْرَكَ فِى الْخَلاءِ وَالْمَلاءِ، وَاللَّيْلِ وَالنَّهارِ، وَالْإِعْلانِ وَالْإِسْرارِ، وَفِى السَّرَّآءِ وَالضَّرَّآءِ، وَآنِسْنا بِالذِّكْرِ الْخَفِىِّ، وَاسْتَعْمِلْنا بِالْعَمَل الزَّكِىِّ، وَالسَّعْىِ الْمَرْضِىِّ، وَجازِنا بِالْميزانِ الْوَفِىِّ، الهى بِكَ هامَتِ الْقُلُوبُ الْوالِهَةُ، وَعَلى مَعْرِفَتِكَ جُمِعَتِ الْعُقُولُ الْمُتَبايِنَةُ، فَلا تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ الَّا بِذِكْراكَ، وَلا تَسْكُنُ النُّفُوسُ الَّا عِنْدَ رُؤْياكَ، انْتَ الْمُسَبَّحُ في كُلِّ مَكانٍ، وَالْمَعْبُودُ في كُلِّ زَمانٍ، وَالْمَوْجُودُ في كُلِّ اوانٍ، وَالْمَدْعُوُّ بِكُلِّ لِسانٍ، وَالْمُعَظَّمُ في كُلِّ جَنانٍ، وَاسْتَغْفِرُكَ مِنْ كُلِّ لَذَّةٍبِغَيْرِ ذِكْرِكَ، وَمِنْ كُلِّ راحَةٍ بِغَيْرِ انْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ سُرُورٍ بِغَيْرِ قُرْبِكَ، وَمِنْ كُلِّ شُغْلٍ بِغَيْرِ طاعَتِكَ، الهى انْتَ قُلْتَ وَقَوْلُكَ الْحَقُّ: يا ايُّهَا الَّذينَ امَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثيراً، وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَاصيلًا. وَقُلْتَ وَقَوْلُكَ الْحَقُّ: فَاذْكُرُونى اذْكُرْكُمْ. فَامَرْتَنا بِذِكْرِكَ، وَوَعَدْتَنا عَلَيْهِ انْ تَذْكُرَنا تَشْريفاً لَنا وَتَفْخيماً وَاعْظاماً، وَها نَحْنُ ذاكِرُوكَ كَما امَرْتَنا، فَانْجِزْ لَنا ما وَعَدْتَنا، يا ذاكِرَ الذَّاكِرينَ، وَيا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ (1).

14. مناجاة المعتصمين

مناجاة من يلوذ باللَّه ويتمسّك بحبله المتين ويسأله العون على الوصول إلى السعادة.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ

اللَّهُمَّ يا مَلاذَ اللّائِذينَ، وَيا مَعاذَ الْعآئِذينَ، وَيا مُنْجِىَ الْهالِكينَ، وَيا عاصِمَ الْبآئِسينَ، وَيا راحِمَ الْمَساكينِ، وَيا مُجيبَ الْمُضْطَرّينَ، وَيا كَنْزَ الْمُفْتَقِرينَ، وَيا


1- بحار الأنوار: ج 91، ص 151.

ص: 59

جابِرَ الْمُنْكَسِرينَ، وَيا مَأوَى الْمُنْقَطِعينَ، وَيا ناصِرَ الْمُسْتَضْعَفينَ، وَيا مُجيرَ الْخآئِفينَ، وَيا مُغيثَ الْمَكْرُوبينَ، وَيا حِصْنَ اللّاجينَ، انْ لَمْ اعُذْ بِعِزَّتِكَ فَبِمَنْ اعُوذُ، وَانْ لَمْ ا لُذْ بِقُدْرَتِكَ فَبِمَنْ الُوذُ، وَقَدْ الْجَاتْنِى الذُّنُوبُ الىَ التَّشَبُّثِ بِاذْيالِ عَفْوِكَ، وَاحْوَجَتْنِى الْخَطايا الىَ اسْتِفْتاحِ ابْوابِ صَفْحِكَ، وَدَعَتْنِى الْإِسآئَةُ الَى الْإِناخَةِ بِفِنآءِ عِزِّكَ، وَحَمَلَتْنِى الْمَخافَةُ مِنْ نِقْمَتِكَ عَلَى الْتَّمَسُّكِ بِعُرْوَةِ عَطْفِكَ، وَما حَقُّ مَنِ اعْتَصَمَ بِحَبْلِكَ انْ يُخْذَلَ، وَلا يَليقُ بِمَنِ اسْتَجارَ بِعِزِّكَ انْ يُسْلَمَ اوْ يُهْمَلَ، الهى فَلا تُخْلِنا مِنْ حِمايَتِكَ، وَلا تُعْرِنا مِنْ رِعايَتِكَ، وَذُدْنا عَنْ مَوارِدِ الْهَلَكَةِ، فَانَّا بِعَيْنِكَ وَفى كَنَفِكَ وَلَكَ، اسْئَلُكَ بِاهْلِ خآصَّتِكَ مِنْ مَلائِكَتِكَ وَالصَّالِحينَ مِنْ بَرِيَّتِكَ، انْ تَجْعَلَ عَلَيْنا واقِيَةً تُنْجينا مِنَ الْهَلَكاتِ، وَتُجَنِّبُنا مِنَ الْافاتِ، وَتُكِنُّنا مِنْ دَواهِى الْمُصيباتِ، وَانْ تُنْزِلَ عَلَيْنا مِنْ سَكينَتِكَ، وَانْ تُغَشِّىَ وُجُوهَنا بِانْوارِ مَحَبَّتِكَ، وَانْ تُؤْوِيَنا الى شَديدِ رُكْنِكَ، وَانْ تَحْوِيَنا في اكْنافِ عِصْمَتِكَ، بِرَأفَتِكَ وَرَحْمَتِكَ يا ارْحَمَ الرّاحِمينَ (1).

15. مناجاة الزاهدين

مناجاة من وقف على مخاطر الدنيا وزخارفها؛ فهؤلاء يعرفون كيف تبتلع مستنقعات الدنيا من تهافت عليها، وتسوقه إلى الفناء والعدم، ومن هنا يسألون اللَّه الزهد في الدنيا وعدم المبالاة بزبرجها.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ

الهى اسْكَنْتَنا داراً حَفَرَتْ لَنا حُفَرَ مَكْرِها، وَعَلَّقَتْنا بِايْدِى الْمَنايا في حَبآئِلِ غَدْرِها، فَالَيْكَ نَلْتَجِئُ مِنْ مَكآئِدِ خُدَعِها، وَبِكَ نَعْتَصِمُ مِنَ الْإِغْتِرارِ بِزَخارِفِ


1- بحار الأنوار: ج 91، ص 152.

ص: 60

زينَتِها، فَانَّهَا الْمُهْلِكَةُ طُلَّابَهَا، الْمُتْلِفَةُ حُلّالَهَا، الْمَحْشُوَّةُ بِالْافاتِ، الْمَشْحُونَةُ بِالنَّكَباتِ، الهى فَزَهِّدْنا فيها، وَسَلِّمْنا مِنْها بِتَوْفيقِكَ وَعِصْمَتِكَ، وَانْزَعْ عَنَّا جَلابيبَ مُخالَفَتِكَ، وَتَوَلَّ امُورَنا بِحُسْنِ كِفايَتِكَ، وَاوْفِرْ مَزيدَنا مِنْ سَعَةِ رَحْمَتِكَ، وَاجْمِلْ صِلاتِنا مِنْ فَيْضِ مَواهِبِكَ، وَاغْرِسْ في افْئِدَتِنا اشْجارَ مَحَبَّتِكَ، وَاتْمِمْ لَنا انْوارَ مَعْرِفَتِكَ، وَاذِقْنا حَلاوَةَ عَفْوِكَ وَلَذَّةَ مَغْفِرَتِكَ، وَاقْرِرْ اعْيُنَنا يَوْمَ لِقآئِكَ بِرُؤْيَتِكَ، وَاخْرِجْ حُبَّ الدُّنْيا مِنْ قُلُوبِنا، كَما فَعَلْتَ بِالصَّالِحينَ مِنْ صَفْوَتِكَ، وَالْأَبْرارِ مِنْ خآصَّتِكَ، بِرَحْمَتِكَ يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ، وَيا اكْرَمَ الْأَكْرَمينَ (1).

المناجاة المنظومة لأمير المؤمنين عليه السلام

اشارة

وهي المناجاة المرويّة عن «الصحيفة العلوية»(2).

لَكَ الْحَمْدُ يا ذَاالْجُودِ وَالْمَجْدِ وَالْعُلى تَبارَكْتَ تُعْطى مَنْ تَشاءُ وَتَمْنَعُ

الهى وَخَلّاقى وَحِرْزى وَمَوْئِلى الَيْكَ لَدَى الْإِعْسارِ وَالْيُسْرِ افْزَعُ

الهى لَئِنْ جَلَّتْ وَجَمَّتْ خَطيئَتى فَعَفْوُكَ عَنْ ذَ نْبى اجَلُّ وَاوْسَعُ

الهى لَئِنْ اعْطَيْتُ نَفْسِىَ سُؤْلَهافَها ا نَا في رَوْضِ النَّدامَةِ ارْتَعُ

الهى تَرى حالى وَفَقْرى وَفاقَتى وَانْتَ مُناجاتِى الخَفِيَّةَ تَسْمَعُ

الهى فَلا تَقْطَعْ رَجآئى وَلا تُزِغْ فُؤادى فَلى في سَيْبِ جُودِكَ مَطْمَعُ

الهى لَئِنْ خَيَّبْتَنى اوْ طَرَدْتَنى فَمَنْ ذَااَّلذى ارْجُو وَمَنْ ذا اشَفِّعُ

الهى اجِرْنى مِنْ عَذابِكَ انَّنى اسيرٌ ذَليلٌ خائِفٌ لَكَ اخْضَعُ

الهى فَآنِسْنى بِتَلْقِينِ حُجَّتى اذا كانَ لى فِى الْقَبْرِ مَثْوَىً وَمَضْجَعُ


1- بحار الأنوار: ج 91، ص 152.
2- الصحيفة العلوية: ص 152.

ص: 61

الهى لَئِنْ عَذَّبْتَنى الْفَ حِجَّةٍفَحَبْلُ رَجآئى مِنْكَ لا يَتَقَطَّعُ

الهى اذِقْنى طَعْمَ عَفْوِكَ يَوْمَ لابَنُونَ وَلا مالٌ هُنالِكَ يَنْفَعُ

الهى لَئِنْ لَمْ تَرْعَنى كُنْتُ ضائِعاًوَانْ كُنْتَ تَرْعانى فَلَسْتُ اضَيَّعُ

الهى اذا لَمْ تَعْفُ عَنْ غَيْرِ مُحْسِنٍ فَمَنْ لِمُسى ءٍ بِالْهَوى يَتَمَتَّعُ

الهى لَئِنْ فَرَّطْتُ في طَلَبِ التُّقى فَها ا نَا اثْرَ الْعَفْوِ اقْفُو وَاتْبَعُ

الهى لَئِنْ اخْطَاْتُ جَهْلًا فَطالَمارَجَوْتُكَ حَتّى قيلَ ما هُوَ يَجْزَعُ

الهى ذُنُوبى بَذَّتِ الطَّوْدَ وَاْعتَلَتْ وَصَفْحُكَ عَنْ ذَنْبى اجَلُّ وَارْفَعُ

الهى يُنَحّى ذِكْرُ طَوْلِكَ لَوْعَتى وَذِكْرُ الْخَطايَا الْعَيْنَ مِنّى يُدَمِّعُ

الهى اقِلْنى عَثْرَتى وَامْحُ حَوْبَتى فَانّى مُقِرٌّ خائِفٌ مُتَضَرِّعُ

الهى انِلْنى مِنْك رَوْحاً وَراحَةًفَلَسْتُ سِوى ابْوابِ فَضْلِكَ اقْرَعُ

الهى لَئِنْ اقْصَيْتَنى اوْ اهَنْتَنى فَما حيلَتى يا رَبِّ امْ كَيْفَ اصْنَعُ

الهى حَليفُ الْحُبِّ في اللَّيْلِ ساهِرٌيُناجى وَيَدْعُو وَالْمُغَفَّلُ يَهْجَعُ

الهى وَهذَا الْخَلْقُ ما بَيْنَ نائِمٍ وَمُنْتَبهٍ في لَيْلِهِ يَتَضَرَّعُ

وكُلُّهُمُ يَرجُو نَوالَكَ راجِياًلِرَحْمَتِكَ الْعُظْمى وَفِى الْخُلْدِ يَطْمَعُ

الهى يُمَنّينى رَجآئى سَلامَةًوَقُبْحُ خَطيئاتِى عَلَىَّ يُشَنِّعُ

الهى فَانْ تَعْفُو فَعَفْوُكَ مُنْقِذى وَالَّا فَبِالذَّنْبِ الْمُدَمِّرِ اصْرَعُ

الهى بِحَقِّ الْهاشِمىِّ مُحَمَّدٍوَحُرْمَةِ اطْهارٍ هُمُ لَكَ خُضَّعُ

الهى بِحَقِّ الْمُصْطَفى وَابْنِ عَمِّهِ وَحُرْمَةِ ابْرارٍ هُمُ لَكَ خُشَّعُ

الهى فَانْشِرْنى عَلى دينِ احْمَدٍمُنيباً تَقِيّاً قانِتاً لَكَ اخْضَعُ

وَلا تَحْرِمَنّى يا الهى وَسَيِّدى شَفاعَتَهُ الْكُبْرى فَذاكَ الْمُشَفَّعُ

وَصَلِّ عَلَيْهِمْ ما دَعاكَ مُوَحِّدٌوَناجاكَ اخْيارٌ بِبابِكَ رُكَّعُ

ثلاث كلمات مهمّة من مناجاة أميرالمؤمنين عليه السلام:

«إِلهي كَفى بِي عِزّاً أَنْ أَكُونَ لَكَ عَبْداً* وَكَفى بِي فَخْراً أَنْ تَكُونَ لِي رَبّاً* أَنْتَ كَما أُحِبُّ، فَاجْعَلْني كَما تُحِبُّ»(1).

الأدعيّة القرآنيّة

بالإضافة إلى الآيات القرآنية التي أشارت إلى أهميّة الدعاء بصورة كلّيّة، فقد وردت نماذج من الأدعية القرآنية العميقة المضمون والمعنى، والتي يجدر الإتيان بها في قنوت الصلوات والسجدة الأخيرة، وبصورة عامة في مواقع الدعاء والتي يضاعف الأمل بإجابتها. وقد جرت بعض هذه الأدعية على لسان الأنبياء والبعض الآخر يعلّمها اللَّه عباده. وإليك قسم مهمّ من هذه الأدعية (حسب ترتيب السور القرآنية).

1. رَبَّنَا آتِنا فِى الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِى الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنا عَذابَ النَّارِ(2).

2. رَبَّنا أَفْرِغْ عَلَيْنا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدامَنا وَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ (3).

3. رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسينا أَوْ أَخْطَأْنا رَبَّنا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَاطَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَآ أَنتَ مَوْلينا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (4).

4. رَبَّنَا لَاتُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ (5).

5. رَبَّنَآ إِنَّنَآ ءَامَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ(6).

6. رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِى أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ


1- الخصال: ج 2، ص 420، ح 14.
2- سورة البقرة: الآية 201.
3- سورة البقرة: الآية 250.
4- سورة البقره: الآية 286.
5- سورة آل عمران: الآية 8.
6- سورة آل عمران: الآية 16.

ص: 62

ص: 63

الْكَافِرِينَ (1).

7. رَبَّنَآ إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِى لِلْإِيمنِ أَنْ ءَامِنُوا بِرَبِّكُمْ فَأَمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْلَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ(2).

8. رَبَّنَا وَءَاتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيمَةِ إِنَّكَ لَاتُخْلِفُ الْمِيعَادَ(3).

9. رَبَّنَا ظَلَمْنَآ أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخسِرِينَ (4).

10. رَبِّ اجْعَلْنِى مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِن ذُرِّيَّتِى رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَآءِ(5).

11. رَبَّنَا اغْفِرْ لِى وَلِولِدَىَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ (6).

12. رَبِّ أَدْخِلْنِى مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِى مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِّى مِن لَّدُنْكَ سُلْطناً نَّصِيراً(7).

13. رَبَّنَآ ءَاتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً(8).

14. رَبِّ اشْرَحْ لِى صَدْرِى وَيَسِّرْ لِى أَمْرِى وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِى يَفْقَهُوا قَوْلِى (9).

15. رَبِّ إِنِّي مَسَّنِىَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمينَ (10).

16. لا الهَ الَّا انْتَ سُبْحانَكَ انّى كُنْتُ مِنَ الظَّالِمينَ (11).

17. رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزاتِ الشَّيطِينِ وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ (12).

18. رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمينَ (13).


1- سورة آل عمران: الآية 147.
2- سورة آل عمران: الآية 193.
3- سورة آل عمران: الآية 194.
4- سورة الأعراف: الآية 23.
5- سورة إبراهيم: الآية 40.
6- سورة إبراهيم: الآية 41.
7- سورة الاسراء: الآية 80.
8- سورة الكهف: الآية 10.
9- سورة طه الآية 25- 28.
10- سورة الأنبياء: الآية 83.
11- سورة الأنبياء: الآية 87.
12- سورة المؤمنون: الآية 97 و 98.
13- سورة المؤمنون: الآية 118.

ص: 64

19. رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً(1).

20. رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوجِنَا وَذُرِّيتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً(2).

21. رَبِّ أَوْزِعْنِى أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِى أَنْعَمْتَ عَلَىَّ وَعَلى ولِدَىَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صلِحاً تَرْضهُ وَأَدْخِلْنِى بِرَحْمَتِكَ فِى عِبَادِكَ الصلِحِينَ (3).

22. رَبِّ إِنِّى لِمَآ أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ(4).

23. رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَىْ ءٍ رَّحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُواْ وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (5).

24. رَبِّ انِّى مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ(6).

25. رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْونِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإيمنِ وَلَا تَجْعَلْ فِى قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ ءَامَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ (7).

26. رَبِّ اغْفِرْ لِى وَلِولِدَىَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِىَ مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ (8).

دعاء الصباح

روي هذا الدعاء عن أميرالمؤمنين عليّ عليه السلام وهو دعاء عظيم المضمون ولذيذ ورائع. وقد ذكره المرحوم العلّامة المجلسي رحمه الله في بحاره- في كتاب الدعاء وكتاب الصلاة- وقال: هذا الدعاء من الأدعية المشهورة، لكنّي لم أجده في سائر الكتب المعتبرة سوى اختيار (المصباح) السيّد ابن باقي والمشهور أنّه يقرأ بعد صلاة الصبح (9).


1- سورة الفرقان: الآية 65.
2- سورة الفرقان: الآية 74.
3- سورة النمل: الآية 19.
4- سورة القصص: الآية 24.
5- سورة غافر: الآية 7.
6- سورة القمر: الآية 10.
7- سورة الحشر: الآية 10.
8- سورة نوح: الآية 28.
9- بحار الأنوار: ج 84، ص 339، ح 19 و ج 91، ص 243، ح 11.

ص: 65

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ

اللهُمَّ يا مَنْ دَلَعَ لِسانَ الصَّباحِ بِنُطْقِ تَبَلُّجِهِ، وَسَرَّحَ قِطَعَ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ بِغَياهِبِ تَلَجْلُجِهِ، وَاتْقَنَ صُنْعَ الْفَلَكِ الدَّوَّارِ في مَقاديرِ تَبَرُّجِهِ، وَشَعْشَعَ ضِيآءَ الشَّمْسِ بِنُورِ تَاجُّجِهِ، يا مَنْ دَلَّ عَلى ذاتِهِ بِذاتِهِ، وَتَنَزَّهَ عَنْ مُجانَسَةِ مَخْلُوقاتِهِ، وَجَلَّ عَنْ مُلائَمَةِ كَيْفِيَّاتِهِ، يا مَنْ قَرُبَ مِنْ خَطَراتِ الظُّنُونِ، وَبَعُدَ عَنْ لَحَظاتِ الْعُيُونِ، وَعَلِمَ بِما كانَ قَبْلَ انْ يَكُونَ، يا مَنْ ارْقَدَنى في مِهادِ امْنِهِ وَامانِهِ، وَايْقَظَنى الى ما مَنَحَنى بِهِ مِنْ مِنَنِهِ وَاحْسانِهِ، وَكَفَّ اكُفَّ السُّوءِ عَنّى بِيَدِهِ وَسُلْطانِهِ، صَلِّ اللهُمَّ عَلَى الدَّليلِ الَيْكَ فِى اللَّيْلِ الْأَلْيَلِ، وَالْماسِكِ مِنْ اسْبَابِكَ بِحَبْلِ الشَّرَفِ الْأَطْوَلِ، وَالنَّاصِعِ الْحَسَبِ في ذِرْوَةِ الْكاهِلِ الْأَعْبَلِ، وَالثَّابِتِ الْقَدَمِ عَلى زَحاليفِها فِى الزَّمَنِ الْأَوَّلِ، وَعَلى الِهِ الْأَخْيارِ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَبْرارِ، وَافْتَحِ اللهُمَّ لَنا مَصاريعَ الصَّباحِ بِمَفاتيحِ الرَّحْمَةِ وَالْفَلاحِ، وَالْبِسْنِى اللهُمَّ مِنْ افْضَلِ خِلَعِ الْهِدايَةِ وَالصَّلاحِ، وَاغْرِسِ اللهُمَّ بِعَظَمَتِكَ في شِرْبِ جَنانى يَنابيعَ الخُشُوعِ، وَاجْرِ اللهُمَّ لِهَيْبَتِكَ مِنْ اماقى زَفَراتِ الدُّمُوعِ، وَادِّبِ اللهُمَّ نَزَقَ الْخُرْقِ مِنّى بِازِمَّةِ الْقُنُوعِ، الهى انْ لَمْ تَبْتَدِئْنِى الرَّحْمَةُ مِنْكَ بِحُسْنِ التَّوْفيقِ، فَمَنِ السَّالِكُ بى الَيْكَ في واضِحِ الطَّريقِ، وَانْ اسْلَمَتْنى اناتُكَ لِقآئِدِ الْأَمَلِ وَالْمُنى فَمَنِ الْمُقيلُ عَثَراتى مِنْ كَبَواتِ الْهَوى وَانْ خَذَلَنى نَصْرُكَ عِنْدَ مُحارَبَةِ النَّفْسِ وَالشَّيْطانِ، فَقَدْ وَكَلَنى خِذْلانُكَ الى حَيْثُ النَّصَبِ وَالْحِرْمانِ، الهى اتَرانى مآ اتَيْتُكَ الَّا مِنْ حَيْثُ الْامالِ، امْ عَلِقْتُ بِاطْرافِ حِبالِكَ الَّا حينَ باعَدَتْنى ذُنُوبى عَنْ دارِ الْوِصالِ، فَبِئْسَ الْمَطِيَّةُ الَّتِى امْتَطَتْ نَفْسى مِنْ هَواها، فَواهاً لَها لِما سَوَّلَتْ لَها ظُنُونُها وَمُناها، وَتَبّاً لَها لِجُرْاتِها عَلى سَيِّدِها وَمَوْليها، الهى قَرَعْتُ بابَ رَحْمَتِكَ بِيَدِ رَجآئى وَهَرَبْتُ الَيْكَ لاجِئاً مِنْ فَرْطِ اهْوآئى وَعَلَّقْتُ بِاطْرافِ

ص: 66

حِبالِكَ انامِلَ وَلائى فَاْصْفَحِ اللهُمَّ عَمَّا كُنْتُ اجْرَمْتُهُ مِنْ زَلَلى وَخَطآئى وَاقِلْنى مِنْ صَرْعَةِ رِدآئى فَانَّكَ سَيِّدى وَمَوْلاىَ وَمُعْتَمَدى وَرَجائى وَانْتَ غايَةُ مَطْلُوبى وَمُناىَ في مُنْقَلَبى وَمَثْواىَ، الهى كَيْفَ تَطْرُدُ مِسْكيناً الْتَجَأَ الَيْكَ مِنَ الذُّنُوبِ هارِباً، امْ كَيْفَ تُخَيِّبُ مُسْتَرْشِداً قَصَدَ الى جَنابِكَ ساعِياً، امْ كَيْفَ تَرُدُّ ظَمْئانَ وَرَدَ الى حِياضِكَ شارِباً، كَلّا وَحِياضُكَ مُتْرَعَةٌ فى ضَنْكِ الْمُحُولِ، وَبابُكَ مَفْتُوحٌ لِلطَّلَبِ وَالْوُغُولِ، وَانْتَ غايَةُ الْمَسْئُولِ، وَنِهايَةُ الْمَاْمُولِ، الهى هذِهِ ازِمَّةُ نَفْسى عَقَلْتُها بِعِقالِ مَشِيَّتِكَ، وَهذِهِ اعْبآءُ ذُنُوبى دَرَاْتُها بِعَفْوِكَ وَرَحْمَتِكَ، وَهذِهِ اهْوآئِىَ الْمُضِلَّةُ وَكَلْتُها الى جَنابِ لُطْفِكَ وَرَاْفَتِكَ، فَاجْعَلِ اللهُمَّ صَباحى هذا نازلًا عَلَىَّ بِضِيآءِ الْهُدى وَبِالسَّلامَةِ فِى الدّينِ وَالدُّنْيا، وَمَسآئى جُنَّةً مِنْ كَيْدِ الْعِدى وَوِقايَهً مِنْ مُرْدِياتِ الْهَوى انَّكَ قادِرٌ عَلى ما تَشآءُ، تُؤْتِى الْمُلْكَ مَنْ تَشآءُ، وَتَنْزِ عُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشآءُ، وَتُعِزُّ مَنْ تَشآءُ، وَتُذِلُّ مَنْ تَشآءُ، بِيَدِكَ الْخَيْرُ، انَّكَ عَلى كُلّ شَىْ ءٍ قَديرٌ، تُولِجُ اللَّيْلَ في النَّهارِ، وَتُولِجُ النَّهارَ فِى اللَّيْلِ، وَتُخْرِجُ الْحَىَّ مِنَ الْمَيِّتِ، وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَىِّ، وَتَرْزُقُ مَنْ تَشآءُ بِغَيْرِ حِسابٍ، لا الهَ الَّا انْتَ، سُبْحانَكَ اللهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، مَنْ ذا يَعْرِفُ قَدْرَكَ فَلا يَخافُكَ، وَمَن ذا يَعْلَمُ ما انْتَ فَلا يَهابُكَ، الَّفْتَ بِقُدْرَتِكَ الْفِرَقَ، وَفَلَقْتَ بِلُطْفِكَ الْفَلَقَ، وَانَرْتَ بِكَرَمِكَ دَياجِىَ الْغَسَقِ، وَانْهَرْتَ الْمِياهَ مِنَ الصُّمِّ الصَّياخيدِ عَذْباً وَاجاجاً، وَانْزَلْتَ مِنَ الْمُعْصِراتِ ماءً ثَجَّاجاً، وَجَعَلْتَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لِلْبَرِيَّةِ سِراجاً وَهَّاجاً، مِنْ غَيْرِ انْ تُمارِسَ فيمَا ابْتَدَاْتَ بِهِ لُغُوباً وَلا عِلاجاً، فَيا مَنْ تَوَحَّدَ بِالْعِزِّ وَالْبَقآءِ، وَقَهَرَ عِبادَهُ بِالْمَوْتِ وَالْفَناءِ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الْاتْقِيآءِ، وَاسْمَعْ نِدآئى وَاسْتَجِبْ دُعآئى وَحَقِّقْ بِفَضْلِكَ امَلى وَرَجآئى يا خَيْرَ مَنْ دُعِىَ لِكَشْفِ الضُّرِّ، وَالْمَاْمُولِ لِكُلِّ عُسْرٍ وَيُسْرٍ، بِكَ انْزَلْتُ

ص: 67

حاجَتى فَلا تَرُدَّنى مِنْ سَنِىِّ مَواهِبِكَ خآئِباً، يا كَريمُ يا كَريمُ يا كَريمُ، بِرَحْمَتِكَ يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلى خَيْرِ خَلْقِهِ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ اجْمَعينَ ثمّ يسجد ويقول: الهى قَلْبى مَحْجُوبٌ وَنَفْسى مَعْيُوبٌ، وَعَقْلى مَغْلُوبٌ، وَهَوآئى (هَواىَ) غالِبٌ، وَطاعَتى قَليلٌ، وَمَعْصِيَتى كَثيرٌ(1) وَلِسانى مُقِرٌّ بِالذُّنُوبِ، فَكَيْفَ حيلَتى يا سَتَّارَ الْعُيُوبِ، وَيا عَلَّامَ الْغُيُوبِ، وَياكاشِفَ الْكُرُوبِ، اغْفِرْ ذُنُوبى كُلَّها بِحُرْمَةِ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، يا غَفَّارُ يا غَفَّارُ يا غَفَّارُ، بِرَحْمَتِكَ يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ.

دعاء كميل

(2) هذا الدعاء من الأدعية المباركة والمشهورة، ويتضمّن مضامين رفيعة ومهذّبة للإنسان، يلهم الإنسان طريق العبودية والإنابة ونيل صفاء القلب. ولو تدبّر الإنسان معانيه وتأمّل عباراته لأثّر بلا ريب في روحه ونفسه وأحدث فيه انقلاباً. وطبق الرواية التي نقلها السيّد ابن طاووس أنّ أميرالمؤمنين عليه السلام قال لكميل بن زياد: «

إنّهُ دُعاء الخِضر عليه السلام يَدعُو بِهِ كُلّ ليلةٍ جُمعة أو كُلّ شهرٍ أو كلّ سنةٍ أو مَرّة فِي العُمرِ، ويَجدي فِي كفاية شَرّ الأعداءِ وَفِي فَتحِ بابِ الرّزقِ وَفِي غُفرانِ الذّنوبِ»(3).

وروى المرحوم الكفعمي في المصباح عن كميل بن زياد أنّه رأى أميرالمؤمنين عليه السلام قرأ هذا الدعاء ليلة النصف من شعبان في السجدة(4).

كما ورد هذا الدعاء الشريف في «مصباح المتهجد» إضافة لما سبق (5).


1- في بحار الأنوار:« طاعتي قليلة ومعصيتي كثيرة».
2- كان من أصحاب علي عليه السلام وشيعته وخاصته وعامله عليه السلام على هيت. ووردت في« نهج البلاغة» بعض الوصايا القيمة له من أميرالمؤمنين عليه السلام قتل كما أخبره عليه السلام على يد الحجاج.( شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج 17 ص 149، شرح نهج البلاغة للعلّامة الخوئي: ج 21 ص 219 ومعجم رجال الحديث: ج 15، ص 132).
3- إقبال الأعمال: ص 706.
4- مصباح الكفعمي: ص 555.
5- مصباح المتهجد: ص 844 ننقل الدعاء طبق النسخة المتداولة ونذكر في الهامش موارد الاختلاف مع مصباح المتهجد.

ص: 68

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

اللهُمَّ انّى اسْئَلُكَ بِرَحْمَتِكَ الَّتى وَسِعَتْ كُلَّ شَىْ ءٍ، وَبِقُوَّتِكَ الَّتى قَهَرْتَ بِها كُلَّ شَىْ ءٍ، وَخَضَعَ لَها كُلُّ شَىْ ءٍ، وَذَلَّ لَها كُلُّ شَىْ ءٍ، وَبِجَبَرُوتِكَ الَّتى غَلَبْتَ بِها كُلَّ شَىْ ءٍ، وَبِعِزَّتِكَ الَّتى لا يَقُومُ لَها شَىْ ءٌ، وَبِعَظَمَتِكَ الَّتى مَلَأَتْ كُلَّ شَىْ ءٍ، وَبِسُلْطانِكَ الَّذى عَلا كُلَّ شَىْ ءٍ، وَبِوَجْهِكَ الْباقى بَعْدَ فَنآءِ كُلِّ شَىْ ءٍ، وَبِأَسْمائِكَ الَّتى مَلَأَتْ (1) ارْكانَ كُلِّ شَىْ ءٍ، وَبِعِلْمِكَ الَّذى احاطَ بِكُلِّ شَىْ ءٍ، وَبِنُورِوَجْهِكَ الَّذى اضآءَ لَهُ كُلُّ شىْ ءٍ، يا نُورُ يا قُدُّوسُ، يا اوَّلَ الْأَوَّلِينَ، وَيا اخِرَ الْأخِرينَ، اللهُمَّ اغْفِرْ لِىَ الذُّنُوبَ الَّتى تَهْتِكُ الْعِصَمَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِىَ الذُّنُوبَ الَّتى تُنْزِلُ النِّقَمَ، اللهُمَّ اغْفِرْلِىَ الذُّنُوبَ الَّتى تُغَيِّرُ النِّعَمَ، اللهُمَّ اغْفِرْ لىَ الذُّنُوبَ الَّتى تَحْبِسُ الدُّعآءَ، اللهُمَّ اغْفِرْ لِىَ الذُّنُوبَ الَّتى تُنْزِلُ الْبَلاءَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْلى كُلَّ ذَنْبٍ اذْنَبْتُهُ، وَكُلَّ خَطيئَةٍ اخْطَاْتُها، اللهُمَّ انّى اتَقَرَّبُ الَيْكَ بِذِكْرِكَ، وَاسْتَشْفِعُ بِكَ الى نَفْسِكَ، وَاسْئَلُكَ بِجُودِكَ انْ تُدْنِيَنى مِنْ قُرْبِكَ، وَانْ تُوزِعَنى شُكْرَكَ، وَانْ تُلْهِمَنى ذِكْرَكَ، اللهُمَّ انّى اسْئَلُكَ سُؤالَ خاضِعٍ مُتَذَلِّلٍ خاشِعٍ، انْ تُسامِحَنى وَتَرْحَمَنى وَتَجْعَلَنى بِقَسْمِكَ راضِياً قانِعاً، وَفى جَميعِ الْأَحْوالِ مُتَواضِعاً، اللهُمَّ وَاسْئَلُكَ سُؤالَ مَنِ اشْتَدَّتْ فاقَتُهُ، وَانْزَلَ بِكَ عِنْدَ الشَّدآئِدِ حاجَتَهُ، وَعَظُمَ فيما عِنْدَكَ رَغْبَتُهُ، اللهُمَّ عَظُمَ سُلْطانُكَ، وَعَلا مَكانُكَ، وَخَفِىَ مَكْرُكَ، وَظَهَرَ امْرُكَ، وَغَلَبَ قَهْرُكَ، وَ جَرَتْ قُدْرَتُكَ، وَلا يُمْكِنُ الْفِرارُ مِنْ حُكُومَتِكَ، اللَّهُمَّ لا اجِدُ لِذُنُوبى غافِراً، وَلا لِقَبائِحى ساتِراً، وَلا لِشَىْ ءٍ مِنْ عَمَلِىَ الْقَبيحِ بِالْحَسَنِ مُبَدِّلًا غَيْرَكَ، لا الهَ الَّا انْتَ، سُبْحانَكَ وَبِحَمْدِكَ، ظَلَمْتُ نَفْسى وَتَجَرَّأْتُ بِجَهْلى وَسَكَنْتُ الى قَديمِ ذِكْرِكَ لى مَنِّكَ عَلَىَّ، اللهُمَّ مَوْلاىَ كَمْ مِنْ قَبيحٍ


1- في مصباح المتهجّد:« غَلَبَتْ».

ص: 69

سَتَرْتَهُ، وَكَمْ مِنْ فادِحٍ مِنَ الْبَلاءِ اقَلْتَهُ، وَكَمْ مِنْ عِثارٍ وَقَيْتَهُ، وَكَمْ مِنْ مَكْرُوهٍ دَفَعْتَهُ، وَكَمْ مِنْ ثَنآءٍ جَميلٍ لَسْتُ اهْلًا لَهُ نَشَرْتَهُ، اللهُمَّ عَظُمَ بَلائى وَافْرَطَ بى سُوءُ حالى وَقَصُرَتْ بى اعْمالى وَقَعَدَتْ بى اغْلالى وَحَبَسَنى عَنْ نَفْعى بُعْدُ امَلى وَخَدَعَتْنِى الدُّنْيا بِغُرُورِها، وَنَفْسى بِجِنايَتِها، وَمِطالى يا سَيِّدى فَاسْئَلُكَ بِعِزَّتِكَ انْ لا يَحْجُبَ عَنْكَ دُعآئى سُوءُ عَمَلى وَفِعالى وَلا تَفْضَحْنى بِخَفِىِّ مَا اطَّلَعْتَ عَلَيْهِ مِنْ سِرّى وَلا تُعاجِلْنى بِالْعُقُوبَةِ عَلى ما عَمِلْتُهُ في خَلَواتى مِنْ سُوءِ فِعْلى وَاسآئَتى وَدَوامِ تَفْريطى وَجَهالَتى وَكَثْرَةِ شَهَواتى وَغَفْلَتى وَكُنِ اللَّهُمَّ بِعِزَّتِكَ لى في كُلِّ الْأَحْوالِ رَءُوفاً، وَعَلَىَّ في جَميعِ الْأُمُورِ عَطُوفاً، الهى وَرَبّى مَنْ لى غَيْرُكَ، اسْئَلُهُ كَشْفَ ضُرّى وَالنَّظَرَ في امْرى الهى وَمَوْلاىَ اجْرَيْتَ عَلَىَّ حُكْماً اتَّبَعْتُ فيهِ هَوى نَفْسى وَلَمْ احْتَرِسْ فيهِ مِنْ تَزْيينِ عَدُوّى فَغَرَّنى بِما اهْوى وَاسْعَدَهُ عَلى ذلِكَ الْقَضآءُ، فَتَجاوَزْتُ بِما جَرى عَلَىَّ مِنْ ذلِكَ بَعْضَ (1) حُدُودِكَ، وَخالَفْتُ بَعْضَ اوامِرِكَ، فَلَكَ الْحَمْدُ عَلَىَّ في جَميعِ ذلِكَ (2)، وَلا حُجَّةَ لى فيما جَرى عَلَىَّ فيهِ قَضآؤُكَ، وَالْزَمَنى حُكْمُكَ وَبَلآؤُكَ، وَقَدْ اتَيْتُكَ يا الهى بَعْدَ تَقْصيرى وَاسْرافى عَلى نَفْسى مُعْتَذِراً نادِماً، مُنْكَسِراً مُسْتَقيلًا، مُسْتَغْفِراً مُنيباً، مُقِرّاً مُذْعِناً مُعْتَرِفاً، لااجِدُ مَفَرّاً مِمَّا كانَ مِنّى وَلا مَفْزَعاً اتَوَجَّهُ الَيْهِ في امْرى غَيْرَ قَبُولِكَ عُذْرى وَادْخالِكَ ايَّاىَ في سَعَةِ رَحْمَتِكَ، اللَّهُمَّ فَاقْبَلْ عُذْرى وَارْحَمْ شِدَّةَ ضُرّى وَفُكَّنى مِنْ شَدِّ وَثاقى يا رَبِّ ارْحَمْ ضَعْفَ بَدَنى وَرِقَّةَ جِلْدى وَدِقَّةَ عَظْمى يا مَنْ بَدَءَ خَلْقى وَذِكْرى وَتَرْبِيَتى وَبِرّى وَتَغْذِيَتى هَبْنى لِابْتِدآءِ كَرَمِكَ، وَسالِفِ بِرِّكَ بى يا الهى وَسَيِّدى وَرَبّى اتُراكَ مُعَذِّبى بِنارِكَ بَعْدَ تَوْحيدِكَ، وَبَعْدَ مَا انْطَوى عَلَيْهِ قَلْبى مِنْ مَعْرِفَتِكَ، وَلَهِجَ بِهِ لِسانى


1- في مصباح المتهجّد:« مِنْ نَقْضِ».
2- وقد ورد فى بعض النسخ:« فلك الحجّة عليَّ في جميع ذلك» وهو الصحيح بقرينة الجملة البعدية:« ولا حجَّة لي».

ص: 70

مِنْ ذِكْرِكَ، وَاعْتَقَدَهُ ضَميرى مِنْ حُبِّكَ، وَبَعْدَ صِدْقِ اعْتِرافى وَدُعآئى خاضِعاً لِرُبُوبِيَّتِكَ، هَيْهاتَ انْتَ اكْرَمُ مِنْ انْ تُضَيِّعَ مَنْ رَبَّيْتَهُ، اوْ تُبْعِدَ مَنْ ادْنَيْتَهُ، اوْتُشَرِّدَ مَنْ آوَيْتَهُ، اوْ تُسَلِّمَ الَى الْبَلآءِ مَنْ كَفَيْتَهُ وَرَحِمْتَهُ، وَلَيْتَ شِعْرى يا سَيِّدى وَالهى وَمَوْلاىَ، اتُسَلِّطُ النَّارَ عَلى وُجُوهٍ خَرَّتْ لِعَظَمَتِكَ ساجِدَةً، وَعَلى الْسُنٍ نَطَقَتْ بِتَوْحيدِكَ صادِقَةً، وَبِشُكْرِكَ مادِحَةً، وَعَلى قُلُوبٍ اعْتَرَفَتْ بِالهِيَّتِكَ مُحَقِّقَةً، وَعَلى ضَمآئِرَ حَوَتْ مِنَ الْعِلْمِ بِكَ حَتّى صارَتْ خاشِعَةً، وَعَلى جَوارِحَ سَعَتْ الى اوْطانِ تَعَبُّدِكَ طآئِعَةً، وَاشارَتْ بِاسْتِغْفارِكَ مُذْعِنَةً، ما هكَذَا الظَّنُّ بِكَ، وَلا اخْبِرْنا بِفَضْلِكَ عَنْكَ، يا كَريمُ يا رَبِّ، وَانْتَ تَعْلَمُ ضَعْفى عَنْ قَليلٍ مِنْ بَلاءِ الدُّنْيا وَعُقُوباتِها، وَما يَجْرى فيها مِنَ الْمَكارِهِ عَلى اهْلِها، عَلى انَّ ذلِكَ بَلاءٌ وَمَكْرُوهٌ، قَليلٌ مَكْثُهُ، يَسيرٌ بَقآئُهُ، قَصيرٌ مُدَّتُهُ، فَكَيْفَ احْتمالى لِبَلاءِ الْاخِرَةِ، وَجَليلِ وُقُوعِ الْمَكارِهِ فيها، وَهُوَ بَلاءٌ تَطُولُ مُدَّتُهُ، وَيَدُومُ مَقامُهُ، وَلا يُخَفَّفُ عَنْ اهْلِهِ، لِأَنَّهُ لا يَكُونُ الَّا عَنْ غَضَبِكَ وَاْنتِقامِكَ وَسَخَطِكَ، وَهذا ما لاتَقُومُ لَهُ السَّمواتُ وَالْارْضُ، يا سَيِّدِى فَكَيْفَ لى وَانَا عَبْدُكَ الضَّعيفُ الذَّليلُ الْحَقيرُ الْمِسْكينُ الْمُسْتَكينُ، يا الهى وَرَبّى وَسَيِّدِى وَمَوْلاىَ، لِأَىِّ الْأُمُورِ الَيْكَ اشْكُو، وَلِما مِنْها اضِجُّ وَابْكى لِأَليمِ الْعَذابِ وَشِدَّتِهِ، امْ لِطُولِ الْبَلاءِ وَمُدَّتِهِ، فَلَئِنْ صَيَّرْتَنى لِلْعُقُوباتِ مَعَ اعْدآئِكَ، وَجَمَعْتَ بَيْنى وَبَيْنَ اهْلِ بَلائِكَ، وَفَرَّقْتَ بَيْنى وَبَيْنَ احِبَّآئِكَ وَاوْليآئِكَ، فَهَبْنى يا الهى وَسَيِّدِى وَمَوْلاىَ وَرَبّى صَبَرْتُ عَلى عَذابِكَ، فَكَيْفَ اصْبِرُ عَلى فِراقِكَ، وَهَبْنى صَبَرْتُ عَلى حَرِّ نارِكَ، فَكَيْفَ اصْبِرُ عَنِ النَّظَرِ الى كَرامَتِكَ، امْ كَيْفَ اسْكُنُ فِى النَّارِ وَرَجآئى عَفْوُكَ، فَبِعِزَّتِكَ يا سَيِّدى وَمَوْلاىَ اقْسِمُ صادِقاً، لَئِنْ تَرَكْتَنى ناطِقاً، لَأَضِجَّنَّ الَيْكَ بَيْنَ اهْلِها ضَجيجَ الْامِلينَ، وَلَأَصْرُخَنَّ الَيْكَ صُراخَ الْمَسْتَصْرِخينَ، وَلَابْكِيَنَ

ص: 71

عَلَيْكَ بُكآءَ الْفاقِدينَ، وَ لَأُنادِيَنَّكَ ايْنَ كُنْتَ يا وَلِىَّ الْمُؤْمِنينَ، يا غايَةَ امالِ الْعارِفينَ، يا غِياثَ الْمُسْتَغيثينَ، يا حَبيبَ قُلُوبِ الصَّادِقينَ، وَيا الهَ الْعالَمينَ، افَتُراكَ سُبْحانَكَ يا الهى وَبِحَمْدِكَ، تَسْمَعُ فيها صَوْتَ عَبْدٍ مُسْلِمٍ سُجِنَ فيها بِمُخالَفَتِهِ، وَذاقَ طَعْمَ عَذابِها بِمَعْصِيَتِهِ، وَحُبِسَ بَيْنَ اطْباقِها بِجُرْمِهِ وَجَريرَتِهِ، وَهُوَ يَضِجُّ الَيْكَ ضَجيجَ مُؤَمِّلٍ لِرَحْمَتِكَ، وَيُناديكَ بِلِسانِ اهْلِ تَوْحيدِكَ، وَيَتَوَسَّلُ الَيْكَ بِرُبُوبِيَّتِكَ، يا مَوْلاىَ فَكَيْفَ يَبْقى فِى الْعَذابِ وَهُوَ يَرْجُو ما سَلَفَ مِنْ حِلْمِكَ، امْ كَيْفَ تُؤْلِمُهُ النَّارُ وَهُوَ يَأْمَلُ فَضْلَكَ وَرَحْمَتَكَ، امْ كَيْفَ يُحْرِقُهُ لَهيبُها وَانْتَ تَسْمَعُ صَوْتَهُ وَتَرى مَكانَهُ، امْ كَيْفَ يَشْتَمِلُ عَلَيْهِ زَفيرُها وَانْتَ تَعْلَمُ ضَعْفَهُ، امْ كَيْفَ يَتَقَلْقَلُ بَيْنَ اطْباقِها وَانْتَ تَعْلَمُ صِدْقَهُ، امْ كَيْفَ تَزْجُرُهُ زَبانِيَتُها، وَهُوَ يُناديكَ يا رَبَّهُ، امْ كَيْفَ (1) يَرْجُو فَضْلَكَ في عِتْقِهِ مِنْها فَتَتْرُكُهُ فيها، هَيْهاتَ ما ذلِكَ الظَّنُ بِكَ، وَلَاالْمَعْرُوفُ مِنْ فَضْلِكَ، وَلا مُشْبِهٌ لِما عامَلْتَ بِهِ الْمُوَحِّدينَ مِنْ بِرِّكَ وَاحْسانِكَ، فَبِالْيَقينِ اقْطَعُ لَوْلا ما حَكَمْتَ بِهِ مِنْ تَعْذيبِ جاحِديكَ، وَقَضَيْتَ بِهِ مِنْ اخْلادِ مُعانِديكَ، لَجَعَلْتَ النَّارَ كُلَّها بَرْداً وَسَلاماً، وَما كانَ لِأَحَدٍ فيها مَقَرّاً وَلامُقاماً، لكِنَّكَ تَقَدَّسَتْ اسْمآؤُكَ، اقْسَمْتَ انْ تَمْلَأَها مِنَ الْكافِرينَ، مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ اجْمَعينَ، وَانْ تُخَلِّدَ فيهَا الْمُعانِدينَ، وَانْتَ جَلَّ ثَناؤُكَ قُلْتَ مُبْتَدِئاً، وَتَطَوَّلْتَ بِالْإِنْعامِ مُتَكَرِّماً، افَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ، الهى وَسَيِّدى فَاسْئَلُكَ بِالْقُدْرَةِ الَّتى قَدَّرْتَها، وَبِالْقَضِيَّةِ الَّتى حَتَمْتَها وَحَكَمْتَها، وَغَلَبْتَ مَنْ عَلَيْهِ اجْرَيْتَها، انْ تَهَبَ لى في هذِهِ اللَّيْلَةِ وَفى هذِهِ السَّاعَةِ، كُلَّ جُرْمٍ اجْرَمْتُهُ، وَكُلَّ ذَنْبٍ اذْنَبْتُهُ، وَكُلَّ قَبِيحٍ اسْرَرْتُهُ، وَكُلَّ جَهْلٍ عَمِلْتُهُ، كَتَمْتُهُ اوْ اعْلَنْتُهُ، اخْفَيْتُهُ اوْ اظْهَرْتُهُ، وَكُلَّ سَيِّئَةٍ امَرْتَ بِاثْباتِهَا الْكِرامَ


1- في مصباح المتهجّد:« تنزله فيها وهو».

ص: 72

الْكاتِبينَ، الَّذينَ وَكَّلْتَهُمْ بِحِفْظِ ما يَكُونُ مِنّى وَجَعَلْتَهُمْ شُهُوداً عَلَىَّ مَعَ جَوارِحى وَكُنْتَ انْتَ الرَّقيبَ عَلَىَّ مِنْ وَرآئِهِمْ، وَالشَّاهِدَ لِما خَفِىَ عَنْهُمْ، وَبِرَحْمَتِكَ اخْفَيْتَهُ، وَبِفَضْلِكَ سَتَرْتَهُ، وَانْ تُوَفِّرَ حَظّى مِنْ كُلّ خَيْرٍ انْزَلْتَهُ، اوْ احْسانٍ فَضَّلْتَهُ، اوْ بِرٍّ نَشَرْتَهُ، اوْ رِزْقٍ بَسَطْتَهُ، اوْ ذَنْبٍ تَغْفِرُهُ، اوْ خَطَأٍتَسْتُرُهُ، يا رَبِّ يا رَبِّ يا رَبِّ، يا الهى وَسَيِّدى وَمَوْلاىَ وَمالِكَ رِقّى يا مَنْ بِيَدِهِ ناصِيَتى يا عَليماً بِضُرّى (1) وَمَسْكَنَتى يا خَبيراً بِفَقْرى وَفاقَتى يا رَبِّ يا رَبِّ يا رَبِّ، اسْئَلُكَ بِحَقِّكَ وَقُدْسِكَ، وَاعْظَمِ صِفاتِكَ وَاسْمآئِكَ، انْ تَجْعَلَ اوْقاتى مِنَ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ بِذِكْرِكَ مَعْمُورَةً، وَبِخِدْمَتِكَ مَوْصُولَةً، وَاعْمالى عِنْدَكَ مَقْبُولَةً، حَتّى تَكُونَ اعْمالى وَاوْرادى كُلُّها وِرْداً واحِداً، وَحالى في خِدْمَتِكَ سَرْمَداً، يا سَيِّدى يا مَنْ عَلَيْهِ مُعَوَّلى يا مَنْ الَيْهِ شَكَوْتُ احْوالى يا رَبِّ يا رَبِّ يارَبِّ، قَوِّ عَلى خِدْمَتِكَ جَوارِحى وَاشْدُدْ عَلَى الْعَزيمَةِ جَوانِحى وَهَبْ لِىَ الْجِدَّ في خَشْيَتِكَ، وَالدَّوامَ فِى الْإِتِّصالِ بِخِدْمَتِكَ، حَتّى اسْرَحَ الَيْكَ في مَيادينِ السَّابِقينَ، وَاسْرِعَ الَيْكَ فِى الْبارِزينَ، وَاشْتاقَ الى قُرْبِكَ فِى الْمُشْتاقينَ، وَادْنُوَ مِنْكَ دُنُوَّ الْمُخْلِصينَ، وَاخافَكَ مَخافَةَ الْمُوقِنينَ، وَاجْتَمِعَ في جِوارِكَ مَعَ الْمُؤْمِنينَ، اللهُمَّ وَمَنْ ارادَنى بِسُوءٍ فَارِدْهُ، وَمَنْ كادَنى فَكِدْهُ، وَاجْعَلْنى مِنْ احْسَنِ عَبيدِكَ نَصيباً عِنْدَكَ، وَاقْرَبِهِمْ مَنْزِلَةً مِنْكَ، وَاخَصِّهِمْ زُلْفَةً لَدَيْكَ، فَانَّهُ لا يُنالُ ذلِكَ الَّا بِفَضْلِكَ، وَجُدْ لى بِجُودِكَ، وَاعْطِفْ عَلَىَّ بِمَجْدِكَ، وَاحْفَظْنى بِرَحْمَتِكَ، وَاجْعَلْ لِسانى بِذِكْرِكَ لَهِجاً، وَقَلْبى بِحُبِّكَ مُتَيَّماً، وَمُنَّ عَلَىَّ بِحُسْنِ اجابَتِكَ، وَاقِلْنى عَثْرَتى وَاغْفِرْ زَلَّتى فَانَّكَ قَضَيْتَ عَلى عِبادِكَ بِعِبادَتِكَ، وَامَرْتَهُمْ بِدُعآئِكَ، وَضَمِنْتَ لَهُمُ الْإِجابَةَ، فَالَيْكَ يارَبِّ نَصَبْتُ وَجْهى وَالَيْكَ يا رَبِّ مَدَدْتُ يَدى فَبِعِزَّتِكَ


1- في مصباح المتهجّد:« بفقري».

ص: 73

اسْتَجِبْ لى دُعآئى وَبَلِّغْنى مُناىَ، وَلاتَقْطَعْ مِنْ فَضْلِكَ رَجآئى وَاكْفِنى شَرَّ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ مِنْ اعْدآئى يا سَريعَ الرِّضا، اغْفِرْ لِمَنْ لا يَمْلِكُ الَّا الدُّعآءَ، فَانَّكَ فَعَّالٌ لِما تَشآءُ، يا مَنِ اسْمُهُ دَوآءٌ، وَذِكْرُهُ شِفآءٌ، وَطاعَتُهُ غِنىً، ارْحَمْ مَنْ رَأْسُ مالِهِ الرَّجآءُ، وَسِلاحُهُ الْبُكآءُ، يا سابِغَ النِّعَمِ، يا دافِعَ النِّقَمِ، يا نُورَ الْمُسْتَوْحِشينَ فِى الظُّلَمِ، يا عالِماً لا يُعَلَّمُ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَافْعَلْ بى ما انْتَ اهْلُهُ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلى رَسُولِهِ وَالْأَئِمَّةِ الْمَيامينِ مِنْ الِهِ، وَسَلَّمَ تَسْليماً كَثيراً.

دعاء العشرات

(1) هذا الدعاء من الأدعية التامّة الاعتبار، الذي يستحبّ- لمن استطاع- أن يقرأه كلّ صبح وليل، إلّاأنّ أفضل وقت لقراءته عصر الجمعة. رواه المرحوم الكفعمي في المصباح عن الإمام الحسين عليه السلام (2). وورد الدعاء حسب نقل الشيخ الطوسي في مصباح المتهجد(3) هكذا:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ

سُبْحانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ للَّهِ، وَلا الهَ الَّا اللَّهُ وَاللَّهُ اكبَرُ، وَلا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلَّابِاللَّهِ الْعَلِىِّ الْعَظِيمِ، سُبْحانَ اللَّهِ آناءَ اللَّيْلِ وَاطْرافَ النَّهارِ، سُبْحانَ اللَّهِ بِالْغُدُوِّ وَالْاصالِ، سُبْحانَ اللَّهِ بِالْعَشِىِّ وَالْإِبْكارِ، سُبْحانَ اللَّهِ حينَ تُمْسُونَ وَحينَ تُصْبِحُونَ، وَلَهُ الْحَمْدُ فِى السَّمواتِ وَالْأَرْضِ، وَعَشِيّاً وَحينَ تُظْهِرُونَ، يُخْرِجُ الْحَىَّ مِنَ الْمَيِّتِ، وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَىِّ، وَيُحْيىِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها، وَكَذلِكَ تُخْرَجُونَ، سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلامٌ عَلَى المُرْسَلينَ، وَالْحَمْدُللَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ،


1- سبب التسمية ورود الأذكار في آخر الدعاء والتي يتكرر كلّ منها عشر مرّات.
2- مصباح الكفعمي: ص 87.
3- مصباح المتهجد: ص 84؛ جمال الاسبوع: ص 456؛ بحار الأنوار: ج 87، ص 74.

ص: 74

سُبْحانَ ذِى الْمُلْكِ وَالْمَلَكُوتِ، سُبْحانَ ذِى الْعِزَّةِ وَالْجَبَرُوتِ، سُبْحَانَ ذِى الْكِبْرِيآءِ وَالْعَظَمَةِ، الْمَلِكِ الْحَقِّ الْمُبينِ الْمُهَيْمِنِ الْقُدُّوسِ، سُبْحانَ اللَّهِ الْمَلِكِ الْحَىِّ الَّذِى لايَمُوتُ، سُبْحانَ اللَّهِ الْمَلِكِ الْحَىِّ الْقُدُّوسِ، سُبْحانَ الْقآئِمِ الدَّآئِمِ، سُبْحانَ الدَّآئِمِ الْقآئِمِ، سُبحَانَ رَبِّىَ الْعَظيِمِ، سُبْحانَ رَبِّىَ الْأَعْلى سُبْحانَ الْحَىِّ القَيُّومِ، سُبْحانَ الْعَلِىِّ الْأَعْلى سُبْحانَهُ وَتَعالى سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ، رَبُّنا وَرَبُّ الْمَلائِكَةِ وَالرُّوحِ،(1) سُبْحانَ الدَّآئِمِ غَيْرِ الْغافِلِ، سُبْحانَ الْعالِمِ بِغَيْرِ تَعْلِيمٍ، سُبْحانَ خالِقِ ما يُرى وَمَا لايُرى سُبْحانَ الَّذى يُدْرِكُ الْأَبْصارَ، وَلا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ، وَهُوَ اللَّطيفُ الْخَبِيرُ، اللهُمَّ إنّى اصْبَحْتُ وَامْسَيْتُ مِنْكَ في نِعْمَةٍ وَخَيْرٍ وَبَرَكَةٍ وَعافِيَةٍ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَاتْمِمْ عَلَىَّ نِعْمَتَكَ وَخَيْرَكَ، وَبَرَكاتِكَ وَعافِيَتَكَ بِنَجاةٍ مِنَ النَّارِ، وَارْزُقْنِى شُكْرَكَ وَعافِيَتَكَ وَفَضْلَكَ وَكَرامَتَكَ ابَداً ما ابْقَيْتَنِى اللهُمَّ بِنُورِكَ اهْتَدَيْتُ، وَبِفَضْلِكَ اسْتَغْنَيْتُ، وَبِنِعْمَتِكَ اصْبَحْتُ وَامْسَيْتُ، اللهُمَّ انّى اشْهِدُكَ وَكَفى بِكَ شَهِيداً، وَاشْهِدُ مَلائِكَتَكَ وانْبِيآئَكَ وَرُسُلَكَ، وَحَمَلَةَ عَرْشِكَ، وَسُكَّانَ سَمواتِكَ وَارْضِكَ، وَجَميعَ خَلْقِكَ، بِانَّكَ انْتَ اللَّهُ لا الهَ الَّا انْتَ، وَحْدَكَ لا شَرِيكَ لَكَ، وانَّ مُحَمَّداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ، وَانَّكَ عَلى كُلِّ شَىْ ءٍ قَدِيرٌ، تُحْيى وَتُميتُ، وَتُميتُ وَتُحْيى وَاشْهَدُ انَّ الْجَنَّةَ حَقٌّ، وَانَّ النَّارَ حَقٌّ، وَالنُّشُورَ حَقٌّ، وَالسَّاعَةَ اتِيَةٌ لا رَيْبَ فيهَا، وَانَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِى القُبُورِ، وَاشْهَدُ انَّ عَلِىَّ بْنَ ابيطالِبٍ اميرُ الْمُؤْمِنينَ حَقّاً حَقّاً، وَانَّ الْأَئِمَّةَ مِنْ وُلْدِهِ هُمُ الْأَئمَّةُ الهُداةُ الْمَهْدِيُّونَ، غَيْرُ الضَّآلّينَ وَلَا الْمُضِلِّينَ، وَانَّهُمْ اوْلِيآئُكَ الْمُصْطَفَوْنَ، وَحِزْبُكَ الْغالِبُونَ، وَصِفْوَتُكَ وَخِيَرَتُكَ مِنْ خَلْقِكَ، وَنُجَبآئُكَ الَّذِينَ انْتَجَبْتَهُمْ لِدينِكَ، وَاخْتَصَصْتَهُمْ مِنْ خَلْقِكَ، واصْطَفْيَتَهُمْ عَلى عِبادِكَ،


1- في مصباح المتهجّد:« وربّ كلُّ شي ء».

ص: 75

وَجَعَلْتَهُمْ حُجَّةً عَلَى الْعالَمينَ، صَلَواتُكَ عَلَيْهِمْ والسَّلامُ وَرَحْمةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، اللهُمَّ اكْتُبْ لى هذِهِ الشَّهادَةَ عِنْدَكَ، حَتّى تُلَقِّنيها يَوْمَ الْقِيمَةِ وَانْتَ عَنّى راضٍ، انَّكَ عَلى ما تَشآءُ قَديرٌ، اللهُمَّ لَكَ الْحَمدُ حَمْداً يَصْعَدُ اوَّلُهُ، وَلا يَنْفَدُ آخِرُهُ، اللهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ حَمْداً تَضَعُ لَكَ السَّمآءُ كَنَفَيْها، وَتُسَبِّحُ لَكَ الْأَرْضُ وَمَنْ عَلَيْها، اللهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ حَمْداً سَرْمَداً ابَداً، لَا انْقِطاعَ لَهُ وَلا نَفادَ، وَلَكَ يَنْبَغى وَالَيْكَ يَنْتَهى فِىَّ وَعَلَىَّ وَلَدَىَّ وَمَعى وَقَبْلى وَبَعْدى وَامامِى وَفَوْقى وَتَحْتى وَاذا مِتُّ وَبَقيتُ فَرْداً وَحيداً ثُمَّ فَنيتُ، وَلَكَ الْحَمْدُ اذا نُشِرْتُ وَبُعِثْتُ يا مَوْلاىَ، اللَّهُمَّ وَلَكَ الْحَمْدُ وَلَكَ الشُّكْرُ بِجَميعِ مَحامِدِكَ كُلِّها، عَلى جَميعِ نَعْمآئِكَ كُلِّها، حَتّى يَنْتَهِىَ الْحَمْدُ الى ما تُحِبُّ رَبَّنا وَتَرْضى اللهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلى كُلِّ اكْلَةٍ وَشَرْبَةٍ، وَبَطْشَةٍ وَقَبْضَةٍ وَبَسْطَةٍ، وَفي كُلِّ مَوْضِعِ شَعْرَةٍ، اللهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ حَمْداً خالِداً مَعَ خُلُودِكَ، ولَكَ الْحَمْدُ حَمْداً لا مُنْتَهى لَهُ دُونَ عِلْمِكَ، وَلَكَ الْحَمْدُ حَمْداً لا امَدَ لَهُ دُونَ مَشِيَّتِكَ، وَلَكَ الْحَمْدُ حَمْداً لا اجْرَ لِقآئِلِهِ الَّا رِضاكَ، وَلَكَ الْحَمْدُ عَلى حِلْمِكَ بَعْدَ عِلْمِكَ، وَلَكَ الْحَمْدُ عَلى عَفْوِكَ بَعْدَ قُدْرَتِكَ، وَلَكَ الْحَمْدُ باعِثَ الْحَمْدِ، وَلَكَ الْحَمْدُ وارِثَ الْحَمْدِ، ولَكَ الْحَمْدُ بَديعَ الْحَمْدِ، وَلَكَ الْحَمْدُ مُنْتَهَى الْحَمْدِ، وَلَكَ الحَمْدُ مُبتَدِعَ الْحَمْدِ، وَلَكَ الْحَمْدُ مُشْتَرِىَ الْحَمْدِ، وَلَكَ الْحَمْدُ وَلِىَّ الْحَمْدِ، وَلَكَ الْحَمْدُ قَديمَ الْحَمْدِ، وَلَكَ الْحَمْدُ صادِقَ الْوَعْدِ، وَفِىَّ الْعَهْدِ، عَزيزَ الجُنْدِ، قآئِمَ الْمَجْدِ، وَلَكَ الْحَمْدُ رَفيعَ الدَّرَجاتِ، مُجيبَ الدَّعَواتِ، مُنزِلَ الْاياتِ مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمواتٍ، عَظيمَ الْبَرَكاتِ، مُخْرِجَ النُّورِ مِنَ الظُّلُماتِ، وَمُخْرِجَ مَنْ فِى الظُّلُماتِ الىَ النُّورِ، مُبَدِّلَ السَّيِّئاتِ حَسَناتٍ، وَجاعِلَ الْحَسَناتِ دَرَجاتٍ، اللهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ غافِرَ الذَّنْبِ، وَ قابِلَ التَّوْبِ، شَديدَ الْعِقابِ ذَا الطَّوْلِ، لا الهَ الَّا انْتَ، الَيْكَ الْمَصيرُ، اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ فِى اللَّيْلِ اذا يَغْشى وَلَكَ الْحَمْدُ فِى النَّهارِ

ص: 76

اذا تَجَلّى وَلَكَ الْحَمْدُ فِى الْاخِرَةِ وَالْأُولى وَلَكَ الْحَمْدُ عَدَدَ كُلِّ نَجْمٍ وَمَلَكٍ فِى السَّمآءِ، وَلَكَ الْحَمْدُ عَدَدَ الثَّرى وَالْحَصى وَالنَّوى وَلَكَ الْحَمْدُ عَدَدَ ما في جَوْفِ الأَرْضِ، وَلَكَ الْحَمْدُ عَدَدَ اوْزانِ مِياهِ الْبِحارِ، وَلَكَ الْحَمْدُ عَدَدَ اوْراقِ الْأَشْجارِ، وَلَكَ الْحَمْدُ عَدَدَ ما عَلى وَجْهِ الْأَرْضِ، وَلَكَ الْحَمْدُ عَدَدَ ما احْصى كِتابُكَ، وَلَكَ الْحَمْدُ عَدَدَ ما احاطَ بِهِ عِلْمُكَ، وَلَكَ الْحَمْدُ عَدَدَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ، وَالْهَوامِّ وَالطَّيْرِ، وَالْبَهآئِمِ والسِّباعِ، حَمْداً كَثيراً طَيِّباً مُبارَكاً فِيهِ، كَما تُحِبُّ رَبَّنا وَتَرْضى وَكَما يَنْبَغى لِكَرَمِ وَجْهِكَ وَعِزِّ جَلالِكَ. عندها عشر مرّات تقول: لا الهَ الَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ اللَّطيفُ الْخَبيرُ. وعشر مرّات: لا الهَ الَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، يُحْيى وَيُميتُ، وَيُميتُ وَيُحْيى وَهُوَ حَىٌّ لا يَمُوتُ، بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَىْ ءٍ قَديرٌ. وعشر مرّات: اسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِى لا الهَ الَّا هُوَالْحَىُ الْقَيُّومُ وَاتُوبُ الَيْهِ. وعشرمرات: يااللَّهُ يااللَّهُ. وعشرمرّات: يارَحْمنُ يا رَحْمنُ. وعشر مرّات: يا رَحيمُ يا رَحيمُ. وعشر مرّات: يا بَديعَ السَّمواتِ وَالْأَرْضِ.

وعشر مرّات: يا ذَاالْجَلالِ وَالْإِكْرامِ. وعشر مرّات: يا حَنَّانُ يا مَنَّانُ. وعشر مرّات: يا حىُّ يا قَيُّومُ. وعشر مرّات: يا حَىُّ لا الهَ الَّا انْتَ. وعشر مرّات: يا اللَّهُ لا الهَ الَّا انْتَ. وعشر مرّات: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ. وعشر مرّات: اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ.

وعشر مرّات: اللهُمَّ افْعَلْ بى ما انْتَ اهْلُهُ. وعشر مرّات: آمينَ آمينَ. وعشر مرّات سورة قُلْ هُوَ اللَّهُ احَدٌ. وبعدها عشر مرّات تقول: اللَّهُمَّ اصْنَعْ بى ما انْتَ اهْلُهُ، وَلاتَصْنَعْ بى ما ا نَا اهْلُهُ، فَانَّكَ اهْلُ التَّقْوى وَاهْلُ الْمَغْفِرَةِ، وَانَا اهْلُ الذُّنُوبِ وَالْخَطايا، فَارْحَمْنى يا مَوْلاىَ وَانْتَ ارْحَمُ الرَّاحِمينَ. وكذلك عشر مرّات تقول: لا حَوْلَ لا قُوَّهَ الَّا بِاللَّهِ، تَوَكَّلْتُ عَلَى الْحَىِّ الَّذى لا يَمُوتُ، وَالْحَمْدُللَّهِ الَّذى لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَريكٌ في الْمُلْكِ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِىٌّ مِنَ الذُّلِّ، وَكَبِّرْهُ تَكْبيراً.

ص: 77

دعاء السمات

(1) من الأدعية المشهورة التي اهتمّ بها أغلب العلماء الأعلام، ويستحبّ قراءته في آخر ساعة من يوم الجمعة. روي هذا الدعاء عن محمّد بن عثمان العمري رحمه الله أحد نوّاب الإمام الأربعة بسنده عن الإمام الباقر عليه السلام والإمام الصادق عليه السلام، والدعاء كما ورد في الرواية لرفع الهمّ والغمّ وظلم الأعداء وإجابة الأدعية(2). والدعاء طبق نقل «مصباح المتهجد»(3):

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ

اللهُمَّ انّى اسْئَلُكَ بِاسْمِكَ الْعَظيمِ الْأَعْظَمِ (4)، الْأَعَزِّ الْأَجَلِّ الْأَكْرَمِ، الَّذى اذا دُعيتَ بِهِ عَلى مَغالِقِ ابْوابِ السَّمآءِ لِلْفَتْحِ بِالرَّحْمَةِ انْفَتَحَتْ، وَاذا دُعيتَ بِهِ عَلى مَضآئِقِ ابْوابِ الْأَرْضِ لِلْفَرَجِ انْفَرَجَتْ، وَاذا دُعيتَ بِهِ عَلَى العُسْرِ لِلْيُسْرِ تَيَسَّرَتْ، وَاذا دُعيتَ بِهِ عَلَى الْأَمْواتِ لِلنُّشُورِ انْتَشَرَتْ، وَاذا دُعيتَ بِهِ عَلى كَشْفِ الْبَاْسآءِ وَالضَّرَّآءِ انْكَشَفَتْ، وَبِجَلالِ وَجْهِكَ الْكَريمِ، اكْرَمِ الْوُجُوهِ وَاعَزِّ الْوُجُوهِ، الَّذى عَنَتْ لَهُ الْوُجُوهُ، وَخَضَعَتْ لَهُ الرِّقابُ، وَخَشَعَتْ لَهُ الْأَصْواتُ، وَوَجِلَتْ لَهُ الْقُلُوبُ مِنْ مَخافَتِكَ، وَبِقُوَّتِكَ الَّتى بِها تُمْسِكُ السَّمآءَ انْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ الَّا بِاذْنِكَ، وَتُمْسِكُ السَّمواتِ وَالْأَرْضَ انْ تَزُولا، وَبِمَشِيَّتِكَ الَّتى دانَ لَهَا الْعالَمُونَ، وَبِكَلِمَتِكَ الَّتى خَلَقْتَ بِهَا السَّمواتِ وَالْأَرْضَ، وَبِحِكْمَتِكَ الَّتى صَنَعْتَ بِهَا الْعَجآئِبَ، وَخَلَقْتَ بِهَا الظُّلْمَةَ وَجَعَلْتَها لَيْلًا، وَجَعَلْتَ اللَّيْلَ سَكَناً، وَخَلَقْتَ بِهَا النُّورَ وَجَعَلْتَهُ نَهاراً، وَجَعَلْتَ النَّهارَ نُشُوراً مُبْصِراً، وَخَلَقْتَ بِهَا الشَّمْسَ وَجَعَلْتَ


1- سمات جمع سمة بمعنى العلامة، كأنّ علامات الاستجابة في هذا الدعاء ظاهرة.( بحار الأنوار: ج 87، ص 102).
2- بحار الأنوار: ج 87، ص 96.
3- ورد هذا الدعاء في مصباح المتهجد: ص 416؛ جمال الاسبوع: ص 533 وسائر كتب الدعاء. ورواه المرحوم العلّامة المجلسي في البحار وشرحه( بحار الأنوار: ج 87، ص 96).
4- في بحار الأنوار، كرر ثلاث مرّات كلمة« الأعظم».

ص: 78

الشَّمْسَ ضِيآءً، وَخَلَقْتَ بِهَا الْقَمَرَ وَجَعَلْتَ الْقَمَرَ نُوراً، وَخَلَقْتَ بِهَا الْكَواكِبَ وَجَعَلْتَها نُجُوماً وَبُرُوجاً، وَمَصابيحَ وَزينَةً وَرُجُوماً، وَجَعَلْتَ لَها مَشارِقَ وَمَغارِبَ، وَجَعَلْتَ لَها مَطالِعَ وَمَجارِىَ، وَجَعَلْتَ لَها فَلَكاً وَمَسابِحَ، وَقَدَّرْتَها فِى السَّمآءِ مَنازِلَ فَاحْسَنْتَ تَقْديرَها، وَصَوَّرْتَها فَاحْسَنْتَ تَصْويرَها، وَاحْصَيْتَها بِاسْمآئِكَ احْصآءً، وَدَبَّرْتَها بِحِكْمَتِكَ تَدْبيراً فَاحْسَنْتَ تَدْبيرَها، وَسَخَّرْتَها بِسُلْطانِ اللَّيْلِ وَسُلْطانِ النَّهارِ، وَالسَّاعاتِ وَعَدَدِ السِّنينَ وَالْحِسابِ، وَجَعَلْتَ رُؤْيَتَها لِجَميعِ النَّاسِ مَرْئً واحِداً، وَاسْئَلُكَ اللَّهُمَّ بِمَجْدِكَ الَّذى كَلَّمْتَ بِهِ عَبْدَكَ وَرَسُولَكَ، مُوسَى بْنَ عِمْرانَ عَلَيْهِ السَّلامُ فِى الْمُقَدَّسينَ، فَوْقَ احْساسِ الْكَرُّوبينَ، فَوْقَ غَمآئِمِ النُّورِ، فَوْقَ تابُوتِ الشَّهادَةِ في عَمُودِ النَّارِ، وَفى طُورِ سَيْنآءَ، وَفى جَبَلِ حُوريثَ فِى الْوادِ الْمُقَدَّسِ فِى الْبُقْعَةِ الْمُبارَكَةِ، مِنْ جانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ مِنَ الشَّجَرَةِ، وَفى ارْضِ مِصْرَ بِتِسْعِ اياتٍ بَيِّناتٍ، وَيَوْمَ فَرَقْتَ لِبَنى اسْرآئيلَ الْبَحْرَ، وَفِى الْمُنْبَجِساتِ الَّتى صَنَعْتَ بِهَا الْعَجآئِبَ فى بَحْرِ سُوفٍ، وَعَقَدْتَ مآءَ الْبَحْرِ في قَلْبِ الْغَمْرِ كَالْحِجارَةِ، وَجاوَزْتَ بِبَنى اسْرآئيلَ الْبَحْرَ، وَتَمَّتْ كَلِمَتُكَ الْحُسْنى عَلَيْهِمْ بِما صَبَرُوا، وَاوْرَثْتَهُمْ مَشارِقَ الْأَرْضِ وَمَغارِبَهَا الَّتى بارَكْتَ فيها لِلْعالَمينَ، وَاغْرَقْتَ فِرْعَوْنَ وَجُنُودَهُ وَمَراكِبَهُ فِى الْيَمِّ، وَبِاسْمِكَ الْعَظيمِ الْأَعْظَمِ الأَعْظَمِ الْأَعَزِّ الْأَجَلِّ الْأَكْرَمِ، وَبِمَجْدِكَ الَّذى تَجَلَّيْتَ بِهِ لِمُوسى كَليمِكَ عَلَيْهِ السَّلامُ في طُورِ سَيْنآءَ، وَلِإِبْراهيمَ عَلَيْهِ السَّلامُ خَليلِكَ مِنْ قَبْلُ في مَسْجِدِ الْخَيْفِ، وَلِإِسْحقَ صَفِيِّكَ عَلَيْهِ السَّلامُ في بِئْرِ شِيَعٍ، وَلِيَعْقُوبَ نَبِيِّكَ عَلَيْهِ السَّلامُ في بَيْتِ ايلٍ، وَاوْفَيْتَ لِإِبْراهيمَ عَلَيْهِ السَّلامُ بِميثاقِكَ، وَلِإِسْحقَ عَلَيْهِ السَّلامُ بِحَلْفِكَ، وَلِيَعْقُوبَ عَلَيْهِ السَّلامُ بِشَهادَتِكَ، وَلِلْمُؤْمِنينَ بِوَعْدِكَ، وَلِلدَّاعينَ بِاسْمآئِكَ فَاجَبْتَ، وَبِمَجْدِكَ الَّذى ظَهَرَ لِمُوسَى بْنِ عِمْرانَ عَلَيْهِ

ص: 79

السَّلامُ عَلى قُبَّةِ الرُّمَّانِ، وَباياتِكَ الَّتى وَقَعَتْ عَلى ارْضِ مِصْرَ بِمَجْدِ الْعِزَّةِ وَالْغَلَبَةِ، باياتٍ عَزيزَةٍ، وَبِسُلْطانِ الْقُوَّةِ، وَبِعِزَّةِ الْقُدْرَةِ وَبِشَأْنِ الْكَلِمَةِ التَّآمَّةِ، وَبِكَلِماتِكَ الَّتى تَفَضَّلْتَ بِها عَلى اهْلِ السَّمواتِ وَالْأَرْضِ، وَاهْلِ الدُّنْيا وَالْاخِرَةِ، وَبِرَحْمَتِكَ الَّتى مَنَنْتَ بِها عَلى جَميعِ خَلْقِكَ، وَبِاسْتِطاعَتِكَ الَّتى اقَمْتَ بِها عَلَى الْعالَمينَ، وَبِنُورِكَ الَّذى قَدْ خَرَّمِنْ فَزَعِهِ طُورُ سَيْنآءَ، وَبِعِلْمِكَ وَجَلالِكَ وَكِبْرِيآئِكَ، وَعِزَّتِكَ وَجَبَرُوتِكَ الَّتى لَمْ تَسْتَقِلَّهَا الْأَرْضُ، وَانْخَفَضَتْ لَهَا السَّمواتُ، وَانْزَجَرَ لَهَا الْعُمْقُ الْأَكْبَرُ، وَرَكَدَتْ لَهَا الْبِحارُ وَالْأَنْهارُ، وَخَضَعَتْ لَهَا الْجِبالُ، وَسَكَنَتْ لَهَا الْأَرْضُ بِمَناكِبِها، وَاسْتَسْلَمَتْ لَهَا الْخَلائِقُ كُلُّها، وَخَفَقَتْ لَهَا الرِّياحُ في جَرَيانِها، وَخَمَدَتْ لَهَا النّيرانُ في اوْطانِها، وَبِسُلْطانِكَ الَّذى عُرِفَتْ لَكَ بِهِ الْغَلَبَةُ دَهْرَ الدُّهُورِ، وَحُمِدْتَ بِهِ فِى السَّمواتِ وَالْأَرَضينَ، وَبِكَلِمَتِكَ كَلِمَةِ الصِّدْقِ الَّتى سَبَقَتْ لِأَبينا ادَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ وَذُرِّيَّتِهِ بِالرَّحْمَةِ، وَاسْئَلُكَ بِكَلِمَتِكَ الَّتى غَلَبَتْ كُلَّ شَىْ ءٍ، وَبِنُورِ وَجْهِكَ الَّذى تَجَلَّيْتَ بِهِ لِلْجَبَلِ، فَجَعَلْتَهُ دَكّاً وَخَرَّ مُوسى صَعِقاً، وَبِمَجْدِكَ الَّذى ظَهَرَ عَلى طُورِ سَيْنآءَ، فَكَلَّمْتَ بِهِ عَبْدَكَ وَرَسُولَكَ مُوسَى بْنَ عِمْرانَ، وَبِطَلْعَتِكَ في ساعيرَ، وَظُهُورِكَ فى جَبَلِ فارانَ بِرَبَواتِ الْمُقَدَّسينَ، وَجُنُودِ الْمَلائِكَةِ الصَّآفّينَ، وَخُشُوعِ الْمَلائِكَةِ الْمُسَبِّحينَ، وَبِبَرَكاتِكَ الَّتى بارَكْتَ فيها عَلى ابْراهيمَ خَليلِكَ عَلَيْهِ السَّلامُ في امَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمْ، وَبارَكْتَ لِإِسْحقَ صَفِيِّكَ في امَّةِ عيسى عَلَيْهِمَا السَّلامُ، وَبارَكْتَ لِيَعْقُوبَ اسْرآئيلِكَ في امَّةِ مُوسى عَلَيْهِمَا السَّلامُ، وَبارَكْتَ لِحَبيبِكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ في عِتْرَتِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَامَّتِهِ، اللهُمَّ وَكَما غِبْنا عَنْ ذلِكَ وَلَمْ نَشْهَدْهُ وَآمَنَّا بِهِ وَلَمْ نَرَهُ صِدْقاً وَعَدْلًا، انْ تُصَلِّىَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَانْ تُبارِكَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَتَرَحَّمَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ

ص: 80

مُحَمَّدٍ، كَافْضَلِ ما صَلَّيْتَ وَبارَكْتَ وَتَرَحَّمْتَ عَلى ابْراهيمَ وَآلِ ابْراهيمَ، انَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ، فَعَّالٌ لِما تُريدُ، وَانْتَ عَلى كُلِّ شَىْ ءٍ قَديرٌ شَهيدٌ* ثم تطلب حاجتك وتقول: اللَّهُمَّ بِحَقِّ هذَا الدُّعآءِ، وَبِحَقِّ هذِهِ الْأَسْمآءِ الَّتى لا يَعْلَمُ تَفْسيرَها وَلا يَعْلَمُ باطِنَها غَيْرُكَ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَافْعَلْ بى ما انْتَ اهْلُهُ، وَلا تَفْعَلْ بى ما انَا اهْلُهُ، وَاغْفِرْ لى مِنْ ذُنُوبى ما تَقَدَّمَ مِنْها وَما تَأَخَّرَ، وَوَسِّعْ عَلَىَّ مِنْ حَلالِ رِزْقِكَ، وَاكْفِنى مَؤُنَةَ انْسانِ سَوْءٍ وَجارِ سَوْءٍ، وَقَرينِ سَوْءٍ وَسُلْطانِ سَوْءٍ، انَّكَ عَلى ما تَشآءُ قَديرٌ، وَبِكُلِّ شَىْ ءٍ عَليمٌ، آمينَ رَبَّ الْعالَمينَ.

دعاء المشلول

يسمّى أيضاً «

دعاء الشابّ المأخوذ بذنبه»(1)

. وهو الدعاء الذي علّمه أميرالمؤمنين عليه السلام لشابّ مأخوذ بذنبه مشلولًا نتيجة ما عمله من الظلم في حقّ والده. فدعا بهذا الدعاء واضطجع فرأى النبيّ صلى الله عليه و آله في منامه وقد مسح يده عليه وقال: «

احتَفِظ باسمِ اللَّهِ الأعظَمِ فإنّ عَمَلَكَ يَكُونُ بِخيرٍ»(2)

. فانتبه معافى. والدعاء كما جاء في «البلد الأمين»(3) للكفعمي:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ

اللهُمَّ انّى اسْئَلُكَ بِاسْمِكَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ، يا ذَاالْجَلالِ وَالْإِكرامِ، يا حَىُّ يا قَيُّومُ، يا حَىُ لا الهَ الَّا انْتَ، ياهُوَ يا مَنْ لا يَعْلَمُ ما هُوَ، وَلا كَيْفَ هُوَ، وَلا ايْنَ هُوَ، وَلا حَيْثُ هُوَ الَّا هُوَ، يا ذَاالْمُلْكِ وَالْمَلَكُوتِ، ياذَا الْعِزَّةِ وَالْجَبَرُوتِ، يامَلِكُ


1- ورد عن الإمام الحسين عليه السلام عن أبيه أميرالمؤمنين عليه السلام في قصة رائعة، مهج الدعوات: ص 151؛ بحار الأنوار: ج 92، ص 394.
2- يمكن أن تكون هذه العبارة إشارة إلى أنّ اسم اللَّه الأعظم في هذا الدعاء.
3- البلد الأمين: ص 337.

ص: 81

ياقُدُّوسُ، يا سَلامُ يا مُؤْمِنُ، يا مُهَيْمِنُ يا عَزيزُ، يا جَبَّارُ يا مُتَكَبِّرُ، يا خالِقُ يا بارِئُ، يا مُصَوِّرُ يا مُفيدُ، يا مُدَبِّرُ يا شَديدُ، يا مُبْدِئُ يا مُعيدُ، يا مُبيدُ يا وَدُودُ، يا مَحْمُودُ يا مَعْبُودُ، يا بَعيدُ يا قَريبُ، يا مُجيبُ يا رَقيبُ، يا حَسيبُ يا بَديعُ، يا رَفيعُ يا مَنيعُ، يا سَميعُ يا عَليمُ، يا حَليمُ يا كَريمُ، يا حَكيمُ يا قَديمُ، يا عَلِىُّ يا عَظيمُ، يا حَنَّانُ يا مَنَّانُ، يا دَيَّانُ يا هادى يا بادى يا اوَّلُ يا اخِرُ، يا ظاهِرُ يا باطِنُ، يا قآئِمُ يا دآئِمُ، يا عالِمُ يا حاكِمُ، ياقاضى يا عادِلُ، يا فاصِلُ يا واصِلُ، يا طاهِرُ يا مُطَهِّرُ، يا قادِرُ يا مُقْتَدِرُ، يا كَبيرُ يا مُتَكَبِّرُ، يا واحِدُ يا احَدُ يا صَمَدُ، يا مَنْ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً احَدٌ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ صاحِبَةٌ وَلا كانَ مَعَهُ وَزيرٌ، وَلَا اتَّخَذَ مَعَهُ مُشيراً، وَلَا احْتاجَ الى ظَهيرٍ، وَلاكانَ مَعَهُ الهٌ، لا الهَ الَّا انْتَ، فَتَعالَيْتَ عَمَّا يَقُولُ الظَّالِمُونَ عُلُوّاً كَبيراً، يا عَلِىُّ يا شامِخُ يا باذِخُ، يا فَتَّاحُ يا نَفَّاحُ، يا مُرْتاحُ يا مُفَرِّجُ، يا ناصِرُ يا مُنْتَصِرُ، يا مُدْرِكُ يا مُهْلِكُ، يا مُنْتَقِمُ يا باعِثُ، يا وارِثُ يا طالِبُ، يا غالِبُ يا مَنْ لا يَفُوتُهُ هارِبٌ، يا تَوَّابُ يا اوَّابُ، يا وَهَّابُ يا مُسَبِّبَ الْأَسْبابِ، يا مُفَتِّحَ الْأَبْوابِ، يا مَنْ حَيْثُ ما دُعِىَ اجابَ، يا طَهُورُ يا شَكُورُ، يا عَفُوُّ يا غَفُورُ، يا نُورَ النُّورِ، يا مُدَبِّرَ الْأُمُورِ، يا لَطيفُ يا خَبيرُ، يا مُجيرُ يا مُنيرُ، يا بَصيرُ يا ظَهيرُ، يا كَبيرُ يا وِتْرُ، يا فَرْدُ يا ابَدُ، يا سَنَدُ يا صَمَدُ، يا كافى يا شافى يا وافى يا مُعافى يا مُحْسِنُ يا مُجْمِلُ، يا مُنْعِمُ يا مُفْضِلُ، يا مُتَكَرِّمُ يا مُتَفَرِّدُ، يا مَنْ عَلا فَقَهَرَ، وَ يا مَنْ مَلَكَ فَقَدَرَ، يا مَنْ بَطَنَ فَخَبَرَ، وَيا مَنْ عُبِدَ فَشَكَرَ، وَيا مَنْ عُصِىَ فَغَفَرَ وَسَتَرَ، وَ يا مَنْ لا تَحْويهِ الْفِكَرُ، وَ لا يُدْرِكُهُ بَصَرٌ، وَلا يَخْفى عَلَيْهِ اثَرٌ، يا رازِقَ الْبَشَرِ، يا مُقَدِّرَ كُلِّ قَدَرٍ، يا عالِىَ الْمَكانِ، يا شَديدَ الْأَرْكانِ، يا مُبَدِّلَ الزَّمانِ، يا قابِلَ الْقُرْبانِ، يا ذَاالْمَنِّ وَالْإِحْسانِ، يا ذَا الْعِزِّ وَالسُّلْطانِ، يا رَحيمُ يا رَحمنُ، يا مَنْ هُوَ كُلَّ يَوْمٍ في شَاْنٍ، يا مَنْ لا يَشْغَلُهُ شَاْنٌ

ص: 82

عَنْ شَاْنٍ، يا عَظيمَ الشَّاْنِ، يا مَنْ هُوَ بِكُلِّ مَكانٍ، يا سامِعَ الْأَصْواتِ، يا مُجيبَ الدَّعَواتِ، يا مُنْجِحَ الطَّلِباتِ، يا قاضِىَ الْحاجاتِ، يا مُنْزِلَ الْبَرَكاتِ، يا راحِمَ الْعَبَراتِ، يامُقيلَ الْعَثَراتِ، يا كاشِفَ الْكُرُباتِ، يا وَلِىَّ الْحَسَناتِ، يا رافِعَ الدَّرَجاتِ، يا مُؤْتِىَ السُّؤُلاتِ، يا مُحْيِىَ الْأَمْواتِ، يا جامِعَ الشَّتاتِ، يا مُطَّلِعَ عَلَى النِّيَّاتِ، يا رادَّ ما قَدْ فاتَ، يا مَنْ لاتَشْتَبِهُ عَلَيْهِ الْأَصْواتُ، يا مَنْ لاتُضْجِرُهُ الْمَسْئَلاتُ، وَلا تَغْشاهُ الظُّلُماتُ، يا نُورَ الْأَرْضِ والسَّمواتِ، يا سابِغَ النِّعَمِ، يا دافِعَ النِّقَمِ، يا بارِئَ النَّسَمِ، يا جامِعَ الْأُمَمِ، يا شافِىَ السَّقَمِ، ياخالِقَ النُّورِ وَالظُّلَمِ، يا ذَاالْجُودِ وَالْكَرَمِ، يا مَنْ لا يَطَأُ عَرْشَهُ قَدَمٌ، يا اجْوَدَ الْأَجْوَدينَ، يا اكْرَمَ الْأَكْرَمينَ، يا اسْمَعَ السَّامِعينَ، يا ابْصَرَ النَّاظِرينَ، يا جارَ الْمُسْتَجيرينَ، يا امانَ الْخائِفينَ، ياظَهْرَ اللّاجينَ، يا وَلِىَّ الْمُؤْمِنينَ، يا غِياثَ الْمُسْتَغيثينَ، يا غايَةَ الطَّالِبينَ، يا صاحِبَ كُلِّ غَريبٍ، يا مُونِسَ كُلِّ وَحيدٍ، يا مَلْجَا كُلِّ طَريدٍ، يا مَاْوى كُلِّ شَريدٍ، يا حافِظَ كُلِّ ضآلَّةٍ، ياراحِمَ الشَّيْخِ الْكَبيرِ، يا رازِقَ الطِّفْلِ الصَّغيرِ، يا جابِرَ الْعَظْمِ الْكَسيرِ، يا فاكَّ كُلِّ اسيرٍ، يا مُغْنِىَ الْبآئِسِ الْفَقيرِ، يا عِصْمَةَ الْخائِفِ الْمُسْتَجيرِ، يا مَنْ لَهُ التَّدْبيرُ وَالتَّقْديرُ، يا مَنِ الْعَسيرُ عَلَيْهِ يَسيرٌ، يا مَنْ لا يَحْتاجُ الى تَفْسيرٍ، يا مَنْ هُوَ عَلى كُلِّ شَىْ ءٍ قَديرٌ، يا مَنْ هُوَ بِكُلِّ شَىْ ءٍ خَبيرٌ، يا مَنْ هُوَ بِكُلِّ شَىْ ءٍ بَصيرٌ، يا مُرْسِلَ الرِّياحِ، يا فالِقَ الْإِصْباحِ، يا باعِثَ الْأَرْواحِ، يا ذَاالْجُودِ وَالسَّماحِ، يا مَنْ بِيَدِهِ كُلُّ مِفْتاحٍ، يا سامِعَ كُلِّ صَوْتٍ، يا سابِقَ كُلِّ فَوْتٍ، يا مُحْيِىَ كُلِّ نَفْسٍ بَعْدَ الْمَوْتِ، يا عُدَّتى في شِدَّتى يا حافِظى في غُرْبَتى يا مُونِسى في وَحْدَتى يا وَلِيّى في نِعْمَتى يا كَهْفى حينَ تُعْيينِى الْمَذاهِبُ، وَتُسَلِّمُنِى الْأَقارِبُ، وَيَخْذُلُنى كُلُّ صاحِبٍ، يا عِمادَ مَنْ لا عِمادَ لَهُ، يا سَنَدَ مَنْ لا سَنَدَ لَهُ، يا ذُخْرَ مَنْ لا ذُخْرَ لَهُ، يا حِرْزَ مَنْ لا حِرْزَ لَهُ، يا كَهْفَ مَنْ لا كَهْفَ لَهُ، يا

ص: 83

كَنْزَ مَنْ لا كَنْزَ لَهُ، يا رُكْنَ مَنْ لا رُكْنَ لَهُ، يا غِياثَ مَنْ لا غِياثَ لَهُ، يا جارَ مَنْ لا جارَ لَهُ، يا جارِىَ اللَّصيقَ، يا رُكْنِىَ الْوَثيقَ، يا الهى بِالتَّحْقيقِ، يا رَبَّ الْبَيْتِ الْعَتيقِ، يا شَفيقُ يا رَفيقُ، فُكَّنى مِنْ حَلَقِ الْمَضيقِ، وَاصْرِفْ عَنّى كُلَّ هَمٍّ وَغَمٍّ وَضيقٍ، وَاكْفِنى شَرَّ ما لا اطيقُ، وَاعِنّى عَلى ما اطيقُ، يا رآدَّ يُوسُفَ عَلى يَعْقُوبَ، يا كاشِفَ ضُرِّ ايُّوبَ، يا غافِرَ ذَنْبِ داوُدَ، يا رافِعَ عيسَى بْنِ مَرْيَمَ، وَمُنَجِّيهِ مِنْ ايْدِى الْيَهُودِ، يا مُجيبَ نِدآءِ يُونُسَ فِى الظُّلُماتِ، يا مُصْطَفِىَ مُوسى بِالْكَلِماتِ، يا مَنْ غَفَرَ لِأدَمَ خَطيئَتَهُ، وَرَفَعَ ادْريسَ مَكاناً عَلِيّاً بِرَحْمَتِهِ، يا مَنْ نَجّى نُوحاً مِنَ الْغَرَقِ، يا مَنْ اهْلَكَ عاداً الْأُولى وَثَمُودَ فَما ابْقى وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ، انَّهُمْ كانُوا هُمْ اظْلَمَ وَاطْغى وَالْمُؤْتَفِكَةَ اهْوى يا مَنْ دَمَّرَ عَلى قَوْمِ لُوطٍ، وَدَمْدَمَ عَلى قَوْمِ شُعَيْبٍ، يا مَنِ اتَّخَذَ ابْراهيمَ خَليلًا، يا مَنِ اتَّخَذَ مُوسى كَليماً، وَاتَّخَذَ مُحَمَّداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَعَلَيْهِمْ اجْمَعينَ حَبيباً، يا مُؤْتِىَ لُقْمانَ الْحِكْمَةَ، وَالْواهِبُ لِسُلَيْمانَ مُلْكاً لايَنْبَغى لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ، يا مَنْ نَصَرَ ذَا الْقَرْنَيْنِ عَلَى الْمُلُوكِ الْجَبابِرَةِ، يا مَنْ اعْطَى الْخِضْرَ الْحَيوةَ، وَرَدَّ لِيُوشَعَ بْنِ نُونٍ الشَّمْسَ بَعْدَ غُرُوبِها، يا مَنْ رَبَطَ عَلى قَلْبِ امِّ مُوسى وَاحْصَنَ فَرْجَ مَرْيَمَ ابْنَتِ عِمْرانَ، يا مَنْ حَصَّنَ يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا مِنَ الذَّنْبِ، وَسَكَّنَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبَ، يا مَنْ بَشَّرَ زَكَرِيَّا بِيَحْيى يا مَنْ فَدا اسْماعيلَ مِنَ الذَّبْحِ بِذِبْحٍ عَظيمٍ، يا مَنْ قَبِلَ قُرْبانَ هابيلَ، وَجَعَلَ اللَّعْنَةَ عَلى قابيلَ، يا هازِمَ الْأَحْزابِ لِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَعَلى جَميعِ الْمُرْسَلينَ، وَمَلائِكَتِكَ الْمُقَرَّبينَ، وَاهْلِ طاعَتِكَ اجْمَعينَ، وَاسْئَلُكَ بِكُلِّ مَسْئَلَةٍ سَئَلَكَ بِها احَدٌ مِمَّنْ رَضيتَ عَنْهُ، فَحَتَمْتَ لَهُ عَلَى الْإِجابَةِ، يا اللَّهُ يا اللَّهُ يا اللَّهُ، يا رَحْمنُ يا رَحْمنُ يا رَحْمنُ، يا رَحيمُ يا رَحيمُ يا رَحيمُ، ياذَاالْجَلالِ وَالْإِكْرامِ، يا ذَاالْجَلالِ وَالْإِكْرامِ، يا ذَاالْجَلالِ

ص: 84

وَالْإِكْرامِ، بِهِ بِهِ بِهِ بِهِ بِهِ بِهِ بِهِ اسْئَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ، اوْ انْزَلْتَهُ فى شَىْ ءٍ مِنْ كُتُبِكَ، اوِ اسْتَاْثَرْتَ بِهِ فِى عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ، وَبِمَعاقِدِ الْعِزِّمِنْ عَرْشِكَ، وَبِمُنْتَهَى الرَّحْمَةِ مِنْ كِتابِكَ، وَبِما لَوْ انَّ ما فِى الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ اقْلامٌ، وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ ابْحُرٍ، ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللَّهِ، انَّ اللَّهَ عَزيزٌ حَكيمٌ، وَاسْئَلُكَ بِاسْمآئِكَ الْحُسْنَى الَّتى نَعَتَّها في كِتابِكَ، فَقُلْتَ: وَللَّهِ الْأَسْمآءُ الْحُسْنى فَادْعُوهُ بِها. وَقُلْتَ: ادْعُونى اسْتَجِبْ لَكُمْ. وَقُلْتَ: وَاذا سَئَلَكَ عِبادى عَنّى فَانّى قَريبٌ اجيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ اذا دَعانِ. وَقُلْتَ: يا عِبادِىَ الَّذينَ اسْرَفُوا عَلى انْفُسِهِمْ، لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ، انَ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَميعاً، انَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحيمُ. وَانَا اسْأَ لُكَ يا الهى وَادْعُوكَ يارَبِّ، وَارْجُوكَ يا سَيِّدى وَاطْمَعُ في اجابَتى يا مَوْلاىَ كَما وَعَدْتَنى وَقَدْ دَعَوْتُكَ كَما امَرْتَنى فَافْعَلْ بى ما انْتَ اهْلُهُ يا كَريمُ، وَالْحَمْدُللَّهِ رَبِّ الْعالَمينَ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ اجْمَعينَ.

دعاء يستشير

دعاء يستشير(1)

روى السيّد ابن طاووس في مهج الدعوات عن أميرالمؤمنين عليه السلام أنّه قال: «

عَلَّمَنِي رَسولُ اللَّه صلى الله عليه و آله هذا الدُّعاءَ وأمَرَني أنْ أدْعُوَ بِهِ لِكُلِّ شِدَّةٍ وَرَخاءٍ وأنْ أُعَلِّمَهُ خَلِيفَتِي مِنْ بَعْدِي وأمَرَني أن لا أُفارِقَهُ طُولَ عُمرِي حتّى ألقى اللَّهَ عزَّوجلَّ. وَقَالَ لِي: قُلْ هذا الدُّعاءَ حِينَ تُصْبِحُ وَتُمْسِي فإنَّهُ كَنزٌ مِن كُنوزِ العَرْشِ

». فطلب أُبيّ بن كعب من النبيّ صلى الله عليه و آله أن يحدّث بفضل هذا الدعاء، فأخبر النبيّ الأكرم صلى الله عليه و آله ببعض ثوابه الجزيل، منها غفران الذنوب ونزول الرحمة، كما بيّن صلى الله عليه و آله لسلمان الفارسيّ بعض خواصّه (2). والدعاء كما جاء في «البلد الأمين»(3) للكفعمي.


1- اقتبست هذه التسمية من مقدمة الدعاء:« ولا خلق من عباده يستشير».
2- راجع للمزيد من هذه الخواص: مهج الدعوات: ص 122؛ بحار الأنوار: ج 83، ص 330.
3- البلد الأمين: ص 380.

ص: 85

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ

الْحَمْدُ للَّهِ الَّذى لا الهَ الَّا هُوَ الحَىُّ القَيُّومُ، الدَّائِمُ الْمَلِكُ الْحَقُّ الْمُبينُ، الْمُدَبِّرُ بِلاوَزيرٍ، وَلا خَلْقٍ مِنْ عِبادِهِ يَسْتَشيرُ، الْأَوَّلُ غَيْرُ مَوْصُوفٍ، الْباقى بَعْدَ فَنآءِ الْخَلْقِ، الْعَظيمُ الرُّبُوبِيَّةِ، نُورُ السَّمواتِ وَالْأَرَضينَ، وَفاطِرُهُما وَمُبْتَدِعُهُما، خَلَقَهُما بِغَيْرِ تَرَوْنَهُ، وَفَتَقَهُما فَتْقاً، فَقامَتِ السَّمواتُ طآئِعاتٍ بِامْرِهِ، وَاسْتَقَرَّتِ الْأَرَضُ بِاوْتادِها فَوْقَ الْمآءِ، ثُمَّ عَلا رَبُّنا فِى السَّمواتِ الْعُلى الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى لَهُ ما فِى السَّمواتِ وَما فِى الْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما وَما تَحْتَ الثَّرى فَانَا اشْهَدُ بِانَّكَ انْتَ اللَّهُ لا الهَ الَّا انْتَ، لا رافِعَ لِما وَضَعْتَ، وَلا واضِعَ لِما رَفَعْتَ، وَلا مُعِزَّ لِمَنْ اذْلَلْتَ، وَلا مُذِلَّ لِمَنْ اعْزَزْتَ، وَلا مانِعَ لِما اعْطَيْتَ، وَلا مُعْطِىَ لِما مَنَعْتَ، وَانْتَ اللَّهُ لا الهَ الَّا انْتَ، كُنْتَ اذْ لَمْ تَكُنْ سَمآءٌ مَبْنِيَّةٌ، وَلا ارْضٌ مَدْحِيَّةٌ، وَلا شَمْسٌ مُضيئَةٌ، وَلا لَيْلٌ مُظْلِمٌ، وَلا نَهارٌ مُضيئٌ، وَلا بَحْرٌ لُجِّىٌّ، وَلا جَبَلٌ راسٍ، وَلا نَجْمٌ سارٍ، وَلا قَمَرٌ مُنيرٌ، وَلا ريحٌ تَهُبُّ، وَلا سَحابٌ يَسْكُبُ، وَلا بَرْقٌ يَلْمَعُ، وَلا رَعْدٌ يُسَبِّحُ، وَلا رُوحٌ يَتَنَفَّسُ، وَلا طآئِرٌ يَطيرُ، وَلا نارٌ تَتَوَقَّدُ، وَلامآءٌ يَطَّرِدُ، كُنْتَ قَبْلَ كُلِّ شَىْ ءٍ، وَكَوَّنْتَ كُلَّ شَىْ ءٍ، وَقَدَرْتَ عَلى كُلِّ شَىْ ءٍ، وَابْتَدَعْتَ كُلَّ شَىْ ءٍ، وَافْقَرْتَ وَاغْنَيْتَ، وَامَتَّ وَاحْيَيْتَ، وَاضْحَكْتَ وَابْكَيْتَ، وَعَلَى الْعَرشِ اسْتَوَيْتَ، تَبارَكْتَ يااللَّهُ وَتَعالَيْتَ، انْتَ اللَّهُ الَّذى لا الهَ الَّا انْتَ الْخَلَّاقُ الْعَليمُ، امْرُكَ غالِبٌ، وَعِلْمُكَ نافِذٌ، وَكَيْدُكَ غَريبٌ، وَوَعْدُكَ صادِقٌ، وَقَوْلُكَ حَقٌّ، وَحُكْمُكَ عَدْلٌ، وَكَلامُكَ هُدىً، وَوَحْيُكَ نُورٌ، وَرَحْمَتُكَ واسِعَةٌ، وَعَفْوُكَ عَظيمٌ، وَفَضْلُكَ كَبيرٌ، وَعَطاؤُكَ جَزيلٌ، وَحَبْلُكَ مَتينٌ، وَامْكانُكَ عَتيدٌ، وَجارُكَ عَزيزٌ، وَ بَاْسُكَ شَديدٌ، وَمَكْرُكَ مَكيدٌ، انْتَ يا رَبِّ مَوْضِعُ كُلِّ شَكْوى

ص: 86

وَشاهِدُ كُلِّ نَجْوى وَحاضِرُ كُلِّ مَلَإٍ، وَمُنْتَهى كُلِّ حاجَةٍ، وَفَرَجُ كُلِّ حَزينٍ، وَغِنى كُلِّ فقيرٍ مِسْكينٍ، وَحِصْنُ كُلِّ هارِبٍ، وَامانُ كُلِّ خآئِفٍ، حِرْزُ الضُّعَفآءِ، كَنْزُ الْفُقَرآءِ، مُفَرِّجُ الْغَمَّآءِ، مُعينُ الصَّالِحينَ، ذلِكَ اللَّهُ رَبُّنا، لا الهَ الَّا هُوَ، تَكْفى مِنْ عِبادِكَ مَنْ تَوَكَّلَ عَلَيْكَ، وَانْتَ جارُ مَنْ لاذَ بِكَ وَتَضَرَّعَ الَيْكَ، عِصْمَةُ مَنِ اعْتَصَمَ بِكَ مِنْ عِبادِك، ناصِرُ مَنِ انْتَصَرَ بِكَ، تَغْفِرُ الذُّنُوبَ لِمَنِ اسْتَغْفَرَكَ، جَبَّارُ الْجَبابِرَةِ، عَظيمُ الْعُظَمآءِ، كَبيرُ الْكُبَرآءِ، سَيِّدُ السَّاداتِ، مَوْلَى الْمَوالى صَريخُ الْمُسْتَصْرِخينَ، مُنَفِّسٌ عَنِ الْمَكْرُوبينَ، مُجيبُ دَعْوَةِ الْمُضْطَرِّينَ، اسْمَعُ السَّامِعينَ، ابْصَرُ النَّاظِرينَ، احْكَمُ الْحاكِمينَ، اسْرَعُ الْحاسِبينَ، ارْحَمُ الرَّاحِمينَ، خَيْرُ الْغافِرينَ، قاضى حَوآئِج الْمُؤْمِنينَ، مُغيثُ الصَّالِحينَ، انْتَ اللَّهُ لا الهَ الَّا انْتَ، رَبُّ الْعالَمينَ، انْتَ الْخالِقُ وَا نَا الْمَخْلُوقُ، وَانْتَ الْمالِكُ وَا نَا الْمَمْلُوكُ، وَانْتَ الرَّبُّ وَا نَا الْعَبْدُ، وَانْتَ الرَّازِقُ وَا نَا الْمَرْزُوقُ، وَانْتَ الْمُعْطى وَا نَا السَّآئِلُ، وَانْتَ الْجَوادُ وَا نَا الْبَخيلُ، وَانْتَ الْقَوِىُّ وَا نَا الضَّعيفُ، وَانْتَ الْعَزيزُ وَا نَا الذَّليلُ، وَانْتَ الْغَنِىُّ وَا نَا الْفَقيرُ، وَانْتَ السَّيِّدُ وَا نَا الْعَبْدُ، وَانْتَ الْغافِرُ وَا نَا الْمُسيئُ، وَانْتَ الْعالِمُ وَا نَا الْجاهِلُ، وَانْتَ الْحَليمُ وَا نَا الْعَجُولُ، وَانْتَ الرَّاحِمُ وَانَا الْمَرْحُومُ، وَانْتَ الْمُعافى وَا نَا الْمُبْتَلى وَانْتَ الْمُجيبُ وَانَا الْمُضْطَرُّ، وَانَا اشْهَدُ بِانَّكَ انْتَ اللَّهُ لا الهَ الَّا انْتَ، الْواحِدُ الْفَرْدُ، وَالَيْكَ الْمَصيرُ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَاهْلِ بَيْتِهِ الطَّيِّبينَ الطَّاهِرينَ، وَاغْفِرْ لى ذُنُوبى وَاسْتُرْ عَلَىَّ عُيُوبى وَافْتَحْ لى مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً، وَرِزْقاً واسِعاً، ياارْحَمَ الرَّاحِمينَ، وَالْحَمْدُللَّهِ رَبِّ الْعالَمينَ، وَحَسْبُنَا اللَّهُ وَنْعِمَ الْوَكيلُ، وَلا حَوْلَ وَلاقُوَّةَ الَّا بِاللَّهِ الْعَلِىِّ الْعَظيمِ.

ص: 87

دعاء المجير

(1) ذكره المرحوم الكفعمي في البلد الأمين والمصباح (2)، وهو دعاء رفيع الشأن مرويّ عن النبيّ الأكرم صلى الله عليه و آله نزل به جبرئيل على النبيّ صلى الله عليه و آله وهو يصلّي في مقام إبراهيم عليه السلام. وجاء في فضله أنّ مَن دعا به في الأيّام البيض من شهر رمضان (الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر) غفرت ذنوبه ولو كانت عدد قطر المطر وورق الشجر، ويجدي في شفاء المريض وقضاء الدين والغنى من الفقر ويفرّج الغمّ ويكشف الكرب (3). وهو هذا الدعاء:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ

سُبْحانَكَ يا اللَّهُ، تَعالَيْتَ يا رَحْمنُ، اجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجيرُ، سُبْحانَكَ يا رَحيمُ، تَعالَيْتَ يا كَريمُ، اجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجيرُ، سُبْحانَكَ يا مَلِكُ، تَعالَيْتَ يا مالِكُ، اجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجيرُ، سُبْحانَكَ يا قُدُّوسُ، تَعالَيْتَ يا سَلامُ، اجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجيرُ، سُبْحانَكَ يا مُؤْمِنُ، تَعالَيْتَ يا مُهَيْمِنُ، اجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجيرُ، سُبْحانَكَ يا عَزيزُ، تَعالَيْتَ يا جَبَّارُ، اجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجيرُ، سُبْحانَكَ يا مُتَكَبِّرُ، تَعالَيْتَ يا مُتَجَبِّرُ، اجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجيرُ، سُبْحانَكَ يا خالِقُ، تَعالَيْتَ يا بارِئُ، اجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجيرُ، سُبْحانَكَ يا مُصَوِّرُ، تَعالَيْتَ يا مُقَدِّرُ، اجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجيرُ، سُبْحانَكَ يا هادى تَعالَيْتَ يا باقى اجِرْنا مِنَ النَّارِ يامُجيرُ، سُبْحانَكَ يا وَهَّابُ، تَعالَيْتَ يا تَوَّابُ، اجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجيرُ، سُبْحانَكَ يا فَتَّاحُ، تَعالَيْتَ يا مُرْتاحُ، اجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجيرُ، سُبْحانَكَ يا سَيِّدِى تَعالَيْتَ يا مَوْلاىَ، اجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجيرُ، سُبْحانَكَ يا قَريبُ، تَعالَيْتَ يا رَقيبُ، اجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجيرُ، سُبْحانَكَ يا


1- الاسم مقتبس من تكرر هذه الكلمة في الدعاء.
2- مصباح الكفعمي: ص 268؛ البلد الأمين: ص 362.
3- حاشية مصباح الكفعمي: طبق نقل المرحوم المحدّث القمّي في مفاتيح الجنان.

ص: 88

مُبْدِئُ، تَعالَيْتَ يا مُعيدُ، اجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجيرُ، سُبْحانَكَ يا حَميدُ، تَعالَيْتَ يا مَجيدُ، اجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجيرُ، سُبْحانَكَ يا قَديمُ، تَعالَيْتَ يا عَظيمُ، اجِرْنا مِنَ النَّارِ يامُجيرُ، سُبْحانَكَ يا غَفُورُ، تَعالَيْتَ يا شَكُورُ، اجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجيرُ، سُبْحانَكَ يا شاهِدُ، تَعالَيْتَ يا شَهيدُ، اجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجيرُ، سُبْحانَكَ يا حَنَّانُ، تَعالَيْتَ يا مَنَّانُ، اجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجيرُ، سُبْحانَكَ يا باعِثُ، تَعالَيْتَ يا وارِثُ، اجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجيرُ، سُبْحانَكَ يا مُحْيى تَعالَيْتَ يامُميتُ، اجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجيرُ، سُبْحانَكَ يا شَفيقُ، تَعالَيْتَ يا رَفيقُ، اجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجيرُ، سُبْحانَكَ يا انيسُ، تَعالَيْتَ يا مُونِسُ، اجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجيرُ، سُبْحانَكَ يا جَليلُ، تَعالَيْتَ يا جَميلُ، اجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجيرُ، سُبْحانَكَ يا خَبيرُ، تَعالَيْتَ يا بَصيرُ، اجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجيرُ، سُبْحانَكَ يا حَفِىُّ، تَعالَيْتَ يا مَلِىُّ، اجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجيرُ، سُبْحانَكَ يا مَعْبُودُ، تَعالَيْتَ يا مَوْجُودُ، اجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجيرُ، سُبْحانَكَ يا غَفَّارُ، تَعالَيْتَ يا قَهَّارُ، اجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجيرُ، سُبْحانَكَ يا مَذْكُورُ، تَعالَيْتَ يا مَشْكُورُ، اجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجيرُ، سُبْحانَكَ يا جَوادُ، تَعالَيْتَ يا مَعاذُ، اجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجيرُ، سُبْحانَكَ يا جَمالُ، تَعالَيْتَ يا جَلالُ، اجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجيرُ، سُبْحانَكَ يا سابِقُ، تَعالَيْتَ يا رازِقُ، اجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجيرُ، سُبْحانَكَ يا صادِقُ، تَعالَيْتَ يا فالِقُ، اجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجيرُ، سُبْحانَكَ يا سَميعُ، تَعالَيْتَ يا سَريعُ، اجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجيرُ، سُبْحانَكَ يا رَفيعُ، تَعالَيْتَ يا بديعُ، اجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجيرُ، سُبْحانَكَ يا فَعَّالُ، تَعالَيْتَ يا مُتَعالُ، اجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجيرُ، سُبْحانَكَ يا قاضى تَعالَيْتَ يا راضى اجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجيرُ، سُبْحانَكَ يا قاهِرُ، تَعالَيْتَ يا ظاهِرُ، اجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجيرُ، سُبْحانَكَ يا عالِمُ، تَعالَيْتَ يا حاكِمُ، اجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجيرُ، سُبْحانَكَ يا دآئِمُ، تَعالَيْتَ يا قآئِمُ، اجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجيرُ،

ص: 89

سُبْحانَكَ يا عاصِمُ، تَعالَيْتَ يا قاسِمُ، اجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجيرُ، سُبْحانَكَ يا غَنِىُّ، تَعالَيْتَ يا مُغْنى اجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجيرُ، سُبْحانَكَ يا وَفِىُّ، تَعالَيْتَ يا قَوِىُّ، اجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجيرُ، سُبْحانَكَ يا كافى تَعالَيْتَ يا شافى اجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجيرُ، سُبْحانَكَ يا مُقَدِّمُ، تَعالَيْتَ يا مُؤَخِّرُ، اجِرْنا مِنَ النَّارِ يامُجيرُ، سُبْحانَكَ يا اوَّلُ، تَعالَيْتَ يا آخِرُ، اجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجيرُ، سُبْحانَكَ يا ظاهِرُ، تَعالَيْتَ يا باطِنُ، اجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجيرُ، سُبْحانَكَ يا رَجآءُ، تَعالَيْتَ يا مُرْتَجى اجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجيرُ، سُبْحانَكَ يا ذَا الْمَنِّ، تَعالَيْتَ يا ذَا الطَّوْلِ، اجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجيرُ، سُبْحانَكَ ياحَىُّ، تَعالَيْتَ يا قَيُّومُ، اجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجيرُ، سُبْحانَكَ يا واحِدُ، تَعالَيْتَ يا احَدُ، اجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجيرُ، سُبْحانَكَ يا سَيِّدُ، تَعالَيْتَ يا صَمَدُ، اجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجيرُ، سُبْحانَكَ يا قَديرُ، تَعالَيْتَ يا كَبيرُ، اجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجيرُ، سُبْحانَكَ يا والى تَعالَيْتَ يا عالى اجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجيرُ، سُبْحانَكَ يا عَلِىُّ، تَعالَيْتَ يا اعْلى اجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجيرُ، سُبْحانَكَ يا وَلِىُّ، تَعالَيْتَ يا مَوْلى اجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجيرُ، سُبْحانَكَ يا ذارِئُ، تَعالَيْتَ يا بارِئُ، اجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجيرُ، سُبْحانَكَ يا خافِضُ، تَعالَيْتَ يا رافِعُ، اجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجيرُ، سُبْحانَكَ يا مُقْسِطُ، تَعالَيْتَ يا جامِعُ، اجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجيرُ، سُبْحانَكَ يا مُعِزُّ، تَعالَيْتَ يا مُذِلُّ، اجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجيرُ، سُبْحانَكَ يا حافِظُ، تَعالَيْتَ يا حَفيظُ، اجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجيرُ، سُبْحانَكَ يا قادِرُ، تَعالَيْتَ يا مُقْتَدِرُ، اجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجيرُ، سُبْحانَكَ يا عَليمُ، تَعالَيْتَ يا حَليمُ، اجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجيرُ، سُبْحانَكَ يا حَكَمُ، تَعالَيْتَ يا حَكيمُ، اجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجيرُ، سُبْحانَكَ يا مُعْطى تَعالَيْتَ يا مانِعُ، اجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجيرُ، سُبْحانَكَ يا ضآرُّ، تَعالَيْتَ يا نافِعُ، اجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجيرُ، سُبْحانَكَ يا مُجيبُ، تَعالَيْتَ يا حَسيبُ، اجِرْنا مِنَ النَّارِ يامُجيرُ، سُبْحانَكَ

ص: 90

يا عادِلُ، تَعالَيْتَ يا فاضِلُ، اجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجيرُ، سُبْحانَكَ يا لَطيفُ، تَعالَيْتَ يا شَريفُ، اجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجيرُ، سُبْحانَكَ يا رَبُّ، تَعالَيْتَ يا حَقُّ، اجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجيرُ، سُبْحانَكَ يا ماجِدُ، تَعالَيْتَ يا واحِدُ، اجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجيرُ، سُبْحانَكَ يا عَفُوُّ، تَعالَيْتَ يا مُنْتَقِمُ، اجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجيرُ، سُبْحانَكَ يا واسِعُ، تَعالَيْتَ يا مُوَسِّعُ، اجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجيرُ، سُبْحانَكَ يا رَءُوفُ، تَعالَيْتَ يا عَطُوفُ، اجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجيرُ، سُبْحانَكَ يا فَرْدُ، تَعالَيْتَ يا وِتْرُ، اجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجيرُ، سُبْحانَكَ يا مُقيتُ، تَعالَيْتَ يا مُحيطُ، اجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجيرُ، سُبْحانَكَ يا وَكيلُ، تَعالَيْتَ يا عَدْلُ، اجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجيرُ، سُبْحانَكَ يا مُبينُ، تَعالَيْتَ يا مَتينُ، اجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجيرُ، سُبْحانَكَ يا بَرُّ، تَعالَيْتَ يا وَدُودُ، اجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجيرُ، سُبْحانَكَ يا رَشيدُ، تَعالَيْتَ يا مُرْشِدُ، اجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجيرُ، سُبْحانَكَ يا نُورُ، تَعالَيْتَ يا مُنَوِّرُ، اجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجيرُ، سُبْحانَكَ يا نَصيرُ، تَعالَيْتَ يا ناصِرُ، اجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجيرُ، سُبْحانَكَ يا صَبُورُ، تَعالَيْتَ يا صابِرُ، اجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجيرُ، سُبْحانَكَ يا مُحْصى تَعالَيْتَ يا مُنْشِئُ، اجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجيرُ، سُبْحانَكَ يا سُبْحانُ، تَعالَيْتَ يا دَيَّانُ، اجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجيرُ، سُبْحانَكَ يا مُغيثُ، تَعالَيْتَ يا غِياثُ، اجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجيرُ، سُبْحانَكَ يا فاطِرُ، تَعالَيْتَ يا حاضِرُ، اجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجيرُ، سُبْحانَكَ يا ذَا الْعِزِّ والْجَمالِ، تَبارَكْتَ يا ذَا الْجَبَرُوتِ وَالْجَلالِ، سُبْحانَكَ لا الهِ الَّا انْتَ، سُبْحانَكَ انّى كُنْتُ مِنَ الظَّالِمينَ، فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَنَجَّيْناهُ مِنَ الْغَمِّ، وَكَذلِكَ نُنْجىِ الْمُؤْمِنينَ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ اجْمَعينَ، وَالْحَمْدُللَّهِ رَبِّ الْعالَمينَ، وَحَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكيلُ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ الَّا بِاللَّهِ الْعَلىِّ العَظيمِ.

ص: 91

دعاء الجوشن الكبير

(1) وهو دعاء مرويّ عن الإمام زين العابدين عن أبيه عن أميرالمؤمنين عليهم السلام عن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله.

وجاء بشأن هذا الدعاء: نزل به جبرئيل عليه السلام على رسول اللَّه صلى الله عليه و آله وهو في بعض غزواته وقد اشتدّت وعليه جوشن ثقيل آلمه، فدعا اللَّه تعالى فهبط جبرئيل عليه السلام وقال: «

يا مُحَمّد رَبُّكَ يَقْرأُ عَلَيكَ السَّلامَ وَيَقولُ لَكَ إخْلَعْ هذا الْجَوْشَنَ واقْرَأ هذا الدُّعاءَ فَهُوَ أمانٌ لَكَ وَلِأُمَّتِكَ. فَمَن قَرَأهُ عِندَ خُروجِهِ من مَنْزِله أو حَمَلَهُ حَفِظَهُ اللَّهُ وأوْجَبَ الجَنَّةَ عَليه ووَفَّقَهُ لِصالِحِ الأعمالِ وكانَ كأنَّما قَرأ الكُتُبَ الأربعة وأُعْطِيَ بِكُلِّ حَرفٍ زَوْجَتَيْنِ في الجَنَّةِ»(2)

. قال الإمام الحسين عليه السلام: «

أوْصَانِي أبي

بِحِفْظِ هذا الدُّعاءِ وتَعْظِيمِهِ وأن أكتُبَهُ على كَفَنِهِ وأن اعَلِّمَه أهْلِي وأحُثَّهُم عَلَيهِ»(3).

ملاحظات:

1. استحباب كتابة هذا الدُّعاء- كما ورد في الرواية- على الأكفانِ كما أشار المرحوم العلّامة بحرالعلوم رحمه الله بشعره:

وسُنَّ أن يُكْتَبَ بِالأكفانِ شَهادَةُ الإسلامِ والإيمانِ

وهكذا كِتابَةُ القُرآنِ والجَوْشَنُ المَنعوتُ بالأمانِ

2. عدّه المرحوم العلّامة المجلسي في كتابه «زاد المعاد» من أعمال ليلة القدر(4)، ويستفاد من الأخبار والروايات أن يقرأ ثلاث مرّات أو مرّة واحدة على الأقلّ في شهر رمضان المبارك (5).

3. رغم أنّ المشهور أنّ هذا الدعاء مائة فصل، وكلّ فصل يضمّ عشرة أسماء من أسماء اللَّه الحسنى، فيكون مجموعها ألف اسم، لكن يتضحّ أنّه ألف اسم وواحد، لأنّ الفصل 55 يشتمل على 11 إسماً. على كلّ حال نعوذ باللَّه آخر كلّ فصل ونقول «

سُبْحانَكَ يا لا إلهَ إلّاأنْتَ الغَوْث الغَوْث خَلِّصْنا مِنَ النّارِ يا رَبِ


1- سبب التسمية أنّ هذا الدعاء حرز من البلاء الدنيوي والاخروي وقد ذكر في مصباح الكفعمي: ص 247؛ البلد الأمين: ص 402.
2- بحار الأنوار: ج 91، ص 382.
3- المصدر السابق.
4- زاد المعاد: ص 186.
5- بحار الأنوار: ج 91، ص 384.

ص: 92

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

(1) اللهُمَّ انّى اسْئَلُكَ بِاسْمِكَ يا اللَّهُ يا رَحْمنُ، يا رَحيمُ يا كَريمُ، يا مُقيمُ يا عَظيمُ، ياقَديمُ يا عَليمُ، يا حَليمُ يا حَكيمُ، سُبْحانَكَ يا لا الهَ الَّا انْتَ، الْغَوْثَ، الْغَوْثَ، خَلِّصْنا مِنَ النَّارِ يا رَبِ (2) يا سَيِّدَ السَّاداتِ، يا مُجيبَ الدَّعَواتِ، يا رافِعَ الدَّرَجاتِ، يا وَلِىَ الْحَسَناتِ، يا غافِرَ الْخَطيئآتِ، يا مُعْطِىَ الْمَسْئَلاتِ، يا قابِلَ التَّوْباتِ، يا سامِعَ الْأَصْواتِ، يا عالِمَ الْخَفِيَّاتِ، يا دافِعَ الْبَلِيَّاتِ (3) يا خَيْرَ الْغافِرينَ، يا خَيْرَ الْفاتِحينَ، يا خَيْرَ النَّاصِرينَ، يا خَيْرَ الْحاكِمينَ، يا خَيْرَ الرَّازِقينَ، يا خَيْرَ الْوارِثينَ، يا خَيْرَ الْحامِدينَ، يا خَيْرَ الذَّاكِرينَ، يا خَيْرَ الْمُنْزِلينَ، يا خَيْرَ الْمُحْسِنينَ (4) يا مَنْ لَهُ الْعِزَّةُ وَالْجَمالُ، يا مَنْ لَهُ الْقُدْرَةُ وَالْكَمالُ، يا مَنْ لَهُ الْمُلْكُ وَالْجَلالُ، يا مَنْ هُوَ الْكَبيرُ الْمُتَعالُ، يا مُنْشِى ءَ السَّحابِ الثِّقالِ، يا مَنْ هُوَ شَديدُ الْمِحالِ، يا مَنْ هُوَ سَريعُ الْحِسابِ، يا مَنْ هُوَ شَديدُ الْعِقابِ، يا مَنْ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوابِ، يا مَنْ عِنْدَهُ امُّ الْكِتابِ (5) اللهُمَّ انّى اسْئَلُكَ بِاسْمِكَ يا حَنَّانُ يا مَنَّانُ، يا دَيَّانُ يا بُرْهانُ، يا سُلْطانُ يا رِضْوانُ، يا غُفْرانُ ياسُبْحانُ، يا مُسْتَعانُ يا ذَاالْمَنِّ وَالْبَيانِ (6) يا مَنْ تَواضَعَ كُلُّ شَىْ ءٍ لِعَظَمَتِهِ، يا مَنِ اسْتَسْلَمَ كُلُّ شَىْ ءٍ لِقُدْرَتِهِ، يا مَنْ ذَلَّ كُلُّ شَىْ ءٍ لِعِزَّتِهِ، يا مَنْ خَضَعَ كُلُّ شَىْ ءٍ لِهَيْبَتِهِ، يا مَنِ انْقادَ كُلُّ شَىْ ءٍ مِنْ خَشْيَتِهِ، يا مَنْ تَشَقَّقَتِ الْجِبالُ مِنْ مَخافَتِهِ، يا مَنْ قامَتِ السَّمواتُ بِامْرِهِ، يا مَنِ اسْتَقَرَّتِ الْأَرَضُونَ بِاذْنِهِ، يا مَنْ يُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ، يا مَنْ لا يَعْتَدى عَلى اهْلِ مَمْلَكَتِهِ (7) يا غافِرَ الْخَطايا، يا كاشِفَ الْبَلايا، يا مُنْتَهَى الرَّجايا، يا مُجْزِلَ الْعَطايا، يا واهِبَ الْهَدايا، يا رازِقَ الْبَرايا، يا قاضِىَ الْمَنايا، يا سامِعَ الشَّكايا، يا باعِثَ الْبَرايا، يا مُطْلِقَ الْأُسارى (8) ياذَا الْحَمْدِوَالثَّنآءِ، يا ذَاالْفَخْرِ وَاْلبَهآءِ، يا ذَا الْمَجْدِ وَالسَّنآءِ، يا ذَا الْعَهْدِ وَالْوَفآءِ، يا ذَا الْعَفْوِ وَالرِّضآءِ،

ص: 93

يا ذَا الْمَنِّ وَالْعَطآءِ، يا ذَا الْفَصْلِ وَالْقَضآءِ، يا ذَا الْعِزِّ وَالْبَقآءِ، يا ذَا الْجُودِ وَالسَّخآءِ، يا ذَا الْألاءِ وَالنَّعْمآءِ (9) اللهُمَّ انّى اسْئَلُكَ بِاسْمِكَ يا مانِعُ يا دافِعُ، يا رافِعُ يا صانِعُ، يا نافِعُ يا سامِعُ، يا جامِعُ يا شافِعُ، يا واسِعُ يامُوسِعُ (10) يا صانِعَ كُلِّ مَصْنُوعٍ، يا خالِقَ كُلِّ مَخْلُوقٍ، يا رازِقَ كُلِّ مَرْزُوقٍ، يا مالِكَ كُلِّ مَمْلُوكٍ، يا كاشِفَ كُلِّ مَكْرُوبٍ، يا فارِجَ كُلِّ مَهْمُومٍ، يا راحِمَ كُلِّ مَرْحُومٍ، يا ناصِرَ كُلِّ مَخْذُولٍ، يا ساتِرَ كُلِّ مَعْيُوبٍ، يا مَلْجَأَ كُلِّ مَطْرُودٍ (11) يا عُدَّتى عِنْدَ شِدَّتى يا رَجآئى عِنْدَ مُصيبَتى يا مُونِسى عِنْدَ وَحْشَتى يا صاحِبى عِنْدَ غُرْبَتى يا وَلِيّى عِنْدَ نِعْمَتى يا غِياثى عِنْدَ كُرْبَتى يا دَليلى عِنْدَ حَيْرَتى يا غَنآئى عِنْدَ افْتِقارى يا مَلْجَأى عِنْدَ اضْطِرارى يا مُعينى عِنْدَ مَفْزَعى (12) يا عَلَّامَ الْغُيُوبِ، يا غَفَّارَ الذُّنُوبِ، يا سَتَّارَ الْعُيُوبِ، يا كاشِفَ الْكُرُوبِ، يا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ، يا طَبيبَ الْقُلُوبِ، يا مُنَوِّرَ الْقُلُوبِ، يا انيسَ الْقُلُوبِ، يا مُفَرِّجَ الْهُمُومِ، يا مُنَفِّسَ الْغُمُومِ، (13) اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ بِاْسمِكَ يا جَليلُ يا جَميلُ، يا وَكيلُ يا كَفيلُ، يا دَليلُ يا قَبيلُ، يا مُديلُ يا مُنيلُ، يا مُقيلُ يا مُحيلُ (14) يا دَليلَ الْمُتَحَيِّرينَ، يا غِياثَ الْمُسْتَغيثينَ، يا صَريخَ الْمُسْتَصْرِخينَ، يا جارَ الْمُسْتَجيرينَ، يا امانَ الْخآئِفينَ، يا عَوْنَ الْمُؤْمِنينَ، يا راحِمَ الْمَساكينَ، يا مَلْجَأَ الْعاصينَ، يا غافِرَ الْمُذْنِبينَ، يا مُجيبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرّينَ (15) يا ذَا الْجُودِ وَالْإِحْسانِ، يا ذَا الْفَضْلِ وَالْإِمْتِنانِ، يا ذَا الْأَمْنِ وَالْأَمانِ، يا ذَاالْقُدْسِ وَالسُّبْحانِ، يا ذَا الْحِكْمَةِ وَالْبَيانِ، يا ذَا الرَّحْمَةِ وَالرِّضْوانِ، ياذَا الْحُجَّةِ وَالْبُرْهانِ، يا ذَا الْعَظَمَةِ وَالسُّلْطانِ، يا ذَا الرَّأْفَةِ وَالْمُسْتَعانِ، يا ذَا العَفْوِ وَالْغُفْرانِ (16) يا مَنْ هُوَ رَبُّ كُلِّ شَىْ ءٍ، يا مَنْ هُوَ الهُ كُلِّ شَىْ ءٍ، يا مَنْ هُوَ صانِعُ كُلِّ شَىْ ءٍ، يا مَنْ هُوَ خالِقُ كُلِّ شَىْ ءٍ، يا مَنْ هُوَ قَبْلَ كُلِّ شَىْ ءٍ، يا مَنْ هُوَ بَعْدَ كُلِّ شَىْ ءٍ، يا مَنْ هُوَ فَوْقَ

ص: 94

كُلِ شَىْ ءٍ، يا مَنْ هُوَ عالِمٌ بِكُلِّ شَىْ ءٍ، يا مَنْ هُوَ قادِرٌ عَلى كُلِّ شَىْ ءٍ، يا مَنْ هُوَ يَبْقى وَيَفْنى كُلُّ شَىْ ءٍ (17) اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ بِاسْمِكَ يا مُؤْمِنُ يا مُهَيْمِنُ، يا مُكَوِّنُ يا مُلَقِّنُ، يا مُبَيِّنُ يا مُهَوِّنُ، يا مُمَكِّنُ يا مُزَيِّنُ، يامُعْلِنُ يا مُقَسِّمُ (18) يا مَنْ هُوَ في مُلْكِهِ مُقيمٌ، يا مَنْ هُوَ في سُلْطانِهِ قَديمٌ، يا مَنْ هُو في جَلالِهِ عَظيمٌ، يا مَنْ هُوَ عَلى عِبادِهِ رَحيمٌ، يا مَنْ هُوَ بِكُلِّ شَىْ ءٍ عَليمٌ، يا مَنْ هُوَ بِمَنْ عَصاهُ حَليمٌ، يا مَنْ هُوَ بِمَنْ رَجاهُ كَريمٌ، يا مَنْ هُوَ فى صُنْعِهِ حَكيمٌ، يا مَنْ هُوَ في حِكْمَتِهِ لَطيفٌ، يامَنْ هُوَ في لُطْفِهِ قَديمٌ (19) يا مَنْ لايُرْجى الَّا فَضْلُهُ، يا مَنْ لا يُسْئَلُ الَّا عَفْوُهُ، يا مَنْ لايُنْظَرُ الَّا بِرُّهُ، يا مَنْ لا يُخافُ الَّا عَدْلُهُ، يا مَنْ لا يَدُومُ الَّا مُلْكُهُ، يا مَنْ لا سُلْطانَ الَّا سُلْطانُهُ، يا مَنْ وَسِعَتْ كُلَّ شَىْ ءٍ رَحْمَتُهُ، يا مَنْ سَبَقَتْ رَحْمَتُهُ غَضَبَهُ، يا مَنْ احاطَ بِكُلِّ شَىْ ءٍ عِلْمُهُ، يا مَنْ لَيْسَ احَدٌمِثْلَهُ (20) يا فارِجَ الْهَمِّ، يا كاشِفَ الْغَمِّ، يا غافِرَ الذَّنْبِ، يا قابِلَ التَّوْبِ، يا خالِقَ الْخَلْقِ، يا صادِقَ الْوَعْدِ، يا مُوفِىَ الْعَهْدِ، يا عالِمَ السِّرِّ، يا فالِقَ الْحَبِّ، يارازِقَ الْأَنامِ (21) اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ بِاسْمِكَ يا عَلِىُّ يا وَفِىُّ، يا غَنِىُّ يا مَلِىُّ، يا حَفِىُّ يا رَضِىُّ، يا زَكِىُّ يا بَدِىُّ، يا قَوِىُّ يا وَلِىُ (22) يا مَنْ اظْهَرَ الْجَميلَ، يا مَنْ سَتَرَ الْقَبيحَ، يا مَنْ لَمْ يُؤاخِذْ بِالْجَريرَةِ، يا مَنْ لَمْ يَهْتِكِ السِّتْرَ، يا عَظيمَ الْعَفْوِ، يا حَسَنَ التَّجاوُزِ، يا واسِعَ الْمَغْفِرَةِ، يا باسِطَ الْيَدَيْنِ بِالرَّحْمَةِ، يا صاحِبَ كُلِّ نَجْوى يا مُنْتَهى كُلِّ شَكْوى (23) يا ذَاالنِّعْمَةِ السَّابِغَةِ، يا ذَا الرَّحْمَةِ الْواسِعَةِ، يا ذَا الْمِنَّةِ السَّابِقَةِ، يا ذَا الْحِكْمَةِ الْبالِغَةِ، يا ذَاالْقُدْرَةِ الْكامِلَةِ، يا ذَا الْحُجَّةِ الْقاطِعَةِ، يا ذَا الْكَرامَةِ الظَّاهِرَةِ، يا ذَا الْعِزَّةِ الدَّآئِمَةِ، يا ذَا الْقُوَّةِ الْمَتينَةِ، يا ذَاالْعَظَمَةِ الْمَنيعَةِ (24) يا بَديعَ السَّمواتِ، يا جاعِلَ الظُّلُماتِ، يا راحِمَ الْعَبَراتِ، يا مُقيلَ الْعَثَراتِ، يا ساتِرَ الْعَوْراتِ، يا مُحْيِىَ الْأَمْواتِ، يا مُنْزِلَ الْاياتِ، يا مُضَعِّفَ الْحَسَناتِ، يا ماحِىَ السَّيِّئاتِ، يا شَديدَ

ص: 95

النَّقِماتِ (25) اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ بِاسْمِكَ يا مُصَوِّرُ يا مُقَدِّرُ، يا مُدَبِّرُ يا مُطَهِّرُ، يا مُنَوِّرُ يا مُيَسِّرُ، يا مُبَشِّرُ يامُنْذِرُ، يا مُقَدِّمُ يا مُؤَخِّرُ (26) يا رَبَّ الْبَيْتِ الْحَرامِ، يا رَبَّ الشَّهْرِ الْحَرامِ، يا رَبَّ الْبَلَدِ الْحَرامِ، يا رَبَّ الرُّكْنِ وَالْمَقامِ، يا رَبَّ الْمَشْعَرِ الْحَرامِ، يا رَبَّ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ، يا رَبَ الْحِلِّ وَالْحَرامِ، يا رَبَّ النُّورِ وَالظَّلامِ، يا رَبَّ التَّحِيَّةِ وَالسَّلامِ، يارَبَّ الْقُدْرَةِ فِى الْأَنامِ (27) يا احْكَمَ الْحاكِمينَ، يا اعْدَلَ الْعادِلينَ، يا اصْدَقَ الصَّادِقينَ، يا اطْهَرَ الطَّاهِرينَ، يا احْسَنَ الْخالِقينَ، يا اسْرَعَ الْحاسِبينَ، يا اسْمَعَ السَّامِعينَ، يا ابْصَرَ النَّاظِرينَ، يا اشْفَعَ الشَّافِعينَ، يا اكْرَمَ الْأَكْرَمينَ (28) يا عِمادَ مَنْ لا عِمادَ لَهُ، يا سَنَدَ مَنْ لا سَنَدَ لَهُ، ياذُخْرَ مَنْ لا ذُخْرَ لَهُ، يا حِرْزَ مَنْ لا حِرْزَ لَهُ، يا غِياثَ مَنْ لا غِياثَ لَهُ، يا فَخْرَ مَنْ لا فَخْرَ لَهُ، يا عِزَّ مَنْ لا عِزَّ لَهُ، يا مُعينَ مَنْ لا مُعينَ لَهُ، يا انيسَ مَنْ لا انيسَ لَهُ، يا امانَ مَنْ لا امانَ لَهُ (29) اللهُمَّ انّى اسْئَلُكَ بِاسْمِكَ يا عاصِمُ يا قائِمُ، يا دآئِمُ يا راحِمُ، يا سالِمُ يا حاكِمُ، يا عالِمُ يا قاسِمُ، يا قابِضُ يا باسِطُ (30) يا عاصِمَ مَنِ اسْتَعْصَمَهُ، يا راحِمَ مَنِ اسْتَرْحَمَهُ، يا غافِرَ مَنِ اسْتَغْفَرَهُ، يا ناصِرَ مَنِ اسْتَنْصَرَهُ، يا حافِظَ مَنِ اسْتَحْفَظَهُ، يا مُكْرِمَ مَنِ اسْتَكْرَمَهُ، يا مُرْشِدَ مَنِ اسْتَرْشَدَهُ، يا صَريخَ مَنِ اسْتَصْرَخَهُ، يا مُعينَ مَنِ اسْتَعانَهُ، يا مُغيثَ مَنِ اسْتَغاثَهُ (31) يا عَزيزاً لا يُضامُ، يا لَطيفاً لا يُرامُ، يا قَيُّوماً لا يَنامُ، يا دائِماً لا يَفُوتُ، يا حَيّاً لايَمُوتُ، يا مَلِكاً لا يَزُولُ، يا باقِياً لا يَفْنى يا عالِماً لا يَجْهَلُ، يا صَمَداً لا يُطْعَمُ، يا قَوِيّاً لايَضْعُفُ (32) اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ بِاسْمِكَ يا احَدُ يا واحِدُ، يا شاهِدُ يا ماجِدُ، يا حامِدُ يا راشِدُ، يا باعِثُ يا وارِثُ، يا ضآرُّ يا نافِعُ (33) يا اعْظَمَ مِنْ كُلِّ عَظيمٍ، يا اكْرَمَ مِنْ كُلِّ كَريمٍ، يا ارْحَمَ مِنْ كُلِّ رَحيمٍ، يا اعْلَمَ مِنْ كُلِّ عَليمٍ، يا احْكَمَ مِنْ كُلِّ حَكيمٍ، يا اقْدَمَ مِنْ كُلِّ قَديمٍ، يا اكْبَرَ مِنْ كُلِّ كَبيرٍ، يا الْطَفَ مِنْ كُلِّ لَطيفٍ، يا اجَلَّ مِن كُلِّ جَليلٍ، يا اعَزَّ مِنْ كُلِ

ص: 96

عَزيزٍ (34) يا كَريمَ الصَّفْحِ، يا عَظيمَ الْمَنِّ، يا كَثيرَ الْخَيْرِ، يا قَديمَ الْفَضْلِ، يا دآئِمَ اللُّطْفِ، يا لَطيفَ الصُّنْعِ، يا مُنَفِّسَ الْكَرْبِ، يا كاشِفَ الضُّرِّ، يا مالِكَ الْمُلْكِ، يا قاضِىَ الْحَقِ (35) يا مَنْ هُوَ في عَهْدِهِ وَفِىٌّ، يا مَنْ هُوَ في وَفآئِهِ قَوِىٌّ، يا مَنْ هُوَ في قُوَّتِهِ عَلِىٌّ، يا مَنْ هُوَ في عُلُوِّهِ قَريبٌ، يا مَنْ هُوَ في قُرْبِهِ لَطيفٌ، يا مَنْ هُوَ في لُطْفِهِ شَريفٌ، يا مَنْ هُوَ في شَرَفِهِ عَزيزٌ، يا مَنْ هُوَ في عِزِّهِ عَظيمٌ، يا مَنْ هُوَ فى عَظَمَتِهِ مَجيدٌ، يا مَنْ هُوَ في مَجْدِهِ حَميدٌ (36) اللهُمَّ انّى اسْئَلُكَ بِاسْمِكَ يا كافى يا شافى يا وافى يا مُعافى يا هادى يا داعى يا قاضى يا راضى ياعالى يا باقى (37) يا مَنْ كُلُّ شَىْ ءٍ خاضِعٌ لَهُ، يا مَنْ كُلُّ شَىْ ءٍ خاشِعٌ لَهُ، يا مَنْ كُلُّ شَىْ ءٍ كآئِنٌ لَهُ، يا مَنْ كُلُّ شَىْ ءٍ مَوْجُودٌ بِهِ، يا مَنْ كُلُّ شَىْ ءٍ مُنيبٌ الَيْهِ، يا مَنْ كُلُ شَىْ ءٍ خآئِفٌ مِنْهُ، يا مَنْ كُلُّ شَىْ ءٍ قآئِمٌ بِهِ، يا مَنْ كُلُّ شَىْ ءٍ صآئِرٌ الَيْهِ، يا مَنْ كُلُّ شَىْ ءٍ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ، يا مَنْ كُلُّ شَىْ ءٍ هالِكٌ الَّا وَجْهَهُ (38) يا مَنْ لا مَفَرَّ الَّا الَيْهِ، يا مَنْ لا مَفْزَعَ الَّا الَيْهِ، يا مَنْ لا مَقْصَدَ الَّا الَيْهِ، يا مَنْ لا مَنْجا مِنْهُ الَّا الَيْهِ، يا مَنْ لا يُرْغَبُ الَّا الَيْهِ، يا مَنْ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ الَّا بِهِ، يا مَنْ لا يُسْتَعانُ الَّا بِهِ، يا مَنْ لا يُتَوَكَّلُ الَّا عَلَيْهِ، يامَنْ لا يُرْجى الَّا هُوَ، يا مَنْ لا يُعْبَدُ الَّا هُوَ (39) يا خَيْرَ الْمَرْهُوبينَ، يا خَيْرَ الْمَرْغُوبينَ، يا خَيْرَ الْمَطْلُوبينَ، يا خَيْرَ الْمَسْئُولينَ، يا خَيْرَ الْمَقْصُودينَ، يا خَيْرَ الْمَذْكُورينَ، يا خَيْرَالْمَشْكُورينَ، يا خَيْرَ الْمَحْبُوبينَ، يا خَيْرَ الْمَدْعُوّينَ، يا خَيْرَ الْمُسْتَأْنِسينَ (40) اللهُمَّ انّى اسْئَلُكَ بِاسْمِكَ يا غافِرُ يا ساتِرُ، يا قادِرُ يا قاهِرُ، يا فاطِرُ يا كاسِرُ، يا جابِرُ يا ذاكِرُ، يا ناظِرُ يا ناصِرُ (41) يا مَنْ خَلَقَ فَسَوّى يا مَنْ قَدَّرَ فَهَدى يا مَنْ يَكْشِفُ الْبَلْوى يامَنْ يَسْمَعُ النَّجْوى يا مَنْ يُنْقِذُ الْغَرْقى يا مَنْ يُنْجِى الْهَلْكى يا مَنْ يَشْفِى الْمَرْضى يا مَنْ اضْحَكَ وَابْكى يا مَنْ اماتَ وَاحْيى يا مَنْ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْانْثى (42) يا مَنْ فىِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ سَبيلُهُ، يا

ص: 97

مَنْ فِى الْافاقِ اياتُهُ، يا مَنْ فِى الْاياتِ بُرْهانُهُ، يا مَنْ فِى الْمَماتِ قُدْرَتُهُ، يا مَنْ فِى الْقُبُورِ عِبْرَتُهُ، يا مَنْ فِى الْقِيمَةِ مُلْكُهُ، يا مَنْ فِى الْحِسابِ هَيْبَتُهُ، يا مَنْ فِى الْميزانِ قَضآئُهُ، يا مَنْ فِى الْجَنَّةِ ثَوابُهُ، يا مَنْ فِى النَّارِ عِقابُهُ (43) يا مَنْ الَيْهِ يَهْرَبُ الْخآئِفُونَ، يا مَنْ الَيْهِ يَفْزَعُ الْمُذْنِبُونَ، يا مَنْ الَيْهِ يَقْصِدُ الْمُنيبُونَ، يا مَنْ الَيْهِ يَرْغَبُ الزَّاهِدُونَ، يا مَنْ الَيْهِ يَلْجَأُ الْمُتَحَيِّرُونَ، يا مَنْ بِهِ يَسْتَأْنِسُ الْمُريدُونَ، يا مَنْ بِه يَفْتَخِرُ الْمُحِبُّونَ، يا مَنْ في عَفْوِهِ يَطْمَعُ الْخآطِئُونَ، يامَنْ الَيْهِ يَسْكُنُ الْمُوقِنُونَ، يا مَنْ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ (44) اللهُمَّ انّى اسْئَلُكَ بِاسْمِكَ يا حَبيبُ يا طَبيبُ، يا قَريبُ يا رَقيبُ، يا حَسيبُ يا مُهيبُ، يا مُثيبُ يا مُجيبُ، يا خَبيرُ يا بَصيرُ (45) يا اقَرَبَ مِنْ كُلِّ قَريبٍ، يا احَبَّ مِنْ كُلِّ حَبيبٍ، يا ابْصَرَ مِنْ كُلِّ بَصيرٍ، يا اخْبَرَ مِنْ كُلِّ خَبيرٍ، يا اشْرَفَ مِنْ كُلِّ شَريفٍ، يا ارْفَعَ مِنْ كُلِّ رَفيعٍ، يا اقْوى مِنْ كُلِّ قَوِىٍّ، يا اغْنى مِنْ كُلِّ غَنِىٍّ، يا اجْوَدَ مِنْ كُلِّ جَوادٍ، يا ارْافَ مِنْ كُلِّ رَؤُوفٍ، (46) يا غالِباً غَيْرَ مَغْلُوبٍ، يا صانِعاً غَيْرَ مَصْنُوعٍ، يا خالِقاً غَيْرَ مَخْلُوقٍ، يا مالِكاً غَيْرَ مَمْلُوكٍ، يا قاهِراً غَيْرَ مَقْهُورٍ، يا رافِعاً غَيْرَ مَرْفُوعٍ، يا حافِظاًغَيْرَ مَحْفُوظٍ، يا ناصِراً غَيْرَ مَنْصُورٍ، يا شاهِداً غَيْرَ غآئِبٍ، يا قَريباً غَيْرَ بَعيدٍ (47) يا نُورَالنُّورِ، يا مُنَوِّرَ النُّورِ، يا خالِقَ النُّورِ، يا مُدَبِّرَ النُّورِ، يا مُقَدِّرَ النُّورِ، يا نُورَ كُلِّ نُورٍ، يا نُوراً قَبْلَ كُلِّ نُورٍ، يا نُوراً بَعْدَ كُلِّ نُورٍ، يا نُوراً فَوْقَ كُلِّ نُورٍ، يا نُوراً لَيْسَ كَمِثْلِهِ نُورٌ (48) يامَنْ عَطآئُهُ شَريفٌ، يامَنْ فِعْلُهُ لَطيفٌ، يا مَنْ لُطْفُهُ مُقيمٌ، يا مَنْ احْسانُهُ قَديمٌ، يا مَنْ قَوْلُهُ حَقٌّ، يا مَنْ وَعْدُهُ صِدْقٌ، يا مَنْ عَفْوُهُ فَضْلٌ، يا مَنْ عَذابُهُ عَدْلٌ، يا مَنْ ذِكْرُهُ حُلْوٌ، يا مَنْ فَضْلُهُ عَميمٌ (49) اللهُمَّ انّى اسْئَلُكَ بِاسْمِكَ يا مُسَهِّلُ يا مُفَصِّلُ، يا مُبَدِّلُ يا مُذَلِّلُ، يا مُنَزِّلُ يامُنَوِّلُ، يا مُفْضِلُ يا مُجْزِلُ، يا مُمْهِلُ يا مُجْمِلُ (50) يا مَنْ يَرى وَلا يُرى يا مَنْ يَخْلُقُ وَلا يُخْلَقُ، يا مَنْ يَهْدى

ص: 98

وَلا يُهْدى يا مَنْ يُحْيى وَلا يُحْيى يا مَنْ يَسْئَلُ وَلا يُسْئَلُ، يا مَنْ يُطْعِمُ وَلا يُطْعَمُ، يا مَنْ يُجيرُ وَلا يُجارُ عَلَيْهِ، يا مَنْ يَقْضى وَلا يُقْضى عَلَيْهِ، يا مَنْ يَحْكُمُ وَلا يُحْكَمُ عَلَيْهِ، يا مَنْ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً احَدٌ (51) يا نِعْمَ الْحَسيبُ، يا نِعْمَ الطَّبيبُ، يا نِعْمَ الرَّقيبُ، يا نِعْمَ الْقَريبُ، يا نِعْمَ الْمُجيبُ، يا نِعْمَ الْحَبيبُ، يا نِعْمَ الْكَفيلُ، يا نِعْمَ الَوْكيلُ، يا نِعْمَ الْمَوْلى يا نِعْمَ النَّصيرُ (52) يا سُرُورَ الْعارِفينَ، يا مُنَى الْمُحِبّينَ، يا انيسَ الْمُريدينَ، يا حَبيبَ التَّوَّابينَ، يا رازِقَ الْمُقِلّينَ، يا رَجآءَ الْمُذْنِبينَ، يا قُرَّةَ عَيْنِ الْعابِدينَ، يا مُنَفِّسَ عَنِ الْمَكْرُوبينَ، يا مُفَرِّجَ عَنِ الْمَغْمُومينَ، يا الهَ الْأَوَّلينَ وَالْأخِرينَ (53) اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ بِاسْمِكَ يا رَبَّنا يا الهَنا، يا سَيِّدَنا يا مَوْلينا، يا ناصِرَنا يا حافِظَنا، يا دَليلَنا يا مُعينَنا، يا حَبيبَنا يا طَبيبَنا (54) يا رَبَّ النَّبيّينَ وَالْأَبْرارِ، يا رَبَّ الصِّدّيقينَ وَالْأَخْيارِ، يا رَبَّ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، يا رَبَّ الصِّغارِ وَالْكِبارِ، يا رَبَّ الْحُبُوبِ وَالثِّمارِ، يا رَبَّ الْأَنْهارِ وَالْأَشْجارِ، يا رَبَّ الصَّحارى وَالْقِفارِ، يا رَبَّ الْبَرارى وَالْبِحارِ، يا رَبَّ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ، يا رَبَّ الْأَعْلانِ وَالْأَسْرارِ (55) يا مَنْ نَفَذَ في كُلِّ شَىْ ءٍ امْرُهُ، يا مَنْ لَحِقَ بِكُلِّ شَىْ ءٍ عِلْمُهُ، يا مَنْ بَلَغَتْ الى كُلِّ شَىْ ءٍ قُدْرَتُهُ، يا مَنْ لا تُحْصِى الْعِبادُ نِعَمَهُ، يا مَنْ لا تَبْلُغُ الْخَلائِقُ شُكْرَهُ، يا مَنْ لاتُدْرِكُ الْأَفْهامُ جَلالَهُ، يا مَنْ لا تَنالُ الْأَوْهامُ كُنْهَهُ، يا مَنِ الْعَظَمَةُ وَالْكِبْرِيآءُ رِدآئُهُ، يا مَنْ لاتَرُدُّ الْعِبادُ قَضآئَهُ، يا مَنْ لا مُلْكَ الَّا مُلْكُهُ، يا مَنْ لا عَطآءَ الَّا عَطآئُهُ (56) يا مَنْ لَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلى يا مَنْ لَهُ الصِّفاتُ الْعُلْيا، يا مَنْ لَهُ الْاخِرَةُ وَالْاولى يا مَنْ لَهُ الْجَنَّةُ الْمَاْوى يا مَنْ لَهُ الْاياتُ الْكُبْرى يا مَنْ لَهُ الْأَسْمآءُ الْحُسْنى يا مَنْ لَهُ الْحُكْمُ وَالْقَضآءُ، يا مَنْ لَهُ الْهَوآءُ وَالْفَضآءُ، يا مَنْ لَهُ الْعَرْشُ وَالثَّرى يا مَنْ لَهُ السَّمواتُ الْعُلى (57) اللهُمَّ انّى اسْئَلُكَ بِاسْمِكَ يا عَفُوُّ ياغَفُورُ، يا صَبُورُ يا شَكُورُ، يا رَءُوفُ ياعَطُوفُ، يا

ص: 99

مَسْئُولُ يا وَدُودُ، يا سُبُّوحُ يا قُدُّوسُ (58) يا مَنْ فِى السَّمآءِ عَظَمَتُهُ، يا مَنْ فِى الْأَرْضِ اياتُهُ، يا مَنْ في كُلِّ شَىْ ءٍ دَلائِلُهُ، يا مَنْ فِى الْبِحارِ عَجائِبُهُ، يا مَنْ فِى الْجِبالِ خَزآئِنُهُ، يا مَنْ يَبْدَءُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعيدُهُ، يا مَنْ الَيْهِ يَرْجِعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ، يا مَنْ اظْهَرَ في كُلِّ شَىْ ءٍ لُطْفَهُ، يا مَنْ احْسَنَ كُلَّ شَىْ ءٍ خَلْقَهُ، يا مَنْ تَصَرَّفَ فِى الْخَلائِقِ قُدْرَتُهُ (59) يا حَبيبَ مَنْ لا حَبيبَ لَهُ، يا طَبيبَ مَنْ لاطَبيبَ لَهُ، يا مُجيبَ مَنْ لا مُجيبَ لَهُ، يا شَفيقَ مَنْ لا شَفيقَ لَهُ، يا رَفيقَ مَنْ لا رَفيقَ لَهُ، يا مُغيثَ مَن لا مُغيثَ لَهُ، يا دَليلَ مَنْ لا دَليلَ لَهُ، يا انيسَ مَنْ لا انيسَ لَهُ، يا راحِمَ مَنْ لاراحِمَ لَهُ، يا صاحِبَ مَنْ لا صاحِبَ لَهُ (60) يا كافِىَ مَنِ اسْتَكْفاهُ، يا هادِىَ مَنِ اسْتَهْداهُ، يا كالِئَ مَنِ اسْتَكْلاهُ، يا راعِىَ مَنِ اسْتَرْعاهُ، يا شافِىَ مَنِ اسْتَشْفاهُ، يا قاضِىَ مَنِ اسْتَقْضاهُ، يا مُغْنِىَ مَنِ اسْتَغْناهُ، يا مُوفِىَ مَنِ اسْتَوْفاهُ، يا مُقَوِّىَ مَنِ اسْتَقْواهُ، يا وَلِىَّ مَنِ اسْتَوْلاهُ (61) اللهُمَّ انّى اسْئَلُكَ بِاسْمِكَ يا خالِقُ يا رازِقُ، يا ناطِقُ يا صادِقُ، يا فالِقُ يا فارِقُ، يا فاتِقُ ياراتِقُ، يا سابِقُ يا سامِقُ (62) يا مَنْ يُقَلِّبُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ، يا مَنْ جَعَلَ الظُّلُماتِ وَالْأَنْوارَ، يا مَنْ خَلَقَ الظِّلَّ وَالْحَرُورَ، يا مَنْ سَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ، يا مَنْ قَدَّرَ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ، يا مَنْ خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيوةَ، يا مَنْ لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ، يا مَنْ لَمْ يَتَّخِذْ صاحِبَةً وَلا وَلَداً، يا مَنْ لَيْسَ لَهُ شَريكٌ فِى الْمُلْكِ، يا مَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِىٌّ مِنَ الذُّلِ (63) يا مَنْ يَعْلَمُ مُرادَ الْمُريدينَ، يا مَنْ يَعْلَمُ ضَميرَ الصَّامِتينَ، يا مَنْ يَسْمَعُ انينَ الْواهِنينَ، يا مَنْ يَرى بُكآءَ الْخآئِفينَ، يا مَنْ يَمْلِكُ حَوائِجَ السَّآئِلينَ، يا مَنْ يَقْبَلُ عُذْرَ التَّآئِبينَ، يا مَنْ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدينَ، يا مَنْ لا يُضيعُ اجْرَالْمُحْسِنينَ، يا مَنْ لا يَبْعُدُ عَنْ قُلُوبِ الْعارِفينَ، يا اجْوَدَ الْأَجْودينَ (64) يا دآئِمَ الْبَقآءِ، يا سامِعَ الدُّعآءِ، يا واسِعَ الْعَطآءِ، يا غافِرَ الْخَطآءِ، يا بَديعَ السَّمآءِ، يا حَسَنَ الْبَلاءِ، يا جَميلَ الثَّنآءِ، يا قَديمَ السَّنآءِ، يا كَثيرَ

ص: 100

الْوَفآءِ، يا شَريفَ الْجَزآءِ (65) اللهُمَّ انّى اسْئَلُكَ بِاسْمِكَ يا سَتَّارُ يا غَفَّارُ، يا قَهَّارُ يا جَبَّارُ، يا صَبَّارُ يابآرُّ، يا مُخْتارُ يا فَتَّاحُ، يا نَفَّاحُ يا مُرْتاحُ (66) يا مَنْ خَلَقَنى وَسَوَّانى يا مَنْ رَزَقَنى وَرَبَّانى يا مَنْ اطْعَمَنى وَسَقانى يا مَنْ قَرَّبَنى وَادْنانى يا مَنْ عَصَمَنى وَكَفانى يا مَنْ حَفَظَنى وَكَلانى يا مَنْ اعَزَّنى وَاغْنانى يا مَنْ وَفَّقَنى وَهَدانى يا مَنْ انَسَنى وَآوانى يا مَنْ اماتَنى وَاحْيانى (67) يا مَنْ يُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ، يا مَنْ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ، يا مَنْ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ، يا مَنْ لا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ الَّا بِاذْنِهِ، يا مَنْ هُوَ اعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبيلِهِ، يا مَنْ لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ، يا مَنْ لا رآدَّ لِقَضآئِهِ، يا مَنِ انْقادَ كُلُّ شَىْ ءٍ لِأَمْرِهِ، يا مَنِ السَّمواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمينِهِ، يا مَنْ يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَىْ رَحْمَتِهِ (68) يا مَنْ جَعَلَ الْأَرْضَ مِهاداً، يا مَنْ جَعَلَ الْجِبالَ اوْتاداً، يا مَنْ جَعَلَ الشَّمْسَ سِراجاً، يا مَنْ جَعَلَ الْقَمَرَ نُوراً، يا مَنْ جَعَلَ اللَّيْلَ لِباساً، يا مَنْ جَعَلَ النَّهارَ مَعاشاً، يا مَنْ جَعَلَ النَّوْمَ سُباتاً، يا مَنْ جَعَلَ السَّمآءَ بِنآءً، يا مَنْ جَعَلَ الْأَشْيآءَ ازْواجاً، يا مَنْ جَعَلَ النَّارَ مِرْصاداً (69) اللهُمَّ انّى اسْئَلُكَ بِاسْمِكَ يا سَميعُ يا شَفيعُ، يا رَفيعُ يا مَنيعُ، يا سَريعُ يا بَديعُ، يا كَبيرُ يا قَديرُ، يا خَبيرُ يا مُجيرُ (70) يا حَيّاً قَبْلَ كُلِّ حَىٍّ، يا حَيّاً بَعْدَ كُلِّ حَىٍّ، يا حَىُّ الَّذى لَيْسَ كَمِثْلِهِ حَىٌّ، يا حَىُّ الَّذى لا يُشارِكُهُ حَىٌّ، يا حَىُّ الَّذى لا يَحْتاجُ الى حَىٍّ، يا حَىُّ الَّذى يُميتُ كُلَّ حَىٍّ، يا حَىُّ الَّذى يَرْزُقُ كُلَّ حَىٍّ، ياحَيّاً لَمْ يَرِثِ الْحَيوةَ مِنْ حَىٍّ، يا حَىُّ الَّذى يُحْيِى الْمَوْتى يا حَىُّ يا قَيُّومُ لا تَاْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ (71) يا مَنْ لَهُ ذِكْرٌ لا يُنْسى يا مَنْ لَهُ نُورٌ لا يُطْفى يا مَنْ لَهُ نِعَمٌ لا تُعَدُّ، يا مَنْ لَهُ مُلْكٌ لا يَزُولُ، يا مَنْ لَهُ ثَنآءٌ لا يُحْصى يا مَنْ لَهُ جَلالٌ لا يُكَيَّفُ، يا مَنْ لَهُ كَمالٌ لا يُدْرَكُ، يا مَنْ لَهُ قَضآءٌ لا يُرَدُّ، يا مَنْ لَهُ صِفاتٌ لا تُبَدَّلُ، يا مَنْ لَهُ نُعُوتٌ لا تُغَيَّرُ (72) يا رَبَّ الْعالَمينَ، يا مالِكَ يَوْمِ الدّينِ، يا غايَةَ

ص: 101

الطَّالِبينَ، يا ظَهْرَ اللَّاجينَ، يا مُدْرِكَ الْهارِبينَ، يا مَنْ يُحِبُّ الصَّابِرينَ، يا مَنْ يُحِبُّ التَّوَّابينَ، يا مَنْ يُحِبُّ الْمُتَطَهِّرينَ، يا مَنْ يُحِبُّ الْمُحْسِنينَ، يا مَنْ هُوَ اعْلَمُ بِالْمُهْتَدينَ (73) اللهُمَّ انّى اسْئَلُكَ بِاسْمِكَ يا شَفيقُ يا رَفيقُ، يا حَفيظُ يا مُحيطُ، يا مُقيتُ يا مُغيثُ، يا مُعِزُّ يامُذِلُّ، يا مُبْدِئُ يا مُعيدُ (74) يا مَنْ هُوَ احَدٌ بِلا ضِدٍّ، يا مَنْ هُوَ فَرْدٌ بِلا نِدٍّ، يا مَنْ هُوَ صَمَدٌ بِلا عَيْبٍ، يا مَنْ هُوَ وِتْرٌ بِلا كَيْفٍ، يا مَنْ هُوَ قاضٍ بِلا حَيْفٍ، يا مَنْ هُوَ رَبٌّ بِلا وَزيرٍ، يا مَنْ هُوَ عَزيزٌ بِلا ذُلٍّ، يا مَنْ هُوَ غَنِىٌّ بِلافَقْرٍ، يا مَنْ هُوَ مَلِكٌ بِلا عَزْلٍ، يا مَنْ هُوَ مَوْصُوفٌ بِلا شَبيهٍ (75) يا مَنْ ذِكْرُهُ شَرَفٌ لِلذَّاكِرينَ، يا مَنْ شُكْرُهُ فَوْزٌ لِلشَّاكِرينَ، يا مَنْ حَمْدُهُ عِزٌّ لِلْحامِدينَ، يا مَنْ طاعَتُهُ نَجاةٌ لِلْمُطيعينَ، يا مَنْ بابُهُ مَفْتُوحٌ لِلطَّالِبينَ، يا مَنْ سَبيلُهُ واضِحٌ لِلْمُنيبينَ، يا مَنْ اياتُهُ بُرْهانٌ لِلنَّاظِرينَ، يا مَنْ كِتابُهُ تَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقينَ، يا مَنْ رِزْقُهُ عُمُومٌ لِلطَّآئِعينَ وَالْعاصينَ، يا مَنْ رَحْمَتُهُ قَريبٌ مِنَ الْمُحْسِنينَ (76) يا مَنْ تَبارَكَ اسْمُهُ، يا مَنْ تَعالى جَدُّهُ، يا مَنْ لا الهَ غَيْرُهُ، يا مَنْ جَلَّ ثَنآئُهُ، يا مَنْ تَقَدَّسَتْ اسْمآئُهُ، يا مَنْ يَدُومُ بَقآئُهُ، يا مَنِ الْعَظَمَةُ بَهآئُهُ، يا مَنِ الْكِبْرِيآءُ رِدآئُهُ، يا مَنْ لا تُحْصى الائُهُ، يا مَنْ لا تُعَدُّ نَعْمآئُهُ (77) اللهُمَّ انّى اسْئَلُكَ بِاسْمِكَ يا مُعينُ يا امينُ، يا مُبينُ يا مَتينُ، يا مَكينُ يا رَشيدُ، يا حَميدُ يا مَجيدُ، يا شَديدُ ياشَهيدُ (78) يا ذَاالْعَرْشِ الْمَجيدِ، يا ذَا الْقَوْلِ السَّديدِ، يا ذَا الْفِعْلِ الرَّشيدِ، يا ذَا الْبَطْشِ الشَّديدِ، ياذَا الْوَعْدِ وَالْوَعيدِ، يا مَنْ هُوَ الْوَلِىُّ الْحَميدُ، يا مَنْ هُوَ فَعَّالٌ لِما يُريدُ، يا مَنْ هُوَ قَريبٌ غَيْرُ بَعيدٍ، يا مَنْ هُوَ عَلى كُلِّ شَىْ ءٍ شَهيدٌ، يا مَنْ هُوَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبيدِ (79) يا مَنْ لا شَريكَ لَهُ وَلا وَزيرَ، يا مَنْ لا شَبيهَ لَهُ وَلا نَظيرَ، يا خالِقَ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ الْمُنيرِ، يا مُغْنِىَ الْبآئِسِ الْفَقيرِ، يا رازِقَ الْطِّفْلِ الصَّغيرِ، يا راحِمَ الشَّيْخِ الْكَبيرِ، يا جابِرَ الْعَظْمِ الْكَسيرِ، يا عِصْمَةَ الْخآئِفِ الْمُسْتَجيرِ، يا

ص: 102

مَنْ هُوَ بِعِبادِهِ خَبيرٌ بَصيرٌ، يا مَنْ هُوَ عَلى كُلِّ شَىْ ءٍ قَديرٌ (80) يا ذَا الْجُودِ وَالنِّعَمِ، يا ذَا الْفَضْلِ وَالْكَرَمِ، يا خالِقَ اللَّوْحِ وَالْقَلَمِ، يا بارِئَ الذَّرِّ وَالنَّسَمِ، يا ذَا الْبَأْسِ وَالنِّقَمِ، يا مُلْهِمَ الْعَرَبِ وَالْعَجَمِ، يا كاشِفَ الضُّرِّ وَالْأَلَمِ، يا عالِمَ السِّرِّ وَالْهِمَمِ، يارَبَّ الْبَيْتِ وَالْحَرَمِ، يا مَنْ خَلَقَ الْأَشيآءَ مِنَ الْعَدَمِ (81) اللهُمَّ انّى اسْئَلُكَ بِاسْمِكَ يا فاعِلُ يا جاعِلُ، يا قابِلُ يا كامِلُ، يا فاصِلُ يا واصِلُ، يا عادِلُ ياغالِبُ، يا طالِبُ يا واهِبُ (82) يا مَنْ انْعَمَ بِطَوْلِهِ، يا مَنْ اكْرَمَ بِجُودِهِ، يا مَنْ جادَ بِلُطْفِهِ، يا مَنْ تَعَزَّزَ بِقُدْرَتِهِ، يا مَنْ قَدَّرَ بِحِكْمَتِهِ، يا مَنْ حَكَمَ بِتَدْبيرِهِ، يا مَنْ دَبَّرَ بِعِلْمِهِ، يا مَنْ تَجاوَزَ بِحِلْمِهِ، يا مَنْ دَنى في عُلُوِّهِ، يا مَنْ عَلا في دُنُوِّهِ (83) يا مَنْ يَخْلُقُ ما يَشآءُ، يا مَنْ يَفْعَلُ ما يَشآءُ، يا مَنْ يَهْدى مَنْ يَشآءُ، يا مَنْ يُضِلُّ مَنْ يَشآءُ، يا مَنْ يُعَذِّبُ مَنْ يَشآءُ، يا مَنْ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشآءُ، يا مَنْ يُعِزُّ مَنْ يَشآءُ، يا مَنْ يُذِلُّ مَنْ يَشآءُ، يا مَنْ يُصَوِّرُ فِى الْأَرْحامِ ما يَشآءُ، يا مَنْ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشآءُ (84) يا مَنْ لَمْ يَتَّخِذْ صاحِبَةً وَلا وَلَداً، يا مَنْ جَعَلَ لِكُلِّ شَىْ ءٍ قَدْراً، يا مَنْ لا يُشْرِكُ في حُكْمِهِ احَداً، يا مَنْ جَعَلَ الْمَلائِكَةَ رُسُلًا، يا مَنْ جَعَلَ فِى السَّمآءِ بُرُوجاً، يا مَنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَراراً، يا مَنْ خَلَقَ مِنَ الْمآءِ بَشَراً، يا مَنْ جَعَلَ لِكُلِّ شَىْ ءٍ امَداً، يا مَنْ احاطَ بِكُلِّ شَىْ ءٍ عِلْماً، يا مَنْ احْصى كُلَّ شَىْ ءٍ عَدَداً (85) اللهُمَّ انّى اسْئَلُكَ بِاسْمِكَ يا اوَّلُ يا اخِرُ، يا ظاهِرُ يا باطِنُ، يا بَرُّ يا حَقُّ، يا فَرْدُ يا وِتْرُ، يا صَمَدُ يا سَرْمَدُ (86) يا خَيْرَ مَعْرُوفٍ عُرِفَ، يا افْضَلَ مَعْبُودٍ عُبِدَ، يا اجَلَّ مَشْكُورٍ شُكِرَ، يا اعَزَّ مَذْكُورٍ ذُكِرَ، يا اعْلى مَحْمُودٍ حُمِدَ، يا اقْدَمَ مَوْجُودٍ طُلِبَ، يا ارْفَعَ مَوْصُوفٍ وُصِفَ، يا اكْبَرَ مَقْصُودٍ قُصِدَ، يا اكْرَمَ مَسْئُولٍ سُئِلَ، يا اشْرَفَ مَحْبُوبٍ عُلِمَ (87) يا حَبيبَ الْباكينَ، يا سَيِّدَ الْمُتَوَكِّلينَ، يا هادِىَ الْمُضِلّينَ، يا وَلِىَّ الْمُؤْمِنينَ، يا انيسَ الذَّاكِرينَ، يا مَفْزَعَ الْمَلْهُوفينَ، يا مُنْجِىَ الصَّادِقينَ، يا اقْدَرَ الْقادِرينَ، يا

ص: 103

اعْلَمَ الْعالِمينَ، يا الهَ الْخَلْقِ اجْمَعينَ (88) يا مَنْ عَلا فَقَهَرَ، يا مَنْ مَلَكَ فَقَدَرَ، يا مَنْ بَطَنَ فَخَبَرَ، يا مَنْ عُبِدَ فَشَكَرَ، يا مَنْ عُصِىَ فَغَفَرَ، يا مَنْ لا تَحْويهِ الْفِكَرُ، يا مَنْ لا يُدْرِكُهُ بَصَرٌ، يا مَنْ لا يَخْفى عَلَيْهِ اثَرٌ، يا رازِقَ الْبَشَرِ، يا مُقَدِّرَ كُلِّ قَدَرٍ (89) اللهُمَّ انّى اسْئَلُكَ بِاسْمِكَ يا حافِظُ يا بارِئُ، يا ذارِئُ يا باذِخُ، يا فارِجُ يا فاتِحُ، يا كاشِفُ يا ضامِنُ، يا امِرُ يا ناهى (90) يامَنْ لا يَعْلَمُ الْغَيْبَ الَّا هُوَ، يا مَنْ لا يَصْرِفُ السُّوءَ الَّا هُوَ، يا مَنْ لايَخْلُقُ الْخَلْقَ الَّا هُوَ، يا مَنْ لايَغْفِرُ الذَّنْبَ الَّا هُوَ، يامَنْ لا يُتِمُّ النِّعْمَةَ الَّا هُوَ، يا مَنْ لا يُقَلِّبُ الْقُلُوبَ الَّا هُوَ، يا مَنْ لا يُدَبِّرُ الْأَمْرَ الَّا هُوَ، يا مَنْ لايُنَزِّلُ الْغَيْثَ الَّا هُوَ، يا مَنْ لا يَبْسُطُ الرِّزْقَ الَّا هُوَ، يا مَنْ لايُحْيِى الْمَوْتى الَّا هُوَ (91) يا مُعينَ الضُّعَفآءِ، يا صاحِبَ الْغُرَبآءِ، يا ناصِرَ الْأَوْلِيآءِ، يا قاهِرَ الْأَعْدآءِ، يا رافِعَ السَّمآءِ، يا انيسَ الْأَصْفِيآءِ، يا حَبيبَ الْأَتْقِيآءِ، يا كَنْزَ الْفُقَرآءِ، يا الهَ الْأَغْنِيآءِ، يا اكْرَمَ الْكُرَمآءِ (92) يا كافِياً مِنْ كُلِّ شَىْ ءٍ، يا قآئِماً عَلى كُلِّ شَىْ ءٍ، يا مَنْ لا يُشْبِهُهُ شَىْ ءٌ، يا مَنْ لا يَزيدُ في مُلْكِهِ شَىْ ءٌ، يا مَنْ لا يَخْفى عَلَيْهِ شَىْ ءٌ، يا مَنْ لا يَنْقُصُ مِنْ خَزآئِنِهِ شَىْ ءٌ، يا مَنْ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْ ءٌ، يا مَنْ لا يَعْزُبُ عَنْ عِلْمِهِ شَىْ ءٌ، يا مَنْ هُوَ خَبيرٌ بِكُلِّ شَىْ ءٍ، يا مَنْ وَسِعَتْ رَحْمَتُهُ كُلَّ شَىْ ءٍ (93) اللهُمَّ انّى اسْئَلُكَ بِاسْمِكَ يا مُكْرِمُ يا مُطْعِمُ، يا مُنْعِمُ يا مُعْطى يا مُغْنى يا مُقْنى يا مُفْنى يا مُحْيى يا مُرْضى يامُنْجى (94) يا اوَّلَ كُلِّ شَىْ ءٍ وَآخِرَهُ، يا الهَ كُلِّ شَىْ ءٍ وَمَليكَهُ، يا رَبَّ كُلِّ شَىْ ءٍ وَصانِعَهُ، يا بارِئَ كُلِّ شَىْ ءٍ وَخالِقَهُ، يا قابِضَ كُلِّ شَىْ ءٍ وَباسِطَهُ، يا مُبْدِئَ كُلِ شَىْ ءٍ وَمُعيدَهُ، يا مُنْشِئَ كُلِّ شَىْ ءٍ وَمُقَدِّرَهُ، يا مُكَوِّنَ كُلِّ شَىْ ءٍ وَمُحَوِّلَهُ، يا مُحْيِىَ كُلِّ شَىْ ءٍ وَمُميتَهُ، يا خالِقَ كُلِّ شَىْ ءٍ وَوارِثَهُ (95) يا خَيْرَ ذاكِرٍ وَمَذْكُورٍ، يا خَيْرَ شاكِرٍ وَمَشْكُورٍ، يا خَيْرَ حامِدٍ وَمَحْمُودٍ، يا خَيْرَ شاهِدٍ وَمَشْهُودٍ، يا خَيْرَ داعٍ وَمَدْعُوٍّ، يا خَيْرَ مُجيبٍ وَمُجابٍ، يا

ص: 104

خَيْرَ مُونِسٍ وَانيسٍ، يا خَيْرَ صاحِبٍ وَجَليسٍ، يا خَيْرَ مَقْصُودٍ وَمَطْلُوبٍ، يا خَيْرَ حَبيبٍ وَمَحْبُوبٍ (96) يا مَنْ هُوَ لِمَنْ دَعاهُ مُجيبٌ، يا مَنْ هُوَ لِمَنْ اطاعَهُ حَبيبٌ، يا مَنْ هُوَ الى مَنْ احَبَّهُ قَريبٌ، يا مَنْ هُوَ بِمَنِ اسْتَحْفَظَهُ رَقيبٌ، يا مَنْ هُوَ بِمَنْ رَجاهُ كَريمٌ، يا مَنْ هُوَ بِمَنْ عَصاهُ حَليمٌ، يا مَنْ هُوَ في عَظَمَتِهِ رَحيمٌ، يا مَنْ هُوَ في حِكْمَتِهِ عَظيمٌ، يا مَنْ هُوَ في احْسانِهِ قَديمٌ، يا مَنْ هُوَ بِمَنْ ارادَهُ عَليمٌ (97) اللهُمَّ انّى اسْئَلُكَ بِاسْمِكَ يامُسَبِّبُ يا مُرَغِّبُ، يا مُقَلِّبُ يا مُعَقِّبُ، يا مُرَتِّبُ يا مُخَوِّفُ، يا مُحَذِّرُ يا مُذَكِّرُ، يا مُسَخِّرُيا مُغَيِّرُ (98) يا مَنْ عِلْمُهُ سابِقٌ، يا مَنْ وَعْدُهُ صادِقٌ، يا مَنْ لُطْفُهُ ظاهِرٌ، يا مَنْ امْرُهُ غالِبٌ، يا مَنْ كِتابُهُ مُحْكَمٌ، يا مَنْ قَضآئُهُ كائِنٌ، يا مَنْ قُرْآنُهُ مَجيدٌ، يا مَنْ مُلْكُهُ قَديمٌ، يا مَنْ فَضْلُهُ عَميمٌ، يا مَنْ عَرْشُهُ عَظيمٌ (99) يا مَنْ لايَشْغَلُهُ سَمْعٌ عَنْ سَمْعٍ، يا مَنْ لا يَمْنَعُهُ فِعْلٌ عَنْ فِعْلٍ، يا مَنْ لا يُلْهيهِ قَوْلٌ عَنْ قَوْلٍ، يا مَنْ لا يُغَلِّطُهُ سُؤالٌ عَنْ سُؤالٍ، يا مَنْ لا يَحْجُبُهُ شَىْ ءٌ عَنْ شَىْ ءٍ، يا مَنْ لا يُبْرِمُهُ الْحاحُ الْمُلِحّينَ، يا مَنْ هُوَ غايَةُ مُرادِ الْمُريدينَ، يا مَنْ هُوَ مُنْتَهى هِمَمِ الْعارِفينَ، يا مَنْ هُوَ مُنْتَهى طَلَبِ الطَّالِبينَ، يا مَنْ لا يَخْفى عَلَيْهِ ذَرَّةٌ فِى الْعالَمينَ (100) يا حَليماً لا يَعْجَلُ، يا جَواداً لا يَبْخَلُ، يا صادِقاً لا يُخْلِفُ، يا وَهَّاباً لا يَمَلُّ، يا قاهِراً لا يُغْلَبُ، يا عَظيماً لا يُوصَفُ، يا عَدْلًا لا يَحيفُ، يا غَنِيّاً لا يَفْتَقِرُ، يا كَبيراً لا يَصْغُرُ، يا حافِظاً لا يَغْفُلُ، سُبْحانَكَ يا لا الهَ الَّا انْتَ، الْغَوْثَ، الْغَوْثَ، خَلِّصْنا مِنَ النَّارِ يا رَبّ.

-*-*-*-

ص: 105

دعاء الجوشن الصغير

(1) ورد هذا الدعاء في مختلف الكتب (2) وله شأن رفيع ومنزلة عظيمة مفيد في البلاء ودفع الظالم.

جاء في كتاب مهج الدعوات: لما همّ موسى بن المهدي العباسي بقتل الإمام الكاظم عليه السلام وبلغ شيعته وأهل بيته الخبر، اغتمّوا، فقال عليه السلام: «

لِيُفْرِخْ رَوْعُكُم أنَّهُ لا يَرِدُ أوَّلُ كِتابٍ مِنَ العِراقِ إلّا بِمَوْتِ مُوسى بنِ المَهْدِيِّ وهَلَاكِه

». فقال: وما ذاك؟ فقال عليه السلام: «

سَنَح لي جَدِّي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه و آله في مَنامِي فَشَكَوْتُ إلَيهِ مُوسى بنَ المَهْدِيّ. فقال لي: لِتَطُبْ نَفْسُك، قَدْ أهْلَكَ اللَّهُ آنِفاً عَدوَّكَ فَلْتُحْسِنْ للَّهِ شُكْرَك

». فاستقبل عليه السلام القبلة وقرأ هذا الدعاء، طبق نقل «البلد الأمين».

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ

الهى كَمْ مِنْ عَدُوٍّ انْتَضى عَلَىَّ سَيفَ عَداوَتِهِ، وَشَحَذَ لى ظُبَةَ مِدْيَتِهِ، وَارْهَفَ لى شَباحَدِّهِ، وَدافَ لى قَواتِلَ سُمُومِهِ، وَسَدَّدَ الَىَّ صَوائِبَ سِهامِهِ، وَلَمْ تَنَمْ عَنّى عَيْنُ حِراسَتِهِ، وَاضْمَرَ انْ يَسُومَنِى الْمَكْرُوهَ، وَيُجَرِّعَنى ذُعافَ مَرارَتِهِ، نَظَرْتَ الى ضَعْفى عَنِ احْتِمالِ الْفَوادِحِ، وَعَجْزى عَنِ الْإِنْتِصارِ مِمَّنْ قَصَدَنى بِمُحارَبَتِهِ، وَوَحْدَتى فى كَثيرٍ مِمَّنْ ناوانى وَارْصادِهِمْ لى فيما لَمْ اعْمِلْ فيهِ فِكْرى في الْإِرْصادِ لَهُمْ بِمِثْلِهِ، فَايَّدْتَنى بِقُوَّتِكَ، وَشَدَدْتَ ازْرى بِنُصْرَتِكَ، وفَلَلْتَ لى شَباحَدِّهِ، وَخَذَلْتَهُ بَعْدَ جَمْعِ عَديدِهِ وَحَشْدِهِ، واعْلَيْتَ كَعْبى عَلَيْهِ، وَوَجَّهْتَ ما سَدَّدَ الَىَّ مِنْ مَكائِدِهِ الَيْهِ، وَرَدَدْتَهُ عَلَيْهِ، وَلَمْ تَشْفِ غَليلَهُ، وَلَمْ تَبْرُدْ حَزازاتُ غَيْظِهِ، وَقَدْ عَضَّ عَلَىَّ انامِلَهُ، وَادْبَرَ مُوَلِّياً قَدْ اخْفَقَتْ سَراياهُ، فَلَكَ الْحَمْدُ يا رَبِّ مِنْ مُقْتَدِرٍ لا يُغْلَبُ، وَذى اناةٍ لا يَعْجَلُ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاجْعَلْنى


1- سمي بالجوشن لأنّه حرز من الأعداء، ووصف بالصغير لأنّه أقصر من سابقه.
2- البلد الأمين: ص 326؛ مهج الدعوات: ص 219 ورواه العلّامة المجلسي من هذه الكتب في بحار الأنوار( مع اختلاف في النقل) بحار الأنوار: ج 91، ص 320 و ج 92، ص 180 و 225.

ص: 106

لِنَعْمآئِكَ مِنَ الشَّاكِرينَ، وَلِالائِكَ مِنَ الذَّاكِرينَ، الهى وَكَمْ مِنْ باغٍ بَغانى بِمَكايِدِهِ، وَنَصَبَ لى اشْراكَ مَصايِدِهِ، وَوَكَّلَ بى تَفَقُّدَ رِعايَتِهِ، وَضَبَأَ الَىَّ ضَبْ ءِ السَّبُعِ لِطَريدَتِهِ، انْتِظاراً لِانْتِهازِ فُرْصَتِهِ، وَهُوَ يُظْهِرُبَشاشَةَ الْمَلَقِ، وَيَبْسُطُ لى وَجْهاً غَيْرَ طَلِقٍ، فَلَمَّا رَايْتَ دَغَلَ سَريرَتِهِ، وَقُبْحَ مَا انْطَوى عَلَيْهِ لِشَريكِهِ في مِلَّتِهِ، واصْبَحَ مُجْلِباً لى في بَغْيِهِ، ارْكَسْتَهُ لِأُمِّ رَاْسِهِ، واتَيْتَ بُنْيانَهُ مِنْ اساسِهِ، فَصَرَعْتَهُ في زُبْيَتِهِ، وَارْدَيْتَهُ في مَهْوى حُفْرَتِهِ، وَجَعَلْتَ خَدَّهُ طَبَقاً لِتُرابِ رِجْلِهِ، وَشَغَلْتَهُ في بَدَنِهِ وَرِزْقِهِ، وَرَمَيْتَهُ بِحَجَرِهِ، وَخَنَقْتَهُ بِوَتَرِهِ، وَذَكَّيْتَهُ بِمَشاقِصِهِ، وَكَبَبْتَهُ لِمَنْخَرِهِ، وَرَدَدْتَ كَيْدَهُ في نَحْرِهِ، وَوَثَقْتَهُ بِنَدامَتِهِ، وَفَثَأتَهُ بِحَسْرَتِهِ، فَاسْتَخْذَأَ وَاسْتَخْذَلَ وَتَضآئَلَ بَعْدَ نَخْوَتِهِ، وانْقَمَعَ بَعْدَ اسْتِطالَتِهِ، ذَليلًا مَاْسُوراً في رِبْقِ حِبائِلِهِ، الَّتى كانَ يُؤَمِّلُ انْ يَرانى فيها يَوْمَ سَطْوَتِهِ، وَقَدْ كِدْتُ يا رَبِّ لَوْلا رَحْمَتُكَ انْ يَحُلَّ بى ما حَلَّ بِساحَتِهِ، فَلَكَ الْحَمْدُ يا رَبِّ مِنْ مُقْتَدِرٍ لا يُغْلَبُ، وَذى اناةٍ لا يَعْجَلُ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاجْعَلنى لِنَعْمآئِكَ مِنَ الشَّاكِرينَ، ولِالائِكَ مِنَ الذَّاكِرينَ، الهى وَكَمْ مِنْ حاسِدٍ شَرِقَ بِحَسَدِهِ، وَعَدُوٍّ شَجِىَ بِغَيْظِهِ، وَسَلَقَنى بِحَدِّلِسانِهِ، وَوَخَزَنى بِمُوقِ عَيْنِهِ، وَجَعَلَ عِرْضى غَرَضاً لِمراميهِ، وَقَلَّدَنى خِلالًا لَمْ تَزَلْ فِيهِ، فَنادَيْتُكَ يا رَبِّ مُسْتَجيراً بِكَ، واثِقاً بِسُرْعَةِ اجابَتِكَ، مُتَوَكِّلًا عَلى ما لَمْ ازَلْ اتَعَرَّفُهُ مِنْ حُسْنِ دِفاعِكَ، عالِماً انَّهُ لا يُضْطَهَدُ مَنْ آوى الى ظِلِّ كَنَفِكَ وَكِفائَتِكَ، واعْتَضَدَ بِوِلايَتِكَ، وَلَنْ تَقْرَعَ الْحَوادِثُ مَنْ لَجَأَ الى مَعْقِلِ الْإِنْتِصارِ بِكَ، فَحَصَّنْتَنى مِنْ باْسِهِ بِقُدْرَتِكَ، فَلَكَ الْحْمدُ يا رَبِّ مِنْ مُقْتَدِرٍ لا يُغْلَبُ، وَذى اناةٍ لا يَعْجَلُ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، واجْعَلْنى لِنَعْمآئِكَ مِنَ الشَّاكِرينَ، وَلِألائِكَ مِنَ الذَّاكِرينَ، الهى وَكَمْ مِنْ سَحايِبِ مَكْرُوهٍ جَلَّيْتَها، وَسَمآءِ نِعْمَةٍ امْطَرْتَها، وَجَداوِلِ كَرامَةٍ اجْرَيْتَها، واعْيُنِ احْداثٍ

ص: 107

طَمَسْتَها، وَناشِيَةِ رَحْمَةٍ نَشَرْتَهَا، وَجُنَّةِ عافِيَةٍ الْبَسْتَها، وَغَوامِرِ كُرُباتٍ كَشَفْتَها، وامُورٍ جارِيَةٍ قَدَّرْتَها، لَمْ تُعْجِزْكَ اذْ طَلَبْتَها، وَلَمْ تَمْتَنِعْ عَلَيْكَ اذْ ارَدْتَهَا، فَلَكَ الْحَمْدُ يا رَبِّ مِنْ مُقْتَدِرٍ لا يُغْلَبُ، وَذى اناةٍ لا يَعْجَلُ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاْجَعْلنى لِنَعْمآئِكَ مِنَ الشَّاكِرينَ، وَلِألائِكَ مِنَ الذَّاكِرينَ، الهى وكَمْ مِنْ ظَنٍّ حَسَنٍ حَقَّقْتَ، وَمِنْ كَسْرِ امْلاقٍ جَبَرْتَ، وَمِنْ مَسْكَنَةٍ فادِحَةٍ حَوَّلْتَ، وَمِنْ صَرْعَةٍ مُهْلِكَةٍ نَعَشْتَ، وَمِنْ مَشَقَّةٍ ارَحْتَ، لاتُسْئَلُ عَمَّا تَفْعَلُ وَهُمْ يُسْئَلُونَ، وَلايَنْقُصُكَ يا سَيِّدى ما انْفَقْتَ، وَلَقَدْ سُئِلْتَ فَاعْطَيْتَ، وَلَمْ تُسْئَلْ فابْتَدَاْتَ، وَاسْتُميحَ بابُ فَضْلِكَ فَما اكْدَيْتَ، ابَيْتَ الَّا انْعاماً وَامْتِناناً، وَالَّا تَطَوُّلًا يا رَبِّ وَاحْساناً، وابَيْتُ الَّا انْتِهاكاً لِحُرُماتِكَ، وَاجْتِرآءً عَلى مَعاصِيكَ، وَتَعَدِّياً لِحُدُودِكَ، وَغَفْلَةً عَنْ وَعيدِكَ، وَطاعَةً لِعَدُوّى وَعَدُوِّكَ، لَمْ يَمْنَعْكَ يا الهى وناصِرى اخْلالى بِالشُّكْرِ عَنْ اتْمامِ احْسانِكَ، وَلَا حَجَزَنى ذلِكَ عَنِ ارْتِكابِ مَساخِطِكَ، اللهُمَّ وَهذا مَقامُ عَبْدٍ ذَليلٍ اعْتَرَفَ لَكَ بِالتَّوْحيدِ، وَاقَرَّ عَلى نَفْسِهِ بِالتَّقْصيرِ في ادآءِ حَقِّكَ، وَشَهِدَ لَكَ بِسُبُوغِ نِعْمَتِكَ عَلَيْهِ، وَجَميلِ عادَتِكَ عِنْدَهُ، واحْسانِكَ الَيْهِ، فَهَبْ لى يا الهى وَسَيِّدِى مِنْ فَضْلِكَ ما اريدُهُ سَبَباً الى رَحْمَتِكَ، واتَّخِذُهُ سُلَّماً اعْرُجُ فيهِ الى مَرْضاتِكَ، وَ امَنُ بِهِ مِنْ سَخَطِكَ، بِعِزَّتِكَ وَطَوْلِكَ، وَبِحَقِّ نَبِيِّكَ مَحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَالْأَئِمَّةِ عَلَيْهِمُ السَّلامُ، فَلَكَ الْحَمْدُ يا رَبِّ مِنْ مُقْتَدِرٍ لايُغْلَبُ، وَذى اناةٍ لا يَعْجَلُ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاجْعَلْنى لِنَعْمآئِكَ مِنَ الشَّاكِرينَ، وَلِألائِكَ مِنَ الذَّاكِرينَ، الهى وَكَمْ مِنْ عَبْدٍ امْسى وَاصْبَحَ في كَرْبِ الْمَوْتِ، وَحَشْرَجَةِ الصَّدْرِ، وَالنَّظَرِ الى ما تَقْشَعِرُّ مِنْهُ الْجُلُودُ، وَتَفْزَعُ لَهُ الْقُلُوبُ، وانَا في عافِيَةٍ مِنْ ذلِكَ كُلِّهِ، فَلَكَ الْحَمْدُ يا رَبِّ مِنْ مُقْتَدِرٍ لا يُغْلَبُ، وَذى اناةٍ لايَعْجَلُ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاجْعَلْنى لِنَعمآئِكَ مِنَ

ص: 108

الشَّاكِرينَ، وَلِألائِكَ مِنَ الذَّاكِرينَ، الهى وَكَمْ مِنْ عَبْدٍ امْسى وَاصْبَحَ سَقِيماً مُوجِعاً مُدْنَفاً، في انينٍ وَعَويلٍ، يَتَقَلَّبُ في غَمِّهِ لا يَجِدُ مَحيصاً، وَلا يُسيغُ طَعاماً وَلا شَراباً، وَا نَا في صِحَّةٍ مِنَ الْبَدَنِ، وَسَلامَةٍ فِى النَّفْسِ مِنَ الْعَيْشِ، كُلُّ ذلِكَ مِنْكَ، فَلَكَ الْحَمْدُ يا رَبِّ مِنْ مُقْتَدِرٍ لايُغْلَبُ، وَذى اناةٍ لا يَعْجَلُ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، واجْعَلْنى لِنَعْمآئِكَ مِنَ الشَّاكِرينَ، وَلِألائِكَ مِنَ الذَّاكِرينَ، الهى وَكَمْ مِنْ عَبْدٍ امْسى وَاصْبَحَ خآئِفاً مَرْعُوباً، مُسَهَّداً مُشْفِقاً، وَحيداً وَجِلًا، هارِباً طَريداً، مُنْحَجِزاً في مَضيقٍ، اوْ مَخْبَاةٍ مِنَ الْمَخابِئِ، قَدْ ضاقَتْ عَلَيْهِ الْأرْضُ بِرُحْبِها، لايَجِدُ حيلَةً وَلا مَنْجى وَلامَأْوى وَانَا في امْنٍ وَطُمَاْنينَةٍ، وَعافِيَةٍ مِنْ ذلِكَ كُلِّهِ، فَلَكَ الْحَمْدُ يا رَبِّ مِنْ مُقْتَدرٍلا يُغْلَبُ، وَذى اناةٍ لايَعْجَلُ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاْجعَلْنى لِنَعْمآئِكَ مِنَ الشَّاكِرينَ، وَلِألائِكَ مِنَ الذَّاكِرينَ، الهى وَسَيِّدى وَكَمْ مِنْ عَبْدٍامْسى وَاصْبَحَ مَغْلُولًا مُكَبَّلًا فِى الْحَديدِ بِايْدِى الْعُداةِ لا يَرْحَمُونَهُ، فَقيداً مِنْ اهْلِهِ وَوَلَدِهِ، مُنْقَطِعاًعَنْ اخْوانِهِ وَبَلَدهِ، يَتَوَقَّعُ كُلَّ ساعَةٍ بِاىِّ قِتْلَةٍ يُقْتَلُ وَبِاىِّ مُثْلَةٍ يُمَثَّلُ بِهِ، وَانَا فى عافِيَةٍ مِنْ ذلِكَ كُلِّهِ، فَلَكَ الْحَمْدُ يا رَبِّ مِنْ مُقْتَدرٍ لا يُغْلَبُ، وَذى اناةٍ لا يَعْجَلُ، صَلِ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاجْعَلْنى لِنَعْمآئِكَ مِنَ الشَّاكِرينَ، وَلِألائِكَ مِنَ الذَّاكِرينَ، الهى وَسَيِّدى وَكَمْ مِنْ عَبْدٍامْسى وَاصْبَحَ يُقاسِى الْحَرْبَ، وَمُباشَرَةَ الْقِتالِ بِنَفْسِهِ، قَدْ غَشِيَتْهُ الْأعْدآءُ مِنْ كُلِّ جانِبٍ بِالسُّيُوفِ وَالرِّماحِ وَآلَةِ الْحَرْبِ، يَتَقَعْقَعُ فِى الْحَديدِقَدْ بَلَغَ مَجْهُودَهُ، لا يَعْرِفُ حيلَةً وَلا يَجِدُ مَهْرَباً، قَدْ ادْنِفَ بِالْجِراحاتِ، اوْ مُتَشَحِّطاً بِدَمِهِ تَحْتَ السَّنابِكِ وَالْأَرْجُلِ، يَتَمَنّى شَرْبَةً مِنْ مآءٍ، اوْ نَظْرَةً الى اهْلِهِ وَوَلَدِهِ، وَلا يَقْدِرُ عَلَيْها، قَدْ شَرَبَتِ الْأرْضُ مِنْ دَمِهِ، وَاكَلَتِ السِّباعُ وَالطَّيْرُ مِنْ لَحْمِهِ، وَانَا في عافِيَةٍ مِنْ ذلِكَ كُلِّهِ، فَلَكَ الْحَمْدُ يا رَبِّ مِنْ مُقْتَدِرٍ لايُغْلَبُ، وَذى اناةٍ لا

ص: 109

يَعْجَلُ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاْجَعَلْنى لِنَعْمآئِكَ مِنَ الشَّاكِرينَ، وَلِألائِكَ مِنَ الذَّاكِرينَ، الهى وَكَمْ مِنْ عَبْدٍ امْسى وَاصْبَحَ في ظُلُماتِ الْبِحارِ، وَعَواصِفِ الرِّياحِ الْأَهْوالِ وَالْأمْواجِ، يَتَوقَّعُ الْغَرَقَ وَالْهَلاكَ، لا يَقْدِرُ عَلى حيلَةٍ، اوْ مُبْتَلىً بِصاعِقَةٍ اوْ هَدْمٍ اوْ حَرْقٍ، اوْ شَرْقٍ اوْ خَسْفٍ، اوْ مَسْخٍ اوْ قَذْفٍ، وَانَا في عافِيَةٍ مِنْ ذلِكَ كُلِّهِ، فَلَكَ الْحَمْدُ يا رَبِّ مِنْ مُقْتَدِرٍ لا يُغْلَبُ، وَذى اناةٍ لا يَعْجَلُ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاجْعَلْنى لِنَعْمآئِكَ مِنَ الشَّاكِرينَ، وَلِألائِكَ مِنَ الذَّاكِرينَ، الهى وكَمْ مِنْ عَبْدٍ امْسى واصْبَحَ مُسافِراً شاخِصاً عَنْ اهْلِهِ وَوَطِنِهِ وَوَلَدِهِ، مُتَحَيِّراً فِى الْمَفاوِزِ، تائِهاً مَعَ الْوُحُوشِ وَ الْبَهآئِمِ وَالْهَوآمِّ، وَحِيداً فَريداً لا يَعْرِفُ حيلَةً وَلا يَهْتَدى سَبيلًا، اوْ مُتَاذِّياً بِبَرْدٍ اوْ حَرٍّ اوْ جُوعٍ اوْ عَطَشٍ اوْ عُرْىٍ، اوْ غَيْرِهِ مِنَ الشَّدآئِدِ مِمَّا ا نَا مِنْهُ خِلْوٌ، في عافِيَةٍ مِنْ ذلِكَ كُلِّهِ، فَلَكَ الْحَمْدُ يا رَبِّ مِنْ مُقْتَدِرٍ لا يُغْلَبُ، وَذى اناةٍ لا يَعْجَلُ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، واجْعَلْنى لِنَعْمآئِكَ مِنَ الشَّاكِرينَ، ولِألائِكَ مِنَ الذَّاكِرينَ، الهى وَسَيِّدى و كَمْ مِنْ عَبْدٍ امْسى وَاصْبَحَ فَقيراً عآئِلًا، عارِياً مُمْلِقاً، مُخْفِقاً مَهْجُوراً، خائِفاً جائِعاً ظَمْئاناً، يَنْتَظِرُ مَنْ يَعُودُ عَلَيْهِ بِفَضْلٍ، اوْ عَبْدٍ وَجيهٍ عِنْدَكَ هُوَ اوْجَهُ مِنّى عِنْدَكَ، وَاشدُّ عِبادَةً لَكَ، مَغْلُولًا مَقْهُوراً، قَدْ حُمِّلَ ثِقْلًا مِنْ تَعَبِ الْعَنآءِ، وَشِدَّةِ الْعُبُودِيَّةِ، وَكُلْفَةِ الرِّقِّ، وَثِقْلِ الضَّريبَةِ، اوْ مُبْتَلىً بِبَلآءٍ شَديدٍ لا قِبَلَ لَهُ بِهِ الّا بِمَنِّكَ عَلَيْهِ، وانَا الْمَخْدُومُ الْمُنَعَّمُ الْمُعافَى الْمَكَرَّمُ، في عافِيَةٍ مِمَّا هُوَ فيهِ، فَلَكَ الْحَمْدُ عَلى ذلِكَ كُلِّهِ، مِنْ مُقْتَدرٍ لايُغْلَبُ، وَذى اناةٍ لا يَعْجَلُ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاْجَعْلنى لِنَعْمآئِكَ مِنَ الشَّاكِرينَ، وَلِألائِكَ مِنَ الذَّاكِرينَ، [الهى وَمَوْلاىَ وَسَيِّدى وَكَمْ مِنْ عَبْدٍ امْسى واصْبَحَ شَريداً طَريداً حَيرانَ، مُتَحَيِّراً جآئِعاً خائِفاً، خاسِراً فِى الصَّحارى وَالْبَرارى قَدْاحْرَقَهُ الْحَرُّ وَالْبَرْدُ، وَهُوَ في ضَرٍّ مِنَ الْعَيْشِ

ص: 110

وَضَنْكٍ مِنَ الْحَيوةِ، وَذُلٍّ مِنَ المَقامِ، يَنْظُرُ الى نَفْسِهِ حَسْرَةً، لا يَقْدِرُ لَها عَلى ضَرٍّ وَلا نَفْعٍ، وَانَا خِلْوٌ مِنْ ذلِكَ كُلِّهِ بِجُودِكَ وَكَرَمِكَ، فَلا الهَ الَّا انْتَ، سُبْحانَكَ مِنْ مُقْتَدرٍ لا يُغْلَبُ، وَذى اناةٍ لا يَعْجَلُ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، واجْعَلْنى لأَنْعُمِكَ مِنَ الشّاكِرينَ، وَلِألائِكَ مِنَ الذَّاكِرينَ، وَارْحَمْنى بِرَحْمَتِكَ، يا ارْحَمَ الرَّاحِمينِ (1) الهى وَسَيِّدى وَكَمْ مِنْ عَبْدٍ امْسى وَاصْبَحَ عَليلًا مَريضاً، سَقيماً مُدْنِفاً، عَلى فُرُشِ العِلَّةِ وَفى لِباسِها، يَتَقَلَّبُ يَميناً وشِمالًا، لايَعْرِفُ شَيْئاً مِنْ لَذَّةِ الطَّعامِ، وَلا مِنْ لَذَّةِ الشَّرابِ، يَنْظُرُ الى نَفْسِهِ حَسْرَةً، لا يَسْتَطيعُ لَها ضَرّاً وَلا نَفْعاً، وَانَا خِلْوٌ مِنْ ذلِكَ كُلِّهِ بِجُودِكَ وَكَرَمِكَ، فَلا الهَ الَّا انْتَ، سُبْحانَكَ مِنْ مُقْتَدرٍ لا يُغْلَبُ، وَذى اناةٍ لا يَعْجَلُ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاْجعَلْنى لَكَ مِنَ الْعابِدينَ، وَلِنعَمآئِكَ مِنَ الشَّاكِرينَ، وَلِألائِكَ مِنَ الذَّاكِرينَ، وَارْحَمْنى بِرحْمَتِكَ يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ، مَوْلاىَ وَسَيِّدى وَكَمْ مِنْ عَبْدٍ امْسى وَاصْبَحَ، وَقَدْ دَنا يَوْمُهُ مِنْ حَتْفِهِ، واحْدَقَ بِهِ مَلَكُ الْمَوْتِ في اعْوانِهِ، يُعالِجُ سَكَراتِ الْمَوْتِ وَحِياضَهُ، تَدُورُ عَيْناهُ يَميناً وَ شِمالًا، يَنْظُرُ الى احِبَّآئِهِ وَاوِدَّآئِهِ واخِلّائِهِ، قَدْ مُنِعَ مِنَ الكَلامِ، وَحُجِبَ عَنِ الْخِطابِ، يَنْظُرُ الى نَفْسِهِ حَسْرَةً، فَلا يَسْتَطيعُ لَها ضَرّاً وَلا نَفْعاً، وَا نَا خِلْوٌ مِنْ ذلِكَ كُلِّهِ بِجُودِكَ وَكَرمِكَ، فَلا الهَ الَّا انْتَ، سُبْحانَكَ مِنْ مُقْتَدِرٍ لا يُغْلَبُ، وَذى اناةٍ لا يَعْجَلُ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، واجْعَلْنى لِنَعْمآئِكَ مِنَ الشَّاكِرينَ، وَلِألائِكَ مِنَ الذَّاكِرينَ، وَارْحَمْنى بِرَحْمَتِكَ يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ، مَوْلاىَ وَسَيِّدى وَكَمْ مِنْ عَبْدٍ امْسى وَاصْبَحَ في مَضائِقِ الْحُبُوسِ وَالسُّجُونِ، وَكُرَبِها وَذُلِّها وَحَديدِها، يَتَداوَلُهُ اعْوانُها وَزَبانِيَتُها، فَلا يَدْرى اىُّ حالٍ يُفْعَلُ بِهِ، وَاىُّ مُثْلَةٍ يُمَثَّلُ بِهِ، فَهُوَ في ضُرٍّ مِنَ


1- وردت هذه العبارة في بحار الأنوار: ج 91، ص 324.

ص: 111

الْعَيْشِ، وَضَنْكٍ مِنَ الْحَيوةِ، يَنْظُرُ الى نَفْسِهِ حَسْرَةً، لايَسْتَطيعُ لَها ضَرّاً وَلا نَفْعاً، وَانَا خِلْوٌ مِنْ ذلِكَ كُلِّهِ بِجُودِكَ وَكَرَمِكَ، فَلا الهَ الَّا انْتَ، سُبْحانَكَ مِنْ مُقْتَدِرٍ لايُغْلَبُ، وَذى اناةٍ لا يَعْجَلُ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاجْعَلْنى لَكَ مِنَ الْعابِدينَ، ولِنَعْمآئِكَ مِنَ الشَّاكِرينَ، وَلِألائِكَ مِنَ الذَّاكِرينَ، وَارْحَمْنى بِرَحْمَتِكَ، يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ، سَيِّدِى وَمَوْلاىَ، وَكَمْ مِنْ عَبْدٍ امْسى وَاصْبَحَ قَدِ اسْتَمَرَّ عَلَيْهِ القَضآءُ، وَاحْدَقَ بِهِ الْبَلاءُ، وَفارَقَ اوِدَّآئَهُ وَاحِبَّآئَهُ وَاخِلّائَهُ، وَامْسى اسيراً حَقيراً ذَليلًا في ايْدِى الْكُفَّارِ وَالْأعْدآءِ، يَتَداوَلُونَهُ يَميناً وَشِمالًا، قَدْ حُصِرَ فِى الْمَطاميرِ، وَثُقِّلَ بِالْحَديدِ، لا يَرى شَيْئاً مِنْ ضِيآءِ الدُّنْيا وَلا مِنْ رَوْحِها، يَنْظُرُ الَى نَفْسِهِ حَسْرَةً، لا يَسْتَطيعُ لَها ضَرّاً وَلا نَفْعاً، وَانَا خِلْوٌ مِنْ ذلِكَ كُلِّهِ بِجُودِكَ وَكَرَمِكَ، فَلا الهَ إلَّاانْتَ، سُبْحانَكَ مِنْ مُقْتَدِرٍ لا يُغْلَبُ، وَذى اناةٍ لا يَعْجَلُ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاجْعَلْنى لَكَ مِنَ الْعابِدينَ، وَلِنَعْمآئِكَ مِنَ الشَّاكِرينَ، وَلِألائِكَ مِنَ الذَّاكِرينَ، وَارْحَمْنى بِرَحْمَتِكَ، يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ، مَوْلاىَ وَسَيِّدِى وَكَمْ مِنْ عَبْدٍ امْسى وَاصْبَحَ قَدِ اشتاقَ الَى الدُّنْيا للِرَّغْبَةِ فيها، الى انْ خاطَرَ بِنَفْسِهِ وَمالِهِ حِرْصاً مِنْهُ عَلَيْها، قَدْ رَكِبَ الْفُلْكَ وَكُسِرَتْ بِهِ، وَهُوَ في آفاقِ الْبِحارِ وَظُلَمِها، يَنْظُرُ الى نَفْسِهِ حَسْرَةً، لا يَقْدِرُ لَها على ضَرٍّ وَلا نَفْعٍ، وَانَا خِلْوٌ مِنْ ذلِكَ كُلِّهِ بِجُودِكَ وَكَرَمِكَ، فَلا الهَ الَّا انْتَ، سُبْحانَكَ مِنْ مُقْتَدِرٍ لا يُغْلَبُ، وَذى اناةٍ لايَعْجَلُ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاجْعَلْنى لَكَ مِنَ الْعابِدينَ، وَلِنَعْمآئِكَ مِنَ الشَّاكِرينَ، وَلِألائِكَ مِنَ الذَّاكِرينَ، وَارْحَمْنى بِرَحْمَتِكَ، يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ، مَولاىَ وَسَيِّدى وَكَمْ مِنْ عَبْدٍ امْسى وَاصْبَحَ قَدِ اسْتَمَرَّ عَلَيْهِ الْقَضآءُ، وَاحْدَقَ بِهِ الْبَلاءُ، والْكُفّارُ والْأَعْداءُ، وَاخَذَتْهُ الرِّماحُ وَالسُّيُوفُ وَالسِّهامُ، وَجُدِّلَ صَريعاً، وَقَدْ شَرِبَتِ الْأَرْضُ مِنْ دَمِهِ، واكَلَتِ السِّباعُ وَالطَّيْرُ مِنْ لَحْمِهِ، وَا نَا خِلْوٌ مِنْ ذلِكَ

ص: 112

كُلِّهِ بِجُودِكَ وَكَرَمِكَ، لا بِاسْتِحْقاقٍ مِنّى لا الهَ الَّا انْتَ، سُبْحانَكَ مِنْ مُقْتَدِرٍ لا يُغْلَبُ، وَذى اناةٍ لا يَعْجَلُ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاجْعَلْنى لِنَعْمآئِكَ مِنَ الشَّاكِرينَ، وَلِألائِكَ مِنَ الذَّاكِرينَ، وَارْحَمْنى بِرَحْمَتِكَ، يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ، وَعِزَّتِكَ يا كَريمُ لَاطْلُبَنَّ مِمَّا لَدَيْكَ، وَلَأُلِحَّنَّ عَلَيْكَ، ولَأَلْجَأَنَّ الَيْكَ، وَلَأَمُدَّنَّ يَدى نَحْوَكَ مَعَ جُرْمِها الَيْكَ، يا رَبِّ فَبِمَنْ اعُوذُ، وَبِمَنْ الُوذُ، لا احَدَ لى الَّا انْتَ، افَتَرُدُّنى وَانْتَ مُعَوَّلى وَعَلَيْكَ مُتَّكَلى اسْئَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذى وَضَعْتَهُ عَلَى السَّمآءِ فَاْستَقَلَّتْ، وَعَلَى الْأَرْضِ فَاسْتَقَرَّتْ وَعَلَى الْجِبالِ فَرَسَتْ، وَعَلَى اللَّيْلِ فَاظْلَمَ، وَعَلَى النَّهارِ فَاسْتَنارَ، انْ تُصَلِّىَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمِّدٍ، وَانْ تَقْضِىَ لى جَميعَ حَوآئِجى كُلِّها، وَتَغْفِرَ لى ذُنُوبى كُلَّها، صَغيرَها وَكَبيرَها، وَتُوَسِّعَ عَلَىَّ مِنَ الرِّزْقِ ما تُبَلِّغُنى بِهِ شَرَفَ الدُّنْيا وَالْأخِرَةِ، يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ، مَوْلاىَ بِكَ اسْتَعَنْتُ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ واعِنّى وَبِكَ اسْتَجَرْتُ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَجِرْنى واغْنِنى بِطاعَتِكَ عَنْ طاعَةِ عِبادِكَ، وَبِمَسْئَلَتِكَ عَنْ مَسْئَلَةِ خَلْقِكَ، وَانْقُلْنى مِنْ ذُلِّ الْفَقْرِ الى عِزِّ الْغِنى وَمِنْ ذُلِّ الْمَعاصى الى عِزِّ الطَّاعَةِ، فَقَدْ فَضَّلْتَنى عَلى كَثيرٍ مِنْ خَلْقِكَ جُوداً مِنْكَ وَكَرَماً، لا بِاسْتِحْقاقٍ مِنّى الهى فَلَكَ الْحَمْدُ عَلى ذلِكَ كُلِّهِ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاجْعَلْنى لِنَعْمآئِكَ مِنَ الشَّاكِرينَ، وَلِألائِكَ مِنَ الذَّاكِرينَ، وَارْحَمْنى بِرَحْمَتِكَ، يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ* ثم أسجد وقل: سَجَدَ وَجْهِىَ الذَّليلُ، لِوَجْهِكَ الْعَزيزِ الْجَليلِ، سَجَدَ وَجْهِىَ الْبالِى اْلفانى لِوَجْهِكَ الدَّآئِمِ الْباقى سَجَدَ وَجْهِىَ الْفَقيرُ، لِوَجْهِكَ الْغَنِىِّ الْكَبيرِ، سَجَدَ وَجْهى وَسَمْعى وَبَصَرى وَلَحْمى وَدَمى وَجِلْدى وَعَظْمى وَما اقَلَّتِ الْأَرْضُ مِنّى للَّهِ رَبِّ الْعالَمينَ، اللَّهُمَّ عُدْ عَلى جَهْلى بِحِلْمِكَ، وَعَلى فَقْرى بِغِناكَ، وَعَلى ذُلّى بِعِزِّكَ وَسُلْطانِكَ، وَعَلى ضَعْفى بِقُوَّتِكَ، وَعَلى خَوْفى بِامْنِكَ، وَعَلى ذُنُوبى

ص: 113

وَخطاياىَ بِعَفْوِكَ وَرَحْمَتِكَ، يا رَحْمنُ يا رَحيمُ، اللهُمَّ انّى ادْرَءُ بِكَ في نَحْرِ فُلانِ بْنِ فُلانٍ (تذكر بدلًا عن فُلان بن فُلان اسم العدو)، واعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهِ، فَاكْفِنيهِ بِما كَفَيْتَ بِهِ انْبِيآئَكَ وَاوْلِيآئَكَ مِنْ خَلْقِكَ، وَصالِحى عِبادِكَ مِنْ فَراعِنَةِ خَلْقِكَ، وَطُغاةِ عُداتِكَ، وَشَرِّ جَميعِ خَلْقِكَ، بِرَحْمَتِكَ يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ، انَّكَ عَلى كُلِّ شَىْ ءٍ قَديرٌ، وَحَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكيلُ.

دعاء التوسل بالأئمّة المعصومين عليهم السلام

المراد من التوسّل هنا جعل الصالحين من أولياء اللَّه وسيلة إلى اللَّه وطلب شي ء من اللَّه بواسطتهم والذي أكّدته الآيات والروايات (فاللَّه واهب النعم وأولئك الأولياء يشفعون عنده). قال تعالى: يا أيّها الذينَ آمنُوا اتّقوا اللَّهَ وابتَغُوا إليهِ الوسِيلَةَ(1). طبعاً وسائل التقرّب إلى اللَّه متنوّعة- كما صرّحت بذلك الروايات- ومنها شفاعة الأنبياء والأئمّة وعباد اللَّه الصالحين. خاطب القرآن الكريم الرسول الكريم صلى الله عليه و آله: وَلو أنَّهم إذ ظَلمُوا أنفُسَهُم جاءُوكَ فاستغفَروا اللَّهَ واستغفر لَهم الرَّسولُ لَوجَدوا اللَّهَ تَواباً رَحيماً(2). وقد وردت مسألة التوسّل بالنبيّ صلى الله عليه و آله وأهل بيته عليهم السلام في روايات الفريقين ولا ينكرها سوى من ليس لديه علم بالآيات القرآنية والروايات الإسلاميّة(3). قال المرحوم العلّامة المجلسي: روى الصدوق هذا التوسل عن الأئمّة عليهم السلام وقال: «ما توسّلتُ لأمرٍ مِنَ الامور إلّاوَجَدتُ أثرَ الإجابةِ سَرِيعاً»(4) وهو:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ

اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ وَاتَوَجَّهُ الَيْكَ بِنَبِيِّكَ نَبِىِّ الرَّحْمَةِ، مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، يا ابَاالْقاسِمِ يا رَسُولَ اللَّهِ، يا امامَ الرَّحْمَةِ، يا سَيِّدَنا وَمَوْلينا، انَّا تَوَجَّهْنا وَاسْتَشْفَعْنا


1- سورة المائدة: الآية 35.
2- سورة النساء: الآية 64.
3- للوقوف على المزيد راجع التفسير الأمثل: ذيل الآية 35 من سورة المائدة و ج 12، ص 166 وسائر الكتب.
4- بحار الأنوار: ج 99، ص 247.

ص: 114

وَتَوَسَّلْنا بِكَ الَى اللَّهِ، وَقَدَّمْناكَ بَيْنَ يَدَىْ حاجاتِنا، يا وَجيهاً عِنْدَ اللَّهِ، اشْفَعْ لَنا عِنْدَ اللَّهِ، يا ابَا الْحَسَنِ يا اميرَالْمُؤْمِنينَ، يا عَلِىَّ بْنَ ابيطالِبٍ، يا حُجَّةَ اللَّهِ عَلى خَلْقِهِ، يا سَيِّدَنا وَمَوْلينا، انَّا تَوَجَّهْنا وَاسْتَشْفَعْنا وَتَوَسَّلْنا بِكَ الَى اللَّهِ، وَقَدَّمْناكَ بَيْنَ يَدَىْ حاجاتِنا، يا وَجيهاً عِنْدَاللَّهِ، اشْفَعْ لَنا عِنْدَاللَّهِ، يا فاطِمَةُ الزَّهْرآءُ يا بِنْتَ مُحَمَّدٍ، يا قُرَّةَ عَيْنِ الرَّسُولِ، يا سَيِّدَتَنا وَمَوْلاتَنا، انَّا تَوَجَّهْنا وَاسْتَشْفَعْنا وَتَوَسَّلْنا بِكِ الَى اللَّهِ، وَقَدَّمْناكِ بَيْنَ يَدَىْ حاجاتِنا، يا وَجيهَةً عِنْدَاللَّهِ، اشْفَعى لَنا عِنْدَاللَّهِ، يا ابا مُحَمَّدٍ ياحَسَنَ بْنَ عَلِىٍّ، ايُّهَا الْمُجْتَبى يَا بْنَ رَسُولِ اللَّهِ، يا حُجَّةَ اللَّهِ عَلى خَلْقِهِ، يا سَيِّدَنا وَمَوْلينا، انَّا تَوَجَّهْنا وَاسْتَشْفَعْنا وَتَوَسَّلْنا بِكَ الَى اللَّهِ، وَقَدَّمْناكَ بَيْنَ يَدَىْ حاجاتِنا، يا وَجيهاً عِنْدَاللَّهِ، اشْفَعْ لَنا عِنْدَاللَّهِ، يا اباعَبْدِاللَّهِ ياحُسَيْنَ بْنَ عَلِىٍّ، ايُّهَا الشَّهيدُ يَا بْنَ رَسُولِ اللَّهِ، يا حُجَّةَ اللَّهِ عَلى خَلْقِهِ، يا سَيِّدَنا وَمَوْلينا، انَّا تَوَجَّهْنا وَاسْتَشْفَعْنا وَتَوَسَّلْنا بِكَ الَى اللَّهِ، وَ قَدَّمْناكَ بَيْنَ يَدَىْ حاجاتِنا، يا وَجيهاً عِنْدَاللَّهِ، اشْفَعْ لَنا عِنْدَاللَّهِ، يا ابَاالْحَسَنِ يا عَلِىَّ بْنَ الْحُسَيْنِ، يا زَيْنَ الْعابِدينَ يَا بْنَ رَسُولِ اللَّهِ، يا حُجَّةَ اللَّهِ عَلى خَلْقِهِ، يا سَيِّدَنا وَمَوْلينا، انَّا تَوَجَّهْنا وَاسْتَشْفَعْنا وَتَوَسَّلْنا بِكَ الَى اللَّهِ، وَقَدَّمْناكَ بَيْنَ يَدَىْ حاجاتِنا، يا وَجيهاً عِنْدَاللَّهِ، اشْفَعْ لَنا عِنْدَاللَّهِ، يا ابا جَعْفَرٍ يا مُحَمَّدَ بْنَ عَلِىٍّ، ايُّهَا الْباقِرُ يَا بْنَ رَسُولِ اللَّهِ، يا حُجَّةَ اللَّهِ عَلى خَلْقِهِ، يا سَيِّدَنا وَمَوْلينا، انَّا تَوَجَّهْنا وَاسْتَشْفَعْنا وَتَوَسَّلْنا بِكَ الَى اللَّهِ، وَقَدَّمْناكَ بَيْنَ يَدَىْ حاجاتِنا، يا وَجيهاً عِنْدَاللَّهِ، اشْفَعْ لَنا عِنْدَاللَّهِ، يا ابا عَبْدِ اللَّهِ يا جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ، ايُّهَا الصَّادِقُ يَا بْنَ رَسُولِ اللَّهِ، ياحُجَّةَ اللَّهِ عَلى خَلْقِهِ، يا سَيِّدَنا وَمَوْلينا، انَّا تَوَجَّهْنا وَاسْتَشْفَعْنا وَتَوَسَّلْنا بِكَ الَى اللَّهِ، وَقَدَّمْناكَ بَيْنَ يَدَىْ حاجاتِنا، يا وَجيهاً عِنْدَ اللَّهِ، اشْفَعْ لَنا عِنْدَاللَّهِ، يا ابَا الْحَسَنِ يا مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ، ايُّهَا الْكاظِمُ يَا بْنَ رَسُولِ اللَّهِ، يا حُجَّةَ اللَّهِ عَلى خَلْقِهِ، يا سَيِّدَنا

ص: 115

وَمَوْلينا، انَّا تَوَجَّهْنا وَاسْتَشْفَعْنا وَ تَوَسَّلْنا بِكَ الَى اللَّهِ، وَقَدَّمْناكَ بَيْنَ يَدَىْ حاجاتِنا، يا وَجيهاً عِنْدَاللَّهِ، اشْفَعْ لَنا عِنْدَاللَّهِ، يا ابَاالْحَسَنِ يا عَلِىَّ بْنَ مُوسى ايُّهَا الرِّضا يَا بْنَ رَسُولِ اللَّهِ، يا حُجَّةَ اللَّهِ عَلى خَلْقِهِ، يا سَيِّدَنا وَمَوْلينا، انَّا تَوَجَّهْنا وَاسْتشْفَعْنا وَتَوَسَّلْنا بِكَ الَى اللَّهِ، وَقَدَّمْناكَ بَيْنَ يَدَىْ حاجاتِنا، يا وَجيهاً عِنْدَاللَّهِ، اشْفَعْ لَنا عِنْدَ اللَّهِ، يا ابا جَعْفَرٍ يا مُحَمَّدَ بْنَ عَلِىٍّ، ايُّهَا التَّقِىُّ الْجَوادُ يَا بْنَ رَسُولِ اللَّهِ، يا حُجَّةَ اللَّهِ عَلى خَلْقِهِ، يا سَيِّدَنا وَمَوْلينا، انَّا تَوَجَّهْنا وَاسْتَشْفَعْنا وَتَوَسَّلْنا بِكَ الَى اللَّهِ، وَقَدَّمْناكَ بَيْنَ يَدَىْ حاجاتِنا، يا وَجيهاً عِنْدَاللَّهِ، اشْفَعْ لَنا عِنْدَاللَّهِ، يا ابَا الْحَسَنِ يا عَلِىَّ بْنَ مُحَمَّدٍ، ايُّهَا الْهادِى النَّقِىُّ يَا بْنَ رَسُولِ اللَّهِ، يا حُجَّةَ اللَّهِ عَلى خَلْقِهِ، يا سَيِّدَنا وَمَوْلينا، انَّا تَوَجَّهْنا وَاسْتَشْفَعْنا وَتَوَسَّلْنا بِكَ الَى اللَّهِ، وَقَدَّمْناكَ بَيْنَ يَدَىْ حاجاتِنا، يا وَجيهاً عِنْدَاللَّهِ، اشْفَعْ لَنا عِنْدَاللَّهِ، يا ابا مُحَمَّدٍ يا حَسَنَ بْنَ عَلِىٍّ، ايُّهَا الزَّكِىُّ الْعَسْكَرِىُّ يَا بْنَ رَسُولِ اللَّهِ، يا حُجَّةَ اللَّهِ عَلى خَلْقِهِ، يا سَيِّدَنا وَمَوْلينا، انَّا تَوَجَّهْنا وَاسْتَشْفَعْنا وَتَوَسَّلْنا بِكَ الَى اللَّهِ، وَقَدَّمْناكَ بَيْنَ يَدَىْ حاجاتِنا، يا وَجيهاً عِنْدَ اللَّهِ، اشْفَعْ لَنا عِنْدَ اللَّهِ، يا وَصِىَّ الْحَسَنِ وَالْخَلَفَ الْحُجَّةَ، ايُّهَا الْقآئِمُ الْمُنْتَظَرُ الْمَهْدِىُّ، يَا بْنَ رَسُولِ اللَّهِ، يا حُجَّةَ اللَّهِ عَلى خَلْقِهِ، يا سَيِّدَنا وَمَوْلينا، انَّا تَوَجَّهْنا وَاسْتَشْفَعْنا وَتَوَسَّلْنا بِكَ الَى اللَّهِ، وَقَدَّمْناكَ بَيْنَ يَدَىْ حاجاتِنا، يا وَجيهاً عِنْدَ اللَّهِ، اشْفَعْ لَنا عِنْدَ اللَّهِ* ثم سل حاجتك تقضى إن شاء اللَّه، وورد في رواية أخرى (1) أن تقول بعد ذلك:

يا سادَتى وَمَوالِىَّ، انّى تَوَجَّهْتُ بِكُمْ ائِمَّتى وَعُدَّتى لِيَوْمِ فَقْرى وَحاجَتى الَى اللَّهِ، وَتَوَسَّلْتُ بِكُمْ الَى اللَّهِ، وَاسْتَشْفَعْتُ بِكُمْ الَى اللَّهِ، فَاشْفَعُوا لى عِنْدَاللَّهِ، وَاسْتَنْقِذُونى مِنْ ذُنُوبى عِنْدَاللَّهِ، فَانَّكُمْ وَسيلَتى الَى اللَّهِ، وَبِحُبِّكُمْ وَبِقُرْبِكُمْ


1- بحار الأنوار: ج 99، ص 349، ح 9.

ص: 116

ارْجُو نَجاةً مِنَ اللَّهِ، فَكُونُواعِنْدَاللَّهِ رَجآئى يا سادَتى يا اوْلِيآءَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمْ اجْمَعينَ، وَلَعَنَ اللَّهُ اعْدآءَ اللَّهِ ظالِميهِمْ مِنَ الْأَوَّلينَ وَالْاخِرينَ، امينَ رَبَّ الْعالَمينَ.

دعاء مكارم الأخلاق

هذا الدعاء كما يبدو من اسمه سؤال اللَّه رفع الصفات القبيحة والذميمة وكسب الفضائل والسير على النهج المرضيّ عند للَّه. فالإمام السجّاد عليه السلام عدّد بلسان الدعاء أغلب الرذائل والمعاصي لاجتنابها، واستعرض سلسلة من الفضائل الأخلاقية وطلب من اللَّه أن يزيّنه بتلك الصفات ليقتدي به المؤمنون في كسب هذه الصفات. وجاء هذا الدعاء في الصحيفة السجاديّة القيّمة (الدعاء العشرون).

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ

اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَبَلِّغْ بِايمانى اكْمَلَ الْإيمانِ، وَاجْعَلْ يَقينى افْضَلَ الْيَقينِ، وَانْتَهِ بِنِيَّتى الى احْسَنِ النِّيَّاتِ، وَبِعَمَلى الى احْسَنِ الْأَعْمالِ، اللهُمَّ وَفِّرْ بِلُطْفِكَ نِيَّتى وَصَحِّحْ بِما عِنْدَكَ يَقينى وَاسْتَصْلِحْ بِقُدْرَتِكَ ما فَسَدَ مِنّى اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَاكْفِنى ما يَشْغَلُنِى الْإِهْتِمامُ بِهِ، وَاسْتَعْمِلْنى بِما تَسْئَلُنى غَداً عَنْهُ، وَاسْتَفْرِغْ ايَّامى فيما خَلَقْتَنى لَهُ، وَاغْنِنى وَاوْسِعْ عَلَىَّ في رِزْقِكَ، وَلا تَفْتِنّى بِالنَّظَرِ، وَاعِزَّنى وَلا تَبْتَلِيَنّى بِالْكِبْرِ، وَعَبِّدْنى لَكَ، وَلاتُفْسِدْ عِبادَتى بِالْعُجْبِ، وَاجْرِ لِلنَّاسِ عَلى يَدَىَّ الْخَيْرَ، وَلا تَمْحَقْهُ بِالْمَنِّ، وَهَبْ لى مَعالِىَ الْأَخْلاقِ، وَاعْصِمْنى مِنَ الْفَخْرِ، اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَلا تَرْفَعْنى فِى النَّاسِ دَرَجَةً الَّا حَطَطْتَنى عِنْدَ نَفْسى مِثْلَها، وَلا تُحْدِثْ لى عِزّاً ظاهِراً

ص: 117

الَّا احَدَثْتَ لى ذِلَّةً باطِنَةً عِنْدَ نَفْسى بِقَدَرِها، اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَمَتِّعْنى بِهُدىً صالِحٍ لا اسْتَبْدِلُ بِهِ، وَطَريقَةِ حَقٍّ لا ازيغُ عَنْها، وَنِيَّةِ رُشْدٍ لا اشُكُّ فيها، وَعَمِّرْنى ما كانَ عُمْرى بِذْلَةً في طاعَتِكَ، فَاذا كانَ عُمْرى مَرْتَعاً لِلشَّيْطانِ، فَاقْبِضْنى الَيْكَ قَبْلَ انْ يَسْبِقَ مَقْتُكَ الَىَّ، اوْ يَسْتَحْكِمَ غَضَبُكَ عَلَىَّ، اللَّهُمَّ لا تَدَعْ خَصْلَةً تُعابُ مِنّى الَّا اصْلَحْتَها، وَلا عآئِبَةً اؤَنَّبُ بِها الَّا حَسَّنْتَها، وَلا اكْرُومَةً فِىَّ ناقِصَةً الَّا اتْمَمْتَها، اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَابْدِلْنى مِنْ بِغْضَةِ اهْلِ الشَّنانِ الْمَحَبَّةَ، وَمِنْ حَسَدِ اهْلِ الْبَغْىِ الْمَوَدَّةَ، وَمِنْ ظِنَّةِ اهْلِ الصَّلاحِ الثِّقَةَ، وَمِنْ عَداوَةِ الْأَدْنَيْنَ الْوَلايَةَ، وَمِنْ عُقُوقِ ذَوِى الْأَرْحامِ الْمَبَرَّةَ، وَمِنْ خِذْلانِ الْأَقْرَبينَ النُّصْرَةَ، وَمِنْ حُبِّ الْمُدارينَ تَصْحيحَ الْمِقَةِ، وَمِنْ رَدِّ الْمُلابِسينَ كَرَمَ الْعِشْرَةِ، وَمِنْ مَرارَةِ خَوْفِ الظَّالِمينَ حَلاوَةَ الْأَمَنَةِ، اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَاجْعَلْ لى يَداً عَلى مَنْ ظَلَمَنى وَلِساناً عَلى مَنْ خاصَمَنى وَظَفَراً بِمَنْ عانَدَنى وَهَبْ لى مَكْراً عَلى مَنْ كايَدَنى وَقُدْرَةً عَلى مَنِ اضْطَهَدَنى وَتَكْذيباً لِمَنْ قَصَبَنى وَسَلامَةً مِمَّنْ تَوَعَّدَنى وَوَفِّقْنى لِطاعَةِ مَنْ سَدَّدَنى وَمُتابَعَةِ مَنْ ارْشَدَنى اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَسَدِّدْنى لِأَنْ اعارِضَ مَنْ غَشَّنى بِالنُّصْحِ، وَاجْزِىَ مَنْ هَجَرَنى بِالْبِرِّ، وَاثيبَ مَنْ حَرَمَنى بِالْبَذْلِ، وَاكافِىَ مَنْ قَطَعَنى بِالصِّلَةِ، وَاخالِفَ مَنِ اغْتابَنى الى حُسْنِ الذِّكْرِ، وَانْ اشْكُرَ الْحَسَنَةَ، وَاغْضِىَ عَنِ السَّيِّئَةِ، اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَحَلِّنى بِحِلْيَةِ الصَّالِحينَ، وَالْبِسْنى زينَةَ الْمُتَّقينَ في بَسْطِ الْعَدْلِ، وَكَظْمِ الْغَيْظِ، وَاطْفآءِ النَّآئِرَةِ، وَضَمِّ اهْلِ الْفُرْقَةِ، وَاصْلاحِ ذاتِ الْبَيْنِ، وَافْشآءِ الْعارِفَةِ، وَسَتْرِ الْعآئِبَةِ، وَلينِ الْعَريكَةِ، وَخَفْضِ الْجَناحِ، وَحُسْنِ السّيرَةِ، وَسُكُونِ الرّيحِ، وَطيبِ الْمُخالَقَةِ، وَالسَّبْقِ الىَ الْفَضيلَةِ، وَايثارِ التَّفَضُّلِ، وَتَرْكِ التَّعْييرِ، وَالْإِفْضالِ عَلى غَيْرِ الْمُسْتَحِقِّ، وَالْقَوْلِ

ص: 118

بِالْحَقِّ وَانْ عَزَّ، وَاسْتِقْلالِ الْخَيْرِ وَانْ كَثُرَ مِنْ قَوْلى وَفِعْلى وَاسْتِكْثارِ الشَّرِّ وَانْ قَلَّ مِنْ قَوْلى وَفِعْلى وَاكْمِلْ ذلِكَ لى بِدَوامِ الطَّاعَةِ، وَلُزُومِ الْجَماعَةِ، وَرَفْضِ اهْلِ الْبِدَعِ، وَمُسْتَعْمِلِ الرَّاْىِ الْمُخْتَرَعِ، اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَاجْعَلْ اوْسَعَ رِزْقِكَ عَلَىَّ اذا كَبِرْتُ، وَاقْوى قُوَّتِكَ فِىَّ اذا نَصِبْتُ، وَلا تَبْتَلِيَنّى بِالْكَسَلِ عَنْ عِبادَتِكَ، وَلَا الْعَمى عَنْ سَبيلِكَ، وَلا بِالتَّعَرُّضِ لِخِلافِ مَحَبَّتِكَ، وَلا مُجامَعَةِ مَنْ تَفَرَّقَ عَنْكَ، وَلا مُفارَقَةِ مَنِ اجْتَمَعَ الَيْكَ، اللهُمَّ اجْعَلْنى اصُولُ بِكَ عِنْدَ الْضَّرُورَةِ، وَاسْئَلُكَ عِنْدَ الْحاجَةِ، وَاتَضَرَّعُ الَيْكَ عِنْدَ الْمَسْكَنَةِ، وَلا تَفْتِنّى بِالْإِسْتِعانَةِ بِغَيْرِكَ اذَا اضْطُرِرْتُ، وَلا بِالْخُضُوعِ لِسُؤالِ غَيْرِكَ اذَا افْتَقَرْتُ، وَلا بِالتَّضَرُّعِ الى مَنْ دُونَكَ اذا رَهِبْتُ، فَاسْتَحِقَّ بِذلِكَ خِذْلانَكَ، وَمَنْعَكَ وَاعْراضَكَ، يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ، اللهُمَّ اجْعَلْ ما يُلْقِى الشَّيْطانُ في رُوعى مِنَ التَّمَنّى وَالتَّظَنّى وَالْحَسَدِ، ذِكْراً لِعَظَمَتِكَ، وَتَفَكُّراً في قُدْرَتِكَ، وَتَدْبيراً عَلى عَدُوِّكَ، وَما اجْرى عَلى لِسانى مِنْ لَفْظَةِ فُحْشٍ اوْ هَجْرٍ، اوْ شَتْمِ عِرْضٍ، اوْ شَهادَةِ باطِلٍ، اوِ اغْتِيابِ مُؤْمِنٍ غآئِبٍ، اوْ سَبِّ حاضِرٍ، وَما اشْبَهَ ذلِكَ نُطْقاً بِالْحَمْدِ لَكَ، وَاغْراقاً فِى الثَّنآءِ عَلَيْكَ، وَذَهاباً في تَمْجيدِكَ، وَشُكْراً لِنِعْمَتِكَ، وَاعْتِرافاً بِإِحْسانِكَ، وَاحْصآءً لِمِنَنِكَ، اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَلا اظْلَمَنَّ وَانْتَ مُطيقٌ لِلدَّفْعِ عَنّى وَلا اظْلِمَنَّ وَانْتَ الْقادِرُ عَلَى الْقَبْضِ مِنّى وَلا اضِلَّنَّ وَقَدْ امْكَنَتْكَ هِدايَتى وَلا افْتَقِرَنَّ وَمِنْ عِنْدِكَ وُسْعى وَلا اطْغَيَنَّ وَمِنْ عِنْدِكَ وُجْدى اللهُمَّ الى مَغْفِرَتِكَ وَفَدْتُ، وَالى عَفْوِكَ قَصَدْتُ، وَالى تَجاوُزِكَ اشْتَقْتُ، وَبِفَضْلِكَ وَثِقْتُ، وَلَيْسَ عِنْدى ما يُوجِبُ لى مَغْفِرَتَكَ، وَلا في عَمَلى ما اسْتَحِقُّ بِهِ عَفْوَكَ، وَمالى بَعْدَ انْ حَكَمْتُ عَلى نَفْسى الَّا فَضْلُكَ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَتَفَضَّلْ عَلَىَّ، اللهُمَّ وَانْطِقْنى بِالْهُدى وَالْهِمْنِى التَّقْوى وَوَفِّقْنى لِلَّتى

ص: 119

هِىَ ازْكى وَاسْتَعْمِلْنى بِما هُوَ ارْضى اللهُمَّ اسْلُكْ بِىَ الطَّريقَةَ الْمُثْلى وَاجْعَلْنى عَلى مِلَّتِكَ امُوتُ وَاحْيى اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَمَتِّعْنى بِالْإِقْتِصادِ، وَاجْعَلْنى مِنْ اهْلِ السَّدادِ، وَمِنْ ادِلَّةِ الرَّشادِ، وَمِنْ صالِحِى الْعِبادِ، وَارْزُقْنى فَوْزَ الْمَعادِ، وَسَلامَةَ المِرْصادِ، اللهُمَّ خُذْ لِنَفْسِكَ مِنْ نَفْسى ما يُخَلِّصُها، وَابْقِ لِنَفْسى مِنْ نَفْسى ما يُصْلِحُها، فَانَّ نَفْسى هالِكَةٌ اوْ تَعْصِمَها، اللهُمَّ انْتَ عُدَّتى انْ حَزِنْتُ، وَانْتَ مُنْتَجَعى انْ حُرِمْتُ، وَبِكَ اسْتِغاثَتى انْ كَرَثْتُ، وَعِنْدَكَ مِمَّا فاتَ خَلَفٌ، وَلِما فَسَدَ صَلاحٌ، وَفيما انْكَرْتَ تَغْييرٌ، فَامْنُنْ عَلَىَّ قَبْلَ الْبَلاءِ بِالْعافِيَةِ، وَقَبْلَ الطَّلَبِ بِالْجِدَةِ، وَقَبْلَ الضَّلالِ بِالرَّشادِ، وَاكْفِنى مَؤُنَةَ مَعَرَّةِ الْعِبادِ، وَهَبْ لى امْنَ يَوْمِ الْمَعادِ، وَامْنِحْنى حُسْنَ الْإِرْشادِ، اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَادْرَأْ عَنّى بِلُطْفِكَ، وَاغْذُنى بِنِعْمَتِكَ، وَاصْلِحْنى بِكَرَمِكَ، وَداوِنى بِصُنْعِكَ، وَاظِلَّنى في ذَراكَ، وَجَلِّلْنى رِضاكَ، وَوَفِّقْنى اذَااشْتَكَلَتْ عَلَىَّ الْأُمُورُ لِأَهْداها، وَاذا تَشابَهَتِ الْأَعْمالُ لِأَزْكاها، وَاذا تَناقَضَتِ الْمِلَلُ لِأَرْضاها، اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَتَوِّجْنى بِالْكِفايَةِ، وَسُمْنى حُسْنَ الْوِلايَةِ، وَهَبْ لى صِدْقَ الْهِدايَةِ، وَلا تَفْتِنّى بِالسَّعَةِ، وَامْنِحْنى حُسْنَ الدَّعَةِ، وَلا تَجْعَلْ عَيْشى كَدّاً كَدّاً، وَلا تَرُدَّ دُعآئى عَلَىَّ رَدّاً، فَانّى لا اجْعَلُ لَكَ ضِدّاً، وَلا ادْعُو مَعَكَ نِدّاً، اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَامْنَعْنى مِنَ السَّرَفِ، وَحَصِّنْ رِزْقى مِنَ التَّلَفِ، وَوَفِّرْ مَلَكَتى بِالْبَرَكَةِ فيهِ، وَاصِبْ بى سَبيلَ الْهِدايَةِ لِلْبِرِّ فيما انْفِقُ مِنْهُ، اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَاكْفِنى مَؤُنَةَ الْإِكْتِسابِ، وَارْزُقْنى مِنْ غَيْرِ احْتِسابٍ، فَلا اشْتَغِلَ عَنْ عِبادَتِكَ بِالطَّلَبِ، وَلا احْتَمِلَ اصْرَ تَبِعاتِ الْمَكْسَبِ، اللهُمَّ فَأَطْلِبْنى بِقُدْرَتِكَ ما اطْلُبُ، وَاجِرْنى بِعِزَّتِكَ مِمَّا ارْهَبُ، اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَصُنْ وَجْهى بِالْيَسارِ، وَلا تَبْتَذِلْ جاهى بِالْإِقْتارِ، فَاسْتَرْزِقَ اهْلَ

ص: 120

رِزْقِكَ، وَاسْتَعْطِىَ شِرارَ خَلْقِكَ، فَافْتَتِنَ بِحَمْدِ مَنْ اعْطانى وَابْتَلى بِذَمِّ مَنْ مَنَعَنى وَانْتَ مِنْ دُونِهِمْ وَلِىُّ الْإِعْطآءِ وَالْمَنْعِ، اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَارْزُقْنى صِحَّةً في عِبادَةٍ، وَفَراغاً في زَهادَةٍ، وَعِلْماً فِى اسْتِعْمالٍ، وَوَرَعاً في اجْمالٍ، اللهُمَّ اخْتِمْ بِعَفْوِكَ اجَلى وَحَقِّقْ في رَجآءِ رَحْمَتِكَ امَلى وَسَهِّلْ الى بُلوُغِ رِضاكَ سُبُلى وَحَسِّنْ في جَميعِ احْوالى عَمَلى اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍوَآلِهِ، وَنَبِّهْنى لِذِكْرِكَ في اوْقاتِ الْغَفْلَةِ، وَاسْتَعْمِلْنى بِطاعَتِكَ في ايَّامِ الْمُهْلَةِ، وَانْهَجْ لى الى مَحَبَّتِكَ سَبيلًا سَهْلَةً، اكْمِلْ لى بِها خَيْرَ الدُّنْيا وَالْأخِرَةِ، اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، كَافْضَلِ ما صَلَّيْتَ عَلى احَدٍ مِنْ خَلْقِكَ قَبْلَهُ، وَانْتَ مُصَلٍّ عَلى احَدٍ بَعْدَهُ، وَآتِنا فِى الدُّنْيا حَسَنَةً، وَفِى الْأخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنى بِرَحْمَتِكَ عَذابَ النَّارِ.

دعاء الندبة

(1) إنّ التوجّه لوليّ العصر- عجّل اللَّه تعالى فرجه- والدعاء له والتعبير عن التعلّق به وعشقه والدعاء لتعجيل ظهوره، كلّ ذلك دلالة على التشيّع الحقيقيّ. ولكن ممّا لا شكّ فيه أنّ مَن يدعو لظهور المصلح العالميّ، يجدّ لإصلاح نفسه ومجتمعه، ومن ينتظر منقذ البشرية والإمام الحقّ، يسعى لأن يكون جنديّاً باسلًا ومطيعاً ومضحّياً في سبيل الإسلام وإنقاذ المستضعفين. ودعاء الندبة نجوى العشّاق والرمز لكلّ شيعي منتظر ليدعو بالترنّم به والتوجّه لمضمونه لإمام الزمان عليه السلام، كما يبرز حبّه وعشقه للإمام، ويعلم سرّ التضحية ويتعرّف على نبذة من تاريخ الأنبياء وأدلة ولاية أميرالمؤمنين عليه السلام. يستحبّ دعاء الندبة في الأعياد الأربعة: الجمعة والفطر والأضحى وعيد الغدير(2).


1- « الندبة»: لغوياً تعني البكاء والألم وتسمية الدعاء بهذا الاسم حيث ينعكس فيه ابراز الألم والحزن على مصائب أهل بيت النبي صلى الله عليه و آله ولا سيّما فراق الإمام المهدي عليه السلام.
2- ذكر هذا الدعاء السيّد ابن طاووس في مصباح الزائر: ص 446- 453. ومحمّد بن المشهدي في المزار الكبير: ص 573. كما رواه المرحوم العلّامة المجلسي في بحار الأنوار: ج 99، ص 104- 110، كما نقله العلّامة المجلسي في كتاب زاد المعاد: ص 491- 504 بسند معتبر عن الإمام الصادق عليه السلام. وطبق بعض الروايات أنّ هذاالدعاء روي عن إمام الزمان عليه السلام من جانب أحد نوابه، وهو في الواقع تأكيد لما ورد عن الإمام الصادق عليه السلام.( للوقوف على المزيد راجع كتاب الندبة والنشاط للعالم المرحوم زمرديان).

ص: 121

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ

الْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ الْعالَمينَ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ نَبِيِّهِ وَآلِهِ، وَسَلَّمَ تَسْليماً، اللهُمَ لَكَ الْحَمْدُ عَلى ما جَرى بِهِ قَضآئُكَ في اوْلِيآئِكَ، الَّذينَ اسْتَخْلَصْتَهُمْ لِنَفْسِكَ وَدينِكَ، اذِ اخْتَرْتَ لَهُمْ جَزيلَ ما عِنْدَكَ مِنَ النَّعيمِ الْمُقيمِ، الَّذى لا زَوالَ لَهُ وَلَا اضْمِحْلالَ، بَعْدَ انْ شَرَطْتَ عَلَيْهِمُ الزُّهْدَ في دَرَجاتِ هذِهِ الدُّنْيَا الدَّنِيَّةِ، وَزُخْرُفِها وَزِبْرِجِها، فَشَرَطُوا لَكَ ذلِكَ، وَعَلِمْتَ مِنْهُمُ الْوَفآءَ بِهِ، فَقَبِلْتَهُمْ وَقَرَّبْتَهُمْ، وَقَدَّمْتَ لَهُمُ الذِّكْرَ الْعَلِىَّ، وَالثَّنآءَ الْجَلِىَّ، وَاهْبَطْتَ عَلَيْهِمْ مَلآئِكَتَكَ، وَكَرَّمْتَهُمْ بِوَحْيِكَ، وَرَفَدْتَهُمْ بِعِلْمِكَ، وَجَعَلْتَهُمُ الذَّريعَةَ الَيْكَ، وَالْوَسيلَةَ الى رِضْوانِكَ، فَبَعْضٌ اسْكَنْتَهُ جَنَّتَكَ الى انْ اخْرَجْتَهُ مِنْها، وَبَعْضٌ حَمَلْتَهُ في فُلْكِكَ، وَنَجَّيْتَهُ وَمَنْ آمَنَ مَعَهُ مِنَ الْهَلَكَةِ بِرَحْمَتِكَ، وَبَعْضٌ اتَّخَذْتَهُ لِنَفْسِكَ خَليلًا، وَسَئَلَكَ لِسانَ صِدْقٍ فِى الْاخِرينَ فَاجَبْتَهُ، وَجَعَلْتَ ذلِكَ عَلِيّاً، وَبَعْضٌ كَلَّمْتَهُ مِنْ شَجَرَةٍ تَكْليماً، وَجَعَلْتَ لَهُ مِنْ اخيهِ رِدْءاً وَوَزيراً، وَبَعْضٌ اوْلَدْتَهُ مِنْ غَيْرِ ابٍ، وَآتَيْتَهُ الْبَيِّناتِ، وَايَّدْتَهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ، وَكُلٌّ شَرَعْتَ لَهُ شَريعَةً، وَنَهَجْتَ لَهُ مِنْهاجاً، وَتَخَيَّرْتَ لَهُ اوْصِيآءَ مُسْتَحْفِظاً بَعْدَ مُسْتَحْفِظٍ، مِنْ مُدَّةٍ الى مُدَّةٍ، اقامَةً لِدينِكَ، وَحُجَّةً عَلى عِبادِكَ، وَلِئَلَّا يَزُولَ الْحَقُّ عَنْ مَقَرِّهِ، وَيَغْلِبَ الْباطِلُ عَلى اهْلِهِ، وَلا يَقُولَ احَدٌ لَوْلا ارْسَلْتَ الَيْنا رَسُولًا مُنْذِراً، وَاقَمْتَ لَنا عَلَماً هادِياً، فَنَتَّبِعَ آياتِكَ مِنْ قَبْلِ انْ نَذِلَّ وَنَخْزى الى انِ انْتَهَيْتَ بِالْأَمْرِ الى حَبيبِكَ وَنَجيبِكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، فَكانَ كَمَا انْتَجَبْتَهُ سَيِّدَ مَنْ خَلَقْتَهُ، وَصَفْوَةَ مَنِ اصْطَفَيْتَهُ، وَافْضَلَ مَنِ اجْتَبَيْتَهُ، وَاكْرَمَ مَنِ اعْتَمَدْتَهُ، قَدَّمْتَهُ عَلى انْبِيآئِكَ، وَبَعَثْتَهُ الَى الثَّقَلَيْنِ مِنْ عِبادِكَ، وَاوْطَاْتَهُ مَشارِقَكَ، وَمَغارِبَكَ، وَسَخَّرْتَ لَهُ

ص: 122

الْبُراقَ، وَعَرَجْتَ بِهِ [بِرُوحِهِ الى سَمآئِكَ، وَاوْدَعْتَهُ عِلْمَ ما كانَ وَما يَكُونُ الَى انْقِضآءِ خَلْقِكَ، ثُمَّ نَصَرْتَهُ بِالرُّعْبِ، وَحَفَفْتَهُ بِجَبْرَئيلَ وَميكآئيلَ، وَالْمُسَوِّمينَ مِنْ مَلآئِكَتِكَ، وَوَعَدْتَهُ انْ تُظْهِرَ دينَهُ عَلَى الدّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ، وَذلِكَ بَعْدَ انْ بَوَّئْتَهُ مُبَوَّءَ صِدْقٍ مِنْ اهْلِهِ، وَجَعَلْتَ لَهُ وَلَهُمْ اوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ، لَلَّذى بِبَكَّةَ مُبارَكاً وَهُدىً لِلْعالَمينَ، فيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ، مَقامُ ابْراهيمَ، وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً، وَقُلْتَ انَّما يُريدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ اهْلَ الْبَيْتِ، وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهيراً، ثُمَّ جَعَلْتَ اجْرَ مُحَمَّدٍ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ مَوَدَّتَهُمْ في كِتابِكَ، فَقُلْتَ قُلْ لا اسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ اجْراً الَّا الْمَوَدَّةَ فِى الْقُرْبى وَقُلْتَ ما سَئَلْتُكُمْ مِنْ اجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ، وَقُلْتَ ما اسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ اجْرٍ الَّا مَنْ شآءَ انْ يَتَّخِذَ الى رَبِّهِ سَبيلًا، فَكانُوا هُمُ السَّبيلَ الَيْكَ، وَالْمَسْلَكَ الى رِضْوانِكَ، فَلَمَّاانْقَضَتْ ايَّامُهُ، اقامَ وَلِيَّهُ عَلِىَّ بْنَ ابيطالِبٍ صَلَواتُكَ عَلَيْهِما وَآلِهِما هادِياً، اذْ كانَ هُوَ الْمُنْذِرَ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ، فَقالَ وَالْمَلَأُ امامَهُ مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَعَلِىٌّ مَوْلاهُ، اللهُمَّ والِ مَنْ والاهُ، وَعادِ مَنْ عاداهُ، وَانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ، وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ، وَقالَ مَنْ كُنْتُ انَا نَبِيُّهُ فَعَلِىٌّ اميرُهُ، وَقالَ انَا وَعَلِىٌّ مِنْ شَجَرَةٍ واحِدَةٍ، وَسائِرُ النَّاسِ مِنْ شَجَرٍ شَتّى وَاحَلَّهُ مَحَلَّ هارُونَ مِنْ مُوسى فَقال لَهُ انْتَ مِنّى بِمَنْزِلَةِ هارُونَ مِنْ مُوسى الَّا انَّهُ لا نَبِىَّ بَعْدى وَزَوَّجَهُ ابْنَتَهُ سَيِّدَةَ نِسآءِ الْعالَمينَ، وَاحَلَّ لَهُ مِنْ مَسْجِدِهِ ما حَلَّ لَهُ، وَسَدَّ الْأَبْوابَ الَّا بابَهُ، ثُمَّ اوْدَعَهُ عِلْمَهُ وَحِكْمَتَهُ، فَقالَ ا نَا مَدينَةُ الْعِلْمِ وَعَلِىٌّ بابُها، فَمَنْ ارادَ الْمَدينَةَ وَالْحِكْمَةَ، فَلْيَاْتِها مِنْ بابِها، ثُمَّ قالَ انْتَ اخى وَوَصِيّى وَوارِثى لَحْمُكَ مِنْ لَحْمى وَدَمُكَ مِنْ دَمى وَسِلْمُكَ سِلْمى وَحَرْبُكَ حَرْبى وَالْإِيمانُ مُخالِطٌ لَحْمَكَ وَدَمَكَ، كَما خالَطَ لَحْمى وَدَمى وَانْتَ غَداً عَلَى الْحَوْضِ خَليفَتى وَانْتَ تَقْضى دَيْنى وَتُنْجِزُ عِداتى وَشيعَتُكَ عَلى مَنابِرَ مِنْ

ص: 123

نُورٍ، مُبْيَضَّةً وُجُوهُهُمْ حَوْلى فِى الْجَنَّةِ، وَهُمْ جيرانى وَلَوْلا انْتَ يا عَلِىُّ لَمْ يُعْرَفِ الْمُؤْمِنُونَ بَعْدى وَكانَ بَعْدَهُ هُدىً مِنَ الضَّلالِ، وَنُوراً مِنَ الْعَمى وَحَبْلَ اللَّهِ الْمَتينَ، وَصِراطَهُ الْمُسْتَقيمَ، لا يُسْبَقُ بِقَرابَةٍ في رَحِمٍ، وَلا بِسابِقَةٍ في دينٍ، وَلا يُلْحَقُ في مَنْقَبَةٍ مِنْ مَناقِبِهِ، يَحْذُو حَذْوَ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِما وَآلِهِما، وَيُقاتِلُ عَلَى التَّاْويلِ، وَلا تَاْخُذُهُ فِى اللَّهِ لَوْمَةُ لآئِمٍ، قَدْ وَتَرَ فيهِ صَناديدَ الْعَرَبِ، وَقَتَلَ ابْطالَهُمْ وَناوَشَ ذُؤْبانَهُمْ، فَاوْدَعَ قُلُوبَهُمْ احْقاداً بَدْرِيَّةً وَخَيْبَرِيَّةً وَحُنَيْنِيَّةً وَغَيْرَهُنَّ، فَاضَبَّتْ عَلى عَداوَتِهِ، وَاكَبَّتْ عَلى مُنابَذَتِهِ، حَتّى قَتَلَ النَّاكِثينَ وَالْقاسِطينَ وَالْمارِقينَ، وَلَمَّا قَضى نَحْبَهُ، وَقَتَلَهُ اشْقَى الْاخِرينَ يَتْبَعُ اشْقَى الْأَوَّلينَ، لَمْ يُمْتَثَلْ امْرُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ فِى الْهادينَ بَعْدَ الْهادينَ، وَالْأُمَّةُ مُصِرَّةٌ عَلى مَقْتِهِ، مُجْتَمِعَةٌ عَلى قَطيعَةِ رَحِمِهِ، وَاقْصآءِ وُلْدِهِ، الَّا الْقَليلَ مِمَّنْ وَفى لِرِعايَةِ الْحَقِّ فيهِمْ، فَقُتِلَ مَنْ قُتِلَ، وَسُبِىَ مَنْ سُبِىَ، وَاقْصِىَ مَنْ اقْصِىَ، وَجَرَى الْقَضآءُ لَهُمْ بِما يُرْجى لَهُ حُسْنُ الْمَثُوبَةِ، اذْ كانَتِ الْأَرْضُ لِلَّهِ يُورِثُها مَنْ يَشآءُ مِنْ عِبادِهِ، وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقينَ، وَسُبْحانَ رَبِّنا انْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولًا، وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَهُوَ الْعَزيزُ الْحَكيمُ، فَعَلَى الْأَطائِبِ مِنْ اهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ وَعَلِىٍّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِما وَ آلِهِما، فَلْيَبْكِ الْباكُونَ، وَايَّاهُمْ فَلْيَنْدُبِ النَّادِبُونَ، وَلِمِثْلِهِمْ فَلْتَذْرَفِ الدُّمُوعُ، وَلْيَصْرُخِ الصَّارِخُونَ، وَيَضِجَّ الضَّآجُّونَ، وَيَعِجَّ الْعآجُّوَن، ايْنَ الْحَسَنُ ايْنَ الْحُسَيْنُ، ايْنَ ابْنآءُ الْحُسَيْنِ، صالِحٌ بَعْدَصالِحٍ، وَصادِقٌ بَعْدَ صادِقٍ، ايْنَ السَّبيلُ بَعْدَ السَّبيلِ، ايْنَ الْخِيَرَةُ بَعْدَ الْخِيَرَةِ، ايْنَ الشُّمُوسُ الطَّالِعَةُ، ايْنَ الْأَقْمارُ الْمُنيرَةُ، ايْنَ الْأَنْجُمُ الزَّاهِرَةُ، ايْنَ اعْلامُ الدّينِ وَقَواعِدُ الْعِلْمِ، ايْنَ بَقِيَّةُ اللَّهِ الَّتى لا تَخْلُو مِنَ الْعِتْرَةِ الْهادِيَةِ، ايْنَ الْمُعَدُّ لِقَطْعِ دابِرِ الظَّلَمَةِ، ايْنَ الْمُنْتَظَرُ لِإِقامَةِ الْأَمْتِ وَاْلعِوَجِ، ايْنَ الْمُرْتَجى لِإِزالَةِ

ص: 124

الْجَوْرِ وَالْعُدْوانِ، ايْنَ الْمُدَّخَرُ لِتَجْديدِ الْفَرآئِضِ وَالسُّنَنِ، ايْنَ الْمُتَخَيَّرُ لِإِعادَةِ الْمِلَّةِ وَالشَّريعَةِ، ايْنَ الْمُؤَمَّلُ لِإِحْيآءِ الْكِتابِ وَحُدُودِهِ، ايْنَ مُحْيى مَعالِمِ الدّينِ وَاهْلِهِ، ايْنَ قاصِمُ شَوْكَةِ الْمُعْتَدينَ، ايْنَ هادِمُ ابْنِيَةِ الشِّرْكِ وَالنِّفاقِ، ايْنَ مُبيدُ اهْلِ الْفُسُوقِ وَالْعِصْيانِ وَالطُّغْيانِ، ايْنَ حاصِدُ فُرُوعِ الْغَىِّ وَالشِّقاقِ، ايْنَ طامِسُ آثارِ الزَّيْغِ وَالْأَهْوآءِ، ايْنَ قاطِعُ حَبآئِلِ الْكِذْبِ وَالْإِفْتِرآءِ، ايْنَ مُبيدُ الْعُتاةِ وَالْمَرَدَةِ، ايْنَ مُسْتَاْصِلُ اهْلِ الْعِنادِ وَالتَّضْليلِ وَالْإِلْحادِ، ايْنَ مُعِزُّ الْأَوْلِيآءِ وَمُذِلُّ الْأَعْدآءِ، ايْنَ جامِعُ الْكَلِمَةِ عَلَى التَّقْوى ايْنَ بابُ اللَّهِ الَّذى مِنْهُ يُؤْتى ايْنَ وَجْهُ اللَّهِ الَّذى الَيْهِ يَتَوَجَّهُ الْأَوْلِيآءُ، ايْنَ السَّبَبُ الْمُتَّصِلُ بَيْنَ الْأَرْضِ وَالسَّمآءِ، ايْنَ صاحِبُ يَوْمِ الْفَتْحِ وَناشِرُ رايَةِ الْهُدى ايْنَ مُؤَلِّفُ شَمْلِ الصَّلاحِ وَالرِّضا، ايْنَ الطَّالِبُ بِذُحُولِ الْأَنْبِيآءِ وَابْنآءِ الْأَنْبِيآءِ، ايْنَ الطَّالِبُ بِدَمِ الْمَقْتُولِ بِكَرْبَلآءَ، ايْنَ الْمَنْصُورُ عَلى مَنِ اعْتَدى عَلَيْهِ وَافْتَرى ايْنَ الْمُضْطَرُّ الَّذى يُجابُ اذا دَعى ايْنَ صَدْرُ الْخَلائِقِ ذُوالْبِرِّ وَالتَّقْوى ايْنَ ابْنُ النَّبِىِّ الْمُصْطَفى وَابْنُ عَلِىٍّ الْمُرْتَضى وَابْنُ خَديجَةَ الْغَرَّآءِ، وَابْنُ فاطِمَةَ الْكُبْرى بِابى انْتَ وَامّى وَنَفْسى لَكَ الْوِقآءُ وَالْحِمى يَا بْنَ السَّادَةِ الْمُقَرَّبينَ، يَا بْنَ النُّجَبآءِ الْأَكْرَمينَ، يَا بْنَ الْهُداةِ الْمَهْدِيّينَ، يَا بْنَ الْخِيَرَةِ الْمُهَذَّبينَ، يَا بْنَ الْغَطارِفَةِ الْأَنْجَبينَ، يَا بْنَ الْأَطآئِبِ الْمُطَهَّرينَ، يَا بْنَ الْخَضارِمَةِ الْمُنْتَجَبينَ، يَا بْنَ الْقَماقِمَةِ الْأَكْرَمينَ، يَا بْنَ الْبُدُورِ الْمُنيرَةِ، يَا بْنَ السُّرُجِ الْمُضيئَةِ، يَا بْنَ الشُّهُبِ الثَّاقِبَةِ، يَا بْنَ الْأَنْجُمِ الزَّاهِرَةِ، يَا بْنَ السُّبُلِ الْواضِحَةِ، يَا بْنَ الْأَعْلامِ الّلآئِحَةِ، يَا بْنَ الْعُلُومِ الْكامِلَةِ، يَابْنَ السُّنَنِ الْمَشْهُورَةِ، يَا بْنَ الْمَعالِمِ الْمَأثُورَةِ، يَا بْنَ الْمُعْجِزاتِ الْمَوْجُودَةِ، يَا بْنَ الدَّلائِلِ الْمَشْهُودَةِ، يَا بْنَ الصِّراطِ الْمُسْتَقيمِ، يَا بْنَ النَّبَأِ الْعَظيمِ، يَا بْنَ مَنْ هُوَ في امِّ الْكِتابِ لَدَى اللَّهِ عَلِىٌّ حَكيمٌ، يَا بْنَ الْاياتِ وَالْبَيِّناتِ، يَا بْنَ الدَّلائِلِ الظَّاهِراتِ، يَا بْنَ الْبَراهينِ

ص: 125

الْواضِحاتِ الْباهِراتِ، يَا بْنَ الْحُجَجِ الْبالِغاتِ، يَا بْنَ النِّعَمِ السَّابِغاتِ، يَا بْنَ طه وَالْمُحْكَماتِ، يَا بْنَ يس وَالذَّارِياتِ، يَا بْنَ الطُّورِ وَالْعادِياتِ، يَا بْنَ مَنْ دَنى فَتَدَلّى فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ اوْ ادْنى دُنُوّاً وَاقْتِراباً مِنَ الْعَلِىِّ الْأَعْلى لَيْتَ شِعْرى ايْنَ اسْتَقَرَّتْ بِكَ النَّوى بَلْ اىُّ ارْضٍ تُقِلُّكَ اوْ ثَرى ابِرَضْوى اوْغَيْرِها، امْ ذى طُوى عَزيزٌ عَلَىَّ انْ ارَى الْخَلْقَ وَلا تُرى وَلا اسْمَعُ لَكَ حَسيساً وَلا نَجْوى عَزيزٌ عَلَىَّ انْ تُحيطَ بِكَ دُونِىَ الْبَلْوى وَلايَنالُكَ مِنّى ضَجيجٌ وَلا شَكْوى بِنَفْسى انْتَ مِنْ مُغَيَّبٍ لَمْ يَخْلُ مِنَّا، بِنَفْسى انْتَ مِنْ نازِحٍ ما نَزَحَ عَنَّا، بِنَفْسى انْتَ امْنِيَّةُ شائِقٍ يَتَمَنّى مِنْ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ ذَكَرا فَحَنَّا، بِنَفْسى انْتَ مِنْ عَقيدِ عِزٍّ لايُسامى بِنَفْسى انْتَ مِنْ اثيلِ مَجْدٍ لايُجارى (1)، بِنَفْسى انْتَ مِنْ تِلادِ نِعَمٍ لا تُضاهى بِنَفْسى انْتَ مِنْ نَصيفِ شَرَفٍ لا يُساوى الى مَتى احارُ فيكَ يا مَوْلاىَ، وَالى مَتى وَاىَّ خِطابٍ اصِفُ فيكَ، وَاىَّ نَجْوى عَزيزٌ عَلَىَّ انْ اجابَ دُونَكَ وَاناغى عَزيزٌ عَلَىَّ انْ ابْكِيَكَ وَيَخْذُلَكَ الْوَرى عَزيزٌ عَلَىَّ انْ يَجْرِىَ عَلَيْكَ دُونَهُمْ ما جَرى هَلْ مِنْ مُعينٍ فَاطيلَ مَعَهُ الْعَويلَ وَالْبُكآءَ، هَلْ مِنْ جَزُوعٍ فَاساعِدَ جَزَعَهُ اذا خَلا، هَلْ قَذِيَتْ عَيْنٌ فَساعَدَتْها عَيْنى عَلَى الْقَذى هَلْ الَيْكَ يَا بْنَ احْمَدَ سَبيلٌ فَتُلْقى هَلْ يَتَّصِلُ يَوْمُنا مِنْكَ بِعِدَةٍ(2) فَنَحْظى مَتى نَرِدُ مَناهِلَكَ الرَّوِيَّةَ فَنَرْوى مَتى نَنْتَقِعُ مِنْ عَذْبِ مآئِكَ فَقَدْ طالَ الصَّدى مَتى نُغاديكَ وَنُراوِحُكَ فَنُقِرَّ(3) عَيْناً، مَتى تَرانا وَنَريكَ، وَقَدْ نَشَرْتَ لِوآءَ النَّصْرِ تُرى اتَرانانَحُفُّ بِكَ وَانْتَ تَامُّ الْمَلَأَ، وَقَدْ مَلَأْتَ الْأَرْضَ عَدْلًا، وَاذَقْتَ اعْدآئَكَ هَواناً وَعِقاباً، وَابَرْتَ الْعُتاةَ وَجَحَدَةَ الْحَقِّ، وَقَطَعْتَ دابِرَ الْمُتَكَبِّرينَ، وَاجْتَثَثْتَ اصُولَ الظَّالِمينَ،


1- وفي سائر الكتب:« لا يجازى».
2- في بحار الأنوار:« بِغَدِه».
3- في بحار الأنوار وإقبال الأعمال:« فنقرّ منها».

ص: 126

وَنَحْنُ نَقُولُ الْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ الْعالَمينَ، اللهُمَّ انْتَ كَشَّافُ الكُرَبِ وَالْبَلْوى وَالَيْكَ اسْتَعْدى فَعِنْدَكَ الْعَدْوى وَانْتَ رَبُّ الْاخِرَةِ وَالدُّنْيا(1)، فَاغِثْ يا غِياثَ الْمُسْتَغيثينَ، عُبَيْدَكَ الْمُبْتَلى وَارِهِ سَيِّدَهُ يا شَديدَ الْقُوى وَازِلْ عَنْهُ بِهِ الْأَسى وَالْجَوى وَبَرِّدْ غَليلَهُ يا مَنْ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى وَمَنْ الَيْهِ الرُّجْعى وَالْمُنْتَهى اللهُمَّ وَنَحْنُ عَبيدُكَ التَّآئِقُونَ الى وَلِيِّكَ الْمُذَكِّرِ بِكَ وَبِنَبِيِّكَ، خَلَقْتَهُ لَنا عِصْمَةً وَمَلاذاً، وَاقَمْتَهُ لَنا قِواماً وَمَعاذاً، وَجَعَلْتَهُ لِلْمُؤْمِنينَ مِنَّا اماماً، فَبَلِّغْهُ مِنَّا تَحِيَّةً وَسَلاماً، وَزِدْنا بِذلِكَ يارَبِّ اكْراماً، وَاجْعَلْ مُسْتَقَرَّهُ لَنا مُسْتَقَرّاً وَمُقاماً، وَاتْمِمْ نِعْمَتَكَ بِتَقْديمِكَ ايَّاهُ امامَنا، حَتّى تُورِدَنا جِنانَكَ وَمُرافَقَةَ الشُّهَدآءِ مِنْ خُلَصآئِكَ، اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ جَدِّهِ وَرَسُولِكَ السَّيِّدِ الأَكْبَرِ، وَعَلى ابيهِ السَّيِّدِ الأَصْغَرِ، وَجَدَّتِهِ الصِّدّيقَةِ الْكُبْرى فاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ، وَعَلى مَنِ اصْطَفَيْتَ مِنْ آبآئِهِ الْبَرَرَةِ، وَعَلَيْهِ افْضَلَ وَاكْمَلَ وَاتَمَّ وَادْوَمَ وَاكْثَرَ وَاوْفَرَ ما صَلَّيْتَ عَلى احَدٍ مِنْ اصْفِيآئِكَ وَخِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ، وَصَلِّ عَلَيْهِ صَلاةً لا غايَةَ لِعَدَدِها، وَلانِهايَةَ لِمَدَدِها، وَلا نَفادَ لِأَمَدِها، اللهُمَّ وَاقِمْ بِهِ الْحَقَّ، وَادْحِضْ بِهِ الْباطِلَ، وَادِلْ بِهِ اوْلِيآئَكَ، وَاذْلِلْ بِهِ اعْدآئَكَ، وَصِلِ اللَّهُمَّ بَيْنَنا وَبَيْنَهُ وُصْلَةً تُؤَدّى الى مُرافَقَةِ سَلَفِهِ، وَاجْعَلْنا مِمَّنْ يَاْخُذُ بِحُجْزَتِهِمْ، وَيَمْكُثُ في ظِلِّهِمْ، وَاعِنَّا عَلى تَاْدِيَةِ حُقُوقِهِ الَيْهِ، وَالْإِجْتِهادِ في طاعَتِهِ، وَاجْتِنابِ مَعْصِيَتِهِ، وَامْنُنْ عَلَيْنا بِرِضاهُ، وَهَبْ لَنا رَأْفَتَهُ وَرَحْمَتَهُ، وَدُعآئَهُ وَخَيْرَهُ، مانَنالُ بِهِ سَعَةً مِنْ رَحْمَتِكَ، وَفَوْزاً عِنْدَكَ، وَاجْعَلْ صَلاتَنا بِهِ مَقْبُولَةً، وَذُنُوبَنا بِهِ مَغْفُورَةً، وَدُعآئَنا بِهِ مُسْتَجاباً، وَاجْعَلْ ارْزاقَنا بِهِ مَبْسُوطَةً، وَهُمُومَنا بِهِ مَكْفِيَّةً، وَحَوآئِجَنا بِهِ مَقْضِيَّةً، وَاقْبِلْ الَيْنا بِوَجْهِكَ الْكَريمِ، وَاقْبَلْ تَقَرُّبَنا الَيْكَ، وَانْظُرْ الَيْنا نَظْرَةً


1- في بحار الأنوار:« الأولى .

ص: 127

رَحيمَةً، نَسْتَكْمِلُ بِهَا الْكَرامَةَ عِنْدَكَ، ثُمَّ لا تَصْرِفْها عَنَّا بِجُودِكَ، وَاسْقِنا مِنْ حَوْضِ جَدِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، بِكَاْسِهِ وَبِيَدِهِ، رَيّاً رَوِيّاً هَنيئاً سآئِغاً، لا ظَمَأَ بَعْدَهُ يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ.

دعاء الإمام المهدي (عجل اللَّه تعالى فرجه) عليه السلام

هذا الدعاء من الأدعية المشهورة والمعروفة، وله مضمون رفيع، رواه المرحوم الكفعمي في المصباح (1).

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ

اللهُمَّ ارْزُقْنا تَوْفيقَ الطَّاعَةِ، وَبُعْدَ الْمَعْصِيَةِ، وَصِدْقَ النِّيَّةِ، وَعِرْفانَ الْحُرْمَةِ، وَاكْرِمْنابِالْهُدى وَالْإِسْتِقامَةِ، وَسَدِّدْ الْسِنَتَنا بِالصَّوابِ وَالْحِكْمَةِ، وَامْلَأْ قُلُوبَنا بِالْعِلْمِ وَالْمَعْرِفَةِ، وَطَهِّرْ بُطُونَنا مِنَ الْحَرامِ وَالشُّبْهَةِ، وَاكْفُفْ ايْدِيَنا عَنِ الظُّلْمِ وَالسَّرِقَةِ، وَاغْضُضْ ابْصارَنا عَنِ الْفُجُورِ وَالْخِيانَةِ، وَاسْدُدْ اسْماعَنا عَنِ اللَّغْوِ وَالْغيبَةِ، وَتَفَضَّلْ عَلى عُلَمآئِنا بِالزُّهْدِ وَالنَّصيحَةِ، وَعَلَى الْمُتَعَلِّمينَ بِالْجُهْدِ وَالرَّغْبَةِ، وَعَلَى الْمُسْتَمِعينَ بِالْإِتِّباعِ وَالْمَوْعِظَةِ، وَعَلى مَرْضَى الْمُسْلِمينَ بِالشِّفآءِ وَالرَّاحَةِ، وَعَلى مَوْتاهُمْ بِالرَّاْفَةِ وَالرَّحْمَةِ، وَعَلى مَشايِخِنا بِالْوَقارِ وَالسَّكينَةِ، وَعَلَى الشَّبابِ بِالْإِنابَةِ وَالتَّوْبَةِ، وَعَلَى النِّسآءِ بِالْحَيآءِ وَالْعِفَّةِ، وَعَلَى الْأَغْنِيآءِ بِالتَّواضُعِ وَالسَّعَةِ، وَعَلَى الْفُقَرآءِ بِالصَّبْرِ وَالْقَناعَةِ، وَعَلَى الْغُزاةِ بِالنَّصْرِ وَالْغَلَبَةِ، وَعَلَى الْأُسَرآءِ بِالْخَلاصِ وَالرَّاحَةِ، وَعَلَى الْأُمَرآءِ بِالْعَدْلِ وَالشَّفَقَةِ، وَعَلَى الرَّعِيَّةِ بِالْإِنْصافِ وَحُسْنِ السّيرَةِ، وَبارِكْ لِلْحُجَّاجِ وَالزُّوَّارِ فِى


1- مصباح الكفعمي: ص 280.

ص: 128

الزَّادِ وَالنَّفَقَةِ، وَاقْضِ ما اوْجَبْتَ عَلَيْهِمْ مِنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ، بِفَضْلِكَ وَرَحْمَتِكَ يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ.

دعاء آخر للإمام المهدي (عجل اللَّه فرجه الشريف) عليه السلام

رواه المرحوم السيّد ابن طاووس في مهج الدعوات (1).

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ

الهى بِحَقِّ مَنْ ناجاكَ، وَبِحَقِّ مَنْ دَعاكَ فِى الْبَرِّ وَالْبَحْرِ، تَفَضَّلْ عَلى فُقَرآءِ الْمُؤْمِنينَ وَ الْمُؤْمِناتِ بالْغَنآءِ وَالثَّرْوَةِ، وَعَلى مَرْضَى الْمُؤْمِنينَ والْمُؤْمِناتِ بِالشِّفآءِ وَالصِّحَةِ، وَعَلى احْيآءِ الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ بِاللُّطْفِ وَالْكَرامَةِ، وَعَلى امْواتِ الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ بِالْمَغْفِرَةِ وَالرَّحْمَةِ، وَعَلى غُرَبآءِ الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ بِالرَّدّ الى اوْطانِهِمْ سالِمينَ غانِمينَ، بِمُحَمَّدٍ وَآلِهِ اجْمَعينَ.

- چ چ-


1- مهج الدعوات: ص 294.

ص: 129

القسم الثالث: الزيارات

اشارة

مقدّمة

مقدّمات وآداب الزيارة

إذن الدخول

الفصل الأوّل: في زيارة النّبيّ صلى الله عليه و آله والزهراء عليها السلام و أئمّة البقيع عليهم السلام وسائر المشاهد والمساجد في المدينة المنوّرة

الفصل الثاني: فضيلة أرض النجف و زيارة أميرالمؤمنين علي عليه السلام

الفصل الثالث: فضل الكوفة ومسجدها الأعظم، ومواضع الزيارة

الفصل الرابع: فضل مسجد السهلة وأعماله وأعمال مسجد زيد وصعصعة

الفصل الخامس: زيارة الإمام الحسين عليه السلام

الفصل السادس: زيارة الكاظمين عليهما السلام

الفصل السابع: زيارة الإمام الرضا عليه السلام

الفصل الثامن: زيارة العسكريين (الإمام الهادي والإمام الحسن العسكري عليهما السلام)

الفصل التاسع: زيارة صاحب الأمر عليه السلام

الفصل العاشر: الزيارات الجامعة

الفصل الحادي عشر: الأدعية بعد الزيارات

الفصل الثاني عشر: زيارة الأنبياء العظام وأبناء الأئمّة الكرام وقبور المؤمنين

ص: 130

ص: 131

زيارة المعصومين طريق إلى اللَّه

مقدمه

زيارة المعصومين عليهم السلام طريق إلى اللَّه:

إنّ زيارة النبيّ الأكرم صلى الله عليه و آله والأئمّة المعصومين عليهم السلام والذي يعني مدّ جسور الإرتباط الروحيّ وخلق الاتّصال القلبيّ بأولئك العظام (سواء عن طريق التشرّف بمراقدهم، أو الاتّصال بهم من بعيد، والسلام عليهم وتحيّتهم والإعراب عن إرادتهم والإخلاص لهم مع بيان فضائلهم وكراماتهم وعباداتهم وطاعتهم وخدماتهم) تنطوي على آثار بنّاءة في تربية وتهذيب نفوس الزائرين وتسامي أرواحهم وبلورة القيم المعنوية والأخلاقية لديهم؛ وإن عرف الزائر ماذا يفعل وماذا يقول وماذا يريد؛ لاستطاع طيّ سبيل القرب إلى اللَّه بسرعة، ولوسعه العودة من زيارة قبورهم بصفاء روح وطهارة قلب واستعداد للطاعة، والإتيان بالوظائف والتكاليف، وذلك لما يلي:

أوّلًا: كيف لا يكون للتوجّه إلى المقامات الشامخة لأولئك العظام وذكر صفاتهم وسجاياهم، انعكاس على زائرهم وجذبه إليهم وصبغته بالتدريج بصبغتهم؟! كيف يسعني أنا الزائر، أن أكون ملوّثاً بالإثم من رأسي إلى قدمي وألهج في نفس الوقت بعشق وحبّ أطهار العالم وأصفيائه؟ أو يسوغ لي أن أطأَ حرمهم الطاهر دون التوبة وإعادة النظر في أعمالي وتصرّفاتي؟!.

ثانياً: كيف أعرض عندهم حاجاتي المعنويّة والماديّة وأسألهم الشفاعة لي عند اللَّه بينما لا أقوم بما يليق بهم ويوجب رضاهم؟! أو لا يكفي التوجّه لهذه الامور في التوبة من الذنب والتطهّر والتهذيب؟!

ص: 132

ثالثاً: إنّ من لديه أدنى معرفة بالمسائل النفسية للإنسان وروحية الاقتداء، يوقن أنّ الزائر لو تشرّف بزيارة مراقد أولئك الأطهار بحضور قلب، وتأمّل «المحتوى الرفيع لكلمات وعبارات الزيارة» فإنّ في كلّ جملة من هذه الزيارة درس تربويّ مهمّ ومهذّب للإنسان؛ على سبيل المثال هنالك دروس عجيبة كامنة في الزيارة الجامعة الكبيرة التي تعدّ أجمع الزيارات، ومنها:

1. يتحدّث أثناء الزيارة عن محبّتهم وتوحيدهم ومناهضتهم للشرك وطاعتهم المحضة للَّه ويقول: «

السَّلامُ عَلَى الدُّعاةِ الَى اللَّهِ، وَالْأَدِلّاءِ عَلى مَرْضاتِ اللَّهِ، وَالْمُسْتَقِرّينَ في أَمْرِ اللَّهِ، وَالتَّامّينَ في مَحَبَّةِ اللَّهِ، وَالْمُخْلِصينَ في تَوْحيدِ اللَّهِ، وَالْمُظْهِرينَ لِأَمْرِ اللَّهِ وَنَهْيِهِ، وَعِبادِهِ الْمُكْرَمينَ، الَّذينَ لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ، وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ

».(1) لا يمكن أن يلهج الزائر بهذه الكلمات على أساس المعرفة وينزع إلى الشرك والنفاق، ولا يحثّ الخطى نحو التوحيد والإخلاص!

2. لا يمكن أن يلهج لسان الزائر بتقواهم وصدقهم ومحورية وحدانيتهم وعصمتهم من الخطأ والزلل وطهارتهم من الدنس ويعلن أنّي أشهد أنّكم الأئمّة المتّقون، الصادقون، القائمون بأمر اللَّه والعاملون بإرادته، وأنتم أركان التوحيد والهداة إلى الصراط المستقيم، وأنّ اللَّه عصمكم من الزلل وطهّركم من الرجس، وفي ذات الوقت لا يعقد العزم على التقوى والصدق والكفّ عن المعاصي والاستقامة على الصراط المستقيم.

3. لا يمكن أن يقبل عليهم الزائر ويتحدّث عن صبرهم واستقامتهم وجهادهم وتضحيتهم في سبيل اللَّه وإقامتهم الصلاة وأدائهم الزكاة وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر ويقول: «

فَعَظَّمْتُمْ جَلالَهُ، وَاكْبَرْتُمْ شَأْنَهُ، وَمَجَّدْتُمْ كَرَمَهُ، وَادَمْتُمْ ذِكْرَهُ، وَوَكَّدْتُمْ ميثاقَهُ، وَاحْكَمْتُمْ عَقْدَ طاعَتِهِ، وَنَصَحْتُمْ لَهُ فِي السِّرِّ وَالْعَلانِيَةِ، وَدَعَوْتُمْ الى سَبيلِهِ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ، وَبَذَلْتُمْ انْفُسَكُمْ في مَرْضاتِهِ، وَصَبَرْتُمْ عَلى ما اصابَكُمْ في جَنْبِهِ، وَ اقَمْتُمُ الصَّلاةَ، وَآتَيْتُمُ الزَّكاةَ، وَامَرْتُمْ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهَيْتُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَجاهَدْتُمْ فِي اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ، حَتّى اعْلَنْتُمْ دَعْوَتَهُ، وَبَيَّنْتُمْ فَرآئِضَهُ، وَاقَمْتُمْ حُدُودَهُ، وَنَشَرْتُمْ شَرايِعَ احْكامِهِ

».(2) بينما لا يتحلّى بالصبر والجهاد ولا يهتمّ كما ينبغي بالصلاة والزكاة ولا يبالي بالحدود والأحكام الشرعية.

4. كيف يناديهم: (

مُنْتَظِرٌ لِامْرِكُمْ، مُرْتَقِبٌ لِدَوْلَتِكُمْ، آخِذٌ بِقَوْلِكُمْ، عامِلٌ بِامْرِكُمْ ... وَمُقَدِّمُكُمْ امامَ


1- الزيارة الجامعة، من لايحضره الفقيه: ج 2، ص 610.
2- المصدر السابق، ص 611.

ص: 133

طَلِبَتي وَحَوآئِجي وَارادَتي في كُلِّ احْوالي وَامُوري)(1)

ويولي ظهره لكلّ هذه الأقوال عند العمل؟!

5. أم كيف يخاطبهم: (

وَجَعَلَ صَلَوتِنا عَلَيْكُمْ، وَما خَصَّنا بِهِ مِنْ وِلايَتِكُمْ، طيباً لِخُلْقِنا، وَطَهارَةً لِأَنْفُسِنا، وَتَزْكِيَةً لَنا، وَكَفَّارَةً لِذُنُوبِنا)(2)

أو يرفع يده بالدعاء قائلًا: (

فَثَبَّتَنِىَ اللَّهُ ابَداً ما حَييتُ عَلى

مُوالاتِكُمْ وَمَحَبَّتِكُمْ وَدينِكُمْ، وَوَفَّقَني لِطاعَتِكُمْ، وَرَزَقَنى شَفاعَتَكُمْ، وَجَعَلَني مِنْ خِيارِ مَواليكُمُ التَّابِعينَ لِما دَعَوْتُمْ الَيْهِ، وَجَعَلَني مِمَّنْ يَقْتَصُّ آثارَكُمْ، وَيَسْلُكُ سَبيلَكُمْ)(3)

، أو يدعو اللَّه ثبات القدم ويتحدّث عن إيمانه باللَّه ورسوله: (

رَبَّنا آمَنَّا بِما انْزَلْتَ، وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ، فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدينَ، رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ اذْ هَدَيْتَنا، وَهَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً، انَّكَ انْتَ الْوَهَّابُ)(4)

أو يطلب شفاعتهم عليهم السلام ويسأل غفران ذنوبه: (

يا وَلِيَّ اللَّهِ، انَّ بَيْني وَبيْنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ذُنُوباً، لا يَاْتي عَلَيْها الّا رِضاكُمْ، فَبِحَقِّ مَنِ ائْتَمَنَكُمْ عَلى سِرِّهِ، وَاسْتَرْعاكُمْ امْرَ خَلْقِهِ، وَقَرَنَ طاعَتَكُمْ بِطاعَتِهِ، لَمَّا اسْتَوْهَبْتُمْ ذُنُوبي، وَكُنْتُمْ شُفَعآئي)(5)

بينما لم يعزم على الابتعاد عن الذنوب والمعاصي ويندفع اثر خطاهم ونشر معارفهم ويسعى جهده لمواصلة نهجهم والثبات على الحقّ؟!

6. أم كيف يناديهم: (

فَانّى لَكُمْ مُطيعٌ، مَنْ اطاعَكُمْ فَقَدْ اطاعَ اللَّهَ، وَمَنْ عَصاكُمْ فَقَدْ عَصَى اللَّهَ، وَمَنْ احَبَّكُمْ فَقَدْ احَبَّ اللَّهَ، وَمَنْ ابْغَضَكُمْ فَقَدْ ابْغَضَ اللَّهَ)(6)

في حين لا ينطلق في مقام العمل بما يثبت صدقه في هذه الإدّعاءات؟! وهكذا سائر العبارات العميقة المضمون لهذه الزيارة وسائر الزيارات.

الزيارة عين التوحيد وليست شركاً:

حقّاً ما أغفل أولئك الذين يصدّون الناس عن زيارة أولئك الأطهار تحت الذريعة الجوفاء «اجتناب الشرك» رغم كلّ تلك البركات المعنوية والمادية- التي اشير سابقاً إلى جانب منها- ويزعمون أنّهم مسلمون، مع أنّهم بعيدون عن حقيقة الإسلام؛ وذلك لأنّ زيارة أولئك الأولياء بالصيغة المذكورة بصفتهم «

أولياء اللَّه

» والتوسّل بهم على أنّهم «

شفعاء اللَّه

» و «

عباده الصالحون

» هي عين التوحيد وسبب تربية روح التقوى والإيمان. كأنّهم لا يعلمون أنّ في بعض الزيارات


1- الزيارة الجامعة، من لايحضره الفقيه: ج 2، ص 614.
2- المصدر السابق: ص 613.
3- المصدر السابق: ص 615.
4- المصدر السابق: ص 616.
5- المصدر السابق.
6- المصدر السابق: ص 617.

ص: 134

يذكر اللَّه أحياناً مائة مرّة، وزيارة الجامعة مثلًا تبتدأ بمئة تكبيرة وتختتم بصلاة الزيارة التي تمثّل التوجّه الخالص للَّه، وكأنّهم يجهلون بعض الزيارات كزيارة «أمين اللَّه» (إحدى الزيارات المعتبرة) المفعمة بأروع وأعمق مناجاة اللَّه؛ فالزائر بعد أن يسلّم على الإمام بصفته «أمين اللَّه في أرضه» يناجي اللَّه بإخلاص قائلًا: «

اللهُمَّ فَاجْعَلْ نَفْسي مُطْمَئِنَّةً بِقَدَرِكَ، راضِيَةً بِقَضآئِكَ، مُولِعَةً بِذِكْرِكَ وَدُعآئِكَ، مُحِبَّةً لِصَفْوَةِ اوْلِيآئِكَ» وثم يتمتم: «اللهُمَّ انَّ قُلُوبَ الْمُخْبِتينَ الَيْكَ والِهَةٌ، وَسُبُلَ الرَّاغِبينَ الَيْكَ شارِعَةٌ، وَاعْلامَ الْقاصِدينَ الَيْكَ واضِحَةٌ»(1)

ويطلب في الختام الغفران للأولياء وقطع دابر الأعداء وغلبة كلمة الحقّ ودحض كلمة الباطل (

انْتَ الهي وَسَيِّدي وَمَوْلايَ، اغْفِرْ لِأَوْلِيآئِنا، وَكُفَّ عَنَّا اعْدآئَنا، وَاشْغَلْهُمْ عَنْ اذانا، وَاظْهِرْ كَلِمَةَ الْحَقِّ، وَاجْعَلْهَا الْعُلْيا، وَادْحِضْ كَلِمَةَ الْباطِلِ، وَاجْعَلْهَا السُّفْلى انَّكَ عَلى كُلِّ شَي ءٍ قَديرٌ)(2)

. حقّاً ليس هنالك من دليل لتجاهل هذه الزيارات وعدّ عباراتها من الشرك سوى إسوداد القلب والانغماس في الضلال وعدم العلم بكرامات ومعجزات أولئك العظام، والآثار والبركات الماديّة والمعنويّة الجمّة التي تفيضها تلك الأرواح القدسيّة على زوّارها، وبالتالي- كما مضى- الجهل بالمضامين السامية للزيارات التي تختزن التوبة والإنابة والدعاء والعبوديّة والخضوع بين يدي اللَّه الواحد الأحد والإنابة إليه؛ الحقيقة التي تعكسها أدنى معرفة بآداب الزيارة وتفصح عن آثارها التربوية الخارقة.

الزيارة في الروايات

على هذا الضوء تظافرت روايات أهل البيت عليهم السلام بعدّة مضامين وعبارات في الحَثّ على زيارتهم وإعمار قبورهم، فبعضها عامّ يتعلّق بجميع الأئمّة، وبعضها الآخر خاصّ، وسنكتفي هنا بذكر سبعة تعبيرات عامّة(3).

1. يستفاد من الكثير من الروايات أنّ الإنسان إن أراد الوفاء بعهده إزاء كلّ إمام، عليه زيارة قبورهم، فمن زارهم راغباً وصادقاً حلّت عليه شفاعتهم يوم القيامة «

إِنَّ لِكُلِّ إمامٍ عَهْداً فِي عُنُقِ


1- بحار الأنوار: ج 97، ص 264.
2- المصدر السابق: ص 265.
3- جدير ذكره هنالك إشارة في قسم آخر لبعض الروايات الخاصة قبل زيارة كلّ إمام.

ص: 135

أَوْلِيائِهِ وَشيعَتِهِ، وَإنَّ مِنْ تَمامِ الوَفَاءِ بِالْعَهْدِ، وَحُسْنِ الأداءِ، زِيارةَ قُبُورِهِمْ، فَمَنْ زارَهُمْ رَغْبَةً في زِيارَتِهِمْ، وَتَصْديقاً بِما رَغِبُوا فيهِ، كانَ أَئِمَّتُهم شُفَعاءَهُم يَوْمَ القِيامَةِ»(1).

2. قال زيد الشحام: قُلْتُ لِأَبي عَبْدِاللّهِ عليه السلام: ما لِمَنْ زارَ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله؟ قالَ: «

كَمَنْ زارَ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ فوق عَرْشِهِ

». قالَ: قُلْتُ: فَما لِمَنْ زارَ احَداً مِنْكُمْ؟ قالَ: «

كَمَنْ زارَ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله»(2).

3. في رواية جابر: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله حين أخبر عن شهادة أهل بيته وسأله ولده الحسين عليه السلام عن زوّار قبورهم: «

يا بُنَيَّ، اولئِكَ طَوائِفُ مِنْ أُمَّتي، يَزُورُونَكُمْ، فَيَلْتَمِسُونَ بِذلِكَ الْبَرَكَةَ، وَحَقيقٌ عَلَيَّ أَنْ آتيهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ، حَتَّى أُخَلِّصَهُمْ مِنْ أَهْوالِ السَّاعَةِ مِنْ ذُنُوبِهِمْ، وَيُسْكِنَهُمُ اللّهُ الْجَنَّةَ»(3).

4. عن عيسى بن راشد قال: سألت الإمام الصادق عليه السلام فقلت: جعلت فداك ما لمن زار قبر إمام مفترض طاعته وصلّى عنده ركعتين؟ قال عليه السلام: «

كُتبتْ لَه حِجَّة وعُمْرة»(4).

5. قال الإمام الصادق عليه السلام: إنّ النبيّ صلى الله عليه و آله قال لعليّ عليه السلام: «

إنّ اللَّهَ تَعالى جَعَلَ قَبرَكَ وَقَبرَ وُلدِكَ بِقاعاً مِنْ بِقاعَ الجَنّةِ وَعَرَصَةً مِنْ عَرصَاتِها وإنّ اللَّهَ جَعَلَ قُلوبَ نُجباءِ مِنْ خَلقِهِ وَصَفْوَةٍ مِنْ عِبادِهِ تَحُنُّ إليكُمْ وَتَحتَمِلُ المَذَلّةَ والأذى فَيعمُرونَ قُبُورَكُم وَيُكثِرونَ زَيارتَها تَقرُّباً إلى اللَّهِ وَمودَّةً مِنْهُم لِرسولِ اللَّهِ أولئكَ المَخصوصونَ بِشفاعتِي الواردُونَ حَوضي وَهُم زُوّاري غَداً في الجنّة، يا عَليُّ مَنْ عَمَّرَ قُبورَكُم وَتَعاهَدها فكأنّما أعانَ سُليمانَ بنَ داودَ على بِناءِ بَيتِ المَقدسِ وَمَنْ زارَ قُبُورَكُم عَدلَ ذَلكَ ثَوابَ سَبعينَ حِجّةً وَخَرَجَ مِن ذُنُوبِهِ حَتّى يَرجعَ مِنْ زِيارَتِكُمْ كَيومٍ وَلدتْهُ امّهُ فأبْشِر وَبَشِّر مُحبِّيكَ مِنَ النّعيمِ بِما لا عَينٌ رأتْ ولا اذُنٌ سَمِعَتْ ولا خَطَرَ على قَلبِ بشرٍ»(5).

6. سأل عبدالرحمن بن مسلم الإمام الكاظم عليه السلام عن أفضل الزيارات (وهل زيارة أميرالمؤمنين أفضل أم ...) قال عليه السلام:

«مَن زَارَ أوّلَنا فَقَد زَارَ آخِرَنا ومَن زَارَ آخِرَنا فَقَد زَارَ أوَّلَنا ومَنْ تَوَلّى أوَّلَنا فَقَد تَوَلّى آخِرَنا وَمَنْ تَوَلّى آخِرَنا فَقَد تَولّى أوَّلَنا وَمَنْ قَضى حَاجةً لأحَدٍ مِنْ أوليائنا فَكأنّما قَضاهَا لِجمِيعِنا»(6).


1- بحار الأنوار: ج 97، ص 116 ح 1؛ عيون أخبارالرضا: ج 2، ص 260، ح 24.
2- الكافي: ج 4، ص 585، ح 5.
3- بحار الأنوار: ج 97، ص 118، ح 11 نقلًا عن كامل الزيارات: الباب 16، ح 6.
4- بحار الأنوار: ج 97، ص 119، ح 18 نقلًا عن كامل الزيارات: الباب 65، ح 14.
5- بحار الأنوار: ج 97، ص 120، ح 22.
6- المصدر السابق: ص 122، ح 26 نقلًا عن كامل الزيارات: الباب 108، ح 13.

ص: 136

7. كما روى هذا الراوي عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال:

«مَن زارَنا في مَماتِنا فَكأنّما زَارَنا فِي حَياتِنا وَمَنْ جَاهَدَ عَدوَّنا فَكأنّما جَاهدَ مَعنا وَمَنْ تَولّى مُحِبَّنا فَقَد أحبّنا وَمَنْ سَرَّ مؤمناً فَقَد سَرَّنا وَمَنْ أعانَ فَقِيرَنا كَانَ مُكافأتُهُ عَلى جَدّنا مُحمَّد صلى الله عليه و آله»(1).

تنبيه: جدير ذكره أنّ استقبال زوّار أهل البيت عليهم السلام ولقاءَهم والسلام عليهم وتهنئتهم تحظى بأهميّة فائقة، ويكتب لمن أتى بها- حسب رواية المعلى بن خنيس- ثواب الزائر(2).

ويبدو من الضروريّ ذكر ثلاث نقاط قبل الدخول في بحث زيارات المعصومين عليهم السلام:

1. مقدّمات وآداب السفر.

2. آداب الزيارة.

3. إذن الدخول.

مقدّمات وآداب السفر

نظراً إلى أنّ الذهاب للزيارة يقترن غالباً بالسفر (وبعبارة اخرى: الزيارة من مصاديق السفر) ينبغي للزائر أن لا يغفل آداب السفر ومقدّماته؛ ومجمل هذه الآداب والمقدّمات (التي وردت مفصّلة في بحارالأنوار: ج 97 ص 101 كتاب المزار، ووسائل الشيعة: ج 8 ص 238 أبواب آداب السفر من كتاب الحجّ) عبارة عن:

1. جاء في بعض الروايات (3) استحباب السفر في بعض أيّام الاسبوع، لكن من بدأ سفره بالصدقة(4) والدعاء(5) فلن يواجه مشكلة إن شاء اللَّه.

2. أن ينطلق بالأمل ويتجنّب التشاؤم، حيث ورد في الروايات أنّ ما تتفأل به يقع، إن سَهْل فسَهْل وإن صَعْب فصَعْب، وإن لم يكترث له فلا يقع (6).


1- بحار الأنوار: ج 97، ص 124، ح 34.
2- المصدر السابق: ج 99، ص 302، ح 1.
3- راجع الكافي: ج 8، ص 143، ح 109 و ص 275، ح 416؛ خصال الصدوق: ج 2، ص 385، ح 67 وص 386، ح 69 وص 388، ح 78 وص 6393، ح 95؛ بحارالأنوار: ج 56، ص 35، وج 97، ص 102؛ من لايحضره الفقيه: ج 61، ص 424، ح 1252 و ج 2، ص 266 و 267.
4- الكافي: ج 4، ص 283، ح 4.
5- راجع وسائل الشيعة: ج 11، الباب 15 من أبواب السفر.
6- الكافي: ج 8، ص 197 و 198، ح 235 و 236؛ وسائل الشيعة: ج 8، الباب 8 من أبواب السفر، ح 2 و 3.

ص: 137

3. التصدّق قبل السفر، ففي الخبر عن الإمام الباقر عليه السلام:

«كانَ عَلِيُّ بنُ الحُسين عليهما السلام إذا أرادَ الخُروجَ إلى بَعض أموالِهِ اشترى السّلامَة مِنَ اللَّهِ عَزّ وجَلّ بِما تَيَسَّرَ لَه وَيَكُون ذَلِكَ إذا وَضَعَ رِجلَهُ فِي الرِّكابِ فَإذا سَلّمهُ اللَّهُ عَزّ وجَلّ وانصرفَ حَمِدَ اللَّه تَعالى وَشَكَرَهُ وَتَصَدَّقَ بِمَا تَيَسَّرَ لَهُ»(1).

وقال الإمام الصادق عليه السلام:

«تَصَدَّق واخرُج أيَّ يَومٍ شِئْتَ»(2)

، وَقال الإمام الكاظم عليه السلام:

«إذا وَقَعَ

فِي نَفْسِكَ شَي ءٌ فَتَصدّقْ عَلى أوّلِ مِسكينٍ ثُمّ امضِ فإنَّ اللَّهَ يَدفَعُ عَنكَ»(3).

4. يصلّي ركعتين قبل السفر ويفوّض كلّ شي ء للَّه، ويقول:

«اللَّهُمَّ إِنّي أَسْتَوْدِعُكَ نَفْسي، وَأَهْلي، وَمالي، وَذُرِّيَّتي، وَدُنْياي وَآخِرَتي، وَأَمانَتي، وَخاتِمَةَ عَمَلي .

فقد روي بسند معتبر أنّ هذه الصلاة والدعاء أفضل خلف لأهل بيته، ومن قرأ هذا الدعاء قضيت حاجته (4).

5. يقف بالباب مستقبلًا الضريح ويقرأ من الأمام واليمين والشمال سورة الحمد وآية الكرسيّ والفلق والناس والإخلاص ويقول:

«اللَّهُمَّ احْفَظْني، وَاحْفَظْ ما مَعِيَ، وَسَلِّمْني، وَسَلِّمْ ما مَعِيَ، وَبَلِّغْني، وَبَلِّغْ ما مَعِيَ بِبَلاغِكَ الْحَسَنِ الْجَميلِ .

فإن فعل، حفظه اللَّه ومن معه وأعطاه حاجته (5).

6. أن يأخذ شيئاً من تربة الحسين عليه السلام ويقول:

«اللهُمَّ إِنَّ هذِهِ طينَةُ قَبْرِ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلامُ، وَلِيِّكَ وَابْنِ وَلِيِّكَ، اتَّخَذْتُها حِرْزاً لِما اخافُ، وَلِما لا اخافُ».

فإن فعل، كان في أمان اللَّه (6).


1- من لايحضره الفقيه: ج 2، ص 270، ح 2408؛ وسائل الشيعة: ج 8، الباب 15 من أبواب السفر، ح 5.
2- الكافي: ج 4، ص 283، ح 4؛ وسائل الشيعة: ج 8، الباب 15 من أبواب السفر، ح 1.
3- المحاسن: ج 2، ص 349، ح 26؛ وسائل الشيعة: ج 8، الباب 15 من أبواب السفر، ح 3.
4- الكافي: ج 4، ص 283، ح 1؛ وسائل الشيعة: ج 8، الباب 18 من أبواب السفر، ح 1.
5- الكافي: ج 2، ص 543، ح 11؛ وسائل الشيعة: ج 8، الباب 19 من أبواب السفر، ح 1.
6- كامل الزيارات: الباب 93، ح 10.

ص: 138

7. فإن انطلق قال:

«اللَّهُمَّ خَلِّ سَبيلَنا، وَأَحْسِنْ تَسْييرَنا، وَأَحْسِنْ عافِيَتَنا»(1).

8. ويقول: بِسْمِ اللَّهِ وَبِاللَّهِ، وَمِنَ اللَّهِ وَالَى اللَّهِ، وَفي سَبِيلِ اللَّهِ، اللهُمَّ الَيْكَ اسْلَمْتُ نَفْسي، وَالَيْكَ وَجَّهْتُ وَجْهي، وَالَيْكَ فَوَّضْتُ امْري، فَاحْفَظْني بِحِفْظِ الْإِيْمانِ، مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ وَمِنْ خَلْفي، وَعَنْ يَميني وَعَنْ شِمالي، وَمِنْ فَوْقي وَمِنْ تَحْتي، وَادْفَعْ عَنّي بِحَوْلِكَ وَقُوَّتِكَ، فَانَّهُ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ الَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظيمِ.(2)

9. فإن استوى على المركب، قال:

بِسْمِ اللَّهِ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، «الْحَمْدُلِلَّهِ الَّذي هَدانا لِهذا وَما كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدانَا اللَّهُ»(3)، «سُبْحانَ الّذي سَخَّرَ لَنا هذا وَما كُنَّا لَهْ مُقْرِنينَ»(4).

فإن فعل ذلك، كان هو ومركبه محفوظاً حتى ينزل من مركبه (5).

10. ويقرأ عند الخطر الآية 80 من سورة الإسراء:

«رَبِّ أَدْخِلْني مُدْخَلَ صِدْقٍ، وَأَخْرِجْني مُخْرَجَ صِدْقٍ، وَاجْعَلْ لي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصيراً».

كما يستحبّ أيضاً قراءة آية الكرسيّ (6).

11. إن بلغ منزلًا للراحة، يسبّح تسبيح الزهراء عليها السلام ويقرأ آية الكرسيّ، يكون في أمان اللَّه (7).

12. إن سافر لوحده، يقول:

«ما شاءَ اللَّهُ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلَّابِاللَّهِ، اللَّهُمَّ آنِسْ وَحْشَتي، وَأَعِنّي عَلى وَحْدَتي، وَأَدِّ غَيْبَتي»(8).

والأفضل أن لا يسافر وحده (9).


1- الكافي: ج 4، ص 287، ح 1.
2- بحار الأنوار: ج 73، ص 258، ح 52.
3- سورة الأعراف: الآية 43.
4- سورة الزخرف: الآية 13.
5- راجع الكافي: ج 6، ص 540، ح 17.
6- المحاسن: ج 2، ص 367، ح 118.
7- المصدر السابق: ح 120.
8- من لايحضره الفقيه: ج 2، ص 276، ح 2431.
9- الكافي: ج 4، ص 286، ح 5؛ وسائل الشيعة: ج 8، الباب 30 من أبواب السفر، ح 1.

ص: 139

13. أن يساعد أصحابه في السفر ولا يحجم عن السعي في حوائجهم، وأن يتواضع لهم. قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله:

«مَا اصْطَحَبَ إِثْنانِ إِلَّا كانَ أَعْظَمُهُما أَجْراً وَأَحَبَّهُما إِلَى اللَّهِ أَرْفَقَهُما لِصاحِبِهِ»(1).

وروي أنّ الإمام السجاد عليه السلام كان لا يسافر إلّامع رفقاء لا يعرفونه، ليخدمهم في الطريق (2).

وفي رواية أنّ النبيّ الأكرم صلى الله عليه و آله كان مع بعض صحابته في الأسفار فأرادوا ذبح شاة فقال أحدهم: عليَّ ذبحها. وقال آخر: عليَّ سلخ جلدها، وقال الآخر: عليَّ طبخها. فقال صلى الله عليه و آله: «

عليَّ الاحتطاب

». فقالوا: يا رسول اللَّه نحن نعمل ذلك فلا تتكلّفه أنت. فأجاب: «

أنا أعلَمُ أنّكُم تَعمَلُونَهُ وَلكن لا يَسّرني أنْ أمتازَ عَنكُم فإنّ اللَّهَ يَكرَهُ أنْ يرى عَبدَهُ قَد فَضَّلَ نَفْسَهُ عَلى أصحابِهِ»(3).

14. وأن يصاحب في السفر من يماثله في الإنفاق حتّى لا يشعر بالهوان (4).

15. الأمر المهمّ للغاية، المحافظة على الفرائض، فمن أتمّ غفلة الزائر أن يضيّع الفرائض بتأخيرها عن وقتها وعدم الالتفات إليها، مع أنّه يسافر للتقرّب إلى اللَّه ونيل ثواب الزيارة والحجّ والعمرة والمراقد المطهّرة، وقد روي عن الإمام الصادق عليه السلام: «

صَلاةُ فَرِيضَةٍ خَيْرٌ مِنْ عِشْرِينَ حِجَّة»(5).

16. لا يدع بعد الصلاة المقصورة- إن كان لديه وقت- التسبيحات الأربعة، ثلاثين مرّة فهي من السنن المؤكدة(6).

17. من الواضح أنّ ما ذكر سابقاً بشأن الدعاء والصدقة لحفظ النفس والمال والأهل لا يعني ترك الإنسان للاحتياط والتخلّي عن المراقبة الضرورية لحفظ النفس والمال، بل المراد الإتيان بما في وسعه من أجل حفظ النفس والمال وتفويض الباقي إلى اللَّه، فقد جاء في الخبر أنّ دعاء المتقاعس لا يستجاب- وعليه لابدّ من الابتعاد عن الطرق الخطرة، ولا سيّما في قيادة السيّارات اليوم، حيث ينبغي اتّخاذ الاحتياطات كافّة واجتناب السرعة، وحمل الوسائل الضروريّة المطلوبة في الأسفار الشتوية والصيفية.

ونختتم هذا البحث بما قاله الإمام الصادق عليه السلام لأحد أصحابه: «

إِعْقِلْ راحِلَتَكَ وَتَوَكَّلْ»(7).


1- من لايحضره الفقيه: ج 2، ص 278، ح 2437؛ وسائل الشيعة: ج 8، الباب 31 من أبواب السفر، ح 2.
2- الكافي: ج 4، ص 145، ح 12؛ وسائل الشيعة: ج 8، الباب 26، ح 2.
3- بحار الأنوار: ج 73، ص 273.
4- من لايحضره الفقيه: ج 2، ص 279، ح 2442.
5- الكافي: ج 3، ص 265، ح 7.
6- تهذيب الأحكام: ج 3، ص 230، ح 103.
7- بحار الأنوار: ج 100، ص 5، ح 18.

ص: 140

آداب الزيارة

بعد الفراغ من بيان آداب السفر التي تمثّل مقدّمة الزيارة، نتّجه صوب آداب الزيارة، وهي كثيرة نكتفي هنا بذكر أهمها:

1. من أحبّ أن يطلبه الإمام المعصوم عليه السلام ويأذن له بالتشرّف بزيارته أن يطلب الحِلِّيَّة من جميع من يحتمل أنّه آذاه أو كدّر قلبه، خاصة أولئك الذين يعدّون من مواليهم عليهم السلام ومحبّيهم.

وهنالك عدّة شواهد على هذا المطلب، ومنها قصّة إبراهيم الجمّال وعليّ بن يقطين، من خاصّة أصحاب الإمام الكاظم عليه السلام ووزير هارون الرشيد (طبعاً بإذن الإمام وبغية نجاة المظلومين) حيث حجبه الإمام عليه السلام عن رؤيته حين امتنع عن رؤية إبراهيم الجمّال، وقال له عليه السلام:

«أبى اللَّهُ أن يَشْكُرَ سَعْيَكَ، أو يَغْفِرَ لَكَ إبراهيمُ الجَمّال».

فذهب إليه وتواضع له وطلب منه الصفح، فلمّا عاد، أذن له الإمام بالدخول وقبله (1).

2. أن يؤدّي حقوق الناس، ومنها الخمس وزكاة الأموال- خاصّة حين الحجّ- فأموال الإنسان ما لم تطهر لا تصحّ الأعمال بالاستفادة منها ولا يستحقّ القرب الإلهيّ.

3. أن يغتسل للزيارة ويدعو أثناء الغسل أو بعده:

«أللَّهُمَّ اجْعَلْهُ لي نُوراً وَطَهُوراً وَحِرْزاً، وَشِفاءً مِنْ كُلِّ داءٍ وَآفَةٍ وَعاهَةٍ، اللَّهُمَّ طَهِّرْ بِهِ قَلْبي، وَاشْرَحْ بِهِ صَدْري، وسَهِّلْ بِهِ أَمْرِي»(2).

4. الطهارة، فإن كان عليه غسل واجب أتى به، فقد دخل أبو بصير مجنباً على الإمام الصادق عليه السلام فقال له:

«أَما تَعْلَمُ أَنَّهُ لا يَنْبَغي لِلْجُنُبِ أَنْ يَدْخُلَ بُيُوتَ الْأَنْبِياءِ»(3)

. قال الراوي: لمّا سمع أبو بصير ذلك، انصرف ودخلنا على الإمام. وبالنظر إلى عدم تفاوت النبيّ صلى الله عليه و آله والإمام عليه السلام في هذه الامور حيّاً وميّتاً، فبالنتيجة لا فرق بين حرمهم وبيوتهم عليهم السلام.

5. أن يخلع نعليه لأنّه يطأ وادياً مقدّساً: فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوى (4).


1- راجع بحارالأنوار: ج 84، ص 85، ح 105.
2- راجع المصدر السابق: ج 97، ص 129.
3- قرب الاسناد: ص 21؛ بحارالأنوار: ج 97، ص 126، ح 2.
4- سورة طه: الآية 12.

ص: 141

6. أن يقف على باب الحرم الشريف كما قال العالم الجليل الشهيد الأوّل في كتاب الدروس (1) ويستأذن بالدخول ويقرأ إذن الدخول (الذي سيرد قريباً في ص 143) ويسعى لتحصيل الرقّة والخضوع والانكسار والتفكير في عظمة صاحب ذلك المرقد وجلاله، وأنّه يرى مقامه ويسمع كلامه ويردّ سلامه (كما يدلّ على هذا المطلب صراحة ما سيرد في إذن الدخول) والتدبّر في لطفهم وحبّهم لشيعتهم وزوّارهم والتأمّل في فساد حال نفسه وفي جفائه لهم.

7. أن يكبّر إذا شاهد القبر المطهّر ويذكر عظمة اللَّه، حيث جاء في الخبر:

إنّ من كبّر أمام الإمام عليه السلام وقال: «لا الهَ الَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ» كُتِبَ له رِضوانُ اللَّه الأكبر(2).

8. لا شكّ في أنّ مجرّد الحضور عند الإمام والوقوف أو الجلوس بأدب أمام ضريحه، زيارة، كما أنّ مجرّد القول: «

السَّلامُ عَلَيْكُمْ

» كذلك (3).

9. أن يتجنّب قراءة الزيارات غير المعتبرة، وإن لم يكن له وقت لقراءة الزيارة المأثورة يمكنه السلام وصلاة ركعتين وإهدائها لصاحب القبر، ويطلب حاجته. فقد جاء في الرواية أنّ عبدالرحيم القصير قال: دخلت على الإمام الصادق عليه السلام فقلت: جعلت فداك اخترعت دعاءً.

فقال عليه السلام:

«دَعنِي عَن اختِراعِكَ، إذا نَزَلَ بِكَ أمرٌ فافزَع إلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه و آله وَصَلّ رَكعَتَينِ وَتَهدِيهما إلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه و آله ...»(4).

10. أن يصلّي صلاة الزيارة، وأقلّها ركعتان، والأفضل تلاوة سورة يس بعد الحمد في الركعة الاولى والرحمن في الثانية(5). والأفضل أن يؤتى بها عند الرأس الشريف (6) وأن يدعو بعد الزيارة والصلاة بما سنح له في امور دينه ودنياه وليعمّم الدعاء فإنّه أقرب للإجابة.

ورد هذا المطلب (الصلاة عند الرأس) في رواية أبي حمزة الثمالي متعلّقاً بزيارة الإمام الحسين عليه السلام؛ إلّاأنّ المرحوم الشهيد قال ذلك بشأن جميع الأئمّة: «إن كانت الزيارة للنبيّ صلى الله عليه و آله


1- بحار الأنوار: ج 97، ص 134 نقلًا عن الدروس: ج 2، ص 22.
2- بصائر الدرجات: ص 312.
3- قال الشهيد الأوّل في الدروس: خامسها الزيارة بالمأثور ويكفي السلام( والحضور)؛( بحار الأنوار: ج 97، ص 134 نقلًا عن الدروس: ج 2، ص 23).
4- الكافي: ج 3، ص 476، ح 1.
5- بحار الأنوار: ج 98، ص 186 ظاهر ما ورد في الرواية أن تصلّى هاتان الركعتان في زيارة كلّ إمام من الأئمّة المعصومين عليهم السلام.
6- المصدر السابق.

ص: 142

فليصلّ الصلاة في الروضة، وإن كانت لأحد الأئمّة فعند الرأس، ولو صلّاها في مسجد آخر والمسجد الحرام، جاز»(1).

11. يستحبّ تقبيل أطراف الضريح بعد الزيارة والصلاة، وبصورة عامّة بعد الحضور ما لم يسبّب إرهاقاً لسائر الزائرين (2).

12. إضافة لما قيل، ينبغي للزائر المحترم لبس الثياب الطاهرة النظيفة المناسبة ويتطيّب ويشغل لسانه بذكر اللَّه وحمده والصلوات على النبيّ وآله.

13. يسعى لاستحضار قلبه ويستغفر من المعاصي ويقطع العزم على إصلاح أقواله وأفعاله وتغيير وضعه في المستقبل.

14. ينبغي على الزوّار المحترمين احترام خدمة الروضات المقدّسة، كما ينبغي على الخدّام تحمّل مشاكل الزائرين ومعاملتهم بأدب.

15. مدّ يد العون لفقراء تلك المنطقة ومساكينها، فثواب ذلك مضاعف.

16. ينبغي عند ازدحام الزائرين أن يكتفي الزائر بمقدار من الزيارة ويفسح المجال للآخرين، ولابدّ أن يعلم أنّ المهمّ في الزيارة، الكيفية، لا المقدار والكمية، فربّما كان السلام القصير أحياناً بديلًا لزيارة طويلة، وقد وردت الوصايا في بعض الروايات بالإنصراف العاجل.

17. ينبغي أن تكون النساء أثناء الزيارة منفصلات عن الرجال والأجانب وبحجاب كامل وليعلمنّ أنّ الزيارة مستحبّة ومراعاة الحجاب والعفّة واجبة؛ والحذار من التضحية بالواجب لمستحبّ.

وفي الختام لابدّ من ذكر هذه النقطة، وهي ضرورة حفظ الإخوة الزوّار لحجاب وعفاف أزواجهم وبناتهم في هذه الأماكن المقدّسة (بل في كلّ زمان ومكان) حتّى لا تتأذى لا سمحَ اللَّه أرواح أولئك المعصومين عليهم السلام وتتحوّل زيارتهم إلى جفاء.

لابدّ من اجتناب هذه الامور:

1. عدم رفع الصوت عند الزيارة كما يفهم من الآية: يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ


1- بحار الأنوار: ج 97، ص 134 نقلًا عن الدروس: ج 2، ص 23.
2- روى العلّامة المجلسي في بحار الأنوار: ج 97، ص 126، ذيل الحديث 3 أنّه جاء في بعض الروايات« قبّل جوانب القبر».

ص: 143

فَوْقَ صَوْتِ النَّبيّ ...(1) فالآية وإن كانت متعلّقة بحياة النبيّ الأكرم صلى الله عليه و آله لكن كما سبق لا فرق بين حياته ومماته، كما لا فرق- كما مضى في الرواية- بينه وبين أهل بيته عليهم السلام بهذا الشأن، وزيارة أيّ من الأئمّة زيارة للنبيّ الأكرم صلى الله عليه و آله.

2. لو دخل المرقد وحلّ وقت الفريضة فلا يؤخّرها، وليبدأ بالصلاة قبل الزيارة، سيّما إذا أقيمت جماعة؛ كما إذا دخلت وسط الزيارة. وعلى خدّام المراقد دعوة الزائرين لهذه الأوامر الشرعية.

3. أن يتجنّب الزائر اللغو والكلام الدنيويّ في المرقد المطهّر، فهذا لا يليق بشأن الزائر، ويعطّر فمه بدل ذلك بتلاوة القرآن ويهدي ثوابه لصاحب تلك البقعة المباركة، وليعلم أنّ عمله تعظيم لذلك الوليّ وثوابه يعود عليه، كما يُستحبّ الإشتغال بذكر اللَّه، فهذه المواضع كما ورد في الآية:

في بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ انْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فيها بِالْغُدُوِّ وَالآصالِ (2).

4. تجنّب كلّ ما من شأنه إزعاج الآخرين، وعدم الإصرار على تقبيل الضريح حين الزحام فذلك يؤذي الآخرين، وليعلم أن تقبيل الضريح- كما يظنّ بعض العوامّ- ليس شرطاً لقبول الزيارة، وليسعَ لعدم تلويث هذه الأماكن المقدّسة، والحفاظ قدر المستطاع على النظافة التي تمثّل بعض أهم التعاليم الإسلاميّة.

إذن الدخول

نطلب من المعصومين عليهم السلام إذن الدخول قبل دخول مراقدهم، ونودّعهم عند الانصراف، ومفهوم ذلك أنّنا نعتبرهم عليهم السلام خالدين يعلمون بإذن اللَّه بأحوال وبواطن جميع الزائرين. وحيث يخجل كلّ فرد ملوّث أن يضع قدمه على البساط الطاهر لأولياء اللَّه، فإنّه يتوب هناك ويخلع عنه لباس المعصية ويدخل بلباس الورع والتقوى. يدخل ببطء ويلهج بذكر اللَّه حتّى يصل المرقد الطاهر. ومضمون إذن الدخول لهذه المراقد القدسية تعليميّ وتربويّ، له عظيم الأثر في إيقاظ القلب وحضوره والالتفات إلى منزلة ذلك المرقد والتعرّف على صاحبه وإزالة غبار الغفلة عن الروح والنفس، وحسب تصريح بعض عبارات إذن الدخول أنّ الزائر يقول حين الدخول:


1- سورة الحجرات: الآية 2.
2- سورة النور: الآية 36.

ص: 144

«وَ اعْلَمُ انَّ رَسُولَكَ وَخُلَفآءَكَ عَلَيْهِمُ السَّلامُ، احْيآءٌ عِنْدَكَ يُرْزَقُونَ، يَرَوْنَ مَقامي، وَيَسْمَعُونَ كَلامي، وَيَرُدُّونَ سَلامي

». فإن دخل الزائر بهذا الاعتقاد منذ بداية تشرّفه بزيارة المعصوم عليه السلام وأذعن قلباً لهذا الاعتقاد أنّهم يرونه ويسمعون كلامه ويردّون سلامه، فستكون لزيارته نكهة خاصّة، ويجدر بالزائر المحترم الالتفات بدقّة لمضامين هذا الإذن. وكما مضى فإنّ أحد الآداب التي ذكرها الأعلام للزيارة إذن الدخول، وهو على صورتين:

الاولى: ما ذكره المحدّث الفاضل المرحوم الحاج الشيخ عبّاس القمّي عن الكفعمي (1) للمراقد المشرفة كافّة، وذكره العلّامة المجلسي (2) في باب زيارة النبيّ صلى الله عليه و آله في المدينة تحت عنوان إذن الدخول لزيارته صلى الله عليه و آله. لكنّه كما يبدو من عباراته، خاصّة العبارة «

وَ أَسْتَأْذِنُ خَليفَتَكَ الْمَفْرُوضَ عَلَيَّ طاعَتُهُ

» لا تختصّ بزيارة النبيّ الأكرم صلى الله عليه و آله وتشمل جميع المراقد المطهّرة. وإليك عبارة إذن الدخول:

اللهُمَّ انّى وَقَفْتُ عَلى بابٍ مِنْ ابْوابِ بُيُوتِ نَبِيِّكَ، صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَ الِهِ، وَقَدْ مَنَعْتَ النَّاسَ انْ يَدْخُلُوا الَّا بِاذْنِهِ، فَقُلْتَ يا ايُّهَا الَّذينَ امَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِىِّ الَّا انْ يُؤْذَنَ لَكُمْ، اللهُمَّ انّى اعْتَقِدُ حُرْمَةَ صاحِبِ هذَا الْمَشْهَدِ الشَّريفِ في غَيْبَتِهِ، كَما اعْتَقِدُها في حَضْرَتِهِ، وَاعْلَمُ انَّ رَسُولَكَ وَخُلَفآئَكَ عَلَيْهِمُ السَّلامُ، احْيآءٌ عِنْدَكَ يُرْزَقُونَ، يَرَوْنَ مَقامى وَيَسْمَعُونَ كَلامى وَيَرُدُّونَ سَلامى وَا نَّكَ حَجَبْتَ عَنْ سَمْعى كَلامَهُمْ، وَفَتَحْتَ بابَ فَهْمى بِلَذيذِ مُناجاتِهِمْ، وَانّى اسْتَاذِنُكَ يا رَبِّ اوَّلًا، وَاسْتَاْذِنُ رَسُولَكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ثانِياً، وَاسْتَاْذِنُ خَليفَتَكَ الْإِمامَ الْمَفْروُضَ (3) عَلَىَّ طاعَتُهُ، فُلانَ بْنَ فُلانٍ*

يذكر بدل: فلان بن فلان، الإمام الذي يروم زيارته وكذلك اسم أبيه، مثلًا إذا أراد زيارة الإمام الحسين عليه السلام يقول:

الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ عليه السلام

وإذا أراد زيارة الإمام الرضا عليه السلام يقول:

عَلِيَّ بْنَ مُوسَى


1- البلد الأمين: ص 276.
2- بحار الأنوار: ج 97، ص 160، ح 41( باختلاف يسير).
3- في مصباح الكفعمي: ص 472:« المُفْتَرَضَ».

ص: 145

الرِّضا عليه السلام

وثم يقول:

وَالْمَلائِكَةَ الْمُوَكِّلينَ بِهذِهِ الْبُقْعَةِ الْمُبارَكَةِ ثالِثاً، ءَادْخُلُ يا رَسُولَ اللَّهِ، ءَادْخُلُ يا حُجَّةَ اللَّهِ، ءَادْخُلُ يا مَلآئِكَةَ اللَّهِ الْمُقَرَّبينَ الْمُقيمينَ في هذَا الْمَشْهَدِ، فَاْذَنْ لى يا مَوْلاىَ في الدُّخُولِ افْضَلَ ما اذِنْتَ لِأَحَدٍ مِنْ اوْلِيآئِكَ، فَانْ لَمْ اكُنْ اهْلًا لِذلِكَ فَانْتَ اهْلٌ لَهُ* ثم تقول: بِسْمِ اللَّهِ وَبِاللَّهِ، وَفى سَبيلِ اللَّهِ، وَعَلى مِلَّةِ رَسوُلِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، اللَّهُمَّ اغْفِرْلى وَارْحَمْنى وَتُبْ عَلَىَّ انَّكَ انْتَ التَّوَّابُ الرَّحيمُ.

-*-*-*-

الثانية: الاستئذان الذي رواه العلّامة المجلسيّ عن نسخة قديمة من مؤلّفات علماء الشيعة للدخول في السرداب المقدّس، وفي البقاع المنوّرة للأئمّة عليهم السلام وهو هذا:

اللهُمَّ انَّ هذِهِ بُقْعَةٌ طَهَّرْتَها، وَعَقْوَةٌ شَرَّفْتَها، وَمَعالِمُ زَكَّيْتَها، حَيْثُ اظْهَرْتَ فيها ادِلَّةَ التَّوْحيدِ، وَاشْباحَ الْعَرْشِ الْمَجيدِ، الَّذينَ اصْطَفَيْتَهُمْ مُلُوكاً لِحِفْظِ النِّظامِ، وَاخْتَرْتَهُمْ رُؤَسآءَ لِجَميعِ الْأَنامِ، وَبَعَثْتَهُمْ لِقِيامِ الْقِسْطِ فِى ابْتِداءِ الْوُجُودِ الى يَوْمِ الْقِيمَةِ، ثُمَّ مَنَنْتَ عَلَيْهِمْ بِاسْتِنابَةِ انْبِيآئِكَ، لِحِفْظِ شَرايِعِكَ وَاحْكامِكَ، فَاكْمَلْتَ بِاسْتِخْلافِهِمْ رِسالَةَ الْمُنْذِرينَ، كَما اوْجَبْتَ رِياسَتَهُمْ في فِطَرِ الْمُكَلَّفينَ، فَسُبْحانَكَ مِنْ الهٍ ما ارْا فَكَ، وَلا الهَ الَّا انْتَ مِنْ مَلِكٍ ما اعْدَلَكَ، حَيْثُ طابَقَ صُنْعُكَ ما فَطَرْتَ عَلَيْهِ الْعُقُولَ، وَوافَقَ حُكْمُكَ ما قَرَّرْتَهُ فِى الْمَعْقُولِ وَالْمَنْقُولِ، فَلَكَ الْحَمْدُ عَلى تَقْديرِكَ الْحَسَنِ الْجَميلِ، وَلَكَ الشُّكْرُ عَلى قَضآئِكَ الْمُعَلَّلِ بِاكْمَلِ التَّعْليلِ، فَسُبْحانَ مَنْ لا يُسْئَلُ عَنْ فِعْلِهِ، وَلا يُنازَعُ فى امْرِهِ، وَسُبْحانَ مَنْ كَتَبَ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ قَبْلَ ابْتِدآءِ خَلْقِهِ، وَالْحَمْدُللَّهِ الَّذى مَنَّ عَلَيْنا بِحُكَّامٍ يَقُومُونَ مَقامَهُ لَوْ كانَ حاضِراً فِى الْمَكانِ، وَلا اله الَّا اللَّهُ الَّذى

ص: 146

شَرَّفَنا بِاوْصِيآءَ يَحْفَظُونَ الشَّرايِعَ في كُلِّ الْأَزْمانِ، وَاللَّهُ اكْبَرُ الَّذى اظْهَرَهُمْ لَنا بِمُعْجِزاتٍ يَعْجُزُ عَنْهَا الثَّقَلانِ، لاحَوْلَ وَلا قُوَّةَ الَّا بِاللَّهِ الْعَلِىِّ الْعَظيمِ، الَّذى اجْرانا عَلى عَوآئِدِهِ الْجَميلَةِ فِى الْأُمَمِ السَّالِفينَ، اللهُمَّ فَلَكَ الْحَمْدُ وَالثَّنآءُ الْعَلِىُّ، كَما وَجَبَ لِوَجْهِكَ الْبَقآءُ السَّرْمَدِىُّ، وَكَما جَعَلْتَ نَبِيَّنا خَيْرَ النَّبِيّينَ، وَمُلُوكَنا افْضَلَ الْمَخْلُوقينَ، وَاخْتَرْتَهُمْ عَلى عِلْمٍ عَلَى الْعالَمينَ، وَفِّقْنا للِسَّعْىِ الى ابْوابِهِمُ الْعامِرَةِ الى يَوْمِ الدّينِ، وَاجْعَلْ ارْواحَنا تَحِنُّ الى مَوْطِئِ اقْدامِهِمْ، وَنُفُوسَنا تَهْوِى النَّظَرَ الى مَجالِسِهِمْ وَعَرَصاتِهِمْ، حَتَّى كَا نَّنا نُخاطِبُهُمْ في حُضُورِ اشْخاصِهِمْ، فَصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سادَةٍ غائِبينَ، وَمِنْ سُلالَةٍ طاهِرينَ، وَمِنْ ائِمَّةٍ مَعْصُومينَ، اللهُمَّ فَاْذَنْ لَنا بِدُخُولِ هذِهِ الْعَرَصاتِ، الَّتِى اسْتَعْبَدْتَ بِزِيارَتِها اهْلَ الْأَرَضينَ وَالسَّمواتِ، وَارْسِلْ دُمُوعَنا بِخُشُوعِ الْمَهابَةِ، وَذَلِّلْ جَوارِحَنا بِذُلِّ الْعُبُودِيِّةِ وَفَرْضِ الطَّاعَةِ، حَتَّى نُقِرَّ بِما يَجِبُ لَهُمْ مِنَ الْأَوْصافِ، وَنَعْتَرِفَ بِانَّهُمْ شُفَعآءُ الْخَلايِقِ اذا نُصِبَتِ الْمَوازينُ في يَوْمِ الْأَعْرافِ، وَالْحَمْدُ للَّهِ وَسَلامٌ عَلى عِبادِهِ الَّذينَ اصْطَفى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرينَ.

ثمّ ادخل وأنت خاشع، فذلك إذن منهم عليهم السلام في الدخول (1).

والآن بعد أن عرفنا إذن الدخول، نتّجه إلى زيارات كلّ واحد من المعصومين عليهم السلام ونبتدئ بزيارة النبيّ الأكرم صلى الله عليه و آله وسائر مراقد المدينة المشرّفة.

- چ چ-


1- كامل الزيارات: الباب 1، ح 2.

ص: 147

الفصل الاول: في الزيارة النبي صلى الله عليه و آله

اشارة

والزهراء عليها السلام و ائمة بقيع عليهم السلام و سائر المشاهد والمساجد في المدينة المنورة

زيارة النبي صلى الله عليه و آله من قرب

فضيلة زيارته صلى الله عليه و آله من قرب:

يستحبّ استحباباً أكيداً للمسلمين كافّة ولا سيّما للحجّاج أن يتشرّفوا بزيارة قبر النبيّ الأكرم صلى الله عليه و آله في المدينة المنوّرة، وقد وردت عدّة روايات في فضل زيارته منها:

1. قال الإمام الصادق عليه السلام: «

قَالَ الحُسينُ عليه السلام لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه و آله مَا جَزاءُ مَنْ زَارَكَ؟ فَقال: يا بُنيّ مَنْ زَارَني حَيّاً أو ميِّتاً أو زَارَ أباكَ أو زَارَ أخاكَ أو زَارَكَ كَانَ حَقّاً عَلَيَّ أَنْ أَزُورَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ، حَتّى أُخَلِّصَهُ مِنْ ذُنُوبِهِ»(1).

2. كما جاء في عدّة روايات أنّ من زاره صلى الله عليه و آله مخلصاً كان شفيعه يوم القيامة ودخل الجنّة إن شاءاللَّه (2).

3. زيارة النبيّ صلى الله عليه و آله تعدل حجّة مقبولة معه صلى الله عليه و آله (3).

4. قال صلى الله عليه و آله: «

مَنْ زَارَني فِي حَياتِي أو بَعدَ مَوتِي كانَ فِي جِوارِي يَوْمَ الْقِيامَةِ»(4).

5. قال صلى الله عليه و آله: «

ما بَيْنَ بَيْتي وَمِنْبَري، رَوْضَةٌ مِنْ رِياضِ الْجَنَّةِ ...»(5).

6. روى المرحوم الصدوق عن أميرالمؤمنين عليه السلام أنّه قال: «

أتِمّوا بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه و آله حَجَّكُم، (أي بزيارته) إذا خَرَجْتُم إلى بَيتِ اللَّهِ فَإنّ تَرْكَهُ جَفاءٌ»(6).


1- كامل الزيارات: الباب 1، ح 2.
2- المصدر السابق: ح 1- 4، 7، 8، 10، 12- 16، الباب 2.
3- المصدر السابق: ح 19.
4- المصدر السابق: ح 11.
5- الكافي: ج 4، ص 554، ح 3؛ بحارالانوار: ج 97، ص 146، ح 1.
6- الخصال: ج 2، ص 616.

ص: 148

كيفية الزيارة وآدابها:

1. روي عن الإمام الصادق عليه السلام أنّ- الحاجّ- يغتسل قبل دخول المدينة(1).

2. وذكر الشيخ الطوسي غسلًا آخر لدخول مسجد النبيّ صلى الله عليه و آله وزيارته (2).

يقرأ إذن الدخول الذي ذكره الكفعمي وآخرون، ومرّ سالفاً (ص 144).

4. طبق ما رواه ابن قولويه في كامل الزيارات عن الإمام الصادق عليه السلام يقف- الحاجّ- عند الاسطوانة من جانب القبر الأيمن مستقبل القبلة ويسلّم على النبيّ صلى الله عليه و آله ويقول:

اشْهَدُ انْ لا الهَ الَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وَاشْهَدُ انَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَاشْهَدُ انَّكَ رَسُولُ اللَّهِ، وَانَّكَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِاللَّهِ، وَاشْهَدُ انَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ رِسالاتِ رَبِّكَ، وَنَصَحْتَ لِأُمَّتِكَ، وَجاهَدْتَ في سَبيلِ اللَّهِ، وَعَبَدْتَ اللَّهَ حَتّى اتيكَ الْيَقينُ، بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ، وَادَّيْتَ الَّذى عَلَيْكَ مِنَ الْحَقِّ، وَانَّكَ قَدْ رَؤُفْتَ بِالْمُؤْمِنينَ، وَغَلُظْتَ عَلَى الْكافِرينَ، فَبَلَّغَ اللَّهُ بِكَ افْضَلَ شَرَفِ مَحَلِّ الْمُكَرَّمينَ، الْحَمْدُ للَّهِ الَّذِى اسْتَنْقَذَنا بِكَ مِنَ الشِّرْكِ وَالضَّلالَةِ، اللهُمَّ اجْعَلْ صَلَواتِكَ وَصَلَواتِ مَلائِكَتِكَ الْمُقَرَّبينَ، وَعِبادِكَ الصَّالِحينَ، وَانْبِيآئِكَ الْمُرْسَلينَ، وَاهْلِ السَّمواتِ وَالْأَرَضينَ، وَمَنْ سَبَّحَ لِرَبِّ الْعالَمينَ مِنَ الْأَوَّلينَ وَالْآخِرينَ، عَلى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، وَنَبِيِّكَ وَامينِكَ وَنَجِيِّكَ، وَحَبيبِكَ وَصَفِيِّكَ، وَصَفْوَتِكَ وَخآصَّتِكَ، وَخِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ، اللهُمَّ وَاعْطِهِ الدَّرَجَةَ وَالْوَسيلَةَ مِنَ الْجَنَّةِ، وَابْعَثْهُ مَقاماً مَحْمُوداً يَغْبِطُهُ بِهِ الْأَوَّلُونَ وَالْأخِرُونَ، اللهُمَّ انَّكَ قُلْتَ وَلَوْ انَّهُمْ اذْ ظَلَمُوا انْفُسَهُمْ جآءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ، وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحيماً، وَانّى اتَيْتُ نَبِيَّكَ مُسْتَغْفِرًا تآئِباً مِنْ ذُنُوبى وَانّى اتَوَجَّهُ الَيْكَ بِنَبِيِّكَ نَبِىِّ الرَّحْمَةِ، مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، يا مُحَمَّدُ إِنِّى اتَوَجَّهُ الَى اللَّهِ رَبّى وَرَبِّكَ، لِيَغْفِرَ لى ذُنُوبى


1- كامل الزيارات: الباب 3، ح 1.
2- مصباح المتهجد: ص 12.

ص: 149

ثمّ قال: فإن كانت لك حاجة فاستقبل القبلة وارفع يدك وسل حاجتك، فإنّها أحرى أن تنقضي إن شاء اللَّه (1).

5. وجاء في رواية اخرى عن الإمام الصادق عليه السلام في ذلك الكتاب:

«إذا فَرَغْتَ مِنَ الدُّعاءِ فَقِفْ عِنْدَ الْقَبْرِ وسَلْ حاجَتَكَ بَعْدَ حَمْدِ اللَّهِ وَالثَّناءِ عَلَيهِ، فَقَدْ قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله: «مَا بَيْنَ قَبْرِي وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِياضِ الجَنَّةِ». ثُمَّ صَلِّ ما بَدا لَكَ»(2).

6. قال إسحاق بن عمّار: دخلت على الإمام الصادق عليه السلام فقلت: علّمني تسليماً خفيفاً على النبيّ الأكرم صلى الله عليه و آله. قال عليه السلام: قل:

«أَسْأَلُ اللَّهَ الَّذى انْتَجَبَكَ وَاصْطَفاكَ وَاخْتارَكَ، وَهَداكَ وَهَدى بِكَ، انْ يُصلِّيَّ عَلَيْكَ صَلاةً كَثيرةً طَيِّبَةً»(3).

7. سأل البزنطيّ الإمام الرضا عليه السلام: كيف السلام على النبيّ صلى الله عليه و آله؟ قال: قل:

«السَّلامُ عَلى رَسُولِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا رَسُولَ اللَّه، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا خِيَرَةَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حَبيبَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا صَفْوَةَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيَكَ يا امينَ اللَّهِ، أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ نَصَحْتَ لِأُمَّتِكَ، وَجاهَدْتَ في سَبيلِ رَبِّكَ، وَعَبَدْتَهُ حَتَّى أَتاكَ الْيَقينُ، فَجَزاكَ اللَّهُ أَفْضَلَ ما جَزى نَبِيّاً عَنْ أُمَّتِهِ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، أَفْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلى إِبْراهيمَ وَآلِ إبْراهيمَ، إِنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ»(4).

8. الإكثار من الصلاة في مسجد النبيّ صلى الله عليه و آله حيث قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: «

الصّلاة فيهِ بألفِ صَلاةٍ في سائرِ المَساجدِ وَالصّلاةُ فِي المَسجدِ الحَرام بِألفِ صَلاةٍ فِي مَسجدِي

» (مسجد النبيّ) (أي ثواب مليون صلاة)(5).


1- كامل الزيارات: الباب 3، ح 1.
2- المصدر السابق: ح 2.
3- المصدر السابق: ح 9.
4- المصدر السابق: ح 10.
5- المصدر السابق: الباب 4، ح 4.

ص: 150

زيارة النبي صلى الله عليه و آله من بُعد

فضيلة زيارته صلى الله عليه و آله من بُعد:

1. قال أحد أصحاب الإمام الصادق عليه السلام: أمرني أبو عبداللَّه عليه السلام أن أُكثر من الصلاة في مسجد رسول اللَّه صلى الله عليه و آله ما استطعت، وقال: «

إنَّكَ لا تَقْدِرُ عَلَيهِ كُلَّما شِئْتَ

» وقال لي: «

تأتي قَبْرَ رَسولِ اللَّه صلى الله عليه و آله

؟» فقلت: نعم. فقال: «

أمّا إنّه يَسْمَعُكَ مِن قَرِيبٍ ويُبْلِغُه عَنْكَ إذا كُنْتَ تائِباً»(1).

2. قال عليّ عليه السلام قال النبيّ صلى الله عليه و آله:

«مَنْ سَلَّمَ عَليَّ فِي شَي ءٍ مِنَ الأرضِ أبلغتُهُ، وَمَن سَلَّمَ عَليّ عِندَ القَبرِ سَمِعْتُهُ»(2).

3. قال الإمام السجّاد عليه السلام: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله:

«مَنْ زَارَ قَبْرِي بَعدَ مَوْتِي كانَ كَمَن هاجَرَ إليّ فِي حَياتِي فإن لَم تَستطيعوا (أن تزوروا قبري) فابعَثُوا إليّ السّلام فإنّه يَبلُغُنِي»(3).

كيفيّة زيارته صلى الله عليه و آله من بُعد:

1. قال أحد أصحاب الإمام الرضا عليه السلام: سألته: كيف الصلاة على رسول اللَّه صلى الله عليه و آله في دبر المكتوبة؟ قال عليه السلام: قل:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا رَسُولَ اللَّهِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مُحَمَّدَ بْنَ عَبدِاللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا خِيَرَةَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حَبيبَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا صَفْوةَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أَمينَ اللَّهِ، أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبدِاللَّهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ نَصَحْتَ لِأُمَّتِكَ، وَجاهَدْتَ في سَبيلِ رَبِّكَ، وَعَبَدْتَهُ حَتَّى أَتاكَ الْيَقينُ، فَجَزاكَ اللَّهُ يا رَسُولَ اللَّهِ أَفْضَلَ ما جَزى نَبِيّاً عَنْ أُمَّتِهِ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، أَفْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلى ابراهيمَ وَآلِ إبْراهيمَ، إِنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ»(4).


1- كامل الزيارات: الباب 2، ح 5.
2- أمالي الطوسي: ص 167، ح 31.
3- كامل الزيارات: الباب 2، ح 17.
4- بحار الأنوار، ج 97، ص 181، ح 3؛ قرب الاسناد، ص 169.

ص: 151

2. روى السيّد ابن طاووس في مصباح الزائر عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: «

مَنْ أرادَ أن يَزورَ قَبرَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه و آله وقُبورَ سائرِ الأئمّةِ عليهم السلام وهو في بَلَدِه فَلْيَغْتَسِلْ في يَوْمِ الجُمُعَةِ وَلْيَلْبَسْ ثَوْبَيْنِ نَظِيفَينِ وَلْيَخْرُجْ إلى فَلاةٍ مِنَ الأرْضِ ثُمَّ يُصَلّي أرْبَعَ رَكَعاتٍ يَقْرَأُ فِيهِنَّ ما تَيَسَّرَ مِن السُّورَةِ، فإذا تَشَهَّدَ وَسَلَّم فَلْيَقُمْ مُسْتَقْبِلَ القِبْلَةَ ولْيَقُلْ:

«السَّلامُ عَلَيْكَ ايُّهَا النَّبِىُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِىُّ الْمُرْسَلُ، وَالْوَصِىُّ الْمُرْتَضى، وَالسَّيِّدَةُ الْكُبْرى وَالسَّيِّدَةُ الزَّهْراءُ، وَالسِّبْطانِ الْمُنْتَجَبانِ، وَالْأَوْلادُ الْأَعْلامُ، وَالْأُمَناءُ الْمُنْتَجِبُونَ، جِئْتُ انْقِطاعاً الَيْكُمْ وَالى آبائِكُمْ، وَوَلَدِكُمُ الْخَلَفِ عَلى بَرَكَةِالْحَقِّ، فَقَلْبى لَكُمْ مُسَلِّمٌ، وَنُصْرَتى لَكُمْ مُعَدَّةٌ، حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ لِدِينِهِ، فَمَعَكُمْ مَعَكُمْ لا مَعَ عَدُوِّكُمْ، إِنِّي لَمِنَ الْقائِلِينَ بِفَضْلِكُمْ، مُقِرٌّ بِرَجْعَتِكُمْ، لا انْكِرُ لِلّهِ قُدْرَةً، وَلا أَزْعَمُ إلّا ما شاءَ اللَّهُ، سُبْحانَ اللَّهِ ذِى الْمُلْكِ وَالْمَلَكُوتِ، يُسَبِّحُ لِلَّهِ بِاسْمائِهِ جَمِيعُ خَلْقِهِ، وَالسَّلامُ عَلى أَرْواحِكُمْ وَأَجْسادِكُمْ، وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكاتُهُ»(1).

3. ستأتي زيارتان للنبيّ صلى الله عليه و آله في فصل «أعمال أيّام الاسبوع» (ص 668) فمن أراد يمكنه الرجوع إليهما ويستفيض بقراءتهما.

4. وينبغي أن يصلّي عليه بما صلّى به أميرالمؤمنين عليه السلام في بعض خطبه في يوم الجمعة، كما في كتاب روضة الكافي:

«انَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِىِّ، يا ايُّها الَّذينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْليماً، اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِ مُحَمَّدٍ، وَبارِكْ عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِ مُحَمَّدٍ، وَتَحَنَّنْ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَسَلِّمْ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، كَافْضَلِ ما صَلَّيْتَ وَبارَكْتَ وَتَرَحَّمْتَ وَتَحَنَّنْتَ وَسَلَّمْتَ عَلى ابْراهيمَ وَآلِ ابْراهيمَ، انَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ، اللهُمَّ اعْطِ مُحَمَّداً الْوَسيلَةَ، وَالشَّرَفَ وَالْفَضيلَةَ، وَالْمَنْزِلَةَ الْكَريمَةَ،


1- مصباح الزائر، ص 50؛ بحار الأنوار، ج 86، ص 330.

ص: 152

اللهُمَّ اجْعَلْ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ اعْظَمَ الْخَلايِقِ كُلِّهِمْ شَرَفاً يَوْمَ الْقِيمَةِ، وَاقْرَبَهُمْ مِنْكَ مَقْعَداً، وَاوْجَهَهُمْ عِنْدَكَ يَوْمَ الْقِيامَةِ جاهاً، وَافْضَلَهُمْ عِنْدَكَ مَنْزِلَةً وَنَصيباً، اللهُمَّ اعْطِ مُحَمَّداً اشْرَفَ الْمَقامِ، وَحِبآءَ السَّلامِ، وَشَفاعَةَ الْإِسْلامِ، اللهُمَّ وَالْحِقْنا بِهِ غَيْرَ خَزايا، وَلا ناكِبينَ وَلا نادِمينَ وَلا مُبَدِّلينَ، الهَ الْحَقِّ آمينَ»(1).

5. لا يغفل عشّاق النبي صلى الله عليه و آله وأهل بيته عليهم السلام عن الزيارة الجامعة التي ذكرها الشيخ الطوسي في المصباح عن الحسن العسكريّ عليه السلام وسترد علينا أواخر قسم الزيارات تحت عنوان «الصلوات على المعصومين الأربعة عشر في ص 371» فإنّ آثارها عظيمة.

عليها السلام

زيارة فاطمة الزهراء عليها السلام:

فضيلة زيارتها وموضع قبرها عليها السلام:

1. روى المرحوم العلّامة المجلسيّ عن الإمام الصادق عليه السلام عن أجداده الطاهرين عليهم السلام: «

مَنْ زَارَ قَبْرَ الطاهِرَةِ فَاطِمَةَ عليها السلام وقال: السَّلامُ عَلَيْكِ يا سَيِّدةَ نِساءِ العالَمين ...

(أوّل زيارة من الزيارات التي ستأتي)

ثُمَّ استَغْفَرَ اللَّهَ، غَفَرَ اللَّهُ لَهُ وأدْخَلَهُ الجَنَّة»(2).

2. قال أبو الحسن إبراهيم بن محمّد الهمدانيّ: كتبت إلى الإمام الهادي عليه السلام أن تخبرني عن بيت أمّك فاطمة عليها السلام، فكتب: «

هِيَ مَع جَدِّي صَلواتُ اللَّهِ عَلَيهِ وآلِهِ»(3).

3. قال المرحوم الصدوق: الصحيح عندي أنّها دفنت في بيتها، فلمّا زاد بنو اميّة في المسجد صارت في المسجد(4).

وقال المرحوم العلّامة المجلسي، الأظهر أنّها صلوات اللَّه عليها دفنت في بيتها(5). وظاهر ذلك الرواية عمّن سأل الإمام الرضا عليه السلام من أصحابه عن قبر الزهراء عليها السلام فقال عليه السلام: «

دُفِنَتْ فِي بَيتِهَا


1- الكافي: ج 8، ص 175.
2- بحار الأنوار: ج 97، ص 199، ح 19.
3- المصدر السابق: ص 198، ح 18.
4- المصدر السابق: ص 196 نقلًا عن من لايحضره الفقيه: ج 2، ص 572.
5- المصدر السابق: ص 197.

ص: 153

فَلمّا زادتْ بَنُوأميّةَ فِي المَسْجِدِ صَارَتْ فِي المَسْجِدِ»(1)

وعليه، فكلّ من يقف قرب قبر النبيّ صلى الله عليه و آله والروضة المقدّسة ويزور سيّدة النساء، أدرك إن شاء اللَّه فضيلة زيارتها. طبعاً يمكن زيارتها في البقيع برجاء المطلوبية.

4. روى العلّامة المجلسي عن مصباح الأنوار عن عليّ عليه السلام عن فاطمة عليها السلام أنّها قالت:

قال لي رسولُ اللَّه صلى الله عليه و آله: «يا فاطِمَةُ مَنْ صَلَّى عَلَيْكِ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ، وَأَلْحَقَهُ بي حَيْثُ كُنْتُ مِنَ الْجَنَّةِ»(2).

5. روى يزيد بن عبدالملك عن أبيه عن جدّه قال: دخلت على فاطمة عليها السلام فبدأتني بالسلام ثمّ قالت: «

ما غدا بك

»، قلت: طلب البركة. قالت: «

أخْبَرَنِي أبي أنَّ مَنْ سَلَّمَ عَلَيهِ وعَلَيَّ ثَلاثَةَ أيّامٍ أوْجَبَ اللَّهُ لَهُ الَجنَّةَ

»، قلت لها:

فِي حَياتِهِ وحَياتِكِ؟

قالت: «

نَعَمْ وبَعْدَ مَوْتِنا»(3).

تنبيه: الظاهر أنّ هذه الرواية وسابقتها تشمل الزيارة عن بعد وقرب.

كيفيّة زيارة فاطمة الزهراء عليها السلام:

الزيارة الاولى:

الزيارة القصيرة التي أشير إليها في الرواية الاولى من روايات فضل زيارتها:

السَّلامُ عَلَيْكِ يا سِيِّدَةَ نِسآءِ الْعالَمينَ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا والِدَةَ الْحُجَجِ عَلَى النَّاسِ أجْمَعينَ، السَّلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُهَا الْمَظْلومَةُ الْمَمْنُوعَةُ حَقُّها. بعدها قل:

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى أَمَتِكَ وَابنَةِ نَبيِّكَ، وَزَوْجَةِ وَصِىِّ نَبِيِّكَ، صَلاةً تُزْلِفُها فَوقَ زُلفى عِبادِكَ الْمُكَرَّمينَ، مِنْ أهْلِ السَّمواتِ وَأَهْلِ الْأَرَضينَ (4).

- چ چ-

الزيارة الثانية:

روى محمّد بن عيسى عن الإمام الباقر عليه السلام قال: «

إنْ كُنْتَ عِنْدَ قَبْرِ جَدَّتي فاطِمَة عليها السلام فَقُلْ

»: يا مُمْتَحَنَةُ، امْتَحَنَكِ اللَّهُ الَّذى خَلَقَكِ قَبْلَ انْ يَخْلُقَكِ، فَوَجَدَكِ لِما امْتَحَنَكِ


1- بحار الأنوار: ج 97، ص 191 ح 1 نقلًا عن عيون أخبار الرضا: ج 1، ص 311، ح 76.
2- بحار الأنوار: ج 97، ص 194، ح 10.
3- المصدر السابق: ح 9 نقلًا عن تهذيب الأحكام: ج 6، ص 9، ح 11.
4- بحار الأنوار: ج 97، ص 98؛ إقبال الأعمال: ص 623.

ص: 154

صابِرَةً، وَزَعَمْنا انَّا لَكِ اوْلِيآءُ وَمُصَدِّقُونَ، وَصابرُونَ لِكُلِّ ما اتانا بِهِ ابُوكِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَاتانا بِهِ وصِيُّهُ، فَانَّا نَسْئَلُكِ انْ كُنَّا صَدَّقْناكِ، إلَّاالْحَقْتِنا بِتَصْديقِنا لَهُما، لِنُبشِّرَ انْفُسَنا بانَّا قَدْ طَهُرْنا بِوِلايَتِكِ (1).

- چ چ-

الزيارة الثالثة:

روى المرحوم الشيخ الطوسي في التهذيب عن كبار الشيعة زيارة اخرى هي:

السَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ نَبِىِّ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ حَبيبِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ خَليلِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ صَفِىِّ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ امينِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ خَيْرِ خَلْقِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ افْضَلِ انْبِيآءِ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَمَلائِكَتِهِ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ خَيْرِ الْبَرِيَّةِ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا سِيِّدَةَ نِسآءِ الْعالَمينَ مِنَ الْأَوَّلينَ وَالْأ خِرينَ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا زَوْجَةَ وَلِىِّ اللَّهِ، وَخَيْرِ الْخَلْقِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا امَّ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ سَيِّدَىْ شَبابِ اهْلِ الْجَنَّةِ، السَّلامُ عَلَيْكِ ايَّتُهَا الصِّدّيقَةُ الشَّهيدَةُ، السَّلامُ عَلَيْكِ ايَّتُهَا الرَّضِيَّةُ الْمَرْضِيَّةُ، السَّلامُ عَلَيْكِ ايَّتُهَا الْفاضِلَةُ الزَّكِيَّةُ، السَّلامُ عَلَيْكِ ايَّتُهَا الْحَوْرآءُ الْإِنْسِيَّةُ، السَّلامُ عَلَيْكِ ايَّتُهَا التَّقِيَّةُ النَّقِيَّةُ، السَّلامُ عَلَيْكِ ايَّتُهَا الْمُحَدَّثَةُ الْعَليمَةُ، السَّلامُ عَلَيْكِ ايَّتُهَا الْمَظْلُومَةُ الْمَغْصُوبَةُ، السَّلامُ عَلَيْكِ ايَّتُهَا الْمُضْطَهَدَةُ الْمَقْهُورَةُ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا فاطِمَةُ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكِ وَعَلى رُوحِكِ وَبَدَنِكِ، اشْهَدُ ا نَّكِ مَضَيْتِ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكِ، وَانَّ مَنْ سَرَّكِ فَقَدْ سَرَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَمَنْ جَفاكِ فَقَدْ جَفا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَمَنْ آذاكِ فَقَدْ آذى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَمَنْ وَصَلَكِ فَقَدْ وَصَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَمَنْ قَطَعَكِ فَقَدْ


1- بحارالانوار، ج 97، ص 194، ح 11، نقلًا عن تهذيب الأحكام، ج 6، ص 9، ح 12.

ص: 155

قَطَعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، لِأَنَّكِ بَضْعَةٌ مِنْهُ، وَرُوحُهُ الَّتى بَيْنَ جَنْبَيْهِ، كَما قالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، اشْهِدُ اللَّهَ وَرُسُلَهُ وَمَلائِكَتَهُ ا نّى راضٍ عَمَّنْ رَضيتِ عَنْهُ، ساخِطٌ عَلى مَنْ سَخِطْتِ عَلَيْهِ، مُتَبَرِّءٌ مِمَّنْ تَبَرَّئْتِ مِنْهُ، مُوالٍ لِمَنْ والَيْتِ، مُعادٍ لِمَنْ عادَيْتِ، مُبْغِضٌ لِمَنْ ابْغَضْتِ، مُحِبٌّ لِمَنْ احْبَبْتِ، وَكَفى بِاللَّهِ شَهيداً وَحَسيباً، وَجازِياً وَمُثيباً.

ثم تصلّي على الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله والأئمّة الأطهار عليهم السلام (1).

-*-*-*-

الزيارة الرابعة:

الزيارة التي ستأتي في قسم أعمال الأشهر، لليوم الثالث من جمادي الثانية، (ص 416) يوم وفاتها عليها السلام.

الزيارة الخامسة:

الزيارة الاخرى التي ذكرها السيّد ابن طاووس في الإقبال للعشرين من جمادي الثانية ولادة الزهراء عليها السلام كالزيارة المذكورة حتّى «

ساخِطٌ عَلى مَنْ سَخِطْتِ عَلَيْهِ

» وبعدها كما يلي:

وَوَلِىٌّ لِمَنْ والاكِ، وَعَدُوٌّ لِمَنْ عاداكِ، وَحَرْبٌ لِمَنْ حارَبَكِ، انَا يا مَوْلاتى بِكِ بِابيكِ وَبَعْلِكِ، وَالْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِكِ مُوقِنٌ، وَبِوِلايَتِهِمْ مُؤْمِنٌ، وَبِطاعَتِهِمْ مُلْتَزِمٌ، اشْهَدُ انَّ الدّينَ دينُهُمْ، وَالْحُكْمَ حُكْمُهُمْ، وَهُمْ قَدْ بَلَّغُوا عَنِ اللَّهِ عَزَّوَجَلَّ، وَدَعَوْا الى سَبيلِ اللَّهِ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ، لا تَاْخُذُهُمْ فِى اللَّهِ لَوْمَةُ لآئِمٍ، وَصَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْكِ وَعَلى ابيكِ وَبَعْلِكِ، وَابْنَيْكِ وَذُرِّيَّتِكِ الْأَئِمَّةِ الطَّاهِرينَ، اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَاهْلِ بَيْتِهِ، وَصَلِّ عَلَى الْبَتُولِ الطَّاهِرَةِ، الصِّديقَةِ الْمَعْصُومَةِ، التَّقِيَّةِ النَّقِيَّةِ، الرَّضِيَّةِ الزَّكِيَّةِ الرَّشيدَةِ، الْمَظْلُومَةِ الْمَقْهُورَةِ، الْمَغْصُوبَةِ حَقُّهَا، الْمَمْنُوعَةِ ارْثُهَا، الْمَكْسُورَةِ ضِلْعُهَا، الْمَظْلُومِ بَعْلُهَا، الْمَقْتُولِ وَلَدُها، فاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِكَ، وَبِضْعَةِ لَحْمِهِ، وَصَميمِ قَلْبِهِ، وَفِلْذَةِ كَبِدِهِ، وَالنُّخْبَةِ


1- بحار الأنوار: ج 97، ص 195، ح 12 نقلًا عن تهذيب الأحكام: ج 6، ص 10.

ص: 156

مِنْكَ لَهُ، وَالتُّحْفَةِ خَصَصْتَ بِها وَصِيَّهُ، وَحَبيبَةِ الْمُصْطَفى، وَقَرينَةِ الْمُرْتَضى وَسَيَّدَةِ النِّساءِ، وَمُبَشِّرَةِ الْأَوْلِيآءِ، حَليفَةِ الْوَرَعِ وَالزُّهْدِ، وَتُفَّاحَةِ الفِرْدَوْسِ، وَالْخُلْدِ الَّتى شَرَّفْتَ مَوْلِدَها بِنِسآءِ الْجَنَّةِ، وَسَلَلْتَ مِنْها انْوارَ الْأَئِمَّةِ، وَارْخَيْتَ دُونَها حِجابَ النُّبُوَّةِ، اللهُمَّ صَلِّ عَلَيْها صَلاةً تَزيدُ في مَحَلِّها عِنْدَكَ، وَشَرَفِها لَدَيْكَ، وَمَنْزِلَتِها مِنْ رِضاكَ، وَبَلِّغْها مِنَّا تَحِيَّةً وَسَلاماً، وَآتِنا مِنْ لَدُنْكَ في حُبِّها فَضْلًا وَاحْساناً، وَرَحْمَةً وَغُفْراناً، انَّكَ ذُوالْعَفْوِ الْكَريمِ.

ثمّ تصلّي صلاة الزيارة وإن استطعت صلّ صلاتها (ركعتان كلّ ركعة ستّون مرّة الإخلاص بعد الحمد) وإن لم تستطع، ركعتين: الحمد والإخلاص، والحمد والكافرون، وقل بعد السلام: اللَّهُمَّ إِنّى أَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّنا مُحَمَّدٍ وَبِأَهْلِ بَيْتِهِ صَلَواتُكَ عَلَيْهِمْ، وَأَسْئَلُكَ بَحَقِّكَ الْعَظيمِ عَلَيْهِمْ، الَّذي لا يَعْلَمُ كُنْهَهُ سِواكَ، وَأَسْئَلُكَ بِحَقِّ مَنْ حَقُّهُ عِنْدَكَ عَظيمٌ، وَبِأَسْمائِكَ الْحُسْنى، الَّتي أَمَرْتَني أَنْ أَدْعُوكَ بِها، وَاسْئَلُكَ بِاسْمِكَ الْأَعْظَمِ الَّذي أَمَرْتَ بِهِ ابْراهيمَ انْ يَدْعُوَ بِهِ الطَّيرَ فَأَجابَتْهُ، وَبِاسْمِكَ الْعَظيمِ الَّذي قُلْتَ لِلنَّارِ بِهِ كُونى بَرْداً وَسَلاماً عَلى إِبْراهيمَ فَكانَتْ بَرْداً، وَبِأَحَبِّ الْأَسْماءِ إِلَيْكَ، وَأَشْرَفِها وَأَعْظَمِها لَدَيْكَ، وَأَسْرَعِها إِجابَةً، وَأَنْجَحِها طَلِبَةً، وَبِما أَنْتَ أَهْلُهُ وَمُسْتَحِقُّهُ وَمُسْتَوْجِبُهُ، وَأَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ وَأَرْغَبُ إِلَيْكَ، وَأَتَضَرَّعُ الَيْكَ وَأَلَحُّ عَلَيْكَ، وَأَسْئَلُكَ بِكُتُبِكَ الَّتى أَنْزَلْتَها عَلى أَنْبِيائِكَ وَرُسُلِكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِمْ، مِنَ التَّوْريةِ وَالْانْجيلِ، وَالزَّبُورِ وَالْقُرآنِ الْعَظيمِ، فَإِنَّ فيهَا اسْمُكَ الْأَعْظَمُ، وَبِمافيها مِنْ أَسْمائِكَ الْعُظْمى، انْ تُصَلِّىَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تُفَرِّجَ عَنْ آلِ مُحَمَّدٍ وَشيعَتِهِمْ وَمُحِبّيهِمْ وَعَنّي وَتَفْتَحَ أَبْوابَ السَّماءِ لِدُعائي وَ تَرْفَعَهُ في عِلّيّينَ، وَتَأْذَنَ في هذَا الْيَوْمِ، وَفي هذِهِ السَّاعَةِ بِفَرَجى وَإِعْطاءِ أَمَلى وَسُؤْلي فِى الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ، يا مَنْ لا يَعْلَمُ أَحَدٌ كَيْفَ هُوَ وَقُدْرَتُهُ إِلَّا هُوَ، يا مَنْ سَدَّ الْهَواءَ بِالسَّماءِ،

ص: 157

وَكَبَسَ الْأَرْضَ عَلَى الْماءِ، وَاخْتارَ لِنَفْسِهِ أَحْسَنَ الْأَسْماءِ، يا مَنْ سَمّى نَفْسَهُ بِالْاسْمِ الَّذي تُقْضى بِهِ حاجَةُ مَنْ يَدْعُوهُ، أَسْئَلُكَ بِحَقِّ ذلِكَ الْاسْمِ، فَلا شَفيعَ أَقْوى لي مِنْهُ، انْ تُصَلِّىَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَتَقْضِيَ لي حَوائِجى وَتَسْمَعَ بِمُحَمَّدٍ وَعَلىٍّ وَفاطِمَةَ، وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ، وَعَلىِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، وَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلىٍّ، وَ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ، وَعَلِىِّ بْنِ مُوسى وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلِىٍّ، وَعَلِىِّ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَالْحَسَنِ بْنِ عَلِىٍّ، وَالْحُجَّةِ الْمُنْتَظِرِ لِإِذْنِكَ، صَلَواتُكَ وَسَلامُكَ وَ رَحْمَتُكَ وَبَرَكاتُكَ عَلَيْهِمْ صَوْتي لِيَشْفَعُوا لي إِلَيْكَ، وَتُشَفِّعَهُمْ فِيَّ، وَلا تَرُدَّني خائِباً، بِحَقِّ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ. ثمّ سلّ حاجتك، تقضى إن شاء اللَّه (1).

زيارة ائمة البقيع: الإمام الحسن، السجاد، الباقر، عليهم السلام

فضيلة زيارتهم عليهم السلام:

1. روى الشيخ الصدوق عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: «

إذا حَجَّ أَحَدُكُمْ فَلْيَخْتِمْ حَجَّهُ بِزيارَتِنا لأنَّ ذلكَ مِنْ تَمامِ الْحَجِّ»(2).

2. قال العلّامة المجلسي: روي في حديث معتبر عن ابن عباس أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله قال: «

مَنْ زارَ الْحَسَنَ عليه السلام فِي بَقِيعِهِ ثَبَتَتْ قَدَمُهُ عَلَى الصِّراطِ يَومَ تَزِلُّ فيهِ الأقدامَ»(3).

3. روى الشيخ المفيد في المقنعة عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: «

مَن زَارَنِي غُفِرَتْ لَهُ ذُنُوبُهُ وَلَم يَمُتْ فَقيراً»(4).

4. روى ابن قولويه في كامل الزيارات ضمن حديث طويل عن هشام بن سالم عن الإمام


1- إقبال الأعمال: ص 624- 626؛ بحار الأنوار: ج 97، ص 99، ح 20( باختلاف يسير).
2- بحار الأنوار: ج 97، ص 139، ح 1 نقلًا عن علل الشرائع: ج 2، ص 459، ح 1؛ عيون أخبار الرضا: ج 2، ص 262، ح 28.
3- بحار الأنوار: ج 97، ص 141، ح 14 نقلًا عن أمالي الصدوق: ص 115.
4- المقنعة: ص 474.

ص: 158

الصادق عليه السلام أنّه أتاه رجل فقال له: هل يزار والدك؟ فقال:

«نعم».

قال: فما لمن زاره. قال:

«الجَنَّةَ إنْ كانَ يأتَمُّ به

». قال: فَما لمن تركه رغبة عنه. قال: «

الحَسْرَةُ يَوْمَ الحَسْرَةِ

...»(1).

5. روى الإمام الصادق عليه السلام عن آبائه عن الإمام الحسن عليهم السلام أنّه سألَ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله «

يا أبَه، مَا جَزاءُ مَن زَارَكَ؟ فَقَالَ: مَن زَارَنِي أو زَارَ أباكَ أو زَارَكَ أو زَارَ أخاكَ كانَ حقّاً عَليَّ أن أزُورَهُ يَومَ القيامةِ حَتّى أُخلِّصَهُ مِن ذُنُوبِهِ»(2).

6. روى في كامل الزيارات عن الإمام الباقر عليه السلام عن النبيّ صلى الله عليه و آله أنّه قال: «

مَنْ زَارَنِي أو زَارَ أحَداً مِنْ ذُرِيَّتِي زُرْتُهُ يَومَ القِيَامَةِ فأنقَذْتُهُ مِنْ أهوالِهَا»(3).

7. وقال صلى الله عليه و آله لعليّ عليه السلام: «

يا عَليّ مَنْ زَارَني فِي حَياتِي أو بَعدَ مَوتِي أو زارَكَ فِي حَياتِكَ أو بَعدَ مَوتِكَ أو زَارَ إبنَيْكَ فِي حَياتِهِما أو بَعدَ مَوتِهِما ضَمِنْتُ لَهُ يَومَ القِيامَةِ أن أُخَلِّصَهُ مِنْ أهوالِها وَشدائِدهَا حَتّى أُصَيِّرَهُ مَعِي فِي دَرجَتِي»(4).

كيفية زيارة أئمة البقيع عليهم السلام عن قرب

إذا أردت زيارتهم فاعمل بما سبق من آداب الزيارة كالغسل والكون على الطهارة ولبس الثياب الطاهرة النظيفة والتطيّب، واقرأ إحدى هذه الزيارات:

الزيارة الاولى:

الزيارة التي ذكرها المرحوم ابن قولويه في كامل الزيارات عن أحد الأئمّة المعصومين عليهم السلام وهي (5):


1- كامل الزيارات: الباب 78، ح 7.
2- بحار الأنوار: ج 97، ص 141، ح 12 نقلًا عن أمالي الصدوق: 59، ح 4 كما وردت هذه الرواية في كامل الزيارات بسند آخر للصادق عليه السلام( كامل الزيارات: الباب 1، ح 5).
3- كامل الزيارات: الباب 1، ح 4.
4- المصدر السابق: الباب 1، ح 3.
5- رواها مؤلف المزار الكبير مع مقدمة تشتمل على إذن الدخول بعبارة تفيد أنّ لقبور أئمّة البقيع عليهم السلام في عصره قبّة وباحة( راجع المزار الكبير: ص 88؛ بحار الأنوار: ج 97 ص 211 ح 10) والأمر الآخر حيث ورد إذن الدخول في المزار الكبير لكنّه لم يرد في المصدر الأصلي لهذه الزيارة وهو كامل الزيارات فلم نأت بها. وعليه يمكن الاستفادة من إذن الدخول السابق( ص 145) في زيارة أئمّة البقيع.

ص: 159

فإن تشرّفت بزيارة قبور أئمّة البقيع عليهم السلام (إن لم يمنعوا) فاقترب من قبورهم المقدّسة واستقبلها واستدبر القبلة وقل:

السَّلامُ عَلَيْكُمْ ائِمَّةَ الْهُدى السَّلامُ عَلَيْكُمْ اهْلَ البِرِّ وَالتَّقْوى السَّلامُ عَلَيْكُمْ ايُّهَا الْحُجَجُ على اهْلِ الدُّنْيا، السَّلامُ عَلَيْكُمْ ايُّهَا الْقُوَّامُ (1) فِى الْبَرِيَّةِ بِالْقِسْطِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ اهْلَ الصَّفْوَةِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ آلَ (2) رَسُولِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ اهْلَ النَّجْوى اشْهَدُ انَّكُمْ قَدْ بَلَّغْتُمْ وَنَصَحْتُمْ وَصَبَرْتُمْ فى ذاتِ اللَّهِ، وَكُذِّبْتُمْ، وَاسيئَ الَيْكُمْ فَغَفَرْتُمْ، وَاشْهَدُ انَّكُمُ الْأَئِمَّةُ الرَّاشِدُونَ الْمُهْتَدُونَ، وَانَّ طاعَتَكُمْ مَفْرُوضَةٌ، وَانَّ قَوْلَكُمُ الصِّدْقُ، وَانَّكُمْ دَعَوْتُمْ فَلَمْ تُجابُوا، وَامَرْتُمْ فَلَمْ تُطاعُوا، وَانَّكُمْ دَعائِمُ الدّينِ وَارْكانُ الْأَرْضِ، لَمْ تَزالُوا بِعَيْنِ اللَّهِ، يَنْسَخُكُمْ مِنْ اصْلابِ كُلِّ مُطَهَّرٍ، وَيَنْقُلُكُمْ مِنْ ارْحامِ الْمُطَهَّراتِ، لَمْ تُدَنِّسْكُمُ الْجاهِلِيَّةُ الْجَهْلاءُ، وَلَمْ تَشْرَكْ فيكُمْ فِتَنُ الْأَهْوآءِ، طِبْتُمْ وَطابَ مَنْبَتُكُمْ، مَنَّ بِكُمْ عَلَيْنا دَيَّانُ الدّينِ، فَجَعَلَكُمْ فى بُيُوتٍ اذِنَ اللَّهُ انْ تُرْفَعَ، وَيُذْكَرَ فيهَا اسْمُهُ، وَجَعَلَ صَلاتَنا عَلَيْكُمْ رَحْمَةً لَنا، وَكَفَّارَةً لِذُنُوبِنا، اذِ اخْتارَكُمُ اللَّهُ لَنا، وَطَيَّبَ خَلْقَنا بِما مَنَّ عَلَيْنا مِنْ وِلايَتِكُمْ، وَكُنَّا عِنْدَهُ مُسَمّينَ بِعِلْمِكُمْ، مُعْتَرِفينَ بِتَصْديقِنا ايَّاكُمْ، وَهذا مَقامُ مَنْ اسْرَفَ وَاخْطَا وَاسْتَكانَ وَاقَرَّ بِما جَنى وَرَجى بِمَقامِهِ الْخَلاصَ، وَانْ يَسْتَنْقِذَهُ بِكُمْ مُسْتَنْقِذُ الْهَلْكى مِنَ الرَّدى فَكُونُوا لى شُفَعآءَ، فَقَدْ وَفَدْتُ الَيْكُمْ اذْ رَغِبَ عَنْكُمْ اهْلُ الدُّنْيا، وَاتَّخَذُوا آياتِ اللَّهِ هُزُواً، وَاسْتَكْبَرُوا عَنْها، يا مَنْ هُوَ قآئِمٌ لا يَسْهُو، وَدآئِمٌ لايَلْهُو، وَمُحيطٌ بِكُلِّ شَىْ ءٍ، لَكَ الْمَنُّ بِما وَفَّقْتَنى وَعَرَّفْتَنى بِما(3) اقَمْتَنى عَلَيْهِ اذْ صَدَّ عَنْهُ عِبادُكَ، وَجَهِلُوا مَعْرِفَتَهُ، وَاسْتَخَفُّوا بِحَقِّهِ، وَمالُوا الى سِواهُ،


1- كامل الزيارات:« القوّامين».
2- كامل الزيارات:« يا آل».
3- كامل الزيارات:« وعرّفتني أئمّتي وبما».

ص: 160

فَكانَتِ الْمِنَّةُ مِنْكَ عَلَىَّ مَعَ اقْوامٍ خَصَصْتَهُمْ بِما خَصَصْتَنى بِهِ، فَلَكَ الْحَمْدُ اذْ كُنْتُ عِنْدَكَ فى مَقامى هذا مَذْكُوراً مَكْتُوباً، فَلا تَحْرِمْنى ما رَجَوْتُ، وَلا تُخَيِّبْنى فيما دَعَوْتُ، بِحُرْمَةِ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرينَ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ(1).

ثم اطلب لنفسك ما تشاء(2).

الزيارة الثانية:

الزيارة الجامعة التي ستأتي إن شاءاللَّه (ص 356)، ويراها العلّامة المجلسيّ وآخرون من أفضل الزيارات.

الزيارة الثالثة:

الزيارة التي سترد في أيّام الاسبوع. بالإضافة إلى الصلوات عليهم عليهم السلام وسترد في أواخر قسم الزيارات (ص 672).

عليهم السلام

وردت عدّة روايات في فضل زيارتهم عليهم السلام من بعد ومنها:

1. روى ابن أبي عمير عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: «

إِذا بَعُدَتْ بِأَحَدِكُمْ الشُّقَّةُ وَنَأَتْ بِهِ الدَّارُ فَلْيَعْلُ أَعْلى مَنْزِلٍ لَهُ، فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، وَلْيَوُمِ بِالسَّلامِ إِلى قُبُورِنا، فَإِنَّ ذلكَ يَصِلُ إِلَيْنا»(3).

2. روى سليمان بن عيسى عن أبيه، قلت للإمام الصادق عليه السلام: كيف أزورك ولم أقدر على ذلك؟ قال: «

يَا عيسى إذا لَم تَقْدِرْ عَلى المَجِي ء فإذا كانَ يَومُ الجُمُعَةِ فَاغتَسِلْ أو تَوَضَّأ واصْعَدْ إلى سَطْحِكَ وَصَلّ رَكْعَتينِ وَتَوَجَّه نَحوي فإنّهُ مَن زَارَنِي فِي حَيَاتِي فَقَد زَارَنِي فِي مَماتِي وَمَنْ زَارَنِي فِي مَماتِي فَقَد زَارَنِي فِي حَياتِي»(4).

تنبيه: أ) كما ذكر المرحوم العلّامة المجلسي (5) جواز زيارة الإمام من بُعد كما جاء في هذه الرواية، وهذا دليل على إمكانية زيارة الحجّة عليه السلام في كلّ مكان.


1- وبعد جملة« وصلّى اللَّه» لم يذكرها كامل الزيارات إلى آخر الزيارة ولكن وردت هذه الجمل في بحار الأنوار.
2- كامل الزيارات: الباب 15، ح 2؛ بحارالأنوار: ج 97، ص 203، ح 1.
3- كامل الزيارات: الباب 96، ح 1؛ تهذيب الأحكام: ج 6، ص 103، ح 1.
4- كامل الزيارات: الباب 96، ح 4.
5- بحار الأنوار: ج 98، ص 366.

ص: 161

ب) رغم ما يستفاد من هاتين الروايتين أنّ السلام والزيارة من بعد ممكنة بأيّة عبارات، لكن من أراد زيارتهم بالزيارة المرويّة عن المعصوم عليه السلام فليرجع لفصل زيارة النبيّ صلى الله عليه و آله من بعد (ص 150) حيث نقلنا هناك زيارته صلى الله عليه و آله وسائر الأئمّة عليهم السلام عن بعد، عن السيّد ابن طاووس.

زيارة ابراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه و آله

جاء في كتب الزيارة: تقف، عند قبر إبراهيم (في مقبرة البقيع) وتقول:

السَّلامُ عَلى رَسُولِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلى نَبِىِّ اللَّهِ، السَّلامُ عَلى حَبيبِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلى صَفِىِّ اللَّهِ، السَّلامُ عَلى نَجِىِّ اللَّهِ، السَّلامُ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، سَيِّدِ الْأَنْبِيآءِ وَخاتَمِ الْمُرْسَلينَ، وَخِيَرَةِاللَّهِ مِنْ خَلْقِهِ فى ارْضِهِ وَسَمآئِهِ، السَّلامُ عَلى جَميعِ انْبِياءِ اللَّهِ وَرُسُلِهِ، السَّلامُ عَلَى السُّعَدآءِ وَالشُّهَدآءِ وَالصَّالِحينَ، السَّلامُ عَلَيْنا وَعَلى عِبادِ اللَّهِ الصَّالِحينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ ايَّتُهَا الرُّوحُ الزَّاكِيَةُ، السَّلامُ عَلَيْكَ ايَّتُهَا النَّفْسُ الشَّريفَةُ، السَّلامُ عَلَيْكَ ايَّتُهَا السُّلالَةُ الطَّاهِرَةُ، السَّلامُ عَلَيْكَ ايَّتُهَا النَّسَمَةُ الزَّاكِيَةُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ خَيْرِ الْوَرى، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ النَّبِىِّ الْمُجْتَبى، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ الْمَبْعُوثِ الى كافَّةِ الْوَرى السَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ الْبَشيرِ النَّذيرِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ السِّراجِ الْمُنيرِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ الْمُؤَيَّدِ بِالْقُرآنِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ الْمُرْسَلِ الَى الْإِنْسِ وَالْجآنِّ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ صاحِبِ الرَّايَةِ وَالْعَلامَةِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ الشَّفيعِ يَوْمَ الْقِيمَةِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ مَنْ حَباهُ اللَّهُ بِالْكَرامَةِ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، اشْهَدُ انَّكَ قَدِ اخْتارَ اللَّهُ لَكَ دارَ انْعامِهِ، قَبْلَ انْ يَكْتُبَ عَلَيْكَ احْكامَهُ، اوْ يُكَلِّفَكَ حَلالَهُ وَحَرامَهُ، فَنَقَلَكَ الَيْهِ طَيِّباً زاكِياً مَرْضِيِّاً، طاهِراً مِنْ كُلِّ نَجَسٍ، مُقَدَّساً مِنْ كُلِّ دَنَسٍ، وَبَوَّئَكَ جَنَّةَ الْمَاْوى وَرَفَعَكَ الَى الدَّرَجاتِ الْعُلى وَصَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ صَلاةً يَقِرُّ بِها عَيْنُ

ص: 162

رَسُولِهِ، وَيُبَلِّغُهُ اكْبَرَ مَاْمُولِهِ، اللهُمَّ اجْعَلْ افْضَلَ صَلَواتِكَ وَازْكاها، وَانْمى بَرَكاتِكَ وَاوْفاها، عَلى رَسُولِكَ وَنَبِيِّكَ، وَخِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ، مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيّينَ، وَعَلى ما نَسَلَ مِنْ اوْلادِهِ الطَّيِّبينَ، وَعَلى ما خَلَّفَ مِنْ عِتْرَتِهِ الطَّاهِرينَ، بِرَحْمَتِكَ يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ، اللهُمَّ انّى اسْئَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ صَفِيِّكَ، وَابْراهِيمَ نَجْلِ نَبِيِّكَ، انْ تَجْعَلَ سَعْيى بِهِمْ مَشْكُوراً، وَذَنْبى بِهِمْ مَغْفُوراً، وَحَياتى بِهِمْ سَعيدَةً، وَعاقِبَتى بِهِمْ حَميدَةً، وَحَوآئِجى بِهِمْ مَقْضِيَّةً، وَافْعالِى بِهِمْ مَرْضِيَّةً، وَامُورى بِهِمْ مَسْعُودَةً، وَشُئُونى بِهِمْ مَحْمُودَةً، اللهُمَّ وَاحسِنْ لِىَ التَّوْفيقَ، وَنَفِّسْ عَنِّى كُلَّ هَمٍّ وَضيقٍ، اللهُمَّ جَنِّبْنى عِقابَكَ، وَامْنَحْنى ثَوابَكَ، وَاسْكِنِّى جَنَّاتِكَ، وَارْزُقْنى رِضْوانَكَ وَامانَكَ، وَاشْرِكْ لى فى صالِحِ دُعائى والِدَىَّ وَوُلْدى وَجَميعَ الْمُؤمِنينَ وَالْمُؤمِناتِ، الْأَحْيآءَ مِنْهُمْ وَالْأَمْواتِ، انَّكَ وَلِىُّ الْباقِياتِ الصَّالِحاتِ، آمينَ رَبَّ الْعالَمينَ.

ثمّ تصلّي ركعتين وتطلب حاجتك (1). (و نظراً إلى عدم إمكان إقامة هذه الصلاة إلى جانب هذه القبور المقدّسة فيمكن إقامتها في مسجد النبيّ صلى الله عليه و آله القريب من البقيع).

زيارة فاطمة بنت اسد مادر حضرت على عليه السلام

نقل «العلّامه المجلسي» عن «الشيخ المفيد» و «السيّد ابن طاووس» و «الشهيد الأوّل» رضوان اللَّه تعالى عليهم زيارة لفاطمة بنت أسد أُمّ الإمام عليّ عليه السلام المدفونة في البقيع بهذه الصورة:

السَّلامُ عَلى نَبِىِّ اللَّهِ، السَّلامُ عَلى رَسُولِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلى مُحَمَّدٍ سَيِّدِ الْمُرْسَلينَ، السَّلامُ عَلى مُحَمَّدٍ سَيِّدِ الْأَوَّلينَ، السَّلامُ عَلى مُحَمَّدٍ سَيِّدِ الْأخِرينَ، السَّلامُ عَلى مَنْ بَعَثَهُ اللَّهُ رَحْمَةً لِلْعالَمينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ ايُّهَا النَّبِىُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ،


1- بحار الأنوار: ج 97، ص 218، ح 17؛ مصباح الزائر: ص 58.

ص: 163

السَّلامُ عَلى فاطِمَةَ بِنْتِ اسَدٍ الْهاشِمِيَّةِ، السَّلامُ عَلَيْكِ ايَّتُهَا الصِّدّيقَةُ الْمَرْضِيَّةُ، السَّلامُ عَلَيْكِ ايَّتُهَا التَّقِيَّةُ النَّقِيَّةُ، السَّلامُ عَلَيْكِ ايَّتُهَا الْكَريمَةُ الرَّضِيَّةُ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا كافِلَةَ مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيّينَ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا والِدَةَ سَيِّدِ الْوَصِيّينَ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا مَنْ ظَهَرَتْ شَفَقَتُها عَلى رَسُولِ اللَّهِ خاتَمِ النَّبيّينَ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا مَنْ تَرْبِيَتُها لِوَلِىِّ اللَّهِ الْأَمينِ، السَّلامُ عَلَيْكِ وَعَلى رُوحِكِ وَبَدَنِكِ الطَّاهِرِ، السَّلامُ عَلَيْكِ وَعَلى وَلَدِكِ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، اشْهَدُ انَّكِ احْسَنْتِ الْكِفالَةَ، وَادَّيْتِ الْأَمانَةَ، وَاجْتَهَدْتِ فى مَرْضاتِ اللَّهِ، وَبالَغْتِ فى حِفْظِ رَسُولِ اللَّهِ، عارِفَةً بِحَقِّهِ، مُؤْمِنَةً بِصِدْقِهِ، مُعْتَرِفَةً بِنُبُوَّتِهِ، مُسْتَبْصِرَةً بِنِعْمَتِهِ، كافِلَةً بِتَرْبِيَتِهِ، مُشْفِقَةً عَلى نَفْسِهِ، واقِفَةً عَلى خِدْمَتِهِ، مُخْتارَةً رِضاهُ، وَاشْهَدُ انَّكِ مَضَيْتِ عَلَى الْإِيمانِ، وَالتَّمَسُّكِ بِاشْرَفِ الْأَدْيانِ، راضِيَةً مَرْضِيَّةً، طاهِرَةً زَكِيَّةً، تَقِيَّةً نَقِيَّةً، فَرَضِىَ اللَّهُ عَنْكِ وَارْضاكِ، وَجَعَلَ الْجَنَّةَ مَنْزِلَكِ وَمَاْويكِ، اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ، وَانْفَعْنى بِزِيارَتِها، وَثَبِّتْنى عَلى مَحَبَّتِها، وَلا تَحْرِمْنى شَفاعَتَها، وَشَفاعَةَ الْأَئِمَّةِ مِنْ ذُرِّيَّتِها، وَارْزُقْنى مُرافَقَتَها، وَاحْشُرْنى مَعَها وَمَعَ اوْلادِهَا الطَّاهِرينَ، اللهُمَّ لا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيارَتى ايّاها، وَارْزُقْنِى الْعَوْدَ الَيْها ابَداً ما ابْقَيْتَنى وَاذا تَوَفَّيْتَنى فَاحْشُرْنى فى زُمْرَتِها، وَادْخِلْنى فى شَفاعَتِها، بِرَحْمَتِكَ يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ، اللَّهُمَّ بِحَقِّها عِنْدَكَ، وَمَنْزِلَتِها لَدَيْكَ، اغْفِرْ لى وَلِوالِدَىَّ، وَلِجَمِيعِ الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ، وَآتِنا فِى الدُّنْيا حَسَنَةً، وَفِى الْأخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنا بِرَحْمَتِكَ عَذابَ النَّارِ.

ثم تصلّي ركعتين، صلاة الزيارة وتدعو ما تشاء(1).

- چ چ-


1- بحار الأنوار، ج 97، ص 218، ح 17؛ مصباح الزائر، ص 58.

ص: 164

زيارة المشاهد والمساجد في المدينة

اشارة

1. قال أحد أصحاب الإمام الصادق عليه السلام: إنّي آتي المساجد التي حول المدينة فبأيّها أبدأ؟

فقال عليه السلام: «

إبْدَأ بِقَبَا فَصَلِّ فيه وأكْثِرْ فإنَّهُ أوَّلُ مَسْجِدٍ صَلّى فيه رَسولُ اللَّه صلى الله عليه و آله فِي هذِهِ العَرَصَةِ ثُمَّ ائْتِ مَشْرَبَةَ امِّ إبراهيمَ فَصَلِّ فيها فَإنَّهُ مَسْكَنُ رَسولِ اللَّه صلى الله عليه و آله وَمُصَلّاهُ، ثُمَّ تَأتِي مَسْجِدَ «الفَضِيخ»(1)

(ويُسمّى مسجد ردّالشمس أيضاً) فَصَلِّ فِيه رَكْعَتَيْنِ فَقَدْ صَلّى فيه نَبِيُّكَ. فَإذا قَضَيْتَ هذا الجَانِب فأئْتِ جانِبَ احُدٍ وابْدَأ بالمَسْجِدِ الّذي دونَ الحَرَّةِ، ثُمَّ بِقَبْرِ حَمْزَةَ فسلِّم عليه: «السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا اهْلَ الدِّيارِ، أَنْتُمْ لَنا فَرَطٌ، وَإِنَّا بِكُمْ لاحِقُونَ»(2).

ثُمَّ تأتِي المَسْجِدَ الّذِي جَنْبَ الجَبَلِ عن يَمِينِكَ حتّى تَدْخُلَ احُدَ فَتُصَلِّي فيه ... ثُمَّ تَأْتِي مَسْجِدَ الأحزابِ (ويسمّى مَسْجِد فتح) فَتُصَلّي فيه، فإنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه و آله دَعا فيه يَوْمَ الأحْزابِ وقال:

«يا صَريخَ الْمَكْرُوبينَ، وَيا مُجيبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرّينَ، وَيا مُغيثَ الْمَهْمُومينَ، اكْشِفْ هَمّى وَكَرْبي وَغَمّى فَقَدْ تَرى حالى وَحالَ اصْحابى (3).

2. طبقاً لما ورد في «مصباح الزائر»(4) وعن «السيد ابن طاووس» يستطيع الزائر أن يغيّر الدعاء لنفسه كما ورد عن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله عندما قرأ هذا الدعاء في مسجد الأحزاب، ثم يصلّي ركعتين ويقول: ياصَريخَ الْمَكْرُوبينَ، وَيا مُجيبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرّينَ، وَيا مُغيثَ الْمَهْمُومينَ، اكْشِفْ عَنّى ضُرّى وَهَمّى وَكَرْبى وَغَمّى كَما كَشَفْتَ عَنْ نَبِيِّكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ هَمَّهُ، وَكَفَيْتَهُ هَوْلَ عَدُوِّهِ، وَاكْفِنى ما اهَمَّنى مِنْ امْرِ الدُّنْيا وَالْأخِرَةِ، يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ.

3. ثمّ قال السيّد ابن طاووس (5) تصلّي ما بدا لك عند الإمام زين العابدين عليه السلام وجعفر


1- للأسف هدموا مسجد« الفضيخ» و« مشربة امّ إبراهيم».
2- سترد فضيلة زيارة قبر حمزة وسائر الشهداء غزوة أحد في الصفحة الآتية( ص 165).
3- بحار الأنوار: ج 97، ص 213؛ كامل الزيارات: الباب 6، ح 6.
4- مصباح الزائر، ص 64.
5- المصدر السابق: ص 64.

ص: 165

الصادق عليه السلام ومسجد سلمان الفارسيّ ومسجد أميرالمؤمنين عليه السلام المحاذي لقبر حمزة ومسجد المباهلة، وتطلب حاجتك (1).

وأغلب هذه المساجد موجودة اليوم وتسمّى المساجد السبعة، وعادة ما يزورها الحجّاج في يوم واحد، إلّاأن بعضها الآخر لا وجود له.

عليه السلام

فضيلة زيارة حمزة عليه السلام:

1. روى فخر المحقّقين في رسالة «النيّة» أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله قال: «

مَن زَارَنِي ولم يَزُر عَمِّي حَمزةَ فَقَد جَفانِي»(2).

2. وروى المحدّث القمّي في بيت الأحزان أنّ فاطمة عليها السلام كانت تخرج يومي الإثنين والخميس من كلّ اسبوع بعد وفاة أبيها إلى زيارة حمزة عليه السلام وباقي شهداء أُحُد فتصلّي هناك وتدعو، إلى أن توفّيت، وقيل: إنّها كانت تأتي قبر حمزة وتبكي هناك، فلمّا كان في بعض الأيّام أتيت قبر حمزة فوجدتها تبكي هناك فأمهلتها حتّى سكتت، فأتيتها وسلّمت عليها وقلت: يا سيّدَةَ النِّسْوانِ: قد واللَّه قطّعت، أنياط قلبي من بكائك. فقالت: «

يَحِقُّ لي البُكاءُ، فَلَقَدْ أُصِبْتُ بِخَيرِ الآباء

». ثمّ قالت: «

واشَوْقاهُ إِلى رَسُولِ اللَّه صلى الله عليه و آله

» ثمّ أنشدت تقول:

إِذا ماتَ يَوْماً مَيِّتٌ قَلَّ ذِكرُهُ وَذِكْرُ أَبي مُذْ ماتَ وَاللَّهِ أَكْثَرُ

(3) 3. وقال الشيخ المفيد: وكان رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أمر في حياته بزيارة قبر حمزة، وكان يلمّ به وبالشهداء، ولم تزل فاطمة عليها السلام بعد وفاته صلى الله عليه و آله تغدو إلى قبره وتروح والمسلمون يتناوبون على زيارته وملازمة قبره (4).

كيفيّة زيارة حمزة عليه السلام:

روى العلّامة المجلسي عن الشيخ المفيد والسيّد ابن طاووس والشهيد الأوّل «رضوان اللَّه تعالى عليهم» تقول: عند قبره في احد:


1- مصباح الزائر: ص 65؛ وراجع المزار الكبير: ص 102.
2- مستدرك الوسائل: ج 10، ص 198، ح 2.
3- بيت الاحزان، ص 168.
4- الفصول المختارة: ص 131.

ص: 166

السَّلامُ عَلَيْكَ يا عَمَّ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا خَيْرَالشُّهَدآءِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا اسَدَ اللَّهِ وَاسَدَ رَسُولِهِ، اشْهَدُ انَّكَ قَدْ جاهَدْتَ فِى اللَّهِ عَزَّوَجَلَّ، وَجُدْتَ بِنَفْسِكَ، وَنَصَحْتَ رَسُولَ اللَّهِ، وَكُنْتَ فيما عِنْدَاللَّهِ سُبْحانَهُ راغِباً، بِابى انْتَ وَامّى اتَيْتُكَ مُتَقَرِّباً الى رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، بِذلِكَ راغِباً الَيْكَ فِى الشَّفاعَةِ، ابْتَغى بِزِيارَتِكَ خَلاصَ نَفْسى مُتَعَوِّذاً بِكَ مِنْ نارٍ اسْتَحَقَّها مِثْلى بِما جَنَيْتُ عَلى نَفْسى هارِباً مِنْ ذُنُوبِىَ الَّتِى احْتَطَبْتُها عَلى ظَهْرى فَزِعاً الَيْكَ رَجآءَ رَحْمَةِ رَبّى اتَيْتُكَ مِنْ شُقَّةٍ بَعيدَةٍ، طالِباً فَكاكَ رَقَبَتى مِنَ النَّارِ، وَقَدْ اوْقَرَتْ ظَهْرى ذُنُوبى وَاتَيْتُ ما اسْخَطَ رَبّى وَلَمْ اجِدْ احَدًا افْزَعُ الَيْهِ خَيْراً لى مِنْكُمْ اهْلَ بَيْتِ الرَّحْمَةِ، فَكُنْ لى شَفيعاً يَوْمَ فَقْرى وَحاجَتى فَقَدْ سِرْتُ الَيْكَ مَحْزُوناً، وَاتَيْتُكَ مَكْرُوباً، وَسَكَبْتُ عَبْرَتى عِنْدَكَ باكِياً، وَصِرْتُ الَيْكَ مُفْرَداً، وَانْتَ مِمَّنْ امَرَنِىَ اللَّهُ بِصِلَتِهِ، وَحَثَّنى عَلى بِرِّهِ، وَدَلَّنى عَلى فَضْلِهِ، وَهَدانى لِحُبِّهِ، وَرَغَّبَنى فِى الْوِفادَةِ الَيْهِ، وَالْهَمَنى طَلَبَ الْحَوائِجِ عِنْدَهُ، انْتُمْ اهْلُ بَيْتٍ لا يَشْقى مَنْ تَوَلّاكُمْ، وَلا يَخيبُ مَنْ اتاكُمْ، وَلا يَخْسَرُ مَنْ يَهْويكُمْ، وَلا يَسْعَدُ مَنْ عاداكُمْ* ثم تستقبل القبلة وتصلّي ركعتي الزيارة وبعد ذلك (في حدّ المقدور) تقترب من القبر الشريف وتقول: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍوَ آلِ مُحَمَّدٍ، اللَّهُمَّ انّى تَعَرَّضْتُ لِرَحْمَتِكَ بِلُزُومى لِقَبْرِ عَمِّ نَبِيِّكَ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، لِتُجيرَنى مِنْ نِقْمَتِكَ فى يَوْمٍ تَكْثُرُ فيهِ الْأَصْواتُ، وَتَشْغَلُ كُلُّ نَفْسٍ بِما قَدَّمَتْ، وَتُجادِلُ عَنْ نَفْسِها، فَانْ تَرْحَمْنِى الْيَوْمَ فَلا خَوْفٌ عَلَىَّ وَلا حُزْنٌ، وَانْ تُعاقِبْ فَمَوْلىً لَهُ الْقُدْرَةُ عَلى عَبْدِهِ، وَلا تُخَيِّبْنى بَعْدَ الْيَوْمِ، وَلا تَصْرِفْنى بِغَيْرِ حاجَتى فَقَدْ لَصِقْتُ بِقَبْرِ عَمِّ نَبِيِّكَ، وَتَقَرَّبْتُ بِهِ الَيْكَ ابْتِغآءَ مَرْضاتِكَ، وَرَجآءَ رَحْمَتِكَ، فَتَقَبَّلْ مِنّى وَعُدْ بِحِلْمِكَ عَلى جَهْلى وَبِرَاْفَتِكَ عَلى جِنايَةِ نَفْسى فَقَدْ عَظُمَ جُرْمى وَما اخافُ انْ

ص: 167

تَظْلِمَنى وَلكِنْ اخافُ سُوءَ الْحِسابِ، فَانْظُرِ الْيَوْمَ تَقَلُّبى عَلى قَبْرِ عَمِّ نَبِيِّكَ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، فَبِهِما فُكَّنى مِنَ النَّارِ، وَلا تُخَيِّبْ سَعْيى وَلا يَهوُنَنَّ عَلَيْكَ ابْتِهالى وَلاتَحْجُبَنَّ عَنْكَ صَوْتى وَلاتَقْلِبْنى بِغَيْرِ حَوائِجى يا غِياثَ كُلِّ مَكْرُوبٍ وَمَحْزُونٍ، وَيا مُفَرِّجاً عَنِ الْمَلْهُوفِ الْحَيْرانِ الْغَريقِ الْمُشْرِفِ عَلَى الْهَلَكَةِ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَانْظُرْ الَىَّ نَظْرَةً لا اشْقى بَعْدَها ابَداً، وَارْحَمْ تَضَرُّعى وَعَبْرَتى وَانْفِرادى فَقَدْ رَجَوْتُ رِضاكَ، وَتَحَرَّيْتُ الْخَيْرَ الَّذى لا يُعْطيهِ احَدٌ سِواكَ، فَلا تَرُدَّ امَلى اللهُمَّ انْ تُعاقِبْ فَمَوْلىً لَهُ الْقُدْرَةُ عَلى عَبْدِهِ، وَجَزآئِهِ بِسُوءِ فِعْلِهِ، فَلااخيبَنَ الْيَوْمَ، وَلاتَصْرِفْنى بِغَيْرِ حاجَتى وَلا تُخَيِّبَنَّ شُخُوصى وَوِفادَتى فَقَدْ انْفَدْتُ نَفَقَتى وَاتْعَبْتُ بَدَنى وَقَطَعْتُ الْمَفازاتِ، وَخَلَّفْتُ الْأَهْلَ وَالْمالَ وَما خَوَّلْتَنى وَآثَرْتُ ما عِنْدَكَ عَلى نَفْسى وَلُذْتُ بِقَبْرِ عَمِّ نَبِيِّكَ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَتَقَرَّبْتُ بِهِ ابْتِغآءَ مَرْضاتِكَ، فَعُدْ بِحِلْمِكَ عَلى جَهْلى وَبِرَاْفَتِكَ عَلى ذَنْبى فَقَدْ عَظُمَ جُرْمى بِرَحْمَتِكَ يا كَريمُ يا كَريمُ (1).

زيارة سائر شهداء احُد

ذكر العلّامة المجلسي في بحار الأنوار زيارة سائر شهداء احد:

السَّلامُ عَلى رَسوُلِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلى نَبِىِّ اللَّهِ، السَّلامُ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِاللَّهِ، السَّلامُ عَلى اهْلِ بَيْتِهِ الطَّاهِرينَ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ ايُّهَا الشُّهَدآءُ الْمُؤْمِنُونَ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا اهْلَ بَيْتِ الْإيمانِ وَالتَّوْحيدِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا انْصارَ دينِ اللَّهِ وَانْصارَ رَسُولِهِ، عَلَيْهِ وَ الِهِ السَّلامُ، سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ، اشْهَدُ انَّ اللَّهَ اخْتارَكُمْ لِدينِهِ، وَاصْطَفاكُمْ لِرَسُولِهِ، وَاشْهَدُ انَّكُمْ قَدْ جاهَدْتُمْ فِى اللَّهِ حَقَ


1- بحار الأنوار: ج 97، ص 220، ح 18.

ص: 168

جِهادِهِ، وَذَبَبْتُمْ عَنْ دينِ اللَّهِ وَعَنْ نَبِيِّهِ، وَجُدْتُمْ بِانْفُسِكُمْ دُونَهُ، وَاشْهَدُ انَّكُم قُتِلْتُمْ عَلى مِنْهاجِ رَسُولِ اللَّهِ، فَجَزاكُمُ اللَّهُ عَنْ نَبِيِّهِ وَعَنِ الْإِسْلامِ وَاهْلِهِ افْضَلَ الْجَزآءِ، وَعَرَّفَنا وُجُوهَكُمْ فى مَحَلِّ رِضْوانِهِ، وَمَوْضِعِ اكْرامِهِ، مَعَ النَّبِيّينَ وَالصِّدّيقينَ وَالشُّهَدآءِ وَالصَّالِحينَ، وَحَسُنَ اولئِكَ رَفيقاً، اشْهَدُ انَّكُمْ حِزْبُ اللَّهِ، وَانَّ مَنْ حارَبَكُمْ فَقَدْ حارَبَ اللَّهَ، وَانَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبينَ الْفائِزينَ، الَّذينَ هُمْ احْيآءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ، فَعَلى مَنْ قَتَلَكُمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ اجْمَعينَ، اتَيْتُكُمْ يا اهْلَ التَّوْحيدِ زائِراً، وَبِحَقِّكُمْ عارِفاً، وِبِزِيارَتِكُمْ الَى اللَّهِ مُتَقَرِّباً، وَبِما سَبَقَ مِنْ شَريفِ الْأَعْمالِ وَمَرْضِىِّ الْأَفْعالِ عالِماً، فَعَلَيْكُمْ سَلامُ اللَّهِ وَرَحْمَتُهُ وَبَرَكاتُهُ، وَعَلى مَنْ قَتَلَكُمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَغَضَبُهُ وَسَخَطُهُ، اللهُمَّ انْفَعْنى بِزِيارَتِهِمْ، وَثَبِّتْنى عَلى قَصْدِهِمْ، وَتَوَفَّنى عَلى ماتَوَفَّيْتَهُمْ عَلَيْهِ، وَاجْمَعْ بَيْنى وَبَيْنَهُم فى مُسْتَقَرِّ دارِ رَحْمَتِكَ، اشْهَدُ انَّكُمْ لَنا فَرَطٌ، وَنَحْنُ بِكُمْ لاحِقُونَ.

ثم تقرأ سورة «انَّا انزلناه» مهما تقدر عليها، وبعدها ترجع (1).

الوداع والخروج من المدينة

1. روى أحد خواصّ الإمام الصادق عليه السلام معاوية بن عمّار أنّه عليه السلام قال: «

إذا أرَدْتَ أن تَخْرُجَ مِنَ المَدينةِ فاغْتَسِلْ وامْضِ إلى قَبرِ النّبيّ صلى الله عليه و آله واعمَل ما كُنتَ تَعمَلُهُ مِن قَبل»

وقل:

اللهُمَّ لا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيارَتى قَبْرَ نَبِيِّكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، فَانْ تَوَفَّيْتَنى قَبْلَ ذلِكَ، فَانّى اشْهَدُ فى مَماتى عَلى ما اشْهَدُ عَلَيْهِ فى حَياتى انْ لا الهَ الَّا انْتَ، وَانَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ.


1- بحار الأنوار: ج 97، ص 221، ح 19.

ص: 169

2. سأل أحد أصحاب الإمام الصادق عليه السلام عن وداع رسول اللَّه صلى الله عليه و آله فقال: قل:

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ، السَّلامُ عَلَيْكَ، لا جَعَلَهُ اللَّهُ آخِرَ تَسْليمي عَلَيْكَ (1).

- چ چ-


1- كامل الزيارات: الباب 7، ح 1 و 2.

ص: 170

الفصل الثاني: فضيلة أرض النجف و زيارة أميرالمؤمنين علي عليه السلام

فضيلة أرض النجف

1. طبق بعض الروايات أنّ النجف أرض الأخيار، يحشر من ظهرها سبعون ألفاً يدخلون الجنّة بغير حساب. وعلى هذا الأساس اشتراها عليّ عليه السلام من الدهاقين ليحشر أولئك السبعون ألفاً من ملكه (1).

2. وروى الديلمي في إرشاد القلوب أنّه وردت الأخبار الصحيحة عن أهل البيت عليهم السلام من خواصّ تربته إسقاط عذاب القبر وترك محاسبة منكر ونكير(2)، وأضاف: إنّ أميرالمؤمنين عليه السلام نظر إلى ظهر الكوفة (وكانت تشمل النجف) وقال: «

ما أحسَنَ مَنظَرَكَ وأطيَبَ قَعرَكَ، اللّهمّ اجعَل قَبرِي بِها»(3).

3. وروي عن أميرالمؤمنين عليه السلام أنّه إذا أراد الخلوة بنفسه أتى إلى طرف الغريّ. فبينما هو ذات يوم مشرف على النجف فإذا رجل قد أقبل من البريّة راكباً على ناقة وقدّامه جنازة، فحين رأى عليّاً عليه السلام قصده حتّى وصل إليه فسلّم عليه فردّ عليه السلامَ وقال عليه السلام: «

من أين

»؟ قال: من اليمن.

قال عليه السلام: «

وَما هذِه الجَنَازَةُ الّتِي مَعَك

»؟ قال: جنازة أبي لأدفنه في هذه الأرض. فقال عليه السلام: «

لِمَ لا دَفَنْتَهُ في أرْضِكُم؟

» قال: أوصى بذلك وقال: إنّه يدفن هناك رَجُلٌ يدخل في شفاعته مثل ربيعة ومضر. فقال له عليه السلام: «

أتَعْرِفُ ذلِكَ الرَّجُلَ؟

» قال: لا. قال عليه السلام: «

أنَا واللَّهِ ذلِكَ الرّجلُ (ثلاثاً) فَادفُن»(4).


1- بحار الأنوار: ج 97، ص 231، ح 21.
2- المصدر السابق: ص 232 و 233 نقلًا عن ارشاد القلوب: ج 2، ص 439 و 440.
3- المصدر السابق.
4- المصدر السابق.

ص: 171

4. وروي عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: «

ما مِن مُؤمِنٍ يَمُوتُ فِي شَرقِ الأرضِ وَغَربِها إلّا وَحَشَرَ اللَّهُ رُوحَهُ إلى وَادِي السّلامِ»(1).

5. قال حبّة العرنيّ: خرجت مع أميرالمؤمنين عليه السلام إلى ظهر الكوفة فوقف بوادي السلام كأنّه مخاطب لأقوام فقمت بقيامه حتّى أعييت، ثمّ جلست حتّى مللت، ثمّ قمت حتّى نالني مثل ما نالني أوّلًا، ثمّ جلست حتّى مللت، ثمّ قمت وجمعت رِدائي فقلت: يا أميرالمؤمنين إني قد اشفقت عليك من طول القيام، فراحة ساعة. ثمّ طرحت الرداء ليجلس عليه فقال: «

يا حَبَّةُ إن هو إلّا مُحَادَثَةُ مُؤمِنٍ أو مُؤانَسَتُه

». قال: قلت: يا أميرالمؤمنين وإنّهم لكذلك؟ قال: «

نَعَمْ ولو كُشِفَ لَكَ لَرَأيْتَهُم حَلَقاً حَلَقاً مُجْتَمِعين يَتَحادَثونَ

». فَقُلتُ: أجسام أم أرواح؟ فقال: «

أرواحٌ وَما مِنْ مُؤمِنٍ يَموتُ فِي بُقعَةٍ مِنْ بِقاعِ الأرضِ إلّاقِيلَ لِرُوحِهِ الحَقي بِوادِي السّلام وَإنّها لَبقعَةٌ مِن جنّة عَدنٍ»(2).

فضيلة زيارة أميرالمؤمنين عليّ عليه السلام

1. روى الشيخ الطوسي في الأمالي أنّ الإمام الصادق عليه السلام قال:

«مَا خَلَقَ اللَّهُ خَلقاً أكثرَ مِنَ المَلائكَةِ وَأنّه لَينزِلُ كُلَّ يَومٍ سَبعُونَ ألفَ مَلكٍ فَيأتُونَ البيتَ المَعمُور فَيَطُوفُونَ بِهِ، فإذا هُم طَافُوا بِهِ نَزَلُوا فَطَافُوا بِالكَعبةِ، فإذا طَافُوا بِها أتَوا قَبرَ النّبِيّ صلى الله عليه و آله فَسلّموا عَليهِ، ثمّ أتَوا قَبرَ أميرالمؤمنين عليه السلام فَسلّمُوا عَليهِ، ثُمّ أتَوا قَبرَ الحُسَينِ عليه السلام فَسَلّمُوا عَليهِ، ثُمّ عَرَجُوا، وَيَنزِلُ مِثلُهُم أبَداً إلى يَومِ القِيامَةِ. وقال عليه السلام: مَن زارَ أميرَالمؤمنين عليه السلام عارفاً بِحَقِّهِ، غَيرَ مَتَجَبِّرٍ وَلا مُتَكَبِّرٍ، كَتَبَ اللَّهُ لَهُ أجرَ مائة ألفِ شهيدٍ، وَغَفَرَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِهِ وَمَا تَأخَّرَ، وَبَعَثَهُ مِنَ الآمِنينَ وَهَوَّنَ عَليهِ الحِسابَ، وَاستَقْبَلَتْهُ المَلائِكةُ، فإذا انصَرَفَ شَيَّعَتْهُ إلى مَنزلِهِ، فإنْ مَرِضَ عادُوهُ وإن ماتَ تَبِعُوهُ بِالْاسْتِغْفارِ إلى قَبرِهِ»(3)

. (جدير ذكره أنّ هذا الثواب لمن كان عارفاً بحقّه وسائراً على نهجه).

2. قال أبو وهب البصريّ: دخلت المدينة فأتيت أبا عبداللَّه عليه السلام فقلت: جعلت فداك أتيتك ولم أزر قبر أميرالمؤمنين عليه السلام، قال:


1- بحار الأنوار: ج 97، ص 232 و 233 نقلًا عن ارشاد القلوب: ج 2، ص 439 و 440.
2- الكافي: ج 3، ص 243، ح 1.
3- أمالي الطوسي: ص 214، ح 22.

ص: 172

«بِئسَ ما صَنَعتَ لَولا أنّكَ من شِيعَتِنا ما نَظَرتُ إليكَ، ألا تَزورُ مَنْ يَزُورُهُ اللَّهُ تَعالى مَعَ الملائكةِ ويزُورُهُ الأنبياءَ مَعَ المُؤمِنينَ»(1).

3. وخاطب عليه السلام المفضّل بن عمر:

«إنّ زائِرهُ تُفتَحُ لَهُ أبوابُ السّماءِ عِندَ دَعوتِهِ فَلا تَكُن عَنِ الخَيرِ نَوّاماً»(2).

4. قال الحسن عليه السلام لرسول اللَّه صلى الله عليه و آله:

«يا أبتِ مَا جَزاءُ مَن زَارَكَ؟ قال: بُني مَنْ زَارَنِي حَيّاً أو ميّتاً أو زَارَ أباكَ كان حقّاً على اللَّه أنْ أزورَهُ يَومَ القِيامةِ»(3).

5. روى خلف بن حمّاد عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال:

«بِظَهْرِ الكُوفَةِ قَبرٌ ما يَلوذُ بِهِ ذو عاهةٍ إلّاشَفاهُ اللَّهُ»(4).

6. روى حسّان بن مهران عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال:

«يا حَسّانُ أتَزورُ قُبورَ الشُّهداءِ قِبَلَكُم؟

قُلتُ: أيُّ الشُّهَداءِ؟

قال: عَليّ وحُسَين.

قُلتُ: إنّا لَنزُورُهُما فَنُكثِرُ.

قَالَ: أولئكَ الشُّهداءُ المَرزوقُونَ فَزُوروهُم وافزَعوا عِندَهُم وارفَعُوا بِحَوائِجِكُم»(5)

. (يجيبها اللَّه). 7. روى عبداللَّه بن حازم قال: خرجنا يوماً مع الرشيد من الكوفة (للصيد) فصرنا إلى الغريّين (النجف) فرأينا ظباء، فأرسلنا عليها الصقور والكلاب فجاولتها ساعة ثمّ لجأت إلى أكمة.

فتراجعت الصقور والكلاب عنها، فتعجّب الرشيد، ثمّ إنّ الظباء هبطت من الأكمة فسقطت الطيور والكلاب عليها، فرجعت الظباء إلى الأكمة، فتراجعت الصقور والكلاب عنها مرّة ثانية، ثمّ فعلت ذلك مرّة اخرى، فقال الرشيد: اركضوا إلى الكوفة فاتوني بأكبرها سنّاً، فأُتي بشيخ من بني أسد.

فقال الرشيد: أخبِرني ما هذه الأكمة؟ قال: حدّثني أبي عن آبائه أنّهم كانوا يقولون أنّ هذه الأكمة قبر عليّ بن أبي طالب، جعله اللَّه حرَماً لا يأوي إليه شي ء(6).


1- كامل الزيارات: الباب 10، ح 1.
2- المصدر السابق: ح 2.
3- المصدر السابق: ح 3.
4- بحار الأنوار: ج 97، ص 261، ح 13؛ تهذيب الأحكام: ج 6، ص 34، ح 14.
5- بحار الأنوار: ج 97، ص 261، ح 12.
6- المصدر السابق: ص 252، ح 47.

ص: 173

كيفيّة زيارته أميرالمؤمنين علي عليه السلام

وردت عدّة زيارات له عليه السلام مطلقة (الزيارات غير المقيّدة بزمان خاصّ، بل يمكن قراءتها في أيّ وقت) وزيارات خاصة (الزيارات المقيّدة بالزمان) ونكتفي هنا بما ورد في الكتب المعتبرة مثل «كامل الزيارات» و «الكافي» وغيرهما. وقبل الخوض فيها نلفت انتباه الزوّار الأعزّاء إلى قضيّة مهمّة لا تختصّ بالحرم الشريف لأميرالمؤمنين عليه السلام بل سارية في جميع المشاهد المشرّفة، حيث تستفاد من مضامين الروايات المارة في الفصل السابق (زيارة مرقد رسول اللَّه صلى الله عليه و آله في المدينة) وتأكّدت في مقدّمة قسم الزيارات وهي: المهمّ في باب الزيارة نفس الحضور في الحرم والتوجّه القلبيّ لذلك المرقد الملكوتي، وعقد الارتباط الروحيّ بصاحبه، وما بيّنّاه في الفصل السابق في فضل زيارة قبر أميرالمؤمنين عليه السلام (وكذلك سائر الأئمّة) يحصل بهذا الحضور في الحرم والتوجّه القلبيّ نحوهم عليهم السلام وعلى هذا الأساس إن لم يكن للزائر الكريم وقت ونفس لقراءة الزيارة كفاه مجرّد الحضور أو القول «

السَّلامُ عَلَيْكَ يا اميرَالْمُؤْمِنينَ

» وإن تمكّن قبَّل الضريح وإلّا انصرف، أو يتوقّف لحظة أو ساعة جوار ذلك الكهف الحصين ويفكّر في عظمة وجلال ومكارم أولئك العظام، ونقصه وخطيئته، ويتوب من ذنوبه ويرسخ سعادته ويخطّط لما يفعل بحيث لا يفقد ما حصل عليه في هذه الزيارة ويدّخره في قبره ليوم القيامة ويديم هذا الارتباط. كما يسعه أن يقف ويصلّي ركعتين أو عدّة ركعات ويهدي ثوابها لذلك الإمام المعصوم.

جاء في

كامل الزيارات

عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: «

إلى جَانبِ الكُوفَةِ قَبرٌ لا يَأتِيهِ مَكروبٌ فَيُصلّي عِندَهُ أربَع رَكعاتٍ (الَّا رَجَعَهُ اللَّهُ مَسْرُوراً بِقَضاءِ حاجَتِهِ)»(1).

وقال أبان بن تغلب: كنت مع أبي عبداللَّه عليه السلام فمرّ بظهر الكوفة فنزل وصلّى ركعتين ثمّ تقدّم قليلًا فصلّى ركعتين، ثمّ سار قليلًا فنزل فصلّى ركعتين، ثمّ قال عليه السلام: «

هذا مَوْضِعُ قَبْرَ أميرِالمؤمنِين

». قلت: جعلت فداك فما للمَوضِعين اللذين صلّيت فيهما؟ قال عليه السلام: «

مَوْضِعُ رأسِ الحُسَينِ عليه السلام وَمَوضِعُ مِنْبَرِ القائِم عليه السلام»(2).

على كلّ حال إن وفّق شخص ولم يرد الاكتفاء بهذا المقدار، بل استعدّ لقراءة زيارة من الزيارات الواردة، يمكنه أن يقرأ إحدى الزيارات المطلقة التي لا تختصّ بزمان معيّن.


1- كامل الزيارات: الباب 69، ح 4.
2- المصدر السابق: الباب 9، ح 5.

ص: 174

الزيارات المطلقة

1. زيارة أمين اللَّه

ذهب العلّامة المجلسي إلى أنّ هذه الزيارة من أصحّ الزيارات سنداً(1) وبذلك صرّح الشيخ عباس القمي (في مفاتيح الجنان). روى جابر الجعفي عن الإمام الباقر عليه السلام قال: «

كانَ أبي عَليّ بن الحُسين عليهما السلام قَد اتّخَذَ مَنزِلَهُ مِنْ بَعدِ مَقتَل أبيهِ الحُسينِ عليه السلام (مِنَ الحُزنِ وَالأسى) بَيتاً مِنَ الشَّعر كَراهيةً لِمخالطةِ النّاسِ وَملابَستِهِمْ وَكَانَ يَصيرُ مِنَ الباديةِ بِمَقامِهِ بِها إلى العِراقِ زائراً لأبيهِ وَجدِّه عليه السلام ولا يُشعِرُ بذلِكَ مِن فعلِهِ. وَخَرجَ يوماً مَتَوجّهاً إلى العِراقِ لِزيارةِ أميرِالمؤمنينَ عليه السلام وأنا مَعَهُ وَلَيسَ مَعنا ذو روحٍ إلّاالنَّاقَتَينِ فَلمّا انتهى إلى النجف- من بلاد الكوفة- وَصَارَ إلى مَكانٍ مِنهُ فَبَكى حتّى اخْضَلَّتْ لِحيَتُهُ وَقَالَ: السّلامُ عَلَيكَ يَا أميرَالمؤمنينَ ...»

إلى آخر الزيارة التي ستأتي (2).

على كلّ حال السند الوارد في المزار الكبير لهذه الزيارة: روى جابر الجعفي عن الإمام الباقر عليه السلام أنّ الإمام زين العابدين جاء لزيارة قبر أميرالمؤمنين عليه السلام فوقف عند القبر وبكى وقال:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا امينَ اللَّهِ فى ارْضِهِ، وَحُجَّتَهُ عَلى عِبادِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا اميرَ الْمُؤْمِنينَ، اشْهَدُ انَّكَ جاهَدْتَ فِى اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ، وَعَمِلْتَ بِكِتابِهِ، وَاتَّبَعْتَ سُنَنَ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، حَتّى دَعاكَ اللَّهُ الى جِوارِهِ، فَقَبَضَكَ الَيْهِ بِاخْتِيارِهِ، وَالْزَمَ اعْدائَكَ الْحُجَّةَ مَعَ مالَكَ مِنَ الْحُجَجِ الْبالِغَةِ عَلى جَميعِ خَلْقِهِ، اللهُمَّ فَاجْعَلْ نَفْسى مُطْمَئِنَّةً بِقَدَرِكَ، راضِيَةً بِقَضآئِكَ، مُولِعَةً بِذِكْرِكَ وَدُعآئِكَ، مُحِبَّةً لِصَفْوَةِ اوْلِيآئِكَ، مَحْبُوبَةً فى ارْضِكَ وَسَمآئِكَ، صابِرَةً عَلى نُزُولِ بَلائِكَ، شاكِرَةً لِفَواضِلِ نَعْمآئِكَ، ذاكِرَةً لِسَوابِغِ آلآئِكَ، مُشْتاقَةً الى فَرْحَةِ لِقآئِكَ، مُتَزَوِّدَةً التَّقْوى لِيَوْمِ جَزآئِكَ، مُسْتَنَّةً بِسُنَنِ اوْلِيآئِكَ، مُفارِقَةً لِأَخْلاقِ اعْدائِكَ، مَشْغُولَةً عَنِ الدُّنْيا بِحَمْدِكَ وَثَنآئِكَ* ثمّ وضع خدّه المبارك على القبر الشريف وقال: اللهُمَّ انَّ قُلُوبَ الْمُخْبِتينَ الَيْكَ والِهَةٌ، وَسُبُلَ الرَّاغِبينَ الَيْكَ شارِعَةٌ، وَاعْلامَ الْقاصِدينَ


1- بحار الأنوار: ج 97، ص 269.
2- المصدر السابق: ص 266 و 267، ح 9.

ص: 175

الَيْكَ واضِحَةٌ، وَافْئِدَةَ الْعارِفينَ مِنْكَ فازِعَةٌ، وَاصْواتَ الدَّاعينَ الَيْكَ صاعِدَةٌ، وَابْوابَ الْإِجابَةِ لَهُمْ مُفَتَّحَةٌ، وَدَعْوَةَ مَنْ ناجاكَ مُسْتَجابَةٌ، وَتَوْبَةَ مَنْ انابَ الَيْكَ مَقْبُولَةٌ، وَعَبْرَةَ مَنْ بَكى مِنْ خَوْفِكَ مَرْحُومَةٌ، وَالْإِغاثَةَ لِمَنِ اسْتَغاثَ بِكَ مَوْجُودَةٌ، وَالْإِعانَةَ لِمَنِ اسْتَعانَ بِكَ مَبْذُولَةٌ، وَعِداتِكَ لِعِبادِكَ مُنْجَزَةٌ، وَزَلَلَ مَنِ اسْتَقالَكَ مُقالَةٌ، وَاعْمالَ الْعامِلينَ لَدَيْكَ مَحْفُوظَةٌ، وَارْزاقَكَ الَى الْخَلائِقِ مِنْ لَدُنْكَ نازِلَةٌ، وَعَوآئِدَ الْمَزيدِ الَيْهِمْ واصِلَةٌ، وَذُنُوبَ الْمُسْتَغْفِرينَ مَغْفُورَةٌ، وَحَوآئِجَ خَلْقِكَ عِنْدَكَ مَقْضِيَّةٌ، وَجَوآئِزَ السَّآئِلينَ عِنْدَكَ مُوَفَّرَةٌ، وَعَوآئِدَ الْمَزيدِ مُتَواتِرَةٌ، وَمَوآئِدَ الْمُسْتَطْعِمينَ مُعَدَّةٌ، وَمَناهِلَ الظِّمآءِ مُتْرَعَةٌ، اللهُمَّ فَاسْتَجِبْ دُعآئى وَاقْبَلْ ثَنآئى وَاجْمَعْ بَيْنى وَبَيْنَ اوْلِيآئى بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَعَلِىٍّ وَفاطِمَةَ، وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ، انَّكَ وَلِىُّ نَعْمآئى وَمُنْتَهى مُناىَ، وَغايَةُ رَجائى فى مُنْقَلَبى وَمَثْواىَ* ورد في «كامل الزيارات» بعد هذه الزيارة، هذه الفقرات أيضاً: أَنْتَ الهى وَسَيِّدى وَمَوْلاىَ، اغْفِرْ لِأَوْلِيآئِنا، وَكُفَّ عَنَّا اعْدآئَنا، وَاشْغَلْهُمْ عَنْ اذانا، وَاظْهِرْ كَلِمَةَ الْحَقِّ وَاجْعَلْهَا الْعُلْيا، وَادْحِضْ كَلِمَةَ الْباطِلِ وَاجْعَلْهَا السُّفْلى انَّكَ عَلى كُلِّ شَىْ ءٍ قَديرٌ(1).

ثمّ قال الإمام الباقر عليه السلام: «

ما قَالَ هَذا الكلامَ ولا دَعا به أحدٌ مِنْ شِيعَتِنا عِندَ قَبرِ أميرِالمؤمنينَ أو عِندَ قَبرِ أحدٍ مِنَ الأئمّة عليهم السلام إلّارُفِعَ دُعاؤُهُ فِي دَرجٍ مِنْ نورٍ وَطُبِعَ عَلَيهِ بِخَاتمِ مُحَمّدٍ صلى الله عليه و آله وَكَانَ مَحفُوظاً كَذلِكَ حَتّى يَسلَّمَ إلى قائمِ آلِ مُحَمّد عليه السلام»(2).

وطبق ما ورد في «المزار الكبير» و «بحار الأنوار» أنّ هذه الزيارة الشريفة من الزيارات المطلقة والمخصوصة ليوم الغدير والزيارات الجامعة التي تقرأ عند جميع الأئمّة عليهم السلام (3).


1- كامل الزيارات: باب 11، ح 1.
2- المزار الكبير: ص 282.
3- المصدر السابق؛ بحار الانوار: ج 35، ص 312- 316، الحكاية.

ص: 176

2. زيارة الكافي

روى المرحوم الكليني في الكافي وابن قولويه في كامل الزيارات أنّ الإمام عليّ الهادي عليه السلام كان يقول عند قبر أميرالمؤمنين عليه السلام:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِىَّ اللَّهِ، انْتَ اوَّلُ مَظْلُومٍ، وَاوَّلُ مَنْ غُصِبَ حَقُّهُ، صَبَرْتَ وَاحْتَسَبْتَ حَتّى اتيكَ الْيَقينُ، فَاشْهَدُ انَّكَ لَقيتَ اللَّهَ وَانْتَ شَهيدٌ، عَذَّبَ اللَّهُ قاتِلَكَ بِانْواعِ الْعَذابِ، وَجَدَّدَ عَلَيْهِ الْعَذابَ، جِئْتُكَ عارِفاً بِحَقِّكَ، مُسْتَبْصِراً بِشَاْنِكَ، مُعادِياً لِأَعْدآئِكَ وَمَنْ ظَلَمَكَ، الْقى عَلى ذلِكَ رَبّى انْ شآءَ اللَّهُ، يا وَلِىَّ اللَّهِ، انَّ لى ذُنُوباً كَثيرَةً، فَاشْفَعْ لى الى رَبِّكَ، فَانَّ لَكَ عِنْدَاللَّهِ مَقاماً مَحْمُوداً مَعْلُوماً، وَانَّ لَكَ عِنْدَاللَّهِ جاهاً وَشَفاعَةً، وَ قَدْ قالَ اللَّهُ تَعالى وَلا يَشْفَعُونَ الَّا لِمَنِ ارْتَضى (1).

3. زيارة صفوان الجمّال

قال سيف بن عميرة: خرجت مع صفوان الجمّال وجماعة من أصحابنا لزيارة أميرالمؤمنين عليه السلام فلمّا فرغنا من الزيارة، صرف صفوان وجهه إلى ناحية أبي عبداللَّه عليه السلام وقال:

نزور الحسين بن عليّ عليهما السلام من هذا المكان من عند رأس أميرالمؤمنين عليه السلام. وقال صفوان: وردت مع سيّدي الإمام الصادق عليه السلام فدعا بهذا الدعاء بعد أن صلّى وودّع ثمّ قال لي: «

يا صَفوانُ تَعَاهَدْ هذهِ الزيارةَ وادْعُ بِهَذا الدُّعاءِ وزُرْهُمَا بِهذِهِ الزّيارَةِ فإنّي ضامِنٌ عَلَى اللَّهِ لِكُلِّ مَن زَارَهُمَا بِهذِه الزّيارة وَدَعَا بِهَذا الدّعاء مِن قُربٍ أو بُعدٍ أنّ زَيارَتَهُ مَقبُولَةٌ وَأنّ سَعيَهُ مَشكُورٌ وَسَلامَهُ واصِلٌ غَيرُ مَحجوبٍ وَحَاجَتَهُ مَقْضِيّةٌ مِنَ اللَّهِ ...

» والزيارة أن تقف مقابل قبره عليه السلام وتقول:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا رَسُولَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا صَفْوَةَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا امينَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلى مَنِ اصْطَفاهُ اللَّهُ، وَاخْتَصَّهُ وَاخْتارَهُ مِنْ بَرِيَّتِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا خَليلَ اللَّهِ ما دَجَى اللَّيْلُ وَغَسَقَ، وَاضاءَ النَّهارُ وَاشْرَقَ، السَّلامُ عَلَيْكَ ما صَمَتَ صامِتٌ،


1- الكافي: ج 4، ص 569، ح 1؛ كامل الزيارات: الباب 11، ح 3.

ص: 177

وَنَطَقَ ناطِقٌ، وَ ذَرَّ شارِقٌ، وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلى مَوْلانا اميرِ الْمُؤْمِنينَ عَلِىِّ بْنِ ابيطالِبٍ، صاحِبِ السَّوابِقِ وَالْمَناقِبِ وَالنَّجْدَةِ، وَمُبيدِ الْكَتائِبِ، الشَّديدِ الْبَاْسِ، الْعَظيمِ الْمِراسِ، الْمَكينِ الْأَساسِ، ساقِى الْمُؤْمِنينَ بِالْكَاْسِ مِنْ حَوْضِ الرَّسُولِ الْمَكينِ الْأَمينِ، السَّلامُ عَلى صاحِبِ النُّهى وَالْفَضْلِ وَالطَّوائِلِ، وَالْمَكْرُماتِ وَالنَّوائِلِ، السَّلامُ عَلى فارِسِ الْمُؤْمِنينَ، وَلَيْثِ الْمُوَحِّدينَ، وَقاتِلِ الْمُشْرِكينَ، وَوَصِىِّ رَسُولِ رَبِّ الْعالَمينَ، وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلى مَنْ ايَّدَهُ اللَّهُ بِجَبْرَئيلَ، وَاعانَهُ بِميكائيلَ، وَازْلَفَهُ فِى الدَّارَيْنِ، وَ حَباهُ بِكُلِّ ما تَقِرُّ بِهِ الْعَيْنُ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلى آلِهِ الطَّاهِرينَ، وَعَلى اوْلادِهِ الْمُنْتَجَبينَ، وَعَلَى الْأَئِمَّةِ الرَّاشِدينَ، الَّذينَ امَرُوا بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ، وَفَرَضُوا عَلَيْنا الصَّلَواتِ، وَ امَرُوا بِايتآءِ الزَّكاةِ، وَعَرَّفُونا صِيامَ شَهْرِ رَمَضانَ، وَقِرائَةَ الْقُرْآنِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا اميرَ الْمُؤْمِنينَ، وَ يَعْسُوبَ الدّينِ، وَقآئِدَ الْغُرِّ الْمُحَجَّلينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا بابَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا عَيْنَ اللَّهِ النَّاظِرَةَ، وَيَدَهُ الْباسِطَةَ، وَ اذُنَهُ الْواعِيَةَ، وَحِكْمَتَهُ الْبالِغَةَ، وَنِعْمَتَهُ السَّابِغَةَ، السَّلامُ عَلى قَسيمِ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، السَّلامُ عَلى نِعْمَةِ اللَّهِ عَلَى الْأَبْرارِ، وَنِقْمَتِهِ عَلَى الْفُجَّارِ، السَّلامُ عَلى سَيِّدِ الْمُتَّقينَ الْأَخْيارِ، السَّلامُ عَلى اخى رَسُولِ اللَّهِ، وَابْنِ عَمِّهِ وَزَوْجِ ابْنَتِهِ، وَالْمَخْلُوقِ مِنْ طينَتِهِ، السَّلامُ عَلَى الْأَصْلِ الْقَديمِ، وَالْفَرْعِ الْكَريمِ، السَّلامُ عَلَى الثَّمَرِ الْجَنِىِّ، السَّلامُ عَلى ابِى الْحَسَنِ عَلِىٍّ، السَّلامُ عَلى شَجَرَةِ طُوبى وَسِدْرَةِ الْمُنْتَهى السَّلامُ عَلى آدَمَ صَفْوَةِ اللَّهِ، وَنُوحٍ نَبِىِّ اللَّهِ، وَابْراهيمَ خَليلِ اللَّهِ، وَمُوسى كَليمِ اللَّهِ، وَ عيسى رُوحِ اللَّهِ، وَ مُحَمَّدٍ حَبيبِ اللَّهِ، وَمَنْ بَيْنَهُمْ مِنَ النَّبِيّينَ، وَالصِّدّيقينَ، وَالشُّهَدآءِ وَالصَّالِحينَ، وَ حَسُنَ اولئِكَ رَفيقاً، السَّلامُ عَلى نُورِ الْأَنْوارِ، وَسَليلِ الْأَطْهارِ، وَ عَناصِرِ الْأَخْيارِ، السَّلامُ عَلى

ص: 178

والِدِ الْأَئِمَّةِ الْأَطْهارِ، السَّلامُ عَلى حَبْلِ اللَّهِ الْمَتينِ، وَجَنْبِهِ الْمَكينِ، وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلى امينِ اللَّهِ فى ارْضِهِ وَخَليفَتِهِ، وَ الْحاكِمِ بِامْرِهِ، وَالْقَيِّمِ بِدينِهِ، وَالنَّاطِقِ بِحِكْمَتِهِ، وَ الْعامِلِ بِكِتابِهِ، اخِ الرَّسُولِ، وَزَوْجِ الْبَتُولِ، وَسَيْفِ اللَّهِ الْمَسْلُولِ، السَّلامُ عَلى صاحِبِ الدَّلالاتِ، وَالْاياتِ الْباهِراتِ، وَالْمُعْجِزاتِ الْقاهِراتِ، وَالْمُنْجى مِنَ الْهَلَكاتِ، الَّذى ذَكَرَهُ اللَّهُ فى مُحْكَمِ الْاياتِ، فَقالَ تَعالى وَ انَّهُ فى امِّ الْكِتابِ لَدَيْنا لَعَلِىٌّ حَكيمٌ، السَّلامُ عَلَى اسْمِ اللَّهِ الرَّضى وَ وَجْهِهِ الْمُضيىِ، وَجَنْبِهِ الْعَلِىِّ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلى حُجَجِ اللَّهِ وَاوْصِيآئِهِ، وَخآصَّةِ اللَّهِ وَ اصْفِيآئِهِ، وَخالِصَتِهِ وَامَنآئِهِ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكاتُهُ، قَصَدْتُكَ يامَوْلاىَ يا امينَ اللَّهِ وَ حُجَّتَهُ، زائِراً عارِفاً بِحَقِّكَ، مُوالِياً لِأَوْلِيآئِكَ، مُعادِياً لِأَعْدآئِكَ، مُتَقَرِّباً الَى اللَّهِ بِزِيارَتِكَ، فَاشْفَعْ لى عِنْدَاللَّهِ رَبّى وَرَبِّكَ، فى خَلاصِ رَقَبَتى مِنَ النَّارِ، وَقَضآءِ حَوآئِجى حَوآئِجِ الدُّنْيا وَالْأخِرَةِ* ثم التصق بالقبر وقبّله وقل: سَلامُ اللَّهِ وَ سَلامُ مَلآئِكَتِهِ الْمُقَرَّبينَ، وَالْمُسَلِّمينَ لَكَ بِقُلُوبِهِمْ يا اميرَ الْمُؤْمِنينَ، وَالنَّاطِقينَ بِفَضْلِكَ، وَ الشَّاهِدينَ عَلى انَّكَ صادِقٌ امينٌ صِدِّيْقٌ، عَلَيْكَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكاتُهُ، وَاشْهَدُ انَّكَ طُهْرٌ طاهِرٌ مُطَهَّرٌ، مِنْ طُهْرٍ طاهِرٍمُطَهَّرٍ، اشْهَدُ لَكَ يا وَلِىَّ اللَّهِ وَوَلِىَّ رَسُولِهِ بِالْبَلاغِ وَالْأَداءِ، وَاشْهَدُ انَّكَ جَنْبُ اللَّهِ وَبابُهُ، وَانَّكَ حَبيبُ اللَّهِ وَوَجْهُهُ الَّذى يُؤْتى مِنْهُ، وَانَّكَ سَبيلُ اللَّهِ، وَانَّكَ عَبْدُ اللَّهِ وَاخُورَسُولِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، اتَيْتُكَ مُتَقَرِّباً الَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِزِيارَتِكَ، راغِباً الَيْكَ فِى الشِّفاعَةِ، ابْتَغى بِشَفاعَتِكَ خَلاصَ رَقَبَتى مِنَ النَّارِ، وَ مُتَعَوِّذاً بِكَ مِنَ النَّارِ، هارِباً مِنْ ذُنُوبِىَ الَّتِى احْتَطَبْتُها عَلى ظَهْرى فَزِعاً الَيْكَ رَجآءَ رَحْمَةِ رَبّى اتَيْتُكَ اسْتَشْفِعُ بِكَ يا مَوْلاىَ، وَاتَقَرَّبُ بِكَ الَى اللَّهِ لِيَقْضِىَ بِكَ حَوآئِجى فَاشْفَعْ لى يا اميرَ الْمُؤْمِنينَ الَى اللَّهِ، فَانّى عَبْدُاللَّهِ وَمَوْلاكَ وَزائِرُكَ، وَلَكَ عِنْدَاللَّهِ

ص: 179

الْمَقامُ الْمَحْمُودُ، وَالْجاهُ الْعَظيمُ، وَ الشَّأْنُ الْكَبيرُ، وَالشَّفاعَةُ الْمَقْبُولَةُ، اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَصَلِّ عَلى اميرِ الْمُؤْمِنينَ عَبْدِكَ الْمُرْتَضى وَامينِكَ الْأَوْفى وَ عُرْوَتِكَ الْوُثْقى وَيَدِكَ الْعُلْيا، وَجَنْبِكَ الْأَعْلى وَ كَلِمَتِكَ الْحُسْنى وَحُجَّتِكَ عَلَى الْوَرى وَصِدّيقِكَ الْأَكْبَرِ، وَسَيِّدِالْأَوْصِيآءِ، وَ رُكْنِ الْأَوْلِيآءِ، وَعِمادِ الْأَصْفِيآءِ، اميرِ الْمُؤْمِنينَ، وَيَعْسُوبِ الدّينِ، وَ قُدْوَةِ الصَّالِحينَ، وَامامِ الْمُخْلِصينَ، وَ الْمَعْصُومِ مِنَ الْخَلَلِ، الْمُهَذَّبِ مِنَ الزَّلَلِ، الْمُطَهَّرِ مِنَ الْعَيْبِ، الْمُنَزَّهِ مِنَ الرَّيْبِ، اخى نَبِيِّكَ، وَ وَصِىِّ رَسُولِكَ، الْبآئِتِ عَلى فِراشِهِ، وَالْمُواسى لَهُ بِنَفْسِهِ، وَكاشِفِ الْكَرْبِ عَنْ وَجْهِهِ، الَّذى جَعَلْتَهُ سَيْفاً لِنُبُوَّتِهِ، وَآيَةً لِرِسالَتِهِ، وَشاهِداً عَلى امَّتِهِ، وَدِلالَةً لِحُجَّتِهِ، وَحامِلًا لِرايَتِهِ، وَ وِقايَةً لِمُهْجَتِهِ، وَهادِياً لِامَّتِهِ، وَيَداً لِبَاْسِهِ، وَتاجاً لِرَاْسِهِ، وَباباً لِسِرِّهِ، وَمِفْتاحاً لِظَفَرِهِ، حَتّى هَزَمَ جُيُوشَ الشِّرْكِ بِاذْنِكَ، وَابادَ عَساكِرَ الْكُفْرِ بِامْرِكَ، وَبَذَلَ نَفْسَهُ فى مَرْضاةِ رَسُولِكَ، وَجَعَلَها وَقْفاً عَلى طاعَتِهِ، فَصَلِّ اللَّهُمَّ عَلَيْهِ صَلاةً دآئِمَةً باقِيَةً* وقل: السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِىَّ اللَّهِ، وَالشِّهابَ الثَّاقِبَ، وَالنُّورَ الْعاقِبَ، يا سَليلَ الْأَطآئِبِ، يا سِرَّ اللَّهِ، انَّ بَيْنى وَبَيْنَ اللَّهِ تَعالى ذُنُوباً قَدْ اثْقَلَتْ ظَهْرى وَلا يَاْتى عَلَيْها الَّا رِضاهُ، فَبِحَقِّ مَنِ ائْتَمَنَكَ عَلى سِرِّهِ، وَاسْتَرْعاكَ امْرَ خَلْقِهِ، كُنْ لى الَى اللَّهِ شَفيعاً، وَ مِنَ النَّارِ مُجيراً، وَ عَلَى الدَّهْرِ ظَهيراً، فَانّى عَبْدُاللَّهِ وَ وَلِيُّكَ وَ زآئِرُكَ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ.

ثمّ صلّ ست ركعات (كلّ ركعتين بسلام) وسل ما شئت، ثمّ توجّه لقبر أميرالمؤمنين عليه السلام وقل:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا اميرَ الْمُؤمِنينَ، عَلَيْكَ مِنّى سَلامُ اللَّهِ ابَداً ما بَقِيتُ وَ بَقِىَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ* ثمّ توجه لقبر الإمام الحسين عليه السلام وقل: السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابا عَبْدِ اللَّهِ، السَّلامُ

ص: 180

عَلَيْكَ يَا بْنَ رَسُولِ اللَّهِ (1)* ثمّ تخاطب (أميرالمؤمنين والحسين عليهما السلام) وقل (2): يا امِيرَالْمُؤْمِنِينَ، يا اباعَبْدِاللَّهِ، اتَيْتُكُما زائِراً وَمُتَوَسِّلًا الَى اللَّهِ تَعالى رَبّى وَرَبِّكُما، وَ مُتَوَجِّهاً الَيْهِ بِكُما، وَمُسْتَشْفِعاً بِكُما الَى اللَّهِ فى حاجَتى هذِهِ فَاشْفَعا لى فَانَّ لَكُما عِنْدَاللَّهِ الْمَقامَ الْمَحْمُودَ، وَالْجاهَ الْوَجيهَ، وَ الْمَنْزِلَ الرَّفيعَ وَالْوَسيلَةَ، انّى انْقَلِبُ مِنْكُما مُنْتَظِراً لِتَنَجُّزِ الْحاجَةِ وَقَضآئِها وَنَجاحِها مِنَ اللَّهِ، بِشَفاعَتِكُما لى الَى اللَّهِ فى ذلِكَ، فَلا اخيبُ وَلا يَكُونُ مُنْقَلَبى مُنْقَلَباً خآئِباً خاسِراً، بَلْ يَكُونُ مُنْقَلَبى مُنْقَلَباً راجِحاً مُفْلِحاً مُنْجِحاً، مُسْتَجاباً بِقَضآءِ جَميعِ الْحَوائِجِ، وَ تَشَفَّعا لى الَى اللَّهِ، انْقَلِبُ عَلى ما شآءَ اللَّهُ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ الَّا بِاللَّهِ، مُفَوِّضاً امْرى الَى اللَّهِ، مُلْجِأً ظَهْرى الَى اللَّهِ، مُتَوَكِّلًا عَلَى اللَّهِ، وَاقُولُ حَسْبِىَ اللَّهُ وَكَفى سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ دَعى لَيْسَ لى وَرآءَ اللَّهِ وَوَرآ ئَكُمْ يا سادَتى مُنْتَهى ما شآءَ رَبّى كانَ، وَ ما لَمْ يَشَأْ لَمْ يَكُنْ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ الَّا بِاللَّهِ، اسْتَوْدِعُكُمَا اللَّهَ، وَلا جَعَلَهُ اللَّهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنّى الَيْكُما، انْصَرَفْتُ يا سَيِّدى يا اميرَ الْمُؤْمِنينَ وَمَوْلاىَ، وَانْتَ يا ابا عَبْدِاللَّهِ يا سَيِّدى وَسَلامى عَلَيْكُما مُتَّصِلٌ مَا اتَّصَلَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ، واصِلٌ ذلِكَ الَيْكُما، غَيْرُ مَحْجُوبٍ عَنْكُما سَلامى انْ شآءَ اللَّهُ، وَاسْئَلُهُ بِحَقِّكُما انْ يَشآءَ ذلِكَ وَيَفْعَلَ، فَانَّهُ حَميدٌ مَجيدٌ، انْقَلَبْتُ يا سَيِّدَىَّ عَنْكُما تآئِباً حامِداً للَّهِ، شاكِراً راجِياً لِلْإِجابَةِ، غَيْرَ آيِسٍ وَلا قانِطٍ، ائِباً عآئِداً راجِعاً الى زِيارَتِكُما، غَيْرَ راغِبٍ عَنْكُما، وَلا مِنْ زِيارَتِكُما، بَلْ راجِعٌ عآئِدٌ انْ شآءَ اللَّهُ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ الَّا بِاللَّهِ الْعَلِىِّ الْعَظيمِ، يا سادَتى رَغِبْتُ الَيْكُما وَ الى زِيارَتِكُما، بَعْدَ انْ زَهِدَ فيكُما وَ فى زِيارَتِكُما اهْلُ الدُّنْيا، فَلا خَيَّبَنِىَ اللَّهُ ما رَجَوْتُ، وَما امَّلْتُ فى زِيارَتِكُما،


1- بحار الأنوار: ج 97، ص 305، ح 23.
2- هذا القسم من الدعاء إلى الأخير مطابق لنقل مصباح المتهجد: ص 780.

ص: 181

انَّهُ قَريبٌ مُجيبٌ.

ثمّ استقبل القبلة واقرأ دعاء علقمة(1):

يا اللَّهُ يا اللَّهُ يا اللَّهُ، يا مُجيبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرِّينَ، يا كاشِفَ كُرَبِ الْمَكْرُوبينَ، يا غِياثَ الْمُسْتَغيثينَ، وَ يا صَريخَ الْمُسْتَصْرِخينَ، وَيا مَنْ هُوَ اقْرَبُ الَىَّ مِنْ حَبْلِ الْوَريدِ، يا مَنْ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ، وَيا مَنْ هُوَ بِالْمَنْظَرِ الْأَعْلى وَ بِالْأُفُقِ الْمُبينِ، وَيا مَنْ هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحيمُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى وَيا مَنْ يَعْلَمُ خآئِنَةَ الْأَعْيُنِ، وَما تُخْفِى الصُّدُورُ، وَيا مَنْ لا تَخْفى عَلَيْهِ خافِيَةٌ، يا مَنْ لا تَشْتَبِهُ عَلَيْهِ الْأَصْواتُ، وَيا مَنْ لا تُغَلِّطُهُ الْحاجاتُ، وَيا مَنْ لا يُبْرِمُهُ الْحاحُ الْمُلِحّينَ، يا مُدْرِكَ كُلِّ فَوْتٍ، وَيا جامِعَ كُلِّ شَمْلٍ، وَيا بارِئَ النُّفُوسِ بَعْدَ الْمَوْتِ، يا مَنْ هُوَ كُلَّ يَوْمٍ فى شَاْنٍ، يا قاضِىَ الْحاجاتِ، يا مُنَفِّسَ الْكُرُباتِ، يا مُعْطِىَ السُّؤُلاتِ، يا وَلِىَّ الرَّغَباتِ، يا كافِىَ الْمُهِمَّاتِ، يا مَنْ يَكْفى مِنْ كُلِّ شَىْ ءٍ، وَلا يَكْفى مِنْهُ شَىْ ءٌ فِى السَّمواتِ وَالْأَرْضِ، اسْئَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيِّينَ، وَ عَلِىٍّ اميرِالْمُؤْمِنينَ، وَ بِحَقِّ فاطِمَةَ بِنْتِ نَبِيِّكَ، وَبِحَقِّ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ، فَانّى بِهِمْ اتَوَجَّهُ الَيْكَ فى مَقامى هذا، وَبِهِمْ اتَوَسَّلُ، وَبِهِمْ اتَشَفَّعُ الَيْكَ، وَبِحَقِّهِمْ اسْئَلُكَ وَاقْسِمُ وَاعْزِمُ عَلَيْكَ، وَ بِالشَّاْنِ الَّذى لَهُمْ عِنْدَكَ، وَ بِالْقَدْرِ الَّذى لَهُمْ عِنْدَكَ، وَبِالَّذى فَضَّلْتَهُمْ عَلَى الْعالَمينَ، وَبِاسْمِكَ الَّذى جَعَلْتَهُ عِنْدَهُمْ، وَبِهِ خَصَصْتَهُمْ دُونَ الْعالَمينَ، وَبِهِ ابَنْتَهُمْ وَابَنْتَ فَضْلَهُمْ مِنْ فَضْلِ الْعالَمينَ، حَتّى فاقَ فَضْلُهُمْ فَضْلَ الْعالَمينَ جَميعاً، اسْئَلُكَ انْ تُصَلِّىَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَانْ تَكْشِفَ عَنّى غَمّى وَهَمّى وَكَرْبى وَتَكْفِيَنِى الْمُهِمَّ مِنْ امُورى وَتَقْضِىَ عَنّى دَيْنى وَ تُجيرَنى مِنَ الْفَقْرِ، وَتُجيرَنى مِنَ الْفاقَةِ، وَتُغْنِيَنى عَنِ الْمَسْئَلَةِ الَى الْمَخْلُوقينَ،


1- هذا القسم من الدعاء إلى الأخير مطابق لنقل مصباح المتهجد: ص 777.

ص: 182

وَتَكْفِيَنى هَمَّ مَنْ اخافُ هَمَّهُ، وَ جَوْرَ مَنْ اخافُ جَوْرَهُ، وَعُسْرَ مَنْ اخافُ عُسْرَهُ، وَحُزُونَةَ مَنْ اخافُ حُزُونَتَهُ، وَشَرَّ مَنْ اخافُ شَرَّهُ، وَمَكْرَ مَنْ اخافُ مَكْرَهُ، وَبَغْىَ مَنْ اخافُ بَغْيَهُ، وَ جَوْرَ مَنْ اخافُ جَوْرَهُ، وَسُلْطانَ مَنْ اخافُ سُلْطانَهُ، وَكَيْدَ مَنْ اخافُ كَيْدَهُ، وَمَقْدُرَةَ مَنْ اخافُ مَقْدُرَتَهُ عَلَىَّ، وَ تَرُدَّ عَنّى كَيْدَ الْكَيَدَةِ، وَمَكْرَ الْمَكَرَةِ، اللهُمَّ مَنْ ارادَنى فَارِدْهُ، وَمَنْ كادَنى فَكِدْهُ، وَاصْرِفْ عَنّى كَيْدَهُ وَمَكْرَهُ وَبَاْسَهُ وَامانِيَّهُ، وَامْنَعْهُ عَنّى كَيْفَ شِئْتَ وَانّى شِئْتَ، اللهُمَّ اشْغَلْهُ عَنّى بِفَقْرٍ لا تَجْبُرُهُ، وَبِبَلاءٍ لا تَسْتُرُهُ، وَبِفاقَةٍ لا تَسُدَّها، وَبِسُقْمٍ لا تُعافيهِ، وَذُلٍّ لا تُعِزُّهُ، وَبِمَسْكَنَةٍ لا تَجْبُرُها، اللهُمَّ اضْرِبْ بِالذُّلِّ نَصْبَ عَيْنَيْهِ، وَادْخِلْ عَلَيْهِ الْفَقْرَ فى مَنْزِلِهِ، وَالْعِلَّةَ وَالسُّقْمَ فى بَدَنِهِ، حَتّى تَشْغَلَهُ عَنّى بِشُغْلٍ شاغِلٍ لا فَراغَ لَهُ، وَانْسِهِ ذِكْرى كَما انْسَيْتَهُ ذِكْرَكَ، وَخُذْ عَنّى بِسَمْعِهِ وَبَصَرِهِ، وَلِسانِهِ وَيَدِهِ وَرِجْلِهِ وَقَلْبِهِ، وَجَميعِ جَوارِحِهِ، وَادْخِلْ عَلَيْهِ فى جَميعِ ذلِكَ السُّقْمَ، وَلا تَشْفِهِ حَتّى تَجْعَلَ ذلِكَ لَهُ شُغْلًا شاغِلًا بِهِ عَنّى وَعَنْ ذِكْرى وَاكْفِنى يا كافِىَ مالا يَكْفى سِواكَ، فَانَّكَ الْكافى لا كافِىَ سِواكَ، وَمُفَرِّجٌ لا مُفَرِّجَ سِواكَ، وَمُغيثٌ لا مُغيثَ سِواكَ، وَجارٌ لا جارَ سِواكَ، خابَ مَنْ كانَ جارُهُ سِواكَ، وَمُغيثُهُ سِواكَ، وَمَفْزَعُهُ الى سِواكَ، وَمَهْرَبُهُ الى سِواكَ، وَ مَلْجَأُهُ الى غَيْرِكَ، وَ مَنْجاهُ مِنْ مَخْلُوقٍ غَيْرِكَ، فَانْتَ ثِقَتى وَرَجآئى وَ مَفْزَعى وَمَهْرَبى وَمَلْجَأى وَمَنْجاىَ، فَبِكَ اسْتَفْتِحُ وَبِكَ اسْتَنْجِحُ، وَبِمُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ اتَوَجَّهُ الَيْكَ، وَاتَوَسَّلُ وَاتَشَفَّعُ، فَاسْئَلُكَ يا اللَّهُ يا اللَّهُ يا اللَّهُ، فَلَكَ الْحَمْدُ وَلَكَ الشُّكْرُ، وَالَيْكَ الْمُشْتَكى وَانْتَ الْمُسْتَعانُ، فَاسْئَلُكَ يا اللَّهُ يا اللَّهُ يا اللَّهُ، بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، انْ تُصَلِّىَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَانْ تَكْشِفَ عَنّى غَمّى وَهَمّى وَكَرْبى فى مَقامى هذا، كَما كَشَفْتَ عَنْ نَبِيِّكَ هَمَّهُ وَغَمَّهُ وَ كَرْبَهُ، وَكَفَيْتَهُ هَوْلَ عَدُوِّهِ، فَاكْشِفْ عَنّى كَما كَشَفْتَ عَنْهُ، وَفَرِّجْ عَنّى كَما

ص: 183

فَرَّجْتَ عَنْهُ، وَاكْفِنى كَما كَفَيْتَهُ، وَاصْرِفْ عَنّى هَوْلَ ما اخافُ هَوْلَهُ، وَمَؤُنَةَ ما اخافُ مَؤُنَتَهُ، وَهَمَّ ما اخافُ هَمَّهُ، بِلا مَؤُنَةٍ عَلى نَفْسى مِنْ ذلِكَ، وَاصْرِفْنى بِقَضآءِ حَوائِجى وَكِفايَةِ ما اهَمَّنى هَمُّهُ مِنْ امْرِ آخِرَتى وَ دُنْياىَ. فإن أردت وداعهما فقل: يا اميرَالْمُؤمِنينَ، وَ يا اباعَبْدِاللَّهِ، عَلَيْكُما مِنِّى سَلامُ اللَّهِ ابَداً ما بَقِىَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ وَلا جَعَلَهُ اللَّهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيارَتِكُما وَلا فَرَّقَ بَيْنى وَبَيْنَكُما(1).

4. زيارة اخرى عن صفوان الجمّال

روى المرحوم السيّد ابن طاووس في «فرحة الغريّ» عن صفوان الجمّال قال: لما وافيت مع جعفر الصادق عليه السلام الكوفة يريد أبا جعفر المنصور قال لي: «يا صَفْوانُ أنِخ الراحِلَةَ، فهذا قَبْرُ جَدِّي أميرِالمؤمنين عليه السلام» فأنختُها ثمّ نزل فاغتسل وغيّر ثوبه وتحفّى وقال لي: «

إفْعَلْ مِثْلَ ما أفْعَلُهُ

»، ثمّ أخذ نحو الذكوة وقال لي: «

قَصِّرْ خُطَاكَ وألْقِ ذَقِنَكَ إلى الأرْضِ فإنَّ اللَّهَ يَكتُبُ لَكَ بِكُلِّ خُطْوَةٍ مائةَ ألف حَسَنة

» ... ثمّ مشى ومشيت معه وعلينا السكينة والوقار نسبّح ونقدّس ونهلّل إلى أن بلغنا الذَكَوات فوقف عليه السلام ونظر يمنةً ويَسرةً وخطّ بعكازته، فقال لي: «أُطلُب». فطَلَبتُ فإذا أثَر القَبرِ، ثمّ


1- نقاط مهمة: أ) ذكر هذه الزيارة باختلاف المرحوم السيّد ابن طاووس في( مصباح الزائر: ص 149) ورواها العلّامة المجلسي عن مزار الشيخ( بحارالأنوار: ج 97، ص 305، ح 23) وقد نقلنا بعضه طبق البحار وبعضه الآخر طبق مصباح المتهجد. ب) يتبين ممّا سبق ما تعارف بين الناس بدعاء علقمة وأورده المرحوم الحاج عباس القمي بعد زيارة عاشوراء هو دعاء صفوان والحقّ أن يسمّى دعاء صفوان، لأنّ علقمة لم يذكر دعاءاً بعد زيارة عاشوراء بتصريح رواية سيف بن عميرة- طبق نقل الشيخ الطوسي في المصباح( راجع بحار الأنوار: ج 98، ص 296، ح 3) ويؤيد ذلك نقل كامل الزيارات( كامل الزيارات: الباب 71، ح 8). ج) يتضحّ ممّا تقدّم أنّ موضع دعاء صفوان( المعروف بدعاء علقمة) هذا الفصل، أي فصل زيارات أميرالمؤمنين. لأنّ الإمام الصادق عليه السلام دعا به عند قبر أميرالمؤمنين عليه السلام بعد زيارته، وإن سلّم بعد زيارته على الحسين عليه السلام، أو حتّى طبق نقل الشيخ الطوسي بالنسبة لقصة صفوان قرأ زيارة عاشوراء بعد زيارة أميرالمؤمنين عليه السلام، وعلى هذا الأساس نقلنا الدعاء هنا( فصل زيارة أميرالمؤمنين). د) لو ذكر ذلك الدعاء( دعاء صفوان أو علقمة) ذيل زيارة أميرالمؤمنين عليه السلام لما بقي من إبهام على الزائر العزيز كيف الكلام عن وداع الأمير في آخر الدعاء الذي يقرأ بعد زيارة عاشوراء وتضمن بعض العبارات مثل« يا أميرالمؤمنين ... من زيارتكما ... يا أميرالمؤمنين ... اتيتكما ... ولكما ...»؟! وظاهراً منشأ الاشتباه كيفية نقل المرحوم العلّامة المجلسي في فصل زيارات الحسين عليه السلام، حيث روى دعاء صفوان( علقمة) هناك( فصل زيارات الحسين عليه السلام) وتكملته المتعلقة بوداع أميرالمؤمنين والحسين عليهما السلام.

ص: 184

أرسَل دموعه على خدّه وقال: انَّا للَّهِ وَانَّا الَيْهِ راجِعُونَ وقال: السَّلامُ عَلَيْكَ ايُّهَا الْوَصِىُّ الْبَرُّ التَّقِىُّ، السَّلامُ عَلَيْكَ ايُّهَا النَّبَأُ الْعَظيمُ، السَّلامُ عَلَيْكَ ايُّهَا الصِّدّيقُ الرَّشيدُ، السَّلامُ عَلَيْكَ ايُّهَا الْبَرُّ الزَّكىُّ السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَصِىَّ رَسُولِ رَبِّ الْعالَمينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا خِيَرَةَ اللَّهِ عَلَى الْخَلْقِ اجْمَعينَ، اشْهَدُ انَّكَ حَبيبُ اللَّهِ، وَ خاصَّتُهُ وَخالِصَتُهُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِىَّ اللَّهِ، وَمَوْضِعَ سِرِّهِ، وَ عَيْبَةَ عِلْمِهِ، وَخازِنَ وَحْيِهِ. ثمّ التصق بالقبر وقال: بِابى انْتَ وَامِّى يا اميرَ الْمُؤْمِنينَ، بِابى انْتَ وَ امّى يا حُجَّةَ الْخِصامِ، بِابى انْتَ وَامِّى يا بابَ الْمَقامِ، بِابى انْتَ وَامِّى يا نُورَ اللَّهِ التَّآمَّ، اشْهَدُ انَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ عَنِ اللَّهِ وَعَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، ما حُمِّلْتَ، وَ رَعَيْتَ مَا اسْتُحْفِظْتَ، وَحَفِظْتَ مَا اسْتُوْدِعْتَ، وَحَلَّلْتَ حَلالَ اللَّهِ، وَحَرَّمْتَ حَرامَ اللَّهِ، وَاقَمْتَ احْكامَ اللَّهِ، وَلَمْ تَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ، وَعَبَدْتَ اللَّهَ مُخْلِصاً حَتّى اتيكَ الْيَقينُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ وَعَلَى الْأَئِمَّةِ مِنْ بَعْدِكَ.

ثمّ قام فصلّى عند الرأس ركعات وقال: «

يا صَفوانُ! مَن زَارَ أميرالمؤمنين عليه السلام بِهذهِ الزّيارَةِ وصَلّى بِهذِهِ الصَّلاةِ رَجَعَ إلى أهلِهِ مَغفوراً ذنبُهُ، مشكوراً سَعيُهُ، ويُكتَبُ لَهُ ثَوابُ كلِّ مَن زَارَهُ مِنَ الملائكةِ

». قلت: ثواب كلّ من يزوره من الملائكة؟! قال عليه السلام: «

يَزُورُهُ فِي كُلِّ لَيلةٍ سبعُونَ قَبيلةٍ

». قلت: كم القبيلة؟ قال: «

مائة ألف

». ثم رجع من عنده القهقرى وهو يقول:

يا جَدَّاهُ يا سَيِّداهُ، يا طَيِّباهُ يا طاهِراهُ، لا جَعَلَهُ اللَّهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْكَ، وَرَزَقَنِى الْعَوْدَ الَيْكَ، وَالْمَقامَ في حَرَمِكَ، وَالْكَوْنَ مَعَكَ وَمَعَ الْأَبْرارِ مِنْ وُلْدِكَ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ، وَ عَلَى الْمَلآئِكَةِ الْمُحْدِقينَ بِكَ.

قلت: يا سيّدي أتاذن لي أن أخبر أصحابنا من أهل الكوفة؟ فقال: «

نَعَمْ

» وأعطاني دراهم وأصْلحتُ القبر(1).


1- بحار الأنوار: ج 97، ص 279، ح 15؛ فرحة الغري: ص 94( مع اختلاف يسير).

ص: 185

5. زيارة من كتاب المزار القديم

روى المرحوم الحاج النوري عن كتاب المزار القديم عن الإمام الباقر عليه السلام أنّه قال:

مَضَيْتُ مع والدي لزيارَةِ قَبرِ جَدّي أميرالمؤمنين عليه السلام في النّجف، فوقف عليه ثمّ بكى وقال:

السَّلامُ عَلى ابِى الْأَئِمَّةِ، وَخَليلِ النُّبُوَّةِ، وَالْمَخْصُوصِ بِالْأُخُوَّةِ، السَّلامُ عَلى يَعْسُوبِ الْإيمانِ، وَميزانِ الْأَعْمالِ، وَسَيْفِ ذِى الْجَلالِ، السَّلامُ عَلى صالِحِ الْمُؤْمِنينَ، وَوارِثِ عِلْمِ النَّبِيّينَ، الْحاكِمِ فى يَوْمِ الدّينِ، السَّلامُ عَلى شَجَرَةِ التَّقْوى السَّلامُ عَلى حُجَّةِ اللَّهِ الْبالِغَةِ، وَنِعْمَتِهِ السَّابِغَةِ، وَنِقْمَتِهِ الدَّامِغَةِ، السَّلامُ عَلَى الصِّراطِ الْواضِحِ، وَالنَّجْمِ الّلائِحِ، وَالْإِمامِ النَّاصِحِ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ* ثم قال: انْتَ وَسيلَتى الَى اللَّهِ وَ ذَريعَتى وَ لى حَقُّ مُوالاتى وَ تَاْميلى فَكُنْ لى شَفيعى الَى اللَّهِ عَزَّوَجَلَّ فِى الْوُقُوفِ عَلى قَضآءِ حاجَتى وَ هِىَ فَكاكُ رَقَبَتى مِنَ النَّارِ، وَاصْرِفْنى فى مَوْقِفى هذا بِالنُّجْحِ، وَ بِما سَئَلْتُهُ كُلَّهُ بِرَحْمَتِهِ وَقُدْرَتِهِ، اللَّهُمَّ ارْزُقْنى عَقْلًا كامِلًا، وَلُبّاً راجِحاً، وَقَلْباً زَكِيّاً، وَعَمَلًا كَثيراً، وَادَباً بارِعاً، وَاجْعَلْ ذلِكَ كُلَّهُ لى وَلا تَجْعَلْهُ عَلَىَّ، بِرَحْمَتِكَ يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ (1).

6. زيارة الوداع

جاء في كامل الزيارات عن الإمام الكاظم عليه السلام:

إذا أرَدْتَ أن تُوَدِّع قبرَ أميرِالمؤمنين عليه السلام فقُل:

السَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، اسْتَوْدِعُكَ اللَّهَ وَاسْتَرْعيكَ، وَاقْرَءُ عَلَيْكَ السَّلامَ، آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرُّسُلِ، وَبِما جآئَتْ بِهِ، وَدَعَتْ الَيْهِ وَدَلَّتْ عَلَيْهِ، فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدينَ، اللهُمَّ لا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيارَتى ايَّاهُ، فَانْ تَوَفَّيْتَنى قَبْلَ ذلِكَ، فَانّى اشْهَدُ فى مَماتى عَلى ما كُنْتُ شَهِدْتُ عَلَيْهِ فى حَياتى اشْهَدُ انَّكُمُ الْأَئِمَّةُ، اميرَ الْمُؤْمِنينَ عَلِيّاً، وَالْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ، وَ عَلِىَّ بْنَ الْحُسَيْنِ، وَمُحَمَّدَ بْنَ عَلِىٍّ،


1- مستدرك الوسائل، ج 10، ص 222، ح 1.

ص: 186

وَجَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ، وَمُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ، وَعَلِىَّ بْنَ مُوسى وَ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِىٍّ، وَعَلِىَّ بْنَ مُحَمَّدٍ، وَالْحَسَنَ بْنَ عَلِىٍّ، وَالْحُجَّةَ بْنَ الْحَسَنِ، صَلَواتُكَ عَلَيْهِمْ اجْمَعينَ، وَ اشْهَدُ انَّ مَنْ قَتَلَهُمْ وَحارَبَهُمْ مُشْرِكُونَ، وَ مَنْ رَدَّ عِلْمَهُمْ وَرَدَّ عَلَيْهِمْ فى اسْفَلِ دَرَكٍ مِنَ الْجَحيمِ، وَاشْهَدُ انَّ مَنْ حارَبَهُمْ لَنا اعْدآءٌ، وَنَحْنُ مِنْهُمْ بُرَءآءُ، وَانَّهُمْ حِزْبُ الشَّيْطانِ، وَ عَلى مَنْ قَتَلَهُمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَ الْمَلآئِكَةِ وَالنَّاسِ اجْمَعينَ، وَمَنْ شَرِكَ فيهِمْ، وَمَنْ سَرَّهُ قَتْلُهُمْ، اللهُمَّ انّى اسْئَلُكَ بَعْدَ الصَّلاةِ وَ التَّسْليمِ، انْ تُصَلِّىَ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلىٍّ وَ فاطِمَةَ، وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ، وَعَلِىٍّ وَمُحَمَّدٍ، وَجَعْفَرٍ وَمُوسى وَعَلِىٍّ وَمُحَمَّدٍ، وَ عَلِىٍّ وَالْحَسَنِ، وَالْحُجَّةِ، وَ لا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيارَتِهِ، فَانْ جَعَلْتَهُ فَاحْشُرْنى مَعَ هؤُلآءِ الْمُسَمَّيْنَ الْائِمَّةِ، اللهُمَّ وَ ذَلِّلْ قُلُوبَنا لَهُمْ بِالطَّاعَةِ، وَالْمُناصَحَةِ وَالْمَحَبَّةِ، وَحُسْنِ الْمُوازَرَةِ وَالتَّسْليمِ (1).

الزيارات المخصوصة

اشارة

هنالك زيارات مخصوصة للإمام عليّ عليه السلام بالإضافة للزيارات السابقة العامّة.

1. زيارة يوم الغدير

روى السيّد ابن طاووس في الإقبال عن البزنطيّ أنّ الإمام الرضا عليه السلام قال: «

أينَما كُنتَ فاحضُر يَومَ الغَديرِ عِندَ أميرالمؤمنينَ عليه السلام فإنّ اللَّهَ تَعالى يَغفِرُ لِكُلِّ مُؤمِنٍ وَمُؤمِنَةٍ ومُسلِمٍ وَمُسلِمَةٍ، وَاللَّهِ لَو عَرَفَ الناسُ فَضلَ هَذا اليومِ لَصَافَحَتْهُمُ المَلائكةُ كُلّ يَومٍ»(2).

وقد وردت عدّة زيارات في هذا اليوم:

الزيارة الاولى:

زيارة أمين اللَّه التي عدّها بعض الأصحاب من الزيارات المخصوصة في هذا


1- بحار الأنوار: ج 97، ص 266، ح 8 نقلًا عن كامل الزيارات: الباب 12، ح 1.
2- إقبال الأعمال: ص 468؛ بحار الأنوار: ج 97، ص 358، ح 2.

ص: 187

اليوم ومرّت في الزيارات المطلقة (ص 174).

الزيارة الثانية:

الزيارة الجامعة رواها الإمام العسكريّ عليه السلام عن أبيه (1): فإن أردت زيارته فقف على باب القبّة المنوّرة واستأذن (إذن الدخول الذي ذكرناه في مستهلّ قسم الزيارات (ص 144):

«اللَّهُمَّ إِنِّي وَقَفْتُ عَلى بابٍ مِنْ ...

») ثمّ ادخل مقدّماً رجلكَ اليُمنى على اليسرى وامشِ حتّى تقف على الضريح واستقبله واجعل القبلة بين كَتِفَيك وقل:

السَّلامُ عَلى مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ خاتَمِ النَّبِيّينَ، وَسَيِّدِ الْمُرْسَلينَ، وَصَفْوَةِ رَبِّ الْعالَمينَ، امينِ اللَّهِ عَلى وَحْيِهِ، وَعَزآئِمِ امْرِهِ، وَالْخاتِمِ لِما سَبَقَ، وَالْفاتِحِ لِمَا اسْتُقْبِلَ، وَالْمُهَيْمِنِ عَلى ذلِكَ كُلِّهِ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ وَصَلَواتُهُ وَتَحِيَّاتُهُ، السَّلامُ عَلى انْبِيآءِ اللَّهِ وَرُسُلِهِ، وَ مَلآئِكَتِهِ الْمُقَرَّبينَ، وَعِبادِهِ الصَّالِحينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا اميرَالْمُؤْمِنينَ، وَسَيِّدَ الْوَصِيّينَ، وَ وارِثَ عِلْمِ النَّبِيّينَ، وَوَلِىَّ رَبِّ الْعالَمينَ، وَمَوْلاىَ وَمَوْلَى الْمُؤْمِنينَ، وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلاىَ يا اميرَ الْمُؤْمِنينَ، يا امينَ اللَّهِ فى ارْضِهِ، وَ سَفيرَهُ فى خَلْقِهِ، وَ حُجَّتَهُ الْبالِغَةَ عَلى عِبادِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا دينَ اللَّهِ الْقَويمَ، وَصِراطَهُ الْمُسْتَقيمَ، السَّلامُ عَلَيْكَ ايُّهَا النَّبَأُ الْعَظيمُ، الَّذى هُمْ فيهِ مُخْتَلِفُونَ، وَعَنْهُ يُسْئَلُونَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا اميرَ الْمُؤْمِنينَ، آمَنْتَ بِاللَّهِ وَهُمْ مُشْرِكُونَ، وَصَدَّقْتَ بِالْحَقِّ وَهُمْ مُكَذِّبُونَ، وَجاهَدْتَ وَهُمْ مُحْجِمُونَ، وَعَبَدْتَ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدّينَ صابِراً مُحْتَسِباً، حَتّى اتيكَ الْيَقينُ، الا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا سَيِّدَالْمُسْلِمينَ، وَيَعْسُوبَ الْمُؤْمِنينَ، وَامامَ الْمُتَّقينَ، وَقآئِدَ الْغُرِّ الْمُحَجَّلينَ، وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، اشْهَدُ انَّكَ اخُو رَسُولِ اللَّهِ وَوَصِيُّهُ، وَوارِثُ عِلْمِهِ وَامينُهُ عَلى شَرْعِهِ، وَخَليفَتُهُ فى امَّتِهِ، وَاوَّلُ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ، وَصَدَّقَ بِما انْزِلَ عَلى نَبِيِّهِ، وَاشْهَدُ انَّهُ قَدْ


1- بحار الأنوار: ج 97، ص 359، ح 6.

ص: 188

بَلَّغَ عَنِ اللَّهِ ما انْزَلَهُ فيكَ، فَصَدَعَ بِامْرِهِ، وَاوْجَبَ عَلى امَّتِهِ فَرْضَ طاعَتِكَ وَوِلايَتِكَ، وَعَقَدَ عَلَيْهِمُ الْبَيْعَةَ لَكَ، وَجَعَلَكَ اوْلى بِالْمُؤْمِنينَ مِنْ انْفُسِهِمْ، كَما جَعَلَهُ اللَّهُ كَذلِكَ، ثُمَّ اشْهَدَ اللَّهَ تَعالى عَلَيْهِمْ، فَقالَ الَسْتُ قَدْ بَلَّغْتُ، فَقالُوا اللهُمَّ بَلى فَقالَ اللهُمَّ اشْهَدْ وَ كَفى بِكَ شَهيداً وَحاكِماً بَيْنَ الْعِبادِ، فَلَعَنَ اللَّهُ جاحِدَ وِلايَتِكَ بَعْدَ الْإِقْرارِ، وَناكِثَ عَهْدِكَ بَعْدَ الْميثاقِ، وَاشْهَدُ انَّكَ وَفَيْتَ بِعَهْدِ اللَّهِ تَعالى وَانَّ اللَّهَ تَعالى مُوفٍ لَكَ بِعَهْدِهِ، وَمَنْ اوْفى بِما عاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتيهِ اجْراً عَظيماً، وَاشْهَدُ انَّكَ اميرُ الْمُؤْمِنينَ الْحَقُّ، الَّذى نَطَقَ بِوِلايَتِكَ التَّنْزيلُ، وَاخَذَ لَكَ الْعَهْدَ عَلَى الْأُمَّةِ بِذلِكَ الرَّسُولُ، وَاشْهَدُ انَّكَ وَعَمَّكَ وَاخاكَ الَّذينَ تاجَرْتُمُ اللَّهَ بِنُفُوسِكُمْ، فَانْزَلَ اللَّهُ فيكُمْ: انَّ اللَّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنينَ انْفُسَهُمْ وَامْوالَهُمْ بِانَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ، يُقاتِلُونَ فى سَبيلِ اللَّهِ، فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ، وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِى التَّوْريةِ وَالْإِنْجيلِ وَالْقُرْآنِ، وَمَنْ اوْفى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ، فَاسْتَبْشِروُا بِبِيْعِكُمُ الَّذى بايَعْتُمْ بِهِ، وَذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظيمُ، التَّآئِبُونَ الْعابِدوُنَ، الْحامِدوُنَ السَّآئِحُونَ، الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ، الْامِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ، وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَالْحافِظُونَ لِحُدُودِاللَّهِ، وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنينَ. اشْهَدُ يا اميرَ الْمُؤْمِنينَ، انَّ الشَّآكَّ فيكَ ما آمَنَ بِالرَّسُولِ الْأَمينِ، وَانَّ الْعادِلَ بِكَ غَيْرَكَ عانِدٌ عَنِ الدّينِ الْقَويمِ، الَّذِى ارْتَضاهُ لَنا رَبُّ الْعالَمينَ، وَاكْمَلَهُ بِوِلايَتِكَ يَوْمَ الْغَديرِ، وَاشْهَدُ انَّكَ الْمَعْنِىُّ بِقَوْلِ الْعَزيزِ الرَّحيمِ: وَانَّ هذا صِراطى مُسْتَقيماً فَاتَّبِعُوهُ، وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبيلِهِ. ضَلَّ وَاللَّهِ وَاضَلَّ مَنِ اتَّبَعَ سِواكَ، وَعَنَدَ عَنِ الْحَقِّ مَنْ عاداكَ، اللهُمَّ سَمِعْنا لِأَمْرِكَ وَاطَعْنا، وَاتَّبَعْنا صِراطَكَ الْمُسْتَقيمَ، فَاهْدِنا رَبَّنا وَلا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ اذْ هَدَيْتَنا الى طاعَتِكَ، وَاجْعَلْنا مِنَ الشَّاكِرينَ لِأَنْعُمِكَ، وَاشْهَدُ انَّكَ لَمْ تَزَلْ لِلْهَوى مُخالِفاً، وَللِتُّقى مُحالِفاً، وَعَلى كَظْمِ الْغَيْظِ قادِراً، وَعَنِ النَّاسِ عافِياً

ص: 189

غافِراً، وَاذا عُصِىَ اللَّهُ ساخِطاً، وَاذا اطيعَ اللَّهُ راضياً، وَبِما عَهِدَ الَيْكَ عامِلًا، راعِياً لِمَا اسْتُحْفِظْتَ، حافِظاً لِمَا اسْتُودِعْتَ، مُبَلِّغاً ما حُمِّلْتَ، مُنْتَظِراً ما وُعِدْتَ، وَاشْهَدُ انَّكَ مَا اتَّقَيْتَ ضارِعاً، وَلا امْسَكْتَ عَنْ حَقِّكَ جازِعاً، وَلا احْجَمْتَ عَنْ مُجاهَدَةِ غاصِبيكَ ناكِلًا، وَلا اظْهَرْتَ الرِّضى بِخِلافِ ما يُرْضِى اللَّهَ مُداهِناً، وَلا وَهَنْتَ لِما اصابَكَ فى سَبيلِ اللَّهِ، وَلا ضَعُفْتَ وَلَا اسْتَكَنْتَ عَنْ طَلَبِ حَقِّكَ مُراقِباً، مَعاذَ اللَّهِ انْ تَكُونَ كَذلِكَ، بَلْ اذْ ظُلِمْتَ احْتَسَبْتَ رَبَّكَ، وَفَوَّضْتَ الَيْهِ امْرَكَ، وَذَكَّرْتَهُمْ فَمَا ادَّكَرُوا، وَ وَعَظْتَهُمْ فَمَا اتَّعَظُوا، وَخَوَّفْتَهُمُ اللَّهَ فَما تَخَوَّفُوا، وَاشْهَدُ انَّكَ يا اميرَ الْمُؤْمِنينَ، جاهَدْتَ فِى اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ، حَتّى دَعاكَ اللَّهُ الى جِوارِهِ، وَقَبَضَكَ الَيْهِ بِاخْتِيارِهِ، وَالْزَمَ اعْدائَكَ الْحُجَّةَ بِقَتْلِهِمْ ايَّاكَ، لِتَكُونَ الْحُجَّةُ لَكَ عَلَيْهِمْ، مَعَ ما لَكَ مِنَ الْحُجَجِ الْبالِغَةِ عَلى جَميعِ خَلْقِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا اميرَ الْمُؤْمِنينَ، عَبَدْتَ اللَّهَ مُخْلِصاً، وَجاهَدْتَ فِى اللَّهِ صابِراً، وَجُدْتَ بِنَفْسِكَ مُحْتَسِباً، وَعَمِلْتَ بِكِتابِهِ، وَاتَّبَعْتَ سُنَّةَ نَبِيِّهِ، وَاقَمْتَ الصَّلاةَ، وَآتَيْتَ الزَّكاةَ، وَامَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ مَا اسْتَطَعْتَ، مُبْتَغِياً ما عِنْدَاللَّهِ، راغِباً فيما وَعَدَاللَّهُ، لا تَحْفِلُ بِالنَّوائِبِ، وَلا تَهِنُ عِنْدَ الشَّدآئِدِ، وَلا تُحْجِمُ عَنْ مُحارِبٍ، افِكَ مَنْ نَسَبَ غَيْرَ ذلِكَ الَيْكَ، وَافْتَرى باطِلًا عَلَيْكَ، وَاوْلى لِمَنْ عَنَدَ عَنْكَ، لَقَدْ جاهَدْتَ فِى اللَّهِ حَقَّ الْجِهادِ، وَ صَبَرْتَ عَلَى الْأَذى صَبْرَ احْتِسابٍ، وَانْتَ اوَّلُ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ، وَصَلّى لَهُ وَ جاهَدَ، وَابْدى صَفْحَتَهُ فى دارِ الشِّرْكِ، وَالْأَرْضُ مَشْحُونَةٌ ضَلالَةً، وَالشَّيْطانُ يُعْبَدُ جَهْرَةً، وَانْتَ الْقائِلُ لاتَزيدُنى كَثْرَةُ النَّاسِ حَوْلى عِزَّةً، وَلا تَفَرُّقُهُمْ عَنّى وَحْشَةً، وَلَوْ اسْلَمَنِى النَّاسُ جَميعاً لَمْ اكُنْ مُتَضَرِّعاً، اعْتَصَمْتَ بِاللَّهِ فَعَزَزْتَ، وَآثَرْتَ الْأخِرَةَ عَلَى الْأُولى فَزَهِدْتَ، وَايَّدَكَ اللَّهُ وَهَداكَ، وَاخْلَصَكَ وَاجْتَبيكَ، فَما تَناقَضَتْ افْعالُكَ، وَلَا اخْتَلَفَتْ اقْوالُكَ، وَلا تَقَلَّبَتْ احْوالُكَ، وَلَا

ص: 190

ادَّعَيْتَ وَلَا افْتَرَيْتَ عَلَى اللَّهِ كَذِباً، وَلا شَرِهْتَ الَى الْحُطامِ، وَلا دَنَّسَكَ الْآثامُ، وَلَمْ تَزَلْ عَلى بَيِّنةٍ مِنْ رَبِّكَ، وَيَقينٍ مِنْ امْرِكَ، تَهْدى الَى الْحَقِّ وَالى صِراطٍ مُسْتَقيمٍ، اشْهَدُ شَهادَةَ حَقٍّ، وَاقْسِمُ بِاللَّهِ قَسَمَ صِدْقٍ، انَّ مُحَمَّداً وَآلَهُ صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ساداتُ الْخَلْقِ، وَانَّكَ مَوْلاىَ وَمَوْلَى الْمُؤْمِنينَ، وَانَّكَ عَبْدُ اللَّهِ وَوَلِيُّهُ، وَاخُو الرَّسُولِ وَوَصِيُّهُ وَوارِثُهُ، وَانَّهُ الْقآئِلُ لَكَ، وَالَّذى بَعَثَنى بِالْحَقِّ ما آمَنَ بى مَنْ كَفَرَ بِكَ، وَلا اقَرَّ بِاللَّهِ مَنْ جَحَدَكَ، وَقَدْ ضَلَّ مَنْ صَدَّ عَنْكَ، وَلَمْ يَهْتَدِ الَى اللَّهِ وَلا الَىَّ مَنْ لا يَهْتَدى بِكَ، وَ هُوَ قَوْلُ رَبّى عَزَّوَجَلَّ، وَانّى لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى الى وِلايَتِكَ، مَوْلاىَ فَضْلُكَ لا يَخْفى وَ نُورُكَ لا يُطْفَأُ، وَانَّ مَنْ جَحَدَكَ الظَّلُومُ الْأَشْقى مَوْلاىَ انْتَ الْحُجَّةُ عَلَى الْعِبادِ، وَالْهادى الَى الرَّشادِ، وَالْعُدَّةُ لِلْمَعادِ، مَوْلاىَ لَقَدْ رَفَعَ اللَّهُ فِى الْأُولى مَنْزِلَتَكَ، وَاعْلى فِى الْأخِرَةِ دَرَجَتَكَ، وَبَصَّرَكَ ما عَمِىَ عَلى مَنْ خالَفَكَ، وَحالَ بَيْنَكَ وَبَيْنَ مَواهِبِ اللَّهِ لَكَ، فَلَعَنَ اللَّهُ مُسْتَحِلِّى الْحُرْمَةِ مِنْكَ، وَذائِدِى الْحَقِّ عَنْكَ، وَاشْهَدُ انَّهُمُ الْأَخْسَرُونَ، الَّذينَ تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فيها كالِحُونَ، وَاشْهَدُ انَّكَ ما اقْدَمْتَ وَلا احْجَمْتَ، وَلا نَطَقْتَ وَلا امْسَكْتَ، الَّا بِامْرٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ، قُلْتَ وَالَّذى نَفْسى بِيَدِهِ، لَقَدْ نَظَرَ الَىَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، اضْرِبُ بِالسَّيْفِ قُدْماً، فَقالَ يا عَلِىُّ انْتَ مِنّى بِمَنْزِلَةِ هارُونَ مِنْ مُوسى الَّا انَّهُ لانَبِىَّ بَعدْى وَاعْلِمُكَ انَّ مَوْتَكَ وَحَيوتَكَ مَعى وَعَلى سُنَّتى فَوَ اللَّهِ ما كَذِبْتُ وَلا كُذِبْتُ، وَلا ضَلَلْتُ وَلا ضُلَّ بى وَلا نَسيتُ ما عَهِدَ الَىَّ رَبّى وَانّى لَعَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبّى بَيَّنَها لِنَبِيِّهِ وَبَيَّنَهَا النَّبِىُّ لى وَانّى لَعَلَى الطَّريقِ الْواضِحِ، الْفِظُهُ لَفْظاً، صَدَقْتَ وَاللَّهِ وَقُلْتَ الْحَقَّ، فَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ ساواكَ بِمَنْ ناواكَ، وَاللَّهُ جَلَّ اسْمُهُ يَقُولُ: هَلْ يَسْتَوِى الَّذينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذينَ لايَعْلَمُونَ. فَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ عَدَلَ بِكَ مَنْ فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْهِ وِلايَتَكَ،

ص: 191

وَانْتَ وَلِىُّ اللَّهِ وَاخُو رَسُولِهِ، وَالذَّآبُّ عَنْ دينِهِ، وَالَّذى نَطَقَ الْقُرْآنُ بِتَفْضيلِهِ، قالَ اللَّهُ تَعالى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجاهِدينَ عَلَى الْقاعِدينَ اجْراً عَظيماً، دَرَجاتٍ مِنْهُ وَ مَغْفِرَةً وَ رَحْمَةً، وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحيماً. وَقالَ اللَّهُ تَعالى اجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحآجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ، كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوِم الْأخِرِ وَجاهَدَفى سَبيلِ اللَّهِ، لا يَسْتَوُونَ عِنْدَاللَّهِ، وَاللَّهُ لا يَهْدِى الْقَوْمَ الظَّالِمينَ، الَّذينَ آمَنُوا وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا فى سَبيلِ اللَّهِ بِامْوالِهِمْ وَانْفُسِهِمْ اعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَاللَّهِ، وَاولئِكَ هُمُ الْفآئِزُونَ، يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوانٍ، وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فيها نَعيمٌ مُقيمٌ، خالِدينَ فيها ابَداً، انَّ اللَّهَ عِنْدَهُ اجْرٌ عَظيمٌ. اشْهَدُ انَّكَ الْمَخْصُوصُ بِمِدْحَةِ اللَّهِ، الْمُخْلِصُ لِطاعَةِ اللَّهِ، لَمْ تَبْغِ بِالْهُدى بَدَلًا، وَلَمْ تُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّكَ احَداً، وَانَّ اللَّهَ تَعالَى اسْتَجابَ لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ فيكَ دَعْوَتَهُ، ثُمَّ امَرَهُ بِاظْهارِ ما اوْلاكَ لِأُمَّتِهِ اعْلاءً لِشَاْنِكَ، وَ اعْلاناً لِبُرْهانِكَ، وَدَحْضاً لِلْأَباطيلِ، وَقَطْعاً لِلْمَعاذيرِ، فَلَمَّا اشْفَقَ مِنْ فِتْنَةِ الْفاسِقينَ، وَاتَّقى فيكَ الْمُنافِقينَ، اوْحى الَيْهِ رَبُّ الْعالَمينَ: يا ايُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما انْزِلَ الَيْكَ مِنْ رَبِّكَ، وَانْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ، وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ. فَوَضَعَ عَلى نَفْسِهِ اوْزارَ الْمَسيرِ، وَنَهَضَ فى رَمْضاءِ الْهَجيرِ، فَخَطَبَ وَاسْمَعَ وَنادى فَابْلَغَ، ثُمَّ سَئَلَهُمْ اجْمَعَ فَقالَ هَلْ بَلَّغْتُ، فَقالُوا اللَّهُمَّ بَلى فَقالَ اللَّهُمَّ اشْهَدْ، ثُمَّ قالَ الَسْتُ اوْلى بِالْمُؤْمِنينَ مِنْ انْفُسِهِمْ، فَقالُوا بَلى فَاخَذَ بِيَدِكَ وَقالَ مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَهذا عَلِىٌّ مَوْلاهُ، اللهُمَّ والِ مَنْ والاهُ، وَعادِ مَنْ عاداهُ، وَانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ، وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ، فَما آمَنَ بِما انْزَلَ اللَّهُ فيكَ عَلى نَبِيِّهِ الَّا قَليلٌ، وَلا زادَ اكْثَرَهُمْ غَيْرَ تَخْسيرٍ، وَلَقَدْ انْزَلَ اللَّهُ تَعالى فيكَ مِنْ قَبْلُ وَهُمْ كارِهُونَ: يا ايُّهَا الَّذينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دينِهِ، فَسَوْفَ يَاْتِى اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ، اذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنينَ اعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرينَ، يُجاهِدُونَ فى سَبيلِ اللَّهِ وَلَا

ص: 192

يَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ، ذلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتيهِ مَنْ يَشآءُ، وَاللَّهُ واسِعٌ عَليمٌ، انَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، وَالَّذينَ آمَنُوا الَّذينَ يُقيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ، وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذينَ آمَنُوا، فَانَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغالِبُونَ، رَبَّنا آمَنَّا بِما انْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدينَ، رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ اذْ هَدَيْتَنا، وَهَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً، انَّكَ انْتَ الوَهَّابُ. اللهُمَّ انَّا نَعْلَمُ انَّ هذا هُوَ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِكَ، فَالْعَنْ مَنْ عارَضَهُ وَاسْتَكْبَرَ، وَكَذَّبَ بِهِ وَكَفَرَ، وَسَيَعْلَمُ الَّذينَ ظَلَمُوا اىَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا اميرَالْمُؤْمِنينَ، وَسَيِّدَ الْوَصِيّينَ، وَاوَّلَ الْعابِدينَ، وَ ازْهَدَ الزَّاهِدينَ، وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، وَ صَلَواتُهُ وَ تَحِيَّاتُهُ، انْتَ مُطْعِمُ الطَّعامِ عَلى حُبِّهِ مِسْكيناً وَيَتيماً وَاسيراً لِوَجْهِ اللَّهِ، لا تُريدُ مِنْهُمْ جَزآءً وَلا شُكُوراً، وَفيكَ انْزَلَ اللَّهُ تَعالى وَيُؤْثِرُونَ عَلى انْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ، وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَاولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ. وَانْتَ الْكاظِمُ لِلْغَيْظِ، وَالْعافى عَنِ النَّاسِ، وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنينَ، وَانْتَ الصَّابِرُ فِى الْبَاْسآءِ وَالضَّرَّآءِ وَحينَ الْبَاْسِ، وَانْتَ الْقاسِمُ بِالسَّوِيَّةِ وَالْعادِلُ فِى الرَّعِيَّةِ، وَالْعالِمُ بِحُدُودِ اللَّهِ مِنْ جَميعِ الْبَرِيَّهِ، وَاللَّهُ تَعالى اخْبَرَعَمَّا اوْلاكَ مِنْ فَضْلِهِ بِقَوْلِهِ: افَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ، امَّا الَّذينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَاْوى نُزُلًا بِما كانُوا يَعْمَلُونَ. وَانْتَ الْمَخْصُوصُ بِعِلْمِ التَّنْزيلِ، وَحُكْمِ التَّاْويلِ، وَنَصِّ الرَّسُولِ، وَلَكَ الْمَواقِفُ الْمَشْهُودَةُ، وَالْمَقاماتُ الْمَشْهُورَةُ، وَالْأَيَّامُ الْمَذْكُورَةُ، يَوْمَ بَدْرٍ وَيَوْمَ الْأَحْزابِ، اذْ زاغَتِ الْأَبْصارُ، وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَناجِرَ، وَ تَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونا، هُنالِكَ ابْتُلِىَ الْمُؤْمِنُونَ، وَ زُلْزِلُوا زِلْزالًا شَديداً، وَاذْ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَالَّذينَ فى قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ، ما وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ الَّا غُرُوراً، وَاذْ قالَتْ طآئِفَةٌ مِنْهُمْ يا اهْلَ يَثْرِبَ لا مُقامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا، وَيَسْتَأْذِنُ فَريقٌ مِنْهُمُ النَّبِىَّ، يَقُولُونَ انَّ بُيُوتَنا

ص: 193

عَوْرَةٌ وَما هِىَ بِعَوْرَةٍ، انْ يُريدُونَ الَّا فِراراً، وَقالَ اللَّهُ تَعالى وَلَمَّا رَاى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزابَ، قالُوا هذا ما وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ، وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، وَما زادَهُمْ الَّا ايماناً وَتَسْليماً. فَقَتَلْتَ عَمْرَهُمْ، وَهَزَمْتَ جَمْعَهُمْ، وَرَدَّ اللَّهُ الَّذينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنالُوا خَيْراً، وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنينَ الْقِتالَ، وَكانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزيزاً، وَيَوْمَ احُدٍ اذْ يُصْعِدُونَ وَلا يَلْوُونَ عَلى احَدٍ، وَالرَّسُولُ يَدْعُوهُمْ فى اخْريهُمْ، وَانْتَ تَذُودُ بُهَمَ الْمُشْرِكينَ عَنِ النَّبِىِّ ذاتَ الْيَمينِ وَذاتَ الشِّمالِ، حَتّى رَدَّهُمُ اللَّهُ تَعالى عَنْكُما خائِفينَ، وَنَصَرَ بِكَ الْخاذِلينَ، وَيَوْمَ حُنَيْنٍ عَلى مانَطَقَ بِهِ التَّنْزيلُ: اذْ اعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ، فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً، وَضاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ، ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرينَ، ثُمَّ انْزَلَ اللَّهُ سَكينَتَهُ عَلى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنينَ. وَالْمُؤْمِنُونَ انْتَ وَمَنْ يَليكَ، وَعَمُّكَ الْعَبَّاسُ يُنادِى الْمُنْهَزِمينَ، يا اصْحابَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، يا اهْلَ بَيْعَةِ الشَّجَرَةِ، حَتَّى اسْتَجابَ لَهُ قَوْمٌ قَدْ كَفَيْتَهُمُ الْمَؤُنَةَ، وَتَكَفَّلْتَ دُونَهُمُ الْمَعُونَةَ، فَعادُوا ايِسينَ مِنَ الْمَثُوبَةِ، راجينَ وَعْدَ اللَّهِ تَعالى بِالتَّوْبَةِ، وَذلِكَ قَوْلُ اللَّهِ جَلَّ ذِكْرُهُ: ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ عَلى مَنْ يَشآءُ. وَانْتَ حائِزٌ دَرَجَةَ الصَّبْرِ، فائِزٌ بِعَظيمِ الْأَجْرِ، وَيَوْمَ خَيْبَرَ اذْ اظْهَرَ اللَّهُ خَوَرَ الْمُنافِقينَ، وَقَطَعَ دابِرَ الْكافِرينَ، وَالْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ الْعالَمينَ، وَلَقَدْ كانُوا عاهَدُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ لا يُوَلُّونَ الْأَدْبارَ، وَكانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْئُولًا، مَوْلاىَ انْتَ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ، وَ الْمَحَجَّةُ الْواضِحَةُ، وَالنِّعْمَةُ السَّابِغَةُ، وَالْبُرْهانُ الْمُنيرُ، فَهَنيئاً لَكَ بِما اتيكَ اللَّهُ مِنْ فَضْلٍ، وَتَبّاً لِشانِئِكَ ذِى الْجَهْلِ، شَهِدْتَ مَعَ النَّبِىِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، جَميعَ حُرُوبِهِ وَمَغازيهِ، تَحْمِلُ الرَّايَةَ امامَهُ، وَتَضْرِبُ بِالسَّيْفِ قُدَّامَهُ، ثُمَّ لِحَزْمِكَ الْمَشْهُورِ، وَ بَصيرَتِكَ فِى الْأُمُورِ، امَّرَكَ فِى الْمَواطِنِ وَلَمْ يَكُنْ عَلَيْكَ اميرٌ، وَكَمْ مِنْ امْرٍ صَدَّكَ عَنْ امْضآءِ عَزْمِكَ فيهِ التُّقى وَاتَّبَعَ غَيْرُكَ فى مِثْلِهِ الْهَوى فَظَنَّ الْجاهِلُونَ انَّكَ عَجَزْتَ عَمَّا

ص: 194

الَيْهِ انْتَهى ضَلَّ وَاللَّهِ الظَّآنُّ لِذلِكَ وَمَا اهْتَدى وَلَقَدْ اوْضَحْتَ ما اشْكَلَ مِنْ ذلِكَ لِمَنْ تَوَهَّمَ وَامْتَرى بِقَوْلِكَ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ، قَدْ يَرَى الْحُوَّلُ الْقُلَّبُ وَجْهَ الْحيلَةِ، وَ دُونَها حاجِزٌ مِنْ تَقْوَى اللَّهِ، فَيَدَعُها رَاْىَ الْعَيْنِ، وَيَنْتَهِزُ فُرْصَتَها مَنْ لا حَريجَةَ لَهُ فِى الدّينِ، صَدَقْتَ وَخَسِرَ الْمُبْطِلُونَ، وَاذْ ما كَرَكَ النَّاكِثانِ فَقالا نُريدُ الْعُمْرَةَ، فَقُلْتَ لَهُما لَعَمْرُكُما ما تُريدانِ الْعُمْرَةَ، لكِنْ تُريدانِ الْغَدْرَةَ، فَاخَذْتَ الْبَيْعَةَ عَلَيْهِما، وَجَدَّدْتَ الْميثاقَ فَجَدَّا فِى النِّفاقِ، فَلَمَّا نَبَّهْتَهُما عَلى فِعْلِهِما، اغْفَلا وَعادا وَمَا انْتَفَعا، وَكانَ عاقِبَةُ امْرِهِما خُسْراً، ثُمَّ تَلاهُما اهْلُ الشَّامِ فَسِرْتَ الَيْهِمْ بَعْدَ الْإِعْذارِ، وَ هُمْ لا يَدينُونَ دينَ الْحَقِّ، وَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ، هَمَجٌ رَعاعٌ ضآلُّونَ، وَبِالَّذى انْزِلَ عَلى مُحَمَّدٍ فيكَ كافِرُونَ، وَلِأَهْلِ الْخِلافِ عَلَيْكَ ناصِرُونَ، وَقَدْ امَرَ اللَّهُ تَعالى بِاتِّباعِكَ، وَنَدَبَ الْمُؤْمِنينَ الى نَصْرِكَ، وَقالَ عَزَّوَجَلَّ: يا ايُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ، وَ كُونُوا مَعَ الصَّادِقينَ. مَوْلاىَ بِكَ ظَهَرَ الْحَقُّ، وَقَدْ نَبَذَهُ الْخَلْقُ، وَ اوْضَحْتَ السُّنَنَ بَعْدَ الدُّرُوسِ وَ الطَّمْسِ، فَلَكَ سابِقَةُ الْجِهادِ عَلى تَصْديقِ التَّنْزيلِ، وَلَكَ فَضيلَةُ الْجِهادِ عَلى تَحْقيقِ التَّأْويلِ، وَعَدُوُّكَ عَدُوُّ اللَّهِ، جاحِدٌ لِرَسُولِ اللَّهِ، يَدْعُو باطِلًا، وَيَحْكُمُ جائِراً، وَ يَتَامَّرُ غاصِباً، وَيَدْعُو حِزْبَهُ الَى النَّارِ، وَ عَمَّارٌ يُجاهِدُ وَيُنادى بَيْنَ الصَّفَّيْنِ، الرَّواحَ الرَّواحَ الَى الْجَنَّةِ، وَلَمَّا اسْتَسْقى فَسُقِىَ اللَّبَنُ، كَبَّرَ وَقالَ قالَ لى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، آخِرُ شَرابِكَ مِنَ الدُّنْيا ضَياحٌ مِنْ لَبَنٍ، وَتَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْباغِيَةُ، فَاعْتَرَضَهُ ابُو الْعادِيَةِ الْفَزارِى فَقَتَلَهُ، فَعَلى ابِى الْعادِيَةِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَلَعْنَةُ مَلآئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ اجْمَعينَ، وَعَلى مَنْ سَلَّ سَيْفَهُ عَلَيْكَ، وَسَلَلْتَ سَيْفَكَ عَلَيْهِ يا اميرَالْمُؤْمِنينَ، مِنَ الْمُشْرِكينَ وَالْمُنافِقينَ الى يَوْمِ الدّينِ، وَعَلى مَنْ رَضِىَ بِما سائَكَ وَلَمْ يَكْرَهْهُ، وَاغْمَضَ عَيْنَهُ وَلَمْ يُنْكِرْ، اوْ اعانَ عَلَيْكَ بِيَدٍ اوْ لِسانٍ، اوْ قَعَدَ عَنْ نَصْرِكَ، اوْ خَذَلَ

ص: 195

عَنِ الْجِهادِ مَعَكَ، اوْ غَمَطَ فَضْلَكَ، وَجَحَدَ حَقَّكَ، اوْ عَدَلَ بِكَ مَنْ جَعَلَكَ اللَّهُ اوْلى بِهِ مِنْ نَفْسِهِ، وَصَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُاللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، وَ سَلامُهُ وَ تَحِيّاتُهُ، وَعَلَى الْأَئِمَّةِ مِنْ آلِكَ الطَّاهِرينَ، انَّهُ حَميدٌ مَجيدٌ، وَ الْأَمْرُ الْأَعْجَبُ وَالْخَطْبُ الْأَفْظَعُ بَعْدَ جَحْدِكَ حَقَّكَ، غَصْبُ الصِّديقَةِ الطَّاهِرَةِ الزَّهْرآءِ سَيِّدَةِ النِّسآءِ فَدَكاً، وَرَدُّ شَهادَتِكَ وَ شَهادَةِ السَّيِّدَيْنِ سُلالَتِكَ، وَعِتْرَةِ الْمُصْطَفى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكُمْ، وَقَدْ اعْلَى اللَّهُ تَعالى عَلَى الْأُمَّةِ دَرَجَتَكُمْ، وَرَفَعَ مَنْزِلَتَكُمْ، وَابانَ فَضْلَكُمْ، وَشَرَّفَكُمْ عَلَى الْعالَمينَ، فَاذْهَبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ وَطَهَّرَكُمْ تَطْهيراً، قالَ اللَّهُ عَزَّوَجَلَّ: انَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً، اذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً، وَاذا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً، الَّا الْمُصَلّينَ. فَاسْتَثْنَى اللَّهُ تَعالى نَبِيَّهُ الْمُصْطَفى وَانْتَ يا سَيِّدَ الْأَوْصِيآءِ مِنْ جَميعِ الْخَلْقِ، فَما اعْمَهَ مَنْ ظَلَمَكَ عَنِ الْحَقِّ، ثُمَّ اقْرَضُوكَ سَهْمَ ذَوِى الْقُرْبى مَكْراً، وَاحادُوهُ عَنْ اهْلِهِ جَوْراً، فَلَمَّا الَ الْأَمْرُ الَيْكَ اجْرَيْتَهُمْ عَلى ما اجْرَيا، رَغْبَةً عَنْهُما بِما عِنْدَاللَّهِ لَكَ، فَاشْبَهَتْ مِحْنَتُكَ بِهِما مِحَنَ الْأَنْبِيآءِ عَلَيْهِمُ السَّلامُ عِنْدَ الْوَحْدَةِ وَعَدَمِ الْأَنْصارِ، وَاشْبَهْتَ فِى الْبَياتِ عَلَى الْفِراشِ الذَّبيحَ عَلَيْهِ السَّلامُ، اذْ اجَبْتَ كَما اجابَ، وَاطَعْتَ كَما اطاعَ اسْمعيلُ صابِراً مُحْتَسِباً، اذْ قالَ لَهُ: يا بُنَىَّ انّى ارى فِى الْمَنامِ انّى اذْبَحُكَ، فَانْظُرْ ماذا تَرى قالَ يا ابَتِ افْعَلْ ما تُؤْمَرُ سَتَجِدُنى انْشآءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرينَ. وَكَذلِكَ انْتَ لَمَّا اباتَكَ النَّبِىُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَامَرَكَ انْ تَضْجَعَ فى مَرْقَدِهِ واقياً لَهُ بِنَفْسِكَ، اسْرَعْتَ الى اجابَتِهِ مُطيعاً، وَلِنَفْسِكَ عَلَى الْقَتْلِ مُوَطِّناً، فَشَكَرَ اللَّهُ تَعالى طاعَتَكَ، وَابانَ عَنْ جَميلِ فِعْلِكَ بِقَوْلِهِ جَلَّ ذِكْرُهُ: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرى نَفْسَهُ ابْتِغآءَ مَرْضاتِ اللَّهِ. ثُمَّ مِحْنَتُكَ يَوْمَ صِفّينَ، وَقَدْ رُفِعَتِ الْمَصاحِفُ حيلَةً وَمَكْراً، فَاعْرَضَ الشَّكُّ وَ عُزِفَ الْحَقُّ، وَاتُّبِعَ الظَّنُّ، اشْبَهَتْ مِحْنَةَ هرُونَ اذْ امَّرَهُ مُوسى عَلى قَوْمِهِ فَتَفَرَّقُوا عَنْهُ،

ص: 196

وَهرُونُ يُنادى بِهِمْ وَيَقُولُ يا قَوْمِ انَّما فُتِنْتُمْ بِهِ، وَانَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمنُ فَاتَّبِعُونى وَاطيعُوا امْرى قالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عاكِفينَ حَتّى يَرْجِعَ الَيْنا مُوسى وَكَذلِكَ انْتَ لَمَّا رُفِعَتِ الْمَصاحِفُ، قُلْتَ ياقَوْمِ انَّما فُتِنْتُمْ بِها وَخُدِعْتُمْ، فَعَصَوْكَ وَخالَفُوا عَلَيْكَ، وَاسْتَدْعَوْا نَصْبَ الْحَكَمَيْنِ فَابَيْتَ عَلَيْهِمْ، وَتَبَرَّأْتَ الَى اللَّهِ مِنْ فِعْلِهِمْ، وَفَوَّضْتَهُ الَيْهِمْ، فَلَمَّا اسْفَرَ الْحَقُّ وَسَفِهَ الْمُنْكَرُ، وَاعْتَرَفُوا بِالزَّلَلِ وَالْجَوْرِ عَنِ الْقَصْدِ، اخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِهِ، وَ الْزَمُوكَ عَلى سَفَهِ التَّحْكيمِ الَّذى ابَيْتَهُ وَ احَبُّوهُ، وَحَظَرْتَهُ وَاباحُوا ذَنْبَهُمُ الَّذِى اقْتَرَفُوهُ، وَانْتَ عَلى نَهْجِ بَصيرَةٍ وَهُدىً، وَهُمْ عَلى سُنَنِ ضَلالَةٍ وَعَمىً، فَما زالُوا عَلَى النِّفاقِ مُصِرّينَ، وَفِى الْغَىِّ مُتَرَدِّدينَ، حَتىَّ اذاقَهُمُ اللَّهُ وَبالَ امْرِهِمْ، فَاماتَ بِسَيْفِكَ مَنْ عانَدَكَ فَشَقِىَ وَهَوى وَاحْيى بِحُجَّتِكَ مَنْ سَعَدَ فَهُدِىَ، صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْكَ غادِيَةً وَرآئِحَةً، وَعاكِفَةً وَذاهِبَةً، فَما يُحيطُ الْمادِحُ وَصْفَكَ، وَلا يُحْبِطُ الطَّاعِنُ فَضْلَكَ، انْتَ احْسَنُ الْخَلْقِ عِبادَةً، وَاخْلَصُهُمْ زَهادَةً، وَاذَبُّهُمْ عَنِ الدّينِ، اقَمْتَ حُدُودَ اللَّهِ بِجُهْدِكَ، وَفَلَلْتَ عَساكِرَ الْمارِقينَ بِسَيْفِكَ، تُخْمِدُ لَهَبَ الْحُرُوبِ بِبَنانِكَ، وَتَهْتِكُ سُتُورَ الشُّبَهِ بِبَيانِكَ، وَتَكْشِفُ لَبْسَ الْباطِلِ عَنْ صَريحِ الْحَقِّ، لا تَاْخُذُكَ فِى اللَّهِ لَوْمَةُ لائِمٍ، وَفى مَدْحِ اللَّهِ تَعالى لَكَ غِنىً عَنْ مَدْحِ الْمادِحينَ، وَتَقْريظِ الْواصِفينَ، قالَ اللَّهُ تَعالى مِنَ الْمُؤْمِنينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ، فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ، وَمابَدَّلُوا تَبْديلًا. وَلَمَّا رَأَيْتَ انْ قَتَلْتَ النَّاكِثينَ وَالْقاسِطينَ وَالْمارِقينَ، وَصَدَقَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَعْدَهُ، فَاوْفَيْتَ بِعَهْدِهِ، قُلْتَ اما انَ انْ تُخْضَبَ هذِهِ مِنْ هذِهِ، امْ مَتى يُبْعَثُ اشْقاها، واثِقاً بِانَّكَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكَ، وَبَصيرَةٍ مِنْ امْرِكَ، قادِمٌ عَلَى اللَّهِ، مُسْتَبْشِرٌ بِبَيْعِكَ الَّذى بايَعْتَهُ بِهِ، وَ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظيمُ، اللهُمَّ الْعَنْ قَتَلَةَ انْبِيآئِكَ، وَاوْصِيآءِ انْبِيآئِكَ بِجَميعِ لَعَناتِكَ،

ص: 197

وَاصْلِهِمْ حَرَّ نارِكَ، وَالْعَنْ مَنْ غَصَبَ وَلِيَّكَ حَقَّهُ، وَانْكَرَ عَهْدَهُ، وَجَحَدَهُ بَعْدَ الْيَقينِ وَالْإِقْرارِ بِالْوِلايَةِ لَهُ يَوْمَ اكْمَلْتَ لَهُ الدّينَ، اللهُمَّ الْعَنْ قَتَلَةَ اميرِ الْمُؤْمِنينَ وَ مَنْ ظَلَمَهُ، وَاشْياعَهُمْ وَانْصارَهُم، اللهُمَّ الْعَنْ ظالِمى الْحُسَيْنِ وَقاتِليهِ، وَالْمُتابِعينَ عَدُوَّهُ وَ ناصِريهِ، وَالرَّاضينَ بِقَتْلِهِ وَخاذِليهِ لَعْناً وَبيلًا، اللهُمَّ الْعَنْ اوَّلَ ظالِمٍ ظَلَمَ آلَ مُحَمَّدٍ وَمانِعيهِمْ حُقُوقَهُمْ، اللهُمَّ خُصَّ اوَّلَ ظالِمٍ وَغاصِبٍ لِآلِ مُحَمَّدٍ بِاللَّعْنِ، وَكُلَّ مُسْتَنٍّ بِماسَنَّ الى يَوْمِ الْقِيمَةِ، اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيّينَ، وَعَلى عَلِىٍّ سَيِّدِ الْوَصِيّينَ، وَآلِهِ الطَّاهِرينَ، وَاجْعَلْنا بِهِمْ مُتَمَسِّكينَ، وَ بِوِلايَتِهِمْ مِنَ الْفآئِزينَ الْآمِنينَ، الَّذينَ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ.

تنبيه: المؤمنون الذين لا يُوفّقون لزيارة أميرالمؤمنين عليه السلام في يوم الغدير من قرب، الأولى لهم أن يزوروه من أوطانهم ومناطقهم، ويعتبروها غنيمة عظمية.

-*-*-*-

الزيارة الثالثة:

زيارة رواها السيّد ابن طاووس في الإقبال عن الإمام الصادق عليه السلام في يوم الغدير لمن كان في بعد عنه لا يملك وقتاً كافياً للزيارة السابقة، فلهم أن يقرأوا هذه الزيارة.

فقال: إذا كنت يوم الغدير في مشهد مولانا أميرالمؤمنين عليه السلام فادنُ من قبره بعد الصلاة والدعاء وإن كنت في بُعد منه فأومِ إليه بعد الصلاة:

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى وَلِيِّكَ وَاخى نَبِيِّكَ، وَوَزيرِهِ وَحَبيبِهِ وَخَليلِهِ، وَمَوْضِعِ سِرِّهِ وَخِيَرَتِهِ مِنْ اسْرَتِهِ، وَوَصِيِّهِ وَصَفْوَتِهِ، وَخالِصَتِهِ وَامينِهِ وَوَلِيِّهِ، وَاشْرَفِ عِتْرَتِهِ الَّذينَ آمَنُوا بِهِ، وَابى ذُرِّيَّتِهِ، وَبابِ حِكْمَتِهِ، وَالنَّاطِقِ بِحُجَّتِهِ، وَالدَّاعى الى شَريعَتِهِ، وَالْماضى عَلى سُنَّتِهِ، وَ خَليفَتِهِ عَلى امَّتِهِ، سَيِّدِ الْمُسْلِمينَ وَاميرِالْمُؤْمِنينَ، وَقآئِدِ الْغُرِّ الْمُحَجَّلينَ، افْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلى احَدٍ مِنْ خَلْقِكَ، وَاصْفِيآئِكَ وَاوْصِيآءِ انْبِيآئِكَ، اللهُمَّ انّى اشْهَدُ انَّهُ قَدْ بَلَّغَ عَنْ نَبِيِّكَ صَلَّى اللَّهُ

ص: 198

عَلَيْهِ وَآلِهِ ما حُمِّلَ، وَرَعى مَا اسْتُحْفِظَ، وَحَفِظَ مَا اسْتُودِعَ، وَحَلَّلَ حَلالَكَ، وَحَرَّمَ حَرامَكَ، وَاقامَ احْكامَكَ، وَدَعا الى سَبيلِكَ، وَ والى اوْلِيآئَكَ، وَعادى اعْدآئَكَ، وَجاهَدَ النَّاكِثينَ عَنْ سَبيلِكَ، وَالْقاسِطينَ وَالْمارِقينَ عَنْ امْرِكَ، صابِراً مُحْتَسِباً، مُقْبِلًا غَيْرَ مُدْبِرٍ، لا تَاْخُذُهُ فِى اللَّهِ لَوْمَةُ لائِمٍ، حَتّى بَلَغَ فى ذلِكَ الرِّضا، وَسَلَّمَ الَيْكَ الْقَضآءَ، وَعَبَدَكَ مُخْلِصاً، وَنَصَحَ لَكَ مُجْتَهِداً، حَتّى اتيهُ الْيَقينُ، فَقَبَضْتَهُ الَيْكَ شَهيداً سَعيداً، وَلِيّاً تَقِيّاً، رَضِيّاً زَكِيّاً، هادِياً مَهْدِيّاً، اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَيْهِ، افْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلى احَدٍ مِنْ انْبِيآئِكَ وَاصْفِيآئِكَ، يا رَبَّ الْعالَمينَ (1).

2. زيارة يوم مولد النبيّ صلى الله عليه و آله

روى المرحوم العلّامة المجلسي عن الشيخ المفيد والشهيد الأوّل والسيّد ابن طاووس أنّ الإمام الصادق عليه السلام زار أميرالمؤمنين عليه السلام بهذه الزيارة وعلّمها محمّد مسلم الثقفيّ فقال:

إذا أتَيْتَ مَشْهَدَ أميرِالمُؤمنين عليه السلام فاغْتَسِلْ للزِيارَةِ والْبَسْ أنْظَفَ ثِيابِكَ وشمَّ شَيْئاً مِنَ الطِّيبِ وسِرْ وعَلَيك السَّكِينةُ والوِقارُ، فإذا وَصَلْتَ بَابَ السَّلامِ فاستَقْبِلِ القِبْلَةَ وَكَبِّرْ ثَلاثينَ مرَّة وقل

: السَّلامُ عَلى رَسُولِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلى خِيَرَةِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَى الْبَشيرِ النَّذيرِ، السِّراجِ الْمُنيرِ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلَى الطُّهْرِ الطَّاهِرِ، السَّلامُ عَلَى الْعَلَمِ الزَّاهِرِ، السَّلامُ عَلَى الْمَنْصُورِ الْمُؤَيَّدِ، السَّلامُ عَلى ابِى الْقاسِمِ مُحَمَّدٍ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلى انْبِيآءِ اللَّهِ الْمُرْسَلينَ، وَعِبادِاللَّهِ الصَّالِحينَ، السَّلامُ عَلى مَلائِكَةِ اللَّهِ الْحآفّينَ بِهذَا الْحَرَمِ وَبِهذَا الضَّريحِ، الّلائِذينَ بِهِ*

ثمّ ادنُ من القَبْرِ وقُلْ:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَصِىَّ الْأَوْصِيآءِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا عِمادَ الْأَتْقِيآءِ، السَّلامُ عَلَيْكَ


1- إقبال الأعمال: ص 493.

ص: 199

يا وَلِىَّ الْأَوْلِيآءِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا سَيِّدَ الشُّهَدآءِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا آيَةَ اللَّهِ الْعُظْمى السَّلامُ عَلَيْكَ يا خامِسَ اهْلِ الْعَبآءِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا قآئِدَ الْغُرِّ الْمُحَجَّلينَ الْأَتْقِيآءِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا عِصْمَةَ الْأَوْلِيآءِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا زَيْنَ الْمُوَحِّدينَ النُّجَبآءِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا خالِصَ الْأَخِلَّاءِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا والِدَ الْأَئِمَّةِ الْأُمَنآءِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا صاحِبَ الْحَوْضِ وَحامِلَ اللِّوآءِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا قَسيمَ الْجَنَّةِ وَلَظى السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ شُرِّفَتْ بِهِ مَكَّةُ وَمِنى السَّلامُ عَلَيْكَ يا بَحْرَ الْعُلُومِ وَكَنَفَ الْفُقَرآءِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ وُلِدَ فِى الْكَعْبَةِ، وَزُوِّجَ فِى السَّمآءِ بِسَيِّدَةِ النِّسآءِ، وَكانَ شُهُودُهَا الْمَلائِكَةُ الْأَصْفِيآءُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مِصْباحَ الضِّيآءِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ خَصَّهُ النَّبِىُّ بِجَزيلِ الْحِبآءِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ باتَ عَلى فِراشِ خاتَمِ الْأَنْبِيآءِ، وَوَقاهُ بِنَفْسِهِ شَرَّ الْأَعْداءِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ رُدَّتْ لَهُ الشَّمْسُ فَسامى شَمْعُونَ الصَّفا، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ انْجَى اللَّهُ سَفينَةَ نُوحٍ بِاسْمِهِ وَاسْمِ اخيهِ، حَيْثُ الْتَطَمَ الْمآءُ حَوْلَها وَطَمى السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ تابَ اللَّهُ بِهِ وَبِاخيهِ عَلى آدَمَ اذْ غَوى السَّلامُ عَلَيْكَ يا فُلْكَ النَّجاةِ الَّذى مَنْ رَكِبَهُ نَجى وَمَنْ تَاخَّرَ عَنْهُ هَوى السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ خاطَبَ الثُّعْبانَ وَذِئْبَ الْفَلا، السَّلامُ عَلَيْكَ يا اميرَالْمُؤْمِنينَ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللَّهِ عَلى مَنْ كَفَرَ وَانابَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا امامَ ذَوِى الْأَلْبابِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَعْدِنَ الْحِكْمَةِ وَفَصْلَ الْخِطابِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ميزانَ يَوْمِ الْحِسابِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا فاصِلَ الْحُكْمِ النَّاطِقَ بِالصَّوابِ، السَّلامُ عَلَيْكَ ايُّهَا الْمُتَصَدِّقُ بِالْخاتَمِ فِى الْمِحْرابِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ كَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنينَ الْقِتالَ بِهِ يَوْمَ الْأَحْزابِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ اخْلَصَ للَّهِ الْوَحْدانِيَّةَ وَانابَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا قاتِلَ خَيْبَرَ وَقالِعَ الْبابِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ دَعاهُ خَيْرُ الْأَنامِ لِلْمَبيتِ

ص: 200

عَلى فِراشِهِ، فَاسْلَمَ نَفْسَهُ لِلْمَنِيَّةِ وَاجابَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ لَهُ طُوبى وَحُسْنُ مَأبٍ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِىَّ عِصْمَةِ الدّينِ وَيا سَيِّدَ السَّاداتِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا صاحِبَ الْمُعْجِزاتِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ نَزَلَتْ فى فَضْلِهِ سُورَةُ الْعادِياتِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ كُتِبَ اسْمُهُ فِى السَّمآءِ عَلَى السُّرادِقاتِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مُظْهِرَ الْعَجآئِبِ وَالْا ياتِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا اميرَ الْغَزَواتِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مُخْبِراً بِما غَبَرَ وَ بِما هُوَ اتٍ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مُخاطِبَ ذِئْبِ الْفَلَواتِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا خاتِمَ الْحَصى وَمُبَيِّنَ الْمُشْكِلاتِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ عَجِبَتْ مِنْ حَمَلاتِهِ فِى الْوَغا مَلائِكَةُ السَّمواتِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ ناجَى الرَّسُولَ فَقَدَّمَ بَيْنَ يَدَىْ نَجْويهُ الصَّدَقاتِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا والِدَ الْأَئِمَّةِ الْبَرَرَةِ السَّاداتِ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا تالِىَ الْمَبْعُوثِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ عِلْمِ خَيْرِ مَوْرُوثٍ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا امامَ الْمُتَّقينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا غِياثَ الْمَكْرُوبينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا عِصْمَةَ الْمُؤْمِنينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مُظْهِرَ الْبَراهينِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا طه وَيس السَّلامُ عَلَيْكَ يا حَبْلَ اللَّهِ الْمَتينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ تَصَدَّقَ فى صَلاتِهِ بِخاتَمِهِ عَلَى الْمِسْكينِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا قالِعَ الصَّخْرَةِ عَنْ فَمِ الْقَليبِ، وَمُظْهِرَ الْمآءِ الْمَعينِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا عَيْنَ اللَّهِ النَّاظِرَةِ، وَيَدَهُ الْباسِطَةَ، وَلِسانَهُ الْمُعَبِّرَعَنْهُ فى بَرِيَّتِهِ اجْمَعينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ عِلْمِ النَّبِيّينَ، وَ مُسْتَوْدَعَ عِلْمِ الْأَوَّلينَ وَالْأخِرينَ، وَصاحِبَ لِوآءِ الْحَمْدِ، وَساقِىَ اوْلِيآئِهِ مِنْ حَوْضِ خاتَمِ النَّبِيّينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا يَعْسُوبَ الدّينِ، وَقائِدَ الْغُرِّ الْمُحَجَّلينَ، وَوالِدَ الْأَئِمَّةِ الْمَرْضِيّينَ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلَى اسْمِ اللَّهِ الرَّضِىِّ، وَوَجْهِهِ الْمُضيئِ، وَجَنْبِهِ الْقَوِىِّ، وَصِراطِهِ السَّوِىِّ، السَّلامُ عَلَى الْإِمامِ التَّقِىِّ، الْمُخْلِصِ الصَّفِىِّ، السَّلامُ عَلَى الْكَوْكَبِ الدُّرِّىِّ،

ص: 201

السَّلامُ عَلَى الْإِمامِ ابِى الْحَسَنِ عَلِىٍّ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلى ائِمَّةِ الْهُدى وَمَصابيحِ الدُّجى وَاعْلامِ التُّقى وَمَنارِ الْهُدى وَذَوِى النُّهى وَكَهْفِ الْوَرى وَالْعُرْوَةِ الْوُثْقى وَالْحُجَّةِ عَلى اهْلِ الدُّنْيا، وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلى نُورِ الْأَنْوارِ، وَحُجَّةِ الْجَبَّارِ، وَوالِدِ الْأَئِمَّةِ الْأَطْهارِ، وَقَسيمِ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، الْمُخْبِرِ عَنِ الْأثارِ، الْمُدَمِّرِ عَلَى الْكُفَّارِ، مُسْتَنْقِذِ الشّيعَةِ الْمُخْلِصينَ مِنْ عَظيمِ الْأَوْزارِ، السَّلامُ عَلَى الْمَخْصُوصِ بِالطَّاهِرَةِ التَّقِيَّةِ، ابْنَةِ الْمُخْتارِ، الْمَوْلُودِ فِى الْبَيْتِ ذِى الْأَسْتارِ، الْمُزَوَّجِ فِى السَّمآءِ بِالْبَرَّةِ الطَّاهِرَةِ الرَّضِيَّةِ الْمَرْضِيَّةِ، والِدَةِ الْأَئِمَّةِ الْأَطْهارِ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلَى النَّبَأِ الْعَظيمِ، الَّذى هُمْ فيهِ مُخْتَلِفُونَ، وَعَلَيْهِ يُعْرَضُونَ، وَعَنْهُ يُسْئَلُونَ، السَّلامُ عَلى نُورِاللَّهِ الْأَنْوَرِ، وَضِيآئِهِ الْأَزْهَرِ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِىَّ اللَّهِ وَحُجَّتَهُ، وَخالِصَةَ اللَّهِ وَخآصَّتَهُ، اشْهَدُ انَّكَ يا وَلِىَ اللَّهِ وَحُجَّتَهُ، لَقَدْ جاهَدْتَ فى سَبيلِ اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ، وَاتَّبَعْتَ مِنْهاجَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَحَلَّلْتَ حَلالَ اللَّهِ، وَحَرَّمْتَ حَرامَ اللَّهِ، وَشَرَعْتَ احْكامَهُ، وَاقَمْتَ الصَّلاةَ وَآتَيْتَ الزَّكاةَ، وَامَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَجاهَدْتَ فى سَبيلِ اللَّهِ صابِراً ناصِحاً مُجْتَهِداً، مُحْتَسِباً عِنْدَ اللَّهِ عَظيمَ الْأَجْرِ، حَتّى اتيكَ الْيَقينُ، فَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ دَفَعَكَ عَنْ حَقِّكَ، وَازالَكَ عَنْ مَقامِكَ، وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ بَلَغَهُ ذلِكَ فَرَضِىَ بِهِ، اشْهِدُ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ وَانْبِيآئَهُ وَرُسُلَهُ، انّى وَلِىٌّ لِمَنْ والاكَ، وَ عَدُوٌّ لِمَنْ عاداكَ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ* ثمّ انكبَّ عَلَى الْقَبْرِ وقَبِّلْهُ وقل: اشْهَدُ انَّكَ تَسْمَعُ كَلامى وَتَشْهَدُ مَقامى وَاشْهَدُ لَكَ يا وَلِىَّ اللَّهِ بِالْبَلاغِ وَالْأَدآءِ، يا مَوْلاىَ يا حُجَّةَ اللَّهِ، يا امينَ اللَّهِ، يا وَلِىَّ اللَّهِ، انَّ بَيْنى وَبَيْنَ اللَّهِ عَزَّوَجَلَّ ذُنُوباً قَدْ اثْقَلَتْ ظَهْرى وَمَنَعَتْنى مِنَ الرُّقادِ، وَذِكْرُها يُقَلْقِلُ احْشآئى وَقَدْ هَرَبْتُ الَى اللَّهِ عَزَّوَجَلَّ وَالَيْكَ، فَبِحَقِّ مَنِ ائْتَمَنَكَ عَلى سِرِّهِ،

ص: 202

وَاسْتَرْعاكَ امْرَ خَلْقِهِ، وَقَرَنَ طاعَتَكَ بِطاعَتِهِ، وَ مُوالاتَكَ بِمُوالاتِهِ، كُنْ لى الَى اللَّهِ شَفيعاً، وَمِنَ النَّارِ مُجيراً، وَعَلَى الدَّهْرِ ظَهيراً* ثم انكب على القبر وقبّله وقل:

يا وَلِىَّ اللَّهِ، يا حُجَّةَ اللَّهِ، يا بابَ حِطَّةِ اللَّهِ، وَلِيُّكَ وَزائِرُكَ، وَاللّائِذُ بِقَبْرِكَ، وَالنَّازِلُ بِفِنآئِكَ، وَالْمُنيخُ رَحْلَهُ فى جِوارِكَ، يَسْئَلُكَ انْ تَشْفَعَ لَهُ الَى اللَّهِ فى قَضآءِ حاجَتِهِ، وَنُجْحِ طَلِبَتِهِ فِى الدُّنْيا وَالْأخِرَةِ، فَانَّ لَكَ عِنْدَ اللَّهِ الْجاهَ الْعَظيمَ، وَالشَّفاعَةَ الْمَقْبُولَةَ، فَاجْعَلْنى يا مَوْلاىَ مِنْ هَمِّكَ، وَادْخِلْنى فى حِزْبِكَ، وَالسَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى ضَجيعَيْكَ آدَمَ وَنُوحٍ، وَالسَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى وَلَدَيْكَ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ، وَعَلَى الْأَئِمَّةِ الطَّاهِرينَ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ.

ثُمَّ صَلِّ سِتَّ رَكَعاتٍ، لأميرِالمؤمِنينَ عليه السلام رَكْعَتَيْنِ للزيارة، ولآدَمَ عليه السلام رَكْعَتَيْنِ وكذلِكَ لِنوحٍ عليه السلام وادْعُ اللَّهَ كَثِيراً يُجابُ إن شاء اللَّه تعالى»(1).

تنبيه:

1. قال المرحوم العلّامة المجلسي: إنّ هذه الزيارة من الزيارات المطلقة(2) وعليه يمكن زيارته بها في جميع الأوقات.

2. قال المرحوم الحاج الشيخ عباس القمي رحمه الله عن مؤلف المزار الكبير: إنّه يزار بهذه الزيارة عند طلوع الشمس. وقال المجلسي: إنّها من أحسن الزيارات وهي مرويّة بالأسناد المعتبرة في الكتب المعتبرة(3).

3. لو سأل سائل فقال: قد رويت زيارة مخصوصة في يوم المولد فكيف ذلك، ولم يرد خبر بزيارته صلى الله عليه و آله (سوى بعض العبارات في بداية هذه الزيارة الطويلة)؟ (كما يرد هذا السؤال بشأن يوم المبعث).

وهناك عدّة أجوبة لهذا السؤال:

أ) قال النبي الأكرم صلى الله عليه و آله: «

أَنَا مَدينَةُ الْعِلْمِ وَ عَليٌّ بابُها

» والذي يستفاد منه إتيان النبيّ صلى الله عليه و آله عن


1- بحار الأنوار: ج 97، ص 373، ح 9.
2- المصدر السابق: ص 377.
3- مفاتيح الجنان: ص 749، المزار الكبير: ص 205؛ زادالمعاد: ص 265.

ص: 203

طريق عليّ عليه السلام.

ب) كمال الاتّحاد بين هذين النورين بحيث أصبحا روحاً ونفساً واحدة؛ والشاهد على ذلك كلمة «أنفسنا» في آية المباهلة، ويلزم من ذلك أنّ زيارة أحدهما زيارة الآخر.

ج) روي في كامل الزيارات عن الإمام الصادق عليه السلام رواية ظاهرها أنّ زيارة النجف بمنزلة زيارة النبيّ صلى الله عليه و آله (1).

كما روى العلّامة المجلسي عن كتاب المزار الكبير عن إسحاق بن عمّار قال: سمعت أبا عبداللَّه الصادق عليه السلام يقول: «

أتى أعْرابِيٌّ إلى رَسولِ اللَّه صلى الله عليه و آله فقال: يارسولَ اللَّه صلى الله عليه و آله: إنّ مَنْزِلي نَاءٍ عن مَنْزِلِك وإنّي أشْتاقُكَ وأشتاقُ إلى زِيارَتِك وأقدِمُ فَلا أجِدُكَ وأجِدُ عليَّ بنَ أبي طالب عليه السلام فَيُؤنِسُني بِحَديثِه ومَواعِظِه وأنا أرجِعُ وأنا مُتَأسِّفٌ على رُؤيَتِك فقال صلى الله عليه و آله: مَنْ زارَ عَلِيّاً فقد زارَني ومَن أحَبَّهُ فَقد أحَبَّني ومَن أبْغَضَهُ فَقد أبْغَضَنِي أبْلِغْ قَوْمَكَ هذا عَنّي ومَن أتاهُ زائِراً فَقَدْ أتانِي وأنا المُجازِي لَهُ يَوْمَ القِيامَةِ وجَبْرَئِيلُ وَصَالِحُ المؤمنين»(2).

د) بغضّ النظر عن ذلك، كان غالب الشيعة في العراق قلّما يصلون قبر النبي صلى الله عليه و آله ومن هنا وردت الوصية بزيارة وصيّه بالحقّ في هذا اليوم.

3. زيارته عليه السلام ليلة المبعث ويومه (27 رجب)

زيارة أوردها العلّامة المجلسي عن الشيخ المفيد والسيّد ابن طاووس والشهيد الأوّل رحمهم الله: إذا أردت زيارة أميرالمؤمنين عليه السلام في ليلة المبعث أو يومه فقف على باب القبة الشريفة مقابل قبره عليه السلام وقل:

اشْهَدُ انْ لا الهَ الَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وَاشْهَدُ انَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَانَّ عَلِىَّ بْنَ ابى طالِبٍ اميرَ الْمُؤْمِنينَ عَبْدُاللَّهِ، وَاخُو رَسُولِهِ، وَانَّ الْأَئِمَّةَ الطَّاهِرينَ مِنْ وُلْدِهِ حُجَجُ اللَّهِ عَلى خَلْقِهِ* ثمّ ادخل وقف عند القبر مستقبلًا القبر والقبلة بين كتفيك وكبّر اللَّه مائة مرّة وقل: السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ آدَمَ خَليفَةِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ


1- كامل الزيارات: الباب 10، ح 2.
2- بحار الأنوار: ج 97، ص 262، ح 17 نقلًا عن المزار الكبير: ص 38، ح 13.

ص: 204

نُوحٍ صَفْوَةِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ ابْراهيمَ خَليلِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُوسى كَليمِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ عيسى رُوحِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُحَمَّدٍ سَيِّدِ رُسُلِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا اميرَ الْمُؤْمِنينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا امامَ المُتَّقينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا سَيِّدَ الْوَصِيّينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَصِىَ رَسُولِ رَبِّ الْعالَمينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ عِلْمِ الْأَوَّلينَ وَالْأخِرينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ ايُّهَا النَّبَأُ الْعَظيمُ، السَّلامُ عَلَيْكَ ايُّهَا الصِّراطُ الْمُسْتَقيمُ، السَّلامُ عَلَيْكَ ايُّهَا الْمُهَذَّبُ الْكَريمُ، السَّلامُ عَلَيْكَ ايُّهَا الْوَصِىُّ التَّقِىُّ، السَّلامُ عَلَيْكَ ايُّهَا الرَّضِىُّ الزَّكِىُّ، السَّلامُ عَلَيْكَ ايُّهَا الْبَدْرُ الْمُضى ءُ، السَّلامُ عَلَيْكَ ايُّهَا الصِّديقُ الْأَكْبَرُ، السَّلامُ عَلَيْكَ ايُّهَا الْفارُوقُ الْأَعْظَمُ، [السَّلامُ عَلَيْكَ ايُّهَا السِّراجُ الْمُنيرُ](1)، السَّلامُ عَلَيْكَ يا امامَ الْهُدى السَّلامُ عَلَيْكَ يا عَلَمَ التُّقى السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللَّهِ الْكُبْرى السَّلامُ عَلَيْكَ يا خاصَّةَ اللَّهِ وَخالِصَتَهُ، وَامينَ اللَّهِ وَ صَفْوَتَهُ، وَ بابَ اللَّهِ وَحُجَّتَهُ، وَمَعْدِنَ حُكْمِ اللَّهِ وَسِرِّهِ، وَعَيْبَةَ عِلْمِ اللَّهِ وَخازِنَهُ، وَسَفيرَ اللَّهِ فى خَلْقِهِ، اشْهَدُ انَّكَ قَدْ اقَمْتَ الصَّلاةَ، وَآتَيْتَ الزَّكاةَ، وَامَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَاتَّبَعْتَ الرَّسُولَ، وَتَلَوْتَ الْكِتابَ حَقَّ تِلاوَتِهِ، وَبَلَّغْتَ عَنِ اللَّهِ، وَوَفَيْتَ بِعَهْدِ اللَّهِ، وَتَمَّتْ بِكَ كَلِماتُ اللَّهِ، وَجاهَدْتَ فِى اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ، وَنَصَحْتَ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَجُدْتَ بِنَفْسِكَ صابِراً مُحْتَسِباً، مُجاهِداً عَنْ دينِ اللَّهِ، مُوَقِّياً لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وِ آلِهِ، طالِباً ما عِنْدَاللَّهِ، راغِباً فيما وَعَدَ اللَّهُ، وَمَضَيْتَ لِلَّذى كُنْتَ عَلَيْهِ شَهيداً وَشاهِداً وَمَشْهُوداً، فَجَزاكَ اللَّهُ عَنْ رَسُولِهِ وَعَنِ الْإِسْلامِ وَاهْلِهِ مِنْ صِدّيقٍ افْضَلَ الْجَزآءِ، اشْهَدُ انَّكَ كُنْتَ اوَّلَ الْقَوْمِ اسْلاماً، وَاخْلَصَهُمْ ايماناً، وَاشَدَّهُمْ يَقيناً، وَاخْوَفَهُمْ للَّهِ، وَاعْظَمَهُمْ عَنآءً، وَاحْوَطَهُمْ عَلى


1- جاء هذا المقطع في بحار الأنوار، ج 97 ص 378.

ص: 205

رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَافْضَلَهُمْ مَناقِبَ، وَاكْثَرَهُمْ سَوابِقَ، وَارْفَعَهُمْ دَرَجَةً، وَاشْرَفَهُمْ مَنِزْلَةً، وَاكْرَمَهُمْ عَلَيْهِ، فَقَويتَ حينَ وَهَنُوا، وَلَزِمْتَ مِنْهاجَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، وَاشْهَدُ انَّكَ كُنْتَ خَليفَتَهُ حَقّاً، لَمْ تُنازَعْ بِرَغْمِ الْمُنافِقينَ، وَغَيْظِ الْكافِرينَ، وَضِغْنِ الْفاسِقينَ، وَقُمْتَ بِالْأَمْرِ حينَ فَشِلُوا، وَنَطَقْتَ حينَ تَتَعْتَعُوا، وَمَضَيْتَ بِنُورِ اللَّهِ اذْ وَقَفُوا، فَمَنِ اتَّبَعَكَ فَقَدِ اهْتَدى كُنْتَ اوَّلَهُمْ كَلاماً، وَاشَدَّهُمْ خِصاماً، وَاصْوَبَهُمْ مَنْطِقاً، وَاسَدَّهُمْ رَاْياً، وَاشْجَعَهُمْ قَلْباً، وَاكْثَرَهُمْ يَقيناً، وَاحْسَنَهُمْ عَمَلًا، وَ اعْرَفَهُمْ بِالْأُمُورِ، كُنْتَ لِلْمُؤْمِنينَ اباً رَحيماً، اذْ صارُوا عَلَيْكَ عِيالًا، فَحَمَلْتَ اثْقالَ ما عَنْهُ ضَعُفُوا، وَحَفِظْتَ ما اضاعُوا، وَرَعَيْتَ ما اهْمَلُوا، وَشَمَّرْتَ اذْ جَبَنُوا، وَعَلَوْتَ اذْ هَلِعُوا، وَصَبَرْتَ اذْ جَزِعُوا، كُنْتَ عَلَى الْكافِرينَ عَذاباً صَبّاً، وَغِلْظَةً وَغَيْظاً، وَلِلْمُؤْمِنينَ غَيْثاً وَخِصْباً وَعِلْماً، لَمْ تُفْلَلْ حُجَّتُكَ، وَلَمْ يَزِغْ قَلْبُكَ، وَلَمْ تَضْعُفْ بَصيرَتُكَ، وَلَمْ تَجْبُنْ نَفْسُكَ، كُنْتَ كَالْجَبَلِ لاتُحَرِّكُهُ الْعَواصِفُ، وَلا تُزيلُهُ الْقَواصِفُ، كُنْتَ كَما قالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ قَوِيّاً فى بَدَنِكَ، مُتَواضِعاً فى نَفْسِكَ، عَظيماً عِنْدَاللَّهِ، كَبيراً فِى الْأَرْضِ، جَليلًا فِى السَّمآءِ، لَمْ يَكُنْ لِأَحَدٍ فيكَ مَهْمَزٌ، وَلا لِقآئِلٍ فيكَ مَغْمَزٌ، وَلا لِخَلْقٍ فيكَ مَطْمَعٌ، وَلا لِأَحَدٍ عِنْدَكَ هَوادَةٌ، يُوجَدُ الضَّعيفُ الذَّليلُ عِنْدَكَ قَوِيّاً عَزيزاً، حَتّى تَاْخُذَ لَهُ بِحَقِّهِ، وَالْقَوِىُّ الْعَزيزُ عِنْدَكَ ضَعيفاً ذَليلًا حَتّى تَاْخُذَ مِنْهُ الْحَقَّ، الْقَريبُ وَالْبَعيدُ عِنْدَكَ فى ذلِكَ سَوآءٌ، شَاْنُكَ الْحَقُّ وَالصِّدْقُ وَالرِّفْقُ، وَقَوْلُكَ حُكْمٌ وَحَتْمٌ، وَامْرُكَ حِلْمٌ وَعَزْمٌ، وَرَاْيُكَ عِلْمٌ وَجَزْمٌ، اعْتَدَلَ بِكَ الدّينُ، وَسَهُلَ بِكَ الْعَسيرُ، وَاطْفِئَتْ بِكَ النّيرانُ، وَقَوِىَ بِكَ الْإيمانُ، وَثَبَتَ بِكَ الْإِسْلامُ، وَهَدَّتْ مُصيبَتُكَ الْأَنامَ، فَانَّا للَّهِ وَانَّا الَيْهِ راجِعُونَ، لَعَنَ اللَّهُ مَنْ قَتَلَكَ، وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ خالَفَكَ، وَلَعَنَ اللَّهُ مَنِ افْتَرى عَلَيْكَ، وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ ظَلَمَكَ وَغَصَبَكَ حَقَّكَ، وَلَعَنَ

ص: 206

اللَّهُ مَنْ بَلَغَهُ ذلِكَ فَرَضِىَ بِهِ، انَّا الَى اللَّهِ مِنْهُمْ بُرَآءُ، لَعَنَ اللَّهُ امَّةً خالَفَتْكَ، وَجَحَدَتْ وِلايَتَكَ، وَتَظاهَرَتْ عَلَيْكَ وَقَتَلَتْكَ، وَحادَتْ عَنْكَ وَخَذَلَتْكَ، الْحَمْدُ للَّهِ الَّذى جَعَلَ النَّارَ مَثْويهُمْ، وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ، اشْهَدُ لَكَ يا وَلِىَّ اللَّهِ وَ وَلِىَّ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ بِالْبَلاغِ وَالْأَدآءِ، وَاشْهَدُ انَّكَ جَنْبُ اللَّهِ وَبابُهُ، وَانَّكَ حَبيبُ اللَّهِ وَوَجْهُهُ الَّذى مِنْهُ يُؤْتى وَانَّكَ سَبيلُ اللَّهِ، وَانَّكَ عَبْدُ اللَّهِ وَاخُو رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، اتَيْتُكَ زائِراً لِعَظيمِ جَلالَتِكَ وَمَنْزِلَتِكَ عِنْدَاللَّهِ و عِنْدَ رَسُولِهِ، مُتَقَرِّباً الَى اللَّهِ بِزِيارَتِكَ، راغِباً الَيْكَ فِى الشَّفاعَةِ، ابْتَغى بِشَفاعَتِكَ خَلاصَ نَفْسى مُتَعَوِّذاً بِكَ مِنَ النَّارِ، هارِباً مِنْ ذُنُوبِىَ الَّتِى احْتَطَبْتُها عَلى ظَهْرى فَزِعاً الَيْكَ رَجآءَ رَحْمَةِ رَبّى اتَيْتُكَ اسْتَشْفِعُ بِكَ يا مَوْلاىَ الَى اللَّهِ، وَاتَقَرَّبُ بِكَ الَيْهِ لِيَقْضِىَ بِكَ حَوآئِجى فَاشْفَعْ لى يا اميرَ الْمُؤْمِنينَ الىَ اللَّهِ، فَانّى عَبْدُ اللَّهِ وَمَوْلاكَ وَزآئِرُكَ، وَلَكَ عِنْدَ اللَّهِ الْمَقامُ الْمَعْلُومُ، وَالْجاهُ الْعَظيمُ، وَالشَّاْنُ الْكَبيرُ، وَالشَّفاعَةُ الْمَقْبُولَةُ، اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَصَلِّ عَلى عَبْدِكَ وَامينِكَ الْأَوْفى وَعُرْوَتِكَ الْوُثْقى وَيَدِكَ الْعُلْيا، وَكَلِمَتِكَ الْحُسْنى وَحُجَّتِكَ عَلَى الْوَرى وَصِدِّيقِكَ الْأَكْبَرِ سَيِّدِ الْأَوْصِيآءِ، وَرُكْنِ الْأَوْلِيآءِ، وَعِمادِ الْأَصْفِيآءِ، اميرِ الْمُؤْمِنينَ، وَيَعْسُوبِ الْمُتَّقينَ، وَقُدْوَةِ الصِّدّيقينَ، وَامامِ الصَّالِحينَ، الْمَعْصُومِ مِنَ الزَّلَلِ، وَالْمَفْطُومِ مِنَ الْخَلَلِ، وَالْمُهَذَّبِ مِنَ الْعَيْبِ، وَالْمُطَهَّرِ مِنَ الرَّيْبِ، اخى نَبِيِّكَ وَوَصِىِّ رَسُولِكَ، وَالْبآئِتِ عَلى فِراشِهِ، وَالْمُواسى لَهُ بِنَفْسِهِ، وَ كاشِفِ الْكَرْبِ عَنْ وَجْهِهِ، الَّذى جَعَلْتَهُ سَيْفاً لِنُبُوَّتِهِ، وَمُعْجِزاً لِرِسالَتِهِ، وَدِلالَةً واضِحَةً لِحُجَّتِهِ، وَحامِلًا لِرايَتِهِ، وَ وِقايَةً لِمُهْجَتِهِ، وَهادِياً لِأُمَّتِهِ، وَيَداً لِبَاْسِهِ، وَتاجاً لِرَاْسِهِ، وَباباً لِنَصْرِهِ، وَمِفْتاحاً لِظَفَرِهِ، حَتّى هَزَمَ جُنُودَ الشِّرْكِ بِايْدِكَ، وَابادَ عَساكِرَ الْكُفْرِ بِامْرِكَ، وَبَذَلَ نَفْسَهُ فى مَرْضاةِ رَسُولِكَ، وَجَعَلَها وَقْفاً عَلى

ص: 207

طاعَتِهِ، وَمَجِنّاً دوُنَ نَكْبَتِهِ، حَتّى فاضَتْ نَفْسُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ فى كَفِّهِ، وَاسْتَلَبَ بَرْدَها، وَمَسَحَهُ عَلى وَجْهِهِ، وَاعانَتْهُ مَلائِكَتُكَ على غُسْلِهِ وَتَجْهيزِهِ، وَصَلّى عَلَيْهِ، وَوارى شَخْصَهُ، وَقَضى دَيْنَهُ، وَانْجَزَ وَعْدَهُ، وَلَزِمَ عَهْدَهُ، وَاحْتَذى مِثالَهُ، وَحَفِظَ وَصِيَّتَهُ، وَحينَ وَجَدَ انْصاراً نَهَضَ مُسْتَقِلّاً بِاعْبآءِ الْخِلافَةِ، مُضْطَلِعاً بِاثْقالِ الْإِمامَةِ، فَنَصَبَ رايَةَ الْهُدى فى عِبادِكَ، وَنَشَرَ ثَوْبَ الْأَمْنِ فى بِلادِكَ، وَبَسَطَ الْعَدْلَ فى بَرِيَّتِكَ، وَحَكَمَ بِكِتابِكَ فى خَليقَتِكَ، وَاقامَ الْحُدُودَ، وَقَمَعَ الْجُحُودَ، وَقَوَّمَ الزَّيْغَ، وَسَكَّنَ الْغَمْرَةَ، وَابادَ الْفَتْرَةَ، وَسَدَّ الْفُرْجَةَ، وَقَتَلَ النَّاكِثَةَ وَالْقاسِطَةَ وَالْمارِقَةَ، وَلَمْ يَزَلْ عَلى مِنْهاجِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَ وَتيرَتِهِ وَلُطْفِ شاكِلَتِهِ، وَجَمالِ سيرَتِهِ، مُقْتَدِياً بِسُنَّتِهِ، مُتَعَلِّقاً بِهِمَّتِهِ، مُباشِراً لِطَريقَتِهِ، وَامْثِلَتُهُ نَصْبُ عَيْنَيْهِ، يَحْمِلُ عِبادَكَ عَلَيْها، وَيَدْعُوهُمْ الَيْها الى انْ خُضِبَتْ شَيْبَتُهُ مِنْ دَمِ رَاْسِهِ، اللهُمَّ فَكَما لَمْ يُؤْثِرْ فى طاعَتِكَ شَكّاً عَلى يَقينٍ، وَلَمْ يُشْرِكْ بِكَ طَرْفَةَ عَيْنٍ، صَلِّ عَلَيْهِ صَلاةً زاكِيَةً نامِيَةً، يَلْحَقُ بِها دَرَجَةَ النُّبُوَّةِ فى جَنَّتِكَ، وَبَلِّغْهُ مِنَّا تَحِيَّةً وَسَلاماً، وَآتِنا مِنْ لَدُنْكَ فى مُوالاتِهِ فَضْلًا وَاحْساناً وَمَغْفِرَةً وَرِضْواناً، انَّكَ ذُو الْفَضْلِ الْجَسيمِ، بِرَحْمَتِكَ يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ.

ثمّ قبّل الضريح وصلِّ ركعتي الزيارة وادعُ بما بدا لك بعدها وقل بعد تسبيح الزهراء عليها السلام:

اللَّهُمَّ انَّكَ بَشَّرْتَنى عَلى لِسانِ رَسُولِكَ مُحَمَّدٍ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ، فَقُلْتَ: وَبَشِّرِ الَّذينَ آمَنُوا انَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ. اللَّهُمَّ وَانّى مُؤْمِنٌ بِجَميعِ انْبِيآئِكَ وَرُسُلِكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِمْ، فَلا تَقِفْنى بَعْدَ مَعْرِفَتِهِمْ مَوْقِفاً تَفْضَحُنى فيهِ عَلى رُؤُسِ الْخَلايِقِ (1)، بَلْ قِفْنى مَعَهُمْ، وَتَوَفَّنى عَلَى التَّصْديقِ بِهِمْ، اللَّهُمَّ وَانْتَ خَصَصْتَهُمْ بِكَرامَتِكَ، وَامَرْتَنى بِاتِّباعِهِمْ، اللَّهُمَّ وَانّى عَبْدُكَ وَزآئِرُكَ، مُتَقَرِّباً


1- وردت هذه الكلمة في بحار الأنوار« الْأشهادِ».

ص: 208

الَيْكَ بِزِيارَةِ اخى رَسُولِكَ، وَ عَلى كُلِّ مَاْتِىٍّ وَمَزُورٍ حَقٌّ لِمَنْ اتاهُ وَ زارَهُ، وَانْتَ خَيْرُ مَاْتِىٍّ وَاكْرَمُ مَزُورٍ، فَاسْئَلُكَ يا اللَّهُ يا رَحْمنُ يا رَحيمُ، يا جَوادُ يا ماجِدُ، يا احَدُ يا صَمَدُ، يا مَنْ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً احَدٌ، وَلَمْ يَتَّخِذْ صاحِبَةً وَلا وَلَداً، انْ تُصَلِّىَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَ انْ تَجْعَلَ تُحْفَتَكَ ايَّاىَ مِنْ زِيارَتى اخا رَسُولِكَ فَكاكَ رَقَبَتى مِنَ النَّارِ، وَانْ تَجْعَلَنى مِمَّنْ يُسارِعُ فِى الْخَيْراتِ، وَيَدْعُوكَ رَغَباً وَرَهَباً، وَتَجْعَلَنى مِنَ الْخاشِعينَ، اللَّهُمَّ انَّكَ مَنَنْتَ عَلَىَّ بِزِيارَةِ مَوْلاىَ عَلِىِّ بْنِ ابيطالِبٍ، وَ وِلايَتِهِ وَمَعْرِفَتِهِ، فَاجْعَلْنى مِمَّنْ يَنْصُرُهُ وَيَنْتَصِرُ بِهِ، وَمُنَّ عَلَىَّ بِنَصْرِكَ لِدينِكَ، اللَّهُمَّ وَاجْعَلْنى مِنْ شيعَتِهِ، وَتَوَفَّنى عَلى دينِهِ، اللَّهُمَّ اوْجِبْ لى مِنَ الرَّحْمَةِ وَالرِّضْوانِ، وَالْمَغْفِرَةِ وَالْإِحْسانِ، وَالرِّزْقِ الْواسِعِ الْحَلالِ الطَّيِّبِ ما انْتَ اهْلُهُ، يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ وَالْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ الْعالَمينَ (1).

4. زيارته عليه السلام يوم شهادته (21 رمضان)

روى المرحوم الشيخ عباس القمي بسند معتبر أنّ الخضر عليه السلام أسرع إلى دار أميرالمؤمنين عليه السلام يوم شهادته وهو يبكي ويسترجع فوقف على الباب وقال:

رَحِمَكَ اللَّهُ يا ابَا الْحَسَنِ، كُنْتَ اوَّلَ الْقَوْمِ اسْلاماً، وَاخْلَصَهُمْ ايماناً، وَاشَدَّهُمْ يَقيناً، وَ اخْوَفَهُمْ للَّهِ.

وعدّ كثيراً من فضائله بما يقرب من هذه العبائر الواردة في هذه الزيارة، فمن المناسب أن يزار بهذه الزيارة (من باب التأسي بالخضر عليه السلام)(2).

تنبيه: سيرد في قسم أعمال الأشهر ضمن أعمال ليلة المبعث كلام عن رسالة ابن بطّوطة في السفر بشأن أهميّة المرقد المبارك لأميرالمؤمنين عليه السلام من المناسب الانتباه إليه (ص 441).


1- مزار الشهيد الأوّل: ص 99؛ بحار الأنوار: ج 97، ص 377، ح 10( باختلاف يسير).
2- مفاتيح الجنان: الزيارة المخصوصة لأميرالمؤمنين عليه السلام.

ص: 209

الفصل الثالث: فضل الكوفة و مسجدها الأعظم، و مواضع الزيارة

فضيلة الكوفه

رغم أنّ بعض أهل الكوفة أفراد غدرة وقساة جفاة وجبناء، والشيعة تحتفظ بذكريات أليمة عن الكوفة، لكن لا ينبغي نسيان أنّ أغلب أصحاب الأئمّة عليهم السلام وكبار الشخصيات الأوفياء نهضوا من الكوفة، ومن هنا وردت عدّة روايات في فضل الكوفة، منها:

1. الكوفة أحد البلدان الأربعة التي اختارها اللَّه تعالى (1).

2. طور سينين في سورة البلد والذي أقسم به اللَّه، فُسِّرَ بهذه المنطقة(2).

3. أنّها حرم اللَّه وحرم رسوله صلى الله عليه و آله وحرم أميرالمؤمنين عليه السلام (3).

4. درهم واحد يتصدّق به فيها يعدل مائة درهم يتصدّق بها في غيرها(4).

5. صلاة ركعتين فيها تعدل مائة ركعة في غيرها(5).

6. روضة من رياض الجنّة، فيها قبر نوح وقبر إبراهيم ... وقبر سيّد الأوصياء أميرالمؤمنين عليه السلام (6)

(ويتضحّ من هذا الحديث أنّ الكوفة في هذه الروايات تشمل النجف أيضاً).

فضيلة مسجد الكوفه

- چ چ-


1- بحار الأنوار: ج 97، ص 392، ح 20 نقلًا عن الخصال: ج 1، ص 225، ح 58.
2- المصدر السابق.
3- المصدر الساق: ص 400، ح 51 نقلًا عن كامل الزيارات: الباب 8، ح 8.
4- المصدر السابق: ص 399، ح 42 نقلًا عن كامل الزيارات: الباب 8، ح 2.
5- المصدر السابق.
6- المصدر السابق: ص 405، ح 61؛ وفرحة الغري: ص 69.

ص: 210

كما وردت عدّة روايات في فضيلة مسجد الكوفة والصلاة والعبادة فيه، وإليك بعضاً منها:

1. روى أبو حمزة الثمالي: أنّ علي بن الحسين عليهما السلام أتي مسجد الكوفة عمداً من المدينة فصل فيه ركعتين ثمّ جاء حتّى ركب راحلته وأخذ الطريق (1).

2. ورد عن أميرالمؤمنين عليه السلام أنّه قال: «

وَقَدْ صَلّى فِي هَذا المَسجدِ ألفُ نَبيٍّ وَألفُ وَصِيٍّ»(2).

3. وروي عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: «

أتُصَلِّى الصَّلاةَ كُلّها في مَسجدِ الكُوفَة

» قلت: لا، قال: «

أما لو كُنتُ بحَضْرَتِه (مَسجدِ الكوفة) لَرَجَوْتُ أنْ لاتَفُوتَنِي فِيهِ صَلاةٌ

». قال: «

وَتَدْرِي ما فَضْلُهُ؟

» قلت: لا، قال: «

ما مِنْ عَبدٍ صالِحٍ ولا نَبِيٍّ إلّاوقد صلّى في مَسْجِد الكوفَان حتّى أنَّ رَسولَ اللَّهِ صلى الله عليه و آله لمّا أُسرِيَ به قال له جَبْرَئيلُ: أتَدْرِي أيْنَ أنْتَ السّاعة يا مُحَمّد؟

قال: لا، قال:

أنتَ مُقابِلَ مَسْجِدِ كُوفان

، فقال:

أسْتَأذِنُ رَبَّك حتّى أهبط فأُصَلّي فيه، فاستأذن فأذن له فهبط فصلى فيه رَكْعَتَيْنِ، وإنّ الصلاة المكتوبة فيه تعدِلُ بألف صلاة، وإنّ النافلة فيه تعدل بخمس مائة صلاة، وإنّ مقدّمة لروضة من رياض الجنة، وإنّ ميمنته روضةٌ من رياض الجنة، وإنّ ميسرته روضةٌ من رياض الجنة، وإنّ مؤخّره روضة من رياض الجنة وإنَّ الجُلوسَ فِيهِ بِغَيرِ صلاة ولا ذِكْرٍ لَعِبادَةٌ ...»(3).

قال الإمام الصادق عليه السلام: «

قَالَ أميرُالمؤمنينَ عليه السلام لِذلِكَ الشَّخْصِ الّذي أرادَ أن يُدرِكَ فَضيلَةَ المَسْجِدِ الأقْصى وَأتاهُ لِيُوَدِّعَهُ: بِعْ رَاحِلَتَكَ وَكُلْ زادَكَ وَصَلِّ فِي هذا المَسْجِد، فإنَّ الصَّلاةَ المَكتُوبَةَ فِيهِ حِجَّةٌ مَبرورَةٌ والنافِلَةُ عُمْرَةٌ مَبرورَةٌ ... ما دعا فيه مَكروبٌ بمسألةٍ فِي حاجةٍ مِنَ الحَوائجِ إلّا أجابَهُ اللَّهُ وَفَرّجَ عَنهُ كَرْبَهُ»(4).

5. وفي الخبر المرويّ عن أميرالمؤمنين عليه السلام أنّ مسجد الكوفة بيت آدم عليه السلام ونوح وإدريس ومصلّى إبراهيم الخليل والخضر عليهم السلام، وأحد المساجد الأربعة التي اختارهااللَّه، ويشفع لمن صلّى فيه يوم القيامة فلاتردّ شفاعته؛ ومصلّى الإمام المهديّ عليه السلام وليس من مؤمن في الأرض إلّايحنّ إليه (5).

6. مسجد الكوفة أحد المواطن الأربعة التي يكون المسافر فيها مختاراً بين القصر والإتمام.


1- كامل الزيارات: الباب 8، ح 1.
2- المصدر السابق: الباب 8، ح 5.
3- المصدر السابق: الباب 8، ح 6.
4- المصدر السابق: الباب 8، ح 18.
5- أمالي الصدوق: ص 227، ح 8.

ص: 211

قال الإمام الصادق عليه السلام: «

مِنْ مَخْزُونِ عِلْمِ اللَّهِ الإتمَامُ فِي أربعةِ مَواطِن: حَرَمُ اللَّهِ وَحَرَمُ رَسُولِهِ صلى الله عليه و آله وَحَرَمُ أميرِالمؤمنينَ عليه السلام وَحَرَمُ الحُسين بن علي عليهما السلام»(1).

أعمال مسجد الكوفة

اشارة

أعمال مسجد الكوفة كما ذكر في مصباح الزائر(2) للسيّد ابن طاووس وغيره مع بعض الاختلاف كالآتي:

1. آداب الدخول في المسجد

قل حينما تدخل مدينة الكوفة:

بِسْمِ اللَّهِ وَبِاللَّهِ وَفى سَبيلِ اللَّهِ، وَعَلى مِلَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، اللهُمَّ انْزِلْنى مُنْزَلًا مُبارَكاً، وَانْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلينَ* ثمّ سر إلى مسجد الكوفة وقل: اللَّهُ اكْبَرُ، وَلا الهَ الَّا اللَّهُ، وَالْحَمْدُللَّهِ، وَسُبْحانَ اللَّهِ* حتّى تصل باب المسجد(3) فقف على الباب وقل: السَّلامُ عَلى سَيِّدِنا رَسُولِ اللَّهِ، مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِاللَّهِ وَآلِهِ الطَّاهِرينَ، السَّلامُ عَلى مَوْلانا اميرِ الْمُؤْمِنينَ عَلِىِّ بْنِ ابيطالِبٍ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، وَعَلى مَجالِسِهِ، وَمَشاهِدِهِ وَمَقامِ حِكْمَتِهِ، وَآثارِ آبائِهِ آدَمَ وَنُوحٍ، وَابْرهيمَ وَاسْمعيلَ، وَتِبْيانِ بَيِّناتِهِ، السَّلامُ عَلَى الْإِمامِ الْحَكيمِ الْعَدْلِ الصِّدّيقِ الْأَكْبَرِ، الْفارُوقِ بِالْقِسْطِ الَّذى فَرَّقَ اللَّهُ بِهِ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْباطِلِ، وَالْكُفْرِ وَالْإيمانِ، وَالشِّرْكِ وَالتَّوْحيدِ، لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ، وَيَحْيى مَنْ حَىَّ عَنْ بَيِّنَةٍ، اشْهَدُ انَّكَ اميرُ الْمُؤْمِنينَ، وَخاصَّةُ نَفْسِ الْمُنْتَجَبينَ، وَزَيْنُ الصِّدّيقينَ، وَصابِرُ الْمُمْتَحَنينَ، وَانَّكَ حَكَمُ اللَّهِ فى ارْضِهِ، وَقاضى امْرِهِ، وَبابُ حِكْمَتِهِ، وَعاقِدُ عَهْدِهِ، وَالنَّاطِقُ


1- وسائل الشيعة: ج 8، ص 524، ح 11343؛ جواهرالكلام: ج 14، ص 337.
2- مصباح الزائر: ص 77- 99.
3- مصباح المتهجد: ص 739.

ص: 212

بِوَعْدِهِ، وَالْحَبْلُ الْمَوْصُولُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ عِبادِهِ، وَكَهْفُ النَّجاةِ، وَمِنْهاجُ التُّقى، وَالدَّرَجَةُ الْعُلْيا، وَمُهَيْمِنُ الْقاضِى الْأَعْلى يا اميرَ الْمُؤْمِنينَ بِكَ اتَقَرَّبُ الَى اللَّهِ زُلْفى انْتَ وَليِّى وَسَيِّدى وَوَسيلَتى فِى الدُّنْيا وَالْأخِرَةِ* فادخل المسجد وقل: اللَّهُ اكْبَرُ اللَّهُ اكْبَرُ اللَّهُ اكْبَرُ، هذا مَقامُ الْعائِذِ بِاللَّهِ، وَبِمُحَمَّدٍ حَبيبِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَبِوِلايَةِ اميرِ الْمُؤْمِنينَ، وَالْأَئِمَّةِ الْمَهْدِيّينَ الصَّادِقينَ النَّاطِقينَ الرَّاشِدينَ، الَّذينَ اذْهَبَ اللَّهُ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهَّرَهُمْ تَطْهيراً، رَضيتُ بِهِمْ ائِمَّةً وَهُداةً وَمَوالِىَّ، سَلَّمْتُ لِأَمْرِ اللَّهِ لا اشْرِكُ بِهِ شَيْئاً، وَلا اتَّخِذُ مَعَ اللَّهِ وَلِيّاً، كَذِبَ الْعادِلُونَ بِاللَّهِ وَضَلُّوا ضَلالًا بَعيداً، حَسْبِىَ اللَّهُ وَاوْلِيآءُ اللَّهِ، اشْهَدُ انْ لا الهَ الَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وَاشْهَدُ انَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَانَّ عَلِيّاً وَالْأَئِمَّةَ الْمَهْدِيّينَ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ عَلَيْهِمُ السَّلامُ اوْلِيآئى وَحُجَّةُ اللَّهِ عَلى خَلْقِهِ.

ثمّ سر إلى الاسطوانة الرابعة بحذاء الخامسة وهي اسطوانة إبراهيم عليه السلام فصلّ عندها أربع ركعات، ركعتان

بالحمد

و «

قُلْ هُوَ اللَّهُ احَدٌ

» وركعتان

بالحمد

و «

انَّا انْزَلْناهُ في لَيْلَةِ الْقَدْرِ

». فإذا فرغت منها فسبِّح تسبيح الزهراء عليها السلام وقل سبعاً:

السَّلامُ عَلى عِبادِ اللَّهِ الصَّالِحينَ الرَّاشِدينَ، الَّذينَ اذْهَبَ اللَّهُ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهَّرَهُمْ تَطْهيراً، وَجَعَلَهُمْ انْبِيآءَ مُرْسَلينَ، وَحُجَّةً عَلَى الْخَلْقِ اجْمَعينَ، وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلينَ، وَالْحَمْدُللَّهِ رَبِّ الْعالَمينَ، ذلِكَ تَقْديرُ الْعَزيزِ الْعَليمِ، سَلامٌ عَلى نُوحٍ فِى الْعالَمينَ* ثمّ قل: نَحْنُ عَلى وَصِيَّتِكَ يا وَلِىَّ الْمُؤْمِنينَ، الَّتى اوْصَيْتَ بِها ذُرِّيَّتَكَ مِنَ الْمُرْسَلينَ وَالصِّدّيقينَ، وَنَحْنُ مِنْ شيعَتِكَ وَشيعَةِ نَبِيِّنا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَعَلَيْكَ وَعَلى جَميعِ الْمُرْسَلينَ، وَالْأَنْبِيآءِ وَالصِّدِيقينَ، وَنَحْنُ عَلى مِلَّةِ ابْرهيمَ، وَدينِ مُحَمَّدٍ النَّبِىِّ الْأُمِّىِّ، وَالْأَئِمَّةِ الْمَهْدِيّينَ، وَوِلايَةِ مَوْلانا عَلِىٍّ اميرِالْمُؤْمِنينَ، السَّلامُ عَلَى الْبَشيرِ النَّذيرِ، صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَرَحْمَتُهُ وَرِضْوانُهُ وَبَرَكاتُهُ، وَعَلى وَصِيِّهِ وَخَليفَتِهِ الشَّاهِدِ للَّهِ مِنْ بَعْدِهِ عَلى

ص: 213

خَلْقِهِ، عَلِىٍّ اميرِ الْمُؤْمِنينَ الصِّديقِ الْأَكْبَرِ، وَالْفارُوقِ الْمُبينِ، الَّذى اخَذْتَ بَيْعَتَهُ عَلَى الْعالَمينَ، رَضيتُ بِهِمْ اوْلِيآءَ وَمَوالِىَّ، وَ حُكَّاماً فى نَفْسى وَوُلْدى وَاهْلى وَمالى وَقِسْمى وَحِلّى وَاحْرامى وَاسْلامى وَدينى وَدُنْياىَ وَآخِرَتى وَمَحْياىَ وَمَماتى انْتُمُ الْأَئِمَّةُ فِى الْكِتابِ، وَفَصْلُ الْمَقامِ وَفَصْلُ الْخِطابِ، وَاعْيُنُ الْحَىِّ الَّذى لا يَنامُ، وَانْتُمْ حُكَمآءُ اللَّهِ فى ارْضِهِ، وَبِكُمْ حَكَمَ اللَّهُ، وَبِكُمْ عُرِفَ حَقُّ اللَّهِ، لا الهَ الَّا اللَّهُ، مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ، انْتُمْ نُورُ اللَّهِ مِنْ بَيْنِ ايْدينا وَمِنْ خَلْفِنا، انْتُمْ سُنَّةُ اللَّهِ الَّتى بِها سَبَقَ الْقَضآءُ، يا اميرَ الْمُؤْمِنينَ، انَا لَكُمْ مُسَلِّمٌ تَسْليماً لا اشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئاً، وَلا اتَّخِذُ مِنْ دوُنِهِ وَلِيّاً، الْحَمْدُللَّهِ الَّذى هَدانى بِكُمْ، وَما كُنْتُ لِأَهْتَدِىَ لَوْلا انْ هَدانِىَ اللَّهُ، اللَّهُ اكْبَرُ، اللَّهُ اكْبَرُ، اللَّهُ اكْبَرُ، الْحَمْدُ للَّهِ عَلى ما هَدانا(1).

2. أعمال دكَّة القضاء وبيت الطّست

دكّة القضاء كانت بناءً في جامع الكوفة يجلس عليها أميرالمؤمنين عليه السلام للقضاء والحكم، وكانت هناك اسطوانة قصيرة(2) كتب عليها الآية إِنَّ اللَّهَ يَاْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ (3). وبيت الطست هو المكان الذي برزت فيه معجزة لأميرالمؤمنين عليه السلام في نجاة بنت من تهمة ظاهرة(4). على كلّ حال سر بعد أعمال الاسطوانة الرابعة إلى دكّة القضاء وصلّ ركعتين بالحمد وسورة وقل بعد الصلاة وتسبيح الزهراء عليها السلام:

يا مالِكى وَمُمَلِّكى وَمُتَغَمِّدى بِالنِّعَمِ الْجِسامِ مِنْ غَيْرِ اسْتِحْقاقٍ، وَجْهى خاضِعٌ لِما تَعْلُوهُ الْأَقْدامُ لِجَلالِ وَجْهِكَ الْكَريمِ، لا تَجْعَلْ هذِهِ الشِّدَّةَ وَلا هذِهِ الْمِحْنَةَ مُتَّصِلَةً بِاسْتيصالِ الشَّاْفَةِ، وَامْنَحْنى مِنْ فَضْلِكَ ما لَمْ تَمْنَحْ بِهِ احَداً مِنْ غَيْرِ مَسْئَلَةٍ، انْتَ الْقَديمُ الْأَوَّلُ الَّذى لَمْ تَزَلْ وَلا تَزالُ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ،


1- مصباح الزائر: ص 77؛ بحار الأنوار: ج 97، ص 409- 411( باختلاف يسير).
2- مفاتيح الجنان: أعمال مسجد الكوفة.
3- سورة النحل: الآية 90.
4- بحار الأنوار: ج 40، ص 277، ح 42.

ص: 214

وَاغْفِرْ لى وَارْحَمْنى وَزَكِّ عَمَلى وَبارِكْ لى فى اجَلى وَاجْعَلْنى مِنْ عُتَقآئِكَ وَطُلَقآئِكَ مِنَ النَّارِ، بِرَحْمَتِكَ يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ وتصلّي في بيتِ الطّست ركعتين فإذا سلّمت وسبّحت فقل: اللهُمَّ انّى ذَخَرْتُ تَوْحيدى ايَّاكَ وَمَعْرِفَتى بِكَ، وَاخْلاصى لَكَ وَاقْرارى بِرُبُوبِيَّتِكَ، وَذَخَرْتُ وِلايَةَ مَنْ انْعَمْتَ عَلَىَّ بِمَعْرِفَتِهِمْ مِنْ بَرِيَّتِكَ، مُحَمَّدٍ وَعِتْرَتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمْ، لِيَوْمِ فَزَعى الَيْكَ عاجِلًا وَآجِلًا، وَقَدْ فَزِعْتُ الَيْكَ وَالَيْهِمْ يا مَوْلاىَ فى هذَا الْيَوْمِ، وَفى مَوْقِفى هذا، وَسَئَلْتُكَ سَعادَتى مِنْ نِعْمَتِكَ، وَازاحَةَ ما اخْشاهُ مِنْ نِقْمَتِكَ، وَالْبَرَكَةَ فيما رَزَقْتَنيهِ، وَتَحْصينَ صَدْرى مِنْ كُلِّ هَمٍّ وَ جائِحَةٍ وَمَعْصِيَةٍ، فى دينى وَدُنْياىَ وَآخِرَتى يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ ثمّ سر إلى وسط المسجد وصلّ ركعتين تقرأ في الاولى

الحمد

و «

قُلْ هُوَ اللَّهُ احَدٌ

» وفي الثانية الحمد والجحد «

قُلْ يا ايُّهَا الْكافِرُونَ

» فإذا سلّمت وسبّحت فقل:

اللهُمَّ انْتَ السَّلامُ وَمِنْكَ السَّلامُ، وَالَيْكَ يَعُودُ السَّلامُ، وَدارُكَ دارُ السَّلامِ، حَيِّنا رَبَّنا مِنْكَ بِالسَّلامِ، اللهُمَّ انّى صَلَّيْتُ هذِهِ الصَّلاةَ ابْتِغآءَ رَحْمَتِكَ وَرِضْوانِكَ وَمَغْفِرَتِكَ، وَتَعْظيماً لِمَسْجِدِكَ، اللهُمَّ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَارْفَعْها فى عِلِّيّينَ، وَتَقَبَّلْها مِنّى يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ (1).

تنبيه: قال المحدّث الجليل المرحوم الحاج الشيخ عباس القمّي: قد دعي هذا المقام بدكّة المعراج، ووجه التسمية على ما يظهر أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله استأذن اللَّه تعالى ليلة المعراج فهبط إلى الأرض في هذه البقعة فصلّى ركعتين، مرّت علينا أوائل هذا الفصل (2).

3. أعمال الاسطوانة السابعة (مقام إبراهيم الخليل عليه السلام)

مقدّمة:

وردت عدّة روايات في فضيلة هذه الاسطوانة، منها:


1- مصباح الزائر: ص 79؛ بحار الأنوار: ج 97، ص 411- 412( باختلاف يسير).
2- مفاتيح الجنان: أعمال مسجد الكوفة.

ص: 215

1. روى الكليني بسند معتبر أنّه كان أميرالمؤمنين عليه السلام يصلّي إلى الاسطوانة السابعة(1).

2. وفي رواية معتبرة اخرى أنّه ينزل كلّ ليلة ستّون ألف ملك فيصلّون عند الاسطوانة السابعة(2).

3. وفي حديث معتبر عن الإمام الصادق عليه السلام أنّ الاسطوانة السابعة هي مقام إبراهيم عليه السلام (3).

4. روى الكليني في الكافي بسند صحيح عن أبي إسماعيل السّراج قال: أخذ بيدي أبو حمزة الثمالي وقال لي: أخذ بيدي الأصبغ بن نباتة فأراني الاسطوانة السابعة فقال: هذا مقام أميرالمؤمنين عليه السلام قال: وكان الحسن عليه السلام يصلّي عند الاسطوانة الخامسة، فإذا غاب أميرالمؤمنين عليه السلام صلّى فيها الحسن عليه السلام (4). قف عند هذه الاسطوانة مستقبلًا القبلة وقل:

بِسْمِ اللَّهِ وَبِاللَّهِ، وَعَلى مِلَّةِ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَلا الهَ الَّا اللَّهُ، مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ، السَّلامُ عَلى ابينا آدَمَ وَامِّنا حَوَّآءَ، السَّلامُ عَلى هابيلَ الْمَقْتُولِ ظُلْماً وَ عُدْواناً عَلى مَواهِبِ اللَّهِ وَرِضْوانِهِ، السَّلامُ عَلى شَيْثٍ صَفْوَةِ اللَّهِ الْمُخْتارِ الْأَمينِ، وَعَلَى الصَّفْوَةِ الصَّادِقينَ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ الطَّيِّبينَ، اوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ، السَّلامُ عَلى ابْرهيمَ وَ اسْمعيلَ، وَاسْحقَ وَيَعْقُوبَ، وَعَلى ذُرِّيَّتِهِمُ الْمُخْتارينَ، السَّلامُ عَلى مُوسى كَليمِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلى عيسى رُوحِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ خاتَمِ النَّبِيّينَ، السَّلامُ عَلى عَلِىٍّ اميرِالْمُؤْمِنينَ، وَذُرِّيَّتِهِ الطَّيّبينَ، وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ فِى الْأَوَّلينَ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ فِى الْأخِرينَ، السَّلامُ عَلى فاطِمَةَ الزَّهْراءِ، السَّلامُ عَلَى الْأَئِمَّةِ الْهادينَ، شُهَدآءِ اللَّهِ عَلى خَلْقِهِ، السَّلامُ عَلَى الرَّقيبِ الشَّاهِدِ عَلَى الْامَمِ للَّهِ رَبِّ الْعالَمينَ.

ثمّ صلّ أربع ركعات تقرأ في الاولى بعد

الحمد «انَّا انْزَلْناهُ فِي الليلةِ»

وفي الثانية بعد

الحمد «قُلْ هُوَ اللَّهُ احَدٌ»

وتفعل ذلك في الركعتين الثالثة والرابعة فإن فرغت فقل بعد تسبيح الزهراء عليها السلام:

اللهُمَّ انْ كُنْتُ قَدْ عَصَيْتُكَ، فَانّى قَدْ اطَعْتُكَ فِى الْإيمانِ مِنّى بِكَ مَنّاً مِنْكَ عَلَىَّ،


1- الكافي: ج 3، ص 493، ح 4.
2- المصدر السابق: ح 5.
3- المصدر السابق: ح 7.
4- المصدر السابق: ح 8.

ص: 216

لا مَنّاً مِنّى عَلَيْكَ، وَاطَعْتُكَ فى احَبِّ الْأَشْيآءِ لَكَ لَمْ اتَّخِذْ لَكَ وَلَداً، وَلَمْ ادْعُ لَكَ شَريكاً، وَقَدْ عَصَيْتُكَ فى اشْيآءَ كَثيرَةٍ عَلى غَيْرِ وَجْهِ الْمُكابَرَةِ لَكَ، وَلَا الْخُرُوجِ عَنْ عُبُودِيَّتِكَ، وَلَا الْجُحُودِ لِرُبُوبِيَّتِكَ، وَلكِنِ اتَّبَعْتُ هَواىَ، وَازَلَّنِى الشَّيْطانُ بَعْدَ الْحُجَّةِ عَلَىَّ وَالْبَيانِ، فَانْ تُعَذِّبْنى فَبِذُنُوبى غَيْرُ ظالِمٍ لى وَانْ تَعْفُ عَنّى وَتَرْحَمْنى فَبِجُودِكَ وَكَرَمِكَ يا كَريمُ، اللهُمَّ انَّ ذُنُوبى لَمْ يَبْقَ لَها الَّا رَجآءُ عَفْوِكَ، وَقَدْ قَدَّمْتُ آلَةَ الْحِرْمانِ، فَا نَا اسْئَلُكَ اللَّهُمَّ ما لا اسْتَوْجِبُهُ، وَاطْلُبُ مِنْكَ ما لا اسْتَحِقُّهُ، اللهُمَّ انْ تُعَذِّبْنى فَبِذُنُوبى وَلَمْ تَظْلِمْنى شَيْئاً، وَانْ تَغْفِرْ لى فَخَيْرُ راحِمٍ انْتَ يا سَيِّدى اللَّهُمَّ انْتَ انْتَ، وَ ا نَا ا نَا، انْتَ الْعَوَّادُ بِالْمَغْفِرَةِ، وَ ا نَا الْعَوَّادُ بِالذُّنُوبِ، وَانْتَ الْمُتَفَضِّلُ بِالْحِلْمِ، وَ ا نَا الْعَوَّادُ بِالْجَهْلِ، اللهُمَّ فَانّى اسْئَلُكَ يا كَنْزَ الضُّعَفاءِ، يا عَظيمَ الرَّجآءِ، يا مُنْقِذَ الْغَرْقى يا مُنْجِىَ الْهَلْكى يا مُميتَ الْأَحْيآءِ، يا مُحْيِىَ الْمَوْتى انْتَ اللَّهُ لا الهَ الَّا انْتَ، انْتَ الَّذى سَجَدَ لَكَ شُعاعُ الشَّمْسِ وَدَوِىُّ الْمآءِ، وَحَفيفُ الشَّجَرِ، وَنُورُ الْقَمَرِ، وَظُلْمَةُ اللَّيْلِ وَضَوْءُ النَّهارِ، وَخَفَقانُ الطَّيْرِ، فَاسْئَلُكَ اللَّهُمَّ يا عَظيمُ بِحَقِّكَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الصَّادِقينَ، وَبِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الصَّادِقينَ عَلَيْكَ، وَبِحَقِّكَ عَلى عَلِىٍّ، وَبِحَقِّ عَلِىٍّ عَلَيْكَ، وَبِحَقِّكَ عَلى فاطِمَةَ، وَبِحَقِّ فاطِمَةَ عَلَيْكَ، وَبِحَقِّكَ عَلَى الْحَسَنِ، وَ بِحَقِّ الْحَسَنِ عَلَيْكَ، وَبِحَقِّكَ عَلَى الْحُسَيْنِ، وَبِحَقِّ الْحُسَيْنِ عَلَيْكَ، فَانَّ حُقُوقَهُمْ عَلَيْكَ مِنْ افْضَلِ انْعامِكَ عَلَيْهِمْ، وَبِالشَّاْنِ الَّذى لَكَ عِنْدَهُمْ، وَبِالشَّاْنِ الَّذى لَهُمْ عِنْدَكَ، صَلِّ عَلَيْهِمْ يا رَبِّ صَلاةً دائِمَةً مُنْتَهى رِضاكَ، وَاغْفِرْ لى بِهِمُ الذُّنُوبَ الَّتى بَيْنى وَبَيْنَكَ، وَأرْضِ عَنِّى خَلْقَكَ، وَ اتْمِمْ عَلَىَّ نِعْمَتَكَ، كَما اتْمَمْتَها عَلى آبائى مِنْ قَبْلُ، وَلا تَجْعَلْ لِأَحَدٍ مِنَ الْمَخْلُوقينَ عَلَىَّ فيهَا امْتِناناً، وَامْنُنْ عَلَىَّ كَما مَنَنْتَ عَلى آبائى مِنْ قَبْلُ، يا كهيعص، اللهُمَّ كَما صَلَّيْتَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، فَاسْتَجِبْ

ص: 217

لى دُعآئى فيما سَئَلْتُ، يا كَريمُ يا كَريمُ يا كَريمُ* ثمّ اسجد وقل: يا مَنْ يَقْدِرُ عَلى حَوآئِجِ السَّآئِلينَ، وَيَعْلَمُ ما فى ضَميرِ الصَّامِتينَ، يا مَنْ لايَحْتاجُ الَى التَّفْسيرِ، يا مَنْ يَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَما تُخْفِى الصُّدُورُ، يا مَنْ انْزَلَ الْعَذابَ عَلى قَوْمِ يُونُسَ وَهُوَ يُريدُ انْ يُعَذِّبَهُمْ، فَدَعَوْهُ وَتَضَرَّعُوا الَيْهِ فَكَشَفَ عَنْهُمُ الْعَذابَ، وَمَتَّعَهُمْ الى حينٍ، قَدْ تَرى مَكانى وَتَسْمَعُ دُعآئى وَتَعْلَمُ سِرّى وَعَلانِيَتى وَحالى صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاكْفِنى ما اهَمَّنى مِنْ امْرِ دينى وَدُنْياىَ وَآخِرَتى ثمّ قل سبعين مرّة: يا سَيِّدي ثمّ ارفع رأسك من السجدة وقل: يا رَبِّ اسْئَلُكَ بَرَكةَ هذَا الْمَوْضِعِ وَبَرَكَةَ اهْلِهِ، وَاسْئَلُكَ انْ تَرْزُقَنى مِنْ رِزْقِكَ رِزْقاً حَلالًا طَيِّباً، تَسُوقُهُ الَىَّ بِحَوْلِكَ وَقُوَّتِكَ، وَ ا نَا خآئِضٌ فى عافِيَةٍ يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ (1).

تنبيه: جاء في رواية معتبرة عن أبي حمزة الثمالي قال: بينا أنا قائد يوماً في المسجد عند السابعة إذا برجل ممّا يلي أبواب كندة قد دخل فنظرت إلى أحسن النّاس وجهاً وأطيبهم ريحاً وأنظفهم ثوباً معمّم بلاطيلسان ولا إزار عليه قميص ودراعة وعمامة وفي رجليه نعلان عربيان فخلع نعليه، ثمَّ قام عند السابعة ورفع مسبّحتيه حتّى بلغا شحمتي أذنيه ثم أرسلهما بالتكبير فلم تبق في بدني شعرة إلّاقامت ثمّ صلّى أربع ركعات أحسن ركوعهنّ وسجودهنّ وقال:

الهى انْ كُنْتُ قَدْ عَصَيْتُكَ، فَقَدْ اطَعْتُكَ فى احَبِّ الْأَشْيآءِ الَيْكَ، لَمْ اتَّخِذْ لَكَ وَلَداً، وَلَمْ ادْعُ لَكَ شَريكاً، وَقَدْ عَصيتُكَ فى اشْيآءَ كَثيرَةٍ عَلى غَيْرِ وَجْهِ الْمُكابَرَةِ لَكَ، وَلَا الْاسْتِكْبارِ عَنْ عِبادَتِكَ، وَلَا الْجُحُودِ لِرُبُوبِيَّتِكَ، وَلَا الْخُرُوجِ عَنِ الْعُبُودِيَّةِ لَكَ، وَلكِنِ اتَّبَعْتُ هَواىَ، وَ ازَلَّنِى الشَّيْطانُ بَعْدَ الْحُجَّةِ وَالْبَيانِ، فَانْ تُعَذِّبْنى فَبِذُنُوبى غَيْرُ ظالِمٍ انْتَ لى وَانْ تَعْفُ عَنّى وَتَرْحَمْنى فَبِجُودِكَ وَكَرَمِكَ يا كَريمُ.

ثمّ خرّ ساجداً يقولها حتّى إنقطع نفسه وقال أيضاً في سجوده: «

يا مَنْ يَقْدِرُ عَلى حَوائِجِ


1- مصباح الزائر: ص 80- 83؛ بحار الأنوار: ج 97، ص 412.

ص: 218

السَّائِلينَ

...» إلى آخر الدعاء الذي ورد في الصفحة السابقة. ثمّ قال سبعين مرّة «

يا سيّدي

». قال:

ثمّ رفع رأسه فتأمّلته فاذا هو مولاى زين العابدين على بن الحسين عليهما السلام فانكببت على يديه أقبّلهما فنزع يده منّي وأومأ إليّ بالسكوت، فقلت: يا مولاي أنا من عرفته في ولائكم فما الّذي أدقمك الى هاهنا؟ قال: «

هو ما رأيت»(1).

4. أعمال الاسطوانة الخامسة (مقام جبرئيل عليه السلام)

مقدّمة:

إعلم أنّ من جملة المقامات ذات المزيّة في جامع الكوفة، الاسطوانة الخامسة، ينبغي أن تصلّي عندها وتطلب حوائجك، ففي رواية معتبرة أنّها بقعة صلّى فيها إبراهيم الخليل عليه السلام (2). ولا ينافي هذا ما في سائر الروايات، فلعلّه عليه السلام صلّى في مختلف هذه المواضع الواردة في مختلف الروايات. ففي رواية معتبرة عن الإمام الصادق عليه السلام أنّ الاسطوانة الخامسة هي مقام جبرئيل عليه السلام (3) وفي الرواية السابقة أنّها مقام الحسن عليه السلام (4). تصلّي عند هذه الاسطوانة ركعتين تقرأ فيهما الحمد وما شئت من السور فإذا سلّمت وسبّحت تسبيح فاطمة الزهراء عليها السلام فقل:

اللهُمَّ انّى اسْئَلُكَ بِجَميعِ اسْمآئِكَ كُلِّها، ما عَلِمْنا مِنْها وَما لا نَعْلَمُ، وَاسْئَلُكَ بِاسْمِكَ الْعَظيمِ الْأَعْظَمِ الْكَبيرِ الْأَكْبَرِ، الَّذى مَنْ دَعاكَ بِهِ اجَبْتَهُ، وَمَنْ سَئَلَكَ بِهِ اعْطَيْتَهُ، وَمَنِ اسْتَنْصَرَكَ بِهِ نَصَرْتَهُ، وَمَنِ اسْتَغْفَرَكَ بِهِ غَفَرْتَ لَهُ، وَمَنِ اسْتَعانَكَ بِهِ اعَنْتَهُ، وَمَنِ اسْتَرْزَقَكَ بِهِ رَزَقْتَهُ، وَمَنِ اسْتَغاثَكَ بِهِ اغَثْتَهُ، وَمَنِ اسْتَرْحَمَكَ بِهِ رَحِمْتَهُ، وَ مَنِ اسْتَجارَكَ بِهِ اجَرْتَهُ، وَمَنْ تَوَكَّلَ عَلَيْكَ بِهِ كَفَيْتَهُ، وَمَنِ اسْتَعْصَمَكَ بِهِ عَصَمْتَهُ، وَمَنِ اسْتَنْقَذَكَ بِهِ مِنَ النَّارِ انْقَذْتَهُ، وَمَنِ اسْتَعْطَفَكَ بِهِ تَعَطَّفْتَ لَهُ، وَمَنْ امَّلَكَ بِهِ اعْطَيْتَهُ، الَّذِى اتَّخَذْتَ بِهِ آدَمَ صَفِيّاً، وَنُوحاً نَجِيّاً، وَابْرهيمَ خَليلًا، وَمُوسى كَليماً، وَ عيسى رُوحاً، وَ مُحَمَّداً حَبيباً، وَ عَلِيّاً وَصِيّاً، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمْ اجْمَعينَ، انْ تَقْضِىَ لى حَوآئِجى وَ تَعْفُوَ عَمَّا سَلَفَ مِنْ ذُنُوبى وَ تَتَفَضَّلَ عَلَىَ


1- انظر: بحار الأنوار: ج 97، ص 388، ح 12.
2- الكافي: ج 3، ص 293، ح 6.
3- المصدر السابق: ح 7.
4- المصدر السابق: ح 8.

ص: 219

بِما انْتَ اهْلُهُ، وَلِجَميعِ الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ لِلدُّنْيا وَالْأخِرَةِ، يا مُفَرِّجَ هَمِّ الْمَهْمُومينَ، وَيا غِياثَ الْمَلْهُوفينَ، لا الهَ الَّا انْتَ، سُبْحانَكَ يا رَبَّ الْعالَمينَ (1).

5. أعمال الاسطوانة الثالثة (مقام الإمام زين العابدين عليه السلام)

ثمّ امض إلى دكّة زين العابدين عليه السلام وهي عند الاسطوانة الثالثة فتصلّي ركعتين تقرأ فيهما الحمد وما أردت من السور فإذا سلّمت وسبّحت تسبيح فاطمة الزهراء عليها السلام فقل:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ، اللهُمَّ انَّ ذُنُوبى قَدْ كَثُرَتْ، وَلَمْ يَبْقَ لَها الَّا رَجآءُ عَفْوِكَ، وَقَدْ قَدَّمْتُ آلَةَ الْحِرْمانِ الَيْكَ، فَا نَا اسْئَلُكَ اللَّهُمَّ ما لا اسْتَوْجِبُهُ، وَاطْلُبُ مِنْكَ ما لا اسْتَحِقُّهُ، اللهُمَّ انْ تُعَذِّبْنى فَبِذُنُوبى وَلَمْ تَظْلِمْنى شَيْئاً، وَانْ تَغْفِرْ لى فَخَيْرُ راحِمٍ انْتَ يا سَيِّدى اللهُمَّ انْتَ انْتَ، وَ ا نَا ا نَا، انْتَ الْعَوَّادُ بِالْمِغْفِرَةِ، وَ ا نَا الْعَوَّادُ بِالذُّنُوبِ، وَانْتَ الْمُتَفَضِّلُ بِالْحِلْمِ، وَ ا نَا الْعَوَّادُ بِالْجَهْلِ، اللهُمَّ فَانّى اسْئَلُكَ يا كَنْزَ الضُّعَفآءِ، يا عَظيمَ الرَّجآءِ، يا مُنْقِذَ الْغَرْقى يا مُنْجِىَ الْهَلْكى يا مُميتَ الْأَحْيآءِ، يا مُحْيِىَ الْمَوْتى انْتَ اللَّهُ الَّذى لا الهَ الَّا انْتَ، انْتَ الَّذى سَجَدَ لَكَ شُعاعُ الشَّمْسِ، وَنُورُ الْقَمَرِ، وَظُلْمَةُ اللَّيْلِ، وَضَوْءُ النَّهارِ، وَ خَفَقانُ الطَّيْرِ، فَاسْئَلُكَ اللَّهُمَّ يا عَظيمُ، بِحَقِّكَ يا كَريمُ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الصَّادِقينَ، وَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الصَّادِقينَ عَلَيْكَ، وَبِحَقِّكَ عَلى عَلِىٍّ، وَبِحَقِّ عَلِىٍّ عَلَيْكَ، وَبِحَقِّكَ عَلى فاطِمَةَ، وَبِحَقِّ فاطِمَةَ عَلَيْكَ، وَبِحَقِّكَ عَلَى الْحَسَنِ، وَبِحَقِّ الْحَسَنِ عَلَيْكَ، وَبِحَقِّكَ عَلَى الْحُسَيْنِ، وَبِحَقِّ الْحُسَيْنِ عَلَيْكَ، فَانَّ حُقُوقَهُمْ مِنْ افْضَلِ انْعامِكَ عَلَيْهِمْ، وَبِالشَّاْنِ الَّذى لَكَ عِنْدَهُمْ، وَبِالشَّاْنِ الَّذى لَهُمْ عِنْدَكَ، صَلِّ يا رَبِّ عَلَيْهِمْ صَلاةً دآئِمَةً مُنْتَهى رِضاكَ، وَاغْفِرْ لى بِهِمُ الذُّنُوبَ الَّتى بَيْنى وَبَيْنَكَ، وَاتْمِمْ


1- مصباح الزائر: ص 83؛ بحار الأنوار: ج 97، ص 415.

ص: 220

نِعْمَتَكَ عَلَىَّ كَما اتْمَمْتَها عَلى آبائى مِنْ قَبْلُ، يا كهيعص، اللهُمَّ كَما صَلَّيْتَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، فَاسْتَجِبْ لى دُعآئى فيما سَئَلْتُكَ.

ثمّ اسجد وضع خدّك الأيمن على الأرض وقل:

يا سَيِّدى يا سَيِّدى يا سَيِّدى صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاغْفِرْ لى

وأكثر من هذه الكلمة ثم ضع خدّك الأيسر على الأرض واقرأ هذا الدعاء ثم اطلب حاجتك (1).

6. أعمال باب الفَرَج (المعروف بمقام نوح عليه السلام)

فإذا فرغت من عمل الاسطوانة الثالثة فامض إلى دكّة باب أميرالمؤمنين عليه السلام فصلِّ ركعتين بالحمد وما شئت من السور، فإذا فرغت وسبّحت تسبيح فاطمة الزهراء عليها السلام فقل:

اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاقْضِ حاجَتى يا اللَّهُ، يا مَنْ لا يَخيبُ سآئِلُهُ، وَلا يَنْفَدُ نائِلُهُ، يا قاضِىَ الْحاجاتِ، يا مُجيبَ الدَّعَواتِ، يا رَبَّ الْأَرَضينَ وَالسَّمواتِ، يا كاشِفَ الْكُرُباتِ، يا واسِعَ الْعَطِيّاتِ، يا دافِعَ النَّقِماتِ، يا مُبَدِّلَ السَّيِّئاتِ حَسَناتٍ، عُدْ عَلَىَّ بِطَوْلِكَ وَفَضْلِكَ وَاحْسانِكَ، وَاسْتَجِبْ دُعآئى فيما سَئَلْتُكَ وَطَلَبْتُ مِنْكَ، بِحَقِّ نَبِيِّكَ وَوَصِيِّكَ وَاوْلِيآئِكَ الصَّالِحينَ.

وصلِّ ركعتين ثمّ قل بعد السلام والتسبيح: اللهُمَّ انّى حَلَلْتُ بِساحَتِكَ لِعِلْمى بِوَحْدانِيَّتِكَ وَصَمَدانِيَّتِكَ، وَ انَّهُ لا قادِرَ عَلى قَضاءِ حاجَتى غَيْرُكَ، وَقَدْ عَلِمْتُ يا رَبِّ انَّهُ كُلَّما شاهَدْتُ نِعْمَتَكَ عَلَىَّ، اشْتَدَّتْ فاقَتى الَيْكَ، وَقَدْ طَرَقَنى يا رَبِّ مِنْ مُهِمِّ امْرى ما قَدْ عَرَفْتَهُ، لِأَنَّكَ عالِمٌ غَيْرُ مُعَلَّمٍ، وَاسْئَلُكَ بِالْإِسْمِ الَّذى وَضَعْتَهُ عَلَى السَّمواتِ فَانْشَقَّتْ، وَعَلَى الْأَرَضينَ فَانْبَسَطَتْ، وَعَلَى النُّجُومِ فَانْتَشَرَتْ، وَعَلَى الْجِبالِ فَاسْتَقَرَّتْ، وَاسْئَلُكَ بِالْإِسْمِ الَّذى جَعَلْتَهُ عِنْدَ مُحَمَّدٍ وَعِنْدَ عَلِىٍّ، وَعِنْدَ الْحَسَنِ وَعِنْدَ الْحُسَيْنِ، وَعِنْدَ الْأَئِمَّةَ كُلِّهِمْ صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ اجْمَعينَ، انْ


1- مصباح الزائر: ص 84؛ بحار الأنوار: ج 97، ص 415.

ص: 221

تُصَلِّىَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَانْ تَقْضِىَ لى يا رَبِّ حاجَتى وَتُيَسِّرَ عَسيرَها، وَتَكْفِيَنى مُهِمَّها، وَتَفْتَحَ لى قُفْلَها، فَانْ فَعَلْتَ ذلِكَ فَلَكَ الْحَمْدُ، وَانْ لَمْ تَفْعَلْ فَلَكَ الْحَمْدُ، غَيْرُ جائِرٍ فى حُكْمِكَ، وَلا حآئِفٍ فى عَدْلِكَ* ثمّ تبسط خدّك الأيمن على الأرض وتقول: اللَّهُمَّ انَّ يُونُسَ بْنَ مَتّى عَلَيْهِ السَّلامُ عَبْدَكَ وَنَبِيَّكَ، دَعاكَ فى بَطْنِ الْحُوتِ فَاسْتَجَبْتَ لَهُ، وَ ا نَا ادْعُوكَ فَاسْتَجِبْ لى بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ. وعندها اسأل من اللَّه تعالى ما تحبّ، ثم تبسط خدّك الأيسر على الأرض ثمّ تعود إلى السجود وتقول:

اللهُمَّ انَّكَ امَرْتَ بِالدُّعآءِ، وَتَكَفَّلْتَ بِالْإِجابَةِ، وَ انَا ادْعُوكَ كَما امَرْتَنى فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاسْتَجِبْ لى كَما وَعَدْتَنى يا كَريمُ* ثمّ اسجد وقل:

يامُعِزَّ كُلِّ ذَليلٍ، وَيا مُذِلَّ كُلِّ عَزيزٍ، تَعْلَمُ كُرْبَتى فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَفَرِّجْ عَنّى يا كَريمُ* فإن أردت فصلِّ أربع ركعات فإذا فرغت وسبّحت تسبيح فاطمةالزهراء عليها السلام فقل:

اللهُمَّ انّى اسْئَلُكَ يا مَنْ لا تَراهُ الْعُيُونُ، وَلاتُحيطُ بِهِ الظُّنُونُ، وَلايَصِفُهُ الْواصِفُونَ، وَلا تُغَيِّرُهُ الْحَوادِثُ، وَلا تُفْنيهِ الدُّهُورُ، تَعْلَمُ مَثاقيلَ الْجِبالِ، وَمَكائيلَ الْبِحارِ، وَوَرَقَ الْأَشْجارِ، وَرَمْلَ الْقِفارِ، وَما اضآئَتْ بِهِ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ، وَاظْلَمَ عَلَيْهِ اللَّيْلُ، وَوَضَحَ عَلَيْهِ النَّهارُ، وَ لا تُوارى مِنْكَ سَمآءٌ سَمآءً، وَلا ارْضٌ ارْضاً، وَلا جَبَلٌ ما فى اصْلِهِ، وَلا بَحْرٌ ما فى قَعْرِهِ، اسْئَلُكَ انْ تُصَلِّىَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَانْ تَجْعَلَ خَيْرَ امْرى آخِرَهُ، وَخَيْرَ اعْمالى خَواتيمَها، وَخَيْرَ ايَّامى يَوْمَ الْقاكَ، انَّكَ عَلى كُلِّ شَىْ ءٍ قَديرٌ، اللهُمَّ مَنْ ارادَنى بِسُوءٍ فَارِدْهُ، وَمَنْ كادَنى فَكِدْهُ، وَمَنْ بَغانى بِهَلَكَةٍ فَاهْلِكْهُ، وَاكْفِنى ما اهَمَّنى مِمَّنْ دَخَلَ هَمُّهُ عَلَىَّ، اللَّهُمَّ ادْخِلْنى فى دِرْعِكَ الْحَصينَةِ، وَاسْتُرْنى بِسِتْرِكَ الْواقى يا مَنْ يَكْفى مِنْ كُلِّ شَىْ ءٍ، وَلا يَكْفى مِنْهُ شَىْ ءٌ، اكْفِنى ما اهَمَّنى مِنْ امْرِ الدُّنْيا وَالْأخِرَةِ، وَصَدِّقْ قَوْلى وَفِعْلى ياشَفيقُ يا رَفيقُ، فَرِّجْ عَنِّى الْمَضيقَ، وَلا تُحَمِّلْنى ما

ص: 222

لااطيقُ، اللهُمَّ احْرُسْنى بِعَيْنِكَ الَّتى لاتَنامُ، وَارْحَمْنى بِقُدْرَتِكَ عَلَىَّ يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ، يا عَلِىُّ يا عَظيمُ، انْتَ عالِمٌ بِحاجَتى وَعَلى قَضآئِها قَديرٌ، وَهِىَ لَدَيْكَ يَسيرٌ، وَ ا نَا الَيْكَ فَقيرٌ، فَمُنَّ عَلَىَّ بِها يا كَريمُ، انَّكَ عَلى كُلِّ شَىْ ءٍ قَديرٌ* ثمّ تسجد وتقول: الهى قَدْ عَلِمْتَ حَوائِجى فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَاقْضِها، وَقَدْ احْصَيْتَ ذُنُوبى فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَاغْفِرها يا كَريمُ* ثمّ ابسط خدك الأيمن وقل: انْ كُنْتُ بِئْسَ الْعَبْدُ فَانْتَ نِعْمَ الرَّبُّ، افْعَلْ بى ما انْتَ اهْلُهُ، وَلا تَفْعَلْ بى ما انَا اهْلُهُ، يا ارْحَمَ الرَّاحِمِينَ* ثمّ ابسط خدّك الأيسر وقل: اللهُمَّ انْ عَظُمَ الذَّنْبُ مِنْ عَبْدِكَ، فَلْيَحْسُنِ الْعَفْوُ مِنْ عِنْدِكَ ياكَريمُ* ثمّ تعود إلى السجود وتقول: ارْحَمْ مَنْ اسآءَ وَاقْتَرَفَ، وَاسْتَكانَ وَاعْتَرَفَ (1).

7. اعمال محراب أميرالمؤمنين عليه السلام ومناجاته

ثمّ تصلّي في محراب أميرالمؤمنين عليه السلام (المكان الذي ضرب فيه) ركعتين بالفاتحة وسورة من السور وتقول بعد تسبيح فاطمة الزهراء عليها السلام:

يا مَنْ اظْهَرَ الْجَميلَ، وَسَتَرَ الْقَبيحَ، يا مَنْ لَمْ يُؤاخِذْ بِالْجَريرَةِ، وَلَمْ يَهْتِكِ السِّتْرَ وَالسَّريرَةَ، ياعَظيمَ الْعَفْوِ، يا حَسَنَ التَّجاوُزِ، يا واسِعَ الْمَغْفِرَةِ، يا باسِطَ الْيَدَيْنِ بِالرَّحْمَةِ، يا صاحِبَ كُلِّ نَجْوى يا مُنْتَهى كُلِّ شَكْوى يا كَريمَ الْصَّفْحِ، يا عَظيمَ الرَّجآءِ، يا سَيِّدى صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَافْعَلْ بى ما انْتَ اهْلُهُ يا كَريمُ (2) والمناسب أن تقرأ في ذلك المكان مناجاته: اللهُمَّ انّى اسْئَلُكَ الْأَمانَ يَوْمَ لا يَنْفَعُ مالٌ وَلا بَنُونَ، الَّا مَنْ اتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَليمٍ، وَاسْئَلُكَ الْأَمانَ يَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلى يَدَيْهِ، يَقُولُ يا لَيْتَنِى اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبيلًا، وَاسْئَلُكَ الْأَمانَ يَوْمَ يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسيماهُمْ، فَيُؤْخَذُ بِالنَّواصى وَالْأَقْدامِ، وَاسْئَلُكَ الْأَمانَ يَوْمَ لا يَجْزى


1- بحار الأنوار: ج 97، ص 416.
2- مصباح الزائر: ص 87؛ بحار الأنوار: ج 97، ص 418.

ص: 223

والِدٌ عَنْ وَلَدِهِ، وَلا مَوْلُودٌ هُوَ جازٍ عَنْ والِدِهِ شَيْئاً، انَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ، وَاسْئَلُكَ الْأَمانَ يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمينَ مَعْذِرَتُهُمْ، وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ، وَاسْئَلُكَ الْأَمانَ يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً، وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ للَّهِ، وَاسْئَلُكَ الْأَمانَ يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ اخيهِ، وَامِّهِ وَابيهِ، وَصاحِبَتِهِ وَبَنيهِ، لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنيهِ، وَاسْئَلُكَ الْأَمانَ يَوْمَ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدى مِنْ عَذابِ يَوْمَئِذٍ بِبَنيهِ، وَصاحِبَتِهِ وَاخيهِ، وَفَصيلَتِهِ الَّتى تُؤْويهِ، وَ مَنْ فِى الْأَرْضِ جَميعاً ثُمَّ يُنْجيهِ، كَلَّا انَّها لَظى نَزَّاعَةً لِلشَّوى مَوْلاىَ يامَوْلاىَ، انْتَ الْمَوْلى وَ انَا الْعَبْدُ، وَهَلْ يَرْحَمُ الْعَبْدَ الَّا الْمَوْلى مَوْلاىَ يا مَوْلاىَ، انْتَ الْمالِكُ وَ ا نَا الْمَمْلُوكُ، وَهَلْ يَرْحَمُ الْمَمْلُوكَ الَّا الْمالِكُ، مَوْلاىَ يا مَوْلاىَ، انْتَ الْعَزيزُ وَ ا نَا الذَّليلُ، وَ هَلْ يَرْحَمُ الذَّليلَ الَّا الْعَزيزُ، مَوْلاىَ يا مَوْلاىَ، انْتَ الْخالِقُ وَ ا نَا الْمَخْلُوقُ، وَهَلْ يَرْحَمُ الْمَخْلُوقَ الَّا الْخالِقُ، مَوْلاىَ يا مَوْلاىَ، انْتَ الْعَظيمُ وَ ا نَا الْحَقيرُ، وَهَلْ يَرْحَمُ الْحَقيرَ الَّا الْعَظيمُ، مَوْلاىَ يا مَوْلاىَ، انْتَ الْقَوِىُّ وَ ا نَا الضَّعيفُ، وَهَلْ يَرْحَمُ الضَّعيفَ الَّا الْقَوِىُّ، مَوْلاىَ يا مَوْلاىَ، انْتَ الْغَنِىُّ وَ ا نَا الْفَقيرُ، وَهَلْ يَرْحَمُ الْفَقيرَ الَّا الْغَنِىُّ، مَوْلاىَ يا مَوْلاىَ، انْتَ الْمُعْطى وَانَا السَّآئِلُ، وَهَلْ يَرْحَمُ السَّآئِلَ الَّا الْمُعْطى مَوْلاىَ يا مَوْلاىَ، انْتَ الْحَىُّ وَ ا نَا الْمَيِّتُ، وَهَلْ يَرْحَمُ الْمَيِّتَ الَّا الْحَىُّ، مَوْلاىَ يا مَوْلاىَ، انْتَ الْباقى وَ ا نَا الْفانى وَ هَلْ يَرْحَمُ الْفانِىَ الَّا الْباقى مَوْلاىَ يا مَوْلاىَ، انْتَ الدَّآئِمُ وَ ا نَا الزَّآئِلُ، وَهَلْ يَرْحَمُ الزَّآئِلَ الَّا الدَّائِمُ، مَوْلاىَ يا مَوْلاىَ، انْتَ الرَّازِقُ وَ ا نَا الْمَرْزُوقُ، وَهَلْ يَرْحَمُ الْمَرْزُوقَ الَّا الرَّازِقُ، مَوْلاىَ يا مَوْلاىَ، انْتَ الْجَوادُ وَ ا نَا الْبَخيلُ، وَ هَلْ يَرْحَمُ الْبَخيلَ الَّا الْجَوادُ، مَوْلاىَ يا مَوْلاىَ، انْتَ الْمُعافى وَ ا نَا الْمُبْتَلى وَ هَلْ يَرْحَمُ الْمُبْتَلى الَّا الْمُعافى مَوْلاىَ يا مَوْلاىَ، انْتَ الْكَبيرُ وَ ا نَا الصَّغيرُ، وَهَلْ يَرْحَمُ الصَّغيرَ الَّا الْكَبيرُ، مَوْلاىَ يا

ص: 224

مَوْلاىَ، انْتَ الْهادى وَ ا نَا الضَّآلُّ، وَ هَلْ يَرْحَمُ الضَّآلَّ الَّا الْهادى مَوْلاىَ يا مَوْلاىَ، انْتَ الرَّحْمنُ وَ انَا الْمَرْحُومُ، وَهَلْ يَرْحَمُ الْمَرْحُومَ الَّا الرَّحْمنُ، مَوْلاىَ يا مَوْلاىَ، انْتَ السُّلْطانُ وَ ا نَا الْمُمْتَحَنُ، وَهَلْ يَرْحَمُ الْمُمْتَحَنَ الَّا السُّلْطانُ، مَوْلاىَ يا مَوْلاىَ، انْتَ الدَّليلُ وَانَا الْمُتَحَيِّرُ، وَهَلْ يَرْحَمُ الْمُتَحَيِّرَ الَّا الدَّليلُ، مَوْلاىَ يا مَوْلاىَ، انْتَ الْغَفُورُ وَ ا نَا الْمُذْنِبُ، وَهَلْ يَرْحَمُ الْمُذْنِبَ الَّا الْغَفُورُ، مَوْلاىَ يامَوْلاىَ، انْتَ الْغالِبُ وَ ا نَا الْمَغْلُوبُ، وَهَلْ يَرْحَمُ الْمَغْلُوبَ الَّا الْغالِبُ، مَوْلاىَ يا مَوْلاىَ، انْتَ الرَّبُّ وَ ا نَا الْمَرْبُوبُ، وَهَلْ يَرْحَمُ الْمَرْبُوبَ الَّا الرَّبُّ، مَوْلاىَ يا مَوْلاىَ، انْتَ الْمُتَكَبِّرُ وَ ا نَا الْخاشِعُ، وَهَلْ يَرْحَمُ الْخاشِعَ الَّا الْمُتَكَبِّرُ، مَوْلاىَ يا مَوْلاىَ، ارْحَمْنى بِرَحْمَتِكَ، وَارْضَ عَنّى بِجُودِكَ وَكَرَمِكَ وَفَضْلِكَ، يا ذَاالْجُودِ وَالْإِحْسانِ، وَالطَّوْلِ وَالْإِمْتِنانِ، بِرَحْمَتِكَ يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ (1).

8. أعمال مقام الصادق عليه السلام

ثمّ امض إلى مقام الإمام الصادق عليه السلام وهو قريب من مسلم بن عقيل عليه السلام فصلِّ فيه ركعتين فإذا سلّمت وسبّحت تسبيح فاطمة الزهراء عليها السلام فقل:

يا صانِعَ كُلِّ مَصْنُوعٍ، وَيا جابِرَ كُلِّ كَسيرٍ، وَيا حاضِرَ كُلِّ مَلَإٍ، وَيا شاهِدَ كُلِّ نَجْوى وَيا عالِمَ كُلِّ خَفِيَّةٍ، وَيا شاهِداً غَيْرَ غائِبٍ، وَيا غالِباً غَيْرَ مَغْلُوبٍ، وَيا قَريباً غَيْرَ بَعيدٍ، وَيا مُونِسَ كُلِّ وَحيدٍ، وَيا حَىُّ حينَ لا حَىَّ غَيْرُهُ، يا مُحيِىَ الْمَوْتى وَمُمِيتَ الْأَحْياءِ، الْقآئِمَ عَلى كُلِّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ، لا الهَ الَّا انْتَ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ.

ثمّ ادع بما أحببت (2).


1- مصباح الزائر: ص 88؛ بحار الأنوار: ج 97، ص 419.
2- مصباح الزائر: ص 98؛ بحار الأنوار: ج 97، ص 425.

ص: 225

9. صلاة الحاجة في جامع الكوفة

عن الإمام الصادق عليه السلام: «

مَنْ صَلّى فِي جامِعِ الكُوفَةَ رَكْعَتَيْنِ يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ الحَمْدُ وَالمُعَوِّذَتَيْنِ والإخْلاصِ وَالكافِرونَ والنَّصْرَ والقَدْرَ و «سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلى فَإذا سَلَّمَ سَبَّحَ تَسْبِيحَ الزَّهراءِ عليها السلام ثُمَّ سَألَ اللَّهَ ما شاءَ، قَضى اللَّهُ حاجَتَهُ»(1).

تنبيه: يجدر ذكره أنّ الزائر المحترم إن لم يكن لديه الوقت الكافي للإتيان بكلّ هذه الأعمال فله أن يأتِيَ ببَعضِها، والمُهِمّ حصولُ التوجّه إلى المعبود والدّعاء والمناجاة في هذا المكان المقدس.

زيارة مسلم بن عقيل عليه السلام

إذا فَرغتَ من أعمالِ جامع الكوفة فامضِ إلى قبر مسلم بن عقيل- رضوان اللَّه عليه- سفير الحسين عليه السلام وأوّل شهيد في ركب كربلاء- وقل عنده:

الْحَمْدُ للَّهِ الْمَلِكِ الْحَقِّ الْمُبينِ، الْمُتَصاغِرِ لِعَظَمَتِهِ جَبابِرَةُ الطَّاغينَ، الْمُعْتَرِفِ بِرُبُوبِيَّتِهِ جَميعُ اهْلِ السَّمواتِ وَالْأَرَضينَ، الْمُقِرِّ بِتَوْحيدِهِ سآئِرُ الْخَلْقِ اجْمَعينَ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلى سَيِّدِ الْأَنامِ، وَاهْلِ بَيْتِهِ الْكِرامِ، صَلاةً تُقِرُّ بِها اعْيُنَهُمْ، وَتُرْغَمُ بِها انْفَ شانِئِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ اجْمَعينَ، سَلامُ اللَّهِ الْعَلىِّ الْعَظيمِ، وَسَلامُ مَلائِكَتِهِ الْمُقَرَّبينَ، وَانْبِيآئِهِ الْمُرْسَلينَ، وَ ائِمَّتِهِ الْمُنْتَجَبينَ، وَعِبادِهِ الصَّالِحينَ، وَجَميعِ الشُّهَدآءِ وَالصِّدّيقينَ، وَالزَّاكِياتُ الطَّيِّباتُ فيما تَغْتَدى وَتَرُوحُ، عَلَيْكَ يا مُسْلِمَ بْنَ عَقيلِ بْنِ ابيطالِبٍ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، اشْهَدُ انَّكَ قَدْ اقَمْتَ الصَّلاةَ، وَآتَيْتَ الزَّكاةَ، وَامَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَجاهَدْتَ فِى اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ، وَقُتِلْتَ عَلى مِنْهاجِ الْمُجاهِدينَ فى سَبيلِهِ، حَتّى لَقيتَ اللَّهَ عَزَّوَجَلَّ، وَ هُوَ عَنْكَ راضٍ، وَاشْهَدُ انَّكَ وَفَيْتَ بِعَهْدِ اللَّهِ، وَبَذَلْتَ نَفْسَكَ فى نُصْرَةِ حُجَّةِ اللَّهِ وَابْنِ حُجَّتِهِ، حَتّى اتيكَ الْيَقينُ، اشْهَدُ لَكَ بِالتَّسْليمِ وَالْوَفآءِ وَالنَّصيحَةِ، لِخَلَفِ النَّبِىِ


1- أمالي الطوسي: ص 415، ح 84.

ص: 226

الْمُرْسَلِ، وَالسِّبْطِ الْمُنْتَجَبِ، وَالدَّليلِ الْعالِمِ، وَالْوَصِىِّ الْمُبَلِّغِ، وَالْمَظْلُومِ الْمُهْتَضَمِ، فَجَزاكَ اللَّهُ عَنْ رَسُولِهِ وَعَنْ اميرِ الْمُؤْمِنينَ، وَعَنِ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ، افْضَلَ الْجَزآءِ بِما صَبَرْتَ وَاحْتَسَبْتَ وَاعَنْتَ، فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ، لَعَنَ اللَّهُ مَنْ قَتَلَكَ، وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ امَرَ بِقَتْلِكَ، وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ ظَلَمَكَ، وَلَعَنَ اللَّهُ مَنِ افْتَرى عَلَيْكَ، وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ جَهِلَ حَقَّكَ، وَاسْتَخَفَّ بِحُرْمَتِكَ، وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ بايَعَكَ وَ غَشَّكَ، وَخَذَلَكَ وَاسْلَمَكَ، وَمَنْ الَبَّ عَلَيْكَ وَ لَمْ يُعِنْكَ، الْحَمْدُللَّهِ الَّذى جَعَلَ النَّارَ مَثْويهُمْ، وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ، اشْهَدُ انَّكَ قُتِلْتَ مَظْلُوماً، وَانَّ اللَّهَ مُنْجِزٌ لَكُمْ ما وَعَدَكُمْ، جِئْتُكَ زائِراً عارِفاً بِحَقِّكُمْ، مُسَلِّماً لَكُمْ، تابِعاً لِسُنَّتِكُمْ، وَنُصْرَتى لَكُمْ مُعَدَّةٌ، حَتّى يَحْكُمَ اللَّهُ وَ هُوَ خَيْرُ الْحاكِمينَ، فَمَعَكُمْ مَعَكُمْ لامَعَ عَدُوِّكُمْ، صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ، وَ عَلى ارْواحِكُمْ وَاجْسادِكُمْ وَشاهِدِكُمْ وَغائِبِكُمْ، وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكاتُهُ، قَتَلَ اللَّهُ امَّةً قَتَلَتْكُمْ بِالْأَيْدى وَ الْأَلْسُنِ (1).

تنبيه: جعل المزار الكبير هذه الكلمات بمنزلة الاستئذان (2)، وقال بعد ذكرها. ثمّ أشر إلى الضريح وقل: السَّلامُ عَلَيْكَ ايُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ، الْمُطيعُ للَّهِ وَلِرَسُولِهِ، وَلِاميرِالْمُؤْمِنينَ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ عَلَيْهِمُ السَّلامُ، الْحَمْدُ للَّهِ، وَسَلامٌ عَلى عِبادِهِ الَّذينَ اصْطَفى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُاللَّهِ وَبَرَكاتُهُ وَمَغْفِرَتُهُ، وَعَلى رُوحِكَ وَبَدَنِكَ، اشْهَدُ انَّكَ مَضَيْتَ عَلى ما مَضى عَلَيْهِ الْبَدْرِيُّونَ والْمُجاهِدُونَ فى سَبيلِ اللَّهِ، الْمُبالِغُونَ فى جِهادِ اعْدآئِهِ وَ نُصْرَةِ اوْلِيآئِهِ، فَجَزاكَ اللَّهُ افْضَلَ الْجَزآءِ، وَاكْثَرَ الْجَزآءِ، وَاوْفَرَ جَزآءِ احَدٍ مِمَّنْ وَفى بِبَيْعَتِهِ، وَاسْتَجابَ لَهُ دَعْوَتَهُ، وَاطاعَ وُلاةَ امْرِهِ، اشْهَدُ انَّكَ قَدْ بالَغْتَ فِى النَّصيحَةِ، وَاعْطَيْتَ غايَةَ الْمَجْهُودِ، حَتّى بَعَثَكَ اللَّهُ


1- مصباح الزائر: ص 99؛ بحار الأنوار: ج 97، ص 426.
2- المزار الكبير: ص 177.

ص: 227

فِى الشُّهَدآءِ، وَجَعَلَ رُوحَكَ مَعَ ارْواحِ السُّعَدآءِ، وَاعْطاكَ مِنْ جِنانِهِ افْسَحَها مَنْزِلًا، وَافْضَلَها غُرَفاً، وَرَفَعَ ذِكْرَكَ فِى الْعِلِّيّينَ، وَحَشَرَكَ مَعَ النَّبِيّينَ وَالصِّدّيقينَ وَالشُّهَدآءِ وَالصَّالِحينَ، وَحَسُنَ اوُلئِكَ رَفيقاً، اشْهَدُ انَّكَ لَمْ تَهِنْ وَلَمْ تَنْكُلْ، وَانَّكَ قَدْ مَضَيْتَ عَلى بَصيرَةٍ مِنْ امْرِكَ، مُقْتَدِياً بِالصَّالِحينَ، وَمُتَّبِعاً لِلنَّبِيّينَ، فَجَمَعَ اللَّهُ بَيْنَنا وَبَيْنَكَ، وَبَيْنَ رَسُولِهِ وَاوْلِيآئِهِ فى مَنازِلِ الْمُخْبِتينَ، فَانَّهُ ارْحَمُ الرَّاحِمينَ* ثمّ صلِّ رَكعتين في جانب الرأس واهدِهما إلى جنابِه وقل: اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَلا تَدَعْ لى .... وهذا هو الدعاء الذي يُدعى به في مرقد العباس عليه السلام وسيأتي ذكره (ص 257). فإذا شِئت أن تودّعه فودِّعه بالوداع الذي سيذكر في زيارة العباس عليه السلام (1) (ص 258).

زيارة هانئ بن عروة رحمة الله

تقف عند قبره وتسلّم على رسول اللَّه صلى الله عليه و آله وتقول:

سَلامُ اللَّهِ الْعَظيمِ وَصَلَواتُهُ عَلَيْكَ يا هانِىَ بْنَ عُرْوَةَ، السَّلامُ عَلَيْكَ ايُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ، النَّاصِحُ للَّهِ وَلِرَسُولِهِ، وَلِأَميرِ الْمُؤْمِنينَ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ عَلَيْهِمُ السَّلامُ، اشْهَدُ انَّكَ قُتِلْتَ مَظْلُوماً، فَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ قَتَلَكَ، وَاسْتَحَلَّ دَمَكَ، وَحَشى قُبُورَهُمْ ناراً، اشْهَدُ انَّكَ لَقيتَ اللَّهَ وَ هُوَراضٍ عَنْكَ بِما فَعَلْتَ وَنَصَحْتَ، وَاشْهَدُ انَّكَ قَدْ بَلَغْتَ دَرَجَةَ الشُّهَدآءِ، وَجُعِلَ رُوحُكَ مَعَ ارْواحِ السُّعَدآءِ، بِما نَصَحْتَ للَّهِ وَلِرَسُولِهِ مُجْتَهِداً، وَبَذَلْتَ نَفْسَكَ فى ذاتِ اللَّهِ وَمَرْضاتِهِ، فَرَحِمَكَ اللَّهُ وَرَضِىَ عَنْكَ، وَحَشَرَكَ مَعَ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرينَ، وَجَمَعَنا وَايَّاكَ مَعَهُمْ فى دارِ النَّعيمِ، وَسَلامٌ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ.

ثمّ صلِّ ركعتين وأهدهما إلى هانئ وادع لنفسك بما شئت (2).


1- مصباح الزائر: ص 101؛ بحارالانوار: ج 97، ص 427.
2- مصباح الزائر: ص 104؛ بحارالانوار: ج 97، ص 429( مع اختلاف يسير).

ص: 228

الفصل الرابع: فضل مسجد السهلة و أعماله و أعمال مسجد زيد و صعصعة

فضيلة مسجد السهلة

بعد مسجد الكوفة يأتي مسجد السهلة الذي اصطلحت عليه بعض الروايات بمسجد «سُهَيل» ورواية اخرى «الشَّرى» وثالثة مسجد «بني ظفر»(1) وموضع عشّاق بقية اللَّه الأعظم إمام العصر والزمان (صلوات اللَّه عليه) وذكرت الروايات العديد من فضائله ومنها:

1. كان بيت إدريس عليه السلام وإبراهيم عليه السلام ومنزل الأنبياء والأوصياء والصالحين (2).

2. جاء في بعض الروايات «

فيه المعراج»(3)

الذي يمكن أن يكون إشارة إلى عروج المؤمنين المعنويّ من هذا المسجد، أو إشارة إلى أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله بعد أن هبط ليلة المعراج في مسجد الكوفة (حيث ورد في بعض الروايات أنّه صلى الله عليه و آله هبط وصلّى ركعتين في مسجد الكوفة)(4) دخل مسجد السهلة ومنه عرج إلى السماء.

3. ما صلّى فيه أحد فدعا اللَّه بنيّةٍ صادقةٍ إلّاصرفه اللَّه بقضاء حاجته ... وما من أحد استجاره إلّا أجاره اللَّه ممّا يخاف منه (5).

4. ما بعث اللَّه نبيّاً إلّاوقد صلّى فيه (6).


1- ورد اسم سهيل في كامل الزيارات، الباب 8، ح 10 و 11؛ و بني ظفر في الكافي: ج 3، ص 489، ح 1؛ والشرى في قرب الاسناد: ص 74.
2- راجع كامل الزيارات: الباب 8، ح 10 و 11؛ من لا يحضره الفقيه: ج 1، ص 232، ح 697.
3- بحارالانوار: ج 97، ص 437، ح 8 نقلا عن كامل الزيارات: الباب 8، ح 11.
4- كامل الزيارات: الباب 8، ح 6.
5- بحارالانوار: ج 97، ص 434، ح 1.
6- المصدر السابق: ص 435، ح 3.

ص: 229

5. روى الشيخ الطوسي في التهذيب عن الإمام الصادق عليه السلام: «

فَإنَّهُ لَمْ يَأْتِهِ مَكْروبٌ إلّافَرَّجَ اللَّه كُرْبَتَهُ أو قَضى حاجَتَهُ»(1).

6. قال الإمام الصادق عليه السلام لأبي بصير: «

هُوَ مِنَ البِقاعِ الّتي أحَبَّ اللَّهُ أن يُدعى فِيها، وَمَا مِنْ يَومٍ وَلا لَيلةٍ إلّاوَالملائكةُ تَزورُ هَذا المَسجِدَ، يَعبُدونَ اللَّهَ فِيهِ»(2).

7. طبق رواية الصادق عليه السلام: «

المُقِيمُ فِيه (للعِبادَةِ) كالمُقِيمِ في فِسْطَاطِ رَسولِ اللَّهِ صلى الله عليه و آله وَما مِنْ مُؤمِنٍ وَلا مُؤمِنَةٍ إلّاوَقَلْبُهُ يَحِنُّ إلَيهِ»(3).

أعمال مسجد السهلة

1. كما مضى، الصلاة ركعتين بين العشاءين ما صلّاها مكروب ودعا اللَّه إلّافرّج عنه كربته إن شاء اللَّه.

2. الأعمال التي ذكرها جمع من الأصحاب في مختلف الكتب (4)، واعتبر بعض الأعلام الإتيان بها ليلة الأربعاء أفضل من غيره من الأوقات (5) (ويستفاد من بعض الروايات- كما سيأتي- أنّ بعض هذه الأعمال من تعليم الخضر عليه السلام والأعمال هي: إذا أردت أن تدخل المسجد فقف على الباب وقل:

بِسْمِ اللَّهِ وَبِاللَّهِ، وَمِنَ اللَّهِ وَالَى اللَّهِ، وَما شآءَ اللَّهُ، وَخَيْرُ الْأَسْمآءِ للَّهِ، تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ، وَلا حَوْلَ وَ لا قُوَّةَ الَّا بِاللَّهِ الْعَلِىِّ الْعَظيمِ، اللهُمَّ اجْعَلْنى مِنْ عُمَّارِ مَساجِدِكَ وَبُيُوتِكَ، اللهُمَّ انّى اتَوَجَّهُ الَيْكَ بِمُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَ اقَدِّمُهُمْ بَيْنَ يَدَىْ حَوآئِجى فَاجْعَلْنِى اللهُمَّ بِهِمْ عِنْدَكَ وَجيهاً فِى الدُّنْيا وَالأخَرةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبينَ،


1- بحارالأنوار: ج 97، ص 440، ح 20 نقلًا عن تهذيب الأحكام: ج 6، ص 38، ح 21؛ وفي بحار الأنوار: ج 97، ص 437، ح 9 نقلًا عن قرب الاسناد: ص 74 حيث وردت هذه البشارة بصورة مطلقة ودون قيد بين العشاءين.
2- بحار الأنوار: ج 97، ص 436، ح 7؛ المزار الكبير: ص 135.
3- بحار الأنوار: ج 97، ص 435، ح 3.
4- المصدر السابق: ص 443، ح 22؛ المزار الكبير: ص 137.
5- مصباح الزائر: ص 105.

ص: 230

اللهُمَّ اجْعَلْ صَلاتى بِهِمْ مَقْبُولَةً، وَذَنْبى بِهِمْ مَغْفُوراً، وَرِزْقى بِهِمْ مَبْسُوطاً، وَدُعآئى بِهِمْ مُسْتَجاباً، وَحَوآئِجى بِهِمْ مَقْضِيَّةً، وَانْظُرْ الَىَّ بِوَجْهِكَ الْكَريمِ نَظْرَةً رَحيمَةً، اسْتَوْجِبُ بِهَا الْكَرامَةَ عِنْدَكَ، ثُمَّ لا تَصْرِفْهُ عَنّى ابَداً، بِرَحْمَتِكَ يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ، يا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ وَالْأَبْصارِ، ثَبِّتْ قَلْبى عَلى دينِكَ، وَ دينِ نَبِيِّكَ وَوَلِيِّكَ، وَلا تُزِغْ قَلْبى بَعْدَ اذْ هَدَيْتَنى وَهَبْ لى مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً، انَّكَ انْتَ الْوَهَّابُ، اللهُمَّ الَيْكَ تَوَجَّهْتُ، وَمَرْضاتَكَ طَلَبْتُ، وَثَوابَكَ ابْتَغَيْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، اللهُمَّ فَاقْبِلْ بِوَجْهِكَ الَىِّ، وَاقْبِلْ بِوَجْهى الَيْكَ.

ثمّ اقرأ

آية الكرسيّ والمعوّذتين وسبّح اللَّه

سبع مرّات و

أحمده

سبعاً و

هلِّله

سبعاً و

كبّره

سبعاً ثمّ قل:

اللهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلَى ما هَدَيْتَنى وَلَكَ الْحَمْدُ عَلى ما فَضَّلْتَنى وَلَكَ الْحَمْدُ عَلى ما شَرَّفْتَنى وَلَكَ الْحَمْدُ عَلى كُلِّ بَلاءٍ حَسَنٍ ابْتَلَيْتَنى اللهُمَّ تَقَبَّلْ صَلاتى وَدُعآئى وَطَهِّرْ قَلْبى وَاشْرَحْ لى صَدْرى وَتُبْ عَلَىَّ انَّكَ انْتَ التَّوَّابُ الرَّحيمُ (1).

وادخل المسجد فصلِّ ركعتين وارفع يديك إلى السماء وقل:

انْتَ اللَّهُ لا الهَ الَّا انْتَ، مُبْدِئُ الْخَلْقِ وَمُعيدُهُمْ، وَانْتَ اللَّهُ لا الهَ الَّا انْتَ، خالِقُ الْخَلْقِ وَرازِقُهُمْ، وَانْتَ اللَّهُ لا الهَ الَّا انْتَ، الْقابِضُ الْباسِطُ، وَانْتَ اللَّهُ لا الهَ الَّا انْتَ، مُدَبِّرُ الأُمُورِ، وَباعِثُ مَنْ فِى الْقُبُورِ، انْتَ وارِثُ الْأَرْضِ وَمَنْ عَلَيْها، اسْئَلُكَ بِاسْمِكَ الْمَخْزُونِ الْمَكْنُونِ الْحَىِّ الْقَيُّومِ، وَانْتَ اللَّهُ لا الهَ الَّا انْتَ، عالِمُ السِّرّ وَاخْفى اسْئَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذى اذا دُعيتَ بِهِ اجَبْتَ، وَاذا سُئِلْتَ بِهِ اعْطَيْتَ، وَاسْئَلُكَ بِحَقِّكَ عَلى مُحَمَّدٍ وَاهْلِ بَيْتِهِ، وَ بِحَقِّهِمُ الَّذى اوْجَبْتَهُ عَلى نَفْسِكَ، انْ تُصَلِّىَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَانْ تَقْضِىَ لى حاجَتى السَّاعَةَ السَّاعَةَ، يا سامِعَ


1- لم نعثر على مصدر لهذا القسم من الأعمال على غير ما رواه المرحوم الحاج الشيخ عباس القمي بعنوان بعض كتب المزار سوى ما ورد في مصباح المتهجد: ص 130- / 132 وبعنوان الأعمال المطلقة للمساجد وباختلاف واضح.

ص: 231

الدُّعآءِ، يا سَيِّداهُ يا مَوْلاهُ يا غِياثاهُ، اسْئَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ، اوِاسْتَاْثَرْتَ بِهِ فى عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ، انْ تُصَلِّىَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَانْ تُعَجِّلَ فَرَجَنَا السَّاعَةَ، يا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ وَالأَبْصارِ، يا سَميعَ الدُّعآءِ.

ثمّ اسجد واخشع وادعُ اللَّه بما تريد(1)، ثمّ صلِّ ركعتين في الموضع المعروف بدار إبراهيم الخليل عليه السلام وقل بعد تسبيح فاطمة الزهراء عليها السلام:

اللَّهُمَّ بِحَقِّ هذِهِ الْبُقْعَةِ الشَّريفَةِ، وَبِحَقِّ مَنْ تَعَبَّدَ لَكَ فيها، قَدْ عَلِمْتَ حَوائِجى فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاقْضِها، وَقَدْ احْصَيْتَ ذُنُوبى فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاغْفِرْها لى اللَّهُمَّ احْيِنى ما كانَتِ الْحَياةُ خَيْراً لى وَامِتْنى اذا كانَتِ الْوَفاةُ خَيْراً لى عَلى مُوالاةِ اوْلِيآئِكَ، وَ مُعاداةِ اعْدآئِكَ، وَافْعَلْ بى ما انْتَ اهْلُهُ، يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ.

ثمّ تصلّي ركعتين في الزاوية الغربية الاخرى التي تقع في جهة القبلة، ثمّ ترفع يديك وتقول:

اللَّهُمَّ انّى صَلَّيْتُ هذِهِ الصَّلاةَ ابْتِغآءَ مَرْضاتِكَ، وَ طَلَبَ نآئِلِكَ، وَرَجآءَ رِفْدِكَ وَ جَوآئِزِكَ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَتَقَبَّلْها مِنّى بِاحْسَنِ قَبُولٍ، وَ بَلِّغْنى بِرَحْمَتِكَ الْمَأْمُولَ، وَافْعَلْ بى ما انْتَ اهْلُهُ، يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ.

ثمّ اهو إلى السجود وضع خدّيك على التراب ثمّ امعن إلى الزاوية الشرقية فصلِّ ركعتين وابسط يديك وقل:

اللَّهُمَّ انْ كانَتِ الذُّنُوبُ وَالْخَطايا قَدْ اخْلَقَتْ وَجْهى عِنْدَكَ، فَلَمْ تَرْفَعْ لى الَيْكَ صَوْتاً، وَلَمْ تَسْتَجِبْ لى دَعْوَةً، فَانّى اسْئَلُكَ بِكَ يا اللَّهُ، فَانَّهُ لَيْسَ مِثْلَكَ احَدٌ، وَاتَوَسِّلُ الَيْكَ بِمُحَمَّدٍ وَ آلِهِ، وَاسْئَلُكَ انْ تُصَلِّىَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَانْ


1- مصباح الزائر: ص 105؛ بحار الأنوار: ج 97، ص 441، ح 21؛ المزار الكبير ص 137 وطبق نقل البحار أنّ الصادق عليه السلام قرأ هذاالدعاء في مسجد السهلة لامرأة حُبِست حين تبرّأت ممّن ظلم الزهراء عليها السلام وذكره أصحاب كتب المزارات باختلاف قليل لينطبق على كلّ محتاج.

ص: 232

تُقْبِلَ الَىَّ بِوَجْهِكَ الْكَريمِ وَ تُقْبِلَ بِوَجْهى الَيْكَ، وَلا تُخَيِّبْنى حَيْنَ ادْعُوكَ، وَلا تَحْرِمْنى حَيْنَ ارْجُوكَ، يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ.

ثمّ ضع جانبي وجهك على التراب (وادع اللَّه)(1)، ثمّ تصلّي في البيت الذي وسط المسجد (المعروف بمقام زين العابدين عليه السلام) ركعتين وتقول:

يا مَنْ هُوَ اقْرَبُ الَىَّ مِنْ حَبْلِ الْوَريدِ، يا فَعَّالًا لِما يُريدُ، يا مَنْ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَ حُلْ بَيْنَنا وَ بَيْنَ مَنْ يُؤْذينا بِحَوْلِكَ وَقُوَّتِكَ، يا كافى مِنْ كُلِّ شَىْ ءٍ، وَلا يَكْفى مِنْهُ شَىْ ءٌ، اكْفِنَا الْمُهِمَّ مِنْ امْرِ الدُّنْيا وَالأخِرَةِ، يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ. ثمّ ضع جانبي وجهك على التراب (2).

جاء في بعض الروايات: ثمّ خرج (الخضر عليه السلام) من مسجد السهلة، وسألناه عن هذا المكان فقال: هذا المكان مقام الصالحين والأنبياء والمرسلين (3).

مقام المهديّ (أرواحنا فداه):

ويقرب من هذه البقعة موضع يعرف بمقام المهديّ عليه السلام ومن المناسب فيه زيارته عليه السلام، ونقل عن بعض الكتب أنّه ينبغي أن يزوره الزائر هنا بهذه الزيارة: «

سَلَامُ اللَّهِ الكامِلُ التَّامُّ ...»(4)

والتي سترد تحت عنوان الاستغاثة بإمام الزمان (عجّل اللَّه تعالى فرجه الشريف) (ص 344).

أعمال مسجد «زيد»

في بعض الروايات عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه: ثمّ مضى (الخضر) من مسجد السهلة ودخل مسجداً صغيراً (قرب مسجد السهلة) وعليه السكينة والوقار فصلّى فيه ركعتين وبسط يديه وقال:


1- بحار الأنوار: ج 97، ص 443، ح 22؛ المزار الكبير: ص 140؛ مصباح الزائر: ص 105.
2- بحار الأنوار: ج 97، ص 445.
3- المصدر السابق: ص 444؛ المزار الكبير: ص 141.
4- مفاتيح الجنان: أعمال مسجد السهلة.

ص: 233

الهى قَدْ مَدَّ الَيْكَ الْخاطِئُ الْمُذْنِبُ يَدَيْهِ بِحُسْنِ ظَنِّهِ بِكَ، الهى قَدْ جَلَسَ الْمُسيى ءُ بَيْنَ يَدَيْكَ، مُقِرّاً لَكَ بِسُوءِ عَمَلِهِ، وَراجِياً مِنْكَ الصَّفْحَ عَنْ زَلَلِهِ، الهى قَدْ رَفَعَ الَيْكَ الظَّالِمُ كَفَّيْهِ، راجِياً لِما لَدَيْكَ، فَلا تُخَيِّبْهُ بِرَحْمَتِكَ مِنْ فَضْلِكَ، الهى قَدْ جَثَا الْعآئِدُ الَى الْمَعاصى بَيْنَ يَدَيْكَ، خآئِفاً مِنْ يَوْمٍ تَجْثُو فيهِ الْخَلائِقُ بَيْنَ يَدَيْكَ، الهى جآءَكَ الْعَبْدُ الْخاطِئُ فَزِعاً مُشْفِقاً، وَرَفَعَ الَيْكَ طَرْفَهُ حَذِراً راجِياً، وَفاضَتْ عَبْرَتُهُ مُسْتَغْفِراً نادِماً، وَعِزَّتِكَ وَجَلالِكَ ما ارَدْتُ بِمَعْصِيَتى مُخالَفَتَكَ، وَما عَصَيْتُكَ اذْ عَصَيْتُكَ وَانَا بِكَ جاهِلٌ، وَلا لِعُقُوبَتِكَ مُتَعَرِّضٌ، وَ لا لِنَظَرِكَ مُسْتَخِفٌّ، وَلكِنْ سَوَّلَتْ لى نَفْسى وَاعانَتْنى عَلى ذلِكَ شِقْوَتى وَغَرَّنى سِتْرُكَ الْمُرْخى عَلَىَّ، فَمِنَ الأنَ مِنْ عَذابِكَ مَنْ يَسْتَنْقِذُنى وَ بَحَبْلِ مَنْ اعْتَصِمُ انْ قَطَعْتَ حَبْلَكَ عَنّى فَيا سَوْاتاهُ غَداً مِنَ الْوُقُوفِ بَيْنَ يَدَيْكَ، اذا قيلَ لِلْمُخِفّينَ جُوزُوا، وَلِلْمُثْقِلينَ حُطُّوا، افَمَعَ الْمُخِفّينَ اجُوزُ، امْ مَعَ الْمُثْقِلينَ احُطُّ، وَيْلى كُلَّما كَبُرَ سِنّى كَثُرَتْ ذُنُوبى وَيْلى كُلَّما طالَ عُمْرى كَثُرَتْ مَعاصِىَّ، فَكَمْ اتُوبُ وَكَمْ اعُودُ، اما آنَ لى انْ اسَتَحْيِىَ مِنْ رَبّى اللَّهُمَ فَبِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، اغْفِرْ لى وَارْحَمْنى يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ، وَخَيْرَ الْغافِرينَ.

ثمّ بكى ووضع خدَّه الأيمن على الأرض وقال:

ارْحَمْ مَنْ اسآءَ وَاقْتَرَفَ وَاسْتَكانَ وَاعْتَرَفَ.

ثمّ بكى ووضع خدَّه الأيسر على التراب وقال:

عَظُمَ الذَّنْبُ مِنْ عَبْدِكَ، فَلْيَحْسُنِ الْعَفْوُ مِنْ عِنْدِكَ يا كَريمُ.

ثمّ مضى، فسألناه عن هذا المكان فقال: إنّه مسجد زيد بن صوحان صاحبَ عليِّ بن أبي طالبٍ عليه السلام وَهَذا دُعاؤُهُ وَتَهَجُّدهُ، ثمّ غاب عنّا فَلَم نَرَهُ (1).


1- بحارالانوار: ج 97، ص 444؛ المزار الكبير: ص 142.

ص: 234

تنبيه: قال المرحوم السيّد ابن طاووس في مصباح الزائر: ثمّ عد إلى السجود وقل:

العفو العفو

مائة مرّة(1).

أعمال مسجد «صعصعة»

اشارة

ذكر المرحوم السيّد ابن طاووس في مصباح الزائر(2) الصلاة ركعتان في هذا المسجد والدعاء:

«اللَّهُمَّ يا ذَا الْمِنَنِ السَّابِغَةِ وَالْآلاءِ الْوازِعَةِ

...» الذي ورد في أعمال أيّام شهر رجب. رغم ما رواه المرحوم العلّامة المجلسي (3) عن مزار الشهيد والمزار الكبير وإقبال السيّد ابن طاووس: أنّه شوهد فيه الإمام الغائب صاحب العصر عليه السلام شاهده فيه جمع من الأصحاب في شهر رجب يصلّي ركعتين ويدعو بالدعاء (لعلّه عليه السلام دعا بهذا الدعاء بمناسبة شهر رجب لا من باب أنّه مختصّ بهذا المسجد) لكن من المناسب قراءة هذه المناجاة الرفيعة والعميقة المعاني في هذا المسجد في سائر الأوقات.

شخصيّة زيد وصعصعة:

ينسب المسجدان لزيد بن صوحان وصعصعة بن صوحان وهما أخوان من أصحاب عليّ عليه السلام.

زيد من كبار أصحاب أميرالمؤمنين عليه السلام ويعدُّ من الأبدال، وقد استشهد في ركابه عليه السلام في واقعة الجمل (4) والدعاء السالف هو دعاؤه الذي كان يدعو به في نافلة الليل (5). أخوه صعصعة بن صوحان أيضاً من أصحاب أميرالمؤمنين عليه السلام ومن العارفين بحقّه ومن أكابر المؤمنين، وقد بلغ في الفصاحة والبلاغة مبلغاً حيث لقبّه أميرالمؤمنين عليه السلام بالخطيب الشحشح (6). وأثنى عليه بالفصاحة وجودة الخطب، كما مدحه بقلّة المؤونة وكثرة المعونة(7). وقد حضر صعصعة تشييع جثمانه الشريف ليلًا، ولمّا لحد أميرالمؤمنين عليه السلام وقف صعصعة على القبر وأخذ كفّاً من التراب


1- مصباح الزائر: ص 108.
2- المصدر السابق: ص 109.
3- بحار الأنوار: ج 97، ص 446؛ المزار الكبير: ص 143.
4- بحار الأنوار: ج 23، ص 211.
5- المصدر السابق: ج 97 ص 445.
6- المصدر السابق: ج 34، ص 308.
7- المصدر السابق: ج 23، ص 211.

ص: 235

فأهاله على رأسه وقال: بأبي أنت وامّي يا أميرالمؤمنين، هنيئاً لك يا أبا الحسن، فلقد طاب مولدك وقوي صبرك وعظم جهادك وبلغت ما أمّلت وربحت تجارتك ومضيت إلى ربّك ... وبكى بكاءً شديداً وأبكى كلّ من كان معه (1). وبذلك فقد انعقد في جوف الليل مأتم يخطب فيه صعصعة ويحضره الإمامان الحسنان عليهما السلام ومحمّد بن الحنفيّة وأبوالفضل العبّاس وغيرهم من أبنائه وأقاربه. رحمة اللَّه ورضوانه عليه.

-*-*-*-


1- بحارالانوار: ج 42، ص 295.

ص: 236

الفصل الخامس: زيارة الإمام الحسين عليه السلام

زيارة الإمام الحسين عليه السلام من قرب

فضيلة زيارته عليه السلام من قرب:

لما كانت الروايات الواردة في فضل زيارة الحسين عليه السلام كثيرة جدّاً، رأينا من المناسب أن نضع فهرستاً لعظيم الفضل في هذه الروايات، وتوصلنا إلى الإشارة إلى أهم المصادر المعتمدة لدى أعلام الشيعة، أي كتاب «كامل الزيارات»(1) (تأليف المحدّث والفقيه الجليل صاحب الصدق والأمانة استاذ المرحوم الشيخ المفيد رحمه الله وجمع من الأعلام الأفاضل، جعفر بن محمّد بن قولويه)؛ والذي اعتمدناه في الفصل المتعلّق بزيارة النبيّ صلى الله عليه و آله وسائر الأئمّة عليهم السلام 83 باباً من بين 108 أبواب هذا الكتاب تتعلّق بفضائل الإمام الحسين عليه السلام وبعض أصحابه فضمّ أكثر من 560 رواية، وسنكتفي بالمرور على الروايات الكثيرة المرويّة في زيارته عليه السلام:

1. «

لَيْسَ مِن مَلَكٍ مُقَرّبٍ وَلا نَبِيٍ مُرْسَلٍ إلّاوهو يَسْألُ اللَّه تعالى أن يَزورَ الحُسَينَ عليه السلام فَفَوْجٌ يَهْبِطُ وَفَوْجٌ يَصْعَدُ»(2).

2. «

يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ كُلَّ مَساءٍ سَبْعُونَ ألْفَ مَلَكٍ يَطُوفُونَ بِالْبَيْتِ الْحَرامِ ثُمَّ يَزُورُونَ قَبْرَ رَسولِ اللَّهِ صلى الله عليه و آله وَقَبْرَ أميرِالمُؤمِنين عليه السلام ثُمَّ يأتُونَ قَبْرَ الحُسَينِ عليه السلام ثُمَّ يَعْرُجونَ إلى السَّماءِ قَبْلَ أن تَغِيبَ الشَّمْسُ»(3).

3. روى أحد أصحاب الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: «

إنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه و آله وعليّ عليه السلام وفَاطِمة عليها السلام


1- قال المؤلف في مقدّمة الكتاب:« ما رويناه في هذا الكتاب كلّها من ثقاة الأصحاب» وعلى هذا الأساس ذهب بعض الأكابر اعتبارووثاقة جميع رواياته.
2- كامل الزيارات: الباب 39، ح 4.
3- المصدر السابق: ح 2.

ص: 237

والأئمّة عليهم السلام يَدعُونَ لِزوّارِ الحُسينِ عليه السلام»(1)

. وروى قائلًا: دخلت على الصادق عليه السلام فسمعته يناجي ربّه ويدعو في سجوده بهذا الدعاء ... (دعاء غاية في العظمة والمضامين الرفيعة بحقّ زوّار الإمام الحسين عليه السلام والذي ورد في كامل الزيارات) فلمّا رفع رأسه قال «

مَن يَدعُو لِزوّارِهِ فِي السَّماءِ أكثَرُ ممّن يَدعُو لَهُم فِي الأرضِ»(2)

وروى أنّه عليه السلام قال: «

أما تُحبُّ أنْ تَكُونَ غَداً فِي مَنْ يَأتِي وَلَيسَ عَلَيهِ

ذَنْبٌ فيتبَع بهِ؟ أما تُحبّ أن تَكُونَ ممّنْ يُصافِحُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه و آله؟»(3)

. (فلا تنس زيارته عليه السلام).

4. «

أربَعةُ آلافِ مَلَكٍ عِندَ قَبرِ الحُسَينِ عليه السلام، لا يَزورُهُ زائِرٌ إلّااسْتَقْبَلوهُ، وَلا يُوَدِّعُهُ مُوَدِّعٌ إلّا شَيَّعُوهُ، وَلا يَمْرضُ إلّاعادُوه، ولا يَموتُ إلّاصَلُّوا على جَنازَتِه، واستَغْفَروا له بَعد مَوتِه»(4)

. وطبق رواية اخرى: «

فإن هلك في سفره نزلت الملائكة فغسّلته، وفُتِحَتْ له أبواب الجنّة»(5).

5. «

وَكَّلَ اللَّهُ بِقَبْرِ الحُسَينِ عليه السلام سَبْعينَ ألفَ مَلَكٍ يَعبُدون اللَّهَ عِندَه، الصَّلاةُ الواحِدَةُ مِن صَلاةِ أحَدِهِم تَعْدِلُ ألْفَ صَلاةٍ مِن صَلاةِ الآدَميّين، يَكونُ ثَوابُ صَلاتِهِم لِزُوّارِ الحُسَينِ عليه السلام»(6).

6. «

مَنْ صَلّى عِندَه رَكْعَتَيْنِ لَمْ يَسألِ اللَّهَ تَعالى شَيْئاً إلّاأعْطاهُ إيّاهُ. وإذا اغْتَسَلَ مِن مَاءِ الفُراتِ وهو يُريدُه تَساقَطَتْ عَنهُ خَطاياهُ كَيَومِ وَلَدَتْهُ امُّهُ، ولِمَن يُجَهِّزُ إلَيهِ يُعطِيهِ اللَّهُ بِكُلِّ دِرْهَمٍ أنْفَقَهُ مِثل أُحُدَ مِنَ الحَسَناتِ وَيَصْرِفُ عَنهُ مِنَ البَلاءِ مِمّا قَدْ نَزَل لِيُصِيبَهُ ويَدْفَعُ عنه ويُحْفَظُ في مَالِه»(7).

7. روى أحد أصحاب الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: «

مَن أتى قَبرَ أبي عَبداللَّهِ عليه السلام فَقَد وَصلَ رَسولَ اللَّهِ صلى الله عليه و آله وَوصَلَنا وَحَرُمَت غِيبَتُهُ وَحَرمَ لَحمُهُ عَلَى النَّارِ، وَكانَ اللَّهُ لَهُ مِن وَراءِ حَوائِجِهِ وَحُفِظَ فِي كُلِّ ما خَلّفَ، ولم يَسألِ اللَّهَ شَيئاً إلّاأعطاهُ وأجابَهُ فِيهِ إمّا أنْ يُعَجِّلَهُ وإمّا أن يُؤَخِّرَهُ لَهُ»(8).

وطبق رواية اخرى: «

يُكْتَبُ لَهُ بِكُلِّ دِرْهَمٍ أَنْفَقَهُ أَلْفُ دِرْهَمٍ وَيَعودُ إلى أهْلِهِ ولا ذَنْبَ عَلَيهِ»(9)

. وطبق رواية اخرى: «

ورِضا اللَّه خَيْرٌ لَه ودُعاءُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله ودُعاءُ أميرِالمؤمنينَ والأئِمَّةُ خَيْرٌ له»(10).

8. «

وَلِمَنْ تَرَكَ زِيارَةَ الحُسَينِ عليه السلام رَغْبَةً عنهُ، الحَسْرَةُ يَوْمَ الحَسْرَةِ»(11)

، «وقَدْ عَقَّ رَسولَ اللَّهِ صلى الله عليه و آله

وعَقَّنا»(12).


1- كامل الزيارات: الباب 40، ح 1.
2- المصدر السابق: ح 2.
3- المصدر السابق: الباب 41، ح 2.
4- المصدر السابق: ح 1.
5- المصدر السابق: الباب 46، ح 2.
6- المصدر السابق: الباب 42، ح 1.
7- المصدر السابق: الباب 44، ح 2.
8- المصدر السابق: الباب 46، ح 1.
9- المصدر السابق: ح 2.
10- المصدر السابق: ح 2.
11- المصدر السابق: ح 2.
12- المصدر السابق: ح 3.

ص: 238

9. روى بشير الدّهان أنّ الإمام الصادق عليه السلام قال له: «

إذا خَرَجَ مِن أهلِهِ بأوَّلِ خُطْوَةٍ مَغْفِرةُ ذنُوبِهِ، ثُمّ لَم يَزلْ يُقدّس بكلِّ خُطوةٍ حَتّى يَأتِيَهُ، فإذا أتاهُ ناجاهُ اللَّهُ تَعالى فَقَالَ: عَبدِي سَلْنِي أُعْطِكَ، ادعُنِي أُجِبْكَ، أُطْلُبْ مِنّي أُعْطِكَ، وَحَقٌّ عَلى اللَّهِ أن يُعطِيَ ما بَذلَ»(1).

وجاء في رواية اخرى: «

إنَّ للَّهِ مَلائِكةً مُوَكَّلِين بِقَبْرِ الحُسَينِ عليه السلام فإذا همَّ بِزِيارَتِهِ الرَّجُلُ أعْطاهُمُ اللَّهُ ذُنوبَهُ، فإذا خَطا مَحَوْها، ثُمَّ إذا خَطا ضاعَفُوا لَهُ حَسَناتِه، فَما تَزالُ حَسَناتُهُ تَتَضاعَفُ حَتّى تُوجِبُ لَهُ الجَنَّةَ، ثُمَّ اكتَنَفُوهُ وقَدَّسُوهُ ويُنادونَ مَلائِكَةَ السَّماءِ أن قَدِّسُوا زُوّارَ حَبيبِ حَبيبِ اللَّه، فإذا اغْتَسَلوا نَاداهُم مُحَمَّدٌ صلى الله عليه و آله: يا وَفْدَ اللَّهِ أبْشِرُوا بِمُرافَقَتِي في الجَنَّةِ، ثُمَّ ناداهُم أميرُالمُؤْمِنين عليه السلام: أنا ضامِنٌ لِقَضاءِ حَوائِجِكُمْ ودَفْعِ البَلاءِ عَنكُم في الدُّنيا والآخِرَةِ، ثُمَّ التَقاهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله عَن أيْمانِهِم وعَن شَمائِلِهم حَتّى يَنْصَرِفوا إلى أهالِيهم»(2).

تنبيه مهمّ:

معلوم أنّ هذا الثواب العظيم والأجر الجزيل لمن كان عارفاً بحقّ الحسين عليه السلام عالماً بالهدف الذي ثار من أجله، والطريق الذي استشهد لأجله، ويجعل إرتباطه به حين الزيارة، ويقتدي بأهدافه ويستنّ عملياً بمضامين الزيارة، ويعود بروحية جديدة من زيارة قبره، ومن هنا استهلّت رواية ابن عبّاس عن النّبيّ صلى الله عليه و آله في جزيل أجر زيارة الحسين عليه السلام بالعبارة «

عارفاً بحقّه»(3).

آداب زيارة الإمام الحسين عليه السلام من قرب:

الآداب التي ينبغي للزائر مراعاتها في طريقه إلى الزيارة كما يلي (طبعاً بعض هذه الآداب ليست متيسّرة في الظروف القائمة، نكتفي بما أمكن منها):

1. أن يصوم ثلاثة أيّام قبل الخروج من بيته ويغتسل في اليوم الثالث، ويجمع أهله وعياله ويقول:

اللَّهُمَّ انّى اسْتَوْدِعُكَ الْيَوْمَ نَفْسى وَاهْلى وَمالى وَ وُلْدى وَكُلَّ مَنْ كانَ مِنّى بِسَبيلٍ، الشَّاهِدَ مِنْهُمْ وَالْغآئِبَ، اللهُمَّ احْفَظْنا بِحِفْظِ الْإيمانِ، وَاحْفَظْ عَلَيْنا،


1- كامل الزيارات: الباب 49، ح 2.
2- المصدر السابق: ح 3؛ وراجع الباب 62.
3- راجع بحار الأنوار: ج 36، ص 286، ح 107.

ص: 239

اللهُمَّ اجْعَلْنا فى حِرْزِكَ، وَلا تَسْلُبْنا نِعْمَتَكَ، وَلا تُغَيِّرْ ما بِنا مِنْ نِعْمَةٍ وَعافِيَةٍ، وَزِدْنا مِنْ فَضْلِكَ، انَّا الَيْكَ راغِبُونَ (1).

2. ثمّ يخرج من منزله خاشعاً ويُكثِر من قول «

لَا الهَ إِلَّا اللَّه

» و «

اللَّهُ اكْبَر

» و «

الْحَمْدُ لِلَّهِ

» والصلاة على النّبيّ وآله صلوات اللَّه عليهم ويمضي وعليه السكينة والوقار(2) ويعلم أنّ لكلّ مشقّة يتحمّلها ثواباً وأجراً عظيماً.

3. قال الإمام الصادق عليه السلام: «

إذا أردتَ زِيارةَ الحُسينِ عليه السلام فَزُرْهُ وأنتَ كَئِيبٌ حَزِينٌ مَكرُوبٌ، شَعثاً، مُغْبَرّاً، جَائِعاً، عَطشاناً، فإنّ الحُسينَ عليه السلام قُتِلَ حَزيناً مكروباً شَعثاً مُغْبَرّاً جَائعاً عطشَاناً، وَسَلْهُ الحَوائجَ وانصَرِف عَنهُ ولا تَتَّخِذْهُ وَطَناً»(3).

4. أن لا يتّخذ الزاد في سفر زيارته عليه السلام ممّا لذّ وطاب من الغذاء، بل يتغذّى بالخبز واللبن، فقد قال الإمام الصادق عليه السلام: «

بَلَغني أنّ قَوماً إذا زاروا الحُسينَ عليه السلام حَمَلوا مَعَهُم السُّفْرَةَ فِيها الجِداء والأخْبِصَة وأشْباهِه، ولو زَارُوا قُبورَ أحِبّائهِم ما حَمَلوا مَعَهم هذا»(4).

5. ممّا ندب إليه في سفر الزيارة، التواضع والتذلّل، قال الإمام الصادق عليه السلام: «

مَن أتى قَبرَ الحُسينِ عليه السلام ماشِياً كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ ألفَ حَسَنَةٍ»(5).

6. فإذا أتَيْتَ الفُراتَ فَاغتَسِلْ وامْشِ حافِياً(6).

فضيلة ماء الفرات

يمرّ شطّ الفرات بكربلاء وقريباً من النجف، أي الكوفة المتّصلة الآن بالنجف. وقد وردت عدّة روايات في مصادرنا الروائية ومنها كامل الزيارات لابن قولويه في فضيلة ماء الفرات وبركاته ومنها:


1- المزار الكبير: ص 417.
2- المصدر السابق.
3- بحار الأنوار: ج 98، ص 140، ح 2؛ كامل الزيارات: الباب 48، ح 3. قال المرحوم العلّامة المجلسي:« لعلّ النهي عن اتّخاذه وطناً محمول على حال التقيّة والخوف كما كان الغالب في تلك الأعصار، أو على النهي عن التوقّف عند القبر لا عن حواليه وجوانبه»( بحارالأنوار، ج 98، ص 115).
4- ثواب الأعمال: ص 89.
5- كامل الزيارات: الباب 49، ح 8.
6- المصدر السابق: ح 4.

ص: 240

أ) روى أحد أصحاب الإمام الباقر عليه السلام أنّ رجلًا من أهل الكوفة أتى الإمام عليه السلام فسأله عليه السلام:

«أتَغْتَسِل مِن فُراتِكُم فِي كُلِّ يَومٍ مَرّةً؟ قَالَ: لا. قَالَ: فَفِي كُلِّ جُمُعَةٍ؟ فَقالَ: لا. قَالَ: كُلّ شَهرٍ؟ قَالَ:

لا. قَالَ: كلّ سَنةٍ؟ قال: لا. فقال: إنّك لَمَحرُومٌ مِنَ الخَيرِ»(1).

ب) فسّر الإمام الصادق عليه السلام الآية: وَآوَيْناهُما إِلى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ (2) التي وردت بشأن مريم وابنها عيسى عليهما السلام، بالنجف وماء الفرات (3).

ج) قال في رواية اخرى: «

لَو كُنتُ عِندَهُ لأحْبَبْتُ أنْ آتِيهِ طَرَفَي النَّهارِ»(4).

د) وورد في رواية معتبرة عن علي عليه السلام أنّه قال: «

الماءُ سَيّد شَرابِ الدُّنْيا وَالآخِرةِ، وأربَعةُ أنْهارٍ فِي الدُّنْيا مِنَ الجَنَّةِ: الفُراتُ، وَالنِّيلُ، وَسَيحانُ وَجَيْحانُ. الفُراتُ: المَاء، وَالنِّيلُ: العَسَل، وسَيحان:

الخَمْر وَجَيحان: اللَّبَن»(5).

تنبيه: لا يلزم الإغتسال في نفس النّهر للتبرُّك بماء الفرات، بل يمكن الاستفادة من الأنابيب الممتدّة من ماء الفرات له، هذه البركة إن شاء اللَّه.

7. مساعدة المعوزين والمتخلّفين في الطريق والاهتمام قدر المستطاع بحلّ مشاكلهم وإيصالهم إلى منازلهم؛ فقد روى الشيخ الكليني بسند معتبر، أنّ الإمام الصادق عليه السلام خاطب جماعة ممّن حضروا عنده فقال: «

مَا لَكُمْ تَسْتَخِفُّونَ بِنا؟

» قال: فقام إليه رجل من خراسان فقال:

معاذ لوجه اللَّه أن نستخفّ بك أو بشي ء من أمرك، فقال عليه السلام: «

بَلى لِأنَّكَ أحَدُ مَنِ اسْتَخَفَّ بِي

». فقال: معاذ لوجه اللَّه أن استخفّ بك. فقال عليه السلام: «

وَيْحَكَ أوَلَمْ تَسْمَع فُلاناً وَنَحْنُ بِقُرْبِ الجُحْفَةِ وَهُوَ يَقُولُ لَك: احْمِلْني قَدْرَ مِيلٍ فَقَدْ واللَّهِ أعْيَيتُ، واللَّهِ ما رَفَعْتَ بهِ رَأْساً ولَقَدِ اسْتَخْفَفْتَ بِهِ ومَنِ اسْتَخَفَّ بِمُؤمنٍ فَبِنا اسْتَخَفَّ وضَيَّعَ حُرْمَةَ اللَّهِ عزَّوجلَّ»(6).

جدير ذكره أنّ هذه النقطة لا تختصّ بزوّار الحسين عليه السلام، فلابدّ من التركيز عليها في كلّ سفر للزيارة، كالقصة التي مضت في عليّ بن يقطين بشأن آداب مطلق الزيارات.

8. يلزم زائر الحسين عليه السلام حسن الصحبة لمن يصحبه، وقلّة الكلام إلّابخير، وكثرة ذكر اللَّه ونظافة الثياب والغسل قبل أن يأتي الحائر، والخشوع وكثرة الصلاة، والصلاة على محمّد وآل


1- كامل الزيارات: الباب 8، ح 12.
2- سورة المؤمنون: الآية 50.
3- كامل الزيارات: الباب 13، ح 5.
4- المصدر السابق: ح 4.
5- المصدر السابق: ح 1.
6- الكافي: ج 8، ص 102، ح 73.

ص: 241

محمّد، وغضّ البصر، والمواساة للإخوان إن انقطعوا، والورع عمّا نهي عنه، وقد روى محمّد بن مسلم كلّ هذه الآداب عن الإمام الصادق عليه السلام (1).

9. روي عن أبي سعيد المدائنيّ قال: «

دَخلَتُ على أبي عبداللَّه الصّادقِ عليه السلام فَقُلتُ: جُعِلتُ فِداكَ آتى قَبرَالحُسينِ عليه السلام؟ قالَ: نَعم يا أباسَعيد إئتِ قَبرَ الحُسينِ أطْيَبِ الطَّيّبينِ وأطْهَرِ الأطْهَرينَ وأبَرِّ الأبرارِ فإذا زُرتَهُ فسَبّح عِندَ رأسهِ تَسْبِيحَ أميرِالْمُؤْمِنينَ عليه السلام ألْفَ مَرّةٍ وَسَبِّح عِندَ رِجلَيهِ تَسْبِيحَ فاطِمةَ الزّهراءِ عليها السلام ألفَ مَرّةٍ ثُمّ صلِّ رَكْعَتَيْنِ تَقرأ فِيهِما يس والرّحمن، فإذا فَعَلتَ ذَلكَ كَتَبَ اللَّهُ لَكَ ثَوابَ ذَلِكَ»(2).

10. أن تصلّي الفرائض والنوافل عند قبر الحسين عليه السلام فإنّ الصلاة عنده مقبولة، فالفريضة عنده تعدل الحجّ والنافلة تعدل العمرة(3).

تنبيه: أ) ظاهر الأخبار أنّه يمكن الإتيان بصلاة الزيارة وغيرها خلف قبره عليه السلام (4)، (طبعاً من أراد الصلاة عند رأسه فليتراجع إلى الخلف حتّى لا يكون محاذياً للقبر الشريف).

ب) الأفضل أن يقرأ في الركعة الاولى الحمد وسورة يس وفي الركعة الثانية الحمد والرحمن عند الرأس الشريف (5).

ج) روى ابن قولويه عن الإمام الباقر عليه السلام أنّه قال لشخص: «

ما يَمْنَعُكَ إذا عَرَضَتْ لَكَ حَاجَةٌ أن تأتِيَ قَبْرَ الحُسَيْنِ عليه السلام فَتُصَلّي عِندَهُ أرْبَعَ رَكَعاتٍ ثُمَّ تَسْأل حاجَتَك، فإنَّ الصَّلاةَ فَرِيضَةً عِندَه تَعْدِلُ حِجّةً، والصَّلاةُ نافِلَةً عِندَهُ تَعْدِلُ عُمْرَةً»(6).

ويفهم من رواية ابن أبي يعفور أنّ من يصلّي عنده ركعتين أو أربع ركعات ثمّ يسأل اللَّه حاجته قضاها له (7). ولما قال ابن أبي يعفور للإمام عليه السلام: دعاني الشوق إليك أن تجشّمت إليك على مشقّة، فقال لي: «

لا تَشُكَّ فِي رَبِّكَ، فَهَلّا أتَيْتَ مَن كانَ أعْظَمُ حَقّاً عَلَيك مِنّي

». قال ابن أبي يعفور: فكان من قوله: «

فَهَلّا أتَيْتَ مَن كان أعْظَمَ حَقّاً عليك مِنّي

» أشَدّ عليَّ مِن قوله: «

لا تَشُكّ في رَبِّك

»، قلت:


1- كامل الزيارات: الباب 48، ح 1.
2- المصدر السابق: الباب 79، ح 10.
3- المصدر السابق: الباب 83، ح 1.
4- المصدر السابق: الباب 44، ح 2 و الباب 79، ح 17.
5- المصدر السابق: ح 10.
6- المصدر السابق: الباب 83، ح 1.
7- المصدر السابق: الباب 69، ح 7.

ص: 242

ومن أعظَمِ عليَّ حقّاً منّك؟ قال: «

الحُسَينُ بنُ عَليٍّ عليهما السلام، ألَا أتَيْتَ الحُسَينَ عليه السلام فدَعَوْتَ اللَّهَ عِندَهُ وَشَكَوْتَ إليه حَوائِجَك»(1).

جاء في الروايات (2) أنّ اللَّه أعطى الحسين عليه السلام بقتله: «

أرْبَع خِصالٍ: جَعَلَ الشِّفاءَ فِي تُرْبَتِهِ،

وإجابَةَ الدُّعاءِ تَحتَ قُبَّتِهِ وَالائِمّةَ مِن ذُريّتِه وأن لا يَعدَّ أيّام زائريهِ مِن أعْمارِهِم»(3)

. ذكر الشيخ عباس القمي رحمه الله إنّ ما صرّحت به الروايات من إجابة الدعاء:

«تَحْتَ قُبَّتِهِ»

من الامور التي أعطاها اللَّه الحسين عليه السلام ولذلك ينبغي أن يغتنم الزائر ذلك فيجدّ بالتضرع والدعاء والإنابة ويتوسّل إلى اللَّه بأفضل الأدعية. ونشير هنا إلى أربعة منها:

أوّلًا: الدعاء الوارد في زيارة أمين اللَّه (ص 174) إلى جانب هذه الزيارة (التي تعتبر كما مضى من الزيارات المطلقة لأميرالمؤمنين والمعتبرة) فيزور بها الإمام الحسين عليه السلام، فكما أسلفنا يمكن الزيارة بها في جميع المشاهد الشريفة.

ثانياً: الدعاء الذي ورد أواخر هذا القسم بعد الزيارات الجامعة (ص 365-/ 370).

ثالثاً: الدعاء الجامع والذي رواه السيّد ابن طاووس في مصباح الزائر بعد الزيارة الجامعة (ثالث زيارة جامعة) لأئمّة المؤمنين وسترد في هذا القسم (ص 367).

رابعاً: الدعاء المرويّ ضمن إحدى زيارات الحسين عليه السلام فيرفع يديه إلى السماء ويقول:

اللَّهُمَّ قَدْ تَرى مَكانى وَتَسْمَعُ كَلامى وَتَرى مَقامى وَتَضَرُّعى وَمَلاذى بِقَبْرِ وَلِيِّكَ وحُجَّتِكَ، وَابْنِ نَبِيِّكَ، وَقَدْ عَلِمْتَ يا سَيِّدى حَوائِجى وَلا يَخْفى عَلَيْكَ حالى وَقَدْ تَوَجَّهْتُ الَيْكَ بِابْنِ رَسُولِكَ وَحُجَّتِكَ وَامينِكَ، وَقَدْ اتَيْتُكَ مُتَقَرِّباً بِهِ الَيْكَ وَالى رَسُولِكَ، فَاجْعَلْنى بِهِ عِنْدَكَ وَجيهاً فِى الدُّنْيا وَالْأخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبينَ، وَاعْطِنى بِزِيارَتى امَلى وَهَبْ لى مُناىَ، وَتَفَضَّلْ عَلَىَّ بِشَهْوَتى وَرَغْبَتى وَاقْضِ لى حَوآئِجى وَلا تَرُدَّنى خآئِباً، وَ لا تَقْطَعْ رَجآئى وَ لا تُخَيِّبْ دُعآئى وَعَرِّفْنِى الْإِجابَةَ فى جَميعِ ما دَعَوْتُكَ مِنْ امْرِالدّينِ وَالدُّنْيا وَالْأخِرَةِ، وَاجْعَلْنى


1- كامل الزيارات: ص 168، ح 8.
2- بحار الأنوار: ج 44، ص 221، ح 1.
3- عدّة الداعي: ص 57.

ص: 243

مِنْ عِبادِكَ الَّذينَ صَرَفْتَ عَنْهُمُ الْبَلايا، وَالْأَمْراضَ وَالْفِتَنَ وَالْأَعْراضَ، مِنَ الَّذينَ تُحْييهِمْ فى عافِيَةٍ، وَ تُميتُهُمْ فى عافِيَةٍ، وَتُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ فى عافِيَةٍ، وَتُجيرُهُمْ مِنَ النَّارِ فى عافِيَةٍ، وَ وَفِّقْ لى بِمَنٍّ مِنْكَ صَلاحَ ما اؤَمِّلُ فى نَفْسى وَاهْلى وَوُلْدى وَاخْوانى وَمالى وَجَميعِ ما انْعَمْتَ بِهِ عَلَىَّ يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ (1).

11. الوقوف داخل حرم الحسين عليه السلام والصلاة عليه، والأفضل أن يقرأ هذه الصلوات التي رواها العلّامة المجلسي عن السيّد ابن طاووس:

اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَصَلِّ عَلى الْحُسَيْنِ الْمَظْلُومِ الشَّهيدِ، قَتيلِ الْعَبَراتِ، وَاسيرِ الْكُرُباتِ، صَلاةً نامِيَةً زاكِيَةً مُبارَكَةً، يَصْعَدُ اوَّلُها، وَلا يَنْفَدُ آخِرُها، افْضَلَ ما صَلَّيْتَ على احَدٍ مِنْ اوْلادِ الْأَنْبِيآءِ وَالْمُرْسَلينَ، يا رَبَّ الْعالِمينَ، اللهُمَّ صَلِّ عَلَى الْإِمامِ الشَّهيدِ الْمَقْتُولِ الْمَظْلُومِ الْمَخْذُولِ، وَالسَّيِّدِ الْقآئِدِ، الْعابِدِ الزَّاهِدِ، الْوَصِىِّ الْخَليفَةِ، الْإِمامِ الصِّدّيقِ، الطُّهْرِ الطَّاهِرِ، الطَّيِّبِ الْمُبارَكِ، وَ الرَّضِىِّ الْمَرْضِىِّ، وَالتَّقِىِّ الْهادِى الْمَهْدِىِّ، الزَّاهِدِ الذَّائِدِ الْمُجاهِدِ الْعالِمِ، امامِ الْهُدى وَ سِبْطِ الرَّسُولِ، وَقُرَّةِ عَيْنِ الْبَتُولِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى سَيِّدى وَمَوْلاىَ، كَما عَمِلَ بِطاعَتِكَ، وَ نَهى عَنْ مَعْصِيَتِكَ، وَبالَغَ فى رِضْوانِكَ، وَاقْبَلَ عَلى ايمانِكَ غَيْرَ قابِلٍ فيكَ عُذْراً، سِرّاً وَعَلانِيَةً يَدْعُو الْعِبادَ الَيْكَ، وَ يَدُلُّهُمْ عَلَيْكَ، وَقامَ بَيْنَ يَدَيْكَ، يَهْدِمُ الْجَوْرَ بِالصَّوابِ، وَ يُحْيِى السُّنَّةَ بِالْكِتابِ، فَعاشَ فى رِضْوانِكَ مَكْدُوداً، وَمَضى عَلى طاعَتِكَ وَ فى اوْلِيآئِكَ مَكْدُوحاً، وَ قَضى الَيْكَ مَفْقُوداً، لَمْ يَعْصِكَ فى لَيْلٍ وَلا نَهارٍ، بَلْ جاهَدَ فيكَ الْمُنافِقينَ وَالْكُفَّارَ، اللهُمَّ فَاجْزِهِ خَيْرَ جَزآءِ الصَّادِقينَ الأَبْرارِ، وَضاعِفْ عَلَيْهِمُ الْعَذابَ، وَلِقاتِليهِ الْعِقابَ، فَقَدْ قاتَلَ كَريماً، وَقُتِلَ


1- بحارالانوار: ج 98، ص 212.

ص: 244

مَظْلُوماً، وَ مَضى مَرْحُوماً، يَقُولُ ا نَا ابْنُ رَسُولِ اللَّهِ مُحَمَّدٍ، وَابْنُ مَنْ زَكّى وَعَبَدَ، فَقَتَلُوهُ بِالْعَمْدِ الْمُعْتَمَدِ، قَتَلُوهُ عَلَى الْإيمانِ، وَ اطاعُوا فى قَتْلِهِ الشَّيْطانَ، وَلَمْ يُراقِبُوا فيهِ الرَّحْمنَ، اللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلى سَيِّدى وَمَوْلاىَ، صَلاةً تَرْفَعُ بِها ذِكْرَهُ، وَتُظْهِرُ بِها امْرَهُ، وَتُعَجِّلُ بِها نَصْرَهُ، وَاخْصُصْهُ بِافْضَلِ قِسَمِ الْفَضآئِلِ يَوْمَ الْقِيمَةِ، وَزِدْهُ شَرَفاً فى اعْلى عِلِّيّينَ، وَبَلِّغْهُ اعْلى شَرَفِ الْمُكَرَّمينَ، وَارْفَعْهُ مِنْ شَرَفِ رَحْمَتِكَ فى شَرَفِ الْمُقَرَّبينَ فىِ الرَّفيعِ الأَعْلى وَ بَلِّغْهُ الْوَسيلَةَ، وَالْمَنْزِلَةَ الْجَليلَةَ، وَ الْفَضْلَ وَالْفَضيلَةَ، وَالْكَرامَةَ الْجَزيلَةَ، اللهُمَّ وَاجْزِهِ عَنَّا افْضَلَ ما جازَيْتَ اماماً عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَصَلِّ عَلى سَيِّدى وَمَوْلاىَ، كُلَّما ذُكِرَ وَكُلَّما لَمْ يُذْكَرْ، يا سَيِّدى وَمَوْلاىَ، ادْخِلْنى فى حِزْبِكَ وَزُمْرَتِكَ، وَاسْتَوْهِبْنى مِنْ رَبِّكَ وَرَبّى فَانَّ لَكَ عِنْدَاللَّهِ جاهاً وَقَدْراً وَمَنْزِلَةً رَفيعَةً، انْ سَئَلْتَ اعْطيتَ، وَانْ شَفَعْتَ شُفِّعْتَ، اللَّهَ اللَّهَ فى عَبْدِكَ وَ مَوْلاكَ، لا تُخَلِّنى عِنْدَ الشَّدآئِدِ وَالأَهْوالِ لِسُوءِ عَمَلى وَقَبيحِ فِعْلى وَعَظيمِ جُرْمى فَانَّكَ امَلى وَرَجآئى وَثِقَتى وَمُعْتَمَدى وَوَسيلَتى الىَ اللَّهِ رَبّى وَرَبِّكَ، لَمْ يَتَوَسَّلِ الْمُتَوَسِّلُونَ الَى اللَّهِ بِوَسيلَةٍ هِىَ اعْظَمُ حَقّاً، وَلا اوْجَبُ حُرْمَةً، وَلا اجَلُّ قَدْراً عِنْدَهُ مِنْكُمْ اهْلَ الْبَيْتِ، لاخَلَّفَنِىَ اللَّهُ عَنْكُمْ بِذُنُوبى وَجَمَعَنى وَايَّاكُمْ فى جَنَّةِ عَدْنٍ الَّتى اعَدَّها لَكُمْ وَلِأَوْلِيآئِكُمْ، انَّهُ خَيْرُ الْغافِرينَ، وَ ارْحَمُ الرَّاحِمينَ، اللهُمَّ ابْلِغْ سَيِّدى وَمَوْلاىَ تَحِيَّةً كَثيرَةً وَسَلاماً، وَارْدُدْ عَلَيْنا مِنْهُ السَّلامَ، انَّكَ جَوادٌ كَريمٌ، وَصَلِّ عَلَيْهِ كُلَّما ذُكِرَ السَّلامُ وَكُلَّما لَمْ يُذْكَرْ، يا رَبَّ الْعالَمينَ (1).

تنبيه: سترد في ختام هذا القسم (الزيارات، ص 371) صلوات على المعصومين عليهم السلام تشتمل على صلوات على الإمام الحسين عليه السلام فمن أراد فله أن يعمل بها.


1- بحارالانوار، ج 98، ص 225.

ص: 245

12. روى ابن فهد في عدّة الداعي عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال:

مَن كَانَ لَهُ إلى اللَّهِ حَاجةً فَليَقف عِندَ رَأسِ الحُسينِ عليه السلام ويقول:

يا ابا عَبْدِاللَّهِ، اشْهَدُ انَّكَ تَشْهَدُ مَقامى وَتَسْمَعُ كَلامى وَانَّكَ حَىٌّ عِنْدَ رَبِّكَ تُرْزَقُ، فَاسْئَلْ رَبَّكَ وَرَبّى فى قَضآءِ حَوآئِجى

فإنّه تقضى حاجته إن شاء اللَّه تعالى (1).

13. يمكنه الاستخارة تحت القبّة الشريفة في بعض اموره؛ فيقف عند رأس الحسين عليه السلام ويستخير اللَّه مائة مرّة ويقول: «

الْحَمْدُ لِلَّه

» و «

لا الهَ الَّا اللَّه

» و «

سُبْحانَ اللَّه

» ويمجّد اللَّه ويثني عليه- بما هو أهله- ففي خبر قرب الاسناد الحميري الصحيح السند «

رَماهُ اللَّه بأخْيَرِ الأمْرَينِ»(2)

، والاستخارة في رواية اخرى أن يستخيراللَّه مائة مرّة قائلًا: «

اسْتَخيرُاللَّهَ بِرَحْمَتِهِ خِيَرَةً في عافِيَةٍ»(3).

14. قال الإمام الصادق عليه السلام لأحد أصحابه: «

بَلَغَنِي أنَّ قَوْماً يأتُونَهُ من نَواحِي الكوفَةِ ونَاساً من غَيرِهم، ونِساءً يَنْدُبْنَهُ، وذلِك في النِّصْفِ مِن شَعْبانَ، فَمِنْ بينَ قارِئٍ يَقْرَأُ ونادِبٍ يَنْدِبُ وقائِلٍ يَقولُ المَراثي.

فَقلتُ له: نَعَمْ جُعِلتُ فِداكَ قَدْ شَهِدْتُ بَعضَ ما تَصِفُ. فقال:

الحَمدُ للَّهِ الذي جَعَلَ في النّاسِ مَنْ يَفِدُ إلَيْنا ويَمْدَحُنا ويَرْثي لَنا، وجَعَل عَدُوِّنا مَن يَطْعَنُ عَلَيْهِم مِن قَرابَتِنا وغَيْرِهِم يَهْدِرونَهُم ويُقَبِّحونَ ما يَصْنَعون»(4).

وجاء بصدد هذه الرواية: «

يَبْكِيهِ مَنْ زارَهُ ويَحْزَنُ لَهُ مَنْ لَمْ يَزُرْهُ ويَحْتَرِقُ لَهُ مَنْ لَمْ يَشْهَدْهُ، ويَرْحَمُهُ مَنْ نَظَرَ إلى قَبْرِهِ ابنُهُ عِنْدِ رِجْلَيْهِ في أرْضِ فَلاةٍ ولا حَمِيمُ قُرْبَةٍ ولا قَرِيبٌ، ثمّ مَنَعَ الحَقَّ وتَوازَرَ عَلَيْهِ أهْلُ الرِّدَّةِ حتّى قَتَلُوه وضَيَّعُوهُ وعَرَّضُوهُ للسِّباعِ ومَنَعُوهُ شُرْبَ ماءِ الفُراتِ الّذي يَشْرَبُه الكِلابُ وضَيَّعوا حَقَّ رَسولِ اللَّه صلى الله عليه و آله ووَصِيَّتَهُ بِه وبأهْلِ بَيْتِه ...»(5).

15. روى العلّامة المجلسي عن السيّد ابن طاووس أنّه قال: يستحبّ للزائر إذا فرغ من زيارته عليه السلام وأراد الخروج من الروضة المقدّسة أن ينكبّ على الضريح ويقبّله ويقول:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلاىَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا صَفْوَةَ اللَّهِ،


1- عدّة الداعي: ص 64.
2- قرب الاسناد: ص 28.
3- الكافي: ج 3، ص 471، ح 3.
4- كامل الزيارات: الباب 108، ح 1.
5- المصدر السابق.

ص: 246

السَّلامُ عَلَيْكَ يا خالِصَةَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا قَتيلَ الظَّمآءِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا غَريبَ الْغُرَبآءِ، السَّلامُ عَلَيْكَ سَلامَ مُوَدِّعٍ لا سَئِمٍ وَلا قالٍ، فَانْ امْضِ فَلا عَنْ مَلالَةٍ، وَانْ اقِمْ فَلا عَنْ سُوءِ ظَنٍّ بِما وَعَدَ اللَّهُ الصَّابِرينَ، لا جَعَلَهُ اللَّهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنّى لِزِيارَتِكَ، وَرَزَقَنِىَ اللَّهُ الْعَوْدَ الى مَشْهَدِكَ، وَالْمَقامَ بِفِنآئِكَ، وَالْقِيامَ فى حَرَمِكَ، وَايَّاهُ اسْئَلُ انْ يُسْعِدَنى بِكُمْ، وَيَجْعَلَنى مَعَكُمْ فى الدُّنْيا وَالْأخِرَةِ(1). وهذا في الواقع وداعه عليه السلام.

كيفيّة زيارة الإمام الحسين عليه السلام من قرب:

زيارات الإمام الحسين عليه السلام على قسمين؛ زيارات ليست مقيّدة بزمانٍ معيّن وتسمّى بالزيارات المطلقة، والاخرى المقيّدة بالزمان وهي الزيارات المخصوصة:

زيارات الإمام الحسين عليه السلام المطلقة من قرب

اشارة

زياراته المطلقة عليه السلام كثيرة نكتفي بذكر سبع منها:

الزيارة الاولى: (الزيارة المعتبرة)(2) روى الكليني وابن قولوية أنّ جمعاً من الصحابة كانوا جالسين عند الصادق عليه السلام فقال أكبرهم سنّاً: جعلت فداك إنّي كثيراً ما أذكر الحسين عليه السلام فأيّ شي ء أقول؟ قال:

تَقُول وتُعِيدُ ذلِكَ ثَلاثاً: «السَّلامُ عَلَيْكَ يا اباعَبْدِاللَّه»(3) فإنَّ السَّلامَ يَصِلُ إليهِ مِن قَريبٍ

ومِن بَعيدٍ

، ثمّ قال:

إنّ أبا عبدِاللَّه عليه السلام لمّا مَضى بَكَتْ عَلَيهِ السَّماواتُ السَّبعُ والأَرَضون السَّبعُ وَما فِيهِنَّ وما بَيْنَهُنَ

... قلت: إنّي أُريد أن أزوره فكيف أقول وكيف أصنع؟ قال:

إذا أتَيْتَ أبا


1- بحار الأنوار: ج 98، ص 230.
2- رواها غير الكليني شيخ الطائفة المرحوم الطوسي في التهذيب والشيخ الصدوق في من لا يحضره الفقيه، وذكر المرحوم الصدوق في هذا الكتاب: ج 2، ص 598 رغم أنّه روى عدّة زيارات للإمام الحسين عليه السلام في سائر كتبه، لكنه اكتفى بهذه الزيارة في هذا الكتاب لأنّه يراها من أصحّ الزيارات سنداً.
3- ورد في زيارة الكافي:« صلّى اللَّه عليك يا أبا عبداللَّه» بدل« السلام عليك يا أبا عبداللَّه»، إلّاأنّ رواية كامل الزيارات:« السلام عليك يا أبا عبداللَّه» أنسب، مع بقية الرواية، حيث قال عليه السلام بعدها في الروايتين: فالسلام يصله من قريب وبعيد.

ص: 247

عبداللَّه عليه السلام فاغْتَسِلْ على شاطِى ءِ الفُراتِ، ثُمّ الْبَسْ ثِيابَكَ الطاهرة ... ثمّ امشِ بالتَّكبيرِ والتَّهْليلِ والتّمجيدِ و التّعظيمِ للَّه كثيراً و الصّلاةِ على مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله وأهْلِ بَيْتِه حتّى تَصِيرَ إلى بابِ الحُسَينِ عليه السلام، ثمّ قل:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللَّهِ وَابْنَ حُجَّتِهِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا مَلائِكَةَ اللَّهِ وَ زُوَّارَ قَبْرِ ابْنِ نَبِىِّ اللَّهِ*

ثُمَّ اخْطُ عَشْرَ خطى ثم قف وكبر اللَّه ثَلاثِينَ تَكْبِيرة، ثُمَّ امْشِ اليه حَتّى تأتِيَهُ مِن قِبَلِ وَجْهِه واسْتَقْبِلْ وَجْهَهُ بِوَجْهِكَ وَاجْعَلِ الْقِبْلَةَ بَيْنَ كَتِفَيْكَ ثُمَّ قُل:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللَّهِ وَابْنَ حُجَّتِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا قَتيلَ اللَّهِ وَابْنَ قَتيلِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ثارَ اللَّهِ وَابْنَ ثارِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وِتْرَ اللَّهِ الْمَوْتُورَ فِى السَّمواتِ وَالْأَرْضِ، اشْهَدُ انَّ دَمَكَ سَكَنَ فِى الْخُلْدِ، وَاقْشَعَرَّتْ لَهُ اظِلَّةُ الْعَرْشِ، وَبَكى لَهُ جَميعُ الْخَلايِقِ، وَبَكَتْ لَهُ السَّمواتُ السَّبْعُ، وَالْأَرَضُونَ السَّبْعُ، وَما فيهِنَّ وَما بَيْنَهُنَّ، وَمَنْ يَتَقَلَّبُ فى الْجَنَّةِ وَالنَّارِ مِنْ خَلْقِ رَبِّنا، وَما يُرى وَما لا يُرى اشْهَدُ ا نَّكَ حُجَّةُ اللَّهِ وَابْنُ حُجَّتِهِ، وَاشْهَدُ انَّكَ قَتيلُ اللَّهِ وابْنُ قَتيلِهِ، وَاشْهَدُ انَّكَ ثارُ اللَّهِ وَابْنُ ثارِهِ (1)، وَاشْهَدُ انَّكَ وِتْرُ اللَّهِ الْمَوْتُورُ فِى السَّمواتِ وَالْأَرْضِ، وَاشْهَدُ انَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ وَنَصَحْتَ وَوَفَيْتَ وَاوْفَيْتَ وَجاهَدْتَ فى سَبيلِ اللَّهِ، وَمَضَيْتَ لِلَّذى كُنْتَ عَلَيْهِ شَهيداً وَمُسْتَشْهِداً، وَشاهِداً وَمَشْهُوداً، ا نَا عَبْدُاللَّهِ وَمَوْلاكَ وَفى طاعَتِكَ، وَالْوافِدُ الَيْكَ، الْتَمِسُ كَمالَ الْمَنْزِلَةِ عِنْدَاللَّهِ، وَثَباتَ الْقَدَمِ فِى الْهِجْرَةِ الَيْكَ، وَالسَّبيلَ الَّذى لا يَخْتَلِجُ دُونَكَ مِنَ الدُّخُولِ فى كِفالَتِكَ الَّتى امِرْتَ بِها، مَنْ ارادَ اللَّهَ بَدَءَ بِكُمْ، بِكُمْ يُبَيِّنُ اللَّهُ الْكَذِبَ، وَبِكُمْ يُباعِدُ اللَّهُ الزَّمانَ الْكَلِبَ، وَبِكُمْ فَتَحَ اللَّهُ، وَبِكُمْ يَخْتِمُ اللَّهُ، وَبِكُمْ يَمْحُو ما يَشآءُ وَ بِكُمْ يُثْبِتُ، وَبِكُمْ يَفُكُّ الذُّلَّ مِنْ رِقابِنا، وَبِكُمْ يُدْرِكُ اللَّهُ تِرَةَ كُلِّ مُؤْمِنٍ يُطْلَبُ بِها، وَبِكُمْ تُنْبِتُ الْأَرْضُ اشْجارَها، وَبِكُمْ تُخْرِجُ الْأَرْضُ اثْمارَها، وَبِكُمْ تُنْزِلُ السَّمآءُ


1- في الكافي« ثائر اللَّه وابن ثائره».

ص: 248

قَطْرَها وَرِزْقَها، وَبِكُمْ يَكْشِفُ اللَّهُ الْكَرْبَ، وَبِكُمْ يُنَزِّلُ اللَّهُ الْغَيْثَ، وَبِكُمْ تُسَبِّحُ الْأَرْضُ (1) الَّتى تَحْمِلُ ابْدانَكُمْ، وَتَسْتَقِرُّ جِبالُها عَنْ مَراسيها، ارادَةُ الرَّبِّ فى مَقاديرِ امُورِهِ تَهْبِطُ الَيْكُمْ، وَتَصْدُرُ مِنْ بُيُوتِكُمْ، وَالصَّادِرُ عَمَّا فُصِّلَ مِنْ احْكامِ الْعِبادِ، لُعِنَتْ امَّةٌ قَتَلَتْكُمْ، وَامَّةٌ خالَفَتْكُمْ، وَامَّةٌ جَحَدَتْ وِلايَتَكُمْ، وَامَّةٌ ظاهَرَتْ عَلَيْكُمْ، وَامَّةٌ شَهِدَتْ وَلَمْ تُسْتَشْهَدْ، الْحَمْدُ للَّهِ الَّذى جَعَلَ النَّارَ مَاْويهُمْ (2)، وَبِئْسَ وِرْدُ الْوارِدينَ، وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ، وَالْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ الْعالَمينَ.

وتقول ثلاثاً:

«صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ يا اباعَبْدِاللَّهِ، أَنَا الَى اللَّهِ مِمَّنْ خالَفَكَ بَرى ءٌ»

ثُمَّ تَقومُ فَتأتي ابنَهُ عليّاً عليه السلام (عليّ الأكبر) وهُوَ عِنْدَ رِجْلَيْهِ فَتقولُ:

السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ رَسُولِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ اميرِ الْمُؤْمِنينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ (3)، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ خَديجَةَ وَفاطِمَةَ* ثُمَّ تَقولُ ثَلاثَ مَرّاتٍ: صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ، لَعَنَ اللَّهُ مَنْ قَتَلَكَ* وتَقولُ ثلاثاً: أَنَا الَى اللَّهِ مِنْهُمْ بَرى ءٌ* ثُمّ تَقومُ فتومِئ بِيَدِك إلى الشُّهَداءِ وتقول: السَّلامُ عَلَيْكُمْ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ، فُزْتُمْ وَاللَّهِ، فُزْتُمْ وَاللَّهِ، فَلَيْتَ انّى مَعَكُمْ فَافُوزَ فَوْزاً عَظيماً.

ثُمَّ تَدورُ فَتَجْعَلُ قَبْرَ أبي عبداللَّه عليه السلام بَيْنَ يَدَيْكَ وأمَامَكَ فَتُصَلِّي سِتَّ رَكَعاتٍ، وَقَدْ تَمَّتْ زِيارَتُك، فإنْ شِئْتَ فأقِمْ وإن شِئْتَ فانصَرِفْ»(4) (طبعاً يتعذر الإتيان بكلّ هذه الآداب من جميع الزوّار في الوقت الحاضر فيكفي الوقوف جانباً وقراءة متن الزيارة بتوجّه).

-*-*-*-

الزيارة الثانية: روى مؤلّف كامل الزيارات عن سليمان بن حفص المروزي عن الإمام


1- في الكافي« تسيخ الارض».
2- في الكافي« مثواهم».
3- تشير هذه العبارة أنّه كان الابن النسبيّ للإمام الحسين عليه السلام والابن المعنويّ للإمام الحسن عليه السلام.
4- كامل الزيارات: الباب 79، ح 2؛ الكافي: ج 4، ص 575، ح 2؛ من لايحضره الفقيه: ج 2، ص 594، ح 3199.

ص: 249

الهادي عليه السلام أنّه قال: تَقُول عِنْدَ قَبْرِ الحسين عليه السلام:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابا عَبْدِاللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللَّهِ فى ارْضِهِ، وَشاهِدَهُ عَلى خَلْقِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ رَسُولِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ عَلىٍّ الْمُرْتَضى السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ فاطِمَةَ الزَّهْرآءِ، اشْهَدُ انَّكَ قَدْ اقَمْتَ الصَّلاةَ، وَآتَيْتَ الزَّكاةَ، وَامَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَجاهَدْتَ فى سَبيلِ اللَّهِ حَتّى اتاكَ الْيَقينُ، فَصَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ حَيّاً وَمَيّتاً* ثم تلصق خدّك الأيمن على الضريخ وتقول: اشْهَدُ انَّكَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكَ، جِئْتُكَ مُقِرّاً بِالذُّنُوبِ، لِتَشْفَعَ لى عِنْدَ رَبِّكَ يَا بْنَ رَسُولِ اللَّهِ ثمّ اذكر الأئمّة واحداً واحداً بأسمائهم (يا علي بن أبي طالب و ...) ثُمّ اذكُرِ الأئمَّةَ واحِداً واحِداً بأسْمائِهِم (يا عليّ بن أبي طالب و ...) وقُلْ: «اشْهَدُ انَّكُمْ حُجَجُ اللَّهِ ثمّ تقول: اكْتُبْ لى عِنْدَكَ ميثاقاً وَعَهْداً، انّى اتَيْتُكَ مُجَدِّداً الْميثاقَ، فَاشْهَدْ لى عِنْدَ رَبِّكَ، انَّكَ انْتَ الشَّاهِدُ(1).

- چ چ-

الزيارة الثالثة: قال الإمام الصادق عليه السلام لجابر الجعفي: «

كَمْ بَيْنَكَ وَبَيْنَ قَبْرِ الحُسَينِ عليه السلام

» قال:

قلت: يَومٌ وبَعضُ يومٍ، قال عليه السلام:

فَتَزورُه؟

فقلت: نعم، فقال عليه السلام: «

ألا أُبَشِّرُكَ ألَا أُفْرِحُكَ بِبَعْض ثَوابِه؟

» قلت: بلى جعلت فداك. قال عليه السلام: «

إنَّ الرَّجُلَ مِنْكُمْ لَيأخُذُ في جِهَازِه ويتَهَيَّأُ لِزيارَتِه فَيَتَباشَرُ بهِ أهْلُ السَّماءِ، فإذا خَرَجَ من بابِ مَنْزِلِهِ راكِباً أو ماشِياً وَكَّلَ اللَّهُ بِهِ أرْبَعَةَ آلافِ مَلَكٍ مِنَ المَلائِكَةِ يُصَلُّونَ عَلَيهِ حَتّى يُوافِي قَبْرَ الحُسَينِ عليه السلام

». ثُمّ قال عليه السلام: «

إذا أتَيْتَ قَبْرَ الحُسَينِ عليه السلام فَقِفْ بالبابِ وقُلْ هذِه الكَلماتِ فإنَّ لكَ بِكُلِّ كَلِمَةٍ كِفْلًا مِنْ رَحْمَةِ اللَّه

». فقلت: ما هي جعلت فداك (2)؟

قال عليه السلام:

قُلْ

: السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ نُوحٍ نَبِىِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ ابْراهيمَ خَليلِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُوسى كَليمِ اللَّهِ،


1- كامل الزيارات: الباب 79، ح 7.
2- وردت هذه الكلمات في كامل الزيارات ولم ترد في البحار.

ص: 250

السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ عيسى رُوحِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُحَمَّدٍ سَيِّدِ رُسُلِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ اميرِ الْمُؤْمِنينَ وَخَيْرِ الْوَصِيّينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ الْحَسَنِ الرَّضِىِّ الطَّاهِرِ الرَّاضِى الْمَرْضِىِّ، السَّلامُ عَلَيْكَ ايُّهَا الصِّدّيقُ الْأَكْبَرُ، السَّلامُ عَلَيْكَ ايُّهَا الْوَصِىُّ الْبَرُّ التَّقِىُّ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلىَ الْأَرْواحِ الَّتى حَلَّتْ بِفِنآئِكَ، وَاناخَتْ بِرَحْلِكَ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلَى الْمَلائِكَةِ الْحافّينَ بِكَ، اشْهَدُ انَّكَ قَدْ اقَمْتَ الصَّلاةَ، وَآتَيْتَ الزَّكاةَ، وَامَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَجاهَدْتَ الْمُلْحِدينَ، وَعَبَدْتَ اللَّهَ مُخْلِصاً حَتّى اتيكَ الْيَقينُ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ.

ثُمَّ تَسْعى إلى القَبْرِ فإذا وَصَلْتَ إلى القَبْرِ وَوَقَفْتَ عِنْدَهُ فأمْرِرْ عَلَيهِ يَدَكَ وقُلْ: «

السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللَّهِ في ارْضِهِ

» ثُمَّ تَمْضِي إلى صَلاتِك ولَكَ بِكُلِّ رَكْعَةٍ رَكَعْتَها عِنْدَهُ ثَوابٌ عَظيم»(1).

-*-*-*-

الزيارة الرابعة: عن معاوية بن عمّار قال: قلت لأبي عبداللَّه عليه السلام: ما أقول إذا أتيتُ قبر الحسين عليه السلام قال: قل:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابا عَبْدِاللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ يا ابا عَبْدِ اللَّهِ، رَحِمَكَ اللَّهُ يا ابا عَبْدِاللَّهِ، لَعَنَ اللَّهُ مَنْ قَتَلَكَ، وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ شَرِكَ فى دَمِكَ، وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ بَلَغَهُ ذلِكَ فَرَضِىَ بِهِ، انَا الَى اللَّهِ مَنْ ذلِكَ بَرى ءٌ(2).

- چ چ-

الزيارة الخامسة: بسند معتبر عن الإمام الكاظم عليه السلام أنّه قال لإبراهيم بن أبي البلاد:

ماذا تَقُولُ إذا زُرتَ الحُسَيْنَ عليه السلام

؟ فأجاب: أقول:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابا عَبْدِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ رَسُولِ اللَّهِ، اشْهَدُ انَّكَ قَدْ اقَمْتَ الصَّلاةَ، وَآتَيْتَ الزَّكاةَ، وَامَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَدَعَوْتَ الى


1- بحار الأنوار: ج 98، ص 229، ح 36؛ كامل الزيارات: الباب 79، ح 5( باختلاف يسير).
2- كامل الزيارات: الباب 79، ح 4.

ص: 251

سَبيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ، وَاشْهَدُ انَّ الَّذينَ سَفَكُوا دَمَكَ، وَاسْتَحَلُّوا حُرْمَتَكَ، مَلْعُونُونَ مُعَذَّبُونَ عَلى لِسانِ داوُدَ وَعيسَى بْنِ مَرْيَمَ، ذلِكَ بِما عَصَوْا وَكانُوا يَعْتَدُونَ.

فقال عليه السلام:

بلى (1).

-

چ چ-

الزيارة السادسة:

عن عمّار الساباطيّ عن الإمام الصادق عليه السلام قال: «

تَقولُ إذا انْتَهَيْتَ إلى قَبْرِه عليه السلام

»: السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ رَسُولِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ اميرِ الْمُؤْمِنينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا ابا عَبْدِاللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا سَيِّدَ شَبابِ اهْلِ الْجَنَّةِ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يامَنْ رِضاهُ مِنْ رِضَى الرَّحْمنِ، وَسَخَطُهُ مِنْ سَخَطِ الرَّحْمنِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا امينَ اللَّهِ، وَحُجَّةَ اللَّهِ، وَبابَ اللَّهِ، وَالدَّليلَ عَلَى اللَّهِ، وَالدَّاعِىَ الَى اللَّهِ، اشْهَدُ انَّكَ قَدْ حَلَّلْتَ حَلالَ اللَّهِ، وَ حَرَّمْتَ حَرامَ اللَّهِ، وَاقَمْتَ الصَّلاةَ، وَآتَيْتَ الزَّكاةَ، وَامَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَدَعَوْتَ الى سَبيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ، وَاشْهَدُ انَّكَ وَمَنْ قُتِلَ مَعَكَ شُهَدآءٌ احْيآءٌ عِنْدَ رَبِّكُمْ تُرْزَقُونَ، وَاشْهَدُ انَّ قاتِلَكَ فِى النَّارِ، ادينُ اللَّهَ بِالْبَرآئَةِ مِمَّنْ قَتَلَكَ، وَمِمَّنْ قاتَلَكَ، وَشايَعَ عَلَيْكَ، وَمِمَّنْ جَمَعَ عَلَيْكَ، وَمِمَّنْ سَمِعَ صَوْتَكَ وَلَمْ يُعِنْكَ، يا لَيْتَنى كُنْتُ مَعَكُمْ فَافُوزَ فَوْزاً عَظيماً(2).

-

چ چ-

الزيارة السابعة:

(زيارة وارث)

روى المرحوم الشيخ الطوسي في مصباح المتهجّد عن صفوان الجمّال قال: استأذنت الصادق عليه السلام لزيارة مولاي الحسين عليه السلام وسألته أن يعرفني ما أعمل به فقال: «

يا صفوان صُمْ ثَلَاثَة


1- كامل الزيارات: الباب 79، ح 6.
2- مستدرك الوسائل: ج 10، ص 304، ح 7؛ كامل الزيارات: الباب 79، ح 9( باختلاف يسير).

ص: 252

أيّامٍ قَبْلَ خُروجِكَ واغْتَسِلْ في اليَومِ الثالثِ ثُمَّ اجْمَعْ إلَيْكَ أهْلَكَ ثُمَّ قُلْ

ظ) «اللَّهُمَّ إِنّي اسْتَوْدِعُكَ ...» (إلى آخر الدعاء الذي مضى مع اختلاف طفيف في آداب زيارة الحسين عليه السلام، ص 238).

ثُمَّ اغْتَسِلْ مِنَ الفُراتِ فإنَّ أبي حَدَّثَنِي عن آبائِه أنَّ رَسولَ اللَّهِ صلى الله عليه و آله قال: «إنَّ إبْنِي هَذا الحُسَين عليه السلام يُقتَلُ بَعدِي عَلى شَاطِئ الفُراتِ وَمَنِ اغْتَسَلَ مِنَ الفُراتِ تَساقَطَتْ خَطايَاه كَهيئةِ يَومِ وَلَدَتْهُ امُّهُ

»، ثمّ أوصى بالتّكبير والتهليل والصلاة على محمّدٍ وخاصّة الصلاة على الحسين عليه السلام ولَعْن قَتلته، ثمّ قال عليه السلام: «

فإذا أتَيْتَ بابَ الحائِر فَقِفْ وقُل

»: اللَّهُ اكْبَرُ كَبِيراً، وَالْحَمْدُللَّهِ كَثِيراً، وَ سُبْحَانَ اللَّهِ بُكْرَةً وَ اصِيلًا، وَ الْحَمْدُ للَّهِ الَّذِي هَدانَا لِهذا، وَ ما كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ، لَقَدْ جَائَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ* ثمّ قل: السَّلامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولُ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيكَ يَا نَبِىَّ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا خَاتَمَ النَّبِيِّينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا سَيِّدَ الْمُرْسَلِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا حَبِيبَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَالْمُؤْمِنِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا سَيِّدَالْوَصِيِّينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا قائِدَ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ، السَّلامُ عَلى فاطِمَةَ(1) سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَ عَلَى الْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِكَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَصِىَّ أَمِيرِالْمُؤْمِنِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ الشَّهِيدُ، أَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا مَلائِكَةَ اللَّهِ الْمُقِيمِينَ فِي هذَا الْمَقامِ الشَّرِيفِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا مَلائِكَةَ رَبِّيَ الْمُحْدِقِينَ بِقَبْرِ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلامُ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ مِنِّي أَبَداً ما بَقِيتُ وَ بَقِيَ اللَّيْلُ وَ النَّهارُ*

ثُمَّ قُل:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا اباعَبْدِاللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ رَسُولِ اللَّهِ، [السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ امِيرِالْمُؤْمِنِينَ (2)، عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ امَتِكَ، الْمُقِرُّ بِالرِّقِّ، وَالتَّارِكُ لِلْخِلافِ عَلَيْكُمْ، وَالْمُوالي لِوَلِيِّكُمْ، وَالْمُعادي لِعَدُوِّكُمْ، قَصَدَ حَرَمَكَ، وَاسْتَجارَ بِمَشْهَدِكَ، وَ تَقَرَّبَ إِلَيْك بِقَصْدِك، ءَأَدْخُلُ يا رَسُولُ اللَّهِ، ءَادْخُلُ يا نَبِىِّ اللَّهِ، ءَادْخُلُ يا أَمِيرَالْمُؤْمِنِينَ،


1- ورد في بحار الأنوار:« السلام عليك يابن فاطمة ...».
2- لم ترد هذه الجملة في مصباح المتهجّد، ولكن وردت في بحار الأنوار.

ص: 253

ءَادْخُلُ يا سَيِّدَالْوَصِيِّينَ، ءَادْخُلُ يا فاطِمَةُ سَيِّدَةَ نِساءِ الْعالَمِينَ، ءَادْخُلُ يا مَوْلاىَ يا اباعَبْدِاللَّهِ، ءَادْخُلُ يا مَوْلاىَ يَابْنَ رَسُولِ اللَّهِ،

فإنْ خَشَعَ قَلْبُكَ ودَمِعَتْ عَيْناكَ فَهُوَ عَلامةُ الإذْنِ، ثُمَّ ادخُلْ وقُلْ

: الْحَمْدُ لِلَّهِ الْواحِدِ الْأَحَدِ الْفَرْدِ الصَّمَدِ، الَّذِي هَدانِي لِوِلايَتِكَ، وَ خَصَّنِي بِزِيارَتِكَ، وَ سَهَّلَ لِي قَصْدَكَ*

ثُمّ قِفْ عِندَ الرّأسِ وقُلْ:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ نُوحٍ نَبِىِّ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ ابْراهيمَ خَليلِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُوسى كَليمِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ عيسى رُوحِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُحَمَّدٍ حَبيبِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ اميرِ الْمُؤْمِنينَ عَلَيْهِ السَّلامُ وَلِىِّ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ مُحَمَّدٍ الْمُصْطَفى السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ عَلِىٍّ الْمُرْتَضى السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ فاطِمَةَ الزَّهْرآءِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ خَديجَةَ الْكُبْرى السَّلامُ عَلَيْكَ يا ثارَاللَّهِ وَابْنَ ثارِهِ، وَالْوِتْرَ الْمَوْتُورُ، اشْهَدُ انَّكَ قَدْ اقَمْتَ الصَّلاةَ، وَآتَيْتَ الزَّكاةَ، وَامَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهَيْتَ عَنْ الْمُنْكَرِ، وَاطَعْتَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ حَتّى اتيكَ الْيَقينُ، فَلَعَنَ اللَّهُ امَّةً قَتَلَتْكَ، وَلَعَنَ اللَّهُ امَّةً ظَلَمَتْكَ، وَلَعَنَ اللَّهُ امَّةً سَمِعَتْ بِذلِكَ فَرَضِيَتْ بِهِ، يا مَوْلاىَ يا ابا عَبْدِاللَّهِ، اشْهَدُ انَّكَ كُنْتَ نُوراً فِى الْأَصْلابِ الشَّامِخَةِ، وَالْأَرْحامِ الْمُطَهَّرَةِ، لَمْ تُنَجِّسْكَ الْجاهِلِيَّةُ بِانْجاسِها، وَلَمْ تُلْبِسْكَ مِنْ مُدْلَهِمَّاتِ ثِيابِها، وَاشْهَدُ انَّكَ مِنْ دَعآئِمِ الدّينِ وَارْكانِ الْمُؤْمِنينَ، وَاشْهَدُ انَّكَ الْإِمامُ الْبَرُّ التَّقِىُّ، الرَّضِىُّ الزَّكِىُّ، الْهادِى الْمَهْدِىُّ، وَاشْهَدُ انَّ الْأَئِّمَّةَ مِنْ وُلْدِكَ كَلِمَةُ التَّقْوى وَاعْلامُ الْهُدى وَالْعُروَةُ الْوُثْقى وَالْحُجَّةُ عَلى اهْلِ الدُّنْيا، وَاشْهِدُ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ، وَانْبِيآئَهُ وَرُسُلَهُ، انّى بِكُمْ مُؤْمِنٌ، وَبِايابِكُمْ مُوقِنٌ، بِشَرايِعِ دينى وَخَواتيمِ عَمَلى وَقَلْبى لِقَلْبِكُمْ سِلْمٌ، وَامْرى لِأَمْرِكُمْ مُتَّبِعٌ، صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ، وَعَلى ارْواحِكُمْ، وَعَلى

ص: 254

اجْسادِكُمْ، وَ عَلى اجْسامِكُمْ، وَ عَلى شاهِدِكُمْ، وَ عَلى غائِبِكُمْ، وَ عَلى ظاهِرِكُمْ، وَ عَلى باطِنِكُمْ*

ثُمَّ انكبَّ على القَبْرِ وقَبِّلْهُ (إن أمكن) وقُلْ:

بِابى انْتَ وَامّى يَابْنَ رَسُولِ اللَّهِ، بِابى انْتَ وَامّى يا اباعَبْدِاللَّهِ، لَقَدْ عَظُمَتِ الرَّزِيَّةُ، وَجَلَّتِ الْمُصيبَةُ بِكَ عَلَيْنا، وَعَلى جَميعِ اهْلِ السَّمواتِ وَالْأَرْضِ، فَلَعَنَ اللَّهُ امَّةً اسْرَجَتْ وَالْجَمَتْ وَتَهَيَّأَتْ لِقِتالِكَ، يا مَوْلاىَ يا ابا عَبْدِاللَّهِ، قَصَدْتُ حَرَمَكَ، وَاتَيْتُ الى مَشْهَدِكَ، اسْئَلُ اللَّهَ بِالشَّاْنِ الَّذى لَكَ عِنْدَهُ، وَبِالْمَحَلِّ الَّذى لَكَ لَدَيْهِ، انْ يُصَلِىَّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَانْ يَجْعَلَنى مَعَكُمْ فِى الدُّنْيا وَالْاخِرَةِ*

ثُمَّ قُمْ فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ عِنْدَ الرّأسِ إقْرأ فيهِما ما أحْبَبْتَ فإذا فَرَغْتَ مِن صَلاتِك فَقُلْ:

اللهُمَّ انّى صَلَّيْتُ وَرَكَعْتُ وَسَجَدْتُ لَكَ، وَحْدَكَ لا شَريكَ لَكَ، لِأَنَّ الصَّلاةَ وَالرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ لا يَكُونُ الَّا لَكَ، لِأَنَّكَ انْتَ اللَّهُ لا الهَ الَّا انْتَ، اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَابْلِغْهُمْ عَنّى افْضَلَ السَّلامِ وَالتَّحِيَّةِ، وَارْدُدْ عَلَىَّ مِنْهُمُ السَّلامَ، اللهُمَّ وَهاتانِ الرَّكْعَتانِ هَدِيَّةٌ مِنّى الى مَوْلاىَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِىٍّ عَلَيْهِمَا السَّلامُ، اللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَيْهِ، وَتَقَبَّلْ مِنّى وَأْجُرْنى عَلى ذلِكَ بِافْضَلِ امَلى وَرَجآئى فيكَ، وَفى وَلِيِّكَ يا وَلِىَّ الْمُؤْمِنينَ*

ثُمَّ قُمْ وتَوَجَّهْ إلى عِنْدَ رِجْلَي القَبْرِ وقِفْ عِندَ رأسِ عَليِّ بنِ الحُسَينِ عليهما السلام (عليّ الأكبر) وقُل:

السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ رَسُولِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ نَبِىِّ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ اميرِ الْمُؤْمِنينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ الْحُسَيْنِ الشَّهيدِ، السَّلامُ عَلَيْكَ ايُّهَا الشَّهيدُ وَابْنُ الشَّهيدِ، السَّلامُ عَلَيْكَ ايُّهَا الْمَظْلُومُ وَابْنُ الْمَظْلُومِ، لَعَنَ اللَّهُ امَّةً قَتَلَتْكَ، وَلَعَنَ اللَّهُ امَّةً ظَلَمَتْكَ، وَ لَعَنَ اللَّهُ امَّةً سَمِعَتْ بِذلِكَ فَرَضِيَتْ بِهِ*

ثُمَّ انْكَبَّ على القَبْرِ وقَبِّلْهُ (إن أمكن) وقُلْ:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِىَّ اللَّهِ وَابْنَ وَلِيِّهِ، لَقَدْ عَظُمَتِ الْمُصيبَةُ، وَ جَلَّتِ الرَّزِيَّةُ بِكَ عَلَيْنا، وَعَلى جَميعِ الْمُسْلِمينَ، فَلَعَنَ اللَّهُ امَّةً قَتَلَتْكَ، وَابْرَءُ الَى اللَّهِ وَالَيْكَ مِنْهُمْ*

ثُمَّ تَوَجَّهْ إلى الشُّهَداءِ وقُلْ:

السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا

ص: 255

اوْلِيآءَ اللَّهِ وَاحِبَّائَهُ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا اصْفِيآءَ اللَّهِ وَاوِدَّآئَهُ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا انْصارَ دينِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا انْصارَ رَسُولِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا انْصارَ اميرِ الْمُؤْمِنينَ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا انْصارَ فاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِسآءِ الْعالَمينَ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا انْصارَ ابى مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ بْنِ عَلِىٍّ الْوَلِىِّ النَّاصِحِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا انْصارَ ابى عَبْدِاللَّهِ، بِابى انْتُمْ وَامّى طِبْتُمْ وَطابَتِ الْأَرْضُ الَّتى فيها دُفِنْتُمْ، وَفُزْتُمْ فَوْزاً عَظيماً، فَيا لَيْتَنى كُنْتُ مَعَكُمْ فَافُوزَ مَعَكُمْ.

ثُمَّ عُدْ إلى رأسِ الحُسَينِ عليه السلام وأكْثِرْ مِنَ الدُّعاءِ لَكَ ولأهْلِكَ ولِوالِدَيْكَ ولإخْوانِكَ فإنَّ مَشْهَدَهُ لا تُرَدُّ فِيه دَعْوَةُ داعٍ ولا سُؤالُ سائلٍ»(1).

تنبيه ضروري: لابدّ من الالتفات إلى نقطة ضروريّة وهي أنّ بعض الجهّال أضافوا عبارات من عندهم لزيارة وارث، وتكرّر هذا الأمر في موارد اخرى، والحال أنّ هذه البدع والإضافات امور خطيرة ومرفوضة من قِبل الأئمّة عليهم السلام لأنّها مَسخت بالتدريج كلماتهم. وعلى هذا الأساس أبرز المرحوم الشيخ عباس القمي رحمه الله بعد نقله لزيارة وارث شكواه بهذا الشأن، ثمّ أشار بعد أن تعرّض لما ذكره استاذه المرحوم الحاج نوري في كتابه «اللؤلؤ والمرجان» إلى نماذج متعدّدة من هذه الإضافات وتطرّق في الختام إلى التحفّظ الشديد للأصحاب وأعلام الطائفة في نقل الرواية وصحّتها من عدمه وإصرارهم على عرض بعض الكتب على بعض الأئمّة عليهم السلام. فتعرّض لقصّة عرض أبو هاشم الجعفري كتاب يونس بن عبدالرحمن على الإمام العسكري عليه السلام وقصّة عرض بورق شنجاني الهراتي كتاب يوم وليلة للفضل بن شاذان عليه عليه السلام وبعد أن أشار لدقّته في نقل الأدعية والزيارات من النسخ الأصلية وعرضها على عدّة مصادر، واختتم بما ورد عن الكليني عن عبدالرحيم القصير أنّه دخل على الإمام الصادق عليه السلام وقال: جعلت فداك إنّي اخترعت دعاء.

قال عليه السلام: «

دَعْنِي مَن اختِراعِكَ»(2)

(كناية أنّه لا داعي لأن تنقله إليّ فهو مرفوض). كما روى عبداللَّه ابن سنان أنّ الإمام الصادق عليه السلام قال: «

سَيُصيبُكُمْ شُبهَةٌ فَتَبقَونَ بِلا عَلَمٍ يُرى ولا إمامِ هُدًى ولا يَنجُو


1- مصباح المتهجد: ص 717، وبحار الأنوار: ج 98، ص 197، ح 32.
2- الكافي: ج 3، ص 476، ح 1.

ص: 256

مِنها إلّامَنْ دَعا بِدُعاءِ الغَريقِ

» قلت: وكيف دعاء الغريق؟ فقال: تقول:

«يا اللَّهُ يا رَحْمنُ يا رَحيمُ، يا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ، ثَبِّتْ قَلْبى عَلى دينِكَ

» فقلت: «

يا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ وَالْأَبْصارِ ثَبِّتْ قَلْبى عَلى دينِكَ

» فقال: إن اللَّه عزّوجلّ «

مُقَلّبَ القلُوبِ والْأبصار

» ولكن قل كما أقول (ولا تُضِفْ شيئاً)(1).

زيارة العباس بن علي بن أبي طالب عليهم السلام

روى ابن قولويه في كامل الزيارات بسند معتبر عن أبي حمزة الثمالي أنّ الإمام الصادق عليه السلام قال: «

إذا أرَدْتَ زِيارَةَ قَبْرِ العَبّاسِ عليه السلام فَقِفْ على البابِ وقُل

»: سَلامُ اللَّهِ وَسَلامُ مَلائِكَتِهِ الْمُقَرَّبينَ وَانْبِيآئِهِ الْمُرْسَلينَ، وَعِبادِهِ الصَّالِحينَ، وَجَميعِ الشُّهَدآءِ وَالصِّدّيقينَ، وَالزَّاكِياتُ الطَّيِّباتُ، فيما تَغْتَدى وَتَرُوحُ، عَلَيْكَ يَابْنَ اميرِ الْمُؤْمِنينَ، اشْهَدُ لَكَ بِالتَّسْليمِ وَالتَّصْديقِ، وَالْوَفآءِ وَالنَّصيحَةِ، لِخَلَفِ النَّبِىِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ الْمُرْسَلِ، وَالسِّبْطِ الْمُنْتَجَبِ، وَالدَّليلِ الْعالِمِ، وَالْوَصِّىِ الْمُبَلِّغِ، وَالْمَظْلُومِ الْمُهْتَضَمِ، فَجَزاكَ اللَّهُ عَنْ رَسُولِهِ وَعَنْ اميرِ الْمُؤْمِنينَ، وَعَنِ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ، صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ، افْضَلَ الْجَزآءِ بِما صَبَرْتَ وَاحْتَسَبْتَ وَاعَنْتَ، فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ، لَعَنَ اللَّهُ مَنْ قَتَلَكَ، وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ جَهِلَ حَقَّكَ، وَاسْتَخَفَّ بِحُرْمَتِكَ، وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ حالَ بَيْنَكَ وَبَيْنَ مآءِ الْفُراتِ، اشْهَدُ انَّكَ قُتِلْتَ مَظْلُوماً، وَانَّ اللَّهَ مُنْجِزٌ لَكُمْ ما وَعَدَكُمْ، جِئْتُكَ يَابْنَ اميرِ الْمُؤْمِنينَ، وَافِداً الَيْكُمْ، وَقَلْبى مُسَلِّمٌ لَكُمْ، وَ انَا لَكُمْ تابِعٌ، وَنُصْرَتى لَكُمْ مُعَدَّةٌ، حَتّى يَحْكُمَ اللَّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحاكِمينَ، فَمَعَكُمْ مَعَكُمْ لامَعَ عَدُوِّكُمْ، انّى بِكُمْ وَبِإِيابِكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنينَ، وَبِمَنْ خالَفَكُمْ وَقَتَلَكُمْ مِنَ الْكافِرينَ، قَتَلَ اللَّهُ امَّةً قَتَلَتْكُمْ بِالْأَيْدى


1- مهج الدعوات: ص 332؛ بحارالأنوار: ج 52، ص 148، ح 73.

ص: 257

وَالْأَلْسُنِ* ثمّ ادخل وقل: السَّلامُ عَلَيْكَ ايُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ، الْمُطيعُ للَّهِ وَلِرَسُولِهِ، وَلِأَميرِالْمُؤْمِنينَ، وَالْحَسَنِ والْحُسَيْنِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَسَلَّمَ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ [وَمَغْفِرَتُهُ (1) وَرِضْوانُهُ، وَعَلى رُوحِكَ وَبَدَنِكَ، اشْهَدُ وَاشْهِدُ اللَّهَ انَّكَ مَضَيْتَ عَلى ما مَضى عَلَيْهِ الْبَدْرِيُّونَ، وَالْمُجاهِدُونَ فى سَبيلِ اللَّهِ، الْمُناصِحُونَ لَهُ فى جِهادِ اعْدآئِهِ، الْمُبالِغُونَ فى نُصْرَةِ اوْلِيآئِهِ، الذّآبُّونَ عَنْ احِبَّآئِهِ، فَجَزاكَ اللَّهُ افْضَلَ الْجَزآءِ، وَاكْثَرَ الْجَزآءِ، وَاوْفَرَ الْجَزآءِ، وَاوْفى جَزآءِ احَدٍ مِمَّنْ وَفى بِبَيْعَتِهِ، وَاسْتَجابَ لَهُ دَعْوَتَهُ، وَاطاعَ وُلاةَ امْرِهِ، وَاشْهَدُ انَّكَ قَدْ بالَغْتَ فِى النَّصيحَةِ، وَاعْطَيْتَ غايَةَ الْمَجْهُودِ، فَبَعَثَكَ اللَّهُ فِى الشُّهَدآءِ، وَجَعَلَ رُوحَكَ مَعَ ارْواحِ الشُّهَدآءِ(2)، وَاعْطاكَ مِنْ جِنانِهِ افْسَحَها مَنْزِلًا، وَافْضَلَها غُرَفاً، وَرَفَعَ ذِكْرَكَ فى عِلِّيّينَ، وَحَشَرَكَ مَعَ النَّبِيّينَ وَالصِّدّيقينَ، وَالشُّهَدآءِ وَالصَّالِحينَ، وَحَسُنَ اولئِكَ رَفيقاً، اشْهَدُ انَّكَ لَمْ تَهِنْ وَلَمْ تَنْكُلْ، وَانَّكَ مَضَيْتَ عَلى بَصيرَةٍ مِنْ امْرِكَ، مُقْتَدِياً بِالصَّالِحينَ، وَمُتَّبِعاً لِلنَّبِيّينَ، فَجَمَعَ اللَّهُ بَيْنَنا وَبَيْنَكَ، وَبَيْنَ رَسُولِهِ وَاوْلِيآئِهِ فى مَنازِلِ الْمُخْبِتينَ، فَانَّهُ ارْحَمُ الرَّاحِمينَ (3).

ملاحظات:

1. من المستحسن أن يزار بهذه الزيارة خلف القبر مستقبل القبلة كما قال الشيخ الطوسي في التهذيب (4).

2. قال الشيخ المفيد وآخرون: ثمّ انحرف بعد الزيارة إلى عند الرأس فصلِّ ركعتين، ثمّ صلِّ بعدهما ما بدا لك وأدْعُ اللَّه كثيراً وقل:

اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَلا تَدَعْ لى فى هذَا الْمَكانِ الْمُكَرَّمِ،


1- وردت هذه الكلمة في بحار الأنوار.
2- ورد في بحار الأنوار:« أرواح السُّعداءِ».
3- كامل الزيارات: الباب 85، ح 1؛ بحار الأنوار: ج 98، ص 277، ح 1.
4- تهذيب الأحكام: ج 6، ص 66.

ص: 258

وَالْمَشْهَدِ الْمُعَظَّمِ، ذَنْباً الَّا غَفَرْتَهُ، وَلا هَمّاً الَّا فَرَّجْتَهُ، وَلا كَرْباً الَّا كَشَفْتَهُ، وَلا مَرَضاً الَّا شَفَيْتَهُ، وَلا عَيْباً الَّا سَتَرْتَهُ، وَلارِزْقاً الَّا بَسَطْتَهُ، وَلا خَوْفاً الَّا آمَنْتَهُ، وَلا شَمْلًا الَّا جَمَعْتَهُ، وَلا غآئِباً الَّا حَفِظْتَهُ وَادَّيْتَهُ، وَلاحاجَةً مِنْ حَوآئِجِ الدُّنْيا وَالْأخِرَةِ، لَكَ فيها رِضِىً وَلِىَ فيها صَلاحٌ الَّا قَضَيْتَها، يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ* ثم عد إلى الضريح فقف عند الرجلين وقل: السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابَا الْفَضْلِ الْعَبَّاسَ ابْنَ اميرِ الْمُؤْمِنينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ سَيِّدِ الْوَصِيّينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ اوَّلِ الْقَوْمِ اسْلاماً، وَاقْدَمِهِمْ ايماناً، وَاقْوَمِهِمْ بِدينِ اللَّهِ، وَاحْوَطِهِمْ عَلَى الْإِسْلامِ، اشْهَدُ لَقَدْ نَصَحْتَ للَّهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَخيكَ، فَنِعْمَ الْأَخُ الْمُواسى فَلَعَنَ اللَّهُ امَّةً قَتَلَتْكَ، وَلَعَنَ اللَّهُ امَّةً ظَلَمَتْكَ، وَلَعَنَ اللَّهُ امَّةً اسْتَحَلَّتْ مِنْكَ الْمَحارِمَ، وَانْتَهَكَتْ فِيكَ حُرْمَةَ الْإِسْلامِ، فَنِعْمَ الصَّابِرُ الْمُجاهِدُ الْمُحامِى النَّاصِرُ، وَالْأَخُ الدَّافِعُ عَنْ اخيهِ، الْمُجيبُ الى طاعَةِ رَبِّهِ، الرَّاغِبُ فيما زَهِدَ فيهِ غَيْرُهُ مِنَ الثَّوابِ الْجَزيلِ، وَالثَّنآءِ الْجَميلِ، فَالْحَقَكَ اللَّهُ بِدَرَجَةِ آبآئِكَ فى دار النَّعيمِ، اللهُمَّ انّى تَعَرَّضْتُ لِزِيارَةِ اوْلِيآئِكَ رَغْبَةً فى ثَوابِكَ، وَرَجآءً لِمَغْفِرَتِكَ وَجَزيلِ احْسانِكَ، فَاسْئَلُكَ انْ تُصَلِّىَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرينَ، وَانْ تَجْعَلَ رِزْقى بِهِمْ دآرّاً، وَعَيْشى بِهِمْ قآرّاً، وَزِيارَتى بِهِمْ مَقْبُولَةً، وَحَياتى بِهِمْ طَيِّبَةً، وَادْرِجْنى ادْراجَ الْمُكْرَمينَ، وَاجْعَلْنى مِمَّنْ يَنْقَلِبُ مِنْ زِيارَةِ مَشاهِدِ احِبَّآئِكَ مُنْجِحاً، قَدِ اسْتَوْجَبَ غُفْرانَ الذُّنُوبِ، وَسَتْرَ الْعُيُوبِ، وَكَشْفَ الْكُرُوبِ، انَّكَ اهْلُ التَّقْوى وَاهْلُ الْمَغْفِرَةِ(1).

3. فإذا أردت وداعه فقل كما ورد عن أبي حمزة الثماليّ أنّ الإمام الصادق عليه السلام قال: قل:

اسْتَوْدِعُكَ اللَّهَ وَاسْتَرْعيكَ، وَاقْرَءُ عَلَيْكَ السَّلامَ، آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَبِكِتابِهِ، وَبِما جاءَ بِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ، اللهُمَّ اكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدينَ، اللهُمَّ لا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ


1- مزار المفيد: ص 123؛ بحار الأنوار: ج 98، ص 218( باختلاف يسير).

ص: 259

مِنْ زِيارَةِ قَبْرِ ابْنِ اخى نَبِيّكَ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَارْزُقْنى زِيارَتَهُ ابَداً ما ابْقَيْتَنى وَاحْشُرْنى مَعَهُ وَ مَعَ آبآئِهِ فِى الْجِنانِ، وَعَرِّفْ بَيْنى وَبَيْنَهُ وَبَيْنَ رَسُولِكَ وَاوْلِيآئِكَ، اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَتَوَفَّنى عَلَى الْإيمانِ بِكَ، وَالتَّصْديقِ بِرَسُولِكَ، وَالْوِلايَةِ لِعَلىِّ بْنِ ابيطالِبٍ، وَالْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِهِ عَلَيْهِمُ السَّلامُ، وَالْبَرآئَةِ مِنْ عَدُوِّهِمْ، فَانّى قَدْ رَضيتُ بِذلِكَ يا رَبِّ.

ثمّ ادع لنفسك ولأبويك وللمؤمنين والمسلمين واختر من الدعاء ما شئت (1).

4. كفى ما ورد في عظمة ومقام العبّاس عليه السلام أنّ السجّاد عليه السلام قال: «

رَحِمَ اللَّهُ العَبّاسَ فَلَقَد آثَرَ وَفَدى أخاهُ بِنَفْسِهِ حَتّى قُطِعَتْ يَداهُ فأبدَلَهُ اللَّهُ عزَّوجَلَّ بِهِما جَناحَينِ يَطيرُ بِهِما مَعَ المَلائكةِ فِي الجَنَّةِ، كَمَا جَعَلَ لِجَعْفرَ بنَ أبي طالب عليه السلام وأنّ لِلْعبّاسِ عليه السلام عِندَ اللَّهِ مَنزِلةً يَغْبِطُهُ بِها جَميعُ الشّهداءِ يَومَ القِيامةِ (ويتَمنّون جميعاً مقامَه)»(2).

5. روي أنّه عليه السلام استشهد وله من العمر 34 سنة(3)، وورد أنّ امّه امّ البنين كانت تخرج لرثاء العبّاس عليه السلام وإخوته إلى البقيع فتبكي وتندب فتُبكي كلّ من يمرّ بها، وكانت تُبكي مروان بن الحكم إذا مرّ بها وشاهد شَجوها، وهو أكبر المعاندين لآل بيت الرسول صلى الله عليه و آله (4) وقد قيل عن لسان امّ البنين في رثاء العبّاس وسائر أبنائها:

يا مَنْ رَاى الْعَبَّاسَ كَرَّ عَلى جَماهيرِ النَّقَدْوَوَراهُ مِنْ ابْنآءِ حَيْدَرَ كُلُّ لَيْثٍ ذى لَبَدْ

انْبِئْتُ أَنَّ ابْني اصيبَ بِرَاْسِهِ مَقْطُوعَ يَدْوَيْلي عَلى شِبْلي امالَ بِرَاْسِهِ ضَرْبُ الْعَمَدْ

لَوْ كانَ سَيْفُكَ في يَدَيْكَ لَما دَنا مِنْهُ احَدٌ(5) وينسب لها أيضاً هذه الأبيات:

لا تَدْعُوَنّي وَيْكِ امَّ الْبَنينْ تُذَكِّريني بِلُيُوثِ الْعَرينْ

كانَتْ بَنُونٌ لِيَ ادْعى بِهِمْ وَالْيَوْمَ اصْبَحْتُ وَلا مِنْ بَنينْ


1- كامل الزيارات: الباب 86، ح 1.
2- الخصال: ج 1، ص 68، ح 101.
3- إعلام الورى: ص 203.
4- بحار الأنوار: ج 45، ص 40.
5- مقتل أبو مخنف: ص 181.

ص: 260

ارْبَعَةٌ مِثْلُ نُسُورِالرُّبى قَدْ واصَلُوا الْمَوْتَ بِقَطْعِ الْوَتينْ

تَنازَعَ الْخِرْصانُ اشْلاءَهُمْ فَكُلُّهُمْ امْسى صَريعاً طَعينْ

يا لَيْتَ شِعْري اكَما اخْبَرُوابِأَنَّ عَبَّاساً قَطيعُ الْيَمينْ

(1) 6. وذكر السيّد ابن طاووس في الإقبال زيارة من الناحية المقدّسة للإمام الحجّة عليه السلام لعلي الأكبر وسائر الشهداء مع ذكر أسماء الأصحاب وصفاتهم فمن أراد فليراجع الإقبال أو بحارالأنوار(2).

زيارات الإمام الحسين عليه السلام المخصوصة من قرب

الزيارات الخاصة للحسين عليه السلام عبارة عن:

الزيارة مخصوصة في الليالي و الأيام

1. زيارة عاشوراء
اشارة

وردت عدّة زيارات لعاشوراء سترد في الأقسام القادمة من هذا الكتاب (قسم أعمال الشهور) في بيان أعمال العاشر من محرم. كما نشير في هذا القسم (الزيارات) على ضوء فصل الزيارات المخصوصة للإمام الحسين عليه السلام إلى بعض الزيارات، ولكن من المناسب قبل بيان هذه الزيارة أن يشار إلى آثار زيارة قبر الحسين عليه السلام من قريب أو بعيد في هذا اليوم الحزين:

1. قال جابر الجعفيّ: دخلت على جعفر بن محمّد عليه السلام في يوم عاشوراء، فقال لي «

مَن باتَ عِنْدَ قَبْرِ الحُسَينِ عليه السلام لَيْلَةَ عاشُوراءَ لَقِيَ اللَّهَ يَوْمَ القِيامَةِ مُلَطَّخاً بِدَمِهِ كأنَّما قُتِلَ مَعَهُ فِي عَرَصَتِهِ»(3).

2. من زار الحسين عليه السلام يوم عاشوراء وجبت له الجنّة(4).

3. من سقى يوم عاشوراء عند قبرالحسين عليه السلام كان كمن سقى عسكر الحسين عليه السلام وشهد معه (5).


1- مقتل أبو مخنف: ص 181.
2- إقبال الأعمال: ص 573؛ بحار الأنوار: ج 98، ص 269.
3- كامل الزيارات: الباب 71، ح 1.
4- المصدر السابق: ح 2.
5- المصدر السابق: ح 5؛ بحار الأنوار: ج 98، ص 290، ح 1.

ص: 261

تنبيه:

سيرد علينا في «زيارة الحسين عليه السلام من بعد» سؤال علقمة عمّن لم يوفّق لزيارته عليه السلام في عاشوراء وردّ الإمام عليه السلام على ذلك (ص 286).

سند زيارة عاشوراء:

روى علقمة عن الإمام الباقر عليه السلام زيارةً، المراد بها هذه الزيارة حين الحديث عن زيارة عاشوراء وآثارها وبركاتها. ولهذه الزيارة التي تقرأ من قرب وبعد آثار خارقة، ونشير إلى هذه النقاط لبيان أهميتها:

أ) لا يختصّ سند هذه الزيارة بعلقمة، بل وردت بثلاث طرق هي:

1. محمّد بن إسماعيل عن صالح بن عقبة عن مالك الجهنّي عن الإمام الباقر عليه السلام (1).

2. محمّد بن إسماعيل عن صالح بن عقبة عن أبيه عن الإمام الباقر عليه السلام (2).

3. رواية صفوان عن الإمام الصادق عليه السلام (3).

جدير ذكره، أنّ زيارة عاشوراء وردت في الأسناد التي تنتهي بالإمام الباقر عليه السلام دون دعاء؛ بينما ورد في الاسناد المنتهية بالإمام الصادق عليه السلام حيث يذكر الدعاء بعد الزيارة والذي اشتهر خطأ- كما مضى- بدعاء علقمة والصحيح أن يقال دعاء صفوان.

ب) يكفي في فضل هذه الزيارة أنّها رويت خلافاً لسائر زيارات المعصومين عليهم السلام كحديث قدسيّ؛ أي رواها الأئمّة عليهم السلام عن النبيّ صلى الله عليه و آله وقد أتى به عن اللَّه الوحي الأمين جبرئيل عليه السلام. إضافة إلى ما ورد عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه ضامن وأجداده المعصومون عليهم السلام لمن زار بها ودعا أن تقبل زيارته ودعاؤه وأنّه من أهل الجنّة وشافع للآخرين (4).

ج) روى ابن قولويه في آخر رواية علقمة، عن علقمة أنّ الإمام الباقر عليه السلام قال: «

إذا استَطَعْتَ أنْ تَزورَهُ كُلَّ يَومٍ بِهذِهِ الزّيارَةِ مِنْ دَهرِكَ فَافعَلْ، فَلَكَ ثَوابُ جَميعِ ذلِكَ إنْ شَاءاللَّه تعالى (5).


1- كامل الزيارات: الباب 71، ح 7؛ بحار الأنوار: ج 98، ص 290، ح 1.
2- بحار الأنوار: ج 98، ص 293، ح 2.
3- المصدر السابق: ص 296- 300.
4- المصدر السابق: ص 300؛ مصباح المتهجد: ص 781.
5- كامل الزيارات: الباب 71، القسم الأخير، ح 9.

ص: 262

ومن هنا يشاهد بعض المؤمنين الذين يداومون على هذه الزيارة كلّ يوم. وبالنظر إلى عدم وجود الدعاء بعد الزيارة في رواية علقمة، فلا مشقّة في المداومة على هذه الزيارة.

د) يبدو أنّ المداومة على هذه الزيارة لها آثار وبركات خاصّة، بحيث يُشمَل بهذه البركات والألطاف حتّى أصحاب المؤمن وجيرانه.

ه) ورد في ختام هذه الرواية «

يا صَفوانُ إذا حَدَثَ لَكَ إلى اللَّهِ حَاجَةً فَزُرْهُ بِهِذهِ الزّيارةِ مِنْ حَيثُ كُنتَ وَادْعُ بِهَذا الدُّعاءِ وَسَلْ رَبَّكَ حَاجَتَكَ تَأتِكَ مِنَ اللَّهِ، وَاللَّهُ غَيرُ مُخْلِفٍ وَعدَهُ رَسُولَهُ بِجُودِهِ وَيُمْنِهِ وَالحَمدُ للَّهِ»(1).

والخلاصة، كلّ ما يقال في فضل هذه الزيارة قليل، ولكن لا ينبغي نسيان أنّ درك هذا الفضل هو بالوقوف على مضامين هذه الزيارة والعمل على أساسها.

متن زيارة عاشوراء:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا اباعَبْدِاللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ رَسُولِ اللَّهِ، [السَّلامُ عَلَيْكَ يا خِيَرَةَ اللَّهِ وَابْنَ خِيَرَتِهِ (2)، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ اميرِ الْمُؤْمِنينَ، وَابْنَ سَيِّدِ الْوَصِيّينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ فاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِسآءِ الْعالَمينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ثارَ اللَّهِ وَابْنَ ثارِهِ، وَالْوِتْرَ الْمَوْتُورَ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلَى الْأَرْواحِ الَّتى حَلَّتْ بِفِنآئِكَ، عَلَيْكُمْ مِنّى جَميعاً سَلامُ اللَّهِ ابَداً ما بَقيتُ وَبَقِىَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ، يا اباعَبْدِاللَّهِ لَقَدْ عَظُمَتِ الرَّزِيَّةُ، وَجَلَّتْ وَعَظُمَتِ الْمُصيبَةُ بِكَ عَلَيْنا وَعَلى جَميعِ اهْلِ الْإِسْلامِ، وَجَلَّتْ وَعَظُمَتْ مُصيبَتُكَ فِى السَّمواتِ، عَلى جَميعِ اهْلِ السَّمواتِ، فَلَعَنَ اللَّهُ امَّةً اسَّسَتْ اساسَ الظُّلْمِ وَالْجَوْرِ عَلَيْكُمْ اهْلَ الْبَيْتِ، وَلَعَنَ اللَّهُ امَّةً دَفَعَتْكُمْ عَنْ مَقامِكُمْ، وَازالَتْكُمْ عَنْ مَراتِبِكُمُ الَّتى رَتَّبَكُمُ اللَّهُ فيها، وَلَعَنَ اللَّهُ امَّةً قَتَلَتْكُمْ،


1- بحار الأنوار: ج 98، ص 300.
2- ما جاء بين القوسين لم يرد في مصباح المتهجّد، ولكن ورد في بعض النسخ.

ص: 263

وَلَعَنَ اللَّهُ الْمُمَهِّدينَ لَهُمْ بِالتَّمْكينِ مِنْ قِتالِكُمْ، بَرِئْتُ الَى اللَّهِ وَالَيْكُمْ مِنْهُمْ، وَمِنْ اشْياعِهِمْ وَاتْباعِهِمْ وَاوْلِيآئِهِم، يا اباعَبْدِاللَّهِ انّى سِلْمٌ لِمَنْ سالَمَكُمْ، وَحَرْبٌ لِمَنْ حارَبَكُمْ الى يَوْمِ الْقِيامَةِ، وَلَعَنَ اللَّهُ آلَ زِيادٍ وَآلَ مَرْوانَ، وَلَعَنَ اللَّهُ بَنى امَيَّةَ قاطِبَةً، وَلَعَنَ اللَّهُ ابْنَ مَرْجانَةَ، وَلَعَنَ اللَّهُ عُمَرَ بْنَ سَعْدٍ، وَلَعَنَ اللَّهُ شِمْراً، وَلَعَنَ اللَّهُ امَّةً اسْرَجَتْ وَالْجَمَتْ وَتَنَقَّبَتْ لِقِتالِكَ، بِابى انْتَ وَامّى لَقَدْ عَظُمَ مُصابى بِكَ، فَاسْئَلُ اللَّهَ الَّذى اكْرَمَ مَقامَكَ وَاكْرَمَنى بِكَ، انْ يَرْزُقَنى طَلَبَ ثارِكَ مَعَ امامٍ مَنْصُورٍ مِنْ اهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، اللهُمَّ اجْعَلْنى عِنْدَكَ وَجيهاً بِالْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلامُ فِى الدُّنْيا وَالْأخِرَةِ، يا ابا عَبْدِاللَّهِ، انّى اتَقَرَّبُ الى اللَّهِ وَالى رَسُولِهِ، وَالى اميرِالْمُؤْمِنينَ وَ الى فاطِمَةَ، وَالَى الْحَسَنِ وَالَيْكَ بِمُوالاتِكَ، وَبِالْبَرآئَةِ [مِمَّنْ قاتَلَكَ وَ نَصَبَ لَكَ الْحَرْبَ، وَ بِالْبَرائَةِ مِمَّنْ اسَّسَ اساسَ الظُّلْمِ وَالْجَوْرِ عَلَيْكُمْ، وَابْرَءُ الَى اللَّهِ وَ الى رَسُولِهِ (1) مِمَّنْ اسَسَّ اساسَ ذلِكَ، وَبَنى عَلَيْهِ بُنْيانَهُ، وَجَرى فى ظُلْمِهِ وَجَوْرِهِ عَلَيْكُمْ، وَعلى اشْياعِكُمْ، بَرِئْتُ الَى اللَّهِ وَالَيْكُمْ مِنْهُمْ، وَاتَقَرَّبُ الَى اللَّهِ، ثُمَّ الَيْكُمْ بِمُوالاتِكُمْ وَمُوالاةِ وَلِيِّكُمْ، وَبِالْبَرآئَةِ مِنْ اعْدآئِكُمْ وَالنَّاصِبينَ لَكُمُ الْحَرْبَ، وَبِالْبَرآئَةِ مِنْ اشْياعِهِمْ وَاتْباعِهِمْ، انّى سِلْمٌ لِمَنْ سالَمَكُمْ، وَحَرْبٌ لِمَنْ حارَبَكُمْ، وَوَلِىٌّ لِمَنْ والاكُمْ، وَعَدُوٌّ لِمَنْ عاداكُمْ، فَاسْئَلُ اللَّهَ الَّذى اكْرَمَنى بِمَعْرِفَتِكُمْ وَمَعْرِفَةِ اوْلِيآئِكُمْ، وَرَزَقَنِى الْبَرآئَةَ مِنْ اعْدآئِكُمْ، انْ يَجْعَلَنى مَعَكُمْ فِى الدُّنْيا وَالْأخِرَةِ، وَانْ يُثَبِّتَ لى عِنْدَكُمْ قَدَمَ صِدْقٍ فِى الدُّنْيا وَالْأخِرَةِ، وَاسْئَلُهُ انْ يُبَلِّغَنِى الْمَقامَ الْمَحْمُودَ لَكُمْ عِنْدَاللَّهِ، وَ انْ يَرْزُقَنى طَلَبَ ثارى مَعَ امامٍ هُدىً ظاهِرٍ ناطِقٍ بِالْحَقِّ مِنْكُمْ (2)، وَاسْئَلُ اللَّهَ بِحَقِّكُمْ وَبِالشَّاْنِ الَّذى لَكُمْ عِنْدَهُ، انْ يُعْطِيَنى بِمُصابى بِكُمْ افْضَلَ ما يُعْطى مُصاباً بِمُصيبَتِهِ،


1- لم يرد ما بين القوسين في نسخ مصباح الشيخ الطوسي.
2- وردت هذه العبارة في مصباح المتهجّد« طلب ثاركم مع امام مهدى ظاهر ناطق منكم» ولكن العبارة المذكورة في المتن وردت في كتاب المزار الكبير.

ص: 264

مُصيبَةً ما اعْظَمَها وَاعْظَمَ رَزِيَّتَها فِى الْإِسْلامِ، وَفى جَميعِ السَّمواتِ وَالْأَرْضِ، اللهُمَّ اجْعَلْنى فى مَقامى هذا مِمَّنْ تَنالُهُ مِنْكَ صَلَواتٌ وَرَحْمَةٌ وَمَغْفِرَةٌ، اللهُمَّ اجْعَلْ مَحْياىَ مَحْيا مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَمَماتى مَماتَ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، اللَّهُمَّ انَّ هذا يَوْمٌ تَبَرَّكَتْ بِهِ بَنُو امَيَّةَ، وَابْنُ آكِلَةِ الْأَكبادِ، اللَّعينُ ابْنُ اللَّعينِ، عَلى لِسانِكَ وَلِسانِ نَبِيِّكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، فى كُلِّ مَوْطِنٍ وَمَوْقِفٍ وَقَفَ فيهِ نَبِيُّكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، اللهُمَّ الْعَنْ ابا سُفْيانَ وَمُعوِيَةَ وَ يَزيدَ بْنَ مُعاوِيَةَ، عَلَيْهِمْ مِنْكَ اللَّعْنَةُ ابَدَ الْأبِدينَ، وَهذا يَوْمٌ فَرِحَتْ بِهِ آلُ زِيادٍ وَآلُ مَرْوانَ بِقَتْلِهِمُ الْحُسَيْنَ صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْهِ، اللهُمَّ فَضاعِفْ عَلَيْهِمُ اللَّعْنَ مِنْكَ وَالْعَذابَ، اللهُمَّ انّى اتَقَرَّبُ الَيْكَ فى هذَا الْيَوْمِ، وَفى مَوْقِفى هذا وَايَّامِ حَياتى بِالْبَرآئَةِ مِنْهُمْ وَاللَّعْنَةِ عَلَيْهِمْ، وَبِالْمُوالاتِ لِنَبِيِّكَ وَ آلِ نَبِيِّكَ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمُ السَّلامُ تقول مائة مرّة: اللَّهُمَّ الْعَنْ اوَّلَ ظالِمٍ ظَلَمَ حَقَّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَآخِرَ تابِعٍ لَهُ عَلى ذلِكَ، اللهُمَّ الْعَنِ الْعِصابَةَ الَّتى جاهَدَتِ الْحُسَيْنَ، وَشايَعَتْ وَبايَعَتْ وَتابَعَتْ عَلى قَتْلِهِ، اللَّهُمَّ الْعَنْهُمْ جَميعاً* وتقول مائة مرّة: السَّلامُ عَلَيْكَ يا اباعَبْدِاللَّهِ، وَعَلَى الْأَرْواحِ الَّتى حَلَّتْ بِفِنآئِكَ، عَلَيْكَ مِنّى سَلامُ اللَّهِ ابَداً ما بَقيتُ وَبَقِىَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ، وَلا جَعَلَهُ اللَّهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنّى لِزِيارَتِكُمْ، السَّلامُ عَلَى الْحُسَيْنِ، وَعَلى عَلِىِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، وَعَلى اوْلادِ الْحُسَيْنِ، وَعَلى اصْحابِ الْحُسَيْنِ* وتقول: اللهُمَّ خُصَّ انْتَ اوَّلَ ظالِمٍ بِاللَّعْنِ مِنّى وَابْدَأْ بِهِ اوَّلًا ثُمَّ الثَّانِىَ وَالثَّالِثَ وَالرَّابِعَ، اللَّهُمَّ الْعَنْ يَزيدَ خامِساً، وَالْعَنْ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ زِيادٍ وَابْنَ مَرْجانَةَ وَ عُمَرَ بْنَ سَعْدٍ وَ شِمْراً، وَ آلَ ابى سُفْيانَ وَ آلَ زِيادٍ وَ آلَ مَرْوانَ الى يَوْمِ الْقِيمَةِ(1)* ثمّ تسجد


1- قال البعض: العبارات« أوّلًا ثمّ الثاني والثالث والرابع» ليست موجودة في النسخة الخطية لمصباح المتهجّد المتعلقة بأوائل القرن السادس( سنة 502) والموجودة في مكتبة الحضرة الرضوية، ونسخة المصباح الصغير للشيخ( مختار مصباح المتهجّد) والمتعلق بالقرن السادس والموجودة في الحضرة الرضوية، لكن ينبغي الالتفات إلى أنّ العبارات المذكورة موجودة في بعض النسخ المهمة والمعتبرة الاخرى لمصباح المتهجّد والمصباح الصغير. 1. النسخ القديمة والخطية لمصباح المتهجد التي يعود تاريخها إلى زمان الشيخ الطوسي( القرن الخامس) وموجودة في مكتبة المسجد الأعظم للمرحوم البروجردي في قم.( رقم 394) 2. نسخة ابن أبي الجود في مكتبة المرحوم آية اللَّه المرعشي( رقم 6837) وقال: قابلت هذه النسخة مع نسخة عند حفيد ابن شهرآشوب وقال حفيد ابن شهرآشوب: سمعت من جدي أنّ هذه هي النسخة التي قرأتها على الشيخ الطوسي. والعبارات المذكورة موجودة فيها. 3. رواها كذلك السيّد ابن طاووس وقال: لم أجد عبارة اللعن والسلام في المصباح الكبير( مصباح المتهجّد، في النسخة التي عندي)، لكني انقلها من المصباح الصغير( المأخوذة من المصباح الكبير)،( مصباح الزائر: ص 278). كما وردت العبارات المذكورة في نقل السيّد عن المصباح الصغير. وعليه فالعبارات موجودة في أغلب نسخ مصباح المتهجّد القديمة وبعض نسخ المصباح الصغير، وإن لم ترد في بعض النسخ، فإنّما يعود للشرائط الزمانية لهذه الزيارة. بالاضافة إلى وجودها في بحار الأنوار: ج 98 ص 296 حيث رواها عن مصباح المتهجّد، وهذا يدلّ على وجودها في النسخة لدى العلّامة المجلسي. ولا إشكال على عدم ذكرها في كامل الزيارات، لأن نقل ابن قولويه في كامل الزيارات في الأقسام الاخرى لزيارة عاشوراء يختلف قليلًا مع مصباح المتهجّد، ولا يقتصر على هذه العبارات.

ص: 265

وتقول: اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ حَمْدَ الشَّاكِرينَ لَكَ عَلى مُصابِهِمْ، الْحَمْدُ للَّهِ عَلى عَظيمِ رَزِيَّتى اللَّهُمَّ ارْزُقْنى شَفاعَةَ الْحُسَيْنِ يَوْمَ الْوُرُودِ، وَثَبِّتْ لى قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَكَ مَعَ الْحُسَيْنِ وَاصْحابِ الْحُسَيْنِ، الَّذينَ بَذَلُوا مُهَجَهُمْ دُونَ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلامُ (1).

تنبيه:

1. يستفاد من رواية علقمة عن الإمام الباقر عليه السلام أنّ هذه الزيارة واردة في القرب والبعد فيستهلّ بالسلام عليه عليه السلام ويصلّي ركعتين ثمّ يبدأ بقراءة الزيارة(2).

2. من لم يستطع اللعن والسلام مائة مرة يمكنه الاكتفاء (رجاء المطلوبية) بمرّة واحدة، حيث ورد عن الإمام الهادي عليه السلام أنّ من قرأ سلام الزيارة واللعن مرّة واحدة وقال بعد اللعن تسع وتسعين مرّة: «

اللَّهُمَّ الْعَنْهُمْ جَمِيعاً

» ويقول بعد السلام تسع وتسعين مرّة: «

السَّلامُ عَلَى الْحُسَيْنِ


1- مصباح المتهجّد: ص 773. راجع كامل الزيارات: الباب 71، ح 7؛ المزار الكبير: ص 480( باختلاف يسير).
2- مصباح المتهجّد: ص 773؛ كامل الزيارات: الباب 71، ح 7.

ص: 266

وَعَلَى عَلِىِ بْنِ الْحُسَيْنِ وَعَلَى اوْلَادِ الْحُسَيْنِ وَعَلَى اصْحابِ الْحُسَيْنِ

» كفاه (1). 3. مضى في فصل زيارة أميرالمؤمنين (حاشية زيارة صفوان، الزيارة الثالثة من الزيارات المطلقة) هنا المكان الأصلي لما عرف بدعاء علقمة بعد الزيارة وقد حذف هنا وانتقل هناك (راجع حاشية ص 183) و .... ما ورد في رواية صفوان عن الإمام الصادق عليه السلام الدعاء بهذا الدعاء حيثما قرأت زيارة عاشوراء(2).

2. زيارة الأربعين (العشرون من صفر)

روى الشيخ الطوسي في التهذيب ومصباح المتهجّد أنّ زيارة الأربعين من علامات المؤمن، حيث قال الإمام العسكري عليه السلام: «

عَلاماتُ المُؤمنين خَمس: صَلاةُ إحدى وَخَمسينَ (17 رَكْعَة وَاجِبَة و 34 نافلة) وَزِيارَةُ الأربَعينِ وَالتَّختُمُ بِاليَمِينِ وَتعفيرُ الجَبينِ والجَهرُ بِبِسمِ اللَّهِ الرّحمنِ الرحيم»(3)

. إشارة إلى أنّ هذ الامور الخمسة من خصائص شيعة أهل البيت عليهم السلام، ولعلّ انتخاب زيارة الأربعين كون أنّ زيارة شهداء كربلاء ابتدأت يوم الأربعين، ويجتمع في زماننا المؤمنون من عُشّاق الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء بصورة ينعدم مثيلها في سائر أوقات السنة حتّى عاشوراء.

وقد رويت زيارته في هذا اليوم على نحوين:

الزيارة الاولى:

روى الشيخ الطوسي عن صفوان الجمّال أنّه قال: قال لي مولاي الصادق عليه السلام في زيارة الأربعين: تزور عند ارتفاع النهار وتقول:

السَّلامُ عَلى وَلِىِّ اللَّهِ وَحَبيبِهِ، السَّلامُ عَلى خَليلِ اللَّهِ وَنَجيبِهِ، السَّلامُ عَلى صَفِىِّ اللَّهِ وَابْنِ صَفِيِّهِ، السَّلامُ عَلىَ الْحُسَيْنِ الْمَظْلُومِ الشَّهيدِ، السَّلامُ على اسيرِ الْكُرُباتِ، وَقَتيلِ الْعَبَراتِ، اللَّهُمَّ انّى اشْهَدُ انَّهُ وَلِيُّكَ، وَابْنُ وَلِيِّكَ، وَصَفِيُّكَ وَابْنُ صَفِيِّكَ، الْفآئِزُ بِكَرامَتِكَ، اكْرَمْتَهُ بِالشَّهادَةِ، وَحَبَوْتَهُ بِالسَّعادَةِ، وَاجْتَبَيْتَهُ بِطيبِ الْوِلادَةِ، وَجَعَلْتَهُ سَيِّداً مِنَ السَّادَةِ، وَ قآئِداً مِنَ الْقادَةِ، وَذآئِداً مِنْ الْذادَةِ،


1- راجع الذريعة: ج 15، ص 29 كتاب( ربع قرن مع العلّامة الأميني) ص 231 وأدب الزائر للعلّامة الأميني: ص 127. تصور البعض أنّه يكفيه بعد كلّ مرّة لعن وسلام أن يقول إثر ذلك« تسعاً وتسعين مرّة» والحال ظاهر الروايات ما ذكرناه سابقاً.
2- راجع: بحار الأنوار: ج 97، ص 311.
3- مصباح المتهجّد: ص 787؛ التهذيب: ج 6، ص 52، ح 37.

ص: 267

وَاعْطَيْتَهُ مَواريثَ الْأَنْبِيآءِ، وَجَعَلْتَهُ حُجَّةً عَلى خَلْقِكَ مِنَ الأَوْصِيآءِ، فَاعْذَرَ فىِ الدُّعآءِ وَمَنَحَ النُّصْحَ، وَبَذَلَ مُهْجَتَهُ فيكَ لِيَسْتَنْقِذَ عِبادَكَ مِنَ الْجَهالَةِ، وَحَيْرَةِ الضَّلالَةِ، وَقَدْ تَوازَرَ عَلَيْهِ مَنْ غَرَّتْهُ الدُّنْيا، وَباعَ حَظَّهُ بِالْأَرْذَلِ الأَدْنى وَشَرى آخِرَتَهُ بِالثَّمَنِ الْأَوْكَسِ، وَتَغَطْرَسَ وَتَرَدّى فى هَواهُ، وَاسْخَطَكَ (1) وَاسْخَطَ نَبِيَّكَ، وَاطاعَ مِنْ عِبادِكَ اهْلَ الشِّقاقِ وَالنِّفاقِ، وَحَمَلَةَ الْأَوْزارِ الْمُسْتَوْجِبينَ النَّارَ، فَجاهَدَهُمْ فيكَ صابِراً مُحْتَسِباً، حَتّى سُفِكَ فى طاعَتِكَ دَمُهُ، وَاسْتُبيحَ حَريمُهُ، اللَّهُمَّ فَالْعَنْهُمْ لَعْناً وَبيلًا، وَعَذِّبْهُمْ عَذاباً اليماً، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ رَسُولِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ سَيِّدِ الْأَوْصِيآءِ، اشْهَدُ انَّكَ امينُ اللَّهِ وَابْنُ امينِهِ، عِشْتَ سَعيداً، وَمَضَيْتَ حَميداً، وَمِتَّ فَقيداً مَظْلُوماً شَهيداً، وَاشْهَدُ انَّ اللَّهَ مُنْجِزٌ ما وَعَدَكَ، وَمُهْلِكٌ مَنْ خَذَلَكَ، وَمُعَذِّبٌ مَنْ قَتَلَكَ، وَاشْهَدُ انَّكَ وَفَيْتَ بِعَهْدِ اللَّهِ، وَجاهَدْتَ فى سَبيلِهِ حَتّى اتيكَ الْيَقينُ، فَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ قَتَلَكَ، وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ ظَلَمَكَ، وَلَعَنَ اللَّهُ امَّةً سَمِعَتْ بِذلِكَ فَرَضِيَتْ بِهِ، اللَّهُمَّ انّى اشْهِدُكَ انّى وَلِىٌّ لِمَنْ والاهُ، وَعَدُوٌّ لِمَنْ عاداهُ، بِابى انْتَ وَامّى يَابْنَ رَسُولِ اللَّهِ، اشْهَدُ انَّكَ كُنْتَ نُوراً فىِ الْأَصْلابِ الشَّامِخَةِ، وَالْأَرْحامِ الْمُطَهَّرَةِ(2)، لَمْ تُنَجِّسْكَ الْجاهِلِيَّةُ بِانْجاسِها، وَلَمْ تُلْبِسْكَ الْمُدْلَهِمَّاتُ مِنْ ثِيابِها، وَاشْهَدُ انَّكَ مِنْ دَعآئِمِ الدّينِ، وَارْكانِ الْمُسْلِمينَ، وَمَعْقِلِ الْمُؤْمِنينَ، وَاشْهَدُ انَّكَ الْإِمامُ الْبَرُّ التَّقِىُّ الرَّضِىُّ الزَّكِىُّ، الْهادِى الْمَهْدِىُّ، وَاشْهَدُ انَّ الْأَئِمَّةَ مِنْ وُلْدِكَ كَلِمَةُ التَّقْوى وَ اعْلامُ الْهُدى وَ الْعُرْوَةُ الْوُثْقى وَ الْحُجَّةُ على اهْلِ الدُّنْيا، وَاشْهَدُ انّى بِكُمْ مُؤْمِنٌ، وَ بِايابِكُمْ مُوقِنٌ، بِشَرايِعِ دينى وَخَواتيمِ عَمَلى وَقَلْبى لِقَلْبِكُمْ سِلْمٌ، وَامْرى لِأَمْرِكُمْ مُتَّبِعٌ، وَنُصْرَتى لَكُمْ


1- لم ترد كلمة« اسخطك» في تهذيب الأحكام ولكن وردت في مصباح المتهجّد.
2- وردت في تهذيب الأحكام ومصباح المتهجّد بدلًا عن كلمة« المطهرة» كلمة الطاهرة.

ص: 268

مُعَدَّةٌ، حَتّى يَاْذَنَ اللَّهُ لَكُمْ، فَمَعَكُمْ مَعَكُمْ لامَعَ عَدُوِّكُمْ، صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ، وَعلى ارْواحِكُمْ وَاجْسادِكُمْ، وَشاهِدِكُمْ وَغآئِبِكُمْ، وَظاهِرِكُمْ وَباطِنِكُمْ، آمينَ رَبَّ الْعالَمينَ. ثمّ تصلّي ركعتين وتدعو بما أحببت وترجع (1).

-*-*-*-

الزيارة الثانية: روى المرحوم العلّامة المجلسي عن السيّد ابن طاووس أن عطا (عطية) أحد أصحاب جابر الأنصاري قال: كنت مع جابر يوم العشرين من صفر فلمّا وصلنا الغاضرية اغتسل في شريعتها ولبس قميصاً ثمّ قال لي: أمعك شي ء من الطيب؟ قلت: سُعد. فجعل منه على رأسه وسائر جسده ثمّ مشى حافياً حتّى وقف عند رأس الحسين عليه السلام وكبّر ثلاثاً ثمّ خرَّ مغشيّاً عليه فلمّا أفاق سمعته يقول: «

السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا آلَ اللَّه

...»(2) وهي بعينها ما سنذكرها في زيارة النصف من رجب (ص 271).

-*-*-*-

3. الزيارة المشتركة ليلة ويوم الأوّل من رجب،

ليلة ويوم النصف من رجب والنصف من شعبان

ذكر العلّامة المجلسي عن الشيخ المفيد والسيّد ابن طاووس زيارة اخرى في أوّل يوم من رجب وليلة النصف من شعبان (3)، وضمّ إليها الكفعميّ في «البلد الأمين» ليلة النصف من رجب (4).

فإذا أردت زيارته عليه السلام في هذه الأوقات الستّة فاغتسل والبس أطهر ثيابك وقف على باب قبّته مستقبلًا القبلة وسلّم على رسول اللَّه صلى الله عليه و آله وعليّ أميرالمؤمنين وفاطمة والحسن والحسين والأئمّة عليهم السلام (والذي سترد كيفيته في إذن دخول زيارة يوم عرفة) ثمّ ادخل وقف عند الضريح المقدس وكبّر مائة مرّة، ثمّ قل:


1- مصباح المتهجّد: ص 787؛ تهذيب الأحكام: ج 6، ص 113، ح 17؛ بحار الأنوار: ج 98، ص 331، ح 2.
2- بحارالأنوار: ج 98، ص 329، ح 1.
3- المصدر السابق: ص 336، ح 1؛ مصباح الزائر: ص 291.
4- البلد الأمين: ص 281.

ص: 269

السَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ رَسُولِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يابْنَ خاتَمِ النَّبِيّينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يابْنَ سَيِّدِ الْمُرْسَلينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يابْنَ سَيِّدِ الْوَصِيّينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابا عَبْدِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُسَيْنَ بْنَ عَلِىٍّ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ فاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِسآءِ الْعالَمينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِىَّ اللَّهِ وَابْنَ وَلِيِّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا صَفِىَّ اللَّهِ وَابْنَ صَفِيِّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَاللَّهِ وَابْنَ حُجَّتِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حَبيبَ اللَّهِ وابْنَ حَبيبِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا سَفيرَ اللَّهِ وَابْنَ سَفيرِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا خازِنَ الْكِتابِ الْمَسْطُورِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ التَّوْريةِ وَالْإِنْجيلِ وَالزَّبُورِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا امينَ الرَّحْمنِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا شَريكَ الْقُرْآنِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا عَمُودَ الدِّينِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا بابَ حِكْمَةِ رَبِّ الْعالَمينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا بابَ حِطَّةٍ الَّذى مَنْ دَخَلَهُ كانَ مِنَ الْأمِنينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا عَيْبَةَ عِلْمِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْضِعَ سِرِّ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ثارَاللَّهِ وَابْنَ ثارِهِ، وَالْوِتْرَ الْمَوْتُورَ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَ عَلَى الْأَرْواحِ الَّتى حَلَّتْ بِفِنآئِكَ، وَاناخَتْ بِرَحْلِكَ، بِابى انْتَ وَامّى وَنَفْسى يا اباعَبْدِاللَّهِ، لَقَدْ عَظُمَتِ الْمُصيبَةُ، وَجَلَّتِ الرَّزِيَّةُ بِكَ عَلَيْنا وَعَلى جَميعِ اهْلِ الْإِسْلامِ، فَلَعَنَ اللَّهُ امَّةً اسَّسَتْ اساسَ الظُّلْمِ وَالْجَوْرِ عَلَيْكُمْ اهْلَ الْبَيْتِ، وَلَعَنَ اللَّهُ امَّةً دَفَعَتْكُمْ عَنْ مَقامِكُمْ، وَازالَتْكُمْ عَنْ مَراتِبِكُمُ الَّتى رَتَّبَكُمُ اللَّهُ فيها، بِابى انْتَ وَامّى وَنَفْسى يا ابا عَبْدِاللَّهِ، اشْهَدُ لَقَدِ اقْشَعَرَّتْ لِدِمآئِكُمْ اظِلَّةُ الْعَرْشِ مَعَ اظِلَّةِ الْخَلآئِقِ، وَبَكَتْكُمُ السَّمآءُ وَالْأَرْضُ، وَسُكَّانُ الْجِنانِ وَالْبَرِّ وَالْبَحْرِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ عَدَدَ ما فى عِلْمِ اللَّهِ، لَبَّيْكَ داعِىَ اللَّهِ، انْ كانَ لَمْ يُجِبْكَ بَدَنى عِنْدَ اسْتِغاثَتِكَ، وَلِسانى عِنْدَ اسْتِنْصارِكَ، فَقَدْ اجابَكَ قَلْبى وَسَمْعى وَبَصَرى سُبْحانَ رَبِّنا انْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولًا، اشْهَدُ انَّكَ طُهْرٌ طاهِرٌ مُطَهَّرٌ مِنْ طُهْرٍ طاهِرٍ مُطَهَّرٍ، طَهُرْتَ وَطَهُرَتْ بِكَ الْبِلادُ، وَطَهُرَتْ ارْضٌ انْتَ بِها، وَطَهُرَ

ص: 270

حَرَمُكَ، اشْهَدُ انَّكَ قَدْ امَرْتَ بِالْقِسْطِ وَالْعَدْلِ، وَدَعَوْتَ الَيْهِما، وَانَّكَ صادِقٌ صِدّيقٌ، [صَدَقْتَ (1) فيما دَعَوْتَ الَيْهِ، وَانَّكَ ثارُاللَّهِ فِى الْأَرْضِ، وَاشْهَدُ انَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ عَنِ اللَّهِ، وَعَنْ جَدِّكَ رَسُولِ اللَّهِ، وَعَنْ ابيكَ اميرِ الْمُؤْمِنينَ، وَعَنْ اخيكَ الْحَسَنِ، وَنَصَحْتَ وَجاهَدْتَ فى سَبيلِ اللَّهِ، وَعَبَدْتَهُ مُخْلِصاً حَتّى اتيكَ الْيَقينُ، فَجَزاكَ اللَّهُ خَيْرَ جَزآءِ السَّابِقينَ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ وَسَلَّمَ تَسْليماً، اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَصَلِّ عَلَى الْحُسَيْنِ الْمَظْلُومِ الشَّهيدِ الرَّشيدِ، قَتيلِ الْعَبَراتِ، وَاسيرِ الْكُرُباتِ، صَلاةً نامِيَةً زاكِيَةً مُبارَكَةً، يَصْعَدُ اوَّلُها وَلا يَنْفَدُ آخِرُها، افْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلى احَدٍ مِنْ اوْلادِ انْبِيآئِكَ الْمُرْسَلينَ، يا الهَ الْعالَمينَ (2).

تنبيه: قال العلّامة المجلسي نقلًا عن الشيخ المفيد: ثمّ امض إلى ضريح علي بن الحسين عليهما السلام وقف عليه وقل: السَّلامُ عَلَيْكَ ايُّهَا الصِّدّيقُ الطَّيِّبُ، الزَّكِىُّ الْحَبيبُ الْمُقَرَّبُ، وَابْنُ رَيْحانَةِ رَسُولِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ مِنْ شَهيدٍ مُحْتَسِبٍ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، ما اكْرَمَ مَقامَكَ، وَاشْرَفَ مُنْقَلَبَكَ، اشْهَدُ لَقَدْ شَكَرَ اللَّهُ سَعْيَكَ، وَاجْزَلَ ثَوابَكَ، وَالْحَقَكَ بِالذِّرْوَةِ الْعالِيَةِ، حَيْثُ الشَّرَفُ كُلُّ الشَّرفِ، وَفِى الْغُرَفِ، كَما مَنَّ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ، وَجَعَلَكَ مِنْ اهْلِ الْبَيْتِ الَّذينَ اذْهَبَ اللَّهُ عَنْهُمُ الرِّجْسَ، وَطَهَّرَهُمْ تَطْهيراً، صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ وَرِضْوانُهُ، فَاشْفَعْ ايُّهَا السَّيِّدُ الطَّاهِرُ الى رَبِّكَ فى حَطِّ الْأَثْقالِ عَنْ ظَهْرى وَتَخْفيفِها عَنّى وَارْحَمْ ذُلّى وَخُضُوعى لَكَ، وَلِلسَّيِّدِ ابيكَ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكُما

ثمّ قل: زادَ اللَّهُ فى شَرَفِكُمْ فِى الْأخِرَةِ، كَما شَرَّفَكُمْ فِى الدُّنْيا، وَاسْعَدَكُمْ كَما اسْعَدَ


1- وردت كلمة« صدقتَ» في نسخ مصباح الزائر والبلد الأمين، ولكنها لم ترد في بحار الأنوار.
2- بحارالأنوار: ج 98، ص 336، ح 1.

ص: 271

بِكُمْ، وَاشْهَدُ ا نَّكُمْ اعْلامُ الدّينِ، وَنُجُومُ الْعالَمينَ، وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ.

ثمّ توجّه إلى الشهداء وقل: السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا انْصارَ اللَّهِ، وَانْصارَ رَسُولِهِ، وَ انْصارَ عَلِىّ بْنِ ابيطالِبٍ، وَانْصارَ فاطِمَةَ، وَانْصارَ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ، وَانْصارَ الْإِسْلامِ، اشْهَدُ لَقَدْ نَصَحْتُمْ للَّهِ، وَجاهَدْتُمْ فى سَبيلِهِ، فَجَزاكُمُ اللَّهُ مِنَ الْإِسْلامِ (1) وَاهْلِهِ افْضَلَ الْجَزآءِ، فُزْتُمْ وَاللَّهِ فَوْزاً عَظيماً، يا لَيْتَنى كُنْتُ مَعَكُمْ فَافُوزَ فَوْزاً عَظيماً، اشْهَدُ انَّكُمْ احْيآءٌ عِنْدَ رَبِّكُمْ تُرْزَقُونَ، اشْهَدُ انَّكُمُ الشُّهَدآءُ وَالسُّعَدآءُ، وَانَّكُمُ الْفآئِزُونَ فى دَرَجاتِ الْعُلى والسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ.

ثمّ عد إلى عند الرأس فصلِّ صلاة الزيارة وادع لنفسك ولوالديك ولإخوانك المؤمنين (2).

تنبيه: ورد في رواية الإمام الصادق عليه السلام بشأن فضيلة زيارة الحسين عليه السلام في الأوّل من رجب والنصف من رجب والنصف من شعبان أنّه قال: «

مَن زَارَهُ أوّلَ يَومٍ مِنْ رَجَبَ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ البتَّة»(3)

. وعن ابن أبي نصر قال: سألت الرضا عليه السلام: في أيّ شهر نزور الحسين عليه السلام؟ قال: «

في النِّصْفِ مِنْ رَجَبَ والنِّصْفِ مِنْ شَعْبانَ»(4).

4. زيارة النصف من رجب

وهي زيارة اخرى للنصف من رجب أوردها الشيخ المفيد وتسمّى بالغفيلة لغفلة الناس عن فضلها. فإن أتيت الصحن فادخل الروضة وكبّر اللَّه ثلاثاً وقف على القبر وقل:

السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا آلَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا صَفْوَةَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا سادَةَ السَّاداتِ، السَّلامُ عَلى لُيُوثِ الْغاباتِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا سُفُنَ النَّجاةِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابا عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ عِلْمِ الْأَنْبِياءِ، وَرَحْمَةُاللَّهِ


1- ورد في نسخة المزار للشهيد الأوّل،« عن الإسلام».
2- بحار الأنوار: ج 98، ص 337؛ مزار الشهيد الأوّل: ص 145( باختلاف يسير).
3- كامل الزيارات: الباب 73، ح 2.
4- المصدر السابق: ح 1.

ص: 272

وَبَرَكاتُهُ، [السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ نُوحٍ نَبِىِّ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ ابْراهيمَ خَليلِ اللَّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ اسْماعيلَ ذَبيحِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُوسى كَليمِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ عيسى رُوحِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُحَمَّدٍ حَبيبِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ مُحَمَّدٍ الْمُصْطَفى السَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ عَلِىٍّ الْمُرْتَضى السَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ فاطِمَةَ الزَّهْرآءِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ خَديجَةَ الْكُبْرى السَّلامُ عَلَيْكَ يا شَهيدُ بْنُ الشَّهيدِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا قَتيلُ بْنُ الْقَتيلِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِىَّ اللَّهِ وَابْنَ وَلِيِّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللَّهِ وَابْنَ حُجَّتِهِ عَلى خَلْقِهِ، اشْهَدُ انَّكَ قَدْ اقَمْتَ الصَّلاةَ، وَآتَيْتَ الزَّكاةَ، وَامَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهَيْتَ عَنْ الْمُنْكَرِ، وَرُزِئْتَ بِوالِدَيْكَ، وَجاهَدْتَ عَدُوَّكَ، وَاشْهَدُ انَّكَ تَسْمَعُ الْكَلامَ وَ تَرُدُّ الْجَوابَ، وَانَّكَ حَبيبُ اللَّهِ وَخَليلُهُ وَنَجيبُهُ وَصَفِيُّهُ وَابْنُ صَفِيِّهِ، يا مَوْلاىَ زُرْتُكَ مُشْتاقاً فَكُنْ لى شَفيعاً الىَ اللَّهِ يا سَيِّدى وَاسْتَشْفِعُ الَى اللَّهِ بِجَدِّكَ سَيِّدِ النَّبِيّينَ، وَبِابيكَ سَيِّدِ الْوَصِيّينَ، وَبِامِّكَ فاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِسآءِ الْعالَمينَ، الا لَعَنَ اللَّهُ قاتِليكَ، وَلَعَنَ اللَّهُ ظالِميكَ، وَلَعَنَ اللَّهُ سالِبيكَ وَمُبْغِضيكَ مِنَ الْأَوَّلينَ وَالْأخِرينَ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلى سَيِّدِنا مُحَمِّدٍ وَآلِهِ الطَّيِّبينَ الطَّاهِرينَ* ثمّ قبل القبر الطاهر وتوجه إلى قبر علي بن الحسين عليهما السلام فزره وقل: السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلاىَ وَابْنَ مَوْلاىَ، لَعَنَ اللَّهُ قاتِليكَ، وَلَعَنَ اللَّهُ ظالِميكَ، انّى اتَقَرَّبُ الَى اللَّهِ بِزِيارَتِكُمْ وَبِمَحَبَّتِكُمْ، وَابَرَءُ الَى اللَّهِ مِنْ اعْدآئِكُمْ، وَالسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلاىَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ* ثمّ امض إلى قبور الشهداء (رضوان اللَّه عليهم) وقل: السَّلامُ عَلَى الْأَرْواحِ الْمُنيخَةِ بِقَبْرِ ابى عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلامُ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا طاهِرينَ مِنَ الدَّنَسِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا مَهْدِيُّونَ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا ابْرارَاللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَعَلَى الْمَلائِكَةِ الْحآفّينَ بِقُبُورِكُمْ اجْمَعينَ، جَمَعَنَا اللَّهُ

ص: 273

وَايَّاكُمْ فى مُسْتَقَرِّ رَحْمَتِهِ وَتَحْتِ عَرْشِهِ، انَّهُ ارْحَمُ الراحِمينَ، وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ.

ثمّ امض إلى حرم العبّاس بن أميرالمؤمنين عليه السلام فإذا بلغته فقف على باب قبّته وقل:

سَلامُ اللّه وَسَلامُ مَلائِكَتِهِ الْمُقَرَّبينَ ...

إلى آخر ما سبق من زيارته (1) (ص 256).

5. زيارة النصف من شعبان

وردت أحاديث كثيرة في فضل زيارة الحسين عليه السلام في النصف من شعبان، ويكفيها فضلًا أنّها رويت بعدّة أسناد معتبرة عن الإمام زين العابدين والإمام الصادقِ عليهما السلام قالا: «

مَنْ أحَبَّ أنْ يُصافِحَهُ 124 ألف نَبيٍّ فَليَزُر قَبرَ أبي عبداللَّه الحُسينِ عليه السلام فِي النِّصفِ مِن شَعْبانَ فإنَّ أرواحَ النَّبيِّين عليهم السلام يَستأذِنُونَ اللَّهَ فِي زيارَتِهِ، فَطُوبى لِمَنْ صَافَحَ هَؤلاءِ وَصَافَحُوهُ وَمِنهُم خَمْسَةُ أولوا العَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ هُم: نُوحٌ وإبراهيمُ ومُوسى وعِيسى ومُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَليهم»(2)

. كما روى الشيخ الكفعمي في البلد الأمين زيارة اخرى في النصف من شعبان عن الإمام الصادق عليه السلام:

فَاغْتَسِلْ وَقِفْ عِنْدَ القَبْرِ وَقُل:

ا لْحَمْدُ للَّهِ الْعَلِىِّ الْعَظيمِ، السَّلامُ عَلَيْكَ ايُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ الزَّكىُّ، اودِعُكَ شَهادَةً مِنّى لَكَ تُقَرِّبُنى الَيْكَ فى يَوْمِ شَفاعَتِكَ، اشْهَدُ انَّكَ قُتِلْتَ وَ لَمْ تَمُتْ، بَلْ بِرَجآءِ حَياتِكَ حَيِيَتْ قُلُوبُ شيعَتِكَ، وَ بِضِيآءِ نُورِكَ اهْتَدَى الطَّالِبُونَ الَيْكَ، وَاشْهَدُ انَّكَ نُورُ اللَّهِ الَّذى لَمْ يُطْفَأْ وَلا يُطْفَأُ ابَداً، وَ انَّكَ وَجْهُ اللَّهِ الَّذى لَمْ يَهْلِكْ وَلا يُهْلَكُ ابَداً، وَاشْهَدُ انَّ هذِهِ التُّرْبَةَ تُرْبَتُكَ، وَهذَا الْحَرَمَ حَرَمُكَ، وَهذَا الْمَصْرَعَ مَصْرَعُ بَدَنِكَ، لا ذَليلَ وَاللَّهِ مُعِزُّكَ، وَلا مَغْلُوبَ وَاللَّهِ ناصِرُكَ، هذِهِ شَهادَةٌ لى عِنْدَكَ الى يَوْمِ قَبْضِ روُحى بِحَضْرَتِكَ، وَالسَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُاللَّهِ وَبَرَكاتُهُ (3).


1- بحارالانوار: ج 98، ص 345، ح 1.
2- كامل الزيارات: الباب 72، ح 2؛ بحارالانوار: ج 98،* ص 93، ح 2.
3- البلد الأمين: ص 284؛ بحارالانوار: ج 98 ص 342 ح 2.

ص: 274

6. زيارة ليالي القدر

اعلم أنّ الأحاديث كثيرة في فضل زيارة الحسين عليه السلام في شهر رمضان بنحو عام ولا سيّما في أوّل ليلة منه وليلة النصف منه وآخر ليلة منه وفي خصوص ليلة القدر.

1. روي عن الإمام محمّد التقيّ عليه السلام قال: «

مَن زَارَ الحُسينَ عليه السلام لَيلَة ثَلاثٍ وَعِشرينَ مِن شَهرِ رَمَضان وَهِيَ الليلةُ الَّتي يُرجى أن تَكُونَ لَيلةَ القَدْرِ، صافَحَهُ روحُ 124 ألفَ نَبِيٍّ كُلّهم يَستأذِنُون اللَّهَ فِي زِيارةِ الحُسين عليه السلام»(1).

2. وجاء في حديث معتبر آخر عن الإمام الصادق عليه السلام: «

إذا كَان لَيلةُ القَدْرِ نادى مُنادٍ مِنَ السَّماءِ السّابعةِ مَنْ بَطنانِ العَرشِ: إنّ اللَّهَ قَد غَفَرَ لِمَن أتى قَبرَ الحُسينِ عليه السلام»(2).

3. وفي رواية ثالثة: «

أنّ مَن كَانَ عِندَ قَبر الحُسينِ عليه السلام لَيلةَ القَدرِ يُصلّي عِندَهُ رَكعَتَينِ أو ما تَيَسَّرَ لَهُ وَسألَ اللَّهَ الجَنَّةَ واستَعاذَ بِهِ مِنَ النَّارِ أعطاهُ اللَّهُ ما سَأل»(3).

4. روى ابن قولويه في كامل الزيارات عن الإمام الصادق عليه السلام: «

مَن زَارَ قَبرَ الحُسينِ عليه السلام فِي شَهرِ رَمضان وَماتَ فِي الطَّريقِ، قِيلَ لَهُ: ادخُل الجَنَّةَ آمِناً»(4)

. والزيارة في هذه الليلة (والعيدين) التي رواها السيّد ابن طاووس وبعض الأعلام عن الإمام الصادق عليه السلام كما يلي:

إذا أردت زيارة الحسين عليه السلام فأتِ مشهده المقدّس بعد أن تغتسل وتلبس أطهر ثيابك، فإذا وقفت على قبره فاستقبله بوجهك واجعل القبلة بين كتفيك وقل:

السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ رَسُولِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ اميرِالْمُؤْمِنينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ الصِّدّيقَةِ الطَّاهِرَةِ، فاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِسآءِ الْعالَمينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلاىَ يا ابا عَبْدِاللَّهِ، وَرَحْمَةُاللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، اشْهَدُ انَّكَ قَدْ اقَمْتَ الصَّلاةَ، وَآتَيْتَ الزَّكاةَ، وَامَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَتَلَوْتَ الْكِتابَ حَقَّ تِلاوَتِهِ، وَجاهَدْتَ فِى اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ، وَصَبَرْتَ عَلَى الْأَذى فى جَنْبِهِ مُحْتَسِباً حَتّى اتيكَ الْيَقينُ، اشْهَدُ انَّ الَّذينَ خالَفُوكَ وَحارَبُوكَ، وَالَّذينَ خَذَلُوكَ، وَالَّذينَ قَتَلُوكَ، مَلْعُونُونَ


1- بحار الأنوار: ج 98، ص 100، ح 31.
2- المصدر السابق: ح 32.
3- المصدر السابق: ص 99، ح 30.
4- كامل الزيارات: الباب 108، ح 7.

ص: 275

عَلى لِسانِ النَّبِىِّ الْأُمِّىِ، وَقَدْ خابَ مَنِ افْتَرى لَعَنَ اللَّهُ الظَّالِمينَ لَكُمْ مِنَ الْأَوَّلينَ وَالْأخِرينَ، وَضاعَفَ عَلَيْهِمُ الْعَذابَ الْأَليمَ، اتَيْتُكَ يا مَوْلاىَ يَابْنَ رَسُولِ اللَّهِ، زائِراً عارِفاً بِحَقِّكَ، مُوالِياً لِأَوْلِيآئِكَ، مُعادِياً لِأَعْدآئِكَ، مُسْتَبْصِراً بِالْهُدَى الَّذى انْتَ عَلَيْهِ، عارِفاً بِضَلالَةِ مَنْ خالَفَكَ، فَاشْفَعْ لى عِنْدَ رَبِّكَ* ثمّ انحرف إلى عند الرأس وقل: السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللَّهِ فى ارْضِهِ وَسَمآئِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلى رُوحِكَ الطَّيِّبِ، وَجَسَدِكَ الطَّاهِرِ، وَعَلَيْكَ السَّلامُ يا مَوْلاىَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ* ثمّ انكبّ على القبر وقبّله وصلِّ ركعتين للزيارة وصلِّ بعدهما ما تيسّر، ثمّ تحوّل إلى عند الرجلين وزر عليّ بن الحسين عليهما السلام وقل: السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلاىَ وَابْنَ مَوْلاىَ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، لَعَنَ اللَّهُ مَنْ ظَلَمَكَ، وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ قَتَلَكَ، وَ ضاعَفَ عَلَيْهِمُ الْعَذابَ الْأَليمَ* وادع بما تريد ثمّ زر الشهداء منحرفاً من عند الرجلين إلى القبلة فقل: السَّلامُ عَلَيْكُمْ ايُّهَا الصِّدّيقُونَ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ ايُّهَا الشُّهَدآءُ الصَّابِرُونَ، اشْهَدُ انَّكُمْ جاهَدْتُمْ فى سَبيلِ اللَّهِ، وَصَبَرْتُمْ عَلَى الْأَذى فى جَنْبِ اللَّهِ، وَنَصَحْتُمْ للَّهِ وَلِرَسُولِهِ، حَتّى اتيكُمُ الْيَقينُ، اشْهَدُ انَّكُمْ احْيآءٌ عِنْدَ رَبِّكُمْ تُرْزَقُونَ، فَجَزاكُمُ اللَّهُ عَنِ الْإِسْلامِ وَاهْلِهِ، افْضَلَ جَزآءِ الْمُحْسِنينَ، وَجَمَعَ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ فى مَحَلِّ النَّعيمِ ثمّ امض إلى مشهد العبّاس بن أميرالمؤمنين عليه السلام فإذا وقفت عليه فقل: السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ اميرِالْمُؤْمِنينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ ايُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ الْمُطيعُ للَّهِ وَلِرَسُولِهِ، اشْهَدُ انَّكَ قَدْ جاهَدْتَ وَنَصَحْتَ وَصَبَرْتَ حَتّى اتيكَ الْيَقينُ، لَعَنَ اللَّهُ الظَّالِمينَ لَكُمْ مِنَ الْأَوَّلينَ وَالْأخِرينَ، وَالْحَقَهُمْ بِدَرَكِ الْجَحيمِ (1).

تنبيه: لا يلزم الطواف حول الضريح أو الالتصاق به وما شابه ذلك حين زحام الناس كما ورد في بعض الروايات.


1- بحارالانوار: ج 98، ص 350؛ مصباح الزائر: ص 325.( باختلاف يسير).

ص: 276

7. الزيارة في عيدي الفطر والاضحى

روي بسند معتبر عن الإمام الصادق عليه السلام قال: «

مَن زَارَ قَبرَ الحُسينَ عليه السلام لَيلةً مِن ثلاثِ ليالٍ غَفَرَ اللَّهَ لَه

» قال الراوي: جعلت فداك: أيّ الليالي الثلاث؟ قال عليه السلام: «

لَيلةُ الفِطْرِ وَليلةُ الأضحى وَليلةُ النّصفِ مِن شَعبان»(1).

كما روي عنه عليه السلام أنّه قال: «

مَن زَارَ الحُسينَ عليه السلام لَيلةَ النَّصفِ مِنْ شَعبان وَليلةَ الفِطرِ وَليلةَ عَرفة، قُضِيتْ لَهُ ألفُ حَاجةٍ مِنْ حَوائِجِ الدُّنيا والآخرة»(2).

وقال الإمام الباقر عليه السلام: «

مَن باتَ ليلَةَ عَرفة بأرضِ كَربلاء وأقام بِهَا حتّى يُعيّد ويَنصرف وَقَاه اللَّهُ شَرَّ سَنَتِهِ»(3).

كما ذكرت زيارة اخرى في هذين العيدين غير الزيارة السابقة، ويظهر من كلمات العلماء أنّ الزيارة السابقة في يومي العيدين وهذه الزيارة تخصّ ليلتهما.

فإذا أردت زيارته عليه السلام في الليلتين المذكورتين فقف على باب القبّة الطاهرة وارم بطرفك نحو القبر مستأذناً وقل:

يا مَوْلاىَ يا ابا عَبْدِاللَّهِ، يَا بْنَ رَسُولِ اللَّهِ، عَبْدُكَ وَابْنُ امَتِكَ، الذَّليلُ بَيْنَ يَدَيْكَ، وَالْمُصَغَّرُ فى عُلُوِّ قَدْرِكَ، وَالْمُعْتَرِفُ بِحَقِّكَ، جآءَكَ مُسْتَجيراً بِكَ، قاصِداً الى حَرَمِكَ، مُتَوَجِّهاً الى مَقامِكَ، مُتَوَسِّلًا الَى اللَّهِ تَعالى بِكَ، ءَادْخُلُ يا مَوْلاىَ، ءَادْخُلُ يا وَلِىَ اللَّهِ، ءَادْخُلُ يا مَلائِكَةَ اللَّهِ الْمُحْدِقينَ بِهذَا الْحَرَمِ، الْمُقيمينَ فى هذا الْمَشْهَدِ* وادخل وقدّم رجلك اليمنى وقل: بِسْمِ اللَّهِ وَبِاللَّهِ، وَفى سَبيلِ اللَّهِ، وَعَلى مِلَّةِ رَسُولِ اللَّهِ، اللَّهُمَّ انْزِلْنى مُنْزَلًا مُبارَكاً، وَانْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلينَ* ثمّ قل:

اللَّهُ اكْبَرُ كَبيراً، وَالْحَمْدُ للَّهِ كَثيراً، وَسُبْحانَ اللَّهِ بُكْرَةً وَاصيلًا، وَالْحَمْدُللَّهِ الْفَرْدِ الصَّمَدِ الْماجِدِ الْأَحَدِ، الْمُتَفَضِّلِ الْمَنَّانِ الْمُتَطَوِّلِ الحَنَّانِ، الَّذى مِنْ تَطَوُّلِهِ سَهَّلَ لى زِيارَةَ مَوْلاىَ بِاحْسانِهِ، وَلَمْ يَجْعَلْنى عَنْ زِيارَتِهِ مَمْنُوعاً، وَلا عَنْ ذِمَّتِهِ


1- كامل الزيارات: الباب 72، ح 6.
2- المصدر السابق: ح 7.
3- المصدر السابق: الباب 88، ح 9.

ص: 277

مَدْفُوعاً، بَلْ تَطَوَّلَ وَمَنَحَ** ثمّ ادخل، فإذا توسّطت فقم حذاء القبر بخضوع وبكاء وتضرّع وقل: السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ نُوحٍ امينِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ ابْراهيمَ خَليلِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُوسى كَليمِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ عيسى رُوحِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُحَمَّدٍ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، حَبيبِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ عَلِىٍّ حُجَّةِاللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ ايُّهَا الْوَصِىُّ الْبَرُّ الْتَّقِىُّ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ثارَ اللَّهِ وَابْنَ ثارِهِ، وَالْوِتْرَ الْمَوْتُورَ، اشْهَدُ انَّكَ قَدْ اقَمْتَ الصَّلاةَ، وَآتَيْتَ الزَّكاةَ، وَامَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَجاهَدْتَ فى اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ، حَتَّى اسْتُبيحَ حَرَمُكَ، وَقُتِلْتَ مَظْلُوماً** ثمّ قم عند رأسه خاشعاً قلبك، دامعة عينك، ثمّ قل:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابا عَبْدِاللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ رَسُولِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ سَيِّدِ الْوَصِيّينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ فاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِسآءِ الْعالَمينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا بَطَلَ الْمُسْلِمينَ، يا مَوْلاىَ اشْهَدُ انَّكَ كُنْتَ نُوراً فِى الْأَصْلابِ الشَّامِخَةِ، وَالْأَرْحامِ الْمُطَهَّرَةِ، لَمْ تُنَجِّسْكَ الْجاهِلِيَّةُ بِانْجاسِها، وَلَمْ تُلْبِسْكَ مِنْ مُدْلَهِمَّاتِ ثِيابِها، وَاشْهَدُ انَّكَ مِنْ دَعآئِمِ الدّينِ، وَارْكانِ الْمُسْلِمينَ، وَمَعْقِلِ الْمُؤْمِنينَ، وَاشْهَدُ انَّكَ الْإِمامُ الْبَرُّ التَّقِىُّ الرَّضِىُّ الزَّكِىُّ الْهادِى الْمَهْدِىُّ، وَاشْهَدُ انَّ الْأَئِمَّةَ مِنْ وُلْدِكَ كَلِمَةُ التَّقْوى وَاعْلامُ الْهُدى وَالْعُروَةُ الْوُثْقى وَالْحُجَّةُ عَلى اهْلِ الدُّنْيا* ثمّ قل: انَّا للَّهِ وَانَّا الَيْهِ راجِعُونَ، يا مَوْلاىَ ا نَا مُوالٍ لِوَلِيِّكُمْ، وَمُعادٍ لِعَدُوِّكُمْ، وَ ا نَا بِكُمْ مُؤْمِنٌ، وَبِايابِكُمْ مُوقِنٌ، بِشَرايِعِ دينى وَخَواتيمِ عَمَلى وَقَلْبى لِقَلْبِكُمْ سِلْمٌ، وَامْرى لِأَمْرِكُمْ مُتَّبِعٌ، يا مَوْلاىَ اتَيْتُكَ خائِفاً فَآمِنّى وَاتَيْتُكَ مُسْتَجيراً فَاجِرْنى وَاتَيْتُكَ فَقيراً فَاغْنِنى سَيِّدى وَمَوْلاىَ، انْتَ مَوْلاىَ، حُجَّةُ اللَّهِ عَلَى الْخَلْقِ اجْمَعينَ، آمَنْتُ بِسِرِّكُمْ وَعَلانِيَتِكُمْ، وَبِظاهِرِكُمْ

ص: 278

وَباطِنِكُمْ، وَاوَّلِكُمْ وَآخِرِكُمْ، وَاشْهَدُ انَّكَ التَّالى لِكِتابِ اللَّهِ، وَامينُ اللَّهِ، الدَّاعى الَى اللَّهِ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ، لَعَنَ اللَّهُ امَّةً ظَلَمَتْكَ، وَلَعَنَ اللَّهُ امَّةً سَمِعَتْ بِذلِكَ فَرَضِيَتْ بِهِ** ثمّ صلِّ عند الرأس ركعتين، فإذا سلّمت فقل: اللَّهُمَّ انّى لَكَ صَلَّيْتُ، وَلَكَ رَكَعْتُ، وَلَكَ سَجَدْتُ، وَحْدَكَ لا شَريكَ لَكَ، فَانَّهُ لاتَجُوزُ الصَّلاةُ وَالرُّكُوعُ وَالسُّجُودُ الَّا لَكَ، لِأَنَّكَ انْتَ اللَّهُ الَّذى لا الهَ إلَّاانْتَ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَابْلِغْهُمْ عَنّى افْضَلَ السَّلامِ وَالتَّحِيَّةِ، وَارْدُدْ عَلَىَّ مِنْهُمُ السَّلامَ، اللهُمَّ وَهاتانِ الرَّكْعَتانِ هَدِيَّةٌ مِنّى الى سَيِّدِىَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِىٍّ عَلَيْهِمَا السَّلامُ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَيْهِ، وَتَقَبَّلْهُما مِنّى وَأْجُرْنِى عَليْهِما افْضَلَ امَلى وَرَجآئى فيكَ، وَ فى وَلِيِّكَ يا وَلِىَّ الْمُؤْمِنينَ* ثمّ انكبّ على القبر وقبّله وقل:

السَّلامُ عَلَى الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِىٍّ الْمَظْلُومِ الشَّهيدِ، قَتيلِ الْعَبَراتِ، وَاسيرِ الْكُرُباتِ، اللهُمَّ انّى اشْهَدُ انَّهُ وَلِيُّكَ وَابْنُ وَلِيِّكَ، وَصَفِيُّكَ الثَّآئِرُ بِحَقِّكَ، اكْرَمْتَهُ بِكَرامَتِكَ، وَخَتَمْتَ لَهُ بِالشَّهادَةِ، وَجَعَلْتَهُ سَيِّداً مِنَ السَّادَةِ، وَقآئِداً مِنَ الْقادَةِ، وَ اكْرَمْتَهُ بِطيبِ الْوِلادَةِ، وَاعْطَيْتَهُ مَواريثَ الْأَنْبِيآءِ، وَجَعَلْتَهُ حُجَّةً عَلى خَلْقِكَ مِنَ الْأَوْصِيآءِ، فَاعْذَرَ فِى الدُّعآءِ، وَ مَنَحَ النَّصيحَةَ، وَبَذَلَ مُهْجَتَهُ فيكَ، حَتَّى اسْتَنْقَذَ عِبادَكَ مِنَ الْجَهالَةِ، وَحَيْرَةِ الضَّلالَةِ، وَقَدْ تَوازَرَ عَلَيْهِ مَنْ غَرَّتْهُ الدُّنْيا، وَباعَ حَظَّهُ مِنَ الْأخِرَةِ بِالْأَدْنى وَتَرَدّى فى هَواهُ، وَاسْخَطَكَ وَاسْخَطَ نَبِيَّكَ، وَاطاعَ مِنْ عِبادِكَ اولِى الشِّقاقِ وَالنِّفاقِ، وَحَمَلَةَ الْأَوْزارِ الْمُسْتَوْجِبينَ النَّارَ، فَجاهَدَهُمْ فيكَ صابِراً مُحْتَسِباً، مُقْبِلًا غَيْرَ مُدْبِرٍ، لا تَاْخُذُهُ فِى اللَّهِ لَوْمَةُ لآئِمٍ، حَتّى سُفِكَ فى طاعَتِكَ دَمُهُ، وَاسْتُبيحَ حَريمُهُ، اللهُمَّ الْعَنْهُمْ لَعْناً وَبيلًا، وَ عَذِّبْهُمْ عَذاباً اليماً* ثمّ اعطف على عليّ بن الحسين عليهما السلام (عليّ الأكبر) وهو عند رجلي الحسين عليه السلام وقل:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِىَّ اللَّهِ (1)، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ رَسُولِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ


1- وردت العبارة« السلام عليك ياولي اللَّه» في مصباح الزائر.

ص: 279

خاتَمِ النَّبِيّينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ فاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِسآءِ الْعالَمينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ اميرِ الْمُؤْمِنينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ ايُّهَا الْمَظْلُومُ الشَّهيدُ، بِابى انْتَ وَامّى عِشْتَ سَعيداً، وَقُتِلْتَ مَظْلُوماً شَهيداً** ثمّ انحرف إلى قبور الشهداء (رضوان اللَّه عليهم) وقل:

السَّلامُ عَلَيْكُمْ ايُّهَا الذَّآبُّونَ عَنْ تَوْحيدِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ، بِابى انْتُمْ وَامّى فُزْتُمْ فَوْزاً عَظيماً** ثمّ امض إلى مشهد العبّاس بن عليّ عليهما السلام وقف على ضريحه الشريف وقل: السَّلامُ عَلَيْكَ ايُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ، وَالصِّدّيقُ الْمُواسى اشْهَدُ انَّكَ آمَنْتَ بِاللَّهِ، وَنَصَرْتَ ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ، وَ دَعَوْتَ الى سَبيلِ اللَّهِ، وَ واسَيْتَ بِنَفْسِكَ، فَعَلَيْكَ مِنَ اللَّهِ افْضَلُ التَّحِيَّةِ وَالسَّلامِ* ثمّ قل: بِابى انْتَ وَامّى يا ناصِرَ دينِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ناصِرَ الْحُسَيْنِ الصِّدّيقِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ناصِرَ الْحُسَيْنِ الشَّهيدِ، عَلَيْكَ مِنّىِ السَّلامُ ما بَقيتُ وَبَقِىَ اللَّيْلُ وَ النَّهارُ.

ثمّ صلِّ عند رأسه عليه السلام ركعتين وقل ما قلت عند رأس الحسين عليه السلام أي ادع بهذا الدعاء

اللَّهُمَّ إِنِّي صَلَّيْتُ ...

(الذي مضى سابقاً، ص 254) ثمّ ارجع إلى مشهد الحسين عليه السلام وأقم عنده ما أحببت (بحيث لا تزاحم الآخرين) فإذا أردت وداعه فقم عند الرأس وقل:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلاىَ سَلامَ مُوَدِّعٍ لا قالٍ وَ لا سَئِمٍ، فَانْ انْصَرِفْ فَلا عَنْ مَلالَةٍ، وَانْ اقِمْ فَلا عَنْ سُوءِ ظَنٍّ بِما وَعَدَ اللَّهُ الصَّابِرينَ، يا مَوْلاىَ، لا جَعَلَهُ اللَّهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنّى لِزِيارَتِكَ، وَ رَزَقَنِىَ الْعَوْدَ الَيْكَ، وَالْمَقامَ فى حَرَمِكَ، وَالْكَوْنَ فى مَشْهَدِكَ، آمينَ رَبَّ الْعالَمينَ** ثمّ قبّله (إن امكن) واخرج من عنده القهقرى ولا تولّه ظهرك وقل عندالخروج:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا بابَ الْمَقامِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا شَريكَ الْقُرْآنِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ الْخِصامِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا سَفينَةَ النَّجاةِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا مَلائِكَةَ رَبِّىَ الْمُقيمينَ فى هذَا الْحَرَمِ، السَّلامُ عَلَيْكَ ابَداً ما بَقيتُ وَ بَقِىَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ* وقل:

ص: 280

انَّا للَّهِ وَانَّا الَيْهِ راجِعُونَ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ الَّا بِاللَّهِ الْعَلِىِّ الْعَظيمِ. جدير ذكره أنّه قد ورد ثواب عظيم على هذه الزيارة(1).

8. زيارة عرفة

وردت عدّة روايات لا تحصى في فضل زيارة عرفة حسب المرحوم المحدّث القمي رحمه الله ولذلك نكتفي بثلاث منها:

1. جاء في روايات معتبرة أن اللَّه تعالى ينظر يوم عرفة إلى زوّار قبر الحسين عليه السلام قبل أن ينظر إلى زوّار بيته (2).

2. قال رفاعة في حديث معتبر: قال لي الصادق عليه السلام: «

يا رَفاعةُ أحجَجَتَ العامَ؟ قُلتُ: جُعِلتُ فِداكَ ما كَانَ عِندي ما أحجُّ بِهِ وَلَكِنّي عَرفتُ عِندَ قَبرَ الحُسينِ عليه السلام فَقَالَ لِي: يا رَفاعَةُ ما قَصّرتَ عَمّا كَانَ أهل مِنّي فِيهِ لَولا أني أكرهُ أن يدعَ النّاسَ الحَجّ لَحدثتُكَ بِحَديثٍ لا تَدع زيارَة قَبرِ الحُسينِ عليه السلام أبداً. ثمّ سَكتَ طَويلًا ثمّ قال: أخبَرني أبي قال: مَنْ خَرَجَ إلى قَبرِ الحُسينِ عليه السلام عارِفاً بِحَقِّهِ غَير مُستكبرِ صَحِبَهُ ألفَ مَلَكٍ عَنْ يَمِينِهِ وَألفَ مَلكٍ عَنْ شِمالِهِ وَكُتِبَ لَهُ ألفَ حَجّةٍ وألفَ عُمرةٍ مَعَ نَبِيٍّ أو وَصِيِّ نَبِيٍّ»(3).

3. وقال داود الرقّي: سمعت الإمام الصادق عليه السلام والإمام الكاظم عليه السلام والإمام الرضا عليه السلام قالوا:

«مَنْ أتى الحُسَينَ عليه السلام يَوْمَ عَرَفَة قَلَبَهُ اللَّهُ ثَلْجَ الفُؤادِ (بالإيمانِ واليَقينِ والمَغْفِرَةِ والرَّحْمَةِ)»(4).

فإذا أردت زيارته يوم عرفة فاغتسل من الفرات إن أمكنك وإلّا من حيث أمكنك والبس أطهر ثيابك واقصد حضرته الشريفة وأنت على سكينة ووقار، فإذا بلغت باب الحائر فكبّر اللَّه تعالى ثمّ قل:

اللَّهُ اكْبَرُ وكذلك قل: اللَّهُ اكْبَرُ كَبيراً، وَالْحَمْدُ للَّهِ كَثيراً، وَسُبْحانَ اللَّهِ بُكْرَةً وَاصيلًا، وَالْحَمْدُ للَّهِ الَّذى هَدانا لِهذا، وَما كُنَّا لِنَهْتَدِىَ لَوْلا انْ هَدانَا اللَّهُ، لَقَدْ جآئَتْ رُسُلُ رَبِّنا بِالْحَقِّ، السَّلامُ عَلى رَسُولِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلى اميرِ الْمُؤْمِنينَ، السَّلامُ عَلى


1- بحار الأنوار: ج 98، ص 352، ح 1؛ مصباح الزائر: ص 329( باختلاف يسير).
2- كامل الزيارات: الباب 70، ح 3 و 4 و 5 و 7.
3- مصباح المتهجّد: ص 716.
4- بحار الأنوار: ج 98، ص 86، ح 8.

ص: 281

فاطِمَةَ الزَّهْرآءِ سَيِّدَةِ نِسآءِ الْعالَمينَ، السَّلامُ عَلَى الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ، السَّلامُ عَلى عَلِىِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، السَّلامُ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ عَلىٍّ، السَّلامُ عَلى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، السَّلامُ عَلى مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ، السَّلامُ عَلى عَلِىِّ بْنِ مُوسى السَّلامُ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِىٍّ، السَّلامُ عَلى عَلِىِّ بْنِ مُحَمَّدٍ، السَّلامُ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِىٍّ، السَّلامُ عَلَى الْخَلَفِ الصَّالِحِ الْمُنْتَظَرِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابا عَبْدِاللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ رَسُولِ اللَّهِ، عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ، وَابْنُ امَتِكَ، الْمُوالى لِوَلِيِّكَ، الْمُعادى لِعَدُوِّكَ، اسْتَجارَ بِمَشْهَدِكَ، وَتَقَرَّبَ الَى اللَّهِ بِقَصْدِكَ، الْحَمْدُ للَّهِ الَّذى هَدانى لِوِلايَتِكَ، وَخَصَّنى بِزِيارَتِكَ، وَسَهَّلَ لي قَصْدَكَ* ثمّ ادخل فقف ممّا يلي الرأس وقل:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ نُوحٍ نَبِىِّ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ ابْراهيمَ خَليلِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُوسى كَليمِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ عيسى رُوحِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُحَمَّدٍ حَبيبِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ اميرِ الْمُؤْمِنينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ فاطِمَةَ الزَّهْرآءِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ مُحَمَّدٍ الْمُصْطَفى السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ عَلِىّ الْمُرْتَضى السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ فاطِمَةَ الزَّهْرآءِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ خَديجَةَ الْكُبْرى السَّلامُ عَلَيْكَ يا ثارَاللَّهِ وَابْنَ ثارِهِ، وَالْوِتْرَ الْمَوْتُورَ، اشْهَدُ انَّكَ قَدْ اقَمْتَ الصَّلاةَ، وَآتَيْتَ الزَّكاةَ، وَامَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَاطَعْتَ اللَّهَ حَتّى اتيكَ الْيَقينُ، فَلَعَنَ اللَّهُ امَّةً قَتَلَتْكَ، وَلَعَنَ اللَّهُ امَّةً ظَلَمَتْكَ، وَلَعَنَ اللَّهُ امَّةً سَمِعَتْ بِذلِكَ فَرَضِيَتْ بِهِ، يا مَوْلاىَ يا ابا عَبْدِاللَّهِ، اشْهِدُ اللَّهَ وَمَلآئِكَتَهُ وَانْبِيآئَهُ وَرُسُلَهُ، انّى بِكُمْ مُؤْمِنٌ، وَبِايابِكُمْ مُوقِنٌ، بِشَرايِعِ دينى وَخَواتيمِ عَمَلى وَمُنْقَلَبى الى رَبّى فَصَلَواتُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ، وَعَلى ارْواحِكُمْ، وَعَلى اجْسادِكُمْ، وَعَلى شاهِدِكُمْ، وَغآئِبِكُمْ، وَظاهِرِكُمْ وَباطِنِكُمْ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ خاتَمِ النَّبِيّينَ، وَابْنَ سَيِّدِ

ص: 282

الْوَصِيّينَ، وَابْنَ امامِ الْمُتَّقينَ، وَابْنَ قآئِدِ الْغُرِّالْمُحَجَّلينَ الى جَنَّاتِ النَّعيمِ، وَكَيْفَ لا تَكُونُ كَذلِكَ، وَ انْتَ بابُ الْهُدى وَ امامُ التُّقى وَالْعُرْوَةُ الْوُثْقى وَالْحُجَّةُ عَلى اهْلِ الدُّنْيا، وَ خامِسُ اهْلِ الْكِسآءِ(1)، غَذَتْكَ يَدُ الرَّحْمَةِ، وَ رُضِعْتَ مِنْ ثَدْىِ الْإيمانِ، وَ رُبّيتَ فى حِجْرِ الْإِسْلامِ، فَالنَّفْسُ غَيْرُ راضِيَةٍ بِفِراقِكَ، وَلا شآكَّةٍ فى حَياتِكَ، صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَ عَلى آبائِكَ وَابْنآئِكَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا صَريعَ الْعَبْرَةِ السَّاكِبَةِ، وَقَرينَ الْمُصيبَةِ الرَّاتِبَةِ، لَعَنَ اللَّهُ امَّةً اسْتَحَلَّتْ مِنْكَ الْمَحارِمَ، [وَانْتَهَكَتْ فيكَ حُرْمَةَ الْإِسْلامِ (2) فَقُتِلْتَ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ مَقْهُوراً، وَاصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ بِكَ مَوْتُوراً، وَاصْبَحَ كِتابُ اللَّهِ بِفَقْدِكَ مَهْجُوراً، السَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى جَدِّكَ وَابيكَ، وَامِّكَ وَاخيكَ، وَعَلَى الْأَئِمَّةِ مِنْ بَنيكَ، وَعَلَى الْمُسْتَشْهَدينَ مَعَكَ، وَعَلَى الْمَلائِكَةِ الْحآفّينَ بِقَبْرِكَ، وَالشَّاهِدينَ لِزُوَّارِكَ، الْمُؤَمِّنينَ بِالْقَبُولِ عَلى دُعآءِ شيعَتِكَ، وَالسَّلامُ عَلَيْكَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، بِابى انْتَ وَامّى يَا بْنَ رَسُولِ اللَّهِ، بِابى انْتَ وَامّى يا اباعَبْدِاللَّهِ، لَقَدْ عَظُمَتِ الرَّزِيَّةُ، وَجَلَّتِ الْمُصيبَةُ بِكَ عَلَيْنا، وَعَلى جَميعِ اهْلِ السَّمواتِ وَالْأَرْضِ، فَلَعَنَ اللَّهُ امَّةً اسْرَجَتْ وَالْجَمَتْ وَتَهَيَّاتْ لِقِتالِكَ، يا مَوْلاىَ يا ابا عَبْدِاللَّهِ، قَصَدْتُ حَرَمَكَ، وَاتَيْتُ مَشْهَدَكَ، اسْئَلُ اللَّهَ بِالشَّأْنِ الَّذى لَكَ عِنْدَهُ، وَ بِالْمَحَلِّ الَّذى لَكَ لَدَيْهِ، انْ يُصَلِّىَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَانْ يَجْعَلَنى مَعَكُمْ فِى الدُّنْيا وَ الْأخِرَةِ، بِمَنِّهِ وَجُودِهِ وَكَرَمِهِ** ثمّ قبّل الضريح وصلِّ عند الرأس ركعتين تقرأ فيهما ما أحببت من السور، فإذا فرغت فقل: اللَّهُمَّ انّى صَلَّيْتُ وَ رَكَعْتُ وَسَجَدْتُ لَكَ، وَحْدَكَ لا شَريكَ لَكَ، لِأَنَّ الصَّلاةَ وَالرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ لا تَكُونُ الَّا لَكَ، لِأَنَّكَ انْتَ اللَّهُ لا الهَ الَّا انْتَ، اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَابْلِغْهُمْ عَنّى افْضَلَ التَّحِيَّةِ وَالسَّلامِ، وَارْدُدْ عَلَىَّ مِنْهُمُ التَّحِيَّةَ


1- ورد هذه الجملة« اصحاب الكساء» في مصباح الزائر.
2- ما بين القوسين ورد في كتاب مصباح الزائر.

ص: 283

وَالسَّلامَ، اللهُمَّ وَهاتانِ الرَّكْعَتانِ هَدِيَّةٌ مِنّى الى مَوْلاىَ وَسَيِّدى وَامامى الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِىٍّ عَلَيْهِمَا السَّلامُ، اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَتَقَبَّلْ ذلِكَ مِنّى وَأْجُرْنى عَلى ذلِكَ افْضَلَ امَلى وَرَجآئى فيكَ وَفى وَلِيِّكَ يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ* ثمّ صر إلى عند رجلي الحسين عليه السلام وزر عليّ بن الحسين (عليّ الأكبر) وقل:

السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ رَسُولِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ نَبِىِّ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ اميرِ الْمُؤْمِنينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ الْحُسَيْنِ الشَّهيدِ، السَّلامُ عَلَيْكَ ايُّهَا الشَّهيدُ بْنُ الشَّهيدِ، السَّلامُ عَلَيْكَ ايُّهَا الْمَظْلُومُ ابْنُ الْمَظْلُومِ (1)، لَعَنَ اللَّهُ امَّةً قَتَلَتْكَ، وَلَعَنَ اللَّهُ امَّةً ظَلَمَتْكَ، وَ لَعَنَ اللَّهُ امَّةً سَمِعَتْ بِذلِكَ فَرَضِيَتْ بِهِ، [السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلاىَ (2)، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِىَّ اللَّهِ وَابْنَ وَلِيِّهِ، لَقَدْ عَظُمَتِ الْمُصيبَةُ، وَجَلَّتِ الرَّزِيَّةُ بِكَ عَلَيْنا وَعَلى جَميعِ الْمُؤْمِنينَ، فَلَعَنَ اللَّهُ امَّةً قَتَلَتْكَ، وَ ابْرَءُ الَى اللَّهِ وَالَيْكَ مِنْهُمْ فِى الدُّنْيا وَالْأخِرَةِ* ثمّ توجّه إلى الشهداء وزرهم وقل: السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا اوْلِيآءَ اللَّهِ وَاحِبَّآئَهُ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا اصْفِيآءَ اللَّهِ وَ اوِدَّآئَهُ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا انْصارَ دينِ اللَّهِ وَانْصارَ نَبِيّهِ، وَانْصارَ اميرِ الْمُؤْمِنينَ، وَانْصارَ فاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِسآءِ الْعالَمينَ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا انْصارَ ابى مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ الْوَلِىِّ النَّاصِحِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا انْصارَ ابى عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ الشَّهيدِ الْمَظْلُومِ، صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ اجْمَعينَ، بِابى انْتُمْ وَامّى طِبْتُمْ وَ طابَتِ الْأَرْضُ الَّتى فيها دُفِنْتُمْ، وَفُزْتُمْ وَاللَّهِ فَوْزاً عَظيماً، فَيا لَيْتَنى كُنْتُ مَعَكُمْ فَافُوزَ مَعَكُمْ فِى الْجِنانِ مَعَ الشُّهَدآءِ وَالصَّالِحينَ، وَحَسُنَ اولئِكَ رَفيقاً، وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكاتُهُ* ثمّ عدّ إلى عند رأس الحسين عليه السلام وأكثر من الدعاء لنفسك ولأهلك ولإخوانك من المؤمنين (3).

وقال السيّد ابن طاووس والشهيد الأوّل: ثمّ امض إلى مشهد العبّاس عليه السلام فإذا أتيته فقف على قبره


1- وردت جملة« ابنُ المظلوم» في مصباح الزائر.
2- ما ورد بين القوسين جاء في مصباح الزائر.
3- بحار الأنوار: ج 98، ص 359، ح 1؛ مصباح الزائر: ص 347( باختلاف طفيف).

ص: 284

وقل: السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابَا الْفَضْلِ الْعَبَّاسَ بْنَ اميرِالْمُؤْمِنينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ سَيِّدِ الْوَصِيّينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ اوَّلِ الْقَوْمِ اسْلاماً، وَاقْدَمِهِمْ ايماناً، وَاقْوَمِهِمْ بِدينِ اللَّهِ، وَاحْوَطِهِمْ عَلَى الْإِسْلامِ، اشْهَدُ لَقَدْ نَصَحْتَ للَّهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَخيكَ، فَنِعْمَ الْأَخُ الْمُواسى فَلَعَنَ اللَّهُ امَّةً قَتَلَتْكَ، وَلَعَنَ اللَّهُ امَّةً ظَلَمَتْكَ، وَلَعَنَ اللَّهُ امَّةً اسْتَحَلَّتْ مِنْكَ الْمَحارِمَ، وَانْتَهَكَتْ فى قَتْلِكَ حُرْمَةَ الْإِسْلامِ، فَنِعْمَ الْأَخُ الصَّابِرُ الْمُجاهِدُ، وَالْمُحامِى النَّاصِرُ، وَالْأَخُ الدَّافِعُ عَنْ اخيهِ، الْمُجيبُ الى طاعَةِ رَبِّهِ، الرَّاغِبُ فيما زَهِدَ فيهِ غَيْرُهُ مِنَ الثَّوابِ الْجَزيلِ، وَالثَّنآءِ الْجَميلِ، وَالْحَقَكَ اللَّهُ بِدَرَجَةِ ابآئِكَ فى دارِالنَّعيمِ، انَّهُ حَميدٌ مَجيدٌ* ثمّ قل: اللهُمَّ لَكَ تَعَرَّضْتُ، وَلِزِيارَةِ اوْلِيآئِكَ قَصَدْتُ، رَغْبَةً فى ثَوابِكَ، وَ رَجآءً لِمَغْفِرَتِكَ وَ جَزيلِ احْسانِكَ، فَاسْئَلُكَ انْ تُصَلِّىَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَانْ تَجْعَلَ رِزْقى بِهِمْ دآرّاً، وَعَيْشى بِهِمْ قآرّاً، وَزِيارَتى بِهِمْ مَقْبُولَةً، وَذَنْبى بِهِمْ مَغْفُوراً، وَاقْلِبْنى بِهِمْ مُفْلِحاً مُنْجِحاً، مُسْتَجاباً دُعآئى بِافْضَلِ ما يَنْقَلِبُ بِهِ احَدٌ مِنْ زُوَّارِهِ، وَالْقاصِدينَ الَيْهِ، بِرَحْمَتِكَ يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ.* ثمّ قبّل الضريح وصلِّ عنده صلاة الزيارة- ما بدا لك- فإذا أردت وداعه فقل ما ذكرناه سابقاً(1) (ص 258).

زيارة الحسين عليه السلام ليلة الجمعة وسائر الأيّام المخصوصة:

لا شكّ في فضيلة زيارة الحسين عليه السلام في غير الأيّام المخصوصة المذكورة في سائر الأوقات خاصّة الأوقات الشريفة وبالأخصّ الأيّام التي تنسب إليه عليه السلام (كيوم المباهلة ويوم نزول سورة هل أتى ويوم ولادته) والتي تنزل فيها الملائكة(2)، ومنها ليالي الجمعة التي وردت بشأنها عدّة روايات، منها:


1- بحار الأنوار: ج 98، ص 364؛ مزار الشهيد: ص 177؛ مصباح الزائر: ص 351.
2- بحار الأنوار: ج 98، ص 98، ح 29.

ص: 285

1. في حديث عن الإمام الصادق عليه السلام: «

إنّ اللَّهَ تَعَالى يَنْظُرُ بِعينِ الكَرامةِ لَيالي الجُمُعةِ للحُسين عليه السلام ويَبعثُ لِزيارَتِهِ جَميعَ الأنبياءِ وأوصيائهم»(1).

2. روى ابن قولويه عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: «

مَن زَارَ قَبرَ الحُسينِ عليه السلام فِي كُلِّ جُمعةٍ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ وَلَمْ يَخرُجْ مِنَ الدُّنْيا وَفِي نَفْسِه حَسْرةٌ مِنهَا وَكَانَ مَسْكَنُهُ فِي الجَنَّةِ مَعَ الحُسين عليه السلام

» ثمّ قال له: «

مَن لا يَسُرُّهُ أنْ يَكُونَ فِي الجَنَّةِ جارَ الحُسينِ؟

» قلت: من لا أفلح (2).

3. وفي حديث الأعمش أنّه قال له بعض جيرانه: «

رَأيتُ فِي المَنامِ رُقَعاً تَتَساقَطُ مِن السَّماءِ فِيها أمانٌ لِمَنْ زَارَ الحُسَينَ عليه السلام لَيْلَةَ الجُمُعَةِ»(3).

تنبيه:

1. لم ترد زيارة خاصّة لهذه الأوقات الشريفة سوى يوم ولادته عليه السلام (الثالث من شعبان) فقد صدر دعاء من الناحية المقدّسة من المناسب جدّاً قراءته، وسيرد في أعمال الشهور (شهر شعبان، ص 457).

2. سنكتفي في زيارة وداع الحسين عليه السلام بما سيرد في آخر آداب زيارة الحسين عليه السلام (288).

زيارته الحسين عليه السلام من بعد

فضيلة زيارته عليه السلام من بعد:

لزيارة الحسين عليه السلام من بعد كما ورد في الزيارات السابقة فضل عظيم (وهكذا زيارة كلّ معصوم) وقد جاءت عدّة روايات بهذا الخصوص، نكتفي هنا بذكر بعضها:

1. ما مضى بعنوان رواية علقمة شاهد حسن؛ لأنّ الإمام الباقر عليه السلام لمّا بيّن في صدر الرواية ثواب زيارة عاشوراء في حرمه عليه السلام سأله علقمة: جعلت فداك فما لمن كان في بعد البلاد وأقاصيها ولم يمكنه المسير إليه في ذلك اليوم؟ فأجاب عليه السلام بعد بيانه للآداب التي ستأتي: «

أنا الضَّامِنُ لَهُم إن فَعَلُوا ذَلكَ (مع رعاية الآداب التي ستأتي) أنْ يُكتَبَ لَهُ كُلّ هذا الثواب»(4).

2. روى ابن أبي عمير عن الإمام الصادق عليه السلام قال: «

إذا بَعُدَت بأحَدِكُمُ الشُّقَّة وَنأتْ بِهِ الدّارُ


1- كامل الزيارات: الباب 38، ح 4.
2- المصدر السابق: الباب 74، ح 3.
3- بحار الأنوار: ج 45، ص 401، ح 12.
4- كامل الزيارات: الباب 71، ح 8.

ص: 286

فَلْيَعلُ أعلى مَنزِلهِ فَيُصَلّي رَكعَتَينِ وَليُومئ بِالسّلام إلى قُبورِنا فإنّ ذَلكَ يَصيرُ إلينا»(1).

3. يفهم من رواية سدير (أحد أصحاب الإمام الصادق عليه السلام) أنّ لزيارته عليه السلام من بعد فضلًا عظيماً «

تَصعَدُ فَوقَ سَطْحِكَ ثُمّ تَلتَفِتُ يَمنةً ويَسرةً ثُمّ تَرفعُ رَأسكَ إلى السَّمَاءِ ثُمّ تَتَحوّلُ نَحو قَبرِ الحُسينِ عليه السلام ثمّ تقول: «السَّلامُ عَلَيْكَ يا اباعَبْدِاللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَ رَحْمَةُاللَّهِ وَ بَرَكاتُهُ»

فإنّ لها ثواباً عظيماً(2).

4. مضى في مقدّمة الزيارة الاولى من زيارات الحسين عليه السلام المطلقة أنّ الراوي لمّا سأل الإمام الصادق عليه السلام: جعلت فداك كثيراً ما أذكر الحسين عليه السلام فما أقول؟ قال عليه السلام:

قُلْ ثلاثاً «صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ يا اباعَبْدِاللَّهِ» فالسّلامُ يَصِله مِنْ بُعْدٍ وَقُرْبٍ (3).

آداب زيارة الحسين عليه السلام من بُعد:

صرّحت الروايات الواردة في فضل زيارة الحسين عليه السلام يوم عاشوراء، والروايات المذكورة بآداب زيارته من بعد، نشير إليها:

آداب زيارة عاشوراء:

1. جاء في رواية علقمة: قلت: جعلت فداك: فما لمن كان في بعد البلاد وأقاصيها ولم يمكنه المسير إليه ذلك اليوم؟ قال عليه السلام: «

إذا كانَ ذلِكَ اليَومُ بَرَزَ إلى الصَّحْراءِ أو صَعِدَ سَطْحاً مُرتَفِعاً في دَارِه، وأوْمَأ إلَيْهِ بالسَّلامِ واجْتَهَدَ على قاتِلِه بالدُّعاءِ، وصَلّى بَعْدَه رَكْعَتَيْنِ، يَفعَلُ ذلِكَ في صَدْرِ النَّهارِ قَبْلَ الزَّوالِ، ثُمَّ لِيَنْدُبِ الحُسَيْنَ عليه السلام ويَبْكِيه ويأمُرْ مَن فِي دَارِهِ بِالبُكاءِ عَلَيهِ، ويُقِيم في دَارِه مُصِيبَتَهُ بإظْهارِ الجَزَعِ عَلَيه، ويَتلاقَونَ بالبُكاءِ بَعضُهم بَعْضاً بِمُصابِ الحُسَين عليه السلام فأنا ضامِنٌ لهم إذا فَعلوا ذلِك على اللَّه عزّوجلّ جَميعَ هذا الثّواب

». قال علقمة: قلت: جعلت فداك كيف يعزّي بعضُهم بعضاً؟ قال: يقولون: «عَظَّمَ اللَّهُ اجُورَنا بِمُصابِنا بِالْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلام، وَجَعَلَنا وَايَّاكُمْ مِنَ الطَّالِبينَ بِثارِهِ، مَعَ وَلِيِّهِ الْإِمامِ الْمَهْدِىِّ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمُ السَّلامُ».


1- كامل الزيارات: الباب 96، ح 1.
2- المصدر السابق: الباب 96، ح 2.
3- الكافي: ج 4، ص 575، ح 2.

ص: 287

2. وجاء في هذا الحديث: «

فَإنِ اسْتَطَعْتَ أنْ لا تَنْشُرَ يَوْمَك فِي حاجَةٍ فافْعَلْ، فإنَّهُ يَومٌ نَحْسٌ لا تُقْضى فيهِ حاجَةٌ وإن قُضِيَت لم يُبارَك له فِيها ولم يَرَ رُشْداً، ولا تَدَّخِرَنَّ لِمَنْزِلِك شَيْئاً فإنَّهُ لَم يُبارَك له فِيما يدَّخِرُه»(1)

. وورد في بعض الروايات استحباب الغسل لزيارة عاشوراء(2). كما يمكن الإتيان بهذه الأعمال في سائر الأيّام رجاء المطلوبية.

كيفيّة زيارة الحسين عليه السلام من بعد:

يستفاد من مجموع الروايات زيارته عليه السلام من بعد بإحدى هذه العبارات:

1. يقول ثلاثاً: «صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ يا أَباعَبْدِاللَّهِ».

2. يقول: «السَّلامُ عَلَيْكَ يا اباعَبْدِاللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ»(3).

3. جاء في رواية حنان بن سدير:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلاىَ وَ ابْنَ مَوْلاىَ، وَ سَيِّدى وَابْنَ سَيِّدى السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلاىَ الشَّهيدُ بْنُ الشَّهيدِ، والقَتيلُ بْنُ الْقَتيلِ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَ رَحْمَةُ اللَّه وَبَرَكاتُهُ، أَنَا زائِرُكَ يَابْنَ رَسُولِ اللَّهِ بِقَلْبى وَ لِسانى وَ جَوارِحى وَ إِنْ لَمْ ازُرْكَ بِنَفْسى مُشاهَدَةً لِقُبَّتِكَ، فَعَلَيْكَ السَّلامُ يا وارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ اللَّهِ، وَ وارِثَ نُوحٍ نَبِيِّ اللَّهِ، وَ وارِثَ إِبْراهيمَ خَليلِ اللَّهِ، وَ وارِثَ موسى كَليمِ اللَّهِ، وَوارِثَ عيسى رُوحِ اللَّهِ، وَ وارِثَ مُحَمَّدٍ حَبيبِ اللَّهِ وَ نَبِيِّهِ وَ رَسُولِهِ، وَ وارِثَ عَلِيٍّ أَميرِ الْمُؤْمِنينَ وَصِىِّ رَسُولِ اللَّهِ وَ خَليفَتِهِ، وَ وارِثَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ وَصِىِّ أَميرِ الْمُؤْمِنينَ، لَعَنَ اللَّهُ قاتِليكَ، وَجَدَّدَ عَلَيْهِمُ الْعَذابُ في هذِهِ السَّاعَةِ وَ في كُلِّ ساعَةٍ، أَنَا يا سَيِّدى مُتَقَرِّبٌ إلَى اللَّهِ جَلَّ وَ عَزَّ، وَ إِلى جَدِّكِ رَسُولِ اللَّهِ، وَ إلى أَبيكَ أَميرِالْمُؤْمِنينَ، وَإلى أَخيكَ الْحَسَنِ، وَ إلَيْكَ يا مَوْلاىَ، فَعَلَيْكَ السَّلامُ وَ


1- كامل الزيارات: الباب 71، ح 8؛ بحار الأنوار: ج 98، ص 290، ح 1.
2- بحار الأنوار: ج 78، ص 17، ح 24.
3- كامل الزيارات: الباب 96، ح 2.

ص: 288

رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكاتُهُ بِزِيارَتى لَكَ بِقَلْبى وَ لِساني وَ جَميعِ جَوارِحي فَكُنْ يا سَيِّدي شَفيعى لِقَبُولِ ذلِكَ مِنِّي، وَ أَنَا بِالْبَراءَةِ مِنْ أَعْدائِكَ وَ اللَّعْنَةِ لَهُمْ وَ عَلَيْهِمْ أَتَقَرَّبُ إِلَى اللَّهِ وَ إِلَيْكُمْ أَجْمَعينَ، فَعَلَيْكَ صَلَواتُ اللَّهِ وَ رِضْوانُهُ وَ رَحْمَتُهُ.

ثمّ تتحوّل إلى قبر عليّ بن الحسين عليهما السلام (عليّ الأكبر) وتسلّم عليه، ثمّ ادع اللَّه بما أحببت من أمر دينك ودنياك، ثمّ تصلّي أربع ركعات، ثمّ تستقبل القبلة نحو قبر أبي عبداللَّه عليه السلام وسائر الشهداء مودّعاً فتقول:

أَنَا مُوَدِّعُكَ يا مَوْلاىَ وَابْنَ مَوْلاىَ، وَ يا سَيِّدى وَابْنَ سَيِّدى وَمُوَدِّعُكَ يا سَيِّدى وَابْنَ سَيِّدى يا عَلِىَّ بْنَ الْحُسَيْنِ، وَ مُوَدِّعُكُمْ يا ساداتي يا مَعاشِرَ الشُّهَداءِ، فَعَلَيْكُمْ سَلامُ اللَّهِ وَرَحْمَتُهُ وَرِضْوانُهُ وَبَرَكاتُهُ (1).

فضيلة تربة الحسين عليه السلام والاستفادة منها

اشارة

وردت الكثير من الروايات في فضيلة تربة الحسين عليه السلام منها:

1. تواترت الروايات بأنّ تربته عليه السلام شفاء من كلّ سقم وداء(2). وأمان من كلّ بلاء، وتورث الأمن من كلّ خوف (3). ويؤخذ الطين- طبق بعض الروايات- من قبره على رأس ميل (4) وحتّى أربعة أميال (5).

وقال المرحوم المحدّث القمي رحمه الله في الفوائد الرضوية في سيرة المحدّث المتبحّر السيّد نعمة اللَّه الجزائري أنّه كان ممّن جهد لتحصيل العلم جهداً وتحمّل في سبيله الشدائد والصعاب، وكان في طلب العلم لا يسعه الإسراج فقراً، فيستفيد للمطالعة ليلًا من ضوء القمر، وقد أكثر من


1- كامل الزيارات: الباب 96، ح 7.
2- المصدر السابق: الباب 91، ح 3، 4، 5، 8، والباب 92، ح 4، 5، 6.
3- المصدر السابق: الباب 92، ح 1، 2، 4، 5.
4- المصدر السابق: ح 6 والباب 91 ح 5( والميل 1600 متر).
5- المصدر السابق: الباب 93، ح 5.

ص: 289

المطالعة في ضوء القمر ومن القراءة والكتابة حتّى ضعف بصره، فكان يكتحل بتربة الحسين عليه السلام المقدّسة وبتراب المراقد الشريفة للأئمّة في العراق عليهم السلام فيقوى بصره ببركتها(1)، ولا عجب أن يجعل اللَّه ذلك الأثر في تلك التربة المقدّسة للشيعة والمحبّين. وأفضل طريقة للاستفادة من التربة الطاهرة أن يحلّ مقداراً قليلًا منها في ماء ويشرب منه؛ أو يشرب منه كلّ فرد من العائلة للبركة، والطريقة الاخرى أن يضع على لسانه بمقدار حبّة العدس ويشرب قليلًا من الماء.

2. روى ابن قولويه عن رجل قال: بعث إليّ أبو الحسن الرضا عليه السلام من خراسان بثياب رزم، وكان بين ذلك طين، فقلت للرسول: ما هذا؟ فقال: طين قبر الحسين عليه السلام ما يكاد يواجه شيئاً من الثياب ولا غيره إلّاويجعل فيه الطين، وكان يقول: هو أمان بإذن اللَّه (2).

3. قال أحد أصحاب الإمام الصادق عليه السلام قلت: يأخذ الإنسان من طين قبر الحسين عليه السلام فينتفع به ويأخذ غيره فلا ينتفع به؟ فقال عليه السلام: «

لا وَاللَّهِ ما يَأخُذُ أحَدٌ وَهُوَ يَرى أنّ اللَّهَ يَنفَعُهُ بِهِ إلّانَفَعَهُ اللَّهُ بِهِ»(3).

كيفيّة الاستفادة من التربة الحسينية:

وردت روايات في آداب حفظ التربة الحسينية والاستفادة منها:

1. عن أبي حمزة الثمالي قال: قلت للصادق عليه السلام إنّى رأيت أصحابنا يأخذون من طين الحسين عليه السلام يستشفون به، هل في ذلك شي ء ممّا يقولون من الشفاء؟ قال: «

يُستَشفَى بِما بَينَهُ وَبَينَ القَبرِ عَلى رَأسِ أربَعة أميالٍ، فَمَن أيقَن أنّها لَهُ شِفاءٌ إذا يُعالِجُ بِهِ، كَفَتْهُ بإذنِ اللَّهِ»(4).

2. روي أنّه إذا تناول التربة أحدكم فليقبّلها وليضعها على عينيه وليمررها على سائر جسده وليقل:

اللهُمَّ بِحَقِّ هذِهِ التُّرْبَةِ، وَبِحَقِّ مَنْ حَلَّ بِها، وَثَوى فيها، وَبِحِقِّ ابيهِ وَامِّهِ وَاخيهِ، وَالْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِهِ، وَبِحَقِّ الْمَلائِكَةِ الْحآفّينَ بِهِ، الَّا جَعَلْتَها شِفآءً مِنْ كُلِّ دآءٍ، وَبُرْءاً مِنْ كُلِّ مَرَضٍ، وَنَجاةً مِنْ كُلِّ آفَةٍ، وَحِرْزاً مِمَّا اخافُ وَاحْذَرُ.


1- الفوائد الرضوية: ص 695.
2- كامل الزيارات: الباب 92، ح 1.
3- المصدر السابق: الباب 91، ح 1.
4- المصدر السابق: الباب 93، ح 5.

ص: 290

ثمّ يستعملها(1).

3. وروي أيضاً أنّك تقول إذا طعمت شيئاً من التربة:

بِسْمِ اللَّهِ وَبِاللَّهِ، اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ رِزْقاً واسِعاً، وَعِلْماً نافِعاً، وَشِفآءً مِنْ كُلِّ دآءٍ، انَّكَ عَلى كُلِّ شَىْ ءٍ قَديرٌ(2).

4. يستحبّ جعلها مع الميّت في اللحد(3)، وفي رواية: خلطها بحنوطه (4).

5. يستحبّ السجود عليها، فقد روي أنّ السجود عليها يخرق الحجب السبعة، أي يورث قبول الصلاة عند ارتفاعها إلى السماوات (5).

6. يستحبّ أن تصنع منها السبحة فتستعمل للذكر(6) فلذلك فضل عظيم ومن ذلك الفضل أنّ السبحة تسبّح في يد صاحبها من غير أن يسبّح (7).

تنبيه:

1. طبق الروايات المذكورة لابدّ من حفظ حرمة تربة الحسين عليه السلام والاحتفاظ بها بما يصون حرمتها فلا تطرح تحت الرجل ولا تلقى في الطريق ولا تلوَّث.

2. مشهور العلماء حرمة أكل الطين مطلقاً سوى طين قبر الحسين عليه السلام ويقتصر جوازه على الشفاء، والأحوط أن لا يتجاوز مقدارها حبّة العدس.

3. عبارات الروايات مختلفة في التربة الحسينية وبعدها عن أرض كربلاء؛ طبعاً كلّما كانت أقرب للقبر كانت أفضل (8).

- چ چ-


1- بحار الأنوار: ج 98، ص 119، ح 4؛ أمالي الطوسي: ص 318، ح 93.
2- كامل الزيارات: الباب 94، ح 1.
3- بحار الأنوار: ج 98، ص 136، ح 75.
4- بحار الأنوار: ج 98، ص 133، ح 63؛ تهذيب الأحكام: ج 6، ص 76، ح 18.
5- بحار الأنوار: ج 98، ص 135، ح 7.
6- المصدر السابق: ص 132، ح 61؛ تهذيب الأحكام: ج 6، ص 75، ح 16.
7- المصدر السابق.
8- راجع بحار الأنوار: ج 98، ص 130، ح 50، 54، 55؛ جواهر الكلام: ج 36، ص 364.

ص: 291

فضيلة كربلاء والحائر الحسيني

إليك طائفة من الروايات الواردة في فضيلة أرض كربلاء والحائر الحسيني:

1. مرّ أميرالمؤمنين عليه السلام بكربلاء في اناس من أصحابه، فلمّا مرّ بها اغرورقت عيناه بالبكاء، ثمّ قال:

«هذا مُناخُ رِكابِهِمْ، وَهذا مَلْقى رِحالِهِمْ، وَهُنا تُهْرَقُ دِماؤُهُمْ، طُوبى لَكِ مِنْ تُرْبَةٍ عَلَيْكَ تُهْرَقُ دِماءُ الْأَحِبَّةِ»(1).

2. قال الصادق عليه السلام: «

مَوضِعُ قَبرِ الحُسينِ عليه السلام مُنذُ يَومَ دُفِنَ فِيهِ رَوضَةٌ مِنْ رِياضِ الجَنَّةِ»(2).

3. قال أبو هاشم الجعفري: بعث إليّ أبو الحسن عليه السلام في مرضه أن:

ابعَثُوا إلى الحائرِ (الحائر الحُسَينيّ لِيطلبَ لِي الشِّفاءَ)

فقلت: جعلت فداك أنا أذهب إلى الحائر. فقال: انْظُروا في ذَلِكَ ...

فذكرت ذلك لعليّ بن بلال. فقال: ما كان يصنع بالحائر وهو الحائر. فقدمت العسكر فدخلت عليه وذكرت له قول عليّ بن بلال فقال لي: «

إنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه و آله كَانَ يَطوفُ بِالبيتِ وَيُقبِّلُ الحَجرَ وَحُرمَةُ النَّبيِّ صلى الله عليه و آله وَالمُؤمِن أعظَمُ مِنْ حُرْمَةِ البيتِ، إنّما هِي مَواطِنُ يُحِبُّ اللَّهُ أنْ يُذكَرَ فِيها، فأنا أُحِبُّ أنْ يُدعى لِي حَيثُ يُحِبُّ اللَّهُ أن يُدعى فِيها، والحائِرُ من تِلكَ المَواضِع»(3).

محل الحائر الحسيني

البحث هنا عن مقدار الحائر بالنسبة لأطراف قبر الحسين عليه السلام، فما مساحة هذا الحائر الذي ورد فيه كلّ هذا الفضل واستجابة الدعاء عنده؟

نقل المرحوم العلّامة المجلسي عدّة أقوال للعلماء بهذا الشأن، والقويّ عنده أنّ المراد بالحائر(4) المساحة المحيطة بجدران الصحن الشريف، وبالنتيجة نفس الصحن وجميع الأطراف


1- كامل الزيارات: الباب 88، ح 11.
2- المصدر السابق: الباب 89، ح 1.
3- المصدر السابق: الباب 90، ح 1؛ بحار الأنوار: ج 98، ص 112.
4- الحائر لغةً( من حَيَرَ لا حَوَرَ) يطلق على الموضع الذي يتجمع فيه الماء ويدور( صحاح اللغة والمصباح المنير) وكأنّه يسمّى الحائر منذ أن أغرق المتوكل- لعنة اللَّه عليه- قبر الحسين عليه السلام بالماء فبقي أطرافه ولم يبلغ القبر( بحارالأنوار، ج 98، ص 117).

ص: 292

والمباني المتّصلة بالقبّة الشريفة والمسجد خلف القبّة يعتبر جزءاً من الحائر الحسينيّ وهذا هو المشهور بين أهالي كربلاء وورثوه من الأسلاف وكذلك ظاهر كلمات أكثر الأصحاب (1).

وهذا هو مختار صاحب الجواهر(2) وإن كان الأحوط أن لا يكون الصحن المطهّر جزءاً من الحائر سوى الحرم الطاهر والأروقة والمسجد، خاصة أنّ الحرم لم يكن واسعاً لهذا الحدّ في الماضي.

نسأل اللَّه التوفيق لعشّاق مدرسته عليه السلام لنيل الفيوضات العظيمة لهذه الأماكن المقدّسة.

- چ چ-


1- بحار الأنوار: ج 98، ص 117.
2- جواهر الكلام: ج 14، ص 339.

ص: 293

الفصل السادس: زيارة الكاظمين عليهما السلام

فضل زيارة الكاظمين (الإمام موسى بن جعفر والإمام الجواد عليهما السلام):

وردت عدّة روايات في فضل زيارة هذين الإمامين عليهما السلام منها:

1.

إنّ زيارة موسى بن جعفر عليه السلام كزيارة النبي صلى الله عليه و آله (1). ومن زاره كان كما لو زار رسول اللَّه صلى الله عليه و آله

وأميرالمؤمنين عليه السلام (2) وكمن زار الحسين عليه السلام (3).

2.

من زاره عليه السلام كان له الجنّة(4).

3. وروى ابن شهرآشوب عن الخطيب البغدادي (صاحب تاريخ بغداد) عن عليّ بن الخلال، قال: ما أهمّني أمر فقصدت موسى بن جعفر عليه السلام وتوسّلت به إلّاسهّل اللَّه لي (5).

4. وقال الخطيب البغداديّ: رؤي في بغداد امرأة تهرول فقيل لها: إلى أين؟ قالت: إلى موسى ابن جعفر عليه السلام فإنّه حبس ابني. فقال لها حنبليّ مستهزئاً: إنّه قد مات في الحبس. فقالت: بحقّ المقتول في الحبس أن تريني قدرتك. فإذا بابنها قد أطلق سراحه وأُخذ بابن المستهزى ء بجنايته (6).

كيفيّة زيارة الكاظمين عليهما السلام:

الزيارات الواردة في ذلك الحرم الشريف على قسمين؛ الأوّل الزيارات المختصّة بكلّ منهما، والآخر الزيارات المشتركة بينهما.


1- كامل الزيارات: الباب 99، ح 5 و 9.
2- المصدر السابق: ح 6.
3- المصدر السابق: ح 1 و 3 و 8 و 10.
4- كامل الزيارات: ح 7 و 12.
5- مناقب ابن شهرآشوب: ج 4، ص 305.
6- المصدر السابق.

ص: 294

الزيارة المختصة بموسى بن جعفر عليهما السلام

الزيارة الاولى روى السيّد ابن طاووس إذا أردت زيارته عليه السلام فينبغي أن تغتسل ثمّ تأتي المشهد المقدّس وعليك السكينة والوقار، فإذا أتيته فقف على بابه وقل:

اللَّهُ اكْبَرُ اللَّهُ اكْبَرُ، لا الهَ الَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ اكْبَرُ، الْحَمْدُ للَّهِ عَلى هِدايَتِهِ لِدينِهِ، وَالتَّوْفيقِ لِما دَعا الَيْهِ مِنْ سَبيلِهِ، اللهُمَّ انَّكَ اكْرَمُ مَقْصُودٍ وَاكْرَمُ مَاْتِىٍّ، وَقَدْ اتَيْتُكَ مُتَقَرِّباً الَيْكَ بِابْنِ بِنْتِ نَبِيِّكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَعَلى آبآئِهِ الطَّاهِرينَ، وَابْنآئِهِ الطَّيِّبينَ، اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَلا تُخَيِّبْ سَعْيى وَلا تَقْطَعْ رَجآئى وَاجْعَلْنى عِنْدَكَ وَجيهاً فِى الدُّنْيا وَالْأخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبينَ. وقل عند الدخول: بِسْمِ اللَّهِ وَبِاللَّهِ وَفى سَبيلِ اللَّهِ، وَعَلى مِلَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، اللهُمَّ اغْفِرْ لى وَلِوالِدَىَّ وَلِجَميعِ الْمُؤْمِنينَ وَ الْمُؤْمِناتِ فإذا وصلت باب القبّة فقف عليه واستأذن وقل:

ءَادْخُلُ يا رَسُولَ اللَّهِ، ءَادْخُلُ يا نَبِىَّ اللَّهِ، ءَادْخُلُ يا مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِاللَّهِ، ءَادْخُلُ يا اميرَ الْمُؤْمِنينَ، ءَادْخُلُ يا ابامُحَمَّدٍ الْحَسَنَ، ءَادْخُلُ يا اباعَبْدِاللَّهِ الْحُسَيْنَ، ءَادْخُلُ يا ابا مُحَمَّدٍ عَلِىَّ بْنَ الْحُسَيْنِ، ءَادْخُلُ يا ابا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِىٍّ، ءَادْخُلُ يا اباعَبْدِاللَّهِ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ، ءَادْخُلُ يا مَوْلاىَ يا ابَاالْحَسَنِ مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ، ءَادْخُلُ يا مَوْلاىَ يا اباجَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِىٍّ** وادخل وقل أربعاً اللَّهُ اكْبَرُ ثمّ قف مستقبلًا القبر واجعل القبلة بين كتفيك وقل: السَّلامُ عَلَيْكَ يا ولِىَّ اللَّهِ وَابْنَ وَلِيِّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللَّهِ وَابْنَ حُجَّتِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا صَفِىَّ اللَّهِ وَابْنَ صَفِيِّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا امينَ اللَّهِ وَابْنَ امينِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَ اللَّهِ فى ظُلُماتِ الْأَرْضِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا امامَ الْهُدى السَّلامُ عَلَيْكَ يا عَلَمَ الدّينِ وَالتُّقى

ص: 295

السَّلامُ عَلَيْكَ يا خازِنَ عِلْمِ النَّبِيّينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا خازِنَ عِلْمِ الْمُرْسَلينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا نآئِبَ الْأَوْصِيآءِ السَّابِقينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَعْدِنَ الْوَحْىِ الْمُبينِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا صاحِبَ الْعِلْمِ الْيَقينِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا عَيْبَةَ عِلْمِ الْمُرْسَلينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ ايُّهَا الْإِمامُ الصَّالِحُ، السَّلامُ عَلَيْكَ ايُّهَا الْإِمامُ الزَّاهِدُ، [السَّلامُ عَلَيْكَ ايُّهَا الْإِمامُ الْعابِدُ](1)، السَّلامُ عَلَيْكَ ايُّهَا الْإِمامُ السَّيِّدُ الرَّشيدُ، السَّلامُ عَلَيْكَ ايُّهَا الْمَقْتُولُ الشَّهيدُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ رَسُولِ اللَّهِ وَابْنَ وَصِيِّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلاىَ يا مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ، وَرَحْمَةُاللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، اشْهَدُ انَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ عَنِ اللَّهِ ما حَمَّلَكَ، وَحَفِظْتَ مَا اسْتَوْدَعَكَ، وَحَلَّلْتَ حَلالَ اللَّهِ، وَحَرَّمْتَ حَرامَ اللَّهِ، وَاقَمْتَ احْكامَ اللَّهِ، وَتَلَوْتَ كِتابَ اللَّهِ، وَصَبَرْتَ عَلَى الْأَذى فى جَنْبِ اللَّهِ، وَجاهَدْتَ فِى اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ حَتّى اتيكَ الْيَقينُ، وَاشْهَدُ انَّكَ مَضَيْتَ عَلى ما مَضى عَلَيْهِ آبآؤُكَ الطَّاهِرُونَ، وَاجْدادُكَ الطَّيِّبُونَ، وَالْأَوْصِيآءُ الْهادُونَ الْأَئِمَّةُ الْمَهْدِيُّونَ، لَمْ تُؤْثِرْ عَمىً عَلى هُدىً، وَلَمْ تَمِلْ مِنْ حَقٍّ الى باطِلٍ، وَاشْهَدُ انَّكَ نَصَحْتَ للَّهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَميرِ الْمُؤْمِنينَ، وَا نَّكَ ادَّيْتَ الْأَمانَةَ، وَاجْتَنَبْتَ الْخِيانَةَ، وَاقَمْتَ الصَّلاةَ، وَآتَيْتَ الزَّكاةَ، وَامَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَعَبَدْتَ اللَّهَ مُخْلِصاً مُجْتَهِداً مُحْتَسِباً حَتّى اتيكَ الْيَقينُ، فَجَزاكَ اللَّهُ عَنِ الْإِسْلامِ وَاهْلِهِ افْضَلَ الْجَزآءِ، وَاشْرَفَ الْجَزآءِ، اتَيْتُكَ يَابْنَ رَسُولِ اللَّهِ، زآئِراً عارِفاً بِحَقِّكَ، مُقِرّاً بِفَضْلِكَ، مُحْتَمِلًا لِعِلْمِكَ، مُحْتَجِباً بِذِمَّتِكَ، عآئِذاً بِقَبْرِكَ، لائِذاً بِضَريحِكَ، مُسْتَشْفِعاً بِكَ الَى اللَّهِ، مُوالِياً لِأَوْلِيآئِكَ، مُعادِياً لِأَعْدآئِكَ، مُسْتَبْصِراً بِشَأْنِكَ وَبِالْهُدَى الَّذى انْتَ عَلَيْهِ، عالِماً بِضَلالَةِ مَنْ خالَفَكَ، وَبِالْعَمَى الَّذى هُمْ عَلَيْهِ، بِابى انْتَ وَامّى وَنَفْسى وَاهْلى وَمالى وَوُلْدى يَابْنَ رَسُولِ اللَّهِ، اتَيْتُكَ مُتَقَرِّباً


1- ورد هذا المقطع في بحار الأنوار.

ص: 296

بِزِيارَتِكَ الَى اللَّهِ تَعالى وَمُسْتَشْفِعاً بِكَ الَيْهِ، فَاشْفَعْ لى عِنْدَ رِبِّكَ، لِيَغْفِرَ لى ذُنُوبى وَيَعْفُوَ عَنْ جُرْمى وَيَتَجاوَزَ عَنْ سَيِّئاتى وَيَمْحُوَ عَنّى خَطيئاتى وَيُدْخِلَنِى الْجَنَّةَ، وَيَتَفَضَّلَ عَلَىَّ بِما هُوَ اهْلُهُ، وَيَغْفِرَ لى وَلِأبائى وَلِإِخْوانى وَاخَواتى وَلِجَميعِ الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ فى مَشارِقِ الْأَرْضِ وَمَغارِبِها، بِفَضْلِهِ وَجُودِهِ وَمَنِّهِ* ثمّ تنكبّ على القبر وتقبّله وتعفّر خدَّيك عليه وتدعو بما تريد ثمّ تتحوّل إلى الرأس وتقول السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلاىَ يا مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، اشْهَدُ انَّكَ الْإِمامُ الْهادى وَالْوَلِىُّ الْمُرْشِدُ، وَانَّكَ مَعْدِنُ التَّنْزيلِ، وَصاحِبُ التَّاْويلِ، وَحامِلُ التَّوْريةِ وَالْإِنْجيلِ، وَالْعالِمُ الْعادِلُ، وَالصَّادِقُ الْعامِلُ، يا مَوْلاىَ ا نَا ابْرَءُ الَى اللَّهِ مِنْ اعْدآئِكَ، وَاتَقَرَّبُ الَى اللَّهِ بِمُوالاتِكَ، فَصَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ وَعَلى آبآئِكَ، وَاجْدادِكَ وَابْنآئِكَ، وَشيعَتِكَ وَمُحِبّيكَ، وَرَحْمَةُاللَّهِ وَبَرَكاتُهُ.

ثمّ تصلّي ركعتين للزيارة تقرأ فيهما سورة يس والرحمن أو ما تيسّر من القرآن ثمّ ادع بما تريد(1).

-*-*-*-

الزيارة الثانية: قال العلّامة المجلسي، قال الشيخ المفيد والشيخ الشهيد ومحمّد بن المشهدي: إذا أردت زيارته ببغداد فاغتسل للزيارة واقصد المشهد وقف على الباب الشريف واستأذن ثمّ ادخل وأنت تقول:

بِسْمِ اللَّهِ وَبِاللَّهِ وَفى سَبيلِ اللَّهِ، وَعَلى مِلَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَالسَّلامُ عَلى اوْلِيآءِ اللَّهِ* ثمّ امض حتّى تستقبل قبر موسى بن جعفر عليه السلام وقف عند قبره وقل: السَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَ اللَّهِ فى ظُلُماتِ الْأَرْضِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِىَّ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَاللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا بابَ اللَّهِ، اشْهَدُ انَّكَ اقَمْتَ الصَّلاةَ، وَآتَيْتَ الزَّكاةَ، وَامَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَتَلَوْتَ الْكِتابَ حَقَ


1- مصباح الزائر: ص 377؛ بحار الأنوار: ج 99، ص 14، ح 9( باختلاف يسير).

ص: 297

تِلاوَتِهِ، وَجاهَدْتَ فِى اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ، وَصَبَرْتَ عَلَى الْأَذى فى جَنْبِهِ مُحْتَسِباً، وَعَبَدْتَهُ مُخْلِصاً حَتّى اتيكَ الْيَقينُ، اشْهَدُ ا نَّكَ اوْلى بِاللَّهِ وِبِرَسُولِهِ، وَانَّكَ ابْنُ رَسُولِ اللَّهِ حَقّاً، ابْرَءُ الَى اللَّهِ مِنْ اعْدآئِكَ، وَاتَقَرَّبُ الَى اللَّهِ بِمُوالاتِكَ، اتَيْتُكَ يا مَوْلاىَ عارِفاً بِحَقِّكَ، مُوالِياً لِأَوْلِيآئِكَ، مُعادِياً لِأَعْدآئِكَ، فَاشْفَعْ لى عِنْدَ رَبِّكَ.

ثمّ انكبّ على القبر وقبّله وضع خدّك عليه وتحوّل إلى عند الرأس وقف وقل:

السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ رَسُولِ اللَّهِ، اشْهَدُ انَّكَ صادِقٌ، ادَّيْتَ ناصِحاً، وَقُلْتَ اميناً، وَمَضَيْتَ شَهيداً، لَمْ تُؤْثِرْ عَمىً عَلَى الْهُدى وَلَمْ تَمِلْ مِنْ حَقٍّ الى باطِلٍ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ وَعَلى آبآئِكَ وَابْنآئِكَ الطَّاهِرينَ.

ثمّ قبّل القبر وصلِّ ركعتين وصلِّ بعدهما ما أحببت واسجد وقل: اللهُمَّ الَيْكَ اعْتَمَدْتُ، وَالَيْكَ قَصَدْتُ، وَلِفَضْلِكَ رَجَوْتُ، وَقَبْرَ امامِىَ الَّذى اوْجَبْتَ عَلَىَّ طاعَتَهُ زُرْتُ، وَبِهِ الَيْكَ تَوَسَّلْتُ، فَبِحَقِّهِمُ الَّذى اوْجَبْتَ عَلى نَفْسِكَ، اغْفِرْ لى وَلِوالِدَىَّ وَلِلْمُؤْمِنينَ يا كَريمُ. ثمّ اقلب خدك الأيمن وقل: اللهُمَّ قَدْ عَلِمْتَ حَوآئِجى فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاقْضِها. ثمّ اقلب خدّك الأيمن وقل: اللهُمَّ قَدْ احْصَيْتَ ذُنُوبى فَبِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاغْفِرْها وَتَصَدَّقْ عَلَىَّ بِما انْتَ اهْلُهُ. ثمّ عد إلى السجود وقل مائة مرّة: شُكْراً شُكْراً ثمّ ارفع رأسك من السجود وادع بما شئت لمن شئت وأحببت (1).

تنبيه: أورد السيّد ابن طاووس صلاة يصلّى بها على موسى بن جعفر عليه السلام تحوي ذكر نبذ من فضائله ومناقبه وعباداته ومصائبه ينبغي للزائر أن لا يفوته فضل الصلاة بها عليه وهي:

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَاهْلِ بَيْتِهِ، وَصَلِّ عَلى مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ وَصِىِّ الْأَبْرارِ، وَامامِ الْأَخْيارِ، وَعَيْبَةِ الْأَنْوارِ، وَ وارِثِ السَّكينَةِ وَالْوَقارِ، وَالْحِكَمِ وَالْأثارِ،


1- بحار الأنوار: ج 99، ص 11، ح 7؛ المزار الكبير: ص 536؛ مزار الشهيد: ص 188.( باختلاف يسير).

ص: 298

الَّذى كانَ يُحْيِى اللَّيْلَ بِالسَّهَرِ الَى السَّحَرِ بِمُواصَلَةِ الْإِسْتِغْفارِ، حَليفِ السَّجْدَةِ الطَّويلَةِ، وَالدُّمُوعِ الْغَزيرَةِ، وَالْمُناجاتِ الْكَثيرَةِ، وَالضَّراعاتِ الْمُتَّصِلَةِ، وَمَقَرِّ النُّهى وَالْعَدْلِ، وَالْخَيْرِ وَالْفَضْلِ، وَالنَّدى وَالْبَذْلِ، وَمَأْلَفِ الْبَلْوى وَالصَّبْرِ، وَالْمُضْطَهَدِ بِالظُّلْمِ، وَالْمَقْبُورِ بِالْجَوْرِ، وَالْمُعَذَّبِ فى قَعْرِ السُّجُونِ، وَظُلَمِ الْمَطاميرِ، ذِى السَّاقِ الْمَرْضُوضِ بِحَلَقِ الْقُيُودِ، وَالْجِنازَةِ الْمُنادى عَلَيْها بِذُلِّ الْإِسْتِخْفافِ، وَالْوارِدِ عَلى جَدِّهِ الْمُصْطَفى وَابيهِ الْمُرْتَضى وَامِّهِ سَيِّدَةِ النِّسآءِ، بِارْثٍ مَغْصُوبٍ، وَ وَلآءٍ مَسْلُوبٍ، وَامْرٍ مَغْلُوبٍ، وَدَمٍ مَطْلُوبٍ، وَسَمٍّ مَشْرُوبٍ، اللهُمَّ وَكَما صَبَرَ عَلى غَليظِ الْمِحَنِ، وَتَجَرَّعَ غُصَصَ الْكُرَبِ، وَاسْتَسْلَمَ لِرِضاكَ، وَاخْلَصَ الطَّاعَةَ لَكَ، وَمَحَضَ الْخُشُوعَ، وَاسْتَشْعَرَ الْخُضُوعَ، وَعادَى الْبِدْعَةَ وَاهْلَها، وَلَمْ يَلْحَقْهُ فى شَىْ ءٍ مِنْ اوامِرِكَ وَنَواهيكَ لَوْمَةُ لآئِمٍ، صَلِّ عَلَيْهِ صَلاةً نامِيَةً مُنيفَةً زاكِيَةً، تُوجِبُ لَهُ بِها شَفاعَةَ امَمٍ مِنْ خَلْقِكَ، وَقُرُونٍ مِنْ بَراياكَ، وَبَلِّغْهُ عَنَّا تَحِيَّةً وَسَلاماً، وَآتِنا مِنْ لَدُنْكَ فى مُوالاتِهِ فَضْلًا وَاحْساناً، وَمَغْفِرَةً وَرِضْواناً، انَّكَ ذُوالْفَضْلِ الْعَميمِ، وَالتَّجاوُزِ الْعَظيمِ، بِرَحْمَتِكَ يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ (1).

الزيارات المختصة بالإمام الجواد عليه السلام

الزيارة الاولى:

طبق نقل العلّامة المجلسي، فقد قال الأجلّاء الثلاثة (الشيخ المفيد والشيخ الشهيد ومحمّد بن المشهدي): ثمّ توجّه نحو قبر أبي جعفر محمّد الجواد عليه السلام وهو بظهر جدّه عليه السلام فإذا وقفت عليه فقل:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِىَّ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَ اللَّهِ فى ظُلُماتِ الْأَرْضِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ رَسُولِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى آبآئِكَ،


1- مصباح الزائر: ص 382؛ بحار الأنوار: ج 99، ص 17، ح 10( باختلاف يسير).

ص: 299

السَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى ابْنآئِكَ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى اوْلِيآئِكَ، اشْهَدُ ا نَّكَ قَدْ اقَمْتَ الصَّلاةَ، وَآتَيْتَ الزّكاةَ، وَامَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَتَلَوْتَ الْكِتابَ حَقَّ تِلاوَتِهِ، وَجاهَدْتَ فِى اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ، وَصَبَرْتَ عَلَى الْأَذى فى جَنْبِهِ حَتّى اتيكَ الْيَقينُ، اتَيْتُكَ زآئِراً عارِفاً بِحَقِّكَ، مُوالِياً لِأَوْلِيآئِكَ، مُعادِياً لِأَعْدآئِكَ، فَاشْفَعْ لى عِنْدَ رَبِّكَ* ثمّ قبّل القبر وضع خدّيك عليه ثمّ صلِّ ركعتين للزيارة وصلِّ بعدهما ما شئت ثمّ اسجد وقل: ارْحَمْ مَنْ اسآءَ وَاقْتَرَفَ، وَاسْتَكانَ وَاعْتَرَفَ. ثمّ اقلب خدك الأيمن وقل: انْ كُنْتُ بِئْسَ الْعَبْدُ، فَانْتَ نِعْمَ الرَّبُّ. ثمّ اقلب خدّك الأيسر وقل: عَظُمَ الذَّنْبُ مِنْ عَبْدِكَ، فَلْيَحْسُنِ الْعَفْوُ مِنْ عِنْدِكَ يا كَريمُ. ثمّ عدّ إلى السجود وقل مئة مرة:

شُكْراً شُكْراً ... وانصرف (1).

-*-*-*-

الزيارة الثانية:

قال السيّد ابن طاووس إذا زرت الإمام موسى الكاظم عليه السلام فقف على قبر الإمام الجواد عليه السلام وقبّله وقل:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا اباجَعْفَرٍ، مُحَمَّدَ بْنَ عَلِىٍّ الْبَرَّ التَّقِىَّ الْإِمامَ الْوَفِىَّ، السَّلامُ عَلَيْكَ ايُّهَا الرَّضِىُ الزَّكِىُّ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِىَّ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا نَجِىَّ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا سَفيرَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا سِرَّ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ضِيآءَاللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا سَنآءَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا كَلِمَةَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا رَحْمَةَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ ايُّهَا النُّورُ السَّاطِعُ، السَّلامُ عَلَيْكَ ايُّهَا الْبَدْرُ الطَّالِعُ، السَّلامُ عَلَيْكَ ايُّهَا الطَّيِّبُ مِنَ الطَّيِّبينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ ايُّهَا الطَّاهِرُ مِنَ الْمُطَهَّرينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ ايُّهَا الْأيَةُ الْعُظْمى السَّلامُ عَلَيْكَ ايُّهَا الْحُجَّةُ الْكُبْرى السَّلامُ عَلَيْكَ ايُّهَا الْمُطَهَّرُ مِنَ الزَّلَّاتِ، السَّلامُ عَلَيْكَ ايُّهَا الْمُنَزَّهُ عَنِ الْمُعْضِلاتِ، السَّلامُ عَلَيْكَ ايُّهَا الْعَلِىُّ عَنْ


1- بحار الأنوار: ج 99، ص 12 ح 7؛ مزار الشهيد: ص 192؛ المزار الكبير: ص 538( باختلاف يسير).

ص: 300

نَقْصِ الْأَوْصافِ، السَّلامُ عَلَيْكَ ايُّهَا الرَّضِىُّ عِنْدَ الْأَشْرافِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا عَمُودَ الدّينِ، اشْهَدُ انَّكَ وَلِىُّ اللَّهِ وَحُجَّتُهُ فى ارْضِهِ، وَانَّكَ جَنْبُ اللَّهِ وَخِيَرَةُ اللَّهِ، وَمُسْتَوْدَعُ عِلْمِ اللَّهِ وَعِلْمِ الْأَنْبِيآءِ، وَرُكْنُ الْإيمانِ، وَتَرْجُمانُ الْقُرْآنِ، وَاشْهَدُ انَّ مَنِ اتَّبَعَكَ عَلَى الْحَقِّ وَالْهُدى وَانَّ مَنْ انْكَرَكَ وَنَصَبَ لَكَ الْعَداوَةَ عَلَى الضَّلالَةِ وَالرَّدى ابْرَءُ الَى اللَّهِ وَالَيْكَ مِنْهُمْ فِى الدُّنْيا وَالْأخِرَةِ، وَالسَّلامُ عَلَيْكَ ما بَقيتُ وَبَقِىَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ* وقل في الصلاة عليه: اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَاهْلِ بَيْتِهِ، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِىٍّ الزَّكِىِّ التَّقِىِّ، وَالْبَرِّ الْوَفِىِّ، وَالْمُهَذَّبِ النَّقِىِّ، هادِى الْأُمَّةِ، وَوارِثِ الْأَئِمَّةِ، وَخازِنِ الرَّحْمَةِ، وَيَنْبُوعِ الْحِكْمَةِ، وَقآئِدِ الْبَرَكَةِ، وَعَديلِ الْقُرْآنِ فِى الطَّاعَةِ، وَواحِدِ الْأَوْصِيآءِ فِى الْاخْلاصِ وَالْعِبادَةِ، وَحُجَّتِكَ الْعُلْيا، وَمَثَلِكَ الْأَعْلى وَكَلِمَتِكَ الْحُسْنى الدَّاعى الَيْكَ، وَالدَّآلِّ عَلَيْكَ، الَّذى نَصَبْتَهُ عَلَماً لِعِبادِكَ، وَمُتَرْجِماً لِكِتابِكَ، وَصادِعاً بِامْرِكَ، وَناصِراً لِدينِكَ، وَحُجَّةً عَلى خَلْقِكَ، وَنُوراً تَخْرُقُ بِهِ الظُّلَمَ، وَقُدْوَةً تُدْرَكُ بِهَا الْهِدايَةُ، وَشَفيعاً تُنالُ بِهِ الْجَنَّةُ، اللهُمَّ وَكَما اخَذَ فى خُشُوعِهِ لَكَ حَظَّهُ، وَاسْتَوْفى مِنْ خَشْيَتِكَ نَصيبَهُ، فَصَلِّ عَلَيْهِ اضْعافَ ما صَلَّيْتَ عَلى وَلِىٍّ ارْتَضَيْتَ طاعَتَهُ، وَقَبِلْتَ خِدْمَتَهُ، وَبَلِّغْهُ مِنَّا تَحِيَّةً وَسَلاماً، وَآتِنا فى مُوالاتِهِ مِنْ لَدُنْكَ فَضْلًا وَاحْساناً، وَمَغْفِرَةً وَرِضْواناً، انَّكَ ذُو الْمَنِّ الْقَديمِ، وَالصَّفْحِ الْجَميلِ.* ثمّ صلِّ صلاة الزيارة(1).

-*-*-*-

الزيارة الثالثة:

روى ابن قولويه في كامل الزيارات زيارة اخرى للإمام الجواد عليه السلام عن الهادي عليه السلام قال: اغتسل للزيارة وقل:

اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِىٍّ، الْإِمامِ الْبَرِّ التَّقِىِّ النَّقِىِّ الرِّضِىِّ الْمَرْضِىِّ،


1- مصباح الزائر: ص 395؛ بحار الأنوار: ج 99، ص 20.

ص: 301

وَحُجَّتِكَ عَلى مَنْ فَوْقَ الْارَضينَ وَمَنْ تَحْتَ الثَّرى صَلاةً كَثيرَةً تامَّةً نامِيَةً زاكِيَةً، مُبارَكَةً مُتَواصِلَةً مُتَواتِرَةً مُتَرادِفَةً، كَافْضَلِ ما صَلَّيْتَ عَلى احَدٍ مِنْ اوْلِيآئِكَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِىَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَاللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَاللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا امامَ الْمُؤْمِنينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا خَليفَةَ النَبِيّينَ وَسُلالَةَ الْوَصِيّينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَاللَّهِ فى ظُلُماتِ الْأَرْضِ، اتَيْتُكَ زائِراً عارِفاً بِحَقِّكَ، مُعادِياً لِأَعْدآئِكَ، مُوالِياً لِأَوْلِيآئِكَ، فَاشْفَعْ لى عِنْدَ رَبِّكَ يا مَوْلاىَ.

ثمّ اطلب حاجتك تقضى إن شاء اللَّه تعالى (1).

الزيارات المشتركة للإمام الكاظم و الإمام الجواد عليهما السلام

الزيارة الاولى: روى ابن قولويه والشيخ الكليني والشيخ الطوسي عن الإمام الهادي عليه السلام:

«زر قبر الإمام الكاظم عليه السلام وقل

: السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِىَّ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَ اللَّهِ فى ظُلُماتِ الْأَرْضِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ بَدا للَّهِ فى شَاْنِهِ، اتَيْتُكَ زائِراً عارِفاً بِحَقِّكَ، مُعادِياً لِأَعْدائِكَ، مُوالِياً لِأَوْلِيآئِكَ، فَاشْفَعْ لى عِنْدَ رَبِّكَ يا مَوْلاىَ.

واسأل حاجتك، ثمّ سلّم بهذا على أبي جعفر الإمام الجواد عليه السلام

». وهذه الزيارة معتبرة غاية الاعتبار(2).

-*-*-*-

الزيارة الثانية: قال

الشيخ المفيد

و

الشيخ الشهيد

و

محمّد بن المشهدي

: تقول في زيارتها عليه السلام إذا وقفت عند الضريح الطاهر:

السَّلامُ عَلَيْكُما يا وَلِيَّىِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكُما يا حُجَّتَىِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكُما يا


1- كامل الزيارات: الباب 100، ح 1.
2- المصدر السابق؛ الكافي: ج 4، ص 578، ح 1؛ تهذيب الأحكام: ج 6، ص 91، ح 1.

ص: 302

نُورَىِ اللَّهِ فى ظُلُماتِ الْأَرْضِ، اشْهَدُ انَّكُما قَدْ بَلَّغْتُما عَنِ اللَّهِ ما حَمَّلَكُما، وَحَفِظْتُما مَا اسْتَوْدِعْتُما، وَحَلَّلْتُما حَلالَ اللَّهِ، وَحَرَّمْتُما حَرامَ اللَّهِ، وَاقَمْتُما حُدُودَ اللَّهِ، وَتَلَوْتُما كِتابَ اللَّهِ، وَصَبَرْتُما عَلَى الْأَذى فى جَنْبِ اللَّهِ مُحْتَسِبَيْنِ حَتّى اتيكُمَا الْيَقينُ، ابْرَءُ الَى اللَّهِ مِنْ اعْدآئِكُما، وَاتَقَرَّبُ الَى اللَّهِ بِوِلايَتِكُما، اتَيْتُكُما زائِراً عارِفاً بِحَقِّكُما، مُوالِياً لِأَوْلِيآئِكُما، مُعادِياً لِأَعْدآئِكُما، مُسْتَبْصِراً بِالْهُدَى الَّذى انْتُما عَلَيْهِ، عارِفاً بِضَلالَةِ مَنْ خالَفَكُما، فَاشْفَعا لى عِنْدَ رَبِّكُما، فَانَّ لَكُما عِنْدَ اللَّهِ جاهاً عَظيماً، وَمَقاماً مَحْمُوداً ثمّ قبّل التربة الشريفة وضع خدّك الأيمن عليها، ثمّ تحوّل إلى جانب الرأس المقدّس وقل: السَّلامُ عَلَيْكُما يا حُجَّتَىِ اللَّهِ فى ارْضِهِ وَسَمآئِهِ، عَبْدُكُما وَ وَلِيُّكُما زآئِرُكُما، مُتَقَرِّباً الَى اللَّهِ بِزِيارَتِكُما، اللهُمَّ اجْعَلْ لى لِسانَ صِدْقٍ فى اوْلِيآئِكَ الْمُصْطَفَيْنَ، وَحَبِّبْ الَىَّ مَشاهِدَهُمْ، وَاجْعَلْنى مَعَهُمْ فِى الدُّنْيا وَالْأخِرَةِ، يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ.

ثمّ صلِّ ركعتين لزيارة كلّ إمام، وادع بما أحببت (1).

تنبيه: قال المرحوم المحدّث القمّي بعد نقل هذه الزيارة: كان عصر صدور هذه الزيارات عصر التقيّة الشديدة ولأجل ذلك كان المعصومون عليهم السلام يعلّمون الشيعة زيارات قصيرة صيانة لهم عن طاغية الزمان. أمّا الآن فليس زمان التقية، فالزائر إن طلب زيارة طويلة فليقرأ الزيارة الجامعة الكبيرة وهي أفضل الزيارات وسترد علينا قريباً (ص 356) (كما يمكن قراءة زيارة أمين اللَّه، ص 174).

زيارة وداع الإمام الكاظم عليه السلام

قال الشيخ الطوسي في التهذيب: إذا شاء الزائر أن يخرج من بلدهما عليهما السلام فليودِّعهما فيقف عند القبر ويقول:


1- بحار الأنوار: ج 99، ص 13؛ المزار الكبير: ص 539؛ مزار الشهيد: ص 194( باختلاف يسير).

ص: 303

السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلاىَ يا ابَا الْحَسَنِ، وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، اسْتَوْدِعُكَ اللَّهَ وَاقْرَءُ عَلَيْكَ السَّلامَ، آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ، وَبِما جِئْتَ بِهِ وَدَلَلْتَ عَلَيْهِ، اللَّهُمَّ اكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدينَ (1).

زيارة وداع الإمام الجواد عليه السلام

قف عند قبر الإمام عليه السلام كالذي مضى في الزيارة وقل:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلاىَ يَابْنَ رَسُولِ اللَّهِ، وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكاتُهُ، اسْتَوْدِعُكَ اللَّهَ وَاقْرَءُ عَلَيْكَ السَّلامَ، آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ، وَبِما جِئْتَ بِهِ وَدَلَلْتَ عَلَيْهِ، اللَّهُمَّ اكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدينَ.

ثمّ ادع اللَّه أن لا تكون هذه الزيارة آخر عهدك من زيارتهم وأن توفّق للعود، ثمّ ادع بما شئت وقبّل الضريح وضع خدّيك عليه (2).

فضيلة مسجد براثا

جامع براثا من المساجد المعروفة المباركة، يقع على الطريق بين الكاظمية وبغداد، الذي يسلكه الوافدون لزيارة العتبات المقدّسة، دون مبالاة بالمسجد الذي يمرّون عليه على ما روي من الفضل والشرف الرفيع. قال الحمويّ وهو من مؤرّخي سنة 626 ه في معجم البلدان: براثا محلّة كانت في طرف بغداد في قبلة الكرخ ويزعم الناس أنّ عليّاً عليه السلام مرّ بها لمّا خرج لقتال الحروريّة بالنهروان وصلّى في موضع من الجامع المذكور وأنّه دخل حمّاماً كان في هذه القرية.

وينسب إلى براثا أبو شعيب البُراثي العابد، كان أوّل من سكن بُراثا في كوخ يتعبّد فيه (3). ومن هنا


1- تهذيب الأحكام: ج 6، ص 83.
2- المصدر السابق: ص 91.
3- معجم البلدان: ج 1، ص 363.

ص: 304

اهتمّت الشيعة بهذا المسجد. والذي نعتمده ما ورد من روايات للمرحوم المجلسي (1) في فضيلة هذا المسجد وتأريخه، والتي تشتمل على عدّة امور منها:

1. أنّه كان بيت مريم وأرض عيسى عليهما السلام.

2. أنّ أميرالمؤمنين عليه السلام أبان عيناً بإعجازه.

3. أقام فيه أميرالمؤمنين عليه السلام عدّة أيّام بعد عودته من النهروان.

4. صلّى فيه الأنبياء قبل عيسى عليه السلام لا سيّما النبيّ إبراهيم خليل الرحمن عليه السلام.

5. كانت فيه صومعة أسلم الراهب فيها بعد أن رأى أميرالمؤمنين عليه السلام وشاهد المعجزات المذكورة.

6. فيه حسب بعض الروايات قبر نبيّ من الأنبياء، وقال المرحوم المحدّث القمّي: ولعله يوشع عليه السلام.

قال المرحوم العلّامة المجلسي بعد هذه الروايات إنّ هذا المسجد موجود الآن، وقرب وسط بغداد- الكاظمين وتستحبّ فيه الصلاة والدعاء وطلب الحوائج (2).

زيارة النواب الأربعة

اشارة

من وظائف الزوّار حين إقامتهم في الكاظميّة التوجّه إلى بغداد لزيارة النوّاب الأربعة للحجّة المنتظر إمام العصر صلوات اللَّه عليه وهم (1. عثمان بن سعيد 2. محمّد بن عثمان 3. الشيخ أبوالقاسم حسين بن روح 4. الشيخ الجليل علي بن محمّد السمريّ رحمهم الله) ولو كانت قبورهم بعيدة لا ينبغي للزائر بذل الجهد وطيّ المسافات البعيدة وتحمّل متاعب السفر لزيارتهم؛ فقد فاز هؤلاء بالنيابة عن الإمام عليه السلام وسفارته والوساطة بينه وبين الرعيّة سبعين سنة، وجرت على أيديهم كرامات كثيرة.

كيفيّة زيارة النوّاب:

ذكر الشيخ الطوسي في التهذيب والسيّد ابن طاووس في مصباح الزائر عن حسين بن روح


1- بحارالانوار: ج 99، ص 26.
2- المصدر السابق: ص 29.

ص: 305

(أحد النواب الأربعة): إذا أردت زيارتهم فسلّم على رسول اللَّه وأميرالمؤمنين وخديجة الكبرى وفاطمة الزهراء والحسن والحسين والأئمّة عليهم السلام إلى صاحب الزمان وقل:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا فُلانَ بْنَ فُلانٍ (وتذكر اسم صاحب القبر وأبيه).

ثمّ ترجع فتبتدئ بالسلام على رسول اللَّه إلى صاحب الزمان عليه السلام ثمّ تقول:

اشْهَدُ انَّكَ بابُ الْمَوْلى ادَّيْتَ عَنْهُ وَادَّيْتَ الَيْهِ، ما خالَفْتَهُ وَلا خالَفْتَ عَلَيْهِ، فَقُمْتَ خالِصاً وَانْصَرَفْتَ سابِقاً، جِئْتُكَ عارِفاً بِالْحَقِّ الَّذى انْتَ عَلَيْهِ، وَانَّكَ ما خُنْتَ فِى التَّاْدِيَةِ وَالسِّفارَةِ، وَ السَّلامُ عَلَيْكَ مِنْ بابٍ ما اوْسَعَهَ، وَمِنْ سَفيرٍ ما آمَنَكَ، وَمِنْ ثِقَةٍ ما امْكَنَكَ، اشْهَدُ انَّ اللَّهَ اخْتَصَّكَ بِنُورِهِ، حَتّى عايَنْتَ الشَّخْصَ، فَادَّيْتَ عَنْهُ وَادَّيْتَ الَيْهِ. ثمّ ترجع فتبتدئ بالسلام على رسول اللَّه إلى صاحب الزمان عليه السلام ثمّ تقول: جِئْتُكَ مُخْلِصاً بِتَوْحيدِاللَّهِ، وَمُوالاةِ اوْلِيآئِهِ، وَالْبَرآئَةِ مِنْ اعْدآئِهِمْ، وَمِنَ الَّذينَ خالَفُوكَ يا حُجَّةَ الْمَوْلى وَبِكَ الَيْهِمْ تَوَجُّهى وَبِهِمْ الىَ اللَّهِ تَوَسُّلى

ثمّ تدعو وتسأل اللَّه ما تحبّ تُجَبْ إن شاء اللَّه تعالى (1).

زيارة المرحوم الكليني

وينبغي أيضاً أن يزار في بغداد الشيخ الأعلى الأفخم ثقة الإسلام محمّد بن يعقوب الكليني، وقد كان زعيم الشيعة وأثبتهم في الحديث. وقد صنّف كتاب الكافي خلال عشرين سنة وهو الكتاب القيّم الذي تقرّ به عيون الشيعة، وهو منّة منّ بها على الشيعة ولا سيّما رجال الدين منهم وقد عدّه ابن الأثير (المؤرخ المعروف) مجدّد مذهب الإماميّة في بدء القرن الثالث بعد ما عدّ مولانا ثامن الحجج صلوات اللَّه عليه مجدّداً للمذهب في القرن الثاني (2) (طبعاً لا يعني هذا الكلام عدم حاجة الأحاديث الشريفة في الكافي للدراسة والنقد).


1- تهذيب الأحكام: ج 6 ص 118؛ مصباح الزائر: ص 514( باختلاف).
2- الحبل المتين للشيخ البهائي: ص 7.

ص: 306

زيارة سلمان رحمة الله

اشارة

إعلم أنّ من وظائف الزوّار في مدينة الكاظمية التوجّه إلى المدائن لزيارة عبداللَّه الصالح سلمان المحمّدي (رضوان اللَّه عليه) وهو الذي:

1. قال المرحوم العلّامة المجلسي: روي بعدّة أسناد عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: «

إنَّ الإيمانَ عَشَرُ دَرجاتٍ فَالمِقْدادُ فِي الثّامِنَةِ وأبُوذرّ فِي التّاسِعَةِ وَسلمانٌ فِي العَاشِرَةِ»(1).

2. يفخر أنّ «

سَلْمانٌ مِنَّا اهْلَ الْبَيْتِ

» وقال فيه رسول اللَّه صلى الله عليه و آله «

سَلْمانٌ بَحْرٌ لا يَنْزِفُ، وَكَنْزٌ لا يَنْفَدُ، سَلْمانُ مِنَّا اهْلَ الْبَيْتِ، سَلْسَلٌ يَمْنَحُ الْحِكْمَةَ، وَيُؤْتِى الْبُرْهانَ»(2).

3. شبّهه أميرالمؤمنين عليه السلام بلقمان الحكيم (3).

كيفيّة زيارته:

ذكر السيّد ابن طاووس في مصباح الزائر أربع زيارات لسلمان، نكتفي بأحدها: قف على قبره مستقبلًا وقل:

السَّلامُ عَلى رَسُولِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ خاتَمِ النَّبِيّينَ، السَّلامُ عَلى اميرِ الْمُؤْمِنينَ سَيِّدِ الْوَصِيّينَ، السَّلامُ عَلَى الْأَئِمَّةِ الْمَعْصُومينَ الرَّاشِدينَ، السَّلامُ عَلَى الْمَلائِكَةِ الْمُقَرَّبينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا صاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ الْأَمينِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِىَّ اميرِ الْمُؤْمِنينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مُودَعَ اسْرارِ السَّادَةِ الْمَيامينِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا بَقِيَّةَ اللَّهِ مِنَ الْبَرَرَةِ الْماضينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا اباعَبْدِاللَّهِ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، اشْهَدُ انَّكَ اطَعْتَ اللَّهَ كَما امَرَكَ، وَاتَّبَعْتَ الرَّسُولَ كَما نَدَبَكَ، وَتَوَلَّيْتَ خَليفَتَهُ كَما الْزَمَكَ، وَدَعَوْتَ الَى الْإِهْتِمامِ بِذُرِّيَّتِهِ كَما وَقَفَكَ، وَعَلِمْتَ الْحَقَّ يَقيناً وَاعْتَمَدْتَهُ كَما امَرَكَ، اشْهَدُ ا نَّكَ بابُ وَصِىِّ الْمُصْطَفى وَطَريقُ حُجَّةِ


1- بحار الأنوار: ج 99، ص 291.
2- المصدر السابق: ج 22، ص 348، ح 64.
3- المصدر السابق: ص 329، ح 38.

ص: 307

اللَّهِ الْمُرْتَضى وَامينُ اللَّهِ فيمَا اسْتُودِعْتَ مِنْ عُلُومِ الْأَصْفِيآءِ، اشْهَدُ انَّكَ مِنْ اهْلِ بَيْتِ النَّبِىِّ، النُّجَبآءِ الْمُخْتارينَ لِنُصْرَةِ الْوَصِىِّ، اشْهَدُ انَّكَ صاحِبُ الْعاشِرَةِ، وَالْبَراهينِ وَالدَّلائِلِ الْقاهِرَةِ، وَاقَمْتَ الصَّلاةَ، وَ آتَيْتَ الزَّكاةَ، وَ امَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَادَّيْتَ الْأَمانَةَ، وَ نَصَحْتَ للَّهِ وَلِرَسُولِهِ، وَصَبَرْتَ عَلَى الْأَذى فى جَنْبِهِ حَتّى اتيكَ الْيَقينُ، لَعَنَ اللَّهُ مَنْ جَحَدَكَ حَقَّكَ، وَحَطَّ مِنْ قَدْرِكَ، لَعَنَ اللَّهُ مَنْ آذاكَ فى مَواليكَ، لَعَنَ اللَّهُ مَنْ اعْنَتَكَ فى اهْلِ نَبِيِّكَ، لَعَنَ اللَّهُ مَنْ لامَكَ فى ساداتِكَ، لَعَنَ اللَّهُ عَدُوَّ آلِ مُحَمَّدٍ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ مِنَ الْأَوَّلينَ وَالْآخِرينَ، وَضاعَفَ عَلَيْهِمُ الْعَذابَ الْأَليمَ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ يا اباعَبْدِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ يا صاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَعَلَيْكَ يا مَوْلى اميرِالْمُؤْمِنينَ، وَ صَلَّى اللَّهُ عَلى رُوحِكَ الطَّيِّبَةِ، وَ جَسَدِكَ الطَّاهِرِ، وَالْحَقَنا بِمَنِّهِ وَرَأْفَتِهِ اذا تَوَفَّانا بِكَ، وَبِمَحَلِّ السَّادَةِ الْمَيامينِ، وَجَمَعَنا مَعَهُمْ بِجِوارِهِمْ فى جَنَّاتِ النَّعيِمِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ يا اباعَبْدِاللَّهِ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلى اخْوانِكَ الشّيعَةِ الْبَرَرَةِ مِنَ السَّلَفِ الْمَيامينَ، وَادْخَلَ الرَّوْحَ وَالرِّضْوانَ عَلَى الْخَلَفِ مِنَ الْمُؤْمِنينَ، وَالْحَقَنا وَايَّاهُمْ بِمَنْ تَوَلَّاهُ مِنَ الْعِتْرَةِ الطَّاهِرينَ، وَعَلَيْكَ وَعَلَيْهِمُ السَّلامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ.

ثمّ اقرأ سورة

إنّا أنزَلناهُ فِي ليلة القدرِ

سبع مرّات ثمّ صلِّ مندوباً ما بدا لك (1). ثمّ اقرأ الوداع الذي ذكره السيّد ابن طاووس:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا اباعَبْدِاللَّهِ، انْتَ بابُ اللَّهِ الْمُؤْتى مِنْهُ، وَالْمَأْخُوذُ عَنْهُ، اشْهَدُ انَّكَ قُلْتَ حَقّاً، وَنَطَقْتَ صِدْقاً، وَدَعَوْتَ الى مَوْلاىَ وَمَوْلاكَ عَلانِيَةً وَسِرّاً، اتَيْتُكَ زآئِراً وَحاجاتى لَكَ مُسْتَوْدِعاً، وَها ا نَا ذا مُوَدِّعُكَ، اسْتَوْدِعُكَ دينى وَامانَتى


1- مصباح الزائر: ص 505؛ بحار الأنوار: ج 99، ص 287، ح 1.

ص: 308

وَخَواتيمَ عَمَلى وَجَوامِعَ امَلى الى مُنْتَهى اجَلى وَالسَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الْأَخْيارِ. ثمّ ادع كثيراً وانصرف (1).

طاق كسرى

ينبغي للزائر إذا فرغ من زيارة سلمان رحمه الله أن يصلّي ركعتين عند طاق كسرى الذي صلّى فيه أميرالمؤمنين عليه السلام، وروى عمّار الساباطي أنّه عليه السلام قدم المدائن وكان معه (دلف بن بحير) فلمّا صلّى قام وقال لدلف (كدرس للعبرة): «

كانَ لكسْرى في هذا المَكانِ كذا وكذا

...» ويقول دلف: هو واللَّه كذا يا سيّدي ومولاي كأنّك وضعت الأشياء في هذه الأماكن (2). وجاء في رواية أنّه عليه السلام مرّ على المدائن فلمّا رأى آثار كسرى قال رجل ممّن معه:

جَرَتِ الرِّياحُ عَلى مَحَلِ (3) دِيارِهِم

فَكَأَنَّهُم كَانُوا عَلَى مِيعادِ

فقال عليه السلام: «

أفَلا قُلْتَ

»: كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ* وَزُرُوعٍ وَمَقامٍ كَريمٍ* وَنَعْمَةٍ كانُوا فيها فاكِهينَ* كَذلِكَ وَاوْرَثْناها قَوْماً آخَرينَ* فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمآءُ وَالْأَرْضُ وَما كانُوا مُنْظَرينَ (4).

ثمّ قال عليه السلام: «

إنَّ هؤلاءِ كانوا وارِثينَ فأصْبَحوا مَوْروثِينَ، لَمْ يَشْكُروا النِّعْمَةَ فَسُلِبوا دُنْياهُم بالمَعْصِيَةِ، إيّاكُمْ وكُفْرُ النِّعَمِ لَاتَحُلّ بِكُمُ النِّقَم»(5)


1- مصباح الزائر: ص 511؛ بحار الأنوار: ج 99، ص 291( باختلاف يسير).
2- مستدرك الوسائل: ج 3، ص 448، ح 22.
3- وردت في بعض المصادر( رسوم) بدل( محل)( بحار الأنوار: ج 75، ص 84، ح 91).
4- سورة الدخان: الآيات 25- / 29.
5- شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج 3، ص 202؛ بحار الأنوار: ج 75، ص 84، ح 91( باختلاف).

ص: 309

زيارة حذيفة بن اليمان

ينبغي للزائر بعد الصلاة عند طاق كسرى أن يزور حذيفة بن اليمان رحمه الله وهو من كبار صحابة رسول اللَّه صلى الله عليه و آله ومن خواصّ أصحاب أميرالمؤمنين عليه السلام، وكان يمتاز في الصحابة بمعرفة المنافقين ومعرفة أسمائهم، وكان الخليفة الثاني لا يصلّي على جنازة لم يحضرها حذيفة. وكان حذيفة والياً على المدائن سنين عديدة من قِبَل الخليفة الثاني، ثمّ عزله وأقرّ سلمان مكانه فلمّا توفي عاد حذيفة والياً على المدائن، واستمرّ عليها حتّى عادت الخلافة إلى أميرالمؤمنين عليه السلام فأصدر من المدينة مرسومه إلى حذيفة وإلى أهل المدائن ينبئ باستقرار الأمر له، ويعيّن حذيفة والياً، ولكنّ حذيفة مات في المدائن ودفن هناك قبل أن يصل أميرالمؤمنين عليه السلام بجيشه البصرة قادماً من المدينة لدفع شرّ أصحاب الجمل (1).

الصلاة في المسجد المدائن الجامع

يقع إلى جانب مدفن سلمان رحمه الله جامع المدائن المنسوب للإمام الحسن العسكريّ عليه السلام فإمّا بني بأمره عليه السلام أو صلّى فيه. وينبغي للزائر أن يستفيض من هذا المسجد بالصلاة فيه ركعتين.

-*-*-*-


1- الدرجات الرفيعة: ص 283؛ سفينة البحار، مادة« حذيفة».

ص: 310

الفصل السابع: زيارة الإمام الرضا عليه السلام

مقدمه

فضائل زيارة الإمام الرضا عليه السلام أكثر من أن تحصى، ونحن نتبرّك هنا بذكر عدّة روايات؛ ولكن قبل بيان هذه الروايات يبدو من المناسب الإشارة إلى بعض كراماته عليه السلام طيلة سفره إلى خراسان:

قال ابن طاووس: لمّا استدعى المأمون الرضا عليه السلام من المدينة إلى خراسان، سار عليه السلام من المدينة إلى البصرة ولم يذهب إلى الكوفة، ثمّ توجّه من البصرة إلى بغداد على طريق الكوفة ومن هناك إلى مدينة قم، ودخل قم فاستقبله أهلها فتخاصموا في ضيافته، كلّ يبغي أن يحلّ عليه السلام داره.

فقال عليه السلام: إنّ جملي هو المأمون أي أنّه عليه السلام يحلّ حيثما برك الجمل، فأتى الجمل داراً واستناخ على بابه وكان صاحب الدار قد رأى في المنام في ليلته أنّ الرضا عليه السلام سيكون ضيفه غداً فلم تمض مدّة طويلة حتّى صارت تلك الدار مقاماً من المقامات الرفيعة وهي في عصرنا مدرسة معمورة (تسمّى المدرسة الرضوية)(1).

وروى الشيخ الصدوق بسنده عن إسحاق بن راهويه قال: لمّا وافى أبو الحسن الرضا عليه السلام نيسابور وأراد أن يرحل منها، اجتمع إليه أصحاب الحديث فقالوا له: يا ابن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله ترحل عنّا ولا تحدّثنا بحديث فنستفيده منك؟ وقد كان قعد في العمارية فأطلع رأسه منها وقال:

«سَمِعْتُ أبي موسى بنَ جعفَرٍ يقولُ: سَمِعْتُ أبي جَعْفَرَ بنَ محمّدٍ يقولُ: سَمِعْتُ أبي مُحَمَّدَ بنَ عليٍّ يقولُ: سَمِعْتُ أبي عليِّ بن الحُسَينِ يقولُ: سَمِعْتُ أبي الحُسَينَ بنَ عليٍّ يقولُ: سَمِعْتُ أبي أمِيرَالمُؤْمِنينَ عليَّ بن أبي طالبٍ عليه السلام يقولُ: سَمِعْتُ رَسولَ اللَّهِ صلى الله عليه و آله يقولُ: سَمِعْتُ جَبْرَئِيلَ يَقولُ:


1- فرحة الغري: ص 105.

ص: 311

سَمِعْتُ اللَّهَ عزَّوجلَّ يقولُ: «لاالهَ الَّا اللَّهُ حِصْني، فَمَنْ دَخَلَ حِصْني امِنَ مِنْ عَذابي

» فلمّا مرّت الراحلة نادانا: «

بِشُرُوطِها وَأَنَا مِنْ شُرُوطِها»(1).

وروى أبو الصلت أنّ الرضا عليه السلام لمّا بلغ قرب القرية الحمراء قيل له: يا ابن رسول اللَّه قد زالت الشّمس أفلا تصلّي؟ فنزل عليه السلام فقال: «

ائْتُونِي بماءٍ

» فقيل ما معنا ماء. فبحث عليه السلام بيده الأرض فنبع من الماء ما توضأ به هو ومن معه، وأثره باق إلى اليوم. فلمّا دخل سناباد أسند إلى الجبل الذي ينحَت منه القدور فقال: «

اللّهمَّ انفَعْ بهِ وبارِكْ فِيما يُجْعَل فِيمَا يُنْحَتُ مِنْهُ

» ثمّ أمر عليه السلام فَنُحِت له قدور من الجَبَل وقال: «

لا يُطْبَخُ ما آكُلُهُ إلّا

»، وكَانَ عليه السلام حَفِيفُ الأكِل، قَلِيلُ الطَّعمِ، فيها فاهتَدى النّاسُ إلَيهِ مِن ذلِكَ اليَوم وظَهَرَتْ بَرَكَةُ دُعائِه فيه (2).

فضل زيارة الإمام الرضا عليه السلام:

نتّجه بعد هذه المقدّمة صوب بعض الروايات في فضل زيارته عليه السلام:

1. قال النبي صلى الله عليه و آله: «

سَتُدفَنُ بَضعَةٌ مِنّي بِخُراسانَ وَما زارَها مُؤمنٌ إلّاأوجبَ اللَّهُ لَهُ الجَنّةَ وَحَرّمَ جَسَدَهُ عَلَى النّار»(3).

2. وقال صلى الله عليه و آله: «

سَتُدفَنُ بَضعَةٌ مِنّي بِخُراسانَ ما زَارَها مَكْروبٌ إلّانَفّسَ اللَّهُ كُربَتَهُ وَلا مُذنِبٌ إلّا غَفَرَ اللَّهُ ذُنوبَه»(4).

3. وروي عن الرضا عليه السلام قال: «

إنّ بِخُراسانَ لَبُقْعَةٌ يأتي عَلَيها زَمانٌ تَصيرُ مُختَلفَ المَلائكَةِ فلا يَزالُ فَوجٌ يَنزلُ مِنَ السَّماءِ وَفَوجٌ يَصعَدُ إلى أن يُنفَخَ فِي الصّور، فَقِيلَ لَهُ: يَابنَ رَسول اللَّه صلى الله عليه و آله وأيّةُ بُقعَةٍ هَذه؟ قَالَ: هِي بأرضِ طُوسٍ وَهُو واللَّهِ رَوضَةٌ مِنْ رِياضِ الجَنّةِ مَنْ زَارَني فِي تِلكَ البُقعَةِ كَمَنْ زارَ رَسولَ اللَّهِ صلى الله عليه و آله»(5).

4. روي بسندين معتبرين عن الرضا عليه السلام قال: «

مَن زَارَني عَلى بُعد دَاري أتيتُهُ يَومَ القيَامةِ فِي


1- عيون أخبار الرضا: ج 2، ص 135، ح 4؛ بحارالأنوار: ج 49، ص 123، ح 4.
2- عيون أخبار الرضا: ج 2، ص 136، ح 1؛ بحار الأنوار: ج 49، ص 125، ح 1.
3- عيون أخبار الرضا: ج 2، ص 255، ح 4؛ بحار الأنوار: ج 49، ص 284، ح 3.
4- عيون أخبار الرضا: ج 2، ص 257، ح 14؛ بحار الأنوار: ج 99، ص 33، ح 11.
5- عيون أخبار الرضا: ج 2، ص 255، ح 5؛ بحار الأنوار: ج 99، ص 31، ح 2.

ص: 312

ثَلاثِ مَواطِنَ حَتّى أُخَلِّصَهُ مِنْ أهوالِها؛ إذا تَطايرَتْ الكُتُب يَميناً وَشِمالًا وَعندِ الصّراطِ وَعِندَ المِيزانِ»(1).

5. وروي عن الإمام الجواد عليه السلام أنّه قال: «

حَتَمْتُ لِمَن زَارَ أبي عليه السلام بِطُوسٍ عارِفاً بِحَقِّهِ الجَنَّةَ عَلىَ اللَّهِ تَعالى»(2).

وزبدة الكلام

، وردت روايات في فضل زيارته عليه السلام لم ترد في زيارة أيّ من المعصومين عليهم السلام وهذا لعدّة أسباب، منها: أنّ الشيعة الإماميّة هم الذين يزورون مرقده الطاهر ويتبرّكون به ويفخرون باتّباع منهجه، وبالطبع فإنّ شرط قبول الزيارة كما ورد في الرواية الأخيرة العِرفان بحقّه عليه السلام.

كيفيّة زيارة الإمام الرضا عليه السلام:

روت مصادرنا الدينية عدّة زيارات للرضا عليه السلام:

الزيارة الاولى:

الزيارة المشهورة في الكتب المعتبرة مثل كامل الزيارات وعيون أخبار الرضا ومصباح الزائر وأنّ هذه الزيارة مروية عن أحد الأئمّة حسب ما ورد في كامل الزيارات (3).

وقد نقلت هذه الزيارة مع اختلاف بين المصادر المذكورة، وننقل هنا الزيارة في النسخ المتداولة: فاغتسل قبل أن تخرج من الدار وقل وأنت تغتسل:

اللهُمَّ طَهِّرْنى وَطَهِّرْ لى قَلْبى وَاشْرَحْ لى صَدْرى وَاجْرِ عَلى لِسانى مِدْحَتَكَ، وَالثَّنآءَ عَلَيْكَ، فَانَّهُ لا قُوَّةَ الَّا بِكَ، اللهُمَّ اجْعَلْهُ لى طَهُوراً وَ شِفآءً* وقل وأنت تخرج: بِسْمِ اللَّهِ وَ بِاللَّهِ وَ الَى اللَّهِ، وَ الَى ابْنِ رَسُولِ اللَّهِ، حَسْبِىَ اللَّهُ، تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ، اللَّهُمَّ الَيْكَ تَوَجَّهْتُ، وَ الَيْكَ قَصَدْتُ، وَ ما عِنْدَكَ ارَدْتُ* فإذا خرجت فقف على باب دارك وقل: اللهُمَّ الَيْكَ وَجَّهْتُ وَجْهى وَ عَلَيْكَ خَلَّفْتُ اهْلى وَ مالى وَ ما خَوَّلْتَنى وَ بِكَ وَثِقْتُ، فَلا تُخَيِّبْنى يا مَنْ لا يُخَيِّبُ مَنْ ارادَهُ، وَلا يُضَيِّعُ مَنْ


1- كامل الزيارات: الباب 101، ح 4؛ من لايحضره الفقيه: ج 2، ص 584، ح 3189.
2- بحار الأنوار: ج 99، ص 37، ح 26؛ عيون أخبار الرضا: ج 2، ص 256، ح 7.
3- كامل الزيارات: الباب 102، ح 2.

ص: 313

حَفِظَهُ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ، وَ احْفَظْنى بِحِفْظِكَ، فَانَّهُ لا يَضيعُ مَنْ حَفِظْتَ* فإذا وافيت سالماً فاغتسل إذا أردت أن تزور وقل: اللَّهُمَّ طَهِّرْنى وَطَهِّرْ لى قَلْبى وَاشْرَحْ لى صَدْرى وَ اجْرِ عَلى لِسانى مِدْحَتَكَ وَ مَحَبَّتَكَ وَ الثَّنآءَ عَلَيْكَ، فَانَّهُ لا قُوَّةَ الَّا بِكَ، وَ قَدْ عَلِمْتُ انَّ قِوامَ دينىِ التَّسْليمُ لِأَمْرِكَ، وَالْإِتِّباعُ لِسُنَّةِ نَبِيِّكَ، وَالشَّهادَةُ عَلى جَميعِ خَلْقِكَ، اللهُمَّ اجْعَلْهُ لى شِفآءً وَ نُوراً، انَّكَ عَلى كُلِّ شَىْ ءٍ قَديرٌ والبس أطهر ثيابك وامش حافياً وعليك السكينة والوقار واذكر اللَّه بقلبك وقل: اللَّهُ اكْبَرُ وَلا الهَ الَّا اللَّهُ وَسُبْحانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُللَّهِ* وقصِّر خطاك وقل حين تدخل الروضة المقدّسة: بِسْمِ اللَّهِ وَبِاللَّهِ، وَعَلى مِلَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، اشْهَدُ انْ لا الهَ الَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وَ اشْهَدُ انَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ، وَانَّ عَلِيّاً وَلِىُّ اللَّهِ* وسر حتّى تقف على قبره وقل: اشْهَدُ انْ لا الهَ الَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وَاشْهَدُ انَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ، وَانَّهُ سَيِّدُ الْأَوَّلينَ وَالْاخِرينَ، وَانَّهُ سَيِّدُ الْأَنْبِيآءِ وَالْمُرْسَلينَ، اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَ وَ نَبِيِّكَ، وَسَيِّدِ خَلْقِكَ اجْمَعينَ، صَلاةً لا يَقْوى عَلى احْصآئِها غَيْرُكَ، اللهُمَّ صَلِّ عَلى اميرِ الْمُؤمِنينَ عَلِىِّ بْنِ ابيطالِبٍ، عَبْدِكَ وَ اخى رَسُولِكَ، الَّذِى انْتَجَبْتَهُ بِعِلْمِكَ، وَجَعَلْتَهُ هادِياً لِمَنْ شِئْتَ مِنْ خَلْقِكَ، وَالدَّليلَ عَلى مَنْ بَعَثْتَهُ بِرِسالاتِكَ، وَدَيَّانَ الدّينِ بِعَدْلِكَ، وَفَصْلَ قَضآئِكَ بَيْنَ خَلْقِكَ، وَالْمُهَيْمِنَ عَلى ذلِكَ كُلِّهِ، وَالسَّلامُ عَلَيْهِ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، اللهُمَّ صَلِّ عَلى فاطِمَةَ بِنْتِ نَبِيِّكَ، وَزَوْجَةِ وَلِيِّكَ، وَامِّ السِّبْطَيْنِ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ، سَيِّدَىْ شَبابِ اهْلِ الْجَنَّةِ، الطُّهْرَةِ الطَّاهِرَةِ الْمُطَهَّرَةِ، التَّقِيَّةِ النَّقِيَّةِ، الرَّضِيَّةِ الزَّكِيَّةِ، سَيِّدَةِ نِسآءِ اهْلِ الْجَنَّةِ اجْمَعينَ، صَلاةً لا يَقْوى عَلى احْصآئِها غَيْرُكَ، اللهُمَّ صَلِّ عَلى الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ سِبْطَىْ نَبِيِّكَ، وَسَيِّدَىْ شَبابِ اهْلِ الْجَنَّةِ، الْقآئِمَيْنِ فى خَلْقِكَ، وَالدَّليلَيْنِ عَلى مَنْ بَعَثْتَ

ص: 314

بِرِسالاتِكَ، وَدَيَّانَىِ الدّينِ بِعَدْلِكَ، وَفَصْلَىْ قَضآئِكَ بَيْنَ خَلْقِكَ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى عَلِىِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَبْدِكَ الْقآئِمِ فى خَلْقِكَ، وَالدَّليلِ عَلى مَنْ بَعَثْتَ بِرِسالاتِكَ، وَدَيَّانِ الدّينِ بِعَدْلِكَ، وَفَصْلِ قَضآئِكَ بَيْنَ خَلْقِكَ، سَيِّدِ الْعابِدينَ، اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِىٍّ، عَبْدِكَ وَخَليفَتِكَ فى ارْضِكَ، باقِرِ عِلْمِ النَّبِيّينَ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ، عَبْدِكَ وَوَلِىِّ دينِكَ، وَ حُجَّتِكَ عَلى خَلْقِكَ اجْمَعينَ، الصَّادِقِ الْبآرِّ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ، عَبْدِكَ الصَّالِحِ، وَلِسانِكَ فى خَلْقِكَ، وَالنَّاطِقِ بِحُكْمِكَ، وَالْحُجَّةِ عَلى بَرِيَّتِكَ، اللهُمَّ صَلِّ عَلى عَلىِّ بْنِ مُوسَى الرِّضَا الْمُرْتَضى عَبْدِكَ وَ وَلِىِّ دينِكَ، الْقآئِمِ بِعَدْلِكَ، وَالدَّاعى الى دينِكَ وَدينِ آبائِهِ الصَّادِقينَ، صَلاةً لا يَقْوى عَلى احْصائِها غَيْرُكَ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ عَلىٍّ، عَبْدِكَ وَ وَلِيِّكَ الْقآئِمِ بِامْرِكَ، وَالدَّاعى الى سَبيلِكَ، اللهُمَّ صَلِّ عَلى عَلىِّ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَبْدِكَ وَ وَلِىِّ دينِكَ، اللهُمَّ صَلِّ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِىٍّ، الْعامِلِ بِامْرِكَ، الْقآئِمِ فى خَلْقِكَ، وَ حُجَّتِكَ الْمُؤَدّى عَنْ نَبِيِّكَ، وَشاهِدِكَ عَلى خَلْقِكَ، الْمَخْصُوصِ بِكَرامَتِكَ، الدَّاعى الى طاعَتِكَ، وَطاعَةِ رَسُولِكَ، صَلَواتُكَ عَلَيْهِمْ اجْمَعينَ، اللهُمَّ صَلِّ عَلى حُجَّتِكَ وَ وَلِيِّكَ الْقآئِمِ فى خَلْقِكَ، صَلاةً تآمَّةً نامِيَةً باقِيَةً، تُعَجِّلُ بِها فَرَجَهُ، وَتَنْصُرُهُ بِها، وَتَجْعَلُنا مَعَهُ فِى الدُّنْيا وَالْأخِرَةِ، اللهُمَّ انّى اتَقَرَّبُ الَيْكَ بِحُبِّهِمْ، وَاوالى وَلِيَّهُمْ، وَاعادى عَدُوَّهُمْ، فَارْزُقْنى بِهِمْ خَيْرَ الدُّنْيا وَالْأخِرَةِ، وَاصْرِفْ عَنّى بِهِمْ شَرَّ الدُّنْيا والْأخِرَةِ، وَاهْوالَ يَوْمِ الْقِيامَةِ* ثمّ تجلس عند رأسه وتقول: السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِىَّ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَ اللَّهِ فى ظُلُماتِ الْأَرْضِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا عَمُودَ الدّينِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ نُوحٍ نَبِىِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ ابْراهيمَ خَليلِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ اسْماعيلَ ذَبيحِ

ص: 315

اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُوسى كَليمِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ عيسى رُوحِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ اميرِ الْمُؤْمِنينَ عَلِىٍّ وَلِىِّ اللَّهِ، وَوَصِىِّ رَسُولِ رَبِّ الْعالَمينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ فاطِمَةَ الزَّهْرآءِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ، سَيِّدَىْ شَبابِ اهْلِ الجَنَّةِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ عَلىِّ بْنِ الْحُسَيْنِ زَيْنِ الْعابِدينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِىٍّ باقِرِ عِلْمِ الْأَوَّلينَ وَالْأخِرينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ الْبآرِّ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ، السَّلامُ عَلَيْكَ ايُّهَا الصِّدّيقُ الشَّهيدُ، السَّلامُ عَلَيْكَ ايُّهَا الْوَصِىُّ الْبآرُّ التَّقِىُّ، اشْهَدُ انَّكَ قَدْ اقَمْتَ الصَّلاةَ وَآتَيْتَ الزَّكاةَ، وَامَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَعَبَدْتَ اللَّهَ مُخْلِصاً حَتّى اتيكَ الْيَقينُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابَا الْحَسَنِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ* ثمّ تقول: اللهُمَّ الَيْكَ صَمَدْتُ مِنْ ارْضى وَقَطَعْتُ الْبِلادَ رَجاءَ رَحْمَتِكَ فَلا تُخَيِّبْنى وَلا تَرُدَّنى بِغَيْرِ قَضآءِ حاجَتى وَارْحَمْ تَقَلُّبى عَلى قَبْرِ ابْنِ اخى رَسُولِكَ، صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ، بِابى انْتَ وَامّى يا مَوْلاىَ، اتَيْتُكَ زآئِراً وافِداً عآئِذاً مِمَّا جَنَيْتُ عَلى نَفْسى وَاحْتَطَبْتُ عَلى ظَهْرى فَكُنْ لى شافِعاً الَى اللَّهِ يَوْمَ فَقْرى وَفاقَتى فَلَكَ عِنْدَاللَّهِ مَقامٌ مَحْمُودٌ، وَانْتَ عِنْدَهُ وَجيهٌ ثمّ ترفع يدك اليمنى وتقول: اللَّهُمَّ انّى اتَقَرَّبُ الَيْكَ بِحُبِّهِمْ وَبِوِلايَتِهِمْ، اتَوَلّى آخِرَهُمْ بِما تَوَلَّيْتُ بِهِ اوَّلَهُمْ، وَابْرَءُ مِنْ كُلِّ وَليجَةٍ دُونَهُمْ، اللَّهُمَّ الْعَنِ الَّذينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَكَ، وَاتَّهَمُوا نَبيكَ، وَجَحَدُوا بِآياتِكَ، وَ سَخِرُوا بِامامِكَ، وَ حَمَلُوا النَّاسَ عَلى اكْتافِ آلِ مُحَمَّدٍ، اللهُمَّ انّى اتَقَرَّبُ الَيْكَ بِاللَّعْنَةِ عَلَيْهِمْ، وَ الْبَرآئَةِ مِنْهُمْ فِى الدُّنْيا وَ الْأخِرَةِ يا رَحْمنُ* ثمّ تتحوَّل عند رجليه وتقول: صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ يا ابَا الْحَسَنِ، صَلَّى اللَّهُ عَلى رُوحِكَ وَ بَدَنِكَ، صَبَرْتَ وَ انْتَ الصَّادِقُ الْمُصَدَّقُ، قَتَلَ اللَّهُ مَنْ قَتَلَكَ

ص: 316

بِالْأَيْدى وَالْأَلْسُنِ.

ثمّ ابتهل في اللعنة على قاتل أميرالمؤمنين عليه السلام وقتلة الحسن والحسين عليهما السلام وعلى جميع قتلة أهل بيت رسول اللَّه صلى الله عليه و آله ثمّ تحوَّل عند رأسه وصلِّ ركعتين تقرأ في إحداهما يس وفي الاخرى الرحمن وتجتهد في الدعاء والتضرُّع وأكثرِ من الدعاء لنفسك ولوالديك ولجميع إخوانك من المؤمنين (طبعاً الإتيان بهذه الأعمال عند عدم الزحام، وإلّا يمكن الوقوف في زاويةٍ وقراءة جميع الزيارة)(1).

تنبيه:

أ) الأنسب أن يكون اللعن على قتلة الأئمّة عليهم السلام بهذه العبارة المتّخذة- حسب المحدّث القمي رحمه الله- من بعض الأدعية(2):

اللهُمَّ الْعَنْ قَتَلَةَ اميرِ الْمُؤْمِنينَ، وَقَتَلَةَ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ عَلَيْهِمُ السَّلامُ، وَقَتَلَةَ اهْلِ بَيْتِ نَبِيِّكَ، اللَّهُمَّ الْعَنْ اعْدآءَ آلِ مُحَمَّدٍ وَقَتَلَتَهُمْ، وَزِدْهُمْ عَذاباً فَوْقَ الْعَذابِ، وَهَواناً فَوْقَ هَوانٍ، وَذُلًاّ فَوْقَ ذُلٍّ، وَخِزْياً فَوْقَ خِزْىٍ، اللهُمَّ دُعَّهُمْ الَى النَّارِ دَعّاً، وَارْكِسْهُمْ فى اليمِ عَذابِكَ رَكْساً، وَاحْشُرْهُمْ وَاتْباعَهُمْ الى جَهَنَّمَ زُمَراً.

-*-*-*-

ب) وروى العلّامة المجلسي عن الشيخ المفيد أنّه يستحبّ أن يدعى بهذا الدعاء بعد صلاة زيارة الرضا عليه السلام:

اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ يا اللَّهُ الدَّآئِمُ فى مُلْكِهِ، الْقآئِمُ فى عِزِّهِ، الْمُطاعُ فى سُلْطانِهِ، الْمُتَفَرِّدُ فى كِبْرِيائِهِ، الْمُتَوَحِّدُ فى دَيْمُومِيَّةِ بَقآئِهِ، الْعادِلُ فى بَرِيَّتِهِ، الْعالِمُ فى قَضِيَّتِهِ، الْكَريمُ فى تَأْخيرِ عُقُوبَتِهِ، الهى حاجاتى مَصْرُوفَةٌ الَيْكَ، وَآمالى مَوْقُوفَةٌ لَدَيْكَ، وَكُلَّما وَفَّقْتَنى مِنْ خَيْرٍ فَانْتَ دَليلى عَلَيْهِ، وَطَريقى الَيْهِ، يا قَديراً لا تَؤُدُهُ الْمَطالِبُ، يا مَلِيّاً يَلْجَأُ الَيْهِ كُلُّ راغِبٍ، مازِلْتُ مَصْحُوباً مِنْكَ بِالنِّعَمِ


1- عيون أخبار الرضا: ج 2، ص 267، ح 1؛ كامل الزيارات: الباب 102، ح 2؛ مصباح الزائر: ص 389.
2- راجع بحارالأنوار: ج 30، ص 393.

ص: 317

جارِياً عَلى عاداتِ الْإِحْسانِ وَالْكَرَمِ، اسْئَلُكَ بِالْقُدْرَةِالنَّافِذَةِ فى جَميعِ الْأَشْيآءِ، وَقَضآئِكَ الْمُبْرَمِ الَّذى تَحْجُبُهُ بِايْسَرِ الدُّعآءِ، وَبِالنَّظْرَةِ الَّتى نَظَرْتَ بِها الَى الْجِبالِ فَتَشامَخَتْ، وَ الَى الْأَرَضينَ فَتَسَطَّحَتْ، وَ الَى السَّمواتِ فَارْتَفَعَتْ، وَ الَى الْبِحارِ فَتَفَجَّرَتْ، يا مَنْ جَلَّ عَنْ ادَواتِ لَحَظاتِ الْبَشَرِ، وَلَطُفَ عَنْ دَقآئِقِ خَطَراتِ الْفِكَرِ، لا تُحْمَدُ يا سَيِّدى الَّا بِتَوْفيقٍ مِنْكَ يَقْتَضى حَمْداً، وَلا تُشْكَرُ عَلى اصْغَرِ مِنَّةٍ الَّا اسْتَوْجَبْتَ بِها شُكْراً، فَمَتى تُحْصى نَعْمآؤُكَ يا الهى وَتُجازى آلاؤُكَ يا مَوْلاىَ، وَتُكافَئُ صَنايِعُكَ يا سَيِّدى وَمِنْ نِعَمِكَ يَحْمَدُ الْحامِدُونَ، وَمِنْ شُكْرِكَ يَشْكُرُ الشَّاكِرُونَ، وَانْتَ الْمُعْتَمَدُ لِلذُّنُوبِ فى عَفْوِكَ، وَالنَّاشِرُ عَلَى الْخاطِئينَ جَناحَ سِتْرِكَ، وَانْتَ الْكاشِفُ لِلضُّرِّ بِيَدِكَ، فَكَمْ مِنْ سَيِّئَةٍ اخْفاها حِلْمُكَ حَتّى دَخِلَتْ، وَحَسَنَةٍ ضاعَفَها فَضْلُكَ حَتّى عَظُمَتْ عَلَيْها مُجازاتُكَ، جَلَلْتَ انْ يُخافَ مِنْكَ الَّا الْعَدْلُ، وَانْ يُرْجى مِنْكَ الَّا الْإِحْسانُ وَالْفَضْلُ، فَامْنُنْ عَلَىَّ بِما اوْجَبَهُ فَضْلُكَ، وَلا تَخْذُلْنى بِما يَحْكُمُ بِهِ عَدْلُكَ، سَيِّدى لَوْ عَلِمَتِ الْأَرْضُ بِذُنُوبى لَساخَتْ بى اوِ الْجِبالُ لَهَدَّتْنى اوِ السَّماواتُ لَاخْتَطَفَتْنى اوِ الْبِحارُ لَأَغْرَقَتْنى سَيِّدى سَيِّدى سَيِّدى مَوْلاىَ مَوْلاىَ مَوْلاىَ، قَدْ تَكَرَّرَ وُقُوفى لِضِيافَتِكَ، فَلا تَحْرِمْنى ما وَعَدْتَ الْمُتَعَرِّضينَ لِمَسْئَلَتِكَ، يا مَعْرُوفَ الْعارِفيِنَ، يا مَعْبُودَ الْعابِدينَ، يا مَشْكُورَ الشَّاكِرينَ، يا جَليسَ الذَّاكِرينَ، يا مَحْمُودَ مَنْ حَمِدَهُ، يا مَوْجُودَ مَنْ طَلَبَهُ، يا مَوْصُوفَ مَنْ وَحَّدَهُ، يا مَحْبُوبَ مَنْ احَبَّهُ، يا غَوْثَ مَنْ ارادَهُ، يا مَقْصُودَ مَنْ انابَ الَيْهِ، يا مَنْ لا يَعْلَمُ الْغَيْبَ الَّا هُوَ، يا مَنْ لا يَصْرِفُ السُّوءَ الَّا هُوَ، يا مَنْ لا يُدَبِّرُ الْأَمْرَ الَّا هُوَ، يا مَنْ لا يَغْفِرُ الذَّنْبَ الَّا هُوَ، يا مَنْ لا يَخْلُقُ الْخَلْقَ الَّا هُوَ، يا مَنْ لا يُنَزِّلُ الْغَيْثَ الَّا هُوَ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاغْفِرْ لى يا خَيْرَ الْغافِرينَ، رَبِّ انّى اسْتَغْفِرُكَ

ص: 318

اسْتِغْفارَ حَيآءٍ، وَاسْتَغْفِرُكَ اسْتِغْفارَ رَجآءٍ، وَاسْتَغْفِرُكَ اسْتِغْفارَ انابَةٍ، وَاسْتَغْفِرُكَ اسْتِغْفارَ رَغْبَةٍ، وَاسْتَغْفِرُكَ اسْتِغْفارَ رَهْبَةٍ، وَاسْتَغْفِرُكَ اسْتِغْفارَ طاعَةٍ، وَاسْتَغْفِرُكَ اسْتِغْفارَ ايمانٍ، وَاسْتَغْفِرُكَ اسْتِغْفارَ اقْرارٍ، وَاسْتَغْفِرُكَ اسْتِغْفارَ اخْلاصٍ، وَاسْتَغْفِرُكَ اسْتِغْفارَ تَقْوى وَاسْتَغْفِرُكَ اسْتِغْفارَ تَوَكُّلٍ، وَاسْتَغْفِرُكَ اسْتِغْفارَ ذِلَّةٍ، وَاسْتَغْفِرُكَ اسْتِغْفارَ عامِلٍ لَكَ، هارِبٍ مِنْكَ الَيْكَ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَتُبْ عَلَىَّ وَ عَلى والِدَىَّ بِما تُبْتَ وَتَتُوبُ عَلى جَميعِ خَلْقِكَ، يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ، يا مَنْ يُسَمّى بِالْغَفُورِ الرَّحيمِ، يا مَنْ يُسَمّى بِالْغَفُورِ الرَّحيمِ، يا مَنْ يُسَمّى بِالْغَفُورِ الرَّحيمِ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاقْبَلْ تَوْبَتى وَ زَكِّ عَمَلى وَاشْكُرْ سَعْيى وَ ارْحَمْ ضَراعَتى وَلا تَحْجُبْ صَوْتى وَلا تُخَيِّبْ مَسْئَلَتى يا غَوْثَ الْمُسْتَغيثينَ، وَابْلِغْ ائِمَّتى سَلامى وَدُعآئى وَشَفِّعْهُمْ فى جَميعِ ما سَئَلْتُكَ، وَاوْصِلْ هَدِيَّتى الَيْهِمْ كَما يَنْبَغى لَهُمْ، وَزِدْهُمْ مِنْ ذلِكَ ما يَنْبَغى لَكَ بِاضْعافٍ لا يُحْصيها غَيْرُكَ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ الَّا بِاللَّهِ الْعَلِىِّ الْعَظيمِ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلى اطْيَبِ الْمُرْسَلينَ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرينَ (1).

- چ چ-

الزيارة الثانية:

زيارة قصيرة وردت في كامل الزيارات عن بعض الأئمّة عليهم السلام وكيفيّتها: إذا صرت إلى قبر الإمام الرضا عليه السلام فقل:

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى عَلِىِّ بْنِ مُوسَى الرِّضَا الْمُرْتَضَى، الْإِمامِ التَّقِىِّ النَّقِىِّ، وَحُجَّتِكَ عَلى مَنْ فَوْقَ الْأَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الثَّرى الصِّدّيقِ الشَّهيدِ، صَلاةً كَثيرَةً ناميَةً زاكِيَةً مُتَواصِلَةً مُتَواتِرَةً مُتَرادِفَةً، كَافْضَلِ ما صَلَّيْتَ عَلى احَدٍ مِنْ اوْلِيآئِكَ (2).- چ چ-


1- بحار الأنوار: ج 99، ص 57.
2- كامل الزيارات: الباب 102، ح 1.

ص: 319

الزيارة الثالثة:

أوردها المفيد في المقنعة: تقف عند قبره عليه السلام بعدما اغتسلت غسل الزيارة ولبست أنظف ثيابك وتقول:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِىَّ اللَّهِ وَابْنَ وَلِيِّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللَّهِ وَابْنَ حُجَّتِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا امامَ الْهُدى وَالْعُرْوَةَ الْوُثْقى وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، اشْهَدُ انَّكَ مَضَيْتَ عَلى ما مَضى عَلَيْهِ آبآؤُكَ الطَّاهِرُونَ، صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ، لَمْ تُؤْثِرْ عَمىً عَلى هُدىً، وَلَمْ تَمِلْ مِنْ حَقٍّ الى باطِلٍ، وَانَّكَ نَصَحْتَ للَّهِ وَلِرَسُولِهِ، وَادَّيْتَ الْأَمانَةَ، فَجَزاكَ اللَّهُ عَنِ الْإِسْلامِ وَاهْلِهِ خَيْرَ الْجَزآءِ، اتَيْتُكَ بِابى انْتَ وَ امّى زآئراً عارِفاً بِحَقِّكَ، مُوالِياً لِأَوْلِيآئِكَ، مُعادِياً لِأَعْدآئِكَ، فَاشْفَعْ لى عِنْدَ رَبِّكَ* ثم ارجع إلى طرف الرأس وقل:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلاىَ يَا بْنَ رَسُولِ اللَّهِ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، اشْهَدُ انَّكَ الْإِمامُ الْهادى وَالْوَلِىُّ الْمُرْشِدُ، ابْرَءُ الَى اللَّهِ مِنْ اعْدآئِكَ، وَاتَقَرَّبُ الَى اللَّهِ بِوِلايَتِكَ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ.

ثمّ صلِّ ركعتين للزيارة وصلِّ بعدهما ما شئت ثمّ تحول إلى جانب الرجل فادع بما شئت تُجَب إن شاء اللَّه (1).

زيارة توديع الإمام الرضا عليه السلام

روى العلّامة المجلسي رحمه الله عن البلد الأمين أن يودِّع بما كان يودِّع به الإمام الصادق عليه السلام النبيَّ صلى الله عليه و آله:

لا جَعَلَهُ اللَّهُ آخِرَ تَسْليمى عَلَيْكَ* وإن شئت فقل: السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِىَّ اللَّهِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، اللهُمَّ لا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيارَتى ابْنَ نَبِيِّكَ، وَحُجَّتِكَ عَلى


1- المقنعة: ص 480.

ص: 320

خَلْقِكَ، وَاجْمَعْنى وَايَّاهُ فى جَنَّتِكَ، وَاحْشُرْنى مَعَهُ وَفى حِزْبِهِ مَعَ الشُّهَدآءِ وَالصَّالِحينَ، وَحَسُنَ اولئِكَ رَفيقاً، وَاسْتَوْدِعُكَ اللَّهَ وَاسْتَرْعيكَ، وَاقْرَءُ عَلَيْكَ السَّلامَ، آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ، وَبِما جِئْتَ بِهِ وَدَلَلْتَ عَلَيْهِ، فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدينَ (1).

تنبيه: ينبغي في نهاية هذا الفصل ذكر امور:

1. قال المرحوم العلّامة المجلسي: زيارة الرضا عليه السلام أفضل في الأوقات الإسلاميّة المقدّسة ولا سيّما في الأيّام المختصة به عليه السلام مثل يوم ولادته (11 ذي القعدة) ويوم وفاته (آخر شهر صفر حسب المشهور).

ثمّ روى عن الاقبال للسيّد ابن طاووس استحباب زيارته يوم 23 ذي القعدة (يوم وفاته على رواية) وقال: مضى استحباب زيارته في شهر رجب (2).

كما ضمّ المرحوم المحدّث القمي إليها يوم 25 ذي القعدة.

2. لا ينبغي أن يصرّ الزائر على تقبيل الضريح وإيذاء الآخرين، فالتقبيل ليس شرطاً للزيارة، فهي تحصل بالسلام.

3. من الواضح أنّه يمكن زيارته عليه السلام بغضّ النظر عن الزيارات الثلاث المذكورة بالزيارات الجامعة مثل أمين اللَّه والزيارة الجامعة الكبيرة التي سترد وتعدّ من الزيارات الغاية في الأهميّة.

وهنالك زيارات اخرى ستأتي في قسم الزيارات الجامعة.

ولنختتم هذا الفصل بعدّة أبيات ممّا أنشأه الجامي في مدح الرضا عليه السلام وذكرها المرحوم المحدّث القمّي:

سَلامٌ عَلى آلِ طه وَيس سَلامٌ عَلى آلِ خَيْرِ النَّبِيّينَ

سَلامٌ عَلى رَوْضَةٍ حَلَّ فيهاامامٌ يُباهى بِهِ الْمُلْكُ وَالدّينُ

- چ چ-


1- بحارالأنوار: ج 99، ص 50، ح 8؛ البلد الأمين: ص 283.
2- بحارالأنوار: ج 99، ص 43 و 44.

ص: 321

الفصل الثامن زيارة العسكريين (الإمام الهادي و الإمام الحسن العسكري عليهما السلام

فضل زيارة العسكريّين عليهما السلام:

لا شكّ في أنّ فضل زيارتهما عليهما السلام لا يقلّ عن فضل زيارة سائر الأئمّة عليهم السلام، بل كما مضى عن الإمام الصادق عليه السلام: «

مَنْ زَار أحداً مِنَ الأئمّةِ عليهم السلام كَمَنْ زَارَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه و آله»(1)

، وقال عليه السلام: «

مَنْ زَارَ

إماماً مُفتَرضَ الطّاعةِ وَصلّى عِندَهُ أربَعَ رَكعاتٍ كُتِبَتْ لَهُ حِجَّةٌ وعُمْرَةٌ»(2)

. وقد روى المرحوم العلّامة المجلسيّ في باب: «

ثَوابُ تَعمير قُبور النّبيِّ والأئمّة عليهم السلام وزيارتها»(3)

15 رواية شاملة لقبور جميع الأئمّة عليهم السلام واشير في أوائل قسم الزيارات إلى بعضها. وإليك ثلاث روايات بهذا الشأن:

1. روى المرحوم الشيخ الطوسي عن أبي هاشم الجعفريّ عن الإمام الحسن العسكريّ عليه السلام قال: «

قَبرِي بِسُرَّ مَن رَأى أمَانٌ لأهلِ الجَانِبَين»(4)

(المراد الشيعة والسنّة المقيمون هناك) طبعاً سيرد في معنى هذه الرواية أنّ فضله يعمّ المُوالي والمُعادي كما أنّ قبر الإمام الكاظم عليه السلام أمانٌ لأهل بغداد(5).

2. روى الشيخ الطوسي في الأمالي عن البعض أنّه قال للإمام الهادي عليه السلام سيّدي: علِّمني دعاءً أتقرّب به إلى اللَّه. فقال عليه السلام: «

الدُّعاءُ الذي أدعو به اللَّهَ وسألتُه عزّوجلّ أن لا يُخَيِّبَ مَنْ دَعاهُ بِه في مَشْهَدِي بَعْدي

»: يا عُدَّتى عِنْدَ الْعُدَدِ، وَ يا رَجائي وَ الْمُعْتَمَدَ، وَ يا كَهْفى وَ السَّنَدَ، وَ يا واحِدُ يا أَحَدُ، وَ يا قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، أَسْئَلُكَ اللَّهُمَّ بِحَقِّ مَنْ خَلَقْتَهُ مِنْ خَلْقِكَ، وَ لَمْ تَجْعَلْ في


1- كامل الزيارات: الباب 59، ح 1؛ الكافي: ج 4، ص 579، ح 1.
2- تهذيب الأحكام: ج 6، ص 79، ح 4.
3- بحار الأنوار: ج 97، ص 116- 124.
4- تهذيب الأحكام: ج 6، ص 93، ح 3؛ بحار الأنوار: ج 99، ص 59، ح 1.
5- عوالي اللئالي: ج 4، ص 84، ح 93.

ص: 322

خَلْقِكَ مِثْلَهُمْ أَحَداً، صَلِّ عَلى جَماعَتِهِمْ وَافْعَلْ بى كَذا وَ كَذا(1) (وتسأل حاجتك بدل وأفعل بي كذا وكذا) وتأثير هذا الدعاء مجرَّب بشهادةِ بعض خُلَّص المؤمنين. 3. روي في «عدّة الداعي» أنّ رجلًا كان له شي موظّف على الخليفة كل سنة فغضب عليه وقطعه عدّة سنوات فدخل على مولانا أبي الحسن الهادي عليه السلام فحكى له صدوده عنه وطلب منه عليه السلام أنّه إذا اجتمع به الخليفة أن يذكره عنده ويشفع له، وبعدها وبمدّة قصيرة انقضت مشكلته، عندها دخل على الإمام الهادي عليه السلام فلمّا بصر به قال: «

هذا وجه الرضا؟

» فقال: نعم، ولكن قالوا أنّك ما جئت إليه. فقال أبو الحسن عليه السلام: «

إنّ اللَّه عَوَّدَنا أن لا نَلْجَأ في المُهِمّات إلّاإليه، ولا نَسْألَ سِواهُ، فَخِفْتُ أن اغَيِّرَ فَيُغَيِّرُ ما بِي ... وقد سألتُ اللَّه عزَّوجلَّ أن لا يَدعو به بَعْدي أحدٌ عِنْدَ قَبْرِي إلّا استُجِيبَ له

». ثمّ ذكر الدعاء كما مرّ(2).

كيفية زيارة العسكريين عليهما السلام

الزيارة المشتركة:

روى ابن قولويه عن بعض الأئمّة عليهم السلام: «

إذا أرَدْتَ زيارَةَ العَسْكَرِيَّينِ عليهما السلام فاغْتَسِلْ وَقِفْ عِندَ قَبْرِهما عليهما السلام وإلّا قِفْ عِندَ البابِ الذي على الشّارِع الشبّاك (3) وقل:

السَّلامُ عَلَيْكُما يا وَلِيَّىِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكُما يا حُجَّتَىِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكُما يا نُورَىِ اللَّهِ فِى ظُلُماتِ الْأَرْضِ، السَّلامُ عَلَيْكُما يا مَنْ بَدا للَّهِ فى شَأْنِكُما، اتَيْتُكُما زائِراً عارِفاً بِحَقِّكُما، مُعادِياً لِأَعْدآئِكُما، مُوالِياً لِأَوْلِيآئِكُما، مُؤْمِناً بِما آمَنْتُما بِهِ، كافِراً بِما كَفَرْتُما بِهِ، مُحَقِّقاً لِما حَقَّقْتُما، مُبْطِلًا لِمَا ابْطَلْتُما، اسْئَلُ اللَّهَ رَبّى


1- أمالي الشيخ الطوسي، ص 280، ح 76؛ بحارالانوار، ج 99، ص 59، ح 2.
2- عدّة الداعي: ص 65؛ بحارالأنوار: ج 99، ص 59، ح 3( بتلخيص).
3- هذه العبارة لأنّهما دفنا عليهما السلام في دارهما وكان الباب يفتح حيناً فتدخل الشيعة منه فتزور قريباً من القبر، ويغلق حيناً فتقف الشيعة للزيارة أمام نافذة في الجدار المقابل للقبر، ويفهم أن الوضع بقي كذلك حتّى زمان ابن قولويه مؤلف كامل الزيارات المتوفى سنة 368 ه وقد اهتم للأمر الشيعة الموالون وشيّدوا القبّة والحرم والرواق والإيوان.

ص: 323

وَرَبَّكُما، انْ يَجْعَلَ حَظّى مِنْ زِيارَتِكُمَا الصَّلاةَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَانْ يَرْزُقَنى مُرافَقَتَكُما فِى الْجِنانِ مَعَ آبائِكُمَا الصَّالِحينَ، وَاسْئَلُهُ انْ يُعْتِقَ رَقَبَتى مِنَ النَّارِ، وَيَرْزُقَنى شَفاعَتَكُما وَ مُصاحَبَتَكُما، وَيُعَرِّفَ بَيْنى وَبَيْنَكُما، وَلا يَسْلُبَنى حُبَّكُما وَحُبَّ آبائِكُمَا الصَّالِحينَ، وَانْ لا يَجْعَلَهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيارَتِكُما، وَيَحْشُرَنى مَعَكُما فِى الْجَنَّةِ بِرَحْمَتِهِ، اللهُمَّ ارْزُقْنى حُبَّهُما، وَتَوَفَّنى عَلى مِلَّتِهِما، اللَّهُمَّ الْعَنْ ظالِمى آلِ مُحَمَّدٍ حَقَّهُمْ، وَانْتَقِمْ مِنْهُمْ، اللهُمَّ الْعَنِ الْأَوَّلينَ مِنْهُمْ وَالْأخِرينَ، وَضاعِفْ عَلَيْهِمُ الْعَذابَ، وَابْلُغْ بِهِمْ وَ بِاشْياعِهِمْ وَمُحِبّيهِمْ وَمُتَّبِعيهِمْ اسْفَلَ دَرَكٍ مِنَ الْجَحيمِ، انَّكَ عَلى كُلِّ شَىْ ءٍ قَديرٌ، اللهُمَّ عَجِّلْ فَرَجَ وَلِيِّكَ وَابْنِ وَلِيِّكَ، وَاجْعَلْ فَرَجَنا مَعَ فَرَجِهِمْ يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ.

وتجتهد في الدعاء لنفسك ولوالديك وتخيّر من الدعاء. فإن وصلت إليهما عليهما السلام فصلِّ ركعتين عند قبرَيْهما وادعُ اللَّه بما أحببت»(1)

. (روى البعض أنّ الرواق خلفهما عليهما السلام ومتر من الحرم المطهر كان جزءاً من مسجد ضُمّ للحرم المطهر).

تنبيه: وردت زيارات مشتركة اخرى للإمامين عليهما السلام، ولكن بالنظر إلى صدور الزيارة الجامعة الكبيرة (التي سترد أواخر القسم) من الإمام الهادي عليه السلام بكلماتها البليغة والفصيحة المتّصفة بجميع مراتب الإرادة وبيان الفضائل والمكارم، فإننا نغضّ الطرف عن ذكر الزيارات المشتركة الاخرى ونوصي الزائر المحترم بزيارتهما عليهما السلام بالجامعة الكبيرة المباركة.

الزيارة المخصوصة للإمام الهادي عليه السلام:

خصّ المرحوم العلّامة المجلسي في بحار الأنوار والسيّد ابن طاووس في مصباح الزائر كلّاً منهما عليهما السلام بزيارة مبسوطة وصلاة عليه نوردها لما تحتويه من فوائد، وإن أوجبت الإطالة. قال:

إذا وصلت إلى محلّه الشريف بسرَّ من رأى فاغتسل عند وصولك غسل الزيارة والبس أطهر ثيابك وامش على سكينة ووقار إلى أن تصل الباب الشريف، فإذا بلغته فاستأذن وقل:


1- بحار الأنوار: ج 99، ص 61، ح 5؛ كامل الزيارات: الباب 103، ح 1( باختلاف يسير).

ص: 324

ءَادْخُلُ يا نَبِىَّ اللَّهِ، ءَادْخُلُ يا اميرَ الْمُؤْمِنينَ، ءَادْخُلُ يا فاطِمَةُ الزَّهْرآءُ، سَيِّدَةَ نِسآءِ الْعالَمينَ، ءَادْخُلُ يا مَوْلاىَ الْحَسَنَ بْنَ عَلِىٍّ، ءَادْخُلُ يا مَوْلاىَ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِىٍّ، ءَادْخُلُ يا مَوْلاىَ عَلِىَّ بْنَ الْحُسَيْنِ، ءَادْخُلُ يا مَوْلاىَ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِىٍّ، ءَادْخُلُ يا مَوْلاىَ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ، ءَادْخُلُ يا مَوْلاىَ مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ، ءَادْخُلُ يا مَوْلاىَ عَلِىَّ بْنَ مُوسَى، ءَادْخُلُ يا مَوْلاىَ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِىٍّ، ءَادْخُلُ يا مَوْلاىَ يا ابَا الْحَسَنِ عَلِىَّ بْنَ مُحَمَّدٍ، ءَادْخُلُ يا مَوْلاىَ يا ابا مُحَمَّدٍ الْحَسَنَ بْنَ عَلِىٍّ، ءَادْخُلُ يا مَلائِكَةَ اللَّهِ الْمُوَكَّلينَ بِهذَا الْحَرَمِ الشَّريفِ.

ثمّ تدخل مقدِّماً رجلك اليمنى وتقف على ضريح الإمام عليّ الهادي عليه السلام مستقبلًا القبر ومستدبراً القبلة وتقول مائة مرّة اللَّه أكبر، وتقول:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابَا الْحَسَنِ عَلِىَّ بْنَ مُحَمَّدٍ الزَّكِىَّ الرَّاشِدَ، النُّورَ الثَّاقِبَ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا صَفِىَّ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا سِرَّ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا امينَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حَبْلَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا آلَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا خِيَرَةَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا صَفْوَةَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حَقَّ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حَبيبَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَ الْأَنْوارِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا زَيْنَ الْأَبْرارِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا سَليلَ الْأَخْيارِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا عُنْصُرَ الْأَطْهارِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ الرَّحْمنِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا رُكْنَ الْإيمانِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلَى الْمُؤْمِنينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِىَّ الصَّالِحينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا عَلَمَ الْهُدى السَّلامُ عَلَيْكَ يا حَليفَ التُّقى السَّلامُ عَلَيْكَ يا عَمُودَالدّينِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ خاتَمِ النَّبِيّينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ سَيِّدِ الْوَصِيّينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ فاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِسآءِ الْعالَمينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ ايُّهَا الْأَمينُ الْوَفِىُّ، السَّلامُ عَلَيْكَ ايُّهَا الْعَلَمُ الرَّضِىُّ، السَّلامُ عَلَيْكَ ايُّهَا الزَّاهِدُ التَّقِىُّ، السَّلامُ عَلَيْكَ ايُّهَا الْحُجَّةُ عَلَى الْخَلْقِ اجْمَعينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ

ص: 325

ايُّهَا التَّالى لِلْقُرْآنِ، السَّلامُ عَلَيْكَ ايُّهَا الْمُبَيِّنُ لِلْحَلالِ مِنَ الْحَرامِ، السَّلامُ عَلَيْكَ ايُّهَا الْوَلِىُّ النَّاصِحُ، السَّلامُ عَلَيْكَ ايُّهَا الطَّريقُ الْواضِحُ، السَّلامُ عَلَيْكَ ايُّها النَّجْمُ اللّائِحُ، اشْهَدُ يا مَوْلاىَ يا ابَا الْحَسَنِ انَّكَ حُجَّةُاللَّهِ عَلى خَلْقِهِ، وَخَليفَتُهُ فى بَرِيَّتِهِ، وَامينُهُ فى بِلادِهِ، وَشاهِدُهُ عَلى عِبادِهِ، وَاشْهَدُ انَّكَ كَلِمَةُ التَّقْوى وَبابُ الْهُدى وَالْعُرْوَةُ الْوُثْقى وَالْحُجَّةُ عَلى مَنْ فَوْقَ الْأَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الثَّرى وَاشْهَدُ انَّكَ الْمُطَهَّرُ مِنَ الذُّنُوبِ، الْمُبَرَّءُ مِنَ الْعُيُوبِ، وَالْمُخْتَصُّ بِكَرامَةِ اللَّهِ، وَالْمَحْبُوُّ بِحُجَّةِ اللَّهِ، وَالْمَوْهُوبُ لَهُ كَلِمَةُ اللَّهِ، وَالرُّكْنُ الَّذى يَلْجَأُ الَيْهِ الْعِبادُ، وَتُحْيى بِهِ الْبِلادُ، اشْهَدُ يامَوْلاىَ انّى بِكَ وَبابآئِكَ وَابْنآئِكَ مُوقِنٌ مُقِرٌّ، وَ لَكُمْ تابِعٌ فى ذاتِ نَفْسى وَ شَرايِعِ دينى وَ خاتِمَةِ عَمَلى وَ مُنْقَلَبى وَ مَثْواىَ، وَ انّى وَلِىٌّ لِمَنْ والاكُمْ، عَدُوٌّ لِمَنْ عاداكُمْ، مُؤْمِنٌ بِسِرِّكُمْ وَعَلانِيَتِكُمْ، وَ اوَّلِكُمْ وَآخِرِكُمْ، بِابى انْتَ وَ امّى وَ السَّلامُ عَلَيْكَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكاتُهُ* ثمّ قبّل ضريحه وضع خدَّك الأيمن عليه ثمّ الأيسر وقل: اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَ صَلِّ عَلى حُجَّتِكَ الْوَفِىِّ، وَ وَلِيِّكَ الزَّكِىِّ، وَامينِكَ الْمُرْتَضى وَ صَفِيِّكَ الْهادى وَصِراطِكَ الْمُسْتَقيمِ، وَالْجآدَّةِ الْعُظْمى وَالطَّريقَةِ الْوُسْطى وَ نُورِ قُلُوبِ الْمُؤْمِنينَ، وَ وَلِىِّ الْمُتَّقينَ، وَصاحِبِ الْمُخْلَصينَ، اللهُمَّ صَلِّ عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ وَ اهْلِ بَيْتِهِ، وَ صَلِّ عَلى عَلِىِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الرَّاشِدِ الْمَعْصُومِ مِنَ الزَّلَلِ، وَالطَّاهِرِ مِنَ الْخَلَلِ، وَ الْمُنْقَطِعِ الَيْكَ بِالْأَمَلِ، الْمَبْلُوِّ بِالْفِتَنِ، وَالْمُخْتَبَرِ بِاْلمِحَنِ، وَالْمُمْتَحَنِ بِحُسْنِ الْبَلْوى وَ صَبْرِ الشَّكْوى مُرْشِدِ عِبادِكَ، وَ بَرَكَةِ بِلادِكَ، وَ مَحَلِّ رَحْمَتِكَ، وَمُسْتَوْدَعِ حِكْمَتِكَ، وَالْقآئِدِ الى جَنَّتِكَ، الْعالِمِ فى بَرِيَّتِكَ، وَالْهادى فى خَليقَتِكَ، الَّذِى ارْتَضَيْتَهُ وَ انْتَجَبْتَهُ، وَ اخْتَرْتَهُ لِمَقامِ رَسُولِكَ فى امَّتِهِ، وَ ا لْزَمْتَهُ حِفْظَ شَريعَتِهِ، فَاسْتَقَلَّ بِاعْبآءِ الْوَصِيَّةِ ناهِضاً بِها، ومُضْطَلِعاً بِحَمْلِها، لَمْ يَعْثُرْ

ص: 326

فى مُشْكِلٍ، وَلا هَفا فى مُعْضِلٍ، بَلْ كَشَفَ الْغُمَّةَ، وَسَدَّ الْفُرْجَةَ، وَادَّى الْمُفْتَرَضَ، اللهُمَّ فَكَما اقْرَرْتَ ناظِرَ نَبِيِّكَ بِهِ فَرَقِّهِ دَرَجَتَهُ، وَاجْزِلْ لَدَيْكَ مَثُوبَتَهُ، وَصَلِّ عَلَيْهِ، وَبَلِّغْهُ مِنَّا تَحِيَّةً وَسَلاماً، وَآتِنا مِنْ لَدُنْكَ فى مُوالاتِهِ فَضْلًا وَاحْساناً، وَمَغْفِرَةً وَرِضْواناً، انَّكَ ذُوالْفَضْلِ الْعَظيمِ. ثمّ تصلّي صلاة الزيارة فإذا سلّمت فقل:

أَللهُمَّ يا ذَا الْقُدْرَةِ الْجامِعَةِ، وَالرَّحْمَةِ الْواسِعَةِ، وَالْمِنَنِ الْمُتَتابِعَةِ، وَالْألاءِ الْمُتَواتِرَةِ، وَالْأَيادِى الْجَليلَةِ، وَالْمَواهِبِ الْجَزيلَةِ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقينَ، وَاعْطِنى سُؤْلى وَاجْمَعْ شَمْلى وَلُمَّ شَعَثى وَزَكِّ عَمَلى وَلا تُزِغْ قَلْبى بَعْدَ اذْ هَدَيْتَنى وَلا تُزِلَّ قَدَمى وَلا تَكِلْنى الى نَفْسى طَرْفَةَ عَيْنٍ ابَداً، وَلا تُخَيِّبْ طَمَعى وَلا تُبْدِ عَوْرَتى وَلا تَهْتِكْ سِتْرى وَلا تُوحِشْنى وَلا تُؤْيِسْنى وَكُنْ لى رَؤُفاً رَحيماً، وَاهْدِنى وَ زَكِّنى وَ طَهِّرْنى وَ صَفِّنى وَاصْطَفِنى وَخَلِّصْنى وَاسْتَخْلِصْنى وَاصْنَعْنى وَاصْطَنِعْنى وَقَرِّبْنى الَيْكَ وَ لاتُباعِدْنى مِنْكَ، وَالْطُفْ بى وَلا تَجْفُنى وَاكْرِمْنى وَلا تُهِنّى وَ ما اسْئَلُكَ فَلا تَحْرِمْنى وَما لا اسْئَلُكَ فَاجْمَعْهُ لى بِرَحْمَتِكَ يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ، وَاسْئَلُكَ بِحُرْمَةِ وَجْهِكَ الْكَريمِ، وَبِحُرْمَةِ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَبِحُرْمَةِ اهْلِ بَيْتِ رَسُولِكَ اميرِ الْمُؤْمِنينَ عَلِىٍّ، وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ، وَعَلِىٍّ وَمُحَمَّدٍ وَجَعْفَرٍ وَمُوسى وَعَلِىٍّ وَمُحَمَّدٍ، وَعَلِىٍّ وَالْحَسَنِ، وَالْخَلَفِ الْباقى صَلَواتُكَ وَبَرَكاتُكَ عَلَيْهِمْ، انْ تُصَلِّىَ عَلَيْهِمْ اجْمَعينَ، وَتُعَجِّلَ فَرَجَ قآئِمِهِمْ بِامْرِكَ، وَتَنْصُرَهُ وَتَنْتَصِرَ بِهِ لِدينِكَ، وَتَجْعَلَنى فى جُمْلَةِ النَّاجينَ بِهِ، وَالْمُخْلِصينَ فى طاعَتِهِ، وَاسْئَلُكَ بِحَقِّهِمْ لَمَّا اسْتَجَبْتَ لى دَعْوَتى وَقَضَيْتَ حاجَتى وَاعْطَيْتَنى سُؤْلى وَأُمْنِيَّتى وَكَفَيْتَنى ما اهَمَّنى مِنْ امْرِ دُنْياىَ وَآخِرَتى يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ، يا نُورُ يا بُرْهانُ، يا مُنيرُ يا مُبينُ، يا رَبِّ اكْفِنى شَرَّ الشُّرُورِ، وَآفاتِ الدُّهُورِ، وَاسْئَلُكَ النَّجاةَ يَوْمَ يُنْفَخُ فِى

ص: 327

الصُّورِ،* وادع بما شئت وأكثر من قولك: يا عُدَّتى عِنْدَ الْعُدَدِ، وَيا رَجآئى وَالْمُعْتَمَدَ، وَيا كَهْفى وَالسَّنَدَ، يا واحِدُ يا احَدُ، وَيا قُلْ هُوَ اللَّهُ احَدٌ، اسْئَلُكَ الّلهُمَّ بِحَقِّ مَنْ خَلَقْتَ مِنْ خَلْقِكَ، وَلَمْ تَجْعَلْ فى خَلْقِكَ مِثْلَهُمْ احَداً، صَلِّ عَلى جَماعَتِهِمْ، وَافْعَلْ بى كَذا وَكَذا.

وسل حوائجك عوض هذه الكلمة «

وافعل بى كذا وكذا

»، فقد روي عنه عليه السلام أنّه قال: «

إنَّنِي دَعَوْتُ اللَّهَ عزَّوجَلَّ أن لا يُخَيِّبَ مَنْ دَعا به في مَشْهَدِي بَعْدِي»(1).

الزيارة المخصوصة للإمام الحسن العسكريّ عليه السلام:

قال العلّامة المجلسي في بحار الأنوار والسيّد ابن طاووس في مصباح الزائر بعد نقل الزيارة المذكورة: إذا أردت زيارة أبي محمّد الحسن العسكريّ عليه السلام فليكن بعد عمل جميع ما قدّمنا في زيارة الهادي عليه السلام ثمّ قف على ضريحه وقل:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلاىَ يا ابا مُحَمَّدٍ الْحَسَنَ بْنَ عَلِىٍّ، الْهادِىَ الْمُهْتَدِى وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِىَّ اللَّهِ وَابْنَ اوْلِيآئِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللَّهِ وَابْنَ حُجَجِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا صَفِىَّ اللَّهِ وَابْنَ اصْفِيآئِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا خَليفَةَ اللَّهِ وَابْنَ خُلَفآئِهِ وَابا خَليفَتِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ خاتَمِ النَّبِيّينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ سَيِّدِ الْوَصِيّينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ اميرِالْمُؤْمِنينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ سَيِّدَةِ نِسآءِ الْعالَمينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ الْأَئِمَّةِ الْهادينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ الْأَوْصِيآءِ الرَّاشِدينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا عِصْمَةَ الْمُتَّقينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا امامَ الْفآئِزينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا رُكْنَ الْمُؤْمِنينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا فَرَجَ الْمَلْهُوفينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ الْأَنْبِيآءِ الْمُنْتَجَبينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا خازِنَ عِلْمِ وَصِىِّ رَسُولِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ ايُّهَا الدَّاعى بِحُكْمِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ ايُّهَا النَّاطِقُ بِكِتابِ اللَّهِ،


1- بحارالأنوار: ج 99، ص 63؛ مصباح الزائر: ص 404( باختلاف يسير).

ص: 328

السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ الْحُجَجِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا هادِىَ الْأُمَمِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِىَّ النِّعَمِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا عَيْبَةَ الْعِلْمِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا سَفينَةَ الْحِلْمِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابَا الْإِمامِ الْمُنْتَظَرِ، الظَّاهِرَةِ لِلْعاقِلِ حُجَّتُهُ، وَالثَّابِتَةِ فِى الْيَقينِ مَعْرِفَتُهُ، الْمُحْتَجَبِ عَنْ اعْيُنِ الظَّالِمينَ، وَالْمُغَيَّبِ عَنْ دَوْلَةِ الْفاسِقينَ، وَالْمُعيدِ رَبُّنا بِهِ الْإِسْلامَ جَديداً بَعْدَ الْإِنْطِماسِ، وَالْقُرْآنَ غَضّاً بَعْدَ الْإِنْدِراسِ، اشْهَدُ يامَوْلاىَ انَّكَ اقَمْتَ الصّلاةَ، وَآتَيْتَ الزَّكاةَ، وَامَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَدَعَوْتَ الى سَبيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ، وَعَبَدْتَ اللَّهَ مُخْلِصاً حَتّى اتيكَ الْيَقينُ، اسْئَلُ اللَّهَ بِالشَّاْنِ الَّذى لَكُمْ عِنْدَهُ، انْ يَتَقَبَّلَ زِيارَتى لَكُمْ، وَيَشْكُرَ سَعْيى الَيْكُمْ، وَيَسْتَجيبَ دُعائى بِكُمْ، وَيَجْعَلَنى مِنْ انْصارِ الْحَقِّ وَاتْباعِهِ، وَاشْياعِهِ وَ مَواليهِ وَ مُحِبّيهِ، وَالسَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ* ثمّ قبّل ضريحه وضع خدَّك الأيمن عليه ثمّ الأيسر وقل: اللهُمَّ صَلِّ عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ وَاهْلِ بَيْتِهِ، وَصَلِّ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِىٍّ الْهادى الى دينِكَ، وَ الدَّاعى الى سَبيلِكَ، عَلَمِ الْهُدى وَمَنارِ التُّقى وَ مَعْدِنِ الْحِجى وَ ماْوَى النُّهى وَ غَيْثِ الْوَرى وَ سَحابِ الْحِكْمَةِ، وَ بَحْرِ الْمَوْعِظَةِ، وَ وارِثِ الْأَئِمَّةِ، وَ الشَّهيدِ عَلىَ الْأُمَّةِ، الْمَعْصُومِ الْمُهَذَّبِ، وَ الْفاضِلِ الْمُقَرَّبِ، وَ الْمُطَهَّرِ مِنَ الرِّجْسِ، الَّذى وَرَّثْتَهُ عِلْمَ الْكِتابِ، وَالْهَمْتَهُ فَصْلَ الْخِطابِ، وَ نَصَبْتَهُ عَلَماً لِأَهْلِ قِبْلَتِكَ، وَ قَرَنْتَ طاعَتَهُ بِطاعَتِكَ، وَفَرَضْتَ مَوَدَّتَهُ عَلى جَميعِ خَليقَتِكَ، اللهُمَّ فَكَما انابَ بِحُسْنِ الْإِخْلاصِ فى تَوْحيدِكَ، وَارْدى مَنْ خاضَ فى تَشْبيهِكَ، وَحامى عَنْ اهْلِ الْإيمانِ بِكَ، فَصَلِّ يا رَبِّ عَلَيْهِ صَلاةً يَلْحَقُ بِها مَحَلَّ الْخاشِعينَ، وَيَعْلُو فِى الْجَنَّةِ بِدَرَجَةِ جَدِّهِ خاتَمِ النَّبِيّينَ، وَبَلِّغْهُ مِنَّا تَحِيَّةً وَسَلاماً، وَآتِنا مِنْ لَدُنْكَ فى مُوالاتِهِ فَضْلًا وَاحْساناً، وَمَغْفِرَةً وَرِضْواناً، انَّكَ ذُو فَضْلٍ عَظيمٍ، وَمَنٍّ جَسيمٍ.

ص: 329

ثمّ تصلّي صلاة الزيارة، فإذا فرغت فقل:

يا دآئِمُ يا دَيْمُومُ، يا حَىُّ يا قَيُّومُ، يا كاشِفَ الْكَرْبِ وَالْهَمِّ، وَيا فارِجَ الْغَمِّ، وَيا باعِثَ الرُّسُلِ، وَيا صادِقَ الْوَعْدِ، وَيا حَىُّ لا الهَ الَّا انْتَ، اتَوَسَّلُ الَيْكَ بِحَبيبِكَ مُحَمَّدٍ، وَوَصِيِّهِ عَلِىٍّ ابْنِ عَمِّهِ، وَصِهْرِهِ عَلَى ابْنَتِهِ، الَّذى خَتَمْتَ بِهِمَا الشَّرايِعَ، وَفَتَحْتَ بِهِمَا التَّاْويلَ وَالطَّلايِعَ، فَصَلِّ عَلَيْهِما صَلاةً يَشْهَدُ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَالْاخِرُونَ، وَيَنْجُو بِهَا الْأَوْلِيآءُ وَ الصَّالِحُونَ، وَاتَوَسَّلُ الَيْكَ بِفاطِمَةَ الزَّهْرآءِ والِدَةِ الْأَئِمَّةِ الْمَهْدِيّينَ، وَسَيِّدَةِ نِسآءِ الْعالَمينَ، الْمُشَفَّعَةِ فى شيعَةِ اوْلادِهَا الطَّيِّبينَ، فَصَلِّ عَلَيْها صَلاةً دآئِمَةً ابَدَ الْأبِدينَ، وَدَهْرَ الدَّاهِرينَ، وَاتَوَسَّلُ الَيْكَ بِالْحَسَنِ الرَّضِىِّ الطَّاهِرِ الزَّكِىِّ، وَالْحُسَينِ الْمَظْلُومِ الْمَرْضِىِّ الْبَرِّ التَّقِىِّ، سَيِّدَىْ شَبابِ اهْلِ الْجَنَّةِ، الْإِمامَيْنِ الْخَيِّرَيْنِ، الطَّيِّبَيْنِ التَّقِيَّيْنِ، النَّقِيَّيْنِ الطَّاهِرَيْنِ، الشَّهيدَيْنِ الْمَظْلُومَيْنِ الْمَقْتُولَيْنِ، فَصَلِّ عَلَيْهِما ما طَلَعَتْ شَمْسٌ وَما غَرَبَتْ، صَلاةً مُتَوالِيَةً مُتَتالِيَةً، وَاتَوَسَّلُ الَيْكَ بِعَلِىِّ بْنِ الْحُسَيْنِ سَيِّدِالْعابِدينَ، الْمَحْجُوبِ مِنْ خَوْفِ الظَّالِمينَ، وَبِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِىٍّ الْباقِرِ الطَّاهِرِ، النُّورِ الزَّاهِرِ، الْإِمامَيْنِ السَّيِّدَيْنِ، مِفْتاحَىِ الْبَرَكاتِ، وَمِصْباحَىِ الظُّلُماتِ، فَصَلِّ عَلَيْهِما ما سَرى لَيْلٌ وَما اضآءَ نَهارٌ، صَلاةً تَغْدُو وَتَرُوحُ، وَاتَوَسَّلُ الَيْكَ بِجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ عَنِ اللَّهِ، وَالنَّاطِقِ فى عِلْمِ اللَّهِ، وَبِمُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ الْعَبْدِ الصَّالِحِ فى نَفْسِهِ، وَالْوَصِىِّ النَّاصِحِ، الْإِمامَيْنِ الْهادِيَيْنِ الْمَهْدِيَّيْنِ، الْوافِيَيْنِ الْكافِيَيْنِ، فَصَلِّ عَلَيْهِما ما سَبَّحَ لَكَ مَلَكٌ، وَتَحَرَّكَ لَكَ فَلَكٌ، صَلاةً تُنْمى وَتَزيدُ، وَلا تَفْنى وَلا تَبيدُ، وَاتَوَسَّلُ الَيْكَ بِعَلِىِّ بْنِ مُوسَى الرِّضا، وَبِمُحَّمَدِ بْنِ عَلِىٍّ الْمُرْتَضَى، الْإِمامَيْنِ الْمُطَهَّرَيْنِ الْمُنْتَجَبَيْنِ، فَصَلِّ عَلَيْهِما ما اضآءَ صُبْحٌ وَدامَ، صَلاةً تُرَقّيهِما الى رِضْوانِكَ فِى الْعِلِّيّينَ مِنْ جِنانِكَ، وَاتَوَسَّلُ الَيْكَ بِعَلىِّ بْنِ مُحَمَّدٍ

ص: 330

الرَّاشِدِ، وَالْحَسَنِ بْنِ عَلِىٍّ الْهادِى، الْقآئِمَيْنِ بِامْرِ عِبادِكَ، الْمُخْتَبَرَيْنِ بِالْمِحَنِ الْهايِلَةِ، وَالصَّابِرَيْنِ فِى الْإِحَنِ الْمائِلَةِ، فَصَلِّ عَلَيْهِما كِفآءَ اجْرِ الصَّابِرينَ، وَازآءَ ثَوابِ الْفآئِزينَ، صَلوةً تُمَهِّدُ لَهُمَا الرِّفْعَةَ، وَاتَوَسَّلُ الَيْكَ يا رَبِّ بِامامِنا، وَمُحَقِّقِ زَمانِنَا، الْيَوْمِ الْمَوْعُودِ، وَالشَّاهِدِ الْمَشْهُودِ، وَالنُّورِ الْأَزْهَرِ، وَالْضِّيآءِ الْأَنْوَرِ، الْمَنْصُورِ بِالرُّعْبِ، وَالْمُظَفَّرِ بِالسَّعادَةِ، فَصَلِّ عَلَيْهِ عَدَدَ الثَّمَرِ، وَاوْراقِ الشَّجَرِ، وَاجْزآءِ الْمَدَرِ، وَعَدَدَ الشَّعْرِ وَالْوَبَرِ، وَعَدَدَ ما احاطَ بِهِ عِلْمُكَ، وَاحْصاهُ كِتابُكَ، صَلاةً يَغْبِطُهُ بِها الْأَوَّلُونَ وَالْاخِرُونَ، اللهُمَّ وَاحْشُرْنا فى زُمْرَتِهِ، وَاحْفَظْنا عَلى طاعَتِهِ، وَاحْرُسْنا بِدَوْلَتِهِ، وَاتْحِفْنا بِوِلايَتِهِ، وَانْصُرْنا عَلى اعْدآئِنا بِعِزَّتِهِ، وَاجْعَلْنا يارَبِّ مِنَ التَّوَّابينَ، ياارْحَمَ الرَّاحِمينَ، اللهُمَّ وَانَّ ابْليسَ الْمُتَمَرِّدَ اللَّعينَ، قَد اسْتَنْظَرَكَ لِإِغْوآءِ خَلْقِكَ فَانْظَرْتَهُ، وَاسْتَمْهَلَكَ لِإِضْلالِ عَبيدِكَ فَأمْهَلْتَهُ، بِسابِقِ عِلْمِكَ فيهِ، وَقَدْ عَشَّشَ وَكَثُرَتْ جُنُودُهُ، وَازْدَحَمَتْ جُيُوشُهُ، وَانْتَشَرَتْ دُعاتُهُ فى اقْطارِ الْأَرْضِ، فَاضَلُّوا عِبادَكَ، وَافْسَدُوا دينَكَ، وَحَرَّفُوا الْكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ، وَجَعَلُوا عِبادَكَ شِيَعاً مُتَفَرِّقينَ، وَاحْزاباً مُتَمَرِّدينَ، وَقَدْ وَعَدْتَ نَقْضَ بُنْيانِهِ، وَتَمْزيقَ شَاْنِهِ، فَاهْلِكْ اوْلادَهُ وَجُيُوشَهُ، وَطَهِّرْ بِلادَكَ مِنِ اخْتِراعاتِهِ وَاخْتِلافاتِهِ، وَارِحْ عِبادَكَ مِنْ مَذاهِبِهِ وَ قِياساتِهِ، وَاجْعَلْ دآئِرَةَ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ، وَابْسُطْ عَدْلَكَ، وَاظْهِرْ دينَكَ، وَقَوِّ اوْلِيآئَكَ، وَاوْهِنْ اعْدآئَكَ، وَاوْرِثْ دِيارَ ابْليسَ وَدِيارَ اوْلِيآئِهِ اوْلِيآئَكَ، وَخَلِّدْهُمْ فِى الْجَحيمِ، وَاذِقْهُمْ مِنْ الْعَذابِ الْأَليمِ، وَاجْعَلْ لَعآئِنَكَ الْمُسْتَوْدَعَةَ فى مَناحِسِ الْخِلْقَةِ، وَمَشاويهِ الْفِطْرَةِ، دآئِرَةً عَلَيْهِمْ، وَمُوَكَّلَةً بِهِمْ، وَجارِيَةً فيهِمْ كُلَّ مَسآءٍ وَصباحٍ، وَغُدُوٍّ وَرَواحٍ، رَبَّنا آتِنا فِى الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِى الْأخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنا بِرَحْمَتِكَ عَذابَ النَّارِ، يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ.

ثمّ ادع بما تحبّ لنفسك ولإخوانك (1).


1- بحار الأنوار: ج 99، ص 67؛ مصباح الزائر: ص 409- / 413( باختلاف يسير).

ص: 331

زيارة نرجس خاتون ام القائم عليهما السلام

قال السيّد ابن طاووس في مواصلة زيارة الإمام العسكريّ عليه السلام: ثمّ تزور امّ القائم (أرواحنا فداه) وقبرها خلف ضريح مولانا العسكريّ عليه السلام فتقول:

السَّلامُ عَلى رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ الصَّادِقِ الْأَمينِ، السَّلامُ عَلى مَوْلانا اميرِ الْمُؤْمِنينَ، السَّلامُ عَلَى الْأَئِمَّةِ الطَّاهِرينَ، الْحُجَجِ الْمَيامينِ، السَّلامُ عَلى والِدَةِ الْإِمامِ، وَالْمُودَعَةِ اسْرارَ الْمَلِكِ الْعَلّامِ، وَالْحامِلَةِ لِأَشْرَفِ الْأَنامِ، السَّلامُ عَلَيْكِ ايَّتُهَا الصِّدّيقَةُ الْمَرضِيَّةُ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا شَبيهَةَ امِّ مُوسى وَابْنَةَ حَوارِىِّ عيسى السَّلامُ عَلَيْكِ ايَّتُهَا التَّقِيَّةُ النَّقِيَّةُ، السَّلامُ عَلَيْكِ ايَّتُهَا الرَّضِيَّةُ الْمَرْضِيَّةُ، السَّلامُ عَلَيْكِ ايَّتُهَا اْلمَنْعُوتَةُ فِى الْإِنْجيلِ، الْمَخْطُوبَةُ مِنْ رُوحِ اللَّهِ الْأَمينِ، وَمَنْ رَغِبَ فى وُصْلَتِها مُحَمَّدٌ سَيِّدُ الْمُرْسَلينَ، وَالْمُسْتَوْدَعَةُ اسْرارَ رَبِّ الْعالَمينَ، السَّلامُ عَلَيْكِ وَعَلى آبآئِكِ الْحَوارِيّينَ، السَّلامُ عَلَيْكِ وَعَلى بَعْلِكِ وَوَلَدِكِ، السَّلامُ عَلَيْكِ وَعَلى رُوحِكِ وَبَدَنِكِ الطَّاهِرِ، اشْهَدُ انَّكِ احْسَنْتِ الْكَفالَةَ، وَادَّيْتِ الْأَمانَةَ، وَاجْتَهَدْتِ فى مَرْضاتِ اللَّهِ، وَصَبَرْتِ فى ذاتِ اللَّهِ، وَحَفِظْتِ سِرَّاللَّهِ، وَحَمَلْتِ وَلِىَّ اللَّهِ، وَبالَغْتِ فى حِفْظِ حُجَّةِ اللَّهِ، وَرَغِبْتِ فى وُصْلَةِ ابْنآءِ رَسُولِ اللَّهِ، عارِفَةً بِحَقِّهِمْ، مُؤْمِنَةً بِصِدْقِهِمْ، مُعْتَرِفَةً بِمَنْزِلَتِهِمْ، مُسْتَبْصِرَةً بِامْرِهِمْ، مُشْفِقَةً عَلَيْهِمْ، مُؤْثِرَةً هَواهُمْ، وَاشْهَدُ انَّكِ مَضَيْتِ عَلى بَصيرَةٍ مِنْ امْرِكِ، مُقْتَدِيَةً بِالصَّالِحينَ، راضِيَةً مَرْضِيَّةً، تَقِيَّةً نَقِيَّةً زَكِيَّةً، فَرَضِىَ اللَّهُ عَنْكِ وَارْضاكِ، وَجَعَلَ اْلجَنَّةَ مَنْزِلَكِ وَمَاْويكِ، فَلَقَدْ اوْلاكِ مِنَ الْخَيْراتِ ما اوْلاكِ، وَاعْطاكِ مِنَ الشَّرَفِ ما بِهِ اغْناكِ، فَهَنَّاكِ اللَّهُ بِما مَنَحَكِ مِنَ الْكَرامَةِ وَامْرَاكِ* ثمّ ترفع رأسك وتقول:

اللهُمَّ ايَّاكَ اعْتَمَدْتُ، وَلِرِضاكَ طَلَبْتُ، وَبِاوْلِيآئِكَ الَيْكَ تَوَسَّلْتُ، وَعَلى

ص: 332

غُفْرانِكَ وَحِلْمِكَ اتَّكَلْتُ، وَبِكَ اعْتَصَمْتُ، وَبِقَبْرِ امِّ وَلِيِّكَ لُذْتُ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ، وَانْفَعْنى بِزِيارَتِها، وَثَبِّتْنى عَلى مَحَبَّتِها، وَلا تَحْرِمْنى شَفاعَتَها وَشَفاعَةَ وَلَدِها، وَارْزُقْنى مُرافَقَتَها، وَاحْشُرْنى مَعَها وَمَعَ وَلَدِها، كَما وَفَّقْتَنى لِزِيارَةِ وَلَدِها وَ زِيارَتِها، اللهُمَّ انّى اتَوَجَّهُ الَيْكَ بِالْأَئِمَّةِ الطَّاهِرينَ، وَاتَوَسَّلُ الَيْكَ بِالْحُجَجِ الْمَيامينِ مِنْ آلِ طه وَيس انْ تُصَلِّىَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ الطَّيِّبينَ، وَ انْ تَجْعَلَنى مِنَ الْمُطْمَئِنّينَ الْفآئِزينَ الْفَرِحينَ الْمُسْتَبْشِرينَ، الَّذينَ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ، وَاجْعَلْنى مِمَّنْ قَبِلْتَ سَعْيَهُ، وَيَسَّرْتَ امْرَهُ، وَكَشَفْتَ ضُرَّهُ، وَآمَنْتَ خَوْفَهُ، اللهُمَّ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَعَجِّلْ لَهُمْ بِانْتِقامِكَ، وَلا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيارَتى ايَّاها، وَاْرزُقْنى الْعَوْدَ الَيْها ابَداً ما ابْقَيْتَنى وَ اذا تَوَفَّيْتَنى فَاحْشُرْنى فى زُمْرَتِها، وَادْخِلْنى فى شَفاعَةِ وَلَدِها وَ شَفَاعَتِها، وَاغْفِرْ لى وَ لِوالِدَىَّ وَ لِلْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ، وَ آتِنا فِى الدُّنْيا حَسَنَةً وَ فِى الْأخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنا بِرَحْمَتِكَ عَذابَ النَّارِ، وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا ساداتى وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ (1).

زيارة السيدة حكيمة خاتون

حكيمة خاتون بنت الإمام الجواد عليه السلام وقبرها الشريف ممّا يلي رجلي العسكريين عليهما السلام. قال العلّامة المجلسي: لا أدري لِمَ لم يتعرَّضوا لزيارتها مع ظهور فضلها وجلالتها، وأنّها كانت مخصوصة بالأئمّة عليهم السلام ومودعة أسرارهم، وكانت امّ القائم عندها وكانت حاضرة عند ولادته عليه السلام، وكانت تراه حيناً بعد حين في حياة أبي محمّد العسكري عليه السلام وكانت من السفراء والأبواب بعد وفاته، ينبغي زيارتها بما أجرى اللَّه على اللسان ممّا يناسب فضلها وشأنها(2). ومن هنا قال المرحوم المحدّث القمي في مفاتيح الجنان: ينبغي أن تزار بالزيارة العامة


1- مصباح الزائر: ص 413- / 415؛ بحار الأنوار: ج 99، ص 70.
2- بحار الأنوار: ج 99، ص 79.

ص: 333

لأولاد الأئمّة عليهم السلام أو تزار بما ورد لزيارة عمَّتها الكريمة فاطمة المعصومة (بنت موسى بن جعفر عليه السلام) ونرى الزيارة الأخيرة أفضل.

زيارة السيد محمد والسيد حسين عليهما السلام

معروف أنّ قبور عصبة من السادة العظام عند قبر العسكريين عليهما السلام منهم حسين ابن الإمام الهادي عليه السلام. قال المرحوم المحدّث القمي رحمه الله: إنّي لم أقف على حال الحسين هذا وقوفاً، لكنّي استفدت من بعض الأحاديث أنّه كان يعبّر عن مولانا الإمام الحسن العسكريّ عليه السلام وأخيه الحسين هذا بالسبطين تشبيهاً لهما بسبطي نبيّ الرحمة الحسن والحسين عليهما السلام. وقد ورد في حديث أبي الطيّب (1) أنّ صوت الحجّة عليه السلام كان يشبه صوت الحسين. وقال الفقيه المحدّث الحكيم السيّد أحمد الأردكاني اليزدي في شجرة الأولياء عند ذكره أولاد الإمام علي النقيّ عليه السلام: إنّ ابنه الحسين كان من الزهّاد والعبّاد وكان يقرّ لأخيه بالإمامة. فهو سيّد جليل عظيم الشأن. وللسيّد محمّد بن الإمام علي النقيّ عليه السلام مزار مشهور قرب سامراء، وهو معروف بالفضل والجلال وبما يبديه من الكرامات الخارقة للعادة، ويتشرّف بزيارته عامّة الخلائق، ينذرون له النذور ويهدون إليه الهدايا الكثيرة ويسألون عنده حوائجهم. والعرب في تلك المنطقة تهابه وتخشاه وتحسب له الحساب.

ويكفيه فضلًا وشرفاً أنّه كان أكبر أولاد الإمام الهادي عليه السلام وقد شقّ جيبه في عزائه الإمام الحسن العسكريّ عليه السلام. وكان شيخنا النوري (نوّر اللَّه مرقده) يعتقد بزيارته اعتقاداً راسخاً وقد سعى لتعمير بقعته الشريفة وضريحه.

زيارة وداع العسكريين عليهما السلام

إذا شئت أن تودّع العسكريين عليهما السلام فقف على القبر الطاهر وقل:

السَّلامُ عَلَيْكُما يا وَلِيَّىِ اللَّهِ، اسْتَوْدِعُكُمَا اللَّهَ وَاقْرَءُ عَلَيْكُمَا السَّلامَ، آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسوُلِ وَبِما جِئْتُما بِهِ، وَدَلَلْتُما عَلَيْهِ، اللهُمَّ اكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدينَ.

واسأل اللَّه العود لزيارتهما وادع بما شئت تُجَب إن شاء اللَّه تعالى (2).


1- هذه هي الرواية التي رواها العلّامة المجلسي عن أمالي الطوسي: ص 287، ح 5( راجع: بحار الأنوار: ج 99، ص 60، ح 4).
2- تهذيب الأحكام: ج 6، ص 95، الباب 45؛ بحار الأنوار: ج 99، ص 63.

ص: 334

الفصل التاسع: زيارة صاحب الأمر عليه السلام

اشارة

لابدّ من الإشارة إلى نقطتين ضروريتين قبل بيان هذه الزيارة:

1. أين السرداب المقدّس؟

قال المرحوم المحدّث القمي في مفاتيح الجنان: إنّ هذا السرداب الطاهر هو قسم من دارهما عليهما السلام وقبل أن يشيّد هذا البناء الحديث، كان المدخل إلى السرداب خلف القبر عند مرقد السيّدة نرجس، ولعلّه الآن واقع في الرواق، فكان ينحدر إلى مسلك عظيم طويل ينتهي بباب يفتح وسط سرداب الغيبة. والسرداب في عصرنا مزخرف بالمرايا وله في جانب القبله نافذة إلى صحن العسكريين عليهما السلام.

2. زمان زيارته عليه السلام

مضى في فصل زيارة أئمّة البقيع عليهم السلام في رواية سليمان بن عيسى عن أبيه عن الإمام الصادق عليه السلام زيارة الإمام الحيّ (الإمام المهديّ عليه السلام في هذا الزمان) حيثما كان، كما يستفاد من هذه الرواية خصوصيّة يوم الجمعة على سائر الأيّام والأوقات (1). فعلى شيعته عليه السلام إن أمكن ذكره كلّ صباح وزيارته ببعض الزيارات والأدعية التي سترد، فيدعون لسلامته وظهوره، فإن لم يمكن فمرّة كلّ اسبوع على الأقل فيزوروه يوم الجمعة في موضع مناسب، وإعمار القلب بذكره حسب بعض الأدعية(2) ...


1- كامل الزيارات: الباب 96، ح 4 والرواية جواب لمن يسأل عن الوقت المناسب للتوجه إلى مسجد جمكران.
2- اللّهم كما جعلت قلبي بذكره معموراً، فاجعل سلاحي بنصرته مشهوراً.( بحار الأنوار: ج 99، ص 103).

ص: 335

كيفية زيارته عليه السلام

إذن الدخول:

يكفي إذن دخول السرداب المقدّس ما أورده السيّد ابن طاووس والذي تقرب مضامينه ممّا مضى في إذن الدخول أوائل قسم الزيارات تحت عنوان «إذن الدخول» (ص 144). أو الاستئذان الآخر الذي ذكره العلّامة المجلسي عن نسخة قديمة وأوّلها «

اللّهم إنّ هذه بقعة

...» وقد ذكرناه كثاني إذن دخول أوائل قسم الزيارات (ص 145).

-*-*-*-

الزيارة الاولى (زيارة آل ياسين):

روى الشيخ الجليل أحمد بن عليّ بن أبي طالب الطبرسي في الاحتجاج أنّه خرج من الناحية المقدّسة إلى محمّد الحميريّ بعد الجواب عن المسائل التي سألها:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ، لا لِأَمْرِهِ تَعْقِلُونَ، وَلا مِنْ أَوْلِيائِهِ تَقْبَلُونَ، حِكْمَةٌ بالِغَةٌ فَما تُغْنِي النُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ، السَّلامُ عَلَيْنا وَعَلى عِبادِ اللَّهِ الصَّالِحينَ

. إذا أردتُم التوجّه بنا إلى اللَّه تعالى وإلينا فاقرأوا هذه الزيارة: والزيارة حسب بحار الأنوار:

سَلامٌ عَلى آلِ يس السَّلامُ عَلَيْكَ يا داعِىَ اللَّهِ وَرَبَّانِىَّ آياتِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا بابَ اللَّهِ وَدَيَّانَ دينِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا خَليفَةَ اللَّهِ وَناصِرَ حَقِّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللَّهِ وَدَليلَ ارادَتِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا تالِىَ كِتابِ اللَّهِ وَتَرْجُمانَهُ، السَّلامُ عَلَيْكَ فى آناءِ لَيْلِكَ وَاطْرافِ نَهارِكَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا بَقِيَّةَ اللَّهِ فى ارْضِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ميثاقَ اللَّهِ الَّذى اخَذَهُ وَوَكَّدَهُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَعْدَ اللَّهِ الَّذى ضَمِنَهُ، السَّلامُ عَلَيْكَ ايُّهَا الْعَلَمُ الْمَنْصُوبُ، وَالْعِلْمُ الْمَصْبُوبُ، وَالْغَوْثُ وَالرَّحْمَةُ الْواسِعَةُ، وَعْداً غَيْرَ مَكْذُوبٍ، السَّلامُ عَلَيْكَ حينَ تَقُومُ، السَّلامُ عَلَيْكَ حينَ تَقْعُدُ، السَّلامُ عَلَيْكَ حينَ تَقْرَءُ وَتُبَيِّنُ، السَّلامُ عَلَيْكَ حينَ تُصَلّى وَتَقْنُتُ، السَّلامُ عَلَيْكَ حينَ تَرْكَعُ وَتَسْجُدُ، السَّلامُ عَلَيْكَ حينَ تُهَلِّلُ وَتُكَبِّرُ، السَّلامُ عَلَيْكَ حينَ تَحْمَدُ وَتَسْتَغْفِرُ،

ص: 336

السَّلامُ عَلَيْكَ حينَ تُصْبِحُ وَتُمْسى السَّلامُ عَلَيْكَ فِى اللَّيْلِ اذا يَغْشى وَالنَّهارِ اذا تَجَلّى السَّلامُ عَلَيْكَ ايُّهَا الْإِمامُ الْمَاْمُونُ، السَّلامُ عَلَيْكَ ايُّهَا الْمُقَدَّمُ الْمَاْمُولُ، السَّلامُ عَلَيْكَ بِجَوامِعِ السَّلامِ، اشْهِدُكَ يا مَوْلاىَ انّى اشْهَدُ انْ لا الهَ الَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وَانَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، لا حَبيبَ الَّا هُوَ وَاهْلُهُ، وَاشْهِدُكَ يا مَوْلاىَ انَّ عَلِيّاً اميرَ الْمُؤْمِنينَ حُجَّتُهُ، وَالْحَسَنَ حُجَّتُهُ، وَالْحُسَيْنَ حُجَّتُهُ، وَعَلِىَّ بْنَ الْحُسَيْنِ حُجَّتُهُ، وَمُحَمَّدَ بْنَ عَلِىٍّ حُجَّتُهُ، وَجَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍّ حُجَّتُهُ، وَمُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ حُجَّتُهُ، وَعَلِىَّ بْنَ مُوسى حُجَّتُهُ، وَمُحَمَّدَ بْنَ عَلِىٍّ حُجَّتُهُ، وَعَلِىَّ بْنَ مُحَمَّدٍ حُجَّتُهُ، وَالْحَسَنَ بْنَ عَلِىٍّ حُجَّتُهُ، وَاشْهَدُ انَّكَ حُجَّةُ اللَّهِ، انْتُمُ الْأَوَّلُ وَ الْأخِرُ، وَ انَّ رَجْعَتَكُمْ حَقٌّ لا رَيْبَ فيها، يَوْمَ لا يَنْفَعُ نَفْساً ايمانُها، لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ اوْ كَسَبَتْ فى ايمانِها خَيْراً، وَانَّ الْمَوْتَ حَقٌّ، وَانَّ ناكِراً وَنَكيراً حَقٌّ، وَاشْهَدُ انَّ النَّشْرَ حَقٌّ، وَالْبَعْثَ حَقٌ (1)، وَانَّ الصِّراطَ حَقٌّ، وَالْمِرْصادَ حَقٌّ، وَالْميزانَ حَقٌّ، وَالْحَشْرَ حَقٌّ، وَالْحِسابَ حَقٌّ، وَالْجَنَّةَ وَالنَّارَ حَقٌّ، وَالْوَعْدَ وَالْوَعيدَ بِهِما حَقٌّ، يا مَوْلاىَ شَقِىَ مَنْ خالَفَكُمْ، وَسَعِدَ مَنْ اطاعَكُمْ، فَاشْهَدْ عَلى ما اشْهَدْتُكَ عَلَيْهِ، وَ ا نَا وَلِىٌّ لَكَ، بَرىٌ مِنْ عَدُوِّكَ، فَالْحَقُّ ما رَضيتُمُوهُ، وَ الْباطِلُ ما اسْخَطْتُمُوهُ (2)، وَ الْمَعْرُوفُ ما امَرْتُمْ بِهِ، وَالْمُنْكَرُ ما نَهَيْتُمْ عَنْهُ، فَنَفْسى مُؤْمِنَةٌ بِاللَّهِ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وَبِرَسُولِهِ وَ بِاميرِالْمُؤْمِنينَ، وَ بِكُمْ يا مَوْلاىَ، اوَّلِكُمْ وَآخِرِكُمْ، وَنُصْرَتى مُعَدَّةٌ لَكُمْ، وَمَوَدَّتى خالِصَةٌ لَكُمْ، آمينَ آمينَ* عندئذٍ اقرأ هذا الدعاء: اللهُمَّ انّى اسْئَلُكَ انْ تُصَلِّىَ عَلى مُحَمَّدٍ نَبِىِّ رَحْمَتِكَ، وَكَلِمَةِ نُورِكَ، وَانْ تَمْلَأَ قَلْبى نُورَ الْيَقينِ، وَصَدْرى نُورَ الْإيمانِ، وَفِكْرى نُورَ النِّيَّاتِ، وَعَزْمى نُورَ الْعِلْمِ، وَقُوَّتى نُورَ الْعَمَلِ، وَلِسانى نُورَ الصِّدْقِ، وَدينى نُورَ الْبَصآئِرِ مِنْ عِنْدِكَ،


1- ورد في بحار الأنوار والاحتجاج:« أَنّ النشر والبعث حقّ».
2- ورد في بحار الانوار والاحتجاج:« ما سختطموه».

ص: 337

وَبَصَرى نُورَ الضِّيآءِ، وَسَمْعى نُورَ الْحِكْمَةِ، وَمَوَدَّتى نُورَ الْمُوالاةِ لِمُحَمَّدٍ وَآلِهِ عَلَيْهِمُ السَّلامُ، حَتّى الْقاكَ وَقَدْ وَفَيْتُ بِعَهْدِكَ وَميثاقِكَ، فَتُغَشّيَنى رَحْمَتَكَ، يا وَلِىُّ يا حَميدُ، اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ حُجَّتِكَ فى ارْضِكَ، وَخَليفَتِكَ فى بِلادِكَ، وَالدَّاعى الى سَبيلِكَ، وَالْقآئِمِ بِقِسْطِكَ، وَالثَّآئِرِ بِامْرِكَ، وَلِىِّ الْمُؤْمِنينَ، وَبَوارِ الْكافِرينَ، وَمُجَلِّى الظُّلْمَةِ، وَمُنيرِ الْحَقِّ، وَالنَّاطِقِ بِالْحِكْمَةِ وَالصِّدْقِ، وَكَلِمَتِكَ التَّآمَّةِ فى ارْضِكَ، الْمُرْتَقِبِ الْخآئِفِ، وَالْوَلِىِّ النَّاصِحِ، سَفينَةِ النَّجاةِ، وَ عَلَمِ الْهُدى وَ نُورِ ابْصارِ الْوَرى وَ خَيْرِ مَنْ تَقَمَّصَ وَارْتَدى وَ مُجَلِّى الْعَمى الَّذى يَمْلَأُ الْأَرْضَ عَدْلًا وَقِسْطاً، كَما مُلِئَتْ ظُلْماً وَجَوْراً، انَّكَ عَلى كُلِّ شَىْ ءٍ قَديرٌ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى وَلِيِّكَ وَابْنِ اوْلِيآئِكَ الَّذينَ فَرَضْتَ طاعَتَهُمْ، وَاوْجَبْتَ حَقَّهُمْ، وَاذْهَبْتَ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَ طَهَّرْتَهُمْ تَطْهيراً، اللهُمَّ انْصُرْهُ وَانْتَصِرْ بِهِ لِدينِكَ، وَانْصُرْ بِهِ اوْلِيآئَكَ، وَ اوْلِيآئَهُ وَشيعَتَهُ وَانْصارَهُ، وَاجْعَلْنا مِنْهُمْ، اللَّهُمَّ اعِذْهُ مِنْ شَرِّ كُلِّ باغٍ وَطاغٍ، وَمِنْ شَرِّ جَميعِ خَلْقِكَ، وَاحْفَظْهُ مِنْ بَيْنَ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ، وَعَنْ يَمينِهِ وَعَنْ شِمالِهِ، وَاحْرُسْهُ وَ امْنَعْهُ مِنْ انْ يُوصَلَ الَيْهِ بِسُوءٍ، وَاحْفَظْ فيهِ رَسُولَكَ، وَآلَ رَسُولِكَ، وَاظْهِرْ بِهِ الْعَدْلَ، وَايِّدْهُ بِالنَّصْرِ، وَانْصُرْ ناصِريهِ، وَاخْذُلْ خاذِليهِ، وَاقْصِمْ قاصِميهِ، وَاقْصِمْ بِهِ جَبابِرَةَ الْكُفْرِ، وَاقْتُلْ بِهِ الْكُفَّارَ وَ الْمُنافِقينَ، وَ جَميعَ الْمُلْحِدينَ حَيْثُ كانُوا مِنْ مَشارِقِ الْأَرْضِ وَ مَغارِبِها، بَرِّها وَ بَحْرِها، وَامْلَأْ بِهِ الْأَرْضَ عَدْلًا، وَاظْهِرْ بِهِ دينَ نَبِيِّكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَاجْعَلْنِى اللَّهُمَّ مِنْ انْصارِهِ وَ اعْوانِهِ، وَ اتْباعِهِ وَ شيعَتِهِ، وَارِنى فى آلِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمُ السَّلامُ ما يَاْمُلُونَ، وَفى عَدُوِّهِمْ ما يَحْذَرُونَ، الهَ الْحَقِّ آمينَ، يا ذَاالْجَلالِ وَالْإِكْرامِ، يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ (1).


1- بحار الأنوار: ج 99، ص 81، ح 1؛ الاحتجاج: ج 2، ص 492( باختلاف يسير).

ص: 338

تنبيه: كما ذكر فإنّ هذه الزيارة من الزيارات المطلقة ولا تختصّ بالسرداب المقدّس، فتقرأ في كلّ وقت ولا سيّما عصر الجمعة.

-*-*-*-

الزيارة الثانية (الزيارة الخاصّة بالسرداب):

روى العلّامة المجلسي عن الشيخ المفيد والشهيد الأوّل ومؤلف المزار الكبير، إذا فرغت من زيارة جدّ الحجّة عليه السلام وأبيه فقف على باب حرمه الشريف وقل:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا خَليفةَ اللَّهِ وَخَلَيفةَ آبآئِهِ الْمَهْدِيّينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَصِىَّ الْأَوْصِيآءِ الْماضينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حافِظَ اسْرارِ رَبِّ الْعالَمينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا بَقِيَّةَ اللَّهِ مِنَ الصَّفْوَةِ الْمُنْتَجَبينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ الْأَنْوارِ الزَّاهِرَةِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ الْأَعْلامِ الْباهِرَةِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ الْعِتْرَةِ الطَّاهِرَةِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَعْدِنَ الْعُلُومِ النَّبَوِيَّةِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا بابَ اللَّهِ الَّذى لا يُؤْتى الَّا مِنْهُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا سَبيلَ اللَّهِ الَّذى مَنْ سَلَكَ غَيْرَهُ هَلَكَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ناظِرَشَجَرَةِ طُوبى وَسِدْرَةِ الْمُنْتَهى السَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَ اللَّهِ الَّذى لا يُطْفى السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللَّهِ الَّتى لاتَخْفى السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَاللَّهِ عَلى مَنْ فِى الْأَرْضِ وَالسَّمآءِ، السَّلامُ عَلَيْكَ سَلامَ مَنْ عَرَفَكَ بِما عَرَّفَكَ بِهِ اللَّهُ، وَنَعَتَكَ بِبَعْضِ نُعُوتِكَ الَّتى انْتَ اهْلُها وَفَوْقَها، اشْهَدُ انَّكَ الْحُجَّةُ عَلى مَنْ مَضى وَمَنْ بَقِىَ، وَانَّ حِزْبَكَ هُمُ الْغالِبُونَ، وَاوْلِيآئَكَ هُمُ الْفآئِزُونَ، وَاعْدآئَكَ هُمُ الْخاسِرُونَ، وَانَّكَ خازِنُ كُلِّ عِلْمٍ، وَفاتِقُ كُلِّ رَتْقٍ، وَمُحَقِّقُ كُلِّ حَقٍّ، وَمُبْطِلُ كُلِّ باطِلٍ، رَضيتُكَ يا مَوْلاىَ اماماً وَهادِياً وَوَلِيّاً وَمُرْشِداً، لا ابْتَغى بِكَ بَدَلًا، وَلَا اتَّخِذُ مِنْ دُونِكَ وَلِيّاً، اشْهَدُ انَّكَ الْحَقُّ الثَّابِتُ الَّذى لا عَيْبَ فيهِ، وَانَّ وَعْدَ اللَّهِ فيكَ حَقٌّ، لَاارْتابُ لِطُولِ الغَيْبَةِ وَبُعْدِ الْأَمَدِ، وَلا اتَحَيَّرُ مَعَ مَنْ جَهِلَكَ وَجَهِلَ بِكَ، مُنْتَظِرٌ مُتَوَقِّعٌ لِأَيَّامِكَ، وَانْتَ الشَّافِعُ

ص: 339

الَّذى لاتُنازَعُ، وَالْوَلِىُ الَّذى لاتُدافَعُ، ذَخَرَكَ اللَّهُ لِنُصْرَةِالدّينِ، وَاعْزازِ الْمُؤْمِنينَ، وَالْإِنْتِقامِ مِنَ الْجاحِدينَ الْمارِقينَ، اشْهَدُ انَّ بِوِلايَتِكَ تُقْبَلُ الْأَعْمالُ، وَتُزَكَّى الْأَفْعالُ، وَتُضاعَفُ الْحَسَناتُ، وَتُمْحَى السَّيِّئاتُ، فَمَنْ جآءَ بِوِلايَتِكَ، وَاعْتَرَفَ بِامامَتِكَ، قُبِلَتْ اعْمالُهُ، وَصُدِّقَتْ اقْوالُهُ، وَتَضاعَفَتْ حَسَناتُهُ، وَمُحِيَتْ سَيِّئاتُهُ، وَمَنْ عَدَلَ عَنْ وِلايَتِكَ، وَجَهِلَ مَعْرِفَتَكَ، وَاسْتَبْدَلَ بِكَ غَيْرَكَ، كَبَّهُ اللَّهُ عَلى مَنْخَرِهِ فِى النَّارِ، وَلَمْ يَقْبَلِ اللَّهُ لَهُ عَمَلًا، وَلَمْ يُقِمْ لَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَزْناً، اشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهِدُ مَلائِكَتَهُ، وَاشْهِدُكَ يا مَوْلاىَ بِهذا ظاهِرُهُ كَباطِنِهِ، وَسِرُّهُ كَعَلانِيَتِهِ، وَانْتَ الشَّاهِدُ عَلى ذلِكَ، وَهُوَ عَهْدى الَيْكَ، وَميثاقى لَدَيْكَ، اذْ انْتَ نِظامُ الدّينِ، وَيَعْسُوبُ الْمُتَّقينَ، وَعِزُّ الْمُوَحِّدينَ، وَبِذلِكَ امَرَنى رَبُّ الْعالَمينَ، فَلَوْ تَطاوَلَتِ الدُّهُورُ وَتَمادَّتِ الْأَعْمارُ لَمْ ازْدَدْ فيكَ الَّا يَقيناً، وَلَكَ الّا حُبّاً، وَعَلَيْكَ الَّا مُتَّكَلًا وَمُعْتَمَداً، وَلِظُهُورِكَ الَّا مُتَوَقَّعاً وَمُنْتَظَراً، وَلِجِهادى بَيْنَ يَدَيْكَ مُتَرَقَّباً، فَابْذُلُ نَفْسى وَ مالى وَ وَلَدى وَ اهْلى وَ جَميعَ ما خَوَّلَنى رَبّى بَيْنَ يَدَيْكَ، وَالتَّصَرُّفَ بَيْنَ امْرِكَ وَنَهْيِكَ، مَوْلاىَ فَانْ ادْرَكْتُ ايَّامَكَ الزَّاهِرَةَ، وَاعْلامَكَ الْباهِرَةَ، فَها ا نَا ذا عَبْدُكَ الْمُتَصَرِّفُ بَيْنَ امْرِكَ وَنَهْيِكَ، ارْجُو بِهِ الشَّهادَةَ بَيْنَ يَدَيْكَ، وَالْفَوْزَ لَدَيْكَ، مَوْلاىَ فَانْ ادْرَكَنِى الْمَوْتُ قَبْلَ ظُهُورِكَ، فَانّى اتَوَسَّلُ بِكَ وَبابآئِكَ الطَّاهِرينَ الَى اللَّهِ تَعالى وَاسْئَلُهُ انْ يُصَلِّىَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَانْ يَجْعَلَ لى كَرَّةً فى ظُهُورِكَ، وَ رَجْعَةً فى ايَّامِكَ، لِأَبْلُغَ مِنْ طاعَتِكَ مُرادى وَاشْفِىَ مِنْ اعْدآئِكَ فُؤادى مَوْلاىَ وَقَفْتُ فى زِيارَتِكَ مَوْقِفَ الْخاطِئينَ النَّادِمينَ، الْخآئِفينَ مِنْ عِقابِ رَبِّ الْعالَمينَ، وَقَدِ اتَّكَلْتُ عَلى شَفاعَتِكَ، وَرَجَوْتُ بِمُوالاتِكَ وَشَفاعَتِكَ مَحْوَ ذُنُوبى وَ سَتْرَ عُيُوبى وَ مَغْفِرَةَ زَلَلى فَكُنْ لِوَلِيِّكَ يا مَوْلاىَ عِنْدَ تَحْقيقِ امَلِهِ، وَاسْئَلِ اللَّهَ غُفْرانَ زَلَلِهِ، فَقَدْ تَعَلَّقَ بِحَبْلِكَ، وَ تَمَسَّكَ بِوِلايَتِكَ،

ص: 340

وَ تَبَرَّءَ مِنْ اعْدآئِكَ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَانْجِزْ لِوَلِيِّكَ ما وَعَدْتَهُ، اللهُمَّ اظْهِرْ كَلِمَتَهُ، وَاعْلِ دَعْوَتَهُ، وَانْصُرْهُ عَلى عَدُوِّهِ وَعَدُوِّكَ يا رَبَّ الْعالَمينَ، اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاظْهِرْ كَلِمَتَكَ التَّآمَّةَ، وَمُغَيَّبَكَ فى ارْضِكَ، الْخآئِفَ الْمُتَرَقِّبَ، اللهُمَّ انْصُرْهُ نَصْراً عَزيزاً، وَافْتَحْ لَهُ فَتْحاً قَرِيباً يَسيراً، اللَّهُمَّ وَاعِزَّ بِهِ الدّينَ بَعْدَ الْخُمُولِ، وَ اطْلِعْ بِهِ الْحَقَّ بَعْدَ الْأُفُولِ، وَ اجْلِ بِهِ الظُّلْمَةَ، وَاكْشِفْ بِهِ الْغُمَّةَ، اللَّهُمَّ وَآمِنْ بِهِ الْبِلادَ، وَاهْدِ بِهِ الْعِبادَ، اللهُمَّ امْلَأْ بِهِ الْأَرْضَ عَدْلًا وَقِسْطاً، كَما مُلِئَتْ ظُلْماً وَجَوْراً، انَّكَ سَميعٌ مُجيبٌ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِىَّ اللَّهِ، ائْذَنْ لِوَلِيِّكَ فى الدُّخُولِ الى حَرَمِكَ، صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَعَلى ابآئِكَ الطَّاهِرينَ، وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ (1).

ثمّ ائت سرداب الغيبة واستأذن وادخل وقل:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ وانزل بسكينة وحضور قلب وصلِّ ركعتين وقل: اللَّهُ اكْبَرُ اللَّهُ اكْبَرُ، لا الهَ الَّا اللَّهُ وَاللَّهُ اكْبَرُ، وَللَّهِ الْحَمْدُ، الْحَمْدُ للَّهِ الَّذى هَدانا لِهذا، وَعَرَّفَنا اوْلِيآئَهُ وَاعْدآئَهُ، وَوَفَّقَنا لِزِيارَةِ ائِمَّتِنا، وَلَمْ يَجْعَلْنا مِنَ الْمُعانِدينَ النَّاصِبينَ، وَلا مِنَ الْغُلاةِ الْمُفَوِّضينَ، وَلا مِنَ الْمُرْتابينَ الْمُقَصِّرينَ، السَّلامُ عَلى وَلِىِّ اللَّهِ وَابْنِ اوْلِيآئِهِ، السَّلامُ عَلى الْمُدَّخَرِ لِكَرامَةِ اوْلِيآءِ اللَّهِ، وَبَوارِ اعْدآئِهِ، السَّلامُ عَلى النُّورِ الَّذى ارادَ اهْلُ الْكُفْرِ اطْفآئَهُ، فَابَى اللَّهُ الَّا انْ يُتِمَّ نُورَهُ بِكُرْهِهِمْ، وَايَّدَهُ بِالْحَياةِ حَتّى يُظْهِرَ عَلى يَدِهِ الْحَقَّ بِرَغْمِهِمْ، اشْهَدُ انَّ اللَّهَ اصْطَفيكَ صَغيراً، وَاكْمَلَ لَكَ عُلُومَهُ كَبيراً، وَانَّكَ حَىٌ لاتَمُوتُ حَتّى تُبْطِلَ الْجِبْتَ وَ الطَّاغُوتَ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ وَعَلى خُدَّامِهِ، وَاعْوانِهِ عَلى غَيْبَتِهِ وَنَاْيِهِ، وَاسْتُرْهُ سَتْراً عَزيزاً، وَاجْعَلْ لَهُ مَعْقِلًا حَريزاً، وَاشْدُدِ اللهُمَّ وَطْاتَكَ عَلى مُعانِديهِ، وَاحْرُسْ مَوالِيَهُ وَزآئِريهِ،


1- بحار الأنوار: ج 99، ص 116؛ المزار الكبير: ص 586؛ مزار الشهيد: ص 203.

ص: 341

اللَّهُمَّ كَما جَعَلْتَ قَلْبى بِذِكْرِهِ مَعْمُوراً، فَاجْعَلْ سِلاحى بِنُصْرَتِهِ مَشْهُوراً، وَانْ حالَ بَيْنى وَبَيْنَ لِقآئِهِ الْمَوْتُ الَّذى جَعَلْتَهُ عَلى عِبادِكَ حَتْماً، وَاقْدَرْتَ بِهِ عَلى خَليقَتِكَ رَغْماً، فَابْعَثْنى عِنْدَ خُرُوجِهِ ظاهِراً مِنْ حُفْرَتى مُؤْتَزِراً كَفَنى حَتّى اجاهِدَ بَيْنَ يَدَيْهِ فى الصَّفِّ الَّذى اثْنَيْتَ عَلى اهْلِهِ فى كِتابِكَ، فَقُلْتَ كَانَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ، اللهُمَّ طالَ الْإِنْتِظارُ، وَشَمِتَ بِنَا الْفُجَّارُ، وَصَعُبَ عَلَيْنَا الْإِنْتِصارُ، اللهُمَّ ارِنا وَجْهَ وَلِيِّكَ الْمَيْمُونِ فى حَياتِنا وَبَعْدَ الْمَنُونِ، اللهُمَّ انّى ادينُ لَكَ بِالرَّجْعَةِ بَيْنَ يَدَىْ صاحِبِ هذِهِ الْبُقْعَةِ، الْغَوْثَ الْغَوْثَ الْغَوْثَ يا صاحِبَ الزَّمانِ، قَطَعْتُ فى وُصْلَتِكَ الْخُلّانَ، وَهَجَرْتُ لِزِيارَتِكَ الْأَوْطانَ، وَاخْفَيْتُ امْرى عَنْ اهْلِ الْبُلْدانِ، لِتَكُونَ شَفيعاً عِنْدَ رَبِّكَ وَرَبّى وَ الى ابآئِكَ وَمَوالِىَّ فى حُسْنِ التَّوْفيقِ لى وِاسْباغِ النّعْمَةِ عَلَىَّ، وَسَوْقِ الْإِحْسانِ الَىَّ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ اصْحابِ الْحَقِّ، وَقادَةِ الْخَلْقِ، وَاْسْتَجِبْ مِنّى ما دَعَوْتُكَ، وَاعْطِنى ما لَمْ انْطِقْ بِهِ فى دُعآئى مِنْ صَلاحِ دينى وَ دُنْياىَ، انَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ، وَ صَلَّى اللَّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرينَ. ثمّ ادخل الصّفة فصلِّ ركعتين وقل: اللهُمَّ عَبْدُكَ الزَّآئِرُ فى فِنآءِ وَلِيِّكَ، الْمَزُورِ الَّذى فَرَضْتَ طاعَتَهُ عَلَى الْعَبيدِ وَالْأَحْرارِ، وَانْقَذْتَ بِهِ اوْلِيآئَكَ مِنْ عَذابِ النَّارِ، اللهُمَّ اجْعَلْها زِيارَةً مَقْبُولَةً ذاتَ دُعآءٍ مُسْتَجابٍ، مِنْ مُصَدِّقٍ بِوَلِيِّكَ غَيْرِ مُرْتابٍ، اللهُمَّ لا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ بِهِ وَ لا بِزِيارَتِهِ، وَ لا تَقْطَعْ اثَرى مِنْ مَشْهَدِهِ وَ زِيارَةِ ابيهِ وَ جَدِّهِ، اللهُمَّ اخْلِفْ عَلَىَّ نَفَقَتى وَانْفَعْنى بِما رَزَقْتَنى فى دُنْياىَ وَ آخِرَتى لى وَلِإِخْوانى وَابَوَىَّ وَجَميعِ عِتْرَتى اسْتَوْدِعُكَ اللَّهَ ايُّهَا الْإِمامُ الَّذى يَفُوزُ بِهِ الْمُؤْمِنُونَ، وَيَهْلِكُ عَلى يَدَيْهِ الْكافِرُونَ الْمُكَذِّبُونَ، يا مَوْلاىَ يَابْنَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِىٍّ، جِئْتُكَ زآئِراً لَكَ وَلِأَبيكَ وَجَدِّكَ، مُتَيَقِّناً الْفَوْزَ بِكُمْ، مُعْتَقِداً امامَتَكُمْ، اللهُمَّ اكْتُبْ هذِهِ الشَّهادَةَ وَالزِّيارَةَ لى

ص: 342

عِنْدَكَ فى عِلِّيّينَ، وَبَلِّغْنى بَلاغَ الصَّالِحينَ، وَانْفَعْنى بِحُبِّهِمْ يا رَبَّ الْعالَمينَ (1).

چ چ-

الزيارة الثالثة:

وهي الزيارة المرويّة عن السيّد ابن طاووس ونقلها المرحوم العلّامة المجلسي تقول تقول مخاطباً الإمام عليه السلام:

السَّلامُ عَلَى الْحَقِّ الْجَديدِ، وَالْعالِمِ الَّذى عِلْمُهُ لايَبيدُ، السَّلامُ عَلى مُحْيِى الْمُؤْمِنينَ، وَمُبيرِ الْكافِرينَ، السَّلامُ عَلى مَهْدِىِّ الْأُمَمِ، وَجامِعِ الْكَلِمِ، السَّلامُ عَلى خَلَفِ السَّلَفِ، وَصاحِبِ الشَّرَفِ، السَّلامُ عَلى حُجَّةِالْمَعْبُودِ، وَكَلِمَةِ الْمَحْمُودِ، السَّلامُ عَلى مُعِزِّ الْأَوْلِيآءِ، وَمُذِلِّ الْأَعْدآءِ، السَّلامُ عَلى وارِثِ الْأَنْبِيآءِ، وَخاتَمِ الْأَوْصِيآءِ، السَّلامُ عَلَى الْقآئِمِ الْمُنْتَظَرِ، وَالْعَدْلِ الْمُشْتَهَرِ، السَّلامُ عَلَى السَّيْفِ الشَّاهِرِ، وَالْقَمَرِ الزَّاهِرِ، وَالنُّورِ الْباهِرِ، السَّلامُ عَلى شَمْسِ الظَّلامِ، وَبَدْرِ التَّمامِ، السَّلامُ عَلى رَبيعِ الْأَنامِ، وَنَضْرَةِ الْأَيَّامِ، السَّلامُ عَلى صاحِبِ الصَّمْصامِ، وَ فَلَّاقِ الْهامِ، السَّلامُ عَلى صاحِبِ الدِّينِ الْمَاْثُورِ، وَ الْكِتابِ الْمَسْطُورِ، السَّلامُ عَلى بَقِيَّةِ اللَّهِ فى بِلادِهِ، وَ حُجَّتِهِ عَلى عِبادِهِ، الْمُنْتَهى الَيْهِ مَواريثُ الْأَنْبِيآءِ، وَلَدَيْهِ مَوْجُودٌ آثارُ الْأَصْفِيآءِ، الْمُؤْتَمَنِ عَلَى السِّرِّ، وَالْوَلِىِّ لِلْأَمْرِ، السَّلامُ عَلَى الْمَهْدِىِّ الَّذى وَعَدَ اللَّهُ عَزَّوَجَلَّ بِهِ الْأُمَمَ، انْ يَجْمَعَ بِهِ الْكَلِمَ، وَيَلُمَّ بِهِ الشَّعَثَ، وَيَمْلَأَ بِهِ الْأَرْضَ قِسْطاً وَعَدْلًا، وَيُمَكِّنَ لَهُ، وَيُنْجِزَ بِهِ وَعْدَ الْمُؤْمِنينَ، اشْهَدُ يا مَوْلاىَ انَّكَ وَ الْأَئِمَّةَ مِنْ آبآئِكَ ائِمَّتى وَمَوالِىَّ فِى الْحَيوةِ الدُّنْيا، وَ يَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهادُ، اسْئَلُكَ يا مَوْلاىَ انْ تَسْئَلَ اللَّهَ تَبارَكَ وَتَعالى فى صَلاحِ شَاْنى وَقَضآءِ حَوآئِجى وَغُفْرانِ ذُنُوبى وَالْأَخْذِ بِيَدى فى دينى وَدُنْياىَ وَآخِرَتى لى وَلِإِخْوانى وَاخَواتِىَ الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ كآفَّةً، انَّهُ غَفُورٌ رَحيمٌ.


1- بحار الأنوار: ج 99، ص 102؛ المزار الكبير: ص 657( باختلاف يسير).

ص: 343

ثمّ صلِّ اثنتي عشرة ركعة تسلّم بعد كلّ ركعتين منها وتسبّح تسبيح الزهراء عليها السلام واهدها إليه عليه السلام فإذا فرغت من صلاة الزيارة فقل:

اللهُمَّ صَلِّ عَلى حُجَّتِكَ فى ارْضِكَ، وَخَليفَتِكَ فى بِلادِكَ، الدَّاعى الى سَبيلِكَ، وَالْقآئِمِ بِقِسْطِكَ، وَالْفآئِزِ بِامْرِكَ، وَلِىِّ الْمُؤْمِنينَ، وَمُبيرِ الْكافِرينَ، وَمُجَلِّى الظُّلْمَةِ، وَمُنيرِ الْحَقِّ، وَالصَّادِعِ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَالصِّدْقِ، وَكَلِمَتِكَ وَعَيْبَتِكَ، وَعَيْنِكَ فى ارْضِكَ، الْمُتَرَقِّبِ الْخآئِفِ، الْوَلِىِّ النَّاصِحِ، سَفينَةِ النَّجاةِ، وَعَلَمِ الْهُدى وَنُورِ ابْصارِ الْوَرى وَخَيْرِ مَنْ تَقَمَّصَ وَارْتَدى وَالْوِتْرِ الْمَوْتُورِ، وَمُفَرِّجِ الْكَرْبِ، وَمُزيلِ الْهَمِّ، وَكاشِفِ الْبَلْوى صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَعَلى آبائِهِ الْأَئِمَّةِ الْهادينَ، وَالْقادَةِ الْمَيامينِ، ما طَلَعَتْ كَواكِبُ الْأَسْحارِ، وَاوْرَقَتِ الْأَشْجارُ، وَايْنَعَتِ الْأَثْمارُ، وَاخْتَلَفَ اللَّيْلُ والنَّهارُ، وَغَرَّدَتِ الْأَطْيارُ، اللهُمَّ انْفَعْنا بِحُبِّهِ، وَاحْشُرْنا فى زُمْرَتِهِ، وَتَحْتَ لِوآئِهِ، الهَ الْحَقِّ آمينَ رَبَّ الْعالَمينَ (1).

وذكر المرحوم السيّد ابن طاووس هذه الصلوات عليه بعد الزيارة: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَاهْلِ بَيْتِهِ، وَصَلِّ عَلى وَلِىِّ الْحَسَنِ، وَوَصِيِّهِ وَوارِثِهِ، الْقآئِمِ بِامْرِكَ، وَالْغائِبِ فى خَلْقِكَ، وَالْمُنْتَظِرِ لِإِذْنِكَ، اللهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ، وَقَرِّبْ بُعْدَهُ، وَانْجِزْ وَعْدَهُ، وَاوْفِ عَهْدَهُ، وَاكْشِفْ عَنْ بَاْسِهِ حِجابَ الْغَيْبَةِ، وَاظْهِرْ بِظُهُورِهِ صَحآئِفَ الِمحْنَةِ، وَقَدِّمْ امامَهُ الرُّعْبَ، وَثَبِّتْ بِهِ الْقَلْبَ، وَاقِمْ بِهِ الْحَرْبَ، وَايِّدْهُ بِجُنْدٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُسَوِّمينَ، وَسَلِّطْهُ عَلى اعْدآءِ دينِكَ اجْمَعينَ، وَ الْهِمْهُ انْ لا يَدَعَ مِنْهُمْ رُكْناً الَّا هَدَّهُ، وَلا هاماً الَّا قَدَّهُ، وَلا كَيْداً الَّا رَدَّهُ، وَلا فاسِقاً الَّا حَدَّهُ، وَلا فِرْعَوْنَ الَّا اهْلَكَهُ، وَلا سِتْراً الَّا هَتَكَهُ، وَلا عَلَماً الَّا نَكَّسَهُ، وَلا سُلْطاناً الَّا كَبَسَهُ، وَلا رُمْحاً الَّا قَصَفَهُ، وَلا مِطْرَداً الَّا خَرَقَهُ، وَلا جُنْداً الَّا فَرَّقَهُ، وَلا مِنْبَراً الَّا احْرَقَهُ، وَلا سَيْفاً الَّا كَسَرَهُ،


1- بحار الأنوار: ج 99، ص 101؛ مصباح الزائر: ص 441( باختلاف يسير).

ص: 344

وَلا صَنَماً الَّا رَضَّهُ، وَلا دَماً الَّا اراقَهُ، وَلا جَوْراً الَّا ابادَهُ، وَلا حِصْناً الَّا هَدَمَهُ، وَلا باباً الَّا رَدَمَهُ، وَلا قَصْراً الَّا اخْرَبَهُ، وَلا مَسْكَناً الَّا فَتَّشَهُ، وَلا سَهْلًا الَّا اوْطَئَهُ، وَلا جَبَلًا الَّا صَعَدَهُ، وَلا كَنْزاً الَّا اخْرَجَهُ، بِرَحْمَتِكَ يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ (1).

الزيارة الرابعة والاستغاثة بإمام الزمان عليه السلام:

صلِّ ركعتين واستقبل القبلة تحت السماء وقل:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ

سَلامُ اللَّهِ الْكامِلُ التَّآمُ الشَّامِلُ الْعآمُّ، وَصَلَواتُهُ الدَّآئِمَةُ، وَبَرَكاتُهُ الْقآئِمَةُ التَّآمَّةُ، عَلى حُجَّةِاللَّهِ وَوَلِيِّهِ فى ارْضِهِ وَبِلادِهِ، وَخَليفَتِهِ عَلى خَلْقِهِ وَعِبادِهِ، وَسُلالَةِ النُّبُوَّةِ، وَبَقِيَّةِ الْعِتْرَةِ وَالصَّفْوَةِ، صاحِبِ الزَّمانِ، وَمُظْهِرِ الْإيمانِ، وَمُلَقِّنِ احْكامِ الْقُرْآنِ، وَمُطَهِّرِ الْأَرْضِ، وَناشِرِ الْعَدْلِ فِى الطُّولِ وَالْعَرْضِ، وَالْحُجِّةِ الْقآئِمِ الْمَهْدِىِّ الْإِمامِ الْمُنْتَظَرِ الْمَرْضِىِّ، وَابْنِ الْأَئِمَّةِ الطَّاهِرينَ، الْوَصِىِّ بْنِ الْأَوْصِيآءِ الْمَرْضِيّينَ، الْهادِى الْمَعْصُومِ، ابْنِ الْأَئِمَّةِ الْهُداةِ الْمَعْصُومينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مُعِزَّ الْمُؤْمِنينَ الْمُسْتَضْعَفينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مُذِلَّ الْكافِرينَ الْمُتَكَبِّرينَ الظَّالِمينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلاىَ يا صاحِبَ الزَّمانِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ رَسُولِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ اميرِ الْمُؤْمِنينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ فاطِمَةَ الزَّهْرآءِ، سَيِّدَةِ نِسآءِ الْعالَمينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ الْأَئِمَّةِ الْحُجَجِ الْمَعْصُومينَ، وَالْإِمامِ عَلَى الْخَلْقِ اجْمَعينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلاىَ، سَلامَ مُخْلِصٍ لَكَ فِى الْوِلايَةِ، اشْهَدُ انَّكَ الْإِمامُ الْمَهْدِىُّ قَوْلًا وَفِعْلًا، وَانْتَ الَّذى تَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطاً وَعَدْلًا، بَعْدَ ما مُلِئَتْ ظُلْماً وَجَوْراً، فَعَجَّلَ اللَّهُ فَرَجَكَ، وَسَهَّلَ مَخْرَجَكَ، وَقَرَّبَ زَمانَكَ، وَكَثَّرَ انْصارَكَ وَاعْوانَكَ، وَانْجَزَ لَكَ ما وَعَدَكَ، فَهُوَ اصْدَقُ الْقآئِلينَ: وَنُريدُ انْ نَمُنَّ عَلَى الَّذينَ


1- مصباح الزائر: ص 442؛ بحار الأنوار: ج 99، ص 102.

ص: 345

اسْتُضْعِفُوافِى الْأَرْضِ، وَنَجْعَلَهُمْ ائِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثينَ. يا مَوْلاىَ يا صاحِبَ الزَّمانِ، يَابْنَ رَسُولِ اللَّهِ، حاجَتى كَذاوَكَذا (عوضاً عن (كذا وكذا) اذكر حاجاتك) فَاشْفَعْ لى فى نَجاحِها، فَقَدْ تَوَجَّهْتُ الَيْكَ بِحاجَتى لِعِلْمى انَّ لَكَ عِنْدَ اللَّهِ شَفاعَةً مَقْبُولَةً، وَمَقاماً مَحْمُوداً، فَبِحَقِّ مَنِ اخْتَصَّكُمْ بِامْرِهِ، وَ ارْتَضاكُمْ لِسِرِّهِ، وَ بِالشَّاْنِ الَّذى لَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ، سَلِ اللَّهَ تَعالى فى نُجْحِ طَلِبَتى وَاجابَةِ دَعْوَتى وَكَشْفِ كُرْبَتى واذكر حاجتك تقضى إن شاء اللَّه تعالى (1).

تنبيه: لا تختصّ هذه الزيارة والاستغاثة بالسرداب، ويؤتى بها في كلّ مكان.

الأدعية المتعلقة به عليه السلام

اشارة

أشرنا في ختام هذا الفصل (فصل زيارات الحجّة عليه السلام) إلى خمسة أدعية بخصوص سلامته وتعجيل ظهوره وحلّ مشاكل صحبه، وأن نكون من جنوده الذابّين عنه والملازمين له بعد ظهوره.

الدعاء الأوّل (دعاء الندبة):

مضى هذا الدعاء في القسم الثاني (ص 120).

الدعاء الثاني (دعاء بعد صلاة الفجر)

من الأدعية التي ذكرت في مصباح الزائر (وعبّر عنه بالزيارة) بعد صلاة الفجر:

اللهُمَّ بَلِّغْ مَوْلاىَ صاحِبَ الزَّمانِ صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْهِ، عَنْ جَميعِ الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ فى مَشارِقِ الْأَرْضِ وَمَغارِبِها، وَبَرِّها وَبَحْرِها، وَسَهْلِها وَجَبَلِها، حَيِّهِمْ وَمَيِّتِهِمْ، وَعَنْ والِدَىَّ وَوُلْدى وَعَنّى مِنَ الصَّلَواتِ وَالتَّحِيَّاتِ زِنَةَ عَرْشِ اللَّهِ، وَمِدادَ كَلِماتِهِ، وَمُنْتَهى رِضاهُ، وَعَدَدَ ما احْصاهُ كِتابُهُ، وَاحاطَ بِهِ عِلْمُهُ، اللَّهُمَّ انّى اجَدِّدُ لَهُ فى هذَا الْيَوْمِ، وَفى كُلِّ يَوْمٍ عَهْداً وَعَقْداً وَبَيْعَةً لَهُ فى رَقَبَتى اللهُمَّ كَما شَرَّفْتَنى بِهذَا التَّشْريفِ، وَفَضَّلْتَنى بِهذِهِ الْفَضيلَةِ، وَخَصَصْتَنى بِهذِهِ


1- الكلم الطيّب للسيّد علي صدر الدين( المعروف بالسيّد علي خان): ص 83. وورد هذا الدعاء باختلاف في بحار الأنوار: ج 98، ص 373، ح 16.

ص: 346

النِّعْمَةِ، فَصَلِّ عَلى مَوْلاىَ وَسَيِّدى صاحِبِ الزَّمانِ، وَاجْعَلْنى مِنْ انْصارِهِ وَاشْياعِهِ وَالذّآبّينَ عَنْهُ، وَاجْعَلْنى مِنَ الْمُسْتَشْهَدينَ بَيْنَ يَدَيْهِ، طائِعاً غَيْرَ مُكْرَهٍ فِى الصَّفِّ الَّذى نَعَتَّ اهْلَهُ فى كِتابِكَ، فَقُلْتَ صَفّاً كَانَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ عَلى طاعَتِكَ، وَطاعَةِ رَسُولِكَ وَآلِهِ عَلَيْهِمُ السَّلامُ، اللهُمَّ هذِهِ بَيْعَةٌ لَهُ فى عُنُقى الى يَوْمِ الْقِيمَةِ(1).

والذي تجدّد به البيعة للإمام عليه السلام.

-*-*-*-

الدعاء الثالث (دعاء العهد):

روي عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: «

مَنْ دَعا إلى اللَّه تَعالى أرْبَعِينَ صَباحاً بهذا العَهْدِ كانَ مِن أنصارِ قائِمنا»(2)

. وتأثير هذه الأدعية في الأفراد الذين حازوا شرائط جنود الإمام عليه السلام؛ فيجدّون بالتهذيب وإصلاح النفس والمجتمع ليفوزوا بصحبته عليه السلام ثمّ يضمنوا حضورهم عنده بقراءة هذا الدعاء. وقد ورد هذا الدعاء- باختلاف- في المزار الكبير ومصباح الزائر وبحار الأنوار ونورده طبق النسخة المتداولة:

اللهُمَّ رَبَّ النُّورِ الْعَظيمِ، وَرَبَّ الْكُرْسِىِّ الرَّفيعِ، وَرَبَّ الْبَحْرِ الْمَسْجُورِ، وَمُنْزِلَ التَّوْراةِ وَالْإِنْجيلِ وَالزَّبُورِ، وَرَبَّ الظِّلِّ وَالْحَرُورِ، وَمُنْزِلَ الْقُرْآنِ الْعَظيمِ، وَرَبَّ الْمَلائِكَةِ الْمُقَرَّبينَ، وَالْأَنْبِيآءِ وَالْمُرْسَلينَ، اللهُمَّ انّى اسْئَلُكَ بِوَجْهِكَ الْكَريمِ، وَبِنُورِ وَجْهِكَ الْمُنيرِ، وَمُلْكِكَ الْقَديمِ، يا حَىُّ يا قَيُّومُ، اسْئَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذى اشْرَقَتْ بِهِ السَّمواتُ وَالْأَرَضُونَ، وَبِاسْمِكَ الَّذى يَصْلَحُ بِهِ الْأَوَّلُونَ وَالْأخِرُونَ، يا حَيّاً قَبْلَ كُلِّ حَىٍّ، وَيا حَيّاً بَعْدَ كُلِّ حَىٍّ، وَيا حَيّاً حينَ لا حَىَّ، يا مُحْيِىَ الْمَوْتى وَمُميتَ الْأَحْيآءِ، يا حَىُّ لا الهَ الَّا انْتَ، اللهُمَّ بَلِّغْ مَوْلانَا الْإِمامَ الْهادِىَ الْمَهْدِىَّ الْقآئِمَ بِامْرِكَ، صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وعَلى ابآئِهِ الطَّاهِرينَ، عَنْ جَميعِ الْمُؤْمِنينَ


1- مصباح الزائر: ص 454؛ بحار الأنوار: ج 99، ص 110.
2- المزار الكبير: ص 663؛ مصباح الزائر: ص 455؛ بحار الأنوار: ج 99، ص 111.

ص: 347

وَالْمُؤْمِناتِ فى مَشارِقِ الْأَرْضِ وَمَغارِبِها، سَهْلِها وَجَبَلِها، وَبَرِّها وَبَحْرِها، وَعَنّى وَعَنْ والِدَىَّ مِنَ الصَّلَواتِ زِنَةَ عَرْشِ اللَّهِ، وَمِدادَ كَلِماتِهِ، وَما احْصاهُ عِلْمُهُ، وَاحاطَ بِهِ كِتابُهُ، اللَّهُمَّ انّى اجَدِّدُ لَهُ فى صَبيحَةِ يَوْمى هذا وَما عِشْتُ مِنْ ايَّامى عَهْداً وَعَقْداً وَبَيْعَةً لَهُ فى عُنُقى لا احُولُ عَنْها وَلا ازُولُ ابَداً، اللهُمَّ اجْعَلْنى مِنْ انْصارِهِ وَاعْوانِهِ، وَالذَّابّينَ عَنْهُ، وَالْمُسارِعينَ الَيْهِ فى قَضآءِ حَوآئِجِهِ، وَالْمُمْتَثِلينَ لِأَوامِرِهِ، وَالْمُحامينَ عَنْهُ، وَالسَّابِقينَ الى ارادَتِهِ، وَالْمُسْتَشْهَدينَ بَيْنَ يَدَيْهِ، اللهُمَّ انْ حالَ بَيْنى وَبَيْنَهُ الْمَوْتُ الَّذى جَعَلْتَهُ عَلى عِبادِكَ حَتْماً مَقْضِيّاً، فَاخْرِجْنى مِنْ قَبْرى مُؤْتَزِراً كَفَنى شاهِراً سَيْفى مُجَرِّداً قَناتى مُلَبِّياً دَعْوَةَ الدَّاعى فِى الْحاضِرِ وَالْبادى اللهُمَّ ارِنِى الطَّلْعَةَ الرَّشيدَةَ، وَالْغُرَّةَ الْحَميدَةَ، وَاكْحُلْ ناظِرى بِنَظْرَةٍ مِنّى الَيْهِ، وَعَجِّلْ فَرَجَهُ، وَسَهِّلْ مَخْرَجَهُ، وَاوْسِعْ مَنْهَجَهُ، وَاسْلُكْ بى مَحَجَّتَهُ، وَانْفِذْ امْرَهُ، وَاشْدُدْ ازْرَهُ، وَاعْمُرِ اللهُمَّ بِهِ بِلادَكَ، وَاحْىِ بِهِ عِبادَكَ، فَانَّكَ قُلْتَ وَقَوْلُكَ الْحَقُّ، ظَهَرَ الْفَسادُ فِى الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِما كَسَبَتْ ايْدِى النَّاسِ، فَاظْهِرِ الّلهُمَّ لَنا وَلِيَّكَ وَابْنَ بِنْتِ نَبِيِّكَ الْمُسَمّى بِاسْمِ رَسُولِكَ، حَتّى لا يَظْفَرَ بِشَىْ ءٍ مِنَ الْباطِلِ الَّا مَزَّقَهُ، وَيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُحَقِّقَهُ، وَاجْعَلْهُ اللهُمَّ مَفْزَعاً لِمَظْلُومِ عِبادِكَ، وَناصِراً لِمَنْ لا يَجِدُ لَهُ ناصِراً غَيْرَكَ، وَمُجَدِّداً لِما عُطِّلَ مِنْ احْكامِ كِتابِكَ، وَمُشَيِّداً لِما وَرَدَ مِنْ اعْلامِ دينِكَ، وَسُنَنِ نَبِيِّكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَاجْعَلْهُ اللهُمَّ مِمَّنْ حَصَّنْتَهُ مِن بَاْسِ الْمُعْتَدينَ، اللهُمَّ وَسُرَّ نَبِيَّكَ مُحَمَّداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ بِرُؤْيَتِهِ، وَمَنْ تَبِعَهُ عَلى دَعْوَتِهِ، وَارْحَمِ اسْتِكانَتَنا بَعْدَهُ، اللهُمَّ اكْشِفْ هذِهِ الْغُمَّةَ عَنْ هذِهِ الْأُمَّةِ بِحُضُورِهِ، وَعَجِّلْ لَنا ظُهُورَهُ، انَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعيداً وَنَريهُ قَريباً، بِرَحْمَتِكَ يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ.

ثمّ تضرب على فخذك الأيمن ثلاث مرّات وتقول كلّ مرّة: الْعَجَلَ الْعَجَلَ يا مَوْلاىَ يا

ص: 348

صاحِبَ الزَّمانِ (1).

- چ چ-

الدعاء الرابع:

روى يونس بن عبدالرحمن عن الرضا عليه السلام أنّه كان يأمر بالدعاء لصاحب الأمر عليه السلام بهذا الدعاء:

اللَّهُمَّ ادْفَعْ عَنْ وَلِيّكَ وَخَليفَتِكَ وَحُجَّتِكَ عَلى خَلْقِكَ، وَلِسانِكَ الْمُعَبِّرِ عَنْكَ، النَّاطِقِ بِحِكْمَتِكَ، وَعَيْنِكَ النَّاظِرَةِ بِاذْنِكَ، وَشاهِدِكَ عَلى عِبادِكَ، الْجَحْجاحِ الْمُجاهِدِ، الْعائِذِ بِكَ، الْعابِدِ عِنْدَكَ، وَاعِذْهُ مِنْ شَرِّ جَميعِ ما خَلَقْتَ، وَبَرَاْتَ وَانْشَاْتَ وَصَوَّرْتَ، وَاحْفَظْهُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ وَعَنْ يَمينِهِ وَعَنْ شِمالِهِ، وَمِنْ فَوْقِهِ وَمِنْ تَحْتِهِ، بِحِفْظِكَ الَّذى لا يَضيعُ مَنْ حَفِظْتَهُ بِهِ، وَاحْفَظْ فيهِ رَسُولَكَ وَ ابآئَهُ ائِمَّتَكَ وَدَعآئِمَ دينِكَ، وَاجْعَلْهُ فى وَدائِعِكَ الَّتى لا تَضيعُ، وَفى جِوارِكَ الَّذى لا يُخْفَرُ، وَفى مَنْعِكَ وَعِزِّكَ الَّذى لَايُقْهَرُ، وَآمِنْهُ بِامانِكَ الْوَثيقِ الَّذى لا يُخْذَلُ مَنْ آمَنْتَهُ بِهِ، وَاجْعَلْهُ فى كَنَفِكَ الَّذى لَايُرامُ مَنْ كانَ فيهِ، وَانْصُرْهُ بِنَصْرِكَ الْعَزيزِ، وَايِّدْهُ بِجُنْدِكَ الْغالِبِ، وَقَوِّهِ بِقُوَّتِكَ، وَارْدِفْهُ بِملائِكَتِكَ، وَ والِ مَنْ والاهُ، وَ عادِ مَنْ عاداهُ، وَ ا لْبِسْهُ دِرْعَكَ الْحَصينَةَ، وَ حُفَّهُ بِالْمَلائِكَةِ حَفّاً، اللهُمَّ اشْعَبْ بِهِ الصَّدْعَ، وَ ارْتُقْ بِهِ الْفَتْقَ، وَامِتْ بِهِ الْجَوْرَ، وَ اظْهِرْ بِهِ الْعَدْلَ، وَزَيِّنْ بِطُولِ بَقآئِهِ الْأَرْضَ، وَايِّدْهُ بِالنَّصْرِ، وَانْصُرْهُ بِالرُّعْبِ، وَقَوِّ ناصِريهِ، وَاخْذُلْ خاذِليهِ، وَ دَمْدِمْ مَنْ نَصَبَ لَهُ، وَ دَمِّرْ مَنْ غَشَّهُ، وَاقْتُلْ بِهِ جَبابِرَةَ الْكُفْرِ وَعُمُدَهُ وَ دَعآئِمَهُ، وَاقْصِمْ بِهِ رُؤُوسَ الضَّلالَةِ، وَ شارِعَةَ الْبِدَعِ، وَ مُميتَةَ السُّنَّةِ، وَ مُقَوِّيَةَ الْباطِلِ، وَذَلِّلْ بِهِ الْجَبَّارينَ، وَأَبِرْ بِهِ الْكافِرينَ، وَجَميعَ الْمُلْحِدينَ فى مَشارِقِ الْأَرْضِ وَمَغارِبِها، وَ بَرِّها وَ بَحْرِها، وَ سَهْلِها وَجَبَلِها، حَتّى لا تَدَعَ مِنْهُمْ


1- المزار الكبير: ص 663؛ مصباح الزائر: ص 455 و 456؛ بحار الأنوار: ج 99، ص 111.

ص: 349

دَيَّاراً، وَ لا تُبْقى لَهُمْ آثاراً، اللهُمَّ طَهِّرْ مِنْهُمْ بِلادَكَ، وَاشْفِ مِنْهُمْ عِبادَكَ، وَاعِزَّ بِهِ الْمُؤْمِنينَ، وَاحْىِ بِهِ سُنَنَ الْمُرْسَلينَ، وَ دارِسَ حُكْمِ النَّبِيّينَ، وَجَدِّدْ بِهِ مَا امْتَحى مِنْ دينِكَ، وَبُدِّلَ مِنْ حُكْمِكَ، حَتّى تُعيدَ دينَكَ بِهِ، وَعَلى يَدَيْهِ جَديداً غَضّاً مَحْضاً صَحيحاً لا عِوَجَ فيهِ، وَلا بِدْعَةَ مَعَهُ، وَحَتّى تُنيرَ بِعَدْلِهِ ظُلَمَ الْجَوْرِ، وَتُطْفِئَ بِهِ نيرانَ الْكُفْرِ، وَتوُضِحَ بِهِ مَعاقِدَ الْحَقِّ، وَ مَجْهُولَ الْعَدْلِ، فَانَّهُ عَبْدُكَ الَّذىِ اسْتَخْلَصْتَهُ لِنَفْسِكَ، وَاصْطَفَيْتَهُ عَلى غَيْبِكَ، وَ عَصَمْتَهُ مِنَ الذُّنُوبِ، وَبَرَّاْتَهُ مِنَ الْعُيُوبِ، وَطَهَّرْتَهُ مِنَ الرِّجْسِ، وَسَلَّمْتَهُ مِنَ الدَّنَسِ، اللهُمَّ فَانَّا نَشْهَدُ لَهُ يَوْمَ الْقِيمَةِ، وَيَوْمَ حُلُولِ الطَّآمَّةِ، انَّهُ لَمْ يُذْنِبْ ذَنْباً، وَ لا اتى حُوباً، وَ لَمْ يَرْتَكِبْ مَعْصِيَةً، وَلَمْ يُضَيِّعْ لَكَ طاعَةً، وَلَمْ يَهْتِكْ لَكَ حُرْمَةً، وَلَمْ يُبَدِّلْ لَكَ فَريضَةً، وَ لَمْ يُغَيِّرْ لَكَ شَريعَةً، وَانَّهُ الْهادِى الْمُهْتَدِى الطَّاهِرُ، التَّقِىُّ النَّقِىُّ، الرَّضِىُّ الزَّكِىُّ، اللهُمَّ اعْطِهِ فى نَفْسِهِ وَاهْلِهِ وَوَلَدِهِ، وَذُرِّيَّتِهِ وَامَّتِهِ، وَ جَميعِ رَعِيَّتِهِ ما تُقِرُّ بِهِ عَيْنَهُ، وَ تَسُرُّ بِهِ نَفْسَهُ، وَتَجْمَعُ لَهُ مُلْكَ الْمُمْلَكاتِ كُلِّها، قَريبِها وَبَعيدِها، وَ عَزيزِها وَ ذَليلِها، حَتّى تُجْرِىَ حُكْمَهُ عَلى كُلِّ حُكْمٍ، وَتَغْلِبَ بِحَقِّهِ كُلَّ باطِلٍ، اللَّهُمَّ اسْلُكْ بِنا عَلى يَدَيْهِ مِنْهاجَ الْهُدى وَالْمَحَجَّةَ الْعُظْمى وَالطَّريقَةَ الْوُسْطَى الَّتى يَرْجِعُ الَيْهَا الْغالى وَيَلْحَقُ بِهَا التَّالى وَقَوِّنا عَلى طاعَتِهِ، وَثَبِّتْنا عَلى مُشايَعَتِهِ، وَامْنُنْ عَلَيْنا بِمُتابَعَتِهِ، وَاجْعَلْنا فى حِزْبِهِ الْقَوَّامينَ بِامْرِهِ، الصَّابِرينَ مَعَهُ، الطَّالِبينَ رِضاكَ بِمُناصَحَتِهِ، حَتّى تَحْشُرَنا يَوْمَ الْقِيمَةِ فى انْصارِهِ وَاعْوانِهِ، وَمُقَوِّيَةِ سُلْطانِهِ، اللهُمَّ وَ اجْعَلْ ذلِكَ لَنا خالِصاً مِنْ كُلِّ شَكٍّ وَشُبْهَةٍ، وَ رِياءٍ وَسُمْعَةٍ، حَتّى لا نَعْتَمِدَ بِهِ غَيْرَكَ، وَلا نَطْلُبَ بِهِ الَّا وَجْهَكَ، وَحَتّى تُحِلَّنا مَحَلَّهُ، وَ تَجْعَلَنا فِى الْجَنَّةِ مَعَهُ، وَ اعِذْنا مِنَ السَّاْمَةِ وَالْكَسَلِ وَالْفَتْرَةِ، وَاجْعَلْنا مِمَّنْ تَنْتَصِرُ بِهِ لِدينِكَ، وَتُعِزُّ بِهِ نَصْرَ وَلِيِّكَ، وَلا تَسْتَبْدِلْ بِنا غَيْرَنا، فَانَ

ص: 350

اسْتِبْدالَكَ بِنا غَيْرَنا عَلَيْكَ يَسيرٌ، وَ هُوَ عَلَيْنا كَثيرٌ، اللهُمَّ صَلِّ عَلى وُلاةِ عَهْدِهِ، وَالْأَئِمَّةِ مِنْ بَعْدِهِ، وَبَلِّغْهُمْ آمآلَهُمْ، وَ زِدْ فى آجآلِهِمْ، وَاعِزَّ نَصْرَهُمْ، وَتَمِّمْ لَهُمْ ما اسْنَدْتَ الَيْهِمْ مِنْ امْرِكَ لَهُمْ، وَثَبِّتْ دَعآئِمَهُمْ، وَاجْعَلْنا لَهُمْ اعْواناً، وَعَلى دينِكَ انْصاراً، فَانَّهُمْ مَعادِنُ كَلِماتِكَ، وَ خُزَّانُ عِلْمِكَ، وَ ارْكانُ تَوْحيدِكَ، وَ دَعآئِمُ دينِكَ، وَ وُلاةُ امْرِكَ، وَ خالِصَتُكَ مِنْ عِبادِكَ، وَصَفْوَتُكَ مِنْ خَلْقِكَ، وَاوْلِيآؤُكَ وَ سَلائِلُ اوْلِيآئِكَ، وَصَفْوَةُ اوْلادِ نَبِيِّكَ، وَالسَّلامُ عَلَيْهِمْ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكاتُهُ (1).

- چ چ-

الدعاء الخامس:

روى السيّد ابن طاووس في جمال الاسبوع عن عثمان بن سعيد النائب الأوّل من النواب الأربعة وقال إن كنت معذوراً في كلّ ما ذكرناه في تعقيبات صلاة العصر من يوم الجمعة، فاقرأ هذا الدعاء:

اللهُمَّ عَرِّفْنى نَفْسَكَ، فَانَّكَ انْ لَمْ تُعَرِّفْنى نَفْسَكَ لَمْ اعْرِفْ رَسُولَكَ، اللهُمَّ عَرِّفْنى رَسُولَكَ، فَانَّكَ انْ لَمْ تُعَرِّفْنى رَسُولَكَ لَمْ اعْرِفْ حُجَّتَكَ، اللهُمَّ عَرِّفْنى حُجَّتَكَ، فَانَّكَ انْ لَمْ تُعَرِّفْنى حُجَّتَكَ ضَلَلْتُ عَنْ دينى اللهُمَّ لا تُمِتْنى ميتَةً جاهِلِيَّةً، وَلا تُزِغْ قَلْبى بَعْدَ اذْ هَدَيْتَنى اللَّهُمَّ فَكَما هَدَيْتَنى لِوِلايَةِ مَنْ فَرَضْتَ طاعَتَهُ عَلَىَّ، مِنْ وُلاةِ امْرِكَ بَعْدَ رَسُولِكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ، حَتّى والَيْتُ وُلاةَ امْرِكَ اميرَ الْمُؤْمِنينَ وَالْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ، وَعَلِيّاً وَمُحَمَّداً وَجَعْفَراً وَمُوسى وَعَلِيّاً وَمُحَمَّداً وَعَلِيّاً وَالْحَسَنَ وَالْحُجَّةَ الْقآئِمَ الْمَهْدِىَّ، صَلَواتُكَ عَلَيْهِمْ اجْمَعينَ، اللهُمَّ فَثَبِّتْنى عَلى دينِكَ، وَاسْتَعْمِلْنى بِطاعَتِكَ، وَلَيِّنْ قَلْبى لِوَلِىِّ امْرِكَ، وَعافِنى مِمَّا امْتَحَنْتَ بِهِ خَلْقَكَ، وَثَبِّتْنى عَلى طاعَةِ وَلِىِّ امْرِكَ، الَّذى سَتَرْتَهُ عَنْ خَلْقِكَ، وَبِاذْنِكَ غابَ عَنْ بَرِيَّتِكَ، وَامْرَكَ يَنْتَظِرُ، وَانْتَ الْعالِمُ غَيْرُ الْمُعَلَّمِ


1- البلد الأمين: ص 81؛ مصباح المتهجّد: ص 409.

ص: 351

بِالْوَقْتِ الَّذى فيهِ صَلاحُ امْرِ وَلِيِّكَ، فِى الْإِذْنِ لَهُ بِاظْهارِ امْرِهِ وَكَشْفِ سِرِّهِ، فَصَبِّرْنى عَلى ذلِكَ، حَتّى لا احِبَّ تَعْجيلَ ما اخَّرْتَ، وَلا تَاْخيرَ ما عَجَّلْتَ، وَلا كَشْفَ ما سَتَرْتَ، وَلَاالْبَحْثَ عَمَّا كَتَمْتَ، وَلا انازِعَكَ فى تَدْبيرِكَ، وَلا اقُولَ لِمَ وَكَيْفَ وَما بالُ وَلِىِّ الْامْرِ لا يَظْهَرُ، وَ قَدِ امْتَلَاتِ الْأَرْضُ مِنَ الْجَوْرِ، وَافَوِّضُ امُورى كُلَّها الَيْكَ، اللهُمَّ انّى اسْئَلُكَ انْ تُرِيَنى وَلِىَّ امْرِكَ ظاهِراً نافِذَالْأَمْرِ، مَعَ عِلْمى بِانَّ لَكَ السُّلْطانَ، وَالْقُدْرَةَ وَالْبُرْهانَ، وَالْحُجَّةَ وَالْمَشِيَّةَ، وَالْحَوْلَ وَ الْقُوَّةَ، فَافْعَلْ ذلِكَ بى وَبِجَميعِ الْمُؤْمِنينَ، حَتّى نَنْظُرَ الى وَلِيِّكَ، صَلَواتُكَ عَلَيْهِ، ظاهِرَ الْمَقالَةِ، واضِحَ الدِّلالَةِ، هادِياً مِنَ الضَّلالَةِ، شافِياً مِنَ الْجَهالَةِ، ابْرِزْ يا رَبِّ مُشاهَدَتَهُ، وَ ثَبِّتْ قَواعِدَهُ، وَاجْعَلْنا مِمَّنْ تَقِرُّ عَيْنُهُ بِرُؤْيَتِهِ، وَاقِمْنا بِخِدْمَتِهِ، وَتَوَفَّنا عَلى مِلَّتِهِ، وَاحْشُرْنا فى زُمْرَتِهِ، اللَّهُمَّ اعِذْهُ مِنْ شَرِّ جَميعِ ما خَلَقْتَ، وَذَرَاْتَ وَ بَرَاْتَ، وَانْشَاْتَ وَ صَوَّرْتَ، وَ احْفَظْهُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ، وَ عَنْ يَمينِهِ وَ عَنْ شِمالِهِ، وَ مِنْ فَوْقِهِ وَ مِنْ تَحْتِهِ، بِحِفْظِكَ الَّذى لا يَضيعُ مَنْ حَفِظْتَهُ بِهِ، وَاحْفَظْ فيهِ رَسُولَكَ، وَ وَصِىَّ رَسُولِكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ السَّلامُ، اللَّهُمَّ وَ مُدَّ فى عُمْرِهِ، وَ زِدْ فى اجَلِهِ، وَاعِنْهُ عَلى ما وَلَّيْتَهُ وَاسْتَرْعَيْتَهُ، وَ زِدْ فى كَرامَتِكَ لَهُ، فَانَّهُ الْهادِى الْمَهْدِىُّ، وَالْقآئِمُ الْمُهْتَدى وَالطَّاهِرُ التَّقِىُّ، الزَّكِىُّ النَّقِىُّ، الرَّضِىُّ الْمَرْضِىُّ، الصَّابِرُ الشَّكُورُ الْمُجْتَهِدُ، اللهُمَّ وَلا تَسْلُبْنَا الْيَقينَ لِطُولِ الْأَمَدِ فى غَيْبَتِهِ، وَانْقِطاعِ خَبَرِهِ عَنَّا، وَلا تُنْسِنا ذِكْرَهُ وَانْتِظارَهُ وَالْإيمانَ بِهِ، وَقُوَّةَ الْيَقينِ فى ظُهُورِهِ، وَالدُّعآءَ لَهُ وَالصَّلاةَ عَلَيْهِ، حَتّى لا يُقَنِّطَنا طُولُ غَيْبَتِهِ مِنْ قِيامِهِ، وَيَكُونَ يَقينُنا فى ذلِكَ، كَيَقينِنا فى قِيامِ رَسُولِكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَما جآءَ بِهِ مِنْ وَحْيِكَ وَتَنْزيلِكَ، فَقَوِّ قُلُوبَنا عَلَى الْإيمانِ بِهِ، حَتّى تَسْلُكَ بِنا عَلى يَدَيْهِ مِنْهاجَ الْهُدى وَالْمَحَجَّةَ الْعُظْمى وَالطَّريقَةَ الْوُسْطى وَقَوِّنا عَلى

ص: 352

طاعَتِهِ وَ ثَبِّتْنا عَلى مُتابَعَتِهِ، وَ اجْعَلْنا فى حِزْبِهِ وَ اعْوانِهِ وَ انْصارِهِ وَ الرَّاضينَ بِفِعْلِهِ، وَلا تَسْلُبْنا ذلِكَ فى حَياتِنا، وَلا عِنْدَ وَفاتِنا، حَتّى تَتَوَفَّانا وَ نَحْنُ عَلى ذلِكَ، لا شآكّينَ وَ لا ناكِثينَ، وَ لا مُرْتابينَ وَ لا مُكَذِّبينَ، اللهُمَّ عَجِّلْ فَرَجَهُ، وَايِّدْهُ بِالنَّصْرِ، وَانْصُرْ ناصِريهِ، وَ اخْذُلْ خاذِليهِ، وَ دَمْدِمْ عَلى مَنْ نَصَبَ لَهُ وَكَذَّبَ بِهِ، وَاظْهِرْ بِهِ الْحَقَّ، وَ امِتْ بِهِ الْجَوْرَ، وَاسْتَنْقِذْ بِهِ عِبادَكَ الْمُؤْمِنينَ مِنَ الذُّلِّ، وَانْعَشْ بِهِ الْبِلادَ، واقْتُلْ بِهِ جَبابِرَةَ الْكُفْرِ، وَاقْصِمْ بِهِ رُؤُسَ الضَّلالةِ، وَذَلِّلْ بِهِ الْجَبَّارينَ وَالْكافِرينَ، وَابِرْ بِهِ الْمُنافِقينَ وَ النَّاكِثينَ، وَ جَميعَ الْمُخالِفينَ وَالْمُلْحِدينَ، فى مَشارِقِ الْأَرْضِ وَمَغارِبِها، وَبَرِّها وَبَحْرِها، وَسَهْلِها وَجَبَلِها، حَتّى لا تَدَعَ مِنْهُمْ دَيَّاراً، وَلا تُبْقِىَ لَهُمْ آثاراً، طَهِّرْ مِنْهُمْ بِلادَكَ، وَاشْفِ مِنْهُمْ صُدُورَ عِبادِكَ، وَجَدِّدْ بِهِ مَا امْتَحى مِنْ دينِكَ، وَاصْلِحْ بِهِ ما بُدِّلَ مِنْ حُكْمِكَ، وَغُيِّرَ مِنْ سُنَّتِكَ، حَتّى يَعُودَ دينُكَ بِهِ، وَعَلى يَدَيْهِ غَضّاً جَديداً صَحيحاً لا عِوَجَ فيهِ، وَلا بِدْعَةَ مَعَهُ، حَتّى تُطْفِئَ بِعَدْلِهِ نيرانَ الْكافِرينَ، فَانَّهُ عَبْدُكَ الَّذى اسْتَخْلَصْتَهُ لِنَفْسِكَ، وَارْتَضَيْتَهُ لِنُصْرَةِ دينِكَ، وَاصْطَفَيْتَهُ بِعِلْمِكَ، وَعَصَمْتَهُ مِنَ الذُّنُوبِ وَبَرَّاْتَهُ مِنَ الْعُيُوبِ، وَاطْلَعْتَهُ عَلَى الْغُيُوبِ، وَانْعَمْتَ عَلَيْهِ، وَطَهَّرْتَهُ مِنَ الرِّجْسِ، وَنَقَّيْتَهُ مِنَ الدَّنَسِ، اللهُمَّ فَصَلِّ عَلَيْهِ وَعَلى آبائِهِ الْأَئِمَّةِ الطَّاهِرينَ، وَعَلى شيعَتِهِ الْمُنْتَجَبينَ، وَبَلِّغْهُمْ مِنْ آمالِهِمْ افْضَلَ ما يَاْمَلُونَ، وَاجْعَلْ ذلِكَ مِنَّا خالِصاً مِنْ كُلِّ شَكٍّ وَشُبْهَةٍ وَرِيآءٍ وَسُمْعَةٍ، حَتّى لا نُريدَ بِهِ غَيْرَكَ، وَ لا نَطْلُبَ بِهِ الَّا وَجْهَكَ، اللهُمَّ انَّا نَشْكُو الَيْكَ فَقْدَ نَبِيِّنا، وَغَيْبَةَ امامِنا، وَشِدَّةَ الزَّمانِ عَلَيْنا، وَوُقُوعَ الْفِتَنِ بِنا، وَتَظاهُرَ الْأَعْدآءِ عَلَيْنا، وَكَثْرَةَ عَدُوِّنا، وَقِلَّةَ عَدَدِنا، اللهُمَّ فَفَرِّجْ ذلِكَ عَنَّا بِفَتْحٍ مِنْكَ تُعَجِّلُهُ، وَنَصْرٍ مِنْكَ تُعِزُّهُ، وَامامِ عَدْلٍ تُظْهِرُهُ، الهَ الْحَقِّ رَبَّ الْعالَمينَ، اللهُمَّ انَّا نَسْئَلُكَ انْ تَاْذَنَ لِوَلِيِّكَ فى اظْهارِ عَدْلِكَ فى

ص: 353

عِبادِكَ، وَقَتْلِ اعْدآئِكَ فى بِلادِكَ، حَتّى لا تَدَعَ لِلْجَوْرِ يا رَبِّ دِعامَةً الَّا قَصَمْتَها، وَلا بَقِيَّةً الَّا افْنَيْتَها، وَ لا قُوَّةً الَّا اوْهَنْتَها، وَ لا رُكْناً الَّا هَدَمْتَهُ، وَ لا حَدّاً الَّا فَلَلْتَهُ، وَلا سِلاحاً الَّا اكْلَلْتَهُ، وَ لا رايَةً الَّا نَكَّسْتَها، وَ لا شُجاعاً الَّا قَتَلْتَهُ، وَلا جَيْشاً الَّا خَذَلْتَهُ، وَارْمِهِمْ يا رَبِّ بِحَجَرِكَ الدَّامِغِ، وَاضْرِبْهُمْ بِسَيْفِكَ الْقاطِعِ، وَبَاْسِكَ الَّذى لا تَرُدُّهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمينَ، وَعَذِّبْ اعْدآئَكَ، وَ اعْدآءَ وَلِيِّكَ (1) وَ اعْدآءَ رَسُولِكَ، صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ، بِيَدِ وَلِيِّكَ وَايْدى عِبادِكَ الْمُؤْمِنينَ، اللهُمَّ اكْفِ وَلِيَّكَ وَحُجَّتَكَ فى ارْضِكَ هَوْلَ عَدُوِّهِ، وَكَيْدَ مَنْ ارادَهُ، وَامْكُرْ بِمَنْ مَكَرَ بِهِ، وَاجْعَلْ دآئِرَةَ السَّوْءِ عَلى مَنْ ارادَ بِهِ سُوءًا، وَاقْطَعْ عَنْهُ مادَّتَهُمْ، وَارْعِبْ لَهُ قُلُوبَهُمْ، وَ زَلْزِلْ اقْدامَهُمْ، وَ خُذْهُمْ جَهْرَةً وَ بَغْتَةً، وَ شَدِّدْ عَلَيْهِمْ عَذابَكَ، وَاخْزِهِمْ فى عِبادِكَ، وَالْعَنْهُمْ فى بِلادِكَ، وَاسْكِنْهُمْ اسْفَلَ نارِكَ، وَاحِطْ بِهِمْ اشَدَّ عَذابِكَ، وَاصْلِهِمْ ناراً، وَاحْشُ قُبُورَ مَوْتاهُمْ ناراً، وَ اصْلِهِمْ حَرَّ نارِكَ، فَانَّهُمْ اضَلُّوا وَاضاعُوا الصَّلاةَ، وَاتَّبَعُوا الشَّهَواتِ، وَاضَلُّوا عِبادَكَ، [وَاخْرَبُوا بِلادَكَ (2)، اللَّهُمَ وَاحْىِ بِوَلِيِّكَ الْقُرْآنَ، وَ ارِنا نُورَهُ سَرْمَداً لا لَيْلَ فيهِ، وَاحْىِ بِهِ الْقُلُوبَ الْمَيِّتَةَ، وَاشْفِ بِهِ الصُّدُورَ الْوَغِرَةَ، وَاجْمَعْ بِهِ الْأَهْوآءَ الْمُخْتَلِفَةَ عَلَى الْحَقِّ، وَاقِمْ بِهِ الْحُدُودَ الْمُعَطَّلَةَ، وَ الْأَحْكامَ الْمُهْمَلَةَ، حَتّى لا يَبْقى حَقٌّ الَّا ظَهَرَ، وَلا عَدْلٌ الَّا زَهَرَ، وَاجْعَلْنا يا رَبِّ مِنْ اعْوانِهِ، وَمُقَوِّيَةِ سُلْطانِهِ، وَالْمُؤْتَمِرينَ لِأَمْرِهِ، وَالرَّاضينَ بِفِعْلِهِ، وَالْمُسَلِّمينَ لِأَحْكامِهِ، وَمِمَّنْ لا حاجَةَ بِهِ الَى التَّقِيَّةِ مِنْ خَلْقِكَ، وَانْتَ يا رَبِّ الَّذى تَكْشِفُ الضُّرَّ، وَتُجيبُ الْمُضْطَرَّ اذا دَعاكَ، وَتُنْجى مِنَ الْكَرْبِ الْعَظيمِ، فَاكْشِفِ الْضُّرَّ عَنْ وَلِيِّكَ، وَاجْعَلْهُ خَليفَةً فى ارْضِكَ كَما ضَمْنِتَ لَهُ،


1- ورد في جمال الاسبوع« اعداء دينك».
2- لم ترد هذه الجملة في« جمال الاسبوع»، ولكن وردت في« بحارالانوار».

ص: 354

اللهُمَّ لا تَجْعَلْنى مِنْ خُصَمآءِ آلِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمُ السَّلامُ، وَلا تَجْعَلْنى مِنْ اعْدآءِ آلِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمُ السَّلامُ، وَلا تَجْعَلْنى مِنْ اهْلِ الْحَنَقِ وَالْغَيْظِ عَلى آلِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمُ السَّلامُ، فَانّى اعُوذُ بِكَ مِنْ ذلِكَ فَاعِذْنى وَاسْتَجيرُ بِكَ فَاجِرْنى اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاجْعَلْنى بِهِمْ فائِزاً عِنْدَكَ فِى الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ، وَمِنَ الْمُقَرَّبينَ، آمينَ رَبَّ الْعالَمينَ (1).

- چ چ-


1- جمال الاسبوع: ص 521. وورد هذا الدعاء باختلاف في مصباح المتهجّد: ص 411؛ بحار الأنوار: ج 99، ص 89.

ص: 355

الفصل العاشر: الزيارات الجامعة

اشارة

الزيارات التي يمكن بها زيارة كلّ إمام أو جميع الأئمّة عليهم السلام.

الزيارة الاولى (المروية عن الرضا عليه السلام):

روي في كامل الزيارات قال الإمام الرضا عليه السلام لمن سأله عن إتيان قبر أبي الحسن عليه السلام:

يَجْزِي فِي المَواضِع كُلِّها

(أي زيارة كلّ إمام وخطابه وجميع الأئمّة) أن تَقولَ:

السَّلامُ عَلى اوْلِيآءِ اللَّهِ وَاصْفِيآئِه، السَّلامُ عَلى امَنآءِ اللَّهِ وَاحِبَّآئِهِ، السَّلامُ عَلى انْصارِ اللَّهِ وَخُلَفآئِهِ، السَّلامُ عَلى مَحآلِّ مَعْرِفَةِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلى مَساكِنِ ذِكْرِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلى مَظاهِرِ امْرِ اللَّهِ وَ نَهْيِهِ، السَّلامُ عَلَى الدُّعاةِ الَى اللَّهِ، السَّلامُ عَلَى الْمُسْتَقِرّينَ فى مَرْضاتِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَى الْمُخْلِصينَ فى طاعَةِ اللَّهِ، [السَّلامُ عَلَى الْأَدِلّاءِ عَلَى اللَّهِ (1) السَّلامُ عَلَى الَّذينَ مَنْ والاهُمْ فَقَدْ والَى اللَّهَ، وَمَنْ عاداهُمْ فَقَدْ عادَى اللَّهَ، وَمَنْ عَرَفَهُمْ فَقَدْ عَرَفَ اللَّهَ، وَمَنْ جَهِلَهُمْ فَقَدْ جَهِلَ اللَّهَ، وَمَنِ اعْتَصَمَ بِهِمْ فَقَدِ اعْتَصَمَ بِاللَّهِ، وَمَنْ تَخَلّى مِنْهُمْ فَقَدْ تَخَلّى مِنَ اللَّهِ، اشْهِدُ اللَّهَ انّى سِلْمٌ لِمَنْ سالَمَكُمْ، وَ حَرْبٌ لِمَنْ حارَبَكُمْ، مُؤْمِنٌ بِسِرِّكُمْ وَ عَلانِيَتِكُمْ، مُفَوِّضٌ فى ذلِكَ كُلِّهِ الَيْكُمْ، لَعَنَ اللَّهُ عَدُوَّ آلِ مُحَمَّدٍ مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ، وَ ابْرَءُ الَى اللَّهِ مِنْهُمْ، وَ صَلَّى اللَّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ. وهذا يجزي من الزيارات كلّها، وتكثر من الصلاة على محمّد وآله


1- وردت هذه الجملة في بحار الأنوار.

ص: 356

وتسمّي واحداً واحداً بأسمائهم، وتبرأ من أعدائهم وتخير لنفسك من الدعاء للمؤمنين والمؤمنات (1).

-*-*-*-

الزيارة الثانية (الزيارة الجامعة الكبيرة):

روى الصدوق في كتاب من لا يحضره الفقيه أنّ أحد أصحاب الإمام الهادي عليه السلام قال: علّمني يا ابن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله قولًا أقوله بليغاً كاملًا إذا زرت واحداً منكم. فقال: «

قِفْ على بَابِ القَبْرِ وأنْتَ على غُسْلٍ وقل:

اشْهَدُ انْ لا الهَ الَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وَ اشْهَدُ انَّ مُحَمَّداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ

فإذا دَخَلْتَ ورأيْتَ القَبْرَ فَقِفْ وقُلْ: اللَّهُ اكْبَرُ ثَلاثِينَ مَرّةً ثُمَّ امْشِ قَلِيلًا وكَبِّرْ ثَلاثينَ مَرّةً، ثُمّ امْشِ وعليك السَّكِينَةَ والوقارُ وقارِبْ بَين خُطاكَ ثُمّ قِفْ وكَبِّرْ ثَلاثين مرّةً، ثمّ ادْنُ مِنَ الْقَبْرِ وكَبِّرِ اللَّهَ أربَعِينَ مرّةً (تمام مائة تكبيرة)(2) ثمّ قل

»: السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا اهْلَ بَيْتِ النُّبُوَّةِ، وَمَوْضِعَ الرِّسالَةِ، وَمُخْتَلَفَ الْمَلائِكَةِ، وَمَهْبِطَ الْوَحْىِ، وَمَعْدِنَ الرَّحْمَةِ، وَخُزَّانَ الْعِلْمِ، وَمُنْتَهَى الْحِلْمِ، وَاصُولَ الْكَرَمِ، وَقادَةَ الْأُمَمِ، وَاوْلِيآءَ النِّعَمِ، وَعَناصِرَ الْأَبْرارِ، وَدَعآئِمَ الْأَخْيارِ، وَساسَةَ الْعِبادِ، وَارْكانَ الْبِلادِ، وَابْوابَ الْإيمانِ، وَامَنآءَ الرَّحْمنِ، وَسُلالَةَ النَّبِيّينَ، وَصَفْوَةَالْمُرْسَلينَ، وَعِتْرَةَ خِيَرَةِ رَبِّ الْعالَمينَ، وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلى ائِمَّةِ الْهُدى وَمَصابيحِ الدُّجى وَاعْلامِ التُّقى وَ ذَوِى النُّهى وَاولِى الْحِجى وَ كَهْفِ الْوَرى وَوَرَثَةِ الْأَنْبِيآءِ، وَالْمَثَلِ الْأَعْلى وَ الدَّعْوَةِ الْحُسْنى وَ حُجَجِ اللَّهِ عَلى اهْلِ الدُّنْيا وَالْأخِرَةِ وَالْأُولى وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلى مَحآلِّ مَعْرِفَةِ اللَّهِ، وَمَساكِنِ بَرَكَةِاللَّهِ، وَمَعادِنِ حِكْمَةِاللَّهِ، وَحَفَظَةِ سِرِّاللَّهِ، وَحَمَلَةِ كِتابِ اللَّهِ، وَاوْصِيآءِ نَبِىِّ اللَّهِ، وَذُرِّيَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلَى الدُّعاةِ


1- كامل الزيارات: الباب 104، ح 1؛ بحار الأنوار: ج 99، ص 126، ح 1( باختلاف يسير).
2- قال المجلسي الأوّل لعلّ المئة تكبيرة خشية غلوّ الزائر أو غفلته عن عظمة اللَّه( وكلّ ما لهم عليه السلام فمن جانب اللَّه وبإذنه)( روضة المتقين: ج 5، ص 453).

ص: 357

الَى اللَّهِ، وَالْأَدِلَّاءِ عَلى مَرْضاتِ اللَّهِ، وَالْمُسْتَقِرّينَ فى امْرِ اللَّهِ، وَالتَّآمّينَ فى مَحَبَّةِ اللَّهِ، وَالْمُخْلِصينَ فى تَوْحيدِ اللَّهِ، وَالْمُظْهِرينَ لِامْرِ اللَّهِ وَنَهْيِهِ، وَعِبادِهِ الْمُكْرَمينَ الَّذينَ لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ، وَهُمْ بِامْرِهِ يَعْمَلُونَ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلَى الْأَئِمَّةِ الدُّعاةِ، وَالْقادَةِ الْهُداةِ، وَالسَّادَةِ الْوُلاةِ، وَالذَّادَةِالْحُماةِ، وَاهْلِ الذِّكْرِ، وَاولِى الْأَمْرِ، وَبَقِيَّةِ اللَّهِ، وَخِيَرَتِهِ وَحِزْبِهِ، وَعَيْبَةِ عِلْمِهِ، وَحُجَّتِهِ وَصِراطِهِ، وَنُورِهِ وَبُرْهانِهِ (1)، وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، اشْهَدُ انْ لا الهَ الَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، كَما شَهِدَ اللَّهُ لِنَفْسِهِ، وَشَهِدَتْ لَهُ مَلائِكَتُهُ وَاولُوا الْعِلْمِ مِنْ خَلْقِهِ، لا الهَ الَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكيمُ، وَاشْهَدُ انَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ الْمُنْتَجَبُ، وَرَسُولُهُ الْمُرْتَضى ارْسَلَهُ بِالْهُدى وَدينِ الْحَقِّ، لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ، وَاشْهَدُ انَّكُمُ الْأَئِمَّةُ الرَّاشِدُونَ الْمَهْدِيُّونَ، الْمَعْصُومُونَ الْمُكَرَّمُونَ، الْمُقَرَّبُونَ الْمُتَّقُونَ، الصَّادِقُونَ الْمُصْطَفَوْنَ، الْمُطيعُونَ لِلَّهِ، الْقَوَّامُونَ بِامْرِهِ، الْعامِلُونَ بِارادَتِهِ، الْفآئِزُونَ بِكَرامَتِهِ، اصْطَفاكُمْ بِعِلْمِهِ، وَارْتَضاكُمْ لِغَيْبِهِ، وَاخْتارَكُمْ لِسِرِّهِ، وَاجْتَبيكُمْ بِقُدْرَتِهِ، وَ اعَزَّكُمْ بِهُداهُ، وَ خَصَّكُمْ بِبُرْهانِهِ، وَانْتَجَبَكُمْ لِنُورِهِ، وَ ايَّدَكُمْ بِرُوحِهِ، وَرَضِيَكُمْ خُلَفآءَ فى ارْضِهِ، وَحُجَجاً عَلى بَرِيَّتِهِ، وَانْصاراً لِدينِهِ، وَ حَفَظَةً لِسِرِّهِ، وَ خَزَنَةً لِعِلْمِهِ، وَ مُسْتَوْدَعاً لِحِكْمَتِهِ، وَتَراجِمَةً لِوَحْيِهِ، وَ ارْكاناً لِتَوْحيدِهِ، وَشُهَدآءَ عَلى خَلْقِهِ، وَ اعْلاماً لِعِبادِهِ، وَ مَناراً فى بِلادِهِ، وَ ادِلَّاءَ عَلى صِراطِهِ، عَصَمَكُمُ اللَّهُ مِنَ الزَّلَلِ، وَآمَنَكُمْ مِنَ الْفِتَنِ، وَطَهَّرَكُمْ مِنَ الدَّنَسِ، وَ اذْهَبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ (2)، وَطَهَّرَكُمْ تَطْهيراً، فَعَظَّمْتُمْ جَلالَهُ، وَاكْبَرْتُمْ شَأْنَهُ، وَ مَجَّدْتُمْ كَرَمَهُ، وَادَمْتُمْ ذِكْرَهُ (3)، وَ وَكَّدْتُمْ ميثاقَهُ، وَاحْكَمْتُمْ عَقْدَ طاعَتِهِ، وَنَصَحْتُمْ لَهُ فِى السِّرِّ وَالْعَلانِيَةِ، وَدَعَوْتُمْ الى سَبيلِهِ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ


1- لم ترد كلمة« وبرهانه» في كتاب من لايحضره الفقيه.
2- في من لايحضره الفقيه:« أذهب عنكم الرجس أهل البيت».
3- في من لايحضره الفقيه:« ادمنتم ذكره».

ص: 358

الْحَسَنَةِ، وَبَذَلْتُمْ انْفُسَكُمْ فى مَرْضاتِهِ، وَصَبَرْتُمْ عَلى ما اصابَكُمْ فى جَنْبِهِ، وَاقَمْتُمُ الصَّلاةَ، وَآتَيْتُمُ الزَّكاةَ، وَامَرْتُمْ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهَيْتُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَجاهَدْتُمْ فِى اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ، حَتّى اعْلَنْتُمْ دَعْوَتَهُ، وَ بَيَّنْتُمْ فَرآئِضَهُ، وَ اقَمْتُمْ حُدُودَهُ، وَ نَشَرْتُمْ شَرايِعَ احْكامِهِ، وَ سَنَنْتُمْ سُنَّتَهُ، وَ صِرْتُمْ فى ذلِكَ مِنْهُ الَى الرِّضا، وَ سَلَّمْتُمْ لَهُ الْقَضآءَ، وَ صَدَّقْتُمْ مِنْ رُسُلِهِ مَنْ مَضى فَالرَّاغِبُ عَنْكُمْ مارِقٌ، وَاللّازِمُ لَكُمْ لاحِقٌ، وَ الْمُقَصِّرُ فى حَقِّكُمْ زاهِقٌ، وَالْحَقُّ مَعَكُمْ وَ فيكُمْ وَمِنْكُمْ وَالَيْكُمْ، وَانْتُمْ اهْلُهُ وَ مَعْدِنُهُ، وَميراثُ النُّبُوَّةِ عِنْدَكُمْ، وَ ايابُ الْخَلْقِ الَيْكُمْ، وَحِسابُهُمْ عَلَيْكُمْ، وَفَصْلُ الْخِطابِ عِنْدَكُمْ، وَ آياتُ اللَّهِ لَدَيْكُمْ، وَ عَزآئِمُهُ فيكُمْ، وَ نُورُهُ وَ بُرْهانُهُ عِنْدَكُمْ، وَ امْرُهُ الَيْكُمْ، مَنْ والاكُمْ فَقَدْ والَى اللَّهَ، وَ مَنْ عاداكُمْ فَقَدْ عادَ اللَّهَ، وَ مَنْ احَبَّكُمْ فَقَدْ احَبَّ اللَّهَ، وَمَنْ ابْغَضَكُمْ فَقَدْ ابْغَضَ اللَّهَ، وَمَنِ اعْتَصَمَ بِكُمْ فَقَدِ اعْتَصَمَ بِاللَّهِ، انْتُمُ الصِّراطُ الْأَقْوَمُ، وَشُهَدآءُ دارِ الْفَنآءِ، وَشُفَعآءُ دارِ الْبَقآءِ، وَالرَّحْمَةُ الْمَوْصُولَةُ، وَالْأيَةُ الْمَخْزُونَةُ، وَالْأَمانَةُ الْمُحْفُوظَةُ، وَالْبابُ الْمُبْتَلى بِهِ النَّاسُ، مَنْ اتيكُمْ نَجى وَمَنْ لَمْ يَاْتِكُمْ هَلَكَ، الَى اللَّهِ تَدْعُونَ، وَعَلَيْهِ تَدُلُّونَ، وَبِهِ تُؤْمِنُونَ، وَلَهُ تُسَلِّمُونَ، وَبِامْرِهِ تَعْمَلُونَ، وَالى سَبيلِهِ تُرْشِدُونَ، وَبِقَوْلِهِ تَحْكُمُونَ، سَعِدَ مَنْ والاكُمْ، وَ هَلَكَ مَنْ عاداكُمْ، وَ خابَ مَنْ جَحَدَكُمْ، وَ ضَلَّ مَنْ فارَقَكُمْ، وَ فازَ مَنْ تَمَسَّكَ بِكُمْ، وَ امِنَ مَنْ لَجَا الَيْكُمْ، وَسَلِمَ مَنْ صَدَّقَكُمْ، وَهُدِىَ مَنِ اعْتَصَمَ بِكُمْ، مَنِ اتَّبَعَكُمْ فَالْجَنَّةُ مَاْويهُ، وَ مَنْ خالَفَكُمْ فَالنَّارُ مَثْويهُ، وَ مَنْ جَحَدَكُمْ كافِرٌ، وَ مَنْ حارَبَكُمْ مُشْرِكٌ، وَمَنْ رَدَّ عَلَيْكُمْ فى اسْفَلِ دَرَكٍ مِنَ الْجَحيمِ، اشْهَدُ انَّ هذا سابِقٌ لَكُمْ فيما مَضى وَجارٍ لَكُمْ فيما بَقِىَ، وَ انَّ ارْواحَكُمْ وَ نُورَكُمْ وَ طينَتَكُمْ واحِدَةٌ، طابَتْ وَ طَهُرَتْ بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ، خَلَقَكُمُ اللَّهُ انْواراً، فَجَعَلَكُمْ بِعَرْشِهِ مُحْدِقينَ، حَتّى مَنَّ عَلَيْنا بِكُمْ، فَجَعَلَكُمْ فى بُيُوتٍ اذِنَ اللَّهُ انْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فيهَا اسْمُهُ، وَجَعَلَ صَلَواتَنا عَلَيْكُمْ، وَما خَصَّنا بِهِ

ص: 359

مِنْ وِلايَتِكُمْ طيباً لِخُلْقِنا، وَ طَهارَةً لِأَنْفُسِنا، وَ تَزْكِيَةً لَنا، وَكَفَّارَةً لِذُنُوبِنا، فَكُنَّا عِنْدَهُ مُسَلِّمينَ بِفَضْلِكُمْ، وَمَعْرُوفينَ بِتَصْديقِنا ايَّاكُمْ، فَبَلَغَ اللَّهُ بِكُمْ اشْرَفَ مَحَلِّ الْمُكَرَّمينَ، وَ اعْلى مَنازِلِ الْمُقَرَّبينَ، وَارْفَعَ دَرَجاتِ الْمُرْسَلينَ، حَيْثُ لا يَلْحَقُهُ لاحِقٌ، وَ لا يَفُوقُهُ فآئِقٌ، وَ لا يَسْبِقُهُ سابِقٌ، وَ لا يَطْمَعُ فى ادْراكِهِ طامِعٌ، حَتّى لا يَبْقى مَلَكٌ مُقَرَّبٌ، وَلا نَبِىٌّ مُرْسَلٌ، وَ لا صِدّيقٌ وَ لا شَهيدٌ، وَ لا عالِمٌ وَ لا جاهِلٌ، وَلا دَنِىٌّ وَ لا فاضِلٌ، وَ لا مُؤْمِنٌ صالِحٌ، وَ لا فاجِرٌ طالِحٌ، وَ لا جَبَّارٌ عَنيدٌ، وَ لا شَيْطانٌ مَريدٌ، وَ لا خَلْقٌ فيما بَيْنَ ذلِكَ شَهيدٌ، الَّا عَرَّفَهُمْ جَلالَةَ امْرِكُمْ، وَ عِظَمَ خَطَرِكُمْ، وَ كِبَرَ شَاْنِكُمْ، وَ تَمامَ نُورِكُمْ، وَ صِدْقَ مَقاعِدِكُمْ، وَ ثَباتَ مَقامِكُمْ، وَشَرَفَ مَحَلِّكُمْ وَ مَنْزِلَتِكُمْ عِنْدَهُ، وَ كَرامَتَكُمْ عَلَيْهِ، وَ خاصَّتَكُمْ لَدَيْهِ، وَ قُرْبَ مَنْزِلَتِكُمْ مِنْهُ، بِابى انْتُمْ وَامّى وَ اهْلى وَ مالى وَاسْرَتى اشْهِدُ اللَّهَ وَ اشْهِدُكُمْ، انّى مُؤْمِنٌ بِكُمْ وَبِما آمَنْتُمْ بِهِ، كافِرٌ بِعَدُوِّكُمْ وَ بِما كَفَرْتُمْ بِهِ، مُسْتَبْصِرٌ بِشَاْنِكُمْ وَبِضَلالَةِ مَنْ خالَفَكُمْ، مُوالٍ لَكُمْ وَ لِأَوْلِيآئِكُمْ، مُبْغِضٌ لِأَعْدآئِكُمْ وَ مُعادٍ لَهُمْ، سِلْمٌ لِمَنْ سالَمَكُمْ، وَ حَرْبٌ لِمَنْ حارَبَكُمْ، مُحَقِّقٌ لِما حَقَّقْتُمْ، مُبْطِلٌ لِما ابْطَلْتُمْ، مُطيعٌ لَكُمْ، عارِفٌ بِحَقِّكُمْ، مُقِرٌّ بِفَضْلِكُمْ، مُحْتَمِلٌ لِعِلْمِكُمْ، مُحْتَجِبٌ بِذِمَّتِكُمْ، مُعْتَرِفٌ بِكُمْ، مُؤْمِنٌ بِايابِكُمْ، مُصَدِّقٌ بِرَجْعَتِكُمْ، مُنْتَظِرٌ لِامْرِكُمْ، مُرْتَقِبٌ لِدَوْلَتِكُمْ، آخِذٌ بِقَوْلِكُمْ، عامِلٌ بِامْرِكُمْ، مُسْتَجيرٌ بِكُمْ، زآئِرٌ لَكُمْ، لائِذٌ عآئِذٌ بِقُبُورِكُمْ، مُسْتَشْفِعٌ الَى اللَّهِ عَزَّوَجَلَّ بِكُمْ، وَ مُتَقَرِّبٌ بِكُمْ الَيْهِ، وَ مُقَدِّمُكُمْ امامَ طَلِبَتى وَ حَوآئِجى وَارادَتى فى كُلِّ احْوالى وَ امُورى مُؤْمِنٌ بِسِرِّكُمْ وَعَلانِيَتِكُمْ، وَ شاهِدِكُمْ وَغآئِبِكُمْ، وَ اوَّلِكُمْ وَ آخِرِكُمْ، وَ مُفَوِّضٌ فى ذلِكَ كُلِّهِ الَيْكُمْ، وَ مُسَلِّمٌ فيهِ مَعَكُمْ، وَقَلْبى لَكُمْ مُسَلِّمٌ (1)، وَ رَاْيى لَكُمْ تَبَعٌ، وَنُصْرَتى لَكُمْ


1- في الفقيه:« وقلبي لكم سلم».

ص: 360

مُعَدَّةٌ، حَتّى يُحْيِىَ اللَّهُ تَعالى دينَهُ بِكُمْ، وَ يَرُدَّكُمْ فى ايَّامِهِ، وَيُظْهِرَكُمْ لِعَدْلِهِ، وَيُمَكِّنَكُمْ فى ارْضِهِ، فَمَعَكُمْ مَعَكُمْ لامَعَ غَيْرِكُمْ (1)، آمَنْتُ بِكُمْ، وَتَوَلَّيْتُ آخِرَكُمْ بِما تَوَلَّيْتُ بِهِ اوَّلَكُمْ، وَبَرِئْتُ الَى اللَّهِ عَزَّوَجَلَّ مِنْ اعْدآئِكُمْ، وَمِنَ الْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَ الشَّياطينِ وَ حِزْبِهِمُ الظَّالِمينَ لَكُمْ، وَ الْجاحِدينَ لِحَقِّكُمْ، وَالْمارِقينَ مِنْ وِلايَتِكُمْ، وَالْغاصِبينَ لِإِرْثِكُمْ، وَالشَّآكّينَ فيكُمْ، وَالْمُنْحَرِفينَ عَنْكُمْ، وَمِنْ كُلِّ وَليجَةٍ دُونَكُمْ، وَكُلِّ مُطاعٍ سِواكُمْ، وَمِنَ الْأَئِمَّةِ الَّذينَ يَدْعُونَ الَى النَّارِ، فَثَبَّتَنِىَ اللَّهُ ابَداً ما حَييتُ عَلى مُوالاتِكُمْ وَمَحَبَّتِكُمْ وَدينِكُمْ، وَ وَفَّقَنى لِطاعَتِكُمْ، وَ رَزَقَنى شَفاعَتَكُمْ، وَ جَعَلَنى مِنْ خِيارِ مَواليكُمُ، التَّابِعينَ لِما دَعَوْتُمْ الَيْهِ، وَ جَعَلَنى مِمَّنْ يَقْتَصُّ آثارَكُمْ، وَيَسْلُكُ سَبيلَكُمْ، وَ يَهْتَدى بِهُديكُمْ، وَيُحْشَرُ فى زُمْرَتِكُمْ، وَ يُكَرُّ فى رَجْعَتِكُمْ، وَيُمَلَّكُ فى دَوْلَتِكُمْ، وَيُشَرَّفُ فى عافِيَتِكُمْ، وَيُمَكَّنُ فى ايَّامِكُمْ، وَ تَقِرُّ عَيْنُهُ غَداً بِرُؤْيَتِكُمْ، بِابى انْتُمْ وَ امّى وَ نَفْسى وَ اهْلى وَ مالى مَنْ ارادَ اللَّهَ بَدَءَ بِكُمْ، وَ مَنْ وَحَّدَهُ قَبِلَ عَنْكُمْ، وَمَنْ قَصَدَهُ تَوَجَّهَ بِكُمْ، مَوالِىَّ لآاحْصى ثَنآئَكُمْ، وَلا ابْلُغُ مِنَ الْمَدْحِ كُنْهَكُمْ، وَمِنَ الْوَصْفِ قَدْرَكُمْ، وَانْتُمْ نُورُ الْأَخْيارِ، وَ هُداةُ الْأَبْرارِ، وَ حُجَجُ الْجَبَّارِ، بِكُمْ فَتَحَ اللَّهُ وَ بِكُمْ يَخْتِمُ، وَبِكُمْ يُنَزِّلُ الْغَيْثَ، وَ بِكُمْ يُمْسِكُ السَّمآءَ انْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ الَّا بِاذْنِهِ، وَبِكُمْ يُنَفِّسُ الْهَمَّ، وَيَكْشِفُ الضُّرَّ، وَ عِنْدَكُمْ ما نَزَلَتْ بِهِ رُسُلُهُ، وَ هَبَطَتْ بِهِ مَلائِكَتُهُ، وَالى جَدِّكُمْ بُعِثَ الرُّوحُ الْأَمينُ.

وإن كانت الزيارة لأميرالمؤمنين عليه السلام فعِوَض «

وَالى جَدِّكُمْ

» «وَالى أخيكَ

» قل: آتاكُمُ اللَّهُ ما لَمْ يُؤْتِ احَداً مِنَ الْعالَمينَ، طَاْطَا كُلُّ شَريفٍ لِشَرَفِكُمْ، وَبَخَعَ كُلُّ مُتَكَبِّرٍ لِطاعَتِكُمْ،


1- في الفقيه:« لا مع عدوّكم».

ص: 361

وَخَضَعَ كُلُّ جَبَّارٍ لِفَضْلِكُمْ، وَذَلَّ كُلُّ شَىْ ءٍ لَكُمْ، وَاشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِكُمْ، وَفازَ الْفآئِزُونَ بِوِلايَتِكُمْ، بِكُمْ يُسْلَكُ الَى الرِّضْوانِ، وَعَلى مَنْ جَحَدَ وِلايَتَكُمْ غَضَبُ الرَّحْمنِ، بِابى انْتُمْ وَامّى وَنَفسى وَاهْلى وَمالى ذِكْرُكُمْ فِى الذَّاكِرينَ، وَاسْمآؤُكُمْ فِى الْأَسْمآءِ، وَاجْسادُكُمْ فِى الْأَجْسادِ، وَارْواحُكُمْ فِى اْلأَرْواحِ، وَانْفُسُكُمْ فِى النُّفُوسِ، وَآثارُكُمْ فِى الْأثارِ، وَقُبُورُكُمْ فِى الْقُبُورِ، فَما احْلى اسْمآئَكُمْ، وَاكْرَمَ انْفُسَكُمْ، وَاعْظَمَ شَاْنَكُمْ، وَاجَلَّ خَطَرَكُمْ، وَاوْفى عَهْدَكُمْ، وَاصْدَقَ وَعْدَكُمْ (1)، كَلامُكُمْ نُورٌ، وَامْرُكُمْ رُشْدٌ، وَوَصِيَّتُكُمُ التَّقْوى وَفِعْلُكُمُ الْخَيْرُ، وَعادَتُكُمُ الْإِحْسانُ، وَسَجِيَّتُكُمُ الْكَرَمُ، وَشَاْنُكُمُ الْحَقُّ وَالصِّدْقُ وَالرِّفْقُ، وَقَوْلُكُمْ حُكْمٌ وَحَتْمٌ، وَرَاْيُكُمْ عِلْمٌ وَحِلْمٌ وَحَزْمٌ، انْ ذُكِرَ الْخَيْرُ كُنْتُمْ اوَّلَهُ، وَاصْلَهُ وَفَرْعَهُ، وَمَعْدِنَهُ وَمَاْويهُ وَمُنْتَهاهُ، بِابى انْتُمْ وَامّى وَنَفْسى كَيْفَ اصِفُ حُسْنَ ثَنآئِكُمْ، وَاحْصى جَميلَ بَلائِكُمْ، وَبِكُمْ اخْرَجَنَا اللَّهُ مِنَ الذُّلِّ، وَفَرَّجَ عَنَّا غَمَراتِ الْكُرُوبِ، وَانْقَذَنا مِنْ شَفا جُرُفِ الْهَلَكاتِ وَمِنَ النَّارِ، بِابى انْتُمْ وَامّى وَنَفْسى بِمُوالاتِكُمْ عَلَّمَنَا اللَّهُ مَعالِمَ دِينِنا، وَاصْلَحَ ماكانَ فَسَدَ مِنْ دُنْيانا، وَبِمُوالاتِكُمْ تَمَّتِ الْكَلِمَةُ، وَعَظُمَتِ النِّعْمَةُ، وَائْتَلَفَتِ الْفُرْقَةُ، وَبِمُوالاتِكُمْ تُقْبَلُ الطَّاعَةُ الْمُفْتَرَضَةُ، وَلَكُمُ الْمَوَدَّةُ الْواجِبَةُ، وَالدَّرَجاتُ الرَّفيعَةُ، وَالْمَقامُ الْمَحْمُودُ، وَالْمَكانُ (2) الْمَعْلُومُ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّوَجَلَّ، وَالْجاهُ الْعَظيمُ، وَالشَّاْنُ الْكَبيرُ، وَالشَّفاعَةُ الْمَقْبُولَةُ، رَبَّنا آمَنَّا بِما انْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ، فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدينَ، رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ اذْ هَدَيْتَنا، وَهَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً، انَّكَ انْتَ الْوَهَّابُ، سُبْحانَ رَبِّنا انْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولًا، يا وَلِىَّ اللَّهِ (وإن قصدت جميع الأئمّة فقل:

«يا اوْلِياءَ اللَّهِ»)

انَّ بَيْنى وَبيْنَ اللَّهِ عَزَّوَجَلَّ ذُنُوباً لا يَاْتى عَلَيْها الَّا رِضاكُمْ، فَبِحَقِّ مَنِ


1- لم ترد في الجملة« واصدق وعدكم» في من لايحضره الفقيه.
2- ورد في من لايحضره الفقيه محل« والمكان المعلوم»،« والمقام المعلوم ...».

ص: 362

ائْتَمَنَكُمْ عَلى سِرِّهِ، وَاسْتَرْعاكُمْ امْرَ خَلْقِهِ، وَقَرَنَ طاعَتَكُمْ بِطاعَتِهِ، لَمَّا اسْتَوْهَبْتُمْ ذُنُوبى وَكُنْتُمْ شُفَعآئى فَانّى لَكُمْ مُطيعٌ، مَنْ اطاعَكُمْ فَقَدْ اطاعَ اللَّهَ، وَ مَنْ عَصاكُمْ فَقَدْ عَصَى اللَّهَ، وَ مَنْ احَبَّكُمْ فَقَدْ احَبَّ اللَّهَ، وَ مَنْ ابْغَضَكُمْ فَقَدْ ابْغَضَ اللَّهَ، اللهُمَّ انّى لَوْ وَجَدْتُ شُفَعآءَ اقْرَبَ الَيْكَ مِنْ مُحَمِّدٍ وَ اهْلِ بَيْتِهِ الْأَخْيارِ، الْأَئِمَّةِ الْأَبْرارِ، لَجَعَلْتُهُمْ شُفَعآئى فَبِحَقِّهِمُ الَّذى اوْجَبْتَ لَهُمْ عَلَيْكَ، اسْئَلُكَ انْ تُدْخِلَنى فى جُمْلَةِ الْعارِفينَ بِهِمْ وَبِحَقِّهِمْ، وَ فى زُمْرَةِ الْمَرْحُومينَ بِشَفاعَتِهِمْ، انَّكَ ارْحَمُ الرَّاحِمينَ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرينَ، وَسَلَّمَ تَسْليماً كَثيراً، وَحَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكيلُ (1). تنبيه: قال العلّامة المجلسي بعد نقله لهذه الزيارة وشرحها: إنّ هذه الزيارة إنّما هي أرقى الزيارات الجامعة متناً وسنداً وهي أفصحها وأبلغها(2). وقال والده (المجلسي الأوّل) في شرح من لا يحضره الفقيه (أي روضة المتقين): هذه الزيارة أحسن الزيارات وأكملها وأنّي لم أزر الأئمّة عليهم السلام في الأعتاب المقدّسة إلّابها(3). وتستفاد ضرورة الاهتمام بهذه الزيارة ولزوم المواظبة عليها من القصّة التي ذكرها المرحوم النوري في كتاب النجم الثاقب (4).

-*-*-*-

الزيارة الثالثة (زيارة جامعة اخرى عن الإمام الصادق عليه السلام):

قال العلّامة المجلسي في بحار الأنوار: هذه زيارة رواها السيّد ابن طاووس في خلال أدعية عرفة عن الإمام الصادق عليه السلام وقال:

ويزار بها في كلّ مكان وزمان لا سيّما في يوم عرفة:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا رَسُولَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا نَبِىَّ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا خِيَرَةَ اللَّهِ مِنْ خَلْقِهِ، وَامينَهُ عَلى وَحْيِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلاىَ يا اميرَ الْمُؤْمِنينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلاىَ، انْتَ حُجَّةُ اللَّهِ عَلى خَلْقِهِ، وَبابُ عِلْمِهِ، وَوَصِىُّ نَبِيِّهِ، وَالْخَليفَةُ


1- من لايحضره الفقيه: ج 2، ص 609، ح 3213؛ عيون أخبارالرضا عليه السلام: ج 2، ص 272، ح 1؛ بحار الأنوار: ج 99، ص 127( باختلاف يسير).
2- بحار الأنوار: ج 99، ص 144.
3- روضة المتقين: ج 5، ص 452.
4- النجم الثاقب: ص 603.

ص: 363

مِنْ بَعْدِهِ فى امَّتِهِ، لَعَنَ اللَّهُ امَّةً غَصَبَتْكَ حَقَّكَ، وَقَعَدَتْ مَقْعَدَكَ، ا نَا بَرئٌ مِنْهُمْ وَمِنْ شيعَتِهِمْ الَيْكَ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا فاطِمَةُالْبَتُولُ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا زَيْنَ نِسآءِ الْعالَمينَ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ رَبِّ الْعالَمينَ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكِ وَعَلَيْهِ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا امَّ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ، لَعَنَ اللَّهُ امَّةً غَصَبَتْكِ حَقَّكِ، وَمَنَعَتْكِ ما جَعَلَهُ اللَّهُ لَكِ حَلالًا، انَا بَرئٌ الَيْكِ مِنْهُمْ وَمِنْ شيعَتِهِمْ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلاىَ يا ابا مُحَمَّدٍ الْحَسَنَ الزَّكِىَّ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلاىَ، لَعَنَ اللَّهُ امَّةً قَتَلَتْكَ، وَبايَعَتْ فى امْرِكَ وَشايَعَتْ، انَا بَرئٌ الَيْكَ مِنْهُمْ وَمِنْ شيعَتِهِمْ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلاىَ يا ابا عَبْدِاللَّهِ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِىٍّ، صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَعَلى ابيكَ وَ عَلى جَدِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، لَعَنَ اللَّهُ امَّةً اسْتَحَلَّتْ دَمَكَ، وَ لَعَنَ اللَّهُ امَّةً قَتَلَتْكَ، وَاسْتَباحَتْ حَريمَكَ، وَلَعَنَ اللَّهُ اشْياعَهُمْ وَ اتْباعَهُمْ، وَلَعَنَ اللَّهُ الْمُمَهِّدينَ لَهُمْ بِالتَّمْكينِ مِنْ قِتالِكُمْ، انَا بَرئٌ الَى اللَّهِ وَالَيْكَ مِنْهُمْ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلاىَ يا ابامُحَمَّدٍ عَلِىَّ بْنَ الْحُسَيْنِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلاىَ، يا ابا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِىٍّ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلاىَ، يا اباعَبْدِاللَّهِ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلاىَ، يا ابَا الْحَسَنِ مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلاىَ، يا ابَا الْحَسَنِ عَلِىَّ بْنَ مُوسى السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلاىَ، يا اباجَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِىٍّ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلاىَ، يا ابَا الْحَسَنِ عَلِىَّ بْنَ مُحَمَّدٍ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلاىَ، يا ابا مُحَمَّدٍ الْحَسَنَ بْنَ عَلِىٍّ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلاىَ، يا ابَا الْقاسِمِ مُحَمَّدَ بْنَ الْحَسَنِ صاحِبَ الزَّمانِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ وَعَلى عِتْرَتِكَ الطَّاهِرَةِ الطَّيِّبَةِ، يا مَوالِىَّ كُونُوا شُفَعآئى فى حَطِّ وِزْرى وَخَطاياىَ، آمَنْتُ بِاللَّهِ وَبِما انْزِلَ الَيْكُمْ، وَاتَوالى آخِرَكُمْ بِما اتَوالى بِهِ اوَّلَكُمْ، وَبَرِئْتُ مِنَ الْجِبْتِ وَالطَّاغوُتِ وَاللَّاتِ وَالْعُزّى يا مَوالِىَّ ا نَا سِلْمٌ لِمَنْ سالَمَكُمْ، وَحَرْبٌ لِمَنْ حارَبَكُمْ، وَعَدُوٌّ لِمَنْ عاداكُمْ، وَوَلِىٌّ لِمَنْ والاكُمْ

ص: 364

الى يَوْمِ الْقِيمَةِ، وَلَعَنَ اللَّهُ ظالِميكُمْ وَغاصِبيكُمْ، وَلَعَنَ اللَّهُ اشْياعَهُمْ وَاتْباعَهُمْ وَاهْلَ مَذْهَبِهِمْ، وَابْرَءُ الىَ اللَّهِ وَالَيْكُمْ مِنْهُمْ (1).-

چ چ-

الزيارة الرابعة (زيارة أمين اللَّه):

كما ذكرنا سابقاً أنّ المرحوم العلّامة المجلسي يرى زيارة أمين اللَّه من الزيارات المعتبرة التي تقرأ في جميع المشاهد المشرّفة. وقد وردت هذه الزيارة في فصل زيارات أميرالمؤمنين عليه السلام (ص 174) أنّها اولى الزيارات المطلقة.

-*-*-*-

الزيارة الخامسة (الزيارة الرجبيّة):

سترد زيارات في أعمال شهر رجب تبتدئ ب «

الْحَمْدُللَّهِ الَّذِي أَشْهَدَنا مَشْهَدَ اوْلِيائِهِ فِي رَجَب

» والتي يمكن الإتيان بها (طبعاً في شهر رجب، ص 423) في كلّ واحد من المشاهد المشرّفة حسب رواية الحسين بن روح عن صاحب الأمر عليه السلام.

-*-*-*-


1- إقبال الأعمال: ص 382؛ بحار الأنوار: ج 98، ص 374( باختلاف يسير).

ص: 365

الفصل الحادي عشر: الأدعية بعد الزيارات

الدعاء الأوّل:

قال السيّد ابن طاووس يستحبّ أن يدعى بهذا الدعاء عقيب زيارة أيّ إمام من الأئمّة عليهم السلام:

اللَّهُمَّ انْ كانَتْ ذُنُوبى قَدْ اخْلَقَتْ وَجْهى عِنْدَكَ، وَحَجَبَتْ دُعآئى عَنْكَ، وَحالَتْ بَيْنى وَبَيْنَكَ، فَاسْئَلُكَ انْ تُقْبِلَ عَلَىَّ بِوَجْهِكَ الْكَريمِ، وَتَنْشُرَ عَلَىَّ رَحْمَتَكَ، وَتُنَزِّلَ عَلَىَّ بَرَكاتِكَ، وَانْ كانَتْ قَدْ مَنَعَتْ انْ تَرْفَعَ لى الَيْكَ صَوْتاً، اوْ تَغْفِرَ لى ذَنْباً، اوْ تَتَجاوَزَ عَنْ خَطيئَةٍ مُهْلِكَةٍ، فَها ا نَا ذا مُسْتَجيرٌ بِكَرَمِ وَجْهِكَ، وَعِزِّ جَلالِكَ، مُتَوَسِّلٌ الَيْكَ، مُتَقَرِّبٌ الَيْكَ بِاحَبِّ خَلْقِكَ الَيْكَ، وَاكْرَمِهِمْ عَلَيْكَ، وَاوْلاهُمْ بِكَ، وَاطْوَعِهِمْ لَكَ، وَاعْظَمِهِمْ مَنْزِلَةً وَمَكاناً عِنْدَكَ مُحَمَّدٍ، وَبِعِتْرَتِهِ الطَّاهِرينَ، الْأَئِمَّةِ الْهُداةِ الْمَهْدِيّينَ، الَّذينَ فَرَضْتَ عَلى خَلْقِكَ طاعَتَهُمْ، وَامَرْتَ بِمَوَدَّتِهِمْ، وَجَعَلْتَهُمْ وُلاةَ الْأَمْرِ مِنْ بَعْدِ رَسُولِكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، يا مُذِلَّ كُلِّ جَبَّارٍ عَنيدٍ، وَيا مُعِزَّ الْمُؤْمِنينَ، بَلَغَ مَجْهُودى فَهَبْ لى نَفْسِىَ السَّاعَةَ، وَرَحْمَةً مِنْكَ تَمُنُّ بِها عَلَىَّ يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ. ثم قَبِّل الضريح وابسط خدَّيك عليه وقل:

اللهُمَّ انَّ هذا مَشْهَدٌ لا يَرْجُو مَنْ فاتَتْهُ فيهِ رَحْمَتُكَ انْ يَنالَها فى غَيْرِهِ، وَلا احَدٌ اشْقى مِنِ امْرِءٍ قَصَدَهُ مُؤَمِّلًا فَآبَ عَنْهُ خآئِباً، اللهُمَّ انّى اعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ الْإِيابِ وَخَيْبَةِ الْمُنْقَلَبِ، وَالْمُناقَشَةِ عِنْدَ الْحِسابِ، وَحاشاكَ يا رَبِّ انْ تَقْرِنَ طاعَةَ وَلِيِّكَ

ص: 366

بِطاعَتِكَ، وَمُوالاتَهُ بِمُوالاتِكَ، وَمَعْصِيَتَهُ بِمَعْصِيَتِكَ ثُمَّ تُؤْيِسَ زآئِرَهُ، وَالْمُتَحَمِّلَ مِنْ بُعْدِ الْبِلادِ الى قَبْرِهِ، وَعِزَّتِكَ يا رَبِّ لا يَنْعَقِدُ عَلى ذلِكَ ضَميرى اذْ كانَتِ الْقُلُوبُ الَيْكَ بِالْجَميلِ تُشيرُ. ثمّ صلِّ للزيارة فإذا شئت أن تودِّع وتنصرف قل:

السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا اهْلَ بَيْتِ النُّبُوَّةِ، وَمَعْدِنَ الرِّسالَةِ، سَلامَ مُوَدِّعٍ لا سَئِمٍ وَلا قالٍ، وَرَحْمَةُاللَّهِ وَبَرَكاتُهُ عَلَيْكُمْ اهْلَ الْبَيْتِ، انَّهُ حَميدٌ مَجيدٌ، سَلامَ وَلِىٍّ غَيْرَ راغِبٍ عَنْكُمْ، وَلا مُنْحَرِفٍ عَنْكُمْ، وَلا مُسْتَبْدِلٍ بِكُمْ، وَلا مُؤْثِرٍ عَلَيْكُمْ، وَلا زاهِدٍ فى قُرْبِكُمْ، لا جَعَلَهُ اللَّهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيارَةِ قُبُورِكُمْ، وَاتْيانِ مَشاهِدِكُمْ، وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، وَحَشَرَنِىَ اللَّهُ فى زُمْرَتِكُمْ، وَاوْرَدَنى حَوْضَكُمْ، وَارْضاكُمْ عَنّى وَمَكَّنَنى فى دَوْلَتِكُمْ، وَاحْيانى فى رَجْعَتِكُمْ، وَمَلَّكَنى فى ايَّامِكُمْ، وَشَكَرَ سَعْيى بِكُمْ، وَغَفَرَ ذُنُوبى بِشَفاعَتِكُمْ، وَاقالَ عَثْرَتى بِحُبِّكُمْ، وَاعْلى كَعْبى بِمُوالاتِكُمْ، وَشَرَّفَنى بِطاعَتِكُمْ، وَاعَزَّنى بِهُديكُمْ، وَجَعَلَنى مِمَّنْ يَنْقَلِبُ مُفْلِحاً مُنْجِحاً، سالِماً غانِماً، مُعافاً غَنِيّاً، فائِزاً بِرِضْوانِ اللَّهِ وَفَضْلِهِ وَكِفايَتِهِ، بِافْضَلِ ما يَنْقَلِبُ بِهِ احَدٌ مِنْ زُوَّارِكُمْ، وَمَواليكُمْ وَمُحِبّيكُمْ وَشيعَتِكُمْ، وَرَزَقَنِىَ اللَّهُ الْعَوْدَ ثُمَّ الْعَوْدَ ثُمَّ الْعَوْدَ ما ابْقانى رَبّى بِنِيَّةٍ صادِقَةٍ، وَايمانٍ وَتَقْوى وَاخْباتٍ، وَرِزْقٍ واسِعٍ حَلالٍ طَيِّبٍ، اللهُمَّ لا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيارَتِهِمْ وَذِكْرِهِمْ، وَالصَّلاةِ عَلَيْهِمْ، وَاوْجِبْ لِىَ الْمَغْفِرَةَ وَالرَّحْمَةَ، وَالْخَيْرَ وَالْبَرَكَةَ، وَالفَوْزَ وَالْإِيمانَ، وَحُسْنَ الْإِجابَةِ، كَما اوْجَبْتَ لِأَوْلِيآئِكَ الْعارِفينَ بِحَقِّهِمْ، الْمُوجِبينَ طاعَتَهُمْ، وَالرَّاغِبينَ فى زِيارَتِهِمُ، الْمُتَقَرِّبينَ الَيْكَ وَالَيْهِمْ، بِابى انْتُمْ وَامّى وَنَفْسى وَمالى وَاهْلى اجْعَلُونى مِنْ هَمِّكُمْ، وَصَيِّرُونى فى حِزْبِكُمْ، وَادْخِلُونى فى شَفاعَتِكُمْ، وَاذْكُرُونى عِنْدَ رَبِّكُمْ، اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ

ص: 367

مُحَمَّدٍ، وَابْلِغْ ارْواحَهُمْ وَاجْسادَهُمْ عَنّى تَحِيَّةً كَثيرَةً وَسَلاماً، وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ (1).

الدعاء الثاني (دعاء عالي المضامين):

أورده السيّد ابن طاووس في مصباح الزائر بعد زيارة كلّ إمام:

اللهُمَّ انّى زُرْتُ هذَا الْإِمامَ مُقِرًّا بِامامَتِهِ، مُعْتَقِداً لِفَرْضِ طاعَتِهِ، فَقَصَدْتُ مَشْهَدَهُ بِذُنُوبى وَعُيُوبى وَمُوبِقاتِ آثامى وَكَثْرَةِ سَيِّئاتى وَخَطاياىَ، وَما تَعْرِفُهُ مِنّى مُسْتَجيراً بِعَفْوِكَ، مُسْتَعيذاً بِحِلْمِكَ، راجِياً رَحْمَتَكَ، لاجِئاً الى رُكْنِكَ، عآئِذاً بِرَاْفَتِكَ، مُسْتَشْفِعاً بِوَلِيِّكَ، وَابْنِ اولِيائِكَ، وَصَفِيِّكَ وَابْنِ اصْفِيآئِكَ، وَامينِكَ وَابْنِ امَنائِكَ، وَخَليفَتِكَ وَابْنِ خُلَفائِكَ، (وإن قصد أميرالمؤمنين عليه السلام فيقال: أبي بدل ابن). الَّذينَ جَعَلْتَهُمُ الْوَسيلَةَ الى رَحْمَتِكَ وَرِضْوانِكَ، وَالذَّريعَةَ الى رَاْفَتِكَ وَغُفْرانِكَ، اللهُمَّ وَاوَّلُ حاجَتى الَيْكَ انْ تَغْفِرَ لى ما سَلَفَ مِنْ ذُنُوبى عَلى كَثْرَتِها، وَانْ تَعْصِمَنى فيما بَقِىَ مِنْ عُمْرى وَتُطَهِّرَ دينى مِمَّا يُدَنِّسُهُ وَيَشينُهُ وَيُزْرى بِهِ، وَتَحْمِيَهُ مِنَ الرَّيْبِ وَالشَّكِ وَالْفَسادِ وَالشِّرْكِ، وَتُثَبِّتَنى عَلى طاعَتِكَ وَطاعَةِ رَسُولِكَ، وَذُرِّيَّتِهِ النُّجَبآءِ السُّعَدآءِ، صَلَواتُكَ عَلَيْهِمْ وَرَحْمَتُكَ وَسَلامُكَ وَبَرَكاتُكَ، وَتُحْيِيَنى ما احْيَيْتَنى عَلى طاعَتِهِمْ، وَتُميتَنى اذا امَتَّنى عَلى طاعَتِهِمْ، وَانْ لا تَمْحُوَ مِنْ قَلْبى مَوَدَّتَهُمْ وَمَحَبَّتَهُمْ، وَبُغْضَ اعْدائِهِمْ، وَمُرافَقَةَ اوْلِيآئِهِمْ وَبِرَّهُمْ، وَاسْئَلُكَ يا رَبِّ انْ تَقْبَلَ ذلِكَ مِنّى وَتُحَبِّبَ الىَّ عِبادَتَكَ، وَالْمُواظَبَةَ عَلَيْها، وَتُنَشِّطَنى لَها، وَتُبَغِّضَ الَىَّ مَعاصيَكَ وَمَحارِمَكَ، وَتَدْفَعَنى عَنْها، وَتُجَنِّبَنِى التَّقْصيرَ فى صَلاتى وَالْإِسْتِهانَةَ بِها،


1- بحار الأنوار: ج 99، ص 172؛ مصباح الزائر: ص 471.

ص: 368

وَالتَّراخِىَ عَنْها، وَتُوَفِّقَنى لِتَاْدِيَتِها كَما فَرَضْتَ وَامَرْتَ بِهِ عَلى سُنَّةِ رَسُولِكَ، صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَرَحْمَتُكَ وَبَرَكاتُكَ، خُضُوعاً وَخُشُوعاً، وَتَشْرَحَ صَدْرى لِإيتآءِ الزَّكاةِ، وَاعْطآءِ الصَّدَقاتِ، وَبَذْلِ الْمَعْرُوفِ، وَالْإِحْسانِ الى شيعَةِ آلِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمُ السَّلامُ، وَمُواساتِهِمْ، وَلا تَتَوَفَّانى الَّا بَعْدَ انْ تَرْزُقَنى حَجَّ بَيْتِكَ الْحَرامِ، وَزِيارَةَ قَبْرِ نَبِيِّكَ وَقُبُورِ الْأَئِمَّةِ عَلَيْهِمُ السَّلامُ، وَاسْئَلُكَ يا رَبِّ تَوْبَةً نَصُوحاً تَرْضاها، وَنِيَّةً تَحْمَدُها، وَعَمَلًا صالِحاً تَقْبَلُهُ، وَانْ تَغْفِرَ لى وَتَرْحَمَنى اذا تَوَفَّيْتَنى وَتُهَوِّنَ عَلَىَّ سَكَراتِ الْمَوْتِ، وَتَحْشُرَنى فى زُمْرَةِ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ، وَتُدْخِلَنِى الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِكَ، وَتَجْعَلَ دَمْعى غَزيراً فى طاعَتِكَ، وَعَبْرَتى جارِيَةً فيما يُقَرِّبُنى مِنْكَ، وَقَلْبى عَطُوفاً عَلى اوْلِيآئِكَ، وَتَصُونَنى فى هذِهِ الدُّنْيا مِنَ الْعاهاتِ وَالْآفاتِ، وَالْأَمْراضِ الشَّديدَةِ، وَالْأَسْقامِ الْمُزْمِنَةِ، وَجَميعِ انْواعِ الْبَلاءِ وَالْحَوادِثِ، وَتَصْرِفَ قَلْبى عَنِ الْحَرامِ، وَتُبَغِّضَ الىَّ مَعاصِيَكَ، وَتُحَبِّبَ الَىَّ الْحَلالَ، وَتَفْتَحَ لى ابْوابَهُ، وَتُثَبِّتَ نِيَّتى وَفِعْلى عَلَيْهَ، وَتَمُدَّ فى عُمْرى وَتُغْلِقَ ابْوابَ الْمِحَنِ عَنّى وَلا تَسْلُبَنى ما مَنَنْتَ بِهِ عَلىَّ، وَلا تَسْتَرِدَّ شَيْئاً مِمَّا احْسَنْتَ بِهِ الَىَّ، وَلا تَنْزِعَ مِنِّى النِّعَمَ الَّتى انْعَمْتَ بِها عَلَىَّ، وَتَزيدَ فيما خَوَّلْتَنى وَتُضاعِفَهُ اضْعافاً مُضاعَفَةً، وَتَرْزُقَنى مالًا كَثيراً واسِعاً سآئِغاً، هَنيئاً نامِياً وافِياً، وَعِزّاً باقِياً كافِياً، وَجاهاً عَريضاً مَنيعاً، وَنِعْمَةً سابِغَةً عآمَّةً، وَتُغْنِيَنى بِذلِكَ عَنِ الْمَطالِبِ الْمُنَكَّدَةِ، وَالْمَوارِدِ الصَّعْبَةِ، وَتُخَلِّصَنى مِنْها مُعافاً فى دينى وَنَفْسى وَوَلَدى وَما اعْطَيْتَنى وَمَنَحْتَنى وَتَحْفَظَ عَلَىَّ مالى وَجَميعَ ما خَوَّلْتَنى وَتَقْبِضَ عَنّى ايْدِىَ الْجَبابِرَةِ، وَتَرُدَّنى الى وَطَنى وَتُبَلِّغَنى نِهايَةَ امَلى فى دُنْياىَ وَآخِرَتى وَتَجْعَلَ عاقِبَةَ امْرى مَحْمُودَةً حَسَنَةً سَليمَةً، وَتَجْعَلَنى رَحيبَ الصَّدْرِ، واسِعَ الْحالِ، حَسَنَ الْخُلْقِ، بَعيداً مِنَ الْبُخْلِ وَالْمَنْعِ

ص: 369

وَالنِّفاقِ، وَالْكِذْبِ وَالْبُهْتِ وَقَوْلِ الزُّورِ، وَتُرْسِخَ فى قَلْبى مَحَبَّةَ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَشيعَتِهِمْ، وَتَحْرُسَنى يا رَبِّ فى نَفْسى وَاهْلى وَمالى وَوَلَدى وَاهْلِ حُزانَتى وَاخْوانى وَاهْلِ مَوَدَّتى وَذُرِّيَّتى بِرَحْمَتِكَ وَجُودِكَ، اللهُمَّ هذِهِ حاجاتى عِنْدَكَ، وَقَدِ اسْتَكْثَرْتُها لِلُؤْمى وَشُحّى وَهِىَ عِنْدَكَ صَغيرَةٌ حَقيرَةٌ، وَعَلَيْكَ سَهْلَةٌ يَسيرَةٌ، فَاسْئَلُكَ بِجاهِ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمُ السَّلامُ عِنْدَكَ، وَبِحَقِّهِمْ عَلَيْكَ، وَبِما اوْجَبْتَ لَهُمْ، وَبِسآئِرِ انْبِيآئِكَ وَرُسُلِكَ، وَاصْفِيآئِكَ وَاوْلِيآئِكَ الْمُخْلِصينَ مِنْ عِبادِكَ، وَبِاسْمِكَ الْأَعْظَمِ الْأَعْظَمِ لَمَّا قَضَيْتَها كُلَّها، وَاسْعَفْتَنى بِها، وَلَمْ تُخَيِّبْ امَلى وَرَجآئى اللَّهُمَّ وَشَفِّعْ صاحِبَ هذَا الْقَبْرِ فِىَّ، يا سَيِّدى يا وَلِىَّ اللَّهِ يا امينَ اللَّهِ، اسْئَلُكَ انْ تَشْفَعَ لى الَى اللَّهِ عَزَّوَجَلَّ فى هذِهِ الْحاجاتِ كُلِّها، بِحَقِّ آبآئِكَ الطَّاهِرينَ، وَبِحَقِّ اوْلادِكَ الْمُنْتَجَبينَ، فَانَّ لَكَ عِنْدَاللَّهِ تَقَدَّسَتْ اسْمآئُهُ، الْمَنْزِلَةَ الشَّريفَةَ، وَالْمَرْتَبَةَ الْجَليلَةَ، وَالْجاهَ الْعَريضَ، اللهُمَّ لَوْ عَرَفْتُ مَنْ هُوَ اوْجَهُ عِنْدَكَ مِنْ هذَا الْإِمامِ، وَمِنْ آبآئِهِ وَابْنآئِهِ الطَّاهِرينَ عَلَيْهِمُ السَّلامُ وَالصَّلاةُ، لَجَعَلْتُهُمْ شُفَعآئى وَقَدَّمْتُهُمْ امامَ حاجَتى وَطَلِباتى هذِهِ، فَاسْمَعْ مِنّى وَاسْتَجِبْ لى وَافْعَلْ بى ما انْتَ اهْلُهُ يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ، اللهُمَّ وَما قَصُرَتْ عَنْهُ مَسْئَلَتى وَلَمْ تَبْلُغْهُ فِطْنَتى مِنْ صالِحِ دينى وَدُنْياىَ وَآخِرَتى فَامْنُنْ بِهِ عَلىَّ، وَاحْفَظْنى وَاحْرُسْنى وَهَبْ لى وَاغْفِرْ لى وَمَنْ ارادَنى بِسُوءٍ اوْ مَكْرُوهٍ، مِنْ شَيْطانٍ مَريدٍ، اوْ سُلْطانٍ عَنيدٍ، اوْ مُخالِفٍ فى دينٍ، اوْ مُنازِعٍ فى دُنْيا، اوْ حاسِدٍ عَلَىَّ نِعْمَةً، اوْ ظالِمٍ اوْ باغٍ، فَاقْبِضْ عَنّى يَدَهُ، وَاصْرِفْ عَنّى كَيْدَهُ، وَاشْغَلْهُ عَنّى بِنَفْسِهِ، وَاكْفِنى شَرَّهُ، وَشَرَّ اتْباعِهِ وَشَياطينِهِ، وَاجِرْنى مِنْ كُلِّ ما يَضُرُّنى وَيُجْحِفُ بى وَاعْطِنى جَميعَ الْخَيْرِ كُلِّهِ مِمَّا اعْلَمُ وَمِمَّا لا اعْلَمُ، اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاغْفِرْلى وَلِوالِدَىَّ،

ص: 370

وَلِإِخْوانى وَاخَواتى وَاعْمامى وَعَمَّاتى وَاخْوالى وَخالاتى وَاجْدادى وَجَدَّاتى وَاوْلادِهِمْ وَذَراريهِمْ، وَازْواجى وَذُرِّيَّاتى وَاقْرِبآئى وَاصْدِقائى وَجيرانى وَاخْوانى فيكَ مِنْ اهْلِ الشَّرْقِ وَالْغَرْبِ، وَلِجَميعِ اهْلِ مَوَدَّتى مِنَ الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ، الْاحْيآءِ مِنْهُمْ وَالْامْواتِ، وَلِجَميعِ مَنْ عَلَّمَنى خَيْراً، اوْ تَعَلَّمَ مِنّى عِلْماً، اللهُمَّ اشْرِكْهُمْ فى صالِحِ دُعآئى وِزِيارَتى لِمَشْهَدِ حُجَّتِكَ وَوَلِيِّكَ، وَاشْرِكْنى فى صالِحِ ادْعِيَتِهِمْ، بِرَحْمَتِكَ يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ، وَبَلِّغْ وَلِيَّكَ مِنْهُمُ السَّلامَ، وَالسَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُاللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، يا سَيِّدى يا مَوْلاىَ، يا فُلانَ بْن فُلان ويذكر بدلًا كلمة (فلان بن فلان) اسم الإمام الذي يزوره واسم أبيه ويقول: صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ وَعَلى رُوحِكَ وَبَدَنِكَ، انْتَ وَسيلَتى الَى اللَّهِ، وَذَريعَتى الَيْهِ، وَلى حَقُّ مُوالاتى وَتَاْميلى فَكُنْ شَفيعى الَى اللَّهِ عَزَّوَجَلَّ فِى الْوُقُوفِ عَلى قِصَّتى هذِهِ، وَصَرْفى عَنْ مَوْقِفى هذا بِالنُّجْحِ، وَبِما سَئَلْتُهُ كُلِّهِ، بِرَحْمَتِهِ وَقُدْرَتِهِ، اللهُمَّ ارْزُقْنى عَقْلًا كامِلًا، وَلُبّاً راجِحاً، وَعِزّاً باقِياً، وَقَلْباً زَكِيّاً، وَعَمَلًا كَثيراً، وَادَباً بارِعاً، وَاجْعَلْ ذلِكَ كُلَّهُ لى وَلا تَجْعَلْهُ عَلَىَّ، بِرَحْمَتِكَ يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ (1).- چ چ-

الدعاء الثالث (دعاء مكارم الأخلاق):

ما أجدر بالزائر العزيز أن يغتنم الفرصة بعد الزيارة فيقرأ- إن وفّق- دعاء مكارم الأخلاق وهو الدعاء العظيم المضمون والمرويّ عن الإمام السجاد عليه السلام ومضى في فصل الأدعية المعروفة (ص 116).

تنبيه: حريّ بالزائر المحترم حين يسأل حاجته (سواء في الحرم أو حيثما كان) أن يقدِّم على حاجته الصلوات على محمّد وآل محمّد صلى الله عليه و آله وسلامة إمام العصر والزمان- عجّل اللَّه تعالى فرجه الشريف- فإنّها تتضمّن بركات عظيمة.


1- مصباح الزائر: ص 468؛ بحار الأنوار: ج 99، ص 169.

ص: 371

الصلوات على المعصومين الأربعة عشر عليهم السلام

اشارة

قال الشيخ الطوسي في مصباح المتهجّد في خلال أعمال يوم الجمعة، قال أحد أصحاب الإمام العسكريّ عليه السلام سألت مولاي الإمام الحسن العسكريّ عليه السلام في منزله بسرَّ من رأى سنة 255 أن يُملي عليّ الصلاة على النبيِّ وأوصيائه، فأملى عليَّ لفظاً من غير كتاب.

الصلاة على النبيِّ صلى الله عليه و آله:

اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ كَما حَمَلَ وَحْيَكَ، وَبَلَّغَ رِسالاتِكَ، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ كَما احَلَّ حَلالَكَ، وَحَرَّمَ حَرامَكَ، وَعَلَّمَ كِتابَكَ، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ كَما اقامَ الصَّلاةَ، واتَى الزَّكاةَ، وَدَعا الى دينِكَ، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ كَما صَدَّقَ بِوَعْدِكَ، وَاشْفَقَ مِنْ وَعيدِكَ، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ كَما غَفَرْتَ بِهِ الذُّنُوبَ، وَسَتَرْتَ بِهِ الْعُيُوبَ، وَفَرَّجْتَ بِهِ الْكُرُوبَ، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ كَما دَفَعْتَ بِهِ الشَّقآءَ، وَكَشَفْتَ بِهِ الْغَمَّآءَ، وَاجَبْتَ بِهِ الدُّعآءَ، وَنَجَّيْتَ بِهِ مِنَ الْبَلاءِ، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ كَما رَحِمْتَ بِهِ الْعِبادَ، وَاحْيَيْتَ بِهِ الْبِلادَ، وَقَصَمْتَ بِهِ الْجَبابِرَةَ، وَاهْلَكْتَ بِهِ الْفَراعِنَةَ، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ كَما اضْعَفْتَ بِهِ الْأَمْوالَ، وَاحْرَزْتَ بِهِ مِنَ الْأَهْوالِ، وَكَسَرْتَ بِهِ الْأَصْنامَ، وَرَحِمْتَ بِهِ الْأَنامَ، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ كَما بَعَثْتَهُ بِخَيْرِ الْأَدْيانِ، وَاعْزَزْتَ بِهِ الْإِيمانَ، وَتَبَّرْتَ بِهِ الْأَوْثانَ، وَعَظَّمْتَ بِهِ الْبَيْتَ الْحَرامَ، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَاهْلِ بَيْتِهِ الطَّاهِرينَ الْأَخْيارِ، وَسَلِّمْ تَسْليماً.

الصلاة على أميرالمؤمنين عليه السلام:

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى اميرِ الْمُؤْمِنينَ عَلِىِّ بْنِ ابيطالِبٍ، اخى نَبِيِّكَ، وَوَصِيِّهِ وَوَلِيِّهِ، وَصَفِيِّهِ وَوَزيرِهِ، وَمُسْتَوْدَعِ عَلْمِهِ، وَمَوْضِعِ سِرِّهِ، وَبابِ حِكْمَتِهِ، وَالنَّاطِقِ بِحُجَّتِهِ،

ص: 372

وَالدَّاعى الى شَريعَتِهِ، وَخَليفَتِهِ فى امَّتِهِ، وَمُفَرِّجِ الْكَرْبِ عَنْ وَجْهِهِ، قاصِمِ الْكَفَرَةِ، وَمُرْغِمِ الْفَجَرَةِ، الَّذى جَعَلْتَهُ مِنْ نَبِيِّكَ بِمَنْزِلَةِ هرُونَ مِنْ مُوسى اللهُمَّ والِ مَنْ والاهُ، وَعادِ مَنْ عاداهُ، وَانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ، وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ، وَالْعَنْ مَنْ نَصَبَ لَهُ مِنَ الْأَوَّلينَ وَالْأخِرينَ، وَصَلِ عَلَيْهِ افْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلى احَدٍمِنْ اوْصِيآءِ انْبِيآئِكَ، يا رَبَ الْعالَمينَ.

الصلاة على سيّدة النساء فاطمة عليها السلام:

اللهُمَّ صَلِّ عَلَى الصِّدّيقَةِ فاطِمَةَ الزَّكِيَّةِ، حَبيبَةِ حَبيبِكَ وَنَبِيِّكَ، وَامِّ احِبَّآئِكَ وَاصْفِيآئِكَ، الَّتِى انْتَجَبْتَها وَفَضَّلْتَها وَاخْتَرْتَها عَلى نِسآءِالْعالَمينَ، اللَّهُمَّ كُنِ الطَّالِبَ لَها مِمَّنْ ظَلَمَها، وَاسْتَخَفَّ بِحَقِّها، وَكُنِ الثَّائِرَ اللهُمَّ بِدَمِ اوْلادِها، اللَّهُمَّ وَكَما جَعَلْتَها امَّ ائِمَّةِالْهُدى وَحَليلَةَ صاحِبِ اللِّوآءِ، وَالْكَريمَةَ عِنْدَ الْمَلَإِ الْأَعْلى فَصَلِّ عَلَيْها وَعَلى امِّها صَلاةً تُكْرِمُ بِها وَجْهَ ابيها مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَتُقِرُّ بِها اعْيُنَ ذُرِّيَّتِها، وَابْلِغْهُمْ عَنّى فى هذِهِ السَّاعَةِ افْضَلَ التَّحِيَّةِ وَالسَّلامِ.

الصلاة على الإمامين الحسن والحسين عليهما السلام:

اللهُمَّ صَلِّ عَلَى الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ عَبْدَيْكَ، وَوَلِيَّيْكَ وَابْنَىْ رَسُولِكَ، وَسِبْطَىِ الرَّحْمَةِ، وَسَيِّدَىْ شَبابِ اهْلِ الْجَنَّةِ، افْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلى احَدٍ مِنْ اوْلادِ النَّبِيّينَ وَالْمُرْسَلينَ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ سَيِّدِ النَّبِيّينَ، وَوَصِىِّ اميرِ الْمُؤْمِنينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ رَسُولِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ سَيِّدِ الْوَصِيّينَ، اشْهَدُ انَّكَ يَابْنَ اميرِ الْمُؤْمِنينَ امينُ اللَّهِ وَابْنُ امينِهِ، عِشْتَ مَظْلُوماً وَمَضَيْتَ شَهيداً، وَاشْهَدُ انَّكَ الْإِمامُ الزَّكِىُّ الْهادِى الْمَهْدِىُّ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ، وَبَلِّغْ رُوحَهُ وَجَسَدَهُ عَنّى فى

ص: 373

هذِهِ السَّاعَةِ افْضَلَ التَّحِيَّةِ وَالسَّلامِ، اللهُمَّ صَلِّ عَلَى الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِىٍّ الْمَظْلُومِ الشَّهيدِ، قَتيلِ الْكَفَرَةِ، وَطَريحِ الْفَجَرَةِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا اباعَبْدِاللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ رَسُولِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ اميرِ الْمُؤْمِنينَ، اشْهَدُ مُوقِناً انَّكَ امينُ اللَّهِ وَابْنُ امينِهِ، قُتِلْتَ مَظْلُوماً وَمَضَيْتَ شَهيداً، وَاشْهَدُ انَّ اللَّهَ تَعالى الطَّالِبُ بِثارِكَ، وَمُنْجِزٌ ما وَعَدَكَ مِنَ النَّصْرِ وَالتَّاْييدِ فى هَلاكِ عَدُوِّكَ، وَاظْهارِ دَعْوَتِكَ، وَاشْهَدُ انَّكَ وَفَيْتَ بِعَهْدِ اللَّهِ، وَجاهَدْتَ فى سَبيلِ اللَّهِ، وَعَبَدْتَ اللَّهَ مُخْلِصاً حَتّى اتيكَ الْيَقينُ، لَعَنَ اللَّهُ امَّةً قَتَلَتْكَ، وَلَعَنَ اللَّهُ امَّةً خَذَلَتْكَ، وَلَعَنَ اللَّهُ امَّةً الَبَّتْ عَلَيْكَ، وَابْرَءُ الَى اللَّهِ تَعالى مِمَّنْ اكْذَبَكَ، وَاسْتَخَفَّ بِحَقِّكَ، وَاسْتَحَلَّ دَمَكَ، بِابى انْتَ وَامّى يا اباعَبْدِاللَّهِ، لَعَنَ اللَّهُ قاتِلَكَ، وَلَعَنَ اللَّهُ خاذِلَكَ، وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ سَمِعَ واعِيَتَكَ فَلَمْ يُجِبْكَ وَلَمْ يَنْصُرْكَ، وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ سَبا نِسآئَكَ، ا نَا الَى اللَّهِ مِنْهُمْ بَرئٌ، وَمِمَّنْ والاهُمْ وَمالَأَهُمْ وَاعانَهُمْ عَلَيْهِ، وَاشْهَدُ انَّكَ وَالْأَئِمَّةَ مِنْ وُلْدِكَ كَلِمَةُ التَّقْوى وَبابُ الْهُدى وَالْعُرْوَةُ الْوُثْقى وَالْحُجَّةُ عَلى اهْلِ الدُّنْيا، وَاشْهَدُ انّى بِكُمْ مُؤْمِنٌ، وَبِمَنْزِلَتِكُمْ مُوقِنٌ، وَلَكُمْ تابِعٌ بِذاتِ نَفْسى وَشَرايِعِ دينى وَخَواتيمِ عَمَلى وَمُنْقَلَبى فى دُنْياىَ وَآخِرَتى

الصلاة على الإمام علي بن الحسين عليهما السلام:

اللهُمَّ صَلِّ عَلى عَلِىِّ بْنِ الْحُسَيْنِ سَيِّدِ الْعابِدينَ، الَّذِى اسْتَخْلَصْتَهُ لِنَفْسِكَ، وَجَعَلْتَ مِنْهُ ائِمَّةَ الْهُدىَ، الَّذينَ يَهدُونَ بِالْحَقِّ، وَبِهِ يَعْدِلُونَ، الَّذى اخْتَرْتَهُ لِنَفْسِكَ، وَطَهَّرْتَهُ مِنَ الرِّجْسِ، وَاصْطَفَيْتَهُ وَجَعَلْتَهُ هادِياً مَهْدِيّاً، اللهُمَّ فَصَلِّ عَلَيْهِ افْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلى احَدٍ مِنْ ذُرِّيَةِ انْبِيآئِكَ، حَتّى تَبْلُغَ بِهِ ما تَقِرُّ بِهِ عَيْنُهُ فِى الدُّنْيا وَالْأخِرَةِ، انَّكَ عَزيزٌ حَكيمٌ.

ص: 374

الصلاة على الإمام الباقر عليه السلام:

اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِىٍّ باقِرِ الْعِلْمِ، وَامامِ الْهُدى وَقآئِدِ اهْلِ التَّقْوى وَالْمُنْتَجَبِ مِنْ عِبادِكَ، اللهُمَّ وَكَما جَعَلْتَهُ عَلَماً لِعِبادِكَ، وَمَناراً لِبِلادِكَ، وَمُسْتَوْدَعاً لِحِكْمَتِكَ، وَمُتَرْجِماً لِوَحْيِكَ، وَامَرْتَ بِطاعَتِهِ، وَحَذَّرْتَ مِنْ مَعْصِيَتِهِ، فَصَلِّ عَلَيْهِ يا رَبِّ افْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلى احَدٍ مِنْ ذُرِّيَةِ انْبِيآئِكَ، وَاصْفِيآئِكَ وَرُسُلِكَ وَامَنآئِكَ، يا رَبَّ الْعالَمينَ.

الصلاة على الإمام الصادق عليه السلام:

اللهُمَّ صَلِّ عَلى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ، خازِنِ الْعِلْمِ، الدَّاعى الَيْكَ بِالْحَقِّ، النُّورِ الْمُبينِ، اللهُمَّ وَكَما جَعَلْتَهُ مَعْدِنَ كَلامِكَ وَوَحْيِكَ، وَخازِنَ عِلْمِكَ، وَلِسانَ تَوْحيدِكَ، وَوَلِىَّ امْرِكَ، وَمُسْتَحْفِظَ دينِكَ، فَصَلِّ عَلَيْهِ افْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلى احَدٍ مِنْ اصْفِيآئِكَ وَحُجَجِكَ، انَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ.

الصلاة على الإمام موسى بن جعفر عليهما السلام:

اللهُمَّ صَلِّ عَلَى الْأَمينِ الْمُؤْتَمَنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ، الْبَرِّ الْوَفِىِّ، الطَّاهِرِ الزَّكِىِّ، النُّورِ الْمُبينِ، الْمُجْتَهِدِ الْمُحْتَسِبِ، الصَّابِرِ عَلَى الْأَذى فيكَ، اللهُمَّ وَكَما بَلَّغَ عَنْ ابآئِهِ مَا اسْتُودِعَ مِنْ امْرِكَ وَنَهْيِكَ، وَحَمَلَ عَلَى الْمَحَجَّةِ، وَكابَدَ اهْلَ الْعِزَّةِ وَالشِّدَّةِ فيما كانَ يَلْقى مِنْ جُهَّالِ قَوْمِهِ، رَبِّ فَصَلِّ عَلَيْهِ افْضَلَ وَاكْمَلَ ما صَلَّيْتَ عَلى احَدٍ مِمَّنْ اطاعَكَ، وَنَصَحَ لِعِبادِكَ، انَّكَ غَفُورٌ رَحيمٌ.

الصلاة على الإمام عليِّ بن موسى الرضا عليهما السلام:

اللهُمَّ صَلِّ عَلى عَلِىِّ بْنِ مُوسىَ، الَّذِى ارْتَضَيْتَهُ وَرَضَّيْتَ بِهِ مَنْ شِئْتَ مِنْ

ص: 375

خَلْقِكَ، اللهُمَّ وَكَما جَعَلْتَهُ حُجَّةً عَلى خَلْقِكَ، وَقآئِماً بِامْرِكَ، وَناصِراً لِدينِكَ، وَشاهِداً عَلى عِبادِكَ، وَكَما نَصَحَ لَهُمْ فِى السِّرِ وَالْعَلانِيَةِ، وَدَعا الى سَبيلِكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ، فَصَلِّ عَلَيْهِ افْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلى احَدٍ مِنْ اوْلِيآئِكَ، وَخِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ، انَّكَ جَوادٌ كَريمٌ.

الصلاة على الإمام الجواد عليه السلام:

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِىِّ بْنِ مُوسى عَلَمِ التُّقى وَنُورِ الْهُدى وَمَعْدِنِ الْوَفآءِ، وَفَرْعِ الْأَزْكِيآءِ، وَخَليفَةِ الْأَوْصِيآءِ، وَامينِكَ عَلى وَحْيِكَ، اللهُمَّ فَكَما هَدَيْتَ بِهِ مِنَ الضَّلالَةِ، وَاسْتَنْقَذْتَ بِهِ مِنَ الْحَيْرَةِ، وَارْشَدْتَ بِهِ مَنِ اهْتَدى وَزَكَّيْتَ بِهِ مَنْ تَزَكّى فَصَلِّ عَلَيْهِ افْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلى احَدٍ مِنْ اوْلِيآئِكَ، انَّكَ عَزيزٌ حَكيمٌ.

الصلاة على الإمام الهادي عليه السلام:

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى عَلِىِّ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَصِىِ الْأَوْصِيآءِ، وَامامِ الْأَتْقِيآءِ، وَخَلَفِ ائِمَّةِ الدّينِ، وَالْحُجَّةِ عَلَى الْخَلائِقِ اجْمَعينَ، اللهُمَّ كَما جَعَلْتَهُ نُوراً يَسْتَضيىُ بِهِ الْمُؤْمِنُونَ، فَبَشَّرَ بِالْجَزيلِ مِنْ ثَوابِكَ، وَانْذَرَ بِالْأَليمِ مِنْ عِقابِكَ، وَحَذَّرَ بَاْسَكَ، وَذَكَّرَ بِايَّامِكَ، وَاحَلَّ حَلالَكَ، وَحَرَّمَ حَرامَكَ، وَبَيَّنَ شَرايِعَكَ وَفَرايِضَكَ، وَحَضَّ عَلى عِبادَتِكَ، وَامَرَ بِطاعَتِكَ، وَنَهى عَنْ مَعْصِيَتِكَ، فَصَلِّ عَلَيْهِ افْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلى احَدٍ مِنْ اوْلِيآئِكَ، وَذُرِّيَّةِ انْبِيآئِكَ، يا الهَ الْعالَمينَ.

قال الراوي: فلمّا انتهيت إلى الصلاة عليه أمسك، فقلت له في ذلك فقال: «لَوْلا أنَّهُ دِينٌ أُمِرنا أنْ نُبَلِّغَهُ ونُؤَدِّيهِ إلى أهْلِهِ لأحْبَبْتُ الإمْساكَ، ولكِنَّهُ الدِّينُ أكتُبُ به».

ص: 376

الصلاة على الإمام الحسن العسكريّ عليه السلام:

اللهُمَّ صَلِّ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِىِّ بْنِ مُحَمَّدٍ، الْبَرِّ التَّقِىِّ، الصَّادِقِ الْوَفِىِّ، النُّورِ الْمُضيئِ، خازِنِ عِلْمِكَ، وَالْمُذَكِّرِ بِتَوْحيدِكَ، وَوَلِىِّ امْرِكَ، وَخَلَفِ ائِمَّةِ الدّينِ الْهُداةِ الرَّاشِدينَ، وَالْحُجَّةِ عَلى اهْلِ الدُّنْيا، فَصَلِّ عَلَيْهِ يا رَبِّ افْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلى احَدٍ مِنْ اصْفِيآئِكَ، وَحُجَجِكَ وَاوْلادِ رُسُلِكَ، يا الهَ الْعالَمينَ.

الصلاة على وليّ الأمر المنتظر (عجّل اللّه تعالى فرجه الشريف):

اللهُمَّ صَلِّ عَلى وَلِيِّكَ وَابْنِ اوْلِيآئِكَ، الَّذينَ فَرَضْتَ طاعَتَهُمْ، وَاوْجَبْتَ حَقَّهُمْ، وَاذْهَبْتَ عَنْهُمُ الرِّجْسَ، وَطَهَّرْتَهُمْ تَطْهيراً، اللهُمَّ انْتَصِرْ بِهِ لِدينِكَ، وَانْصُرْ بِهِ اوْلِيآئَكَ وَاوْلِيآئَهُ، وَشيعَتَهُ وَانْصارَهُ، وَاجْعَلْنا مِنْهُمْ، اللهُمَّ اعِذْهُ مِنْ شَرِّ كُلِّ باغٍ وَطاغٍ، وَمِنْ شَرِّ جَميعِ خَلْقِكَ، وَاحْفَظْهُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ، وَعَنْ يَمينِهِ وَعَنْ شِمالِهِ، وَاحْرُسْهُ وَامْنَعْهُ انْ يُوصَلَ الَيْهِ بِسُوءٍ، وَاحْفَظْ فيهِ رَسُولَكَ وَآلَ رَسُولِكَ، وَاظْهِرْ بِهِ الْعَدْلَ، وَايِّدْهُ بِالنَّصْرِ، وَانْصُرْ ناصِريهِ، وَاخْذُلْ خاذِليهِ، وَاقْصِمْ بِهِ جَبابِرَةَ الْكُفْرِ، وَاقْتُلْ بِهِ الْكُفَّارَ وَالْمُنافِقينَ، وَجَميعَ الْمُلْحِدينَ، حَيثُ كانُوا وَايْنَ كانُوا، مِنْ مَشارِقِ الْأَرْضِ وَمَغارِبِها، وَبَرِّها وَبَحْرِها، وَامْلَأْ بِهِ الْأَرْضَ عَدْلًا، وَاظْهِرْ بِهِ دينَ نَبِيِّكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ السَّلامُ، وَاجْعَلْنِى اللَّهُمَّ مِنْ انْصارِهِ وَاعْوانِهِ، وَاتْباعِهِ وَشيعَتِهِ وَارِنى فى آلِ مُحَمَّدٍ ما يَاْمُلُونَ، وَفى عَدُوِّهُمْ ما يَحْذَرُونَ، الهَ الْحَقِّ آمينَ (1).-

چ چ-


1- مصباح المتهجّد: ص 399.

ص: 377

زيارة الوداع الأئمة عليهم السلام

إعلم أنّ من جملة آداب الزيارة هو أن يودِّع الزائر المزور عندما يريد الخروج من بلده الشريف بالوداع المأثور عنهم عليهم السلام. وقد أثبتنا في زيارات الأئمّة عليهم السلام وداعاً يودَّع به كلّ منهم.

وهنا نذكر هذه الزيارة للوداع وهي الزيارة التي رواها السيّد ابن طاووس والشهيد الأوّل وآخرون. فإذا أردت الوداع والانصراف في أيّ مكان كنت من المشاهد المشرّفة فقل:

السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا اهْلَ بَيْتِ النُّبُوَّةِ، وَمَعْدِنَ الرِّسالَةِ، سَلامَ مُوَدِّعٍ لا سَئِمٍ وَلا قالٍ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ عَلَيْكُمْ اهْلَ الْبَيْتِ، انَّهُ حَميدٌ مَجيدٌ، سَلامَ وَلِىٍّ غَيْرَ راغِبٍ عَنْكُمْ، وَلا مُنْحَرِفٍ عَنْكُمْ، وَلا مُسْتَبْدِلٍ بِكُمْ، وَلا مُؤْثِرٍ عَلَيْكُمْ، وَلا زاهِدٍ فى قُرْبِكُمْ، لا جَعَلَهُ اللَّهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيارَةِ قُبُورِكُمْ، وَاتْيانِ مَشاهِدِكُمْ، وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، وَحَشَرَنِىَ اللَّهُ فى زُمْرَتِكُمْ، وَاوْرَدَنى حَوْضَكُمْ، وَارْضاكُمْ عَنّى وَمَكَّنَنى فى دَوْلَتِكُمْ، وَاحْيانى فى رَجْعَتِكُمْ، وَمَلَّكَنى فى ايَّامِكُمْ، وَشَكَرَ سَعْيى بِكُمْ، وَغَفَرَ ذُنُوبى بِشَفاعَتِكُمْ، وَاقالَ عَثْرَتى بِحُبِّكُمْ، وَاعْلى كَعْبى بِمُوالاتِكُمْ، وَشَرَّفَنى بِطاعَتِكُمْ، وَاعَزَّنى بِهُديكُمْ، وَجَعَلَنى مِمَّنْ يَنْقَلِبُ مُفْلِحاً مُنْجِحاً، سالِماً غانِماً، مُعافاً غَنِيّاً، فائِزاً بِرِضْوانِ اللَّهِ وَفَضْلِهِ وَكِفايَتِهِ، بِافْضَلِ ما يَنْقَلِبُ بِهِ احَدٌ مِنْ زُوَّارِكُمْ، وَمَواليكُمْ وَمُحِبّيكُمْ وَشيعَتِكُمْ، وَرَزَقَنِىَ اللَّهُ الْعَوْدَ ثُمَّ الْعَوْدَ ثُمَّ الْعَوْدَ ما ابْقانى رَبّى بِنِيَّةٍ صادِقَةٍ، وَايمانٍ وَتَقْوى وَاخْباتٍ، وَرِزْقٍ واسِعٍ حَلالٍ طَيِّبٍ، اللهُمَّ لا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيارَتِهِمْ وَذِكْرِهِمْ، وَالصَّلاةِ عَلَيْهِمْ، وَاوْجِبْ لِىَ الْمَغْفِرَةَ وَالرَّحْمَةَ، وَالْخَيْرَ وَالْبَرَكَةَ، وَالفَوْزَ وَالْإِيمانَ، وَحُسْنَ الْإِجابَةِ، كَما اوْجَبْتَ لِأَوْلِيآئِكَ الْعارِفينَ بِحَقِّهِمْ، الْمُوجِبينَ طاعَتَهُمْ، وَالرَّاغِبينَ فى زِيارَتِهِمُ، الْمُتَقَرِّبينَ الَيْكَ وَالَيْهِمْ، بِابى انْتُمْ

ص: 378

وَامّى وَنَفْسى وَمالى وَاهْلى اجْعَلُونى مِنْ هَمِّكُمْ، وَصَيِّرُونى فى حِزْبِكُمْ، وَادْخِلُونى فى شَفاعَتِكُمْ، وَاذْكُرُونى عِنْدَ رَبِّكُمْ، اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَابْلِغْ ارْواحَهُمْ وَاجْسادَهُمْ عَنّى تَحِيَّةً كَثيرَةً وَسَلاماً، وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ (1).

- چ چ-


1- مصباح الزائر: ص 472؛ مزار الشهيد: ص 216؛ المزار الكبير: ص 535؛ بحار الأنوار: ج 99، ص 133( باختلاف يسير).

ص: 379

الفصل الثاني عشر: زيارة الأنبياء العظام و ابناء الأئمة الكرام عليهم السلام و قبور المؤمنين

اشارة

يتألّف هذا الفصل من أربعة أقسام:

القسم الأول: زيارة الأنبياء عليهم السلام

فضل الزيارة ومحلّ القبور:

تكريم الأنبياء وتعظيمهم واجب عقلًا وشرعاً لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ (1) وزيارتهم راجحة مستحبّة، والعلماء قد صرّحوا باستحباب زيارتهم. وليس في الأنبياء- مع كثرتهم- من يُعرَف موضع قبره إلّاالقليلون وهم: آدم عليه السلام ونوح عليه السلام المدفونان عند قبر أميرالمؤمنين عليه السلام وإبراهيم عليه السلام وقبره في القدس الخليل قرب بيت المقدس، وبجواره مراقد سارة زوجته وإسحاق ويعقوب ويوسف عليهم السلام، وإسماعيل وامّه هاجر مدفونان في الحجر في المسجد الحرام وفيه قبور الأنبياء عليهم السلام وعن الإمام الباقر عليه السلام قال: «

ما بَينَ الرُّكْنِ وَالمَقامِ لَمشحُونٌ مِنْ قُبورِ الأنبياءِ»(2).

وعن الإمام الصادق عليه السلام قال: «

دُفِنَ ما بَينَ الرُّكْنِ اليَمانيّ وَالحَجَرِ الأسودِ سَبعُون نَبيّاً من الأنبياء»(3)

. وفي بيت المقدس قبور عدّة من الأنبياء كداود وسليمان عليهما السلام (وهذا معروف للناس هناك) وقبر زكريا عليه السلام في حلب وليونس عليه السلام على شريعة الكوفة بقعة ذات قبّة معروفة، وقبرا هود وصالح عليهما السلام في النجف الأشرف مشهوران، ومرقد ذي الكفل على شاطئ الفرات مشهور وهو بعيد عن الكوفة، والنبيّ جرجيس قبره في مدينة الموصل، وفي خارج المدينة قبر شيث (هبة


1- سورة البقرة: الآية 285.
2- الكافي: ج 4، ص 214، ح 7.
3- المصدر السابق: ح 10.

ص: 380

اللَّه) ابن آدم عليه السلام وقبر النبيّ دانيال في شوش (خوزستان) وقبر يوشع عليه السلام مقابل مسجد براثا (صلوات اللَّه وسلامه عليهم أجمعين).

كيفيّة زيارة الأنبياء عليهم السلام:

ذكر السيّد ابن طاووس في مصباح الزائر(1) والبعض الآخر عن الأعلام في كتبهم في آداب الدخول للكوفة لزيارة قبر يونس عليه السلام أولى الزيارات الجامعة من الزيارات الجامعة الخمسة التي مرّ ذكرها (ص 355). والمظنون أنّ ذكرهم هذه الزيارة لهذا المشهد ليس إلّالما يبدو من العموم من روايتها.

القسم الثاني: زيارة أبناء الأئمة عليهم السلام

فضل زيارة أبناء الأئمّة عليهم السلام:

لاشكّ في أنّ قبورهم منابع الفيض والبركة ومهابط الرحمة والعناية، والعلماء قد صرّحوا باستحباب زيارة قبورهم، وهي والحمد اللَّه منتشرة في غالب بلاد الشيعة، فيتقرّب بزيارتهم إلى اللَّه. فعلى المؤمنين ومحبّي أهل البيت عليهم السلام زيارة قبورهم؛ فقد دفعهم ظلم الامويين والعباسيين الذين حكموا الحجاز والعراق (فضيّقوا الخناق على عامّة الشيعة ولا سيّما السادة وذريّة رسول اللَّه صلى الله عليه و آله وجرّعوهم غصص الموت والأخطار والمصائب) إلى الهجرة أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ واسِعَةً فَتُهاجِرُوا فيها(2) واللجوء للمناطق الشيعية الآمنة نسبياً فيستقبلونهم ويضيّفونهم، وإن قتل عدد منهم على أيدي الظلمة(3).


1- مصباح الزائر: ص 75.
2- سورة النساء: الآية 97.
3- راجع: مختصر أخبار الخلفاء، مطبعة بولاق المصرية: ص 25. ذكر المرحوم العلّامة المجلسي في( بحار الأنوار: ج 99، ص 273) شخصين آخرين غير معصومة وعبدالعظيم الحسني، أحدهما جعفر الطيار المدفون في مؤتة، والآخر عليّ بن جعفر المدفون في قم المقدّسة وقال فيه: جلاله أشهر من الحاجة إلى البيان وأن لم يرد دفنه في قمّ في المصادر المعتبرة، إلّاأنّ آثار قبره موجودة منذ القديم واسمه مكتوب عليه( طبعاً الموارد المعروفة لا تقتصر على ما ذكره المرحوم العلّامة المجلسي، بل في الموارد الاخرى غير المعروفة قطعاً، لكنها محترمة من المؤمنين فيمكن زيارتها برجاء المطلوبية).

ص: 381

كيفيّة زيارة أبناء الأئمّة عليهم السلام:

لم ترد رواية خاصّة لكيفيّة زيارة أبناء الأئمّة عليهم السلام (غير أبي الفضل وعليّ الأكبر، التي مضت والمعصومة عليها السلام التي سترد) لذلك قال المرحوم العلّامة المجلسي: يزارون بما يزار به سائر المؤمنين (وسيرد ذكره)، كما يمكن التوسّل بما لهم من فضل، والصلوات على أجدادهم الطاهرين (1).

تنبيه: يمكن القيام بما ورد في بيان العلّامة المجلسي بثلاث طرق:

أ) يمكن بعد طلب المغفرة وعلوّ الدرجة لأبناء الأئمّة الذين نتشرّف بزيارتهم وقراءة الفاتحة، القسم على اللَّه بشأنهم ومقامهم وسؤال الحوائج.

ب) يمكن خطاب أوّل معصوم أب أو جدّ ذلك الإمام والقسم عليه بصاحب القبر بعد السلام عليه وزيارته بإحدى الزيارات الجامعة والاستشفاع به إلى اللَّه عقب طلب المغفرة وعلوّ الدرجة.

ج) قراءة سورة الفاتحة والصلاة ركعتين وإهدائها إليه ثمّ الدعاء.

فضل زيارة معصومة عليها السلام:

السيّدة الجليلة العظيمة فاطمة عليها السلام بنت موسى بن جعفر عليه السلام المعروفة بمعصومة وقبرها الشريف مشهور في قمّ المقدّسة، وهو قرّة العين لأهالي قمّ وملاذ لعامّة الناس، يشدّ إليها الرحال في كلّ سنة الملايين من أقاصي البلاد فيتحمّلون متاعب السفر ابتغاء فضيلة زيارتها. وفضلها وجلالها يعرف من كثير من الأخبار والروايات منها:

1. روى الشيخ الصدوق وابن قولويه (بسند معتبر) عن سعد بن سعد قال: سألت الرضا عليه السلام عن فاطمة بنت موسى بن جعفر عليه السلام فقال عليه السلام: «

مَن زَارَهَا فَلَهُ الجَنّةُ»(2).

2. قال الإمام الجواد عليه السلام: «

مَنْ زَارَ قَبرَ عَمَّتِي بِقُمّ فَلَهُ الجَنّةُ»(3).

3. روى حسين بن محمّد القمي في كتاب «تاريخ قم» عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال «

إنّ للَّهِ حَرَمٌ وَهُوَ مَكّةَ وَلِرَسُولِهِ حَرَمٌ وَهُوَ الْمَدينةَ ولأميرالمؤمنينِ حَرَمٌ وهُوَ الكُوفةَ وَلَنَا (أهلُ البيتِ) حَرَمٌ


1- بحار الأنوار: ج 99، ص 277.
2- عيون أخبار الرضا: ج 2، ص 267؛ كامل الزيارات: الباب 106، ح 1.
3- كامل الزيارات: الباب 106، ح 2.

ص: 382

هُو قُمْ وَسَتُدْفَنُ فِيهِ امرأةٌ مِنْ وُلْدي تُسمّى (فاطمة) مَنْ زَارَهَا وَجَبَتْ لَهُ الجَنّة

». قال الراوي: قال أبوعبداللَّه الصادق عليه السلام ذلك ولم تحمل بموسى الكاظم عليه السلام امُّه (أي موسى بن جعفر والد فاطمة المعصومة عليها السلام)»(1).

طبعاً بشرط المعرفة بحقّها كما ورد في بعض الروايات (2).

كيفيّة زيارة معصومة عليها السلام:

روى العلّامة المجلسي عن بعض كتب الزيارة أنّ الرضا عليه السلام قال لسعد الأشعريّ: «

يا سَعْدُ عِنْدَكُم

(أهل قُمّ)

لَنا قَبْرٌ

». قال سعد: قلت: جعلت فداك قبر فاطمة بنت موسى بن جعفر عليه السلام؟

قال: «

مَنْ زارَها عارفاً بِحَقِّها فَلَهُ الجَنَّةُ

» فإذا أتيت القبر فقم عند رأسها مستقبلًا القبلة وقل 34 مرّة اللَّه أكبر و 33 مرّة سبحان اللَّه و 33 مرّة الحمد للَّه وقل:

السَّلامُ عَلى آدَمَ صَفْوَةِاللَّهِ، السَّلامُ عَلى نُوحٍ نَبِىِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلى ابْراهيمَ خَليلِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلى مُوسى كَليمِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلى عيسى رُوحِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا رَسُولَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا خَيْرَ خَلْقِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا صَفِىَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ خاتَمَ النَّبِيّينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا اميرَ الْمُؤْمِنينَ عَلِىَّ بْنَ ابيطالِبٍ، وَصِىَّ رَسُولِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا فاطِمَةُ سَيِّدَةَ نِسآءِ الْعالَمينَ، السَّلامُ عَلَيْكُما يا سِبْطَىْ نَبِىِّ الرَّحْمَةِ، وَسَيِّدَىْ شَبابِ اهْلِ الْجَّنَةِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا عَلىَّ بْنَ الْحُسَيْنِ سَيِّدَ الْعابِدينَ، وَقُرَّةَ عَيْنِ النَّاظِرينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مُحَمَّدَ بْنَ عَلِىٍّ باقِرِ الْعِلْمِ بَعْدَ النَّبِىِّ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ الصَّادِقَ الْبآرَّ الْأَمينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ الطَّاهِرَ الطُّهْرَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا عَلِىَّ بْنَ مُوسَى الرِّضا الْمُرْتَضى السَّلامُ عَلَيْكَ يا مُحَمَّدَ بْنَ عَلِىٍّ التَّقِىَّ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا عَلِىَّ بْنَ مُحَمَّدٍ النَّقِىَّ النَّاصِحَ الْأَمينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا


1- تاريخ قم، طبعة ايران عام 1974: ص 215؛ بحار الأنوار: ج 99، ص 267.
2- بحار الأنوار: ج 99، ص 266، ح 4.

ص: 383

حَسَنَ بْنَ عَلِىٍّ، السَّلامُ عَلَى الْوَصىِّ مِنْ بَعْدِهِ، اللهُمَّ صَلِّ عَلى نُورِكَ وَسِراجِكَ، وَوَلِىِّ وَلِيِّكَ، وَوَصِىِّ وَصِيِّكَ، وَحُجَّتِكَ عَلى خَلْقِكَ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ فاطِمَةَ وَخَديجَةَ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ اميرِالْمُؤْمِنينَ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ وَلِىِّ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا اخْتَ وَلِىِّ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا عَمَّةَ وَلِىِّ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلَيْكِ عَرَّفَ اللَّهُ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ فِى الْجَنَّةِ، وَحَشَرَنا فى زُمْرَتِكُمْ، وَاوْرَدَنا حَوْضَ نَبِيِّكُمْ، وَسَقانا بِكَاْسِ جَدِّكُمْ مِنْ يَدِ عَلِىِّ بْنِ ابيطالِبٍ صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ، اسْئَلُ اللَّهَ انْ يُرِيَنا فيكُمُ السُّرُورَ وَالْفَرَجَ، وَانْ يَجْمَعَنا وِايَّاكُمْ فى زُمْرَةِ جَدِّكُمْ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَانْ لا يَسْلُبَنا مَعْرِفَتَكُمْ، انَّهُ وِلِىٌّ قَديرٌ، اتَقَرَّبُ الَى اللَّهِ بِحُبِّكُمْ، وَالْبَرآئَةِ مِنْ اعْدآئِكُمْ، وَالتَّسْليمِ الَى اللَّهِ راضِياً بِهِ غَيْرَ مُنْكِرٍ وَلا مُسْتَكْبِرٍ، وَعَلى يَقينِ ما اتى بِهِ مُحَمَّدٌ وَبِهِ راضٍ، نَطْلُبُ بِذلِكَ وَجْهَكَ يا سَيِّدى اللَّهُمَّ وَرِضاكَ وَالدَّارَ الْاخِرَةَ، يا فاطِمَةُ اشْفَعى لى فىِ الْجَنَّةِ، فَانَّ لَكِ عِنْدَ اللَّهِ شَاْناً مِنَ الشَّاْنِ، اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ انْ تَخْتِمَ لى بِالسَّعادَةِ، فَلا تَسْلُبْ مِنّى ما انَا فيهِ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ الَّا بِاللَّهِ الْعَلِىِّ الْعَظيمِ، اللهُمَّ اسْتَجِبْ لَنا، وَتَقَبَّلْهُ بِكَرَمِكَ وَعِزَّتِكَ، وَبِرَحْمَتِكَ وَعافِيَتِكَ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ اجْمَعينَ، وَسَلَّمَ تَسْليماً يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ (1).


1- بحار الأنوار: ج 99، ص 266، ح 4 ورد في ذيل هذه الزيارة في تحفة الزائر للمرحوم العلّامة المجلسي: يحتمل ألا تكون هذه الزيارة في حديث الإمام عليه السلام، بل هي من العلماء، ولعلّ العلّامة اعتبر ذكر الأئمّة بعد الرضا عليه السلام والسلام عليهم قرينة على ذلك، والحال ظاهر الرواية أنّ الزيارة واردة في كلام الرضا عليه السلام ولا يبعد السلام على الأئمّة بتعليم الرضا عليه السلام( كما وردت الصلوات والسلام على الأئمّة من بعده عليهم السلام في زيارة الرضا).

ص: 384

فضل زيارة عبدالعظيم الحسنيّ عليه السلام:

ينتهي نسبه الشريف بوسائط إلى الإمام الحسن المجتبى. ومرقده الشريف في الريّ معروف مشهور وملاذ ومعاذ لعامّة الناس. وعلوّ مقامه وجلالة شأنه أظهر من الشمس، فإنّه من سلالة خاتم النبيين، وهو مع ذلك من أكابر المحدّثين وأعاظم العلماء والزهّاد والعبّاد وذوي الورع والتقوى. وهو من أصحاب الجواد والهادي عليهما السلام وكان متوسّلًا بهما أقصى درجات التوسّل ومنقطعاً إليهما غاية الانقطاع. وقد روى عنهما أحاديث كثيرة وهو المؤلّف لكتاب «خطب أميرالمؤمنين» وكتاب «يوم وليلة». وهو الذي عرض دينه على إمام زمانه الهادي عليه السلام فأقرّه وصدّقه وقال: «

يا ابَاالْقاسِمِ! هذا وَاللَّهِ دينُ اللَّهِ الَّذِى ارْتَضاهُ لِعِبادِهِ، فَاثْبُتْ عَلَيْهِ، ثَبَّتَكَ اللَّهُ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فىِ الدُّنْيا وَالْا خِرَةِ»(1).

وقال الصاحب بن عبّاد في وصف علم عبدالعظيم: أنّه روى أبو تراب الروياني قال: «سمعت أبا حمّاد الرازي يقول: دخلت على عليّ بن محمد الهادى عليهما السلام بِسُرَّ من رأى فسألته عن أشياء من الحلال والحرام فأجابني فيها فلمّا ودّعته قال لي: «

يا حَمّادُ إذا أشْكَلَ عَليكَ شَي ءٌ مِنْ أمْرِ دِينِكَ بِناحِيَتِكَ (أي في بلدةِ الرّيّ) فَسَلْ عَنهُ عبدَالعَظِيمِ بنَ عبدِاللَّهِ الحَسَنيِّ وأقْرِأهُ مِنّي السّلامَ»(2)

. وكفى في فضل زيارته ما رواه ابن قولويه في كامل الزيارات عن رجل من أهل الريّ قال: دخلتُ على الإمام الهادي عليه السلام فقال: «

أينَ كُنْتَ

»؟ فقلت: زرتُ الحسين عليه السلام (في كربلاء) فقال عليه السلام: «

أمَا لَو أنّكَ زُرْتَ قَبرَ عَبدِالعظيمِ عليه السلام عِندَكُم لَكُنْتَ كَمَنْ زَارَ الحُسَين عليه السلام»(3).

كيفيّة زيارة عبدالعظيم عليه السلام:

قال المرحوم المحدّث القمّي رحمه الله: لم يذكر العلماء لعبد العظيم الحسنيّ عليه السلام زيارة خاصّة وإنّما قال فخر المحقّقين آقا جمال الدين في مزاره: إنّ من المناسب أن يزار هكذا: السَّلامُ عَلى آدَمَ صَفْوَةِاللَّهِ، السَّلامُ عَلى نُوحٍ نَبِىِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلى ابْراهيَمَ خَليلِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلى مُوسى كَليمِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلى عيسى رُوحِ اللَّهِ، السَّلامُ


1- إعلام الورى: ص 436.
2- مستدرك الوسائل: ج 17، ص 321، ح 32.
3- كامل الزيارات: الباب 107، ح 1.

ص: 385

عَلَيْكَ يا رَسُولَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا خَيْرَ خَلْقِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا صَفِىَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ خاتَمَ النَّبِيّينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا اميرَ الْمُؤْمِنينَ عَلِىَّ بْنَ ابيطالِبٍ، وَصِىَّ رَسُولِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا فاطِمَةُ سَيِّدَةَ نِسآءِ الْعالَمينَ، السَّلامُ عَلَيْكُما يا سِبْطَىِ الرَّحْمَةِ، وَسَيَّدَىْ شَبابِ اهْلِ الْجَنَّةِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا عَلِىَّ بْنَ الْحُسَيْنِ سَيِّدَ الْعابِدينَ، وَقُرَّةَ عَيْنِ النَّاظِرينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مُحَمَّدَ بْنَ عَلِىٍّ باقِرَ الْعِلْمِ بَعْدَ النَّبِىِّ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ الصَّادِقَ الْبآرَّ الْأَمينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ الطَّاهِرَ الْطُّهْرَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا عَلِىَّ بْنَ مُوسَى الرِّضَا الْمُرْتَضى السَّلامُ عَلَيْكَ يا مُحَمَّدَ بْنَ عَلِىٍّ التَّقِىَّ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا عَلِىَّ بْنَ مُحَمَّدٍ النِّقِىَّ النَّاصِحَ الْأَمينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حَسَنَ بْنَ عَلِىٍّ، السَّلامُ عَلَى الْوَصِىِّ مِنْ بَعْدِهِ، اللهُمَّ صَلِّ عَلى نُورِكَ وَسِراجِكَ، وَوَلِىِّ وَلِيِّكَ، وَوَصِىِّ وَصِيِّكَ، وَحُجَّتِكَ عَلى خَلْقِكَ، السَّلامُ عَلَيْكَ ايُّهَا السَّيِّدُ الزَّكِىُّ، وَالطَّاهِرُ الصَّفِىُّ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ السَّادَةِ الْأَطْهارِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيارِ، السَّلامُ عَلى رَسُولِ اللَّهِ، وَعَلى ذُرِّيَّةِ رَسُولِ اللَّهِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلَى الْعَبْدِ الصَّالِحِ، الْمُطيعِ للَّهِ رَبِّ الْعالَمينَ، وَلِرَسُولِهِ وَلِأَميرِ الْمُؤْمِنينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابَاالْقاسِمِ ابْنَ السِّبْطِ الْمُنْتَجَبِ الْمُجْتَبى السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ بِزِيارَتِهِ ثَوابُ زِيارَةِ سَيِّدِ الْشُّهَدآءِ يُرْتَجى السَّلامُ عَلَيْكَ عَرَّفَ اللَّهُ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ فى الْجَنَّةِ، وَحَشَرَنا فى زُمْرَتِكُمْ، وَاوْرَدَنا حَوْضَ نَبِيِّكُمْ، وَسَقانا بِكَاْسِ جَدِّكُمْ مِنْ يَدِ عَلِىِّ بْنِ ابيطالِبٍ صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيكُمْ، اسْئَلُ اللَّهَ انْ يُرِيَنا فيكُمُ السُّرُورَ وَالْفَرَجَ، وَانْ يَجْمَعَنا وَايَّاكُمْ فى زُمْرَةِ جَدِّكُمْ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَانْ لا يَسْلُبَنا مَعْرِفَتَكُمْ، انَّهُ وَلِىٌّ قَديرٌ، اتَقَرَّبُ الَى اللَّهِ بِحُبِّكُمْ، وَالْبَرآئَةِ مِنْ اعْدآئِكُمْ، وَالتَّسْليمِ الَى اللَّهِ راضِياً بِهِ غَيْرَ مُنْكِرٍ وَلا مُسْتَكْبِرٍ، وَعَلى يَقينِ مااتى

ص: 386

بِهِ مُحَمَّدٌ نَطْلُبُ بِذلِكَ وَجْهَكَ يا سَيِّدى اللَّهُمَّ وَرِضاكَ وَالدَّارَ الْأخِرَةَ، يا سَيِّدى وَابْنَ سَيِّدى اشْفَعْ لِى فِى الْجَنَّةِ، فَانَّ لَكَ عِنْدَ اللَّهِ شَاْناً مِنَ الشَّاْنِ، اللهُمَّ انّى اسْئَلُكَ انْ تَخْتِمَ لى بِالسَّعادَةِ، فَلا تَسْلُبْ مِنّى ما انَا فيهِ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ الَّا بِاللَّهِ الْعَلِىِّ الْعَظيمِ، اللَّهُمَّ اسْتَجِبْ لَنا، وَتَقَبَّلْهُ بِكَرَمِكَ وَعِزَّتِكَ، وَبِرَحْمَتِكَ وَعافِيَتِكَ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ اجْمَعينَ، وَسَلَّمَ تَسْليماً يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ. وأضاف: ويزار قبر حمزة بن الإمام موسى عليه السلام (وقبره قرب قبر عبدالعظيم) بهذه الزيارة، إلّاأنّه يحذف منها العبارة «السلام عليك يا أبا القاسم».

تنبيه: قبر الشيخ الجليل قدوة المفسِّرين جمال الدين أبي الفتوح حسين بن عليّ الخزاعيّ صاحب التفسير المعروف، واقع في صحن حمزة عليه السلام وينبغي زيارته. والشيخ الصدوق رئيس المحدّثين المعروف بابن بابويه قبره في الريّ فلا يغفل عن زيارته.

القسم الثالث: زيارة قبور المؤمنين

فضل زيارة قبور المؤمنين:

1. في كامل الزيارات عن موسى بن جعفر عليه السلام قال: «

مَنْ لَمْ يَقْدِرْ أن يَزورَنا فَلْيَزُرْ صَالِحِي مَوالِينا يُكْتَبُ لَهُ ثَوابُ زِيارَتِنا»(1).

2. وروي عن محمّد بن أحمد بن يحيى الأشعريّ عنه عليه السلام قال: «

مَن أتى قَبْرَ أخِيهِ المُؤمِنِ ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى القَبْرِ وقَرأ إنّا أنْزَلْناهُ في لَيْلَةِ القَدْرِ سَبْعَ مَرّاتٍ أمِنَ يَوْمَ الفَزَعِ الأكْبَرِ»(2)

. ظاهر بعض الروايات أنّ مثل هذا الثواب لصاحب القبر(3).

3. يتبيّن من الروايات التي ستأتي في بحث «كيفية زيارة قبور المؤمنين» أنّ بقراءة بعض الأذكار تُغفر ذنوب الزائر ووالديه ويبعد عن الإنسان العذاب يوم القيامة(4).

4. يستفاد من بعض الروايات أنّ الإنسان يتلافى ما فرط منه بحقّ والديه في حياتهما عند


1- كامل الزيارات: الباب 105، ح 1.
2- المصدر السابق: ح 3.
3- المصدر السابق: ح 12.
4- المصدر السابق: ح 4.

ص: 387

زيارته لقبورهما(1)، وتقضى حوائجه حين يستغفر لوالديه ثمّ يسأل اللَّه حاجته (2).

آداب وأوقات وكيفية زيارة قبور المؤمنين:

1. يستقبل الزائر القبلة ويضع يده على القبر كما في رواية عبدالرحمن بن أبي عبداللَّه (3) ومحمّد بن أحمد بن يحيى (4).

2. يقرأ سورة القدر سبع مرّات كما مضى في رواية الأشعريّ. وفي بعض الروايات يقرأ سورة الحمد، والأولى إن وفِّق فليقرأ سائر السور القرآنية لإدخال السرور لروح الميّت، مثل يس والملك والواقعة.

3. يدعو بهذا الدعاء:

السَّلامُ عَلى اهْلِ الدِّيارِ مِنَ الْمُؤْمِنينَ وَالْمُسْلِمينَ، انْتُمْ لَنا فَرَطٌ، وَنَحْنُ ان شآءَ اللَّهُ بِكُمْ لاحِقُونَ، كما روي عن الإمام الصادق عليه السلام (5).

4. يقول:

اللَّهُمَّ رَبَّ هذِهِ الْأَرْواحِ الْفانِيَةِ، وَالْأَجْسادِ الْبالِيَةِ، وَالْعِظامِ النَّخِرَةِ الَّتى خَرَجَتْ مِنَ الدُّنْيا وَهِىَ بِكَ مُؤْمِنَةٌ، ادْخِلْ عَلَيْهِمْ رَوْحاً مِنْكَ، وَسَلاماً مِنّي.

فقد روي عن الإمام الحسين عليه السلام: «

أنّ مَنْ دَخَلَ المَقابِرَ وقَرأ هذا الدّعاءَ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِعَدَدِ الخَلْقِ مِنْ لَدُنْ آدَمَ إلى أنْ تَقومَ السَّاعَةُ حَسَناتٍ»(6).

5. وعن أميرالمؤمنين عليه السلام: «

إذا قال:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ، السَّلامُ عَلى اهْلِ لا الهَ الَّا اللَّهُ، مِنْ اهْلِ لا الهَ الَّا اللَّهُ، يا اهْلَ لا الهَ الَّا اللَّهُ، بِحَقِّ لا الهَ الَّا اللَّهُ، كَيْفَ وَجَدْتُمْ قَوْلَ لا الهَ الَّا اللَّهُ، مِنْ لا الهَ الَّا اللَّهُ، يا لا الهَ الَّا اللَّهُ، بِحَقِّ لا الهَ الَّا اللَّهُ، اغْفِرْ لِمَنْ قالَ لا الهَ الَّا اللَّهُ، وَاحْشُرْنا


1- بحار الأنوار: ج 71، ص 81، ح 85.
2- المصدر السابق: ج 10، ص 97.
3- كامل الزيارات: الباب 105، ص 320، ح 5.
4- المصدر السابق: ح 4.
5- المصدر السابق: ح 9.
6- بحار الأنوار: ج 99، ص 300، ح 31.

ص: 388

فى زُمْرَةِ مَنْ قالَ لا الهَ الَّا اللَّهُ، مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ، عَلِىٌّ وَلِىُّ اللَّهِ.

أعْطاهُ اللَّهُ سُبْحانَهُ وتَعالى ثَوابَ خَمْسِينَ سَنَة وكَفَّرَ عَنهُ وعن أبَوَيْهِ سَيِّئاتِ خَمْسِين سنة»(1).

6. ينبغي زيارة قبور المؤمنين يوم الخميس (2)، وأفضل وقت لزيارتهم حسب بعض الروايات قبل طلوع الشمس (3) ويكره زيارة الأموات ليلًا كما روي في كتاب الدعوات للراوندي في حديث النبيّ صلى الله عليه و آله لأبي ذرّ(4).

7. قال محمّد بن مسلم: قلت للصادق عليه السلام: الموتى نزورهم؟ قال: «

نَعَم

». قلت: فيعلمون بنا إذا أتيناهم؟ قال عليه السلام: «

إي واللَّهِ لَيَعْلَمُونَ بِكُمْ ويَفْرَحُونَ بِكُمْ وَيَسْتأنِسُونَ إلَيْكُمْ

». قال، قلت: فأيّ شي ء نقول إذا أتيناهم؟ قال: «

قُلْ

: اللهُمَّ جافِ الْأَرْضَ عَنْ جُنُوبِهِمْ، وَصاعِدْ الَيْكَ ارْواحَهُمْ، وَلَقِّهِمْ مِنْكَ رِضْواناً، وَاسْكِنْ الَيْهِمْ مِنْ رَحْمَتِكَ ما تَصِلُ بِهِ وَحْدَتَهُمْ، وَتُونِسُ بِهِ وَحْشَتَهُمْ، انَّكَ عَلى كُلِّ شَىْ ءٍ قَديرٌ»(5). 8. روى ابن قولويه عن صفوان الجمّال أنّ الإمام الصادق عليه السلام قال: «

كانَ رَسولُ اللَّهِ صلى الله عليه و آله يَخْرُجُ في مَلأٍ مِنَ النّاسِ مِن أصْحَابِه كُلَّ عَشِيَّةِ خَمِيسٍ إلى البَقِيعِ فَيقولُ ثَلاثاً: «السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا اهْلَ الدِّيارِ» وثلاثاً «رَحِمَكُمُ اللَّهُ»(6).

9. جاء في الروايات أنّ الزائر إذا قرأ بين قبور المؤمنين سورة «

قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ

» إحدى عشرة مرّة يثيبه اللَّه على عدد الأموات (7).

10. إذا أراد تلاوة القرآن فليقرأ سورة يس فإنّها تخفّف عنهم، وله بعدد الموتى حسنات (8).

تنبيه: وردت روايات عظيمة في القسم العاشر (الأحكام والآداب المتعلّقة بالأموات) في الخيرات للأموات، فمن أراد فليراجع.

- چ چ-


1- بحار الأنوار: ج 99، ص 301، ح 31.
2- مصباح الزائر: ص 512؛ بحارالأنوار: ج 99، ص 299، ح 25.
3- بحار الأنوار: ج 99، ص 297، ح 11.
4- دعوات الراوندي: ص 277، ح 801.
5- من لايحضره الفقيه: ج 1، ص 180، ح 540.
6- كامل الزيارات: الباب 105، ح 6.
7- جامع الأخبار: ص 168.
8- بحار الأنوار: ج 99، ص 301، ح 33.

ص: 389

لا شكّ في استحباب النيابة في الزيارة وإهداء الثواب للأحياء أو الأموات فيصل الثواب إلى «المنوب عنه» (من يزور الزائر نيابة عنه) كما يثاب النائب، ويدلّ على ذلك العديد من الروايات منها:

1. روي بسند معتبر عن داود الصَرميّ قال: قلت للإمام علي النقيّ عليه السلام إنّي زرت أباك وجعلت ذلك لك. فقال: «

لَكَ مِنَ اللَّهِ أجْرٌ وثَوابٌ عَظيمٌ ومِنّا المَحْمَدَةُ»(1).

2. قال إبراهيم الحضرميّ: رجعت من مكّة فأتيتُ أبا الحسن موسى عليه السلام في المسجد، وهو قاعد فيما بين القبر والمنبر فقلت له: ياابن رسول اللَّه إنّي إذا خرجت إلى مكة ربّما قال لي الرجل: طف عنّي أسبوعاً وصلِّ ركعتين، فربّما شغلت عن ذلك، فإذا رجعت لم أدر ما أقول له، قال: «

إذا أتَيْتَ مَكّةَ فَقَضَيْتَ نُسُكَكَ فَطُفْ أسْبوعاً وصَلِّ رَكْعَتَيْنِ وقل: اللّهمَّ إنّ هَذا الطَّوافَ وهَاتَينِ الرَّكْعَتَينِ عَنْ أبي وامِّي وَعَنْ زَوجَتِي وَعَنْ وُلْدي وَعَنْ حَامَّتِي وَعَنْ جَمِيعِ أهلِ بَلَدي، حُرِّهُم وَعَبدِهُم، وأبْيَضِهُم وأسوَدِهُم، فَلا تَشاءُ أنْ تَقُولُ للرَّجُلِ: إنّي قَد طُفْتُ عَنكَ وَصلّيتُ عَنكَ رَكعَتَينِ إلّا كُنتَ صَادِقاً. فإذا أتيتَ قَبرَ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله، فَقَضَيتَ ما يَجِبُ عَلَيكَ فَصَلِّ رَكعَتَينِ ثُمّ قِفْ عِندَ رَأسِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ثمّ قل:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا نَبِىَّ اللَّهِ مِنْ ابى وَامّى وَزَوْجَتى وَوَلَدى وَحامَّتى وَمِنْ جَميعِ اهْلِ بَلَدى حُرِّهِمْ وَعَبْدِهِمْ، وَابْيَضِهِمْ وَاسْوَدِهِمْ.

فَلا تَشاءُ أن تَقولُ للرَّجل: إنّي قَد أقرأتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه و آله عَنْكَ السَّلامَ إلّاكُنتَ صادِقاً»(2).

3. وفي رواية اخرى أنّ سائلًا سأل أحد الأئمّة الطاهرين عليهم السلام عن الرجل يصلّي ركعتين أو يصوم يوماً أو يحجّ أو يعتمر أو يزور رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أو أحد الأئمّة ويجعل ثواب ذلك لوالديه أو لأخ له في الدين أوَ يَكونُ له على ذلك ثواب؟ فقال: «

إنّ ثَوابَ ذَلِكَ يَصَلُ إلى مَنْ جَعَلَ لَهُ مِنْ غيرِ أنْ يَنقُصَ مِنْ أجْرِهِ شَي ء»(3).


1- بحار الأنوار: ج 99، ص 256، ح 3.
2- المصدر السابق: ص 255، ح 1.
3- المصدر السابق: ج 85، ص 311. 313.

ص: 390

القسم الرابع: الزيارة بالنيابة عن الغير

كيفيّة النيابة لمن دفع آخر تكاليف سفره:

قال الشيخ الطوسي في التهذيب: من خرج زائراً عن أخ له بأجر فليقل عند فراغه من غسل الزيارة (وعلى بعض النسخ من عمل الزيارة): اللهُمَّ ما اصابَنى مِنْ تَعَبٍ اوْ نَصَبٍ، اوْ شَعَثٍ اوْ لُغُوبٍ، فَأْجُرْ فُلانَ بْنَ فُلانٍ فيهِ، وَأجُرْنى فى قَضائى عَنْهُ.

فإذا سلّم على الإمام فليقل في آخر التسليم:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلاىَ عَنْ فُلانِ بْنِ فُلانٍ، اتَيْتُكَ زائِراً عَنْهُ، فَاشْفَعْ لَهُ عِنْدَ رَبِّكَ.

ويذكر بدل فلان بن فلان اسم الشخص وأبيه، ثمّ يدعو له بما أحبّ (1) وإذا أراد أن يقرأ الزيارة فليقل: اللهُمَّ انَّ فُلانَ بْنَ فُلانٍ اوْفَدَنى الى مَولاهُ وَمَوْلاىَ، لِأَزُورَ عَنْهُ رَجآءً لِجَزيلِ الثَّوابِ، وَفِراراً مِنْ سُوءِ الْحِسابِ، اللهُمَّ انَّهُ يَتَوَجَّهُ الَيْكَ بِاوْلِيآئِهِ الدَّآلّينَ عَلَيْكَ فى غُفْرانِكَ ذُنُوبَهُ، وَحَطِّ سَيِّئاتِهِ، وَيَتَوَسَّلُ الَيْكَ بِهِمْ عِنْدَ مَشْهَدِ امامِهِ صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْهِ، اللهُمَّ فَتَقَبَّلْ مِنْهُ، وَاقْبَلْ شَفاعَةَ اوْلِيآئِهِ صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ فيهِ، اللهُمَّ جازِهِ عَلى حُسْنِ نِيَّتِهِ، وَصَحيحِ عَقيدَتِهِ، وَصِحَّةِ مُوالاتِهِ، احْسَنَ ما جازَيْتَ احَداً مِنْ عَبيدِكَ الْمُؤْمِنينَ، وَادِمْ لَهُ ما خَوَّلْتَهُ، وَاسْتَعْمِلْهُ صالِحاً فيما آتَيْتَهُ، وَلا تَجْعَلْنى آخِرَ وافِدٍ لَهُ يُوفِدُهُ، اللهُمَّ اعْتِقْ رَقَبَتَهُ مِنَ النَّارِ، وَاوْسِعْ عَلَيْهِ مِنْ رِزْقِكَ الْحَلالِ الطَّيِّبِ، وَاجْعَلْهُ مِنْ رُفَقآءِ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَبارِكْ لَهُ فى وُلْدِهِ وَمالِهِ وَاهْلِهِ، وَما مَلَكَتْ يَمينُهُ، اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَحُلْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ مَعاصيكَ حَتّى لا يَعْصِيَكَ، وَاعِنْهُ عَلى طاعَتِكَ وَطاعَةِ اوْلِيآئِكَ، حَتّى لا تَفْقِدَهُ حَيْثُ امَرْتَهُ، وَلا تَراهُ حَيْثُ نَهَيْتَهُ، اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاغْفِرْ لَهُ وَارْحَمْهُ، وَاعْفُ عَنْهُ وَعَنْ جَميعِ


1- تهذيب الأحكام: ج 6، ص 105؛ بحار الأنوار: ج 99، ص 255.

ص: 391

الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ، اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاعِذْهُ مِنْ هَوْلِ الْمُطَّلَعِ، وَمِنْ فَزَعِ يَوْمِ الْقِيمَةِ، وَسُوءِ الْمُنْقَلَبِ، وَمِنْ ظُلْمَةِ الْقَبْرِ وَوَحْشَتِهِ، وَمِنْ مَواقِفِ الْخِزْىِ فِى الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ، اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاجْعَلْ جآئِزَتَهُ فى مَوْقِفى هذا غُفْرانَكَ، وَتُحْفَتَهُ فى مَقامى هذا عِنْدَ امامى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ انْ تُقيلَ عَثْرَتَهُ، وَتَقْبَلَ مَعْذِرَتَهُ، وَتَتَجاوَزَ عَنْ خَطيئَتِهِ، وَتَجْعَلَ التَّقْوى زادَهُ، وَما عِنْدَكَ خَيْراً لَهُ فى مَعادِهِ، وَتَحْشُرَهُ فى زُمْرَةِ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَتَغْفِرَ لَهُ وَلِوالِدَيْهِ، فَانَّكَ خَيْرُ مَرْغُوبٍ الَيْهِ، وَاكْرَمُ مَسْئُولٍ اعْتَمَدَ الْعِبادُ عَلَيْهِ، اللهُمَّ وَلِكُلِّ مُوفِدٍ جآئِزَةٌ، وَلِكُلِّ زآئِرٍ كَرامَةٌ، فَاجْعَلْ جآئِزَتَهُ فى مَوْقِفى هذا غُفْرانَكَ، وَالْجَنَّةَ لَهُ وَلِجَميعِ الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ، اللَّهُمَّ وَا نَا عَبْدُكَ الْخاطِئُ الْمُذْنِبُ، الْمُقِرُّ بِذُنُوبِهِ، فَاسْئَلُكَ يا اللَّهُ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، انْ لا تَحْرِمَنى بَعْدَ ذلِكَ الْأَجْرَ وَالثَّوابَ مِنْ فَضْلِ عَطآئِكَ وَكَرَمِ تَفَضُّلِكَ.

ثمّ ترفع يديك إلى السماء مستقبل القبلة عند المشهد وتقول: يَا مَوْلاىَ يَا امامِى عَبْدُكَ فُلانُ بْنُ فُلانٍ اوْفَدَنى زآئِراً لِمَشْهَدِكَ، يَتَقَرَّبُ الَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِذلِكَ، وَالى رَسُولِ اللَّهِ وَالَيْكَ، يَرْجُو بِذلِكَ فَكاكَ رَقَبَتِهِ مِنَ النَّارِ مِنَ الْعُقُوبَةِ، فَاغْفِرْ لَهُ وَلِجَمِيعِ الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ، يااللَّهُ يا اللَّهُ يا اللَّهُ، يا اللَّهُ يا اللَّهُ يا اللَّهُ يا اللَّهُ، لا الهَ الَّا اللَّهُ الْحَليمُ الْكَريمُ، لا الهَ الَّااللَّهُ الْعَلِىُّ الْعَظِيمُ، اسْئَلُكَ انْ تُصَلِّىَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَتَسْتَجيبَ لى فيهِ، وَفى جَميعِ اخْوانى وَاخَواتى وَوُلْدى وَاهْلى بِجُودِكَ وَكَرَمِكَ، يآ ارْحَمَ الرَّاحِمينَ (1).

- چ چ-


1- تهذيب الأحكام: ج 6، ص 116؛ بحار الأنوار: ج 99، ص 256، ح 4( باختلاف يسير).

ص: 392

ص: 393

القسم الرابع: اعمال الشهور السلامية (من محرم إلى ذى الحجة)

اشارة

الفصل الأوّل: شهر محرّم الفصل الثامن: شهر شعبان المعظّم

الفصل الثاني: شهر صفر الفصل التاسع: شهر رمضان المبارك

الفصل الثالث: شهر ربيع الأوّل الفصل العاشر: شهر شوّال

الفصل الرابع: شهر ربيع الثاني الفصل الحادي عشر: شهر ذي القعده

الفصل الخامس: شهر جمادي الأوّل الفصل الثاني عشر: شهر ذى الحجّه

الفصل السادس: شهر جمادي الآخرة أعمال شهور الشمسيّة

الفصل السابع: شهر رجب الشهور الروميّة

ص: 394

ص: 395

مقدمه

لابدّ من ابتداء كلّ شهر بالتوجّه إلى اللَّه وذكره وسؤاله السلامة والموفقيّة في ذلك الشهر. ومن هنا وردت في كتب الأدعية أعمال لكلّ شهر ترسّخ صلة الخلق بالخالق، فيحيي ذكر اللَّه ويجعل الإنسان في كنف قدرته المطلقة، وهذا التوجّه والدعاء سيؤدّي إلى دفع البلاء.

الأعمال المشتركة لأوّل كلّ شهر:

1. الدعاء بما ورد في الصحيفة السجادية(1) عند رؤية الهلال:

ايُّهَا الْخَلْقُ الْمُطيعُ، الدَّائِبُ السَّريعُ، الْمُتَرَدِّدُ فى مَنازِلِ التَّقْديرِ، الْمُتَصَرِّفُ فى فَلَكِ التَّدْبيرِ، امَنْتُ بِمَنْ نَوَّرَ بِكَ الظُّلَمَ، وَاوْضَحَ بِكَ الْبُهَمَ، وجَعَلَكَ ايَةً مِنْ اياتِ مُلْكِهِ، وَعَلامَةً مِنْ عَلاماتِ سُلْطانِهِ، فَحَدَّ بِكَ الزَّمانَ، وَامْتَهَنَكَ بِالزِّيادَةِ وَالنُّقْصانِ، وَالطُّلُوعِ والْأُفُولِ، وَالْإِنارَةِ وَالْكُسُوفِ، فى كُلِّ ذلِكَ انْتَ لَهُ مُطيعٌ، وَالى ارادَتِهِ سَريعٌ، سُبْحانَهُ ما اعْجَبَ ما دَبَّرَ في امْرِكَ، وَالْطَفَ ما صَنَعَ فى شَاْنِكَ، جَعَلَك مِفْتاحَ شَهْرٍ حادِثٍ لِأَمْرٍ حادِثٍ، فَاسْئَلُ اللَّهَ رَبِّى وَرَبَّكَ، وَخالِقى وَخالِقَكَ، وَمُقَدِّرى وَمُقَدِّرَكَ، وَمُصَوِّرى وَمُصَوِّرَكَ، انْ يُصَلِّىَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَانْ يَجْعَلَكَ هِلالَ بَرَكةٍ لا تَمْحَقُهَا الْأَيَّامُ، وَطَهارَةٍ لا تُدَنِّسُهَا الْأثامُ، هِلالَ امْنٍ


1- الصحيفة السجادية: الدعاء 43.

ص: 396

مِنَ الأفاتِ، وَسَلامَةٍ مِنَ السَّيِّئاتِ، هِلالَ سَعْدٍ لا نَحْسَ فيهِ، وَيُمْنٍ لا نَكَدَ مَعَهُ، وَيُسْرٍ لا يُمازِجُهُ عُسْرٌ، وَخَيْرٍ لا يَشُوبُهُ شَرٌّ، هِلالَ امْنٍ وَايمانٍ، وَنِعْمَةٍ وَاحْسانٍ، وَسَلامَةٍ وَاسْلامٍ، اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَاجْعَلْنا مِنْ ارْضى مَنْ طَلَعَ عَلَيْهِ، وَازْكى مَنْ نَظَرَ الَيْهِ، وَاسْعَدَ مَنْ تَعَبَّدَ لَكَ فيهِ، وَوَفِّقْنَا فيهِ لِلتَّوْبَةِ وَاعْصِمْنا فيهِ مِنَ الْحَوْبَةِ، وَاحْفِظْنا فيهِ مِنْ مُباشِرَةِ مَعْصِيَتِكَ، وَاوْزِعْنا فيهِ شُكْرَ نِعْمَتِكَ، وَالْبِسْنا فيهِ جُنَنَ الْعافِيَةِ، وَاتْمِمْ عَلَيْنا بِاسْتِكْمالِ طاعَتِكَ فيهِ الْمِنَّةَ، انَّكَ انْتَ الْمَنَّانُ الْحَميدُ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَيِّبينَ الطَّاهِرينَ.

-*-*-*-

2. قراءة سورة الحمد سبع مرّات (1).

3. صلاة أوّل الشهر وهي ركعتان يقرأ في الاولى بعد

الحمد

ثلاثين مرّة «

قل هو اللَّه أحد

» (بعدد أيّام الشهر) وفي الركعة الثانية «

إنّا أنزلناه

» ثلاثين مرّة والتصدّق بعد الصلاة (ويعزلها للمستحقّ إن لم يكن حاضراً) فقد ورد في بعض الروايات أنّه يسلم ذلك الشهر(2).

وجاء في بعض الأحاديث: يقرأ بعد الصلاة هذا الدعاء:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ، وَما مِنْ دابَّةٍ فِى الْأرْضِ إلَّاعَلَى اللَّهِ رِزْقُها، وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّها وَمُسْتَوْدَعَها، كُلٌّ فِي كِتابٍ مُبينٍ، بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ، وَانْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كاشِفَ لَهُ إلّاهُوَ، وَانْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رادَّ لِفَضْلِهِ، يُصيبُ بِهِ مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ، وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحيمُ. بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ، سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً، ما شآءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إلَّابِاللَّهِ، حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكيلُ، وَافَوِّضُ امْري إِلَى اللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ بَصيرٌ بِالْعِبادِ، لا الهَ إلَّاانْتَ، سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمينَ، رَبِّ إِنّي لِما انْزَلْتَ الَىَّ مِنْ خَيْرٍ فَقيرٌ، رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْداً، وَانْتَ خَيْرُ


1- زاد المعاد: ص 462.
2- المصدر السابق: ص 463.

ص: 397

الْوارِثينَ (1).

4. أكّدت الأخبار على صيام ثلاثة أيّام من كلّ شهر. وهي أوّل خميس وآخر خميس والأربعاء الاولى في وسط الشهر حسب العلّامة المجلسي في زاد المعاد طبق المشهور. والسنّة صيام شهر شعبان وثلاثة أيّام في الشهور العشر الاخرى وإن فاتته هذه السنة قضاها وإن صعب الإتيان بها في الصيف قضاها في الشتاء.

قال الإمام الصادق عليه السلام ما مضمونه: «

مَنْ صَامَ هذِه الأيّامَ الثلاثَةَ وضَبَطَ نَفْسَهُ عَنِ الجِدالِ والغَضَبِ، وإذا تَجاوَز عليه أحَدٌ عَفا عَنهُ، وإذا صامَ هذِه الأيّامَ الثَلاثَةَ ونَزَلَ ضيفاً على أخِيه المُؤمِنِ ودَعاه إلى الإفْطارِ اسْتَجابَ لَهُ. والإفْطارُ عِنْدَهُ أفْضَلُ سَبعِينَ مَرّةً مِن صَوْمِهِ»(2).

على كلّ حال فإنّ صيام ثلاثة أيّام من كلّ شهر (بالنحو السابق) ممّا أكدته الشريعة وله ثواب عظيم.

الأعمال الخاصة بكلّ شهر:

وردت في الشريعة أخبار وروايات أئمّة الدين لمناسبات الأشهر القمرية وآدابها وأعمالها وسنخوض فيها في هذا القسم. وسنبيّن في البداية تقويم ذلك الشهر وما فيه من حوادث مهمّة ليؤتى بالأعمال على أساس هذه الأيّام التأريخية والانتفاع بذكراها وتجديد أحداثها التأريخية الهامّة.

- چ چ-


1- زاد المعاد: ص 463.
2- المصدر السابق: ص 464 و 465( بتلخيص).

ص: 398

الفصل الأول: شهر محرم

تقويم هذا الشهر:

أوّل محرّم:

بداية العام الهجريّ القمريّ وإن وقعت الهجرة في شهر ربيع الأوّل، ولكن ينبغي لجميع المؤمنين بمناسبة العام أن يذكروا حادثة الهجرة العظيمة وآثارها في تاريخ الإسلام وتضحية مولى المتّقين عليّ عليه السلام في ليلة المبيت.

ثاني محرّم:

يوم وصول الحسين عليه السلام وأصحابه إلى أرض كربلاء (سنة 61 ه)(1) وبداية ملاحم عاشوراء العظيمة.

سابع محرّم:

يوم منع حرم الحسين عليه السلام من الماء؛ حيث أمر عبيد اللَّه بن زياد عمر بن سعد أن يحول بين الحسين عليه السلام وصحبه وماء الفرات حتّى لا يسقوا قطرة منه (2).

تاسع محرّم

(تاسوعاء): روى الشيخ الكليني عن الإمام الصادق عليه السلام قال: «

تَاسوعاء يَومٌ حُوصِرَ فيه الحُسَيْنُ عليه السلام وأصْحابُه بكَرْبَلاءَ واجتَمَع عَلَيهِ خَيْلُ أهْلِ الشّامِ وأناخُوا عَلَيهِ، وخرَجَ ابنُ مَرْجانَةَ وعُمَرُ بنُ سَعْدٍ بِتَوافُرِ الخَيْلِ وكَثْرَتِها واستَضْعَفُوا فيه الحُسَيْنَ عليه السلام وأصْحابَهُ وأيْقَنُوا أنّه لا يأتِي الحُسَينَ عليه السلام ناصِرٌ ولا يَمُدُّه أهلُ العِراقِ، ثُمّ قال: «بِأبي المُسْتَضْعَفُ الغَريبُ»(3).

وفي هذا اليوم، جاء شمر بكتاب من عبداللَّه بن زياد إلى الحسين وأصحابه أن ينزلوا على حكمه أو يتناجزوهم القتال فيقتلوهم بأجمعهم فأبى الحسين عليه السلام أن ينزل على حكم الطغاة، ولكن استمهلهم سواد الليلة لينصرف وأصحابه للصلاة وقراءة القرآن والدعاء والإستغفار، والمواجهة في صبيحتها(4).


1- بحار الأنوار: ج 44، ص 383.
2- المصدر السابق: ص 389.
3- الكافي: ج 4، ص 147، ح 7.
4- بحار الأنوار: ج 44، ص 392( بتصرف).

ص: 399

عاشر محرّم

(عاشوراء): اليوم الملحميّ والخالد في تاريخ الإسلام والتشيّع؛ يوم تضحية وإيثار واستشهاد أبي الأحرار عليه السلام وصحبه الميامين في أرض كربلاء سنة 61 ه.

الثاني عشر من محرّم:

شهادة زين العابدين عليه السلام (سنة 93 أو 95 ه على رواية)(1).

الخامس والعشرون من محرّم:

شهادة زين العابدين عليه السلام في رواية اخرى (2).

محرّم شهر الملحمة والعزاء:

شهر محرّم شهر حزن أهل البيت عليهم السلام وشيعتهم وشهر الشهادة والتذكير ببطولات وتضحيات سيّد الشهداء الحسين عليه السلام وصحبه الأوفياء في كربلاء. قال الإمام الرضا عليه السلام: «

كَانَ أبي عليه السلام إذا دَخَلَ شَهْرُ مُحَرَّم لَم يُرَ ضاحِكاً وكَانتْ كآبَتُه تَغلِبُ عَليهِ حتّى يَمضِي مِنهُ عَشَرَةُ أيّامٍ. فإذا كَانَ اليَومُ العاشِرُ كَانَ ذَلكَ اليومُ يَومَ مُصيبَتِهِ وَحُزنِهِ وَبكائِهِ وَيقول: هذا اليَومُ الّذي قُتِلَ فِيهِ الحُسَين عليه السلام»(3).

فينبغي لجميع محبّي أهل البيت عليهم السلام السعي لإحياء هذه الشعائر بإقامة مجالس العزاء وأن يتصدّى الخطباء الأعزّاء لشرح فلسفة شهادة أولئك الأبرار بهدف بقاء الإسلام والتشيّع؛ وعلى الشباب التعرّف على هذه المراسم أن يتحاشوا كلّ ما من شأنه إضعاف المذهب لدى العدو والصديق ويلتفتوا إلى أنّ عاشوراء والمراسم الحسينية هي التي حفظت الإسلام وتبثّ في عروقه الحياة كلّ عام والإسلام بخير ما دامت هذه المراسم عامرة.

أعمال شهر محرّم:

1. يستحبّ التكبير عند رؤية هلال محرّم وإن استطعت فاقرأ الدعاء الذي أورده السيّد ابن طاووس في الإقبال (4).

2. مائة ركعة يقرأ في كلّ ركعة

الحمد

و «

قل هو اللَّه أحد

» ويسلّم بعد كلّ ركعتين. قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: «

مَن أدّى هذهِ الصَّلاةَ في هذِهِ اللّيلَةِ وصَامَ صَبِيحَتَهَا وهُوَ أوَّلُ يَومٍ مِنَ السّنَةِ فَهُوَ كَمَنْ يَدومُ على الخَيرِ سَنَتَهُ ولا يَزالُ مَحْفوظاً مِنَ السَّنَةِ إلى قابِلٍ فإن ماتَ صارَ إلى الجَنَّةِ»(5).


1- بحار الأنوار: ج 46، ص 151، ح 11.
2- مصباح المتهجّد: ص 787.
3- أمالي الصدوق: ص 128، ح 2.
4- إقبال الأعمال: ص 545.
5- المصدر السابق: ص 552.

ص: 400

3. وفي رواية عن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: «

تُصَلّي لَيْلَةَ الأوَّلِ مِنْ مُحَرَّمٍ رَكْعَتَيْنِ تَقْرَأُ في الاولى مِنْها سورَةَ الحمد وسورَة الأنعام وفي الثانية سورة الحمد ويس»(1)

. بالإضافة إلى ذلك يستحبّ الإتيان بصلاة أوّل كلّ شهر، والتي مضت كيفيّتها في الأعمال المشتركة للشهور (ص 396).

4. يستحبّ الصيام في اليوم الأوّل من محرم، ففي الخبر عن الرضا عليه السلام قال: «

مَنْ صَامَ هَذَا اليَوْمَ ثُمّ دَعَا اللَّهَ استَجَابَ لَهُ كَمَا استَجابَ لِزَكرِيّا عليه السلام، وَهُوَ اليومُ الّذي دَعا فِيهِ زَكريا عليه السلام فَاستَجابَ اللَّهُ لَهُ وَوَهَبَهُ يَحيى»(2).

5. وعن الإمام الرضا عليه السلام:

أنّ رَسولَ اللَّهِ صلى الله عليه و آله كانَ يُصَلّي أوَّلَ يَومٍ مِنْ مُحَرّم رَكْعَتَين فإذا فرَغ رَفَعَ يَدَيْهِ ودَعا بهذا الدُّعاء ثلاث مرّات:

اللهُمَّ انْتَ الْإِلهُ الْقَديمُ، وَهذِهِ سَنَةٌ جَديدَةٌ، فَاسْئَلُكَ فيهَا الْعِصْمَةَ مِنَ الشَّيْطانِ، وَالْقُوَّةَ عَلى هذِهِ النَّفْسِ الْأَمَّارَةِ بِالسُّوءِ، وَالْإِشْتِغالَ بِما يُقَرِّبُنى الَيْكَ، يا كَريمُ يا ذَاالْجَلالِ وَالْإِكْرامِ، يا عِمادَ مَنْ لا عِمادَ لَهُ، يا ذَخيرَةَ مَنْ لا ذَخيرَةَ لَهُ، يا حِرْزَ مَنْ لا حِرْزَ لَهُ، يا غِياثَ مَنْ لا غِياثَ لَهُ، يا سَنَدَ مَنْ لا سَنَدَ لَهُ، يا كَنْزَ مَنْ لا كَنْزَ لَهُ، يا حَسَنَ الْبَلاءِ، يا عَظيمَ الرَّجآءِ، يا عِزَّ الضُّعَفآءِ، يا مُنْقِذَ الْغَرْقى، يا مُنْجِىَ الْهَلْكى، يا مُنْعِمُ يا مُجْمِلُ، يا مُفْضِلُ يا مُحْسِنُ، انْتَ الَّذى سَجَدَ لَكَ سَوادُ اللَّيْلِ وَنُورُ النَّهارِ، وَضَوْءُ الْقَمَرِ وَشُعاعُ الشَّمْسِ، وَدَوِىُّ الْمآءِ وَحَفيفُ الشَّجَرِ، يا اللَّهُ لا شَريكَ لَكَ، اللهُمَّ اجْعَلْنا خَيْراً مِمَّا يَظُنُّونَ، وَاغْفِرْلَنا ما لا يَعْلَمُونَ، وَلا تُؤاخِذْنا بِما يَقُولُونَ، حَسْبِىَ اللَّهُ لا الهَ الَّا هُوَ، عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظيمِ، امَنَّا بِهِ، كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا، وَما يَذَّكَّرُ الَّا اولُوا الْأَلْبابِ، رَبَّنا لاتُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ اذْ هَدَيْتَنا، وَهَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً، انَّكَ انْتَ الْوَهَّابُ (3).


1- إقبال الأعمال: ص 545.
2- المصدر السابق: ص 544؛ بحارالانوار: ج 44، ص 285.
3- إقبال الأعمال: ص 553؛ بحارالانوار: ج 95، ص 333.

ص: 401

6. قال المرحوم الشيخ الطوسي: يستحبّ صيام الأيّام التسعة من أوّل محرّم، وفي اليوم العاشر يُمسِك عن الطعام والشراب إلى بعد العصر ثمّ يُفطِر بقليلٍ من تربة الحسين عليه السلام (حيث كان بنو امية يتبرّكون بصوم هذا اليوم)(1).

أعمال ليلة عاشوراء:

وردت لهذه الليلة أدعية وصلوات كثيرة، منها:

1. إحياء هذه الليلة، قال النبيّ صلى الله عليه و آله: «

مَنْ أحْيا ليلةَ عاشُوراء فَكَأنّما عَبدَاللَّهَ عِبادَة جَميعِ المَلائكةِ وأجرُ العاملِ فِيها كَأَجْرِ سَبعين سَنَة»(2).

2. قال النبيّ صلى الله عليه و آله: «

يُصلّي ليلة عاشُوراء أرْبَعَ رَكَعات وَفي كُلِّ رَكعةٍ الحَمدُ مَرَّة وَقُل هُو اللَّهُ أحدٌ خَمسونَ مَرّة فإذا سَلَّمتَ مِنَ الرابعةِ فَأكثِر ذِكرَ اللَّهِ تَعالى والصّلاةَ عَلى رَسُولِهِ وَاللّعنَ لأعدائِهم ما استطعتَ»(3).

3. الصلاة مائة ركعة يقرأ في كلّ ركعة

الحمد

مرّة و «

قل هو اللَّه أحد

» ويسلّم بين كلّ ركعتين، فإذا فرغ من جميع صلاته قال:

سُبْحانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلا إلهَ إلَّااللَّهُ وَاللَّهُ اكْبَرُ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلَّابِاللَّهِ الْعَلِىِّ الْعَظِيمِ.

وقال صلى الله عليه و آله: «

مَنْ صَلّى هَذِه الصلاةَ- من الرِّجال والنِّساء- مَلأَ اللَّهُ قَبرَهُ إذا ماتَ مِسْكاً وَعنْبَراً وَيُدخِلُ إلى قَبْرِهِ فِي كُلّ يَومٍ نُوراً إلى أنْ يُنْفَخَ فِي الصُّورِ ...»(4).

أعمال يوم عاشوراء:

اليوم الذي استشهد فيه الحسين عليه السلام وهو يوم المصيبة والحزن للأئمّة عليهم السلام وشيعتهم، وتأكّدت فيه بعض الأعمال مثل:

1. ينبغي للشيعة أن يمسكوا فيه عن السعي في حوائج دنياهم، وأن لا يدّخروا فيه شيئاً، وأن يتفرّغوا فيه للبكاء والنياحة، وأن يقيموا مأتم الحسين عليه السلام كما يقيمونه لأعزّ أولادهم وأقاربهم.


1- مصباح المتهجّد: ص 771.
2- إقبال الأعمال: ص 555.
3- المصدر السابق: ص 556.
4- المصدر السابق: ص 555.

ص: 402

قال الإمام الرضا عليه السلام: «

مَنْ تَرَكَ السَّعْيَ في حَوائِجِه يَوْمَ عاشُوراءَ قَضَى اللَّهُ لَهُ حَوائِجَ الدُّنْيا والآخِرَةِ وَمَنْ كانَ يَوْمُ عاشُوراء يَوْمَ مُصِيبَتِهِ وحُزْنِهِ وبُكائِهِ جعَلَ اللَّهُ يَومَ القِيامَةِ يَوْمَ فَرَحِهِ وسُرورِه وقَرَّتْ بِنا فِي الجَنَّةِ عَيْنُهُ، ومَن سَمّى يَوْمَ عاشوراءَ يَوْمَ بَرَكَةٍ وادَّخَرَ لِمَنْزِلِهِ فيه شَيْئاً لم يُبارِكِ اللَّهُ له فِيما أدَّخَرَ»(1)

(طبعاً يستثنى من هذا الأمر من يتعامل مع الامور الضرورية للناس كالأطبّاء وأمثالهم).

وفي رواية اخرى عن ابن عباس قال: حضرت في ذي قار عند أميرالمؤمنين عليه السلام فأخرج صحيفة بخطّه وإملاء النبيّ صلى الله عليه و آله وقرأ لي من تلك الصحيفة وكان فيها مقتل الحسين عليه السلام وأنّه كيف يقتل ومن الذي يقتله ومن ينصره ويستشهد معه ثمّ بكى بكاءً شديداً وأبكاني (2).

كما تأكّد في هذا اليوم لعن قتلة الحسين عليه السلام والبراءة منهم.

2. قال الإمام الباقر عليه السلام: «...

وَلْيُعَزِّ الشِّيعَةُ بَعْضَهُمْ بَعْضاً قائِلًا:

عَظَّمَ اللَّهُ أُجُورَنا بِمُصابِنا بِالْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلامُ، وَجَعَلَنا وَإِيَّاكُمْ مِنَ الطَّالِبِينَ بِثارِهِ، مَعَ وَلِيِّهِ الْإِمامِ الْمَهْدِيِّ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمُ السَّلامُ»(3).

3. قال ابن قولويه في رواية: «

مَنْ سَقى (وساعَد) يَوْمَ عاشُوراءَ عِنْدَ قَبرِ الحُسَينِ عليه السلام كانَ كَمَنْ سَقى عَسْكَرَ الحُسَين عليه السلام وشَهِدَ مَعَه»(4).

4. يلعن قتلته عليه السلام ألف مرّة ويقول: «

اللَّهُمَّ الْعَنْ قَتَلَةَ الْحُسَيْنِ عليه السلام»(5).

5. قراءة سورة التوحيد في هذا اليوم ألف مرّة لها فضل عظيم. قال الإمام الصادق عليه السلام: «

مَنْ قَرَأ يَوْمَ عاشوراء ألفَ مَرّة سورَة الإخلاصِ نَظَرَ الرَّحْمنُ إلَيهِ (نَظْرَةَ رَحْمَةٍ) ومَنْ نَظَرَ الرّحمنُ إلَيهِ لَمْ يُعَذِّبهُ أبَداً»(6).

6. ينبغي الامساك يوم عاشوراء عن الأكل والشرب- دون قصد الصوم- حتّى العصر وأن يتناول الطعام البسيط (كالذي يتناوله صاحب المصيبة)(7).


1- إقبال الأعمال: ص 578( قال المرحوم العلّامة المجلسي في كتاب زاد المعاد: ص 372: كانت بني امية تدخر في الدار قوت سنتها يوم عاشوراء شماتة بالحسين عليه السلام وتبركاً).
2- بحار الأنوار: ج 28، ص 73، ح 32؛ كتاب سليم بن قيس: ص 916.
3- زاد المعاد: ص 374.
4- كامل الزيارات: الباب 71، ح 5.
5- زاد المعاد: ص 372.
6- إقبال الأعمال: ص 577.
7- زاد المعاد: ص 372.

ص: 403

قال المرحوم العلّامة المجلسي في زاد المعاد: والأحسن أن لا يصوم اليوم التاسع والعاشر فإنّ بني امية كانت تصومهما شماتة بالحسين عليه السلام وتبركاً بقتله، وقد روي عن طريق أهل البيت عليهم السلام أحاديث كثيرة في ذمّ الصوم فيهما لا سيّما في يوم عاشوراء. كما ينبغي الابتعاد في هذا اليوم عن الضحك والمزاح (1).

7. ينبغي عند غروب يوم عاشوراء ذكر اجتماع حرم الحسين عليه السلام وبناته وأطفاله وما هم فيه من مصائب، فقد انقضى عنهم ذلك النهار بأقسى الأوضاع والأحوال فاقدين لحماتهم ورجالهم وغرباء في إقامتهم وترحالهم، والأعداء يبالغون في البراءة منهم والإعراض عنهم، وأجساد الشهداء على أرض كربلاء، ثمّ هجم القوم على خيام الحسين عليه السلام وأحرقوها، فخرج الأطفال والنسوة مذعورين ولم يكن لهم من ملاذ سوى امّ كلثوم وزين العابدين عليه السلام فتحمّل الأمرّين لتسكين الصبية. فالمصائب التي أحاطت غروب ذلك اليوم بآل رسول اللَّه صلى الله عليه و آله تفوق الخيال ولا يحيط بها القلم بما يدمع العين ويحزن القلب.

8. ينبغي لمحبّ أبي عبداللَّه عليه السلام أن يقوم يوم عاشوراء ويسلّم على رسول اللَّه وعليّ المرتضى وفاطمة الزهراء والحسن المجتبى وسائر الأئمّة من ذريته عليهم السلام وتعزيتهم على هذا المصاب بقلب محزون وعين باكية وقراءة هذه الزيارة:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ ادَمَ صَفْوَةِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ نُوحٍ نَبِىِّ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ ابْراهيمَ خَليلِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُوسى كَليمِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ عيسى رُوحِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُحَمَّدٍ حَبيبِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ عَلِىٍّ اميرِ الْمُؤْمِنينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ الْحَسَنِ الشَّهيدِ سِبْطِ رَسُولِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ رَسُولِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ الْبَشيرِ النَّذيرِ، وَابْنَ سَيِّدِ الْوَصِيّينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ فاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِسآءِ الْعالَمينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابا عَبْدِاللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا خِيَرَةَ اللَّهِ وَابْنَ خِيَرَتِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ثارَ اللَّهِ وَابْنَ ثارِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ ايُّهَا الْوِتْرُ الْمَوْتُورُ، السَّلامُ


1- زاد المعاد: ص 372.

ص: 404

عَلَيْكَ ايُّهَا الْإِمامُ الْهادِى الزَّكِىُّ، وَعَلَى الْارْواحِ الَّتي حَلَّتْ بِفِنآئِكَ، وَاقامَتْ فى جِوارِكَ، وَوَفَدَتْ مَعَ زُوَّارِكَ، السَّلامُ عَلَيْكَ مِنِّى ما بَقيتُ وَبَقِىَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ، فَلَقَدْ عَظُمَتْ بِكَ الرَّزِيَّةُ، وَجَلَّ الْمُصابُ فِى الْمُؤْمِنينَ وَالْمُسْلِمينَ، وَفى اهْلِ السَّمواتِ اجْمَعينَ، وَفى سُكانِ الْأَرَضينَ، فَانَّا للَّهِ وَانَّا الَيْهِ راجِعُونَ، وَصَلَواتُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ وَتَحِيَّاتُهُ عَلَيْكَ وَعَلى ابآئِكَ الطّاهِرينَ الطَّيِّبينَ الْمُنْتَجَبينَ، وَعَلى ذَراريهِمُ الْهُداةِ الْمَهْدِيّينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلاىَ وَعَلَيْهِمْ، وَعَلى رُوحِكَ وَعَلى ارْواحِهِمْ، وَعَلى تُرْبَتِكَ وَعَلى تُرْبَتِهِمْ، اللهُمَّ لَقِّهِمْ رَحْمَةً وَرِضْواناً وَرَوْحاً وَرَيْحاناً، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلاىَ يا ابا عَبْدِاللَّهِ، يَا بْنَ خاتَمِ النَّبِيّينَ، وَيَا بْنَ سَيِّدِ الْوَصِيّينَ، وَيَا بْنَ سَيِّدَةِ نِسآءِ الْعالَمينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا شَهيدُ يَا بْنَ الشَّهيدِ، يا اخَ الشَّهيدِ، يا ابَا الشُّهَدآءِ، اللهُمَّ بَلِّغْهُ عَنّى فى هذِهِ السَّاعَةِ وَفى هذَا الْيَوْمِ، وَفى هذَا الْوَقْتِ وَفى كُلِّ وَقْتٍ، تَحِيَّةً كَثيرَةً وَسَلاماً، سَلامُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ يَا بْنَ سَيِّدِ الْعالَمينَ، وَعَلَى الْمُسْتَشْهَدينَ مَعَكَ سَلاماً مُتَّصِلًا مَا اتَّصَلَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ، السَّلامُ عَلَى الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِىٍّ الشَّهيدِ، السَّلامُ عَلى عَلِىِّ بْنِ الْحُسَيْنِ الشَّهيدِ، السَّلامُ عَلَى الْعَبَّاسِ بْنِ اميرِ الْمُؤْمِنينَ الشَّهيدِ، السَّلامُ عَلَى الشُّهَدآءِ مِنْ وُلْدِ امِيرِ الْمُؤْمِنينَ، السَّلامُ عَلَى الشُّهَدآءِ مِنْ وُلْدِ الْحَسَنِ، السَّلامُ عَلَى الشُّهَدآءِ مِنْ وُلْدِ الْحُسَيْنِ، السَّلامُ عَلَى الشُّهَدآءِ مِنْ وُلْدِ جَعْفَرٍ وَعَقيلٍ، السَّلامُ عَلى كُلِّ مُسْتَشْهَدٍ مَعَهُمْ مِنَ الْمُؤْمِنينَ، اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَبَلِّغْهُمْ عَنّى تَحِيَّةً كَثيرَةً وَسَلاماً، السَّلامُ عَلَيْكَ يا رَسُولَ اللَّهِ، احْسَنَ اللَّهُ لَكَ الْعَزآءَ فى وَلَدِكِ الْحُسَيْنِ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا فاطِمَةُ، احْسَنَ اللَّهُ لَكِ الْعَزآءَ فى وَلَدِكِ الْحُسَيْنِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا اميرَ الْمُؤْمِنينَ، احْسَنَ اللَّهُ لَكَ الْعَزآءَ فِى وَلَدِكَ الْحُسَيْنِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابا مُحَمَّدٍ الْحَسَنَ، احْسَنَ اللَّهُ لَكَ الْعَزآءَ فى

ص: 405

اخيكَ الْحُسَيْنِ، يا مَوْلاىَ يا ابا عَبْدِاللَّهِ، انَا ضَيْفُ اللَّهِ وَضَيْفُكَ، وَجارُ اللَّهِ وَجارُكَ، وَلِكُلِّ ضَيْفٍ وَجارٍ قِرىً، وَقِراىَ فى هذَا الْوَقْتِ انْ تَسْئَلَ اللَّهَ سُبْحانَهُ وَتَعالى انْ يَرْزُقَنى فَكاكَ رَقَبَتى مِنَ النَّارِ، انَّهُ سَميعُ الدُّعآءِ، قَريبٌ مُجيبٌ (1).

9. زيارة الحسين عليه السلام في هذا اليوم المعروفة بزيارة عاشوراء، فلها فضل عظيم.

وهي الزيارة التي تقرأ من قرب وبعد، فهي كيمياء السعادة، ومضت سابقاً في قسم الزيارات بعنوان «زيارة عاشوراء» (ص 260).

- چ چ-


1- بحار الأنوار: ج 98، ص 222، ح 34.

ص: 406

الفصل الثاني: شهر صفر

تقويم هذا الشهر:

الأوّل من صفر:

ابتدأ القتال فيه حسب نقل المؤرخين سنة 37 ه(1) في وقعة صفّين، بين أميرالمؤمنين عليه السلام وجيشه، وجيش الشام بقيادة معاوية فاستغرقت 110 أيّام (2)، فلمّا أوشك أهل الشام على الهزيمة رفع ابن العاص المصاحف على الرماح وانتهى الأمر إلى التحكيم (3). وفيه على بعض الأقوال في سنة 61 ه أُدخل دمشق رأس سيّد الشهداء عليه السلام (4).

الثاني من صفر:

شهادة زيد بن عليّ بن الحسين عليهما السلام بعد قيامه ضد بني امية في سنة 120 ه وله من العمر 42 سنة(5).

السابع من صفر:

استشهد فيه الإمام الحسن المجتبى عليه السلام على قول الشيخ المفيد والكفعمي (6).

وفي سنة 128 ه ولادة الإمام موسى بن جعفر عليه السلام في منطقة الأبواء (موضع بين مكّة والمدينة)(7).

فهو يوم مسرّة وحزن.

العشرون من صفر:

يوم الأربعين وعلى نقل بعض الأعلام كالشيخ المفيد والطوسي والكفعمي هو يوم ورود جابر بن عبداللَّه الأنصاري كربلاء لزيارة الحسين عليه السلام وهو اليوم الذي حمل فيه


1- بحار الأنوار: ج 32، ص 458؛ شرح نهج البلاغة: ج 4، ص 29( حسب قول آخر ابتدأت وقعة صفّين في شهر ذي الحجّةعام 36. بحار الأنوار: ج 32، ص 573).
2- مروج الذهب: ج 2، ص 527 لكنها دامت 18 شهراً كما في ارشاد القلوب: ج 2، ص 248.
3- نفحات الولاية: ج 1، ص 392.
4- عدّه الشيخ البهائي في الكامل والكفعمي في المصباح يوم دخول أهل البيت إلى الشام( مقتل الحسين للمقرم، ص 348).
5- إرشاد المفيد: ج 2، ص 174.
6- بحار الأنوار: ج 44، ص 134.
7- المصدر السابق: ج 48، ص 1.

ص: 407

أهل بيت الإمام الحسين عليه السلام من الشام إلى المدينة على رواية(1).

ولكن هنالك كلام بين المؤرخين في ورود أهل بيت الحسين عليه السلام إلى كربلاء يوم الأربعين؛ فقد روى المرحوم الحاج الشيخ عباس القمي في منتهى الآمال عن السيّد ابن طاووس أنّ حرم الحسين عليه السلام مرّوا بكربلاء حين عودتهم من المدينة فوصلوا حين جاء جابر بن عبداللَّه الأنصاري وطائفة من بني هاشم لزيارة الحسين عليه السلام (واتّفق وصولهم جميعاً في العشرين من صفر). أمّا المرحوم الحاج عباس القمي بناءً على قول آخر وشواهد اخرى فيستبعد وصولهم إلى كربلاء في العشرين من صفر، وروى عن الشيخ المفيد والشيخ الطوسي أنّ أهل بيته عليهم السلام رجعوا إلى المدينة في العشرين من صفر(2).

الثامن والعشرون من صفر:

في هذا اليوم من سنة 11 ه وفاة النبيّ صلى الله عليه و آله وقد صادفت يوم الاثنين باتّفاق الآراء وله من العمر ثلاث وستّون سنة، هبط الوحي عليه صلى الله عليه و آله وله أربعون سنة ثمّ دعا الناس إلى التوحيد في مكّة ثلاث عشرة سنة، ثمّ هاجر إلى المدينة وقد مضى من عمره الشريف ثلاث وخمسون سنة، وقاتل الشرك والكفر والظلم عشر سنوات في المدينة- من خلال تشكيل الدولة الإسلاميّة والجهود المتواصلة- فأعلن الكثير من الناس من مختلف المناطق إسلامهم حتى اتّسعت رقعة الدين وانتشر الإسلام، ثمّ رحل في 28 صفر سنة 11 ه.

فبدأ أميرالمؤمنين عليه السلام في تغسيله وتحنيطه ثمّ صلّى عليه ثمّ كان الأصحاب يأتون أفواجاً فيصلّون عليه، وقد دفنه أميرالمؤمنين عليه السلام في الحجرة الطاهرة في الموضع الذي توفّي فيه (3). عن أنس بن مالك قال: لمّا فرغنا من دفن النبيّ صلى الله عليه و آله أتت إليّ فاطمة عليها السلام فقالت: يا أنس كيف طابت أنفسكم أن تحثوا على رسول اللَّه صلى الله عليه و آله التراب (4). وعلى رواية أنّها أخذت كفّاً من تراب القبر الطاهر فوضعته على عينيها وقالت:

ماذا عَلَى الْمُشتَمَّ تُرْبَةَ احْمَدَانْ لا يَشُمَّ مَدَى الزَّمانِ غَوالِيا

صُبَّتْ عَليَّ مَصآئِبٌ لَوْ انَّهاصُبَّتْ عَلَى الْأَيَّامِ صِرْنَ لَيالِيا

(5)


1- بحارالأنوار: ج 95، ص 195؛ منتهى الآمال( تاريخ حياة الإمام الحسين( ع)).
2- راجع منتهى الآمال( تاريخ حياة الإمام الحسين( ع)).
3- منتهى الآمال( تاريخ حياة النبي( ص)؛ بحارالانوار: ج 22، ص 503 و ما بعدها.
4- سنن الدارمي: ج 1، ص 40.
5- بحارالانوار: ج 79، ص 106، ح 53.

ص: 408

وعلى قول بعض العلماء والمؤرّخين أنّ 28 صفر سنة 50 ه يوم شهادة الإمام الحسن عليه السلام والرواية أشهر عند الشيعة من رواية السابع من صفر(1).

اليوم الأخير من الشهر:

في سنة 203 ه على رواية الطبرسي وابن الأثير استشهد الإمام الرضا عليه السلام في الثالثة والخمسين من عمره على يد المأمون (2).

العشرة الأخيرة من صفر، عشرة الهمّ والحزن:

هذا الشهر أيضاً يذكِّر ببطولات وتضحيات الإمام الحسين عليه السلام وصحبه، وشهر سبي أهل البيت عليهم السلام وورودهم (على قول) إلى الشام. الشام التي انقلبت بفعل خطب الإمام السجاد عليه السلام والعقيلة زينب عليها السلام فانطلقت شعلة الثورة ضد بني امية، وبالتالي أدّت تلك الخطب إلى فضيحة بني امية في العالم الإسلامي، واندثر خطرهم الذي كان يهدّد الإسلام والقرآن ببركة دماء الشهداء وخطب رسل عاشوراء. أضف إلى ذلك وكما ذكرنا يذكِّر بالمصيبة العظمى والفاجعة الأليمة لرحيل رسول الإسلام صلى الله عليه و آله وشهادة ابنه الحسن المجتبى وعليّ بن موسى الرضا عليه السلام؛ وامتزاج ذكرى الأربعين بالذكرى الأليمة لهذا المصاب جعلت العشرة الأخيرة من صفر عشرة حزن لأتباع منهج أهل البيت عليهم السلام.

ولكن لمّا كانت هذه أيّام همّ وغمّ وحزن صارت سبباً للمرور ثانية على سيرة أولئك العظام وتضحياتهم وبطولاتهم، فهو شهر العشق والاخلاص والتضحية. ولذلك دلّ التاريخ على أنّ أغلب مؤامرات أعداء الإسلام أحبطت ببركة هذه المجالس والهيئات والمآتم على أولئك العظام، وهذه نعمة عظيمة لابدّ من صونها والحرص على ديمومتها.

أعمال شهر صفر:

1. روى السيّد ابن طاووس أنّه يستحبّ في الثالث من صفر الصلاة ركعتين يقرأ في الاولى

الحمد

وسورة «

إنّا فَتَحْنا

» (الفتح) وفي الثانية

الحمد

و

التوحيد

ويصلّي بعد السلام على محمّد وآله مائة مرّة ومائة مرّة، يلعن آل أبي سفيان، ويستغفر مائة مرّة ثمّ يسأل حاجته (إن شاء اللَّه


1- بحار الأنوار: ج 44، ص 135.
2- منتهى الآمال: تاريخ حياة الإمام الرضا عليه السلام.

ص: 409

تقضى)(1).

2. يستحبّ في يوم الأربعين (العشرين من صفر) زيارة الحسين عليه السلام.

روى الشيخ الطوسي عن الإمام الحسن العسكريّ عليه السلام أنّه قال: «

علاماتُ المُؤمنِ خَمْسٌ:

صلاةُ إحدى وخَمسينَ (17 ركعة فريضة و 34 ركعة نافلة) وَزيارةُ الأربعينِ (الإمام الحسين عليه السلام) والتَّختمُ فِي اليمين وتَعفِيرُ الجَبينِ والجَهرُ ببسم اللَّه الرّحمن الرّحيم»(2)

. وقد وردت زيارة مخصوصة لهذا اليوم عن الإمام الصادق عليه السلام أوردناها في قسم الزيارات (ص 266).

- چ چ-


1- إقبال الأعمال: ص 587.
2- المصدر السابق: ص 589؛ مصباح المتهجّد: ص 787( العامة امّا أن تترك بسم اللَّه في بداية السور أو تخفت بها، مع أنّ البسملة جزء من سورة الحمد، بل سائر سور القرآن).

ص: 410

الفصل الثالث: شهر ربيع الأول

تقويم هذا الشهر:

الليلة الاولى:

وصفت هذه الليلة ب «

ليلة المبيت

»، ففيها في السنة الثالثة عشرة من البعثة هاجر النبيّ صلى الله عليه و آله من مكّة إلى المدينة المنوّرة فاختبأ في هذه الليلة في غار حراء في جبل ثور وفداه أميرالمؤمنين عليه السلام بنفسه فنام في فراشه غير مجانب سيوف قبائل المشركين واعتقد الأعداء أنّ النائم رسول اللَّه صلى الله عليه و آله فانتظروا حتّى الصباح فهجموا عليه ليروا عليّاً عليه السلام مكانه (1) فأنزل اللَّه تعالى فيه وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِى نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبادِ(2).

وابتدأ تاريخ المسلمين بهجرة رسول اللَّه صلى الله عليه و آله الحادثة العظيمة في العالم الإسلامي.

الثامن من ربيع الأول:

توفّي الإمام العسكريّ عليه السلام سنة 206 ه على رواية، فكان أوّل من عاصر إمامة صاحب العصر عجّل اللَّه تعالى فرجه الشريف (3).

العاشر من ربيع الأول:

تزوج فيه النبيّ صلى الله عليه و آله خديجة الكبرى عليها السلام ولها أربعون سنة وله خمس وعشرون سنة ويستحبّ صيامه شكراً للَّه تعالى (4).

الثاني عشر من ربيع الأول:

ميلاد النبيّ صلى الله عليه و آله على رأي المرحوم الشيخ الكلينيّ والمسعوديّ وهو المشهور لدى العامّة(5). وفي هذا اليوم دخل صلى الله عليه و آله المدينة مهاجراً من مكّة(6)، وفيه أيضاً انقراض دولة بني مروان عام 132 ه(7).


1- إقبال الاعمال، ص 592؛ التفسير الامثل، ج 2، ص 78.
2- سورة البقرة: الآية 207.
3- الكافي: ج 1، ص 503.
4- إقبال الأعمال: ص 599.
5- زاد المعاد: ص 412.
6- إقبال الأعمال: ص 599؛ الكامل لابن الأثير: ج 2، ص 7( حوادث السنة الاولى للهجرة).
7- مصباح المتهجّد: ص 791.

ص: 411

الرابع عشر من ربيع الأول:

سنة 64 هلك يزيد بن معاوية(1) بعد أن دامت خلافته ثلاث سنين وتسعة أشهر ارتكب خلالها تلك الفجائع وأهمّها قتل الإمام الحسين عليه السلام وأصحابه، فدفن في حوران وله من العمر سبع وثلاثون فأتي بجنازته إلى دمشق وقبره الآن مزبلة(2).

الليلة السابعة عشرة:

ليلة ميلاد خاتم الأنبياء محمّد بن عبداللَّه صلى الله عليه و آله طبق المشهور لدى الشيعة، وهي ليلة شريفة جدّاً(3).

وكان في مثل هذه الليلة معراجه صلى الله عليه و آله قبل الهجرة بسنة واحدة(4).

اليوم السابع عشر من ربيع الأول:

ميلاد النبيّ صلى الله عليه و آله كما ذكرنا طبق المشهور بين الإماميّة والمعروف أنّ ولادته كانت في مكّة عند طلوع الفجر من يوم الجمعة في عام الفيل (5) (العام الذي قدم فيه ابرهة على فيل قاصداً هدم الكعبة، فهلك مع جيشه). وفيه أيضاً سنة ثلاث وثمانين ولد الإمام الصادق عليه السلام فزاده فضلًا وشرفاً(6).

ورغم اقتران بداية شهر ربيع الأوّل بشهادة الإمام العسكريّ عليه السلام وما رافقها من ألم وحزن، ولكن حيث كان- طبق مشهور الإماميّة- ميلاد خاتم الأنبياء صلى الله عليه و آله في السابع عشر منه وعلى رواية غير معروفة في الثاني عشر منه، وميلاد الصادق عليه السلام في السابع عشر منه، فهو شهر فرح وسرور. كما أنّه من الشهور المباركة والمهمّة لما تضمّنه من هجرة النبيّ صلى الله عليه و آله التي أحدثت ذلك التغيير العميق في العالم الإسلاميّ وأوجبت عزّة واقتدار المسلمين، وكذلك واقعة ليلة المبيت وشروع إمامة بقيّة اللَّه (أرواحنا فداه) متزامنة مع شهادة أبيه، ومن هنا ينبغي الالتفات إليه من قبل جميع أتباع أهل البيت عليهم السلام.

أعمال شهر ربيع الأوّل:


1- إقبال الأعمال: ص 601( روى السيّد ابن طاووس في هذا الكتاب عن الشيخ المفيد استحباب صيام هذا اليوم لهلاك يزيد).
2- تتمة المنتهى: ص 64.
3- مصباح المتهجد، ص 791؛ إقبال الأعمال، ص 603 وكذلك وقع في مثل هذا اليوم ولادة الإمام الصادق عليه السلام في عام 83 ه ق ولهذا يحظى بأهمية بالغة.
4- إقبال الأعمال: ص 601.
5- مصباح المتهجّد: ص 791؛ إقبال الأعمال: ص 603.
6- بحار الأنوار: ج 47، ص 1، ح 2.

ص: 412

اليوم الأوّل من الشهر:

قال العلماء: يستحبّ صومه بالشكر على سلامة رسول اللَّه صلى الله عليه و آله والتصدّق والإنفاق (1) وزيارته في هذا اليوم. وقد أورد السيّد ابن طاووس في الإقبال دعاءً لهذا اليوم (2).

اليوم الثاني عشر:

يستحبّ أن تصلّي فيه ركعتين، في الاولى الحمد مرّة و «

قُلْ يا أيُّها الكافِرُون

» ثلاثاً وفي الثانية

الحمد

مرّة و «

قُلْ هُوَ اللَّهُ أحَد

» ثلاثاً(3).

اليوم السابع عشر:

كما ذكرنا فإنّ في هذا اليوم طبق مشهور الإماميّة ولادة النبيّ صلى الله عليه و آله والإمام الصادق عليه السلام وهو يوم شريف عظيم البركة، وأعماله:

1. الغسل بنيّة يوم السابع عشر من ربيع الأوّل (4).

2. الصوم: ورد فيه فضل عظيم، عن الأئمّة عليهم السلام أنّهم قالوا: «

مَنْ صَامَ يَومَ السّابِعَ عَشرَ مِنْ رَبيعِ الأوَّل وَهُوَ يَومُ مَولِدَ سيّدنا رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه و آله كَتَبَ اللَّهُ لَهُ صِيامَ سَنة»(5).

3. يستحبّ فيه الصدقة والتطوّع بالخيرات والإلمام بمشاهد الأئمّة عليهم السلام وإدخال السرور على أهل الإيمان (6).

4. زيارة النبيّ صلى الله عليه و آله من قريب وبعيد؛ روي عنه صلى الله عليه و آله أنّه قال: «

مَن زارَ قَبْرِي بَعْدَ مَوْتي كانَ كَمَن هاجَر مَعِي في حَيَاتِي فإنْ لَمْ تَسْتَطِيعوا فابْعَثوا إليَّ بالسَّلامِ (فإنَّهُ يَبْلُغُني)»(7).

5. كما تستحبّ زيارة أميرالمؤمنين عليه السلام بالزيارة التي زاره بها الإمام الصادق عليه السلام حيث حضر عند ضريحه الشريف (وقد مضت هذه الزيارة في قسم الزيارات، ص 198)(8).

6. تعظيم هذا اليوم السعيد، فقد أوصى السيّد ابن طاووس في الإقبال بتعظيم هذا اليوم على قدر تعظيم الرسول صلى الله عليه و آله المقدّم على كلّ موجود من الخلائق (9). وعليه ينبغي للمسلمين إقامة الاحتفالات وعقد الندوات والإكثار منها للتعرّف على شخصيّة النبيّ الأكرم صلى الله عليه و آله وسيرته وتاريخ حياته واستغلالها لبناء المجتمع الإسلاميّ المحمديّ.- چ چ-


1- إقبال الأعمال: ص 592.
2- المصدر السابق: ص 596.
3- المصدر السابق: ص 599.
4- فلاح السائل: ص 61.
5- إقبال الأعمال: ص 603.
6- المصدر السابق.
7- المصدر السابق: ص 604.
8- المصدر السابق: ص 608.
9- المصدر السابق: ص 603.

ص: 413

الفصل الرابع: شهر ربيع الثاني

تقويم هذا الشهر:

اليوم الثامن:

ولادة الإمام الحسن العسكريّ عليه السلام سنة 232 حسب المشهور(1).

اليوم العاشر:

يوم وفاة فاطمة المعصومة عليها السلام سنة 201 على رواية(2).

اليوم السادس عشر:

بداية قيام المختار في الكوفة عام 66 بالثأر لشهداء كربلاء(3) وذكر البعض أنّ ذلك كان في الرابع عشر من ربيع الأوّل (4).

-*-*-*-

رغم قلّة الأحداث في هذا الشهر، إلّاأنّ الحوادث الثلاث المذكورة تذكِّر من جانب بيوم الفرح والسرور ومنبع الخير والبركة، ومن جانب آخر يوم حزن لرحيل كريمة أهل البيت عليها السلام في قم المقدّسة، وأخيراً يوم عبرة في تلك النهضة الجبارة التي قضت على جناة كربلاء خلال مدّة قصيرة جدّاً، لتبقى أسماؤهم مقرونة باللعن والعار في صفحات التأريخ.

أعمال شهر ربيع الثّاني:

لم ترد أعمال كثيرة لهذا الشهر في الروايات والأدعية سوى دعاء ذكره المرحوم السيّد ابن طاووس لأوّل يوم منه فمن أراد فليراجع الإقبال (5).


1- منتهى الآمال، تاريخ حياة العسكري( ع) و بحارالانوار: ج 50، ص 327، ح 8( و يرى البعض أنه يوم العاشر و البعض الآخر يوم الرابع عشر يوم ولادته. بحارالانوار: ج 50، ص 238، ح 12).
2- فروغى از كوثر( سيرة فاطمة المعصومة) نشر زائر، ص 32. و يوم وفاتها الثاني عشر على قول. والأجدر أن يعكف المؤمنون على ذكرها خلال هذه الأيام الثلاثة( العاشر إلى الثاني عشر).
3- بحارالانوار: ج 45، ص 333، ح 2.
4- تاريخ الطبري: ج 4، ص 496.
5- إقبال الأعمال: ص 616.

ص: 414

الفصل الخامس: شهر جمادي الأول

تقويم هذا الشهر:

اليوم الخامس:

ولادة العقيلة زينب عليها السلام بطلة كربلاء سنة 5 أو 6 حسب بعض الروايات (1).

اليوم الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر:

أيّام شهادة فاطمة الزهراء سيّده نساء العالمين عليها السلام في رواية معروفة سنة 11 ه.

فقد عاشت حسب بعض الروايات المعتبرة(2) خمسة وسبعين يوماً بعد رسول اللَّه صلى الله عليه و آله وحيث كانت وفاته صلى الله عليه و آله في 28 صفر فإنّ وفاتها عليها السلام في أحد هذه الأيّام الثلاثة (مع الأخذ بنظر الاعتبار تمام أو نقصان الأشهر الوسطى). على كلّ حال لابدّ من إقامة مجالس العزاء بهذه المناسبة على سيّدة نساء العالمين حسب وصية النبي صلى الله عليه و آله وشرح فضائلها ومناقبها في هذه المجالس والتي من شأنها أن تكون قدوة لنساء عصرنا سيّما خطبتيها الملهمة التي غصت بالكثير من المعارف والتعاليم الإسلاميّة والقضايا التأريخية بعد النبي صلى الله عليه و آله، إلى جانب زيارتها عليها السلام في هذه الأيّام.

أعمال شهر جمادي الاولى:

1. الدعاء الذي يقرأ في الأوّل من شهر جمادي الاول وذكره المرحوم السيّد ابن طاووس في الإقبال (3).

2. النصف منه طبق بعض الروايات كان مولد الإمام زين العابدين عليه السلام ويستحبّ فيه الصيام والتطوّع بالخيرات (4).


1- كتاب زينب الكبرى للشهيد آية اللَّه دستغيب: ص 13 وكتاب زينب الكبرى للعلّامة المحقّق الشيخ جعفر النقدي: ص 17.
2- الكافي: ج 1، ص 458، ح 1؛ وراجع بحار الأنوار: ج 43، ص 215.
3- إقبال الأعمال: ص 618.
4- المصدر السابق: ص 621.

ص: 415

الفصل السادس: شهر جمادي الآخرة

تقويم هذا الشهر:

الثالث والرابع والخامس:

أيّام شهادة الزهراء عليها السلام في بعض الروايات (1) والتي اهتم بها الأعلام.

اليوم العشرون:

ولادة الزهراء عليها السلام في السنة الثانية(2) أو الخامسة(3) للبعثة.

-*-*-*-

لما كان شهر جمادي الآخرة ممتزجاً أكثر من غيره بالإسم المبارك بسيّدة نساء العالمين من الأولين والآخرين الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء عليها السلام فإنّ أتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام يعيشون الحزن في الأيّام الاولى لهذا الشهر ويفرحون ويسرّون في العشرين منه، والغرض من كلّ هذه المراسم الوقوف أكثر على فضائلها ومناقبها والانفتاح على أجوائها الروحية ومنهجها وما أجمل وأمثل حياة هذه القدوة في تلك الاسرة الاسوة للجميع سيّما النساء.

فينبغي لجميع محبّي هذه المدرسة أن يقيموا المجالس الضخمة في العزاء والسرور؛ المجالس التي أحبطت دعايات أعداء الإسلام وأهل البيت عليهم السلام وبثّت الحيويّة في روح الأشياع والأتباع.

أعمال شهر جمادي الثّانية:

اليوم الأوّل:

الدعاء الذي ذكره المرحوم السيّد ابن طاووس في الإقبال (4).


1- طبق رواية معتبرة شهادتها عليها السلام في الثالث من جمادي الآخرة( مصباح المتهجّد: ص 793 وزاد المعاد: ص 456 وبحارالأنوار: ج 43، ص 170) ولكن بالنظر إلى قول 95 يوم وحساب الأشهر على أساس 29 أو 30 يوماً فإن هذه الأيّام الثلاثة أيّام شهادة الزهراء عليها السلام.
2- بحار الأنوار: ج 43، ص 9، ح 15؛ مصباح المتهجّد: ص 793؛ إقبال الأعمال: ص 623.
3- الكافي: ج 1، ص 458؛ بحار الأنوار: ج 43، ص 7، ح 8.
4- إقبال الأعمال: ص 621.

ص: 416

- الصلاة أربع ركعات: قال السيّد ابن طاووس تصلّي أربع ركعات في هذا الشهر- في أيّ وقت والأفضل في اليوم الأوّل- (كلّ ركعتين بسلام) تقرأ

الحمد

في الاولى مرّة و

آيةالكرسي

مرّة وسورة «

إنّا أنزلناه

» خمساً وعشرين مرّة، وفي الثانية الحمد مرّة وسورة «

ألهاكم التكاثر

» مرّة و «

قل هو اللَّه أحد

» خمساً وعشرين مرّة وفي الثالثة الحمد مرّة وقل يا «

أيّها الكافرون

» مرّة و «

قل أعوذ بربّ الفلق

» خمساً وعشرين مرّة، وفي الرابعة الحمد مرّة و «

إذا جاء نصر اللَّه والفتح

» مرّة و «

قل أعوذ بربّ الناس

» خمساً وعشرين مرّة، فإذا سلّمت فقل سبعين مرّة: «

سُبْحانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلا الهَ الَّا اللَّهُ وَاللَّهُ اكْبَرُ

». وصلِّ على النبيّ سبعين مرّة ثمّ قل ثلاث مرّات: «

اللَّهمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤمِنينَ وَالْمُؤمِناتِ

»؛ ثمّ تسجد وتقول في سجودك ثلاث مرّات: «

يا حَيُّ يا قَيُّومُ، يا ذَاالْجَلالِ وَالْإكْرامِ، يا اللَّهُ يا رَحْمنُ يا رَحيمُ، يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ

»؛ ثمّ تسأل اللَّه تعالى حاجتك (تُجاب). جاء في هذه الرواية: من فعل ذلك فإنّه تصان نفسه وماله وأهله وولده ودينه ودنياه إلى مثلها من السنة القابلة وإن مات في تلك السنة مات على الشهادة(1).

اليوم الثالث:

زيارة الزهراء عليها السلام بمناسبة شهادتها.

وذكر المرحوم السيّد ابن طاووس في الإقبال هذه الزيارة:

السَّلامُ عَلَيْكِ ياسَيِّدَةَ نِسآءِالْعالَمينَ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا والِدَةَ الْحُجَجِ عَلَى النَّاسِ اجْمَعينَ، السَّلامُ عَلَيْكِ ايَّتُهَا الْمَظْلُومَةُ الْمَمْنُوعَةُ حَقُّها، اللهُمَّ صَلِّ عَلى امَتِكَ وَابْنَةِ نَبِيِّكَ، وَزَوْجَةِ وَصِىِّ نَبِيِّكَ، صَلاةً تُزْلِفُها فَوْقَ زُلْفى عِبادِكَ الْمُكَرَّمينَ، مِنْ اهْلِ السَّمواتِ وَاهْلِ الْأَرَضينَ. ثمّ قال المرحوم السيّد ابن طاووس: وروي أنّ من زارها بهذه الزيارة واستغفر اللَّه غفر اللَّه له وأدخله الجنّة(2).

اليوم العشرون:

وردت عدّة أعمال في هذا اليوم الذي تصادف فيه ولادة الزهراء عليها السلام:

أ) الصيام.

ب) الخيرات والصدقات على المؤمنين.

ج) زيارتها (التي ذكرت في قسم الزيارات، ص 155)(3).


1- إقبال الأعمال: ص 622.
2- المصدر السابق: ص 623.
3- المصدر السابق.

ص: 417

الفصل السابع: شهر رجب

تقويم هذا الشهر:

الأوّل من الشهر:

هذا اليوم على قول، يوم ولادة الإمام الباقر عليه السلام في سنة 57 ه(1).

الثاني من الشهر:

ولادة الإمام عليّ الهادي عليه السلام سنة 212 على رواية(2).

الثالث من الشهر:

شهادة الإمام عليّ الهادي عليه السلام سنة 254(3).

العاشر من الشهر:

ولادة الإمام محمّد الجواد عليه السلام حسب بعض الروايات (4).

الثالث عشر من الشهر:

ولادة عليّ بن أبي طالب عليه السلام، ولد طبق المشهور قبل البعثة باثنتي عشرة سنة في جوف الكعبة(5).

الخامس عشر من الشهر:

وفاة العقيلة زينب بنت الإمام عليّ عليها السلام سنة 63 ه(6).

الثامن عشر من الشهر:

وفاة إبراهيم بن النبيّ صلى الله عليه و آله (7).

الخامس والعشرون من الشهر:

شهادة موسى بن جعفر عليه السلام عام 183 ه(8).

السادس والعشرون من الشهر:

وفاة أبي طالب عليه السلام على قول (9).

السابع والعشرون من الشهر:

بعثة النبيّ صلى الله عليه و آله (10).


1- مصباح المتهجّد: ص 801.
2- الصمدر السابق: ص 805؛ بحار الأنوار: ج 50، ص 117، ح 9.
3- مصباح المتهجّد: ص 805.
4- المصدر السابق.
5- المصدر السابق: ص 805؛ زادالمعاد: ص 19.
6- كتاب زينب الكبرى للعلّامة النقدي: ص 122.
7- مصباح المتهجّد: ص 812.
8- بحار الأنوار: ج 48، ص 1؛ ح 1 و ص 8.
9- المصدر السابق.
10- المصدر السابق: ص 813.

ص: 418

فضيلة شهر رجب:

شهر رجب وشعبان ورمضان من الشهور متناهية الشرف، ولشهر رجب بينها فضل خاصّ حسب بعض الروايات حتّى سمّي

شهر اللَّه

وشعبان شهر النبيّ صلى الله عليه و آله وشهر رمضان المبارك

شهر الامّة(1).

وشهر رجب من الأشهر الحرم التي حرّم فيها القتال (سوى القتال الدفاعي)(2) ودية الجرائم في هذه الأشهر الحرم تكون ثقيلة(3).

وقد سمّاه النبيّ صلى الله عليه و آله

شهر رجب الأصبّ

، لأنّه يصّب اللَّه فيه الرحمة على عباده (4).

وقد اقترن هذا الشهر بذكر النبيّ صلى الله عليه و آله (بمناسبة بعثته في السابع والعشرين منه) وأميرالمؤمنين عليه السلام (لولادته في الثالث عشر منه) وشهادة موسى بن جعفر عليه السلام (في الخامس والعشرين منه) ومناسبات تأريخية اخرى، ولذلك فهو شهر ملي بالامور الإسلاميّة.

وتتّضح أهمية هذا الشهر من الروايات العديدة الواردة في أيّامه- حتّى في يوم منه- وما ينطوي عليه من عبادة وتزكية، نشير هنا إلى جانب منها:

1. روى المرحوم

الشيخ الصدوق

بسند معتبر عن الإمام الصادق عليه السلام أنّ أحد أصحابه قال:

دخلت على الصادق عليه السلام في رجب وقد بقيت منه أيّام، فلمّا نظر إليّ قال لي: «

هَلْ صُمْتَ في هذا الشَّهْرِ شَيْئاً؟

» قلت: لا واللَّه يا ابن رسول اللَّه. فقال لي: «

فَقَدْ فَاتَكَ مِن الثَّوابِ ما لَمْ يَعْلَمُ مَبْلَغَه إلّا اللَّه. إنّ هذا شَهْرٌ قَد فَضَّلَهُ اللَّه وعَظَّمَ حُرْمَتَهُ وأوْجَبَ للصّائمِينَ فيه كَرامَتَهُ

». قال: فقلت: يا ابن رسول اللَّه فإن صمت ممّا بقي منه شيئاً، هل أنال فوزاً ببعض ثواب الصائمين فيه؟ فقال: «

مَن صامَ يَوماً مِن آخِرِ هذا الشَّهْرِ كانَ ذلِك أماناً لَهُ مِن شِدَّةِ سَكَراتِ المَوْتِ، وأماناً لَهُ مِن هَوْلِ المُطَّلِع وعَذابِ القَبْرِ، ومَنْ صامَ يَوْمَيْنِ مِن آخِر هذا الشَّهْرِ كانَ لَهُ بذلِكَ جَوازاً على الصِّراط وأمِنَ يَوْمَ الفَزَعِ الأكْبَرِ وَمِن أهْوالِهِ وشَدائِدِهِ وأُعْطِيَ بَراءةً مِنَ النَّار»(5).

2. وفي رواية أنّ رجب نهر في الجنّة أشدّ بياضاً من اللّبن وأحلى من العسل، مَن صَام يوماً


1- إقبال الأعمال: ص 634.
2- مستدرك الوسائل: ج 11، ص 48، ح 2؛ جواهر الكلام: ج 21، ص 32.
3- الكافي: ج 7، ص 281، ح 6.
4- مصباح المتهجّد: ص 797.
5- أمالي الصدوق: ص 15، ح 7؛ بحار الأنوار: ج 94، ص 32، ح 6.

ص: 419

مِن رَجَب سَقاهُ اللَّهُ مِن ذلِكَ النَّهر(1).

3. قال النبيّ صلى الله عليه و آله: «

مَن صامَ مِن رَجَب يَوماً إيماناً واحْتِساباً اسْتَوْجَبَ رِضْوانَ اللَّهِ الأكْبَر وأطْفأ صَومُه في ذلِك اليَوم غَضَبَ اللَّهِ وأغْلَقَ عنه باباً من أبوابِ النّارِ»(2).

4. من صام ثلاثاً منه الخميس والجمعة والسبت فله ثواب عظيم وكذلك في سائر الأشهر الحرم (3). وفي رواية عن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: «

مَنْ لم يَقْدِر على الصَّومِ في هذا الشَّهْرِ فَلْيُسَبِّحِ اللَّهَ كُلَّ يَومٍ

مائةَ مَرَّة هذه التّسبيحات: سُبْحانَ الْإِلهِ الْجَليلِ، سُبْحانَ مَنْ لا يَنْبَغِي التَّسْبيحُ إلّالَهُ، سُبْحانَ الْأَعَزِّ الْأَكْرَمِ، سُبْحانَ مَنْ لَبِسَ الْعِزَّةَ وَهُوَ لَهُ اهْلٌ»(4).

لذي يستفاد من هذه الروايات وغيرها أنّ هذا شهر التزكية وتهذيب النفس وانطلاقة دورة جديدة في السير والسلوك إلى اللَّه تبتدئ بشهر رجب وتنتهي بشهر رمضان المبارك؛ فطوبى لمن عرف قدر هذه الشهور الثلاثة وأخذ نصيبه منها.

أعمال شهر رجب

اشارة

أعمال هذا الشهر (بالإضافة إلى الصوم) على نوعين:

الأوّل- الأعمال المشتركة لهذا الشهر
اشارة

وهذه الأعمال التي لا تختصّ بيوم معيّن، بل تسري على جميع أيّام الشهر، كثيرة ومنها:

1. أن يدعو في كلّ يوم من رجب بهذا الدعاء:

يا مَنْ يَمْلِكُ حَوآئِجَ السَّآئِلينَ، ويَعْلَمُ ضَميرَ الصَّامِتينَ، لِكُلِّ مَسْئَلَةٍ مِنْكَ سَمْعٌ حاضِرٌ، وَجَوابٌ عَتيدٌ، اللهُمَّ وَمَواعيدُكَ الصَّادِقَةُ، واياديكَ الفاضِلَةُ، ورَحْمَتُكَ الواسِعَةُ، فَاسْئَلُكَ انْ تُصَلِّىَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وانْ تَقْضِىَ حَوائِجى لِلدُّنْيا وَالْأخِرَةِ، انَّكَ عَلى كُلِّ شَىْ ءٍ قَديرٌ(5).


1- إقبال الأعمال: ص 635.
2- المصدر السابق: ص 634.
3- المقنعة: ص 375.
4- إقبال الأعمال: ص 637.
5- المصدر السابق: ص 643.

ص: 420

2. أن يدعو بهذا الدعاء الذي كان يدعو به الإمام الصادق عليه السلام في كلّ يوم من رجب:

خابَ الوافِدُونَ عَلى غَيْرِكَ، وَخَسِرَ المُتَعَرِّضُونَ الَّا لَكَ، وَضاعَ المُلِمُّونَ الَّا بِكَ، وَاجْدَبَ الْمُنْتَجِعُونَ الَّا مَنِ انْتَجَعَ فَضْلَكَ، بابُكَ مَفْتُوحٌ لِلرَّاغِبينَ، وَخَيْرُكَ مَبْذُولٌ لِلطَّالِبينَ، وَفَضْلُكَ مُباحٌ لِلسَّآئِلينَ، وَنَيْلُكَ مُتاحٌ لِلْآمِلينَ، وَرِزْقُكَ مَبْسُوطٌ لِمَنْ عَصاكَ، وَحِلْمُكَ مُعْتَرِضٌ لِمَنْ ناواكَ، عادَتُكَ الْإِحْسانُ الَى الْمُسيئينَ، وَسَبيلُكَ الإِبْقآءُ عَلَى الْمُعْتَدينَ، اللهُمَّ فَاهْدِنى هُدَى الْمُهْتَدينَ، وَارْزُقْنِى اجْتِهادَ الْمُجْتَهِدينَ، وَلا تَجْعَلْنى مِنَ الْغافِلينَ الْمُبْعَدينَ، وَاغْفِرْ لى يَوْمَ الدّينِ (1).

- چ چ-

3. روى الشيخ في المصباح عن الإمام الصادق عليه السلام قال: قل في رجب:

اللهُمَّ انّى اسْئَلُكَ صَبْرَ الشَّاكِرينَ لَكَ، وَعَمَلَ الْخائِفينَ مِنْكَ، وَيَقينَ الْعابِدينَ لَكَ، اللهُمَّ انْتَ الْعَلِىُّ الْعَظيمُ، وَانَا عَبْدُكَ الْبآئِسُ الْفَقيرُ، انْتَ الْغَنِىُّ الْحَميدُ، وَانَا الْعَبْدُ الذَّليلُ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَاْمْنُنْ بِغِناكَ عَلى فَقْرى وَبِحِلْمِكَ عَلى جَهْلى وَبِقُوَّتِكَ عَلى ضَعْفى يا قَوِىُّ يا عَزيزُ، اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الْأَوصيآءِ الْمَرْضيِّينَ، وَاكْفِنى ما اهَمَّنى مِنْ امْرِ الدُّنْيا وَالآخِرَةِ، يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ (2).

وقد رواه السيّد ابن طاووس في الإقبال. ويظهر من تلك الرواية أنّ هذا الدعاء من أجمع الدعوات وأصلح لأن يدعى به في كلّ الأوقات (3).

-*-*-*-

4. قال الشيخ الطوسي: يستحبّ أن يدعو بهذا الدعاء كلّ يوم:

اللهُمَّ يا ذَا الْمِنَنِ السَّابِغَةِ، وَالْألاءِ الْوازِعَةِ، والرَّحْمَةِ الْواسِعَةِ، وَالْقُدْرَةِ


1- إقبال الأعمال: ص 643.
2- مصباح المتهجّد: ص 802.
3- إقبال الأعمال: ص 643.

ص: 421

الْجامِعَةِ، وَالنِّعَمِ الْجَسيمَةِ، وَالْمَواهِبِ الْعَظيمَةِ، وَالْأَيادِى الْجَميلَةِ، والْعَطايَا الْجَزيلَةِ، يا مَنْ لا يُنْعَتُ بِتَمْثيلٍ، وَلا يُمَثَّلُ بِنَظيرٍ، وَلا يُغْلَبُ بِظَهيرٍ، يا مَنْ خَلَقَ فَرَزَقَ، وَالْهَمَ فَانْطَقَ، وَابْتَدَعَ فَشَرَعَ، وَعَلا فَارْتَفَعَ، وَقَدَّرَ فَاحْسَنَ، وَصَوَّرَ فَاتْقَنَ، وَاحْتَجَّ فَابْلَغَ، وَانْعَمَ فَاسْبَغَ، وَاعْطى فَاجْزَلَ، وَمَنَحَ فَافْضَلَ، يا مَنْ سَما فِى الْعِزِّ فَفاتَ خَواطِرَ الْأَبْصارِ، وَدَنا فِى الُّلطْفِ فَجازَ هَواجِسَ الْأَفْكارِ، يا مَنْ تَوَحَّدَ بالْمُلكِ فَلا نِدَّ لَهُ فى مَلَكُوتِ سُلْطانِهِ، وَتفَرَّدَ بِالْألاءِ وَالْكِبرِيآءِ فَلا ضِدَّ لَهُ فى جَبَرُوتِ شَاْنِهِ، يا مَنْ حارَتْ فى كِبْرِيآءِ هَيْبَتِهِ دَقايِقُ لَطايِفِ الْأَوْهامِ، وَانْحَسَرَتْ دُونَ ادْراكِ عَظَمَتِهِ خَطايِفُ ابْصارِ الْأَنامِ، يا مَنْ عَنَتِ الْوُجُوهُ لِهَيْبَتِهِ، وَخَضَعَتِ الرِّقابُ لِعَظَمتِهِ، وَوَجِلَتِ الْقُلُوبُ مِنْ خيفَتِهِ، اسئَلُكَ بِهذِهِ الْمِدْحَةِ الَّتى لا تَنْبَغى الَّا لَكَ، وَبِما وَايْتَ بِهِ عَلى نَفْسِكَ لِداعيكَ مِنَ الْمُؤْمِنينَ، وَبِما ضَمِنْتَ الْإِجابَةَ فيهِ عَلى نَفْسِكَ لِلدَّاعينَ، يا اسْمَعَ السَّامِعينَ، وَابْصَرَ النَّاظِرينَ، وَاسْرَعَ الْحاسِبينَ، يا ذَا الْقُوَّةِ الْمَتينِ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيّينَ وَعَلى اهْلِ بَيْتِهِ، وَاقْسِمْ لى فى شَهْرِنا هذا خَيْرَ ما قَسَمْتَ، وَاحْتِمْ لى فى قَضآئِكَ خَيْرَ ما حَتَمْتَ، وَاخْتِمْ لى بِالسَّعادَةِ فيمَنْ خَتَمْتَ، وَاحْيِنى ما احْيَيْتَنى مَوْفُوراً، وَامِتْنى مَسْرُوراً وَمَغْفُوراً، وَتوَلَّ انْتَ نَجاتى مِنْ مُسائَلَةِ الْبَرْزَخِ، وَادْرَأْ عَنّى مُنْكَراً وَنَكيراً، وَارِ عَيْنى مُبَشِّراً وَبَشيراً، وَاجْعَلْ لى الى رِضْوانِكَ وَجِنانِكَ مَصيراً، وَعَيْشاً قَريراً، وَمُلْكاً كَبيراً، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ كَثيراً(1).

- چ چ-

5. روى المرحوم الشيخ الطوسي عن الشيخ الكبير أبو جعفر محمّد بن عثمان بن سعيد أحد النواب الأربعة، عن الإمام المهديّ عليه السلام ادع في كلّ يوم من أيّام رجب:


1- مصباح المتهجّد: ص 802.

ص: 422

بسم اللَّه الرّحمن الرّحيم

اللهُمَّ انّى اسئَلُكَ بِمَعانى جَميعِ ما يَدْعُوكَ بِهِ وُلاةُ امْرِكَ، الْمَاْمُونُونَ عَلى سِرِّكَ، الْمُسْتَبْشِرُونَ بِامْرِكَ، الْواصِفُونَ لِقُدْرَتِكَ، الْمُعْلِنُونَ لِعَظَمَتِكَ، اسْئَلُكَ بِما نَطَقَ فيهِمْ مِنْ مَشِيَّتِكَ، فَجَعَلْتَهُمْ مَعادِنَ لِكَلِماتِكَ، وَارْكاناً لِتَوْحيدِكَ وَآياتِكَ وَمَقاماتِكَ الَّتى لاتَعْطيلَ لَها فى كُلِّ مَكانٍ، يَعْرِفُكَ بِها مَنْ عَرَفَكَ، لا فَرْقَ بَيْنَكَ وَبَيْنَها الَّا انَّهُمْ عِبادُكَ وَخَلْقُكَ، فَتْقُها وَرَتْقُها بِيَدِكَ، بَدْؤُها مِنْكَ وَعَوْدُها الَيْكَ، اعْضادٌ واشْهادٌ ومُناةٌ واذْوادٌ، وَحَفَظَةٌ وَرُوَّادٌ، فَبِهِمْ مَلَأْتَ سَمآئَكَ وَارْضَكَ، حَتّى ظَهَرَ انْ لا الهَ إلَّاانْتَ، فَبِذلِكَ اسْئَلُكَ، وَبِمَواقِعِ الْعِزِّ مِنْ رَحْمَتِكَ، وَبِمَقاماتِكَ وَعَلاماتِكَ، انْ تُصَلِّىَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وانْ تَزيدَنى ايماناً وَتَثْبيتاً، ياباطِناً فى ظُهُورِهِ، وَظاهراً فى بُطُونِهِ وَمَكْنُونِهِ، يا مُفَرِّقاً بَيْنَ النُّورِ وَالدَّيْجُورِ، يا مَوْصُوفاً بِغَيْرِ كُنْهٍ، وَمَعْرُوفاً بِغَيْرِ شِبْهٍ، حآدَّ كُلِّ مَحْدُودٍ، وَشاهِدَ كُلِّ مَشْهُودٍ، وَمُوجِدَ كُلِّ مَوْجُودٍ، وَمُحْصِىَ كُلِّ مَعْدُودٍ، وَفاقِدَ كُلِّ مَفْقُودٍ، لَيْسَ دُونَكَ مِنْ مَعْبُودٍ، اهْلَ الْكِبْرِيآءِ وَالْجُودِ، يا مَنْ لا يُكَيَّفُ بِكَيْفٍ، وَلا يُؤَيَّنُ بِايْنٍ، يا مُحْتَجِباً عَنْ كُلِّ عَيْنٍ، يا دَيْمُومُ يا قَيُّومُ، وَعالِمَ كُلِّ مَعْلُومٍ، صَلِّ عَلى عِبادِكَ الْمُنْتَجَبينَ، وَبَشَرِكَ الْمُحْتَجِبينَ، وَمَلائِكَتِكَ الْمُقَرَّبينَ، وَبُهَمِ الصَّآفّينَ الْحآفّينَ، وَبارِكْ لَنا فى شَهْرِنا هذَا الْمُرَجَّبِ الْمُكَرَّمِ، وَما بَعْدَهُ مِنَ الْأَشْهُرِ الْحُرُمِ، وَاسْبِغْ عَلَيْنا فيهِ النِّعَمَ، وَاجْزِلْ لَنا فيهِ الْقِسَمَ، وَابْرِرْ لَنا فيهِ الْقَسَمَ، بِاسْمِكَ الْأَعْظَمِ الْأَعْظَمِ الْأَجَلِّ الْأَكْرَمِ، الَّذى وَضَعْتَهُ عَلَى النَّهارِ فَاضآءَ، وَعَلَى اللَّيْلِ فَاظْلَمَ، وَاغْفِرْ لَنا ما تَعْلَمُ مِنَّا وَلا نَعْلَمُ، وَاعْصِمْنا مِنَ الذُّنُوبِ خَيْرَ الْعِصَمِ، وَاكْفِنا كَوافِىَ قَدَرِكَ، وَامْنُنْ عَلَيْنا بِحُسْنِ نَظَرِكَ، وَلا تَكِلْنا الى غَيْرِكَ، وَلا تَمْنَعْنا مِنْ خَيْرِكَ، وَبارِكْ لَنا فيما كَتَبْتَهُ لَنا مِنْ اعْمارِنا، وَاصْلِحْ لَنا خَبيئَةَ اسْرارِنا، واعْطِنا مِنْكَ

ص: 423

الْأَمانَ، وَاْستَعْمِلْنا بِحُسْنِ الْإيمانِ، وَبَلِّغْنا شَهْرَ الصِّيامِ، وَما بَعْدَهُ مِنَ الْأَيَّامِ وَالْأَعْوامِ، يا ذَاالْجَلالِ والإِكْرامِ (1).

- چ چ-

6. وروى الشيخ أنّه خرج من الناحية المقدّسة على يد الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح أحد النواب الأربعة هذا الدعاء في أيّام رجب:

اللهُمَّ انّى اسئَلُكَ بِالْمَوْلُودَيْنِ فى رَجَبٍ، مُحَمَّدِ بْنِ عَلِىٍّ الثَّانى وَابْنِهِ عَلِىِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُنْتَجَبِ، وَاتَقَرَّبُ بِهِما الَيْكَ خَيْرَ الْقُرَبِ، يا مَنْ الَيْهِ الْمَعْرُوفُ طُلِبَ، وَفيما لَدَيْهِ رُغِبَ، اسئَلُكَ سُؤالَ مُقْتَرِفٍ مُذْنِبٍ، قَدْ اوْبَقَتْهُ ذُنُوبُهُ، وَاوْثَقَتْهُ عُيُوبُهُ، فَطالَ عَلَى الْخَطايا دُئُوبُهُ، وَمِنَ الرَّزايا خُطُوبُهُ، يَسْئَلُكَ التَّوْبَةَ وَحُسْنَ الْأَوْبَةِ، وَالنُّزُوعَ عَنِ الْحَوْبَةِ، وَمِنَ النَّارِ فَكاكَ رَقَبَتِهِ، وَالْعَفْوَ عَمَّا فى رِبْقَتِهِ، فَانْتَ مَوْلاىَ اعْظَمُ امَلِهِ وَثِقَتِهِ، اللهُمَّ واسْئَلُكَ بِمَسآئِلِكَ الشَّريفَةِ، وَوَسآئِلِكَ الْمُنيفَةِ، انْ تَتَغَمَّدَنى فى هذَا الشَّهْرِ بِرَحْمَةٍ مِنْكَ واسِعَةٍ، وَنِعْمَةٍ وازِعَةٍ، وَنَفْسٍ بِما رَزَقْتَها قانِعَةٍ، الى نُزُولِ الْحافِرَةِ، وَمَحَلِّ الْآخِرَةِ، وَما هِىَ الَيْهِ صآئِرَةٌ(2).

- چ چ-

7. وروى الشيخ أيضاً عن أبي القاسم الحسين بن روح النائب الخاصّ للحجّة عليه السلام أنّه قال:

زر أيّ المشاهد كنت بحضرتها في رجب وقل:

الْحَمْدُ للَّهِ الَّذى اشْهَدَنا مَشْهَدَ اوْلِيآئِهِ فى رَجَبٍ، وَاوْجَبَ عَلَيْنا مِنْ حَقِّهِمْ ما قَدْ وَجَبَ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلى مُحَمَّدٍ الْمُنْتَجَبِ، وَعَلى اوْصِيآئِهِ الْحُجُبِ، اللهُمَّ فَكَما اشْهَدْتَنا مَشْهَدَهُمْ، فَانْجِزْ لَنا مَوْعِدَهُمْ، وَاوْرِدْنا مَوْرِدَهُمْ، غَيْرَ مُحَلَّئينَ عَنْ وِرْدٍ فى دارِ الْمُقامَةِ وَالْخُلْدِ، وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ، انّى قَصَدْتُكُمْ وَاعْتَمَدْتُكُمْ بِمَسْئَلَتى


1- مصباح المتهجّد: ص 803؛ البلد الأمين: ص 179( باختلاف يسير).
2- مصباح المتهجّد: ص 804 لعلّ عدم ذكر ميلاد أميرالمؤمنين عليه السلام في هذا الدعاء لوضوحه.

ص: 424

وَحاجَتى وَهِىَ فَكاكُ رَقَبَتى مِنَ النَّارِ، وَالْمَقَرُّ مَعَكُمْ فى دارِ الْقَرارِ، مَعَ شيعَتِكُمُ الْأَبْرارِ، وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ، انَا سائِلُكُمْ وَآمِلُكُمْ فيما الَيْكُمُ التَّفْويضُ، وَعَلَيْكُمُ التَّعْويضُ، فَبِكُمْ يُجْبَرُ الْمَهيضُ، وَيُشْفَى الْمَريضُ، وَما تَزْدادُ الْأَرْحامُ وَما تَغيضُ، انّى بِسِرِّكُمْ مُؤْمِنٌ، وَلِقَوْلِكُمْ مُسَلِّمٌ، وَعَلَى اللَّهِ بِكُمْ مُقْسِمٌ فى رَجْعى بِحَوائِجى وَقَضائِها وَامْضائِها وَانْجاحِها وَابْراجِها(1)، وَبِشُؤُنى لَدَيْكُمْ وَصَلاحِها، وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ سَلامَ مُوَدِّعٍ، وَلَكُمْ حَوائِجَهُ مُودِعٌ، يَسْأَلُ اللَّهَ الَيْكُمُ الْمَرْجِعَ، وَسَعْيُهُ الَيْكُمْ غَيْرُ مُنْقَطِعٍ، وَانْ يَرْجِعَنى مِنْ حَضْرَتِكُمْ خَيْرَ مَرْجِعٍ الى جَنابٍ مُمْرِعٍ، وَخَفْضٍ مُوَسَّعٍ، وَدَعَةٍ وَمَهَلٍ الى حينِ الْأَجَلِ، وَخَيْرِ مَصيرٍ وَمَحَلٍّ فى النَّعيمِ الْأَزَلِ، وَالْعَيْشِ الْمُقْتَبَلِ، وَدَوامِ الْأُكُلِ، وَشُرْبِ الرَّحيقِ، وَالسَّلْسَلِ وَعَلٍّ وَنَهَلٍ، لا سَأَمَ مِنْهُ وَلا مَلَلَ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ وَتَحِيَّاتُهُ [عَلَيْكُمْ (2)، حَتّىَ الْعَوْدِ الى حَضْرَتِكُمْ، وَالْفَوزِ فى كَرَّتِكُمْ، وَالْحَشْرِ فى زُمْرَتِكُمْ، وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ عَلَيْكُمْ، وَصَلَواتُهُ وَتَحِيَّاتُهُ، وَهُوَ حَسْبُنا وَنِعْمَ الْوَكيلُ (3).

- چ چ-

8. روى السيّد ابن طاووس عن محمّد بن ذكوان (المعروف بالسجّاد لأنّه كان يكثر من السجود) قال قلت للصادق عليه السلام: جعلت فداك هذا رجب علّمني فيه دعاء ينفعني اللَّه به. قال عليه السلام:

اكْتُبْ: بسم اللَّه الرّحمنِ الرّحيمِ، قُلْ في كلّ يومٍ مِن رَجَب صَباحاً ومَساءً وفي أعقابِ صَلَواتِك:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ

يا مَنْ ارْجُوهُ لِكُلِّ خَيْرٍ، وَآمَنُ سَخَطَهُ عِنْدَ كُلِّ شَرٍّ، يا مَنْ يُعْطِى الْكَثيرَ بِالْقَليلِ، يا مَنْ يُعْطى مَنْ سَئَلَهُ، يا مَنْ يُعْطى مَنْ لَمْ يَسْئَلْهُ وَمَنْ لَمْ يَعْرِفْهُ تَحَنُّناً مِنْهُ وَرَحْمَةً،


1- في إقبال الأعمال:« ابراحها».
2- وردت كلمة« عليكم» في إقبال الأعمال.
3- مصباح المتهجّد، صفحه 821 و إقبال الأعمال، صفحه 631( باختلاف يسير).

ص: 425

اعْطِنى بِمَسْئَلَتى ايَّاكَ، جَميعَ خَيْرِ الدُّنْيا وَجَميعَ خَيْرِ الْآخِرَةِ، وَاصْرِفْ عَنّى بِمَسْئَلَتى ايّاكَ، جَميعَ شَرِّ الدُّنْيا وَشَرِّ الْآخِرَةِ، فَانَّهُ غَيْرُ مَنْقُوصٍ ما اعْطَيْتَ، وَزِدْنى مِنْ فَضْلِكَ يا كَريمُ.

ثمّ مدّ عليه السلام يده اليسرى فقبض على لحيته ودعا بهذا الدعاء ثمّ قال:

ياذَا الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ، ياذَا النَّعْمآءِ وَالْجُودِ، ياذَا الْمَنِّ وَالطَّوْلِ، حَرِّمْ شَيْبَتى عَلَى النَّارِ(1).

9. قال النبيّ صلى الله عليه و آله: «

مَن قال في رَجَب: أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لا إلهَ إِلَّا هُوَ، وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ مائة مرّة وخَتَمَها بالصّدقةِ. خَتَم اللَّهُ له بالمَغْفِرَةِ والرّحْمَةِ، ومَن قالَها أربعمائة مرّة كَتبَ اللَّهُ لهُ أجْرَ مائة شَهيدٍ»(2).

10. وقال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: «

مَن قال في رجب «لا الهَ الَّا اللَّه» ألف مَرّة كَتَب اللَّه له مائَة ألف حَسَنة»(3).

11. في الحديث: «

مَنِ اسْتَغْفَرَ اللَّهَ في رَجَب سبعين مرّةً بالغَداةِ وسبعينَ مرّةً بالعِشاء يقول:

«اسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ الَيْهِ» ثمّ رفع يديه وقال: «أَللَّهُمَّ اغْفِرْ لي وَتُبْ عَلَىَّ» فإنْ ماتَ في رَجَب ماتَ مَرْضِيّاً عنه ولا تَمَسُّه النّارُ بِبَرَكةِ رَجَب»(4).

12. أن يستغفر في هذا الشهر ألف مرّة قائلًا: «

اسْتَغْفِرُ اللَّهَ ذَا الْجَلالِ وَالْإكْرامِ مِنْ جَميعِ الذُّنُوبِ وَالْآثامِ

»، ليغفر له اللَّه الرحيم (5).

13. روى السيّد ابن طاووس في الإقبال فضلًا كثيراً لقراءة «

قل هو اللَّه أحد

» عشرة آلاف مرّة أو مائة ألف مرّة في شهر رجب كان له نوراً يوم القيامة يجذبه إلى الجنّة، كما ذكر النبيّ صلى الله عليه و آله فضلًا عظيماً لمن قرأها في هذا الشهر ألف مرّة أو مائة مرّة(6).

14. روي عن النبيّ صلى الله عليه و آله قال: «

مَن صامَ يَوْماً مِن رَجَب وصَلّى أربعَ رَكَعاتٍ يَقْرأُ في الاولى آيةَ الْكُرْسِيّ مائة مرّة وفي الثانية قل هو اللَّه أحد مائتي مرَّة لَمْ يَمُتْ إلّاوقد شاهَدَ مَكانَهُ في الجَنَّةِ أو


1- إقبال الأعمال: ص 644؛ بحار الأنوار: ج 95، ص 390.
2- إقبال الأعمال: ص 648.
3- المصدر السابق.
4- المصدر السابق.
5- مفاتيح الجنان: أعمال شهر رجب.
6- إقبال الأعمال: ص 648.

ص: 426

شُوهِدَ له»(1).

15. يصلّي في هذا الشهر ستين ركعة يصلّي منها في كلّ ليلة ركعتين يقرأ في كلّ ركعة

الحمد

مرّة و «

قل يا أيّها الكافرون

» ثلاث مرّات و «

قل هو اللَّه أحد

» مرّة واحدة، فإذا سلّم رفع يديه إلى السماء وقال: لا الهَ الَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، يُحْيى وَيُميتُ، وَهُوَ حَىٌّ لا يَمُوتُ، بِيَدِهِ الْخَيْرُ، وَهُوَ عَلى كُلِّ شَىْ ءٍ قَديرٌ، وَالَيْهِ الْمَصيرُ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ الَّا بِاللَّهِ الْعَلِىِّ الْعَظيمِ، اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ النَّبِىِّ الْأُمِّىِّ وَآلِهِ.

ويمرر يديه على وجهه، وعن النبيّ صلى الله عليه و آله: «

إنّ مَنْ فَعَل ذلك استَجابَ اللَّهُ دُعاءَهُ وأعْطاه ...»(2).

16. قال العلّامة المجلسي في زاد المعاد: روي عن أميرالمؤمنين عليه السلام أنّه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: «

مَن قَرأ في كُلِّ يومٍ من أيّام رَجَب وشَعْبانَ ورَمَضان وفي كُلّ ليلةٍ مِنها كُلّاً مِن الحَمدِ وآية الكرسيّ و «قل يا أيّها الكافرون» و «قل هو اللَّه أحد» و «قل أعوذ بربِّ الفلق» و «قل أعوذ بربِّ الناس» ثلاث مرّات وقال: «سُبْحانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلا إلهَ إلَّااللَّهُ وَاللَّهُ اكْبَرُ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظيمِ» وقال ثلاثاً: «اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ» وثلاثاً: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ» وقال أربعمائة مرّة: «اسْتَغفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إلَيْهِ» غفر اللَّه ذُنوبَه (مهما كانت) ثمّ قال: مَنْ فَعَل ذلِكَ مرّةً في حَياتِه أعطاهُ اللَّهُ بِكُلِّ حَرفٍ ثَواباً عظيماً ...»(3).

-

چ چ-

17.

ليلة الرّغائب:

تسمّى أوّل ليلة من ليالي الجمعة من رجب ليلة الرغائب (4) وفيها فضل عظيم.

قال فيه رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: «

لا تَغْفَلوا عن أوّلِ لَيلَةٍ مِنهُ الجُمُعة فإنّها ليلةٌ تُسَمِّيها الملائكة ليلةُ الرّغائب


1- إقبال الأعمال: ص 637.
2- المصدر السابق: ص 630.
3- زاد المعاد: ص 12.
4- وذلك لعظيم الثواب فيها والذي يرغب فيه، كما يمكن أن تعني ليلة الفضل العظيم، فرغائب جمع رغيبة، الشي ء الذي يرغب فيه، وتعني كذلك العطاء الكثير.

ص: 427

ثمّ ذكر صلى الله عليه و آله أعمالًا في هذه الليلة «

أنْ تَصومَ أوَّلَ خَميسٍ مِن رَجَب ثُمَّ تُصَلّي بين العِشاء والعَتَمةِ اثْنَتَي عَشْرَة رَكْعَةً (كُلَّ رَكْعَتَين بِسَلامٍ) تَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فاتحة الكتاب مرّة و «إنّا أنزلناه في ليلة القدرِ» ثَلاثَ مَرّات و «قل هو اللَّه أحد» اثنَتَي عَشْرَةَ مرّةً، فإذا فَرَغْتَ مِن صَلاتِك صَلِّ عليَّ سَبعين مَرّةً: «أللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الْامِّيِّ وَعَلى آلِهِ» ثُمَّ تَسْجُد وتَقولُ في سُجودك سبعينَ مرّةً: «سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلائِكَةِ وَالرُّوحِ» ثُمَّ تَرْفَعُ رأسَك وتقول: «رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَتَجاوَزْ عَمَّا تَعْلَمُ، إِنَّكَ أنْتَ العَلِيُّ الْأعْظَمُ» ثُمَّ تَسْجُدُ سَجْدَةً اخرى فَتَقُولُ فيها مِثْلَ ما قُلْتَ في السَّجْدَةِ الاولى ثُمَّ تَسْأَل اللَّهَ حاجَتَك فإنّها تُقْضى إن شاءاللَّه تعالى

». ثمّ قال النبيّ صلى الله عليه و آله في فضل هذه الأعمال: «

والذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لا يُصَلّي عَبْدٌ أو أمَةٌ هذِهِ الصَّلاةَ إلّاغَفَر اللَّهُ لَهُ جَمِيعَ ذُنُوبِه ... وَيَشْفَعُ يَوْمَ القِيامَةِ في سَبْعمائةٍ مِن أهْلِ بَيْتِهِ مِمَّنْ قَدِ اسْتَوْجَبَ النّارَ. فإذا كانَ أوّلُ لَيلةِ نُزولِه إلى قَبْرِه بَعَث اللَّهُ إلَيهِ ثَوابَ هذِه الصَّلاةِ في أَحْسَنِ صُورَةٍ بِوَجْهِ طَلقٍ وَلِسانٍ ذَلقٍ فيقولُ: يا حَبيبي أبْشِرْ فَقَد نَجَوتَ مِن كُلِّ شِدَّةٍ.

فَيقولُ: مَن أنْت؟ فَما رأيْتُ أحْسَنَ وَجْهاً مِنكَ ولا شَمَمْتُ رائِحةً أطْيَبَ مِن رائِحَتِكَ؟ فَيقولُ: يا حَبيبي أنا ثوابُ تِلكَ الصَّلاةِ التي صَلَّيْتَها لَيلةَ كذا في بَلْدَةِ كذا في شَهْرِ كذا في سَنَةِ كذا، جِئْتُ الليلةَ لأقْضِي حَقَّكَ واؤنِسُ وَحْدَتَكَ وأرْفَعُ عَنْكَ وَحْشَتَك (وأبقى مَعَك دائماً) فإذا نُفِخَ في الصُّورِ ظَلَّلْتُ في عَرَصَةِ القِيامَةِ على رأسِكَ وأن لن تَعدِم الخَيْرَ من مَولاك أبَداً»(1).

-

چ چ-

العمرة الرجبيّة:

للعمرة في هذا الشهر طبق روايات أهل البيت عليهم السلام فضل يقارب الحجّ (2).

قال الصادق عليه السلام: «

افْضَلُ الْعُمْرَةِ، عُمْرَةُ رَجَبٍ»(3).

وسئل عليه السلام: أيّ العمرةِ أفضل، عمرة في رجب أو عمرة في شهر رمضان؟ فقال: «

لَا، بَلْ عُمْرَةٌ في شَهْرِ رَجَبَ أفْضَلُ»(4).

وروي أنّ عليَّ بن الحسين عليهما السلام كان قد اعتمر في رجب فكان يصلّي عند الكعبة ويسجد ليله ونهاره وكان يُسمَع منه وهو في السجود: «

عَظُمَ الذَّنْبُ مِنْ عَبْدِكَ، فَلْيَحْسُنِ الْعَفْوُ مِنْ عِنْدِكَ»(5).


1- إقبال الأعمال: ص 632 روى المرحوم العلّامة الحلي هذه الرواية بالتفصيل في اجازته لبني زهرة.( راجع: بحار الأنوار: ج 104، ص 125).
2- مصباح المتهجّد: ص 798.
3- الكافي: ج 4، ص 536، ح 6.
4- من لايحضره الفقيه: ج 2، ص 453، ح 2949.
5- مصباح المتهجّد: ص 801؛ إقبال الأعمال: ص 648.

ص: 428

كما يستحبّ زيارة الرضا عليه السلام في رجب، وتأكّدت زيارته بما روي عن الإمام الجواد عليه السلام (1).

الثاني: الأعمال الخاصّة بليالي وأيّام رجب
اشارة

الليلة الاولى:

وهي ليلة شريفة وقد ورد فيها أعمال:

الأوّل: عن النبيّ صلى الله عليه و آله يقول إذا رأى الهلال:

اللهُمَّ اهِلَّهُ عَلَيْنا بِالْأَمْنِ وَالْإيمانِ، وَالسَّلامَةِ وَالْإِسْلامِ، رَبّى وَرَبُّكَ اللَّهُ عَزَّوَجَلَ (2).

وروي عنه صلى الله عليه و آله كان إذا رأى هلال رجب قال:

اللهُمَّ بارِكْ لَنا فى رَجَبٍ وَشَعْبانَ، وَبَلِّغْنا شَهْرَ رَمَضانَ، وَاعِنَّا عَلَى الصِّيامِ وَالْقِيامِ، وَحِفْظِ اللِّسانِ، وَغَضِّ الْبَصَرِ، وَلا تَجْعَلْ حَظَّنا مِنْهُ الْجُوعَ وَالْعَطَشَ (3).- چ چ-

الثاني: الغسل.

روى المرحوم السيّد ابن طاووس في كتب العبادات رواية عن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أنّه قال: «

مَنْ أدْرَكَ شَهرَ رَجَب فَاغْتَسَلَ فِي أوَّلهِ وأوْسَطِهِ وَآخِرِه خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيومِ وَلَدَتْهُ امُّهُ»(4).

-

چ چ-

الثالث: أن يزور الحسين عليه السلام في هذه الليلة(5).

الرابع: أن يصلّي بعد صلاة المغرب عشرين ركعة، يقرأ في كلّ ركعة

فاتحة الكتاب

و «

قل هو اللَّه أحد مرّة

» ويسلّم بين كلّ ركعتين ليحفظ في أهله وماله وولده ويُجار من عذاب القبر ويجوز على الصراط كالبرق يوم القيامة(6).

- چ چ-


1- الكافي: ج 4، ص 584، ح 2؛ مصباح المتهجّد: ص 820.
2- إقبال الأعمال: ص 627.
3- المصدر السابق: ص 628.
4- المصدر السابق.
5- زاد المعاد: ص 13.
6- إقبال الأعمال: ص 629.

ص: 429

الخامس: أن يصلّي ركعتين بعد العشاء، يقرأ في ركعة منها

فاتحة الكتاب

و «

ألم نشرح

» مرّة و «

قل هو اللَّه أحد

» ثلاث مرّات وفي الركعة الثانية

فاتحة الكتاب

و «

ألم نشرح

» و «

قل هو اللَّه أحد

» و

المعوِّذتين

فإذا سلّم قال:

لا إله إلّااللَّه

ثلاثين مرّة وصلّى على النبيّ ثلاثين مرّة.

قال صلى الله عليه و آله: «

فإنَّهُ يَغْفِرُ لَهُ ما سَلَف مِن ذُنوبِه ويُخْرِجُه مِن الخَطايا كَيَومِ وَلَدَتْهُ امُّه»(1).

-

چ چ-

السادس: أن يصلّي ثلاثين ركعة (كلّ ركعتين بسلام) يقرأ في كلّ ركعة

فاتحة الكتاب

و «

قل يا أيّها الكافرون

» مرّة وسورة التوحيد ثلاث مرّات. قال صلى الله عليه و آله: «

ما من مؤمن ولا مؤمنة صلّاها إلّاغفر اللَّه له كلّ ذنب صغير وكبير وكتبه اللَّه من المصلّين إلى السنة المقبلة وبرئ من النفاق»(2).

-

چ چ-

السابع:

إحياء الليلة الاولى:

روى الشيخ الطوسي في مصباح المتهجد عن الإمام الصادق عليه السلام عن جدّه عن أميرالمؤمنين عليه السلام قال: «

كانَ يُعْجِبُهُ أن يُفَرِّغَ نَفْسَهُ أرْبَع لَيالٍ في السَّنَةِ وهي أوَّلُ لَيلةٍ مِنْ رَجَب، ولَيلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبان، وَلَيْلَةُ عِيد الفِطْرِ، ولَيلَةُ النَّحْرِ»(3).

وفي رواية اخرى عن الإمام الصادق عليه السلام: «

ضَرورَةُ إحياءِ لَيْلَةِ الفِطْرِ والنَّحْرِ و ... والليلةِ الاولى من رجب»(4).

-

چ چ-

الثامن: قراءة الدعاء المرويّ عن الإمام الجواد عليه السلام أنّه قال: «

يُسْتَحَبُّ أن يَدْعُوَ بهذا الدُّعاءِ أوَّلَ لَيْلَةٍ مِن رَجَب:

اللهُمَّ انّى اسْئَلُكَ بِانَّكَ مَليكٌ، وَانَّكَ عَلى كُلِّ شَىْ ءٍ مُقْتَدِرٌ، وَانَّكَ ما تَشآءُ مِنْ أَمْرٍ يَكُونَ، اللهُمَّ انّى اتَوَجَّهُ الَيْكَ بِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ نَبِىِ الرَّحْمَةِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، يا مُحَمَّدُ يا رَسُولَ اللَّهِ، انّى اتَوَجَّهُ بِكَ الَى اللَّهِ رَبِّكَ وَرَبِّى لِيُنْجِحَ بِكَ طَلِبَتى اللهُمَّ بِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ وَالْأَئِمَّةِ مِنْ اهْلِ بَيْتِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ، انْجِحْ طَلِبَتى

ثُم تطلُب من اللَّه تَعالى حاجَتَك»(5).


1- إقبال الأعمال: ص 629.
2- المصدر السابق.
3- مصباح المتهجّد: ص 798.
4- زاد المعاد: ص 13.
5- مصباح المتهجّد: ص 798.

ص: 430

التاسع: كان موسى بن جعفر عليه السلام يقول وهو ساجد بعد فراغه من صلاة الليل:

لَكَ الْمَحْمَدَةُ انْ اطَعْتُكَ، وَلَكَ الْحُجَّةُ انْ عَصَيْتُكَ، لا صُنْعَ لى وَلا لِغَيْرى فى احْسانٍ الَّا بِكَ، يا كائِناً قَبْلَ كُلِّ شَىْ ءٍ، وَيا مُكَوِّنَ كُلِّ شَىْ ءٍ، انَّكَ عَلى كُلِّ شَىْ ءٍ قَديرٌ، اللَّهُمَّ انّى اعُوذُ بِكَ مِنَ الْعَديلَةِ عِنْدَ الْمَوْتِ، وَمِنْ شَرِّ الْمَرْجِعِ فِى الْقُبُورِ، وَمِنَ النَّدامَةِ يَوْمَ الْا زِفَةِ، فَاسْئَلُكَ انْ تُصَلِّىَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَانْ تَجْعَلَ عَيْشى عيشَةً نَقِيَّةً، وَمِيتَتى ميتَةً سَوِيَّةً، وَمُنْقَلَبى مُنْقَلَباً كَريماً، غَيْرَ مُخْزٍ وَلا فاضِحٍ، اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الْأَئِمَّةِ، يَنابيعِ الْحِكْمَةِ، وَاولِى النِّعْمَةِ، وَمَعادِنِ الْعِصْمَةِ، وَاْعصِمْنى بِهِمْ مِنْ كُلِّ سُوءٍ، وَلا تَاْخُذْنى عَلى غِرَّةٍ وَلا عَلى غَفْلَةٍ، وَلا تَجْعَلْ عَواقِبَ اعْمالى حَسْرَةً، وَارْضَ عَنّى فَانَّ مَغْفِرَتَكَ لِلظَّالِمينَ وَانَا مِنَ الظَّالِمينَ، اللهُمَّ اغْفِرْ لى ما لا يَضُرُّكَ، و اعْطِنى ما لا يَنْقُصُكَ، فَانَّكَ الْوَسيعُ رَحْمَتُهُ، الْبَديعُ حِكْمَتُهُ، وَاعْطِنِى السَّعَةَ وَالدَّعَةَ، وَالْأَمْنَ وَالصِّحَّةَ، وَالْبُخُوعَ وَالْقُنُوعَ، وَالشُّكْرَ وَالْمُعافاةَ، وَالتَّقْوى وَالصَّبْرَ، وَالصِّدْقَ عَلَيْكَ وَعَلى اوْلِيآئِكَ، وَالْيُسْرَ وَالشُّكْرَ، وَاعْمُمْ بِذلِكَ يا رَبِّ اهْلى وَوُلْدى وَاخْوانى فيكَ، وَمَنْ احْبَبْتُ وَاحَبَّنى وَوَلَدْتُ وَوَلَدَنى مِنَ الْمُسْلِمينَ وَالْمُؤْمِنينَ يا رَبَّ الْعالَمينَ (1).

ورد في الحديث هذا الدعاء يعقب الثماني ركعات صلاة الليل قبل صلاة الوتر، ثمّ تصلّي الثلاث ركعات (ركعتي الشفع وركعة الوتر) فإذا سلّمت قلت وأنت جالس:

الْحَمْدُ للَّهِ الَّذى لا تَنْفَدُ خَزآئِنُهُ، وَلا يَخافُ آمِنُهُ، رَبِّ انِ ارْتَكَبْتُ الْمَعاصِىَ فَذلِكَ ثِقَةٌ مِنّى بِكَرَمِكَ، انَّكَ تَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِكَ، وَتَعْفُو عَنْ سَيِّئاتِهِمْ، وَتَغْفِرُ الزَّلَلَ، وَانَّكَ مُجيبٌ لِداعيكَ وَمِنْهُ قَريبٌ، وَانَا تائِبٌ الَيْكَ مِنَ الْخَطايا،


1- مصباح المتهجّد: ص 798.

ص: 431

وَراغِبٌ الَيْكَ فى تَوْفيرِ حَظّى مِنَ الْعَطايا، يا خالِقَ الْبَرايا، يا مُنْقِذى مِنْ كُلِّ شَديدَةٍ، يا مُجيرى مِنْ كُلِّ مَحْذُورٍ، وَفِّرْ عَلَىَّ السُّرُورَ، وَاكْفِنى شَرَّ عَواقِبِ الْأُمُورِ، فَانْتَ اللَّهُ عَلى نَعْمآئِكَ وَجَزيلِ عَطآئِكَ مَشْكُورٌ، وَلِكُلِّ خَيْرٍ مَذْخُورٌ(1).

- چ چ-

اليوم الأوّل من رجب: وهو يوم شريف، وفيه أعمال:

1. الصوم، فقد ورد لصيام اليوم الأوّل في رواية الرضا عليه السلام ثواب عظيم (2).

وفي رواية اخرى عن الإمام الباقر عليه السلام أنّ نوحاً عليه السلام قد ركب سفينته في هذا اليوم فأمر من معه أن يصوموا، ومن صام هذا اليوم تباعدت عنه النار مسيرة سنة(3).

2. الغسل (4).

3. زيارة الحسين عليه السلام: روى الشيخ الطوسي عن الإمام الصادق عليه السلام قال: «

مَنْ زَارَ الحُسَين عليه السلام أوّلَ يَومٍ مِنْ رَجب غَفَرَ اللَّهُ لَهُ البتّة»(5).

4. صلاة سلمان: هذه الصلاة التي علّمها رسول اللَّه صلى الله عليه و آله لسلمان، أن تصلّي هذا اليوم عشر ركعات (تسلّم بعد كلّ ركعتين) وتقرأ في كلّ ركعة

فاتحة الكتاب

مرّة «

وقل هو اللَّه أحد

» ثلاث مرّات و «

قل يا أيّها الكافرون

» ثلاث مرّات فإذا سلّمت ارفع يديك وقل:

لا إلهَ الَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، يُحْيى وَيُميتُ، وَهُوَ حَىٌّ لا يَمُوتُ، بِيَدِهِ الْخَيْرُ، وَهُوَ عَلى كُلِّ شَىْ ءٍ قَديرٌ، اللهُمَّ لا مانِعَ لِما اعْطَيْتَ، وَلا مُعْطِىَ لِما مَنَعْتَ، وَلا يَنْفَعُ ذَاالْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ.

ثمّ يمسح بهما وجهه (6).

ويصلّي عشراً بهذه الصفة في يوم النصف من رجب ويقرأ هذا الدعاء بعد كلّ ركعتين، لكنّه يضيف بعد «

وَهُوَ عَلى كُلِّ شَىْ ءٍ قَدير

»: الهاً واحِداً احَداً فَرْداً صَمَداً، لَمْ يَتَّخِذْ صاحِبَةً وَلا وَلَداً.


1- مصباح المتهجّد: ص 799.
2- إقبال الأعمال: ص 634.
3- المصدر السابق: ص 635 ومصباح المتهجّد: ص 797.
4- إقبال الأعمال: ص 628.
5- مصباح المتهجّد: ص 801.
6- إقبال الأعمال: ص 637.

ص: 432

ثمّ يمسح بهما وجهه (1).

ويصلّي في آخر يوم من رجب عشر ركعات بهذه الصفة ويقرأ هذا الدعاء بعد كلّ ركعتين وبعد التسليم يقرأ نفس الدعاء «

وَهُوَ عَلى كُلِّ شَىْ ءٍ قَدير

» ثم يقول:

وَصَلَّى اللَّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرينَ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ الَّا بِاللَّهِ الْعَلِىِّ الْعَظيمِ.

ثمّ تمسح وجهك بيديك، وتسأل حاجتك (2).

قال النبيّ صلى الله عليه و آله لسلمان: «

مَنْ صَلّى ثَلاثِينَ رَكْعَةً غَفَر اللَّهُ ذُنُوبَهُ وكان كَمَن صَامَ رَجَبَ، وأعطاهُ اللَّه براءةً مِنَ النّارِ كانت جَوازاً لَهُ على الصِّراط

». قال سلمان: فلمّا سمِعتُ ما قال النبيّ صلى الله عليه و آله سجدت باكياً شكراً للَّه (3).

5. صلاة اخرى عن سلمان رحمه الله هذه الصلاة عشر ركعات (كلّ ركعتين بتسليم) تصلّي في اليوم الأوّل من رجب تقرأ في كلّ ركعة الحمد مرّة والتوحيد ثلاث مرّات، وقد ذكر رسول اللَّه صلى الله عليه و آله لسلمان فضل هذه الصلاة منها غفران الذنوب والأمن من وحشة القبر وعذابه والأمن من بعض الأمراض (4).

ليلة الثالث عشر:

قال الإمام الصادق عليه السلام: «

أُعْطِيَتْ هذِه الامَّةُ ثَلاثَةُ أشْهُرٍ لَمْ يُعْطَها أحَدٌ مِن الأُمَمِ: رَجَب وشَعبان وشَهر رَمَضان، وثلاثُ ليالِ لَمْ يُعْطَها أحَدٌ مِثْلُها: ليلةَ ثَلاث عَشْرَة وأربَع عَشْرَةَ وخَمْس عَشْرَةَ مِن كُلِّ شَهْرٍ، وأعْطِيَتْ هذِه الامَّةُ ثَلاثَ سُوَرٍ لَمْ يُعْطَها أحَدٌ مِنَ الأُمَمِ «يس» و «تبارك»- «الملك»- «قل هو اللَّه أحد» فَمَن جَمَع بينَ هذِه الثَّلاث فَقَد جَمَع أفْضَلَ ما أُعْطِيَتْ هذِه الامَّةُ

». فقيل: وكيف يجمع بين هذه الثلاث؟ فقال: «

يُصَلِّي كُلَّ لَيلَةٍ مِن لَيالِي البِيْضِ (اللّيالي الثلاث المذكورة) مِنْ هذِه الثّلاثَةِ أشْهُرٍ: في الليلةِ الثانية عَشْرَةَ رَكْعَتَيْنِ يَقْرَأُ في كُلِّ رَكْعَةٍ فاتِحَةَ الكِتابِ مرّةً وهذِه الثّلاث سُوَر، وفي اللّيلةِ الرابِعَة عَشْرَةَ أرْبَع رَكَعاتٍ يَقْرَأُ في كُلِّ رَكْعَةٍ فاتِحَةَ الكِتابِ وهذِهِ الثّلاث سُوَر وفي الليلة الخامِسَة عَشْرَةَ سِتَّ رَكَعاتٍ يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فاتِحَةَ الكِتابِ وهذِه الثّلاثَ سُوَرٍ فَيُحْرِزُ فَضْلَ هذِهِ الأشْهُرِ الثَلَاثةِ ويُغْفَرُ لَهُ كُلُّ ذَنْبٍ سِوى الشِّرْكِ»(5).


1- إقبال الأعمال: ص 657.
2- المصدر السابق: ص 682.
3- المصدر السابق: ص 637 و 682.
4- المصدر السابق: ص 637.
5- المصدر السابق: ص 655.

ص: 433

اليوم الثالث عشر:

يوم ولادة أميرالمؤمنين عليّ عليه السلام وهو أوّل الأيّام البيض وقد ورد للصيام في هذا اليوم واليومين بعده أجر جزيل (1).

ومن أراد أن يدعو بدعاء امّ داود فليبدأ بصيام هذا اليوم.

اليوم الرابع عشر:

لصيامه أجر عظيم، قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: «

مَنْ صَامَ الرّابع عَشَرَ مِنْ رَجَبِ أعطاهُ اللَّهُ مِنَ الثَّوابِ مَا لا عَينٌ رَأتْ وَلا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَلا خَطَرَ عَلى قَلبِ بَشرٍ ...»(2).

ليلة النصف:

ليلة شريفة وردت فيها عدّة أعمال:

الأوّل: الغسل (3).

الثاني: إحياؤه بالعبادة ففيه فضل عظيم (4).

الثالث: زيارة الحسين عليه السلام حيث تأكّدت زيارته ليلة ويوم النصف من رجب (5).

الرابع: الصلاة ستّ ركعات (كلّ ركعتين بسلام) يقرأ في كلّ ركعة

الحمد

و

يس والملك والتوحيد.

الخامس: الصلاة ثلاثين ركعة يقرأ في كلّ ركعة

الفاتحة

مرّة و

التوحيد

عشر مرّات، حيث ورد عن النبيّ صلى الله عليه و آله لها فضل كثير(6).

السادس: الصلاة اثنتي عشرة ركعة (كلّ ركعتين بسلام) تقرأ في كلّ ركعة كُلّاً من سورة

الفاتحة والتوحيد

و

الفلق

و

الناس

و

آية الكرسي

وسورة «

إنّا أنزلناه

» أربع مرّات ثمّ تسلّم وتقول بعد الفراغ أربع مرّات:

سُبْحانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلَا الهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ اكْبَر، ثمّ تقول: اللَّهُ اللَّهُ رَبِّي، لا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً، ما شاءَ اللَّهُ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِىِّ الْعَظيمِ.

روى هذه الصلاة السيّد في الاقبال عن الإمام الصادق عليه السلام (7).

يوم النصف من رجب:

وهو يوم مبارك وفيه أعمال:

1. الغسل (8).


1- إقبال الأعمال: ص 656.
2- المصدر السابق: ص 655.
3- زاد المعاد: ص 19.
4- المصدر السابق.
5- المصدر السابق: ص 20.
6- إقبال الأعمال: ص 656.
7- المصدر السابق.
8- مصباح المتهجّد: ص 807.

ص: 434

2. زيارة الحسين عليه السلام، عن محمّد بن أبي نصر: سألت الرضا عليه السلام: فِي أيّ شَهرِ نَزورُ الحسين عليه السلام؟ قال: «

فِي النِّصفِ مِنْ رَجَب وَالنِّصفِ مِن شَعبان»(1).

3. صلاة سلمان على نحو ما مرّ في أعمال اليوم الأوّل من شهر رجب (2) (ص 431).

4. الصلاة أربع ركعات (كلّ ركعتين بسلام) ترفع يديك بعد السلام وتقول:

اللَّهُمَّ يا مُذِلَّ كُلِّ جَبَّارٍ، وَيا مُعِزَّ الْمُؤْمِنينَ، انْتَ كَهْفى حينَ تُعْيينِى الْمَذاهِبُ، وَانْتَ بارِئُ خَلْقى رَحْمَةً بى وَقَدْ كُنْتَ عَنْ خَلْقى غَنِيّاً، وَلَوْلا رَحْمَتُكَ لَكُنْتُ مِنَ الْهالِكينَ، وَانْتَ مُؤَيِّدى بِالنَّصْرِ عَلى اعْدآئى وَلَوْ لا نَصْرُكَ ايَّاىَ لَكُنْتُ مِنَ الْمَفْضُوحينَ، يا مُرْسِلَ الرَّحْمَةِ مِنْ مَعادِنِها، وَمُنْشِئَ الْبَرَكَةِ مِنْ مَواضِعِها، يا مَنْ خَصَّ نَفْسَهُ بِالشُّمُوخِ وَالرَّفْعَةِ، فَاوْلِيآؤُهُ بِعِزِّهِ يَتَعَزَّزُونَ، وَيا مَنْ وَضَعَتْ لَهُ الْمُلُوكُ نيرَ الْمَذَلَّةِ عَلى اعْناقِهِمْ، فَهُمْ مِنْ سَطَواتِهِ خآئِفُونَ، اسئَلُكَ بِكَيْنُونِيَّتِكَ الَّتِى اشْتَقَقْتَها مِنْ كِبْرِيآئِكَ، وَاسئَلُكَ بِكِبْرِيآئِكَ الَّتِى اشْتَقَقْتَها مِنْ عِزَّتِكَ، وَاسئَلُكَ بِعِزَّتِكَ الَّتِى اسْتَوَيْتَ بِها عَلى عَرْشِكَ، فَخَلَقْتَ بِها جَميعَ خَلْقِكَ فَهُمْ لَكَ مُذْعِنُونَ انْ تُصَلِّىَ عَلى مُحَمَّدٍ وَاهْلِ بَيْتِهِ. قال الإمام الصادق عليه السلام: «

قال أميرالمؤمنين عليه السلام: وَلا دَعا بِهِ مَكْروبٌ إلّانَفَّسَ اللَّهُ كُرْبَتَهُ»(3).

-

چ چ-

5.

عمل امّ داود:

دعاء

امّ داود

وهو أهمّ أعمال يوم النصف من رجب، وقد روى العلّامة المجلسيّ والشيخ الطوسيّ والسيّد ابن طاووس بسند معتبر(4) أنّ من آثار عمل امّ داود قضاء الحوائج وكشف الكروب ودفع ظلم الظالمين. (وقد جُرِّب مراراً حسب العلّامة المجلسي في زاد المعاد).

وإجمال هذه الرواية وسبب تسميتها بامّ داود ما يلي: إنّ فاطمة أُمّ داود بن الحسن (سبط الحسن المجتبى عليه السلام) كانت مرضعة الإمام الصادق عليه السلام لأنّها أرضعته عليه السلام بلبن ولدها داود، حيث قام المنصور الدوانيقي بالقبض على عبداللَّه بن الحسن فحبسه مع جماعة من آل أبي طالب وقتل


1- مصباح المتهجّد: ص 807؛ إقبال الأعمال: ص 657.
2- إقبال الأعمال: ص 657.
3- المصدر السابق.
4- زاد المعاد: ص 21؛ مصباح المتهجّد، ص 807.

ص: 435

ولديه محمّداً وإبراهيم وكان من بينهم داود. قالت امّ داود: فغاب عنّي حيناً بالعراق ولم أسمع له خبراً ولم أزل أدعو وأتضرّع إلى اللَّه وأسأل إخواني من أهل الديانة والجدّ والاجتهاد أن يدعوا اللَّه تعالى وأنا في ذلك كلّه لا أرى في دعائي الإجابة، فدخلت على أبي عبداللَّه عليه السلام يوماً أعوده من علّة وجدها فسألته عن حاله، فلمّا أردت أن أقوم قال عليه السلام لي: «

ما فعل داود

»؟ فلمّا سمعت اسم داود بكيت وقلت: جعلت فداك داود محبوس بالعراق وقد يئست منه فادع له. فقال عليه السلام:

«وأيْنَ أنْتِ عن دُعاءِ الاسْتِفْتَاحِ ودُعاءِ الإجابَةِ والنَّجاح (1) وهو الدُّعاءُ الّذي تُفْتَحُ لَهُ أبْوابُ السَّماءِ

ويَلْقى صاحِبُهُ الإجابَةَ مِن ساعَتِه وَلَيْسَ لِصاحِبِه عِندَ اللَّه جَزاءً إلّاالجَنَّة

». فقلت له كيف ذلك؟

فقال عليه السلام: «

قَدْ دَنا شَهْرُ رَجَب وَهُوَ شَهْرٌ مَسْموعٌ فِيه الدُّعاءُ، فَصُومِي الثَّلاثَةَ أيّامٍ: الثالِثَ عَشَر والرابِعَ عَشَر والخامِسَ عَشَر مِن رَجَب

». ثمّ قال عليه السلام في بيان الأعمال: «

وَهُوَ دُعاءٌ شَريفٌ فِيه اسْمُ اللَّهِ الأعْظَمِ الذي إذا دُعِي به يُجاب

». قالت امّ داود: فكتبت هذا الدعاء وانصرفت، وفعلت مثل ما أمرني، ثمّ رقدت تلك الليله فرأيت محمّداً صلى الله عليه و آله يقول: «

أبْشِري بالجَنّةِ وبنُجْحِ حاجَتِك

» فما لبثت إلّا مسافة حتّى قدم عليّ ولدي وحدّثني عمّا جرى له (2).

كيفيّة عمل امّ داود:

العمل طبق رواية الشيخ في مصباح المتهجّد(3) بهذا النحو: يصوم اليوم الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من شهر رجب، فإذا كان عند الزوال من اليوم الخامس عشر اغتسل، فإذا زالت الشمس صلّى الظهر والعصر، يُحسِن ركوعهما وسجودهما وليكن في موضع خالٍ لا يشغله شاغل ولا يكلّمه إنسان، فإذا فرغ من الصلاة استقبل القبلة وقرأ هذه السور:

1. سورة الحمد مائة مرّة.

2. سورة الإخلاص مائة مرّة.

3. آية الكرسيّ عشر مرّات.


1- الاستفتاح طلب الفتح والنصرة والنجاح الظفر.( بحار الأنوار: ج 81، ص 376).
2- إقبال الأعمال: ص 658؛ زاد المعاد: ص 21- 24( بتلخيص وتصرف).
3- مصباح المتهجّد: ص 807.

ص: 436

4. سورة الأنعام، الإسراء، الكهف، لقمان، يس، الصافات، حم السجدة (فصّلت) حمعسق (الشورى)، الدخان، الفتح، الواقعة، الملك، ن والقلم، وسورة الانشقاق إلى آخر القرآن فإذا فرغ من ذلك قال مستقبل القبلة:

صَدَقَ اللَّهُ الْعَظيمُ، الَّذى لا الهَ الَّا هُوَ الْحَىُّ الْقَيُّومُ، ذُو الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ، الرَّحْمنُ الرَّحيمُ، الْحَليمُ الْكَريمُ، الَّذى لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْ ءٌ، وَهُوَ السَّميعُ الْعَليمُ، الْبَصيرُ الْخَبيرُ، شَهِدَ اللَّهُ انَّهُ لا الهَ الَّا هُوَ، وَالْمَلائِكَةُ وَاولُوا الْعِلْمِ، قآئِماً بِالْقِسْطِ لا الهَ الَّا هُوَ الْعَزيزُ الْحَكيمُ، وَبَلَّغَتْ رُسُلُهُ الْكِرامُ، وَانَا عَلى ذلِكَ مِنَ الشَّاهِدينَ، اللهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ وَلَكَ الْمَجْدُ، وَلَكَ الْعِزُّ وَلَكَ الْفَخْرُ، وَلَكَ الْقَهْرُ وَلَكَ النِّعْمَةُ، وَلَكَ الْعَظَمَةُ وَلَكَ الرَّحْمَةُ، وَلَكَ الْمَهابَةُ وَلَكَ السُّلْطانُ، وَلَكَ الْبَهآءُ وَلَكَ الْإِمْتِنانُ، وَلَكَ التَّسْبيحُ وَلَكَ التَّقْديسُ، وَلَكَ التَّهْليلُ وَلَكَ التَّكْبيرُ، وَلَكَ ما يُرى وَلَكَ ما لا يُرى وَلَكَ ما فَوْقَ السَّمواتِ الْعُلى وَلَكَ ما تَحْتَ الثَّرى وَلَكَ الْأَرَضُونَ السُّفْلى وَلَكَ الْأخِرَةُ وَالْأُولى وَلَكَ ما تَرْضى بِهِ مِنَ الثَّنآءِ وَالْحَمْدِ وَالشُّكرِ وَالنَّعْمآءِ، اللهُمَّ صَلِّ عَلى جَبْرَئيلَ امينِكَ عَلى وَحْيِكَ، وَالْقَوِىِّ عَلى امْرِكَ، وَالْمُطاعِ فى سَمواتِكَ، وَمَحالِّ كَراماتِكَ، الْمُتَحَمِّلِ لِكَلِماتِكَ، النَّاصِرِ لِانْبِيآئِكَ، الْمُدَمِّرِ لِأَعْدآئِكَ، اللهُمَّ صَلِّ عَلى ميكائيلَ مَلَكِ رَحْمَتِكَ، وَالْمَخْلُوقِ لِرَأْفَتِكَ، وَالْمُسْتَغْفِرِ الْمُعينِ لِأَهْلِ طاعَتِكَ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى اسْرافيلَ حامِلِ عَرْشِكَ، وَصاحِبِ الصُّورِ الْمُنْتَظِرِ لِأَمْرِكَ، الْوَجِلِ الْمُشْفِقِ مِنْ خيفَتِكَ، اللهُمَّ صَلِّ عَلى حَمَلَةِ الْعَرْشِ الطَّاهِرينَ، وَعَلَى السَّفَرَةِ الْكِرامِ الْبَرَرَةِ الطَّيِّبينَ، وَعَلى مَلائِكَتِكَ الْكِرامِ الْكاتِبينَ، وَعَلى مَلائِكَةِ الْجِنانِ، وَخَزَنَةِ النّيرانِ، وَمَلَكِ الْمَوْتِ وَالْأَعْوانِ، يا ذَاالْجَلالِ وَالْإِكْرامِ، اللهُمَّ صَلِّ عَلى ابينا آدَمَ بَديعِ فِطْرَتِكَ، الَّذى كَرَّمْتَهُ بِسُجُودِ مَلائِكَتِكَ، وَابَحْتَهُ جَنَّتَكَ، اللهُمَّ صَلِّ عَلى امِّنا حَوَّآءَ الْمُطَهَّرَةِ مِنَ

ص: 437

الرِّجْسِ، الْمُصَفَّاتِ مِنَ الدَّنَسِ، الْمُفَضَّلَةِ مِنَ الْإِنْسِ، الْمُتَرَدِّدَةِ بَيْنَ مَحالِّ الْقُدْسِ، اللهُمَّ صَلِّ عَلى هابيلَ وَشَيْثٍ وَادْريسَ وَنُوحٍ، وَهُودٍ وَصالِحٍ، وَابْراهيمَ وَاسْماعيلَ، وَاسْحقَ وَيَعْقُوبَ، وَيُوسُفَ وَالْأَسْباطِ، وَلُوطٍ وَشُعَيْبٍ، وَايُّوبَ وَمُوسى وَهارُونَ وَيُوشَعَ، وَميشا وَالْخِضْرِ، وَذِى الْقَرْنَيْنِ وَيُونُسَ، وَالْياسَ وَالْيَسَعَ، وَذِى الْكِفْلِ وَطالُوتَ، وَداوُدَ وَسُلَيْمانَ، وَزَكَرِيَّا وَشَعْيا، وَيَحْيى وَتُورَخَ، وَمَتّى وَارْمِيا، وَحَيْقُوقَ وَدانِيالَ، وَعُزَيْرٍ وَعيسى وَشَمْعُونَ وَجِرْجيسَ، وَالْحَوارِيّينَ وَالْأَتْباعِ، وَخالِدٍ وَحَنْظَلَةَ وَلُقْمانَ، اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَارْحَمْ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ، وَبارِكْ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، كَما صَلَّيْتَ وَرَحِمْتَ وَبارَكْتَ عَلى ابْراهيمَ وَآلِ ابْراهيمَ، انَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ، اللهُمَّ صَلِّ عَلَى الْأَوْصِيآءِ، وَالسُّعَدآءِ وَالشُّهَدآءِ وَائِمَّةِ الْهُدى اللهُمَّ صَلِّ عَلَى الْأَبْدالِ وَالْأَوْتادِ، وَالسُّيَّاحِ وَالْعُبَّادِ، وَالْمُخْلِصينَ وَالزُّهَّادِ، وَاهْلِ الجِدِّ وَالْإِجْتِهادِ، وَاخْصُصْ مُحَمَّداً وَاهْلَ بَيْتِهِ بِافْضَلِ صَلَواتِكَ، وَاجْزَلِ كَراماتِكَ، وَبَلِّغْ رُوحَهُ وَجَسَدَهُ مِنّى تَحِيَّةً وَسَلاماً، وَزِدْهُ فَضْلًا وَشَرَفاً وَكَرَماً، حَتّى تُبَلِّغَهُ اعْلى دَرَجاتِ اهْلِ الشَّرَفِ مِنَ النَّبِيّينَ وَالْمُرْسَلينَ، وَالْأَفاضِلِ الْمُقَرَّبينَ، اللَّهُمَّ وَصَلِّ عَلى مَنْ سَمَّيْتُ وَمَنْ لَمْ اسَمِّ مِنْ مَلائِكَتِكَ، وَانْبِيآئِكَ وَرُسُلِكَ وَاهْلِ طاعَتِكَ، وَاوْصِلْ صَلَواتى الَيْهِمْ وَالى ارْواحِهِمْ، وَاجْعَلْهُمْ اخْوانى فيكَ وَاعْوانى عَلى دُعآئِكَ، اللهُمَّ انّى اسْتَشْفِعُ بِكَ الَيْكَ، وَبِكَرَمِكَ الى كَرَمِكَ، وَبِجُودِكَ الى جُودِكَ، وَبِرَحْمَتِكَ الى رَحْمَتِكَ، وَبِاهْلِ طاعَتِكَ الَيْكَ، وَاسئَلُكَ اللَّهُمَّ بِكُلِّ ما سَئَلَكَ بِهِ احَدٌ مِنْهُمْ، مِنْ مَسْئَلَةٍ شَريفَةٍ غَيْرِ مَرْدُودَةٍ، وَبِما دَعَوْكَ بِهِ مِنْ دَعْوَةٍ مُجابَةٍ غَيْرِ مُخَيَّبَةٍ، يا اللَّهُ يا رَحْمنُ يا رَحيمُ، يا حَليمُ يا كَريمُ، يا عَظيمُ يا جَليلُ، يا مُنيلُ يا جَميلُ، يا كَفيلُ يا وَكيلُ، يا مُقيلُ يا مُجيرُ، يا خَبيرُ يا مُنيرُ، يا مُبيرُ يا

ص: 438

مَنيعُ، يا مُديلُ يا مُحيلُ، يا كَبيرُ يا قَديرُ، يا بَصيرُ يا شَكُورُ، يا بَرُّ يا طُهْرُ، يا طاهِرُ يا قاهِرُ، يا ظاهِرُ يا باطِنُ، يا ساتِرُ يا مُحيطُ، يا مُقْتَدِرُ يا حَفيظُ، يا مُتَجَبِّرُ يا قَريبُ، يا وَدُودُ يا حَميدُ، يا مَجيدُ يا مُبْدِئُ، يا مُعيدُ يا شَهيدُ، يا مُحْسِنُ يا مُجْمِلُ، يا مُنْعِمُ يا مُفْضِلُ، يا قابِضُ يا باسِطُ، يا هادى يا مُرْسِلُ، يا مُرْشِدُ يا مُسَدِّدُ، يا مُعْطى يا مانِعُ، يا دافِعُ يا رافِعُ، يا باقى يا واقى يا خَلّاقُ يا وَهَّابُ، يا تَوَّابُ يا فَتَّاحُ، يا نَفَّاحُ يا مُرْتاحُ، يا مَنْ بِيَدِهِ كُلُّ مِفْتاحٍ، يا نَفَّاعُ يا رَؤُفُ يا عَطُوفُ، يا كافى يا شافى يا مُعافى يا مُكافى يا وَفِىُّ يا مُهَيْمِنُ، يا عَزيزُ يا جَبَّارُ يا مُتَكَبِّرُ، يا سَلامُ يا مُؤْمِنُ، يا احَدُ يا صَمَدُ، يا نُورُ يا مُدَبِّرُ، يا فَرْدُ يا وِتْرُ، يا قُدُّوسُ يا ناصِرُ، يا مُونِسُ يا باعِثُ، يا وارِثُ يا عالِمُ، يا حاكِمُ يا بادى يا مُتَعالى يا مُصَوِّرُ، يا مُسَلِّمُ يا مُتَحَبِّبُ، يا قآئِمُ يا دآئِمُ، يا عَليمُ يا حَكيمُ، يا جَوادُ يا بارِى ءُ، يا بآرُّ يا سآرُّ، يا عَدْلُ يا فاصِلُ، يا دَيَّانُ يا حَنَّانُ، يا مَنَّانُ يا سَميعُ، يا بَديعُ يا خَفيرُ، يا مُغَيِّرُ يا ناشِرُ، يا غافِرُ يا قَديمُ، يا مُسَهِّلُ يا مُيَسِّرُ، يا مُميتُ يا مُحْيى يا نافِعُ يا رازِقُ، يا مُقْتَدِرُ يا مُسَبِّبُ، يا مُغيثُ يا مُغْنى يا مُقْنى يا خالِقُ يا راصِدُ، يا واحِدُ يا حاضِرُ، يا جابِرُ يا حافِظُ، يا شَديدُ يا غِياثُ، يا عآئِدُ يا قابِضُ، يا مَنْ عَلا فَاسْتَعْلى فَكانَ بِالْمَنْظَرِ الْأَعْلى يا مَنْ قَرُبَ فَدَنا، وَبَعُدَ فَنَاى وَعَلِمَ السِّرَّ وَاخْفى يا مَنْ الَيْهِ التَّدْبيرُ وَلَهُ الْمَقاديرُ، وَيا مَنِ الْعَسيرُ عَلَيْهِ [سَهْلٌ يَسيرٌ، يا مَنْ هُوَ عَلى ما يَشآءُ قَديرٌ، يا مُرْسِلَ الرِّياحِ، يا فالِقَ الْإِصْباحِ، يا باعِثَ الْأَرْواحِ، يا ذَا الْجُودِ وَالسَّماحِ، يا رآدَّ ما قَدْ فاتَ، يا ناشِرَ الْأَمْواتِ، يا جامِعَ الشَّتاتِ، يا رازِقَ مَنْ يَشآءُ [بِغَيْرِ حِسابٍ ، وَيا فاعِلَ ما يَشآءُ كَيْفَ يَشآءُ، وَيا ذَاالْجَلالِ وَالْإِكْرامِ، يا حَىُّ يا قَيُّومُ، يا حَيّاً حينَ لا حَىَّ، يا حَىُّ يا مُحْيِىَ الْمَوْتى يا حَىُّ لا الهَ الَّا انْتَ، بَديعُ السَّمواتِ وَالْارْضِ، يا الهى وَسَيِّدى صَلِ

ص: 439

عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَارْحَمْ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ، وَبارِكْ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، كَما صَلَّيْتَ وَبارَكْتَ وَرَحِمْتَ عَلى ابْراهيمَ وَآلِ ابْراهيمَ، انَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ، وَارْحَمْ ذُلّى وَفاقَتى وَفَقْرى وَانْفِرادى وَوَحْدَتى وَخُضُوعى بَيْنَ يَدَيْكَ، وَاعْتِمادى عَلَيْكَ، وَتَضَرُّعى الَيْكَ، ادْعُوكَ دُعآءَ الْخاضِعِ الذَّليلِ، الْخاشِعِ الْخآئِفِ، الْمُشْفِقِ الْبآئِسِ، الْمَهينِ الْحَقيرِ، الْجائِعِ الْفَقيرِ، الْعآئِذِ الْمُسْتَجيرِ، الْمُقِرِّ بِذَنْبِهِ، الْمُسْتَغْفِرِ مِنْهُ، الْمُسْتَكينِ لِرَبِّهِ، دُعآءَ مَنْ اسْلَمَتْهُ ثِقَتُهُ (1)، وَرَفَضَتْهُ احِبَتُّهُ، وَعَظُمَتْ فَجيعَتُهُ، دُعآءَ حَرِقٍ حَزينٍ، ضَعيفٍ مَهينٍ، بآئِسٍ مُسْتَكينٍ بِكَ مُسْتَجيرٍ، اللهُمَّ وَاسئَلُكَ بِانَّكَ مَليكٌ، وَانَّكَ ما تَشآءُ مِنْ امْرٍ يَكُونُ، وَانَّكَ عَلى ما تَشآءُ قَديرٌ، وَاسئَلُكَ بِحُرْمَةِ هذَا الشَّهْرِ الْحَرامِ، وَالْبَيْتِ الْحَرامِ، وَالْبَلَدِ الْحَرامِ، وَ الرُّكْنِ وَ الْمَقامِ، وَ الْمَشاعِرِ الْعِظامِ، وَبِحَقِّ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ وَآلِهِ السَّلامُ، يا مَنْ وَهَبَ لِادَمَ شَيْثاً، وَلِإِبْراهيمَ اسْماعيلَ وَ اسْحاقَ، وَيا مَنْ رَدَّ يُوسُفَ عَلى يَعْقُوبَ، وَ يا مَنْ كَشَفَ بَعْدَ الْبَلاءِ ضُرَّ ايُّوبَ، يا رآدَّ مُوسى عَلى امِّهِ، وَزآئِدَ الْخِضْرِ فى عِلْمِهِ، وَ يا مَنْ وَهَبَ لِداوُدَ سُلَيْمانَ، وَلِزَكَرِيَّا يَحْيى وَلِمَرْيَمَ عيسى يا حافِظَ بِنْتِ شُعَيْبٍ، وَيا كافِلَ وَلَدِ امِّ مُوسى اسئَلُكَ انْ تُصَلِّىَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَانْ تَغْفِرَ لِى ذُنُوبى كُلَّها، وَتُجيرَنى مِنْ عَذابِكَ، وَتُوجِبَ لى رِضْوانَكَ، وَامانَكَ وَاحْسانَكَ، وَغُفْرانَكَ وَجِنانَكَ، وَاسئَلُكَ انْ تَفُكَّ عَنّى كُلَّ حَلْقَةٍ بَيْنى وَبَيْنَ مَنْ يُؤْذينى وَتَفْتَحَ لى كُلَّ بابٍ، وَتُلَيِّنَ لى كُلَّ صَعْبٍ، وَتُسَهِّلَ لى كُلَّ عَسَيرٍ، وَتُخْرِسَ عَنّى كُلَّ ناطِقٍ بِشَرٍّ، وَتَكُفَّ عَنّى كُلَّ باغٍ، وَتَكْبِتَ عَنّى كُلَّ عَدُوٍّ لى وَحاسِدٍ، وَتَمْنَعَ مِنّى كُلَّ ظالِمٍ، وَتَكْفِيَنى كُلَّ عآئِقٍ يَحُولُ بَيْنى وَبَيْنَ حاجَتى وَيُحاوِلُ انْ يُفَرِّقَ بَيْنى وَبَيْنَ طاعَتِكَ، وَيُثَبِّطَنى عَنْ عِبادَتِكَ، يا مَنْ الْجَمَ الْجِنَ


1- في مصباح المتهجّد:« نَفْسُهُ».

ص: 440

الْمُتَمَرِّدينَ، وَقَهَرَ عُتاةَ الشَّياطينِ، وَاذَلَّ رِقابَ الْمُتَجَبِّرينَ، وَرَدَّ كَيْدَ الْمُتَسَلِّطينَ عَنِ الْمُسْتَضْعَفينَ، اسئَلُكَ بِقُدْرَتِكَ عَلى ما تَشآءُ، وَتَسْهيلِكَ لِما تَشآءُ كَيْفَ تَشآءُ، انْ تَجْعَلَ قَضآءَ حاجَتى فيما تَشآءُ.

ثمّ اسجد على الأرض وعفِّر خدّيك (على التربة) وقل:

اللهُمَّ لَكَ سَجَدْتُ، وَبِكَ امَنْتُ، فَارْحَمْ ذُلّى وَفاقَتى وَاجْتِهادى وَتَضَرُّعى وَمَسْكَنَتى وَفَقْرى الَيْكَ يا رَبِّ.

واجتهد أن تسيح عيناك ولو بقدر رأس ذبابة فإنّ ذلك علامة الإجابة(1).

-*-*-*-

ليلة السابع والعشرين من رجب (ليلة المبعث):

وهي من الليالي المتبرّكة للغاية وفيها أعمال:

الأوّل: يستحبّ الغسل في هذه الليلة(2).

الثاني: روى الشيخ الطوسي في مصباح المتهجّد رواية عن الإمام الجواد عليه السلام أنّه قال: «

إنّ في رَجَب لَيلةً هِيَ خَيْرٌ للنّاسِ مِمّا طَلَعَتْ عَلَيهِ الشَّمسُ، وهِي لَيْلَةُ السّابِع والعِشْرِين مِنْهُ، نُبِّئَ رَسولُ اللَّه صلى الله عليه و آله في صَبِيحَتِها، وأنَّ للعامِلِ فيها مِن شِيعَتِنا مِثْلَ أجْرِ عَمَلِ سِتّين سَنَة

». قيل: وما العمل فيها؟

قال: «

إذا صَلَّيْتَ العِشَاءَ ثُمَّ أخَذْتَ مَضْجَعَك ثُمَّ اسْتَيْقَظْتَ قَبْلَ مُنْتَصَفِ اللّيلِ أو بَعْدَهُ صَلَّيْتَ اثنَتَي عَشْرَةَ رَكْعَةً تَقْرأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ الحَمْد وسُورة خَفِيفة مِن المُفَصّل (3) وتُسَلِّمُ بَيْنَ كُلِّ رَكْعَتَينِ وتَجْلِسُ

وَتَقْرَأُ الحَمْدَ سَبْعاً والمُعَوِّذَتَينِ سَبْعاً والتَّوحيدَ وقُلْ يا أيُّها الكافِرون والقَدْرَ وآيَةَ الكُرسيّ كُلّاً مِنها سَبْعاً، ثمّ تَقْرأُ هذا الدُّعاءَ

: الْحَمْدُ للَّهِ الَّذى لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَريكٌ فى الْمُلْكِ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِىٌّ مِنَ الذُّلِّ، وَكَبِّرْهُ تَكْبيراً، اللهُمَّ انّى اسئَلُكَ بِمَعاقِدِ عِزِّكَ عَلَى ارْكانِ عَرْشِكَ، وَمُنْتَهَى الرَّحْمَةِ مِنْ كِتابِكَ، وَبِاسْمِكَ الْأَعْظَمِ الْأَعْظَمِ الْأَعْظَمِ، وَذِكْرِكَ الْأَعْلَى


1- يظهر من رواية المرحوم المجلسي في زاد المعاد أثر هذا الدعاء بعد صيام أيّام البيض من كل شهر أو في سائر الأيّام المباركة من دون الصيام أيضاً( زاد المعاد: ص 33).
2- مصباح المتهجّد: ص 814.
3- لقد فسّر المرحوم المحدّث القمي، السور الصغيرة إلى سورة محمّد،؛ ولكن ذكر الاقبال زاد المعاد أنّ المراد من ذلك سورة يس( إقبال الأعمال، ص 670؛ وزاد المعاد، ص 35).

ص: 441

الْأَعْلَى الْأَعْلى وَبِكَلِماتِكَ التَّامَّاتِ، انْ تُصَلِّىَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَانْ تَفْعَلَ بى ما انْتَ اهْلُهُ.

ثُمّ ادعُ بما شئت»(1).

الثالث: صلاة اثنتي عشرة ركعة، مضى بيانها في أعمال ليلة النصف من رجب (ص 433).

الرابع: زيارة أميرالمؤمنين عليه السلام وهي أفضل أعمال هذه الليلة، وله في هذه الليلة ثلاث زيارات مضى في قسم الزيارات (زيارة أميرالمؤمنين عليه السلام في يوم المبعث، ص 203).

كرامات مرقد أميرالمؤمنين عليه السلام ليلة المبعث برواية ابن بطّوطة:

كرامات مرقد أميرالمؤمنين عليه السلام ليلة المبعث برواية ابن بطّوطة(2):

روى ابن بطوطة في رحلته الكرامات التي شاهدها في حرم أميرالمؤمنين عليه السلام ليلة السابع والعشرين من رجب فقال: أهل هذه المدينة (النجف) كلّهم من الرافضة، وهذه الروضة ظهرت لها كرامات، منها أنّ في ليلة السابع والعشرين من رجب وتسمّى ليلة المحيا يؤتى إلى تلك الروضة بكلّ مُقعدٍ من العراقيين وبلاد فارس والروم، فإذا كان بعد العشاء الآخرة قُرب الضريح المقدّس والناس ينتظرون قيامهم وهم ما بين مصلِّ وذاكرٍ وتالٍ ومُشاهد الروضة، فإذا مضى من الليل نصفه أو ثلثاه أو نحو ذلك قام الجميع أصحّاء من غير سوء وهم يقولون:

لا إلهَ الَّا اللَّه، مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّه وَعَلِىٌّ وَلِىُّ اللَّه،

وهذا أمر مستفيض عندهم سمعته من الثقات ولم أحضر تلك الليلة لكنّي رأيت بمدرسة الضياف ثلاثة من الرجال أحدهم من أرض الروم والثاني من اصفهان والثالث من خراسان فاستخبرتهم عن شأنهم فأخبروني أنّهم لم يدركوا ليلة المحيا وأنّهم منتظرون أوانها من عام آخر وهذه الليلة يجتمع لها الناس من البلاد خلق كثير ويقيمون سوقاً عظيمة مدّة عشرة أيّام (3).

وبالطبع يقف القراء الأعزّاء على العديد من الكرامات والمعجزات في الروضات الشريفة للأئمّة الأطهار عليهم السلام والمرضى الذين يتعافون حتّى سجّلت أسماؤهم ومشخّصاتهم في المكاتب


1- مصباح المتهجّد: ص 813؛ إقبال الأعمال: ص 670؛ زاد المعاد: ص 35.
2- محمّد بن عبداللَّه المعروف بابن بطوطة العالم والسائح المراكشي الذي عاش في القرن الثامن للهجرة ودامت رحلته ثلاثين سنة وقد دوّن كلّ ما شاهده في« رحلة ابن بطوطة».
3- رحلة ابن بطوطة: ج 1، ص 185؛ الأنوار البهية: ص 80( بتصرّف قليل).

ص: 442

الخاصّة في الروضات بعد التحقيق والتثبّت الكافي.

الخامس: قال المرحوم الكفعمي ادع في ليلة المبعث بهذا الدعاء:

اللهُمَّ انّى اسئَلُكَ بِالتَّجَلِى الْأَعْظَمِ فى هذِهِ اللَّيْلَةِ مِنَ الشَّهْرِ الْمُعَظَّمِ، وَالْمُرْسَلِ الْمُكَرَّمِ، انْ تُصَلِّىَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَانْ تَغْفِرَ لَنا ما انْتَ بِهِ مِنَّا اعْلَمُ، يا مَنْ يَعْلَمُ وَلا نَعْلَمُ، اللَّهُمَّ بارِكْ لَنا فى لَيْلَتِنا هذِهِ، الَّتى بِشَرَفِ الرِّسالَةِ فَضَّلْتَها، وَبِكَرامَتِكَ اجْلَلْتَها، وَبِالْمَحَلِّ الشَّريفِ احْلَلْتَها، اللهُمَّ فَانَّا نَسْئَلُكَ بِالْمَبْعَثِ الشَّريفِ، وَالسَّيِّدِ اللَّطيفِ، وَالْعُنْصُرِالْعَفيفِ، انْ تُصَلِّىَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَانْ تَجْعَلَ اعْمالَنا فى هذِهِ اللَّيْلَةِ وَفى سايِرِ اللَّيالى مَقْبُولَةً، وَذُنُوبَنا مَغْفُورَةً، وَحَسَناتِنا مَشْكُورَةً، وَسَيِّئاتِنا مَسْتُورَةً، وَقُلُوبَنا بِحُسْنِ الْقَوْلِ مَسْرُورَةً، وَارْزاقَنا مِنْ لَدُنْكَ بِالْيُسْرِ مَدْرُورَةً، اللهُمَّ انَّكَ تَرى وَلا تُرى وَانْتَ بِالْمَنْظَرِ الْأَعْلى وَانَّ الَيْكَ الرُّجْعى وَالْمُنْتَهى وَانَّ لَكَ الْمَماتَ وَالْمَحْيا، وَانَّ لَكَ الْأخِرَةَ وَالْأُولى اللهُمَّ انَّا نَعُوذُ بِكَ انْ نَذِلَّ وَنَخْزى وَانْ نَأتِىَ ما عَنْهُ تَنْهى اللَّهُمَّ انَّا نَسْئَلُكَ الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِكَ، وَنَسْتَعيذُ بِكَ مِنَ النَّارِ، فَاعِذْنا مِنْها بِقُدْرَتِكَ، وَنَسْئَلُكَ مِنَ الْحُورِ الْعينِ، فَارْزُقْنا بِعِزَّتِكَ، وَاجْعَلْ اوْسَعَ ارْزاقِنا عِنْدَ كِبَرِ سِنِّنا، وَاحْسَنَ اعْمالِنا عِنْدَ اقْتِرابِ اجالِنا، وَاطِلْ فى طاعَتِكَ وَما يُقَرِّبُ الَيْكَ، وَيُحْظى عِنْدَكَ، وَيُزْلِفُ لَدَيْكَ اعْمارَنا، وَاحْسِنْ فى جَميعِ احْوالِنا وَامُورِنا مَعْرِفَتَنا، وَلا تَكِلْنا الى احَدٍ مِنْ خَلْقِكَ فَيَمُنَّ عَلَيْنا، وَتَفَضَّلْ عَلَيْنا بجَميعِ حَوائِجِنا لِلدُّنْيا وَالْاخِرَةِ، وَابْدَاْ بابآئِنا وَابْنآئِنا، وَجَميعِ اخْوانِنَا الْمُؤْمِنينَ فى جَميعِ ما سَئَلْناكَ لِأَنْفُسِنا، يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ، اللهُمَّ انَّا نَسْئَلُكَ بِاسْمِكَ الْعَظيمِ، وَمُلْكِكَ الْقَديمِ، انْ تُصَلِّىَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَانْ تَغْفِرَ لَنَا الذَّنْبَ الْعَظيمَ، انَّهُ لا يَغْفِرُ الْعَظيمَ الَّا الْعَظيمُ، اللهُمَّ وَهذا رَجَبُ الْمُكَرَّمُ الَّذى اكْرَمْتَنا بِهِ، اوَّلُ اشْهُرِ الْحُرُمِ، اكْرَمْتَنا بِهِ

ص: 443

مِنْ بَيْنِ الْأُمَمِ، فَلَكَ الْحَمْدُ يا ذَا الْجُودِ وَالْكَرَمِ، وَأَسْئَلُكَ بِهِ وَبِاسْمِكَ الْأَعْظَمِ الْأَعْظَمِ الْأَعْظَمِ، الْأَجَلِّ الْأَكْرَمِ، الَّذى خَلَقْتَهُ فَاسْتَقَرَّ فى ظِلِّكَ، فَلا يَخْرُجُ مِنْكَ الى غَيْرِكَ، انْ تُصَلِّىَ عَلى مُحَمَّدٍ وَاهْلِ بَيْتِهِ الطَّاهِرينَ، وَانْ تَجْعَلَنا مِنَ الْعامِلينَ فيهِ بِطاعَتِكَ، وَالْآمِلينَ فيهِ لِشَفاعَتِكَ، اللهُمَّ اهْدِنا الى سَوآءِ السَّبيلِ، وَاجْعَلْ مَقيلَنا عِنْدَكَ خَيْرَ مَقيلٍ، فى ظِلٍّ ظَليلٍ، وَمُلْكٍ جَزيلٍ، فَانَّكَ حَسْبُنا وَنِعْمَ الْوَكيلُ، اللهُمَّ اقْلِبْنا مُفْلِحينَ مُنْجِحينَ، غَيْرَ مَغْضُوبٍ عَلَيْنا وَلا ضآلّينَ، بِرَحْمَتِكَ يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ، اللهُمَّ انّى اسئَلُكَ بِعَزآئِمِ مَغْفِرَتِكَ، وَبِواجِبِ رَحْمَتِكَ، السَّلامَةَ مِنْ كُلِّ اثْمٍ، وَالْغَنيمَةَ مِنْ كُلِّ بِرٍّ، وَالْفَوْزَ بِالْجَنَّةِ، وَالنَّجاةَ مِنَ النَّارِ، اللهُمَّ دَعاكَ الدَّاعُونَ وَدَعَوْتُكَ، وَسَئَلَكَ السَّآئِلُونَ وَسَئَلْتُكَ، وَطَلَبَ الَيْكَ الطَّالِبُونَ وَطَلَبْتُ الَيْكَ، اللَّهُمَّ انْتَ الثِّقَةُ وَالرَّجآءُ، وَالَيْكَ مُنْتَهَى الرَّغْبَةِ وَالدُّعآءِ، اللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَاجْعَلِ الْيَقينَ فى قَلْبى وَالنُّورَ فى بَصَرى وَالنَّصيحَةَ فى صَدْرى وَذِكْرَكَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ عَلى لِسانى وَرِزْقاً واسِعاً غَيْرَ مَمْنُونٍ، وَلا مَحْظُورٍ فَارْزُقْنى وَبارِكْ لى فيما رَزَقْتَنى وَاجْعَلْ غِناىَ فى نَفْسى وَرَغْبَتى فيما عِنْدَكَ، بِرَحْمَتِكَ يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ.

ثمّ اسجد وقل مائة مرّة:

الْحَمْدُ للَّهِ الَّذى هَدانا لِمَعْرِفَتِهِ، وَخَصَّنا بِوِلايَتِهِ، وَوَفَّقَنا لِطاعَتِهِ، شُكْراً شُكْراً.

ثمّ ارفع رأسك من السجود وقل:

اللهُمَّ انّى قَصَدْتُكَ بِحاجَتى وَاعْتَمَدْتُ عَلَيْكَ بِمَسْئَلَتى وَتَوَجَّهْتُ الَيْكَ بِائِمَّتى وَسادَتى اللَّهُمَ انْفَعْنا بِحُبِّهِمْ، وَاوْرِدْنا مَوْرِدَهُمْ، وَارْزُقْنا مُرافَقَتَهُمْ، وَادْخِلْنَا الْجَنَّةَ فى زُمْرَتِهِمْ، بِرَحْمَتِكَ يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ (1).


1- البلد الأمين: ص 183.

ص: 444

اليوم السابع والعشرون:

يوم المبعث، وهو يوم شريف ومقدّس. فقد بعث رسول اللَّه صلى الله عليه و آله بالرسالة الإلهيّة حين كان الناس في جهل وضلال، وقد طمست آثار التوحيد وسادت الخرافات والانحرافات، ونسيت أهداف الأنبياء، وظهرت الوثنية، ووأد البنات، وانتشر الظلم والجور وسفك الدماء والسلب والنهب وهضم حقوق الضعفاء والفحشاء والمنكر الذي خيّم على الجزيرة العربية.

كما كان أهل سائر البلدان يعيشون الشرك وغياب العدل والقسط، وضاعت الفضائل والقيم، فبعث اللَّه محمّداً صلى الله عليه و آله في هذا العصر واصطفاه لهداية البشرية ليدعوها إلى التوحيد والعبودية، وينقذها من الشرك والجهل والضلال، ويفيض عليهم الإيمان والتقوى. وقد أحدث المبعث النبويّ هزّة عميقة في حياة المجتمع البشريّ، وثورة في روح الإنسان. والحريّ تسمية يوم مبعثه صلى الله عليه و آله بيوم التوحيد وإحياء القيم والمثل الإنسانية. وإكبار هذا اليوم وتخليد رسول الإسلام وعقد المجالس وإقامة الاحتفالات ومحافل الفرح والسرور هو في الواقع تجليل للأهداف النبيلة لذلك المعلّم الإنسانيّ وإعلان الالتزام بالتوحيد والنبوّة وجميع القيم التي حملها النبيّ صلى الله عليه و آله للمجتمع البشريّ.

وقد ذكر الإمام الصادق عليه السلام يوم المبعث على أنّه أشرف الأعياد(1). وقد ذكر الأعلام عدّة أعمال في هذا اليوم:

الأوّل: يستحبّ فيه الغسل (2).

الثاني: الصوم، فهذا اليوم أحد الأيّام الأربعة التي خُصّت بالصيام، وذكر لصومه فضل عظيم.

قال الإمام الصادق عليه السلام: «

مَنْ صَامَ يَومَ سَبْعَة وعِشْرين مِنْ رَجَب كَتَبَ اللَّهُ لَهُ أجْرَ صِيامِ سَبعينَ سَنَة»(3).

الثالث: الإكثار من الصلاة على محمّد وآل محمّد. قال الإمام الصادق عليه السلام: «

تَصُومُ فِيهِ وَتُكْثِرُ الصَّلاةَ عَلى مُحمّدٍ وآلِهِ»(4).

الرابع: زيارة النبيّ صلى الله عليه و آله وأميرالمؤمنين عليه السلام (5).


1- إقبال الأعمال: ص 673.
2- مصباح المتهجّد: ص 814.
3- إقبال الأعمال: ص 673.( كما ذكر عدّة روايات بهذا المضمون).
4- المصدر السابق: ص 674؛ زاد المعاد: ص 40.
5- زاد المعاد: ص 40.

ص: 445

الخامس: الصلاة اثنتي عشرة ركعة. قال الريّان بن الصلت: صام الإمام الجواد عليه السلام يوم النصف من رجب ويوم سبعة وعشرين منه لمّا كان ببغداد وصام جميع خدّامه، وأمرنا أن نصلّي الصلاة التي هي اثنتا عشرة ركعة (كلّ ركعتين بسلام) تقرأ في كلّ ركعة

الحمد

و

سورة

فإذا فرغت قرأت

الحمد

أربعاً و

التوحيد والمعوّذتين

أربعاً وتقول أربعاً:

لا الهَ الَّا اللَّهُ واللَّهُ اكْبَرُ، وَسُبْحانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ الَّا بِاللَّهِ الْعَلِىِّ الْعَظِيمِ واربعاً: اللَّهُ اللَّهُ رَبِّى لا اشْرِكُ بِهِ شَيْئاً وأربعاً: لا اشْرِكُ بِرَبّى احَداً(1).

السادس: اثنتا عشرة ركعة اخرى. روى الشيخ الطوسي عن الحسين بن روح قال: تصلّي في هذا اليوم اثنتي عشرة ركعة تقرأ في كلّ ركعة فاتحة الكتاب وما تيسّر من السور وتتشهّد وتسلّم بعد كلّ ركعتين وتقول:

الْحَمْدُ للَّهِ الَّذى لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَريكٌ فى الْمُلْكِ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِىٌّ مِنَ الذُّلِّ، وَكَبِّرْهُ تَكْبيراً، يا عُدَّتى فى مُدَّتى يا صاحِبى فى شِدَّتى يا وَليّى فى نِعْمَتى يا غِياثى فى رَغْبَتى يا نَجاحى فى حاجَتى يا حافِظى فى غَيْبَتى يا كافِىَّ (كافِىَ) فى وَحْدَتى يا انْسى فى وَحْشَتى انْتَ السَّاتِرُ عَوْرَتى فَلَكَ الْحَمْدُ، وَانْتَ الْمُقيلُ عَثْرَتى فَلَكَ الْحَمْدُ، وَانْتَ الْمُنْعِشُ صَرْعَتى فَلَكَ الْحَمْدُ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاسْتُرْ عَوْرَتى وَآمِنْ رَوْعَتى وَاقِلْنى عَثْرَتى وَاصْفَحْ عَنْ جُرْمى وَتَجاوَزْ عَنْ سَيِّئاتى فى اصْحابِ الْجَنَّةِ، وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذى كانُوا يُوعَدُونَ.

فإذا فرغت من الصلاة والدعاء قرأت

الحمد والإخلاص والمعوّذتين والكافرون والقدر وآية الكرسيّ

سبع مرّات ثمّ تقول سبعاً:

لا الهَ الَّا اللَّهُ واللَّهُ اكْبَرُ، وَسُبْحانَ اللَّهِ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ الَّا بِاللَّهِ وسبعاً: اللَّهُ اللَّهُ رَبِّى لا اشْرِكُ بِهِ شَيْئاً؛ وتدعو بما أحببت (2).


1- مصباح المتهجّد: ص 814؛ زاد المعاد: ص 40.
2- مصباح المتهجّد: ص 816؛ إقبال الأعمال: ص 676.( وقال رويت هذه الصلاة بسند معتبر عن الإمام صاحب الأمر عليه السلام« زاد المعاد: ص 40»).

ص: 446

السابع: الدعاء الذي دعا به موسى بن جعفر عليهما السلام يوم انطلقوا به نحو بغداد في يوم 27 رجب سنة 179 ه:

يا مَنْ امَرَ بِالْعَفْوِ وَالتَّجاوُزِ، وَضَمَّنَ نَفْسَهُ الْعَفْوَ وَالتَّجاوُزَ، يا مَنْ عَفى وَتَجاوَزَ، اعْفُ عَنّى وَتَجاوَزْ يا كَريمُ، اللهُمَّ وَقَدْ اكْدَى الطَّلَبُ، وَاعْيَتِ الْحيلَةُ وَالْمَذْهَبُ، وَدَرَسَتِ الْأمالُ، وَانْقَطَعَ الرَّجآءُ الَّا مِنْكَ، وَحْدَكَ لا شَريكَ لَكَ، اللهُمَّ انّى اجِدُ سُبُلَ الْمَطالِبِ الَيْكَ مُشْرَعَةً، وَمناهِلَ الرَّجآءِ لَدَيْكَ مُتْرَعَةً، وابْوابَ الدُّعآءِ لِمَنْ دَعاكَ مُفتَّحَةً، وَالْإِسْتِعانَةَ لِمَنِ اسْتَعانَ بِكَ مُباحَةً، وَاعْلَمُ انَّكَ لِداعيكَ بِمَوْضِعِ اجابَةٍ، وَلِلصَّارِخِ الَيْكَ بِمَرْصَدِ اغاثَةٍ، وَانَّ فِى اللَّهْفِ الى جُودِكَ، وَالضِّمانِ بِعِدَتِكَ عِوَضاً مِنْ مَنْعِ الْباخِلينَ، وَمَنْدُوحَةً عَمَّا فى ايْدِى الْمُسْتَاْثِرينَ، وَانَّكَ لا تَحْتَجِبُ عَنْ خَلْقِكَ الَّا انْ تَحْجُبَهُمُ الْأَعْمالُ دُونَكَ، وَقَدْ عَلِمْتُ انَّ افْضَلَ زادِ الرَّاحِلِ الَيْكَ عَزْمُ ارادَةٍ يَخْتارُكَ بِها، وَقَدْ ناجاكَ بِعَزْمِ الْإِرادَةِ قَلْبى وَاسْئَلُكَ بِكُلِّ دَعْوَةٍ دَعاكَ بِها راجٍ بَلَّغْتَهُ امَلَهُ، اوْصارِخٌ الَيْكَ اغَثْتَ صَرْخَتَهُ، اوْ مَلْهُوفٌ مَكْرُوبٌ فَرَّجْتَ كَرْبَهُ، اوْ مُذْنِبٌ خاطِئٌ غَفَرْتَ لَهُ، اوْ مُعافىً اتْمَمْتَ نِعْمَتَكَ عَلَيْهِ، اوْ فَقيرٌ اهْدَيْتَ غِناكَ الَيْهِ، وَلِتِلْكَ الدَّعْوَةِ عَلَيْكَ حَقٌّ، وَعِنْدَكَ مَنْزِلَةٌ، الَّا صَلَّيْتَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَقَضَيْتَ حَوائِجى حَوائِجَ الدُّنْيا وَالْأخِرَةِ، وَهذا رَجَبٌ الْمُرَجَّبُ الْمُكَرَّمُ، الَّذى اكْرَمْتَنا بِهِ، اوَّلُ اشْهُرِ الْحُرُمِ، اكْرَمْتَنا بِهِ مِنْ بَيْنِ الْأُمَمِ، يا ذَاالْجُودِ وَالْكَرَمِ، فَنَسْئَلُكَ بِهِ وَبِاسْمِكَ الْأَعْظَمِ الْأَعْظَمِ الْأَعْظَمِ، الْأَجَلِّ الْأَكْرَمِ، الَّذى خَلَقْتَهُ فَاسْتَقَرَّ فى ظِلِّكَ، فَلا يَخْرُجُ مِنْكَ الى غَيْرِكَ، انْ تُصَلِّىَ عَلى مُحَمَّدٍ وَاهْلِ بَيْتِهِ الطَّاهِرينَ، وَتَجْعَلَنا مِنَ الْعامِلينَ فيهِ بِطاعَتِكَ، وَالْآمِلينَ فيهِ بِشَفاعَتِكَ، اللهُمَّ وَاهْدِنا الى سَوآءِ السَّبيلِ، وَاجْعَلْ مَقيلَنا عِنْدَكَ خَيْرَ مَقيلٍ فى ظِلٍّ ظَليلٍ، فَانَّكَ حَسْبُنا وَنِعْمَ الوَكيلُ، وَالسَّلامُ عَلى عِبادِهِ الْمُصْطَفَيْنَ، وَصَلاتُهُ

ص: 447

عَلَيْهِمْ اجْمَعينَ، اللهُمَّ وَبارِكْ لَنا فى يَوْمِنا هذَا الَّذى فَضَّلْتَهُ، وَبِكَرامَتِكَ جَلَّلْتَهُ، وَبِالْمَنْزِلِ الْعَظيمِ الْأَعْلى انْزَلْتَهُ، صَلِّ عَلى مَنْ فيهِ الى عِبادِكَ ارْسَلْتَهُ، وَبِالْمَحَلِّ الْكَريمِ احْلَلْتَهُ، اللهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ صَلاةً دآئِمَةً تَكُونُ لَكَ شُكْراً، وَلَنا ذُخراً، وَاجْعَلْ لَنا مِنْ امْرِنا يُسْراً، وَاخْتِمْ لَنا بِالسَّعادَةِ الى مُنْتَهى آجالِنا، وَقَدْ قَبِلْتَ الْيَسيرَ مِنْ اعْمالِنا، وَبَلَّغْنا بِرَحْمَتِكَ افْضَلَ آمالِنا، انَّكَ عَلى كُلِّ شَىْ ءٍ قَديرٌ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَسَلَّمَ (1).

- چ چ-

اليوم الأخير من الشهر:

يصلّي فيه صلاة سلمان (التي مضت كيفيّتها في أعمال اليوم الأوّل من رجب، ص 431). وصومه له فضل عظيم. قال الإمام الرضا عليه السلام: «

مَنْ صَامَ يَوْمَ الثَلاثِين مِن رَجَب غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَما تَأَخَّرَ»(2).-

چ چ-


1- مصباح المتهجّد: ص 814؛ إقبال الأعمال: ص 677؛ زاد المعاد: ص 41( باختلاف يسير).
2- إقبال الأعمال: ص 682.

ص: 448

الفصل الثامن: شهر شعبان المعظم

تقويم هذا الشهر:

الثالث من شعبان:

ولادة الإمام الحسين عليه السلام.

قال الشيخ الطوسيّ في المصباح إنّ ولادته عليه السلام- كما جاء عن الإمام العسكريّ عليه السلام- يوم الخميس الثالث من شعبان (1) (السنة الثالثة للهجرة).

الرابع من شعبان:

ولادة أبو الفضل العباس عليه السلام على قول. (سنة 26 ه)(2).

الخامس من شعبان:

ولادة الإمام زين العابدين عليه السلام على قول. (سنة 38 ه)(3).

الخامس عشر منه:

ولادة إمام العصر والزمان (عجّل اللَّه تعالى فرجه الشريف) في سامراء سنة 255 ه(4).

فضل شهر شعبان:

شهر شعبان أحد أشرف الشهور الإسلاميّة الذي تعطّر بولادة سيّد شهداء كربلاء الإمام الحسين عليه السلام (في الثالث منه) ومولد بقية اللَّه المهديّ المنتظر عليه السلام (في النصف منه). وكفى هذا الشهر فضلًا أنّه سمِّي بشهر النبيّ صلى الله عليه و آله. وكان رسول اللَّه صلى الله عليه و آله إذا رأى هلال شعبان أمر منادياً ينادي في المدينة: «

ألا إنَّ شَعْبانَ شَهْرِي فَرَحِمَ اللَّهُ مَن أعانَنِي على شَهْرِي

»، أي يصومه (5).


1- مصباح المتهجّد: ص 826.
2- زندگانى حضرت ابوالفضل العباس عليه السلام( بالفارسيّة): ص 22.
3- بحار الأنوار: ج 46، ص 14 ذكر جماعة من الأعلام أنّ ولادته في النصف من جمادي الاولى واخرى النصف من جمادي الآخرة. راجع بحار الأنوار: ج 46، ص 12- 15.
4- بحار الأنوار: ج 51، ص 4 و 19 و 23 و 28.
5- مصباح المتهجّد: ص 825.

ص: 449

وقد روى المرحوم المحدّث القمي رواية في فضل الأوّل من شعبان عن تفسير الإمام الحسن العسكريّ عليه السلام تتعلق في الواقع بشهر شعبان، والرواية عميقة المعنى وطويلة وقد لخّصها، ونحن نلخّصها أيضاً لعدم الإطالة، وخلاصة الرواية:

إنّ أميرالمؤمنين عليه السلام مرّ على قوم من أخلاط المسلمين وهم قعود في بعض المساجد في أوّل يوم من شعبان وهم يخوضون في أمر القدر وغيره وقد ارتفعت أصواتهم، فقال عليه السلام: «

يا مَعَاشِرَ المُتَكَلِّمِينَ فِيما لَايَعْنِيْهِم، هذا يَوْمُ غُرَّةِ شَعْبان سَمَّاهُ رَبُّنا شَعْبانَ لَتَشَعُّبِ الخَيْراتِ فيه، وشُعَبُ خَيْراتِه الصّلاةُ والزّكاةُ والأمْرُ بالمَعْروفِ والنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ وبِرُّ الوَالِدَيْنِ والقَراباتِ والجِيْرانِ وإصْلاحُ ذاتِ البَيْنِ والصَّدَقَةُ عَلَى الفُقَراءِ والمَساكِينِ

». ثمّ أشار عليه السلام إلى حديث عن النبيّ صلى الله عليه و آله وخلاصته:

«إذا كانَ أوَّلُ يَوْمٍ مِن شَعْبانَ يأمُرُ اللَّهُ بابَ الجَنَّةِ فَتُفْتَحُ وَيأمُرُ شَجَرَةُ طُوبى (1) فَتُدْنِي أغْصَانَها مِن

هذه الدُّنْيا، ثُمَّ يُنادِي مُنادي رَبِّنا عزَّوجَلّ: يا عِبادَ اللَّهِ هذِه أغْصَانُ شَجَرَةِ طُوبى فَتَعَلَّقُوا بِها لِتَرْفَعَكُمْ إلى الجَنَّةِ، وهذِه أغْصانُ شَجَرَةِ الزّقّومِ فَإيّاكُم وَإيّاها لَاتُؤَدِّ بِكُم إلى الجَحِيمِ

». ثمّ قال صلى الله عليه و آله: «

فَوَالَّذِي بَعَثَنِي بالحَقِّ نَبِيّاً إنّ مَنْ تَعاطى باباً مِنَ الخَيْرِ في هذا اليَومِ فَقَد تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ مِن أغْصانِ شَجَرَةِ طُوبى فَهُوَ مُؤَدٍّ بِه إلى الجَنَّةِ

». ثمّ تعرّض صلى الله عليه و آله لبعض نماذج التعلّق بغصون شجرة طوبى فقال صلى الله عليه و آله: «

فَمَنْ تَطَوَّع بِصَلاةٍ

(بالإضافة إلى الفرائض)

فِي هذا اليَوْمِ فَقَدْ تَعَلَّقَ مِنْهُ بِغُصْنٍ، وَمَنْ صامَ أو أصْلَحَ بَيْنَ الْمَرْءِ وزَوْجِهِ والوَالِدِ ووَلَدِه والقَرِيبِ وقَرِيبِهِ والجَارِ وجَارِه فَقَدْ تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ مِنهُ، ومَن خَفَّفَ مِن مُعْسِرٍ دَيْنَهُ أو حَطَّ عَنهُ أو أدّى دَيْناً أو كَفَلَ يَتِيماً أو كَفَّ سَفِيهاً عَنْ عِرْضِ مُؤمِنٍ أو تَلا القُرآنَ أو ذَكَرَ اللَّهَ ونَعْماءَهُ لِيَشْكُرَهُ أو عادَ مَرِيضاً أو بَرَّ فِيه وَالِدَيْهِ أو أحَدَهُما أو شَيَّعَ جَنازَةً أو فَعَل شَيْئاً مِن سائِرِ أبْوابِ الخَيْرِ في هذا اليَومِ فَقَدْ تَعَلَّقَ مِنْهُ بِغُصْنٍ

». ثمّ قال صلى الله عليه و آله: «

والّذِي بَعَثَنِي بالحَقِّ نَبِيّاً، أنّ مَنْ تَعاطى باباً مِنَ الشَّرِّ والعِصْيانِ في هذا اليَوْمِ فَقَدْ تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ مِن أغْصانِ الزَّقُّومِ فَهُوَ مُؤَدٍّ بهِ إلى النّار، فَمَنْ قَصَّر في الصَّلاةِ المَفْروضَةِ وضَيَّعَها أو جاءَه في هذا اليَومِ فَقِيرٌ ضَعِيفٌ يُعْرَفُ مِن سُوءِ حَالِه وَهُوَ يَقْدِرُ على تَغْييرِ حَالِهِ فَتَرَكَهُ ولَمْ يأخُذْ بِيَدِهِ، أوِ اعْتَذَرَ إلَيهِ مُسِيئٌ فَلَم يَعْذِرْهُ، أو ضَرَب بين


1- حسب بعض الروايات طوبى شجرة في الجنّة وأصلها في بيت رسول اللَّه صلى الله عليه و آله وغصونها في بيوت المؤمنين وفيها كلّ ما يرغب به أهل الجنّة.( بحار الأنوار: ج 8، ص 117 و 118). والزقوم بتصريح القرآن( سورة الصافات: الآية 62- 66) شجرة في جهنم للظالمين.

ص: 450

المَرْءِ وزَوْجِه أو الوَالِد وولده أو الأخِ وأخِيهِ أو القَريبِ وقَريبِه أو بَيْنَ جارَيْنِ، أو شَدَّدَ على مُعْسِرٍ أو كانَ عَلَيهِ دَيْنٌ فَأَنْكَرَهُ، أو جَفَا يَتِيماً وآذَاهُ، أو تَغَنّى بِغِناءٍ يَبْعَثُ فِيه على المَعاصِي، أو قَعَدَ يُعَدِّدُ قَبائِحَه وأنواعَ ظُلْمِهِ لِعِبادِ اللَّهِ أو كانَ جَارُهُ مرِيضاً فَتَرَكَ عَيادَتَهُ أو عَقَّ والِدَيْهِ أو أحَدَهُما أو ... فَقَد تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ مِن شَجَرَةِ الزّقّومِ الّتي تُؤَدِّي بهِ إلى النّارِ»(1).

فقد بيّن هذا الحديث الشريف العميق المعنى طرق السعادة والشقاء بذكر مثال معنويّ وشخّص طرق تهذيب النفس وخدمة الخلق والعبودية للخالق في هذا الشهر، كما حذّر من أسباب البؤس والشقاء والحرمان من السعادة التي تفتح الطريق في سائر الشهور لا سيّما الانطلاقة في شهر شعبان نحو الخير والإحسان.

أعمال شهر شعبان

اشارة

أعمال شهر شعبان على نوعين:

الأعمال المشتركة لهذا الشهر:

1. الصوم؛ من المستحبّات المؤكّدة الصوم في هذا الشهر، حيث كان رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يوصل صومه إلى شهر رمضان المبارك (2). وقد وردت عدّة روايات في صوم شهر شعبان منها:

أ) قال النبيّ صلى الله عليه و آله: «

شَعبانُ شَهْري وَرَمضانُ شَهرُ اللَّهِ فَمَنْ صامَ يَوماً مِنْ شَهرِي كُنتُ شَفِيعَهُ يَومَ القِيامةِ وَمَنْ صَامَ يَومينِ مِنْ شَهري غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقدّمَ مِنْ ذَنبِهِ وَمَن صَامَ ثَلاثةَ أيّامٍ مِنْ شَهرِي قِيلَ لَهُ (طَهُرْتَ مِن ذُنوبِك) استأنِفِ العمَل»(3).

ب) عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: «

كانَ السّجّادُ عليه السلام إذا دَخَلَ شَعْبانُ جَمَعَ أصْحابَهُ وقال عليه السلام:

«ياأصْحابي أتَدْرُونَ ما هذا الشَّهْر؟ هذا شَهْرُ شَعْبَان، وكانَ النَّبيُّ صلى الله عليه و آله يَقُولُ: هذا شَهْرِي، فَصُوموا هذا الشَّهْرَ حُبّاً لِنَبِيِّكُمْ وَتَقَرُّباً إلى رَبِّكُم أُقْسِمُ بِمَنْ نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ سَمِعتُ أبي الحُسَيْن عليه السلام يقولُ: سَمِعْتُ أمِيرَالمُؤمِنينَ عليه السلام يَقولُ: مَنْ صَامَ شَعْبانَ حُبّاً لِرَسولِ اللَّه صلى الله عليه و آله وتَقَرُّباً إلى اللَّهِ أحَبَّهُ اللَّهُ وقَرَّبَهُ إلى


1- تفسير الإمام الحسن العسكري عليه السلام: ص 635( في تفسير الآية 282 من سورة البقرة).
2- إقبال الأعمال: ص 684.
3- المصدر السابق.

ص: 451

كَرامَتِه يَوْمَ القِيَامَةِ وأوْجَبَ لَه الجَنَّةَ»(1).

ج) قال صفوان الجمّال: قال لي الصادق عليه السلام: «

حُثَّ مَنْ فِي ناحِيَتِك على صَوْمِ شَعْبان

». فقلت:

جُعِلت فِداك، ترى فيه شيئاً؟ فقال: «

نَعَمْ إنَّ رَسولَ اللَّه صلى الله عليه و آله كان إذا رأى هِلالَ شَعْبانَ أمَرَ مُنادِياً يُنادِي فِي المَدِينَةِ: يا أهْلَ يَثْرِبَ إنّي رَسولُ اللَّهِ إلَيْكُم، ألا إنّ شَعْبانَ شَهْري فَرَحِمَ اللَّهُ مَن أعانَنِي على شَهْرِي. ثُمّ قال عليه السلام: قال أمِيرُالمُؤمِنين عليه السلام: ما فَاتَنِي صَوْمُ شَعْبانَ مُنْذُ سَمِعْتُ مُنادِي رَسولِ اللَّه صلى الله عليه و آله يُنادِي في شَعْبان، ولَن يَفوتَنِي أيّامَ حَياتِي صَوْمُ شَعْبانَ إنْ شاءَاللَّهُ تَعالى»(2)

. (طبعاً يمكن صيام بعض الشهر لمن تعذّر عليه صيامه كلّه).

2. طبق رواية الصادق عليه السلام أن يقول في كلّ يوم سبعين مرّة:

اسْتَغْفِرُاللَّهَ وَاسْأَلُهُ التَّوْبَةَ(3).

3. أن يستغفر كلّ يوم سبعين مرّة قائلًا:

اسْتَغْفِرُاللَّهَ الَّذى لا الهَ الَّا هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحيمُ، الْحَيُّ الْقَيُّومُ، وَاتُوبُ الَيْهِ (4).

ويظهر من الروايات أنّ أفضل الأذكار في هذا الشهر الاستغفار، ومن استغفر كلّ يوم سبعين مرّة كمن استغفر في غيره سبعين ألف مرّة(5).

4. للصدقة ومساعدة الفقراء في هذا الشهر فضل عظيم. قال الراوي: قلت للصادق عليه السلام ما أفضل ما يفعل فيه؟ قال عليه السلام: «

الصَّدَقَةُ والاسْتِغْفارُ وَمَنْ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فِي شَعْبانَ رَبّاها اللَّهُ كَما يُرَبّي أحَدُكُم فَصِيلَهُ حتّى يُوافِي يَوْمَ القِيَامَةِ وقَد صارَ مِثْلَ أُحُد»(6).

وفي رواية عن الإمام الرضا عليه السلام: «

إنَّ الصَّدَقَةَ فِي هذا الشَّهْرِ أمانٌ مِن نَارِ جَهَنَّمَ»(7).

5. الصلاة على النبيِّ وآلهِ لها فضل عظيمٌ، عن الإمام الصادق عليه السلام: «

إنّ رَسولَ اللَّهِ صلى الله عليه و آله قال:

شَعْبانُ شَهْرِي فأكْثِروا فيه مِنَ الصَّلاةِ عليَّ»(8).

6. أن يقول في شعبان ألف مرّة:

لا الهَ الَّا اللَّهُ، وَلانَعْبُدُ الَّا ايَّاهُ، مُخْلِصينَ لَهُ الدّينَ، وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ

. ففي الحديث النبوىّ صلى الله عليه و آله: «

فَمَنْ فَعَلَ ذلِكَ خَرَج مِنْ قَبْرِه يَوْمَ القِيَامَةِ وَوَجْهُهُ يَتَلَألَأُ مِثْلَ القَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ»(9).


1- زاد المعاد: ص 47.
2- إقبال الأعمال: ص 683؛ مصباح المتهجّد: ص 825.
3- زادالمعاد: ص 49.
4- المصدر السابق.
5- المصدر السابق.
6- إقبال الأعمال: ص 685.
7- زاد المعاد: ص 47.
8- المصدر السابق: ص 49.
9- إقبال الأعمال: ص 685.

ص: 452

7. أن يصلّي في كلّ خميس من شعبان ركعتين يقرأ في كلّ ركعة

فاتحة الكتاب

مرّة و

التوحيد

مرّة فإذا سلّم صلّى على النبيّ وآله مائة مرّة حيث ورد عن أميرالمؤمنين عليه السلام أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله قال:

«مَنْ صَلّاها قَضى اللَّهُ لَهُ كُلَّ حَاجَةٍ مِنْ امورِ دِينِهِ وَدُنْياهُ ومَنْ صَامَهُ حَرَّم اللَّهُ جَسَدَهُ على النّارِ

». وقال صلى الله عليه و آله في هذه الرواية: «

تَتَزَيَّنُ السَّماواتُ فِي كُلِّ خَمِيسٍ مِنْ شَعْبانَ فَتَقولُ المَلائِكَةُ: إلهَنا اغْفِرْ لِصائِمِه وَأجِبْ دُعاءَهُ»(1).

يدعو عند كلّ زوال من أيّام شعبان وفي ليلة النصف منه بهذا الدعاء الوارد عن الإمام السجاد عليه السلام:

اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، شَجَرَةِ النُّبُوَّةِ، وَمَوْضِعِ الرِّسالَةِ، وَمُخْتَلَفِ الْمَلائِكَةِ، وَمَعْدِنِ الْعِلْمِ، وَاهْلِ بَيْتِ الْوَحْىِ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، الْفُلْكِ الْجارِيَةِ فِى اللُّجَجِ الْغامِرَةِ، يَأْمَنُ مَنْ رَكِبَها، وَيَغْرَقُ مَنْ تَرَكَهَا، الْمُتَقَدِّمُ لَهُمْ مارِقٌ، وَالْمُتَاخِّرُ عَنْهُمْ زاهِقٌ، وَاللّازِمُ لَهُمْ لاحِقٌ، اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، الْكَهْفِ الْحَصينِ، وَغِياثِ الْمُضْطَرِّ الْمُسْتَكينِ، وَمَلْجَأِ الْهارِبينَ، وَعِصْمَةِ الْمُعْتَصِمينَ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، صَلاةً كَثيرَةً تَكُونُ لَهُمْ رِضاً، وَلِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ادآءً وَقَضآءً، بِحَوْلٍ مِنْكَ وَقُوَّةٍ يا رَبَّ الْعالَمينَ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، الطَّيِّبينَ الْأَبْرارِ الْأَخْيارِ، الَّذينَ اوْجَبْتَ حُقُوقَهُمْ، وَفَرَضْتَ طاعَتَهُمْ وَوِلايَتَهُمْ، اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاعْمُرْ قَلْبى بِطاعَتِكَ، وَلا تُخْزِنى بِمَعْصِيَتِكَ، وَارْزُقْنى مُواساةَ مَنْ قَتَّرْتَ عَلَيْهِ مِنْ رِزْقِكَ، بِما وَسَّعْتَ عَلَىَّ مِنْ فَضْلِكَ، وَنَشَرْتَ عَلَىَّ مِنْ عَدْلِكَ، وَاحْيَيْتَنى تَحْتَ ظِلِّكَ، وَهذا شَهْرُ نَبِيِّكَ سَيِّدِ رُسُلِكَ، شَعْبانُ الَّذى حَفَفْتَهُ مِنْكَ بِالرَّحْمَةِ وَالرِّضْوانِ، الَّذى كانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ والِه وَسَلَّمَ، يَدْابُ فى صِيامِهِ وَقِيامِهِ، فى لَياليهِ وَايَّامِهِ، بُخُوعاً لَكَ فى اكْرامِهِ وَاعْظامِهِ الى مَحَلِّ حِمامِهِ،


1- إقبال الأعمال: ص 688.

ص: 453

اللهُمَّ فَاعِنَّا عَلَى الْإِسْتِنانِ بِسُنَّتِهِ فيهِ، وَنَيْلِ الشَّفاعَةِ لَدَيْهِ، اللهُمَّ وَاجْعَلْهُ لى شَفيعاً مُشَفَّعاً، وَطَريقاً الَيْكَ مَهْيَعاً، وَاجْعَلْنى لَهُ مُتَّبِعاً، حَتّى الْقاكَ يَوْمَ الْقِيمَةِ عَنّى راضِياً، وَعَنْ ذُنُوبى غاضِياً، قَدْ اوْجَبْتَ لى مِنْكَ الرَّحْمَةَ وَالرِّضْوانَ، وَانْزَلْتَنى دارَ الْقَرارِ، وَمَحَلَّ الْأَخْيارِ(1).

9.

المناجاة الشعبانيّة

قال المرحوم السيّد ابن طاووس في الإقبال: وهي مناجاة أميرالمؤمنين و الأئمّة من ولده- عليهم آلاف التحيّة والسلام- وكانوا يدعون بها في شهر شعبان. ويظهر من هذه العبارة مدى أهميّة هذه المناجاة التي واظب عليها أئمّة العصمة عليهم السلام كما أنّ مطالعتها تكشف عن أهميتها الفائقة، فهي في الواقع دورة تعكس العرفان الإسلاميّ في أعلى مستوياته، ولو طبّق الإنسان باطنياً مفاهيم هذه المناجاة العظيمة، لطوى مقامات طويلة في السير والسلوك إلى اللَّه. والمهمّ تمعّن كلّ فقرة منها وتعبيراتها اللطيفة، ومن ثمّ تكييف الروح والفكر مع هذه العبارات. نسأل اللَّه أن يجعلنا جميعاً من أهل هذه المناجاة والمتخلّقين بها:

اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاسْمَعْ دُعائى اذا دَعَوْتُكَ، وَاسْمَعْ نِدائى اذا نادَيْتُكَ، وَاقْبِلْ عَلىَّ اذا ناجَيْتُكَ، فَقَدْ هَرَبْتُ الَيْكَ، وَوَقَفْتُ بَيْنَ يَدَيْكَ مُسْتَكيناً لَكَ، مُتَضرِّعاً الَيْكَ، راجِياً لِما لَدَيْكَ ثَوابى وَتَعْلَمُ ما فى نَفْسى وَتَخْبُرُ حاجَتى وَتَعْرِفُ ضَميرى وَلا يَخْفى عَلَيْكَ امْرُ مُنْقَلَبى وَمَثْواىَ، وَما اريدُ انْ ابْدِئَ بِهِ مِنْ مَنْطِقى واتَفَوَّهُ بِهِ مِنْ طَلِبَتى وَارْجُوهُ لِعاقِبَتى (2)، وَقَدْ جَرَتْ مَقاديرُكَ عَلَىَ يا سَيِّدى فيما يَكُونُ مِنّى الى آخِرِ عُمْرى مِنْ سَريرَتى وَعَلانِيَتى وَبِيَدِكَ لا بِيَدِ غَيْرِكَ زِيادَتى وَنَقْصى وَنَفْعى وَضَرّى الهى انْ حَرَمْتَنى فَمَنْ ذَا الَّذى يَرْزُقُنى وَانْ خَذَلْتَنى فَمَنْ ذَا الَّذى يَنْصُرُنى الهى اعُوذُ بِكَ مِنَ غَضَبِكَ


1- مصباح المتهجّد: ص 828؛ إقبال الأعمال: ص 687( باختلاف يسير).
2- في إقبال الأعمال« لعافيتي».

ص: 454

وَحُلُولِ سَخَطِكَ، الهى انْ كُنْتُ غَيْرَ مُسْتَاْهِلٍ لِرَحْمَتِكَ، فَانْتَ اهْلٌ انْ تَجُودَ عَلىَّ بِفَضْلِ سِعَتِكَ، الهى كَانّى بِنَفْسى واقِفَةٌ بَيْنَ يَدَيْكَ، وَقَدْ اظَلَّها حُسْنُ تَوَكُّلى عَلَيْكَ، فَقُلْتَ ما انْتَ اهْلُهُ وَتَغَمَّدْتَنى بِعَفْوِكَ، الهى انْ عَفَوْتَ فَمَنْ اوْلى مِنْكَ بِذلِكَ، وَانْ كانَ قَدْ دَنا اجَلى وَلَمْ يُدْنِنى مِنْكَ عَمَلى فَقَدْ جَعَلْتُ الْإِقْرارَ بِالذَّنْبِ الَيْكَ وَسيلَتى الهى قَدْ جُرْتُ عَلى نَفْسى فِى النَّظَرِ لَها، فَلَهَاالْوَيْلُ انْ لَمْ تَغْفِرْ لَها، الهى لَمْ يَزَلْ بِرُّكَ عَلَىَّ ايَّامَ حَياتى فَلا تَقْطَعْ بِرَّكَ عَنّى فى مَماتى الهى كَيْفَ آيَسُ مِنْ حُسْنِ نَظَرِكَ لى بَعْدَ مَماتى وَانْتَ لَمْ تُوَلِّنى الَّا الْجَميلَ فى حَياتى الهى تَوَلَّ مِنْ امْرى ما انْتَ اهْلُهُ، وَعُدْ عَلَىَّ بِفَضْلِكَ عَلى مُذْنِبٍ قَدْ غَمَرَهُ جَهْلُهُ، الهى قَدْ سَتَرْتَ عَلَىَّ ذُنُوباً فِى الدُّنْيا، وَا نَا احْوَجُ الى سَتْرِها عَلَىَّ مِنْكَ فى الْأُخْرى الهى قَدْ احْسَنْتَ الَىَّ اذْ لَمْ تُظْهِرْها لِأَحَدٍ مِنْ عِبادِكَ الصَّالِحينَ، فَلاتَفْضَحْنى يَوْمَ الْقِيمَةِ عَلى رُؤُسِ الْأَشْهادِ، الهى جُودُكَ بَسَطَ امَلى وَعَفْوُكَ افْضَلُ مِنْ عَمَلى الهى فَسُرَّنى بِلِقآئِكَ يَوْمَ تَقْضى فيهِ بَيْنَ عِبادِكَ، الهى إِعْتِذارى الَيْكَ اعْتِذارُ مَنْ لَمْ يَسْتَغْنِ عَنْ قَبُولِ عُذْرِهِ، فَاقْبَلْ عُذْرى يا اكْرَمَ مَنِ اعْتَذَرَ الَيْهِ الْمُسيئُونَ، الهى لا تَرُدَّ حاجَتى وَلا تُخَيِّبْ طَمَعى وَلا تَقْطَعْ مِنْكَ رَجآئى وَامَلى الهى لَوْ ارَدْتَ هَوانى لَمْ تَهْدِنى وَلَوْ ارَدْتَ فَضيحَتى لَمْ تُعافِنى الهى ما اظُنُّكَ تَرُدُّنى فى حاجَةٍ قَدْ افْنَيْتُ عُمْرى فى طَلَبِها مِنْكَ، الهى فَلَكَ الْحَمْدُ ابَداً ابَداً دآئِماً سَرْمَداً، يَزيدُ وَلا يَبيدُ، كَما تُحِبُّ وَتَرْضى الهى انْ اخَذْتَنى بِجُرْمى اخَذْتُكَ بِعَفْوِكَ، وَانْ اخَذْتَنى بِذُنُوبى اخَذْتُكَ بِمَغْفِرَتِكَ، وَانْ ادْخَلْتَنىِ النَّارَ اعْلَمْتُ اهْلَها انّى احِبُّكَ، الهى انْ كانَ صَغُرَ فى جَنْبِ طاعَتِكَ عَمَلى فَقَدْ كَبُرَ فى جَنْبِ رَجآئِكَ امَلى الهى كَيْفَ انْقَلِبُ مِنْ عِنْدِكَ بِالْخَيْبَةِ مَحْرُوماً، وَقَدْ كانَ حُسْنُ ظَنّى بِجُودِكَ انْ تَقْلِبَنى

ص: 455

بِالنَّجاةِ مَرْحُوماً، الهى وَقَدْ افْنَيْتُ عُمْرى فى شِرَّةِ السَّهْوِ عَنْكَ، وَابْلَيْتُ شَبابى فى سَكْرَةِ التَّباعُدِ مِنْكَ، الهى فَلَمْ اسْتَيْقِظْ ايّامَ اغْتِرارى بِكَ، وَرُكُونى الى سَبيلِ سَخَطِكَ، الهى وَا نَا عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ، قائِمٌ بَيْنَ يَدَيْكَ، مُتَوَسِّلٌ بِكَرَمِكَ الَيْكَ، الهى انَا عَبْدٌ اتَنَصَّلُ الَيْكَ مِمَّا كُنْتُ اواجِهُكَ بِهِ مِنْ قِلَّةِ اسْتِحْيائى مِنْ نَظَرِكَ، وَاطْلُبُ الْعَفْوَ مِنْكَ، اذِ الْعَفْوُ نَعْتٌ لِكَرَمِكَ، الهى لَمْ يَكُنْ لى حَوْلٌ فَانْتَقِلَ بِهِ عَنْ مَعْصِيَتِكَ الَّا فى وَقْتٍ ايْقَظْتَنى لِمَحَبَّتِكَ، وَكَما ارَدْتَ انْ اكُونَ كُنْتُ، فَشَكَرْتُكَ بِادْخالى فى كَرَمِكَ، وَلِتَطْهيرِ قَلْبى مِنْ اوْساخِ الْغَفْلَةِ عَنْكَ، الهى انْظُرْ الَىَّ نَظَرَ مَنْ نادَيْتَهُ فَاجابَكَ، وَاسْتَعْمَلْتَهُ بِمَعُونَتِكَ فَاطاعَكَ، يا قَريبَاً لا يَبْعُدُ عَنِ المُغْتَرِّ بِهِ، وَيا جَواداً لايَبْخَلُ عَمَّنْ رَجا ثَوابَهُ، الهى هَبْ لى قَلْباً يُدْنيهِ مِنْكَ شَوْقُهُ، وَلِساناً يُرْفَعُ الَيْكَ صِدْقُهُ، وَنَظَراً يُقَرِّبُهُ مِنْكَ حَقُّهُ، الهى إنَّ مَنْ تَعَرَّفَ بِكَ غَيْرُ مَجْهُولٍ، وَمَنْ لاذَ بِكَ غَيْرُ مَخْذُولٍ، وَمَنْ اقْبَلْتَ عَلَيْهِ غَيْرُ مَمْلُوكٍ، الهى انَّ مَنِ انْتَهَجَ بِكَ لَمُسْتَنيرٌ، وَانَّ مَنِ اعْتَصَمَ بِكَ لَمُسْتَجيرٌ، وَقَدْ لُذْتُ بِكَ يا الهى فَلا تُخَيِّبْ ظَنّى مِنْ رَحْمَتِكَ، وَلا تَحْجُبْنى عَنْ رَاْفَتِكَ، الهى اقِمْنى فى اهْلِ وِلايَتِكَ مُقامَ مَنْ رَجَا الزِّيادَةَ مِنْ مَحَبَّتِكَ، الهى وَالْهِمْنى وَلَهاً بِذِكْرِكَ الى ذِكْرِكَ، وَهِمَّتى فى رَوْحِ نَجاحِ اسْمآئِكَ وَمَحَلِّ قُدْسِكَ، الهى بِكَ عَلَيْكَ الَّا الْحَقْتَنى بِمَحَلِّ اهْلِ طاعَتِكَ، وَالْمَثْوَى الصَّالِحِ مِنْ مَرْضاتِكَ، فَانّى لا اقْدِرُ لِنَفْسى دَفْعاً، وَلا امْلِكُ لَها نَفْعاً، الهى ا نَا عَبْدُكَ الضَّعيفُ الْمُذْنِبُ، وَمَمْلُوكُكَ الْمُنيبُ (1)، فَلا تَجْعَلْنى مِمَّنْ صَرَفْتَ عَنْهُ وَجْهَكَ، وَحَجَبَهُ سَهْوُهُ عَنْ عَفْوِكَ، الهى هَبْ لى كَمالَ الْإِنْقِطاعِ الَيْكَ، وَانِرْ ابْصارَ قُلُوبِنا بِضِيآءِ نَظَرِها الَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ ابْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ، فَتَصِلَ الى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ ارْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ


1- في نسخة إقبال الأعمال« الْمَعيبُ».

ص: 456

قُدْسِكَ، الهى وَاجْعَلْنى مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً، وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً، الهى لَمْ اسَلِّطْ عَلى حُسْنِ ظَنّى قُنُوطَ الْأَياسِ، وَلَا انْقَطَعَ رَجآئى مِنْ جَميلِ كَرَمِكَ، الهى انْ كانَتِ الْخَطايا قَدْ اسْقَطَتْنى لَدَيْكَ، فَاصْفَحْ عَنّى بِحُسْنِ تَوَكُّلى عَلَيْكَ، الهى انْ حَطَّتْنِى الذُّنُوبُ مِنْ مَكارِمِ لُطْفِكَ، فَقَدْ نَبَّهَنِى الْيَقينُ الى كَرَمِ عَطْفِكَ، الهى انْ انامَتْنِى الْغَفْلَةُ عَنِ الْإِسْتِعْدادِ لِلِقآئِكَ، فَقَدْ نَبَّهَتْنِى الْمَعْرِفَةُ بِكَرَمِ آلائِكَ، الهى انْ دَعانى الَى النَّارِ عَظِيمُ عِقابِكَ، فَقَدْ دَعانى الَى الْجَنَّةِ جَزيلُ ثَوابِكَ، الهى فَلَكَ اسْئَلُ، وَالَيْكَ ابْتَهِلُ وَارْغَبُ، اسْئَلُكَ انْ تُصَلِّىَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَانْ تَجْعَلَنى مِمَّنْ يُديمُ ذِكْرَكَ، وَلا يَنْقُضُ عَهْدَكَ، وَلايَغْفُلُ عَنْ شُكْرِكَ، وَلا يَسْتَخِفُّ بِامْرِكَ، الهى وَالْحِقْنى بِنُورِ عِزِّكَ الْأَبْهَجِ، فَاكُونَ لَكَ عارِفاً، وَعَنْ سِواكَ مُنْحَرِفاً، وَمِنْكَ خآئِفاً مُراقِباً، يا ذَا الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلى مُحَمَّدٍ رَسُولِهِ وَآلِهِ الطَّاهِرينَ، وَسَلَّمَ تَسْليماً كَثيراً(1). فهي من المناجاة الرائعة للأئمّة عليهم السلام ذات المضامين الرفيعة التي يمكن الدعاء بها في كلّ وقت من حضور القلب، وينبغي الاستغراق في مفاهيمها.

الأعمال الخاصّة بليالي وأيّام شهر شعبان:

الليلة الاولى:

وردت فيها صلوات كثيرة مذكورة في الإقبال ومنها اثنتا عشرة ركعة (تسلّم بعد كلّ ركعتين) تقرأ في كلّ ركعة سورة الحمد مرّة والتوحيد خمسة عشر مرّة، فلها عن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله ثواب عظيم (2).

اليوم الأوّل:

ويفضل صيامه فضلًا كثيراً. عن الإمام الصادق عليه السلام: «

مَن صَامَ يَوْمَ الأوَّلِ مِنْ


1- إقبال الأعمال: ص 685؛ بحار الأنوار: ج 91 ص 97( باختلاف يسير).
2- إقبال الأعمال: ص 683.

ص: 457

شَعْبان وَجَبَت له الجَنَّةُ»(1)

. وروى السيّد ابن طاووس في الإقبال عن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله قال: «

مَن صَامَ

ثَلاثَةَ أيّامٍ مِن أوَّلِ شَعْبانَ ويَقومُ لَيالِيها وصَلّى رَكْعَتَيْنِ كُلَّ رَكْعَةٍ بفاتِحَةِ الكِتَابِ مَرّةً وقُلْ هُوَ اللَّهُ أحَدٌ إحْدى عَشْرَة مَرّةً رَفَعَ اللَّهُ عَنْهُ شَرَّ أهْلِ السَّمواتِ وأهْلِ الأَرَضينَ وشَرَّ إبْلِيسَ وشَرَّ كُلِّ سُلطانٍ جائرٍ وغَفَر اللَّهُ لَهُ العَدِيدَ مِن ذُنوبِه»(2).

اليوم الثالث:

قال الشيخ الطوسي في المصباح: في هذا اليوم ولد الحسين بن عليّ عليهما السلام وخرج إلى أبي القاسم بن علاء الهمدانيّ، وكيل الإمام العسكري عليه السلام، أنّ مولانا الحسين عليه السلام ولد يوم الخميس لثلاث خلون من شعبان، فصُمه وادعُ بهذا الدعاء:

اللهُمَّ انّى اسْئَلُكَ بِحَقِّ الْمَوْلُودِ فى هذَا الْيَوْمِ، الْمَوْعُودِ بِشَهادَتِهِ قَبْلَ اْستِهْلالِهِ وَوِلادَتِهِ، بَكَتْهُ السَّمآءُ وَمَنْ فيها، وَالْأَرْضُ وَمَنْ عَلَيْها، وَلَمَّا يَطَأْ لابَتَيْها، قَتيلِ الْعَبْرَةِ، وَسَيِّدِ الْأُسْرَةِ، الْمَمْدُودِ بِالنُّصْرَةِ يَوْمَ الْكَرَّةِ، الْمُعَوَّضِ مِنْ قَتْلِهِ انَّ الْأَئِمَّةَ مِنْ نَسْلِهِ، وَالشِّفآءَ فى تُرْبَتِهِ، وَالْفَوْزَ مَعَهُ فى اوْبَتِهِ، والْأَوصِيآءَ مِنْ عِتْرَتِهِ، بَعْدَ قآئِمِهِمْ وَغَيْبَتِهِ، حَتّى يُدْرِكُوا الْأَوْتارَ، وَيَثْأَرُوا الثَّارَ، وَيُرْضُوا الْجَبَّارَ، وَيَكُونُوا خَيْرَ انْصارٍ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمْ، مَعَ اخْتِلافِ اللَّيلِ وَالنَّهارِ، اللهُمَّ فَبِحَقِّهِمْ الَيْكَ اتَوَسَّلُ، وَاسْئَلُ سُؤالَ مُقْتَرِفٍ مُعْتَرِفٍ، مُسيئٍ الى نَفْسِهِ مِمَّا فَرَّطَ فى يَوْمِهِ وَامْسِهِ، يَسْئَلُكَ الْعِصْمَةَ الى مَحَلِّ رَمْسِهِ، اللهُمَّ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعِتْرَتِهِ، وَاحْشُرْنا فى زُمْرَتِهِ، وَبَوِّئْنا مَعَهُ دارَ الْكَرامَةِ، وَمَحَلَّ الْإِقامَةِ، اللهُمَّ وَكَما اكْرَمْتَنا بِمَعْرِفَتِهِ فَاكْرِمْنا بِزُلْفَتِهِ، وَارْزُقْنا مُرافَقَتَهُ وَسابِقَتَهُ، وَاجْعَلْنا مِمَّنْ يُسَلِّمُ لِأَمْرِهِ، وَيُكْثِرُ الصَّلاةَ عَلَيْهِ عِنْدَ ذِكْرِهِ، وَعَلى جَميعِ اوْصِيآئِهِ وَاهْلِ اصْفِيآئِهِ، الْمَمْدُودينَ مِنْكَ بِالْعَدَدِ الْإِثْنَىْ عَشَرَ، النُّجُومِ الزُّهَرِ، وَالْحُجَجِ عَلى جَميعِ الْبَشَرِ، اللهُمَّ وَهَبْ لَنا فى هذَا الْيَوْمِ خَيْرَ مَوْهِبَةٍ، وَانْجِحْ لَنا فيهِ كُلَّ طَلِبَةٍ، كَما وَهَبْتَ


1- إقبال الأعمال: ص 685.
2- المصدر السابق: ص 684.

ص: 458

الْحُسَيْنَ لِمُحَمَّدٍ جَدِّهِ، وَعاذَ فُطْرُسُ بِمَهْدِهِ، فَنَحْنُ عائِذُونَ بِقَبْرِهِ مِنْ بَعْدِهِ، نَشْهَدُ تُرْبَتَهُ، وَننْتَظِرُ اوْبَتَهُ، آمينَ رَبَّ الْعالَمينَ (1).

ثمّ تدعو بعد ذلك بدعاء الحسين عليه السلام المعروف، وهو آخر دعائه عليه السلام يوم كثرت عليه أعداؤه وهو يوم عاشوراء:

اللهُمَّ انْتَ مُتَعالِى الْمَكانِ، عَظيمُ الْجَبَرُوتِ، شَديدُ الْمِحالِ، غَنِىٌّ عنِ الْخَلايِقِ، عَريضُ الْكِبْرِيآءِ، قادِرٌ عَلى ما تَشآءُ، قَريبُ الرَّحْمَةِ، صادِقُ الْوَعْدِ، سابِغُ النِّعْمَةِ، حَسَنُ الْبَلاءِ، قَريبٌ إذا دُعيتَ، مُحيطٌ بِما خَلَقْتَ، قابِلُ التَّوْبَةِ لِمَنْ تابَ الَيْكَ، قادِرٌ عَلى ما ارَدْتَ، وَمُدْرِكٌ ما طَلَبْتَ، وَشَكُورٌ اذا شُكِرْتَ، وَذَكُورٌ اذا ذُكِرْتَ، ادْعُوكَ مُحْتاجاً، وَارْغَبُ الَيْكَ فَقيراً، وَافْزَعُ الَيْكَ خآئِفاً، وَابْكى الَيْكَ مَكْرُوباً، وَاسْتَعينُ بِكَ ضَعيفاً، وَاتوَكَّلُ عَلَيْكَ كافِياً ....

ويشاهد ذيل هذا الدعاء عبارات ذات جانب خاصّ؛ حيث يقول الإمام الحسين عليه السلام: «

اللّهُمَّ احْكُمْ بَيْنَنَا وبَيْنَ قَوْمِنا بالحَقِّ (فقد دَعَونا وأعلَنوا نُصْرَتَنا) لكنَّهُم غَرُّونا وخَدَعُونا وخَذَلُونا وقَتَلُونا ونَحْنُ عِتْرَةُ نَبيِّك وَولْدُ حَبيبِك مُحَمَّدِ بنِ عبدِاللَّهِ صلى الله عليه و آله الَّذي اصْطَفَيْتَهُ بالرِّسالَةِ وائْتَمَنْتَهُ على وَحْيِك

»، ثمّ قال:

فَاجْعَلْ لَنا مِنْ امْرِنا فَرَجاً وَمَخْرَجاً، بِرَحْمَتِكَ يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ (2).

قال ابن عيّاش: سمعتُ الحسين بن عليّ البزوفريّ يقول: سمعت الصادق عليه السلام يدعو به في هذا اليوم وقال: هو من أدعية اليوم الثالث من شعبان وهو ميلاد الحسين عليه السلام (3).

الليلة الثالثة عشرة:

تسمّى الليلة الثالثة عشرة والرابعة عشرة والخامسة عشرة «الليالي البيض» وقد مضت أعمالها في شهر رجب (ص 432).

ليلة النصف من شعبان:

وهي ليلة بالغة الشرف وقد روي عن الإمام الصادق عليه السلام قال: «سُئِلَ الإمامُ الباقِرُ عليه السلام عن فَضْلِ لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبان؟ فقال عليه السلام: «

هِيَ أفْضَلُ اللَّيالِي بَعْدَ لَيْلَةِ القَدْرِ.


1- مصباح المتهجّد: ص 826؛ بحار الأنوار: ج 98، ص 347.
2- مصباح المتهجّد: ص 827؛ بحار الأنوار: ج 98، ص 348.
3- مصباح المتهجّد: ص 828.

ص: 459

فِيها يَمْنَحُ اللَّهُ العِبَادَ فَضْلَهُ وَيَغْفِرُ لَهُمْ بِمَنِّهِ فَاجْتَهِدُوا فِي القُرْبَةِ إلى اللَّهِ فيها فَإنَّها لَيْلَةٌ آلى اللَّهُ على نَفْسِهِ أن لا يَرُدَّ سائِلًا فيها مَا لَمْ يَسْأَلِ اللَّهَ الْمَعْصِيَةَ، وأنَّها اللّيلَةُ الّتي جَعَلَها اللَّهُ لَنا أهْلَ البَيْتِ بإزاءِ مَا جَعَلَ لَيْلَةَ القَدْرِ لِنَبِيِّنا صلى الله عليه و آله فَاجْتَهِدوا في دُعاءِ اللَّه والثَّناءِ عَلَيْهِ»(1)

. ومن عظيم بركات هذه الليلة المباركة أنّها ليلة ميلاد سلطان العصر وإمام الزمان- عجّل اللَّه تعالى فرجه الشريف- في سحرها سنة 255 ه في سُرّ مَن رأى، وهذا ما يزيد هذه الليلة شرفاً.

وقد ورد فيها أعمال:

الأوّل: الغسل، فإنّه يوجب تخفيف الذنوب كما في رواية الصادق عليه السلام (2).

الثاني: إحياؤها بالصلاة والدعاء والاستغفار. عن أميرالمؤمنين عليه السلام عن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله قال:

«إذا كَانَ ليلةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبانَ فَقُومُوا لِيلَها وَصُومُوا نَهارَها فإنَّ نِداءَ اللَّهِ يَأتي فِيها مِنَ السَّماء: ألا مُستَغفِرٌ فَأغْفِرُ لَهُ ألَا مُسْتَرْزِقٌ فَأرزُقُهُ»(3).

كما ورد في روايةٍ أنّ جبرئيل قال للنبيِّ صلى الله عليه و آله: «

مَنْ أحْياها بِتَسْبِيحٍ وتَهْلِيلٍ وتَكْبيرٍ ودُعاءٍ وصَلاةٍ واسْتِغْفارٍ و ... غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِه وما تَأخَّرَ وكانَت الجَنَّةُ لَهُ مَنْزِلًا ومَقِيلًا ... يا مُحَمَّدُ أحْيِها وَمُرْ أُمَّتَكَ بإحْيائِها

، ثمّ قال بعد أن بيّن فضائل هذه الليلة:

مَنْ حُرِمَ خَيْرَها- يا مُحَمَّد- فَقَدْ حُرِمَ الخَيْرَ والبَرَكَةَ»(4).

كما ورد عن زين العابدين عليه السلام إحياء هذه الليلة(5). كما جاء عن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله

أنّ قَلْبَ مَنْ

أحْياها لَنْ يَموتَ يَوْمَ تَموتُ القُلوبُ (6).

الثالث: زيارة الحسين عليه السلام وهي أفضل أعمال هذه الليلة، وتوجب غفران الذنوب (7). وقد وردت عدّة روايات في فضل هذه الزيارة منها:

1. روى أبو بصير عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: «

مَن أحَبَّ أن يُصَافِحَهُ مائَةُ ألفٍ وعِشْرُونَ ألْفَ نَبِيٍّ، فَلْيَزُرْ قَبْرَ الحُسَيْنِ عليه السلام في نِصْفِ شَعْبانَ، فإنَّ أرْواحَ النَّبِيِّينَ تَسْتَأذِنُ اللَّهَ تَعالى فِي زِيارَتِهِ فَيُؤذَنَ لَهُمْ»(8).


1- مصباح المتهجّد: ص 831؛ إقبال الأعمال: ص 695.
2- مصباح المتهجّد: ص 853؛ زاد المعاد: ص 59.
3- إقبال الأعمال: ص 701؛ بحار الأنوار: ج 95، ص 415.
4- إقبال الأعمال: ص 699.
5- زاد المعاد: ص 64.
6- إقبال الأعمال: ص 718.
7- مصباح المتهجّد: ص 830.
8- المصدر السابق؛ إقبال الأعمال: ص 710.

ص: 460

2. وقال الصادق عليه السلام: «

إذا كانَ النِّصْفُ مِن شَعْبَانَ نادى مُنادٍ مِنَ الأُفُقِ الأعْلى زائِري الحُسَين عليه السلام! إرْجِعوا مَغْفُوراً لَكُم، ثَوابُكُم على رَبِّكُم ومُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله نَبِيِّكُم (1). وأقلّ ما يُزارُ بِهِ تِلْكَ اللّيلَة

أن يَصْعَدَ الزائِرُ سَطْحاً مُرْتَفِعاً فَيَنْظُرُ يَمْنَةً وَيَسْرَةً ثُمَّ يَرْفَعُ رَأسَهُ إلى السَّماءِ ويُومِئُ بِإصْبَعِه إلى القِبْلَةِ ويقول:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبا عَبْدِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ»(2).

وهنالك زيارات خاصة ليلة النصف من شعبان مضت في قسم الزيارات (ص 273).

-*-*-*-

الرابع: أن يدعو بهذا الدعاء الذي رواه السيّد ابن طاووس والشيخ الطوسي وهو بمثابة زيارة للإمام الغائب عليه السلام:

اللَّهُمَّ بِحَقِّ لَيْلَتِنا هذِهِ وَمَوْلُودِها وَحُجَّتِكَ، وَمَوْعُودِهَا الَّتى قَرَنْتَ الى فَضْلِها فَضْلًا، فَتَمَّتْ كَلِمَتُكَ صِدْقاً وَعَدْلًا لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِكَ، وَلا مُعَقِّبَ لِأياتِكَ، نُورُكَ الْمُتَالِّقُ، وَضِيآؤُكَ الْمُشْرِقُ، وَالْعَلَمُ النُّورُ فى طَخْيآءِ الدَّيْجُورِ، الْغائِبُ الْمَسْتُورُ، جَلَّ مَوْلِدُهُ، وَكَرُمَ مَحْتِدُهُ، وَالْمَلائِكَةُ شُهَّدُهُ، وَاللَّهُ ناصِرُهُ وَمُؤَيِّدُهُ اذا آنَ ميعادُهُ، وَالْمَلائِكَةُ امْدادُهُ، سَيْفُ اللَّهِ الَّذى لا يَنْبُو، وَنُورُهُ الَّذى لا يَخْبُو، وَذُوالْحِلْمِ الَّذى لا يَصْبُوا، مَدارُ الدَّهْرِ، وَنَواميسُ الْعَصْرِ، وَوُلاةُ الْأَمْرِ، وَالْمُنَزَّلُ عَلَيْهِمْ ما يَتَنَزَّلُ فى لَيْلَةِ الْقَدْرِ، وَاصْحابُ الْحَشْرِ وَالنَّشْرِ، تَراجِمَةُ وَحْيِهِ، وَوُلاةُ امْرِهِ وَنَهْيِهِ، اللهُمَّ فَصَلِّ عَلى خاتِمِهْم وَقآئِمِهِمُ، الْمَسْتُورِ عَنْ عَوالِمِهِمْ، وَادْرِكْ بِنا أَيَّامَهُ، وَظُهُورَهُ وَقِيامَهُ، وَاجْعَلْنا مِنْ انْصارِهِ، وَاقْرِنْ ثارَنا بِثارِهِ، وَاكْتُبْنا فى اعْوانِهِ وَخُلَصآئِهِ، وَاحْيِنا فى دَوْلَتِهِ ناعِمينَ، وَبِصُحْبَتِهِ غانِمينَ، وَبِحَقِّهِ قآئِمينَ، وَمِنَ السُّوءِ سالِمينَ، يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ، وَالْحَمْدُللَّهِ رَبِّ الْعالَمينَ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلى


1- مصباح المتهجّد: ص 830؛ إقبال الأعمال: ص 710.
2- زاد المعاد: ص 60.

ص: 461

سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيّينَ وَالْمُرْسَلينَ، وَعَلى اهْلِ بَيْتِهِ الصَّادِقينَ، وَعِتْرَتِهَ النَّاطِقينَ، وَالْعَنْ جَميعَ الظَّالِمينَ، واحْكُمْ بَيْنَنا وَبَيْنَهُمْ يا احْكَمَ الْحاكِمينَ (1).

- چ چ-

الخامس: روى الشيخ الطوسي عن إسماعيل بن فضل الهاشميّ قال: علّمني الصادق عليه السلام هذا الدعاء لأدعو به ليلة النصف من شعبان:

اللهُمَّ انْتَ الْحَىُّ الْقَيُّومُ، الْعَلِىُّ الْعَظيمُ، الْخالِقُ الرَّازِقُ، الْمُحْيِى الْمُميتُ، الْبَدى ءُ الْبَديعُ، لَكَ الْجَلالُ وَلَكَ الْفَضْلُ، وَلَكَ الْحَمْدُ وَلَكَ الْمَنُّ، وَلَكَ الْجُودُ وَلَكَ الْكَرَمُ، وَلَكَ الْأَمْرُ وَلَكَ الْمَجْدُ وَلَكَ الْشُّكْرُ، وَحْدَكَ لا شَريكَ لَكَ، يا واحِدُ يا احَدُ، يا صَمَدُ يا مَنْ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً احَدٌ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاْغفِرْ لى وَارْحَمْنى وَاكْفِنى ما اهَمَّنى وَاقْضِ دَيْنى وَوَسِّعْ عَلَىَّ فى رِزْقى فَانَّكَ فى هذِهِ اللَّيْلَةِ كُلَّ امْرٍ حَكيمٍ تَفْرُقُ، وَمَنْ تَشآءُ مِنْ خَلْقِكَ تَرْزُقُ، فَارْزُقْنى وَانْتَ خَيْرُ الرَّازِقينَ، فَانَّكَ قُلْتَ وَانْتَ خَيْرُ الْقآئِلينَ النَّاطِقينَ: وَاسْئَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ. فَمِنْ فَضْلِكَ اسْئَلُ، وَايَّاكَ قَصَدْتُ، وَابْنَ نَبِيِّكَ اعْتَمَدْتُ، وَلَكَ رَجَوْتُ، فَارْحَمْنى يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ (2).

- چ چ-

السادس: ادع بهذا الدعاء الذي كان يدعو به النبيّ صلى الله عليه و آله في هذه الليلة:

اللَّهُمَّ اقْسِمْ لَنا مِنْ خَشْيَتِكَ ما يَحُولُ بَيْنَنا وَبَيْنَ مَعْصِيَتِكَ، وَمِنْ طاعَتِكَ ما تُبَلِّغُنا بِهِ رِضْوانَكَ، وَمِنَ الْيَقينِ ما يَهُونُ عَلَيْنا بِهِ مُصيباتُ الدُّنْيا، اللهُمَّ امْتِعْنا بِاسْماعِنا وَابْصارِنا وَقُوَّتِنا ما احْيَيْتَنا، وَاجْعَلْهُ الْوارِثَ مِنَّا، وَاجْعَلْ ثارَنا عَلى مَنْ ظَلَمَنا، وَانْصُرنا عَلى مَنْ عادانا، وَلا تَجْعَلْ مُصيبَتَنا فى دينِنا، وَلا تَجْعَلِ


1- إقبال الأعمال: ص 705؛ مصباح المتهجّد: ص 842( باختلاف يسير).
2- مصباح المتهجّد: ص 843؛ بحار الأنوار: ج 95، ص 412( باختلاف).

ص: 462

الدُّنْيا اكْبَرَ هَمِّنا، وَلا مَبْلَغَ عِلْمِنا، وَلا تُسَلِّطْ عَلَيْنا مَنْ لا يَرْحَمُنا، بِرَحْمَتِكَ يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ (1).

وهذه من الدعوات الجامعة الكاملة ويغتنم الدعاء به جميع الأوقات. وفي كتاب «عوالي اللئالي» أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله كان يدعو بهذا الدعاء في جميع الأوقات (2).

السابع: أن يقرأ الصلوات التي يدعى بها عند الزوال في كلّ يوم من شعبان (3) (ص 452).

الثامن: أن يدعو بدعاء كميل (ص 67) الذي علّمه عليّ عليه السلام كميل ليقرأه في هذه الليلة ..

التاسع: يقول مائة مرّة:

سُبحان اللَّه

ومائة مرّة:

الحَمد للَّه

ومائة مرّة:

اللَّهُ اكبَر

ومائة مرّة:

لا إلهَ إلَّا اللَّهُ

، ففي رواية الإمام الباقر عليه السلام: «

مَنْ فَعَلَ ذلِكَ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِه وقَضى حَاجَتَهُ في امورِهِ الدِّينيّة والدُّنْيَوِيّة»(4).

-

چ چ-

العاشر: روى المرحوم الشيخ الطوسي عن أبي يحيى في رواية أنّه قال: قلت لمولاي الصادق عليه السلام ما هو أفضل الأدعية في هذه الليلة؟ فقال: «

إذا صَلّيْتَ العِشَاءَ فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ تَقْرَأُ في الاولى الحَمْدُ وسُورَةَ الجَحْدِ «قُلْ يا أيُّها الكافِرُونَ» وفي الثانية الحَمْدُ وسُورَةَ التَّوحِيدِ، فإذا سَلَّمْتَ قُلْتَ: سُبْحانَ اللَّهِ ثلاثاً وثَلاثِين مَرَّةَ والحَمْدُللَّهِ ثلاثاً وثلاثين واللَّهُ أكْبَرُ أربعاً وثلاثين ثمّ قل:

يا مَنْ الَيْهِ مَلْجَأُ الْعِبادِ فِى الْمُهِمَّاتِ، وَالَيْهِ يَفْزَعُ الْخَلْقُ فىِ الْمُلِمَّاتِ، يا عالِمَ الْجَهْرِ وَالْخَفِيَّاتِ، وَيا مَنْ لا تَخْفى عَلَيْهِ خَواطِرُ الْأَوْهامِ، وَتَصَرُّفُ الْخَطَراتِ، يا رَبَّ الْخَلايِقِ وَالْبَرِيَّاتِ، يا مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ الْأَرَضينَ وَالسَّمواتِ، انْتَ اللَّهُ لا الهَ الَّا انْتَ، امُتُّ الَيْكَ بِلا الهَ الَّا انْتَ، فَبِلا الهَ الَّا انْتَ، اجْعَلْنى فى هِذِهِ اللَّيْلَةِ مِمَّنْ نَظَرْتَ الَيْهِ فَرَحِمْتَهُ، وَسَمِعْتَ دُعآئَهُ فَاجَبْتَهُ، وَعَلِمْتَ اسْتِقالَتَهُ فَاقَلْتَهُ، وَتَجاوَزْتَ عَنْ سالِفِ خَطيئَتِهِ، وَعَظيمِ جَريرَتِهِ، فَقَدِ اسْتَجَرْتُ بِكَ مِنْ ذُنُوبى


1- بحار الأنوار: ج 95 ص 414؛ إقبال الأعمال: ص 699( باختلاف يسير).
2- عوالي اللئالي: ج 1، ص 159، ح 144؛ بحار الأنوار: ج 92، ص 361، ح 18.
3- إقبال الأعمال: ص 687.
4- إقبال الأعمال: ص 695؛ بحار الأنوار: ج 95، ص 409.

ص: 463

وَلَجَاْتُ الَيْكَ فى سَتْرِ عُيُوبى اللهُمَّ فَجُدْ عَلَىَّ بِكَرَمِكَ وَفَضْلِكَ، وَاحْطُطْ خَطاياىَ بِحِلْمِكَ وَعَفْوِكَ، وَتَغَمَّدْنى فى هذِهِ اللَّيْلَةِ بِسابِغِ كَرامَتِكَ، وَاجْعَلْنى فيها مِنْ اوْلِيآئِكَ الَّذينَ اجْتَبَيْتَهُمْ لِطاعَتِكَ، وَاخْتَرْتَهُمْ لِعِبادَتِكَ، وَجَعَلْتَهُمْ خالِصَتَكَ وَصَفْوَتَكَ، اللهُمَّ اجْعَلْنى مِمَّنْ سَعَدَ جَدُّهُ، وَتَوَفَّرَ مِنَ الْخَيْراتِ حَظُّهُ، وَاجْعَلْنى مِمَّنْ سَلِمَ فَنَعِمَ، وَفازَ فَغَنِمَ، وَاكْفِنى شَرَّ ما اسْلَفْتُ، وَاعْصِمْنى مِنَ الْإِزدِيادِ فى مَعْصِيَتكَ، وَحَبِّبْ الَىَّ طاعَتَكَ، وَما يُقَرِّبُنى مِنْكَ، وَيُزْلِفُنى عِنْدَكَ، سَيِّدى الَيْكَ يَلْجَأُ الْهارِبُ، وَمِنْكَ يَلْتَمِسُ الطَّالِبُ، وَعَلى كَرَمِكَ يُعَوِّلُ الْمُسْتَقيلُ التَّائِبُ، ادَّبْتَ عِبادَكَ بالتَّكَرُّمِ، وَانْتَ اكْرَمُ الْأَكْرَمينَ، وَامَرْتَ بِالْعَفْوِ عِبادَكَ، وَانْتَ الْغَفُورُ الرَّحيمُ، اللّهُمَّ فَلا تَحْرِمْنى ما رَجَوْتُ مِنْ كَرَمِكَ، وَلا تُؤْيِسْنى مِنْ سابِغِ نِعَمِكَ، وَلا تُخَيِّبْنى مِنْ جَزيلِ قِسَمِكَ فى هذِهِ اللَّيْلَةِ لِأَهْلِ طاعَتِكَ، وَاجْعَلْنى فى جُنَّةٍ مِنْ شِرارِ بَرِيَّتِكَ، رَبِّ انْ لَمْ اكُنْ مِنْ اهْلِ ذلِكَ، فَانْتَ اهْلُ الْكَرَمِ وَالْعَفْوِ وَالْمَغْفِرَةِ، وَجُدْ عَلَىَّ بِما انْتَ اهْلُهُ لا بِما اسْتَحِقُّهُ، فَقَدْ حَسُنَ ظَنّى بِكَ، وَتَحَقَّقَ رَجآئى لَكَ، وَعَلِقَتْ نَفْسى بِكَرَمِكَ، فَانْتَ ارْحَمُ الرَّاحِمينَ، وَاكْرَمُ الْأَكْرَمينَ، اللهُمَّ وَاخْصُصْنى مِنْ كَرَمِكَ بِجَزيلِ قِسَمِكَ، وَاعُوذُ بِعَفْوِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَاغْفِر لِىَ الذَّنْبَ الَّذى يَحْبِسُ عَلَىَّ الْخُلُقَ، وَيُضَيِّقُ عَلَىَّ الرِّزْقَ، حَتّى اقُومَ بِصالِحِ رِضاكَ، وَانْعَمَ بِجَزيلِ عَطآئِكَ، وَاسْعَدَ بِسابِغِ نَعْمآئِكَ، فَقَدْ لُذْتُ بِحَرَمِكَ، وَتَعَرَّضْتُ لِكَرَمِكَ، وَاسْتَعَذْتُ بِعَفْوِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَبِحِلْمِكَ مِنْ غَضَبِكَ، فَجُدْ بِما سَئَلْتُكَ، وَانِلْ مَا الْتَمَسْتُ مِنْكَ، اسْئَلُكَ بِكَ لا بِشَىْ ءٍ هُوَ اعْظَمُ مِنْكَ.

ثُمّ تَسجُدُ وتَقولُ يا رَبِّ عشرين مرَّةً يا اللَّهُ سَبْعَ مَرّاتٍ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ الَّا بِاللَّهِ سَبْعَ مَرّاتٍ ما شآءَ اللَّهُ عَشْرَ مَرّاتٍ لا قُوّةَ الَّا بِاللَّهِ عَشْرَ مَرّاتٍ ثُمّ تُصَلّي على النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله وتَسْأَلُ حَاجَتَكَ فَوَاللَّهِ لَو سَأَلْتَ بِها بِعَدَدِ القَطْرِ لَبَلَّغَكَ اللَّهُ عزَّوجَلَّ إيّاها بِكَرَمِه وفَضْلهِ»(1).


1- مصباح المتهجّد: ص 831؛ بحار الأنوار: ج 95، ص 409( باختلاف يسير).

ص: 464

الحادي عشر: قال الشيخ الطوسي والسيّد ابن طاووس يقال في هذه الليلة:

الهى تَعَرَّضَ لَكَ فى هذَا اللَّيْلِ الْمُتَعَرِّضُونَ، وَقَصَدَكَ فيهَا الْقاصِدُونَ، وَامَّلَ فَضْلَكَ وَمَعْرُوفَكَ الطَّالِبُونَ، وَلَكَ فى هذَا اللَّيْلِ نَفَحاتٌ وَجَوآئِزُ، وَعَطايا وَمَواهِبُ، تَمُنُّ بِها عَلى مَنْ تَشآءُ مِنْ عِبادِكَ، وَتَمْنَعُها مَنْ لَمْ تَسْبِقْ لَهُ الْعِنايَةُ مِنْكَ، وَها انَا ذا عُبَيْدُكَ الْفَقيرُ الَيْكَ، الْمُؤَمِّلُ فَضْلَكَ وَمَعْرُوفَكَ، فَانْ كُنْتَ يا مَولاىَ تَفَضَّلْتَ فى هذِهِ اللَّيْلَةِ عَلى احَدٍ مِنْ خَلْقِكَ، وَعُدْتَ عَلَيْهِ بِعائِدَةٍ مِنْ عَطْفِكَ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، الطَّيِّبينَ الطَّاهِرينَ، الْخَيِّرينَ الْفاضِلينَ، وَجُدْ عَلَىَّ بِطَوْلِكَ وَمَعْرُوفِكَ يا رَبَّ الْعالَمينَ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلى مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبيّينَ وَآلِهِ الطَّاهِرينَ، وَسَلَّمَ تَسْليماً، انَّ اللَّهَ حَميدٌ مَجيدٌ، اللَّهُمَّ انّى ادْعُوكَ كَما امَرْتَ، فَاسْتَجِبْ لى كَما وَعَدْتَ، انَّكَ لا تُخْلِفُ الْميعادَ(1).

وهذا دعاء يُدعى به في الأسحارِ عَقِيب صَلاة الشّفع (2).

-*-*-*-

الثاني عشر: أن يدعو بعد كلّ ركعتين من صلاة الليل وبعد الشفع والوتر بما رواه الشيخ الطوسي والسيّد ابن طاووس (3).

الثالث عشر: أن يسجد السجدات ويدعو بالدعوات المأثورة عن النَّبيِّ صلى الله عليه و آله ومنها: ما رواه أبان ابن تغلب عن الإمام الصادق عليه السلام: «

كانَ رَسولُ اللَّهِ صلى الله عليه و آله عِنْدَ إحدى أزْواجِه فَلَمّا انْتَصَفَ لَيْلُ النِّصْفِ مِن شَعْبانَ قام صلى الله عليه و آله عن فِراشِها فَلمّا انْتَبَهَتْ قامَت ... وتَلَفَّقَتْ بِشَمْلَتِها ... فإذا رسولُ اللَّه صلى الله عليه و آله ساجِدٌ كَثَوْبٍ مُتَلَبِّدٍ بِوَجْهِ الأرْضِ فَدَنَتْ مِنهُ قَرِيباً فَسَمِعَتْهُ يَقُولُ

: سَجَدَ لَكَ سَوادى وَخَيالى وَآمَنَ بِكَ فُؤادى هذِهِ يَداىَ وَماجَنَيْتُهُ عَلى نَفْسى يا عَظيمُ تُرْجى لِكُلِّ عَظيمٍ، اغْفِرْ لِىَ الْعَظيمَ، فَانَّهُ لايَغْفِرُ الذَّنْبَ الْعَظيمَ الَّا الرَّبُّ الْعَظيمُ.


1- مصباح المتهجّد: ص 833؛ بحار الأنوار: ج 95، ص 411؛ إقبال الأعمال: ص 697.
2- مصباح الكفعمي: ص 51.
3- مصباح المتهجّد: ص 833؛ إقبال الأعمال: ص 716.

ص: 465

ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ وأهْوى ثانِياً إلى السُّجودِ ويَقولُ

: اعُوذُ بُنُورِ وَجْهِكَ الَّذى اضائَتْ لَهُ السَّمواتُ وَالْأَرَضُونَ، وَانْكَشَفَتْ لَهُ الظُّلُماتُ، وَصَلَحَ عَلَيْهِ امْرُ الْأَوَّلينَ وَالْأخِرينَ، مِنْ فُجأَةِ نَقِمَتِكَ، وَمِنْ تَحْويلِ عافِيَتِكَ، وَمِنْ زَوالِ نِعْمَتِكَ، اللهُمَّ ارْزُقْنى قَلْباً تَقِيّاً نَقِيّاً، وَمِنَ الشِّرْكِ بَريئاً، لا كافِراً ولا شَقِيّاً.

ثُمَّ عَفَّرَ خَدَّيْهِ فِي التُّرابِ وقال:

عَفَّرْتُ وَجْهى فِى التُّرابِ، وَحُقَّ لى انْ اسْجُدَ لَكَ.

فَلمّا هَمَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه و آله بالانْصِرافِ هَرْوَلَتْ إلى فِراشِها. وأتى النَّبيُّ صلى الله عليه و آله إلى الفِراشِ وسَمِعَها تَتَنَفَّسُ أنْفاساً عالِيَةً فَقالَ لَها: ما هذا النَّفَسُ العالِي؟ تَعْلَمِينَ أيَّ لَيْلَةٍ هذِه؟ لَيْلة النِّصْفِ مِنْ شَعْبانَ فِيها تُقْسَمُ الأرْزاقُ وفِيها تُكْتَبُ الآجَالُ وفِيها يُكْتَبُ وَفْدُ الحاجِّ وأنَّ اللَّهَ لَيَغْفِرُ لِلْكَثِيرِ ويُنَزِّلُ اللَّهُ مَلائِكَةً مِن السَّماءِ إلى الأرْضِ بِمَكَّةَ»(1).

-

چ چ-

الرابع عشر: أن يصلّي صلاة جعفر الطيّار كما روى الشيخ عن الرضا عليه السلام في أعمال هذه الليلة(2) (سيرد شرح تلك الصلوات المستحبّة، ص 740).

الخامس عشر: أن يأتي بما ورد في هذه الليلة من الصلوات وهي كثيرة، منها: ما رواه ممّن يوثق بهم ويعتمد عليهم عن الإمامين الباقر والصادق عليهما السلام قالا: «

إذا كانَتْ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبانَ فَصَلِّ أرْبَعَ رَكَعاتٍ (كُلَّ رَكْعَتَيْنِ بِسَلامٍ) تَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ الحَمْدُ مَرَّةً وقُلْ هُوَ اللَّهُ أحَدٌ مائَةَ مَرَّةً فإذا فَرَغْتَ فقل:

اللهُمَّ انّى الَيْكَ فَقيرٌ، وَمِنْ عَذابكَ خائِفٌ مُسْتَجيرٌ، اللهُمَّ لا تُبَدِّلْ اسْمى وَلا تُغَيِّرْ جِسْمى وَلاتَجْهَدْ بَلائى وَلاتُشْمِتْ بى اعْدآئى اعُوذُ بِعَفْوِكَ مِنْ عِقابِكَ، وَاعُوذُ بِرَحْمَتِكَ مِنْ عَذابِكَ، وَاعُوذُ بِرِضاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَاعُوذُبِكَ مِنْكَ، جَلَّ ثَنآؤُكَ، انْتَ كَما اثْنَيْتَ عَلى نَفْسِكَ، وَفَوْقَ ما يَقُولُ الْقآئِلُونَ»(3).


1- إقبال الأعمال: ص 702؛ بحار الأنوار: ج 95، ص 416.
2- مصباح المتهجّد: ص 838.
3- مصباح المتهجّد: ص 830؛ بحار الأنوار: ج 94، ص 88.

ص: 466

يوم النصف من شعبان:

يوم ولادة الإمام الثاني عشر المهديّ عليه السلام فينبغي للشيعة أن يقيموا الاحتفالات ليله ونهاره ويعقدوا الجلسات ويلقوا المحاضرات للتذكير بعظمة صاحب الذكرى وشرائط ظهوره والدعاء لتعجيل ظهوره وفرجه والتصدّي للردّ على الشبهات، والأهمّ من ذلك تحاشي الأعمال المنافية للشرع وتلويث العبادة بالمعصية. ومن المناسب زيارته عليه السلام في هذا اليوم كما ورد في الأخبار والروايات المعتبرة.

أعمال ما بقي من هذا الشهر:

أ) قال الصادق عليه السلام: «

مَنْ صَامَ ثَلاثَةَ أيّامٍ مِن آخِرِ شَعْبَانَ وَوصَلَها بِشَهْرِ رَمَضانَ كَتَب اللَّهُ تَعالى لَهُ صِيامَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْن

»(1).

-*-*-*-

ب) قال أبو الصّلت الهَرَويّ: دخلت على الإمام الرضا عليه السلام في آخر جمعة من شعبان فقال عليه السلام لي: «

يا أباالصَّلْتِ إنَّ شَعْبانَ قَدْ مَضى أكْثَرُه وهذِه آخِرُ جُمُعَةٍ فِيه فَتَدارَكْ فِيما بَقِيَ تَقْصِيرَكَ فِيما مَضى مِنْهُ وَعَلَيْكَ بالإقْبالِ عَلى ما يَعْنِيكَ وأكْثِرْ مِنَ الدُّعاءِ والاسْتِغْفارِ وتِلاوَةِ القُرْآنِ وتُبْ إلى اللَّهِ مِنْ ذُنوبِكَ لِيُقْبِلَ شَهْرُ رَمَضانَ إلَيْكَ وأنْتَ مُخْلِصٌ للَّهِ وَلَا تَدَعْ أمَانَةً فِي عُنُقِكَ إلّاأدَّيْتَها وَلا فِي قَلْبِكَ حِقْداً على مُؤْمِنٍ إلّانَزَعْتَهُ ولا ذَنْباً أنْتَ مُرْتَكِبُهُ إلّاأقْلَعْتَ عَنْهُ واتَّقِ اللَّهَ وَتَوَكَّلْ عَلَيهِ في سَرائرِكَ وعَلانِيَتِكَ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ على اللَّهَ فَهُوَ حَسْبُه وأكْثِرْ مِن أنْ تَقولَ فِيما بَقِيَ مِنَ الشَّهْرِ

»: اللهُمَّ انْ لَمْ تَكُنْ غَفَرْتَ لَنا فيما مَضى مِنْ شَعْبانَ، فَاغْفِرْ لَنا فيما بَقِىَ مِنْهُ. وقال الإمام عليه السلام: «

فإنَّ اللَّهَ يَعْتِقُ فِي هذا الشَّهْرِ رِقاباً مِنَ النّارِ لِحُرْمَةِ هذا الشَّهْرِ»(2).

-

چ چ-

ج) دعاء الليلة الأخيرة من شعبان وأوّل شهر رمضان

روى الحارث بن مغيرة النضري أنّ الصادق عليه السلام كان يدعو في آخر ليلة من شعبان وأوّل ليلة من رمضان:

اللهُمَّ انَّ هذَا الشَّهْرَ الْمُبارَكَ الَّذى انْزِلَ فيهِ الْقُرآنُ، هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ


1- إقبال الأعمال: ص 723( وردت هذه الرواية عن الرضا عليه السلام في زاد المعاد: ص 81).
2- زاد المعاد: ص 81 و 82.

ص: 467

الْهُدى وَالْفُرْقانِ قَدْ حَضَرَ، فَسَلِّمْنا فيهِ وَسَلِّمْهُ لَنا، وَتَسَلَّمْهُ مِنَّا فى يُسْرٍ مِنْكَ وَعافِيَةٍ، يا مَنْ اخَذَ الْقَليلَ وَشَكَرَ الْكَثيرَ، اقْبَلْ مِنِّى الْيَسيرَ، اللهُمَّ انّى اسْئَلُكَ انْ تَجْعَلَ لى الى كُلِّ خَيْرٍ سَبيلًا، وَمِنْ كُلِّ ما لا تُحِبُّ مانِعاً، يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ، يا مَنْ عَفا عَنّى وَعَمّا خَلَوْتُ بِهِ مِنَ السَّيِّئاتِ، يا مَنْ لَمْ يُؤاخِذْنى بِارْتِكابِ الْمَعاصى عَفْوَكَ عَفْوَكَ عَفْوَكَ ياكَريمُ، الهى وَعَظْتَنى فَلَمْ اتَّعِظْ، وَزَجَرْتَنى عَنْ مَحارِمِكَ فلَمْ انْزَجِرْ، فَما عُذْرى فَاعْفُ عَنّى يا كَريمُ، عَفْوَكَ عَفْوَكَ، اللهُمَّ انّى اسْئَلُكَ الرَّاحَةَ عِنْدَ الْمَوْتِ، وَالْعَفْوَ عِنْدَ الْحِسابِ، عَظُمَ الذَّنْبُ مِنْ عَبدِكَ، فَلْيَحْسُنِ التَّجاوُزُ مِنْ عِنْدِكَ، يااهْلَ التَّقْوى وَيا اهْلَ الْمَغْفِرَةِ، عَفْوَكَ عَفْوَكَ، اللهُمَّ انّى عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ امَتِكَ، ضَعيْفٌ فَقيرٌ الى رَحْمَتِكَ، وَانْتَ مُنْزِلُ الْغِنى وَالْبَرَكَةِ عَلَى الْعِبادِ، قاهِرٌ مُقْتَدِرٌ، احْصَيْتَ اعْمالَهُمْ، وَقَسَمْتَ ارْزاقَهُمْ، وَجَعَلْتَهُمْ مُخْتَلِفَةً الْسِنَتُهُمْ وَالْوانُهُمْ، خَلْقاً مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ، وَلا يَعْلَمُ الْعِبادُ عِلْمَكَ، وَلا يَقْدِرُ الْعِبادُ قَدْرَكَ، وَكُلُّنا فَقيرٌ الى رَحْمَتِكَ، فَلا تَصْرِفْ عَنّى وَجْهَكَ، وَاجْعَلْنى مِنْ صالِحى خَلْقِكَ فِى الْعَمَلِ وَالْأَمَلِ، وَالْقَضآءِ وَالْقَدَرِ، اللَّهُمَّ ابْقِنى خَيْرَ الْبَقآءِ، وَافْنِنى خَيْرَ الْفَنآءِ عَلى مُوالاةِ اوْلِيآئِكَ، وَمُعاداةِ اعْدآئِكَ، وَالرَّغْبَةِ الَيْكَ، وَالرَّهْبَةِ مِنْكَ، وَالْخُشُوعِ وَالْوَفاءِ وَالتَّسْليمِ لَكَ، وَالتَّصْديقِ بِكِتابِكَ، وَاتِّباعِ سُنَّةِ رَسُولِكَ، اللهُمَّ ما كانَ فى قَلْبى مِنْ شَكٍّ اوْ رَيْبَةٍ، اوْ جُحُودٍ اوْ قُنُوطٍ، اوْ فَرَحٍ اوْ بَذَخٍ اوْ بَطَرٍ، اوْ خُيَلاءَ اوْ رِيآءٍ اوْ سُمْعَةٍ، اوْ شِقاقٍ اوْ نِفاقٍ، اوْ كُفْرٍ اوْ فُسُوقٍ، اوْ عِصْيانٍ اوْ عَظَمَةٍ، اوْ شَىْ ءٍ لا تُحِبُّ، فَاسْئَلُكَ يا رَبِّ انْ تُبَدِّلَنى مَكانَهُ ايماناً بِوَعْدِكَ، وَوَفآءً بِعَهْدِكَ، وَرِضاً بِقَضآئِكَ، وَزُهْداً فِى الدُّنْيا، وَرَغْبَةً فيما عِنْدَكَ، وَاثَرَةً وَطُمَاْنينَةً وَتَوْبَةً نَصُوحاً، اسْئَلُكَ ذلِكَ يا رَبَّ الْعالَمينَ، الهى انْتَ مِنْ حِلْمِكَ تُعْصى وَمِنْ كَرَمِكَ وَجُودِكَ تُطاعُ، فَكَأنَّكَ لَمْ تُعْصَ، وَا نَا وَمَنْ

ص: 468

لَمْ يَعْصِكَ سُكَّانُ ارْضِكَ، فَكُنْ عَلَيْنا بِالْفَضْلِ جَواداً، وَبِالْخَيْرِ عَوَّاداً، يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ صَلاةً دآئِمَةً لا تُحْصى وَلا تُعَدُّ، وَلا يَقْدِرُ قَدْرَها غَيْرُكَ، يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ (1).

- چ چ-


1- مصباح المتهجّد: ص 850.

ص: 469

الفصل التاسع: شهر رمضان المبارك

تقويم هذا الشهر:

العاشر من رمضان:

وفاة خديجة الكبرى عليها السلام سنة عشرة للبعثة(1).

الخامس عشر من رمضان:

ولادة سبط النبي صلى الله عليه و آله الأكبر الحسن المجتبى عليه السلام في السنة الثالثة للهجرة(2).

السابع عشر:

انتصار المسلمين في معركة بدر في السنة الثانية للهجرة(3).

التاسع عشر:

جرح أميرالمؤمنين عليه السلام على يد ابن ملجم، أشقى الآخرين في سنة 40 ه(4).

الحادي والعشرون:

شهادة مولى المتّقين أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام سنة 40 ه والتي أحزنت العالم الإسلاميّ (5).

فضل شهر رمضان المبارك:

ليس هناك شهر من الشهور أعظم من شهر رمضان المبارك، فقد اصطفاه اللَّه لأعظم هديّة للمجتمع البشريّ، أي القرآن الكريم. من جانب آخر في هذا الشهر ليلة القدر التي تتقدّر فيها مقدّرات البشرية لسنة- حسب استحقاقهم واستعدادهم- والعبادة فيها خير من عبادة ألف شهر.

إلى جانب كونه ربيع العبادة وشهر التهذيب والتربية والتعليم والطهر والعفاف والورع والتقوى؛ الشهر الذي يطوي بخطوات سريعة وواثقة مراحل السير والسلوك إلى اللَّه.

وكفى في فضل هذا الشهر أنّ النّبيّ صلى الله عليه و آله قال في خطبته على أعتاب رمضان:


1- منتهى الآمال: الفصل السادس، حياة النبي صلى الله عليه و آله؛ بحار الأنوار: ج 19، ص 5( طبعاً لا ينطبق ذلك اليوم مع ما ذكرناه).
2- منتهى الآمال: حياة الإمام الحسن عليه السلام.
3- المصدر السابق: حوادث السنة الثانية للهجرة.
4- المصدر السابق: حياة أميرالمؤمنين عليه السلام.
5- المصدر السابق.

ص: 470

«أيّها الناسُ إنّه قَد أقبلَ إليكُم شهرُ اللَّهِ بِالبركةِ والرّحمةِ والمَغفرةِ شَهرٌ هُو عِندَ اللَّهِ خَيرُ الشُّهورِ وأيّامُهُ أفضلُ الأيّام وَلياليهِ أفضَلُ الليالي وَساعاتُهُ أفضلُ السَّاعاتِ. شَهرٌ دُعِيتُم فِيهِ إلى ضِيافةِ اللَّهِ وَجُعِلتُم فِيهِ مِنْ أهلِ كِرامةِ اللَّهِ أنفاسُكُمْ فِيهِ تَسبيحٌ ونَومُكُم فِيهِ عِبادَةٌ وعَمَلُكُم فِيهِ مَقبُولٌ وَدعاؤُكُم فِيهِ مستَجابٌ فَسَلُوا اللَّهَ رَبَّكُم بِنيّاتٍ صَادقةٍ وَقُلوبٍ طَاهرةٍ أن يُوفَّقَكُم لِصِيامِهِ وَتلاوةِ كِتابِهِ، فَالشَّقِيُّ مَنْ حُرِم غُفرانَ اللَّهِ فِي هذا الشّهرِ ...

». ثمّ أكّد على التصدّق واحتِرام الكبير والعطف على الصغير وصِلَة الرَّحِم وحِفظ اللّسان والعين والأُذُن من الذّنب والتّوبة من المعصية والدعاء- خاصّة عند الصلاة- ثمّ أكّد على إفطار الصائمين ولو بشقّ تمرَةٍ أو شربة ماء لمن لم يستطع، ثمّ قال في آخر الخطبة:

«أيُّهَا النّاسُ إنَّ أبوابَ الجِنانِ في هذا الشَّهْرِ مُفَتَّحةٌ فَسَلُوا رَبَّكُم أن لا يُغْلِقَها عَلَيكُم وأبْوابَ النِّيرانِ مُغَلَّقَةٌ فَسَلُوا رَبَّكُم أنْ لا يَفْتَحَها عَلَيْكُم والشَّياطِينَ مَغْلُولَةٌ فَسَلُوا رَبَّكُم أن لا يُسَلِّطَها عَلَيكُم.

فقال عليٌّ عليه السلام: يا رَسولَ اللَّهِ ما أفْضَلُ الأعْمالِ في هذا الشَّهْرِ؟ قال صلى الله عليه و آله: الكَفُّ عن الذُّنُوبِ»(1).

فالسعيد من عرف قدر هذا الشهر وانتفع ببركته وتغلب على مشاكله المعنوية والمادية ببركة عباداته وصومه في هذا الشهر.

طبعاً لا ينبغي الاكتفاء بالصوم لتحصيل البركات الماديّة والمعنويّة وثواب شهر رمضان المبارك، بل لابدّ من الابتعاد عن المعاصي والعمل على تهذيب النفس ومراقبتها وحملها إلى النفحات الرحمانيّة.

إلهي وفِّقنا جميعاً وأفِض علينا وابِل رحمتِك.

أعمال شهر رمضان المبارك

اشارة

هذه الأعمال العظيمة التأثير في تربية روح الإنسان على نوعين:

الأوّل: الأعمال المشتركة لشهر رمضان المبارك الذي لا يختصّ بليلة ويوم معيّن، وهي على أربعة أقسام:


1- أمالي الصدوق: ص 93، ح 4؛ بحار الأنوار: ج 93، ص 356.

ص: 471

1. أعمال الليالي والأيّام.

2. الأعمال المخصوصة في ليالي شهر رمضان.

3. أعمال أسحار شهر رمضان المبارك.

4. أعمال أيّام شهر رمضان المبارك.

الثاني: أعمال شهر رمضان الخاصّة ولياليه والتي ذكر لها ثواب عظيم.

الأعمال المشتركة لشهر رمضان المبارك:

الأعمال المشتركة لكلّ يوم وليلة:

الأعمال المشتركة لكل يوم وليلة لشهر رمضان كثيرة جدّاً منها:

1. روى السيّد ابن طاووس عن الإمامين الصادق والكاظم عليهما السلام قالا: «

تقول في شهر رمضان من أوّله إلى آخره بعد كلّ فريضة

»: اللهُمَّ ارْزُقْنى حَجَّ بَيْتِكَ الْحَرامِ، فى عامى هذا وَفى كُلِّ عامٍ، ما ابْقَيْتَنى فى يُسْرٍ مِنْكَ وَعافِيَةٍ وَسَعَةِ رِزْقٍ، وَلا تُخْلِنى مِنْ تِلْكَ الْمواقِفِ الْكَريمَةِ، وَالْمَشاهِدِ الشَّريفَةِ، وَزِيارَةِ قَبْرِ نَبِيِّكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَفى جَميعِ حَوائِجِ الدُّنْيا وَالأخِرَةِ فَكُنْ لى اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ فيما تَقْضى وَتُقَدِّرُ مِنَ الْأَمْرِ الْمَحْتُومِ فى لَيْلَةِ الْقَدْرِ، مِنَ الْقَضآءِ الَّذى لا يُرَدُّ وَلا يُبَدَّلُ، انْ تَكْتُبَنى مِنْ حُجَّاجِ بَيْتِكَ الْحَرامِ، الْمَبْرُورِ حَجُّهُمْ، الْمَشْكُورِ سَعْيُهُمْ، الْمَغْفُورِ ذُنُوبُهُمْ، الْمُكَفَّرِ عَنْهُمْ سَيِّئاتُهُمْ، وَاجْعَلْ فيما تَقْضى وَتُقَدِّرُ انْ تُطيلَ عُمْرى وَتُوَسِّعَ عَلَىَّ رِزْقى وَتُؤدِّىَ عَنّى امانَتى وَدَيْنى آمينَ رَبَّ الْعالَمينَ.

وتدعو عقيب كلّ فريضة فتقول:

يا عَلِىُّ يا عَظيمُ، يا غَفُورُ يا رَحيمُ، انْتَ الرَّبُّ الْعَظيمُ، الَّذى لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْ ءٌ، وَهُوَ السَّميعُ الْبَصيرُ، وَهذا شَهْرٌ عَظَّمْتَهُ وَكَرَّمْتَهُ، وَشَرَّفْتَهُ وَفَضَّلْتَهُ عَلَى الشُّهُورِ،

ص: 472

وَهُوَ الشَّهْرُ الَّذى فَرَضْتَ صِيامَهُ عَلَىَّ، وَهُوَ شَهْرُ رَمَضانَ، الَّذى انْزَلْتَ فيهِ الْقُرْآنَ، هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الْهُدى وَالْفُرْقانِ، وَجَعَلْتَ فيهِ لَيْلَةَ الْقَدْرِ، وَجَعَلْتَها خَيْراً مِنْ الْفِ شَهْرٍ، فَيا ذَا الْمَنِّ وَلا يُمَنُّ عَلَيْكَ، مُنَّ عَلَىَّ بِفَكاكِ رَقَبَتى مِنَ النَّارِ، فيمَنْ تَمُنُّ عَلَيْهِ، وَادْخِلْنِى الْجَنَّةَ، بِرَحْمَتِكَ يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ (1).

- چ چ-

2. روى الكفعمي في المصباح والبلد الأمين عن النبيّ صلى الله عليه و آله أنّه قال: «

مَنْ دَعا بهذا الدُّعاءِ فِي رَمَضانَ بَعْدَ كُلِّ فَرِيضَةٍ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ذُنوبَهُ

»: اللَّهُمَّ ادْخِلْ عَلى اهْلِ الْقُبُورِ السُّرُورَ، اللَّهُمَّ اغْنِ كُلَّ فَقيرٍ، اللهُمَّ اشْبِعْ كُلَّ جائِعٍ، اللهُمَّ اكْسُ كُلَّ عُرْيانٍ، اللهُمَّ اقْضِ دَيْنَ كُلِّ مَدينٍ، اللهُمَّ فَرِّجْ عَنْ كُلِّ مَكْرُوبٍ، اللهُمَّ رُدَّ كُلَّ غَريبٍ، اللهُمَّ فُكَّ كُلَّ اسيرٍ، اللهُمَّ اصْلِحْ كُلَّ فاسِدٍ مِنْ امُورِ الْمُسْلِمينَ، اللهُمَّ اشْفِ كُلَّ مَريضٍ، اللهُمَّ سُدَّ فَقْرَنا بِغِناكَ، اللهُمَّ غَيِّرْ سُوءَ حالِنا بِحُسْنِ حالِكَ، اللهُمَّ اقْضِ عَنَّا الدَّيْنَ، وَاغْنِنا مِنَ الْفَقْرِ، انَّكَ عَلى كُلِّ شَىْ ءٍ قَديرٌ(2).

- چ چ-

3. روى الكليني في الكافي عن أبي بصير قال: كان الصادق عليه السلام يدعو بهذا الدعاء في شهر رمضان:

اللهُمَّ انّى بِكَ أَتَوَسَّلُ وَمِنْكَ اطْلُبُ حاجَتى مَنْ طَلَبَ حاجَةً الىَ النَّاسِ فَانّى لا اطْلُبُ حاجَتى الَّا مِنْكَ، وَحْدَكَ لا شَريكَ لَكَ، وَاسْئَلُكَ بِفَضْلِكَ وَرِضْوانِكَ، انْ تُصَلِّىَ عَلى مُحَمَّدٍ وَاهْلِ بَيْتِهِ، وَانْ تَجْعَلَ لى فى عامى هذا الى بَيْتِكَ الْحَرامِ سَبيلًا، حَجَّةً مَبْرُورَةً، مُتَقَبَّلَةً زاكِيَةً خالِصَةً لَكَ، تَقِرُّ بِها عَيْنى وَتَرْفَعُ بِها


1- إقبال الأعمال: ص 24.
2- مصباح الكفعمي: ص 617؛ البلد الأمين: ص 222؛ بحار الأنوار: ج 95، ص 120.

ص: 473

دَرَجَتى وَتَرْزُقُنى انْ اغُضَّ بَصَرى وَانْ احْفَظَ فَرْجى وَانْ اكُفَّ بِها عَنْ جَميعِ مَحارِمِكَ، حَتّى لايَكُونَ شَىْ ءٌ آثَرَ عِنْدى مِنْ طاعَتِكَ وَخَشْيَتِكَ، وَالْعَمَلِ بِما احْبَبْتَ، وَالتَّرْكِ لِما كَرِهْتَ وَنَهَيْتَ عَنْهُ، وَاجْعَلْ ذلِكَ فى يُسْرٍ وَيَسارٍ وَعافِيَةٍ، وَاوْزِعْنى شُكْرَ ما انْعَمْتَ بِهِ عَلَىَّ، وَاسْئَلُكَ انْ تَجْعَلَ وَفاتى قَتْلًا فى سَبيلِكَ تَحْتَ رايَةِ نَبِيِّكَ مَعَ اوْلِيآئِكَ، وَاسْئَلُكَ انْ تَقْتُلَ بى اعْدآئَكَ وَاعْدآءَ رَسُولِكَ، وَاسْئَلُكَ انْ تُكْرِمَنى بِهَوانِ مَنْ شِئْتَ مِنْ خَلْقِكَ، وَلا تُهِنّى بِكَرامَةِ احَدٍ مِنْ اوْلِيآئِكَ، اللهُمَّ اجْعَلْ لى مَعَ الرَّسُولِ سَبيلًا، حَسْبِىَ اللَّهُ ما شآءَ اللَّهُ (1).

وروى السيّد ابن طاووس في الإقبال عن أبي بصير أنّ الإمام الصادق عليه السلام قال: «

ادْعُ للحَجِّ فِي لَيالِي شَهْرِ رَمَضانَ بَعْدَ المَغْرِبِ»(2).

وقال الكفعمي في البلد الأمين: يستحبّ الدعاء به في كلّ يوم من رمضان وفي أوّل ليلة منه (3).

4. أفضل الأعمال في ليالي شهر رمضان وأيّامه هو تلاوة القرآن الكريم ففيه كان نزول القرآن. وجاء في الحديث: «

إنَّ لِكُلِّ شَيْ ءٍ رَبِيعاً وَرَبِيعُ القُرآنِ هو شَهْرُ رَمَضَانَ

» ويستحبّ ختم القرآن ختمة واحدة في كلّ شهر وأقل ما روي في ذلك هو ختمه في كلّ ستة أيّام وأمّا في شهر رمضان فختمه كلّ ثلاثة أيّام ويحسن إن تيسّر له أن يختمه ختمة في كلّ يوم (4).

لاشكّ في أنّ من ليس له معرفة بمفاهيم القرآن ومضمونه ينبغي له تدبّر محتوى الآيات والتتلمذ على القرآن مهما قرأ منه قليلًا، كما أنّ من الضروريّ تشكيل جلسات التفسير لفهم هدى القرآن بهذا الخصوص.

قال العلّامة المجلسيّ: لو أهدى ثواب الختم للنّبيّ صلى الله عليه و آله وفاطمة الزهراء عليها السلام أو أحد الأئمّة عليهم السلام (أو لإمام العصر عليه السلام) فإنّ ثوابها أكثر(5). ويظهر من الرواية أنّ ثواب مثل هذا الشخص في يوم القيامة أن يكون في ظلّهم عليهم السلام (6).


1- الكافي: ج 4، ص 74، ح 6.
2- إقبال الأعمال: ص 24.
3- البلد الأمين: ص 222.
4- زاد المعاد: ص 109.
5- المصدر السابق.
6- إقبال الأعمال: ص 110.

ص: 474

5. الإكثار من الدعاء والصلوات والاستغفار ويكثر من قوله:

لا إلهَ الَّا اللَّه (1)

. جاء في الخبر:

حين كان يدخل شهر رمضان لم يتكلّم الإمام السجاد عليه السلام سوى بالدعاء والتسبيح والاستغفار والتكبير(2). كما ينبغي الإتيان بنوافل هذا الشهر الكريم (3) خاصّة من لم يوفّق للإتيان بالنوافل (سيّما نافلة الليل) في غير هذا الشهر.

الأعمال المشتركة لليالي شهر رمضان المبارك:

الأعمال التي يؤتى بها في ليالي شهر رمضان هي:

1. الإفطار عند دخول وقت الغروب الشرعيّ، ويستحبّ تأخيره عن صلاة العشاء إلّاإذا غلب عليه الضعف أو كان له قوم ينتظرونه (4).

2. أن يفطر بالحلال الخالي من الشبهات (5). ويحسن الإفطار بالتمر حيث ورد في الحديث أن من أفطر على التمر ضوعف أجره (6).

وعن عليّ عليه السلام أنّه: «

يُسْتَحَبّ الإفطارُ باللَّبَنِ»(7)

. ويمكن الإفطار بالماء الحار والسكّر والحلوى حيث كان يفطر بها رسول اللَّه صلى الله عليه و آله (8).

3. أن يدعو عند الإفطار بالدعوات المأثورة ومنها:

أ) اللهُمَّ لَكَ صُمْتُ، وَعَلى رِزْقِكَ افْطَرْتُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ (9).

ب) وكان أميرالمؤمنين عليه السلام إذا أراد أن يفطر يقول:

بِسْمِ اللَّهِ، اللَّهُمَّ لَكَ صُمْنا، وَعَلى رِزْقِكَ افْطَرْنا، فَتَقَبَّلْ مِنَّا، انَّكَ انْتَ السَّميعُ


1- زاد المعاد: ص 109.
2- الكافي: ج 4، ص 88، ح 8.
3- زاد المعاد: ص 109.
4- المصدر السابق: ص 108.
5- إقبال الأعمال: ص 114.
6- المصدر السابق.
7- المصدر السابق.
8- زاد المعاد: ص 108.
9- إقبال الأعمال: ص 117.

ص: 475

الْعَليمُ (1).

4. أن يتلو عند الإفطار سورة

القدر

فلها فضل عظيم (2).

5. يقول حين يتناول أوّل لقمة في الإفطار:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرّحَيمِ، يا واسِعَ الْمَغْفِرَةِ، اغْفِرْلى

قال الإمام الحسن عليه السلام: «

مَنْ قالَ ذلِك غَفَرَ اللَّهُ لَهُ»(3).

6. الدعاء عند الإفطار فللصائم دعوة مجابة عند الإفطار كما روي ذلك عن النبيّ صلى الله عليه و آله (4).

7. أن يتصدّق عند الافطار ويفطر الصائمين ولو بعدد من التمر أو بشربة ماء. فالإفطار من المستحبّات المؤكّدة التي لا ينبغي أن يغفلها المؤمنون، حيث تنصب مائدة كبيرة في جميع مساجد بعض الدول الإسلاميّة عند الإفطار.

فقد روي عن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: «

أنّ مَن فَطَّرَ صائِماً كانَ لَهُ كَعِتْقِ رَقَبةٍ مُؤمِنَةٍ

»، فلمّا قال له أصحابه ليس كلّنا نقدر على ذلك. قال: «

وَلَوْ بِشَقِّ تَمْرَةٍ أو بِشَرْبَةِ مَاءٍ»(5).

وفي رواية عن الإمام الصادق عليه السلام: «

أنّ مَنْ فَطَّرَ صائِماً فَلَهُ أجْرٌ مِثْلُه (دونَ أن يَنْقُصَ مِن أجْرِه شَي ءٌ)»(6).

8. أن يدعو بعد المغرب بدعاء الحجّ الذي مضى سابقاً (ص 471).

9. روى السيّد ابن طاووس في الإقبال: إنّ مَن دعا بهذا الدعاء في كلّ ليلة من شهر رمضان غفرت له ذنوبه:

اللهُمَّ رَبَّ شَهْرِ رَمَضانَ، الَّذى انْزَلْتَ فيهِ الْقُرْآنَ، وَافْتَرَضْتَ على عِبادِكَ فيهِ الصِّيامَ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَارْزُقْنى حَجَّ بَيْتِكَ الْحَرامِ، فى عامى هذا وَفى كُلِّ عامٍ، وَاغْفِرْ لى تِلْكَ الذُّنُوبَ الْعِظامَ، فَانَّهُ لا يَغْفِرُها غَيْرُكَ يا رَحْمنُ يا عَلّامُ (7).

- چ چ-

10. أن يدعو في كلّ ليلة بدعاء الافتتاح.


1- مصباح الكفعمي: ص 631( كما وردت هذه الرواية باختلاف يسير في إقبال الأعمال: ص 116).
2- إقبال الأعمال: ص 114.
3- إقبال الأعمال: ص 116.
4- المصدر السابق؛ البلد الأمين: ص 232.
5- إقبال الأعمال: ص 7.
6- الكافي: ج 4، ص 68، ح 1؛ الفقيه: ج 2، ص 134، ح 1952؛ التهذيب: ج 4، ص 201، ح 4.
7- إقبال الأعمال: ص 61.

ص: 476

دعاء الإفتتاح

(1) روي بسند معتبر عن صاحب الأمر- إمام الزمان أرواحنا فداه- أنّه كتب للشيعة: ادعوا بهذا الدعاء كلّ ليلة من شهر رمضان فإنّ الدعاء في هذا الشهر تسمعه الملائكة وتستغفر لصاحبه.

والدعاء كما ورد في زاد المعاد(2) هو:

اللهُمَّ انّى افْتَتِحُ الثَّنآءَ بِحَمْدِكَ، وَانْتَ مُسَدِّدٌ لِلصَّوابِ بِمَنِّكَ، وَايْقَنْتُ انَّكَ انْتَ ارْحَمُ الرَّاحِمينَ فى مَوْضِعِ الْعَفْوِ وَالرَّحْمَةِ، وَاشَدُّ الْمُعاقِبينَ فى مَوْضِعِ النَّكالِ وَالنَّقِمَةِ، وَاعْظَمُ الْمُتَجَبِّرينَ فى مَوْضِعِ الْكِبْريآءِ وَالْعَظَمَةِ، اللهُمَّ اذِنْتَ لى فى دُعآئِكَ وَمَسْئَلَتِكَ، فَاسْمَعْ يا سَميعُ مِدْحَتى وَاجِبْ يا رَحيمُ دَعْوَتى وَاقِلْ يا غَفُورُ عَثْرَتى فَكَمْ يآ الهى مِنْ كُرْبَةٍ قَدْ فَرَّجْتَها، وَهُمُومٍ قَدْ كَشَفْتَها، وَعَثْرَةٍ قَدْ اقَلْتَها، وَرَحْمَةٍ قَدْ نَشَرْتَها، وَحَلْقَةِ بَلاءٍ قَدْ فَكَكْتَها، الْحَمْدُ للَّهِ الَّذى لَمْ يَتَّخِذْ صاحِبَةً وَلا وَلَداً، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَريكٌ فى الْمُلْكِ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِىٌّ مِنَ الذُّلِّ، وَكَبِّرْهُ تَكْبيراً، الْحَمْدُ للَّهِ بِجَميعِ مَحامِدِهِ كُلِّهَا، عَلى جَميعِ نِعَمِهِ كُلِّها، الْحَمْدُ للَّهِ الَّذى لا مُضآدَّ لَهُ فى مُلْكِهِ، وَلا مُنازِعَ لَهُ فى امْرِهِ، الْحَمْدُ للَّهِ الَّذى لا شَريكَ لَهُ فى خَلْقِهِ، وَلا شَبيهَ لَهُ فى عَظَمَتِهِ، الْحَمْدُ للَّهِ الْفاشى فِى الْخَلْقِ امْرُهُ وَحَمْدُهُ، الظَّاهِرِ بِالْكَرَمِ مَجْدُهُ، الْباسِطِ بِالْجُودِ يَدَهُ، الَّذى لا تَنْقُصُ خَزآئِنُهُ، وَلا تَزيدُهُ كَثْرَةُ الْعَطآءِ الَّا جُوداً وَكَرَماً، انَّهُ هُوَ الْعَزيزُ الْوَهَّابُ، اللهُمَّ انّى اسْئَلُكَ قَليلًا مِنْ كَثيرٍ مَعَ حاجَةٍ بى الَيْهِ عَظيمَةٍ، وَغِناكَ عَنْهُ قَديمٌ، وَهُوَ عِنْدى كَثيرٌ، وَهُوَ عَلَيْكَ سَهْلٌ يَسيرٌ، اللهُمَّ انَّ عَفْوَكَ عَنْ ذَنْبى وَتَجاوُزَكَ عَنْ خَطيئَتى وَصَفْحَكَ عَنْ ظُلْمى وَسَتْرَكَ عَلى قَبيحِ عَمَلى وَحِلْمَكَ عَنْ كَثيرِ جُرْمى عِنْدَ ما كانَ مِنْ


1- يبدو أنّ تسمية الدعاء بهذا الاسم لما ورد في مستهلّه« اللّهم إنّي افتتح ...».
2- زاد المعاد: ص 110؛ إقبال الأعمال: ص 58.

ص: 477

خَطَأى وَعَمْدى اطْمَعَنى فى انْ اسْئَلَكَ ما لا اسْتَوْجِبُهُ مِنْكَ الَّذى رَزَقْتَنى مِنْ رَحْمَتِكَ، وَارَيْتَنى مِنْ قُدْرَتِكَ، وَعَرَّفْتَنى مِنْ اجابَتِكَ، فَصِرْتُ ادْعُوكَ آمِناً، وَاسْئَلُكَ مُسْتَأْنِساً لا خآئِفاً وَلا وَجِلًا، مُدِلًّا عَلَيْكَ فيما قَصَدْتُ فيهِ الَيْكَ، فَانْ ابْطَا عَنّى عَتَبْتُ بِجَهْلى عَلَيْكَ، وَلَعَلَّ الَّذى ابْطَا عَنّى هُوَ خَيْرٌ لى لِعِلْمِكَ بِعاقِبَةِ الْأُمُورِ، فَلَمْ ارَ مَوْلًا كَريماً اصْبَرَ عَلى عَبْدٍ لَئيمٍ مِنْكَ عَلَىَّ يا رَبِّ، انَّكَ تَدْعُونى فَاوَلّى عَنْكَ، وَتَتَحَبَّبُ الَىَّ فَاتَبَغَّضُ الَيْكَ، وَتَتَوَدَّدُ الَىَّ فَلا اقْبَلُ مِنْكَ، كَانَّ لِىَ التَّطَوُّلَ عَلَيْكَ، فَلَمْ يَمْنَعْكَ ذلِكَ مِنَ الرَّحْمَةِ لى وَالْإِحْسانِ الَىَّ، وَالتَّفَضُّلِ عَلَىَّ بِجُودِكَ وَكَرَمِكَ، فَارْحَمْ عَبْدَكَ الْجاهِلَ، وَجُدْ عَلَيْهِ بِفَضْلِ احْسانِكَ، انَّكَ جَوادٌ كَريمٌ، الْحَمْدُللَّهِ مالِكِ الْمُلْكِ، مُجْرِى الْفُلْكِ، مُسَخِّرِ الرِّياحِ، فالِقِ الْإِصْباحِ، دَيَّانِ الدّينِ، رَبِّ الْعَالَمينَ، الْحَمْدُ للَّهِ عَلى حِلْمِهِ بَعْدَ عِلْمِهِ، وَالْحَمْدُ للَّهِ عَلى عَفْوِهِ بَعْدَ قُدْرَتِهِ، وَالْحَمْدُ للَّهِ عَلى طُولِ اناتِهِ فى غَضَبِهِ، وَهُوَ الْقادِرُ عَلى ما يُريدُ، الْحَمْدُ للَّهِ خالِقِ الْخَلْقِ، باسِطِ الرِّزْقِ، فالقِ الْإِصْباحِ، ذِى الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ، وَالْفَضْلِ وَالْإِنْعامِ، الَّذى بَعُدَ فَلا يُرى وَقَرُبَ فَشَهِدَ النَّجْوى تَبارَكَ وَتَعالى الْحَمْدُ للَّهِ الَّذى لَيْسَ لَهُ مُنازِعٌ يُعادِلُهُ، وَلا شَبيهٌ يُشاكِلُهُ، وَلا ظَهيرٌ يُعاضِدُهُ، قَهَرَ بِعِزَّتِهِ الْأَعِزَّآءَ، وَتَواضَعَ لِعَظَمَتِهِ الْعُظَمآءُ، فَبَلَغَ بِقُدْرَتِهِ ما يَشآءُ، الْحَمْدُ للَّهِ الَّذى يُجيبُنى حينَ اناديهِ، وَيَسْتُرُ عَلَىَّ كُلَّ عَوْرَةٍ وَانَا اعْصيهِ، وَيُعَظِّمُ النِّعْمَةَ عَلَىَّ فَلا اجازيهِ، فَكَمْ مِنْ مَوْهِبَةٍ هَنيئَةٍ قَدْ اعْطانى وَعَظيمَةٍ مَخُوفَةٍ قَدْ كَفانى وَبَهْجَةٍ مُونِقَةٍ قَدْ ارانى فَاثْنى عَلَيْهِ حامِداً، وَاذْكُرُهُ مُسَبِّحاً، الْحَمْدُ للَّهِ الَّذى لا يُهْتَكُ حِجابُهُ، وَلا يُغْلَقُ بابُهُ، وَلا يُرَدُّ سآئِلُهُ، وَلا يُخَيَّبُ آمِلُهُ، الْحَمْدُللَّهِ الَّذى يُؤْمِنُ الْخآئِفينَ، وَيُنَجِّى الصَّالِحينَ، وَيَرْفَعُ الْمُسْتَضْعَفينَ، وَيَضَعُ الْمُسْتَكْبِرينَ، وَيُهْلِكُ مُلُوكاً، وَيَسْتَخْلِفُ آخَرينِ، وَالْحَمْدُ للَّهِ قاصِمِ الْجَبَّارينَ، مُبيرِ الظَّالِمينَ،

ص: 478

مُدْرِكِ الْهارِبينَ، نَكالِ الظَّالِمينَ، صَريخِ الْمُسْتَصْرِخينَ، مَوْضِع حاجاتِ الطَّالِبينَ، مُعْتَمَدِ الْمُؤْمِنينَ، الْحَمْدُ للَّهِ الَّذى مِنْ خَشْيَتِهِ تَرْعَدُ السَّمآءُ وَسُكَّانُها، وَتَرْجُفُ الْأَرْضُ وَعُمَّارُها، وَتَمُوجُ الْبِحارُ وَمَنْ يَسْبَحُ فى غَمَراتِها، الْحَمْدُ للَّهِ الَّذى هَدانا لِهذا، وَما كُنَّا لِنَهْتَدِىَ لَوْلا انْ هَدانَا اللَّهُ، الْحَمْدُ للَّهِ الَّذى يَخْلُقُ وَلَمْ يُخْلَقْ، وَيَرْزُقُ وَلا يُرْزَقُ، وَيُطْعِمُ وَلا يُطْعَمُ، وَيُميتُ الْأَحيآءَ وَيُحْيِى الْمَوْتى وَهُوَ حَىٌّ لا يَمُوتُ، بِيَدِهِ الْخَيْرُ، وَهُوَ عَلى كُلِّ شَىْ ءٍ قَديرٌ، اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، وَامينِكَ وَصَفِيِّكَ، وَحَبيبِكَ وَخِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ، وَحافِظِ سِرِّكَ، وَمُبَلِّغِ رِسالاتِكَ، افْضَلَ وَاحْسَنَ وَاجْمَلَ، وَاكْمَلَ وَازْكى وَانْمى وَاطْيَبَ وَاطْهَرَ وَاسْنى وَاكْثَرَ ما صَلَّيْتَ وَبارَكْتَ وَتَرَحَّمْتَ، وَتَحَنَّنْتَ وَسَلَّمْتَ عَلى احَدٍ مِن عِبادِكَ وَانْبِيآئِكَ وَرُسُلِكَ وَصَفْوَتِكَ، وَاهْلِ الْكَرامَةِ عَلَيْكَ مِن خَلْقِكَ، اللهُمَّ وَصَلِّ عَلى عَلىٍّ اميرِالْمُؤْمِنينَ، وَوَصِىِّ رَسُولِ رَبِّ الْعالَمينَ، عَبْدِكَ وَوَليِّكَ وَاخى رَسُولِكَ، وَحُجَّتِكَ عَلى خَلْقِكَ، وَآيَتِكَ الْكُبْرى وَالنَّبَأِ الْعَظيمِ، وَصَلِّ عَلَى الصِّدّيقَةِ الطَّاهِرَةِ، فاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِسآءِالْعالَمينَ، وَصَلِّ عَلى سِبْطَىِ الرَّحْمَةِ وَامامَىِ الْهُدى الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ، سَيّدَىْ شَبابِ اهْلِ الْجَّنَةِ، وَصَلِّ عَلى ائِمَّةِ الْمُسْلِمينَ، عَلِىِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، وَمُحَمَّدِبْنِ عَلِىٍّ، وَجَعْفَرِبْنِ مُحَمَّدٍ، وَمُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ، وَعَلِىِّ بْنِ مُوسى وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلِىٍّ، وَعَلِىِّ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَالْحَسَنِ بْنِ عَلِىٍّ، وَالْخَلَفِ الْهادِى الْمَهْدِىِّ، حُجَجِكَ عَلى عِبادِكَ، وَامَنآئِكَ فى بِلادِكَ، صَلاةً كَثيرَةً دآئِمَةً، اللهُمَّ وَصَلِّ عَلى وَلِىِّ امْرِكَ الْقآئِمِ الْمُؤَمَّلِ، وَالْعَدْلِ الْمُنْتَظَرِ، وَحُفَّهُ بِمَلائِكَتِكَ الْمُقَرَّبينَ، وَايِّدْهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ يا رَبَّ الْعالَمينَ، اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ الدَّاعِىَ الى كِتابِكَ، وَالْقآئِمَ بِدينِكَ، اسْتَخْلِفْهُ فِى الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفْتَ الَّذينَ مِنْ قَبْلِهِ، مَكِّنْ لَهُ دينَهُ الَّذِى ارْتَضَيْتَهُ لَهُ، ابْدِلْهُ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِ امْناً، يَعْبُدُكَ لا يُشْرِكُ بِكَ شَيْئاً، اللهُمَّ اعِزَّهُ وَاعْزِزْ بِهِ،

ص: 479

وَانْصُرْهُ وَانْتَصِرْ بِهِ، وَانْصُرْهُ نَصْراً عَزيزاً، وَافْتَحْ لَهُ فَتْحاً يَسيراً، وَاجْعَلْ لَهُ مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصيراً، اللهُمَّ اظْهِرْ بِهِ دينَكَ وَسُنَّةَ نَبِيِّكَ، حَتّى لا يَسْتَخْفِىَ بِشَىْ ءٍ مِنَ الْحَقِّ مَخافَةَ احَدٍ مِنَ الْخَلْقِ، اللهُمَّ انَّا نَرْغَبُ الَيْكَ فى دَوْلَةٍ كَريمَةٍ، تُعِزُّ بِهَا الْإِسْلامَ وَاهْلَهُ، وَتُذِلُّ بِهَا النِّفاقَ وَاهْلَهُ، وَتَجْعَلُنا فيها مِنَ الدُّعاةِ الى طاعَتِكَ، وَالْقادَةِ الى سَبيلِكَ، وَتَرْزُقُنا بِها كَرامَةَ الدُّنْيا وَالْاخِرَةِ، اللَّهُمَّ ما عَرَّفْتَنا مِنَ الْحَقِّ فَحَمِّلْناهُ، وَما قَصُرْنا عَنْهُ فَبَلِّغْناهُ، اللهُمَّ الْمُمْ بِهِ شَعْثَنا، وَاشْعَبْ بِهِ صَدْعَنا، وَارْتُقْ بِهِ فَتْقَنا، وَكَثِّرْبِهِ قِلَّتَنا، وَاعْزِزْ بِهِ ذِلَّتَنا، وَاغْنِ بِهِ عآئِلَنا، وَاقْضِ بِهِ عَنْ مُغْرَمِنا، وَاجْبُرْبِهِ فَقْرَنا، وَسُدَّ بِهِ خَلَّتَنا، وَيَسِّرْ بِهِ عُسْرَنا، وَبَيِّضْ بِهِ وُجُوهَنا، وَفُكَّ بِهِ اسْرَنا، وَانْجِحْ بِهِ طَلِبَتَنا، وَانْجِزْ بِهِ مَواعيدَنا، وَاسْتَجِبْ بِهِ دَعْوَتَنا، وَاعْطِنا بِهِ سُؤْلَنا، وَبَلِّغْنا بِهِ مِنَ الدُّنْيا وَالْاخِرَةِ آمالَنا، وَاعْطِنا بِهِ فَوْقَ رَغْبَتِنا، يا خَيْرَ الْمَسْئُولينَ وَاوْسَعَ الْمُعْطينَ، اشْفِ بِهِ صُدُورَنا، وَاذْهِبْ بِهِ غَيْظَ قُلُوبِنا، وَاهْدِنا بِهِ لِمَا اخْتُلِفَ فيهِ مِنَ الْحَقِّ بِاذْنِكَ، انَّكَ تَهْدى مَنْ تَشآءُ الى صِراطٍ مُسْتَقيمٍ، وَانْصُرْنا بِهِ عَلى عَدُوِّكَ وَعَدُوِّنآ، الهَ الْحَقِّ آمينَ، اللهُمَّ انَّا نَشْكُو الَيْكَ فَقْدَ نَبِيِّنا صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَغَيْبَةَ وَلِيِّنا، وَكَثْرَةَ عَدُوِّنا، وَقِلَّةَ عَدَدِنا، وَشِدّةَ الْفِتَنِ بِنا، وَتَظاهُرَ الزَّمانِ عَلَيْنا، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِهِ، وَاعِنَّا عَلى ذلِكَ بِفَتْحٍ مِنْكَ تُعَجِّلُهُ، وَ بِضُرٍّ تَكْشِفُهُ، وَنَصْرٍ تُعِزُّهُ، وَسُلْطانِ حَقٍّ تُظْهِرُهُ، وَرَحْمَةٍ مِنْكَ تَجَلِّلُناها، وَعافِيَةٍ مِنْكَ تُلْبِسُناها، بِرَحْمَتِكَ يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ.

-*-*-*-

11. تقول في كلّ ليلة:

اللهُمَّ بِرَحْمَتِكَ فِى الصَّالِحينَ فَادْخِلْنا، وَفى عِلِّيّينَ فَارْفَعْنا، وِبَكَاْسٍ مِنْ مَعينٍ مِنْ عَيْنٍ سَلْسَبيلٍ فَاسْقِنا، وَمِنَ الْحُورِ الْعينِ بِرَحْمَتِكَ فَزَوِّجْنا، وَمِنَ الْوِلْدانِ

ص: 480

الْمُخَلَّدينَ كَانَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ فَاخْدِمْنا، وَمِنْ ثِمارِ الْجَنَّةِ وَلُحُومِ الطَّيْرِ فَاطْعِمْنا، وَمِنْ ثِيابِ السُّنْدُسِ وَالْحَريرِ وَالْإِسْتَبْرَقِ فَالْبِسْنا، وَلَيْلَةَ الْقَدْرِ وَحَجَّ بَيْتِكَ الْحرامِ وَقَتْلًا فى سَبيلِكَ فَوَفِّقْ لَنا، وَصالِحَ الدُّعآءِ وَالْمَسْئَلةِ فَاسْتَجِبْ لَنا، وَاذا جَمَعْتَ الأَوَّلينَ وَالأخِرينَ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَارْحَمْنا، وَبَرآئَةً مِنَ النَّارِ فَاكْتُبْ لَنا، وَفى جَهَنَّمَ فَلا تَغُلَّنا، وَفى عَذابِكَ وَهَوانِكَ فَلا تَبْتَلِنا، وَمِنَ الزَّقُّومِ وَالضَّريعِ فَلا تُطْعِمْنا، وَمَعَ الشَّياطينِ فَلا تَجْعَلْنا، وَفِى النَّارِ عَلى وُجُوهِنا فَلا تَكْبُبْنا، وَمِنْ ثِيابِ النَّارِ وَسَرابيلِ الْقَطِرانِ فَلا تُلْبِسْنا، وَمِنْ كُلِّ سُوءٍ يا لا الهَ الَّا انْتَ بِحَقِّ لا الهَ الَّا انْتَ فَنَجِّنا(1).

- چ چ-

12. عن الإمام الصادق عليه السلام: «

تَقُولُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِن شَهْرِ رَمَضانَ:

اللهُمَّ انّى اسْئَلُكَ انْ تَجْعَلَ فيما تَقْضى وَتُقَدِّرُ مِنَ الْأَمْرِ الْمَحْتُومِ فِى الْأَمْرِ الْحَكيمِ، مِنَ الْقَضآءِ الَّذى لا يُرَدُّ وَلا يُبَدَّلُ، انْ تَكْتُبَنى مِنْ حُجَّاجِ بَيْتِكَ الْحَرامِ، الْمَبْرُورِ حَجُّهُمْ، الْمَشْكُورِ سَعْيُهُمْ، الْمَغْفُورِ ذُنُوبُهُمْ، الْمُكَفَّرِ عَنْ سَيِّئاتِهِمْ، وَانْ تَجْعَلَ فيما تَقْضى وَتُقَدِّرُ، انْ تُطيلَ عُمْرى فى خَيْرٍ وَعافِيَةٍ، وَتُوَسِّعَ فى رِزْقى وَتَجْعَلَنى مِمَّنْ تَنْتَصِرُ بِهِ لِدينِكَ، وَلا تَسْتَبْدِلْ بى غَيْرى (2).- چ چ-

13. قال المرحوم المحدّث القمّي: جاء في أنيس الصالحين: ادع ذ في كلّ ليلةٍ من ليالي شهر رمضان قائلًا:

أَعُوذُ بِجَلالِ وَجْهِكَ الْكَريمِ، أَنْ يَنْقَضِىَ عَنّى شَهْرُ رَمَضانَ، اوْ يَطْلُعَ الْفَجْرُ مِنْ لَيْلَتى هذِهِ، وَلَكَ قِبَلى تَبِعَةٌ اوْ ذَنْبٌ تُعَذِّبُنى عَلَيْهِ (3).


1- إقبال الأعمال: ص 61؛ زاد المعاد: ص 116.
2- إقبال الأعمال: ص 61.
3- مفاتيح الجنان: أعمال ليالي شهر رمضان.

ص: 481

14. يستحبّ في كلّ ليلة صلاة ركعتين تقرأ في كلّ ركعة

الحمد والتوحيد

ثلاث مرّات فإذا سلّمت تقول:

سُبْحانَ مَنْ هُوَ حَفيظٌ لا يَغْفُلُ، سُبحانَ مَنْ هُوَ رَحيمٌ لا يَعْجَلُ، سُبْحانَ مَنْ هُوَ قآئِمٌ لا يَسْهُو، سُبْحانَ مَنْ هُوَ دائِمٌ لا يَلْهُو. ثمّ تسبّح بالتسبيحات الأربعة سبع مرّات ثمّ تقول: سُبْحانَكَ سُبْحانَكَ سُبْحانَكَ، يا عَظيمُ اغْفِرْ لِىَ الذَّنْبَ الْعَظيمَ.

ثمّ تصلّي على النّبيِّ وآلِه عَشْرَ مرّات. من صلّى هذه الصلاة غفر اللَّه له ذنوباً كثيرة(1).

-*-*-*-

15. في رواية عن الإمام الصادق عليه السلام: «

مَنْ قَرَأ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِن شَهْرِ رَمَضانَ سُورَةَ إنّا فَتَحْنا في صَلاةٍ مَسْنونَةٍ كان مَصُوناً في ذلِكَ العامِ»(2).

16. الصلاة ألف ركعة في شهر رمضان. وقد اختلف في كيفيّتها، ولكن ما ورد في رواية عليّ ابن مهران وطائفة كبيرة من الأعلام عن الإمام الجواد عليه السلام: «

أنْ يُصَلِّي مِنْها في كُلِّ لَيْلَةٍ مِن لَيالِي العَشْرِ الاولى والثانِيَةِ عِشْرِينَ رَكْعَةً يُسَلِّمُ بَيْنَ كُلِّ رَكْعَتَيْنِ فَيُصَلِّي ثَمانٍ مِنْها بَعْدَ المَغْرِبِ واثْنَتَا عَشْرَةَ رَكْعَةً تُؤَخَّرُ عن صَلاةِ العِشَاءِ، وفي العَشْرِ الأخِيرَةِ يُصَلِّي مِنْها كُلَّ لَيْلَةٍ ثَلاثِينَ رَكْعَةً، يُؤتى ثَمانٌ مِنْها بَعْدَ صَلاةِ المَغْرِبِ أيْضاً ويُؤَخّر الباقِيَةَ عَنِ العِشاءِ فَيكُونُ المَجموعُ سَبْعَمائَةِ رَكْعَةً فَتَبْقى ثَلاثمائَةُ رَكْعَة. وهي تُؤدّى فِي لَيالي القَدْرِ، مائَةُ رَكْعَة لَيْلَةَ التاسِع عَشَر (بالإضافة إلى العِشْرين رَكْعَةً التي صلّاها سابقاً) ومَائَةُ رَكْعَة لَيْلَةَ الحادِي والعِشْرِين (بالإضَافَة إِلى الثّلاثِين) ومائَةُ رَكْعَةً لَيْلَة الثالِثِ والعِشْرِين (بالإضافَةِ إلى الثّلاثين رَكْعَةً) فَتَتِمُّ ألْفُ رَكْعَة»(3)

. (ينبغي للمؤمنين أن لا يغفلوا عنها قدر المستطاع).

أعمال أسحار شهر رمضان المبارك

اشارة

1. أن يتسحّر فلا يدع السحور ولو على حشفة تمر كما روي عن النبيّ صلى الله عليه و آله (4).


1- مستدرك الوسائل: ج 6، ص 215، ح 6770.
2- زاد المعاد: ص 100.
3- إقبال الأعمال: ص 11.
4- المصدر السابق: ص 82.

ص: 482

وقال صلى الله عليه و آله: «

إنّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الْمُسْتَغفِرينَ وَالْمُتَسَحِّرِيْنَ بِالْأَسْحارِ، فَتَسَحَّرُوا وَلَوْ بِجُرَع مِن الماءِ»(1).

2. أن يقرأ سورة «

إنّا أنزلناه

» عند السحور، عن الإمام الصادق عليه السلام قال: «

مَا مِنْ مُؤْمِنٍ صَامَ فَقَرأ «إنّا أنْزَلْناهُ في لَيْلَةِ الْقَدْرِ» عِنْدَ سُحُورِهِ وعِنْدَ إفْطَارِهِ إلّاكانَ فِيما بَيْنَهُما كالمُتَشَحِّطِ بِدَمِه في سَبيلِ اللَّهِ»(2).

3.

قراءة دعاء السَّحر

هذا دعاء عظيم المضامين ومبيّن لعظمة صفات اللَّه، يعين الإنسان على السير والسلوك إلى اللَّه وكماله المعنويّ ويعلّمنا التنبّه لمعانيه معارف التوحيد الخالص. وقد روي هذا الدعاء عن الإمام الرضا عليه السلام الذي قال: «

إنَّهُ دعاء الإمام الباقر عليه السلام في أسْحَارِ شَهْرِ رَمَضان وفِيه اسمُ اللَّهِ الأعْظَم والدعاء:

اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ مِنْ بَهآئِكَ بِابْهاهُ، وَكُلُّ بَهآئِكَ بَهِىٌّ، اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ بِبَهآئِكَ كُلِّهِ، اللهُمَّ انّى اسْئَلُكَ مِنْ جَمالِكَ بِاجْمَلِهِ، وَكُلُّ جَمالِكَ جَميلٌ، اللهُمَّ انّى اسْئَلُكَ بِجَمالِكَ كُلِّهِ، اللهُمَّ انّى اسْئَلُكَ مِنْ جَلالِكَ بِاجَلِّهِ، وَكُلُّ جَلالِكَ جَليلٌ، اللهُمَّ انّى اسْئَلُكَ بِجَلالِكَ كُلِّهِ، اللهُمَّ انّى اسْئَلُكَ مِنْ عَظَمَتِكَ بِاعْظَمِها، وَكُلُّ عَظَمَتِكَ عَظَيمَةٌ، اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ بِعَظَمَتِكَ كُلِّها، اللَّهُمَّ انّى اسَئَلُكَ مِنْ نُورِكَ بِانْوَرِهِ، وَكُلُّ نُورِكَ نَيِّرٌ، اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ بِنُورِكَ كُلِّهِ، اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ مِنْ رَحْمَتِكَ بِاوْسَعِها، وَكُلُّ رَحْمَتِكَ واسِعَةٌ، اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ بِرَحْمَتِكَ كُلِّها، اللهُمَّ انّى اسْئَلُكَ مِنْ كَلِماتِكَ بِاتَمِّها، وَكُلُّ كَلِماتِكَ تآمَّةٌ، اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ بِكَلِماتِكَ كُلِّهَا، اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ مِنْ كَمالِكَ بِاكْمَلِهِ، وَكُلُّ كَمالِكَ كامِلٌ، اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ


1- إقبال الأعمال: ص 82.
2- المصدر السابق: ص 83.

ص: 483

بِكَمالِكَ كُلِّهِ، اللهُمَّ انّى اسْئَلُكَ مِنْ اسمآئِكَ بِاكْبَرِها، وَكُلُّ اسْمآئِكَ كَبيرَةٌ، اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ بِاسْمآئِكَ كُلِّها، اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ مِنْ عِزَّتِكَ باعَزِّها، وَكُلُّ عِزَّتِكَ عَزيزَةٌ، اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ بِعِزَّتِكَ كُلِّها، اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ مِنْ مَشِيَّتِكَ بِامْضاها، وَكُلُّ مَشِيَّتِكَ ماضِيَةٌ، اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ بِمَشِيَّتِكَ كُلِّها، اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ مِنْ قُدْرَتِكَ بِالْقُدْرَةِ الَّتِى اسْتَطَلْتَ بِها عَلى كُلِّ شَىْ ءٍ، وَكُلُّ قُدْرَتِكَ مُسْتَطيلَةٌ، اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ بِقُدْرَتِكَ كُلِّها، اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ مِنْ عِلْمِكَ بِانْفَذِهِ، وَكُلُّ عِلْمِكَ نافِذٌ، اللهُمَّ انّى اسْئَلُكَ بِعِلْمِكَ كُلِّهِ، اللهُمَّ انّى اسْئَلُكَ مِنْ قَوْلِكَ بِارْضاهُ، وَكُلُّ قَوْلِكَ رَضِىٌّ، اللهُمَّ انّى اسْئَلُكَ بِقَوْلِكَ كُلِّهِ، اللهُمَّ انّى اسْئَلُكَ مِنْ مَسآئِلِكَ بِاحَبِّها الَيْكَ، وَكُلُّ مَسآئِلِكَ الَيْكَ حَبيبَةٌ، اللهُمَّ انّى اسْئَلُكَ بِمَسآئِلِكَ كُلِّها، اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ مِنْ شَرَفِكَ بِاشْرَفِهِ، وَكُلُّ شَرَفِكَ شَريفٌ، اللهُمَّ انّى اسْئَلُكَ بِشَرَفِكَ كُلِّهِ، اللهُمَّ انّى اسْئَلُكَ مِنْ سُلْطانِكَ بِادْوَمِهِ، وَكُلُّ سُلطانِكَ دآئِمٌ، اللهُمَّ انّى اسْئَلُكَ بِسُلْطانِكَ كُلِّهِ، اللهُمَّ انّى اسْئَلُكَ مِنْ مُلْكِكَ بِافْخَرِهِ، وَكُلُّ مُلْكِكَ فاخِرٌ، اللهُمَّ انّى اسْئَلُكَ بِمُلْكِكَ كُلِّهِ، اللهُمَّ انّى اسْئَلُكَ مِنْ عُلُوِّكَ بِاعْلاهُ، وَكُلُّ عُلُوِّكَ عالٍ، اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ بِعُلُوِّكَ كُلِّهِ، اللهُمَّ انّى اسْئَلُكَ مِنْ مَنِّكَ بِاقْدَمِهِ، وَكُلُّ مَنِّكَ قَديمٌ، اللهُمَّ انّى اسْئَلُكَ بِمَنِّكَ كُلِّهِ، اللهُمَّ انّى اسْئَلُكَ مِنْ آياتِكَ بِاكْرَمِها، وَكُلُّ آياتِكَ كَريمَةٌ، اللهُمَّ انّى اسْئَلُكَ بِآياتِكَ كُلِّها، اللهُمَّ انّى اسْئَلُكَ بِما انْتَ فيهِ مِنَ الشَّاْنِ وَالْجَبَرُوتِ، وَاسْئَلُكَ بِكُلِّ شَاْنٍ وَحْدَهُ وَجَبَرُوتٍ وَحْدَها، اللهُمَّ انّى اسْئَلُكَ بِما تُجيبُنى [بِهِ حينَ اسْئَلُكَ، فَاجِبْنى يا اللَّهُ.

ثمّ سل حاجتك فإنها تقضى إن شاء اللَّه»(1).

-

چ چ-


1- إقبال الأعمال: ص 76.

ص: 484

4.

دعاء أبو حمزة الثماليّ

دعاء أبو حمزة الثماليّ (1)

يتمتع دعاء أبو حمزة الثمالي الذي يقرأ في أسحار شهر رمضان المبارك بمضامين رفيعة جدّاً بحيث لو كان للداعي أدنى استعداد روحيّ وركّز عليه لنوّر قلبه قطعاً وأحدث فيه هزّة روحيّة.

وبالإضافة إلى اشتمال هذا الدعاء على دورة في معرفة اللَّه فإنّه يلهم الداعي نهج العبودية وسبيل التوبة والإنابة إلى اللَّه. قال أبو حمزة الثماليّ: كان عليّ بن الحسين سيّد العابدين عليه السلام يصلّي عامّة ليله في شهر رمضان فإذا كان في السحر دعا بهذا الدعاء(2):

الهى لا تُؤَدِّبْنى بِعُقُوبَتِكَ، وَلا تَمْكُرْ بى فى حيلَتِكَ، مِنْ ايْنَ لِىَ الْخَيْرُ يا رَبِّ، وَلا يُوجَدُ الَّا مِنْ عِنْدِكَ، وَمِنْ ايْنَ لِىَ النَّجاةُ، وَلا تُسْتَطاعُ الَّا بِكَ، لَا الَّذى احْسَنَ اسْتَغْنى عَنْ عَوْنِكَ وَرَحْمَتِكَ، وَلَا الَّذى اسآءَ وَاجْتَرَءَ عَلَيْكَ وَلَمْ يُرْضِكَ خَرَجَ عَنْ قُدْرَتِكَ، يا رَبِّ يا رَبِّ يا رَبِ حتّى ينقطع النفس بك، ثمّ تقول: بِكَ عَرَفْتُكَ، وَانْتَ دَلَلْتَنى عَلَيْكَ، وَدَعَوْتَنى الَيْكَ، وَلَوْ لا انْتَ لَمْ ادْرِ ما انْتَ، الْحَمْدُ للَّهِ الَّذى ادْعُوهُ فَيُجيبُنى وَانْ كُنْتُ بَطيئاً حينَ يَدْعُونى وَالْحَمْدُ للَّهِ الَّذى اسْئَلُهُ فَيُعْطينى وَانْ كُنْتُ بَخيلًا حينَ يَسْتَقْرِضُنى وَالْحَمْدُ للَّهِ الَّذى اناديهِ كُلَّما شِئْتُ لِحاجَتى وَاخْلُو بِهِ حَيْثُ شِئْتُ لِسِرِّى بِغَيْرِ شَفيعٍ فَيَقْضى لى حاجَتى الْحَمْدُللَّهِ الَّذى لا ادْعُو غَيْرَهُ، وَلَوْ دَعَوْتُ غَيْرَهُ لَمْ يَسْتَجِبْ لى دُعآئى وَالْحَمْدُ للَّهِ الَّذى لا ارْجُو غَيْرَهُ، وَلَوْ رَجَوْتُ غَيْرَهُ لَأَخْلَفَ رَجآئى وَالْحَمْدُ للَّهِ الَّذى وَكَلَنى الَيْهِ فَاكْرَمَنى وَلَمْ يَكِلْنى الَى النَّاسِ فَيُهينُونى وَالْحَمْدُ للَّهِ الَّذى تَحَبَّبَ الَىَّ وَهُوَ غَنِىٌّ عَنّى


1- سبب التسمية أنّ راوي هذا الدعاء عن الإمام زين العابدين عليه السلام هو أبو حمزة الثمالي واسمه« ثابت بن دينار» وكان من خواصّ الإمام عليه السلام قال فيه عالم علم الرجال المعروف« النجاشي»: أدرك أربعة أئمّة من الإمام السجاد عليه السلام إلى الإمام الكاظم عليه السلام وروى عنهم وهو من أفضل رواة الشيعة وتثق به علماء الإماميّة. قال فيه الصادق عليه السلام:« أبو حَمْزَة سَلْمانُ زَمانِه».( معجم رجال الحديث: ج 4، ص 292).
2- ذكره الشيخ في المصباح: ص 582؛ السيّد ابن طاووس في الإقبال: ص 67، كما رواه العلّامة المجلسي في بحار الأنوار: ج 95، ص 82. ونقلناه طبق نسخة المصباح. وذكرنا في الحاشية العبارات التي وردت في النسخ المتداولة ولم ترد في المصباح.

ص: 485

وَالْحَمْدُ للَّهِ الَّذى يَحْلُمُ عَنّى حَتّى كَانّى لا ذَنْبَ لى فَرَبّى احْمَدُ شَىْ ءٍ عِنْدى وَاحَقُّ بِحَمْدى اللهُمَّ انّى اجِدُ سُبُلَ الْمَطالِبِ الَيْكَ مُشْرَعَةً، وَمَناهِلَ الرَّجآءِ الَيْكَ مُتْرَعَةً، وَالْإِسْتِعانَةَ بِفَضْلِكَ لِمَنْ امَّلَكَ مُباحَةً، وَابْوابَ الدُّعآءِ الَيْكَ لِلصَّارِخينَ مَفْتُوحَةً، وَاعْلَمُ انَّكَ لِلرَّاجى بِمَوْضِعِ اجابَةٍ، وَلِلْمَلْهُوفينَ بِمَرْصَدِ اغاثَةٍ، وَانَّ فِى اللَّهْفِ الى جُودِكَ، وَالرِّضا بِقَضآئِكَ عِوَضاً مِنْ مَنْعِ الْباخِلينَ، وَمَنْدُوحَةً عَمَّا فى ايْدِى الْمُسْتَاْثِرينَ، وَانَّ الرَّاحِلَ الَيْكَ قَريبُ الْمَسافَةِ، وَانَّكَ لا تَحْتَجِبُ عَنْ خَلْقِكَ الَّا انْ تَحْجُبَهُمُ الْأَعْمالُ دُونَكَ، وَقَدْ قَصَدْتُ الَيْكَ بِطَلِبَتى وَتَوَجَّهْتُ الَيْكَ بِحاجَتى وَجَعَلْتُ بِكَ اسْتِغاثَتى وَبِدُعآئِكَ تَوَسُّلى مِنْ غَيْرِ اسْتِحْقاقٍ لِاسْتِماعِكَ مِنّى وَلَا اسْتيجابٍ لِعَفْوِكَ عَنّى بَلْ لِثِقَتى بِكَرَمِكَ، وَسُكُونى الى صِدْقِ وَعْدِكَ، وَلَجَأى الَى الْإيمانِ بِتَوْحيدِكَ، وَيَقينى [وَثِقَتى بِمَعْرِفَتِكَ مِنّى انْ لا رَبَّ لى غَيْرُكَ، وَلا الهَ الَّا انْتَ، وَحْدَكَ لا شَريكَ لَكَ، اللَّهُمَّ انْتَ الْقائِلُ وَقَوْلُكَ حَقٌّ، وَوَعْدُكَ صِدْقٌ: وَاسْئَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ انَّ اللَّهَ كانَ بِكُمْ رَحيماً. وَلَيْسَ مِنْ صِفاتِكَ يا سَيِّدى انْ تَاْمُرَ بِالسُّؤالِ وَتَمْنَعَ الْعَطِيَّةَ، وَانْتَ الْمَنّانُ بِالْعَطِيَّاتِ عَلى اهْلِ مَمْلَكَتِكَ، وَالْعائِدُ عَلَيْهِمْ بِتَحَنُّنِ رَاْفَتِكَ، الهى رَبَّيْتَنى فى نِعَمِكَ وَاحْسانِكَ صَغيراً، وَنَوَّهْتَ بِاسْمى كَبيراً، فَيا مَنْ رَبَّانى فِى الدُّنْيا بِاحْسانِهِ وَتَفَضُّلِهِ وَنِعَمِهِ، وَاشارَ لى فِى الْأخِرَةِ الى عَفْوِهِ وَكَرَمِهِ، مَعْرِفَتى يا مَوْلاىَ دَليلى عَلَيْكَ، وَحُبّى لَكَ شَفيعى الَيْكَ، وَانَا واثِقٌ مِنْ دَليلى بِدَلالَتِكَ، وَساكِنٌ مِنْ شَفيعى الى شَفاعَتِكَ، ادْعُوكَ يا سَيِّدى بِلِسانٍ قَدْ اخْرَسَهُ ذَنْبُهُ، رَبِّ اناجيكَ بِقَلْبٍ قَدْ اوْبَقَهُ جُرْمُهُ، ادْعُوكَ يا رَبِّ راهِباً راغِباً راجِياً خآئِفاً، اذا رَايْتُ مَوْلاىَ ذُنُوبى فَزِعْتُ، وَاذا رَايْتُ كَرَمَكَ طَمِعْتُ، فَانْ عَفَوْتَ فَخَيْرُ راحِمٍ، وَانْ عَذَّبْتَ فَغَيْرُ ظالِمٍ، حُجَّتى يا اللَّهُ فى جُرْاتى عَلى مَسْئَلَتِكَ مَعَ اتْيانى ما تَكْرَهُ،

ص: 486

جُودُكَ وَكَرَمُكَ، وَعُدَّتى فى شِدَّتى مَعَ قِلَّةِ حَيائى رَاْفَتُكَ وَرَحْمَتُكَ، وَقَدْ رَجَوْتُ انْ لا تَخيبَ بَيْنَ ذَيْنِ وَذَيْنِ مُنْيَتى فَحَقِّقْ رَجآئى وَاسْمَعْ دُعآئى يا خَيْرَ مَنْ دَعاهُ داعٍ، وَافْضَلَ مَنْ رَجاهُ راجٍ، عَظُمَ يا سَيِّدى امَلى وَسآءَ عَمَلى فَاعْطِنى مِنْ عَفْوِكَ بِمِقْدارِ امَلى وَلا تُؤاخِذْنى بِاسْوَءِ عَمَلى فَانَّ كَرَمَكَ يَجِلُّ عَنْ مُجازاةِ الْمُذْنِبينَ، وَحِلْمَكَ يَكْبُرُ عَنْ مُكافاةِ الْمُقَصِّرينَ، وَا نَا ياسَيِّدى عائِذٌ بِفَضْلِكَ، هارِبٌ مِنْكَ الَيْكَ، مُتَنَجِّزٌ ما وَعَدْتَ مِنَ الصَّفْحِ عَمَّنْ احْسَنَ بِكَ ظَنّاً، وَما ا نَا يا رَبِّ وَما خَطَرى هَبْنى بِفَضْلِكَ، وَتَصَدَّقْ عَلَىَّ بِعَفْوِكَ، اىْ رَبِّ جَلِّلْنى بِسَتْرِكَ، وَاعْفُ عَنْ تَوْبيخى بِكَرَمِ وَجْهِكَ، فَلَوِ اطَّلَعَ الْيَوْمَ عَلى ذَنْبى غَيْرُكَ ما فَعَلْتُهُ، وَلَوْ خِفْتُ تَعْجيلَ الْعُقُوبَةِ لَاجْتَنَبْتُهُ، لا لِأَنَّكَ اهْوَنُ النَّاظِرينَ، وَاخَفُّ الْمُطَّلِعينَ [عَلَىَ ، بَلْ لِأَنَّكَ يارَبِّ خَيْرُ السَّاتِرينَ، وَاحْكَمُ الْحاكِمينَ، وَاكْرَمُ الْأَكْرَمينَ، سَتَّارُ الْعُيُوبِ، غَفَّارُ الذُّنُوبِ، عَلّامُ الْغُيُوبِ، تَسْتُرُ الذَّنْبَ بِكَرَمِكَ، وَتُؤَخِّرُ الْعُقُوبَةَ بِحِلْمِكَ، فَلَكَ الْحَمْدُ عَلى حِلْمِكَ بَعْدَ عِلْمِكَ، وَعَلى عَفْوِكَ بَعْدَ قُدْرَتِكَ، وَيَحْمِلُنى وَيُجَرِّئُنى عَلى مَعْصِيَتِكَ حِلْمُكَ عَنّى وَيَدْعُونى الى قِلَّةِ الْحَيآءِ سِتْرُكَ عَلَىَّ، وَيُسْرِعُنى الَى التَّوَثُّبِ عَلى مَحارِمِكَ مَعْرِفَتى بِسَعَةِ رَحْمَتِكَ، وَعَظيمِ عَفْوِكَ، يا حَليمُ يا كَريمُ، يا حَىُّ يا قَيُّومُ، يا غافِرَ الذَّنْبِ، يا قابِلَ التَّوْبِ، يا عَظيمَ الْمَنِّ، يا قَديمَ الْإِحسانِ، ايْنَ سَتْرُكَ الْجَميلُ، ايْنَ عَفْوُكَ الْجَليلُ، ايْنَ فَرَجُكَ الْقَريبُ، ايْنَ غِياثُكَ السَّريعُ، ايْنَ رَحْمَتُكَ الْواسِعَةُ، ايْنَ عَطاياكَ الْفاضِلَةُ، ايْنَ مَواهِبُكَ الْهَنيئَةُ، ايْنَ صَنائِعُكَ السَّنِيَّةُ، ايْنَ فَضْلُكَ الْعَظيمُ، ايْنَ مَنُّكَ الْجَسيمُ، ايْنَ احْسانُكَ الْقَديمُ، ايْنَ كَرَمُكَ يا كَريمُ، بِهِ وَبِمُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ(1) فَاسْتَنْقِذْنى وَبِرَحْمَتِكَ فَخَلِّصْنى يا مُحْسِنُ يا مُجْمِلُ، يا مُنْعِمُ يا مُفْضِلُ، لَسْتُ


1- لم ترد جملة« بمحمّد و آل محمّد» في المصباح، ولكن رودت في إقبال الأعمال.

ص: 487

اتَّكِلُ فِى النَّجاةِ مِنْ عِقابِكَ عَلى اعْمالِنا، بَلْ بِفَضْلِكَ عَلَيْنا، لِأَنَّكَ اهْلُ التَّقْوى وَاهْلُ الْمَغْفِرَةِ، تُبْدِئُ بِالْإِحْسانِ نِعَماً، وَتَعْفُو عَنِ الذَّنْبِ كَرَماً، فَما نَدْرى ما نَشْكُرُ اجَميلَ ما تَنْشُرُ، امْ قَبيحَ ما تَسْتُرُ، امْ عَظيمَ ما ابْلَيْتَ وَاوْلَيْتَ، امْ كَثيرَ ما مِنْهُ نَجَّيْتَ وَعافَيْتَ، يا حَبيبَ مَنْ تَحَبَّبَ الَيْكَ، وَيا قُرَّةَ عَيْنِ مَنْ لاذَبِكَ وَانْقَطَعَ الَيْكَ، انْتَ الْمُحْسِنُ وَنَحْنُ الْمُسيئُونَ، فَتَجاوَزْ يا رَبِّ عَنْ قَبيحِ ما عِنْدَنا بِجَميلِ ما عِنْدَكَ، وَاىُّ جَهْلٍ يا رَبِّ لا يَسَعُهُ جُودُكَ، اوْ اىُّ زَمانٍ اطْوَلُ مِنْ اناتِكَ، وَما قَدْرُ اعْمالِنا فى جَنْبِ نِعَمِكَ، وَكَيْفَ نَسْتَكْثِرُ اعْمالًا نُقابِلُ بِها كَرَمَكَ، بَلْ كَيْفَ يَضيقُ عَلَى الْمُذْنِبينَ ما وَسِعَهُمْ مِنْ رَحْمَتِكَ، يا واسِعَ الْمَغْفِرَةِ، يا باسِطَ الْيَدَيْنِ بِالرَّحْمَةِ، فَوَ عِزَّتِكَ يا سَيِّدى لَوْ نَهَرْتَنى ما بَرِحْتُ مِنْ بابِكَ، وَلا كَفَفْتُ عَنْ تَمَلُّقِكَ، لِمَا انْتَهى الَىَّ مِنَ الْمَعْرِفَةِ بِجُودِكَ وَكَرَمِكَ، وَانْتَ الْفاعِلُ لِما تَشآءُ، تُعَذِّبُ مَنْ تَشآءُ بِما تَشآءُ كَيْفَ تَشآءُ، وَتَرْحَمُ مَنْ تَشآءُ بِما تَشآءُ كَيْفَ تَشآءُ، لا تُسْئَلُ عَنْ فِعْلِكَ، وَلا تُنازَعُ فى مُلْكِكَ، وَلا تُشارَكُ فى امْرِكَ، وَلا تُضآدُّ فى حُكْمِكَ، وَلا يَعْتَرِضُ عَلَيْكَ احَدٌ فى تَدْبيرِكَ، لَكَ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ، تَبارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمينَ، يا رَبِّ هذا مَقامُ مَنْ لاذَبِكَ وَاسْتَجارَ بِكَرَمِكَ، وَالِفَ احْسانَكَ وَنِعَمَكَ، وَانْتَ الْجَوادُ الَّذى لايَضيقُ عَفْوُكَ، وَلا يَنْقُصُ فَضْلُكَ، وَلا تَقِلُّ رَحْمَتُكَ، وَقَدْ تَوَثَّقْنا مِنْكَ بِالصَّفْحِ الْقَديمِ، وَالْفَضْلِ الْعَظيمِ، وَالرَّحْمَةِ الْواسِعَةِ، افَتُراكَ يا رَبِّ تُخْلِفُ ظُنُونَنا، اوْ تُخَيِّبُ آمالَنا، كَلّا يا كَريمُ فَلَيْسَ هذا ظَنُّنا بِكَ، وَلا هذا فيكَ طَمَعُنا، يا رَبِّ انَّ لَنا فيكَ امَلًا طَويلًا كَثيراً، انَّ لَنا فيكَ رَجآءً عَظيماً، عَصَيْناكَ وَنَحْنُ نَرْجُو انْ تَسْتُرَ عَلَيْنا، وَدَعَوْناكَ وَنَحْنُ نَرْجُو انْ تَسْتَجيبَ لَنا، فَحَقِّقْ رَجآئَنا مَوْلانا، فَقَدْ عَلِمْنا ما نَسْتَوْجِبُ بِاعْمالِنا، وَلكِنْ عِلْمُكَ فينا وَعِلْمُنا بِانَّكَ لا تَصْرِفُنا عَنْكَ، وَانْ كُنَّا غَيْرَ مُسْتَوْجِبينَ لِرَحْمَتِكَ، فَانْتَ اهْلٌ انْ تَجُودَ عَلَيْنا،

ص: 488

وَعَلَى الْمُذْنِبينَ بِفَضْلِ سَعَتِكَ، فَامْنُنْ عَلَيْنا بِما انْتَ اهْلُهُ، وَجُدْ عَلَيْنا فَانَّا مُحْتاجُونَ الى نَيْلِكَ، يا غَفَّارُ بِنُورِكَ اهْتَدَيْنا، وَبِفَضْلِكَ اسْتَغْنَيْنا، وَبِنِعْمَتِكَ اصْبَحْنا وَامْسَيْنا، ذُنُوبُنا بَيْنَ يَدَيْكَ، نَسْتَغْفِرُكَ الَّلهُمَّ مِنْها وَنَتُوبُ الَيْكَ، تَتَحَبَّبُ الَيْنا بِالنِّعَمِ، وَنُعارِضُكَ بِالذُّنُوبِ، خَيْرُكَ الَيْنا نازِلٌ، وَشَرُّنا الَيْكَ صاعِدٌ، وَلَمْ يَزَلْ وَلا يَزالُ مَلَكٌ كَريمٌ يَاْتيكَ عَنَّا بِعَمَلٍ قَبيحٍ، فَلا يَمْنَعُكَ ذلِكَ مِنْ انْ تَحُوطَنا بِنِعَمِكَ، وَتَتَفَضَّلَ عَلَيْنا بِآلآئِكَ، فَسُبْحانَكَ ما احْلَمَكَ وَاعْظَمَكَ وَاكْرَمَكَ مُبْدِئاً وَمُعيداً، تَقَدَّسَتْ اسْمآئُكَ، وَجَلَّ ثَناؤُكَ، وَكَرُمَ صَنائِعُكَ وَفِعالُكَ، انْتَ الهى اوْسَعُ فَضْلًا، وَاعْظَمُ حِلْماً مِنْ انْ تُقايِسَنى بِفِعْلى وَخَطيئَتى فَالْعَفْوَ الْعَفْوَ الْعَفْوَ، سَيِّدى سَيِّدى سَيِّدى اللهُمَّ اشْغَلْنا بِذِكْرِكَ، وَاعِذْنا مِنْ سَخَطِكَ، وَاجِرْنا مِنْ عَذابِكَ، وَارْزُقْنا مِنْ مَواهِبِكَ، وَانْعِمْ عَلَيْنا مِنْ فَضْلِكَ، وَارْزُقْنا حَجَّ بَيْتِكَ، وَزِيارَةَ قَبْرِ نَبِيِّكَ، صَلَواتُكَ وَرَحْمَتُكَ وَمَغْفِرَتُكَ وَرِضْوانُكَ عَلَيْهِ وَعَلى اهْلِ بَيْتِهِ، انَّكَ قَريبٌ مُجيبٌ، وَارْزُقْنا عَمَلًا بِطاعَتِكَ، وَتَوَفَّنا عَلى مِلَّتِكَ، وَسُنَّةِ نَبِيِّكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، اللهُمَّ اغْفِرْ لى وَلِوالِدَىَّ وَارْحَمْهُما كَما رَبَّيانى صَغيراً، اجْزِهما بِالْإِحسانِ احْساناً، وَبِالسَّيِّئاتِ غُفْراناً، اللهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ، الْأَحيآءِ مِنْهُمْ وَالْأَمواتِ، وَتابِعْ بَيْنَنا وَبَيْنَهُمْ بِالْخَيْراتِ، اللهُمَّ اغْفِرْ لِحَيِّنا وَمَيِّتِنا، وَشاهِدِنا وَغآئِبِنا، ذَكَرِنا وَانْثانا، صَغيرِنا وَكَبيرِنا، حُرِّنا وَمَمْلُوكِنا، كَذَبَ الْعادِلُونَ بِاللَّهِ، وَضَلُّوا ضَلالًا بَعيداً، وَخَسِرُوا خُسْراناً مُبيناً، اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاخْتِمْ لى بِخَيْرٍ، وَاكْفِنى ما اهَمَّنى مِنْ امْرِ دُنْياىَ وَآخِرَتى وَلا تُسَلِّطْ عَلَىَّ مَنْ لا يَرْحَمُنى وَاجْعَلْ عَلَىَّ مِنْكَ واقِيَةً باقِيَةً، وَلا تَسْلُبْنى صالِحَ ما انْعَمْتَ بِهِ عَلَىَّ، وَارْزُقْنى مِنْ فَضْلِكَ رِزْقاً واسِعاً حَلالًا طَيِّباً، اللهُمَّ احْرُسْنى بِحَراسَتِكَ، وَاحْفَظْنى بِحِفْظِكَ، وَاكْلَأْنى بِكِلائَتِكَ،

ص: 489

وَارْزُقْنى حَجَّ بَيْتِكَ الْحَرامِ، فى عامِنا هذا وَفى كُلِّ عامٍ، وَزِيارَةَ قَبْرِ نَبِيِّكَ وَالْأَئِمَّةِ عَلَيْهِمُ السَّلامُ (1)، وَلا تُخْلِنى يا رَبِّ مِنْ تِلْكَ الْمَشاهِدِ الشَّريفَةِ، وَالْمَواقِفِ الْكَريمَةِ، اللهُمَّ تُبْ عَلَىَّ حَتّى لا اعْصِيَكَ، وَالْهِمْنِى الْخَيْرَ وَالْعَمَلَ بِهِ، وَخَشْيَتَكَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ ما ابْقَيْتَنى يا رَبَّ الْعالَمينَ، اللهُمَّ انّى كُلَّما قُلْتُ قَدْ تَهَيَّاْتُ وَتَعَبَّاْتُ، وَقُمْتُ لِلصَّلاةِ بَيْنَ يَدَيْكَ وَناجَيْتُكَ، الْقَيْتَ عَلَىَّ نُعاساً اذا انَا صَلَّيْتُ، وَسَلَبْتَنى مُناجاتَكَ اذا ا نَا ناجَيْتُ، ما لى كُلَّما قُلْتُ قَدْ صَلُحَتْ سَريرَتى وَقَرُبَ مِنْ مَجالِسِ التَّوَّابينَ مَجْلِسى عَرَضَتْ لى بَلِيَّةٌ ازالَتْ قَدَمى وَحالَتْ بَيْنى وَبَيْنَ خِدْمَتِكَ، سَيِّدى لَعَلَّكَ عَنْ بابِكَ طَرَدْتَنى وَعَنْ خِدْمَتِكَ نَحَّيْتَنى اوْ لَعَلَّكَ رَايْتَنى مُسْتَخِفّاً بِحَقِّكَ فَاقْصَيْتَنى اوْ لَعَلَّكَ رَايْتَنى مُعْرِضاً عَنْكَ فَقَلَيْتَنى اوْ لَعَلَّكَ وَجَدْتَنى فى مَقامِ الْكاذِبينَ فَرَفَضْتَنى اوْ لَعَلَّكَ رَايْتَنى غَيْرَ شاكِرٍ لِنَعْمآئِكَ فَحَرَمْتَنى اوْ لَعَلَّكَ فَقَدْتَنى مِنْ مَجالِسِ الْعُلَمآءِ فَخَذَلْتَنى اوْ لَعَلَّكَ رَايْتَنى فِى الْغافِلينَ فَمِنْ رَحْمَتِكَ آيَسْتَنى اوْ لَعَلَّكَ رَايْتَنى آلِفَ مَجالِسِ الْبَطَّالينَ فَبَيْنى وَبَيْنَهُمْ خَلَّيْتَنى اوْ لَعَلَّكَ لَمْ تُحِبَّ انْ تَسْمَعَ دُعآئى فَباعَدْتَنى اوْ لَعَلَّكَ بِجُرْمى وَجَريرَتى كافَيْتَنى اوْ لَعَلَّكَ بِقِلَّةِ حَيآئى مِنْكَ جازَيْتَنى فَانْ عَفَوْتَ يا رَبِّ، فَطالَ ما عَفَوْتَ عَنِ الْمُذْنِبينَ قَبْلى لِأَنَّ كَرَمَكَ اىْ رَبِّ يَجِلُّ عَنْ مُكافاتِ الْمُقَصِّرينَ، وَا نَا عائِذٌ بِفَضْلِكَ، هارِبٌ مِنْكَ الَيْكَ، مُتَنَجِّزٌ ما وَعَدْتَ مِنَ الصَّفْحِ عَمَّنْ احْسَنَ بِكَ ظَنّاً، الهى انْتَ اوْسَعُ فَضْلًا، وَاعْظَمُ حِلْماً مِنْ انْ تُقايِسَنى بِعَمَلى اوْ انْ تَسْتَزِلَّنى بِخَطيئَتى وَما ا نَا يا سَيِّدى وَما خَطَرى هَبْنى بِفَضْلِكَ سَيِّدى وَتَصَدَّقْ عَلَىَّ بِعَفْوِكَ، وَجَلِّلْنى بِسَتْرِكَ، وَاعْفُ عَنْ تَوْبيخى بِكَرَمِ وَجْهِكَ، سَيِّدى ا نَا الصَّغيرُ الَّذى رَبَّيْتَهُ، وَا نَا الْجاهِلُ الَّذى عَلَّمْتَهُ، وَا نَا


1- في إقبال الأعمال« والأئمّة عليهم السلام».

ص: 490

الضَّآلُّ الَّذى هَدَيْتَهُ، وَا نَا الْوَضيعُ الَّذى رَفَعْتَهُ، وَا نَا الْخآئِفُ الَّذى آمَنْتَهُ، وَالْجائِعُ الَّذى اشْبَعْتَهُ، وَالْعَطْشانُ الَّذى ارْوَيْتَهُ، وَالْعارِى الَّذى كَسَوْتَهُ، وَالْفَقيرُ الَّذى اغْنَيْتَهُ، وَالضَّعيفُ الَّذى قَوَّيْتَهُ، وَالذَّليلُ الَّذى اعْزَزْتَهُ، وَالسَّقيمُ الَّذى شَفَيْتَهُ، وَالسَّآئِلُ الَّذى اعْطَيْتَهُ، وَالْمُذْنِبُ الَّذى سَتَرْتَهُ، وَالْخاطِئُ الَّذى اقَلْتَهُ، وَا نَا الْقَليلُ الَّذى كَثَّرْتَهُ، وَالْمُسْتَضْعَفُ الَّذى نَصَرْتَهُ، وَا نَا الطَّريدُ الَّذى آوَيْتَهُ، ا نَا يارَبِّ الَّذى لَمْ اسْتَحْيِكَ فِى الْخَلاءِ، وَلَمْ اراقِبْكَ فِى الْمَلاءِ، ا نَا صاحِبُ الدَّواهِى الْعُظْمى ا نَا الَّذى عَلى سَيِّدِهِ اجْتَرى ا نَا الَّذى عَصَيْتُ جَبَّارَ السَّمآءِ، ا نَا الَّذى اعْطَيْتُ عَلى مَعاصِى الْجَليلِ الرُّشا، ا نَا الَّذى حينَ بُشِّرْتُ بِها خَرَجْتُ الَيْها اسْعى، ا نَا الَّذى امْهَلْتَنى فَمَا ارْعَوَيْتُ، وَسَتَرْتَ عَلىَّ فَمَا اسْتَحْيَيْتُ، وَعَمِلْتُ بِالْمَعاصى فَتَعَدَّيْتُ، وَاسْقَطْتَنى مِنْ عَيْنِكَ فَما بالَيْتُ، فَبِحِلْمِكَ امْهَلْتَنى وَبِسَتْرِكَ سَتَرْتَنى حَتَّى كَانَّكَ اغْفَلْتَنى وَمِنْ عُقُوباتِ الْمَعاصى جَنَّبْتَنى حَتَّى كَانَّكَ اسْتَحْيَيْتَنى الهى لَمْ اعْصِكَ حينَ عَصَيْتُكَ وَا نَا بِرُبُوبِيَّتِكَ جاحِدٌ، وَلا بِامْرِكَ مُسْتَخِفٌّ، وَلا لِعُقُوبَتِكَ مُتَعَرِّضٌ، وَلا لِوَعيدِكَ مُتَهاوِنٌ، لكِنْ خَطيئَةٌ عَرَضَتْ وَسَوَّلَتْ لى نَفْسى وَغَلَبَنى هَواىَ، وَاعانَنى عَلَيْها شِقْوَتى وَغَرَّنى سَتْرُكَ الْمُرْخى عَلَىَّ، فَقَدْ عَصَيْتُكَ وَخالَفْتُكَ بِجُهْدى فَالْانَ مِنْ عَذابِكَ مَنْ يَسْتَنْقِذُنى وَمِنْ ايْدِى الْخُصَمآءِ غَداً مَنْ يُخَلِّصُنى وَبِحَبْلِ مَنْ اتَّصِلُ انْ انْتَ قَطَعْتَ حَبْلَكَ عَنّى فَواسَوْاتا عَلى ما احْصى كِتابُكَ مِنْ عَمَلى الَّذى لَوْلا ما ارْجُو مِنْ كَرَمِكَ وَسَعَةِ رَحْمَتِكَ، وَنَهْيِكَ ايَّاىَ عَنِ الْقُنُوطِ، لَقَنَطْتُ عِنْدَما اتَذَكَّرُها، يا خَيْرَ مَنْ دَعاهُ داعٍ، وَافْضَلَ مَنْ رَجاهُ راجٍ، اللهُمَّ بِذِمَّةِ الْإِسْلامِ اتَوَسَّلُ الَيْكَ، وَبِحُرْمَةِ الْقُرْآنِ اعْتَمِدُ الَيْكَ، وَبِحُبِّى النَّبِىَّ الْأُمِّىَّ الْقُرَشِىَّ الْهاشِمِىَّ الْعَرَبِىَّ التِّهامِىَّ الْمَكِّىَّ الْمَدَنِىَّ، ارْجُو الزُّلْفَةَ لَدَيْكَ، فَلا تُوحِشِ

ص: 491

اسْتيناسَ ايمانى وَلا تَجْعَلْ ثَوابى ثَوابَ مَنْ عَبَدَ سِواكَ، فَانَّ قَوْماً آمَنوُا بِالْسِنَتِهِمْ، لِيَحْقِنُوا بِهِ دِمآئَهُمْ، فَادْرَكُوا ما امَّلُوا، وَانَّا آمَنَّا بِكَ بِالْسِنَتِنا وَقُلُوبِنا لِتَعْفُوَ عَنَّا، فَادْرِكْنا ما امَّلْنا، وَثَبِّتْ رَجائَكَ فى صُدُورِنا، وَلا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ اذْ هَدَيْتَنا، وَهَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً، انَّكَ انْتَ الْوَهَّابُ، فَوَعِزَّتِكَ لَوِ انْتَهَرْتَنى ما بَرِحْتُ مِنْ بابِكَ، وَلا كَفَفْتُ عَنْ تَمَلُّقِكَ، لِما الْهِمَ قَلْبى مِنَ الْمَعْرِفَةِ بِكَرَمِكَ، وَسَعَةِ رَحْمَتِكَ، الى مَنْ يَذْهَبُ الْعَبْدُ الَّا الى مَوْلاهُ، وَالى مَنْ يَلْتَجِئُ الْمَخْلُوقُ الَّا الى خالِقِهِ، الهى لَوْ قَرَنْتَنى بِالْأَصْفادِ، وَمَنَعْتَنى سَيْبَكَ مِنْ بَيْنِ الْأَشْهادِ، وَدَلَلْتَ عَلى فَضايِحى عُيُونَ الْعِبادِ، وَامَرْتَ بى الَى النَّارِ، وَحُلْتَ بَيْنى وَبَيْنَ الْأَبْرارِ، ما قَطَعْتُ رَجآئى مِنْكَ، وَما صَرَفْتُ تَاْميلى لِلْعَفْوِ عَنْكَ، وَلا خَرَجَ حُبُّكَ مِنْ قَلْبى ا نَا لا انْسى ايادِيَكَ عِنْدى وَسَتْرَكَ عَلَىَّ فى دارِ الدُّنْيا، سَيِّدى اخْرِجْ حُبَّ الدُّنْيا مِنْ قَلْبى وَاجْمَعْ بَيْنى وَبَيْنَ الْمُصْطَفى وَآلِهِ خِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ، وَخاتَمِ النَّبِيّينَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَانْقُلْنى الى دَرَجَةِ التَّوْبَةِ الَيْكَ، وَاعِنّى بِالْبُكآءِ عَلى نَفْسى فَقَدْ افْنَيْتُ بِالتَّسْويفِ وَالْأمالِ عُمْرى وَقَدْ نَزَلْتُ مَنْزِلَةَ الْأيِسينَ مِنْ خَيْرى فَمَنْ يَكُونُ اسْوَءَ حالًا مِنّى انْ ا نَا نُقِلْتُ عَلى مِثْلِ حالى الى قَبْرى لَمْ امَهِّدْهُ لِرَقْدَتى وَلَمْ افْرُشْهُ بِالْعَمَلِ الصَّالِحِ لِضَجْعَتى وَمالى لا ابْكى وَلا ادْرى الى ما يَكُونُ مَصيرى وَارى نَفْسى تُخادِعُنى وَايَّامى تُخاتِلُنى وَقَدْ خَفَقَتْ عِنْدَ رَاْسى اجْنِحَةُ الْمَوْتِ، فَمالى لا ابْكى ابْكى لِخُرُوجِ نَفْسى ابْكى لِظُلْمَةِ قَبْرى ابْكى لِضيقِ لَحَدى ابْكى لِسُؤالِ مُنْكَرٍ وَنَكيرٍ ايَّاىَ، ابْكى لِخُرُوجى مِنْ قَبْرى عُرْياناً ذَليلًا، حامِلًا ثِقْلى عَلى ظَهْرى انْظُرُ مَرَّةً عَنْ يَمينى وَاخْرى عَنْ شِمالى اذِ الْخَلائِقُ فى شَاْنٍ غَيْرِ شَاْنى لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَاْنٌ يُغْنيهِ، وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ، ضاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ، وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْها غَبَرَةٌ، تَرْهَقُها

ص: 492

قَتَرَةٌ وَذِلَّةٌ، سَيِّدى عَلَيْكَ مُعَوَّلى وَمُعْتَمَدى وَرَجآئى وَتَوَكُّلى وَبِرَحْمَتِكَ تَعَلُّقى تُصيبُ بِرَحْمَتِكَ مَنْ تَشآءُ، وَتَهْدى بِكَرامَتِكَ مَنْ تُحِبُّ، فَلَكَ الْحَمْدُ عَلى ما نَقَّيْتَ مِنَ الشِّرْكِ قَلْبى وَلَكَ الْحَمْدُ عَلى بَسْطِ لِسانى افَبِلِسانى هذَا الْكالِّ اشْكُرُكَ، امْ بِغايَةِ جُهْدى فى عَمَلى ارْضيكَ، وَما قَدْرُ لِسانى يا رَبِّ فى جَنْبِ شُكْرِكَ، وَما قَدْرُ عَمَلى فى جَنْبِ نِعَمِكَ وَاحْسانِكَ الَىَّ، الهى انَّ جُودَكَ بَسَطَ امَلى وَشُكْرَكَ قَبِلَ عَمَلى سَيِّدى الَيْكَ رَغْبَتى وَالَيْكَ رَهْبَتى وَالَيْكَ تَاْميلى وَقَدْ ساقَنى الَيْكَ امَلى وَعَلَيْكَ يا واحِدى عَكَفَتْ هِمَّتى وَفيما عِنْدَكَ انْبَسَطَتْ رَغْبَتى وَلَكَ خالِصُ رَجآئى وَخَوْفى وَبِكَ انِسَتْ مَحَبَّتى وَالَيْكَ الْقَيْتُ بِيَدى وَبِحَبْلِ طاعَتِكَ مَدَدْتُ رَهْبَتى [يا] مَوْلاىَ بِذِكْرِكَ عاشَ قَلْبى وَبِمُناجاتِكَ بَرَّدْتُ ا لَمَ الْخَوْفِ عَنّى فَيا مَوْلاىَ وَيا مُؤَمَّلى وَيا مُنْتَهى سُؤْلى فَرِّقْ بَيْنى وَبَيْنَ ذَنْبِىَ الْمانِعِ لى مِنْ لُزُومِ طاعَتِكَ، فَانَّما اسْئَلُكَ لِقَديمِ الرَّجآءِ فيكَ، وَعَظيمِ الطَّمَعِ مِنْكَ، الَّذى اوْجَبْتَهُ عَلى نَفْسِكَ مِنَ الرَّاْفَةِ وَالرَّحْمَةِ، فَالْأَمْرُ لَكَ، وَحْدَكَ لا شَريكَ لَكَ (1)، وَالْخَلْقُ كُلُّهُمْ عِيالُكَ وَفى قَبْضَتِكَ، وَكُلُّ شَىْ ءٍ خاضِعٌ لَكَ، تَبارَكْتَ يا رَبَّ الْعالَمينَ، الهى ارْحَمْنى اذَا انْقَطَعَتْ حُجَّتى وَكَلَّ عَنْ جَوابِكَ لِسانى وَطاشَ عِنْدَ سُؤالِكَ ايَّاىَ لُبّى فَيا عَظيمَ رَجآئى لا تُخَيِّبْنى اذَا اشْتَدَّتْ فاقَتى وَلا تَرُدَّنى لِجَهْلى وَلا تَمْنَعْنى لِقِلَّةِ صَبْرى اعْطِنى لِفَقْرى وَارْحَمْنى لِضَعْفى سَيِّدى عَلَيْكَ مُعْتَمَدى وَمُعَوَّلى وَرَجآئى وَتَوَكُّلى وَبِرَحْمَتِكَ تَعَلُّقى وَبِفِنائِكَ احُطُّ رَحْلى وَبِجُودِكَ اقْصِدُ طَلِبَتى وَبِكَرَمِكَ اىْ رَبِّ اسْتَفْتِحُ دُعآئى وَلَدَيْكَ ارْجُو فاقَتى (2)، وَبِغِناكَ اجْبُرُ عَيْلَتى وَتَحْتَ ظِلِ عَفْوِكَ قِيامى وَالى جُودِكَ وَكَرَمِكَ ارْفَعُ بَصَرى وَالى مَعْرُوفِكَ اديمُ نَظَرى فَلا


1- في إقبال الأعمال« لا شريك لك».
2- في مصباح المتهجّد« أرجو غِنى فاقتي».

ص: 493

تُحْرِقْنى بِالنَّارِ وَانْتَ مَوْضِعُ امَلى وَلا تُسْكِنِّى الْهاوِيَةَ فَانَّكَ قُرَّةُ عَيْنى يا سَيِّدى لا تُكَذِّبْ ظَنّى بِاحْسانِكَ وَمَعْرُوفِكَ فَانَّكَ ثِقَتى وَلا تَحْرِمْنى ثَوابَكَ فَانَّكَ الْعارِفُ بِفَقْرى الهى انْ كانَ قَدْ دَنا اجَلى وَلَمْ يُقَرِّبْنى مِنْكَ عَمَلى فَقَدْ جَعَلْتُ الْإِعْتِرافَ الَيْكَ بِذَنْبى وَسآئِلَ عِلَلى الهى انْ عَفَوْتَ فَمَنْ اوْلى مِنْكَ بِالْعَفْوِ(1)، وَانْ عَذَّبْتَ فَمَنْ اعْدَلُ مِنْكَ فِى الْحُكْمِ، ارْحَمْ فى هذِهِ الدُّنْيا غُرْبَتى وَعِنْدَ الْمَوْتِ كُرْبَتى وَفِى الْقَبْرِ وَحْدَتى وَفِى اللَّحْدِ وَحْشَتى وَاذا نُشِرْتُ لِلْحِسابِ بَيْنَ يَدَيْكَ ذُلَّ مَوْقِفى وَاغْفِرْ لى ما خَفِىَ عَلَى الْآدَمِيّينَ مِنْ عَمَلى وَادِمْ لى ما بِهِ سَتَرْتَنى وَارْحَمْنى صَريعاً عَلَى الْفِراشِ تُقَلِّبُنى ايْدى احِبَّتى وَتَفَضَّلْ عَلَىَّ مَمْدُوداً عَلَى الْمُغْتَسَلِ يُقَلِّبُنى صالِحُ جيرَتى وَتَحَنَّنْ عَلَىَّ مَحْمُولًا قَدْ تَناوَلَ الْأَقْرِبآءُ اطْرافَ جَنازَتى وَجُدْ عَلَىَّ مَنْقُولًا قَدْ نَزَلْتُ بِكَ وَحيداً فى حُفْرَتى وَارْحَمْ فى ذلِكَ الْبَيْتِ الْجَديدِ غُرْبَتى حَتّى لا اسْتَاْنِسَ بِغَيْرِكَ، يا سَيِّدى انْ وَكَلْتَنى الى نَفْسى هَلَكْتُ، سَيِّدى فَبِمَنْ اسْتَغيثُ انْ لَمْ تُقِلْنى عَثْرَتى فَالى مَنْ افْزَعُ انْ فَقَدْتُ عِنايَتَكَ فى ضَجْعَتى وَالى مَنْ الْتَجِئُ انْ لَمْ تُنَفِّسْ كُرْبَتى سَيِّدى مَنْ لى وَمَنْ يَرْحَمُنى انْ لَمْ تَرْحَمْنى وَفَضْلَ مَنْ اؤَمِّلُ انْ عَدِمْتُ فَضْلَكَ يَوْمَ فاقَتى وَالى مَنِ الْفِرارُ مِنَ الذُّنُوبِ اذَا انْقَضى اجَلى سَيِّدى لا تُعَذِّبْنى وَا نَا ارْجُوكَ، الهى حَقِّقْ رَجآئى وَآمِنْ خَوْفى فَانَّ كَثْرَةَ ذُنُوبى لا ارْجُو فيها الَّا عَفْوَكَ، سَيِّدى ا نَا اسْئَلُكَ ما لا اسْتَحِقُّ، وَانْتَ اهْلُ التَّقْوى وَاهْلُ الْمَغْفِرَةِ، فَاغْفِرْ لى وَالْبِسْنى مِنْ نَظَرِكَ ثَوْباً يُغَطّى عَلَىَّ التَّبِعاتِ، وَتَغْفِرُها لى وَلا اطالَبُ بِها، انَّكَ ذُو مَنٍّ قَديمٍ، وَصَفْحٍ عَظيمٍ، وَتَجاوُزٍ كَريمٍ، الهى انْتَ الَّذى تُفيضُ سَيْبَكَ عَلى مَنْ لا يَسْئَلُكَ، وَعَلَى الْجاحِدينَ بِرُبُوبِيَّتِكَ،


1- في إقبال الأعمال« بالعفو».

ص: 494

فَكَيْفَ سَيِّدى بِمَنْ سَئَلَكَ وَايْقَنَ انَّ الْخَلْقَ لَكَ، وَالْأَمْرَ الَيْكَ، تَبارَكْتَ وَتَعالَيْتَ يا رَبَ الْعالَمينَ، سَيِّدى عَبْدُكَ بِبابِكَ، اقامَتْهُ الْخَصاصَةُ بَيْنَ يَدَيْكَ، يَقْرَعُ بابَ احْسانِكَ بِدُعآئِهِ (1)، فَلا تُعْرِضْ بِوَجْهِكَ الْكَريمِ عَنّى وَاقْبَلْ مِنّى ما اقُولُ، فَقَدْ دَعَوْتُكَ بِهذَا الدُّعاءِ، وَا نَا ارْجُو انْ لا تَرُدَّنى مَعْرِفَةً مِنّى بِرَاْفَتِكَ وَرَحْمَتِكَ، الهى انْتَ الَّذى لا يُحْفيكَ سآئِلٌ، وَلا يَنْقُصُكَ نآئِلٌ، انْتَ كَما تَقُولُ وَفَوْقَ ما نَقُولُ، اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ صَبْراً جَميلًا، وَفَرَجاً قَريباً، وَقَوْلًا صادِقاً، وَاجْراً عَظيماً، اسْئَلُكَ يا رَبِّ مِنَ الْخَيْرِ كُلِّهِ، ما عَلِمْتُ مِنْهُ وَما لَمْ اعْلَمْ، اسْئَلُكَ اللَّهُمَّ مِنْ خَيْرِ ما سَئَلَكَ مِنْهُ عِبادُكَ الصَّالِحُونَ، يا خَيْرَ مَنْ سُئِلَ، وَاجْوَدَ مَنْ اعْطى اعْطِنى سُؤْلى فى نَفْسى وَاهْلى وَوالِدىَّ وَوُلْدى وَاهْلِ حُزانَتى وَاخْوانى فيكَ، وَارْغِدْ عَيْشى وَاظْهِرْ مُرُوَّتى وَاصْلِحْ جَميعَ احْوالى وَاجْعَلْنى مِمَّنْ اطَلْتَ عُمْرَهُ، وَحَسَّنْتَ عَمَلَهُ، وَاتْمَمْتَ عَلَيْهِ نِعْمَتَكَ، وَرَضيتَ عَنْهُ، وَاحْيَيْتَهُ حَياةً طَيِّبَةً فى ادْوَمِ السُّرُورِ، وَاسْبَغِ الْكَرامَةِ، وَاتَمِّ الْعَيْشِ، انَّكَ تَفْعَلُ ما تَشآءُ، وَلا يَفْعَلُ ما يَشآءُ غَيْرُكَ، اللهُمَّ خُصَّنى مِنْكَ بِخاصَّةِ ذِكْرِكَ، وَلا تَجْعَلْ شَيْئاً مِمَّا اتَقَرَّبُ بِهِ فى آناءِ اللَّيْلِ وَاطْرافِ النَّهارِ رِيآءً وَلا سُمْعَةً، وَلا اشَراً وَلا بَطَراً، وَاجْعَلْنى لَكَ مِنَ الْخاشِعينَ، اللهُمَّ اعْطِنى السِّعَةَ فِى الرِّزْقِ، وَالْأَمْنَ فِى الْوَطَنِ، وَقُرَّةَ الْعَيْنِ فِى الْأَهْلِ وَالْمالِ وَالْوَلَدِ، وَالْمُقامَ فى نِعَمِكَ عِنْدى وَالصِّحَّةَ فِى الْجِسْمِ، وَالْقُوَّةَ فِى الْبَدَنِ، وَالسَّلامَةَ فِى الدّينِ، وَاسْتَعْمِلْنى بِطاعَتِكَ وَطاعَةِ رَسُولِكَ، مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ابَداً مَا اسْتَعْمَرْتَنى وَاجْعَلْنى مِنْ اوْفَرِ عِبادِكَ عِنْدَكَ نَصيباً فى كُلِّ خَيْرٍ انْزَلْتَهُ، وَتُنْزِلُهُ فى شَهْرِ رَمَضانَ، فى لَيْلَةِ الْقَدْرِ، وَما انْتَ مُنْزِلُهُ فى كُلِّ سَنَةٍ مِنْ رَحْمَةٍ تَنْشُرُها، وَعافِيَةٍ تُلْبِسُها، وَبَلِيَّةٍ تَدْفَعُها، وَحَسَناتٍ تَتَقَبَّلُها،


1- في مصباح المتهجّد« وَيَسْتَعْطِفُ جَميلَ نَظَرِكَ بِمَكْنُونِ رَجائِهِ».

ص: 495

وَسَيِّئاتٍ تَتَجاوَزُ عَنْها، وَارْزُقْنى حَجَّ بَيْتِكَ الْحَرامِ، فى عامى هذا وَفى كُلِّ عامٍ، وَارْزُقْنى رِزْقاً واسِعاً مِنْ فَضْلِكَ الْواسِعِ، وَاصْرِفْ عَنّى يا سَيِّدى الْأَسْوآءَ، وَاقْضِ عَنِّى الدَّيْنَ وَالظُّلاماتِ، حَتّى لا اتَاذّى بِشَىْ ءٍ مِنْهُ، وَخُذْ عَنّى بِاسْماعِ وَابْصارِ اعْدائى وَحُسَّادى وَالْباغينَ عَلَىَّ، وَانْصُرْنى عَلَيْهِمْ، وَاقِرَّ عَيْنى وَفَرِّحْ قَلْبى وَاجْعَلْ لى مِنْ هَمّى وَكَرْبى فَرَجاً وَمَخْرَجاً، وَاجْعَلْ مَنْ ارادَنى بِسُوءٍ مِنْ جَميعِ خَلْقِكَ تَحْتَ قَدَمَىَّ، وَاكْفِنى شَرَّ الشَّيْطانِ وَشَرَّ السُّلْطانِ وَسَيِّئاتِ عَمَلى وَطَهِّرْنى مِنَ الذُّنُوبِ كُلِّها، وَاجِرْنى مِنَ النَّارِ بِعَفْوِكَ، وَادْخِلْنِى الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِكَ، وَزَوِّجْنى مِنَ الْحُورِ الْعينِ بِفَضْلِكَ، وَالْحِقْنى بِاوْلِيآئِكَ الصَّالِحينَ، مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الْأَبْرارِ، الطَّيِّبينَ الطَّاهِرينَ الْأَخْيارِ، صَلَواتُكَ عَلَيْهِمْ وَعَلى اجْسادِهِمْ وَارْواحِهِمْ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، الهى وَسَيِّدى وَعِزَّتِكَ وَجَلالِكَ لَئِنْ طالَبْتَنى بِذُنُوبى لَأُطالِبَنَّكَ بِعَفْوِكَ، وَلَئِنْ طالَبْتَنى بِلُؤْمى لَأُطالِبَنَّكَ بِكَرَمِكَ، وَلَئِنْ ادْخَلْتَنِى النَّارَ لَأُخْبِرَنَّ اهْلَ النَّارِ بِحُبّى لَكَ، الهى وَسَيِّدى انْ كُنْتَ لا تَغْفِرُ الَّا لِأَوْلِيآئِكَ وَاهْلِ طاعَتِكَ، فَالى مَنْ يَفْزَعُ الْمُذْنِبُونَ، وَانْ كُنْتَ لا تُكْرِمُ الَّا اهْلَ الْوَفآءِ بِكَ، فَبِمَنْ يَسْتَغيثُ الْمُسْيئُونَ، الهى انْ ادْخَلْتَنِى النَّارَ فَفى ذلِكَ سُرُورُ عَدُوِّكَ، وَانْ ادْخَلْتَنِى الْجَنَّةَ فَفى ذلِكَ سُرُورُ نَبِيِّكَ، وَا نَا وَاللَّهِ اعْلَمُ انَّ سُرُورَنَبِيِّكَ احَبُّ الَيْكَ مِنْ سُرُورِ عَدُوِّكَ، اللهُمَّ انّى اسْئَلُكَ انْ تَمْلَأَ قَلْبى حُبّاً لَكَ، وَخَشْيَةً مِنْكَ، وَتَصْديقاً بِكِتابِكَ (1)، وَايماناً بِكَ، وَفَرَقاً مِنْكَ، وَشَوْقاً الَيْكَ، يا ذَا الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ، حَبِّبْ الَىَّ لِقائَكَ وَاحْبِبْ لِقآئى وَاجْعَلْ لى فى لِقآئِكَ الرَّاحَةَ وَالْفَرَجَ وَالْكَرامَةَ، اللهُمَّ الْحِقْنى بِصالِحِ مَنْ مَضى وَاجْعَلْنى مِنْ صالِحِ مَنْ بَقِىَ، وَخُذْ بى سَبيلَ الصَّالِحينَ، وَاعِنّى عَلى نَفْسى بِما تُعينُ بِهِ الصَّالِحينَ عَلى انْفُسِهِمْ،


1- في المصباح والإقبال« و تصديقا لك».

ص: 496

وَاخْتِمْ عَمَلى بِاحْسَنِهِ، وَاجْعَلْ ثَوابى مِنْهُ الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِكَ، وَاعِنّى عَلى صالِحِ ما اعْطَيْتَنى وَثَبِّتْنى يا رَبِّ، وَلا تَرُدَّنى فى سُوءٍ اسْتَنْقَذْتَنى مِنْهُ يا رَبَّ الْعالَمينَ، اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ ايماناً لا اجَلَ لَهُ دُونَ لِقائِكَ، احْيِنى ما احْيَيْتَنى عَلَيْهِ، وَتَوَفَّنى اذا تَوَفَّيْتَنى عَلَيْهِ، وَابْعَثْنى اذا بَعَثْتَنى عَلَيْهِ، وَابْرِءْ قَلْبى مِنَ الرِّيآءِ وَالشَّكِّ وَالسُّمْعَةِ فى دينِكَ، حَتّى يَكُونَ عَمَلى خالِصاً لَكَ، اللهُمَّ اعْطِنى بَصيرَةً فى دينِكَ، وَفَهْماً فى حُكْمِكَ، وَفِقْهاً فى عِلْمِكَ، وَكِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِكَ، وَوَرَعاً يَحْجُزُنى عَنْ مَعاصيكَ، وَبَيِّضْ وَجْهى بِنُورِكَ، وَاجْعَلْ رَغْبَتى فيما عِنْدَكَ، وَتَوَفَّنى فى سَبيلِكَ، وَعَلى مِلَّةِ رَسُولِكَ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، اللهُمَّ انّى اعُوذُ بِكَ مِنَ الْكَسَلِ وَالْفَشَلِ، وَالْهَمِّ وَالْجُبْنِ وَالْبُخْلِ، وَالْغَفْلَةِ وَالْقَسْوَةِ(1) وَالْمَسْكَنَةِ، وَالْفَقْرِ وَالْفاقَةِ وَكُلِّ بَلِيَّةٍ، وَالْفَواحِشِ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ، وَاعُوذُ بِكَ مِنْ نَفْسٍ لا تَقْنَعُ، وَبَطْنٍ لا يَشْبَعُ، وَقَلْبٍ لا يَخْشَعُ، وَدُعاءٍ لا يُسْمَعُ، وَعَمَلٍ لا يَنْفَعُ، وَاعُوذُ بِكَ يا رَبِّ عَلى نَفْسى وَدينى وَمالى وَعَلى جَميعِ ما رَزَقْتَنى مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجيمِ، انَّكَ انْتَ السَّميعُ الْعَليمُ، اللهُمَّ انَّهُ لا يُجيرُنى مِنْكَ احَدٌ، وَلا اجِدُ مِنْ دُونِكَ مُلْتَحَداً، فَلا تَجْعَلْ نَفْسى فى شَىْ ءٍ مِنْ عَذابِكَ، وَلا تَرُدَّنى بِهَلَكَةٍ، وَلا تَرُدَّنى بِعَذابٍ اليمٍ، اللهُمَّ تَقَبَّلْ مِنّى وَاعْلِ ذِكْرى وَارْفَعْ دَرَجَتى وَحُطَّ وِزْرى وَلا تَذْكُرْنى بِخَطيئَتى وَاجْعَلْ ثَوابَ مَجْلِسى وَثَوابَ مَنْطِقى وَثَوابَ دُعآئى رِضاكَ وَالْجَنَّةَ، وَاعْطِنى يا رَبِّ جَميعَ ما سَالْتُكَ، وَزِدْنى مِنْ فَضْلِكَ، انّى الَيْكَ راغِبٌ يا رَبَّ الْعالَمينَ، اللَّهُمَّ انَّكَ انْزَلْتَ فى كِتابِكَ انْ نَعْفُوَ عَمَّنْ ظَلَمَنا، وَقَدْ ظَلَمْنا انْفُسَنا فَاعْفُ عَنَّا، فَانَّكَ اوْلى بِذلِكَ مِنَّا، وَامَرْتَنا انْ لا نَرُدَّ سائِلًا عَنْ ابْوابِنا، وَقَدْ جِئْتُكَ سائِلًا فَلا تَرُدَّنى الَّا بِقَضآءِ حاجَتى وَامَرْتَنا بِالْإِحْسانِ الى


1- في مصباح المتهجّد« والقسوةِ والذِلّة».

ص: 497

ما مَلَكَتْ ايْمانُنا، وَنَحْنُ ارِقَّآءُكَ فَاعْتِقْ رِقابَنا مِنَ النَّارِ، يا مَفْزَعى عِنْدَ كُرْبَتى وَيا غَوْثى عِنْدَ شِدَّتى الَيْكَ فَزِعْتُ، وَبِكَ اسْتَغَثْتُ وَلُذْتُ، لا الُوذُ بِسِواكَ، وَلا اطْلُبُ الْفَرَجَ الَّا مِنْكَ (1)، فَاغِثْنى وَفَرِّجْ عَنّى يا مَنْ يَفُكُّ الْأَسيرَ(2)، وَيَعْفُو عَنِ الْكَثيرِ، اقْبَلْ مِنِّى الْيَسيرَ، وَاعْفُ عَنِّى الْكَثيرَ، انَّكَ انْتَ الرَّحيمُ الْغَفُورُ، اللهُمَّ انّى اسْئَلُكَ ايماناً تُباشِرُ بِهِ قَلْبى وَيَقيناً صادِقاً حَتّى اعْلَمَ انَّهُ لَنْ يُصيبَنى الَّا ما كَتَبْتَ لى وَرَضِّنى مِنَ الْعَيْشِ بِما قَسَمْتَ لى يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ.

5.

أخصر أدعية السحر (دعاء عميق المضمون)

يا مَفْزَعى عِنْدَ كُرْبَتى وَيا غَوْثى عِنْدَ شِدَّتى الَيْكَ فَزِعْتُ، وَبِكَ اسْتَغَثْتُ، وَبِكَ لُذْتُ، لا الُوذُ بِسِواكَ، وَلا اطْلُبُ الْفَرَجَ الَّا مِنْكَ، فَاغِثْنى وَفَرِّجْ عَنّى يا مَنْ يَقْبَلُ الْيَسيرَ، وَيَعْفُو عَنِ الْكَثيرِ، اقْبَلْ مِنِّى الْيَسيرَ، وَاعْفُ عَنِّى الْكَثيرَ، انَّكَ انْتَ الْغَفُورُ الرَّحيمُ، اللهُمَّ انّى اسْئَلُكَ ايماناً تُباشِرُ بِهِ قَلْبى وَيَقيناً حَتّى اعْلَمَ انَّهُ لَنْ يُصيبَنى الَّا ما كَتَبْتَ لى وَرَضِّنى مِنَ الْعَيْشِ بِما قَسَمْتَ لى يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ، يا عُدَّتى فى كُرْبَتى وَيا صاحِبى فى شِدَّتى وَيا وَلِيّى فى نِعْمَتى وَيا غايَتى فى رَغْبَتى انْتَ السَّاتِرُ عَوْرَتى وَالْامِنُ رَوْعَتى وَالْمُقيلُ عَثْرَتى فَاغْفِرْ لى خَطيئَتى يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ (3).

6.

وردت هذه التسبيحات في الكتب المعتبرة

سُبْحانَ مَنْ يَعْلَمُ جَوارِحَ الْقُلُوبِ، سُبْحانَ مَنْ يُحْصى عَدَدَ الذُّنُوبِ، سُبْحانَ مَنْ لا يَخْفى عَلَيْهِ خافِيَةٌ فِى السَّماواتِ وَالْأَرَضينَ، سُبْحانَ الرَّبِّ الْوَدُودِ، سُبْحانَ


1- ورد في مصباح المتهجّد« فَصَلِّ عَلى محمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدِ» أيضاً.
2- في المصباح والإقبال:« يا مَنْ يَقْبَلُ الْيَسيرَ».
3- إقبال الأعمال: ص 82؛ بحار الأنوار: ج 95، ص 100.

ص: 498

الْفَرْدِ الْوِتْرِ، سُبْحانَ الْعَظيمِ الْأَعْظَمِ، سُبْحانَ مَنْ لا يَعْتَدى عَلى اهْلِ مَمْلَكَتِهِ، سُبْحانَ مَنْ لا يُؤاخِذُ اهْلَ الْأَرْضِ بِالْوانِ الْعَذابِ، سُبْحانَ الْحَنَّانِ الْمَنَّانِ، سُبْحانَ الرَّؤوفِ الرَّحيمِ، سُبْحانَ الْجَبَّارِ الْجَوادِ، سُبْحانَ الْكَريمِ الْحَليمِ، سُبْحانَ الْبَصيرِ الْعَليمِ، سُبْحانَ الْبَصيرِ الْواسِعِ، سُبْحانَ اللَّهِ عَلى اقْبالِ النَّهارِ، سُبْحانَ اللَّهِ عَلى ادْبارِ النَّهارِ، سُبْحانَ اللَّهِ عَلى ادْبارِ اللَّيْلِ وَاقْبالِ النَّهارِ(1)، وَلَهُ الْحَمْدُ وَالْمَجْدُ وَالْعَظَمةُ وَالْكِبرِيآءُ، مَعَ كُلِّ نَفَسٍ وَكُلِّ طَرْفَةِ عَيْنٍ، وَكُلِّ لَمْحَةٍ سَبَقَ فى عِلْمِهِ، سُبْحانَكَ مِلْأَ ما احْصى كِتابُكَ، سُبْحانَكَ زِنَةَ عَرْشِكَ، سُبْحانَكَ سُبْحانَكَ سُبْحانَكَ (2). تنبيه: الأفضل أن تكون نيّة الصوم بعد تناول السحر، كما يمكن عقدها من أوّل الليل إلى آخره، بل يكفي هذا المقدار أنّه يعلم ويقصد صوم الغد، والأولى كما أسلفنا أن لا يدع نافلة الليل في الأسحار.

أعمال ليالي و أيام شهر رمضان الخاصة و ليالي القدر

الأعمال المشتركة لأيّام شهر رمضان المبارك:

وردت عدّة أعمال لأيّام شهر رمضان:

1. أن يدعو كلّ يوم بهذا الدعاء المرويّ في الكتب المعتبرة:

اللهُمَّ هذا شَهْرُ رَمَضانَ، الَّذى انْزَلْتَ فيهِ الْقُرآنَ، هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الْهُدى وَالْفُرقانِ، وَهذا شَهْرُ الصِّيامِ، وَهذا شَهْرُ الْقِيامِ، وَهذا شَهْرُ الْإِنابَةِ، وَهذا شَهْرُ التَّوْبَةِ، وَهذا شَهْرُ الْمَغْفِرَةِ وَالرَّحْمَةِ، وَهذا شَهْرُ الْعِتْقِ مِنَ النَّارِ، وَالْفَوْزِ


1- وردت في إقبال الأعمال:« سُبحان اللَّه على اقبال النّهارِ و ادبار اللّيل، سبحان اللَّه على اقبال النَّهارِ و اقبالِ اللّيل».
2- إقبال الأعمال: ص 82؛ بحار الأنوار: ج 95، ص 100.

ص: 499

بِالْجَنَّةِ، وَهذا شَهْرٌ فيهِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ، الَّتى هِىَ خَيْرٌ مِنْ الْفِ شَهْرٍ، اللهُمَّ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاعِنّى عَلى صِيامِهِ وَقِيامِهِ، وَسَلِّمْهُ لى وَسَلِّمْنى فيهِ، وَاعِنّى عَلَيْهِ بِافْضَلِ عَوْنِكَ، وَوَفِّقْنى فيهِ لِطاعَتِكَ، وَطاعَةِ رَسُولِكَ وَاوْلِيآئِكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمْ، وَفَرِّغْنى فيهِ لِعِبادَتِكَ وَدُعآئِكَ، وَتِلاوَةِ كِتابِكَ، وَعَظِّمْ لى فيهِ الْبَرَكَةَ، وَاحْسِنْ لى فيهِ الْعافِيَةَ، وَاصِحَّ فيهِ بَدَنى وَاوْسِعْ لى فيهِ رِزْقى وَاكْفِنى فيهِ ما اهَمَّنى وَاسْتَجِبْ فيهِ دُعآئى وَبَلِّغْنى فيهِ رَجآئى اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاذْهِبْ عَنّى فيهِ النُّعاسَ وَالْكَسَلَ، وَالسَّاْمَةَ وَالْفَتْرَةَ، وَالْقَسْوَةَ وَالْغَفْلَةَ وَالْغِرَّةَ، وَجَنِّبْنى فيهِ الْعِلَلَ وَالْأَسْقامَ، وَالْهُمُومَ وَالْأَحْزانَ، وَالْأَعْراضَ وَالْأَمْراضَ، وَالْخَطايا وَالذُّنُوبَ، وَاصْرِفْ عَنّى فيهِ السُّوءَ وَالْفَحشآءَ، وَالْجَهْدَ وَالْبَلاءَ، وَالتَّعَبَ وَالْعَنآءَ، انَّكَ سَميعُ الدُّعآءِ، اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاعِذْنى فيهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجيمِ، وَهَمْزِهِ وَلَمْزِهِ، وَنَفْثِهِ وَنَفْخِهِ، وَوَسْوَسَتِهِ وَتَثْبيطِهِ، وَبَطْشِهِ وَكَيْدِهِ وَمَكْرِهِ، وَحَبآئِلِهِ وَخُدَعِهِ، وَامانِيِّهِ وَغُرُورِهِ، وَفِتْنَتِهِ وَشَرَكِهِ، وَاحْزابِهِ وَاتْباعِهِ، وَاشْياعِهِ وَاوْلِيآئِهِ، وَشُرَكآئِهِ وَجَميعِ مَكائِدِهِ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَارْزُقْنا قِيامَهُ وَصِيامَهُ، وَبُلُوغَ الْأَمَلِ فيهِ وَفى قِيامِهِ، وَاسْتِكْمالَ ما يُرْضيكَ عَنّى صَبْراً وَاحْتِساباً، وَايماناً وَيَقيناً، ثُمَّ تَقَبَّلْ ذلِكَ مِنّى بِالْأَضْعافِ الْكَثيرَةِ، وَالْأَجْرِ الْعَظيمِ، يا رَبَّ الْعالَمينَ، اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَارْزُقْنِى الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ، وَالْإِجْتِهادَ وَالْقُوَّةَ وَالنَّشاطَ، وَالْإِنابَةَ وَ التَّوْبَةَ، وَ الْقُرْبَةَ وَ الْخَيْرَ الْمَقْبُولَ، وَ الرَّهْبَةَ وَ الرَّغْبَةَ، وَ التَّضَرُّعَ وَ الْخُشُوعَ، وَ الرِّقَّةَ وَ النِّيَّةَ الصَّادِقَهَ، وَ صِدْقَ اللِّسانِ، وَ الْوَجَلَ مِنْكَ، وَ الرَّجآءَ لَكَ، وَ التَّوَكُّلَ عَلَيْكَ، وَ الثِّقَةَ بِكَ، وَ الْوَرَعَ عَنْ مَحارِمِكَ، مَعَ صالِحِ الْقَوْلِ، وَ مَقْبُولِ السَّعْىِ، وَ مَرْفُوعِ الْعَمَلِ، وَ مُسْتَجابِ الدَّعْوَةِ، وَلا تَحُلْ بَيْنى وَبَيْنَ

ص: 500

شىْ ءٍ مِنْ ذلِكَ بِعَرَضٍ وَلا مَرَضٍ، وَلا هَمٍّ وَلا غَمٍّ وَلا سُقْمٍ، وَلا غَفْلَةٍ وَلا نِسْيانٍ، بَلْ بِالتَّعاهُدِ وَ التَّحَفُّظِ لَكَ وَفيكَ، وَ الرِّعايَةِ لِحَقِّكَ، وَ الْوَفآءِ بَعَهْدِكَ وَ وَعْدِكَ، بِرَحْمَتِكَ يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ، اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَ اقْسِمْ لى فيهِ افْضَلَ ما تَقْسِمُهُ لِعبادِكَ الصَّالِحينَ، وَ اعْطِنى فيهِ افْضَلَ ما تُعْطى اوْلِيآئَكَ الْمُقَرَّبينَ، مِنَ الرَّحْمَةِ وَالْمَغْفِرَةِ، وَ التَّحَنُّنِ وَ الْإِجابَةِ، وَ الْعَفْوِ وَ الْمَغْفِرَةِ الدَّائِمَةِ، وَ الْعافِيَةِ وَ الْمُعافاةِ، وَ الْعِتْقِ مِنَ النَّارِ وَ الْفَوْزِ بِالْجَنَّةِ، وَخَيْرِ الدُّنْيا وَالْأخِرَةِ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَ اجْعَلْ دُعآئى فيهِ الَيْكَ واصِلًا، وَرَحْمَتَكَ وَخَيْرَكَ الَىَّ فيهِ نازِلًا، وَعَمَلى فيهِ مَقْبُولًا، وَسَعْيى فيهِ مَشْكُوراً، وَذَنْبى فيهِ مَغْفُوراً، حَتّى يَكُونَ نَصيبى فيهِ الْأَكْثَرَ، وَحَظِّى فيهِ الْأَوْفَرَ، اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَوَفِّقْنى فيهِ لِلَيْلَةِ الْقَدْرِ عَلى افْضَلِ حالٍ تُحِبُّ انْ يَكُونَ عَلَيْها احَدٌ مِنْ اوْلِيآئِكَ، وَارْضاها لَكَ، ثُمَّ اجْعَلْها لى خَيْراً مِنْ الْفِ شَهْرٍ، وَارْزُقْنى فيها افْضَلَ ما رَزَقْتَ احَداً مِمَّنْ بَلَّغْتَهُ ايَّاها، وَاكْرَمْتَهُ بِها، وَاجْعَلْنى فيها مِنْ عُتَقآئِكَ مِنْ جَهَنَّمَ، وَطُلَقآئِكَ مِنَ النَّارِ، وَسُعَداءِ خَلْقِكَ، بِمَغْفِرَتِكَ وَرِضْوانِكَ يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ، اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَارْزُقْنا فى شَهْرِنا هذَا الْجِدَّ وَالْإِجْتِهادَ، وَالْقُوَّةَ وَالنَّشاطَ، وَما تُحِبُّ وَتَرْضى اللهُمَّ رَبَّ الْفَجْرِ وَلَيالٍ عَشْرٍ، وَ الشَّفْعِ وَ الْوَتْرِ، وَربَّ شَهْرِ رَمَضانَ، وَما انْزَلْتَ فيهِ مِنَ الْقُرآنِ، وَرَبَّ جَبْرَئيلَ وَميكآئيلَ وَاسْرافيلَ، وَجَميعِ الْمَلائِكَةِ الْمُقَرَّبينَ، وَربَّ ابْراهيمَ وَاسْماعيلَ، وَاسْحقَ وَيَعْقُوبَ، وَربَّ مُوسى وَعيسى وَجميعِ النَّبِيّينَ وَالْمُرْسَلينَ، وَربَّ مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيِّينَ، صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ اجْمَعينَ، وَاسْئَلُكَ بِحَقِّكَ عَلَيْهِمْ وَبِحَقِّهِمْ عَلَيْكَ، وَبِحَقِّكَ الْعَظيمِ، لَمَّا صَلَّيْتَ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَعَلَيْهِمْ اجْمَعينَ، وَنَظَرْتَ الَىَّ نَظْرَةً رَحيمَةً، تَرْضى بِها عَنّى رِضىً لا تَسْخَطُ

ص: 501

عَلَىَّ بَعْدَهُ ابَداً، وَاعْطَيْتَنى جَميعَ سُؤْلى وَرَغْبَتى وَامْنِيَّتى وَارادَتى وَصَرَفْتَ عَنّى ما اكْرَهُ وَاحْذَرُ، وَاخافُ عَلى نَفْسى وَما لا اخافُ، وَعَنْ اهْلى وَمالى وَاخْوانى وَذُرِّيَّتى اللهُمَّ الَيْكَ فَرَرْنا مِنْ ذُنُوبِنا فاوِنا تآئِبينَ، وَتُبْ عَلَيْنا مُسْتَغْفِرينَ، وَاغْفِرْ لَنا مُتَعوِّذينَ، وَاعِذْنا مُسْتَجيرينَ، وَاجِرْنا مُسْتَسْلِمينَ، وَلا تَخْذُلْنا راهِبينَ، وَآمِنَّا راغِبينَ، وَشَفِّعْنا سآئِلينَ، وَاعْطِنا انَّكَ سَميعُ الدُّعآءِ، قَريبٌ مُجيبٌ، اللهُمَّ انْتَ رَبِّى وَانَا عَبْدُكَ، وَاحَقُّ مَنْ سَئَلَ الْعَبْدُ رَبَّهُ، وَلَمْ يَسْئَلِ الْعِبادُ مِثْلَكَ كَرَماً وَجُوداً، يا مَوْضِعَ شَكْوَى السَّائِلينَ، وَيا مُنْتَهى حاجَةِ الرَّاغِبينَ، وَيا غِياثَ الْمُسْتَغيثينَ، وَيا مُجيبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرّينَ، وَيا مَلْجَا الْهارِبينَ، وَيا صَريخَ الْمُسْتَصْرِخينَ، وَيا رَبَّ الْمُسْتَضْعَفينَ، وَيا كاشِفَ كَرْبِ الْمَكْرُوبينَ، وَيا فارِجَ هَمِّ الْمَهْمُومينَ، وَيا كاشِفَ الْكَرْبِ الْعَظيمِ، يا اللَّهُ يا رَحْمنُ يا رَحيمُ، يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاغْفِرْ لى ذُنُوبى وَعُيُوبى وَاسآئَتى وَظُلْمى وَجُرْمى وَاسْرافى عَلى نَفْسى وَارْزُقْنى مِنْ فَضْلِكَ وَرَحْمَتِكَ، فَانَّهُ لا يَمْلِكُها غَيْرُكَ، وَاعْفُ عَنّى وَاغْفِرْ لى كُلَّ ما سَلَفَ مِنْ ذُنُوبى وَاعْصِمْنى فيما بَقِىَ مِنْ عُمْرى وَاسْتُرْ عَلَىَّ وَعَلى والِدىَّ وَوُلْدى وَقَرابَتى وَاهْلِ حُزانَتى وَمَنْ كانَ مِنّى بِسَبيلٍ مِنَ الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ فى الدُّنْيا وَالْأخِرَةِ، فَانَّ ذلِكَ كُلَّهُ بِيَدِكَ، وَانْتَ واسِعُ الْمَغْفِرَةِ، فَلا تُخَيِّبْنى يا سَيِّدى وَلا تَرُدَّ عَلَىَّ دُعآئى وَلا يَدى الى نَحْرى حَتّى تَفْعَلَ ذلِكَ بى وَتَسْتَجيبَ لى جَميعَ ما سَئَلْتُكَ، وَتَزيدَنى مِنْ فَضْلِكَ، فَانَّكَ عَلى كُلِّ شَىْ ءٍ قَديرٌ، وَنَحْنُ الَيْكَ راغِبُونَ، اللهُمَّ لَكَ الْأَسْمآءُ الْحُسْنى وَالْأَمْثالُ الْعُلْيا، وَالْكِبْرِيآءُ وَالْألاءُ، اسْئَلُكَ بِاسْمِكَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ، انْ كُنْتَ قَضَيْتَ فى هذِهِ اللَّيْلَةِ تَنَزُّلَ الْمَلائِكَةِ وَالرُّوحِ فيها، انْ تُصَلِّىَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَانْ تَجْعَلَ اسْمى فِى

ص: 502

السُّعَدآءِ، وَرُوحى مَعَ الشُّهَدآءِ، وَاحْسانى فى عِلِّيّينَ، وَاسآئَتى مَغْفُورَةً، وَانْ تَهَبَ لى يَقيناً تُباشِرُ بِهِ قَلْبى وَايماناً لا يَشُوبُهُ شَكٌّ، وَرِضىً بِما قَسَمْتَ لى وَآتِنى فى الدُّنْيا حَسَنَةً، وَفِى الأخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنى عَذابَ النَّارِ، وَانْ لَمْ تَكُنْ قَضَيْتَ فى هذِهِ اللَّيْلَةِ تَنَزُّلَ الْمَلئِكَةِ وَالرُّوحِ فيها، فَاخِّرْنى الى ذلِكَ، وَارْزُقْنى فيها ذِكْرَكَ وَشُكْرَكَ، وَطاعَتَكَ وَحُسْنَ عِبادَتِكَ، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ بِافْضَلِ صَلَواتِكَ، يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ، يا احَدُ يا صَمَدُ، يا رَبَّ مُحَمَّدٍ اغْضَبِ الْيَوْمَ لِمُحَمَّدٍ وَلِأَبْرارِ عِتْرَتِهِ، وَاقْتُلْ اعْدائَهُمْ بَدَداً، وَاحْصِهِمْ عَدَداً، وَلا تَدَعْ عَلى ظَهْرِ الأَرْضِ مِنْهُمْ احَداً، وَلا تَغْفِرْ لَهُمْ ابَداً، يا حَسَنَ الصُّحْبَةِ، يا خَليفَةَ النَّبِيّينَ، انْتَ ارْحَمُ الرَّاحِمينَ، الْبَدى ءُ الْبَديعُ، الَّذى لَيْسَ كَمِثْلِكَ شَىْ ءٌ، وَالدَّآئِمُ غَيْرُ الْغافِلِ، وَالْحَىُّ الَّذى لا يَمُوتُ، انْتَ كُلَّ يَوْمٍ فى شَاْنٍ، انْتَ خَليفَةُ مُحَمَّدٍ، وَناصِرُ مُحَمَّدٍ، وَمُفَضِّلُ مُحَمَّدٍ، اسْئَلُكَ انْ تَنْصُرَ وَصِىَّ مُحَمَّدٍ، وَخَليفَةَ مُحَمَّدٍ، وَالْقآئِمَ بِالْقِسْطِ مِنْ اوْصِيآءِ مُحَمَّدٍ، صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ، اعْطِفْ عَلَيْهِمْ نَصْرَكَ، يا لا الهَ الَّا انْتَ، بِحَقِّ لا الهَ إلَّاانْتَ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاجْعَلْنى مَعَهُمْ فِى الدُّنْيا وَالْأخِرَةِ، وَاجْعَلْ عاقِبَةَ امْرى الى غُفْرانِكَ وَرَحْمَتِكَ، يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ، وَكَذلِكَ نَسَبْتَ نَفْسَكَ يا سَيِّدى بِاللُّطْفِ، بَلى انَّكَ لَطيفٌ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَالْطُفْ بى لِما تَشآءُ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَارْزُقْنِى الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ فى عامِنا هذا، وَتَطَوَّلْ عَلَىَّ بِجَميعِ حَوآئِجى لِلْأخِرَةِ وَالدُّنْيا* ثم ثلاث مرات تقول: اسْتَغْفِرُ اللَّهَ رَبِّى وَاتُوبُ الَيْهِ، انَّ رَبِّى قَريبٌ مُجيبٌ، اسْتَغْفِرُ اللَّهَ رَبِّى وَاتُوبُ الَيْهِ، انَّ رَبّى رَحيمٌ وَدُودٌ، اسْتَغْفِرُ اللَّهَ رَبِّى وَاتُوبُ الَيْهِ، انَّهُ كانَ غَفَّاراً، اللهُمَّ اغْفِرْ لى انَّكَ ارْحَمُ الرَّاحِمينَ، رَبِّ انّى عَمِلْتُ سُوءاً وَظَلَمْتُ نَفْسى فَاغْفِرْ لى انَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ الَّا انْتَ، اسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذى لا الهَ الَّا هُوَ الْحَىُ

ص: 503

الْقَيُّومُ، الْحَليمُ الْعَظيمُ الْكَريمُ، الْغَفَّارُ لِلذَّنْبِ الْعَظيمِ، وَاتُوبُ الَيْهِ، اسْتَغْفِرُ اللَّهَ انَّ اللَّهَ كانَ غَفُوراً رَحيماً.

ثمّ تقول: اللَّهُمَّ إنّى اسْئَلُكَ انْ تُصلِّىَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَانْ تَجْعَلَ فيما تَقْضى وَتُقَدِّرُ مِنَ الْأَمْرِ الْعَظيمِ الْمَحْتُومِ فى لَيْلَةِ الْقَدْرِ، مِنَ الْقَضآءِ الَّذى لا يُرَدُّ وَلا يُبَدَّلُ، انْ تَكْتُبَنى مِنْ حُجَّاجِ بَيْتِكَ الْحَرامِ، الْمَبْرُورِ حَجُّهُمْ، الْمَشْكُورِ سَعْيُهُمْ، الْمَغْفُورِ ذُنُوبُهُمْ، الْمُكَفَّرِ عَنْهُمْ سَيِّئاتُهُمْ، وَانْ تَجْعَلَ فيما تَقْضى وَتُقَدِّرُ، انْ تُطيلَ عُمْرى وَتُوَسِّعَ فى رِزْقى وَتُؤَدِّىَ عَنّى امانَتى وَدَيْنى آمينَ رَبَّ الْعالَمينَ، اللهُمَّ اجْعَلْ لى مِنْ امْرى فَرَجاً وَمَخْرَجاً، وَارْزُقْنى مِنْ حَيْثُ احْتَسِبُ وَمِنْ حَيْثُ لا احْتَسِبُ، وَاحْرُسْنى مِنْ حَيْثُ احْتَرِسُ وَمِنْ حَيْثُ لا احْتَرِسُ، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَسَلِّمْ كَثيراً(1).

2. تسبّح كلّ يوم من شهر رمضان بهذه التسبيحات المرويّة عن الإمام الصادق عليه السلام وهي عشرة أجزاء، كلّ جزء يحتوي على عشر تسبيحات:

سُبْحانَ اللَّهِ بارِئِ النَّسَمِ، سُبْحانَ اللَّهِ الْمُصَوِّرِ، سُبْحانَ اللَّهِ خالِقِ الْأَزْواجِ كُلِّها، سُبْحانَ اللَّهِ جاعِلِ الظُّلُماتِ وَالنُّورِ، سُبْحانَ اللَّهِ فالِقِ الْحَبِّ وَالنَّوى سُبْحانَ اللَّهِ خالِقِ كُلِّ شَىْ ءٍ، سُبْحانَ اللَّهِ خالِقِ ما يُرى وَما لا يُرى سُبْحانَ اللَّهِ مِدادَ كَلِماتِهِ، سُبْحانَ اللَّهِ رَبِّ الْعالَمينَ، سُبْحانَ اللَّهِ السَّميعِ الَّذى لَيْسَ شَىْ ءٌ اسْمَعَ مِنْهُ، يَسْمَعُ مِنْ فَوْقِ عَرْشِهِ ما تَحْتَ سَبْعِ ارَضينَ، وَيَسْمَعُ ما فى ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ، وَيَسْمَعُ لْأَنينَ وَالشَّكْوى وَيَسْمَعُ السِّرَّ وَاخْفى وَيَسْمَعُ وَساوِسَ الصُّدُورِ، وَلا يُصِمُّ سَمْعَهُ صَوْتٌ* سُبْحانَ اللَّهِ بارِئِ النَّسَمِ، سُبْحانَ اللَّهِ


1- مصباح المتهجّد: ص 610؛ إقبال الأعمال: ص 89.( باختلاف يسير)( قال السيّد ابن طاووس في إقبال الأعمال: أنّه دعاء الإمام الباقر عليه السلام الذي كان يدعو به في كلّ يوم من شهر رمضان).

ص: 504

الْمُصَوِّرِ، سُبْحانَ اللَّهِ خالِقِ الْأَزْواجِ كُلِّها، سُبْحانَ اللَّهِ جاعِلِ الظُّلُماتِ وَالنُّورِ، سُبْحانَ اللَّهِ فالِقِ الْحَبِّ وَالنَّوى سُبْحانَ اللَّهِ خالِقِ كُلِّ شَىْ ءٍ، سُبْحانَ اللَّهِ خالِقِ ما يُرى وَما لا يُرى سُبْحانَ اللَّهِ مِدادَ كَلِماتِهِ، سُبْحانَ اللَّهِ رَبِّ الْعالَمينَ، سُبْحانَ اللَّهِ الْبَصيرِ الَّذى لَيْسَ شَىْ ءٌ ابْصَرَ مِنْهُ، يُبْصِرُ مِنْ فَوْقِ عَرْشِهِ ما تَحْتَ سَبْعِ ارَضينَ، وَيُبْصِرُ ما فى ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ، لا تُدْرِكُهُ الْأبْصارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ، وَهُوَ اللَّطيفُ الْخَبيرُ، لا تُغْشى بَصَرَهُ الظُّلْمَةُ، وَلا يُسْتَتَرُ مِنْهُ بِسِتْرٍ، وَلا يُوارى مِنْهُ جِدارٌ، وَلا يَغيبُ عَنْهُ بَرٌّ وَلا بَحْرٌ، وَلا يَكِنُّ مِنْهُ جَبَلٌ ما فى اصْلِهِ، وَلا قَلْبٌ ما فيهِ، وَلا جَنْبٌ ما فى قَلْبِهِ، وَلا يَسْتَتِرُ مِنْهُ صَغيرٌ وَلا كَبيرٌ، وَلا يَسْتَخْفى مِنْهُ صَغيرٌ لِصِغَرِهِ، وَلا يَخْفى عَلَيْهِ شَىْ ءٌ فِى الْأَرْضِ وَلا فِى السَّمآءِ، هُوَ الَّذى يُصَوِّرُكُمْ فِى الْأَرْحامِ كَيْفَ يَشآءُ، لا الهَ الَّا هُوَ الْعَزيزُ الْحَكيمُ* سُبْحانَ اللَّهِ بارِئِ النَّسَمِ، سُبْحانَ اللَّهِ الْمُصَوِّرِ، سُبْحانَ اللَّهِ خالِقِ الْأَزْواجِ كُلِّها، سُبْحانَ اللَّهِ جاعِلِ الظُّلُماتِ وَالنُّورِ، سُبْحانَ اللَّهِ فالِقِ الْحَبِّ وَالنَّوى سُبْحانَ اللَّهِ خالِقِ كُلِّ شَىْ ءٍ، سُبْحانَ اللَّهِ خالِقِ ما يُرى وَما لا يُرى سُبْحانَ اللَّهِ مِدادَ كَلِماتِهِ، سُبْحانَ اللَّهِ رَبِّ الْعالَمينَ، سُبْحانَ اللَّهِ الَّذى يُنْشِئُ السَّحابَ الثِّقالَ، وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ، وَالْمَلائِكَةُ مِنْ خيفَتِهِ، وَيُرْسِلُ الصَّواعِقَ فَيُصيبُ بِها مَنْ يَشآءُ، وَيُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَىْ رَحْمَتِهِ، وَيُنَزِّلُ الْمآءَ مِنَ السَّمآءِ بِكَلِمَتِهِ، وَيُنْبِتُ النَّباتَ بِقُدْرَتِهِ، وَيَسْقُطُ الْوَرَقُ بِعِلْمِهِ، سُبْحانَ اللَّهِ الَّذى لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقالُ ذَرَّةٍ فِى الْأَرْضِ وَلا فِى السَّمآءِ، وَلا اصْغَرُ مِنْ ذلِكَ، وَلا اكْبَرُ الَّا فى كِتابٍ مُبينٍ* سُبْحانَ اللَّهِ بارِئِ النَّسَمِ، سُبْحانَ اللَّهِ الْمُصَوِّرِ، سُبْحانَ اللَّهِ خالِقِ الْأَزْواجِ كُلِّها، سُبْحانَ اللَّهِ جاعِلِ الظُّلُماتِ وَالنُّورِ، سُبْحانَ اللَّهِ فالِقِ الْحَبِّ وَالنَّوى سُبْحانَ اللَّهِ خالِقِ كُلِّ شَىْ ءٍ، سُبْحانَ اللَّهِ خالِقِ ما يُرى وَما لا يُرى سُبْحانَ اللَّهِ مِدادَ

ص: 505

كَلِماتِهِ، سُبْحانَ اللَّهِ رَبِّ الْعالَمينَ، سُبْحانَ اللَّهِ الَّذى يَعْلَمُ ما تَحْمِلُ كُلُّ انْثى وَما تَغيْضُ الْأَرْحامُ وَما تَزْدادُ، وَكُلُّ شَىْ ءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدارٍ، عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ، الْكَبِيرُ الْمُتَعالُ، سَوآءٌ مِنْكُمْ مَنْ اسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ، وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسارِبٌ بِالنَّهارِ، لَهُ مُعَقِّباتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ، يَحْفَظُونَهُ مِنْ امْرِ اللَّهِ، سُبْحانَ اللَّهِ الَّذى يُميتُ الْأَحْيآءَ وَيُحْيِى الْمَوْتى وَيَعْلَمُ ما تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ، وَيُقِرُّ فِى الْأَرْحامِ ما يَشآءُ الى اجَلٍ مُسَمّىً* سُبْحانَ اللَّهِ بارِئِ النَّسَمِ، سُبْحانَ اللَّهِ الْمُصَوِّرِ، سُبْحانَ اللَّهِ خالِقِ الْأَزْواجِ كُلِّها، سُبْحانَ اللَّهِ جاعِلِ الظُّلُماتِ وَالنُّورِ، سُبْحانَ اللَّهِ فالِقِ الْحَبِّ وَالنَّوى سُبْحانَ اللَّهِ خالِقِ كُلِّ شَىْ ءٍ، سُبْحانَ اللَّهِ خالِقِ ما يُرى وَما لا يُرى سُبْحانَ اللَّهِ مِدادَ كَلِماتِهِ، سُبْحانَ اللَّهِ رَبِّ الْعالَمينَ، سُبْحانَ اللَّهِ مالِكِ الْمُلْكِ، تُؤْتِى الْمُلْكَ مَنْ تَشآءُ، وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشآءُ، وَتُعِزُّ مَنْ تَشآءُ، وَتُذِلُّ مَنْ تَشآءُ، بِيَدِكَ الْخَيْرُ، انَّكَ عَلى كُلِّ شَىْ ءٍ قَديرٌ، تُولِجُ اللَّيْلَ فِى النَّهارِ، وَتُولِجُ النَّهارَ فِى اللَّيْلِ، تُخْرِجُ الْحَىَّ مِنَ الْمَيِّتِ، وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَىِّ، وَتَرْزُقُ مَنْ تَشآءُ بِغَيْرِ حِسابٍ* سُبْحانَ اللَّهِ بارِئِ النَّسَمِ، سُبْحانَ اللَّهِ الْمُصَوِّرِ، سُبْحانَ اللَّهِ خالِقِ الْأَزْواجِ كُلِّها، سُبْحانَ اللَّهِ جاعِلِ الظُّلُماتِ وَالنُّورِ، سُبْحانَ اللَّهِ فالِقِ الْحَبِّ وَالنَّوى سُبْحانَ اللَّهِ خالِقِ كُلِّ شَىْ ءٍ، سُبْحانَ اللَّهِ خالِقِ ما يُرى وَما لا يُرى سُبْحانَ اللَّهِ مِدادَ كَلِماتِهِ، سُبْحانَ اللَّهِ رَبِّ الْعالَمينَ، سُبْحانَ اللَّهِ الَّذى عِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُها الَّا هُوَ، وَيَعْلَمُ ما فِى الْبَرِّ وَالْبَحْرِ، وَما تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ الَّا يَعْلَمُها، وَلا حَبَّةٍ فى ظُلُماتِ الْأَرْضِ، وَلا رَطْبٍ وَلا يابِسٍ الَّا فى كِتابٍ مُبينٍ* سُبْحانَ اللَّهِ بارِئِ النَّسَمِ، سُبْحانَ اللَّهِ الْمُصَوِّرِ، سُبْحانَ اللَّهِ خالِقِ الْأَزْواجِ كُلِّها، سُبْحانَ اللَّهِ جاعِلِ الظُّلُماتِ وَالنُّورِ، سُبْحانَ اللَّهِ فالِقِ الْحَبِّ وَالنَّوى سُبْحانَ اللَّهِ خالِقِ كُلِّ شَىْ ءٍ، سُبْحانَ اللَّهِ خالِقِ

ص: 506

ما يُرى وَما لايُرى سُبْحانَ اللَّهِ مِدادَ كَلِماتِهِ، سُبْحانَ اللَّهِ رَبِّ الْعالَمينَ، سُبْحانَ اللَّهِ الَّذى لا يُحْصى مِدْحَتَهُ الْقآئِلُونَ، وَلا يَجْزى بالائِهِ الشَّاكِرُونَ الْعابِدُونَ، وَهُوَ كَما قالَ وَفَوْقَ ما يَقُولُ الْقائلُونَ، وَاللَّهُ سُبْحانَهُ كَما اثْنى عَلى نَفْسِهِ، وَلا يُحيطُونَ بِشَىْ ءٍ مِنْ عِلْمِهِ الَّا بِما شآءَ، وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ، وَلا يَؤُدُهُ حِفْظُهُما وَهُوَ الْعَلِىُّ الْعَظيمُ* سُبْحانَ اللَّهِ بارِئِ النَّسَمِ، سُبْحانَ اللَّهِ الْمُصَوِّرِ، سُبْحانَ اللَّهِ خالِقِ الْأَزْواجِ كُلِّها، سُبْحانَ اللَّهِ جاعِلِ الظُّلُماتِ وَالنُّورِ، سُبْحانَ اللَّهِ فالِقِ الْحَبِّ وَالنَّوى سُبْحانَ اللَّهِ خالِقِ كُلِّ شَىْ ءٍ، سُبْحانَ اللَّهِ خالِقِ ما يُرى وَما لا يُرى سُبْحانَ اللَّهِ مِدادَ كَلِماتِهِ، سُبْحانَ اللَّهِ رَبِّ الْعالَمينَ، سُبْحانَ اللَّهِ الَّذى يَعْلَمُ ما يَلِجُ فِى الْأَرْضِ وَما يَخْرُجُ مِنْها، وَما يَنْزِلُ مِنَ السَّمآءِ وَما يَعْرُجُ فيها، وَلا يَشْغَلُهُ ما يَلِجُ فِى الْأَرْضِ وَمايَخْرُجُ مِنْها، عَمَّا يَنْزِلُ مِنَ السَّمآءِ وَما يَعْرُجُ فيها، وَلا يَشْغَلُهُ ما يَنْزِلُ مِنَ السَّمآءِ وَما يَعْرُجُ فيها، عَمَّا يَلِجُ فِى الْأَرْضِ وَما يَخْرُجُ مِنْها، وَلا يَشْغَلُهُ عِلْمُ شَىْ ءٍ عَنْ عِلْمِ شَىْ ءٍ، وَلا يَشْغَلُهُ خَلْقُ شَىْ ءٍ عَنْ خَلْقِ شَىْ ءٍ، وَلا حِفْظُ شَىْ ءٍ عَنْ حِفْظِ شَىْ ءٍ، وَلا يُساويهِ شَىْ ءٌ، وَلا يَعْدِلُهُ شَىْ ءٌ، لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْ ءٌ، وَهُوَ السَّميعُ الْبَصيرُ* سُبْحانَ اللَّهِ بارِئِ النَّسَمِ، سُبْحانَ اللَّهِ الْمُصَوِّرِ، سُبْحانَ اللَّهِ خالِقِ الْأَزْواجِ كُلِّها، سُبْحانَ اللَّهِ جاعِلِ الظُّلُماتِ وَالنُّورِ، سُبْحانَ اللَّهِ فالِقِ الْحَبِّ وَالنَّوى سُبْحانَ اللَّهِ خالِقِ كُلِّ شَىْ ءٍ، سُبْحانَ اللَّهِ خالِقِ ما يُرى وَما لا يُرى سُبْحانَ اللَّهِ مِدادَ كَلِماتِهِ، سُبْحانَ اللَّهِ رَبِّ الْعالَمينَ، سُبْحانَ اللَّهِ فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ، جاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلًا اولى اجْنِحَةٍ، مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ، يَزيدُ فِى الْخَلْقِ ما يَشآءُ، انَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَىْ ءٍ قَديرٌ، ما يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَها، وَما يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ، وَهُوَ الْعَزيزُ الْحَكيمُ* سُبْحانَ اللَّهِ بارِئِ النَّسَمِ، سُبْحانَ

ص: 507

اللَّهِ الْمُصَوِّرِ، سُبْحانَ اللَّهِ خالِقِ الْأَزْواجِ كُلِّها، سُبْحانَ اللَّهِ جاعِلِ الظُّلُماتِ وَالنُّورِ، سُبْحانَ اللَّهِ فالِقِ الْحَبِّ وَالنَّوى سُبْحانَ اللَّهِ خالِقِ كُلِّ شَىْ ءٍ، سُبْحانَ اللَّهِ خالِقِ ما يُرى وَما لا يُرى سُبْحانَ اللَّهِ مِدادَ كَلِماتِهِ، سُبْحانَ اللَّهِ رَبِّ الْعالَمينَ، سُبْحانَ اللَّهِ الَّذى يَعْلَمُ ما فِى السَّماواتِ وَما فِى الْأَرْضِ، ما يَكوُنُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ الَّا هُوَ رابِعُهُمْ، وَلا خَمْسَةٍ الَّا هُوَ سادِسُهُمْ، وَلا ادْنى مِنْ ذلِكَ وَلا اكْثَرَ الَّا هُوَ مَعَهُمْ ايْنَما كانُوا، ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ، انَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَىْ ءٍ عَليمٌ (1).

- چ چ-

3. أن يقرأ هذه الصلوات كلّ يوم من شهر رمضان:

انَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِىِّ، يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْليماً، لَبَّيْكَ يا رَبِّ وَسَعْدَيْكَ وَسُبْحانَكَ، اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَبارِكْ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، كَما صَلَّيْتَ وَبارَكْتَ عَلى ابْراهيمَ وَآلِ ابْراهيمَ، انَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ، اللَّهُمَّ ارْحَمْ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ، كَما رَحِمْتَ ابْراهيمَ وآلَ ابْراهيمَ، انَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ، اللَّهُمَّ سَلِّمْ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، كَما سَلَّمْتَ عَلى نُوحٍ فِى الْعالَمينَ، [اللَّهُمَّ امْنُنْ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، كَما مَنَنْتَ عَلى مُوسى وَهرُونَ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، كَما شَرَّفْتَنا بِهِ (2)، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، كَما هَدَيْتَنا بِهِ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَابْعَثْهُ مَقاماً مَحْمُوداً يَغْبِطُهُ بِهِ الْأَوَّلُونَ وَالْأخِرُونَ، عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ السَّلامُ كُلَّما طَلَعَتْ شَمْسٌ اوْ غَرَبَتْ، عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ السَّلامُ كُلَّما طَرَفَتْ عَيْنٌ اوْ بَرَقَتْ، عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ السَّلامُ كُلَّما ذُكِرَ السَّلامُ، عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ السَّلامُ كُلَّما سَبَّحَ اللَّهَ مَلَكٌ اوْ قَدَّسَهُ، السَّلامُ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ فِى الْأَوَّلينَ، وَالسَّلامُ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ


1- مصباح المتهجّد: ص 616؛ إقبال الأعمال: ص 93؛ بحار الأنوار: ج 95، ص 105.
2- وردت هذه العبارات في إقبال الأعمال.

ص: 508

فِى الْأخِرينَ، وَالسَّلامُ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ فِى الدُّنْيا وَالأخِرَةِ، اللَّهُمَّ رَبَّ الْبَلَدِ الْحَرامِ، وَرَبَّ الرُّكْنِ وَالْمَقامِ، وَرَبَّ الْحِلِّ وَالْحَرامِ، ابْلِغْ مُحَمَّداً نَبِيَّكَ عَنَّا السَّلامَ، اللهُمَّ اعْطِ مُحَمَّداً مِنَ الْبَهآءِ وَالنَّضْرَةِ، وَالسُّرُورِ وَالْكَرامَةِ، وَالْغِبْطَةِ وَالْوَسيلَةِ، وَالْمَنْزِلَةِ وَالْمَقامِ، وَالشَّرَفِ وَالرِّفْعَةِ، وَالشَّفاعَةِ عِنْدَكَ يَوْمَ الْقِيامَةِ، افْضَلَ ما تُعْطى احَداً مِنْ خَلْقِكَ، وَاعْطِ مُحَمَّداً فَوْقَ ما تُعْطِى الْخَلائِقَ مِنَ الْخَيْرِ، اضْعافاً كَثيرَةً لا يُحْصيها غَيْرُكَ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، اطْيَبَ وَاطْهَرَ، وَازْكى وَانْمى وَافْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلى احَدٍ مِنَ الْأَوَّلينَ وَالْأخِرينَ، وَعَلى احَدٍ مِنْ خَلْقِكَ يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ، اللهُمَّ صَلِّ عَلى عَلىٍّ اميرِ الْمُؤْمِنينَ، وَوالِ مَنْ والاهُ، وَعادِ مَنْ عاداهُ، وَضاعِفِ الْعَذابَ عَلى مَنْ شَرِكَ فى دَمِهِ، اللهُمَّ صَلِّ عَلى فاطِمَةَ بِنْتِ نَبيِّكَ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ وَآلِهِ السَّلامُ، وَالْعَنْ مَنْ آذى نَبِيَّكَ فيها، اللهُمَّ صَلِّ عَلَى الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ امامَىِ الْمُسْلِمينَ، وَوالِ مَنْ والاهُما، وَعادِ مَنْ عاداهُما، وَضاعِفِ الْعَذابَ عَلى مَنْ شَرِكَ فى دِمائِهِما، اللهُمَّ صَلِّ عَلى عَلِىِّ بْنِ الْحُسَيْنِ امامِ الْمُسْلِمينَ، وَوالِ مَنْ والاهُ، وَعادِ مَنْ عاداهُ، وَضاعِفِ الْعَذابَ عَلى مَنْ ظَلَمَهُ، اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدِ بنِ عَلِىٍّ امامِ الْمُسْلِمينَ، وَوالِ مَنْ والاهُ، وَعادِ مَنْ عاداهُ، وَضاعِفِ الْعَذابَ عَلى مَنْ ظَلَمَهُ، اللهُمَّ صَلِّ عَلى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ امامِ الْمُسْلِمينَ، وَوالِ مَنْ والاهُ، وَعادِ مَنْ عاداهُ، وَضاعِفِ الْعَذابَ عَلى مَنْ ظَلَمَهُ، اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ امامِ الْمُسْلِمينَ، وَوالِ مَنْ والاهُ، وَعادِ مَنْ عاداهُ، وَضاعِفِ الْعَذابَ عَلى مَنْ شَرِكَ فى دَمِهِ، اللهُمَّ صَلِّ عَلى عَلِىِّ بْنِ مُوسى امامِ الْمُسْلِمينَ، وَوالِ مَنْ والاهُ، وَعادِ مَنْ عاداهُ، وَضاعِفِ الْعَذابَ عَلى مَنْ شَرِكَ فى دَمِهِ، اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِىٍّ امامِ الْمُسْلِمينَ، وَوالِ مَنْ والاهُ، وَعادِ مَنْ عاداهُ، وَضاعِفِ الْعَذابَ عَلى مَنْ ظَلَمَهُ، اللهُمَّ صَلِّ عَلى عَلِىِّ بْنِ مُحَمَّدٍ امامِ الْمُسْلِمينَ، وَوالِ مَنْ والاهُ، وَعادِ

ص: 509

مَنْ عاداهُ، وَضاعِفِ الْعَذابَ عَلى مَنْ ظَلَمَهُ، اللهُمَّ صَلِّ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِىٍّ امامِ الْمُسْلِمينَ، وَوالِ مَنْ والاهُ، وَعادِ مَنْ عاداهُ، وَضاعِفِ الْعَذابَ عَلى مَنْ ظَلَمَهُ، اللهُمَّ صَلِّ عَلَى الْخَلَفِ مِنْ بَعْدِهِ امامِ الْمُسْلِمينَ، وَوالِ مَنْ والاهُ، وَعادِ مَنْ عاداهُ، [وَعَجِّلْ فَرَجَهُ (1)، اللهُمَّ صَلِّ عَلَى الْقاسِمِ وَالطَّاهِرِ ابْنَىْ نَبِيِّكَ، اللهُمَ صَلِّ عَلَى رُقَيَّةَ بِنْتِ نَبِيِّكَ، وَالْعَنْ مَنْ آذى نَبِيَّكَ فيها، اللهُمَّ صَلِّ عَلَى امِّ كُلْثُومَ بِنْتِ نَبِيِّكَ، وَالْعَنْ مَنْ آذى نَبِيَّكَ فيها، اللهُمَّ صَلِّ عَلَى ذُرِّيَّةِ نَبِيِّكَ، اللهُمَّ اخْلُفْ نَبِيَّكَ فى اهْلِ بَيْتِهِ، اللهُمَّ مَكِّنْ لَهُمْ فِى الْأَرْضِ، اللهُمَّ اجْعَلْنا مِنْ عَدَدِهِمْ وَمَدَدِهِمْ، وَانْصارِهِمْ عَلىَ الْحَقِّ فِى السِّرِّ وَالْعَلانِيَةِ، اللَّهُمَّ اطْلُبْ بِذَحْلِهِمْ وَوِتْرِهِمْ وَدِمآئِهِمْ، وَكُفَّ عَنَّا وَعَنْهُمْ وَعَنْ كُلِّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ بَاْسَ كُلِّ باغٍ وَطاغٍ، وَكُلِّ دآبَّةٍ انْتَ آخِذٌ بِناصِيَتِها، انَّكَ اشَدُّ بَاْساً وَاشَدُّ تَنْكيلًا(2).

قال السيّد ابن طاووس ثمّ تقول: يا عُدَّتى فى كُرْبَتى وَيا صاحِبى فى شِدَّتى وَيا وَلِيّى فى نِعْمَتى وَيا غايَتى فى رَغْبَتى انْتَ السَّاتِرُ عَوْرَتى وَالْمُؤْمِنُ رَوْعَتى وَالْمُقيلُ عَثْرَتى فَاغْفِرْ لى خَطيئَتى يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ* وتقول:

اللهُمَّ انّى ادْعُوكَ لِهَمٍّ لا يُفَرِّجُهُ غَيْرُكَ، وَلِرَحْمَةٍ لا تُنالُ الَّا بِكَ، وَلِكَرْبٍ لا يَكْشِفُهُ الَّا انْتَ، وَلِرَغْبَةٍ لا تُبْلَغُ الّا بِكَ، وَلِحاجَةٍ لا يَقْضيها الَّا انْتَ، اللهُمَّ فَكَما كانَ مِنْ شَاْنِكَ ما اذِنْتَ لى بِهِ مِنْ مَسْئَلَتِكَ، وَرَحِمْتَنى بِهِ مِنْ ذِكْرِكَ، فَلْيَكُنْ مِنْ شَاْنِكَ سَيِّدِى الْإِجابَةُ لى فيما دَعَوْتُكَ، وَعَوآئِدُ الْإِفْضالِ فيما رَجَوْتُكَ، وَالنَّجاةُ مِمَّا فَزِعْتُ الَيْكَ فيهِ، فَانْ لَمْ اكُنْ اهْلًا انْ ابْلُغَ رَحْمَتَكَ، فَانَّ رَحْمَتَكَ اهْلٌ انْ تَبْلُغَنى وَتَسَعَنى وَانْ لَمْ اكُنْ لِلْإِجابَةِ اهْلًا فَانْتَ اهْلُ الْفَضْلِ، وَرَحْمَتُكَ


1- وردت هذه الجملة في إقبال الأعمال.
2- مصباح المتهجّد، ص 620؛ إقبال الأعمال، ص 96؛ بحارالانوار، ج 95، ص 108( مع اختلاف يسير).

ص: 510

وَسِعَتْ كُلَّ شَىْ ءٍ، فَلْتَسَعْنى رَحْمَتُكَ، يا الهى يا كَريمُ، اسْئَلُكَ بِوَجْهِكَ الْكَريمِ، انْ تُصَلِّىَ عَلى مُحَمَّدٍ وَاهْلِ بَيْتِهِ، وَانْ تُفَرِّجَ هَمّى وَتَكْشِفَ كَرْبى وَغَمّى وَتَرْحَمَنى بِرَحْمَتِكَ، وَتَرْزُقَنى مِنْ فَضْلِكَ، انَّكَ سَميعُ الدُّعآءِ، قَريبٌ مُجيبٌ (1).

- چ چ-

4. وكذلك ورد في الكتب المعتبرة أن تقول كلّ يوم من شهر رمضان:

اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ بِافْضَلِهِ، وَكُلُّ فَضْلِكَ فاضِلٌ، اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ بِفَضْلِكَ كُلِّه، اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ مِنْ رِزْقِكَ بِاعَمِّهِ، وَكُلُّ رِزْقِكَ عآمٌّ، اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ بِرِزْقِكَ كُلِّهِ، اللهُمَّ انّى اسْئَلُكَ مِنْ عَطآئِكَ بِاهْنَأِهِ، وَكُلُّ عَطآئِكَ هَنى ءٌ، اللهُمَّ انّى اسْئَلُكَ بِعَطآئِكَ كُلِّهِ، اللهُمَّ انّى اسْئَلُكَ مِنْ خَيْرِكَ بِاعْجَلِهِ، وَكُلُّ خَيْرِكَ عاجِلٌ، اللهُمَّ انّى اسْئَلُكَ بِخَيْرِكَ كُلِّهِ، اللهُمَّ انّى اسْئَلُكَ مِنْ احْسانِكَ بِاحْسَنِهِ، وَكُلُّ احْسانِكَ حَسَنٌ، اللهُمَّ انّى اسْئَلُكَ بِاحْسانِكَ كُلِّهِ، اللهُمَّ انّى اسْئَلُكَ بِما تُجيبُنى بِهِ حينَ اسْئَلُكَ، فَاجِبْنى يا اللَّهُ، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ الْمُرْتَضى وَرسُولِكَ الْمُصْطَفى وَامينِكَ وَنَجِيِّكَ دُونَ خَلْقِكَ، وَنَجيبِكَ مِنْ عِبادِكَ، وَنَبِيِّكَ بِالصِّدْقِ وَحَبيبِكَ، وَصَلِّ عَلى رَسُولِكَ، وَخِيَرَتِكَ مِنَ الْعالَمينَ، الْبَشيرِ النَّذيرِ، السِّراجِ الْمُنيرِ، وَعلى اهْلِ بَيْتِهِ الْأَبْرارِالطَّاهِرينَ، وَعَلى مَلائِكَتِكَ الَّذينَ اسْتَخْلَصْتَهُمْ لِنَفْسِكَ، وَحَجَبْتَهُمْ عَنْ خَلْقِكَ، وَعَلى انْبِيآئِكَ الَّذينَ يُنْبِئُونَ عَنْكَ بِالصِّدْقِ، وَعَلى رُسُلِكَ الَّذينَ خَصَصْتَهُمْ بِوَحْيِكَ، وَفَضَّلْتَهُمْ عَلَى الْعالَمينَ بِرِسالاتِكَ، وَعَلى عِبادِكَ الصَّالِحينَ الَّذينَ ادْخَلْتَهُمْ فى رَحْمَتِكَ، الْأَئِمَّةِ الْمُهْتَدينَ الرَّاشِدينَ، وَاوْلِيآئِكَ الْمُطَهَّرينَ، وَعَلى جَبْرَئيلَ وَميكآئيلَ وَاسْرافيلَ وَمَلَكِ الْمَوْتِ، وَمالِكٍ خازِنِ النَّارِ، وَرِضْوانَ خازِنِ الْجِنانِ،


1- إقبال الأعمال: ص 98؛ بحار الأنوار: ج 95، ص 110.

ص: 511

وَرُوحِ الْقُدُسِ، وَالرُّوحِ الْأَمينِ، وَحَمَلَةِ عَرْشِكَ الْمُقَرَّبينَ، وَعَلى الْمَلَكَيْنِ الْحافِظَيْنِ عَلَىَّ بِالصَّلاةِ، الَّتى تُحِبُّ انْ يُصَلِّىَ بِها عَلَيْهِمْ اهْلُ السَّماواتِ وَاهْلُ الْأَرَضينَ، صَلاةً طَيِّبَةً كَثيرةً، مُبارَكَةً زاكِيَةً نامِيَةً، ظاهِرَةً باطِنَةً، شَريفَةً فاضِلَةً، تُبَيِّنُ بِها فَضْلَهُمْ عَلَى الْأَوَّلينَ وَالْأخِرينَ، اللهُمَّ وَاعْطِ مُحَمَّداً الْوَسيلَةَ، وَالشَّرَفَ وَالْفَضيلَةَ، وَاجْزِهِ خَيْرَ ما جَزَيْتَ نَبِيّاً عَنْ امَّتِهِ، اللهُمَّ وَاعْطِ مُحَمَّداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، مَعَ كُلِّ زُلْفَةٍ زُلْفَةً، وَمَعَ كُلِّ وَسيلَةٍ وَسيلَةً، وَمَعَ كُلِّ فَضيلَةٍ فَضيلَةً، وَمَعَ كُلِّ شَرَفٍ شَرَفاً، تُعْطى مُحَمَّداً وَ الَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ، افْضَلَ ما اعْطَيْتَ احَداً مِنَ الْأَوَّلينَ وَالْأخِرينَ، اللهُمَّ وَاجْعَلْ مُحَمَّداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، ادْنَى الْمُرْسَلينَ مِنْكَ مَجْلِساً، وَافْسَحَهُمْ فِى الْجَنَّةِ عِنْدَكَ مَنْزِلًا، وَاقْرَبَهُمْ الَيْكَ وَسيلَةً، وَاجْعَلْهُ اوَّلَ شافِعٍ، وَاوَّلَ مُشَفَّعٍ، وَاوَّلَ قآئِلٍ، وَانْجَحَ سائِلٍ، وَابْعَثْهُ الْمَقامَ الْمَحْمُودَ الَّذى يَغْبِطُهُ بِهِ الْأَوَّلُونَ وَالْأخِرُونَ، يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ، وَاسْئَلُكَ انْ تُصَلِّىَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَانْ تَسْمَعَ صَوْتى وَتُجيبَ دَعْوَتى وَتَجاوَزَ عَنْ خَطيئَتى وَتَصْفَحَ عَنْ ظُلْمى وَتُنْجِحَ طَلِبَتى وَتَقْضِىَ حاجَتى وَتُنْجِزَ لى ما وَعَدْتَنى وَتُقيلَ عَثْرَتى [وَتَقْبَلَ مِنّى (1) وَتَغْفِرَ ذُنُوبى وَتَعْفُوَ عَنْ جُرْمى وَتَقَبَّلَ عَمَلى وَلا تُعْرِضَ عَنّى وَتَرْحَمَنى وَلا تُعَذِّبَنى وَتُعافِيَنى وَلا تَبْتَلِيَنى وَتَرْزُقَنى مِنَ الرِّزْقِ اطْيَبَهُ وَاوْسَعَهُ، وَلا تَحْرِمَنى يا رَبِّ، وَاقْضِ عَنّى دَيْنى وَضَعْ عَنّى وِزْرى وَلا تُحَمِّلْنى ما لا طاقَةَ لى بِهِ يامَوْلاىَ، وَادْخِلْنى فى كُلِّ خَيْرٍ ادْخَلْتَ فيهِ مُحَمَّداً وَ الَ مُحَمَّدٍ، وَاخْرِجْنى مِنْ كُلِّ سُوءٍ اخْرَجْتَ مِنْهُ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ، صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ اجْمَعينَ، وَالسَّلامُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ* ثم قل ثلاثاً: اللهُمَّ انّى ادْعُوكَ كَما امَرْتَنى فَاسْتَجِبْ لى كَما وَعَدْتَنى


1- وردت هذه الجملة في إقبال الأعمال.

ص: 512

* ثم قل: اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ قَليلًا مِنْ كَثيرٍ، مَعَ حاجَةٍ بى الَيْهِ عَظيمَةٍ، وَغِناكَ عَنْهُ قَديمٌ، وَهُوَ عِنْدى كَثيرٌ، وَهُوَ عَلَيْكَ سَهْلٌ يَسيرٌ، فَامْنُنْ عَلَىَّ بِهِ، انَّكَ عَلى كُلِّ شَىْ ءٍ قَديرٌ، امينَ رَبَّ الْعالَمينَ (1).

- چ چ-

5. روى الشيخ المفيد رحمه الله في المقنعة عن الثقة الجليل عليّ بن مهزيار عن الإمام محمّد التقيّ عليه السلام أنّه يستحبّ أن تكثر من هذا الدعاء في شهر رمضان ليله ونهاره من أوّله إلى آخره:

يا ذَا الَّذى كانَ قَبْلَ كُلِّ شَىْ ءٍ، ثُمَّ خَلَقَ كُلَّ شَىْ ءٍ، ثُمَّ يَبْقى وَيَفْنى كُلُّ شَىْ ءٍ، يا ذَا الَّذى لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْ ءٌ، وَيا ذَا الَّذى لَيْسَ فِى السَّماواتِ الْعُلى وَلا فِى الْأَرَضينَ السُّفْلى وَلا فَوْقَهُنَّ وَلا تَحْتَهُنَّ، وَلا بَيْنَهُنَّ الهٌ يُعْبَدُ غَيْرُهُ، لَكَ الْحَمْدُ حَمْداً لا يَقْوى عَلى احْصآئِهِ الَّا انْتَ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمِّدٍ، صَلاةً لا يَقْوى عَلى احْصآئِها الّا انْتَ (2).

- چ چ-

6. روى الكفعمي في البلد الأمين وفي المصباح عن كتاب اختيار السيّد ابن باقي أنّ من قرأ هذا الدعاء في كلّ يوم من رمضان غفر اللَّه له ذنوباً كثيرة:

اللهُمَّ رَبَّ شَهْرِ رَمَضانَ، الَّذى انْزَلْتَ فيهِ الْقُرْآنَ، وَافْتَرَضْتَ عَلى عِبادِكَ فيهِ الصِّيامَ، وَارْزُقْنى حَجَّ بَيْتِكَ الْحَرامِ فى هذَا الْعامِ وَفى كُلِّ عامٍ، وَاغْفِرْ لِىَ الذُّنُوبَ الْعِظامَ، فَانَّهُ لا يَغْفِرُها غَيْرُكَ يا ذَا الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ (3).- چ چ-

7. قال الشيخ المفيد في المقنعة: ومن سننه (شهر رمضان المبارك) الصلاة على رسول اللَّه صلى الله عليه و آله في كلّ يوم مائة مرّة وما زاد على ذلك فهو أفضل (4).


1- مصباح المتهجّد: ص 623؛ إقبال الأعمال: ص 98؛ بحار الأنوار: ج 95، ص 111( باختلاف طفيف).
2- المقنعة: ص 320.
3- البلد الأمين: ص 223؛ مصباح الكفعمي: ص 618.
4- المقنعة: ص 313.

ص: 513

أعمال ليالي وأيّام شهر رمضان الخاصّة:

ذكرت امور في الأعمال الخاصّة لبعض ليالي وأيّام هذا الشهر الشريف:

الليلة الاولى:

وردت عدّة أعمال في هذه الليلة:

1. الاستهلال الذي أوجبه البعض (واجب كفائيّ).

2.

إذا رأيْتَ الهِلالَ- طبق رواية الصادق عليه السلام- فاسْتَقْبِلِ القِبْلَةَ وارْفَعْ يَدَيْكَ إلى السَّماءِ وخاطِبِ الهِلالَ وَقُلْ

: رَبّى وَرَبُّكَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمينَ، اللهُمَّ اهِلَّهُ عَلَيْنا بِالْأَمْنِ وَالْإِيمانِ، وَالسَّلامَةِ وَالْإِسْلامِ، وَالْمُسارَعَةِ الى ما تُحِبُّ وَتَرْضى اللهُمَّ بارِكْ لَنا فى شَهْرِنا هذا، وَارْزُقْنا خَيْرَهُ وَعَوْنَهُ، وَاصْرِفْ عَنَّا ضُرَّهُ وَشَرَّهُ، وَبَلائَهُ وَفِتْنَتَهُ (1).

وروي أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله كان إذا استهلّ هلال شهر رمضان استقبل القبلة وقال:

اللهُمَّ اهِلَّهُ عَلَيْنا بِالْأَمْنِ والْإِيمانِ، وَالسَّلامَةِ وَالْإِسْلامِ، وَالْعافِيَةِ الْمُجَلَّلَةِ، وَدِفاعِ الْأَسْقامِ، وَالرِّزْقِ الْواسِعِ، وَالْعَوْنِ عَلَى الصَّلاةِ وَالصِّيامِ وَالْقِيامِ، وَتِلاوَةِ الْقُرْآنِ، اللهُمَّ سَلِّمْنا لِشَهْرِ رَمَضانَ، وَتَسَلَّمْهُ مِنَّا، وَسَلِّمْنا فيهِ حَتّى يَنْقَضِىَ عَنَّا شَهْرُ رَمَضانَ، وَقَدْ عَفَوْتَ عَنَّا، وَغَفَرْتَ لَنا وَرَحِمْتَنا(2).

وعن الإمام الصادق عليه السلام: «

إذا رَأَيْتَ الهِلالَ فَقُلْ:

اللهُمَّ قَدْ حَضَرَ شَهْرُ رَمَضانَ، وَقَدِ افْتَرَضْتَ عَلَيْنا صِيامَهُ، وَانْزَلْتَ فيهِ الْقُرْآنُ، هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الْهُدى وَالْفُرْقانِ، اللَّهُمَّ اعِنَّا عَلى صِيامِهِ، وَتَقَبَّلْهُ مِنَّا، وَسَلِّمْنا فيهِ، وَ سَلِّمْنا مِنْهُ، وَسَلِّمْهُ لَنا فى يُسْرٍ مِنْكَ وَعافِيَةٍ، انَّكَ عَلى كُلِّ شَىْ ءٍ قَديرٌ، يا رَحْمنُ يا رَحيمُ»(3).

- چ چ-


1- إقبال الأعمال: ص 18.
2- المصدر السابق: ص 17.
3- المصدر السابق: ص 18.

ص: 514

3. روى السيّد ابن طاووس أنّ عليّ بن الحسين عليهما السلام مرّ في طريقه يوماً فنظر إلى هلال شهر رمضان فوقف فقال:

ايُّهَا الْخَلْقُ الْمُطيعُ الدَّائِبُ السَّريعُ، الْمُتَرَدِّدُ فى مَنازِلِ التَّقْديرِ، الْمُتَصَرِّفُ فى فَلَكِ التَّدْبيرِ، امَنْتُ بِمَنْ نَوَّرَ بِكَ الظُّلَمَ، وَاوْضَحَ بِكَ الْبُهَمَ، وجَعَلَكَ ايَةً مِنْ اياتِ مُلْكِهِ، وَعَلامَةً مِنْ عَلاماتِ سُلْطانِهِ، فَحَدَّ بِكَ الزَّمانَ، وَامْتَهَنَكَ بِالْكَمالِ وَالنُّقْصانِ، وَالطُّلُوعِ والْأُفُولِ، وَالْإِنارَةِ وَالْكُسُوفِ، فى كُلِّ ذلِكَ انْتَ لَهُ مُطيعٌ، وَالى ارادَتِهِ سَريعٌ، سُبْحانَهُ ما اعْجَبَ ما دَبَّرَ فى امْرِكَ، وَالْطَفَ ما صَنَعَ فى شَاْنِكَ، جَعَلَك مِفْتاحَ شَهْرٍ حادِثٍ، لِأَمْرٍ حادِثٍ، فَاسْئَلُ اللَّهَ رَبِّى وَرَبَّكَ، وَخالِقى وَخالِقَكَ، وَمُقَدِّرى وَمُقَدِّرَكَ، وَمُصَوِّرى وَمُصَوِّرَكَ، انْ يُصَلِّىَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَانْ يَجْعَلَكَ هِلالَ بَرَكةٍ لا تَمْحَقُهَا الْأَيَّامُ، وَطَهارَةٍ لا تُدَنِّسُهَا الْأثامُ، هِلالَ امْنٍ مِنَ الأفاتِ، وَسَلامَةٍ مِنَ السَّيِّئاتِ، هِلالَ سَعْدٍ لا نَحْسَ فيهِ، وَيُمْنٍ لا نَكَدَ مَعَهُ، وَيُسْرٍ لا يُمازِجُهُ عُسْرٌ، وَخَيْرٍ لا يَشُوبُهُ شَرٌّ، هِلالَ امْنٍ وَايمانٍ، وَنِعْمَةٍ وَاحْسانٍ، وَسَلامَةٍ وَاسْلامٍ، اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاجْعَلْنا مِنْ ارْضى مَنْ طَلَعَ عَلَيْهِ، وَازْكى مَنْ نَظَرَ الَيْهِ، وَاسْعَدَ مَنْ تَعَبَّدَ لَكَ فيهِ، وَوَفِّقْنَا اللهُمَّ فيهِ لِلطَّاعَةِ وَالتَّوْبَةِ، وَاعْصِمْنا فيهِ مِنَ الْاثامِ وَالْحَوْبَةِ، وَاوْزِعْنا فيهِ شُكْرَ النِّعْمَةِ، وَالْبِسْنا فيهِ جُنَنَ الْعافِيَةِ، وَاتْمِمْ عَلَيْنا بِاسْتِكْمالِ طاعَتِكَ فيهِ الْمِنَّةَ، انَّكَ انْتَ الْمَنَّانُ الْحَميدُ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّيِّبينَ، وَاجْعَلْ لَنا فيهِ عَوْناً مِنْكَ عَلى ما نَدَبْتَنا الَيْهِ مِنْ مُفْتَرَضِ طاعَتِكَ، وَتَقَبَّلْها، انَّكَ الْأَكْرَمُ مِنْ كُلِّ كَريمٍ، وَالْأَرْحَمُ مِنْ كُلِّ رَحيمٍ، امينَ امينَ رَبَّ الْعالَمينَ (1).

- چ چ-


1- إقبال الأعمال: ص 17.

ص: 515

4. يستحبّ الغسل في الليلة الاولى طبق بعض الروايات (1).

5. أن يزور الحسين عليه السلام في الليلة الاولى لتغفر ذنوبه (2).

6. الصلاة ألف ركعة في شهر رمضان يبدأ بها الليلة الاولى كما مضى (ص 481).

7. أن يصلّي ركعتين يقرأ في كلّ ركعة

الحمد والأنعام

ويسأل اللَّه أن يكفيه ويقيه المخاوف والأسقام (3).

8. أن يقرأ هذا الدعاء الذي مضى في أعمال الليلة الأخيرة من شعبان (ص 466): اللَّهُمَّ إِنَّ هذَا الشَّهْرُ الْمُبارَكُ ....

9. أن يرفع يديه إذا فرغ من صلاة المغرب ويدعو بهذا الدعاء المرويّ عن الإمام الجواد عليه السلام:

اللَّهُمَّ يا مَنْ يَمْلِكُ التَّدْبيرَ، وَهُوَ عَلى كُلِّ شَىْ ءٍ قَديرٌ، يا مَنْ يَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَما تُخْفِى الصُّدُورُ، وَتُجِنُّ الضَّميرُ، وَهُوَ اللَّطيفُ الْخَبيرُ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنا مِمَّنْ نَوى فَعَمِلَ، وَلاتَجْعَلْنا مِمَّنْ شَقِىَ فَكَسِلَ، وَلا مِمَّنْ هُوَ عَلى غَيْرِ عَمَلٍ يَتَّكِلُ، اللَّهُمَّ صَحِّحْ ابْدانَنا مِنَ الْعِلَلِ، وَاعِنَّا عَلى مَا افْتَرَضْتَ عَلَيْنا مِنَ الْعَمَلِ، حَتّى يَنْقَضِىَ عَنَّا شَهْرُكَ هذا، وَقَدْ ادَّيْنا مَفْرُوضَكَ فيهِ عَلَيْنا، اللهُمَّ اعِنَّا عَلى صِيامِهِ، وَوَفِّقْنا لِقِيامِهِ، وَنَشِّطْنا فيهِ لِلصَّلاةِ، وَلا تَحْجُبْنا مِنَ الْقِرآئَةِ، وَسَهِّلْ لَنا فيهِ ايتآءَ الزَّكاةِ، اللهُمَّ لا تُسَلِّطْ عَلَيْنا وَصَباً وَلا تَعَباً، وَلا سَقَماً وَلا عَطَباً، اللهُمَّ ارْزُقْنا الْإِفْطارَ مِنْ رِزْقِكَ الْحَلالِ، اللَّهُمَّ سَهِّلْ لَنا فيهِ ما قَسَمْتَهُ مِنْ رِزْقِكَ، وَيَسِّرْ ما قَدَّرْتَهُ مِنْ امْرِكَ، وَاجْعَلْهُ حَلالًا طَيِّباً، نَقِيّاً مِنَ الْأثامِ، خالِصاً مِنَ الْأصارِ وَالْأَجْرامِ، اللهُمَّ لا تُطْعِمْنا الَّا طَيِّباً غَيْرَ خَبيثٍ وَلا حَرامٍ، وَاجْعَلْ رِزْقَكَ لَنا حَلَالًا لا يَشُوبُهُ دَنَسٌ وَلا اسْقامٌ، يا مَنْ عِلْمُهُ بِالسِّرِّ كَعِلْمِهِ بالْأَعْلانِ، يا مُتَفَضِّلًا عَلى عِبادِهِ بِالْإِحْسانِ، يا مَنْ هُوَ عَلى كُلِّ شَىْ ءٍ قَديرٌ، وَبِكُلِّ شَىْ ءٍ عَليمٌ خَبيرٌ، الْهِمْنا ذِكْرَكَ، وَجَنِّبْنا


1- زاد المعاد: ص 99.
2- المصدر السابق.
3- إقبال الأعمال: ص 22.

ص: 516

عُسْرَكَ، وَانِلْنا يُسْرَكَ، وَاهْدِنا لِلرَّشادِ، وَوَفِّقْنا لِلسَّدادِ، وَاعْصِمْنا مِنَ الْبَلايا، وَصُنَّا مِنَ الْأَوْزارِ وَالْخَطايا، يا مَنْ لا يَغْفِرُ عَظيمَ الذُّنُوبِ غَيْرُهُ، وَلا يَكْشِفُ السُّوءَ الَّا هُوَ، يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ، وَاكْرَمَ الْأَكْرَمينَ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَاهْلِ بَيْتِهِ الطَّيِّبينَ، وَاجْعَلْ صِيامَنا مَقْبُولًا، وَبِالْبِرِّ وَالتَّقْوى مَوْصُولًا، وَكَذلِكَ فَاجْعَلْ سَعْيَنا مَشْكُوراً، [وَحَوْبَنا مَغْفُوراً] وَقِيامَنا مَبْرُوراً، وَقُرانَنا مَرْفُوعاً، وَدُعآئَنا مَسْمُوعاً، وَاهْدِنا لِلْحُسْنى وَجَنِّبْنَاالْعُسْرى وَيَسِّرْنا لِلْيُسْرى وَاعْلِ لَنَاالدَّرَجاتِ، وَضاعِفْ لَنا الْحَسَناتِ، وَاقْبَلْ مِنَّا الصَّوْمَ وَالصَّلاةَ، وَاسْمَعْ مِنَّا الدَّعَواتِ، وَاغْفِرْ لَنَا الْخَطيئاتِ، وَتَجاوَزْ عَنَّا السَّيِّئاتِ، وَاجْعَلْنا مِنَ الْعامِلينَ الْفائِزينَ، وَلا تَجْعَلْنا مِنَ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّآلّينَ، حَتّى يَنْقَضِىَ شَهْرُ رَمَضانَ عَنَّا، وَقَدْ قَبِلْتَ فيهِ صِيامَنا وَقِيامَنا، وَزَكَّيْتَ فيهِ اعْمالَنا، وَغَفَرْتَ فيهِ ذُنُوبَنا، وَاجْزَلْتَ فيهِ مِنْ كُلِّ خَيْرٍ نَصيبَنا، فَانَّكَ الْإِلهُ الْمُجيبُ، وَالرَّبُّ الْقَريبُ، وَانْتَ بِكُلِّ شَىْ ءٍ مُحيطٌ(1).

- چ چ-

10. أن يدعو بهذا الدعاء المأثور عن الإمام الصادق عليه السلام:

اللهُمَّ رَبَّ شَهْرِ رَمَضانَ، مُنَزِّلَ الْقُرْآنِ، هذا شَهْرُ رَمَضانَ، الَّذى انْزَلْتَ فيهِ الْقُرْآنَ، وَانْزَلْتَ فيهِ آياتٍ بَيِّناتٍ مِنَ الْهُدى وَالْفُرْقانِ، اللهُمَّ ارْزُقْنا صِيامَهُ، وَاعِنَّا عَلى قِيامِهِ، اللَّهُمَّ سَلِّمْهُ لَنا وَسَلِّمْنا فيهِ، وَسَلِّمْهُ مِنَّا فى يُسْرٍ مِنْكَ وَمُعافاةٍ، وَاجْعَلْ فيما تَقْضى وَتُقَدِّرُ مِنَ الْأَمْرِ الْمَحْتُومِ، وَفيما تَفْرُقُ مِنَ الْأَمْرِ الْحَكيمِ فى لَيْلَةِالْقَدْرِ، مِنَ الْقَضآءِ الَّذى لا يُرَدُّ وَلا يُبَدَّلُ، انْ تَكْتُبَنى مِنْ حُجَّاجِ بَيْتِكَ الْحَرامِ، الْمَبْرُورِ حَجُّهُمْ، الْمَشْكُورِ سَعْيُهُمْ، الْمَغْفُورِ ذُنُوبُهُمْ، الْمُكَفَّرِ عَنْهُمْ سَيِّئاتُهُمْ، وَاجْعَلْ فيما تَقْضى وَتُقَدِّرُ، انْ تُطيلَ عُمْرى وَتُوَسِّعَ عَلىَّ مِنَ الرِّزْقِ الْحَلالِ (2).


1- إقبال الأعمال: ص 22.
2- المصدر السابق: ص 23.

ص: 517

11. أن يدعو بالدعاء الرابع والأربعين من الصحيفة السجادية فهو متعلّق بهذه الليلة.

12. ينبغي الإكثار من تلاوة القرآن إذا دخل شهر رمضان وروي أنّ الإمام الصادق عليه السلام كان يدعو بهذا الدعاء قبل أن يتلو القرآن:

اللهُمَّ انّى اشْهَدُ انَّ هذا كِتابُكَ الْمُنْزَلُ مِنْ عِنْدِكَ عَلى رَسُولِكَ، مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِاللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَكَلامُكَ النَّاطِقُ عَلى لِسانِ نَبِيِّكَ، جَعَلْتَهُ هادِياً مِنْكَ الى خَلْقِكَ، وَحَبْلًا مُتَّصِلًا فيما بَيْنَكَ وَبَيْنَ عِبادِكَ، اللهُمَّ انّى نَشَرْتُ عَهْدَكَ وَكِتابَكَ، اللهُمَّ فَاجْعَلْ نَظَرى فيهِ عِبادَةً، وَقِرآئَتى فيهِ فِكْراً، وَفِكْرى فيهِ اعْتِباراً، وَاجْعَلْنى مِمَّنِ اتَّعَظَ بِبَيانِ مَواعِظِكَ فيهِ، وَاجْتَنَبَ مَعاصيكَ، وَلا تَطْبَعْ عِنْدَ قِرائَتى عَلى سَمْعى وَلا تَجْعَلْ عَلى بَصَرى غِشاوَةً، وَلا تَجْعَلْ قِرائَتى قِرائَةً لا تَدَبُّرَ فيها، بَلِ اجْعَلْنى اتَدَبَّرُ اياتِهِ وَاحْكامَهُ، آخِذاً بِشَرايِعِ دينِكَ، وَلا تَجْعَلْ نَظَرى فيهِ غَفْلَةً، وَلا قِرائَتى هَذَراً، انَّكَ انْتَ الرَّؤُوفُ الرَّحيمُ.

ويقول بعد فراغه من تلاوته:

اللَّهُمَّ انّى قَدْ قَرَأْتُ ما قَضَيْتَ مِنْ كِتابِكَ، الَّذى انْزَلْتَهُ عَلى نَبِيِّكَ الصَّادِقِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، فَلَكَ الْحَمْدُ رَبَّنا، اللَّهُمَّ اجْعَلْنى مِمَّنْ يُحِلُّ حَلالَهُ، وَيُحَرِّمُ حَرامَهُ، وَيُؤْمِنُ بِمُحْكَمِهِ وَمُتَشابِهِهِ، وَاجْعَلْهُ لى انْساً فى قَبْرى وَانْساً فى حَشْرى وَاجْعَلْنى مِمَّنْ تُرْقيهِ بِكُلِّ ايَةٍ قَرَأَها دَرَجَةً فى اعْلى عِلِّيّينَ، امينَ رَبَّ الْعالَمينَ (1).

اليوم الأوّل من شهر رمضان: وردت فيه أعمال منها:

1. الغسل (2).

2. يغسل بماء الورد(3).


1- بحار الأنوار: ج 89، ص 206، ح 2.
2- إقبال الأعمال: ص 86.
3- المصدر السابق.

ص: 518

3. أن يصلّي ركعتين يقرأ في الاولى

الحمد

وسورة «

إنَّا فَتَحْنَا

» وفي الثانية

الحَمْدُ

وما شاء من السور ليدرأ اللَّه عنه كلّ سوء ويكون في حفظ اللَّه إلى العام القادم (1).

4. أن يؤدّي ركعتي صلاة أوّل الشهر كما مضى (ص 396)، والصدقة بعدهما(2).

5. أن يقول إذا طلع الفجر:

اللَّهُمَّ قَدْ حَضَرَ شَهْرُ رَمَضانَ، وَقَدِ افْتَرَضْتَ عَلَيْنا صِيامَهُ، وَانْزَلْتَ فيهِ الْقُرآنَ، هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الْهُدى وَالْفُرْقانِ، اللَّهُمَّ اعِنَّا عَلى صِيامِهِ، وَتَقَبَّلْهُ مِنَّا، وَتَسَلَّمْهُ مِنَّا، وَسَلِّمْهُ لَنا فى يُسْرٍ مِنْكَ وَعافِيَةٍ، انَّكَ عَلى كُلِّ شَىْ ءٍ قَديرٌ(3).

6. قال العلّامة المجلسي في زاد المعاد: روى الكليني والطوسي وغيرهما بسند صحيح عن الإمام موسى الكاظم عليه السلام: «

ادْعُ بِهذَا الدُّعاءِ فِي شَهْرِ رَمَضانَ فِي اليَومِ الأوَّلِ

»، وقال: «

مَنْ دَعا اللَّهَ خِلْواً مِن شَوائِبِ الأغْراضِ الفَاسِدَةِ والرِّياءِ لَمْ تُصِبْهُ فِي ذَلِكَ العام فِتْنَةٌ ولا ضَلَالَةٌ ولا آفَةٌ تَضُرُّ دِيْنَهُ أو بَدَنَهُ وَصَانَهُ اللَّهُ مِنْ شَرِّ مَا يَحْدُثُ في ذلِكَ العَامِ مِنَ البَلايَا

». وهو هذا الدعاء:

اللهُمَّ انّى اسْئَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذى دانَ لَهُ كُلُّ شَىْ ءٍ، وَبِرَحْمَتِكَ الَّتى وَسِعَتْ كُلَّ شَىْ ءٍ، وَبِعَظَمَتِكَ الَّتى تَواضَعَ لَها كُلُّ شَىْ ءٍ، وَبِعِزَّتِكَ الَّتى قَهَرْتَ كُلَّ شَىْ ءٍ، وَبِقُوَّتِكَ الَّتى خَضَعَ لَها كُلُّ شَىْ ءٍ، وَبِجَبَرُوتِكَ الَّتى غَلَبَتْ كُلَّ شَىْ ءٍ، وَبِعِلْمِكَ الَّذى احاطَ بِكُلِّ شَىْ ءٍ، يا نُورُ يا قُدُّوسُ، يا اوَّلَ قَبْلَ كُلِّ شَىْ ءٍ، وَباقِىَ بَعْدَ كُلِّ شَىْ ءٍ، يااللَّهُ يارَحْمنُ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاغْفِرْ لِىَ الذُّنُوبَ الَّتى تُغَيِّرُ النِّعَمَ، وَاغْفِرْ لِىَ الذُّنُوبَ الَّتى تُنْزِلُ النِّقَمَ، وَاغْفِرْلِىَ الذُّنُوبَ الَّتى تَقْطَعُ الرَّجآءَ، وَاغْفِرْ لِىَ الذُّنُوبَ الَّتى تُديلُ الْأَعْدآءَ، وَاغْفِرْ لِىَ الذُّنُوبَ الَّتى تَرُدُّ الدُّعآءَ، وَاغْفِرْ لِىَ الذُّنُوبَ الَّتى يُسْتَحَقُّ بِها نُزُولُ الْبَلاءِ، وَاغْفِرْ لِىَ الذُّنُوبَ الَّتى تَحْبِسُ غَيْثَ السَّمآءِ، وَاغْفِرْ لِىَ الذُّنُوبَ الَّتى تَكْشِفُ الْغِطآءَ، وَاغْفِرْلِىَ الذُّنُوبَ الَّتى


1- إقبال الأعمال: ص 87.
2- المصدر السابق.
3- بحار الأنوار: ج 94، ص 354.

ص: 519

تُعَجِّلُ الْفَنآءَ، وَاغْفِرْ لِىَ الذُّنُوبَ الَّتى تُورِثُ النَّدَمَ، وَاغْفِرْ لِىَ الذُّنُوبَ الَّتى تَهْتِكُ الْعِصَمَ، وَالْبِسْنى دِرْعَكَ الْحَصينَةَ الَّتى لا تُرامُ، وَعافِنى مِنْ شَرِّ ما احاذِرُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ فى مُسْتَقْبَلِ سَنَتى هذِهِ، اللهُمَّ رَبَّ السَّمواتِ السَّبْعِ، وَرَبَّ الْأَرَضينَ السَّبْعِ، وَما فيهِنَّ وَما بَيْنَهُنَّ، وَرَبَّ الْعَرْشِ الْعَظيمِ، وَرَبَّ السَّبْعِ الْمَثانى وَالْقُرْآنِ الْعَظيمِ، وَرَبَّ اسْرافيلَ وَميكآئيلَ وَجَبْرَئيلَ، وَرَبَّ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، سَيِّدِ الْمُرْسَلينَ، وَخاتَمِ النَّبِيّينَ، اسْئَلُكَ بِكَ وَبِما سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ، يا عَظيمُ انْتَ الَّذى تَمُنُّ بِالْعَظيمِ، وَتَدْفَعُ كُلَّ مَحْذُورٍ، وَتُعْطى كُلَّ جَزِيلٍ، وَتُضاعِفُ الْحَسَناتِ بِالْقَليلِ وَبِالْكَثيرِ، وَتَفْعَلُ ما تَشآءُ يا قَديرُ، يا اللَّهُ يا رَحْمنُ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَاهْلِ بَيْتِهِ، وَالْبِسْنى فى مُسْتَقْبَلِ سَنَتى هذِهِ سِتْرَكَ، وَنَضِّرْ وَجْهى بِنُورِكَ، وَاحِبَّنى بِمَحبَّتِكَ، وَبَلِّغْنى رِضْوانَكَ وَشَريفَ كَرامَتِكَ، وَجَسيمَ عَطِيَّتِكَ، وَاعْطِنى مِنْ خَيْرِ ما عِنْدَكَ، وَمِنْ خَيْرِ ما انْتَ مُعْطيهِ احَداً مِنْ خَلْقِكَ، وَالْبِسْنى مَعَ ذلِكَ عافِيَتَكَ، يا مَوْضِعَ كُلِّ شَكْوى وَيا شاهِدَ كُلِّ نَجْوى وَيا عالِمَ كُلِّ خَفِيَّةٍ، وَيا دافِعَ ما تَشآءُ مِنْ بَلِيَّةٍ، يا كَريمَ الْعَفْوِ، يا حَسَنَ التَّجاوُزِ، تَوَفَّنى عَلى مِلَّةِ ابْراهيمَ وَفِطْرَتِهِ، وَعَلى دينِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسُنَّتِهِ، وَعَلى خَيْرِ الْوَفاةِ، فَتَوَفَّنى مُوالِياً لِأَوْلِيآئِكَ، وَمُعادِياً لِأَعْدآئِكَ، اللهُمَّ وَجَنِّبْنى فى هذِهِ السَّنَةِ كُلَّ عَمَلٍ اوْ قَوْلٍ اوْ فِعْلٍ يُباعِدُنى مِنْكَ، وَاجْلُبْنى الَى كُلِّ عَمَلٍ اوْ قَوْلٍ اوْ فِعْلٍ يُقَرِّبُنى مِنْكَ فى هذِهِ السَّنَةِ، يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ، وَامْنَعْنى مِنْ كُلِّ عَمَلٍ اوْ قَوْلٍ اوْ فِعْلٍ يَكُونُ مِنّى اخافُ ضَرَرَ عاقِبَتِهِ، وَاخافُ مَقْتَكَ ايَّاىَ عَلَيْهِ حِذارَ انْ تَصْرِفَ وَجْهَكَ الْكَريمَ عَنّى فَاسْتَوجِبَ بِهِ نَقْصاً مِنْ حَظٍّ لى عِنْدَكَ، يا رَؤُفُ يا رَحيمُ، اللهُمَّ اجْعَلْنى فى مُسْتَقْبَلِ سَنَتى هذِهِ فى حِفْظِكَ، وَفى جِوارِكَ وَفى كَنَفِكَ، وَجَلِّلْنى سِتْرَ عافِيَتِكَ، وَهَبْ لى كَرامَتَكَ، عَزَّ جارُكَ، وَجَلَّ ثَنآؤُكَ،

ص: 520

وَلا الهَ غَيْرُكَ، اللهُمَّ اجْعَلْنى تابِعاً لِصالِحى مَنْ مَضى مِنْ اوْلِيآئِكَ، وَالْحِقْنى بِهِمْ، وَاجْعَلْنى مُسَلِّماً لِمَنْ قالَ بِالصِّدْقِ عَلَيْكَ مِنْهُمْ، وَاعُوذُ بِكَ اللهُمَّ انْ تُحيطَ بى خَطيئَتى وَظُلْمى وَاسْرافى عَلى نَفْسى وَاتِّباعى لِهَواىَ، وَاشْتِغالى بِشَهَواتى فَيَحُولُ ذلِكَ بَيْنى وَبَيْنَ رَحْمَتِكَ وَرِضْوانِكَ، فَاكُونُ مَنْسِيّاً عِنْدَكَ، مُتَعَرِّضاً لِسَخَطِكَ وَنِقْمَتِكَ، اللهُمَّ وَفِّقْنى لِكُلِّ عَمَلٍ صالِحٍ تَرْضى بِهِ عَنّى وَقَرِّبْنى الَيْكَ زُلْفى اللَّهُمَّ كَما كَفَيْتَ نَبِيَّكَ مُحَمَّداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ هَوْلَ عَدُوِّهِ، وَفَرَّجْتَ هَمَّهُ، وَكَشَفْتَ غَمَّهُ، وَصَدَقْتَهُ وَعْدَكَ، وَانْجَزْتَ لَهُ عَهْدَكَ، اللَّهُمَّ فَبِذلِكَ فَاكْفِنى هَوْلَ هذِهِ السَّنَةِ، وَآفاتِها وَاسْقامَها، وَفِتْنَتَها وَشُرُورَها وَاحْزانَها، وَضيقَ الْمَعاشِ فيها، وَبَلِّغْنى بِرَحْمَتِكَ كَمالَ الْعافِيَةِ، بِتَمامِ دَوامِ النِّعْمَةِ عِنْدى الى مُنْتَهى اجَلى اسْئَلُكَ سُؤالَ مَنْ اسآءَ وَظَلَمَ، وَاسْتَكانَ وَاعْتَرَفَ، وَاسْئَلُكَ انْ تَغْفِرَ لى ما مَضى مِنَ الذُّنُوبِ الَّتى حَصَرَتْها حَفَظَتُكَ، وَاحْصَتْها كِرامُ مَلائِكَتِكَ عَلَىَّ، وَانْ تَعْصِمَنى الهى مِنَ الذُّنُوبِ فيما بَقِىَ مِنْ عُمْرى الى مُنْتَهى اجَلى يا اللَّهُ يا رَحْمنُ يا رَحيمُ، صَلِّ عَلَى مُحمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ، وَ اتِنى كُلَّ ما سَئَلْتُكَ وَرَغِبْتُ الَيْكَ فيهِ، فَانَّكَ امَرْتَنى بِالدُّعاءِ، وَتَكَفَّلْتَ لى بِالْإِجابَةِ، يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ (1).

ومن المناسب الدعاء به أوّل السنة القمرية والشمسية بقصد القربة المطلقة.

-*-*-*-

الليلة الثالثة عشرة:

هي اولى الليالي البيض وفيها ثلاثة أعمال:

1. الغسل (2).

2. الصلاةأربع ركعات في كلّ ركعةالحمد مرّة والتوحيد خمساًوعشرين مرّة (كلّ ركعتين بسلام)(3).


1- زاد المعاد: ص 101- / 105؛ إقبال الأعمال: ص 45( باختلاف يسير).
2- زاد المعاد: ص 142.
3- مصباح الكفعمي: ص 563.

ص: 521

3. صلاة ركعتين، مرّ مثلها في الليلة الثالثة عشرة من شهري رجب وشعبان تقرأ في كلّ ركعة منهما بعد الفاتحة سورة

يس وتَبارَكَ والمُلك والتّوحيد(1).

4. يقرأ دعاء المجير في الليالي الثالثة عشرة والرابعة عشرة والخامسة عشرة والذي مضى في قسم الأدعية المعروفة (ص 87).

الليلة الرابعة عشرة:

يصلّي أربع ركعات (كلّ ركعتين بسلام) كما مضى في الليلة الثالثة عشرة(2).

الليلة الخامسة عشرة:

هذه ليلة مباركة وفيها أعمال:

1. الغسل (3).

2. الصلاة ستّ ركعات يقرأ في كلّ ركعة

الحَمْدُ ويس والمُلْك والتَّوحيد(4).

3. الصلاة مائة ركعة يقرأ في كلّ ركعة بعد

الحَمْد التّوحيد

عشر مرّات. عن أميرالمؤمنين عليه السلام عن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: «

مَنْ صَلّى لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَهْرِ رَمَضانَ مَائَةَ رَكْعَةً، يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ الحَمْدُ و (قُلْ هُو اللَّهُ أحَد) عَشْرَ مَرّاتٍ، أهْبَطَ اللَّهُ إلَيهِ عَشَرَةَ أمْلاكٍ يَدْرَؤُونَ عَنْهُ أعداءَهُ مِنَ الجِنِّ والإنْسِ، وأهْبَطَ اللَّهُ عِنْدَ مَوْتِه ثَلاثِينَ يُبَشِّرونَهُ بالجَنَّةِ، وثَلاثِينَ مَلَكاً يُؤمِنُونَهُ مِن النّارِ»(5).

4. زيارة الحسين عليه السلام عن الإمام الصادق عليه السلام قيل له: ما ترى لمن حضر قبر الحسين عليه السلام ليلة النصف من شهر رمضان؟ فقال عليه السلام: «

بَخٍ بَخٍ مَنْ صَلّى عِنْدَ قَبْرِه لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَهْرِ رَمَضانَ عَشْرَ رَكَعاتٍ مِنْ بَعْدِ العِشَاءِ يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فاتِحَةَ الكِتابِ وقُلْ هُوَ اللَّهُ أحَدٌ عَشْرَ مَرّاتٍ واسْتَجارَ باللَّهِ مِنَ النّارِ كَتَبَهُ اللَّهُ عَتِيقاً مِنَ النّارِ وَلَمْ يَمُتْ حَتّى يَرَى فِي مَنَامِهِ مَلائِكَةً يُبَشِّرونَهُ بالجَنَّةِ ومَلائِكةً يُؤمِنُونَهُ مِن النّارِ»(6).

-

چ چ-

يوم النّصف من شهر رمضان:

وفيه كانت في السنة الثانية من الهجرة ولادة الإمام المجتبى عليه السلام (7) وفيه أيضاً على بعض الأقوال ولادة الإمام محمّد الجواد عليه السلام سنة 195 ولكنّ


1- زاد المعاد: ص 178.
2- المصدر السابق: ص 179.
3- المصدر السابق.
4- المصدر السابق.
5- إقبال الأعمال: ص 150.
6- المصدر السابق: ص 151.
7- منتهى الآمال: حياة الإمام الحسن عليه السلام( يعتقد البعض أن ولادته كانت في السنة الثانية).

ص: 522

المشهور خلاف ذلك (1). وعلى كلّ حال فإنّ هذا اليوم يوم شريف جدّاً وللصّدقة والبرّ فيه فضل كثير.

الليلة السابعة عشرة:

ليلة مباركة جدّاً، وفيها تقابل الجيشان في بدر، جيش رسول اللَّه صلى الله عليه و آله وجيش كفّار قريش، وفي يومها كانت غزوة بدر، ونصر اللَّه جيش المسلمين على المشركين رغم قلّة المسلمين وقلّة عدّتهم، فكان ذلك أعظم فتوح الإسلام، ولذلك قال علماؤنا: يستحبّ الإكثار من الصدقة والشكر في هذا اليوم، وللغسل والعبادة في ليله فضل عظيم (2).

فضيلة لأميرالمؤمنين عليه السلام ليلة غزوة بدر:

جاء في العديد من الروايات أنّ النّبيّ صلى الله عليه و آله قال لأصحابه ليلة بدر: «

مَنْ مِنْكُمْ يَمْضِي هذِه اللّيلَة إلى البِئْرِ فَيَسْقِي لنا

؟» فصمتوا ولم يقدم منهم أحد على ذلك (فقد كان عملًا خطيراً) فنهض عليّ عليه السلام وانطلق يبغي الماء، وكانت ليلة ظلماء باردة ذات رياح حتّى ورد البئر وكان عميقاً مظلماً فلم يجد دلواً يستقي به فنزل في البئر وملأ القربة فارتقى وأخذ في الرجوع، فعصفت عليه عاصفة جلس على الأرض لشدّتها حتّى سكنت، فنهض واستأنف المسير وإذا بعاصفة كالاولى تعترض طريقه فتجلسه على الأرض، فلما هدأت قام يواصل مسيره وإذا بعاصفة ثالثة تعصف عليه فجلس على الأرض، فلمّا زالت عنه قام وسلك طريقه حتّى بلغ النَّبيِّ صلى الله عليه و آله فسأله النَّبيُّ صلى الله عليه و آله فقال: «

يا أبَا الحَسَنِ لِمَاذا أبْطَأْتَ؟

» فأخبره الإمام عليه السلام. فقال صلى الله عليه و آله: «

وَهَلْ عَلِمْتَ مَا هِيَ تِلْكَ العَواصِف يا عَليّ؟ فقال عليه السلام: لا. فقال صلى الله عليه و آله: كانَتِ العاصِفَةُ الاولى جَبْرَئِيلُ ومَعَهُ ألْفُ مَلَكٍ سَلَّمَ عَلَيْكَ وسَلَّمُوا. والثّانِيةُ كانَتْ مِيكائيلُ وَمَعهُ ألْفُ مَلَكٍ سَلَّمَ عَلَيْكَ وَسَلَّمُوا. والثالِثَةُ إسْرافِيلُ ومَعَهُ ألْفُ مَلَكٍ سَلَّم عَلَيْكَ وسَلَّمُوا وَكُلُّهُم قَد هَبَطوا مَدَداً لنا»(3).

وإلى هذا أشار من قال: أنّه كانت لأميرالمؤمنين عليه السلام ثلاثة آلاف منقبة في ليلة واحدة، حيث سلّم عليه ثلاثة آلاف ملك مع ثلاثة من الملائكة المقرَّبين.

ويشير إليه السيّد الحميري في مدحه له عليه السلام في الشعر:


1- منتهى الآمال: حياة الإمام محمّد الجواد عليه السلام.
2- زاد المعاد: ص 179.
3- بحار الأنوار: ج 19، ص 286- / 293 و 316؛ و ج 39، ص 95.

ص: 523

اقْسِمُ بِاللَّهِ وَآلائِهِ وَالْمَرْءُ عَمَّا قالَ مَسْؤُولُ

انَّ عَلِىَّ بْنَ ابى طالِبٍ عَلَى التُّقى وَالْبِرِّ مَجْبُولُ

كانَ اذَا الْحَربُ مَرَتْهَا الْقَناوَاحْجَمَتْ عَنْهَا البَهاليلُ

يَمْشى الَى الْقِرْنِ وَفى كَفِّهِ ابْيَضُ ماضِى الْحَدِّ مَصْقُولُ

مَشْىَ الْعَفَرْنى بَيْنَ اشْبالِهِ ابْرَزَهُ لِلْقَنَصِ الْغيلُ

ذاكَ الَّذى سَلَّمَ في لَيْلَةٍعَلَيْهِ ميكالٌ وَجِبْريلُ

ميكالُ في الْفٍ وَجِبْريلُ في الْفٍ وَيَتْلُوهُمْ سَرافيلُ

لَيْلَةَ بَدْرٍ مَدَداً انْزِلُواكَانَّهُمْ طَيْرٌ ابابيلُ

(1)

ليلة القدر:

ليلة القدر ليلة تتعيّن فيها مقدّرات الناس- حسب استعدادهم وقابليتهم- لسنة وفضلها والعمل فيها خير من العمل في ألف شهر. تهبط فيها الملائكة والروح وهو أعظم الملائكة في تلك الليلة إلى الأرض على إمام الزمان عليه السلام وتعرض عليه ما تقرّر لكلّ شخص إلى السنة القادمة(2).

وهنيئاً لمن استفاض من هذه الليلة التي نزل فيها القرآن وأقبل على الحقّ تعالى بالدعاء والمناجاة والتوبة والبكاء ويمهّد لنفسه من التقديرات القيّمة والمصير المعنويّ والروحيّ الرفيع.

ولم يعيّن المعصومون عليهم السلام هذه الليلة بدقّة وذكروها خلال ثلاث ليالٍ (التاسعة عشرةوالحادية والعشرون والثالثة والعشرون) ليقوم المؤمنون بأعمال هذه الليالي وينالون فيضها ويعيشون الاستعداد التامّ لألطاف اللَّه وعناياته.

وإن عدّ العلماء على ضوء الروايات أنّ ليلتي الحادي والعشرين والثالث والعشرين هما الأقرب (3).

الليلة التاسعة عشرة:

وهي أوّل ليلة من ليالي القدر وبها تبدأ الأعمال.

- چ چ-


1- بحار الأنوار: ج 47، ص 315( بتلخيص).
2- زاد المعاد: ص 180.
3- راجع إقبال الأعمال: ص 167.

ص: 524

أعمال ليالي القدر

أعمال ليلة القدر قسمان؛ قسم عام يؤدّى في الليالي الثلاث وقسم خاصّ يُؤتى فيما خصّ به كلّ ليلة.

الأعمال المشتركة لليالي القدر

1. الغسل، قال العلّامة المجلسي: الأفضل أن يغتسل عند غروب الشمس ليكون على غسل لصلاة العشاء(1).

2. الصلاة ركعتين يقرأ في كلّ ركعة بعد

الحمد التوحيد

سبع مرّات ويقول بعد الفراغ سبعين مرّة:

اسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ الَيْهِ

ففي الحديث النبويّ الشريف: «

مَنْ فَعَلَ ذلِكَ لا يَقومُ مِن مَقامِه حَتّى يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُ ولِأبَوَيْهِ ويَأمُر المَلائِكَةَ أنْ تَكْتُبَ لَهُ حَسَناتٍ حتّى السَّنَةِ القَادِمَةِ

...»(2).

3. قال الإمام الباقر عليه السلام في عمل آخر لهذه الليلة:

تَنْشُرُ المُصْحَفَ وتَضَعُهُ بَيْنَ يَدَيْكَ وتَقولُ:

اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ بِكِتابِكَ الْمُنْزَلِ وَما فيهِ، وَفيهِ اسْمُكَ [الْأَعْظَمُ الْأَكْبَرُ، وَاسْماؤُكَ الْحُسْنى وَما يُخافُ وَيُرْجى انْ تَجْعَلَنى مِنْ عُتَقائِكَ مِنَ النَّارِ.

وتدعو بما بدا لك من حاجة(3).

-*-*-*-

4. مراسم رفع المصاحف، قال الصادق عليه السلام: «

خُذِ المُصْحَفَ فَدَعْهُ على رَأْسِكَ وَقُلْ

»: اللَّهُمَّ بِحَقِّ هذَا الْقُرْآنِ، وَبِحَقِّ مَنْ ارْسَلْتَهُ بِهِ، وَبِحَقِّ كُلِّ مُؤْمِنٍ مَدَحْتَهُ فيهِ، وَبِحَقِّكَ عَلَيْهِمْ، فَلا احَدَ اعْرَفُ بِحَقِّكَ مِنْكَ. ثمّ قل عشر مرّات

بِكَ يا اللَّهُ

وعشر مرّات

بِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله

وعشر مرّات

بعَلِىٍّ عليه السلام

وعشر مرّات

بِفاطِمَةَ عليها السلام

وعشر مرّات

بِالْحَسَنِ عليه السلام

وعشر مرّات

بِالْحُسَيْنِ عليه السلام

وعشر مرّات

بِعَلِىِّ بْنِ


1- زاد المعاد: ص 185.
2- إقبال الأعمال: ص 186.
3- المصدر السابق؛ زاد المعاد: ص 185.

ص: 525

الْحُسَيْنِ عليهما السلام

وعشر مرّات

بِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِىٍّ عليهما السلام

وعشر مرّات

بِجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عليهما السلام

وعشر مرّات

بِمُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عليهما السلام

وعشر مرّات

بِعَلِىِّ بْنِ مُوسى عليهما السلام

وعشر مرّات

بِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِىٍّ عليهما السلام

وعشر مرّات

بِعَلِىِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عليهما السلام

وعشر مرّات

بِالْحَسَنِ بْنِ عَلِىٍّ عليهما السلام

وعشر مرّات

بِالْحُجَّةِ عليه السلام

؛ وتسأل حاجتك (1) وتحفظ حضور قلبك وتوجّهك إلى اللَّه طيلة هذه الأذكار.

والأفضل ذكر المصيبة قبل أو بعد الدعاء دون قطعه إن أراد التوسّل.

5. زيارة الحسين عليه السلام فزيارته كما ذكر العلّامة المجلسيّ في إحدى هذه الليالي من المستحبّات المؤكدة(2)، وجاء في الرواية أنّها غُفْرانُ للذّنوبِ (3) وإن تعذّرت زيارته من قرب فليزُر من بُعد.

6. إحياء هذه الليالي الثلاث، أي يبقى يقظاً إلى الصباح ويقضيها بالعبادة والدعاء وتلاوة القرآن والمجالس الدينية والأسئلة والأجوبة الشرعية أو مطالعة كتب التفسير والعقائد والمواعظ.

عن الإمام الباقر عليه السلام: «

مَنْ أحْيا لَيْلَةَ الْقَدْرِ غُفِرَتْ لَهُ ذُنوبُه، وَلَو كانَتْ ذُنُوبُه عَدَدَ نُجومِ السَّماءِ ومَثاقيلَ الجِبالِ، ومَكائِيلَ البِحارِ»(4)

. والأفضل أن يستريح في اليوم الذي يسبقها قليلًا ويقلّل من تناول الطعام والشراب حتّى لا يغلبه النوم ومن لا يستطيع الإحياء فالأفضل أن يستريح أوّل الليل ويتعبّد في الأسحار.

7. الصلاة مائة ركعة (تسلم بعد كلّ ركعتين) فإنّها ذات فضل كثير. والأفضل أن يقرأ في كلّ ركعة بعد

الحمد التوحيد

عشر مرّات إن استطاع (5).

8. روى الكفعمي في المصباح هذا الدعاء عن الإمام زين العابدين عليه السلام، كان يدعو به في هذه الليالي قائماً وقاعداً وراكعاً وساجداً:

اللَّهُمَّ انّى امْسَيْتُ لَكَ عَبْداً داخِراً، لا امْلِكُ لِنَفْسى نَفْعاً وَلا ضَرّاً، وَلا اصْرِفُ عَنْها سُوءاً، اشْهَدُ بِذلِكَ عَلى نَفْسى وَاعْتَرِفُ لَكَ بِضَعْفِ قُوَّتى وَقِلَّةِ حيلَتى فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَانْجِزْ لى ما وَعَدْتَنى وَجَميعَ الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ مِنَ


1- إقبال الأعمال: ص 187.
2- زاد المعاد: ص 186.
3- تهذيب الأحكام: ج 6، ص 49، ح 26.
4- إقبال الأعمال: ص 186.
5- المصدر السابق: ص 167.

ص: 526

الْمَغْفِرَةِ فى هذِهِ اللَّيْلَةِ، وَاتْمِمْ عَلَىَّ ما اتَيْتَنى فَانّى عَبْدُكَ الْمِسْكينُ الْمُسْتَكينُ، الضَّعيفُ الْفَقيرُ الْمَهينُ، اللهُمَّ لا تَجْعَلْنى ناسِياً لِذِكْرِكَ فيما اوْلَيْتَنى وَلا لِإِحْسانِكَ فيما اعْطَيْتَنى وَلا ايِساً مِنْ اجابَتِكَ، وَانْ ابْطَاتْ عَنّى فى سَرَّآءَ اوْ ضَرَّآءَ، اوْ شِدَّةٍ اوْ رَخآءٍ، اوْ عافِيَةٍ اوْ بَلاءٍ، اوْ بُؤْسٍ اوْ نَعْمآءَ، انَّكَ سَميعُ الدُّعآءِ(1).

9. قال العلّامة المجلسي: أنّ أفضل الأعمال في هذه الليالي هو الاستغفار والدعاء لمطالب الدنيا والآخرة، للنفس وللوالدين والأقرباء وللإخوان المؤمنين، الأحياء منهم والأموات، والذكر والصلاة على محمّد وآل محمّد ما تيسّر.

وقد ورد في بعض الأحاديث استحباب قراءة دعاء الجوشن الكبير (الذي مضى، ص 91) في هذه الليالي الثلاث (2).

وروي أنّ النَّبيَّ صلى الله عليه و آله قيل له: إن أنا أدركت ليلة القدر، فما أسأل ربّي؟ قال صلى الله عليه و آله: «

العافِيَة»(3).

الأعمال الخاصة بكل ليلة من ليالي القدر

أعمال الليلة التاسعة عشرة:

وفيها أعمال:

1. أن يقول مائة مرّة:

اسْتَغْفِرُ اللَّهَ رَبِّى وَأَتُوبُ إلَيْهِ (4).

2. أن يقول مائة مرّة:

اللَّهُمَّ الْعَنْ قَتَلَةَ أَميرِالْمُؤْمِنينَ (5).

3. أن يقرأ الدعاء الذي ذكرناه في أعمال أيّام شهر رمضان (

يَا ذَا الّذِي

...، ص 512)(6).

4. أن يدعو بهذا الدعاء:

اللَّهُمَّ اْجْعَلْ فيما تَقْضى وَتُقَدِّرُ مِنَ الْأَمْرِ الْمَحْتُومِ، وَفيما تَفْرُقُ مِنَ الْأَمْرِ الحَكيمِ فى لَيْلَةِ الْقَدْرِ، وَفِى الْقَضآءِ الَّذى لا يُرَدُّ وَلا يُبَدَّلُ، انْ تَكْتُبَنى مِنْ حُجَّاجِ بَيْتِكَ الْحَرامِ، الْمَبْرُورِ حَجُّهُمْ، الْمَشْكُورِ سَعْيُهُمْ، الْمَغْفُورِ ذُنُوبُهُمْ، الْمُكَفَّرِ عَنْهُمْ


1- المصباح المتهجّد: ص 586؛ البلد الأمين: ص 203.
2- زاد المعاد: ص 186( بتصرّف قليل).
3- مستدرك الوسائل: ج 7، ص 458، ح 12.
4- إقبال الأعمال: ص 186؛ زاد المعاد: ص 186.
5- المصدر السابق.
6- إقبال الأعمال: ص 187.

ص: 527

سَيِّئاتُهُمْ، وَاجْعَلْ فيما تَقْضى وَتُقَدِّرُ، انْ تُطيلَ عُمْرى وَتُوَسِّعَ عَلَىَّ فى رِزْقى وَتَفْعَلَ بى كَذا وَكَذا(1).

وتطلب بدلًا عن قول: كذا وكذا، حاجتك.

-*-*-*-

الليلة الحادية والعشرون:

وفضلها أعظم من الليلة التاسعة عشرة فتؤدّى بها الأعمال المشتركة لليالي القدر بتوجّه أعمق. وأكّدت الروايات فيها على الغسل والإحياء والاجتهاد في العبادة وكذلك الليلة الثالثة والعشرون وأنّ ليلة القدر إحدى الليلتين (2). وفي بعض الروايات حين سئل المعصوم عليه السلام عن ليلة القدر، فلم يعيّن بل قال:

«ما ايْسَرَ لَيْلَتَيْنِ فيما تَطْلُبُ»(3).

وقال المرحوم الصدوق في الأمالي:

«مِنْ دينِ الإمامِيَّةِ ... مَنْ احْيى هاتَيْنِ اللَّيْلَتَيْنِ بِمُذاكَرَةِ الْعِلْمِ فَهُوَ افْضَلُ»(4).

أعمال الليلة الحادية والعشرون:

أعمال هذه الليلة نوعان؛ الأوّل الأدعية المتعلّقة بالعشر الأواخر، وسترد علينا (ص 533)، والآخر الأعمال الخاصة بهذه الليلة وهي:

1. ما ورد في «مصباح المتهجّد» و «الكافي» حيث يقرأ في الليلة الحادية والعشرون (5) يا مُولِجَ اللَّيْلِ فِى النَّهارِ، وَمُولِجَ النَّهارِ فِى اللَّيْلِ، وَمُخْرِجَ الْحَىِّ مِنَ الْمَيِّتِ، وَمُخْرِجَ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَىِّ، يا رازِقَ مَنْ يَشآءُ بِغَيْرِ حِسابٍ، يا اللَّهُ يا رَحْمنُ، يا اللَّهُ يا رَحيمُ، يا اللَّهُ يا اللَّهُ يا اللَّهُ، لَكَ الْأَسْمآءُ الْحُسْنى وَالْأَمْثالُ الْعُلْيا، وَالْكِبْرِيآءُ وَالْألاءُ، اسْئَلُكَ انْ تُصَلِّىَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَانْ تَجْعَلَ اسْمى فى هذِهِ اللَّيْلَةِ فِى السُّعَدآءِ، وَرُوحى مَعَ الشُّهَدآءِ، وَاحْسانى فى عِلِّيّينَ، وَاسآئَتى مَغْفُورَةً، وَانْ تَهَبَ لى يَقيناً تُباشِرُ بِهِ قَلْبى وَايماناً يُذْهِبُ الشَّكَّ عَنّى وَتُرْضِيَنى بِما قَسَمْتَ لى وَآتِنا فِى الدُّنْيا حَسَنَةً، وَفِى الْأخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنا


1- بحار الأنوار، ج 95، ص 147.
2- إقبال الأعمال: ص 194.
3- بحار الأنوار: ج 94، ص 2، ح 4.
4- أمالي الصدوق: ص 649.
5- مصباح المتهحّد: ص 628؛ الكافي: ج 4، ص 160( باختلاف يسير).

ص: 528

عَذابَ النَّارِ الْحَريقِ، وَارْزُقْنى فيها ذِكْرَكَ وَشُكْرَكَ، وَالرَّغْبَةَ الَيْكَ وَالْإِنابَةَ، وَالتَّوْفيقَ لِما وَفَّقْتَ لَهُ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمُ السَّلامُ.

2. روى الكفعمي عن السيّد ابن باقي تقول في الليلة الحادية والعشرين:

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاقْسِمْ لى حِلْماً يَسُدُّ عَنّى بابَ الْجَهْلِ، وَهُدىً تَمُنُّ بِهِ عَلَىَّ مِنْ كُلِّ ضَلالَةٍ، وَغِنىً تَسُدُّ بِهِ عَنّى بابَ كُلِّ فَقْرٍ، وَقُوَّةً تَرُدُّ بِها عَنّى كُلَّ ضَعْفٍ، وَعِزّاً تُكْرِمُنى بِهِ عَنْ كُلِّ ذِلَّةٍ، وَرِفْعَةً تَرْفَعُنى بِها عَنْ كُلِّ ضَعَةٍ، وَامْناً تَرُدُّ بِهِ عَنّى كُلَّ خَوْفٍ، وَعافِيَةً تَسْتُرُنى بِها مِنْ كُلِّ بَلاءٍ، وَعِلْماً تَفْتَحُ لى بِهِ كُلَّ يَقينٍ، وَيَقيناً تُذْهِبُ بِهِ عَنّى كُلَّ شَكٍّ، وَدُعآءً تَبْسُطُ لى بِهِ الْإِجابَةَ فى هذِهِ اللَّيْلَةِ، وَفى هذِهِ السَّاعَةِ السَّاعَةِ السَّاعَةِ يا كَريمُ، وَخَوْفاً تَنْشُرُ لى بِهِ كُلَّ رَحْمَةٍ، وَعِصْمَةً تَحُولُ بِها بَيْنى وَبَيْنَ الذُّنُوبِ، حَتّى افْلِحَ بِها بَيْنَ الْمَعْصُومينَ عِنْدَكَ، بِرَحْمَتِكَ يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ (1).

3. قال الشيخ المفيد ينبغي في هذه الليلة الإكثار من الصلاة على محمّد وآل محمّد والجدّ في اللعن على ظالمي آل محمّد واللعن على قاتل أميرالمؤمنين عليه السلام والدعاء لنفسه ووالديه وسائر المؤمنين (2).

4. الدعاء لإمام الزمان عليه السلام وتعجيل فرجه أحد أعمال هذه الليلة.

روى السيّد ابن طاووس عن حمّاد بن عثمان قال: دخلت على الصادق عليه السلام ليلة إحدى وعشرين من شهر رمضان. فقال عليه السلام لي: «

يا حَمَّادُ إغْتَسَلْت

»؟ فقلت: نعم. فدعا عليه السلام بحصير ثمّ قال عليه السلام:

إلي لِزْقِي

. فلم يزل يصلّي وأنا أُصلي حتّى فرغنا من جميع صلواتنا ثمّ أخذ يدعو وأنا أومّن على دعائه إلى أن اعترض الفجر فأذّن وأقام ودعا بعض غلمانه فصلّى بنا الغداة.

ولما فرغ الإمام الصادق عليه السلام من التسبيح والتحميد والتقديس والثناء على اللَّه والصلاة على رسول اللَّه صلى الله عليه و آله والدعاء لجميع المؤمنين خرّ ساجداً لا أسمع منه إلّاالنفس ساعة طويلة ثمّ سمعته يدعو ومن دعائه:


1- مصباح الكفعمي: ص 584.
2- المقنعة: ص 167( باب صلاة شهر رمضان).

ص: 529

وَأسْألُكَ بِجَميعِ ما سَأَلْتُكَ وَما لَمْ أَسْأَلْكَ مِنْ عَظيمِ جَلالِكَ، ما لَوْ عَلِمْتُهُ لَسَأَلْتُكَ بِهِ، أَنْ تُصَلِّىَ عَلى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ، وَأَنْ تَأْذَنَ لِفَرَجِ مَنْ بِفَرَجِهِ فَرَجُ أَوْلِيائِكَ وَأَصْفِيائِكَ مِنْ خَلْقِكَ، وَبِهِ تُبيدُالظَّالِمينَ وَتُهْلِكُهُمْ، عَجِّلْ ذلِكَ يا رَبَّ الْعالَمينَ.

فلمّا رفع رأسه قلت: جعلت فداك لمن دعوت بالفرج. قال عليه السلام: «

هُوَ قائِمُ آلِ مُحَمَّدٍ

». ثمّ بيّن عليه السلام علامات ظهوره وقال:

(وَتَوَقَّعْ امْرَ صَاحِبِكَ لَيْلَكَ وَنَهارَكَ، فانَّ اللَّهَ كُلُّ يَوْمٍ هُوَ في شَأنٍ، لا يَشْغَلُهُ شأنٌ عَنْ شَأنٍ)(1).

ملاحظة: تبتدئ العشر الأواخر من شهر رمضان بليلة الحادي والعشرين ويستحبّ الغسل في كلّ ليلة من هذه الليالي، حيث روي أنّ النَّبيِّ صلى الله عليه و آله كان يغتسل كلّ ليلة من هذه الليالي (2).

كما يستحبّ الاعتكاف فيها في المساجد الجامعة، فله فضل عظيم، ففي الحديث: «

الاعْتِكَافُ فِي العَشَرَةِ الأخِيرَةِ مِنْ شَهْرِ رَمَضانَ يَعْدِلُ حِجَّتَيْنِ وعُمْرَتَيْنِ»(3).

وكان صلى الله عليه و آله يعتكف في المسجد في العشر الأواخر(4) فيطوي فراشه ويشدّ مئزره للعبادة (ويقتدي به في ذلك العديد من المسلمين)(5) خلافاً لما يعتقده بعض الجهّال من انتهاء برامج شهر رمضان المبارك بمضيّ ليالي القدر.

-*-*-*-

الليلة الثالثة والعشرون:

وهي أفضل من الليلتين السابقتين ويستفاد من أحاديث كثيرة أنّها هي ليلة القدر. روي عن الإمام الباقر عليه السلام: «

أنَّ الجُهَنِيّ أتى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه و آله فقالَ لَهُ: إنَّ لِي إبلًا وَغَنَماً وَغَلَمَةً فأُحِبُّ أنْ تَأْمُرَنِي بِلَيْلَةٍ أدْخُلُ فيها. فَدَعاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه و آله فَسارَّهُ فِي أُذُنِه. قالَ: فَكانَ الجُهَنِيُّ إذا كانَتْ لَيْلَةُ ثَلاثٍ وعِشْرِينَ دَخَلَ بإبِلِهِ وغَنَمِه وأهْلِهِ ووُلْدِهِ وغَلَمَتِهِ إلى المَدِينَةِ فَإذا أصْبَحَ خَرَج بأهْلِه»(6).

وروي أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله كان يرشّ على أهله الماء ليلة ثلاث وعشرين (وينتفعوا بفضل هذا الشهر)(7).


1- إقبال الأعمال: ص 200( بتلخيص).
2- المصدر السابق: ص 195.
3- بحار الأنوار: ج 94، ص 129، ح 7.
4- إقبال الأعمال: ص 195.
5- بحار الأنوار: ج 94، ص 130، ح 7.
6- إقبال الأعمال: ص 207.
7- المصدر السابق.

ص: 530

ولدينا عدّة روايات في أنّ ليلة القدر ليلة ثلاث وعشرون (1). قال العلّامة المجلسي في زاد المعاد، روي بأسناد معتبرة أنّ ليلة ثلاث وعشرين هي ليلة القدر(2).

الأعمال الخاصة بليلة الثالث والعشرين:

هناك أعمال اخرى غير الأعمال المشتركة، منها:

1. قراءة سورتي

العنكبوت والروم

، قال الإمام الصادق عليه السلام: «

مَنْ قَرَأ سُورَتَي العَنْكَبُوتِ والرُّومِ فِي شَهْرِ رَمَضانَ لَيْلَةَ ثَلاثٍ وَعِشْرِينَ فَهُوَ واللَّهِ مِنْ أهْلِ الجَنَّةِ»(3).

2. قراءة سورة

القدر

ألف مرّة(4).

3. قراءة سورة

حم الدخان (5).

4. يدعو بهذا الدعاء:

اللَّهُمَّ امْدُدْ لى فى عُمْرى وَاوْسِعْ لى فى رِزْقى وَاصِحَّ لى جِسْمى وَبَلِّغْنى امَلى وَانْ كُنْتُ مِنَ الْأَشْقِيآءِ فَامْحُنى مِنَ الْأَشْقِيآءِ، وَاْكتُبْنى مِنَ السُّعَدآءِ، فَانَّكَ قُلْتَ فى كِتابِكَ الْمُنْزَلِ عَلى نَبِيِّكَ الْمُرْسَلِ، صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ، يَمْحُو اللَّهُ ما يَشآءُ وَيُثْبِتُ، وَعِنْدَهُ امُّ الْكِتابِ (6).

- چ چ-

5. يدعو بهذا الدعاء الخاصّ بليلة الثالث والعشرين:

يا رَبَّ لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَجاعِلَها خَيْراً مِنْ الْفِ شَهْرٍ، وَرَبَّ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ، وَالْجِبالِ وَالْبِحارِ، وَالظُّلَمِ والْأَنْوارِ، وَالْأَرْضِ وَالسَّمآءِ، يا بارِئُ يا مُصَوِّرُ، يا حَنَّانُ يا مَنَّانُ، يا اللَّهُ يا رَحْمنُ، يا اللَّهُ يا قَيُّومُ، يا اللَّهُ يا بَديعُ، يا اللَّهُ يا اللَّهُ يا اللَّهُ، لَكَ الْأَسْمآءُ الْحُسْنى وَالْأَمْثالُ الْعُلْيا، وَالْكِبْرِيآءُ وَالْألاءُ، اسْئَلُكَ انْ تُصَلِّىَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَانْ تَجْعَلَ اسْمى فى هذِهِ اللَّيْلَةِ فِى السُّعَدآءِ، وَرُوحى مَعَ


1- إقبال الأعمال: ص 206 و 207.
2- زاد المعاد: ص 187.
3- مصباح المتهجّد: ص 628؛ إقبال الأعمال: ص 211.
4- المصدر السابق.
5- إقبال الأعمال: ص 214.
6- إقبال الأعمال: ص 209؛ بحار الأنوار: ج 95، ص 162.

ص: 531

الشُّهَدآءِ، وَاحْسانى فى عِلِّيّينَ، وَاسائَتى مَغْفُورَةً، وَانْ تَهَبَ لى يَقيناً تُباشِرُ بِهِ قَلْبى وَايماناً يُذهِبُ الشَّكَّ عَنّى وَتُرْضِيَنى بِما قَسَمْتَ لى وَ اتِنا فِى الدُّنْيا حَسَنَةً، وَفِى الْأخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنا عَذابَ النَّارِ(1) الْحَريقِ، وَارْزُقْنى فيها ذِكْرَكَ وَشُكْرَكَ، وَالرَّغْبَةَ الَيْكَ، وَالْإِنابَةَ والتَّوْبَةَ، والتَّوْفيقَ لِما وَفَّقْتَ لَهُ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمُ السَّلامُ (2).

- چ چ-

6. يدعو بالدعاء المرويّ عن الإمام الصادق عليه السلام:

اللَّهُمَّ اجْعَلْ فيما تَقْضى وَفيما تُقَدِّرُ مِنَ الْأَمْرِالْمَحْتُومِ، وَفيما تَفْرُقُ مِنَ الْأَمْرِ الْحَكيمِ، فى لَيْلَةِ الْقَدْرِ، مِنَ الْقَضآءِ الَّذى لا يُرَدُّ وَلا يُبَدَّلُ، انْ تَكْتُبَنى مِنْ حُجَّاجِ بَيْتِكَ الْحَرامِ فى عامى هذَا، الْمَبْرُورِ حَجُّهُمْ، الْمَشْكُورِ سَعْيُهُمْ، الْمَغْفُورِ ذُنُوبُهُمْ، الْمُكَفَّرِ عَنْهُمْ سَيِّئاتُهُمْ، وَاجْعَلْ فيما تَقْضى وَتُقَدِّرُ، انْ تُطيلَ عُمْرى وَتُوَسِّعَ لى فى رِزْقى (3).

- چ چ-

7. يدعو بالدعاء المرويّ عن الحسن عليه السلام:

يا باطِناً فى ظُهُورِهِ، وَيا ظاهِراً فى بُطُونِهِ، وَيا باطِناً لَيْسَ يَخْفى وَيا ظاهِراً لَيْسَ يُرى يا مَوْصُوفاً لا يَبْلُغُ بِكَيْنُونَتِهِ مَوْصُوفٌ، وَلا حَدٌّ مَحْدُودٌ، وَيا غآئِباً غَيْرَ مَفْقُودٍ، وَيا شاهِداً غَيْرَ مَشْهُودٍ، يُطْلَبُ فَيُصابُ، وَلَمْ يَخْلُ مِنْهُ السَّمواتُ وَالْأَرْضُ وَما بَيْنَهُما طَرْفَةَ عَيْنٍ، لا يُدْرَكُ بِكَيْفٍ، وَلا يُؤَيَّنُ بِايْنٍ وَلا بِحَيْثٍ، انْتَ نُورُ النُّورِ، وَرَبُّ الْأَرْبابِ، احَطْتَ بِجَميعِ الْأُمُورِ، سُبْحانَ مَنْ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْ ءٌ، وَهُوَ السَّميعُ الْبَصيرُ، سُبْحانَ مَنْ هُوَ هكَذا، وَلا هكَذا غَيْرُهُ (4).


1- وردت كلمة« النّار» في مصباح المتهجّد.
2- الكافي: ج 4، ص 161؛ مصباح المتهجّد: ص 629.
3- إقبال الأعمال: ص 211.
4- المصدر السابق؛ جاء في بحار الأنوار: ج 95، ص 165 أنّ عليّ بن الحسين عليهما السلام كان يدعو به في ليلة القدر.

ص: 532

ثمّ تدعو بما تشاء.

8. وروي عن المعصومين عليهم السلام الدعاء ليلة الثالث والعشرين من رمضان ساجداً وقائماً وقاعداً وعلى كلّ حال وفي الشهر كلّه وتقول بعد تمجيده تعالى والصلاة على نبيّه صلى الله عليه و آله بالقول: «

الْحَمْدُ لِلَّهِ وَالصَّلاةُ عَلى رَسُولِ اللَّهِ وَآلِهِ الطَّاهِرينَ

»: اللهُمَّ كُنْ لِوَلِيِّكَ الْحُجَّةِ بْنِ الْحَسَنِ، صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَعَلى ابآئِهِ، فى هذِهِ السَّاعَةِ، وَفى كُلِّ ساعَةٍ، وَلِيّاً وَحافِظاً، وَقآئِداً وَناصِراً، وَدَليلًا وَعَيْناً، حَتّى تُسْكِنَهُ ارْضَكَ طَوْعاً، وَتُمَتِّعَهُ فيها طَويلًا(1).

- چ چ-

9. يدعو بهذا الدعاء رافعاً يديه إلى السماء:

يا مُدَبِّرَ الْأُمُورِ، يا باعِثَ مَنْ فِى الْقُبُورِ، يا مُجْرِىَ الْبُحُورِ، يا مُلَيِّنَ الْحَدِيدِ لِداوُدَ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَافْعَلْ بى كَذا وَكَذا. وتسأل حاجتك

اللَّيْلَةَ اللَّيْلَةَ

، السَّاعَةَ السَّاعَةَ

وادع به راكعاً وساجداً وقائماً وقاعداً(2).

10. للغسل في هذه الليلة وإحيائها وزيارة الحسين عليه السلام في هذه الليلة والصلاة مائة ركعة فضل كبير.

روى الشيخ الطوسي في «التهذيب» عن أبي بصير قال لي الصادق عليه السلام: «

صَلِّ فِي اللَّيْلَةِ الَّتي يُرْجى أنْ تَكُونَ لَيْلَةَ القَدْرِ مائَةَ رَكْعَة تَقْرَأ في كُلِّ رَكْعَةٍ بعد الحَمد «قُل هُوَ اللَّهُ أحَدٌ» عَشْر مَرّات

». قال: فإن لم أقو عليها قائماً؟ قال: «

صَلِّها جالساً

». قلت: فإن لم أقو؟ قال: «

أدِّها وأنْتَ مُسْتَلْقٍ في فِرَاشِكَ»(3).

-

چ چ-

11. يقول المرحوم «العلّامة المجلسيّ» في «زاد المعاد»: «اتلُ القرآن في هذه الليلة مهما تمكّنت، واستفد من أدعية الصحّيفةالسجّادية» وبالأخصّ من دعاء مكارم الأخلاق ودعاء التوبة.


1- مصباح المتهجّد: ص 630؛ مصباح الكفعمي: ص 586( باختلاف يسير).
2- من لايحضره الفقيه: ج 2، ص 162؛ بحار الأنوار: ج 95، ص 70.
3- تهذيب الأحكام: ج 3، ص 64، ح 19.

ص: 533

ويجب احترام ليالي القدر والإنشغال بالدعاء، وقد ورد في أحاديث كثيرة أنّ يوم القدر له من الفضيلة كليله.(1)

أدعية الليالي العشر الأخيرة لشهر رمضان المبارك

اشارة

أدعية هذه الليالي نوعان؛ الأدعية المشتركة لكلّ هذه الليالي يدعى بها في كلّ ليلة من الليالي العشر الأخيرة، والأدعية الخاصّة بكلّ ليلة.

الأدعية المشتركة لليالي آخر شهر رمضان:

1. روى المرحوم الكليني في الكافي عن الإمام الصادق عليه السلام: «

ادْعُ كُلَّ لَيْلَةٍ فِي العَشْرِ الأخِيرَةِ لِشَهْرِ رَمَضانَ بهذا الدُّعاء

»: اعُوذُ بِجَلالِ وَجْهِكَ الْكَريمِ، أنْ يَنْقَضِىَ عَنّى شَهْرُ رَمَضانَ، اوْ يَطْلُعَ الْفَجْرُ مِنْ لَيْلَتى هذِهِ، وَلَكَ قِبَلى ذَنْبٌ اوْ تَبِعَةٌ تُعَذِّبُنى عَلَيْهِ (2).

2. روى المرحوم الكفعمي في حاشية البلد الأمين أنّ الإمام الصادق عليه السلام كان يدعو عقب كلّ فريضة ونافلة في العشر الأخيرة بهذا الدعاء:

اللَّهُمَّ ادِّ عَنَّا حَقَّ ما مَضى مِنْ شَهْرِ رَمَضانَ، وَاغْفِرْلَنا تَقْصيرَنا فيهِ، وَتَسَلَّمْهُ مِنَّا مَقْبُولًا، وَلا تُؤاخِذْنا بِاسْرافِنا عَلى انْفُسِنا، وَاجْعَلْنا مِنَ الْمَرْحُومينَ، وَلا تَجْعَلْنا مِنَ الْمَحْرُومينَ (3).

3. وروى السيّد ابن طاووس في الاقبال إنّ الإمام الصادق عليه السلام كان يدعو كلّ ليلة في العشر الأخيرة بهذا الدعاء:

اللَّهُمَّ انَّكَ قُلْتَ فِى كِتابِكَ الْمُنْزَلِ، شَهْرُ رَمَضانَ الَّذى انْزِلَ فيهِ الْقُرْانُ، هُدىً


1- زاد المعاد، ص 190.
2- الكافي: ج 4، ص 160، ح 1.
3- مفاتيح الجنان: أعمال ليالي العشرة الأخيرة من شهر رمضان.

ص: 534

لِلنَّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الْهُدى وَالْفُرْقانِ، فَعَظَّمْتَ حُرْمَةَ شَهْرِ رَمَضانَ بِما انْزَلْتَ فيهِ مِنَ الْقُرْانِ، وَخَصَصْتَهُ بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ، وَجَعَلْتَها خَيْراً مِنْ الْفِ شَهْرٍ، اللهُمَّ وَهذِهِ ايَّامُ شَهْرِ رَمَضانَ قَدِ انْقَضَتْ، وَلَياليهِ قَدْ تَصَرَّمَتْ، وَقَدْ صِرْتُ يا الهى مِنْهُ الى ما انْتَ اعْلَمُ بِهِ مِنّى وَاحْصى لِعَدَدِهِ مِنَ الْخَلْقِ اجْمَعينَ، فَاسْئَلُكَ بِما سَئَلَكَ بِهِ مَلائِكَتُكَ الْمُقَرَّبُونَ، وَانْبِيآؤُكَ الْمُرْسَلُونَ، وَعِبادُكَ الصَّالِحُونَ، انْ تُصَلِّىَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَانْ تَفُكَّ رَقَبَتى مِنَ النَّارِ، وَتُدْخِلَنِى الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِكَ، وَانْ تَتَفَضَّلَ عَلىَّ بِعَفْوِكَ وَكَرَمِكَ، وَتَتَقَبَّلَ تَقَرُّبى وَتَسْتَجيبَ دُعآئى وَتَمُنَّ عَلَىَّ بِالْأَمْنِ يَوْمَ الْخَوْفِ مِنْ كُلِّ هَوْلٍ اعْدَدْتَهُ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ، الهى وَاعُوذُ بِوَجْهِكَ الْكَريمِ، وَبِجَلالِكَ الْعَظيمِ، انْ يَنْقَضِىَ ايَّامُ شَهْرِ رَمَضانَ وَلَياليهِ، وَلَكَ قِبَلى تَبِعَةٌ اوْ ذَنْبٌ تُؤاخِذُنى بِهِ، اوْ خَطيئَةٌ تُريدُ انْ تَقْتَصَّها مِنّى لَمْ تَغْفِرْها لى سَيِّدى سَيِّدى سَيِّدى اسْئَلُكَ يا لا الهَ الَّا انْتَ، اذْ لا الهَ الَّا انْتَ، انْ كُنْتَ رَضيتَ عَنّى فى هذَا الشَّهْرِ، فَازْدَدْ عَنّى رِضاً، وَانْ لَمْ تَكُنْ رَضيتَ عَنّى فَمِنَ الْأنَ فَارْضَ عَنّى يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ، يا اللَّهُ يا احَدُ يا صَمَدُ، يا مَنْ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً احَدٌ. وأكثر من قول: يا مُلَيِّنَ الْحَديدِ لِداوُدَ عَلَيْهِ السَّلامُ، يا كاشِفَ الضُّرِّ وَالْكُرَبِ الْعِظامِ عَنْ ايُّوبَ عَلَيْهِ السَّلامُ، اىْ مُفَرِّجَ هَمِّ يَعْقُوبَ عَلَيْهِ السَّلامُ، اىْ مُنَفِّسَ غَمِّ يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلامُ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، كَما انْتَ اهْلُهُ انْ تُصَلِّىَ عَلَيْهِمْ اجْمَعينَ، وَافْعَلْ بى ما انْتَ اهْلُهُ، وَلا تَفْعَلْ بى ما انَا اهْلُهُ (1).

الأدعية الخاصة في كل ليلة من العشر الأخيرة لشهر رمضان:

مضى الدعاء الخاصّ بليلة الحادي والعشرين (دعاء 22- 30 موجود).


1- إقبال الأعمال: ص 199.

ص: 535

دعاء الليلة الثانية والعشرون:

يا سالِخَ النَّهارِ مِنَ اللَّيْلِ فَاذا نَحْنُ مُظْلِمُونَ، وَمُجْرِىَ الشَّمْسِ لِمُسْتَقَرِّها بِتَقْديرِكَ، يا عَزيزُ يا عَليمُ، وَمُقَدِّرَالْقَمَرِ مَنازِلَ حَتّى عادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَديمِ، يا نُورَ كُلِّ نُورٍ، وَمُنْتَهى كُلِّ رَغْبَةٍ، وَوَلِىَّ كُلِّ نِعْمَةٍ، يا اللَّهُ يا رَحْمنُ، يا اللَّهُ يا قُدُّوسُ، يا احَدُ يا واحِدُ يا فَرْدُ، يا اللَّهُ يا اللَّهُ يا اللَّهُ، لَكَ الْأَسْمآءُ الْحُسْنى وَالْأَمْثالُ الْعُلْيا، وَالْكِبْرِياءُ وَالْألاءُ، اسْئَلُكَ انْ تُصَلِّىَ عَلى مُحَمَّدٍ وَاهْلِ بَيْتِهِ، وَانْ تَجْعَلَ اسْمى فى هذِهِ اللَّيْلَةِ فِى السُّعَدآءِ، وَرُوحى مَعَ الشُّهَدآءِ، وَاحْسانى فى عِلِّيّينَ، وَاسآئَتى مَغْفُورَةً، وَانْ تَهَبَ لى يَقيناً تُباشِرُ بِهِ قَلْبى وَايماناً يُذْهِبُ الشَّكَّ عَنّى وَتُرْضِيَنى بِما قَسَمْتَ لى وَ اتِنا فِى الدُّنْيا حَسَنةً، وَفِى الْاخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنا عَذابَ النَّارِ(1) الْحَريقِ، وَارْزُقْنى فيها ذِكْرَكَ وَشُكْرَكَ، وَالرَّغَبَةَ الَيْكَ وَالْإِنابَةَ، وَالتَّوْفيقَ لِما وَفَّقْتَ لَهُ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمُ السَّلامُ (2).

دعاء الليلة الثالثة والعشرون ذكرناها آنفاً.

-*-*-*-

دعاء الليلة الرابعة والعشرون:

يا فالِقَ الْإِصْباحِ، وَجاعِلَ اللَّيْلِ سَكَناً، وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْباناً، يا عَزيزُ يا عَليمُ، يا ذَاالْمَنِّ وَالطَّوْلِ، وَالْقُوَّةِ وَالْحَوْلِ، وَالْفَضْلِ والْإِنْعامِ، وَالْجَلالِ وَالْإِكْرامِ، يا اللَّهُ يا رَحْمنُ، يا اللَّهُ يا فَرْدُ يا وِتْرُ، يا اللَّهُ يا ظاهِرُ يا باطِنُ، يا حَىُّ لا الهَ الَّا انْتَ، لَكَ الْأَسْمآءُ الْحُسْنى وَالْأَمْثالُ الْعُلْيا، وَالْكِبْرِيآءُ وَالْألاءُ، اسْئَلُكَ انْ تُصَلِّىَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَانْ تَجْعَلَ اسْمى فى هذِهِ اللَّيْلَةِ فِى السُّعَدآءِ، وَرُوحى مَعَ الشُّهَدآءِ، وَاحْسانى فى عِلِّيّينَ، وَاسائَتى مَغْفُورَةً، وَانْ تَهَبَ لى يَقيناً تُباشِرُ


1- وردت كلمة« النّار» في دعاء هذه الليلة والليالي الأخرى في المصباح.
2- الكافي: ج 4، ص 161؛ مصباح المتهجّد: ص 629.

ص: 536

بِهِ قَلْبى وَايماناً يُذْهِبُ الشَّكَّ عَنّى وَرِضىً بِما قَسَمْتَ لى وَ اتِنا فِى الدُّنْيا حَسَنَةً، وَ فِى الْأخِرَةِ حَسَنَهً، وَقِنا عَذابَ النَّارِ الْحَريقِ، وَارْزُقْنى فيها ذِكْرَكَ وَشُكْرَكَ، وَالرَّغْبَةَ الَيْكَ، وَالْإنابَةَ وَالتَّوْبَهَ، وَالتَّوْفيقَ لِما وَفَّقْتَ لَهُ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ، صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ (1).

- چ چ-

دعاء الليلة الخامسة والعشرون:

يا جاعِلَ اللَّيْلِ لِباساً، وَالنَّهارِ مَعاشاً، وَالْأَرْضِ مِهاداً، وَالْجِبالِ اوْتاداً، يا اللَّهُ يا قاهِرُ، يا اللَّهُ يا جَبَّارُ، يا اللَّهُ يا سَميعُ، يا اللَّهُ يا قَريبُ، يا اللَّهُ يا مُجيبُ، يا اللَّهُ يا اللَّهُ يا اللَّهُ، لَكَ الْأَسْمآءُ الْحُسْنى وَالْأَمْثالُ الْعُلْيا، وَالْكِبْرِياءُ وَالْألاءُ، اسْئَلُكَ انْ تُصَلِّىَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَانْ تَجْعَلَ اسْمى فى هذِهِ اللَّيْلَةِ فِى السُّعَدآءِ، وَرُوحى مَعَ الشُّهَدآءِ، وَاحْسانى فى عِلِّيّينَ، وَاسائَتى مَغْفُورَةً، وَانْ تَهَبَ لى يَقيناً تُباشِرُ بِهِ قَلْبى وَايماناً يُذْهِبُ الشَّكَّ عَنّى وَرِضىً بِما قَسَمْتَ لى وَ اتِنا فِى الدُّنْيا حَسَنَةً، وَفِى الْأخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنا عَذابَ النَّارِ الْحَريقِ، وَارْزُقْنى فيها ذِكْرَكَ وَشُكْرَكَ، وَالرَّغْبَةَ الَيْكَ، وَالْإِنابَةَ وَالتَّوْبَةَ، والتَّوْفيقَ لِما وَفَّقْتَ لَهُ مَحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمُ السَّلامُ (2).

- چ چ-

دعاء الليلة السادسة والعشرون:

يا جاعِلَ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ ايَتَيْنِ، يا مَنْ مَحا ايَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلَ ايَةَ النَّهارِ مُبْصِرَةً، لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْهُ وَرِضْواناً، يا مُفَصِّلَ كُلِّ شَىْ ءٍ تَفْصيلًا، يا ماجِدُ يا وَهَّابُ، يا اللَّهُ يا جَوادُ، يا اللَّهُ يا اللَّهُ يا اللَّهُ، لَكَ الْأَسْمآءُ الْحُسْنى وَالْأَمْثالُ الْعُلْيا، وَالْكِبْرِيآءُ وَالْألاءُ، اسْئَلُكَ انْ تُصَلِّىَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمدٍ، وَانْ تَجْعَلَ اسْمى فى هذِهِ


1- الكافي: ج 4، ص 162؛ مصباح المتهجّد: ص 631.
2- المصدر السابق.

ص: 537

اللَّيْلَةِ فِى السُّعَدآءِ، وَرُوحى مَعَ الشُّهَدآءِ، وَاحْسانى فى عِلِّيّينَ، وَاسآئَتى مَغْفُورَةً، وَانْ تَهَبَ لى يَقيناً تُباشِرُ بِهِ قَلْبى وَايماناً يُذْهِبُ الشَّكَّ عَنّى وَتُرضِيَنى بِما قَسَمْتَ لى وَاتِنا فِى الدُّنْيا حَسَنَةً، وَفِى الْأخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنا عَذابَ النَّارِ الْحَريقِ، وَارْزُقْنى فيها ذِكْرَكَ وَشُكْرَكَ، وَالرَّغْبَةَ الَيْكَ، وَالْإِنابَةَ وَالتَّوْبَةَ، وَالتَّوْفيقَ لِما وَفَّقْتَ لَهُ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ (1).

- چ چ-

دعاء الليلة السابعة والعشرون:

يا مآدَّ الظِّلِّ وَلَوْ شِئْتَ لَجَعَلْتَهُ ساكِناً، وَجَعَلْتَ الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَليلًا، ثُمَّ قَبَضْتَهُ الَيْكَ قَبْضاً يَسيراً، يا ذَا الْجُودِ وَالطَّوْلِ، وَالْكِبْرِيآءِ وَالْألاءِ، لا الهَ إلَّاانْتَ، عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ، الرَّحْمنُ الرَّحيمُ، لا إلهَ إلَّاانْتَ، يا قُدُّوسُ يا سَلامُ، يا مُؤْمِنُ يامُهَيْمِنُ، يا عَزيزُ ياجَبَّارُ يا مُتَكَبِّرُ، يا اللَّهُ يا خالِقُ، يا بارِئُ يا مُصَوِّرُ، يا اللَّهُ يا اللَّهُ يا اللَّهُ، لَكَ الْأَسْمآءُ الْحُسْنى وَالْأَمْثالُ الْعُلْيا، وَالْكِبْرِياءُ وَالْألاءُ، اسْئَلُكَ انْ تُصَلِّىَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَانْ تَجْعَلَ اسْمى فى هذِهِ اللَّيْلَةِ فِى السُّعَدآءِ، وَرُوحى مَعَ الشُّهَدآءِ، وَاحْسانى فى عِلِّيّينَ، وَاسآئَتى مَغْفُورَةً، وَانْ تَهَبَ لى يَقيناً تُباشِرُ بِهِ قَلْبى وَايماناً يُذْهِبُ الشَّكَّ عَنّى وَتُرْضِيَنى بِما قَسَمْتَ لى واتِنا فِى الدُّنْيا حَسَنَةً، وَفِى الْأخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنا عَذابَ النَّارِ الْحَريقِ، وَارْزُقْنى فيها ذِكْرَكَ وَشُكْرَكَ، وَالرَّغْبَةَ الَيْكَ وَالْإِنابَةَ وَالتَّوْبَةَ، وَالتَّوْفيقَ لِما وَفَّقْتَ لَهُ مَحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ (2).

- چ چ-

دعاء الليلة الثامنة والعشرون:

يا خازِنَ اللَّيْلِ فِى الْهَوآءِ، وَخازِنَ النُّورِ فِى السَّمآءِ، وَمانِعَ السَّمآءِ أَنْ تَقَعَ عَلَى


1- الكافي، ج 4، ص 162؛ مصباح المتهجّد، ص 631.
2- الكافي: ج 4، ص 163؛ مصباح المتهجّد: ص 632.

ص: 538

الْأَرْضِ إلَّابِاذْنِهِ، وَحابِسَهُما انْ تَزُولا، يا عَليمُ يا غَفُورُ يا دائِمُ، يا اللَّهُ يا وارِثُ، يا باعِثَ مَنْ فِى الْقُبُورِ، يا اللَّهُ يا اللَّهُ يا اللَّهُ، لَكَ الْأَسْمآءُ الْحُسْنى وَالْأَمْثالُ الْعُلْيا، وَالْكِبْرِيآءُ وَالْألاءُ، اسْئَلُكَ انْ تُصَلِّىَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَانْ تَجْعَلَ اسْمى فى هذِهِ اللَّيْلَةِ فِى السُّعَدآءِ، وَرُوحى مَعَ الشُّهَدآءِ، وَاحْسانى فى عِلِّيّينَ، وَاسآئَتى مَغْفُورَةً، وَانْ تَهَبَ لى يَقيناً تُباشِرُ بِهِ قَلْبى وَايماناً يُذْهِبُ الشَّكَّ عَنّى وَتُرْضِيَنى بِما قَسَمْتَ لى وَ اتِنا فِى الدُّنْيا حَسَنَةً، وَفِى الْأخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنا عَذابَ النَّارِ الْحَريقِ، وَارْزُقْنى فيها ذِكْرَكَ وَشُكْرَكَ، وَالرَّغْبَةَ الَيْكَ، وَالْإِنابَةَ وَالتَّوْبَةَ، والتَّوْفيقَ لِما وَفَّقْتَ لَهُ مَحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ (1).

- چ چ-

دعاء الليلة التاسعة والعشرون:

يا مُكَوِّرَ اللَّيْلِ عَلَى النَّهارِ، وَمُكَوِّرَ النَّهارِ عَلَى اللَّيْلِ، يا عَليمُ يا حَكيمُ، يا رَبَّ الْأَرْبابِ، وَسَيِّدَ السَّاداتِ، لا الهَ إلَّاانْتَ، يا اقْرَبَ الَىَّ مِنْ حَبْلِ الْوَريدِ، يا اللَّهُ يا اللَّهُ يا اللَّهُ، لَكَ الْأَسْمآءُ الْحُسْنى وَالْأَمْثالُ الْعُلْيا، وَالْكِبْرِياءُ وَالْألاءُ، اسْئَلُكَ انْ تُصَلِّىَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَانْ تَجْعَلَ اسْمى فى هذِهِ اللَّيْلَةِ فِى السُّعَدآءِ، وَرُوحى مَعَ الشُّهَدآءِ، وَاحْسانى فى عِلِّيّيِنَ، وَاسآئَتى مَغْفُورَةً، وَانْ تَهَبَ لى يَقيناً تُباشِرُ بِهِ قَلْبى وَايماناً يُذْهِبُ الشَّكَّ عَنّى وَتُرْضِيَنى بِما قَسَمْتَ لى واتِنا فِى الدُّنْيا حَسَنَةً، وَ فِى الأخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنا عَذابَ النَّارِ الْحَريقِ، وَارْزُقْنى فيها ذِكْرَكَ وَشُكْرَكَ، وَالرَّغْبَةَ الَيْكَ، وَالْإِنابَةَ وَالتَّوْبَةَ، وَالتَّوْفيقَ لِما وَفَّقْتَ لَهُ مَحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ (2).

- چ چ-


1- الكافي: ج 4، ص 163؛ مصباح المتهجّد: ص 633.
2- المصدر السابق.

ص: 539

دعاء الليلة الثلاثون:

الْحَمْدُللَّهِ لا شَريكَ لَهُ، الْحَمْدُ للَّهِ كَما يَنْبَغى لِكَرَمِ وَجْهِهِ، وَعِزِّ جَلالِهِ، وَكَما هُوَ اهْلُهُ، يا قُدُّوسُ يا نُورُ، يا نُورَ الْقُدْسِ، يا سُبُّوحُ يا مُنْتَهَى التَّسْبيحِ، يا رَحْمنُ يا فاعِلَ الرَّحْمَةِ، يا اللَّهُ يا عَليمُ يا كَبيرُ، يا اللَّهُ يا لَطيفُ يا جَليلُ، يا اللَّهُ يا سَميعُ يا بَصيرُ، يا اللَّهُ يا اللَّهُ يا اللَّهُ، لَكَ الْأَسْمآءُ الْحُسْنى وَالْأَمْثالُ الْعُلْيا، وَالْكِبْرِيآءُ وَالْألاءُ، اسْئَلُكَ انْ تُصَلِّىَ عَلى مُحَمَّدٍ وَاهْلِ بَيْتِهِ، وَانْ تَجْعَلَ اسْمى فى هذِهِ اللَّيْلَةِ فِى السُّعَدآءِ، وَرُوحى مَعَ الشُّهَدآءِ، وَاحْسانى فى عِلِّيّينَ، وَاسآئَتى مَغْفُورَةً، وَانْ تَهَبَ لى يَقيناً تُباشِرُ بِهِ قَلْبى وَايماناً يُذْهِبُ الشَّكَّ عَنّى وَتُرْضِيَنى بِما قَسَمْتَ لى وَآتِنا فِى الدُّنْيا حَسَنَةً، وَفِى الْأخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنا عَذابَ النَّارِ الْحَريقِ، وَارْزُقْنى فيها ذِكْرَكَ وَشُكْرَكَ، وَالرَّغْبَةَ الَيْكَ، وَالْإِنابَةَ وَالتَّوْبَةَ، وَالتَّوْفيقَ لِما وَفَّقْتَ لَهُ مَحَمَّداً وَ آلَ مُحَمَّدٍ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ (1).

- چ چ-

الليلة السابعة والعشرون:

ليلة مباركة وردت فيها بعض الأعمال:

1. الغسل الذي صرّحت به رواية عن الإمام الصادق عليه السلام (2).

2. الصلاة ثلاثين ركعة (مضت في شرح أعمال ليالي شهر رمضان، ص 481).

3. روي عن زيد بن عليّ عليهما السلام قال: سمعت أبي عليّ بن الحسين عليهما السلام ليلة سبع وعشرين من شهر رمضان يقول من أوّل الليلة إلى آخرها:

اللهُمَّ ارْزُقْنِى التَّجافِىَ عَنْ دارِ الْغُرُورِ، وَالْإِنابَةَ الى دارِ الْخُلُودِ، وَالْإِسْتِعْدادَ لِلْمَوْتِ قَبْلَ حُلُولِ الْفَوْتِ (3).

4. وروي دعاء آخر لهذه الليلة عن النبيّ الأكرم صلى الله عليه و آله وهو مجموعة من آيات القرآن:


1- الكافي: ج 4، ص 164؛ مصباح المتهجّد: ص 634.
2- إقبال الأعمال: ص 226.
3- إقبال الأعمال: ص 228؛ بحار الأنوار: ج 95، ص 63.

ص: 540

رَبَّنا آمَنّا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا، وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئاتِنا، وَتَوَفَّنا مَعَ الْأبْرارِ؛ رَبَّنا وَآتِنا ما وَعَدْتَنا عَلى رُسُلِكَ، وَلا تُخْزِنا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْميعاد. رَبَّنا امَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ، فَاعْتَرَفْنا بِذُنُوبِنا فَهَل إِلى خُرُوجٍ مِنْ سَبيلٍ. رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذابَ جَهَنَّمَ، إنَّ عَذابَها كانَ غَراماً. رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أزْواجِنا وَذُرِّيَّاتِنا قُرَّةَ اعْيُنٍ، وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقينَ اماماً. رَبَّنا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنا، وَإلَيْكَ أَنَبْنا وَالَيْكَ الْمَصيرُ.

رَبَّنا لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذينَ كَفَرُوا، رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا، وَلِإخْوانِنَا الَّذينَ سَبَقُونا بِالْايمانِ، وَلاتَجْعَلْ فِى قُلُوبِنا غِلّاً لِلَّذينَ آمَنُوا، رَبَّنا إِنَّكَ رَؤُفٌ رَحيمٌ (1).

- چ چ-

آخر ليلة من الشهر:

وهي ليلة كثيرة البركات وفيها أعمال:

1. الغسل (2).

2. زيارة الحسين عليه السلام (3).

3. قراءة

سورة الأنعام والكهف ويس (4).

4. يقول مائة مرّة:

أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ (5).

5. أن يدعو بهذا الدعاء الذي رواه الكليني عن الإمام الصادق عليه السلام:

اللَّهُمَّ هذا شَهْرُ رَمَضانَ، الَّذى انْزَلْتَ فيهِ الْقُرْآنَ وَقَدْ تَصَرَّمَ، وَاعُوذُ بِوَجْهِكَ الْكَريمِ يا رَبِّ انْ يَطْلُعَ الْفَجْرُ مِنْ لَيْلَتى هذِهِ، اوْ يَتَصَرَّمَ شَهْرُ رَمَضانَ، وَلَكَ قِبَلى تَبِعَةٌ اوْ ذَنْبٌ تُريدُ انْ تُعَذِّبَنى بِهِ يَوْمَ الْقاكَ (6).

6. أن يدعو بدعاء: «

يا مُدَبِّرَالْأُمُورِ

» الذي مضى في أعمال الليله الثالثة والعشرين (7) (ص 532).


1- بحار الأنوار: ج 95، ص 63.
2- إقبال الأعمال: ص 237.
3- المصدر السابق.
4- المصدر السابق: ص 242.
5- المصدر السابق.
6- الكافي: ج 4، ص 164، ح 5.
7- من لايحضره الفقيه: ج 2، ص 162.

ص: 541

7. أن يودّع شهر رمضان بدعوات الوداع التي رواها الأعلام، وأحسنها الدعاء الخامس والأربعون من الصحيفة السجادية.

روى السيّد ابن طاووس عن الإمام الصادق عليه السلام قال: «

مَنْ وَدّع شَهْرَ رَمَضان فِي آخِرِ لَيْلَةٍ مِنهُ وقال

: اللَّهُمَّ لا تَجْعَلْهُ اخِرَ الْعَهْدِ مِنْ صِيامى لِشَهْرِ رَمَضانَ، وَاعُوذُ بِكَ انْ يَطْلُعَ فَجْرُ هذِهِ اللَّيْلَةِ الَّا وَقَدْ غَفَرْتَ لى

غَفَرَاللَّهُ لَهُ قَبْلَ أنْ يُصْبِحَ، وَرَزَقَهُ الإنابَةَ إليهِ»(1).

وفي رواية اخرى عن جابر بن عبداللَّه الأنصاري قال: دخلت على رسول اللَّه صلى الله عليه و آله في آخر جمعة من شهر رمضان فقال صلى الله عليه و آله لي: «

يا جَابِرُ هذِه آخِرُ جُمُعَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضانَ فَوَدِّعْهُ وَقُلْ:

اللهُمَّ لا تَجْعَلْهُ اخِرَ الْعَهْدِ مِنْ صِيامِنا ايَّاهُ، فَانْ جَعَلْتَهُ فَاجْعَلْنى مَرْحُوماً، وَلا تَجْعَلْنى مَحْرُوماً».

وقال صلى الله عليه و آله: «

فإنَّهُ مَن قالَ ذلِكَ ظَفَرَ بإحدى الحُسْنَيَيْنِ إمّا بُلوغِ شَهرِ رَمَضانَ المُقبِل وإمّا بِغُفْرانِ اللَّهِ ورَحْمَتِه»(2).

8. الصلاة عشر ركعات (سلام لكلّ ركعتين).

قال صلى الله عليه و آله: «

مَنْ صَلّى آخِرَ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضانَ عَشْرَ رَكَعاتٍ يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فاتِحَةَ الكِتَابِ مَرَّةً واحِدةً وقُلْ هُوَ اللَّهُ أحَدٌ عَشْرَ مَرّاتٍ ويَقولُ فِي رُكوعِهِ وسُجودهِ عَشْرَ مَرّاتٍ:

سُبْحانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلا الهَ الَّا اللَّهُ وَاللَّهُ اكْبَرُ

وَيَتَشَهَّدُ فِي كُلِّ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ يُسَلِّمُ فإذا فَرَغَ مِن آخِرِ عَشْرِ رَكَعَاتٍ وسَلَّم اسْتَغْفَرَ اللَّهَ ألْفَ مَرَّةٍ يقولُ:

أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ

فإذا فَرَغَ مِنَ الاسْتِغْفَارِ سَجَدَ ويَقولُ فِي سُجُودِهِ

: يا حَىُّ يا قَيُّومُ، يا ذَا الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ، يا رَحْمنَ الدُّنْيا وَالْاخِرَةِ وَرَحيمَهُما، يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ، يا الهَ الْأَوَّلينَ وَالْاخِرينَ، اغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا، وَتَقَبَّلْ مِنَّا صَلواتَنا وَصِيامَنا وَقِيامَنا».


1- إقبال الأعمال: ص 256؛ بحار الأنوار: ج 95، ص 181.
2- إقبال الأعمال: ص 243؛ بحار الأنوار: ج 95، ص 172.

ص: 542

وقال صلى الله عليه و آله: «

والّذِي بَعَثَنِي بِالحَقِّ نَبِيّاً أنَّ جَبْرَئِيلَ أخْبَرَنِي عن إسْرافِيلَ عَنْ رَبِّهِ تَبارَكَ وتَعالى أنَّهُ لا يَرْفَعُ رَأْسَهُ مِنَ السُّجودِ حتّى يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُ ويَتَقَبَّلَ مِنْهُ شَهْرَ رَمَضانَ ويَتَجاوَزَ عن ذُنوبِهِ ...»(1).

ورويت هذه الصلاة في ليلة عيد الفطر. وورد في تلك الرواية أنّه يسبّح بالتسبيحات الأربع في الركوع والسجود، وورد في دعاء السجود بعد الصلاة بدل:

إغْفِرْ لَنا ...

يقول:

إغْفِرْ لِى ذُنُوبِى، وَتَقَبَّلْ صَوْمِى وَصَلاتِى وَقِيامِى (2).

دعاء ختم القرآن في اليوم الأخير من شهر رمضان

بالنظر إلى أنّ ختم القرآن غالباً في هذا اليوم، فينبغي أن يدعى عند الختم بالدعاء الثاني والأربعين من الصحيفة السجادية. كما يمكنه أن يدعو بهذا الدعاء الوجيز عن أميرالمؤمنين عليه السلام:

اللهُمَّ اشْرَحْ بِالْقُرْآنِ صَدْرى وَاسْتَعْمِلْ بِالْقُرْآنِ بَدَنى وَنَوِّرْ بِالْقُرْآنِ بَصَرى وَاطْلِقْ بِالْقُرْآنِ لِسانى وَاعِنّى عَلَيْهِ ما ابْقَيْتَنى فَانَّهُ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ الَّا بِكَ (3).

وكذلك الدعاء المرويّ عن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله:

اللَّهُمَّ انِّى اسْئَلُكَ اخْباتَ الْمُخْبِتينَ، وَاخْلاصَ الْمُوقِنينَ، وَمُرافَقَةَ الْأَبْرارِ، وَاسْتِحْقاقَ حَقائِقِ الْإيمانِ، وَالْغَنيمَةَ مِنْ كُلِّ بِرٍّ، وَالسَّلامَةَ مِنْ كُلِّ اثْمٍ، وَوُجُوبَ رَحْمَتِكَ وَعَزآئِمَ مَغْفِرَتِكَ، وَالْفَوْزَ بِالْجَنَّةِ، وَالنَّجاةَ مِنَ النَّارِ(4). وقد ذكرنا الدعاء المرويّ عن الإمام الصادق عليه السلام قبل تلاوة القرآن وبعده (ص 517).

صلوات ليالي شهر رمضان المبارك

ذكر المرحوم العلّامة المجلسي في الفصل الأخير من أعمال شهر رمضان في كتاب زاد المعاد


1- إقبال الأعمال: ص 241؛ بحار الأنوار: ج 95، ص 73.
2- إقبال الأعمال: ص 272؛ بحار الأنوار: ج 88، ص 130.
3- مصباح المتهجّد: ص 323؛ بحار الأنوار: ج 89، ص 209.
4- مكارم الأخلاق: ص 342؛ بحار الأنوار: ج 89، ص 206.

ص: 543

صلوات ليالي شهر رمضان: (وبالنظر إلى أنّ أفضل الأعمال في شهر رمضان الصلاة والقرآن وتنطوي هذه الصلوات على العديد من السور القرآنية، فقراءتها في كلّ ليلة غنيمة) ..

الليلة الاولى: أربع ركعات في كلّ ركعة بعد

الحَمْدُ التوحيد

خمس عشرة مرّة.

الليلة الثانية: أربع ركعات في كلّ ركعة بعد

الحَمْدُ «إنا أنزلناه

» عشرين مرّة.

الليلة الثالثة: عشر ركعات في كلّ ركعة بعد

الحَمْدُ التوحيد

خمسين مرّة.

الليلة الرابعة: ثمان ركعات في كلّ ركعة بعد

الحَمْدُ

«إنّا أنْزَلْنَاهُ

» عشرين مرّة.

الليلة الخامسة: ركعتان في كلّ منهما

الْحَمْدُ وَالتَّوحِيدِ

خمسين مرّة والصلاة على النّبيّ مائة مرّة.

الليلة السادسة: أربع ركعات في كلّ منهما

الحَمْدُ

وسورة

المُلْك.

الليلة السابعة: أربع ركعات في كلّ منهما

الحَمْدُ

و «

إنّا أنْزَلْنَاهُ

» ثلاث عشرة مرّة.

الليلة الثامنة: ركعتان في كلّ منهما

الْحَمْدُ وَالتَّوْحِيدِ

عشر مرّات ويقول بعد السلام ألف مرّة:

سُبْحانَ اللَّهِ.

الليلة التاسعة: ستّ ركعات بين المغرب والعشاء في كلّ منهما

الحَمْدُ وآيَة الكرسيّ

سبع مرّات ويقول بعد الفراغ خمسين مرّة:

اللَّهمّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ.

الليلة العاشرة: عشرون ركعة في كلّ ركعة

الحَمْدُ والتّوحِيد

ثلاثين مرّة.

الليلة الحادية عشرة: ركعتان في كلّ منهما

الحَمْدُ

وعشرين مرّة

الكَوْثَر.

الليلة الثانية عشرة: ثماني ركعات في كلّ منهما

الحَمْدُ

وثلاثين مرّة

القَدْر.

الليلة الثالثة عشرة: أربع ركعات في كلّ منهما

الحَمْدُ والتَّوحِيد

خمساً وعشرين مرّة.

الليلة الرابعة عشرة: ستّ ركعات في كلّ ركعة

الحَمْدُ

وثلاثين مرّة «

إذا زُلْزِلَت

». الليلة الخامسة عشرة: أربع ركعات في الأوليين يقرأ بعد

الحَمْدُ التَّوحِيد

مائة مرّة وفي الأُخرَيَين يقرأها خمسين مرّة.

الليلة السادسة عشرة: اثنتا عشرة ركعة في كلّ ركعة

الحَمْدُ

واثنتي عشرة مرّة «

ألْهَاكُمُ التَّكاثُر

». الليلة السابعة عشرة: ركعتان في الاولى يقرأ بعد

الحَمْدُ

ما شاء من السور وفي الثانية يقرأ بعدها

التّوحيد

مائة مرّة ويقول بعد السلام مائة مرّة:

لا إلهَ الَّا اللَّهُ.

الليلة الثامنة عشرة: أربع ركعات في كلّ ركعة

الحَمْدُ والكَوْثَر

خمساً وعشرين مرّة.

ص: 544

الليلة التاسعة عشرة: خمسون ركعة

بالحَمْد

وخمسين مرّة سورة «

إذا زُلْزِلَت

». يقول المرحوم «

العلامة المجلسيّ

»: الظاهر أنّ المراد هو أن يقرأ في كلّ صلاة هذه السورة مرّة واحدة، وإلّا فقراءة ألفين وخمسمائة مرّة سورة «

إذا زُلْزِلَت

» أمر صعب ومستصعب.

صلوات الليلة العشرين إلى الرابعة والعشرين: في كلّ من هذه الليالي يصلّي ثمان ركعات بما تيسّر من السور بعد

الحَمْد.

الليلة الخامسة والعشرون: ثمان ركعات في كلّ منها

الحَمْدُ والتّوحِيد

عشر مرّات.

الليلة السادسة والعشرون: ثمان ركعات في كلّ منها

الحَمْدُ والتّوحِيد

مائة مرّة.

الليلة السابعة والعشرون: أربع ركعات في كلّ منها

الحَمْدُ

وسورة

المُلْك

فإن لم يستطع قرأ

التَّوحِيد

خمساً وعشرين مرّة.

الليلة الثامنة والعشرون: ستّ ركعات في كلّ منها

الحَمْدُ وآيةَ الكُرسيّ

مائة مرّة

والتّوحِيد

مائة مرّة وسورة

الكَوْثَر

مائة مرّة وبعد الصلاة يصلّي على النبيّ وآلِه مائة مرّة.

قال المرحوم عبّاس القمّي: هذه الصلاة على ما وجدتها في الأحاديث عشر مرّات عوض مائة مرّة(1).

الليلة التاسعة والعشرون: ركعتان في كلٍّ منها

الحَمْدُ والتَّوحيد

عشرين مرّة.

الليلة الثلاثون: اثنتا عشرة ركعة في كلّ ركعة

الحَمْدُ والتَّوحيد

عشرين مرّة ويصلّي بعد الفراغ على محمّد وآل محمّد مائة مرّة.

تنبيه: هذه الصلوات كلّها يفصل بين كلّ ركعتين منها بالتسليم (2) وإن لم يمكنه الإتيان بها كلّها فليأتِ بما يستطيع منها.

الأدعية الخاصة بأيام شهر رمضان

روي عن ابن عبّاس عن النبيّ صلى الله عليه و آله فضل كبير لصيام كلّ يوم من شهر رمضان المبارك، وذكر لكلّ يوم منه دعاء يخصّه ذو فضل كثير وأجر جزيل، وإليك هذه الأدعية(3).


1- مفاتيح الجنان: صلوات ليالي شهر رمضان.
2- زاد المعاد: ص 213 و 214.
3- زادالمعاد: ص 214- 220، وكذلك في البلد الأمين: ص 219 جاءت الأدعية مع مقدار ثوابها.

ص: 545

دعاء اليوم الأوّل: اللهُمَّ اجْعَلْ صِيامى فيهِ صِيامَ الصَّآئِمينَ، وَقِيامى فيهِ قيامَ الْقآئِمينَ، وَنَبِّهْنى فيهِ عَنْ نَوْمَةِالْغافِلينَ، وَهَبْ لى جُرْمى فيهِ يا الهَ الْعالَمينَ، وَاعْفُ عَنّى يا عافِياً عَنِ الْمُجْرِمينَ اليوم الثاني: اللهُمَّ قَرِّبْنى فيهِ الى مَرْضاتِكَ، وَجَنِّبْنى فيهِ مِنْ سَخَطِكَ وَنَقِماتِكَ، وَوَفِّقْنى فيهِ لِقِرآئَةِ اياتِكَ، بِرَحْمَتِكَ يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ اليوم الثالث: اللهُمَّ ارْزُقْنى فيهِ الذِّهْنَ وَالتَّنْبيهَ، وَباعِدْنى فيهِ مِنَ السَّفاهَةِ وَالتَّمْويهِ، وَاجْعَلْ لى نَصيباً مِنْ كُلِّ خَيْرٍ تُنْزِلُ فيهِ، بِجُودِكَ يا اجْوَدَ الْأَجْوَدينَ اليوم الرابع: اللهُمَّ قَوِّنى فيهِ عَلى اقامَةِ امْرِكَ، وَاذِقْنى فيهِ حَلاوَةَ ذِكْرِكَ، وَاوْزِعْنى فيهِ لِأَدآءِ شُكْرِكَ بِكَرَمِكَ، وَاحْفَظْنى فيهِ بِحِفْظِكَ وَسَتْرِكَ، يا ابْصَرَ النَّاظِرينَ اليوم الخامس: اللهُمَّ اجْعَلْنى فيهِ مِنَ الْمُسْتَغْفِرينَ، وَاجْعَلْنى فيهِ مِنْ عِبادِكَ الصَّالِحينَ اْلقانِتينَ، وَاجْعَلنى فيهِ مِنْ اوْلِيآئِكَ الْمُقَرَّبينَ، بِرَأْفَتِكَ يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ اليوم السادس: اللهُمَّ لا تَخْذُلْنى فيهِ لِتَعَرُّضِ مَعْصِيَتِكَ، وَلاتَضْرِبْنى بِسِياطِ نَقِمَتِكَ، وَزَحْزِحْنى فيهِ مِنْ مُوجِباتِ سَخَطِكَ، بِمَنِّكَ وَاياديكَ، يا مُنْتَهى رَغْبَةِ الرَّاغِبينَ اليوم السابع: اللهُمَّ اعِنّى فيهِ عَلى صِيامِهِ وَقِيامِهِ، وَجَنِّبْنى فيهِ مِنْ هَفَواتِهِ وَ اثامِهِ، وَارْزُقْنى فيهِ ذِكْرَكَ بِدَوامِهِ، بِتَوْفيقِكَ يا هادِىَ الْمُضِلّينَ اليوم الثامن: اللهُمَّ ارْزُقْنى فيهِ رَحْمَةَ الْأَيْتامِ، وَاطْعامَ الطَّعامِ، وَافْشآءَ السَّلامِ، وَصُحْبَةَ الْكِرامِ، بِطَوْلِكَ يا مَلْجَا الْأمِلينَ اليوم التاسع: اللهُمَّ اجْعَلْ لى فيهِ نَصيباً مِنْ رَحْمَتِكَ الْواسِعَةِ، وَاهْدِنى فيهِ لِبَراهينِكَ السَّاطِعَةِ، وَخُذْ بِناصِيَتى الى مَرْضاتِكَ الْجامِعَةِ، بِمَحَبَّتِكَ يا امَلَ الْمُشْتاقينَ اليوم العاشر: اللهُمَّ اجْعَلْنى فيهِ مِنَ الْمُتَوَكِّلينَ عَلَيْكَ، وَاجْعَلْنى فيهِ مِنَ الْفآئِزينَ لَدَيْكَ، وَاجْعَلْنى فيهِ مِنَ الْمُقَرَّبينَ الَيْكَ، بِاحْسانِكَ يا غايَةَ الطَّالِبينَ اليوم الحادي عشر: اللهُمَّ حَبِّبْ الَىَّ فيهِ الْإِحْسانَ، وَكَرِّهْ الَىَّ فيهِ الْفُسُوقَ وَالْعِصْيانَ، وَحَرِّمْ عَلَىَّ فيهِ

ص: 546

السَّخَطَ وَالنّيرانَ، بِعَوْنِكَ يا غِياثَ الْمُسْتَغيثينَ اليوم الثاني: اللهُمَّ زَيِّنّى فيهِ بِالسَّتْرِ وَالْعَفافِ، وَاسْتُرْنى فيهِ بِلِباسِ الْقُنُوعِ وَالْكَفافِ، وَاحْمِلْنى فيهِ عَلَى الْعَدْلِ وَالْإِنْصافِ، وَ امِنّى فيهِ مِنْ كُلِّ ما اخافُ، بِعِصْمَتِكَ ياعِصْمَةَ الْخآئِفينَ اليوم الثالث عشر: أَللَّهُمَّ طَهِّرْنِى فيهِ مِنَ الدَّنَسِ وَالْأَقْذارِ، وَصَبِّرْنى فيهِ عَلى كائناتِ الْأقْدارِ، وَوَفِّقْنى فيهِ لِلتُّقى وَصُحْبَةِ الْابْرارِ، بِعَوْنِكَ يا قُرَّةَ عَيْنِ الْمَساكين.* اليوم الرابع عشر: اللَّهُمَّ لا تُؤاخِذْنى فيهِ بِالْعَثَراتِ، وَأَقْلِنِى فيهِ مِنَ الْخَطايا وَالْهَفَواتِ، وَلا تَجْعَلْنى فيهِ غَرَضاً لِلْبَلايا وَالْأفاتِ، بِعِزَّتِكَ يا عِزَّ الْمُسْلِمينَ اليوم الخامس عشر: اللهُمَّ ارْزُقْنى فيهِ طاعَةَالْخاشِعينَ، وَاشْرَحْ فيهِ صَدْرى بِانابَةِ الْمُخْبِتينَ، بِامانِكَ يا امانَ الْخآئِفينَ اليوم السادس عشر: اللهُمَّ وَفِّقْنى فيهِ لِمُوافَقَةِ الْأَبْرارِ، وَجَنِّبْنى فيهِ مُرافَقَةَ الْأَشْرارِ، وَآوِنى فيهِ بِرَحْمَتِكَ الى دارِالْقَرارِ، بِالهِيَّتِكَ يا الهَ الْعالَمينَ اليوم السابع عشر: اللهُمَّ اهْدِنى فيهِ لِصالِحِ الْأَعْمالِ، وَاقْضِ لى فيهِ الْحَوآئِجَ وَالْأمالَ، يا مَنْ لا يَحْتاجُ الَى التَّفْسيرِ وَالسُّؤالِ، يا عالِماً بِما فى صُدُورِ الْعالَمينَ، [صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرينِ .(1)* اليوم الثامن عشر:

اللهُمَّ نَبِّهْنى فيهِ لِبَرَكاتِ اسْحارِهِ، وَنَوِّرْفيهِ قَلْبى بِضِيآءِ انْوارِهِ، وَخُذْ بِكُلِّ اعْضآئى الَى اتِّباعِ اثارِهِ، بِنُورِكَ يا مُنَوِّرَ قُلُوبِ الْعارِفينَ اليوم التاسع عشر: اللهُمَّ وَفِّرْ فيهِ حَظّى مِنْ بَرَكاتِهِ، وَسَهِّلْ سَبيلى الى خَيْراتِهِ، وَلا تَحْرِمْنى قَبُولَ حَسَناتِهِ، يا هادِياً الَى الْحَقِّ الْمُبينِ اليوم العشرون: اللهُمَّ افْتَحْ لى فيهِ ابْوابَ الْجِنانِ، وَاغْلِقْ عَنّى فيهِ ابْوابَ النّيرانِ، وَوَفِّقْنى فيهِ لِتلاوَةِ الْقُرْآنِ، يا مُنْزِلَ السَّكينَةِ فى قُلُوبِ الْمُؤْمِنينَ اليوم الحادي والعشرون: اللهُمَّ اجْعَلْ لى فيهِ الى مَرْضاتِكَ دَليلًا، وَلا تَجْعَلْ لِلشَّيْطانِ فيهِ عَلَىَّ سَبيلًا، وَاجْعَلِ الْجَنَّةَ لى مَنْزِلًا


1- وردت هذه الجملة في بحار الأنوار: ج 95، ص 47.

ص: 547

وَمَقيلًا، يا قاضِىَ حَوآئِجِ الطَّالِبينَ اليوم الثاني والعشرون: اللهُمَّ افْتَحْ لى فيهِ ابْوابَ فَضْلِكَ، وَانْزِلْ عَلَىَّ فيهِ بَرَكاتِكَ، وَوَفِّقْنى فيهِ لِمُوجِباتِ مَرْضاتِكَ، وَاسْكِنّى فيهِ بُحْبُوحاتِ جَنَّاتِكَ، يا مُجيبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرّينَ اليوم الثالث والعشرون: اللهُمَّ اغْسِلْنى فيهِ مِنَ الذُّنُوبِ، وَطَهِّرْنى فيهِ مِنَ الْعُيُوبِ، وَامْتَحِنْ قَلْبى فيهِ بِتَقْوَى الْقُلُوبِ، يا مُقيلَ عَثَراتِ الْمُذْنِبينَ اليوم الرابع والعشرون: اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ فيهِ ما يُرْضيكَ، وَاعُوذُ بِكَ مِمَّا يُؤْذيكَ، وَاسْئَلُكَ التَّوْفيقَ فيهِ لِأَنْ اطيعَكَ وَلا اعْصِيَكَ، يا جَوادَ السَّآئِلينَ اليوم الخامس والعشرون: اللهُمَّ اجْعَلْنى فيهِ مُحِبَّاً لِأَوْلِيآئِكَ، وَمُعادِياً لِأَعْدآئِكَ، مُسْتَنّاً بِسُنَّةِ خاتَمِ انْبِيآئِكَ، يا عاصِمَ قُلُوبِ النَّبِيّينَ اليوم السادس والعشرون: اللهُمَّ اجْعَلْ سَعْيى فيهِ مَشْكُوراً، وَذَنْبى فيهِ مَغْفُوراً، وَعَمَلى فيهِ مَقْبُولًا، وَعَيْبى فيهِ مَسْتُوراً، يا اسْمَعَ السَّامِعينَ اليوم السابع والعشرون: اللهُمَّ ارْزُقْنى فيهِ فَضْلَ لَيْلَةِ الْقَدْرِ، وَصَيِّرْ امُورى فيهِ مِنَ الْعُسْرِ الَى الْيُسْرِ، وَاقْبَلْ مَعاذيرى وَحُطَّ عَنِّى الذَّنْبَ (1) وَالْوِزْرَ، يا رَؤُفاً بِعِبادِهِ الصَّالِحينَ اليوم الثامن والعشرون: اللهُمَّ وَفِّرْ حَظّى فيهِ مِنَ النَّوافِلِ، وَاكْرِمْنى فيهِ بِاحْضارِ الْمَسآئِلِ، وَقَرِّبْ فيهِ وَسيلَتى الَيْكَ مِنْ بَيْنِ الْوَسآئِلِ، يا مَنْ لا يَشْغَلُهُ الْحاحُ الْمُلِحّينَ اليوم التاسع والعشرون: اللهُمَّ غَشِّنى فيهِ بِالرَّحْمَةِ، وَارْزُقْنى فيهِ التَّوْفيقَ وَالْعِصْمَةَ، وَطَهِّرْ قَلْبى مِنْ غَياهِبِ التُّهَمَةِ، يا رَحيماً بِعِبادِهِ الْمُؤْمِنينَ اليوم الثلاثون: اللهُمَّ اجْعَلْ صِيامى فيهِ بِالشُّكْرِ وَالْقَبُولِ، عَلى ما تَرْضاهُ وَيَرْضاهُ الرَّسُولُ، مُحْكَمَةً فُرُوعُهُ بِالْأُصُولِ، بِحَقِّ سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرينَ، وَالْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ الْعالَمينَ.

-*-*-*-


1- لم ترد كلمة« الذنب» في زاد المعاد والبلد الأمين، و لكنها وردت في مفاتيح الجنان.

ص: 548

الفصل العاشر: شهر شوال

تقويم هذا الشهر:

الأوّل من شوّال:

يوم الفطر أحد الأعياد الإسلاميّة. عيد الصائمين الذين قبلت أعمالهم وغفرت ذنوبهم فهم يعيِّدون هذا اليوم.

الثامن من شوال:

هدم قبور أئمّة البقيع من قبل الفئة الوهابية المتعصّبة والضالّة في سنة 1344.

فالفئة الوهابية القليلة، المتعصّبة والجاهلة لدى المسلمين ذات عقائد متطّرفة عجيبة تخالف جميع المذاهب الإسلاميّة في بعض الأُمور، ومنها: التوسّل بأولياء اللَّه وبناء الأضرحة والقباب لهم ومسألة الشفاعة. ومن هنا هدموا قبور أئمّة البقيع وحمزة سيّد الشهداء وسائر كبار المسلمين وقبور الصحابة ولم يسلم منهم قبر والد النبيّ صلى الله عليه و آله في المدينة وسائر المناطق ويهمّون بهدم ضريح قبر النبيّ صلى الله عليه و آله وقبّته حتّى جوبهوا بردود الأفعال الشديدة للعالم الإسلامي فكفّوا عن ذلك وعمدوا- للأسف- بسبب هذه العقائد الجاهلة والجافة لهدم أغلب الآثار التأريخيّة الإسلاميّة في الحرمين الشريفين، وقد انعدمت الآثار القيّمة التي يمكنها ربط الجيل الحاضر بتاريخ الإسلام.

الخامس والعشرون من شوال:

وفاة زعيم المذهب الإمام الصادق عليه السلام سنة 148 ه(1).

فضل شهر شوّال:

هذا الشهر أوّل شهر من أشهر الحجّ، حيث يمكن الإتيان بعمرة حجّ التمتّع في ثلاثة أشهر:

شوّال وذي القعدة وذي الحجّة، ولا تجوز قبل ذلك (وإن أمكن الإتيان بالعمرة المفردة طيلة السنة) وهذا دليل على فضل هذا الشهر.


1- منتهى الآمال: حياة الإمام الصادق عليه السلام.

ص: 549

وهو الشهر الذي دعا اللَّه عباده لحجّ بيته فأصغوا لندائه ولبّوه من أقصى المناطق وأدناها (وتسمّى هذه الأشهر الثلاثة بأشهر الحجّ، إلّاأن شهر شوّال ليس من الأشهر الحرم).

كما أنّ عيد الفطر أوائل هذا الشهر يزيده فضلًا.

أعمال شهر شوال

اشارة

لم يذكروا لهذا الشهر أعمالًا مشتركة خاصّة، أمّا الأعمال الخاصّة به فهي:

الليلة الاولى (ليلة عيد الفطر):

هي من الليالي الشريفة وكفى في فضلها ما ورد في الروايات أنّها لا تقلّ عن ليلة القدر، وحثّت على العبادة فيها وإحيائها(1). ولها عدّة أعمال:

الأوّل: الغسل إذا غربت الشمس (2).

الثاني: إحياء هذه الليلة بالصلاة والدعاء والاستغفار والمبيت في المسجد كما كان يفعل عليّ ابن الحسين عليهما السلام (3).

الثالث: يقول بعد صلاة المغرب والعشاء والفجر والعيد:

اللَّهُ اكْبَرُ، اللَّهُ اكْبَرُ، لا الهَ الَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ اكْبَرُ، اللَّهُ اكْبَرُ، وَ للَّهِ الْحَمْدُ، اللَّهُ اكْبَرُ عَلى ما هَدانا، وَلَهُ الشُّكْرُ عَلى ما أَوْلانا(4).

الرابع: في رواية الصادق عليه السلام: «

إذا صَلّى المَغْرِبَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ إِلى السَّماءِ ويقول:

يا ذَا الْمَنِّ وَالطَّوْلِ، يا ذَا الْجُودِ، يا مُصْطَفِىَ مُحَمَّدٍ وَناصِرَهُ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاغْفِرْ لى كُلَّ ذَنْبٍ احْصَيْتَهُ، وَهُوَ عِنْدَكَ فى كِتابٍ مُبينٍ.

ثمّ يُخِرّ سَاجِداً ويقول مائة مرّة: أتُوبُ إلَى اللَّهِ. ثُمَّ يَسْأَل حاجَتَهُ فإنّها تُقْضى إنْ شَاءَاللَّهُ تعالى»(5).

الخامس: زيارة الحسين عليه السلام فإنّ لها فضلًا عظيماً (مضت زيارته عليه السلام المخصوصة ليلة عيد الفطر في قسم الزيارات، ص 276).


1- إقبال الأعمال: ص 274؛ زاد المعاد: ص 220.
2- الكافي: ج 4، ص 167، ح 3؛ زاد المعاد: ص 220.
3- إقبال الأعمال: ص 274.
4- مصباح المتهجّد: ص 648.
5- إقبال الأعمال: ص 271.

ص: 550

السادس: أن يصلّي عشر ركعات (مضت كيفيتها في أعمال آخر ليلة رمضان).

السابع: أن يدعو عشر مرّات بهذا الدعاء:

يا دائِمَ الْفَضْلِ عَلَى الْبَرِيَّةِ، يا باسِطَ الْيَدَيْنِ بِالْعَطِيَّةِ، يا صاحِبَ الْمَواهِبِ السَّنيَّةِ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ خَيْرِ الْوَرى سَجِيَّةً، وَاغْفِرْ لَنا يا ذَالْعُلى في هذِهِ الْعَشِيَّةِ(1).

- چ چ-

الثامن: يصلّي ركعتين الصلاة المعروفة بصلاة ليلة العيد يقرأ في الاولى بعد

الحَمْدُ التَّوحِيد

ألفَ مرّة وفي الركعة الثانية مرّة واحدة ويسجد بعد السلام ويقول:

أَتُوبُ إِلَى اللَّهِ

. ثمّ يقول:

يا ذَا الْمَنِّ وَالْجُودِ، يا ذَا الْمَنِّ وَالطَّوْلِ، يا مُصْطَفِىَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَافْعَلْ بى كَذا وَكَذا.

ويسأل حاجته بدل

إفعل بي كذا وكذا.

وروي أنّ أميرالمؤمنين عليه السلام كان يصلّيها- كما ذكر- فإذا رفع رأسه يقول: «

والّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لا يَفْعَلُها أحَدٌ ويَسْأَلُ اللَّهَ تَعالى شَيْئاً إلّاأعْطَاهُ وغَفَرَ لَهُ ذُنوبَهُ»(2).

وورد في رواية اخرى عن أميرالمؤمنين عليه السلام مائة مرّة

التّوحيد

بدل ألف مرّة، ولكن على هذه الرواية يصلّي هذه الصلاة بعد فريضة المغرب ونافلتها(3) (الصلاتان حَسَنتان).

وقد روى

الشيخ الطوسي

و

السيّد ابن طاووس

بعد هذه الصلاة هذا الدعاء:

يا اللَّهُ يا اللَّهُ يا اللَّهُ، يا رَحْمنُ يا اللَّهُ، يا رَحيمُ يا اللَّهُ، يا مَلِكُ يا اللَّهُ، يا قُدُّوسُ يا اللَّهُ، يا سَلامُ يا اللَّهُ، يا مُؤْمِنُ يا اللَّهُ، يا مُهَيْمِنُ يا اللَّهُ، يا عَزيزُ يا اللَّهُ، يا جَبَّارُ يا اللَّهُ، يا مُتَكَبِّرُ يا اللَّهُ، يا خالِقُ يا اللَّهُ، يا بارِئُ يا اللَّهُ، يا مُصَوِّرُ يا اللَّهُ، يا عالِمُ يا اللَّهُ، يا عَظيمُ يا اللَّهُ، يا عَليمُ يا اللَّهُ، يا كَريمُ يا اللَّهُ، يا حَليمُ يا اللَّهُ، يا حَكيمُ يا اللَّهُ، يا سَميعُ يا اللَّهُ، يا بَصيرُ يا اللَّهُ، يا قَريبُ يا اللَّهُ، يا مُجيبُ يا اللَّهُ، يا جَوادُ يا اللَّهُ، يا


1- مصباح الكفعمي: ص 647.
2- إقبال الأعمال: ص 272؛ زاد المعاد: ص 221.
3- إقبال الأعمال: ص 272.

ص: 551

ماجِدُ يا اللَّهُ، يا مَلِىُّ يا اللَّهُ، يا وَفِىُّ يا اللَّهُ، يا مَوْلى يا اللَّهُ، يا قاضى يا اللَّهُ، يا سَريعُ يا اللَّهُ، يا شَديدُ يا اللَّهُ، يا رَؤُوفُ يا اللَّهُ، يا رَقيبُ يا اللَّهُ، يا مَجيدُ يا اللَّهُ، يا حَفيظُ يا اللَّهُ، يا مُحيطُ يا اللَّهُ، يا سَيِّدَ السَّادَةِ يا اللَّهُ، يا اوَّلُ يا اللَّهُ، يا اخِرُ يا اللَّهُ، يا ظاهِرُ يا اللَّهُ، يا باطِنُ يا اللَّهُ، يا فاخِرُ يا اللَّهُ، يا قاهِرُ يا اللَّهُ، يا رَبَّاهُ يا اللَّهُ، يا رَبَّاهُ يا اللَّهُ، يا رَبَّاهُ يا اللَّهُ، يا وَدُودُ يا اللَّهُ، يا نُورُ يا اللَّهُ، يا رافِعُ يااللَّهُ، يا مانِعُ يااللَّهُ، يا دافِعُ يااللَّهُ، يا فاتِحُ يااللَّهُ، يانَفَّاعُ يااللَّهُ، يا جَليلُ يااللَّهُ، يا جَميلُ يا اللَّهُ، يا شَهيدُ يا اللَّهُ، يا شاهِدُ يا اللَّهُ، يا مُغيثُ يا اللَّهُ، يا حَبيبُ يا اللَّهُ، يا فاطِرُ يا اللَّهُ، يا مُطَهِّرُ يا اللَّهُ، يا مَلِكُ يا اللَّهُ، يا مُقْتَدِرُ يا اللَّهُ، يا قابِضُ يا اللَّهُ، يا باسِطُ يا اللَّهُ، يا مُحْيى يا اللَّهُ، يا مُميتُ يا اللَّهُ، يا باعِثُ يا اللَّهُ، يا وارِثُ يا اللَّهُ، يا مُعْطى يا اللَّهُ، يا مُفْضِلُ يا اللَّهُ، يا مُنْعِمُ يا اللَّهُ، يا حَقُّ يا اللَّهُ، يا مُبينُ يا اللَّهُ، يا طَيِّبُ يا اللَّهُ، يا مُحْسِنُ يا اللَّهُ، يا مُجْمِلُ يا اللَّهُ، يا مُبْدِئُ يا اللَّهُ، يا مُعيدُ يا اللَّهُ، يا بارِئُ يا اللَّهُ، يا بَديعُ يا اللَّهُ، يا هادى يا اللَّهُ، يا كافى يا اللَّهُ، يا شافى يا اللَّهُ، يا عَلِىُّ يا اللَّهُ، يا عَظيمُ يا اللَّهُ، يا حَنَّانُ يا اللَّهُ، يا مَنَّانُ يا اللَّهُ، يا ذَاالْطَّوْلِ يا اللَّهُ، يا مُتَعالى يا اللَّهُ، يا عَدْلُ يا اللَّهُ، يا ذَا الْمَعارِجِ يا اللَّهُ، يا صِدْقُ يااللَّهُ، يا دَيَّانُ يا اللَّهُ، يا باقى يا اللَّهُ، يا واقى يا اللَّهُ، يا ذَا الْجَلالِ يا اللَّهُ، يا ذَا الْإِكْرامِ يا اللَّهُ، يا مَحْمُودُ يا اللَّهُ، يا مَعْبُودُ يا اللَّهُ، يا صانِعُ يا اللَّهُ، يا مُعينُ يا اللَّهُ، يا مُكَوِّنُ يا اللَّهُ، يا فَعَّالُ يا اللَّهُ، يا لَطيفُ يا اللَّهُ، يا جَليلُ يا اللَّهُ، يا غَفُورُ يااللَّهُ، يا شَكُورُ يااللَّهُ، يا نُورُ يااللَّهُ، يا قَديرُ يااللَّهُ، يا رَبَّاهُ يا اللَّهُ، يا رَبَّاهُ يا اللَّهُ، يا رَبَّاهُ يا اللَّهُ، يا رَبَّاهُ يا اللَّهُ، يا رَبَّاهُ يا اللَّهُ، يا رَبَّاهُ يا اللَّهُ، يا رَبَّاهُ يا اللَّهُ، يا رَبَّاهُ يا اللَّهُ، يا رَبَّاهُ يا اللَّهُ، يا رَبَّاهُ يا اللَّهُ، اسْئَلُكَ انْ تُصَلِّىَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَتَمُنَّ عَلَىَّ بِرِضاكَ، وَتَعْفُوَ عَنّى بِحِلْمِكَ، وَتُوَسِّعَ عَلَىَّ مِنْ رِزْقِكَ الْحَلالِ الطَّيِّبِ، وَمِنْ حَيْثُ احْتَسِبُ وَمِنْ حَيْثُ لا احْتَسِبُ، فَانّى عَبْدُكَ لَيْسَ لى احَدٌ سِواكَ، وَلا احَدٌ اسْئَلُهُ غَيْرُكَ، يا

ص: 552

ارْحَمَ الرَّاحِمينَ، ما شآءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ الَّا بِاللَّهِ الْعَلِىِّ الْعَظيمِ* ثمّ تسجد وتقول: يااللَّهُ يااللَّهُ، يا رَبِّ يا اللَّهُ، يا رَبِّ يا اللَّهُ، يا رَبِّ يا اللَّهُ، يا اللَّهُ يا اللَّهُ، يا رَبِّ يا رَبِّ يا رَبِّ، يا مُنْزِلَ الْبَرَكاتِ، بِكَ تُنْزَلُ كُلُّ حاجَةٍ، اسْئَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ فى مَخْزُونِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ، وَالْأَسْمآءِ الْمَشْهُوراتِ عِنْدَكَ، الْمَكْتُوبَةِ عَلى سُرادِقِ عَرْشِكَ، انْ تُصَلِّىَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَانْ تَقْبَلَ مِنّى شَهْرَ رَمَضانَ، وَتَكْتُبَنى مِنَ الْوافِدينَ الى بَيْتِكَ الْحَرامِ، وَتَصْفَحَ لى عَنِ الذُّنُوب الْعِظامِ، وَ تَسْتَخْرِجَ يا رَبِّ كُنُوزَكَ يا رَحْمنُ (1).

التاسع: يصلّي أربع عشرة ركعة (كلّ ركعتين بتسليم) يقرأ في كلّ ركعة

الحَمْدُ

و

آيَةَ الكرسيّ

وثلاث مرّات سورة «

قُل هُوَ اللَّهُ أحَد

». ففي الرواية: «

مَنْ فَعَلَ ذلِكَ أعْطاهُ اللَّهُ بِكُلِّ رَكْعَةٍ ثَواباً عَظِيماً»(2).

العاشر: قال المرحوم

الشيخ الطوسي

في

مصباح المتهجّد

: اغتسل في آخر الليل وأجلس في مصلّاك (موضع الصلاة) إلى طلوع الفجر (واذكر اللَّه)(3).

فضيلة و أعمال يوم عيد الفطر

يوم عيد الفطر عزيز على المسلمين، فهم يستعدون لنيل الثواب بعد شهر من الصوم والعبادة والتهجّد، فهذا اليوم يوم فرح وسرور من جهة، لأنّ كلّ مسلم مسرور بإتيانه الوظيفة والواجب الإلهيّ، ومن جهة اخرى كونه يوم تلقّي الجوائز الإلهيّة، فالإنسان في حالة خوف واضطراب لا يدري مدى قبول أعماله في هذا الشهر؟

قال الإمام الباقر عليه السلام: «

كانَ رَسولُ اللَّهِ صلى الله عليه و آله يَقولُ: إذا كَانَ أوَّلُ يَوْمٍ مِنْ شَوّالَ نادى مُنادٍ: أيُّها المُؤمِنُونَ اغْدُوا إلى جَوائِزِكُمْ

». ثمّ قال عليه السلام: «

جَوائِزُ اللَّهِ لَيْسَتْ كَجَوائِزِ هؤُلاءِ المُلوكِ

» (أي أنّ جوائزه عظيمة جدّاً ومعنويّة: قبول الطاعات ورضوان اللَّه).

ثمّ قال: «

هُوَ يَوْمُ الجَوائِز»(4).


1- مصباح المتهجّد: ص 649؛ إقبال الأعمال: ص 272؛ بحار الأنوار: ج 88، ص 120( باختلاف يسير).
2- بحار الأنوار: ج 88، ص 122.
3- مصباح المتهجّد: ص 651.
4- الكافي: ج 4، ص 168، ح 3.

ص: 553

وقد ذكروا للأوّل من شوّال، أعمال هي:

الأوّل: التكبيرات التي ذكرت في أعمال ليلة عيد الفطر عقب صلاة الفجر وصلاة العيد ..

الثاني: إخراج زكاة الفطرة قبل صلاة العيد، فإن أعطاها لمستحقِّ وإلّا عزلها، وهي صاع لكلّ فرد (حدود ثلاثة كيلوات حنطة) أو سائر المواد الغذائية التي تعدّ طعام غالبية الناس هناك.

وزكاة الفطرة من الواجبات المؤكّدة وهي شرط في قبول صوم شهر رمضان وقد قدّم اللَّه ذكرها على الصلاة في الآية: «قَدْ افْلَحَ مَنْ تَزَكّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلّى (1)(2).

الثالث: الغسل ووقته كما قال

الشيخ الطوسي

من الفجر إلى حين أداء صلاة العيد(3).

وليقل قبل الغسل:

اللَّهُمَّ ايماناً بِكَ، وَتَصْديقاً بِكِتابِكَ، وَاتِّباعَ سُنَّةِ نَبيِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ.

ثمّ سمّ باسم اللَّه واغتسل فإذا فرغت من الغسل فقل:

اللهُمَّ اجْعَلْهُ كَفَّارَةً لِذُنُوبى وَطَهِّرْ دينى اللهُمَّ اذْهِبْ عَنِّى الدَّنَسَ (4).

الرابع: تحسين الثياب واستعمال الطيب والتوجّه بوقار وسكينة إلى صلاة العيد(5).

الخامس: الإفطار أوّل النهار قبل صلاة العيد(6) والأفضل أن يفطر على التمر(7). وقال الشيخ المفيد: يستحبّ أن يبتلع شيئاً من تربة الحسين عليه السلام فإنّها شفاء من كلّ داء(8).

السادس: أن يخرج لصلاة العيد بعد طلوع الشمس (كما روي عن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله)(9). ويدعو بالمأثور، ومنه قال الإمام الباقر عليه السلام: «

أُدعُ في العِيْدَيْنِ والجُمُعَةِ إذا تَهَيّأْتَ للخُروجِ بهذا الدّعاءِ:


1- سورة الأعلى: الآية 14 و 15.
2- زاد المعاد: ص 224.
3- مصباح المتهجّد: ص 653.
4- إقبال الأعمال: ص 279.
5- مصباح المتهجّد: ص 653.
6- إقبال الأعمال: ص 280.
7- المصدر السابق: ص 281.
8- مسارّ الشيعة: ص 31.
9- إقبال الأعمال: ص 281.

ص: 554

اللهُمَّ مَنْ تَهَيَّأَ فى هذَا الْيَوْمِ اوْ تَعَبَّأَ، اوْ اعَدَّ وَاسْتَعَدَّ لِوِفادَةٍ الى مَخْلُوقٍ، رَجآءَ رِفْدِهِ وَنَوافِلِهِ، وَفَواضِلِهِ وَعَطاياهُ، فَانَّ الَيْكَ يا سَيِّدى تَهْيِئَتى وَتَعْبِئَتى وَاعْدادى وَاسْتِعْدادى رَجآءَ رِفْدِكَ وَجَوائِزِكَ، وَنَوافِلِكَ وَفَواضِلِكَ، وَفَضآئِلِكَ وَعَطاياكَ، وَقَدْ غَدَوْتُ الى عيدٍ مِنْ اعْيادِ امَّةِ نَبيِّكَ، مُحَمَّدٍ صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَعَلى آلِهِ، وَلَمْ افِدْ الَيْكَ الْيَوْمَ بِعَمَلٍ صالِحٍ اثِقُ بِهِ قَدَّمْتُهُ، وَلا تَوَجَّهْتُ بِمَخْلُوقٍ امَّلْتُهُ، وَلكِنْ اتَيْتُكَ خاضِعاً، مُقِرّاً بِذُنُوبى وَاسآئَتى الى نَفْسى فَيا عَظيمُ يا عَظيمُ يا عَظيمُ، اغْفِرْ لِىَ الْعَظيمَ مِنْ ذُنُوبى فَانَّهُ لايَغْفِرُ الذُّنُوبَ الْعِظامَ الَّا انْتَ، يا لا الهَ الَّا انْتَ، يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ»(1).

- چ چ-

السابع: صلاة العيد. وهي مستحبّة في زماننا وهي ركعتان، يقرأ في الاولى

الحَمْدُ

وسورة

الأعلى

ويكبّر بعد القراءة خمس تكبيرات ويقنت بعد كلّ تكبيرة فيقول:

اللهُمَّ اهْلَ الْكِبْرِيآءِ وَالْعَظَمَةِ، وَاهْلَ الْجُودِ وَالْجَبَرُوتِ، وَاهْلَ الْعَفْوِ وَالرَّحْمَةِ، وَاهْلَ التَّقْوى وَالْمَغْفِرَةِ، اسْئَلُكَ بِحَقِّ هذَا الْيَومِ، الَّذى جَعَلْتَهُ لِلْمُسْلِمينَ عيداً، وَلِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ذُخْراً [وَشَرَفاً] وَمَزِيداً، انْ تُصَلِّىَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَانْ تُدْخِلَنى فى كُلِّ خَيْرٍ ادْخَلْتَ فيهِ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ، وَانْ تُخْرِجَنى مِنْ كُلِّ سُوءٍ اخْرَجْتَ مِنْهُ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ، صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ، اللهُمَّ انّى اسْئَلُكَ خَيْرَ ما سَئَلَكَ مِنْهُ عِبادُكَ الصَّالِحُونَ، وَاعُوذُ بِكَ مِمَّا اسْتَعاذَ مِنْهُ عِبادُكَ الصَّالِحُونَ.

(وله القنوت بغير ذلك إن لم يستطع) ثمّ يكبّر سادسة ويركع ويسجد ثمّ ينهض للركعة الثانية فيقرأ فيها

الحمد

وسورة

الشمس

أو سورة اخرى ويكبّر أربع تكبيرات يقنت بعد كلّ تكبيرة ويقرأ ما مرّ، فإذا فرغ كبّر الخامسة ويركع ويتمّ الصلاة(2) ويسبّح تسبيح الزهراء عليها السلام (3) ويدعو بأحد الأدعية كالدعاء السادس والأربعين من

الصحيفة السجادية.


1- إقبال الأعمال: ص 280.
2- مصباح المتهجّد: ص 654.
3- المصدر السابق: ص 655.

ص: 555

ويستحبّ أن تكون صلاة العيد تحت السماء(1) ويدعو المؤمنين بعد الصلاة بقبول الأعمال.

-*-*-*-

الثامن: يدعو بدعاء الندبة الذي مضى في قسم الأدعية (ص 120)، عن المحدّث القمّي: قال السيّد ابن طاووس ثمّ يسجد ويقول:

أَعُوذُ بِكَ مِنْ نارٍ حَرُّها لا يُطْفى وَجَديدُها لا يَبْلى وَعَطْشانُها لا يُرْوى ثمّ يعفّر خدّه الأيمن ويقول: الهى لا تُقَلِّبْ وَجْهى فِى النَّارِ بَعْدَ سُجُودى وَتَعْفيرى لَكَ بِغَيْرِ مَنٍّ مِنّى عَلَيْكَ، بَلْ لَكَ الْمَنُّ عَلَىَّ* ثمّ يعفّر خدّه الأيسر ويقول: ارْحَمْ مَنْ اسآءَ وَاقْتَرَفَ وَاسْتَكانَ وَاعْتَرَفَ* ثمّ يعود إلى السجود ويقول: انْ كُنْتُ بِئْسَ الْعَبْدُ، فَانْتَ نِعْمَ الرَّبُّ، عَظُمَ الذَّنْبُ مِنْ عَبْدِكَ، فَلْيَحْسُنِ الْعَفْوُ مِنْ عِنْدِكَ يا كَريمُ. ثمّ يقول مائة مرّة: الْعَفْوَ الْعَفْوَ.

- چ چ-


1- إقبال الأعمال، ص 285.

ص: 556

الفصل الحادي عشر: شهر ذي القعدة

تقويم هذا الشهر:

الأوّل من ذي القعدة:

ولادة السيّدة فاطمة المعصومة عليها السلام سنة 173 على قول (1).

الحادي عشر من ذي القعدة:

ولادة الإمام الرضا عليه السلام (2) سنة 148.

الثالث والعشرين من ذي القعدة:

سنة 203 توفي الإمام الرضا عليه السلام على بعض الأقوال ويستحبّ زيارته في هذا اليوم (وإن كان المعروف أنّ وفاته آخر شهر صفر).

الخامس والعشرون من ذي القعدة:

طبق رواية للرضا عليه السلام يوم دحو الأرض (انبساط الأرض من تحت الماء- الذي غطّى جميع الأرض- وطبق بعض الروايات فإنّ أوّل موضع انبسط من الماء وجفّ أرض مكّة وبالخصوص موضع الكعبة، ولذلك قيل لمكّة امّ القرى)(3).

آخر ذي القعدة:

وفاة الإمام محمّد الجواد عليه السلام سنة 220 ه بالسمّ على يد

الخليفة المعتصم

وله من العمر 25 سنة فحمل بدنه الطاهر إلى الكاظمين قرب بغداد ودفن جوار جدّه الإمام موسى بن جعفر عليهما السلام وتعرف تلك المقبرة بمقابر قريش (4).

جاء في الرواية أنّه عليه السلام قال: «

الْفَرَجُ بَعْدَ الْمأمُونِ بِثَلاثينَ شَهْراً»(5).

والعبارة إشارة إلى شهادته بعد المأمون بسنتين ونصف (30 شهر) وتفيد مدى الضغط الذي كان يعيشه عليه السلام من حكومة بني العبّاس.- چ چ-


1- فروغى از كوثر:( سيرة السيّدة فاطمة المعصومة عليها السلام): ص 32.
2- منتهى الآمال: تاريخ حياة الإمام الرضا عليه السلام؛ بحار الأنوار: ج 49، ص 9، ح 16 وص 10، ح 17.
3- بحار الأنوار: ج 11، ص 217، ح 29.
4- منتهى الآمال: تاريخ حياة الإمام محمّد الجواد عليه السلام.
5- كشف الغمة: ج 2، ص 363؛ بحار الأنوار: ج 50، ص 64.

ص: 557

فضل شهر ذي القعدة:

ذي القعدة أوّل الأشهر الحرم التي يحرم فيها القتال حتّى لأعداء الإسلام؛ إلّاأن تفرض على المسلمين (الأشهر الثلاث الحرم الاخرى: ذي الحجّة ومحرم ورجب).

ووقف القتال في الأشهر الحرم وسيلة لاستقرار المجتمع والتوفيق للحجّ والعبادة وحلّ المشاكل الاقتصادية وإعادة النظر في الحرب والعمل على إنهائها ومعالجة مخلّفاتها.

وهو الشهر الذي يتقاطر فيه الزائرون على بيت اللَّه من جميع أصقاع العالم؛ ففئة تتّجه إلى المدينة لتزور قبر النبيّ صلى الله عليه و آله وقبور أئمّة الهدى عليهم السلام ويرون الآثار التأريخية في هذا المركز الإسلامي والاستغراق في اللذائذ الروحية (وإن أزال الجهّال والحمقى الكثير من هذه الآثار العظيمة والقيّمة).

وتتّجه فئة اخرى إلى مكّة تؤدّي مناسك عمرة التمتّع متطلّعة لمراسم الحجّ العبادية السياسية لتجدّد حيوية روحها بالطواف حول الكعبة والالتحاق بصفوف الجماعة المتراصّة (وفّق اللَّه الجميع لذلك السفر الروحيّ) كما أنّ تجديد ذكراه ممتع لمن نال هذا السفر.

قال السيّد ابن طاووس في فضل هذا الشهر «إنّ شهر ذي القعدة موقع إجابة الدعاء عند الشدّة»(1).

وقال: إنّ شهر ذي القعدة شهر إجابة الدعاء فاغتنم أوقاته وصُمْ فيه صيام الحاجات (2).

أعمال شهر ذي القعدة

اشارة

الصلاة يوم الأحد من الشهر: روي حديث عن النبيّ صلى الله عليه و آله في صلاة يوم الأحد من هذا الشهر.

وورد في فضلها أنّ من صلّاها قبلت توبته، وغفرت ذنوبه، وبورك عليه وعلى أهله وذريّته، ومات على الإيمان، ويفسح في قبره، ويرضى عنه أبواه، ويغفر لأبويه وذريّته، ويوسّع له في رزقه، ويرفق به ملك الموت عند موته، ويخرج الروح من جسده بيسر وسهولة(3).

وقال صلى الله عليه و آله في صفة هذه الصّلاة: «

أنْ يَغْتَسِلَ يَوْمَ الأحَدِ ويَتَوَضّأ ويُصَلّي أرْبَعَ رَكَعاتٍ (يُسَلّم بَعْدَ


1- إقبال الأعمال: ص 306.
2- المصدر السابق: ص 307.
3- المصدر السابق: ص 308.

ص: 558

كُلَّ رَكْعَتَينِ) يَقْرأُ فِي كُلِّ مِنْها الحَمْدُ مرّة «وقُلْ هُوَ اللَّهُ أحَد» ثلاث مرّات والمُعَوِّذَتَيْنِ مَرّةً ثُمّ يَسْتَغْفِرُ سَبْعِينَ مَرّةً ويَختِمُ بِكَلِمَة

»: لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ الَّا بِاللَّهِ الْعَلىِّ الْعَظيمِ ثمّ يقول: يا عَزيزُ يا غَفَّارُ، اغْفِرْ لى ذُ نُوبى وَذُ نُوبَ جَميعِ الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ، فَانَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ الَّا انْتَ (1).

يظهر من ذيل هذه الرواية أنّه يمكن الإتيان بهذه الأعمال في غير هذا الشهر.

صوم ثلاثة أيّام من هذا الشهر: عن النّبيّ صلى الله عليه و آله: «

مَن صامَ الخَمِيسَ والجُمُعةَ والسَّبْتَ مِن شَهْرِ حَرامٍ كُتِبَ لَهُ عِبادَةُ سَنَةٍ»(2).

الليلة الخامسة عشرة: روي عن النّبيّ صلى الله عليه و آله أنّ الليلة الخامسة عشرة من شهر ذي القعدة ليلة مباركة ينظر اللَّه تعالى فيها إلى عباده المؤمنين بالرحمة، وأجر العامل فيها بطاعة اللَّه عظيم.

وقال صلى الله عليه و آله: «

فَإذا كانَ نِصْفَ اللّيلِ فَخُذْ فِي العَمَلِ بِطاعَةِ اللَّهِ والصَّلاةِ وطَلَبِ الحَوائِج. فَقد رُوِي أنَّهُ لا يَبْقى أحَدٌ سَألَ اللَّهَ فِيها حاجَةً إلّاأعْطاهُ»(3).

اليوم الخامس والعشرون (يَوْمُ دَحْوِ الأرْضِ):

وفيه أعمال:

أ) عن أميرالمؤمنين عليه السلام: «

إنَّ أوَّلَ رَحْمَةٍ نَزَلَتْ مِنَ السَّماءِ إلى الأرْضِ فِي خَمْسٍ وعِشْرِينَ مِن ذِي القَعْدَةِ فَمَنْ صَامَ ذلِكَ اليَومَ وقامَ تِلْكَ اللّيلَةَ فَلَهُ عِبادَةٌ مائَة سَنَة

». وقال عليه السلام: «

وأيُّما جَماعَةٍ اجْتَمَعَتْ ذلِكَ اليَوْم فِي ذِكْرِ رَبِّهِمْ لَمْ يَتَفَرَّقُوا حَتّى يُعْطَوا سُؤْلَهُمْ ويُنْزِلُ اللَّهُ فِي ذلِكَ اليَومِ ألْفَ ألْفَ رَحْمَةٍ يَضَعُ مِنها تِسْعَةً وتِسْعِينَ فِي خَلْقِهِ الذّاكِرين والصّائِمين في ذلِكَ اليَومِ والقائِمين في تِلْكَ اللّيلة»(4).

ب) يستحبّ الصلاة ركعتان عند الضحى

بالحَمْد

و

الشّمس

خمس مرّات ويقول بعد التسليم: لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ الَّا بِاللَّهِ الْعَلىِّ الْعَظيمِ، يا مُقيلَ الْعَثَراتِ، اقِلْنى عَثْرَتى يا مُجيبَ الدَّعَواتِ، اجِبْ دَعْوَتى يا سامِعَ الْأَصْواتِ، اسْمَعْ صَوْتى وَارْحَمْنى وَتَجاوَزْ عَنْ سَيِّئاتى وَما عِنْدى يا ذَاالْجَلالِ وَالْإِكْرامِ (5).


1- إقبال الأعمال: ص 308.
2- المصدر السابق.
3- المصدر السابق: ص 309.
4- المصدر السابق: ص 312.
5- المصدر السابق: ص 314.

ص: 559

ج) قال الشيخ الطوسي: يستحبّ الدعاء بهذا الدعاء:

اللهُمَّ داحِىَ الْكَعْبَةِ، وَفالِقَ الْحَبَّةِ، وَصارِفَ اللَّزْبَةِ، وَكاشِفَ كُلِّ كُرْبَةٍ، اسْئَلُكَ فى هذَا الْيَوْمِ مِنْ ايَّامِكَ الَّتى اعْظَمْتَ حَقَّها، وَاقْدَمْتَ سَبْقَها، وَجَعَلْتَها عِنْدَ الْمُؤْمِنينَ وَديعَةً، وَالَيْكَ ذَريعَةً، وَبِرَحْمَتِكَ الْوَسيعَةِ، انْ تُصَلِّىَ عَلى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ الْمُنْتَجَبِ، فِى الْميثاقِ الْقَريبِ يَوْمَ التَّلاقِ، فاتِقِ كُلِّ رَتْقٍ، وَداعٍ الى كُلِّ حَقٍّ، وَعَلى اهْلِ بَيْتِهِ الْأَطْهارِ الْهُداةِ الْمَنارِ، دَعائِمِ الْجَبَّارِ، وَوُلاةِ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، وَاعْطِنا فى يَوْمِنا هذا مِنْ عَطآئِكَ الْمَخْزُونِ، غَيْرَ مَقْطوُعٍ وَلا مَمْنوُنٍ، تَجْمَعُ لَنا بِهِ التَّوْبَةَ، وَحُسْنَ الْأَوْبَةِ، يا خَيْرَ مَدْعُوٍّ وَاكْرَمَ مَرْجُوٍّ، يا كَفِىُّ يا وَفِىُّ، يا مَنْ لُطْفُهُ خَفِىٌّ، الْطُفْ لى بِلُطْفِكَ، وَاسْعِدْنى بِعَفْوِكَ، وَايِّدْنى بِنَصْرِكَ، وَلا تُنْسِنى كَريمَ ذِكْرِكَ، بِوُلاةِ امْرِكَ، وَحَفَظَةِ سِرِّكَ، وَاحْفَظْنى مِنْ شَوائِبِ الدَّهْرِ، الى يَوْمِ الْحَشْرِ وَالنَّشْرِ، وَاشْهِدْنى اوْلِيآئَكَ عِنْدَ خُرُوجِ نَفْسى وَحُلُولِ رَمْسى وَانْقِطاعِ عَمَلى وَانْقِضآءِ اجَلى اللَّهُمَّ وَاذْكُرْنى عَلى طُولِ الْبِلى اذا حَلَلْتُ بَيْنَ اطْباقِ الثَّرى وَنَسِيَنِى النَّاسُونَ مِنَ الْوَرى وَاحْلِلْنى دارَ الْمُقامَةِ، وَبَوِّئْنى مَنْزِلَ الْكَرامَةِ، وَاجْعَلْنى مِنْ مُرافِقى اوْلِيآئِكَ، وَاهْلِ اجْتِبآئِكَ وَأصْفِيائِكَ، وَبارِكْ لى فى لِقآئِكَ، وَارْزُقْنى حُسْنَ الْعَمَلِ قَبْلَ حُلُولِ الْأَجَلِ، بَريئاً مِنَ الزَّلَلِ وَسُوءِ الْخَطَلِ، اللهُمَّ وَاوْرِدْنى حَوْضَ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَهْلِ بَيْتِهِ، وَاسْقِنى مِنْهُ مَشْرَباً رَوِيّاً سآئِغاً هَنيئاً، لا اظْمَأُ بَعْدَهُ، وَلا احَلَّأُ وِرْدَهُ، وَلا عَنْهُ اذادُ، وَاجْعَلْهُ لى خَيْرَ زادٍ، وَاوْفى ميعادٍ، يَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهادُ، اللَّهُمَّ وَالْعَنْ جَبابِرَةَ الْأَوَّلينَ وَالْآخِرينَ، وَبِحُقُوقِ اوْلِيآئِكَ الْمُسْتَاْثِرينَ، اللهُمَّ وَاقْصِمْ دَعآئِمَهُمْ، وَاهْلِكْ اشْياعَهُمْ وَعامِلَهُمْ، وَعَجِّلْ مَهالِكَهُمْ، وَاسْلُبْهُمْ مَمالِكَهُمْ، وَضَيِّقْ عَلَيْهِمْ مَسالِكَهُمْ، وَالْعَنْ مُساهِمَهُمْ وَمُشارِكَهُمْ، اللهُمَّ وَعَجِّلْ فَرَجَ اوْلِيآئِكَ، وَارْدُدْ

ص: 560

عَلَيْهِمْ مَظالِمَهُمْ، وَاظْهِرْ بِالْحَقِّ قآئِمَهُمْ، وَاجْعَلْهُ لِدينِكَ مُنْتَصِراً، وَبِامْرِكَ فى اعْدآئِكَ مُؤْتَمِراً، اللهُمَّ احْفُفْهُ بِمَلائِكَةِ النَّصْرِ، وَبِما الْقَيْتَ الَيْهِ مِنَ الْأَمْرِ فى لَيْلَةِ الْقَدْرِ، مُنْتَقِماً لَكَ حَتّى تَرْضى وَيَعُودَ دينُكَ بِهِ وَعَلى يَدَيْهِ جَديداً غَضّاً، وَيَمْحَضَ الْحَقَّ مَحْضاً، وَيَرْفِضَ الْباطِلَ رَفْضاً، اللهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ وَعَلى جَميعِ آبائِهِ، وَاجْعَلْنا مِنْ صَحْبِهِ وَاسْرَتِهِ، وَابْعَثْنا فى كَرَّتِهِ، حَتّى نَكُونَ فى زَمانِهِ مِنْ اعْوانِهِ، اللَّهُمَّ ادْرِكْ بِنا قِيامَهُ، وَاشْهِدْنا ايَّامَهُ، وَصَلِّ عَلَيْهِ، وَعَلَيْهِ السَّلامُ، وَارْدُدْ الَيْنا سَلامَهُ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ (1).

- چ چ-


1- مصباح المتهجّد: ص 669.

ص: 561

الفصل الثاني عشر: أشهر ذي الحجة

تقويم هذا الشهر:

الأوّل من ذي الحجّة:

ولادة إبراهيم الخليل عليه السلام باني الكعبة ومحطّم الأصنام (1). كما قال الشيخ الطوسي

: يوم زواج أميرالمؤمنين عليه السلام والصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء عليها السلام سنة 2 ه(2).

اليوم السابع من ذي الحجّة:

وفاة الإمام محمّد الباقر عليه السلام في سنة 114 ه(3).

اليوم الثامن من ذي الحجّة:

يوم التروية (والتروية لغةً تعني السقي وجمع الماء) حيث كان الحجّاج يتزوّدون بالماء للوقوف في عرفة حيث لم يكن فيها ماء)(4).

اليوم التاسع من ذي الحجّة:

يوم عرفة وهو يوم شريف يذكر الحجّاج فيه اللَّه في صحراء عرفة، وفيه شهادة مسلم بن عقيل في الكوفة سنة 60 ه(5).

اليوم العاشر من ذي الحجّة:

يوم عيد الأضحى أحد الأعياد الإسلاميّة.

اليوم الخامس عشر من ذي الحجّة:

ولادة الإمام عليّ الهادي عليه السلام سنة 212 ه(6).

اليوم الثامن عشر من ذي الحجّة:

يوم عيد الغدير، عيد الولاية والإمامة وأحد الأعياد الإسلاميّة، وهو اليوم الذي نصب فيه النبيّ صلى الله عليه و آله بأمر اللَّه عليّاً عليه السلام للإمامة والخلافة، حيث حدثت هذه الواقعة في السنة العاشرة للهجرة في غدير خمّ قرب مكّة، ولذلك سمّي ذلك العيد عيد غدير خمّ. وقد كتب المرحوم العلّامة الأميني رحمه الله في غديره في أحد عشر جزءاً ونقل العديد من


1- مصباح المتهجّد: ص 671( وذكر السيّد رواية أن ولادته ليلة 25 ذي القعدة. إقبال الأعمال: ص 310).
2- المصدر السابق.
3- بحار الأنوار: ج 46، ص 217.
4- المصدر السابق: ج 96، ص 254، ح 18.
5- منتهى الآمال: تاريخ حياة الإمام الحسين عليه السلام، الفصل الرابع، شهادة مسلم عليه السلام.
6- المصدر السابق: تاريخ حياة الإمام علي النقي عليه السلام وبحار الأنوار: ج 50، ص 115، ح 4.

ص: 562

الروايات عن الفريقين بشأن غدير خمّ بما لا يدع أدنى شكّ لأيّ منصف. اليوم الرابع والعشرون من ذي الحجّة: يوم المباهلة الذي باهل فيه رسول اللَّه صلى الله عليه و آله نصارى نجران فندموا قبل المباهلة ولم يجرؤا عليها. وكان ذلك في السنة العاشرة للهجرة(1) (وسنشرح القصّة في أعمال يوم المباهلة).

وفي هذا اليوم تصدّق أميرالمؤمنين عليه السلام بخاتمه على الفقير وهو راكع (2) فنزلت فيه الآية إنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ (3).

اليوم الخامس والعشرون من ذي الحجّة: الذي نزلت فيه سورة

«هَلْ أَتى (4)

في شأن أهل البيت عليهم السلام بعد أن صام عليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام وفضّة لأداء نذرهم في شفاء الحسن والحسين عليهما السلام وأعطوا فطورهم في اليوم الأوّل مسكيناً وأفطروا بالماء وفي اليوم الثاني يتيماً والثالث أسيراً فنزلت هذه السورة في مدحهم (وسيأتي شرح ذلك).

فضل شهر ذي الحجّة:

هو آخر شهر السنة من الهجرية وشهر شريف، وكان الأعلام يهتمّون بالعبادة فيه اهتماماً بالغاً سيّما في العشر الأوائل (5).

وورد في بعض الروايات أنّ العشر الأوائل من أيّامه هي المذكورة في القرآن في سورة «

والفَجْر»(6)

. وقد أقسم بها لعظمتها.

وأحد تفاسير «الأيّام المعلومات» حسبما ورد في الروايات التي ذكرها اللَّه في سورة الحجّ (الآية 28) ضمن بيان فريضة الحجّ، هذه العشر الأوائل من شهر ذي الحجّة(7).

وروي عن النبيّ صلى الله عليه و آله: «

مَا مِنْ أيّامٍ العَمَلُ الصّالِحُ فِيها أحَبُّ إلى اللَّهِ مِنْ هذِه العَشْرِ

» (العشر الأوائل من ذي الحجّة)(8).


1- منتهى الآمال: تاريخ حياة النبي صلى الله عليه و آله حوادث سنة 10 ه.
2- مصباح المتهجّد: ص 758.
3- سورة المائدة: الآية 55.
4- مصباح المتهجّد: ص 767.
5- زاد المعاد: ص 240.
6- تفسير القمّي: ج 2، ص 419.
7- مصباح المتهجّد: ص 671.
8- إقبال الأعمال: ص 317.

ص: 563

أضف إلى ذلك فإنّ الانضمام إلى حجّاج بيت اللَّه الحرام في هذا الشهر وذكر مراسم الحجّ العظيمة وبركاتها ومعنوياتها يجعل الإنسان يعيش جوّاً آخر، لا سيّما لأولئك الذين انخرطوا في سلك الحجّاج السعداء أو رافق ذكرياتهم.

كما أنّ العيدين؛ عيد الأضحى والغدير (عيد الولاية) ويوم عرفة وذلك الدعاء العجيب للإمام الحسين عليه السلام في عرفة، أفاض جلالًا وعظمة على هذا الشهر. فينبغي لجميع المؤمنين (سيّما الشباب الأبرياء) أن لا يغفلوا عن الجوّ المفعم بالمعنوية لهذا الشهر ويسعوا في تهذيب أنفسهم ليكسبوا المزيد من التقدّم الروحي.

أعمال شهر ذي الحجة

اشارة

أعمال هذا الشهر قسمان؛ الأعمال المشتركة للعشر الأوائل، والاخرى المخصوصة بأيّام معيّنة:

الأعمال المشتركة للعشر الأوائل:

1. قال الإمام الصادق عليه السلام: «

قال لِي أبي الباقر عليه السلام: يا بُنَيَّ لا تَترُكَنَّ أن تُصلّي كُلَّ لَيلةٍ بَينَ المَغربِ والعِشاءِ مِنْ لَيالِي عَشرِ ذِي الحِجّةِ رَكْعَتينِ تَقرأ فِي كُلّ رَكعةٍ فَاتِحةَ الكِتابِ وَقُل هُو اللَّهُ أحدٌ وهذه الآية (142 من سورة الأعراف):

وَواعَدْنا مُوسى ثَلاثينَ لَيْلَةً، وَأَتْمَمْناها بَعَشْرٍ، فَتَمَّ ميقاتُ رَبِّهِ أَرْبَعينَ لَيْلَةً، وَقالَ مُوسى لِأَخيهِ هارُونَ اخْلُفْنى فى قَوْمى وَأَصْلِحْ وَلاتَتَّبِعْ سَبيلَ الْمُفْسِدينَ.

فإذا فَعَلْتَ ذلِكَ شارَكْتَ الحُجّاجَ في ثَوابِهم وإن لَم تَحُجّ»(1).

2. صيام الأيّام التسعة؛ عن الإمام الكاظم عليه السلام: «

مَن صَامَ التِسْعَةَ الاولى مِن ذِي الحِجَّةِ كَتَب اللَّهُ لَهُ صَوْمَ الدَّهْرِ»(2).


1- إقبال الأعمال: ص 317.
2- زاد المعاد: ص 240.

ص: 564

3. روى أبوحمزة الثمالي عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه كان يدعو بهذا الدعاء من أوّل يوم إلى عشيّة عرفة في دبر صلاة الصبح وقبل المغرب:

اللهُمَّ هذِهِ الْأَيَّامُ الَّتى فَضَّلْتَها عَلَى الْأَيَّامِ وَشَرَّفْتَها، وَقَدْ بَلَّغْتَنيها بِمَنِّكَ وَرَحْمَتِكَ، فَانْزِلْ عَلَيْنا مِنْ بَرَكاتِكَ، وَاوْسِعْ عَلَيْنا فيها مِنْ نَعْمآئِكَ، اللهُمَّ انّى اسْئَلُكَ انْ تُصَلِّىَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَانْ تَهْدِيَنا فيها لِسَبيلِ الْهُدى وَالْعَفافِ وَالْغِنى وَالْعَمَلِ فيها بِما تُحِبُّ وَتَرْضى اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ يا مَوْضِعَ كُلِّ شَكْوى وَيا سامِعَ كُلِّ نَجْوى وَيا شاهِدَ كُلِّ مَلَأٍ، وَيا عالِمَ كُلِّ خَفِيَّةٍ، انْ تُصَلِّىَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَانْ تَكْشِفَ عَنَّا فيهَا الْبَلاءَ، وَتَسْتَجيبَ لَنا فيهَا الدُّعآءَ، وَتُقَوِّيَنا فيها وَتُعينَنا، وَتُوَفِّقَنا فيها لِما تُحِبُّ رَبَّنا وَتَرْضى وَعَلى مَا افْتَرَضْتَ عَلَيْنا مِنْ طاعَتِكَ، وَطاعَةِ رَسُولِكَ وَاهْلِ وِلايَتِكَ، اللهُمَّ انّى اسْئَلُكَ يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ، انْ تُصَلِّىَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَانْ تَهَبَ لَنا فيهَا الرِّضا، انَّكَ سَميعُ الدُّعآءِ، وَلا تَحْرِمْنا خَيْرَ ما تُنْزِلُ فيها مِنَ السَّمآءِ، وَطَهِّرْنا مِنَ الذُّنُوبِ يا عَلّامَ الْغُيُوبِ، وَاوْجِبْ لَنا فيها دارَ الْخُلُودِ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَلا تَتْرُكْ لَنا فيها ذَنْباً الَّا غَفَرْتَهُ، وَلا هَمّاً الَّا فَرَّجْتَهُ، وَلا دَيْناً الَّا قَضَيْتَهُ، وَلا غائِباً الَّا ادَّيْتَهُ، وَلا حاجَةً مِنْ حَوائِجِ الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ الَّا سَهَّلْتَها وَيَسَّرْتَها، انَّكَ عَلى كُلِّ شَىْ ءٍ قَديرٌ، اللهُمَّ يا عالِمَ الْخَفِيَّاتِ، يا راحِمَ الْعَبَراتِ، يا مُجيبَ الدَّعَواتِ، يا رَبَّ الْأَرَضينَ وَالسَّمواتِ، يا مَنْ لا تَتَشابَهُ عَلَيْهِ الْأَصْواتُ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاجْعَلْنا فيها مِنْ عُتَقآئِكَ وَطُلَقآئِكَ مِنَ النَّارِ، وَالْفائِزينَ بِجَنَّتِكَ، وَالنَّاجينَ بِرَحْمَتِكَ، ياارْحَمَ الرَّاحِمينَ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ اجْمَعينَ، وَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ تَسْليماً(1).

- چ چ-


1- مصباح المتهجّد: ص 672؛ إقبال الأعمال: ص 322( باختلاف يسير).

ص: 565

4. أن يدعو في كلّ يوم من أيّام العشر بهذه الدعوات الخمس التي قال فيها الإمام الباقر عليه السلام:

«جَاءَ بِها جَبْرَئيلٌ إلى عِيْسى عليه السلام هَدِيَّةً مِنَ اللَّهِ لِيَدْعُو بِها فِي أيّامِ العَشْرِ

»، وهذه هي الدعوات الخمس:

(1) اشْهَدُ انْ لاالهَ الَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، بِيَدِهِ الْخَيْرُ، وَهُوَ عَلى كُلِّ شَىْ ءٍ قَديرٌ. (2) اشْهَدُ انْ لا الهَ الَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، احَداً صَمَداً، لَمْ يَتَّخِذْ صاحِبَةً وَلا وَلَداً. (3) اشْهَدُ انْ لا الهَ الَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، احَداً صَمَداً، لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً احَدٌ. (4) اشْهَدُ انْ لا الهَ الَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، يُحْيى وَيُميتُ، وَهُوَ حَىٌّ لا يَمُوتُ، بِيَدِهِ الْخَيْرُ، وَهُوَ عَلى كُلِّ شَىْ ءٍ قَديرٌ. (5) حَسْبِىَ اللَّهُ وَكَفى سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ دَعا، لَيْسَ وَرآءَ اللَّهِ مُنْتَهى اشْهَدُ للَّهِ بِما دَعا، وَانَّهُ بَرى ءٌ مِمَّنْ تَبَرَّءَ، وَانَّ لِلَّهِ الْأخِرَةَ وَالْأُولى (1).

ثمّ ذكر عيسى عليه السلام ثواباً عظيماً لمن دعا بهذه الدعوات مائة مرّة(2).

وقال العلّامة المجلسي: ولا يبعد أن يكون الداعي بكلّ من هذه الدعوات في كلّ يوم عشر مرّات ممتثلًا لما ورد في الحديث. والأفضل أن يدعو بكلّ منها في كلّ يوم مائة مرّة(3).

-*-*-*-

5. أن يهلّل في كلّ يوم من العشر بهذا التهليل المرويّ عن أميرالمؤمنين عليه السلام والأفضل التهليل به في كلّ يوم عشر مرّات:

لا إله إلّااللَّه:

لا الهَ الَّا اللَّهُ عَدَدَ الّلَيالى وَالدُّهُورِ، لا الهَ الَّا اللَّهُ عَدَدَ امْواجِ الْبُحُورِ، لا الهَ الَّا اللَّهُ وَرَحْمَتُهُ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ، لا الهَ الَّا اللَّهُ عَدَدَ الشَّوْكِ وَالشَّجَرِ، لا الهَ الَّا اللَّهُ عَدَدَ الشَّعْرِ وَالْوَبَرِ، لا الهَ الَّا اللَّهُ عَدَدَ الْحَجَرِ وَالْمَدَرِ، لا الهَ الَّا اللَّهُ عَدَدَ لَمْحِ الْعُيُونِ، لا الهَ الَّا اللَّهُ فِى اللَّيْلِ اذا عَسْعَسَ، وَالصُّبْحِ اذا تَنَفَّسَ، لا الهَ الَّا اللَّهُ عَدَدَ الرِّياحِ فِى


1- ربّما نزل الدعاء على عيسى عليه السلام بالعربية، كما يمكن أن يكون الإمام محمّد الباقر عليه السلام عربّه.
2- إقبال الأعمال: ص 323.
3- زاد المعاد: ص 245.

ص: 566

الْبَرارى وَالصُّخُورِ، لا الهَ الَّا اللَّهُ مِنَ الْيَوْمِ الى يَوْمِ يُنْفَخُ فِى الصُّورِ(1).

الأعمال الخاصّة بأيّام وليالي هذا الشهر:

اليوم الأوّل:

يوم شريف جدّاً وقد ورد فيه عدّة أعمال:

1 الصوم، فقد روي عن الإمام موسى بن جعفر عليهما السلام: «

إنَّ مَنْ صَامَ اليَوْمَ الأوَّلَ مِن ذِي الحِجَّةِ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ صَوْمَ ثَمانِينَ شَهْراً»(2).

2. صلاة فاطمة عليها السلام. قال المرحوم الشيخ الطوسي: يستحبّ أن يصلّي في هذا اليوم صلاة فاطمة عليها السلام أربع ركعات بتسليمين؛ وهي كصلاة أميرالمؤمنين عليه السلام يقرأ في كلّ ركعة

الحَمْدُ

مرّة و

التّوحِيد

خمسين مرّة ويسبح بعد السلام تسبيح الزهراء عليها السلام ويقول:

سُبْحانَ ذِى الْعِزِّ الشَّامِخِ الْمُنيفِ، سُبْحانَ ذِى الْجَلالِ الْباذِخِ الْعَظيمِ، سُبْحانَ ذِى الْمُلْكِ الْفاخِرِ الْقَديمِ، سُبْحانَ مَنْ يَرى ا ثَرَ النَّمْلَةِ فِى الصَّفا، سُبْحانَ مَنْ يَرى وَقْعَ الطَّيْرِ فِى الْهَوآءِ، سُبْحانَ مَنْ هُوَ هكَذا وَلا هَكَذا غَيْرُهُ (3).

3. صلاة ركعتين قبل الزوال بنصف ساعة، يقرأ في كلّ ركعة

الحَمْدُ

مرّة وكُلّاً من

التّوحيد وآيةالكرسيّ

و «

إنّا أنْزَلْنَاهُ

» عشر مرّات (4).

4. من خاف ظالماً فقال في هذا اليوم:

«حَسْبى حَسْبى حَسْبى مِنْ سُؤالى عِلْمُكَ بِحالى ، كفاه اللَّه شرّه (5).

اليوم الثامن: يوم التروية والصوم فيه عن الإمام الصادق عليه السلام: «

كَفَّارَةٌ لِذُنوبٍ عَظِيمَةٍ»(6).

الليلة التاسعة (ليلة عرفة): ليلة مباركة وهي ليلة عبادة وتوبة ومناجاة فلها فضل عظيم.

قال النّبيّ صلى الله عليه و آله: «

إنَّ لَيْلَةَ عَرَفَة يُسْتَجَابُ فِيها ما دَعا مِنْ خَيْرٍ ولِلعامِلِ فيها بِطاعَةِ اللَّهِ أجْرُ سِنِينٍ مِنَ العِبادَةِ وهي لَيْلَةُ المُناجاةِ والتَّوبَةِ»(7).


1- إقبال الأعمال: ص 324.
2- مصباح المتهجّد: ص 671.
3- المصدر السابق.
4- إقبال الأعمال: ص 325.
5- المصدر السابق.
6- المصدر السابق.
7- المصدر السابق.

ص: 567

ووردت فيها عدّة أعمال:

1. أن يدعو بهذا الدعاء الذي روي عن النبيّ صلى الله عليه و آله أنّ من دَعا به في ليلة عرفة أو ليالي الجُمَع غفر اللَّه له:

اللَّهُمَّ يا شاهِدَ كُلِّ نَجْوى وَمَوْضِعَ كُلِّ شَكْوى وَعالِمَ كُلِّ خَفِيَّةٍ، وَمُنْتَهى كُلِّ حاجَةٍ، يا مُبْتَدِئاً بِالنِّعَمِ عَلَى الْعِبادِ، يا كَريمَ الْعَفْوِ، يا حَسَنَ التَّجاوُزِ، يا جَوادُ، يا مَنْ لا يُوارى مِنْهُ لَيْلٌ داجٍ، وَلا بَحْرٌ عَجَّاجٌ، وَلا سَمآءٌ ذاتُ ابْراجٍ، وَلا ظُلَمٌ ذاتُ ارْتِياجٍ، يا مَنِ الظُّلْمَةُ عِنْدَهُ ضِيآءٌ، اسْئَلُكَ بِنُورِ وَجْهِكَ الْكَريمِ، الَّذى تَجَلَّيْتَ بِهِ لِلْجَبَلِ فَجَعَلْتَهُ دَكّاً، وَخَرَّ مُوسى صَعِقاً، وَبِاسْمِكَ الَّذى رَفَعْتَ بِهِ السَّمواتِ بِلا عَمَدٍ، وَسَطَحْتَ بِهِ الْأَرْضَ عَلى وَجْهِ ماءٍ جَمَدٍ، وَبِاسْمِكَ الْمَخْزُونِ الْمَكْنُونِ الْمَكْتُوبِ الطَّاهِرِ، الَّذى اذا دُعيتَ بِهِ اجَبْتَ، وَاذا سُئِلْتَ بِهِ اعْطَيْتَ، وَبِاسْمِكَ السُّبُوحِ الْقُدُّوسِ الْبُرْهانِ، الَّذى هُوَ نُورٌ عَلى كُلِّ نُورٍ، وَنُورٌ مِنْ نُورٍ، يُضيىُ مِنْهُ كُلُّ نُورٍ، اذا بَلَغَ الْأَرْضَ انْشَقَّتْ، وَاذا بَلَغَ السَّمواتِ فُتِحَتْ، وَاذا بَلَغَ الْعَرْشَ اهْتَزَّ، وَبِاسْمِكَ الَّذى تَرْتَعِدُ مِنْهُ فَرآئِصُ مَلائِكَتِكَ، وَاسْئَلُكَ بِحَقِّ جَبْرَئيلَ وَميكائيلَ وَاسْرافيلَ، وَبِحَقِّ مُحَمَّدٍ الْمُصْطَفى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَعَلى جَميعِ الْأَنْبِيآءِ وَجَميعِ الْمَلائِكَةِ، وَبِالْاسْمِ الَّذى مَشى بِهِ الْخِضْرُ عَلى قُلَلِ الْمآءِ، كَما مَشى بِهِ عَلى جَدَدِ الْأَرْضِ، وَبِاسْمِكَ الَّذى فَلَقْتَ بِهِ الْبَحْرَ لِمُوسى وَاغْرَقْتَ فِرْعَوْنَ وَقَوْمَهُ، وَانْجَيْتَ بِهِ مُوسَى بْنَ عِمْرانَ وَمَنْ مَعَهُ، وَبِاسْمِكَ الَّذى دَعاكَ بِهِ مُوسَى بْنُ عِمْرانَ مِنْ جانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ، فَاسْتَجَبْتَ لَهُ وَالْقَيْتَ عَلَيْهِ مَحَبَّةً مِنْكَ، وَبِاسْمِكَ الَّذى بِهِ احْيى عيسَى بْنُ مَرْيَمَ الْمَوْتى وَتَكَلَّمَ فِى الْمَهْدِ صَبِيّاً، وَابْرَءَ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِاذْنِكَ، وَبِاسْمِكَ الَّذى دَعاكَ بِهِ حَمَلَةُ عَرْشِكَ، وَجَبْرَئيلُ وَميكآئيلُ وَاسْرافيلُ، وَحَبيبُكَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَمَلآئِكَتُكَ

ص: 568

الْمُقَرَّبُونَ، وَانْبِيآؤُكَ الْمُرْسَلُونَ، وَعِبادُكَ الصَّالِحُونَ مِنْ اهْلِ السَّمواتِ وَالْأَرَضينَ، وَبِاسْمِكَ الَّذى دَعاكَ بِهِ ذُو النُّونِ، اذْ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنَّ انْ لَنْ تَقْدِرَ عَلَيْهِ، فَنادى فِى الظُّلُماتِ، انْ لا الهَ الَّا انْتَ، سُبْحانَك انّى كُنْتُ مِنَ الظَّالِمينَ، فَاسْتَجَبْتَ لَهُ وَنَجَّيْتَهُ مِنَ الْغَمِّ، وَكَذلِكَ تُنْجِى الْمُؤْمِنينَ، وَبِاسْمِكَ الْعَظيمِ الَّذى دَعاكَ بِهِ داوُدُ، وَخَرَّ لَكَ ساجِداً، فَغَفَرْتَ لَهُ ذَنْبَهُ، وَبِاسْمِكَ الَّذى دَعَتْكَ بِهِ اسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ، اذْ قالَتْ رَبِّ ابْنِ لى عِنْدَكَ بَيْتاً فِى الْجَنَّةِ، وَنَجِّنى مِنْ فِرعَوْنَ وَعَمَلِهِ، وَنَجِّنى مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمينَ، فَاسْتَجَبْتَ لَها دُعائَها، وَبِاسْمِكَ الَّذى دَعاكَ بِهِ ايُّوبُ، اذْ حَلَّ بِهِ الْبَلآءُ، فَعافَيْتَهُ وَ اتَيْتَهُ اهْلَهُ، وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِكَ وَذِكْرى لِلْعابِدينَ، وَبِاسْمِكَ الَّذى دَعاكَ بِهِ يَعْقُوبُ، فَرَدَدْتَ عَلَيْهِ بَصَرَهُ، وَقُرَّةَ عَيْنِهِ يُوسُفَ، وَجَمَعْتَ شَمْلَهُ، وَبِاسْمِكَ الَّذى دَعاكَ بِهِ سُلَيْمانُ، فَوَهَبْتَ لَهُ مُلْكاً لا يَنْبَغى لِاحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ، انَّكَ انْتَ الْوَهَّابُ، وَبِاسْمِكَ الَّذى سَخَّرْتَ بِهِ الْبُراقَ لِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، اذْ قالَ تَعالى سُبْحانَ الَّذى اسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ الَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصى وَقَوْلُهُ: سُبْحانَ الَّذى سَخَّرَ لَنا هذا وَما كُنَّا لَهُ مُقْرِنينَ، وَانَّا الى رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ. وَبِاسْمِكَ الَّذى تَنَزَّلَ بِهِ جَبْرَئيلُ عَلى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَبِاسْمِكَ الَّذى دَعاكَ بِهِ آدَمُ، فَغَفَرْتَ لَهُ ذَنْبَهُ، وَاسْكَنْتَهُ جَنَّتَكَ، وَاسْئَلُكَ بِحَقِّ الْقُرْآنِ الْعَظيمِ، وَبِحَقِّ مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيّينَ، وَبِحَقِّ ابْراهيمَ، وَبِحَقِّ فَصْلِكَ يَوْمَ الْقَضآءِ، وَبِحَقِّ الْمَوازينِ اذا نُصِبَتْ، وَالصُّحُفِ اذا نُشِرَتْ، وَبِحَقِّ الْقَلَمِ وَما جَرى وَاللَّوْحِ وَما احْصى وَبِحَقِّ الْاسْمِ الَّذى كَتَبْتَهُ عَلى سُرادِقِ الْعَرْشِ قَبْلَ خَلْقِكَ الْخَلْقَ وَالدُّنْيا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ بِالْفَىْ عامٍ، وَاشْهَدُ انْ لا الهَ الَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وَانَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَاسْئَلُكَ بِاسْمِكَ الْمَخْزُونِ فى خَزآئِنِكَ، الَّذِى اسْتَاْثَرْتَ بِهِ فى عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ، لَمْ

ص: 569

يَظْهَرْ عَلَيْهِ احَدٌ مِنْ خَلْقِكَ، لا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ، وَلا نَبِىٌّ مُرْسَلٌ، وَلا عَبْدٌ مُصْطَفىً، وَاسْئَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذى شَقَقْتَ بِهِ الْبِحارَ، وَقامَتْ بِهِ الْجِبالُ، وَاخْتَلَفَ بِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ، وَبِحَقِّ السَّبْعِ الْمَثانى وَالْقُرْآنِ الْعَظيمِ، وَبِحَقِّ الْكِرامِ الْكاتِبينَ، وَبِحَقِّ طه وَيس، وَكهيعص، وَحمعسق، وَبِحَقِّ تَوْراةِ مُوسى وَانْجيلِ عيسى وَزَبُورِ داوُدَ، وَفُرْقانِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَعَلى جَميعِ الرُّسُلِ، وَباهِيّاً شَراهِيّاً، اللهُمَّ انّى اسْئَلُكَ بِحَقِّ تِلْكَ الْمُناجاتِ، الَّتى بَيْنَكَ وَبَيْنَ مُوسَى بْنِ عِمْرانَ فَوْقَ جَبَلِ طُورِ سَيْنآءَ، وَاسْئَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذى عَلَّمْتَهُ مَلَكَ الْمَوْتِ لِقَبْضِ الْأَرْواحِ، وَاسْئَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذى كُتِبَ عَلى وَرَقِ الزَّيْتُونِ، فَخَضَعَتِ النّيرانُ لِتِلْكَ الْوَرَقَةِ، فَقُلْتَ: يا نارُ كُونى بَرْداً وَسَلاماً. وَاسْئَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذى كَتَبْتَهُ عَلى سُرادِقِ الْمَجْدِ وَالْكَرامَةِ، يا مَنْ لا يُحْفيهِ سآئِلٌ، وَلا يَنْقُصُهُ نآئِلٌ، يا مَنْ بِهِ يُسْتَغاثُ وَالَيْهِ يُلْجَأُ، اسْئَلُكَ بِمَعاقِدِ الْعِزِّ مِنْ عَرْشِكَ، وَمُنْتَهَى الرَّحْمَةِ مِنْ كِتابِكَ، وَبِاسْمِكَ الْأَعْظَمِ، وَجَدِّكَ الْأَعْلى وَكَلِماتِكَ التَّآمَّاتِ الْعُلى اللهُمَّ رَبَّ الرِّياحِ وَما ذَرَتْ، وَالسَّمآءِ وَما اظَلَّتْ، وَالْأَرْضِ وَما اقَلَّتْ، وَالشَّياطينِ وَما اضَلَّتْ، وَالْبِحارِ وَما جَرَتْ، وَبِحَقِّ كُلِّ حَقٍّ هُوَ عَلَيْكَ حَقٌّ، وَبِحَقِّ الْمَلآئِكَةِ الْمُقَرَّبينَ، وَالرَّوْحانِيّينَ وَالْكَرُوبِيّينَ، وَالْمُسَبِّحينَ لَكَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ لا يَفْتُرُونَ، وَبِحَقِّ ابْراهيمَ خَليلِكَ، وَبِحَقِّ كُلِّ وَلِىٍّ يُناديكَ بَيْنَ الصَّفا وَالْمَرْوَةِ، وَتَسْتَجيبُ لَهُ دُعآئَهُ، يا مُجيبُ اسْئَلُكَ بِحَقِّ هذِهِ الْأَسْماءِ، وَبِهذِهِ الدَّعَواتِ، انْ تَغْفِرَ لَنا ما قَدَّمْنا وَما اخَّرْنا، وَما اسْرَرْنا وَما اعْلَنَّا، وَما ابْدَيْنا وَما اخْفَيْنا، وَما انْتَ اعْلَمُ بِهِ مِنَّا، انَّكَ عَلى كُلِّ شَىْ ءٍ قَديرٌ، بِرَحْمَتِكَ يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ، يا حافِظَ كُلِّ غَريبٍ، يا مُونِسَ كُلِّ وَحيدٍ، يا قُوَّةَ كُلِّ ضَعيفٍ، يا ناصِرَ كُلِّ مَظْلُومٍ، يا رازِقَ كُلِّ مَحْرُومٍ، يا مُونِسَ كُلِّ مُسْتَوْحِشٍ، يا صاحِبَ كُلِّ مُسافِرٍ، يا عِمادَ كُلِّ حاضِرٍ، يا غافِرَ كُلِ

ص: 570

ذَنْبٍ وَخَطيئَةٍ، يا غِياثَ الْمُسْتَغيثينَ، يا صَريخَ الْمُسْتَصْرِخينَ، يا كاشِفَ كَرْبِ الْمَكْرُوبينَ، يا فارِجَ هَمِّ الْمَهْمُومينَ، يا بَديعَ السَّمواتِ وَالْأَرَضينَ، يا مُنْتَهى غايَةِ الطَّالِبينَ، يا مُجيبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرّينَ، يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ، يا رَبَّ الْعالَمينَ، يا دَيَّانَ يَوْمِ الدّينِ، يا اجْوَدَ الْأَجْوَدينَ، يا اكْرَمَ الْأَكْرَمينَ، يا اسْمَعَ السَّامِعينَ، يا ابْصَرَ النَّاظِرينَ، يا اقْدَرَ الْقادِرينَ، اغْفِرْ لِىَ الذُّنُوبَ الَّتى تُغَيِّرُ النِّعَمَ، وَاغْفِرْ لِىَ الذُّنُوبَ الَّتى تُورِثُ النَّدَمَ، وَاغْفِرْ لِىَ الذُّنُوبَ الَّتى تُورِثُ السَّقَمَ، وَاغْفِرْ لِىَ الذُّنُوبَ الَّتى تَهْتِكُ الْعِصَمَ، وَاغْفِرْ لِىَ الذُّنُوبَ الَّتى تَرُدُّ الدُّعآءَ، وَاغْفِرْ لِىَ الذُّنُوبَ الَّتى تَحْبِسُ قَطْرَ السَّمآءِ، وَاغْفِرْ لِىَ الذُّنُوبَ الَّتى تُعَجِّلُ الْفَنآءَ، وَاغْفِرْ لِىَ الذُّنُوبَ الَّتى تَجْلِبُ الشَّقآءَ، وَاغْفِرْ لِىَ الذُّنُوبَ الَّتى تُظْلِمُ الْهَوآءَ، وَاغْفِرْ لِىَ الذُّنُوبَ الَّتى تَكْشِفُ الْغِطآءَ، وَاغْفِرْ لِىَ الذُّنُوبَ الَّتى لا يَغْفِرُها غَيْرُكَ يا اللَّهُ، وَاحْمِلْ عَنّى كُلَّ تَبِعَةٍ لِأَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ، وَاجْعَلْ لى مِنْ امْرى فَرَجاً وَمَخْرَجاً وَيُسْراً، وَانْزِلْ يَقينَكَ فى صَدْرى وَرَجآءَكَ فى قَلْبى حَتّى لا ارْجُوَ غَيْرَكَ، اللهُمَّ احْفَظْنى وَعافِنى فى مَقامى وَاصْحَبْنى فى لَيْلى وَنَهارى وَمِنْ بَيْنِ يَدَىَّ وَخَلْفى وَعَنْ يَمينى وَعَنْ شِمالى وَمِنْ فَوْقى وَمِنْ تَحْتى وَيَسِّرْ لِىَ السَّبيلَ، وَاحْسِنْ لِىَ التَّيْسيرَ، وَلا تَخْذُلْنى فِى الْعَسيرِ، وَاهْدِنى يا خَيْرَ دَليلٍ، وَلا تَكِلْنى الى نَفْسى فِى الْامُورِ، وَلَقِّنى كُلَّ سُرُورٍ، وَاقْلِبْنى الى اهْلى بِالْفَلاحِ وَالنَّجاحِ، مَحْبُوراً فِى الْعاجِلِ وَالْأجِلِ، انَّكَ عَلى كُلِّ شَىْ ءٍ قَديرٌ، وَارْزُقْنى مِنْ فَضْلِكَ، وَاوْسِعْ عَلَىَّ مِنْ طَيِّباتِ رِزْقِكَ، وَاسْتَعْمِلْنى فى طاعَتِكَ، وَاجِرْنى مِنْ عَذابِكَ وَنارِكَ، وَاقْلِبْنى اذا تَوَفَّيْتَنى الى جَنَّتِكَ بِرَحْمَتِكَ، اللهُمَّ انّى اعُوذُ بِكَ مِنْ زَوالِ نِعْمَتِكَ، وَمِنْ تَحْويلِ عافِيَتِكَ، وَمِنْ حُلُولِ نَقِمَتِكَ، وَمِنْ نُزُولِ عَذابِكَ، وَاعُوذُ بِكَ مِنْ جَهْدِ الْبَلاءِ، وَدَرَكِ الشَّقآءِ، وَمِنْ سُوءِ الْقَضآءِ،

ص: 571

وَشَماتَةِ الْأَعْدآءِ، وَمِنْ شَرِّ ما يَنْزِلُ مِنَ السَّمآءِ، وَمِنْ شَرِّ ما فِى الْكِتابِ الْمُنْزَلِ، اللهُمَّ لا تَجْعَلْنى مِنَ الْأَشْرارِ، وَلا مِنْ اصْحابِ النَّارِ، وَلا تَحْرِمْنى صُحْبَةَ الْأَخْيارِ، وَاحْيِنى حَياةً طَيِّبَةً، وَتَوَفَّنى وَفاةً طَيِّبَةً تُلْحِقُنى بِالْأَبْرارِ، وَارْزُقْنى مُرافَقَةَ الْأَنْبِيآءِ فى مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَليكٍ مُقْتَدِرٍ، اللهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلى حُسْنِ بَلائِكَ وَصُنْعِكَ، وَلَكَ الْحَمْدُ عَلَى الْاسْلامِ، وَ [اتِّباعِ السُّنَةِ، يا رَبِّ كَما هَدَيْتَهُمْ لِدينِكَ، وَعَلَّمْتَهُمْ كِتابَكَ، فَاهْدِنا وَعَلِّمْنا، وَلَكَ الْحَمْدُ عَلى حُسْنِ بَلآئِكَ وَصُنْعِكَ عِنْدى خآصَّةً، كَما خَلَقْتَنى فَاحْسَنْتَ خَلْقى وَعَلَّمْتَنى فَاحْسَنْتَ تَعْليمى وَهَدَيْتَنى فَاحْسَنْتَ هِدايَتى فَلَكَ الْحَمْدُ عَلى انْعامِكَ عَلَىَّ قَديماً وَحَديثاً، فَكَمْ مِنْ كَرْبٍ يا سَيِّدى قَدْ فَرَّجْتَهُ، وَكَمْ مِنْ غَمٍّ يا سَيِّدى قَدْ نَفَّسْتَهُ، وَكَمْ مِنْ هَمٍّ يا سَيِّدى قَدْ كَشَفْتَهُ، وَكَمْ مِنْ بَلاءٍ يا سَيِّدى قَدْ صَرَفْتَهُ، وَكَمْ مِنْ عَيْبٍ يا سَيِّدى قَدْ سَتَرْتَهُ، فَلَكَ الْحَمْدُ عَلى كُلِّ حالٍ فى كُلِّ مَثْوىً وَزَمانٍ، وَمُنْقَلَبٍ وَمُقامٍ، وَعَلى هذِهِ الْحالِ وَكُلِّ حالٍ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنى مِنْ افْضَلِ عِبادِكَ نَصيباً فى هذَا الْيَوْمِ [فِى هذِهِ اللَّيْلَةِ] مِنْ خَيْرٍ تَقْسِمُهُ، اوْ ضُرٍّ تَكْشِفُهُ، اوْ سُوءٍ تَصْرِفُهُ، اوْ بَلآءٍ تَدْفَعُهُ، اوْ خَيْرٍ تَسُوقُهُ، اوْ رَحْمَةٍ تَنْشُرُها، اوْ عافِيَةٍ تُلْبِسُها، فَانَّكَ عَلى كُلِّ شَىْ ءٍ قَديرٌ، وَبِيَدِكَ خَزآئِنُ السَّمواتِ وَالْأَرْضِ، وَانْتَ الْواحِدُ الْكَريمُ الْمُعْطِى الَّذى لا يُرَدُّ سآئِلُهُ، وَلا يُخَيَّبُ آمِلُهُ، وَلا يَنْقُصُ نآئِلُهُ، وَلا يَنْفَدُ ما عِنْدَهُ، بَلْ يَزْدادُ كَثْرَةً وَطيباً، وَعَطآءً وَجُوداً، وَارْزُقْنى مِنْ خَزآئِنِكَ الَّتى لا تَفْنى وَمِنْ رَحْمَتِكَ الْواسِعَةِ، انَّ عَطآئَكَ لَمْ يَكُنْ مَحْظُوراً، وَانْتَ عَلى كُلِّ شَىْ ءٍ قَديرٌ، بِرَحْمَتِكَ يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ (1).

- چ چ-

2. يستحبّ أن يقرأ هذه التسبيحات حيث قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: «

مَا مِنْ عَبْدٍ وَلَا أمَةٍ دَعا لَيْلَةَ


1- إقبال الأعمال: ص 325.

ص: 572

عَرَفَةَ بِهذا الدُّعاءِ، وهِيَ عَشْرُ كَلِمٍ، ألْفَ مَرّة، لَمْ يَسْأَلِ اللَّهَ عزّوجَلّ شَيْئاً إلّاأعْطاهُ، إلّاقَطِيعَةُ رَحِمٍ أو إثْم

». سُبْحانَ مَنْ فِى السَّماءِ عَرْشُهُ، سُبْحانَ الَّذِي فِى الْأَرْضِ سَطْوَتُهُ، سُبْحانَ الَّذِي فِى الْبَحْرِ سَبيلُهُ، سُبْحانَ الَّذِي فِى النَّارِ سُلْطانُهُ، سُبْحانَ الَّذِي فِى الْجَنَّةِ رَحْمَتُهُ، سُبْحانَ الَّذِي فِى الْقُبُورِ قَضاؤُهُ، سُبْحانَ الَّذِي فِى الْهَواءِ امْرُهُ، سُبْحانَ الَّذِي رَفَعَ السَّماءَ، سُبْحانَ الَّذِي وَضَعَ الْأَرْضَ، سُبْحانَ مَنْ لا مَنْجا مِنْهُ إلّا إِلَيْهِ (1).

- چ چ-

3. زيارة الحسين عليه السلام؛ قال الإمام محمّد الباقر عليه السلام: «

مَن زَارَ لَيْلَةَ عَرَفَةَ أرْضَ كَرْبَلاءَ وأقامَ بِها حَتّى يُعَيِّدُ ثُمَّ يَنْصَرِفُ وَقاهُ اللَّهُ شَرَّ سَنَتِهِ»(2).

4. أن يقرأ الدعاء المسنون قراءته في يوم عرفة وليلة الجمعة ونهارها (وسيرد في أعمال ليلة الجمعة، ص 655) وهو:

أللَّهُمّ مَن تَعَبَّأَ وَتَهَيَّأَ وَأَعَدَّ ...(3).

اليوم التاسع (يوم عرفة)

اشارة

قال المرحوم العلّامة المجلسيّ: هو يوم عرفة وهو عيد من الأعياد العظيمة وقد وفّق من كان هذا اليوم في عرفات. وفيه عدّة أعمال أفضلها الدعاء(4).

وهذا اليوم يغتنم لتعميق معرفة اللَّه وترسيخ الصلة بالحقّ والتعرّف على صفاته الجمالية والجلالية. وستكون سعادة هذا اليوم مضاعفة لمن كان في صحراء عرفة واشترك في أداء مراسم الحجّ، ولبس ثياب الإحرام البيضاء وامتلأ قلبه بحبّ اللَّه، وقرأ دعاء الإمام الحسين عليه السلام في يوم عرفة، فسيُروى بزلال معرفة الحقّ أكثر من غيره.

روي أنّ الإمام زين العابدين عليه السلام سمع سائلًا يوم عرفة يسأل الناس فقال عليه السلام له: «

وَيْحَكَ أغَيْرَ اللَّهِ تَسْأَلُ هذا اليَوْمَ إنَّهُ لَيُرْجى مَا فِي البُطونِ الحُبالى فِي هذا اليَومِ أنْ يَكونَ سَعِيداً»(5).


1- إقبال الأعمال: ص 329.
2- المصدر السابق: ص 330.
3- مصباح المتهجّد: ص 269.
4- زاد المعاد: ص 256.
5- الخصال: ج 2، ص 517، ح 4.

ص: 573

وقد ورد الحثّ في يوم عرفة على الدعاء سيّما للمؤمنين الأحياء منهم والأموات (1).

وروي عن يونس بن عبدالرحمن وهو من كبار الشيعة قال: رأيت عبد اللَّه بن جندب وقد أفاض من عرفة- وكان عبد اللَّه أحد المتهجّدين قال يونس:- فقلتُ له: قد رأى اللَّه اجتهادك منذ اليوم. فقال لي عبد اللَّه: واللَّه الذي لا إله إلّاهو، لقد وقفت موقفي هذا وأفضت، ما سمعني اللَّه دعوت لنفسي بحرف واحد لأنّي سمعت أبا الحسن عليه السلام «الإمام الكاظم عليه السلام» يقول: «

الدّاعِي لِأَخِيهِ المُؤْمِنِ بِظَهْرِ الغَيْبِ يُنادى مِن اعَنَانِ السَّماءِ: لَكَ بِكُلِّ واحِدَةٍ مائَةُ ألف

»، فكرهت مضمونة لواحدة لا أدري أجاب إليها أم لا(2).

أعمال يوم عرفة:

وردت عدّة أعمال في يوم عرفة:

1. الصوم فله أجر عظيم والأفضل تركه لمن يضعف عن الدعاء والإتيان بأعمال يوم عرفة(3) (طبعاً الصوم لأهل البلد أو المقيم عشرة أيّام).

2. الإغتسال قبل الزوال (4).

3. زيارة الحسين عليه السلام التي تعدل ثواب الكثير من الحجّ والعمرة والجهاد كما روي عن الإمام الصادق عليه السلام (5).

وفي رواية اخرى عن الإمام الصادق عليه السلام: «

إنَّ اللَّهَ يَنْظُرُ لِزُوّارِ الحُسَينِ عليه السلام يَوْمَ عَرَفَةَ فَيَقْضِي حاجاتِهِم ويَغْفِرُ ذُنوبَهُم»(6).

وفي رواية عن الإمام الصادق والكاظم والرضا عليهم السلام: «

إنَّ مَنْ زَارَ قَبْرَ الحُسَينِ عليه السلام يَوْمَ عَرَفَةَ أعَادَهُ مُؤْمِناً إلى أهْلِهِ»(7).

على كلّ حال فإنّ الأحاديث متواترة في فضل زيارة الحسين عليه السلام في يوم عرفة كما ذكر السيّد ابن طاووس في الإقبال (8). ومن هنا تزحف جموع العاشقين في هذا اليوم إلى قبره.


1- زاد المعاد: ص 256.
2- المصدر السابق.
3- زادالمعاد: ص 258؛ مصباح الكفعمي: ص 661.
4- مصباح الكفعمي: ص 661.
5- مصباح المتهجّد: ص 715.
6- المصدر السابق.
7- بحار الأنوار: ج 98، ص 86، ح 8.
8- إقبال الأعمال: ص 332.

ص: 574

وقد ذكرت زيارته المخصوصة عليه السلام في يوم عرفة في قسم الزيارات (ص 280).

4. يصلّي ركعتين إذا فرغ من العصر وقبل دعاء عرفة تحت السماء ويعترف بذنوبه، فإن فعل كان له ثواب من شهد عرفة وغفرت ذنوبه كما روي عن الإمام الصادق عليه السلام (1).

وذكر المرحوم الشيخ الكفعمي كيفية هذه الصلاة: يصلّي الظّهرَين يحسن ركوعهما وسجودهما فإذا فرغ يصلّي ركعتين في الاولى بعد

الحَمْدُ التّوحيد

وفي الثانية بعد الحمد «

قُلْ يا أيُّها الكافِرون

»، ثمّ يصلّي أربع ركعات (كلّ ركعتين بتسليم) في كلّ ركعة

الحَمْدُ

و

التَّوحيد

خمسين مرّة (وصلاة أميرالمؤمنين عليه السلام كذلك) ثمّ سبح بهذه التسبيحات الواردة عن النبيّ صلى الله عليه و آله وذكرها السيّد ابن طاووس في الإقبال:

سُبْحانَ مَنْ فِى السَّماءِ عَرْشُهُ ...

واقرأ سورة

التّوحيد

مائة مرّة و

آيةالكرسيّ

مائة مرّة والصلاة على النبيّ وآله مائة مرّة وقل:

سُبْحانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلا الهَ الَّا اللَّهُ وَاللَّهُ اكْبَرُ.

وعشراً لاالهَ الَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، يُحْيى وَيُميتُ، وَيُميتُ وَيُحْيى وَهُوَ حَىٌّ لا يَمُوتُ، بِيَدِهِ الْخَيْرُ، وَهُوَ عَلى كُلِّ شَىْ ءٍ قَديرٌ.

وعشراً اسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذى لا الهَ الّا هُوَ الْحَىُّ الْقَيُّومُ، وَاتُوبُ الَيْهِ.

يا اللَّهُ

عشراً-

يا رَحْمنُ

عشراً-

يا رَحيمُ

عشراً-

يا بَديعَ السَّمواتِ وَالْأَرْضِ، يا ذَاالْجَلالِ وَالْإِكْرامِ

عشراً-

يا حَىُّ يا قَيُّومُ

عشراً-

يا حَنَّانُ يا مَنَّانُ

عشراً-

يا لا الهَ الَّا انْتَ

عشراً

آمينَ

عشراً.

ثمّ قل: اللهُمَّ انّى اسْئَلُكَ يا مَنْ هُوَ اقْرَبُ الَىَّ مِنْ حَبْلِ الْوَريدِ، يا مَنْ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ، يا مَنْ هُوَ بِالْمَنْظَرِ الْاعْلى وَبِالْافُقِ الْمُبينِ، يا مَنْ هُوَ الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى يا مَنْ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْ ءٌ، وَهُوَ السَّميعُ الْبَصيرُ، اسْئَلُكَ انْ تُصَلِّىَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ.

وسل حاجتك تقضى إن شاء اللَّه تعالى (2).

(والدعاء القصير المذكور عظيم المضمون ينبغي أن يدعو به المؤمن كلّما نشط، كما يمكن الإتيان به في قنوت الصلاة؛ فهو دعاء أغلبه من الآيات القرآنية ويعكس صفات جمال اللَّه وجلاله).


1- زاد المعاد: ص 258.
2- مصباح الكفعمي: ص 661.

ص: 575

وقال المرحوم الكفعمي: ثمّ ادع بهذه الصلوات التي روي عن الإمام الصادق عليه السلام: «

أنَّ مَنْ أرادَ أنْ يَسُرَّ مُحَمَّداً وآلَ مُحَمَّدٍ عليهم السلام فَلْيَقُلْ فِي صَلاتِهِ عَلَيْهِم»(1)

: اللَّهُمَّ يا اجْوَدَ مَنْ اعْطى وَيا خَيْرَ مَنْ سُئِلَ، وَيا ارْحَمَ مَنِ اسْتُرْحِمَ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ فِى الْاوَّلينَ، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ فِى الْآخِرينَ، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ فِى الْمَلَأِ الْاعْلى وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ فِى الْمُرْسَلينَ، اللَّهُمَّ اعْطِ مُحَمَّداً وَآلَهُ الْوَسيلَةَ وَالْفَضيلَةَ، وَالشَّرَفَ وَالرِّفْعَةَ وَالدَّرَجَةَ الْكَبيرَةَ، اللَّهُمَّ انّى آمَنْتُ بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَلَمْ ارَهُ، فَلا تَحْرِمْنى فِى الْقِيمَةِ رُؤْيَتَهُ، وَارْزُقْنى صُحْبَتَهُ، وَتَوَفَّنى عَلى مِلَّتِهِ، وَاسْقِنى مِنْ حَوْضِهِ مَشْرَباً رَوِيّاً سآئِغاً هَنيئاً، لا اظْمَأُ بَعْدَهُ ابَداً، انَّكَ عَلى كُلِّ شَىْ ءٍ قَديرٌ، اللَّهُمَّ انّى آمَنْتُ بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَلَمْ ارَهُ، فَعَرِّفْنى فِى الْجِنانِ وَجْهَهُ، اللهُمَّ بَلِّغْ مُحَمَّداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ مِنّى تَحِيَّةً كَثيرَةً وَسَلاماً.

ثُمّ ادْعُ بدعاء «امّ داود» وقد مرّ ذكره في أعمال النِّصف من رجب (ص 435) ثمّ سبِّح بهذا التسبيح وثوابه لا يحصى:

سُبْحانَ اللَّهِ قَبْلَ كُلِّ احَدٍ، وَسُبْحانَ اللَّهِ بَعْدَ كُلِّ احَدٍ، وَسُبْحانَ اللَّهِ مَعَ كُلِّ احَدٍ، وَسُبْحانَ اللَّهِ يَبْقى رَبُّنا وَيَفْنى كُلُّ أَحَدٍ، وَسُبْحانَ اللَّهِ تَسْبيحاً يَفْضُلُ تَسْبيحَ الْمُسَبِّحينَ فَضْلًا كَثيراً قَبْلَ كُلِّ احَدٍ، وَسُبْحانَ اللَّهِ تَسْبيحاً يَفْضُلُ تَسْبيحَ الْمُسَبِّحينَ فَضْلًا كَثيراً بَعْدَ كُلِّ احَدٍ، وَسُبْحانَ اللَّهِ تَسْبيحاً يَفْضُلُ تَسْبيحَ الْمُسَبِّحينَ فَضْلًا كَثيراً مَعَ كُلِّ احَدٍ، وَسُبْحانَ اللَّهِ تَسْبيحاً يَفْضُلُ تَسْبيحَ الْمُسَبِّحينَ فَضْلًا كَثيراً لِرَبِّنَا الْباقى وَيَفْنى كُلُّ احَدٍ، وَسُبْحانَ اللَّهِ تَسْبيحاً لا يُحْصى وَلا يُدْرى وَلا يُنْسى وَلا يَبْلى وَلا يَفْنى وَلَيْسَ لَهُ مُنْتَهى وَسُبْحانَ اللَّهِ


1- مصباح الكفعمي: ص 423.

ص: 576

تَسْبيحاً يَدُومُ بِدَوامِهِ، وَيَبْقى بِبَقآئِهِ فى سِنِى الْعالَمينَ، وَشُهُورِ الدُّهُورِ، وَايَّامِ الدُّنْيا وَساعاتِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ، وَسُبْحانَ اللَّهِ ابَدَ الْابَدِ، وَمَعَ الْابَدِ مِمَّا لا يُحْصيهِ الْعَدَدُ، وَلا يُفْنيهِ الْامَدُ، وَلا يَقْطَعُهُ الْابَدُ، وَتَبارَكَ اللَّهُ احْسَنُ الْخالِقينَ. ثمّ كرِّر هذا الدعاء ولكن قل بدل

سُبْحانَ اللَّهِ قَبْلَ كلِّ أَحَدٍ

، وَالْحَمْدُ لِلَّه قَبْلَ كُلِّ احَدٍ

، واستبدل

سُبْحانَ اللَّه

أينما كانت ب

الْحَمدُ لِلَّه

وواصل الدعاء.

ثمّ كرّره ثالثة ولكن قل

لا إِلهَ إلّااللَّه

بدل

سُبْحانَ اللَّهِ

مثلًا قل:

لا إله إلّااللَّه قَبْلَ كُلِّ أَحَدٍ ...

وفي الرابعة بدل

سبحان اللَّه

قل

أللَّه أكبر

مثلًا

أللَّه أكبر قَبلَ كلِّ أحد ...

ثمّ تدعو بالدعاء:

أللَّهُمَّ مَنْ تَعَبَّأ وَتَهَيَّأَ

(الذي سيأتي في أعمال ليلة الجمعة، ص 655)(1).

ثمّ ادع بخشوع بالدعاء السابع والأربعين من الصحيفة السجادية فهو دعاء عظيم (2).

5.

دعاء يوم عرفة

من الأدعية التي ورد الحثّ عليها يوم عرفة دعاء سيّد الشهداء الحسين عليه السلام الذي يتمتع بمضمون قيّم لا مثيل له. فهذا الدعاء كنز من المعارف الإسلاميّة التي تعلّم كلّ مسلم سبيل معرفة اللَّه والتوبة والإنابة إليه وتصل بالروح ذروة المعرفة؛ فهو يتضمّن دورة عرفانية إسلاميّة. روى بشر وبشير(3) ابنا غالب الأسدي: كنّا مع الحسين عليه السلام عشيّة عرفة فخرج من فسطاطه متذللًا خاشعاً فجعل يمشي هوناً هوناً في مسيرة الجبل (جبل الرحمة في وسط عرفات) فاستقبل البيت ثمّ رفع يديه تلقاء وجهه كاستطعام المسكين ثمّ قال (4):

وقد جعلناه تسعة أقسام بغية مزيد من التوجه لمحتواه.

الْحَمْدُ للَّهِ الَّذى لَيْسَ لِقَضآئِهِ دافِعٌ، وَلا لِعَطائِهِ مانِعٌ، وَلا كَصُنْعِهِ صُنْعُ صانِعٍ، وَهُوَ الْجَوادُ الْواسِعُ، فَطَرَ اجْناسَ الْبَدائِعِ، واتْقَنَ بِحِكْمَتِهِ الصَّنائِعَ، لا تَخْفى


1- مصباح الكفعمي: ص 662.
2- المصدر السابق: ص 671.
3- عدوّهما من أصحاب الحسين عليه السلام وقال بعض علماء الرجال أنّ بشر بن غالب الأسديّ من أصحاب علي عليه السلام والحسن والحسين عليهما السلام.( معجم رجال الحديث: ج 4، ص 237).
4- رواه السيّد ابن طاووس في الاقبال: ص 239؛ الكفعمي في البلد الأمين: ص 251؛ والعلّامة المجلسي في بحار الأنوار: ج 95، ص 216 ونقلناه من النسخ المتداولة التي تختلف قليلًا مع البلد الأمين.

ص: 577

عَلَيْهِ الطَّلايِعُ، وَلا تَضيعُ عِنْدَهُ الْوَدائِعُ، جازى كُلِّ صانِعٍ، وَرائِشُ كُلِّ قانعٍ، وَراحِمُ كُلِّ ضارِعٍ، وَمُنْزِلُ الْمَنافِعِ وَالْكِتابِ الْجامِعِ بِالنُّورِ السَّاطِعِ، وَهُوَ لِلدَّعَواتِ سامِعٌ، وَلِلْكُرُباتِ دافِعٌ، وَلِلدَّرَجاتِ رافِعٌ، وَلِلْجَبابِرَةِ قامِعٌ، فَلا الهَ غَيْرُهُ، وَلا شَىْ ءَ يَعْدِلُهُ، وَلَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْ ءٌ، وَهُوَ السَّميعُ الْبَصيرُ اللَّطيفُ الْخَبيرُ، وَهُوَ عَلى كُلِّ شَىْ ءٍ قَديرٌ.

-*-*-*-

اللَّهُمَّ انّى ارْغَبُ إِلَيْكَ، وَاشْهَدُ بِالرُّبُوبِيَّةِ لَكَ، مُقِرّاً بِانَّكَ رَبّى وَالَيْكَ مَرَدّى ابْتَدَاْتَنى بِنِعْمَتِكَ قَبْلَ انْ اكُونَ شَيْئاً مَذْكُوراً، وَخَلَقْتَنى مِنَ التُّرابِ، ثُمَّ اسْكَنْتَنِى الْأَصْلابَ، آمِناً لِرَيْبِ الْمَنُونِ، وَاخْتِلافِ الدُّهُورِ وَالسِّنينَ، فَلَمْ ازَلْ ظاعِناً مِنْ صُلْبٍ الى رَحِمٍ فى تَقادُمٍ مِنَ الْأَيَّامِ الْماضِيَةِ، وَالْقُرُونِ الْخالِيَةِ، لَمْ تُخْرِجْنى لِرَاْفَتِكَ بى وَلُطْفِكَ لى وَاحْسانِكَ الَىَّ فى دَوْلَةِ ائِمَّةِ الْكُفْرِ الَّذينَ نَقَضُوا عَهْدَكَ، وَكَذَّبُوا رُسُلَكَ، لكِنَّكَ اخْرَجْتَنى لِلَّذى سَبَقَ لى مِنَ الْهُدَى الَّذى لَهُ يَسَّرْتَنى وَفيهِ انْشَأْتَنى وَمِنْ قَبْلِ ذلِكَ رَؤُفْتَ بى بِجَميلِ صُنْعِكَ، وَسَوابِغِ نِعَمِكَ، فابْتَدَعْتَ خَلْقى مِنْ مَنِىٍّ يُمْنى وَاسْكَنْتَنى فى ظُلُماتٍ ثَلاثٍ، بَيْنَ لَحْمٍ وَدَمٍ وَجِلْدٍ، لَمْ تُشْهِدْنى خَلْقى وَلَمْ تَجْعَلْ الَىَّ شَيْئاً مِنْ امْرى ثُمَّ اخْرَجْتَنى لِلَّذى سَبَقَ لى مِنَ الْهُدى الَى الدُّنْيا تآمّاً سَوِيّاً، وَحَفِظْتَنى فِى الْمَهْدِ طِفْلًا صَبِيّاً، وَرَزَقْتَنى مِنَ الْغِذآءِ لَبَناً مَرِيّاً، وَعَطَفْتَ عَلَىَّ قُلُوبَ الْحَواضِنِ، وَكَفَّلْتَنى الْأُمَّهاتِ الرَّواحِمَ، وَكَلَأْتَنى مِنْ طَوارِقِ الْجآنِّ، وَسَلَّمْتَنى مِنَ الزِّيادَةِ وَالنُّقْصانِ، فَتَعالَيْتَ يا رَحيمُ يا رَحْمنُ، حتّى اذَا اسْتَهْلَلْتُ ناطِقاً بِالْكَلامِ، اتْمَمْتَ عَلَىَّ سَوابِغَ الْإِنْعامِ، وَرَبَّيْتَنى زايِداً فى كُلِّ عامٍ، حَتّى إذَا اكْتَمَلَتْ فِطْرَتى وَاعْتَدَلَتْ مِرَّتى اوْجَبْتَ عَلَىَّ حُجَتَّكَ، بِانْ الْهَمْتَنى مَعْرِفَتَكَ، وَرَوَّعْتَنى

ص: 578

بِعَجائِبِ حِكْمَتِكَ، وَايْقَظْتَنى لِما ذَرَاْتَ فى سَمآئِكَ وَارْضِكَ مِنْ بَدائِعِ خَلْقِكَ، وَنَبَّهْتَنى لِشُكْرِكَ وَذِكْرِكَ، وَاوجَبْتَ عَلَىَّ طاعَتَكَ وَعِبادَتَكَ، وَفَهَّمْتَنى ما جآءَتْ بِهِ رُسُلُكَ، وَيَسَّرْتَ لى تَقَبُّلَ مَرْضاتِكَ، وَمَنَنْتَ عَلَىَّ فى جَميعِ ذلِكَ بِعَوْنِكَ وَلُطْفِكَ، ثُمَّ اذْ خَلَقْتَنى مِنْ خَيْرِالثَّرى لَمْ تَرْضَ لى يا الهى نِعْمَةً دُونَ اخرى وَرَزَقْتَنى مِنْ انواعِ الْمَعاشِ، وَصُنُوفِ الرِّياشِ، بِمَنِّكَ الْعَظيمِ الْأَعْظَمِ عَلَىَّ، وَاحْسانِكَ الْقَديمِ الَىَّ، حَتّى اذا اتْمَمْتَ عَلَىَّ جَميعَ النِّعَمِ، وَصَرَفْتَ عَنّى كُلَّ النِّقَمِ، لَمْ يَمْنَعْكَ جَهْلى وَجُرْأَتى عَلَيْكَ، انْ دَلَلْتَنى الى ما يُقَرِّبُنى الَيْكَ، وَوَفَّقْتَنى لِما يُزْلِفُنى لَدَيْكَ، فَانْ دَعَوْتُكَ اجَبْتَنى وَانْ سَئَلْتُكَ اعْطَيْتَنى وَانْ اطَعْتُكَ شَكَرْتَنى وَانْ شَكَرْتُكَ زِدْتَنى كُلُّ ذلِكَ اكْمالٌ لِأَنْعُمِكَ عَلَىَّ، وَاحْسانِكَ الَىَّ، فَسُبْحانَكَ سُبْحانَكَ مِنْ مُبْدِئٍ مُعيدٍ حَميدٍ مَجيدٍ، تَقَدَّسَتْ اسْمآؤُكَ، وَعَظُمَتْ الآؤُكَ، فَأَىُ نِعَمِكَ يا الهى احْصى عَدَداً وَذِكْراً، أَمْ اىُّ عَطاياكَ أَقُومُ بِها شُكْراً، وَهِىَ يا رَبِّ اكْثَرُ مِنْ انْ يُحْصِيَهَا الْعآدُّونَ، أَوْ يَبْلُغَ عِلْماً بِهَا الْحافِظُونَ، ثُمَّ ما صَرَفْتَ وَدَرَأْتَ عَنِّى اللَّهُمَّ مِنَ الضُرِّ وَالضَّرَّآءِ، أَكْثَرُ مِمَّا ظَهَرَ لى مِنَ الْعافِيَةِ وَالسَّرَّآءِ.

-*-*-*-

وَا نَا اشْهَدُ يا الهى بِحَقيقَةِ ايمانى وَعَقْدِ عَزَماتِ يَقينى وَخالِصِ صَريحِ تَوْحيدى وَباطِنِ مَكْنُونِ ضَميرى وَعَلائِقِ مَجارى نُورِ بَصَرى وَاساريرِ صَفْحَةِ جَبينى وَخُرْقِ مَسارِبِ نَفْسى وَخَذاريفِ مارِنِ عِرْنينى وَمَسارِبِ سِماخِ سَمْعى وَما ضُمَّتْ وَاطْبَقَتْ عَلَيْهِ شَفَتاىَ، وَحَرَكاتِ لَفْظِ لِسانى وَمَغْرَزِ حَنَكِ فَمى وَفَكّى وَمَنابِتِ اضْراسى وَمَساغِ مَطْعَمى وَمَشْرَبى وَحِمالَةِ امِّ رَأْسى وَبُلُوعِ فارِغِ حَبآئِلِ عُنُقى وَمَا اشْتَمَلَ عَلَيْهِ تامُورُ صَدْرى وَحمائِلِ حَبْلِ وَتينى وَنِياطِ حِجابِ قَلْبى وَأَفْلاذِ حَواشى كَبِدى وَما حَوَتْهُ شَراسيفُ

ص: 579

اضْلاعى وَحِقاقُ مَفاصِلى وَقَبْضُ عَوامِلى وَاطْرافُ انامِلى وَلَحْمى وَدَمى وَشَعْرى وَبَشَرى وَعَصَبى وَقَصَبى وَعِظامى وَمُخّى وَعُرُوقى وَجَميعُ جَوارِحى وَمَا انْتَسَجَ عَلى ذلِكَ ايَّامَ رِضاعى وَما اقلَّتِ الْأَرْضُ مِنّى وَنَوْمى وَيَقْظَتى وَسُكُونى وَحَرَكاتِ رُكُوعى وَسُجُودى انْ لَوْ حاوَلْتُ وَاجْتَهَدْتُ مَدَى الْأَعصارِ وَالْأَحْقابِ، لَوْ عُمِّرْتُها انْ أُؤَدِّىَ شُكْرَ واحِدَةٍ مِنْ أَنْعُمِكَ، مَا اسْتَطَعْتُ ذلِكَ الَّا بِمَنِّكَ الْمُوجَبِ عَلَىَّ بِهِ شُكْرُكَ ابَداً جَديداً، وَثَنآءً طارِفاً عَتيداً، اجَلْ، وَلَوْ حَرَصْتُ انَا وَالْعآدُّونَ مِنْ انامِكَ، أَنْ نُحْصِىَ مَدى انْعامِكَ سالِفِهِ وانِفِهِ، ما حَصَرْناهُ عَدَداً، وَ لا احْصَيناهُ امَداً، هَيْهاتَ أنّى ذلِكَ، وَ انْتَ الْمُخْبِرُ فى كِتابِكَ النَّاطِقِ، وَالنَّبَأِ الصَّادِقِ: وَانْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوها. صَدَقَ كِتابُكَ اللَّهُمَّ وَانْبآؤُكَ، وَبَلَّغَتْ انْبِيآؤُكَ وَرُسُلُكَ ما انْزَلْتَ عَلَيْهِمْ مِنْ وَحْيِكَ، وَشَرَعْتَ لَهُمْ وَبِهِمْ (1) مِنْ دينِكَ.

غَيْرَ أَنّى يا الهى اشْهَدُ بِجَهْدى وَجِدّى وَمَبْلَغِ طاعَتى وَوُسْعى وَأَقُولُ مُؤْمِناً مُوقِناً، الْحَمْدُ للَّهِ الَّذى لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً فَيَكُونَ مَوْرُوثاً، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَريكٌ فى مُلْكِهِ فَيُضآدَّهُ فيمَا ابْتَدَعَ، وَلا وَلِىٌّ مِنَ الذُّلِّ فَيُرْفِدَهُ فيما صَنَعَ، فَسُبْحانَهُ سُبْحانَهُ، لَوْ كانَ فيهِما الِهَةٌ الَّا اللَّهُ لَفَسَدَتا وَتَفَطَّرَتا، سُبْحانَ اللَّهِ الْواحِدِ الْأَحَدِ الصَّمَدِ، الَّذى لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً احَدٌ، الْحَمْدُ للَّهِ حَمْداً يُعادِلُ حَمْدَ مَلآئِكَتِهِ الْمُقَرَّبينَ، وَانْبِيآئِهِ الْمُرْسَلينَ، وَ صَلَّى اللَّهُ عَلى خِيَرَتِهِ مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيّينَ، وَآلِهِ الطَّيِّبينَ الطَّاهِرينَ الْمُخلَصينَ، وَسَلَّمَ.

ثمّ بعد بيان الأوصاف الإلهيّة والتسبيح والتقديس اندفع في مسألة حاجته واجتهد في الدعاء وقال وعيناه تسيلان:


1- في البلد الأمين« لها وبها».

ص: 580

اللَّهُمَّ اجْعَلْنى اخْشاكَ كَانّى اراكَ، وَاسْعِدْنى بِتَقْويكَ، وَلا تُشْقِنى بِمَعْصِيَتِكَ، وَخِرْلى فى قَضآئِكَ، وَبارِكْ لى فى قَدَرِكَ، حَتّى لا أُحِبَّ تَعْجيلَ ما اخَّرْتَ، وَلا تَاْخيرَ ما عَجَّلْتَ، اللَّهُمَّ اجْعَلْ غِناىَ فى نَفْسى وَالْيَقينَ فى قَلْبى وَالْإِخْلاصَ فى عَمَلى وَالنُّورَ فى بَصَرى وَالْبَصيرَةَ فى دينى وَمَتِّعْنى بِجَوارِحى وَاجْعَلْ سَمْعى وَبَصَرى الْوارِثَيْنِ مِنّى وَانْصُرْنى عَلى مَنْ ظَلَمَنى وَارِنى فيهِ ثارى وَمَآرِبى وَاقِرَّ بِذلِكَ عَيْنى اللَّهُمَّ اكْشِفْ كُرْبَتى وَاسْتُرْ عَوْرَتى وَاغْفِرْ لى خَطيئَتى وَاخْسَأْ شَيْطانى وَفُكَّ رِهانى وَاجْعَلْ لى يا الهى الدَّرَجَةَ الْعُلْيا فِى الْأخِرَةِ وَالْأُولى اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ كَما خَلَقْتَنى فَجَعَلْتَنى سَميعاً بَصيراً، وَلَكَ الْحَمْدُ كَما خَلَقْتَنى فَجَعَلْتَنى خَلْقاً سَوِيّاً رَحْمَةً بى وَقَدْ كُنْتَ عَنْ خَلْقى غَنِيّاً، رَبِّ بِما بَرَأْتَنْى فَعَدَّلْتَ فِطْرَتى رَبِّ بِما انْشَأْتَنى فَاحْسَنْتَ صُورَتى رَبِّ بِما احْسَنْتَ الَىَّ وَفى نَفْسى عافَيْتَنى رَبِّ بِما كَلَاْتَنى وَوَفَّقْتَنى رَبِّ بِما انْعَمْتَ عَلَىَّ فَهَدَيْتَنى رَبِّ بِما اوْلَيْتَنى وَمِنْ كُلِّ خَيْرٍ اعْطَيْتَنى رَبِّ بِما اطْعَمْتَنى وَسَقَيْتَنى رَبِّ بِما اغْنَيْتَنى وَاقْنَيْتَنى رَبِّ بِما اعَنْتَنى وَاعْزَزْتَنى رَبِّ بِما الْبَسْتَنى مِنْ سِتْرِكَ الصَّافى وَيَسَّرْتَ لى مِنْ صُنْعِكَ الْكافى صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاعِنّى عَلى بَوآئِقِ الدُّهُورِ، وَصُرُوفِ اللَّيالى وَالْأَيَّامِ، وَنَجِّنى مِنْ اهْوالِ الدُّنْيا وَكُرُباتِ الْأخِرَةِ، وَاكْفِنى شَرَّ ما يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ فِى الْأَرْضِ، اللَّهُمَّ ما اخافُ فَاكْفِنى وَما احْذَرُ فَقِنى وَفى نَفْسى وَدينى فَاحْرُسْنى وَفى سَفَرى فَاحْفَظْنى وَفى اهْلى وَمالى فَاخْلُفْنى وَفيما رَزَقْتَنى فَبارِكْ لى وَفى نَفْسى فَذَلِّلْنى وَفى اعْيُنِ النَّاسِ فَعَظِّمْنى وَمِنْ شَرِّ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ فَسَلِّمْنى وَبِذُنُوبى فَلا تَفْضَحْنى وَبِسَريرَتى فَلا تُخْزِنى وَبِعَمَلى فَلا تَبْتَلِنى وَنِعَمَكَ فَلا تَسْلُبْنى وَالى غَيْرِكَ فَلا تَكِلْنى الهى الى مَنْ تَكِلُنى الى قَريبٍ فَيَقْطَعُنى امْ الى بَعيدٍ

ص: 581

فَيَتَجَهَّمُنى امْ الَى الْمُسْتَضْعَفينَ لى وَانْتَ رَبّى وَمَليكُ امْرى اشْكُو الَيْكَ غُرْبَتى وَبُعْدَ دارى وَهَوانى عَلى مَنْ مَلَّكْتَهُ امْرى الهى فَلا تُحْلِلْ عَلَىَّ غَضَبَكَ، فَانْ لَمْ تَكُنْ غَضِبْتَ عَلَىَّ فَلا ابالى سُبْحانَكَ غَيْرَ انَّ عافِيَتَكَ اوْسَعُ لى فَاسْئَلُكَ يا رَبِّ بِنُورِ وَجْهِكَ الَّذى اشْرَقَتْ لَهُ الْأَرْضُ وَالسَّمواتُ، وَكُشِفَتْ بِهِ الظُّلُماتُ، وَصَلُحَ بِهِ امْرُ الْأَوَّلينَ وَالْأخِرينَ، انْ لا تُميتَنى عَلى غَضَبِكَ، وَلا تُنْزِلَ بى سَخَطَكَ، لَكَ الْعُتْبى لَكَ الْعُتْبى (1) حَتّى تَرْضى قَبْلَ ذلِك، لا الهَ الَّا انْتَ.

- چ چ-

رَبَّ الْبَلَدِ الْحَرامِ، وَالْمَشْعَرِ الْحَرامِ، وَالْبَيْتِ الْعَتيقِ الَّذى احْلَلْتَهُ الْبَرَكَةَ، وَجَعَلْتَهُ لِلنَّاسِ امْناً، يا مَنْ عَفا عَنْ عَظيمِ الذُّنُوبِ بِحِلْمِهِ، يا مَنْ اسْبَغَ النَّعْمآءَ بِفَضْلِهِ، يا مَنْ اعْطَى الْجَزيلَ بِكَرَمِهِ، يا عُدَّتى فى شِدَّتى يا صاحِبى فى وَحْدَتى يا غِياثى فى كُرْبَتى يا وَلِيّى فى نِعْمَتى يا الهى وَالهَ آبائى ابْراهيمَ وَاسْماعيلَ، وَاسْحقَ وَيَعْقُوبَ، وَرَبَّ جَبْرَئيلَ وَميكائيلَ وَاسْرافيلَ، وَربَّ مُحَمَّدٍ خاتِمِ النَّبِيّينَ، وَآلِهِ الْمُنْتَجَبينَ، وَمُنْزِلَ التَّوراةِ وَالْإِنْجيلِ وَالزَّبُورِ وَالْفُرْقانِ، وَمُنَزِّلَ كهيعص، وَطه وَيس، وَالْقُرآنِ الْحَكيمِ، انْتَ كَهْفى حينَ تُعْيينِى الْمَذاهِبُ فى سَعَتِها، وَتَضيقُ بِىَ الْأَرْضُ بِرُحْبِها، وَلَوْلا رَحْمَتُكَ لَكُنْتُ مِنَ الْهالِكينَ، وَانْتَ مُقيلُ عَثْرَتى وَلَوْلا سَتْرُكَ ايَّاىَ لَكُنْتُ مِنَ الْمَفْضُوحينَ، وَانْتَ مُؤَيِّدى بِالنَّصْرِ عَلى اعْدآئى وَلَوْ لا نَصْرُكَ ايَّاىَ لَكُنْتُ مِنَ الْمَغْلُوبينَ، يا مَنْ خَصَّ نَفْسَهُ بِالسُّمُوِّ وَالرِّفْعَةِ، فَاوْلِيآئُهُ بِعِزِّهِ يَعْتَزُّونَ، يا مَنْ جَعَلَتْ لَهُ الْمُلُوكُ نيرَ الْمَذَلَّةِ عَلى اعْناقِهِمْ، فَهُمْ مِنْ سَطَواتِهِ خائِفُونَ، يَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَما تُخْفِى الصُّدُورُ، وَغَيْبَ ما تَاْتى بِهِ الْأَزْمِنَةُ وَالدُّهُورُ، يا مَنْ لا يَعْلَمُ كَيْفَ هُوَ الَّا هُوَ، يا


1- ورد في البلد الأمين« لك العُتبى» مرةّ واحدة.

ص: 582

مَنْ لا يَعْلَمُ ما هُوَ الَّا هُوَ، يا مَنْ لا يَعْلَمُهُ الَّا هُوَ(1)، يا مَنْ كَبَسَ الْأَرْضَ عَلَى الْمآءِ، وَسَدَّ الْهَوآءَ بِالسَّمآءِ، يا مَنْ لَهُ اكْرَمُ الْأَسْمآءِ، يا ذَا الْمَعْرُوفِ الَّذى لا يَنْقَطِعُ ابَداً، يا مُقَيِّضَ الرَّكْبِ لِيُوسُفَ فِى الْبَلَدِ الْقَفْرِ، وَمُخْرِجَهُ مِنَ الْجُبِّ، وَجاعِلَهُ بَعْدَ الْعُبُودِيَّةِ مَلِكاً، يا رادَّهُ عَلى يَعْقُوبَ بَعْدَ انِ ابْيَضَّتْ عَيْناهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظيمٌ، يا كاشِفَ الضُّرِّ وَالْبَلْوى عَنْ ايُّوبَ، وَمُمْسِكَ يَدَىْ ابْراهيمَ عَنْ ذَبْحِ ابْنِهِ، بَعْدَ كِبَرِ سِنِّهِ وَفَنآءِ عُمُرِهِ، يا مَنِ اسْتَجابَ لِزَكَرِيّا فَوَهَبَ لَهُ يَحْيى وَلَمْ يَدَعْهُ فَرْداً وَحيداً، يا مَنْ اخْرَجَ يُونُسَ مِنْ بَطْنِ الْحُوتِ، يا مَنْ فَلَقَ الْبَحْرَ لِبَنى اسْرآئيلَ فَانْجاهُمْ، وَجَعَلَ فِرْعَوْنَ وَجُنُودَهُ مِنَ الْمُغْرَقينَ، يا مَنْ ارْسَلَ الرِّياحَ مُبَشِّراتٍ بَيْنَ يَدَىْ رَحْمَتِهِ، يا مَنْ لَمْ يَعْجَلْ عَلى مَنْ عَصاهُ مِنْ خَلْقِهِ، يا مَنِ اسْتَنْقَذَ السَّحَرَةَ مِنْ بَعْدِ طُولِ الْجُحُودِ، وَقَدْ غَدَوْا فى نِعْمَتِهِ يَاْكُلُونَ رِزْقَهُ، وَيَعْبُدُونَ غَيْرَهُ، وَقَدْ حآدُّوهُ وَنآدُّوهُ، وَكَذَّبُوا رُسُلَهُ، يا اللَّهُ يا اللَّهُ يا بَدىُ، يا بَديعاً لا نِدَّ لَكَ، يا دآئِماً لا نَفادَ لَكَ، يا حَيّاً حينَ لا حَىَّ، يا مُحْيِىَ الْمَوْتى يا مَنْ هُوَ قآئِمٌ عَلى كُلِّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ، يا مَنْ قَلَّ لَهُ شُكْرى فَلَمْ يَحْرِمْنى وَعَظُمَتْ خَطيئَتى فَلَمْ يَفْضَحْنى وَرَانى عَلَى الْمَعاصى فَلَمْ يَشْهَرْنى يا مَنْ حَفِظَنى فى صِغَرى يا مَنْ رَزَقَنى فى كِبَرى يا مَنْ اياديهِ عِنْدى لا تُحْصى وَنِعَمُهُ لا تُجازى يا مَنْ عارَضَنى بِالْخَيْرِ وَالْإِحْسانِ، وَعارَضْتُهُ بِالْإِسائَةِ وَالْعِصْيانِ، يا مَنْ هَدانى لِلْإيمانِ مِنْ قَبْلِ انْ اعْرِفَ شُكْرَ الْإِمْتِنانِ، يا مَنْ دَعَوْتُهُ مَريضاً فَشَفانى وَعُرْياناً فَكَسانى وَجائِعاً فَاشْبَعَنى وَعَطْشاناً فَارْوانى وَذَليلًا فَاعَزَّنى وَجاهِلًا فَعَرَّفَنى وَوَحيداً فَكَثَّرَنى وَغائِباً فَرَدَّنى وَمُقِلّاً فَاغْنانى وَمُنْتَصِراً فَنَصَرَنى وَغَنِيّاً فَلَمْ يَسْلُبْنى وَامْسَكْتُ عَنْ جَميعِ ذلِكَ فَابْتَدَانى فَلَكَ الْحَمْدُ وَالشُّكْرُ يا مَنْ اقالَ


1- في البلد الأمين:« يا من لا يعلم ما يعلمهُ الّا هو».

ص: 583

عَثْرَتى وَنَفَّسَ كُرْبَتى وَاجابَ دَعْوَتى وَسَتَرَ عَوْرَتى وَغَفَرَ ذُنُوبى وَبَلَّغَنى طَلِبَتى وَنَصَرَنى عَلى عَدُوّى وَانْ اعُدَّ نِعَمَكَ وَمِنَنَكَ وَكَرائِمَ مِنَحِكَ لا احْصيها، يا مَوْلاىَ انْتَ الَّذى مَنَنْتَ، انْتَ الَّذى انْعَمْتَ، انْتَ الَّذى احْسَنْتَ، انْتَ الَّذى اجْمَلْتَ، انْتَ الَّذى افْضَلْتَ، انْتَ الَّذى اكْمَلْتَ، انْتَ الَّذى رَزَقْتَ، انْتَ الَّذى وَفَّقْتَ، انْتَ الَّذى اعْطَيْتَ، انْتَ الَّذى اغْنَيْتَ، انْتَ الَّذى اقْنَيْتَ، انْتَ الَّذى اوَيْتَ، انْتَ الَّذى كَفَيْتَ، انْتَ الَّذى هَدَيْتَ، انْتَ الَّذى عَصَمْتَ، انْتَ الَّذى سَتَرْتَ، انْتَ الَّذى غَفَرْتَ، انْتَ الَّذى اقَلْتَ، انْتَ الَّذى مَكَّنْتَ، انْتَ الَّذى اعْزَزْتَ، انْتَ الَّذى اعَنْتَ، انْتَ الَّذى عَضَدْتَ، انْتَ الَّذى ايَّدْتَ، انْتَ الَّذى نَصَرْتَ، انْتَ الَّذى شَفَيْتَ، انْتَ الَّذى عافَيْتَ، انْتَ الَّذى اكْرَمْتَ، تَبارَكْتَ وَتَعالَيْتَ، فَلَكَ الْحَمْدُ دآئِماً، وَلَكَ الشُّكْرُ واصِباً ابَداً، ثُمَّ انَا يا الهى الْمُعْتَرِفُ بِذُنُوبى فَاغْفِرْها لى ا نَا الَّذى اسَاْتُ، ا نَا الَّذى اخْطَاْتُ، ا نَا الَّذى هَمَمْتُ، ا نَا الَّذى جَهِلْتُ، انَا الَّذى غَفَلْتُ، انَا الَّذى سَهَوْتُ، انَا الَّذِى اعْتَمَدْتُ، انَا الَّذى تَعَمَّدْتُ، ا نَا الَّذى وَعَدْتُ، وَا نَاالَّذى اخْلَفْتُ، ا نَا الَّذى نَكَثْتُ، ا نَا الَّذى اقْرَرْتُ، ا نَا الَّذِى اعْتَرَفْتُ بِنِعْمَتِكَ عَلَىَّ وَعِنْدى وَابُوءُ بِذُنُوبى فَاغْفِرْها لى يا مَنْ لا تَضُرُّهُ ذُنُوبُ عِبادِهِ، وَهُوَ الْغَنيُّ عَنْ طاعَتِهِمْ، وَالْمُوَفِّقُ مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْهُمْ بِمَعُونَتِهِ وَرَحْمَتِهِ، فَلَكَ الْحَمْدُ الهى وَسَيِّدى الهى امَرْتَنى فَعَصَيْتُكَ، وَنَهَيْتَنى فَارْتَكَبْتُ نَهْيَكَ، فَاصْبَحْتُ لا ذا بَرآءَةٍ لى فَاعْتَذِرُ، وَلا ذا قُوَّةٍ فَانْتَصِرُ، فَبِأَىِّ شَىْ ءٍ اسْتَقْبِلُكَ يا مَوْلاىَ، ابِسَمْعى امْ بِبَصَرى امْ بِلِسانى امْ بِيَدى امْ بِرِجْلى الَيْسَ كُلُّها نِعَمَكَ عِندى وَبِكُلِّها عَصَيْتُكَ يا مَوْلاىَ، فَلَكَ الْحُجَّةُ وَالسَّبيلُ عَلَىَّ، يا مَنْ سَتَرَنى مِنَ الْأباءِ وَالْامَّهاتِ انْ يَزْجُرُونى وَمِنَ الْعَشائِرِ وَالْإِخْوانِ انْ يُعَيِّرُونى وَمِنَ السَّلاطينِ انْ يُعاقِبُونى وَلَوِ اطَّلَعُوا يا مَوْلاىَ عَلى

ص: 584

مَا اطَّلَعْتَ عَلَيْهِ مِنّى اذاً ما انْظَرُونى وَلَرَفَضُونى وَقَطَعُونى فَها انَا ذا يا الهى بَيْنَ يَدَيْكَ، يا سَيِّدى خاضِعٌ ذَليلٌ حَصيرٌ حَقيرٌ، لا ذُو بَرآئَةٍ فَاعْتَذِرُ، وَلا ذُو قُوَّةٍ فَانْتَصِرُ، وَلا ذُو حُجَّةٍ فَاحْتَجُّ بِها، وَلا قائِلٌ لَمْ اجْتَرِحْ وَلَمْ اعْمَلْ سُوءاً، وَما عَسَى الْجُحُودُ وَلَوْ جَحَدْتُ يا مَوْلاىَ يَنْفَعُنى كَيْفَ وَانّى ذلِكَ، وَجَوارِحى كُلُّها شاهِدَةٌ عَلَىَّ بِما قَدْ عَمِلْتُ، وَعَلِمْتُ (1) يَقيناً غَيْرَ ذى شَكٍّ انَّكَ سآئِلى مِنْ عَظايِمِ الْامُورِ، وَانَّكَ الْحَكَمُ الْعَدْلُ الَّذى لا تَجُورُ، وَعَدْلُكَ مُهْلِكى وَمِنْ كُلِّ عَدْلِكَ مَهْرَبى فَانْ تُعَذِّبْنى يا الهى فَبِذُنُوبى بَعْدَ حُجَّتِكَ عَلَىَّ، وَانْ تَعْفُ عَنّى فَبِحِلْمِكَ وَجُودِكَ وَكَرَمِكَ، لا الهَ الَّا انْتَ، سُبْحانَكَ انّى كُنْتُ مِنَ الظَّالِمينَ، لا الهَ الَّا انْتَ، سُبْحانَكَ انّى كُنْتُ مِنَ الْمُسْتَغْفِرينَ، لا الهَ الَّا انْتَ، سُبْحانَكَ انّى كُنْتُ مِنَ الْمُوَحِّدينَ، لا الهَ الَّا انْتَ، سُبْحانَكَ انّى كُنْتُ مِنَ الْخآئِفينَ، لا الهَ الَّا انْتَ، سُبْحانَكَ انّى كُنْتُ مِنَ الْوَجِلينَ، لا الهَ الَّا انْتَ، سُبْحانَكَ انّى كُنْتُ مِنَ الرَّاجينَ، لا الهَ الَّا انْتَ، سُبْحانَكَ انّى كُنْتُ مِنَ الرَّاغِبينَ، لا الهَ الَّا انْتَ، سُبْحانَكَ انّى كُنْتُ مِنَ الْمُهَلِّلينَ، لا الهَ الَّا انْتَ، سُبْحانَكَ انّى كُنْتُ مِنَ السآئِلينَ، لا الهَ الَّا انْتَ، سُبْحانَكَ انّى كُنْتُ مِنَ الْمُسَبِّحينَ، لا الهَ الَّا انْتَ، سُبْحانَكَ انّى كُنْتُ مِنَ الْمُكَبِّرينَ، لاالهَ الَّا انْتَ، سُبْحانَكَ رَبّى وَرَبُّ ابآئِىَ الْأَوَّلينَ.

-*-*-*-

اللَّهُمَّ هذا ثَنائى عَلَيْكَ مُمَجِّداً، وَاخْلاصى لِذِكْرِكَ مُوَحِّداً، وَاقْرارى بالائِكَ مُعَدِّداً، وَانْ كُنْتُ مُقِرّاً انّى لَمْ احْصِها لِكَثْرَتِها وَسُبُوغِها وَتَظاهُرِها، وَتَقادُمِها الى حادِثٍ، ما لَمْ تَزَلْ تَتَعَهَّدُنى بِهِ مَعَها مُنْذُ خَلَقْتَنى وَبَرَاْتَنى مِنْ اوَّلِ الْعُمْرِ مِنَ الْإِغْنآءِ مِنَ الْفَقْرِ، وَكَشْفِ الضُّرِّ، وَتَسْبيبِ الْيُسْرِ، وَدَفْعِ الْعُسْرِ، وَتَفريجِ الْكَرْبِ،


1- لم ترد كلمة« علمتُ» في البلد الأمين.

ص: 585

وَالْعافِيَةِ فِى الْبَدَنِ، وَالسَّلامَةِ فِى الدّينِ، وَلَوْ رَفَدَنى عَلى قَدْرِ ذِكْرِ نِعْمَتِكَ جَميعُ الْعالَمينَ مِنَ الْأَوَّلينَ وَالْأخِرينَ، ما قَدَرْتُ وَلاهُمْ عَلى ذلِكَ، تَقَدَّسْتَ وَتَعالَيْتَ مِنْ رَبٍّ كَريمٍ عَظيمٍ رَحيمٍ، لاتُحْصى الآؤُكَ، وَلايُبْلَغُ ثَنآؤُكَ، وَلاتُكافى نَعْمآؤُكَ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاتْمِمْ عَلَيْنا نِعَمَكَ، وَاسْعِدْنا بِطاعَتِكَ، سُبْحانَكَ لا الهَ الَّاانْتَ، اللَّهُمَّ انَّكَ تُجيبُ الْمُضْطَرَّ، وَتَكْشِفُ السُّوءَ، وَتُغيثُ الْمَكْرُوبَ، وَتَشْفِى السَّقيمَ، وَتُغْنِى الْفَقيرَ، وَتَجْبُرُ الْكَسيرَ، وَتَرْحَمُ الصَّغيرَ، وَتُعينُ الْكَبيرَ، وَلَيْسَ دُونَكَ ظَهيرٌ، وَلافَوْقَكَ قَديرٌ، وَانْتَ الْعَلِىُ الْكَبيرُ، يا مُطْلِقَ الْمُكَبَّلِ الْأَسيرِ، يا رازِقَ الطِّفْلِ الصَّغيرِ، يا عِصْمَةَ الْخآئِفِ الْمُسْتَجيرِ، يا مَنْ لا شَريكَ لَهُ وَلا وَزيرَ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاعْطِنى فى هذِهِ الْعَشِيَّةِ، افْضَلَ ما اعْطَيْتَ وَانَلْتَ احَداً مِنْ عِبادِكَ، مِنْ نِعْمَةٍ تُوليها، وَ الاءٍ تُجَدِّدُها، وَبَلِيَّةٍ تَصْرِفُها، وَكُرْبَةٍ تَكْشِفُها، وَدَعْوَةٍ تَسْمَعُها، وَحَسَنَةٍ تَتَقَبَّلُها، وَسَيِّئَةٍ تَتَغَمَّدُها، انَّكَ لَطيفٌ بِما تَشآءُ خَبيرٌ، وَعَلى كُلِّ شَىْ ءٍ قَديرٌ، اللَّهُمَّ انَّكَ اقْرَبُ مَنْ دُعِىَ، وَاسْرَعُ مَنْ اجابَ، وَاكْرَمُ مَنْ عَفى وَاوْسَعُ مَنْ اعْطى وَاسْمَعُ مَنْ سُئِلَ، يا رَحمنَ الدُّنْيا وَالْأخِرَةِ وَرحيمَهُما، لَيْسَ كَمِثْلِكَ مَسْئُولٌ، وَلا سِواكَ مَاْمُولٌ، دَعَوْتُكَ فَاجَبْتَنى وَسَئَلْتُكَ فَاعْطَيْتَنى وَرَغِبْتُ الَيْكَ فَرَحِمْتَنى وَوَثِقْتُ بِكَ فَنَجَّيْتَنى وَفَزِعْتُ الَيْكَ فَكَفَيْتَنى اللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ وَنَبِيِّكَ، وَعَلى آلِهِ الطَّيِّبينَ الطَّاهِرينَ اجْمَعينَ، وَتَمِّمْ لَنا نَعْمآئَكَ، وَهَنِّئْنا عَطآئَكَ، وَاكْتُبْنالَكَ شاكِرينَ، وَلِألآئِكَ ذاكِرينَ، امينَ امينَ رَبَّ الْعالَمينَ، اللَّهُمَّ يا مَنْ مَلَكَ فَقَدَرَ، وَقَدَرَ فَقَهَرَ، وَعُصِىَ فَسَتَرَ، وَاسْتُغْفِرَ فَغَفَرَ، يا غايَةَ الطَّالِبينَ الرَّاغِبينَ، وَمُنْتَهى امَلِ الرَّاجينَ، يا مَنْ احاطَ بِكُلِّ شَىْ ءٍ عِلْماً، وَوَسِعَ الْمُسْتَقيلينَ رَاْفَةً وَرَحْمَةً وَحِلْماً.

-*-*-*-

ص: 586

اللَّهُمَّ انَّا نَتَوَجَّهُ الَيْكَ فى هذِهِ الْعَشِيَّةِ الَّتى شَرَّفْتَها وَعَظَّمْتَها، بِمُحَمَّدٍ نَبِيِّكَ وَرَسُولِكَ، وَخِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ، وَامينِكَ عَلى وَحْيِكَ، الْبَشيرِ النَّذيرِ، السِّراجِ الْمُنيرِ، الَّذى انْعَمْتَ بِهِ عَلَى الْمُسْلِمينَ، وَجَعَلْتَهُ رَحْمَةً لِلْعالَمينَ، اللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، كَما مُحَمَّدٌ اهْلٌ لِذلِكَ مِنْكَ يا عَظيمُ، فَصَلِّ عَلَيْهِ وَعَلى آلِهِ الْمُنْتَجَبينَ الطَّيِّبينَ الطَّاهِرينَ اجْمَعينَ، وَتَغَمَّدْنا بِعَفْوِكَ عَنَّا، فَالَيْكَ عَجَّتِ الْأَصْواتُ بِصُنُوفِ اللُّغاتِ، فَاجْعَلْ لَنَا اللَّهُمَّ فى هذِهِ الْعَشِيَّةِ، نَصيباً مِنْ كُلِّ خَيْرٍ تَقْسِمُهُ بَيْنَ عِبادِكَ، وَنُورٍ تَهْدى بِهِ، وَرَحْمَةٍ تَنْشُرُها، وَبَرَكَةٍ تُنْزِلُها، وَعافِيَةٍ تُجَلِّلُها، وَرِزْقٍ تَبْسُطُهُ، يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ، اللَّهُمَّ اقْلِبْنا فى هذَا الْوَقْتِ مُنْجِحينَ مُفْلِحينَ، مَبْرُورينَ غانِمينَ، وَلاتَجْعَلْنا مِنَ الْقانِطينَ، وَلا تُخْلِنا مِنْ رَحْمَتِكَ، وَلا تَحْرِمْنا ما نُؤَمِّلُهُ مِنْ فَضْلِكَ، وَلا تَجْعَلْنا مِنْ رَحْمَتِكَ مَحْرُومينَ، وَلا لِفَضْلِ ما نُؤَمِّلُهُ مِنْ عَطآئِكَ قانِطينَ، وَلا تَرُدَّنا خائِبينَ، وَلا مِنْ بابِكَ مَطْرُودينَ، يا اجْوَدَ الْأَجْوَدينَ، وَاكْرَمَ الْأَكْرَمينَ، الَيْكَ اقْبَلْنا مُوقِنينَ، وَلِبَيْتِكَ الْحَرامِ امّينَ قاصِدينَ، فَاعِنَّا عَلى مَناسِكِنا، وَاكْمِلْ لَنا حَجَّنا، وَاعْفُ عَنَّا(1) وَعافِنا، فَقَدْ مَدَدْنا الَيْكَ ايْدِيَنا، فَهِىَ بِذِلَّةِ الْإِعْتِرافِ مَوْسُومَةٌ، اللَّهُمَّ فَاعْطِنا فى هذِهِ الْعَشِيَّةِ ما سَئَلْناكَ، وَاكْفِنا مَا اسْتَكْفَيْناكَ، فَلا كافِىَ لَنا سِواكَ، وَلا رَبَّ لَنا غَيْرُكَ، نافِذٌ فينا حُكْمُكَ، مُحيطٌ بِنا عِلْمُكَ، عَدْلٌ فينا قَضآؤُكَ، اقْضِ لَنَا الْخَيْرَ، وَاجْعَلْنا مِنْ اهْلِ الْخَيْرِ، اللَّهُمَّ اوْجِبْ لَنا بِجُودِكَ عَظيمَ الْأَجْرِ، وَكَريمَ الذُّخْرِ، وَدَوامَ الْيُسْرِ، وَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا اجْمَعينَ، وَلا تُهْلِكْنا مَعَ الْهالِكينَ، وَلا تَصْرِفْ عَنَّا رَاْفَتَكَ وَرَحْمَتَكَ، يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنا فى هذَا الْوَقْتِ مِمَّنْ سَئَلَكَ فَاعْطَيْتَهُ، وَشَكَرَكَ فَزِدْتَهُ، وَتابَ الَيْكَ فَقَبِلْتَهُ، وَتَنَصَّلَ الَيْكَ مِنْ ذُنُوبِهِ كُلِّها فَغَفَرْتَها لَهُ، يا ذَاالْجَلالِ


1- في البلد الأمين:« وَاعْفُ اللَّهُمَّ عَنَّا».

ص: 587

وَالْإِكْرامِ، اللَّهُمَّ وَنَقِّنا(1) وَسَدِّدْنا، وَاقْبَلْ تَضَرُّعَنا، يا خَيْرَ مَنْ سُئِلَ، وَيا ارْحَمَ مَنِ اسْتُرْحِمَ، يا مَنْ لا يَخْفى عَلَيْهِ اغْماضُ الْجُفُونِ، وَلا لَحْظُالْعُيُونِ، وَلا مَا اسْتَقَرَّ فِى الْمَكْنُونِ، وَلا مَا انْطَوَتْ عَلَيْهِ مُضْمَراتُ الْقُلُوبِ، الا كُلُّ ذلِكَ قَدْ احْصاهُ عِلْمُكَ، وَوَسِعَهُ حِلْمُكَ، سُبْحانَكَ وَتَعالَيْتَ عَمَّا يَقُولُ الظَّالِمُونَ عُلُوّاً كَبيراً، تُسَبِّحُ لَكَ السَّمواتُ السَّبْعُ وَالْأَرَضُونَ وَمَنْ فيهِنَّ، وَانْ مِنْ شَىْ ءٍ الَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ، فَلَكَ الْحَمْدُ وَالْمَجْدُ وَعُلُوُّ الْجَدِّ، يا ذَاالْجَلالِ وَالْإِكْرامِ، وَالْفَضْلِ وَالْإِنْعامِ، وَالْأَيادِى الْجِسامِ، وَانْتَ الْجَوادُ الْكَريمُ الرَّؤُوفُ الرَّحيمُ، اللَّهُمَّ اوْسِعْ عَلَىَّ مِنْ رِزْقِكَ الْحَلالِ، وَعافِنى فى بَدَنى وَدينى وَامِنْ خَوْفى وَاعْتِقْ رَقَبَتى مِنَ النَّارِ، اللَّهُمَّ لا تَمْكُرْ بى وَلا تَسْتَدْرِجْنى وَلا تَخْدَعْنى وَادْرَءْ عَنّى شَرَّ فَسَقَةِ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ* ثمّ رفع رأسه وبصره إلى السماء وعيناه ماطرتان مزادتان وقال بصوت عال: يا اسْمَعَ السَّامِعينَ، يا ابْصَرَ النَّاظِرينَ، وَيا اسْرَعَ الْحاسِبينَ، وَيا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ السَّادَةِ الْمَيامينِ، وَاسْئَلُكَ اللَّهُمَّ حاجَتِىَ الَّتى انْ اعْطَيْتَنيها لَمْ يَضُرَّنى ما مَنَعْتَنى وَانْ مَنَعْتَنيها لَمْ يَنْفَعْنى ما اعْطَيْتَنى اسْئَلُكَ فَكاكَ رَقَبَتى مِنَ النَّارِ، لاالهَ الَّا انْتَ، وَحْدَكَ لا شَريكَ لَكَ، لَكَ الْمُلْكُ وَلَكَ الْحَمْدُ، وَانْتَ عَلى كُلِّ شَىْ ءٍ قَديرٌ، يا رَبِّ يا رَبِّ.

وكان يكرّر قوله «يا ربّ» وشغل من حضر ممّن كان حوله عن الدعاء لأنفسهم وأقبلوا على الاستماع له والتأمين على دعائه ثمّ علت أصواتهم بالبكاء معه وغربت الشمس وأفاضت الناس معه إلى المشعر الحرام.

-*-*-*-


1- في البلد الأمين:« وَفِّقنا».

ص: 588

وزاد السيّد ابن طاووس في الإقبال بعد «

يا ربّ يا ربّ يا ربّ

» هذه الزيادة(1):

الهى انَا الْفَقيرُ فى غِناىَ، فَكَيْفَ لا اكُونُ فَقيراً فى فَقْرى الهى انَا الْجاهِلُ فى عِلْمى فَكَيْفَ لا اكُونُ جَهُولًا فى جَهْلى الهى انَّ اخْتِلافَ تَدْبيرِكَ وَسُرْعَةَ طَوآءِ مَقاديرِكَ، مَنَعا عِبادَكَ الْعارِفينَ بِكَ عَنِ السُّكُونِ الى عَطآءٍ، وَالْيَأْسِ مِنْكَ فى بَلآءٍ، الهى مِنّى ما يَليقُ بِلُؤْمى وَمِنْكَ ما يَليقُ بِكَرَمِكَ، الهى وَصَفْتَ نَفْسَكَ بِاللُّطْفِ وَالرَّأْفَةِ لى قَبْلَ وُجُودِ ضَعْفى افَتَمْنَعُنى مِنْهُما بَعْدَ وُجُودِ ضَعْفى الهى انْ ظَهَرَتِ الْمَحاسِنُ مِنّى فَبِفَضْلِكَ، وَلَكَ الْمِنَّةُ عَلَىَّ، وَانْ ظَهَرَتِ الْمَساوى مِنّى فَبِعَدْلِكَ، وَلَكَ الْحُجَّةُ عَلَىَّ، الهى كَيْفَ تَكِلُنى وَقَدْ تَكَفَّلْتَ لى وَكَيْفَ اضامُ وَانْتَ النَّاصِرُ لى امْ كَيْفَ اخيبُ وَانْتَ الْحَفِىُّ بى ها انَا اتَوَسَّلُ الَيْكَ بِفَقْرى الَيْكَ، وَكَيْفَ اتَوَسَّلُ الَيْكَ بِما هُوَ مَحالٌ انْ يَصِلَ الَيْكَ، امْ كَيْفَ اشْكُو الَيْكَ حالى وَهُوَ لا يَخْفى عَلَيْكَ، امْ كَيْفَ اتَرْجِمُ بِمَقالى وَهُوَ مِنَكَ بَرَزٌ الَيْكَ، امْ كَيْفَ تُخَيِّبُ امالى وَهِىَ قَدْ وَفَدَتْ الَيْكَ، امْ كَيْفَ لا تُحْسِنُ احْوالى وَبِكَ قامَتْ، الهى ما الْطَفَكَ بى مَعَ عَظيمِ جَهْلى وَما ارْحَمَكَ بى مَعَ قَبيحِ فِعْلى الهى ما اقْرَبَكَ مِنّى وَابْعَدَنى عَنْكَ، وَما ارْافَكَ بى فَمَا الَّذى يَحْجُبُنى عَنْكَ، الهى عَلِمْتُ بِاخْتِلافِ الْآثارِ وَتَنقُّلاتِ الْأَطْوارِ، انَّ مُرادَكَ مِنّى انْ تَتَعَرَّفَ الَىَّ فى كُلِّ شَىْ ءٍ، حَتّى لا اجْهَلَكَ فى شَىْ ءٍ، الهى كُلَّما اخْرَسَنى لُؤْمى انْطَقَنى كَرَمُكَ، وَكُلَّما ايَسَتْنى اوْصافى اطْمَعَتْنى مِنَنُكَ، الهى مَنْ كانَتْ مَحاسِنُهُ مَساوِىَ، فَكَيْفَ لا تَكُونُ مَساويهِ مَساوِىَ، وَمَنْ كانَتْ حَقايِقُهُ دَعاوِىَ، فَكَيْفَ لا تَكُونُ دَعاويهِ دَعاوِىَ، الهى حُكْمُكَ النَّافِذُ وَمَشِيَّتُكَ الْقاهِرَةُ لَمْ يَتْرُكا لِذى مَقالٍ مَقالًا، وَلا لِذى حالٍ


1- رغم تردد العلماء في اعتبار هذه الزيادة، إلّاأنّ مضامينها تدور حول يوم عرفة ولم نعثر فيها على شي ء يفيد إضافتها من جماعة منحرفة.

ص: 589

حالًا، الهى كَمْ مِنْ طاعَةٍ بَنَيْتُها، وَحالَةٍ شَيَّدْتُها، هَدَمَ اعْتِمادى عَلَيْها عَدْلُكَ، بَلْ اقالَنى مِنْها فَضْلُكَ، الهى انَّكَ تَعْلَمُ انّى وَانْ لَمْ تَدُمِ الطَّاعَةُ مِنّى فِعْلًا جَزْماً، فَقَدْ دامَتْ مَحَبَّةً وَعَزْماً، الهى كَيْفَ اعْزِمُ وَانْتَ الْقاهِرُ، وَكَيْفَ لا اعْزِمُ وَانْتَ الْأمِرُ، الهى تَرَدُّدى فِى الْأثارِ يُوجِبُ بُعْدَ الْمَزارِ، فَاجْمَعْنى عَلَيْكَ بِخِدْمَةٍ تُوصِلُنى الَيْكَ، كَيْفَ يُسْتَدَلُّ عَلَيْكَ بِما هُوَ فى وُجُودِهِ مُفْتَقِرٌ الَيْكَ، ايَكُونُ لِغَيْرِكَ مِنَ الظُّهُورِ ما لَيْسَ لَكَ، حَتّى يَكُونَ هُوَ الْمُظْهِرَ لَكَ، مَتى غِبْتَ حَتّى تَحْتاجَ الى دَليلٍ يَدُلُّ عَليْكَ، وَمَتى بَعُدْتَ حَتّى تَكُونَ الْأثارُ هِىَ الَّتى تُوصِلُ الَيْكَ، عَمِيَتْ عَيْنٌ لا تَراكَ عَلَيْها رَقيباً، وَخَسِرَتْ صَفْقَةُ عَبْدٍ لَمْ تَجْعَلْ لَهُ مِنْ حُبِّكَ نَصيباً، الهى امَرْتَ بِالرُّجُوعِ الَى الْأثارِ، فَارْجِعْنى الَيْكَ بِكِسْوَةِ الْأَنْوارِ، وَهِدايَةِ الْإِسْتِبصارِ، حَتّى ارْجِعَ الَيْكَ مِنْها، كَما دَخَلْتُ الَيْكَ مِنْها مَصُونَ السِّرِّ عَنِ النَّظَرِ الَيْها، وَمَرْفُوعَ الْهِمَّةِ عَنِ الْإِعْتِمادِ عَلَيْها، انَّكَ عَلى كُلِّ شَىٍ قَديرٌ، الهى هذا ذُلّى ظاهِرٌ بَيْنَ يَدَيْكَ، وَهذا حالى لا يَخْفى عَلَيْكَ، مِنْكَ اطْلُبُ الْوُصُولَ الَيْكَ، وَبِكَ اسْتَدِلُّ عَلَيْكَ، فَاهْدِنى بِنُورِكَ الَيْكَ، وَاقِمْنى بِصِدْقِ الْعُبُودِيَّةِ بَيْنَ يَدَيْكَ، الهى عَلِّمْنى مِنْ عِلْمِكَ الْمَخْزُونِ، وَصُنّى بِسِتْرِكَ الْمَصُونِ، الهى حَقِّقْنى بِحَقائِقِ اهْلِ الْقُرْبِ، وَاسْلُكْ بى مَسْلَكَ اهْلِ الْجَذْبِ، الهى اغْنِنى بِتَدْبيرِكَ لى عَنْ تَدْبيرى وَبِاخْتِيارِكَ (1) عَنِ اخْتِيارى وَاوْقِفْنى عَلى مَراكِزِ اضْطِرارى الهى اخْرِجْنى مِنْ ذُلِّ نَفْسى وَطَهِّرْنى مِنْ شَكّى وَشِرْكى قَبْلَ حُلُولِ رَمْسى بِكَ انْتَصِرُ فَانْصُرْنى وَعَلَيْكَ اتَوَكَّلُ فَلا تَكِلْنى وَايَّاكَ اسْئَلُ فَلا تُخَيِّبْنى وَفى فَضْلِكَ ارْغَبُ فَلا تَحْرِمْنى وَبِجَنابِكَ انْتَسِبُ فَلا تُبْعِدْنى وَبِبابِكَ اقِفُ فَلا تَطْرُدْنى الهى تَقَدَّسَ رِضاكَ انْ يَكُونَ لَهُ عِلَّةٌ مِنْكَ، فَكَيْفَ يَكُونُ لَهُ عِلَّةٌ مِنّى الهى انْتَ الْغَنِىُّ بِذاتِكَ


1- في إقبال الأعمال:« باختيارك لي».

ص: 590

انْ يَصِلَ الَيْكَ النَّفْعُ مِنْكَ، فَكَيْفَ لا تَكُونُ غَنِيّاً عَنّى الهى انَّ الْقَضآءَ وَالْقَدَرَ يُمَنّينى وَانَّ الْهَوى بِوَثائِقِ الشَّهْوَةِ اسَرَنى فَكُنْ انْتَ النَّصيرَ لى حَتّى تَنْصُرَنى وَتُبَصِّرَنى وَاغْنِنى بِفَضْلِكَ حَتّى اسْتَغْنِىَ بِكَ عَنْ طَلَبى انْتَ الَّذى اشْرَقْتَ الْأَنْوارَ فى قُلُوبِ اوْلِيآئِكَ، حَتّى عَرَفُوكَ وَوَحَّدُوكَ، وَانْتَ الَّذى ازَلْتَ الْأَغْيارَ عَنْ قُلُوبِ احِبَّائِكَ، حَتّى لَمْ يُحِبُّوا سِواكَ، وَلَمْ يَلْجَئُوا الى غَيْرِكَ، انْتَ الْمُوْنِسُ لَهُمْ حَيْثُ اوْحَشَتْهُمُ الْعَوالِمُ، وَانْتَ الَّذى هَدَيْتَهُمْ حَيْثُ اسْتَبانَتْ لَهُمُ الْمَعالِمُ، ماذا وَجَدَ مَنْ فَقَدَكَ، وَمَا الَّذى فَقَدَ مَنْ وَجَدَكَ، لَقَدْ خابَ مَنْ رَضِىَ دُونَكَ بَدَلًا، وَلَقَدْ خَسِرَ مَنْ بَغى عَنْكَ مُتَحَوِّلًا، كَيْفَ يُرْجى سِواكَ وَانْتَ ما قَطَعْتَ الْإِحْسانَ، وَكَيْفَ يُطْلَبُ مِنْ غَيْرِكَ وَانْتَ ما بَدَّلْتَ عادَةَ الْإِمْتِنانِ، يا مَنْ اذاقَ احِبّآئَهُ حَلاوَةَ الْمُؤانَسَةِ، فَقامُوا بَيْنَ يَدَيْهِ مُتَمَلِّقينَ، وَيا مَنْ الْبَسَ اوْلِيائَهُ مَلابِسَ هَيْبَتِهِ، فَقامُوا بَيْنَ يَدَيْهِ مُسْتَغْفِرينَ، انْتَ الذَّاكِرُ قَبْلَ الذَّاكِرينَ، وَانْتَ الْبادى بِالْإِحْسانِ قَبْلَ تَوَجُّهِ الْعابِدينَ، وَانْتَ الْجَوادُ بِالْعَطآءِ قَبْلَ طَلَبِ الطَّالِبينَ، وَانْتَ الْوَهَّابُ ثُمَّ لِما وَهَبْتَ لَنا مِنَ الْمُسْتَقْرِضينَ، الهى اطْلُبْنى بِرَحْمَتِكَ حَتّى اصِلَ الَيْكَ، وَاجْذِبْنى بِمَنِّكَ حَتّى اقْبِلَ عَلَيْكَ، الهى انَّ رَجآئى لا يَنْقَطِعُ عَنْكَ وَانْ عَصَيْتُكَ، كَما انَّ خَوْفى لا يُزايِلُنى وَانْ اطَعْتُكَ، فَقَدْ دَفَعَتْنِى الْعَوالِمُ الَيْكَ، وَقَدْ اوْقَعَنى عِلْمى بِكَرَمِكَ عَلَيْكَ، الهى كَيْفَ اخيبُ وَانْتَ امَلى امْ كَيْفَ اهانُ وَعَلَيْكَ مُتَّكَلى الهى كَيْفَ اسْتَعِزُّ وَفِى الذِّلَّةِ ارْكَزْتَنى امْ كَيْفَ لا اسْتَعِزُّ وَالَيْكَ نَسَبْتَنى الهى كَيْفَ لا افْتَقِرُ وَانْتَ الَّذى فِى الْفُقَرآءِ اقَمْتَنى امْ كَيْفَ افْتَقِرُ وَانْتَ الَّذى بِجُودِكَ اغْنَيْتَنى وَانْتَ الَّذى لا الهَ غَيْرُكَ، تَعَرَّفْتَ لِكُلِّ شَىْ ءٍ، فَما جَهِلَكَ شَىْ ءٌ، وَانْتَ الَّذى تَعَرَّفْتَ الَىَّ فى كُلِّ شَىْ ءٍ، فَرَايْتُكَ ظاهِراً فى كُلِّ شَىْ ءٍ، وَانْتَ الظَّاهِرُ لِكُلِّ شَىْ ءٍ، يا مَنِ اسْتَوى بِرَحْمانِيَّتِهِ، فَصارَ الْعَرْشُ غَيْباً فى ذاتِهِ،

ص: 591

مَحَقْتَ الْأثارَ بِالْأثارِ، وَمَحَوْتَ الْأَغْيارَ بِمُحيطاتِ افْلاكِ الْأَنْوارِ، يا مَنِ احْتَجَبَ فى سُرادِقاتِ عَرْشِهِ عَنْ انْ تُدْرِكَهُ الْأَبْصارُ، يا مَنْ تَجَلّى بِكَمالِ بَهآئِهِ فَتَحَقَّقَتْ عَظَمَتُهُ الْإِسْتِوآءَ، كَيْفَ تَخْفى وَانْتَ الظَّاهِرُ، امْ كَيْفَ تَغيبُ وَانْتَ الرَّقيبُ الْحاضِرُ، انَّكَ عَلى كُلِّ شَىْ ءٍ قَديرٌ، وَالْحَمْدُ للَّهِ وَحْدَهُ.(1)

6. وقل في آخر نهار عرفة:

يا رَبِّ إنَّ ذُنُوبى لا تَضُرُّكَ، وَانَّ مَغْفِرَتَكَ لى لا تَنْقُصُكَ، فَاعْطِنى ما لا يَنْقُصُكَ، وَاغْفِرْ لى ما لايَضُرُّكَ (2).

وقل أيضاً: اللَّهُمَّ لا تَحْرِمْنى خَيْرَ ما عِنْدَكَ لِشَرِّ ما عِنْدى فَانْ انْتَ لَمْ تَرْحَمْنى بِتَعَبى وَنَصَبى فَلا تَحْرِمْنى اجْرَ الْمُصابِ عَلى مُصيبَتِهِ (3).

7. واقرأ دعاءالعشرات عند غروب يوم عرفة الذي مضى في قسم الأدعية (ص 73) ويستحبّ الدعاء به كلّ صباح ومساء في عرفة وقد ذكره السيّد ابن طاووس في أعمال يوم عرفة(4).

-*-*-*-

الليلة العاشرة: وأعمال هذه الليلة هي:

1. إحياء هذه الليلة المباركة وروي أنّ أميرالمؤمنين عليه السلام كان يحييها(5).

2. يستحبّ الغسل في هذه الليلة(6).

3. زيارة الحسين عليه السلام فمن زاره في هذه الليلة غفرت ذنوبه كما روي عن الإمام الصادق عليه السلام (7).

4. ادع في هذه الليلة بهذا الدعاء:

يا دائِمَ الْفَضْلِ عَلَى الْبَرِيَّةِ، يا باسِطَ الْيَدَيْنِ بِالْعَطِيَّةِ، يا صاحِبَ الْمَواهِبِ السَّنَيِّةِ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ خَيْرِ الْوَرى سَجِيَّةً، وَاغْفِرْ لَنا يا ذَالْعُلى فى هذِهِ الْعَشِيَّةِ(8).


1- إقبال الأعمال: ص 348.
2- المصدر السابق: ص 420.
3- المصدر السابق.
4- المصدر السابق: ص 417.
5- المصدر السابق: ص 421.
6- زاد المعاد: ص 319.
7- إقبال الأعمال: ص 421.
8- مصباح الكفعمي: ص 647.

ص: 592

اليوم العاشر (عيد الأضحى)

اشارة

يوم الأضحى من الأعياد الإسلاميّة والذي يذكّر بإخلاص وعبوديّة إبراهيم عليه السلام حيث أمر بذبح ولده إسماعيل فحمله إلى المذبح ووضع السكين على نحره فنودي بالكفّ وقد وفّق في طاعة ذلك الأمر فنزل عليه جبرئيل بكبش فذبحه إبراهيم فكان الذبح منذ ذلك اليوم سنّة في منى. وهذا يوم فرح وسرور، فبالإضافة إلى موفّقية عبد مخلص في امتحان صعب وإثباته عبوديته المحضة للَّه، فإنّ جماعة عظيمة من العباد المخلصين يتأسون به فيسارعون لحجّ بيت اللَّه ويؤدون مناسك منى بما فيها النحر.

أعمال يوم عيد الأضحى:

وردت عدّة أعمال في يوم الأضحى.

1. الغسل كما قال العلّامة المجلسي فهو سنّة مؤكدة وقد أوجبه بعض العلماء(1).

2. صلاة العيد كما ذكرنا في عيد الفطر وهي سنّة مؤكّدة في الغيبة على مشهور الفقهاء (سواء كانت جماعة أم مفردة)(2).

3. يستحبّ الدعاء بالأدعية المأثورة قبل صلاة العيد وبعدها ولعلّ أفضلها كما ذكر المرحوم العلّامة المجلسي الدعاء الثامن والأربعون من الصحيفة السجادية وأوّله:

أللَّهُمَّ هذا يَومٌ مُبارَك

وادع أيضاً بالدعاء السادس والأربعين (3).

4 يستحبّ قراءة دعاء الندبة في هذا اليوم وسائر الأعياد(4).

5. التضحية في هذا اليوم سنّة مؤكدة للجميع حتّى أوجبه العلماء على المستطيع، كما يستحبّ أن يتناول شيئاً من لحمها بعد صلاة العيد(5).

ويستحبّ عند الأضحية أن يدعو بالدعاء المروي عن الإمام الصادق عليه السلام:

وَجَّهْتُ وَجْهِىَ لِلَّذى فَطَرَ السَّمواتِ وَالْأَرْضَ، حَنيفاً مُسْلِماً وَما أنَا مِنَ


1- زاد المعاد: ص 319.
2- المصدر السابق.
3- المصدر السابق.
4- المصدر السابق: ص 320.
5- المصدر السابق.

ص: 593

الْمُشْرِكينَ، إنَّ صَلاتى وَنُسُكى وَمَحْياىَ وَمَماتى لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمينَ، لا شَريكَ لَهُ، وَبِذلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمينَ. اللَّهُمَّ مِنْكَ وَلَكَ، بِسْمِ اللَّهِ وَاللَّهُ اكْبَرُ. اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِنّى (1).

(إذا كانت بنيّة عدّة أفراد يقال:

اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِنّا

). ومن المناسب أن يضحّي هذا اليوم من يستطيع، فيعطوا أكثره للفقراء والمساكين.

وروي عن الإمام الصادق عليه السلام قال: «

كانَ عليُّ بنُ الحُسَينِ عليهما السلام وأبو جَعْفَرٍ عليه السلام يَتَصَدَّقانِ بِثُلُثٍ على جِيْرانِهِم وثُلُثٍ على السُّؤالِ وثُلُثٌ يُمْسِكانه لأهْلِ البَيْتِ»(2).

6. أن يكبّر بالتكبيرات الآتية عقيب خمس عشرة فريضة أوّلها فريضة ظهرالعيد وآخرها فريضة فجر اليوم الثالث عشر، هذا لمن كان في منى، وأمّا من كان في سائر البلدان فيكبّر بها عقب عَشر فرائض تبدأ من فريضة ظهر العيد وتنتهي بفجر اليوم الثاني عشر. والتكبيرات حسب الكافي:

اللَّهُ اكْبَرُ، اللَّهُ اكْبَرُ، لا الهَ الَّا اللَّهُ وَاللَّهُ اكْبَرُ، اللَّهُ اكْبَرُ، وَللَّهِ الْحَمْدُ، اللَّهُ اكْبَرُ عَلى ما هَدانا؛ اللَّهُ اكْبَرُ عَلى ما رَزَقَنا مِنْ بَهيمَةِ الْأَنعامِ؛ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَلى ما أبْلانا(3).

ويستحبّ تكرار هذه التكبيرات عقيب الفرائض مرّة على الأقل كما يستحبّ التكبير بها بعد النوافل (4).

يوم الغدير

فضيلة هذا اليوم:

هو يوم مهمّ في تاريخ الإسلام ذلك اليوم الذي فرغ فيه النبيّ صلى الله عليه و آله من مناسك الحجّ سنة 10 ه فجمع المسلمين حين عاد إلى المدينة في غدير خمّ وأبلغهم بنصب عليّ عليه السلام لإمامة الامّة من بعده. حيث نزلت الآية الْيَوْمَ اكْمَلْتُ لَكُمْ دينَكُم، وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتى وَرَضيتُ لَكُمُ الْإسْلامَ دِيناً(5) فأكمل اللَّه الإسلام بإمامة عليّ عليه السلام ويئس أعداء الدين. فهو بحقّ عيد اللَّه الأكبر حيث


1- زاد المعاد: ص 321.
2- إقبال الأعمال: ص 451.
3- الكافي: ج 4، ص 517، ح 4.
4- زاد المعاد: ص 323.
5- سورة المائدة: الآية 3.

ص: 594

تأكدت أهميته وأفضليته على سائر الأعياد كما في الأخبار. قال الرضا عليه السلام: «

إذا كانَ يَوْمُ القِيامَةِ زُفَّتْ أرْبَعَةُ أيّامٍ إلى اللَّهِ: يَوْمُ الأضْحى والفِطْرُ والجُمُعَةُ ويَوْمُ الغَدِيرِ وإنَّ يَوْمَ الغَدِيرِ كالقَمَرِ بَيْنَ الكَواكِبِ»(1).

وورد في هذه الرواية أنّه العِيدُ الأكْبَرُ ويوم الصفح عن مذنبي شيعة أميرالمؤمنين عليه السلام (التائبين) ويوم السرور والتبسّم في وجه المؤمنين (2).

وفي رواية سئل الإمام الصادق عليه السلام: هل للمسلمين عيد غير يوم الجمعة والأضحى والفطر؟

قال: «

نَعَمْ اليَومُ الّذِي نَصَّبَ فِيهِ رسَولُ اللَّه صلى الله عليه و آله أميرَالمُؤمنِين عليه السلام

»، وقال في رواية اخرى «

يَومُ الثامِن عَشَر مِنْ شَهْرِ ذِي الحِجَّة»(3).

على كلّ حال ينبغي أن يعقد المسلمون في هذا اليوم مجالس الفرح والسرور ويُغْنوها بالمحاضرات بشأن يوم الغدير ومسألة إمامة الامّة ومناقب أميرالمؤمنين عليه السلام ويعرِّفوا الشباب والصبيان بولايته عليه السلام ومصادرها في الكتاب والسنّة والتواريخ.

أعمال يوم عيد الغدير:

وردت عدّة أعمال في هذا اليوم:

1. الصوم، فإنّ صومه يعدل ستّين شهراً كما روي عن الإمام الصادق عليه السلام وصومه كما جاء في الخبر «

كَفَّارَةٌ لِسِتّينَ سَنَة»(4).

2. يستحبّ فيه الغسل كما روى المرحوم الكفعمي في البلد الأمين (5).

3. الإحسان إلى المؤمنين، عن الإمام الصادق عليه السلام: «

هُوَ يَوْمُ عِبادَةٍ وإطْعَامِ المُؤمِنين وقَضَاءِ حَوائِجِهم»(6).

وقال الإمام الرضا عليه السلام: «

مَنْ أفْضَلَ على إخْوانِه في هذا اليَوْمِ وَسَّعَ اللَّهُ عَلَيهِ رِزْقَهُ»(7).

4. زيارة أميرالمؤمنين عليه السلام في هذا اليوم، فلها فضل عظيم.


1- إقبال الأعمال: ص 464؛ زاد المعاد: ص 323.
2- إقبال الأعمال: ص 464؛ زاد المعاد: ص 324.
3- مصباح المتهجّد: ص 736.
4- إقبال الأعمال: ص 465.
5- البلد الأمين: ص 259.
6- زاد المعاد: ص 327.
7- المصدر السابق: ص 324.

ص: 595

روي عن أبي نصر (أحد أصحاب الإمام الرضا عليه السلام) أنّه عليه السلام قال: «

أيْنَما كُنْتَ فَاحْضَر يَوْمَ الغَدِيرِ عند أميرالمؤمنين عليه السلام فإنَّ اللَّهَ تَعالى يَغْفِرُ لِكُلِّ مُؤمنٍ ومُؤمِنَةٍ ومُسْلِمٍ ومُسْلِمَةٍ ويَعْتِقُ مِنَ النّارِ ضِعْفَ ما أعْتَقَ فِي شَهْرِ رَمَضانَ ولَيْلَةِ الْقَدْرِ ولَيْلَةِ الفِطْرِ»(1).

وقد وردت عدّة زيارات لأميرالمؤمنين عليه السلام في هذا اليوم أشهرها زيارة أمين اللَّه التي مرّت في قسم الزيارات (ص 174) وبها يزار عليه السلام من بُعد وقُرب وكذلك زيارته الخاصة في عيدالغدير (ص 186).

5. قال الإمام الرضا عليه السلام: «

يُهَنِّئُ مَن لاقَاهُ مِن إخوانِه المُؤمنين بقَولِه

»: الْحَمْدُ للَّهِ الَّذى جَعَلَنا مِنَ الْمُتَمَسِّكينَ بِوِلايَةِ اميرِالْمُؤْمِنينَ وَالْأَئِمَّةِ عَلَيْهِمُ السَّلامُ (2).

6. ويقول أيضاً لأخيه المؤمن:

الْحَمْدُ للَّهِ الَّذى اكْرَمَنا بِهذَا الْيَوْمِ، وَجَعَلَنا مِنَ الْمُؤْمِنينَ، وَجَعَلَنا مِنَ الْمُوفينَ بِعَهْدِهِ الَيْنا، وَميثاقِهِ الَّذى واثَقَنا بِهِ، مِنْ وِلايَةِ وُلاةِ امْرِهِ، وَالْقُوَّامِ بِقِسْطِهِ، وَلَمْ يَجْعَلْنا مِنَ الْجاحِدينَ وَالْمُكَذِّبينَ بِيَوْمِ الدّينِ (3).

- چ چ-

7. أن يدعو بدعاء الندبة(4) الذي مرّ في قسم الأدعية (ص 120).

8. روى المرحوم السيّد ابن طاووس بسند صحيح عن الإمام الصادق عليه السلام: «

يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ يَوْمَ الغَدِيرِ ثُمّ يَسْجُد ويَشْكُر اللَّهَ مائةَ مرَّة (يقول مثلًا شكراً للَّه) ثُمَّ يرفَعُ رأسَهُ من السّجود ويقول:

اللهُمَّ انِّى اسْئَلُكَ بِانَّ لَكَ الْحَمْدَ، وَحْدَكَ لا شَريكَ لَكَ، وَانَّكَ واحِدٌ احَدٌ صَمَدٌ، لَمْ تَلِدْ وَلَمْ تُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَكَ كُفُواً احَدٌ، وَانَّ مُحَمّداً عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ، يا مَنْ هُوَ كُلَّ يَوْمٍ فى شَاْنٍ، كَما كانَ مِنْ شَاْنِكَ انْ تَفَضَّلْتَ عَلَىَّ، بِانْ


1- إقبال الأعمال: ص 468.
2- المصدر السابق: ص 464.
3- البلد الأمين: ص 263 كما ورد هذا الدعاء عن الإمام الصادق عليه السلام باختلاف يسير في إقبال الأعمال: ص 476.
4- ذكر المرحوم السيّد ابن طاووس دعاء الندبة في أعمال يوم الفطر وقال: يدعو بهذا الدعاء في الأعياد الأربعة( إقبال الأعمال: ص 295).

ص: 596

جَعَلْتَنى مِنْ اهْلِ اجابَتِكَ، وَاهْلِ دِينِكَ وَاهْلِ دَعْوَتِكَ، وَوَفَّقْتَنى لِذلِكَ فى مُبْتَدَءِ خَلْقى تَفَضُّلًا مِنْكَ وَكَرَماً وَجُوداً، ثُمَّ ارْدَفْتَ الْفَضْلَ فَضْلًا، وَالْجُودَ جُوداً، وَالْكَرَمَ كَرَماً، رَاْفَةً مِنْكَ وَرَحْمَةً، الى انْ جَدَّدْتَ ذلِكَ الْعَهْدَ لى تَجْديداً بَعْدَ تَجديدِكَ خَلْقى وَكُنْتُ نَسْياً مَنْسِيّاً ناسِياً ساهِياً غافِلًا، فَاتْمَمْتَ نِعْمَتَكَ بِانْ ذَكَّرْتَنى ذلِكَ، وَمَنَنْتَ بِهِ عَلَىَّ، وَهَدَيْتَنى لَهُ، فَلْيَكُنْ مِنْ شَاْنِكَ يا الهى وَسَيِّدى وَمَولاىَ انْ تُتِمَّ لى ذلِكَ، وَلا تَسْلُبَنيهِ حَتّى تَتَوَفَّانى عَلى ذلِكَ، وَانتَ عَنّى راضٍ، فَانَّكَ احَقُّ الْمُنعِمينَ انْ تُتِمَّ نِعمَتَكَ عَلَىَّ، اللهُمَّ سَمِعْنا وَاطَعْنا وَاجَبْنا داعِيَكَ بِمَنِّكَ، فَلَكَ الْحَمْدُ غُفْرانَكَ رَبَّنا وَالَيْكَ الْمَصيرُ، امَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وَبِرَسُولِهِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَصَدَّقْنا وَاجَبْنا داعِىَ اللَّهِ، وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فى مُوالاةِ مَوْلينا وَمَوْلَى الْمُؤْمِنينَ، اميرِ الْمُؤْمِنينَ عَلِىِّ بْنِ ابيطالِبٍ، عَبْدِاللَّهِ وَاخى رَسُولِهِ، وَالصِّدِّيقِ الْأَكْبَرِ، وَالْحُجَّةِ عَلى بَرِيَّتِهِ، المُؤَيِّدِ بِهِ نَبِيَّهُ وَدينَهُ الْحَقَّ الْمُبينَ، عَلَماً لِدينِ اللَّهِ، وَخازِناً لِعِلْمِهِ، وَعَيْبَةَ غَيْبِ اللَّهِ، وَمَوْضِعَ سِرِّ اللَّهِ، وَامينَ اللَّهِ عَلى خَلْقِهِ، وَشاهِدَهُ فى بَرِيَّتِهِ، اللهُمَّ رَبَّنا انَّنا سَمِعْنا مُنادِياً يُنادى لِلْإيمانِ، انْ امِنُوا بِرَبِّكُمْ فامَنَّا، رَبَّنا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا، وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئاتِنا، وَتَوَفَّنا مَعَ الْأَبْرارِ، رَبَّنا وَ اتِنا ما وَعَدْتَنا عَلى رُسُلِكَ، وَلا تُخْزِنا يَوْمَ الْقِيمَةِ، انَّكَ لا تُخْلِفُ الْميعادَ، فَانَّا يا رَبَّنا بِمَنِّكَ وَلُطْفِكَ اجَبْنا داعِيَكَ، وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ وَصَدَّقْناهُ، وَصَدَّقْنا مَوْلَى الْمُؤْمِنينَ، وَكَفَرْنا بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ، فَوَلِّنا ما تَوَلَّيْنا، وَاحْشُرْنا مَعَ ائِمَّتِنا، فَانَّا بِهِمْ مُؤْمِنُونَ مُوقِنُونَ، وَلَهُمْ مُسَلِّمُونَ، امَنَّا بِسِرِّهِمْ وَعَلانِيَتِهِمْ، وَشاهِدِهِمْ وَغائِبِهِمْ، وَحَيِّهِمْ وَمَيِّتِهِمْ، وَرَضينا بِهِمْ ائِمَّةً وَقادَةً وَسادَةً، وَحَسْبُنا بِهِمْ بَيْنَنا وَبَيْنَ اللَّهِ دُونَ خَلْقِهِ، لا نَبْتَغى بِهِمْ بَدَلًا، وَلا نَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِمْ وَليجَةً، وَبَرِئْنا الَى اللَّهِ مِنْ كُلِّ مَنْ نَصَبَ لَهُمْ حَرْباً مِنَ الْجِنِ

ص: 597

وَالْإِنْسِ مِنَ الْأَوَّلينَ وَالْأخِرينَ، وَكَفَرْنا بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَالأَوْثانِ الأَرْبَعَةِ، وَاشْياعِهِمْ وَاتْباعِهِمْ، وَكُلِّ مَنْ والاهُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ، مِنْ اوَّلِ الدَّهرِ الى آخِرِهِ، اللهُمَّ انَّا نُشْهِدُكَ انَّا نَدينُ بِما دانَ بِهِ مُحَمَّدٌ وَ الُ مُحَمَّدٍ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ، وَقَوْلُنا ما قالُوا، وَدينُنا ما دانُوا بِهِ، ما قالُوا بِهِ قُلْنا، وَما دانُوا بِهِ دِنَّا، وَما انْكَرُوا انْكَرْنا، وَمَنْ والَوْا والَيْنا، وَمَنْ عادَوْا عادَيْنا، وَمَنْ لَعَنُوا لَعَنَّا، وَمَنْ تَبَرَّؤُا مِنْهُ تَبَرَّاْنا مِنْهُ، وَمَنْ تَرَحَّمُوا عَلَيْهِ تَرَحَّمْنا عَلَيْهِ، آمَنَّا وَسَلَّمْنا، وَرَضينا وَاتَّبَعْنا مَوالِيَنا صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ، اللهُمَّ فَتَمِّمْ لَنا ذلِكَ وَلا تَسْلُبْناهُ، وَاجْعَلْهُ مُسْتَقِرّاً ثابِتاً عِنْدَنا، وَلا تَجْعَلْهُ مُسْتَعاراً، وَاحْيِنا ما احْيَيْتَنا عَلَيْهِ، وَامِتْنا اذا امَتَّنا عَلَيْهِ، الُ مُحَمَّدٍائِمَّتُنا، فَبِهِمْ نَاْتَمُّ وَايَّاهُمْ نُوالى وَعَدُوَّهُمْ عَدُوَّاللَّهِ نُعادى فَاجْعَلْنا مَعَهُمْ فِى الدُّنْيا وَالْاخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبينَ، فَانَّا بِذلِكَ راضُونَ، يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ .

ثمّ يسجد ثانية ويقول مائة مرّة

الحمد للَّه

ومائة مرّة

شكراً للَّه.

وقال عليه السلام: «

إنَّ مَنْ فَعَلَ ذلِكَ كانَ كَمَن حَضَرَ ذلِك اليَوْم وبايَع رَسولَ اللَّه»(1)

. (قال المرحوم المحدّث القمّي: والأفضل أن يصلّي هذه الصلاة قرب الزوال وهي الساعة التي نصب فيها أميرالمؤمنين عليه السلام بغدير خمّ إماماً للناس).

-*-*-*-

9. قال الشيخ المفيد: تدعو بهذا الدعاء يوم الغدير:

اللَّهُمَّ انّي اسْئَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ نَبِيِّكَ، وَعَلِىٍّ وَلِيِّكَ، وَالشَّاْنِ وَالْقَدْرِ الَّذى خَصَصْتَهُما بِهِ دُونَ خَلْقِكَ، انْ تُصَلِّىَ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلِىٍّ، وَانْ تَبْدَءَ بِهِما فى كُلِّ خَيْرٍ عاجِلٍ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ الْأَئِمَّةِ الْقادَةِ، وَالدُّعاةِ السَّادَةِ، وَالنُّجُومِ الزَّاهِرَةِ، وَالْأَعْلامِ الْباهِرَةِ، وَساسَةِ الْعِبادِ، وَارْكانِ الْبِلادِ، وَالنَّاقَةِ الْمُرْسَلَةِ، وَالسَّفينَةِ النَّاجِيَةِ، الْجارِيَةِ فِى اللُّجَجِ الْغامِرَةِ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ


1- إقبال الأعمال: ص 472؛ بحار الأنوار: ج 95، ص 298.

ص: 598

وَآلِ مُحَمَّدٍ، خُزَّانِ عِلْمِكَ، وَارْكانِ تَوْحِيدِكَ، وَدَعآئِمِ دينِكَ، وَمَعادِنِ كَرامَتِكَ، وَصَفْوَتِكَ مِنْ بَرِيَّتِكَ، وَخِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ، الْأَتْقِيآءِ النُّجَبآءِ الْأَبْرارِ، وَالْبابِ الْمُبْتَلى بِهِ النَّاسُ، مَنْ اتاهُ نَجى وَمَنْ اباهُ هَوى اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، اهْلِ الذِّكْرِ الَّذينَ امَرْتَ بِمَسْئَلَتِهِمْ، وَذَوِى الْقُرْبَى الَّذينَ امَرْتَ بِمَوَدَّتِهِمْ، وَفَرَضْتَ حَقَّهُمْ، وَجَعَلْتَ الْجَنَّةَ مَعادَ مَنِ اقْتَصَّ اثارَهُمْ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، كَما امَرُوا بِطاعَتِكَ، وَنَهَوْا عَنْ مَعْصِيَتِكَ، وَدَلُّوا عِبادَكَ عَلى وَحْدانِيَّتِكَ، اللهُمَّ انّى اسْئَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ نَبِيِّكَ وَنَجيبِكَ، وَصَفْوَتِكَ وَامينِكَ، وَرَسُولِكَ الى خَلْقِكَ، وَبِحَقِّ اميرِالْمُؤْمِنينَ، وَيَعْسُوبِ الدّينِ، وَقآئِدِ الْغُرِّ الْمُحَجَّلينَ، الْوَصِىِّ الْوَفِىِّ، وَالصِّدّيقِ الْأَكْبَرِ، وَالْفارُوقِ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْباطِلِ، وَالشَّاهِدِ لَكَ، وَالدَّالِّ عَلَيْكَ، وَالصَّادِعِ بِامْرِكَ، وَالْمُجاهِدِ فى سَبيلِكَ، لَمْ تَاْخُذْهُ فيكَ لَوْمَةُ لائِمٍ، انْ تُصَلِّىَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَانْ تَجْعَلَنى فى هذَا الْيَوْمِ الَّذى عَقَدْتَ فيهِ لِوَلِيِّكَ الْعَهْدَ فى اعْناقِ خَلْقِكَ، وَاكْمَلْتَ لَهُمُ الدّينَ مِنَ الْعارِفينَ بِحُرْمَتِهِ، وَالْمُقِرّينَ بِفَضْلِهِ، مِنْ عُتَقآئِكَ وَطُلَقائِكَ مِنَ النَّارِ، وَلا تُشْمِتْ بى حاسِدِى النِّعَمِ، اللهُمَّ فَكَما جَعَلْتَهُ عيدَكَ الْأَكْبَرَ، وَسَمَّيْتَهُ فِى السَّمآءِ يَوْمَ الْعَهْدِ الْمَعْهُودِ، وَفِى الْأَرْضِ يَوْمَ الْميثاقِ الْمَاْخُوذِ، وَالْجَمْعِ الْمَسْئُولِ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاقْرِرْ بِهِ عُيُونَنا، وَاجْمَعْ بِهِ شَمْلَنا، وَلا تُضِلَّنا بَعْدَ اذْ هَدَيْتَنا، وَاجْعَلْنا لِأَنْعُمِكَ مِنَ الشَّاكِرينَ، يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ، الْحَمْدُ للَّهِ الَّذى عَرَّفَنا فَضْلَ هذَا الْيَوْمِ، وَبَصَّرَنا حُرْمَتَهُ، وَكَرَّمَنا بِهِ، وَشَرَّفَنا بِمَعْرِفَتِهِ، وَهَدانا بِنُورِهِ، يا رَسُولَ اللَّهِ يا اميرَالْمُؤمِنينَ، عَلَيْكُما وَعَلى عِتْرَتِكُما وَعَلى مُحِبِّيكُما مِنّى افْضَلُ السَّلامِ ما بَقِىَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ، وَبِكُما اتَوَجَّهُ الَى اللَّهِ رَبّى وَرَبِّكُما فى نَجاحِ طَلِبَتى وَقَضآءِ حَوآئِجى وَتَيْسيرِ امُورى اللهُمَّ انّى اسْئَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِ

ص: 599

مُحَمَّدٍ، انْ تُصَلِّىَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَانْ تَلْعَنَ مَنْ جَحَدَ حَقَّ هذَا الْيَوْمِ، وَانْكَرَ حُرْمَتَهُ، فَصَدَّ عَنْ سَبيلِكَ لِإِطْفآءِ نُورِكَ، فَابَى اللَّهُ الَّا انْ يُتِمَّ نُورَهُ، اللَّهُمَّ فَرِّجْ عَنْ اهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ نَبِيِّكَ، وَاكْشِفْ عَنْهُمْ وَبِهِمْ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ الْكُرُباتِ، اللَّهُمَّ امْلَاءِ الْأَرْضَ بِهِمْ عَدْلًا، كَما مُلِئَتْ ظُلْماً وَجَوْراً، وَانْجِزْلَهُمْ ما وَعَدْتَهُمْ، انَّكَ لاتُخْلِفُ الْميعادَ(1).

- چ چ-

10. يعقد المؤمن مع أخيه المؤمن عقد اخوّة بسبب بركة وميمنة يوم الغدير ويرسّخون صلتهم ببعضهم.

قال المرحوم النوري في مستدرك الوسائل بأن يضع يده اليمنى على اليد اليمنى لأخيه المؤمن ويقول:

واخَيْتُكَ فِى اللَّهِ، وَصافَيْتُكَ فِى اللَّهِ، وَصافَحْتُكَ فِى اللَّهِ، وَعاهَدْتُ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ وَكُتُبَهُ وَرُسُلَهُ وَانْبِيآئَهُ، وَالْأَئِمَّةَ الْمَعْصُومينَ عَلَيْهِمُ السَّلامُ، عَلى انّى انْ كُنْتُ مِنْ اهْلِ الْجَنَّةِ وَالشَّفاعَةِ، وَاذِنَ لى بِانْ ادْخُلَ الْجَنَّةَ، لا ادْخُلُها الّا وَانْتَ مَعى ثمّ يقول أخوه المؤمن: قَبِلْتُ. ثمّ يقول: اسْقَطْتُ عَنْكَ جَميعَ حُقُوقِ الْأُخُوَّةِ، ما خَلَا الشَّفاعَةَ وَالدُّعآءَ وَالزِّيارَةَ(2).

فإن قبل الطرف المقابل فسيكونان متآخين وحيث وظيفة الاخوة ثقيلة جدّاً فسيسقط كلّ منهما عن صاحبه جميع حقوق الاخوة سوى الدعاء والزيارة والشفاعة.

اليوم الرابع والعشرون

(يوم تصدّق عليّ عليه السلام بالخاتم ويوم المباهلة):

يذكّر هذا اليوم بحادثين تاريخيين مهمّين في الإسلام:

1. اليوم الذي تصدّق به أميرالمؤمنين عليّ عليه السلام بخاتمه عند الركوع وكان عمله من الإخلاص


1- بحار الأنوار: ج 95، ص 319؛ إقبال الأعمال: ص 492( باختلاف يسير).
2- مستدرك الوسائل: ج 6، ص 279، ح 6843.

ص: 600

بحيث نزلت فيه الآية 55 من سورة المائدة: إنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذينَ آمَنوُا الَّذينَ يُقيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ (1).

فالمؤمنون مدعوّون باستذكار هذه الحادثة المهمّة وتفسير الآية الشريفة وذكر مناقب وفضائل أميرالمؤمنين عليه السلام في هذا اليوم ويتأسّى به عليه السلام في التصدّق على الفقراء والمساكين.

2. الحادثة الاخرى المهمّة مباهلة رسول اللَّه لنصارى نجران (2).

امتنع نصارى نجران عن قبول الحقّ بعد حوارات كثيرة مع النبيّ صلى الله عليه و آله بشأن عيسى عليه السلام وانتهى الأمر إلى المباهلة (التي تعني تلاعن شخصين ومن كان على الباطل يصيبه العقاب الإلهيّ) فاتّفق الطرفان على المباهلة في هذا اليوم. فأنزل اللَّه تعالى الآية 61 من سورة آل عمران على نبيه صلى الله عليه و آله فخاطبه: فَمَنْ حاجَّكَ فيهِ مِن بَعدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْنائَكُم وَنِساءَنا وَنِساءَكُم وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكاذبِينَ فأخذ صلى الله عليه و آله بيد الحسن والحسين عليهما السلام ومعهم عليّ عليه السلام وفاطمة عليها السلام فلمّا بصر بهم نصارى نجران ورأوا منهم الصدق وشاهدوا أمارات العذاب خافوا وانصرفوا عن المباهلة وقبلوا الجزية(3).

والقصة دلالة اخرى على عظمة أهل البيت عليهم السلام وصدق دعوى النبيّ صلى الله عليه و آله والدين الحنيف.

فعلى المسلمين استذكار عظمة رسول اللَّه صلى الله عليه و آله وأهل بيته عليهم السلام في هذا اليوم من خلال التعرّف على هذه الحادثة وتعميق المعرفة بهم والإنفاق على المحتاجين شكراً لذلك.

على كلّ حال وردت عدّة أعمال في هذا اليوم:

1. صيام هذا اليوم شكراً على بركاته (4).

2. أن يغتسل ويلبس أحسن ثيابه ويتعطّر(5).

3. أن يصلّي ركعتين لنصف ساعة قبل الظهر يقرأ في كلّ ركعة

الحمد

مرّة وكلًا من

التّوحِيد وآية الكرسيّ

و

القَدْر

عشر مرّات. فلهذه الصلاة كما روي عن الإمام الصادق عليه السلام أجر عظيم (6).

4. أن يدعو بدعاء المباهلة المرويّ عن الإمام الصادق عليه السلام:


1- إقبال الأعمال: ص 525.
2- مصباح المتهجّد: ص 759؛ إقبال الأعمال: ص 496 و 515.
3- للمزيد بشأن قصة المباهلة والكتب التي ذكرتها راجع الأمثل: ج 2، ص 437 ذيل تفسير الآية 61 من سورة آل عمران.
4- إقبال الأعمال: ص 515.
5- المصدر السابق.
6- مصباح المتهجّد: ص 758.

ص: 601

اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ مِنْ بَهآئِكَ بِابْهاهُ، وَكُلُّ بَهآئِكَ بَهِىٌّ، اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ بِبَهآئِكَ كُلِّهِ، اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ مِنْ جَلالِكَ بِاجَلِّهِ، وَكُلُّ جَلالِكَ جَليلٌ، اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ بِجَلالِكَ كُلِّهِ، اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ مِنْ جَمالِكَ بِاجْمَلِهِ، وَكُلُّ جَمالِكَ جَميلٌ، اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ بِجَمالِكَ كُلِّهِ، اللَّهُمَّ انّى ادْعُوكَ كَما امَرْتَنى فَاسْتَجِبْ لى كَما وَعَدْتَنى اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ مِنْ عَظَمَتِكَ بِاعْظَمِها، وَكُلُّ عَظَمَتِكَ عَظَيمَةٌ، اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ بِعَظَمَتِكَ كُلِّها، اللهُمَّ انّى اسَئَلُكَ مِنْ نُورِكَ بِانْوَرِهِ، وَكُلُّ نُورِكَ نَيِّرٌ، اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ بِنُورِكَ كُلِّهِ، اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ مِنْ رَحْمَتِكَ بِاوْسَعِها، وَكُلُّ رَحْمَتِكَ واسِعَةٌ، اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ بِرَحْمَتِكَ كُلِّها، اللَّهُمَّ انّى ادْعُوكَ كَما امَرْتَنى فَاسْتَجِبْ لى كَما وَعَدْتَنى اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ مِنْ كَمالِكَ بِاكْمَلِهِ، وَكُلُّ كَمالِكَ كامِلٌ، اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ بِكَمالِكَ كُلِّهِ، اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ مِنْ كَلِماتِكَ بِاتَمِّها، وَكُلُّ كَلِماتِكَ تآمَّةٌ، اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ بِكَلِماتِكَ كُلِّهَا، اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ مِنْ اسْمآئِكَ بِاكْبَرِها، وَكُلُّ اسْمآئِكَ كَبيرَةٌ، اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ بِاسْمآئِكَ كُلِّها، اللَّهُمَّ انّى ادْعُوكَ كَما امَرْتَنى فَاسْتَجِبْ لى كَما وَعَدْتَنى اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ مِنْ عِزَّتِكَ باعَزِّها، وَكُلُّ عِزَّتِكَ عَزيزَةٌ، اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ بِعِزَّتِكَ كُلِّها، اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ مِنْ مَشِيَّتِكَ بِامْضاها، وَكُلُّ مَشِيَّتِكَ ماضِيَةٌ، اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ بِمَشِيَّتِكَ كُلِّها، اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ بِقُدْرَتِكَ الَّتِى اسْتَطَلْتَ بِها عَلى كُلِّ شَىْ ءٍ، وَكُلُّ قُدْرَتِكَ مُسْتَطيلَةٌ، اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ بِقُدْرَتِكَ كُلِّها، اللَّهُمَّ انّى ادْعُوكَ كَما امَرْتَنى فَاسْتَجِبْ لى كَما وَعَدْتَنى اللهُمَّ انّى اسْئَلُكَ مِنْ عِلْمِكَ بِانْفَذِهِ وَكُلُّ عِلْمِكَ نافِذٌ، اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ بِعِلْمِكَ كُلِّهِ، اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ مِنْ قَوْلِكَ بِارْضاهُ، وَكُلُّ قَوْلِكَ رَضِىٌّ، اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ بِقَوْلِكَ كُلِّهِ، اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ مِنْ مَسآئِلِكَ بِاحَبِّهآ، وَكُلُّها الَيْكَ حَبيبَةٌ، اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ بِمَسآئِلِكَ كُلِّها، اللهُمَّ انّى ادْعُوكَ كَما امَرْتَنى فَاسْتَجِبْ لى كَما وَعَدْتَنى اللَّهُمَ

ص: 602

انّى اسْئَلُكَ مِنْ شَرَفِكَ بِاشْرَفِهِ، وَكُلُّ شَرَفِكَ شَريفٌ، اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ بِشَرَفِكَ كُلِّهِ، اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ مِنْ سُلْطانِكَ بِادْوَمِهِ، وَكُلُّ سُلطانِكَ دآئِمٌ، اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ بِسُلْطانِكَ كُلِّهِ، اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ مِنْ مُلْكِكَ بِافْخَرِهِ، وَكُلُّ مُلْكِكَ فاخِرٌ، اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ بِمُلْكِكَ كُلِّهِ، اللَّهُمَّ انّى ادْعُوكَ كَما امَرْتَنى فَاسْتَجِبْ لى كَما وَعَدْتَنى اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ مِنْ عَلائِكَ بِاعْلاهُ، وَكُلُّ عَلائِكَ عالٍ، اللهُمَّ انّى اسْئَلُكَ بِعَلائِكَ كُلِّهِ، اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ مِنْ اياتِكَ بِاعْجَبِها، وَكُلُّ اياتِكَ عَجيبَةٌ، اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ باياتِكَ كُلِّها، اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ مِنْ مَنِّكَ بِاقْدَمِهِ، وَكُلُّ مَنِّكَ قَديمٌ، اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ بِمَنِّكَ كُلِّهِ، اللَّهُمَّ انّى ادْعُوكَ كَما امَرْتَنى فَاسْتَجِبْ لى كَما وَعَدْتَنى اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ بِما انْتَ فيهِ مِنَ الشُّؤُونِ وَالْجَبَرُوتِ، اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ بِكُلِّ شَأْنٍ وَكُلِّ جَبَرُوتٍ، اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ بِما تُجيبُنى بِهِ حينَ اسْئَلُكَ، يا اللَّهُ يا لا الهَ الَّا انْتَ، اسْئَلُكَ بِبَهآءِ لا الهَ الَّا انْتَ، يا لا الهَ الَّا انْتَ، اسْئَلُكَ بِجَلالِ لا الهَ الَّا انْتَ، يا لا الهَ الَّا انْتَ، اسْئَلُكَ بِلا الهَ الَّا انْتَ، اللَّهُمَّ انّى ادْعُوكَ كَما امَرْتَنى فَاسْتَجِبْ لى كَما وَعَدْتَنى اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ مِنْ رِزْقِكَ باعَمِّهِ، وَكُلُّ رِزْقِكَ عآمٌّ، اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ بِرِزْقِكَ كُلِّهِ، اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ مِنْ عَطآئِكَ بِاهْنَأِهِ، وَكُلُّ عَطآئِكَ هَنيئٌ، اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ بِعَطآئِكَ كُلِّهِ، اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ مِنْ خَيْرِكَ بِاعْجَلِهِ، وَكُلُّ خَيْرِكَ عاجِلٌ، اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ بِخَيْرِكَ كُلِّهِ، اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ بِافْضَلِهِ، وَكُلُّ فَضْلِكَ فاضِلٌ، اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ بِفَضْلِكَ كُلِّهِ، اللَّهُمَّ انّى ادْعُوكَ كَما امَرْتَنى فَاسْتَجِبْ لى كَما وَعَدْتَنى اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَابْعَثْنى عَلَى الْإِيمانِ بِكَ، وَالتَّصْديقِ بِرَسُولِكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ السَّلامُ، وَالْوِلايَةِ لِعَلِىِّ بْنِ ابيطالِبٍ، وَالْبَرائَةِ مِنْ عَدُوِّهِ، وَالْإيتِمامِ بِالْأَئِمَّةِ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمُ السَّلامُ، فَانّى قَدْ رَضيتُ بِذلِكَ يا رَبِّ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ

ص: 603

وَرَسُولِكَ فِى الْأَوَّلينَ، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ فِى الْأخِرينَ، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ فِى الْمَلَاءِ الْأَعْلى وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ فِى الْمُرْسَلينَ، اللهُمَّ اعْطِ مُحَمَّداً الْوَسيلَةَ، وَالشَّرَفَ وَالْفَضيلَةَ وَالدَّرَجَةَ الْكَبيرَةَ، اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَقَنِّعْنى بِما رَزَقْتَنى وَبارِكْ لى فيما اتَيْتَنى وَاحْفَظْنى فى غَيْبَتى وَكُلِّ غائِبٍ هُوَ لى اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَابْعَثْنى عَلَى الْإِيمانِ بِكَ، وَالتَّصْديقِ بِرَسُولِكَ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاسْئَلُكَ خَيْرَ الْخَيْرِ رِضْوانَكَ وَالْجَنَّةَ، وَاعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ الشَّرِّ سَخَطِكَ وَالنَّارِ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاحْفَظْنى مِنْ كُلِّ مُصيبَةٍ، وَمِنْ كُلِّ بَلِيَّةٍ، وَمِنْ كُلِّ عُقُوبَةٍ، وَمِنْ كُلِّ فِتْنَةٍ، وَمِنْ كُلِّ بَلاءٍ، وَمِنْ كُلِّ شَرٍّ، وَمِنْ كُلِّ مَكْرُوهٍ، وَمِنْ كُلِّ مُصيبَةٍ، وَمِنْ كُلِّ افَةٍ، نَزَلَتْ اوْ تَنْزِلُ مِنَ السَّمآءِ الَى الْأَرْضِ فى هذِهِ السَّاعَةِ، وَفى هذِهِ اللَّيْلَةِ، وَفى هذَا الْيَومِ، وَفى هذَا الشَّهْرِ، وَفى هذِهِ السَّنَةِ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاقْسِمْ لى مِنْ كُلِّ سُرُورٍ، وَمِنْ كُلِّ بَهْجَةٍ، وَمِنْ كُلِّ اسْتِقامَةٍ، وَمِنْ كُلِّ فَرَجٍ، وَمِنْ كُلِّ عافِيَةٍ، وَمِنْ كُلِّ سَلامَةٍ، وَمِنْ كُلِّ كَرامَةٍ، وَمِنْ كُلِّ رِزْقٍ واسِعٍ حَلالٍ طَيِّبٍ، وَمِنْ كُلِّ نِعْمَةٍ، وِمَنْ كُلِّ سَعَةٍ، نَزَلَتْ اوْ تَنْزِلُ مِنَ السَّمآءِ الَى الْأَرْضِ فى هذِهِ السَّاعَةِ، وَفى هذِهِ اللَّيْلَةِ، وَفى هذَا الْيَوْمِ، وَفى هذَا الشَّهْرِ، وَفى هذِهِ السَّنَةِ، اللَّهُمَّ انْ كانَتْ ذُنُوبى قَدْ اخْلَقَتْ وَجْهى عِنْدَكَ، وَحالَتْ بَيْنى وَبَيْنَكَ، وَغَيَّرَتْ حالى عِنْدَكَ، فَانّى اسْئَلُكَ بِنُورِ وَجْهِكَ الَّذى لا يُطْفَأُ، وَبِوَجْهِ مُحَمَّدٍ حَبيبِكَ الْمُصْطَفى، وَبِوَجْهِ وَلِيِّكَ عَلِىٍّ الْمُرْتَضى، وَبِحَقِّ اوْلِيآئِكَ الَّذينَ انْتَجَبْتَهُمْ، انْ تُصَلِّىَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَانْ تَغْفِرَ لى ما مَضى مِنْ ذُنُوبى وَانْ تَعْصِمَنى فيما بَقِىَ مِنْ عُمْرى وَاعُوذُ بِكَ اللَّهُمَّ انْ اعُودَ فى شَىْ ءٍ مِنْ مَعاصيكَ ابَداً ما ابْقَيْتَنى حَتَّى تَتَوَفَّانى وَانَا لَكَ مُطيعٌ، وَانْتَ عَنّى راضٍ، وَانْ

ص: 604

تَخْتِمَ لى عَمَلى بِاحْسَنِهِ، وَتَجْعَلَ لى ثَوابَهُ الْجَنَّةَ، وَانْ تَفْعَلَ بى ما انْتَ اهْلُهُ، يا اهْلَ التَّقْوى وَيا اهْلَ الْمَغْفِرَةِ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَارْحَمْنى بِرَحْمَتِكَ يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ (1).

اليوم الخامس والعشرون

(يوم نزول سورة هل أتى :

روى جمع كثير من علماء الفريقين في نزول هذه السورة، أنّه: مرض الحسن والحسين فعادهما رسول اللَّه صلى الله عليه و آله فقال لعليّ عليه السلام: لو نذرت على ولديك. فنذر عليّ عليه السلام وفاطمة عليها السلام وفضّة صوم ثلاثة أيّام لشفائهما. فشفيا- فصام الحسنان عليهما السلام معهم طبق بعض الروايات- ولم يكن عندهم شي ء سوى ثلاثة أصوع من الشعير، فلمّا وضعوا الطعام للإفطار أتاهم مسكين فأعطوه وفي اليوم الثاني أتاهم يتيم فأعطوه ولم يذوقوا شيئاً إلّاالماء القراح، فلمّا كان اليوم الثالث أتاهم أسير فأعطوه ما عندهم من طعام. فلما كان اليوم الرابع أخذ عليّ بيد الحسن والحسين وأقبل على رسول اللَّه صلى الله عليه و آله وهم يرتعشون كالفراخ فلمّا أبصر به النبيّ صلى الله عليه و آله قال: مَا أشَدّ ما أراهُ بِكُم، فانطَلِقوا إلى مَنزِل فاطمة عليها السلام فهبَط جبرئيل عليه السلام على محمّد صلى الله عليه و آله فقال: «

يا مُحَمَّدُ خُذْ ما هنَّأكَ اللَّهُ فِي أهْلِ بَيْتِك

» وكانَت سُورَةُ هل أتى (الإنسان)(2).

وقد ذكرت لهذا اليوم أعمال:

1. روى المرحوم السيّد ابن طاووس عن الشيخ المفيد أنّه يستحبّ الصيام في هذا اليوم حيث أبان اللَّه فضيلة وعظمة أهل بيت النبي صلى الله عليه و آله (3).

2. التأسي بهم عليهم السلام في ليلة ويوم الخامس والعشرين في التصدّق على المساكين وأن يجتهدوا في إطعامهم (4).

3. أن يغتسل للزيارة ويزور الأئمّة عليهم السلام ولا سيّما بالزيارة الجامعة(5).

- چ چ-


1- مصباح المتهجّد: ص 759.
2- للوقوف أكثر وتفسير الآيات راجع تفسير الأمثل: ج 25، ص 343 ذيل تفسير سورة الإنسان.
3- إقبال الأعمال: ص 529.
4- المصدر السابق.
5- زاد المعاد: ص 368.

ص: 605

اليوم الأخير من ذي الحجّة: هذا اليوم ختام للسنة العربية. فذكر السيّد ابن طاووس أنّه يصلّى فيه ركعتان بفاتحة الكتاب وعشر مرّات سورة «

قل هو اللَّه أحد

» وعشر مرّات آية الكرسيّ ثمّ يدعى بعد الصلاة بهذا الدعاء:

اللَّهُمَّ ما عَمِلْتُ فى هذِهِ السَّنَةِ مِنْ عَمَلٍ نَهَيْتَنى عَنْهُ وَلَمْ تَرْضَهُ، وَنَسيتُهُ وَلَمْ تَنْسَهُ، وَدَعَوْتَنى الَى التَّوْبَةِ بَعْدَ اجْتِرائى عَلَيْكَ، اللَّهُمَّ فَانّى اسْتَغْفِرُكَ مِنْهُ فَاغْفِرْ لى وَما عَمِلْتُ مِنْ عَمَلٍ يُقَرِّبُنى الَيْكَ فَاقْبَلْهُ مِنّى وَلا تَقْطَعْ رَجآئى مِنْكَ ياكَريمُ.

فإذا قلت هذا قال الشيطان: يا ويلي ما تعبت فيه هذه السنة (ووسوست له) هدمه أجمع بهذه الكلمات وشهدت له السنة الماضية أنّه قد ختمها بخير(1).

من المناسب الإتيان بهذا العمل في ختام السنة الشمسية بقصد الاستحباب.

تنبيه: أرى من الضروريّ ذكر بعض النقاط في ختام هذا القسم:

1. إنّ أعمال الأشهر والأيّام المارّة في هذا القسم تذكر بأنّ للإسلام نظاماً لجميع شؤون الحياة حتّى الأيّام والمناسبات ولم يأل جهداً في بناء الإنسان ولم يغفل عن أية فرصة.

2. الإتيان بجميع هذه الأعمال والأدعية والصلوات لمن كان له نشاط وفرصة كافية، أما أولئك الذين لهم مشاغل كثيرة ويجهدون من أجل كسب الحلال والرزق الطاهر وتحصيل العلم وما شابه ذلك فليقبلوا على الأعمال بما وسعهم وليعلموا عظم الفائدة مهما كان عملهم مختصراً إن أتوا به على سبيل الإخلاص والرغبة وله بالغ التأثير في بناء النفوس.

3. الثواب العظيم الذي ذكرته الروايات للعبادات والأعمال والأدعية والأذكار إنّما تصيب أهل الورع والتقوى والإخلاص.

- چ چ-


1- إقبال الأعمال: ص 530.

ص: 606

أعمال الشهور الشمسية

عيد النيروز:

هناك كلام بين العلماء في رأي الإسلام بعيد النيروز وتظهر من بعض الروايات أهميّة هذا اليوم بصفته أحد أيّام نجاة الامم.

قال المرحوم العلّامة المجلسي في زاد المعاد:

عن معلّى بن خنيس، قال: دخلت على الإمام الصادق عليه السلام يوم النيروز، فقال عليه السلام: «

أتَعْرِفُ هذا اليَوْم

»؟ قلت: جعلت فداك، هذا يوم تعظّمه العجم وتتهادى فيه. فقال أبو عبداللَّه الصادق عليه السلام:

«والبَيْتِ العَتِيقِ الّذي بِمَكَّةَ ما هذا إلّالأمْرٍ قَدِيمٍ أُفَسِّرُه لَك حتّى تَفْهَمَهُ

» قلت: يا سيّدي! إنّ علم هذا من عندك أحبّ إليّ من أن يعيش أمواتي وتموت أعدائي! فقال عليه السلام: «

يا مُعَلّى! إنّ يَوْمَ النَّيروز هو اليَومُ الّذي أخَذَ اللَّهُ فِيه مَواثِيقَ العِبادِ أنْ يَعْبُدوهُ ولا يُشْرِكوا بِهِ شَيْئاً، وأن يُؤمِنُوا بِرُسُلِه وَحُجَجِه، وأن يُؤمِنوا بالأئمَّةِ عليهم السلام وهو أوَّلُ يَومٍ طَلَعتْ فِيه الشَّمسُ وهَبَّتْ بهِ الرِّياحُ، وخُلِقَت فيه زَهْرَةُ الأرْضِ ... وهو اليَومُ الذِي اسْتَوَتْ فِيه سَفِينَةُ نُوحٍ عليه السلام على الجُودِيّ وهو اليَومُ الّذِي حَمَل فِيه رَسولُ اللَّه صلى الله عليه و آله أميرَالمُؤمِنِينَ عليه السلام على مَنْكبِه حتّى رَمى أصْنامَ قُرَيْشٍ مِن فَوْقِ البَيْتِ الحَرامِ فَهَشَّمَها، وكذلِكَ إبراهيمُ عليه السلام، وهو اليَومُ الذِي أمَرَ النَّبيُّ صلى الله عليه و آله أصْحَابَهُ أن يُبايِعوا علّياً عليه السلام بإمْرَةِ المُؤْمِنين، وهو اليَومُ الّذِي يَظْهَرُ فِيه قائِمُنا ووُلاةِ الأمْرِ. ومَا مِنْ يَومِ نَيْروزٍ إلّاونَحْنُ نَتَوَقَّعُ فيهِ الفَرَجَ، لأنَّهُ مِن أيّامِنا وأيّامِ شِيعَتِنا حَفِظَتْهُ العَجَمُ وضَيَّعْتُمُوه أنْتُم»(1).

(ثمّ بيّن الإمام عليه السلام أعمالًا لهذا اليوم سنأتي على ذكرها) ولكن ليس من السهل الوثوق بهذه الرواية لشكّ علماء الرجال في المعلّى بن خنيس.


1- زاد المعاد: ص 528- / 530؛ بحار الأنوار: ج 56، ص 91- 100( بتلخيص وقليل من النقل بالمعنى). ورجح المرحوم العلّامة المجلسيّ في مقابل رواية نفي تعظيم عيد النيروز رواية معلى بن خنيس( بحارالأنوار: ج 56، ص 100).

ص: 607

وبالنظر إلى أن عيد النيروز عيد طبيعي في عالم الخلق، ينتهي فصل الشتاء وينطلق الربيع ممزوجاً بالحياة الطبيعية بأمر اللَّه وتتفتح البراعم والزهور على أوراق الأشجار وتبدأ الحركة ويدبّ النشاط في عالم الحياة برمّته ومقرونة مع ظاهرة عالم الخلق هذه ومتناغمة مع السنن الإلهية.

الجدير بالذكر أنّ بعض التقاليد المتداولة بين الناس في النيروز تبلورت بشكل عادات قومية بين الإيرانيين وبلدان اخرى فإنّ جانباً كبيراً منها أكّدها الإسلام (بصورة كلية) مثل: النظافة وتنظيف البيت ومساعدة الأرحام والأقرباء والمحتاجين لشراء الملابس ووسائل المعيشة الابتدائية التي أصبحت سنّة «اسبوع الإحسان» في السنوات الأخيرة في ايران.

فالزيارات وصلة الرحم ولقاء الأصدقاء ورفع الكدورات وطرح الهموم والغموم عن القلوب والاستعداد لمختلف الأنشطة المفيدة في السنة الجديدة وأمثال ذلك لمن الأبعاد الإيجابية لمراسم النيروز.

ولكن هنالك أحياناً بعض الآداب والسنن المشوبة بالشرك أو المعصية التي ينبغي أن يتحاشاها المؤمنون والعقلاء من قبيل إشعال النيران في ليلة الأربعاء الأخيرة من الشهر ومقارفة الأعمال الخطيرة التي تسبب كلّ عام تضحيات جسيمة بين الشباب. وبالتالي لا ينبغي إزالة عيد النيروز ومراسمه بسبب بعض الروايات وكذلك ما فيه من آثار ايجابية، لكن لابدّ من إقصاء بعض المراسم السلبية. وهذا هو نهج اولي الألباب وأصحاب الفكر.

أعمال عيد النيروز:

ذكر المرحوم العلّامة المجلسي في زاد المعاد أنّ الإمام الصادق عليه السلام علّم المعلّى بن خنيس أعمالًا في النيروز وقال عليه السلام له: «

إذا كانَ يَوْمُ النَّيروزِ فاغْتَسِل والْبَسْ أنْظَفَ ثِيابِكَ وتَطَيَّبْ بأطْيَبِ طِيْبِكَ وتَكون ذلِكَ اليَومِ صائِماً (إن اسْتَطَعْتَ) فإذا صَلَّيْتَ النَّوَافِلَ والظُّهْرَوالعَصْرَ فَصَلِّ بعد ذلِكَ أربَعْ رَكَعاتٍ (بتسليمين) تَقْرَأُ في أوَّلِ رَكْعَةٍ فاتِحَةَ الكِتَابِ وعَشْرَ مَرّاتٍ «إنّا أنْزَلْنَاهُ» وفي الثانية فاتِحَةَ الكِتابِ وعَشْرَ مَرّاتٍ «قُلْ يا أيُّها الكافِرُونَ» وفي الثالثة فاتِحَةَ الكِتابِ وعَشْرَ مَرّاتٍ «قُلْ هُوَ اللَّهُ أحَدٌ» وفي الرابعة فاتِحَةَ الكِتابِ وعَشْرَ مَرّاتٍ المُعَوِّذَتَيْنِ وتَسْجُد بعد فَراغِك من الرَّكَعاتِ فتقول

»:

ص: 608

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ الْأَوْصِيآءِ الْمَرْضِيِّينَ، وَعَلى جَمِيعِ انْبِيآئِكَ وَرُسُلِكَ بِافْضَلِ صَلَواتِكَ، وَبارِكْ عَلَيْهِمْ بِافْضَلِ بَرَكاتِكَ، وَصَلِّ عَلى ارْواحِهِمْ وَاجْسادِهِمْ، اللهُمَّ بارِكْ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَبارِكْ لَنا فى يَوْمِنا هذَا، الَّذى فَضَّلْتَهُ وَكَرَّمْتَهُ وَشَرَّفْتَهُ وَعَظَّمْتَ خَطَرَهُ، اللهُمَّ بارِكْ لى فيما انْعَمْتَ بِهِ عَلَىَّ، حَتَّى لا اشْكُرَ احَداً غَيْرَكَ، وَوَسِّعْ عَلَىَّ فى رِزْقِى يا ذَا الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ، اللَّهُمَّ ما غابَ عَنّى فَلا يَغيبَنَّ عَنّى عَوْنُكَ وَحِفْظُكَ، وَما فَقَدْتُ مِنْ شَىْ ءٍ، فَلا تُفْقِدْنِى عَوْنَكَ عَلَيْهِ، حَتَّى لا اتَكَلَّفَ ما لا احْتاجُ الَيْهِ، يا ذَا الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ (1).

وكذلك ورد هذا الدعاء في بعض الكتب أنّه يقرأ عند تحويل السنة وأنّها مفيدة وبنّاءة:

يا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ وَالْأَبْصارِ، يا مُدَبِّرَ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ، يا مُحَوِّلَ الْحَوْلِ وَالْأَحْوالِ، حَوِّلْ حالَنا إلى احْسَنِ الْحالِ (2).

وأضاف المرحوم «

العلّامة المجلسي

»: روى بعضهم أنّ هذا الدعاد أيضاً وارد في يوم النيروز وبعدد أيّام السنة تقول:

اللَّهُمَّ هذِهِ سَنَةٌ جَديدَةٌ، وَانْتَ مَلِكُ قَديمٍ، اسْألُكَ خَيْرَها وَخَيْرَ ما فيها، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّها وَشَرِّ ما فيها، وَاسْتَكْفيكَ مَؤُونَتَها وَشُغْلَها، يا ذَاالْجَلالِ وَالْإِكْرامِ (3). طبعاً إذا لم يمكن اقرأ بهذا المقدار وإلّا اقرأ مهما تتمكن.

وكذلك يتمكن أن تقرأ دعاء أول يوم من شهر رمضان المبارك- حيث سبق ذكره (ص 518)- في أول يوم من السنّة الشمسية قربة إلى اللَّه تعالى.

- چ چ-


1- زاد المعاد، ص 530.
2- المصدر السابق، ص 531.
3- المصدر السابق.

ص: 609

الشهور الرومية

اشارة

الشهور الرومية كشهورنا الشمسية على أساس حركة الشمس في الأبراج المختلفة، تبدأ السنة في الشهور الرومية بفصل الخريف وأشهره مرتبة كالآتي:

أيلول، تشرين الأوّل وتشرين الثاني (الخريف)

كانون الأوّل، كانون الثاني وشباط (الشتاء)

آذار، نيسان وآيار (الربيع)

حزيران، تموز وآب (الصيف).

ووردت نقاط في بعض الروايات (1) لكلّ من هذه الشهور والأيّام، أهمها ما وردت من خواصّ ماء المطر في شهر نيسان.

خواصّ ماء نيسان:

نيسان الشهر الثامن الروميّ الذي يبدأ من 23 فروردين وهو ثلاثون يوماً (فأغلب شهر نيسان يصادف شهر ارديبهشت وقليل منه آخر فروردين) يظهر من بعض الروايات أنّ للمطر الذي ينزل في هذا الشهر عدّة خواص فإن جمعه شخص في وعاء وقرأ عليه بعض السور والأدعية فمن شرب منه شفي من العديد من الأسقام البدنية والأخلاقية وقد ذكرت الروايات العديد من بركاته وآثاره بما يثير الدهشة لدى الإنسان (2).

والسور والأدعية هي:

1. سورة الحمد. 2. آية الكرسي. 3. قل يا أيّها الكافرون. 4. سبّح اسم ربّك الأعلى. 5. قل


1- بحار الأنوار: ج 56، ص 142 و 143.
2- زاد المعاد: ص 532- 534( بتلخيص كثير).

ص: 610

أعوذ بربِّ الفلق. 6. قل أعوذ بربِّ النّاس. 7. قل هو اللَّه أحد، كلّ واحدة سبعين مرّة.

وكذلك الأدعية:

1. لا إله الّا اللَّه. 2. اللَّه أكبر. 3. اللّهم صلّ على محمّد وآل محمّد. 4. سبحان اللَّه والحمد للَّه ولا إله إلّااللَّه واللَّه أكبر، كلّ ذكر سبعين مرّة(1).

قال المرحوم العلّامة المجلسي: وماء المطر ماء مبارك ذو منافع. كما روي حديث معتبر عن أميرالمؤمنين عليه السلام قال:

إشْرَبُوا مِن ماءِ السَّماءِ فإنَّهُ مُطَهِّرٌ لأبْدانِكُم ومُزِيلٌ للدّاء كما قال تعالى

: وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّماءِ ماءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطانِ وَلِيَرْبِطَ عَلى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأقْدامَ (2).

وقال العلّامة المجلسي: وإذا اجتمع قوم لهذا الدعاء فالأحسن أن يستوفي كلّ واحد منهم قراءة كلّ من تلك السور والأذكار سبعين مرّة (أي يمكنهم تقسيمها عليهم ويقرأ كلّ واحد السورة سبعين مرّة، ولكن الأفضل أن يقرأ كلّ واحد منهم مجموع تلك السور والأذكار سبعين مرّة)(3).

- چ چ-


1- زاد المعاد: ص 534.
2- سورة الأنفال: الآية 11.
3- زاد المعاد: ص 534 و 535( بتلخيص).

ص: 611

القسم الخامس: أعمال ليلة و يوم و أيام الاسبوع

اشارة

الفصل الأوّل: الأعمال عند طلوع الفجر

الفصل الثاني: الأعمال مابين الطلوعين (ما بين طلوع الصبح وطلوع الشّمس)

الفصل الثالث: الأعمال المخصوصة للغروب والعشاء

الفصل الرابع: الأعمال المشتركة للصباح والمساء

الفصل الخامس: آداب النوم

الفصل السادس: أعمال الأسحار

الفصل السابع: أدعية الأيّام

الفصل الثامن: أدعية أيّام الأسبوع

الفصل التاسع: فضل ليلة الجمعة ونهارها وأعمالها

الفصل العاشر: زيارات أيام الأسبوع

ص: 612

ص: 613

مقدمه

ذكر اللَّه على كلّ حال:

لمّا كان المؤمنون ولا سيّما السالكون إلى اللَّه والعباد الشاكرون الوجلون من هوى النفس ووساوس الشيطان، ذاكرين للَّه على الدوام؛ يحفظون صلتهم باللَّه في بداية النشاط اليوميّ وعقب الانتهاء من الحركة للمعاش، بل طيلة الفعاليات اليومية؛ فهم يقتحمون ميدان المعاش عند كلّ صباح بذكره تعالى والتوجّه لقدرته وعلمه ورحمته وفي الليل يعيشون ذكره ويستغفرون لما بدر منهم في النهار ليجعلوا أنفسهم في كنفه وحمايته التي تظلّل العباد، وخاصة ليلة الجمعة حين العطلة والفراغ ويتمتّع المؤمنون فيها بفرصة أوسع للأنس باللَّه والارتباط بأولياء اللَّه وبإمكانهم تدارك نقصان أيّامهم الماضية فيوفّرون طاقة جديدة للأسبوع القادم؛ لا سيّما أنّ ليلة الجمعة ويومها مبارك شريف عند اللَّه.

وعلى هذا الأساس وردت عن المعصومين عليهم السلام أدعية وزيارات وأعمال في ساعات ليل ونهار أيّام الاسبوع وخاصة ليلة الجمعة ونهارها، وبالطبع الإتيان بها جميعاً ليس بميسور للجميع وكلّ فرد يأتي منها ما وسعه وفراغه واستعداده.

ويمكن تقسيم هذه الأدعية والأعمال إلى عشرة فصول:

1. الأعمال حين طلوع الفجر (بزوغ فجر الصبح).

2. الأعمال المخصوصة بين الطلوعين (طلوع الصبح وطلوع الشمس).

3. الأعمال المختصّة بالعشاء.

4. الأعمال المشتركة للصبح والمساء.

ص: 614

5. الأعمال والآداب عند النوم.

6. أعمال الأسحار والنهوض من النوم.

7. دعاء كلّ يوم.

8. أدعية أيّام الاسبوع.

9. فضيلة وأعمال ليلة الجمعة ونهارها.

10. زيارات أيّام الاسبوع.

- چ چ-

ص: 615

الفصل الأول: الأعمال عند طلوع الفجر

وردت عدّة أدعية في هذه الساعة:

1. يدعو بهذا الدعاء حين طلوع الفجر الصادق:

اللَّهُمَّ انْتَ صاحِبُنا فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَتَفَضَّلْ عَلَيْنا، اللَّهُمَّ بِنِعْمَتِكَ تَتِمُّ الصَّالِحاتُ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَاتْمِمْها عَلَيْنا، عآئِذاً بِاللَّهِ مِنَ النَّارِ، عآئِذاً بِاللَّهِ مِنَ النَّارِ، عآئِذاً بِاللَّهِ مِنَ النَّارِ* ثمّ يقول: يا فالِقَهُ مِنْ حَيْثُ لا ارى وَمُخْرِجَهُ مِنْ حَيْثُ ارى صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَاجْعَلْ اوَّلَ يَوْمِنا هذا صَلاحاً، وَاوْسَطَهُ فَلاحاً، وَآخِرَهُ نَجاحاً(1).

2. روي عن الإمام الباقر عليه السلام: «

مَن قالَ عِنْدَ طُلوعِ الفَجْرِ عَشْرَ مَرّاتٍ

: لا الهَ الَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، يُحْيى وَيُميتُ، وَهُوَ حَىٌّ لا يَمُوتُ، بِيَدِهِ الْخَيْرُ، وَهُوَ عَلى كُلِّ شَىْ ءٍ قَديرٌ.

وصلّى على محمّدٍ عَشْرَ مَرّاتٍ و 35 مرَّة سُبحانَ اللَّهِ و 35 مرَّة لا اله الّا اللَّه و 35 مرّة الحمد للَّه لم يُكْتَب اسْمُه في ذلك اليَوم من الغافِلين وإنْ قالَها في اللَّيلِ لَمْ يُكْتَبْ تِلْكَ اللّيلةِ مِنَ الغافِلين»(2).

3. أن يقول إذا سمع صوت الأذان:

اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ بِاقْبالِ نَهارِكَ، وَادْبارِ لَيْلَتِكَ، وَحُضُورِ صَلَواتِكَ، وَاصْواتِ


1- مصباح المتهجّد: ص 198؛ بحارالأنوار: ج 84، ص 356.
2- الكافي: ج 2، ص 534، ح 35.

ص: 616

دُعآئِكَ، وَتَسْبيحِ مَلائِكَتِكَ، انْ تُصَلِّىَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَانْ تَتُوبَ عَلَىَّ انَّكَ انْتَ التَّوَّابُ الرَّحيمُ. فقد روي عن الإمام الصادق عليه السلام: «

إنّ مَن مَاتَ في ذلِكَ اليَوْمِ أو اللّيلَةِ ماتَ تائِباً

» (وتوبته مقبولة)(1).

- چ چ-


1- فلاح السائل: ص 227.

ص: 617

الفصل الثاني: الأعمال ما بين الطلوعين (ما بين طلوع الصبح و طلوع الشمس)

مقدّمة:

وقت ما بين الطلوعين أحد الأوقات الشريفة والمباركة وقد وردت عدّة أخبار عن أهل البيت عليهم السلام في فضل هذا الوقت وتسبيح وذكر اللَّه وعبادته في هذا الوقت، وقد عبّرت عنه بعض الروايات بإحدى ساعتي الغفلة. قال الإمام الباقر عليه السلام: «

إنَّ إبْلِيسَ يَبُثُّ جُنودَهُ حِينَ طُلوعِ الشَّمْسِ وَغُروبِها فَهاتانِ السّاعَتانِ ساعَتا الغَفْلَةِ»(1).

ويكره النوم في هذه الساعة، فقد روي عن الإمام الباقر عليه السلام: «

نَوْمُ الغَداةِ مَشْؤومٌ يَطْرُدُ الرِّزْقَ وَيُصفِّرُ اللَّوْنَ ويُغَيِّرُهُ وهُوَ نَوْمُ كُلِّ مَشوُمٍ إنّ اللَّه تَعالى يُقَسِّمُ الأرْزاقَ ما بَيْنَ طُلوعِ الفَجْرِ إلى طُلوعِ الشّمْسِ فإيّاكُمْ وتِلْكَ النَّوْمَةِ وهِيَ السّاعَةُ الّتي أنْزَلَ فيها اللَّهُ المَنَّ والسَّلْوى

(طعامان لذيذان)

على بَنِي إسْرائِيل»(2).

على كلّ حال وردت أعمال لهذا الوقت الشريف:

1. روي عن النبيّ صلى الله عليه و آله قال: «

مَنْ قَرأ هذا الدُّعاءَ عِنْدَ الصُّبْحِ سَبْعَ مَرّاتٍ حُفِظَ مِنَ البَلاءِ في ذلِكَ اليَوم

: فَاللَّهُ خَيْرٌ حافِظاً وَهُوَ ارْحَمُ الرَّاحِمينَ، انَّ وَلِيِّىَ اللَّهُ الَّذى نَزَّلَ الْكِتابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحينَ، فَانْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِىَ اللَّهُ لا الهَ الَّا هُوَ، عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظيمِ»(3).


1- الكافي: ج 2، ص 522، ح 2.
2- تهذيب الأحكام: ج 2، ص 139، ح 308.
3- بحار الأنوار: ج 83، ص 298، ح 59.

ص: 618

2. روى المرحوم الشيخ الكليني عن الإمام الباقر عليه السلام فضلًا كثيراً لهذا الدعاء الذي يدعى به قبل طلوع الشمس:

اللَّهُ اكْبَرُ، اللَّهُ اكْبَرُ كَبيراً، وَسُبْحانَ اللَّهِ بُكْرَةً وَاصيلًا، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمينَ كَثيراً، لا شريكَ لَهُ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ (1).

- چ چ-

3. روى القطب الراوندي عن أميرالمؤمنين عليه السلام: «

إنَّ رَسولَ اللَّهِ صلى الله عليه و آله قال: مَنْ أصْبَحَ ولا يَذْكُرُ أرْبَعَةً أخَافُ عَلَيهِ زَوالَ النِّعْمَةِ

»: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذى عَرَّفنى نَفْسَهُ، وَلَمْ يَتْرُكْنى عَمْيانَ الْقَلْبِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذى جَعَلَنى مِنْ امَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، الْحَمْدُلِلَّهِ الَّذى جَعَلَ رِزْقى فى يَدَيْهِ وَلَمْ يَجْعَلْ رِزْقى فى ايْدى النَّاسِ، الْحَمْدُلِلَّهِ الَّذى سَتَرَ ذُ نُوبى وَعُيُوبى وَلَمْ يَفْضَحْنى بَيْنَ النَّاسِ (2). 4. روى المرحوم الصدوق بسند معتبر عن أميرالمؤمنين عليه السلام قال: «

مَنْ قَرأ كُلّاً مِنَ التّوحيدِ وإنّا أنْزَلْناهُ وآيةَالكُرْسيّ مِنْ قَبلِ أنْ تَطلُعَ الشَّمْسُ إحْدى عَشْرَةَ مَرّةً مُنعَ مالُهُ مِمّا يُخاف

». وقال عليه السلام:

«مَنْ قَرأ قُل هُوَ اللَّهُ أحَدٌ وإنّا أنْزَلْنَاهُ قَبلَ أنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ لَم يُصِبْهُ فِي ذَلِكَ اليَومِ ذَنبٌ وإنْ جَهَدَ الشّيطانُ»(3).

5. الأفضل أن يقرأ في هذا الوقت بعضاً من آي القرآن مع التدبّر والتأمل وينعش روحه بآياته والدعاء بدعاء الصباح لأميرالمؤمنين عليه السلام الذي مضى سابقاً (ص 64).

- چ چ-


1- الكافي: ج 2، ص 526، ح 14.
2- دعوات الراوندي: ص 81، ح 204؛ بحار الأنوار: ج 83، ص 282، ح 45( باختلاف يسير).
3- الخصال: ج 2، ص 622؛ بحار الأنوار: ج 83، ص 249، ح 11.

ص: 619

الفصل الثالث: الأعمال المشتركة للصباح والمساء

1. لابدّ من الاستعداد قبل كلّ شي ء للحضور في المسجد وإقامة صلاة الجماعة.

2. عن الإمام الباقر عليه السلام أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله كان يدعو بهذا الدعاء عند الغروب:

امْسى ظُلْمى مُسْتَجيراً بِعَفْوِكَ، وَامْسَتْ ذُ نُوبى مُسْتَجيرَةً بِمَغْفِرَتِكَ، وَامْسى خَوْفى مُسْتَجيراً بِامْنِكَ، وَامْسى ذُلّى مُسْتَجيراً بِعِزِّكَ، وَامْسى فَقْرى مُسْتَجيراً بِغِناكَ، وَامْسى وَجْهِىَ الْبالِى الْفانى مُسْتَجيراً بِوَجْهِكَ الْباقِى الْكَريمِ، اللَّهُمَّ الْبِسْنى عافِيَتَكَ، وَجَلِّلْنى كَرامَتَكَ، وَغَشِّنى وَقِنى شَرَّ خَلْقِكَ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ، يا اللَّهُ يا رَحْمنُ يا رَحيمُ (1).

- چ چ-

3. روي عن الإمام الصادق عليه السلام: «

مَن قَالَ هذِهِ الكَلِمَاتِ ثَلاثاً عِنْدَ الغُروبِ كانَ في كَنَفِ جَناحِ جَبْرَئيل

: اسْتَوْدِعُ اللَّهَ الْعَلِىَّ الْأَعْلَى الْجَليلَ الْعَظيمَ نَفْسى وَمَنْ يَعْنينى امْرُهُ، اسْتَوْدِعُ اللَّهَ نَفْسِىَ الْمَرْهُوبَ الْمَخُوفَ الْمُتَضَعْضَعَ لِعَظَمَتِهِ كُلُّ شَىْ ءٍ»(2).

- چ چ-

4. وقال: «

إنْ دَخَل اللّيلُ فَقُل

: اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ عِنْدَ اقْبالِ لَيْلِكَ، وَادْبارِ نَهارِكَ، وَحُضُورِ صَلَواتِكَ، وَاصْواتِ


1- بحار الأنوار: ج 83، ص 266، ح 37.
2- الكافي: ج 2، ص 523، ح 6.

ص: 620

دُعآئِكَ، انْ تُصَلِّىَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ»(1).

- چ چ-

5. يستحبّ الانشغال بالتسبيح والذكر والاستغفار عند الغروب، فهذه الساعة كفضيلة وشرف الصبح وقد قال اللَّه تعالى: وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ (2) وقال الإمام الصادق عليه السلام: «

إذا تَغَيَّرَتِ الشَّمْسُ

(أي أشْرَفَت على الغُروب)

فأذكُرِ اللَّهَ عزَّوجلَّ، فإنْ كُنتَ مَعَ قومٍ يَشغَلونَك فَقُم وَادْع»(3).

-

چ چ-

6. يقرأ هذا الدعاء كلّ يوم عند الغروب كما روي عن الإمام الصادق عليه السلام:

يا مَنْ خَتَمَ النُّبُوَّةَ بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، اخْتِمْ لى فى يَوْمى هذا بِخَيْرٍ، وَشَهْرى بِخَيْرٍ، وَسَنَتى بِخَيْرٍ، وَعُمْرى بِخَيْرٍ(4).

- چ چ-


1- الكافي: ج 2، ص 523، ح 7.
2- سورة ق: الآية 39.
3- الكافي: ج 2، ص 524، ح 9.
4- فلاح السائل: ص 221.

ص: 621

الفصل الرابع: الأعمال المشتركة للصباح والمساء

1. يقول كلّ صباح ومساء:

سُبْحانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُلِلَّهِ وَلا الهَ الَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أكْبَرُ

ففي بعض الروايات (1) أنّها «الباقيات الصالحات» التي جاءت في القرآن: وَالْباقِياتُ الصَّالِحاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ...(2).

2. قال الإمام الصادق عليه السلام: «

مَن قالَ عَشْرَ مَرّاتٍ قَبْلَ طُلوعِ الشَّمْسِ وقَبْلَ غُروبِها

: لاالهَ الَّااللَّهُ وَحْدَهُ لاشَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، يُحْيى وَيُميتُ، وَيُميتُ وَيُحْيى وَهُوَحَىٌ لايَمُوتُ، بِيَدِهِ الْخَيْرُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَىْ ءٍ قَديرٌ.

كانت كفّارة لذنوبه ذلك اليوم»(3).

-

چ چ-

3. روي عن الإمام الصادق عليه السلام: «

قُلْ سَبْعَ مَرّاتٍ بَعْدَ صَلاةِ الصُّبْحِ والمَغْرِب:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ الّا بِاللَّهِ الْعَلىِّ الْعَظيمِ.

فمن قالها بعد عنه كثير من البلاء»(4).

-

چ چ-

4. وعنه عليه السلام أيضاً: «

تَقُولُ مَرَّتَيْنِ كُلَّ صَباحٍ ومَساءٍ:

الْحَمْدُ لِرَبِّ الصَّباحِ، الْحَمْدُ لِفالِقِ الْاصْباحِ.


1- الكافي: ج 2، ص 506، ح 4.
2- سورة الكهف: الآية 46.
3- الكافي: ج 2، ص 518، ح 1.
4- المصدر السابق: ص 528، ح 20.

ص: 622

وتقول أيضاً:

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذى اذْهَبَ اللَّيْلَ بِقُدْرَتِهِ، وَجاءَ بِالنَّهارِ بِرَحْمَتِهِ، وَنَحْنُ فى عافِيَةٍ(1)

وتقرأ آية الكرسيّ وآخِر سورة الحشر وعشر آيات من سورة الصافّات وهذه الآيات والكلمات:

سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلينَ، والْحَمْدُللَّهِ رَبِّ الْعالَمينَ، فَسُبْحانَ اللَّهِ حينَ تُمْسُونَ وَحينَ تُصْبِحُونَ، وَلَهُ الْحَمْدُ فِى السَّمواتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحينَ تُظْهِرُونَ، يُخْرِجُ الْحَىَّ مِنَ الْمَيِّتِ، وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ، مِنَ الْحَىِّ، وَيُحْيِى الْأَرْضَ بَعْدَمَوْتِها وَكَذلِكَ تُخْرَجُونَ، سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلائِكَةِ وَالرُّوحِ، سَبَقَتْ رَحْمَتُكَ غَضَبَكَ، لا الهَ الَّا انْتَ سُبْحانَكَ انّى عَمِلْتُ سُوءاً، وَظَلَمْتُ نَفْسى فَاغْفِرْ لى وَارْحَمْنى وَتُبْ عَلَىَّ انَّكَ انْتَ التَّوَّابُ الرَّحيمُ»(2).

- چ چ-

5. كتب أحد أصحاب الإمام الجواد عليه السلام: علِّمني دعاءً (تقضى به حاجتي) فكتب عليه السلام له:

«تَقُولُ إذا أصْبَحْتَ وأمْسَيْتَ

: اللَّهُ اللَّهُ اللَّهُ رَبِّى الرَّحْمنُ الرَّحيمُ، لا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً.

وإنْ زِدْتَ على ذلِك فَهُوَ خَيْرٌ، ثمّ تَدْعو بما بَدا لَك فِي حاجَتِك فَهُوَ لِكُلِّ شَي ءٍ بإذْنِ اللَّهِ تَعالى يَفْعَل اللَّهُ ما يَشاءُ»(3).

-

چ چ-

6. وجاء في الرواية أنّ الإمام الصادق عليه السلام قال لداود الرقّيّ: «

لا تَدَعْ هذا الدُّعاءَ ثَلاثَ مَرّاتٍ في الصَّباحِ والمَساءِ

: اللَّهُمَّ اجْعَلْنى فى دِرْعِكَ الْحَصينَةِ، الَّتى تَجْعَلُ فيها مَنْ تُريدُ.

فإنّ أبي عليه السلام كان يقول: هذا مِنَ الدُّعاءِ المَخْزونِ»(4).

-

چ چ-


1- الكافي: ج 2، ص 528، ح 20.
2- المصدر السابق.
3- المصدر السابق: ص 534، ح 36.
4- المصدر السابق: ح 37.

ص: 623

7. عن أميرالمؤمنين عليه السلام أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله قال: «

مَنْ سَرَّهُ أنْ يُنْسِى ءَ اللَّه في عُمُرِه، ويَنْصُرَه على عَدُوِّهِ، وَيقِيَهُ مِيْتَةَ السُّوءِ، فَلْيُواظِبْ على هذا الدُّعاءِ بُكْرَةً وعَشِيّة

: سُبْحانَ اللَّهِ مِلْأَ الْميزانِ، وَمُنْتَهَى الْعِلْمِ، وَمَبْلَغَ الرِّضا، وَزِنَةَ الْعَرْشِ، وَسَعَةَ الْكُرْسيِّ. وثلاثاً: الْحَمْدُ لِلَّهِ مِلْأَ الْميزانِ، وَمُنْتَهَى الْعِلْمِ، وَمَبْلَغَ الرِّضا، وَزِنَةَ الْعَرْشِ، وَسَعَةَ الْكُرْسِيِّ. وثلاثاً: لا الهَ الَّا اللَّهُ مِلْأَ الْميزانِ، وَمُنْتَهَى الْعِلْمِ، وَمَبْلَغَ الرِّضا، وَزِنَةَ الْعَرْشِ وَسَعَةَ الْكُرْسيِّ. وثلاثاً: اللَّهُ اكْبَرُ مِلْأَ الْميزانِ، وَمُنْتَهَى الْعِلْمِ، وَمَبْلَغَ الرِّضا، وَزِنَةَ الْعَرْشِ، وَسَعَةَ الْكُرْسيِّ»(1).

- چ چ-

8. روى المرحوم الشيخ الكليني والشيخ الصدوق وغيرهما بأسناد معتبرة عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: «

فَرِيضَةٌ على كُلِّ مُسْلِمٍ أن يَقولَ قَبْلَ طُلوعِ الشَّمْسِ عَشْراً وقَبْلَ غُروبِها عَشْراً:

لا الهَ الَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، يُحْيى وَيُميتُ، وَهُوَ حَىٌّ لا يَمُوتُ، بِيَدِهِ الْخَيْرُ، وَهُوَ عَلى كُلِّ شَىْ ءٍ قَديرٌ»(2).

وورد في بعض الروايات أنّ ذلك يقضى إذا ترك (3) (إشارة إلى استحبابه المؤكّد). وورد في بعض الروايات أنّه كفّارة للذنوب (4).

-*-*-*-

9. ورد في روايات معتبرة عن الإمام الباقر عليه السلام: «

مَن قال مَائَةَ مَرَّةَ قَبْلَ طُلوعِ الشَّمْسِ ومَائَةَ مَرَّةَ قَبْلَ غُروبِها: اللَّهُ أكْبَرُ، كَتَبَ اللَّهُ لَهُ ثَوابَ عِتْقِ مائَة رَقَبَة»(5).

10. روى المرحوم الصدوق بسند معتبر عن الإمام الصادق عليه السلام أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله قال: «

إنَّ فِي الجَنَّةِ غُرَفاً يُرى ظاهِرُها مِن باطِنِها يَسْكُنُها من امَّتِي مَن أطَابَ الكَلامَ وأطْعَمَ الطَّعامَ وأفْشى السَّلامَ وصَلّى في اللَّيلِ والنّاسُ نِيامٌ

». ثمّ قال: «

إطَابَةُ الكَلامِ أن يَقولَ في الصَّباحِ والمَساءِ عَشْرَ مَرّاتٍ:


1- بحار الأنوار: ج 83، ص 160، ح 39.
2- الخصال: ج 2، ص 452، ح 58.
3- الكافي: ج 2، ح 532، ح 31.
4- من لايحضره الفقيه: ج 1، ص 335، ح 980.
5- المحاسن: ج 1، ص 36، ح 33؛ بحار الأنوار: ج 83، ص 257، ح 27.

ص: 624

سُبْحانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلا الهَ الَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ اكْبَرُ»(1).

- چ چ-

11. وفي المحاسن بسند صحيح عن الإمام الباقر عليه السلام: «

مَرَّ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله بِرَجُلٍ يَغْرِسُ غَرْساً فَوَقَفَ عَلَيهِ وقال: ألا أدُلُّكَ على شَيْ ءٍ أثْبَتُ أصْلًا وأسْرَعُ يَنعاً وأطْيَب ثَمَراً؟

قال: بلى يا رَسولَ اللَّهِ.

قال صلى الله عليه و آله: إذا أصْبَحْتَ وأمْسَيْتَ فَقُل

: سُبْحانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلا الهَ الَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ اكْبَرُ.

فإنَّ لَكَ بِكُلِّ تَسْبيحٍ شَجَراتٍ في الجَنَّةِ مِن أنواعِ الفاكِهَةِ وهِيَ الباقِياتُ الصّالِحاتُ الّتي قال اللَّهُ تَعالى في كتابه أنّها

خَيْرٌ وأبْقى

مِن مَالِ الدُّنيا»(2).

-

چ چ-

12. روي في كتاب المحاسن بسند معتبر عن الرضا عليه السلام: «

مَن قال ثلاثاً كُلَّ صَباحٍ ومَساءٍ:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ، لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ الَّا بِاللَّهِ الْعَلِىِّ الْعَظيمِ.

لَمْ يَخَفْ شَيْطاناً ولا سُلطاناً ولا جُذاماً. وقال: أمّا أنا فأقولُه مائَةَ مرَّة»(3).

-

چ چ-

13. بسند معتبر عن الإمام الصادق، عن آبائه عليهم السلام قال: «

فقد النَّبيِّ صلى الله عليه و آله رَجُلًا من الأنْصارِ فقالَ لَهُ: ما غَيَّبكَ عَنّا؟ فقال: الفَقْرُ يا رسول اللَّه، وطُولُ السُّقْمِ. فقال له صلى الله عليه و آله: ألا أُعَلِّمَك كَلاماً إذا قُلْتَهُ ذَهَبَ عَنْكَ الفَقْرُ والسُّقْمُ؟ قال: بَلى يا رَسولَ اللَّهِ. فقال صلى الله عليه و آله: إذا أصْبَحْتَ وأمْسَيْتَ فَقُل:

لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ الّا بِاللَّهِ، تَوَكَّلْتُ عَلَى الْحَىِّ الَّذى لا يَمُوتُ، وَالْحَمْدُ للَّهِ الَّذى لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَريكٌ فِى الْمُلْكِ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِىٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبيراً»(4).

(طبعاً السعي شرط استجابة الدعاء).


1- أمالي الصدوق: ص 328، ح 5؛ بحار الأنوار: ج 83، ص 252، ح 18.
2- المحاسن: ج 1، ص 37؛ بحار الأنوار: ج 83، ص 257، ح 27.
3- المحاسن: ج 1، ص 41، ح 51؛ بحار الأنوار: ج 83، ص 257، ح 27.
4- المحاسن: ج 1، ص 42، ح 56؛ بحار الأنوار: ج 83، ص 257، ح 27.

ص: 625

14. ورد في روايات معتبرة عن الإمام الصادق عليه السلام: «

أن يقولَ عَشْرَ مَرّاتٍ قَبْلَ طُلوعِ الشَّمْسِ وغُروبها

: اعُوذُ بِاللَّهِ السَّميعِ الْعَليمِ مِنْ هَمَزاتِ الشَّياطينِ، وَاعُوذُ بِكَ رَبِّ انْ يَحْضُرُونِ، انَّ اللَّهَ هُوَ السَّميعُ الْعَليمُ»(1).

- چ چ-

15. روي في كتاب فلاح السائل عن الإمام الصادق عليه السلام قال: «

مَا يَمْنَعُكُم أن تَقُولوا في كُلِّ صَباحٍ ومَساءٍ

: اللَّهُمَّ مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ وَالْأَبْصارِ، ثَبِّتْ قَلْبى عَلى دينِكَ، وَلاتُزِغْ قَلْبى بَعْدَ اذْ هَدَيْتَنى وَهَبْ لى مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً، انَّكَ انْتَ الْوَهَّابُ، وَأَجِرْنى مِنَ النَّارِ بِرَحْمَتِكَ، اللَّهُمَّ امْدُدْ لى فى عُمْرى وَاوْسِعْ عَلَىَّ فى رِزْقى وَانْشُرْ عَلَىَّ مِنْ رَحْمَتِكَ، وَانْ كُنْتُ عِنْدَكَ فى امِّ الْكِتابِ شَقِيًّا، فَاجْعَلْنى سَعيداً، فَانَّكَ تَمْحُوما تَشآءُ وَتُثْبِتُ، وَعِنْدَكَ امُّ الْكِتابِ»(2).

- چ چ-

16. روى المرحوم الصدوق بسند معتبر عن أميرالمؤمنين عليه السلام أنّه قال: «

مَنْ تَلا هذهِ الآيَةَ قَبْلَ المَساءِ أو بَعْدَهُ ثلاثَ مَرّاتٍ لَم يَفُتْهُ فِي ذلِكَ اليَومِ شَي ءٌ مِنَ الخَيْرِ وصُرِفَ عنه جَمِيعَ الشُّرورِ، وكذا مَنْ تَلاها صَباحاً

: فَسُبْحانَ اللَّهِ حينَ تُمْسُونَ وَحينَ تُصْبِحُونَ، وَلَهُ الْحَمْدُ فِى السَّماواتِ وَالْأَرْضِ، وَعَشِيّاً وَحينَ تُظْهِرُونَ»(3).

- چ چ-

17. قال الصادق عليه السلام: «

مَنْ دَعا ثلاثاً بهذا الدُّعاءِ عِنْدَ الصَّباحِ لَمْ يُصِبْهُ بَلاءٌ إلى اللَّيلِ ومَن دَعا


1- تفسير العياشي: ج 2، ص 45، ح 136؛ الكافي: ج 2، ص 532، ح 31.
2- فلاح السائل: ص 222؛ بحار الأنوار: ج 83، ص 268، ح 38.
3- أمالي الصدوق: ص 578، ح 14؛ بحار الأنوار: ج 83، ص 253، ح 19.

ص: 626

بِه ثَلاثاً عِند المَساءِ لَمْ يُصِبْهُ إلى الصَّباحِ

: بِسْمِ اللَّهِ الَّذى لايَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَىْ ءٌ فِى الْأَرْضِ وَلا فِى السَّماءِ، وَهُوَ السَّميعُ الْعَليمُ»(1).

- چ چ-

18. روي عن المرحوم الكليني والصدوق وغيرهما بأسناد معتبرة عن الإمام الباقر عليه السلام: «

أنّ نُوحاً عليه السلام سُمِّيَ عَبْداً شَكوراً لأنّه كان يقولُ كُلَّ صَباحٍ ومَساءٍ

»: اللَّهُمَّ انّى اشْهِدُكَ انَّهُ ما امْسى وَاصْبَحَ بى مِنْ نِعْمَةٍ، اوْ عافِيَةٍ فى دينٍ اوْ دُنْيا، فَمِنْكَ وَحْدَكَ لاشَريكَ لَكَ، لَكَ الْحَمْدُ وَلَكَ الشُّكْرُ بِها عَلَىَّ حَتّى تَرْضى الهَنا(2).

- چ چ-

19. روى المرحوم الكليني بسند معتبر أنّ رجلًا دخل على الصادق عليه السلام وقال: علّمني دعاءاً أدعو به كلّ صباح ومساء. فقال عليه السلام: «

قُلْ

: الْحَمْدُللَّهِ الَّذى يَفْعَلُ ما يَشآءُ، وَلايَفْعَلُ ما يَشآءُ غَيْرُهُ، الْحَمْدُللَّهِ كَما يُحِبُّ اللَّهُ انْ يُحْمَدَ، الْحَمْدُللَّهِ كَما هُوَ اهْلُهُ، اللَّهُمَّ ادْخِلْنى فى كُلِّ خَيْرٍ ادْخَلْتَ فيهِ مُحَمَّداًوَآلَ مُحَمَّدٍ، وَاخْرِجْنى مِنْ كُلِّ سُوءٍ اخْرَجْتَ مِنْهُ مُحَمَّدًا وَآلَ مُحَمَّدٍ، صَلَّى اللَّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ»(3).

- چ چ-

20. جاء في بعض الكتب المعتبرة أنّ من صلّى على محمّد بهذه الصلوات ثلاث مرّات صباحاً وثلاث مرّات في آخر النهار غُفِرت ذنوبه وأديم سروره واستجيب دعاؤه ووسع في رزقه وأعين على عدوه ورافق في الجنان محمّداً:

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ فِى الْأَوَّلينَ، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ فِى


1- بحار الأنوار: ج 83، ص 298، ح 59.
2- علل الشرائع: ج 1، ص 29، ح 1؛ بحار الأنوار: ج 83، ص 251، ح 16؛ الكافي: ج 2، ص 535( باختلاف يسير).
3- الكافي: ج 2، ص 529، ح 22.

ص: 627

الْأخِرينَ، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ فِى الْمَلَإِ الْأَعْلى وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ فِى الْمُرْسَلينَ، اللَّهُمَّ اعْطِ مُحَمَّداً الْوَسيلَةَ، وَالشَّرَفَ وَالْفَضيلَةَ، وَالدَّرَجَةَ الْكَبيرَةَ، اللَّهُمَّ انّى آمَنْتُ بِمُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَلَمْ ارَهُ، فَلا تَحْرِمْنى يَوْمَ الْقِيمَةِ رُؤْيَتَهُ، وَارْزُقْنى صُحْبَتَهُ، وَتَوَفَّنى عَلى مِلَّتِهِ، وَاسْقِنى مِنْ حَوْضِهِ مَشْرَباً رَوِيّاً سآئِغاً هَنيئاً، لا اظْمَأُ بَعْدَهُ ابَداً، انَّكَ عَلى كُلِّ شَىْ ءٍ قَديرٌ، اللَّهُمَّ كَما آمَنْتُ بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَلَمْ ارَهُ، فَارِنى فِى الْجِنانِ وَجْهَهُ، اللَّهُمَّ بَلِّغْ رُوحَ مُحَمَّدٍ عَنّى تَحِيَّةً كَثيرَةً وَسَلاماً(1).

تنبيه: الأدعية الواردة في الصباح والمساء كثيرة ذكرنا هنا قسماً منها، ولكلّ أن يختار حسب قدرته وحضور قلبه فيطبق مضامينها.

-*-*-*-


1- بحارالانوار: ج 83، ص 266، ح 36.

ص: 628

الفصل الخامس: آداب النوم

ينبغي مراعاة هذه الامور عند النوم.

1. الطهارة.

2. التوبة من الذنوب.

3. إفراغ القلب من هموم الدنيا.

4. السعي لأن لا يكون للآخرين حقّ عليك.

5. أن تعزم على القيام لصلاة الليل فإنّ فخر المؤمن وزينته في الدنيا والآخرة هو الصلاة في آخر الليل.

6. قراءة سورة «

قل هو اللَّه أحد»(1)

و «

ألهيكم التكاثر»(2)

و «

آية الكرسي»(3).

7. تسبيح الزهراء عليه السلام (4).

8. النوم على اليمين أو على الظهر وأمّا النوم على البطن فقد وصفته بعض الروايات بالنوم الشيطاني (5).

9. إن خشيت على صلاة الليل من غلبة النوم أو صلاة الصبح أو غيرها فاقرأ الآية الأخيرة من سورة الكهف:

قُلْ انَّما ا نَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحى الَىَّ، انَّما الهُكُمْ الهٌ واحِدٌ، فَمَنْ كانَ يَرْجُو لِقآءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صالِحاً، وَلايُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ احَداً.

روي عن الإمام الصادق عليه السلام: «

أنّه ما مِنْ أحَدٍ يَقْرَأُ هذهِ الآيَةَ عِنْدَ النَّومِ إلّاويَنْتَبِهُ عِنْدَ السَّاعَةِ


1- بحار الأنوار: ج 73، ص 192، ح 2.
2- الكافي: ج 2، ص 623، ح 14.
3- بحار الأنوار: ج 73، ص 213.
4- تهذيب الأحكام: ج 2، ص 116، ح 203.
5- من لايحضره الفقيه: ج 1، ص 502، ح 1442.

ص: 629

التي يُرِيدُ»(1)

. (قلّة الأكل والشرب عند النوم تساعد على الانتباه آخر الليل).

10. وإذا خفت الهوامّ المؤذية فاقرأ هذا الدعاء الوارد عن الإمام الباقر عليه السلام:

اعُوذُ بِكَلِماتِ اللَّهِ التَّآمَّاتِ، الَّتى لايُجاوِزُهُنَّ بَرٌّ وَلا فاجِرٌ مِنْ شَرِّ ما ذَرَءَ، وَمِنْ شَرِّ ما بَرَءَ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ دآبَّةٍ هُوَ اخِذٌ بِناصِيَتِها، انَّ رَبّى عَلى صِراطٍ مُسْتَقيمٍ (2).

- چ چ-

11. إذا خشيت الاحتلام (الجنابة في النوم) فادع بهذا الدعاء:

اللَّهُمَّ انّى اعُوذُ بِكَ مِنَ الْإِحْتِلامِ، وَمِنْ شَرِّ الْأَحْلامِ، وَمِنْ انْ يَتَلاعَبَ بِىَ الشَّيْطانُ فِى الْيَقْظَةِ وَالْمَنامِ (3).

- چ چ-

12. وإن كنت ترهب اللصّ (مع مراعاة الاحتياط) فاقرأ الآيتين الأخيرتين من سورة الإسراء:

قُلِ ادْعُوا اللَّهَ اوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ، ايّاً ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخافِتْ بِها، وَابْتَغِ بَيْنَ ذلِكَ سَبيلًا وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذى لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَريكٌ فىِ الْمُلْكِ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِىٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبيراً(4).

- چ چ-

13. اترك النوم بين الطلوعين وبعد العصر (عند الغروب)(5).

14. يكره النوم على سطح لم يحوّط(6).

15. لا تحدّث بما رأيته في المنام كلّ أحد إلّامن كان عالماً ناصحاً (ويؤملك بالتعبير الصحيح)(7).


1- الكافي: ج 2، ص 540، ح 17.
2- المصدر السابق: ص 570، ح 7.
3- مفتاح الفلاح: ص 284.
4- بحار الأنوار: ج 73، ص 211.
5- مكارم الأخلاق: ص 305؛ بحار الأنوار: ج 73، ص 185، ح 6.
6- بحار الأنوار: ج 73، ص 187، ح 7.
7- المصدر السابق: ج 58، ص 175، ح 34.

ص: 630

16. وروي عن الإمام الصادق عليه السلام: «

أنَّ مَن قالَ فِي طَرِيقِه إلى النَّومِ هذا الدُّعاءِ ثلاثاً (وتَابَ) طَهُرَ مِن ذُنوبِه

»: الْحَمْدُللَّهِ الَّذى عَلا فَقَهَرَ، وَالْحَمْدُللَّهِ الَّذى بَطَنَ فَخَبَرَ، وَالْحَمْدُللَّهِ الَّذى مَلَكَ فَقَدَرَ، وَالْحَمْدُللَّهِ الَّذى يُحْيِى الْمَوْتى وَيُميتُ الْأَحْيآءَ، وَهُوَ عَلى كُلِّ شَىْ ءٍ قَديرٌ(1).

- چ چ-

17. روي عن الإمام الصادق عليه السلام: «

أنَّ رَسولَ اللَّهِ صلى الله عليه و آله كانَ يَقْرَأُ آيَةَ الكُرْسِيِّ عِنْدِ النَّومِ ويَقولُ

»: بِسْمِ اللَّهِ، آمَنْتُ بِاللَّهِ، وَكَفَرْتُ بِالطَّاغُوتِ، اللَّهُمَّ احْفَظْنى فى مَنامى وَفى يَقْظَتى (2).

- چ چ-

18. قال المفضّل بن عمر: قال لي الصادق عليه السلام: «

اسْتَعِذْ باللَّهِ عِنْدَ النَّومِ بهذِه الكَلِماتِ

اعُوذُ بِعِزَّةِ اللَّهِ، وَاعُوذُ بِقُدْرَةِ اللَّهِ، وَاعُوذُ بِجَلالِ اللَّهِ، وَاعُوذُ بِسُلْطانِ اللَّهِ، وَاعُوذُ بِجَمالِ اللَّهِ، وَاعُوذُ بِدَفْعِ اللَّهِ، وَاعُوذُ بِمَنْعِ اللَّهِ، وَاعُوذُ بِجَمْعِ اللَّهِ، وَاعُوذُ بِمُلْكِ اللَّهِ وَاعُوذُ بِوَجْهِ اللَّهِ، وَاعُوذُ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ، وَبَرَأَ وَذَرَءَ(3).

ملاحظة: العديد من الأفراد في عصرنا مصابون بالأرق ويستعين البعض منهم بالأقراص المنوّمة التي تسبب أحياناً بعض الأمراض، والعامل الأساسيّ لهذا الأرق قلق الروح، ولو التزمنا بالتعاليم الإسلاميّة لزال هذا القلق، وتمتّعنا- بلطف اللَّه- بنوم هنيى ء.

قال تعالى: أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (4).


1- الكافي: ج 2، ص 535، ح 1.
2- المصدر السابق: ص 536، ح 4.
3- المصدر السابق: ص 537، ح 9.
4- سورة الرعد: الآية 28.

ص: 631

نعم، كلّما ذكرنا اللَّه أكثر وتوكّلنا عليه واستعنّا به في المحن وعلمنا أنّه الغفور الرحيم والجواد الكريم والقادر على كلّ شي ء ووثقنا حقّاً بهذه الامور؛ لغرقنا في بحر من الطمأنينة.

من جانب آخر إنّما تنبع الهواجس والاضطرابات والقلق من حبّ الدنيا عادة، فلو أفرغنا القلب من حبّ الدنيا وسعينا جهدنا في الحياة وفوّضنا الباقي للَّه تعالى؛ لشعّ نور الطمأنينة في قلوبنا وأرواحنا.

-*-*-*-

ص: 632

الفصل السادس: أعمال الأسحار

اشارة

وردت عدّة آداب وأدعية لهذا الموضوع، ومنها هذه الامور:

1. قال الإمام الصادق عليه السلام: «

إذا نَهَضَ أحَدُكُم مِنَ اللّيلِ فَلْيَقُل

»: سُبْحانَ رَبِّ النَّبِييّنَ، وَالهِ الْمُرْسَلينَ، وَرَبِّ الْمُسْتَضْعَفينَ، وَالْحَمْدُ للَّهِ الَّذى يُحْيِى الْمَوْتى وَهُوَ عَلى كُلِّ شَىْ ءٍ قَديرٌ.

فإنْ قال ذلك، قال اللَّه: صَدَقَ عَبْدِي وشَكَر»(1).

-

چ چ-

2. قال أحد أصحاب الإمام الصادق عليه السلام أنّه عليه السلام كان يقوم آخر الليل (فيذكر القيامة) ويرفع صوته- فيسمعه من في البيت- ويقول:

اللَّهُمَّ اعِنّى عَلى هَوْلِ الْمُطَّلَعِ، وَوَسّعْ عَلَىَّ ضيقَ الْمَضْجَعِ، وَارْزُقْنى خَيْرَ ما قَبْلَ الْمَوْتِ، وَارْزُقْنى خَيْرَ ما بَعْدَ الْمَوْتِ (2). 3. تقوم في هذا الوقت لنافلة الليل:

فضل نافلة الليل:

والروايات المأثورة عن المعصومين عليهم السلام في فضل قيام الليل كثيرة، وروي أنّ ذلك شرف المؤمن وأنّها تورث صحّة البدن وكفّارة لذنوب النهار ومزيلة لوحشة القبر وتبيّض الوجه وتطيّب النكهة وتجلب الرزق (3). وأنّ المال والبنون زينة الحياة الدنيا وثماني ركعات من آخر الليل والوتر


1- الكافي: ج 2، ص 538، ح 11.
2- من لايحضره الفقيه: ج 1، ص 480، ح 1389.
3- مستدرك الوسائل: ج 6، ص 327- 335، باب 33.

ص: 633

زينة الآخرة. وقد يجمعهما اللَّه لأقوام (1).

وعن الإمام الصادق عليه السلام قال: «

قال النَّبيُّ صلى الله عليه و آله في وَصِيَّتِه لِعَليٍّ عليه السلام: يا عَليُّ أوصِيكَ فِي نَفْسِكَ بِعِدَّةِ خِصالٍ فَاحْفَظْها

، ثمّ قال:

اللّهمَّ أعِنْه

. ثمّ ذكر عدّة خصال إلى أن قال:

وعَلَيْكَ بِصَلاةِ اللّيلِ وعَلَيك بِصَلاةِ اللّيلِ وعَلَيكَ بِصَلاةِ اللّيلِ»(2).

روى أحد أصحاب النّبيِّ صلى الله عليه و آله وهو أنَس أنّه صلى الله عليه و آله قال: «

رَكْعَتانِ فِي جَوْفِ اللّيلِ أحَبُّ إلَيَّ مِنَ الدُّنْيا ومَا فِيها»(3).

وروي أنّه سئل زين العابدين عليه السلام: ما بال المتهجّدين بالليل من أحسن الناس وجهاً؟ قال عليه السلام:

«لأنَّهُم خَلَوا بِرَبِّهِم فَكَسَاهُم اللَّهُ مِن نُورِه»(4).

وفي رواية أنّ عليّاً عليه السلام قال لمن سأله عن سبب عدم التوفيق لصلاة الليل: «

قَيَّدَتْكَ ذُنُوبُكَ»(5).

وزبدة الكلام: نافلة الليل كيمياء السعادة والأكسير الأعظم وفي ظلّها بلغ أغلب من بلغ المقامات الرفيعة. وكفى في فضلها ما خاطب به القرآن النَّبيَّ صلى الله عليه و آله: وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نافِلَةً لَكَ عَسى انْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً(6).

وتفيد هذه الآية أنّ النّبيّ صلى الله عليه و آله نال مقاماته العالية في ظلّ قيام الليل والقرآن ومناجاة الأسحار.

روى القطب الراوندي عن أميرالمؤمنين عليه السلام قال: «

لا تَطْمَعْ فِي ثَلاثَةٍ مع ثَلاثَةٍ: فِي سَهَرِ اللّيلِ مَعَ كَثْرَةِ الأكْلِ، وفي نُورِ الوَجْهِ مَع نَومِ أجْمَعِ اللّيلِ، وفِي الأمَانِ مِنَ الدُّنْيا مع صُحْبَةِ الفُسّاقِ»(7).

كما روى القطب الراوندي أيضاً أنّ عيسى عليه السلام نادى أُمّه مريم بعد وفاتها، فقال:

يا أمّاهُ كَلِّمِيني، هَلْ تُرِيدِينَ أنْ تَرْجِعي إلى الدُّنْيا؟

قالت: «

نَعَمْ لُاصُلِّي للَّهِ في لَيْلَةٍ شَدِيدَةِ البَرْدِ، وأصُومَ يوماً شَدِيدَ الحَرِّ، يا بُنَيَّ فإنَّ الطّرِيقَ (الآخِرَةَ) مُخُوفٌ»(8).

و

النقطة الضرورية أنّ بعض المؤمنين يتركون صلاة الليل بسبب بعض آدابها المسهبة، والحال يمكن الإتيان بصلاة الليل في مدّة قصيرة وبشكل بسيط، فالمهم النهوض والتوجه إلى اللَّه في الأسحار.


1- مستدرك الوسائل: ج 6، ص 330، ح 10.
2- بحار الأنوار: ج 74، ص 70، ح 8.
3- المصدر السابق: ج 84، ص 148، ح 23.
4- المصدر السابق: ص 159، ح 48.
5- الكافي: ج 3، ص 450، ح 34.
6- سورة الإسراء: الآية 79.
7- مستدرك الوسائل: ج 6، ص 340، ح 3.
8- المصدر السابق: ص 338، ح 31.

ص: 634

وقت صلاة الليل:

يبدأ أوّل وقتها عند انتصاف الليل، وكلّما اقترب الوقت من طلوع الفجر ازدادت فضيلتها، فإذا بان الفجر وكان المصلّي قد أتى منها أربع ركعات فليقتصر على الحمد وحدها فيما بقي من الركعات (1).

كيفية أداء صلاة الليل:

كيفية صلاة الليل وآدابها كالآتي:

إذا انتبه من النوم يسجد للَّه ويحسن أن يقول في سجوده أو عند رفع رأسه:

الْحَمْدُلِلَّهِ الَّذى احْيانى بَعْدَ ما اماتَنى وَالَيْهِ النُّشُورُ، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذى رَدَّ عَلَىَّ رُوحى لِأَحْمَدَهُ وَاعْبُدَهُ (2).

فإذا قام ووقف فليقل:

اللَّهُمَّ اعِنّى عَلى هَوْلِ الْمُطَّلَعِ، وَوَسِّعْ عَلَىَّ الْمَضْجَعَ، وَارْزُقْنى خَيْرَما قَبْلَ الْمَوْتِ، وَارْزُقْنى خَيْرَما بَعْدَ الْمَوْتِ (3).

فإذا سمع صياح الديك يقول:

سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ، رَبُّ الْمَلائِكَةِ وَالرُّوحِ، سَبَقَتْ رَحْمَتُكَ غَضَبَكَ، لا الهَ الّا انْتَ، عَمِلْتُ سُوءً، وَظَلَمْتُ نَفْسى فَاغْفِرْلى انَّهُ لايَغْفِرُ الذُّنُوبَ الّا انْتَ، فَتُبْ عَلَىَّ انَّكَ انْتَ التَّوَّابُ الرَّحيمُ (4).

فإذا نظر إلى أطراف السماء يقول: اللَّهُمَّ انَّهُ لايُوارى مِنْكَ لَيْلٌ ساجٍ، وَلاسَمآءٌ ذاتُ ابْراجٍ، وَلا ارْضٌ ذاتُ مِهادٍ، وَلاظُلُماتٌ بَعْضُها فَوْقَ بَعْضٍ، وَلابَحْرٌ لُجِّىٌّ، يُدْلِجُ بَيْنَ يَدَىِ الْمُدْلِجِ مِنْ خَلْقِكَ،


1- للمزيد راجع بحار الأنوار: ج 84، ص 223 و 226.
2- المصدر السابق: ج 73، ص 204، ح 20.
3- المصدر السابق: ج 84، ص 192، ح 6.
4- مصباح المتهجّد: ص 127؛ مكارم الأخلاق: ص 293( باختلاف يسير).

ص: 635

تُدْلِجُ الرَّحْمَةَ عَلى مَنْ تَشآءُ مِنْ خَلْقِكَ، تَعْلَمُ خآئِنَةَ الْأَعْيُنِ وَما تُخْفِى الصُّدُورُ، غارَتِ النُّجُومُ، وَنامَتِ الْعُيُونُ، وَانْتَ الْحَىُّ الْقَيُّومُ، لا تَاْخُذُكَ سِنَةٌ وَلانَوْمٌ، سُبْحانَ اللَّهِ رَبِّ الْعالَمينَ، وَالهِ الْمُرْسَلينَ، وَالْحَمْدُلِلَّهِ رَبِّ الْعالَمينَ (1).

ثمّ يتلو هذه الخمس آيات من سورة آل عمران:

انَّ فى خَلْقِ السَّمواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ لَأياتٍ لِأُولِى الْأَلْبابِ* الَّذينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِياماً وَقُعُوداً وَعَلى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فى خَلْقِ السَّمواتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا باطِلًا سُبْحانَكَ فَقِنا عَذابَ النَّارِ* رَبَّنا انَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ اخْزَيْتَهُ وَما لِلظَّالِمينَ مِنْ انْصارٍ* رَبَّنا انَّنا سَمِعْنا مُنادِياً يُنادى لِلْإيمانِ انْ امِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنا فَاغْفِرْ لَنا ذُ نُوبَنا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئاتِنا وَتَوَفَّنا مَعَ الْأَبْرارِ* رَبَّنا وَ اتِنا ما وَعَدْتَنا عَلى رُسُلِكَ وَلاتُخْزِنا يَوْمَ الْقِيمَةِ انَّكَ لاتُخْلِفُ الْميعادَ(2).

فإذا أراد أن يتوجّه إلى العبادة واحتاج التخلّي لقضاء الحاجة فليبدأ به، ويبدأ بالاستياك ويتوضأ بعد ذلك ويتطيّب وينهض لصلاة الليل (3).

كيفيّة صلاة الليل:

صلاة الليل ثماني ركعات يسلّم بعد كلّ ركعتين يقرأ

الحمد

والتوحيد في الثنائية الاولى أو يقرأ سورة

التّوحيد

في الركعة الاولى و «

قُل يا أيّها الكافِرون

» في الركعة الثانية ويقرأ في الركعات الست

الحمد

وما شاء من السور (مثلًا

قُلْ هُو اللَّهُ أحَد

) ويجوز الاقتصار على

الحمد

وحدها. وكما يستحبّ القنوت في هذه الصلوات كما هو مسنون في الفرائض ويجزي أن يقول

سُبْحانَ اللَّهِ

أو يقول:

اللَّهُمَّ اغْفِرْلَنا وَارْحَمْنا، وَعافِنا وَاعْفُ عَنَّا فِى الدُّنْيا وَالْأخِرَةِ، انَّكَ عَلى كُلِّ شَىْ ءٍ


1- مصباح المتهجّد: ص 128.
2- المصدر السابق: ص 129.
3- المصدر السابق: ص 130.

ص: 636

قَديرٌ. أو يقول: رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ، وَتَجاوَزْ عَمَّا تَعْلَمُ، انَّكَ انْتَ الْأَعَزُّ الْأَكْرَمُ (1).

فإذا فرغ من الثماني ركعات يصلّي

الشفع

ركعتين و

الوتر

ركعة ويقرأ في هذه الثلاث ركعات سورة «

قُلْ هُوَاللَّهُ أحَدٌ

» ليكون له أجر ختمة كاملة من القرآن فإن لسورة

التّوحيد

أجر ثلث القرآن (2).

أو يقرأ في الاولى من الشفع الفاتحة وسورة «

قُلْ أعوذُ بِرَبِّ النّاسِ

» وفي الثانية الحمد و «

قُلْ أعوذُ بِرَبِّ الفَلَق

» وركعة الوتر بالفاتحة و «

قُلْ هُو اللَّهُ أحَد»(3).

ويقنت في الوتر بعد الحمد والسورة ويدعو بما شاء(4).

جاء في الرواية أنّه سئل الإمام الصادق عليه السلام عن وجوب دعاء خاصّ؟ فقال عليه السلام: «

لا، أثْنِ على اللَّهِ عزَّوجلَّ وصَلِّ على النَّبيِّ صلى الله عليه و آله واسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ العَظيمِ

ثم قال:

كُلُّ ذَنْبٍ عَظِيمٌ»(5).

وقال الشيخ الطوسي في مصباح المتهجّد: ادع بما شئت في قنوت الوتر بالأدعية المأثورة وهي كثيرة لا تحصى.

كما قال: يستحبّ أن يبكي الإنسان في القنوت من خشية اللَّه (أو حبّه) أو يتباكى ويدعو لإخوانه المؤمنين ويستحبّ أن يذكر أربعين نفساً منهم (يكفي أن يقول مثلًا: اللّهم اغفر لحسن اللّهم اغفر لمحمّد و ...) فإنّ من دعا لأربعين من المؤمنين استُجيب دعاؤه إن شاء اللَّه (6).

وينبغي أن يقول سبعين مرّة

اسْتَغْفِرُ اللَّهَ رَبّى وَاتُوبُ الَيْهِ (7)

. وينبغي في ذلك أن يرفع يده اليسرى للاستغفار ويحصي عدده باليمنى (8).

وروي أنّ النّبيّ صلى الله عليه و آله كان يستغفر في الوتر سبعين مرّة ويقول سبع مرّات:

هذا مَقامُ الْعائِذِ بِكَ مِنَ النَّارِ(9).

وروي أيضاً أنّ الإمام زين العابدين عليه السلام كان يقول في السّحر في صلاة الوتر ثلاثمائة مرّة:

الْعَفْوَ، الْعَفْوَ، الْعَفْوَ ...(10).


1- بحار الأنوار، ج 82، ص 207.
2- المصدر السابق: ج 84، ص 226، ح 39.
3- بحار الأنوار: ج 84، ص 226، ح 39؛ مصباح المتهجّد: ص 152.
4- مصباح المتهجّد: ص 152.
5- الكافي: ج 3، ص 450، ح 31.
6- مصباح المتهجّد: ص 152 و 155.
7- المصدر السابق.
8- مفتاح الفلاح: ص 329.
9- من لايحضره فقيه، ج 1، ص 489، ح 1406.
10- المصدر السابق: ح 1408.

ص: 637

ثم يقول:

رَبِّ اغْفِرْ لى وَارْحَمْنى وَتُبْ عَلَىَّ انَّكَ انْتَ التَّوَّابُ الرَّحيمُ (1).

وعليه فالدعاء لأربعين مؤمناً (رجل أو امرأة) والاستغفار سبعين مرّة وسبع مرّات «

هذا مَقامُ العائِذِ بِكَ مِنَ النّارِ

» وثلاثمائة مرّة «

العَفْو

» من مستحبّات قنوت الوتر ولا يقدح بصلاته إن لم يقل أيّاً منها.

وينبغي أن يطيل القنوت ويركع بعده فإذا استقام يدعو بالدعاء الذي رواه الشيخ الطوسي في التهذيب عن موسى بن جعفر عليه السلام:

هذا مَقامُ مَنْ حَسَناتُهُ نِعْمَةٌ مِنْكَ، وَشُكْرُهُ ضَعيفٌ، وَذَنْبُهُ عَظيمٌ، وَلَيْسَ لِذلِكَ الّا رِفْقُكَ وَرَحْمَتُكَ، فَانَّكَ قُلْتَ فى كِتابِكَ الْمُنْزَلِ عَلى نَبِيِّكَ الْمُرْسَلِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ: كانُوا قَليلًا مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ، وَبِالْأَسْحارِهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ. طالَ هُجُوعى وَقَلَّ قِيامى وَهذَا السَّحَرُ وَا نَا اسْتَغْفِرُكَ لِذُنُوبى اسْتِغْفارَ مَنْ لايَجِدُ لِنَفْسِهِ ضَرّاً وَلا نَفْعَاً، وَلا مَوْتاً وَلا حَياةً وَلا نُشُوراً(2).

ثمّ يسجد ويتمّ الصلاة ويسبّح بعد الفراغ من الصلاة بتسبيح الزهراء عليها السلام ويقول ثلاث مرّات:

ثمّ يقول:

سُبْحانَ رَبِّىَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزيزِ الْحَكيمِ (3)* وثم يقول: يا حَىُّ يا قَيُّومُ، يا بَرُّ يا رَحيمُ، يا غَنِىُّ يا كَريمُ، ارْزُقْنى مِنَ التِّجارَةِ اعْظَمَها فَضْلًا، وَاوْسَعَها رِزْقاً، وَخَيْرَها لى عاقِبَةً، فَانَّهُ لا خَيْرَ فيما لا عاقِبَةَ لَهُ (4). ثم تقول ثلاث مرات: الْحَمْدُ لِرَبِ الصَّباحِ، الْحَمْدُ لِفالِقِ الْإِصْباحِ (5)* ثمّ يسجد (سجدة الشكر لهذا التوفيق العظيم) ويقول


1- مصباح المتهجّد: ص 155.
2- تهذيب الأحكام: ج 2، ص 132، ح 276.
3- مصباح المتهجّد: ص 163.
4- المصدر السابق.
5- المصدر السابق.

ص: 638

خمس مرّات: سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ، رَبُّ الْمَلائِكَةِ والرُّوحِ. ثمّ يجلس ويقرأ آية الكرسي ثمّ يهوى ثانياً إلى السجود ويكرر نفس الذكر خمس مرّات (1). تنبيه: يمكن قراءة هذا الدعاء مكتوباً ونكرر أيضاً أن تفرّعات نافلة الليل عظيمة وبنّاءة ولكن إن تعذّر إتيانها جميعاً فما أمكن، والمهمّ الإتيان بأصل الصلاة الثمان ركعات والشفع والوتر ويمكن الاكتفاء بالشفع والوتر لمن لا يستطيع الإتيان بإحدى عشرة ركعة والفوز بتلك البركات.

- چ چ-


1- بحار الأنوار: ج 84، ص 308، ح 86.

ص: 639

الفصل السابع: أدعية الأيام (الأدعية التي يدعى بها في النهار و ليست لها ساعة معينة)

ذكر اللَّه إحياء للقلب وسكون الروح والابتعاد عن الشيطان والنجاة من هوى النفس، ولذلك وردت في روايات المعصومين عليهم السلام عدّة أدعية عظيمة المضمون لتوجّه القلوب إلى اللَّه كلّ يوم ومنها:

1. روي بسند معتبر عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: «

مَا مِنْ مُؤمِنٍ يُقارِفُ فِي يَوْمِهِ ولَيْلَتِه أربَعينَ كَبِيرةً فيقول (بهذا الاستغفار) وهُوَ نادِمٌ إلّاغَفَرَ اللَّهُ لَهُ

»: اسْتَغْفِرُاللَّهَ الَّذى لا الهَ الّا هُوَ الْحَىُّ الْقَيُّومُ، بَديعُ السَّمواتِ وَالْأَرْضِ، ذُوالْجَلالِ وَالْإِكْرامِ، وَاسْئَلُهُ انْ يُصَلِّىَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَانْ يَتُوبَ عَلَىَ (1).

2. وروي أيضاً بسند معتبر عنه عليه السلام قال: «

مَن قالَ فِي كُلِّ يَومٍ سَبْعَ مَرّاتٍ

: الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلى كُلِّ نِعْمَةٍ كانَتْ او هِىَ كائِنَةٌ.

فَقَدْ أدّى شُكْرَ ما مَضى وشُكْرَ ما بَقِي»(2).

3. وروي أيضاً بسند معتبر عنه عليه السلام: «

مَن قال كلّ يوم 25 مرّة

: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤمِنينَ وَالْمُؤمِناتِ، وَالْمُسْلِمينَ وَالْمُسْلِماتِ.

كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِعَدَدِ كلِّ مُؤمِنٍ مَضى ومُؤمِنٍ بَقِيَ إلى يَوْمِ القِيَامَةِ حَسَنَةً ورَفَعَ لَهُ دَرَجَةً»(3).

4. وروي عنه عليه السلام بسند معتبر: «

مَن قال في كلّ يَومٍ مائةَ مَرّة

: لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ الّا بِاللَّهِ.


1- الكافي: ج 2، ص 438، ح 7.
2- ثواب الأعمال: ص 9.
3- المصدر السابق: ص 161.

ص: 640

دَفَعَ اللَّهُ بِهَا عَنهُ سَبْعِينَ نَوْعاً مِنَ البَلاءِ أيْسَرُها الهَمّ»(1)

، وفي رواية اخرى «

لَمْ يُصِبْهُ فَقْرٌ أبَداً»(2).

5. روى الكليني والأعلام عن الإمام الصادق عليه السلام: «

أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه و آله كانَ يقولُ كُلَّ يومٍ سَبْعِينَ مَرَّةً «أسْتَغْفِرُ اللَّهَ» وسَبْعِينَ مَرّةً «وَاتُوبُ الَى اللَّهِ»(3).

6. وفي كشف الغمّة بسند معتبر عن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله قال: «

مَن قالَ فِي كُلِّ يَومٍ مائة مَرّة «لا الهَ الَّا اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ الْمُبينُ» اجْتَلَبَ بِه الغِنى واسْتَدْفَعَ بهِ الفَقْرَ وَسَدَّ عَنهُ بابَ النّارِ واسْتَفْتَحْ بهِ بابَ الجَنَّةِ»(4).

7. وروى القطب الراوندي في دعواته عن الرضا عليه السلام قال: «

مَن قالَ هذا الذِّكْرَ في كُلِّ يَومٍ قُضِيَتْ حَاجَتُه وكُبِتَ عَدُوُّهُ وكُشِفَ كَرْبُه

»: سُبْحانَ اللَّهِ كَما يَنْبَغى للَّهِ، وَالْحَمْدُللَّهِ كَما يَنْبَغى للَّهِ، وَلا الهَ الَّا اللَّهُ كَما يَنْبَغى للَّهِ، وَاللَّهُ اكْبَرُ كَما يَنْبَغى للَّهِ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ الّا بِاللَّهِ كَما يَنْبَغى لِلَّهِ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلى مُحَمَّدٍ النَّبِىِّ وَعَلى اهْلِ بَيْتِهِ، وَجَميعِ الْمُرْسَلينَ وَالنَّبِيّينَ حَتَّى يَرْضَى اللَّهُ (5).

- چ چ-

8. وروي عن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: «

أنّ مَن قالَ هذِه الكَلِماتِ في كُلِّ يَومِ عَشْراً وَقاهُ اللَّهُ مِنْ شَرِّ إبْلِيسَ وجُنودِهِ وقَضى دَيْنَهُ وَكَشَفَ هَمَّهُ وفَرَّجَ كَرْبَهُ وأثابَه

»: اعْدَدْتُ لِكُلِّ هَوْلٍ لا الهَ الَّا اللَّهُ، وَلِكُلِّ هَمٍّ وَغَمٍّ ما شاءَاللَّهُ، وَلِكُلِّ نِعْمَةٍ الْحَمْدُ للَّهِ، وَلِكُلِّ رَخآءٍ الشُّكْرُ للَّهِ، وَلِكُلِّ اعْجُوبَةٍ سُبْحانَ اللَّهِ، وَلِكُلِّ ذَنْبٍ اسْتَغْفِرُاللَّهَ، وَلِكُلِّ مُصيبَةٍ انَّا لِلَّهِ وَانَّا الَيْهِ راجِعُونَ، وَلِكُلِّ ضيقٍ حَسْبِىَ اللَّهُ، وَلِكُلِّ قَضآءٍ وَقَدَرٍ تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ، وَلِكُلِّ عَدُوٍّ اعْتَصَمْتُ بِاللَّهِ، وَلِكُلِّ طاعَةٍ وَمَعْصِيَةٍ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ الّا بِاللَّهِ الْعَلِىِّ الْعَظيمِ (6).

- چ چ-


1- ثواب الأعمال: ص 162.
2- بحار الأنوار: ج 84، ص 10.
3- الكافي: ج 2، ص 504، ح 5.
4- كشف الغمّة: ج 2، ص 164.
5- دعوات الراوندي: ص 46، ح 114.
6- بحار الأنوار: ج 84، ص 5، ح 8.

ص: 641

9. وروي في ثواب الأعمال والكافي والمحاسن عن الإمام الصادق عليه السلام عن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله قال: «

مَن قالَ فِي كُلِّ يَومٍ خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّة

: لا الهَ الَّا اللَّهُ حَقّاً حَقّاً، لا الهَ الَّا اللَّهُ ايماناً وَتَصْديقاً، لا الهَ الَّا اللَّهُ عُبُودِيَّةً وَرِقّاً.

أقْبَلَ اللَّهُ عَلَيهِ بِوَجْهِه ولَم يَصْرِفْهُ عَنْهُ حتّى يَدْخُلَ الجَنَّةَ»(1).

10. روى القطب الراوندي أنّ عابداً من بني إسرائيل سأل اللَّه فقال: يا ربّ ما حالي عندك أخيرٌ فأزدادُ في خَيري أو شرّ فأتوب قبل الموت؟

فبعث اللَّه إليه ملكاً فقال له: ليس لك عند اللَّه خير. قال: يا ربّ وأين عملي؟ قال: كنت إذا عملت خيراً أخبرت الناس به فكنت تريد أن تعد خيِّراً بين الناس يذكرونك بالخير فليس لك منه إلّا الذي رضيت به لنفسك. فشقّ ذلك عليه وأحزنه فكرّر اللَّه إليه الرسول فقال: يقول اللَّه (لتلافي الماضي) فمن الآن فاشتر منّي نفسك فيما تستقبل بصدقة تخرجها عن كلّ يوم عرق كلّ يوم صدقة. قال: يا ربّ أو يطيق هذا أحد؟ فقال تعالى: قل كلّ يوم ثلاثمائة وستين مرّة بعدد عروقك:

«سُبْحانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلا الهَ الَّا اللَّهُ وَاللَّهُ اكْبَرُ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ الّا بِاللَّهِ»(2).

- چ چ-

11. وورد في رواية عن الإمام الصادق عليه السلام قال: «

مَن قال هذا القَوْلَ كُلَّ يومٍ أربعمائة مَرَّة شَهْرَين مُتَتَابِعَيْنِ رُزِقَ كثيراً من عِلْم أو كثيراً من مَالٍ

: اسْتَغْفِرُاللَّهَ الَّذى لا الهَ الَّا هُوَ الْحَىُّ الْقَيُّومُ، الرَّحْمنُ الرَّحيمُ، بَديعُ السَّمواتِ وَالْأَرْضِ، مِنْ جَميعِ ظُلْمى وَجُرْمى وَاسْرافى عَلى نَفْسى وَاتُوبُ الَيْهِ»(3).

- چ چ-

12. روى المرحوم الكفعمي وآخرون أنّه يستحبّ الدعاء بهذا الدعاء كلّ يوم:


1- ثواب الأعمال: ص 9؛ الكافي: ج 2، ص 519، ح 1؛ المحاسن: ج 1، ص 32( باختلاف يسير).
2- دعوات الراوندي: ص 135، ح 336؛ بحار الأنوار: ج 84، ص 10، ح 18.
3- بحار الأنوار: ج 84، ص 20، ح 21.

ص: 642

اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ بِنُورِ وَجْهِكَ الْمُشْرِقِ الْحَىِّ الْباقِى الْكَريمِ، وَاسْئَلُكَ بِنُورِ وَجْهِكَ الْقُدُّوسِ الَّذى اشْرَقَتْ بِهِ السَّمواتُ، وَانْكَشَفَتْ بِهِ الظُّلُماتُ، وَصَلُحَ عَلَيْهِ امْرُ الْأَوَّلينَ وَالْأخِرينَ، انْ تُصَلِّىَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَانْ تُصْلِحَ شَاْنى كُلَّهُ (1).

- چ چ-

13. قال الإمام الباقر عليه السلام: «

مَن قالَ هذا القَوْلَ كُلَّ يَوْمٍ كَفاهُ اللَّهُ هَمَّ دارَيْهِ (الدُّنيا والآخِرة):

بِسْمِ اللَّهِ، حَسْبِىَ اللَّهُ، تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ، اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ خَيْرَ امُورى كُلِّها، وَاعُوذُ بِكَ مِنْ خِزْىِ الدُّنْيا وَعَذابِ الْأخِرَةِ»(2).

- چ چ-

14. وروي أيضاً: «

مَن قَال هذا القَوْلَ في كُلِّ يَومٍ سَبْعَ مَرّاتٍ كَفاهُ اللَّهُ ما أهَمَّهُ مِن أمْرِ دارَيْهِ:

حَسْبِىَ اللَّهُ رَبِّى اللَّهُ لا الهَ الّا هُوَ، عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ، وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظيمِ»(3).

- چ چ-

15. وروي: «

أنّ مَن قالَ كُلَّ يَومٍ مرَّةً فِي سَنَةٍ كامِلَةٍ هذا القولَ لَمْ يَمُتْ حتّى يَرى مَقْعَدَهُ فِي الجَنَّةِ

: سُبْحانَ الدَّآئِمِ الْقآئِمِ، سُبْحانَ الْقآئِمِ الدَّآئِمِ، سُبْحانَ الْواحِدِ الْأَحَدِ، سُبْحانَ الْفَرْدِ الصَّمَدِ، سُبْحانَ الْحَىِّ الْقَيُّومِ، سُبْحانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، سُبْحانَ الْحَىِّ الَّذى لايَمُوتُ، سُبْحانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ، سُبْحانَ رَبِّ الْمَلائِكَةِ وَالرُّوحِ، سُبْحانَ الْعَلِىِّ الْأَعْلى سُبْحانَهُ وَتَعالى (4).

- چ چ-

16. أوّل عمل تقوم به عند الظهر قراءة هذا الدعاء حيث أوصى الإمام الباقر عليه السلام أحد أصحابه «

بالحفاظ عليه كما يُحافِظ على عَيْنَيه


1- البلد الأمين: ص 146؛ بحار الأنوار: ج 84، ص 7، ح 10.
2- بحار الأنوار: ج 84، ص 6، ح 9.
3- المصدر السابق: ح 8.
4- المصدر السابق: ح 9.

ص: 643

سُبْحانَ اللَّهِ وَلا الهَ الَّا اللَّهُ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذى لَمْ يَتَّخِذْ صاحِبَةً وَلا وَلَداً، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَريكٌ فِى الْمُلْكِ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِىٌّ مِنَ الذُّلِّ، وَكَبِّرْهُ تَكْبيراً»(1).

تنبيه ضروري: من الطبيعي أنّ الهدف من الأذكار والأدعية المذكورة ليس لقلقة اللسان، بل لابدّ للمؤمن من تأمّل مضامينها وتكييف روحه وقلبه وخلقه على ضوئها ليحتضن الشاهد المقصود. كما أنّ من الواضح أنّ القيام بكلّ هذه الأعمال ليس ميسّراً لكلّ فرد، وكلّ ينتهل من هذه القطوف العطرة حسب قدرته ويعطّر بها مشامّ روحه ويتقدّم خطوات واثقة كلّ يوم باتّجاه الهدى والتهذيب.

-*-*-*-


1- مفتاح الفلاح: ص 186؛ من لا يحضره الفقيه: ج 1، ص 225، ح 675؛ بحارالانوار: ج 55، ص 167، ح 28.

ص: 644

الفصل الثامن: أدعية أيام الأسبوع

اشارة

أدعية أيّام الاسبوع الواردة عن الإمام السجاد عليه السلام رغم اختصارها لكنها عظيمة المضامين وملهمة وقيمة بحيث سيسعد كلّ من يترنم بها ويكيف روحه وقلبه معها، فنوصي الجميع- خاصة الشباب- بالانفتاح على هذه الأدعية(1).

دعاء يوم السبت:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ

بِسْمِ اللَّهِ كَلِمَةِ الْمُعْتَصِمينَ، وَمَقالَةِ الْمُتَحَرِّزينَ، وَاعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ جَوْرِ الْجآئِرينَ، وَكَيْدِ الْحاسِدينَ، وَبَغْىِ الظَّالِمينَ (2)، وَاحْمَدُهُ فَوْقَ حَمْدِ الْحامِدينَ، اللَّهُمَّ انْتَ الْواحِدُ بِلا شَريكٍ، وَالْمَلِكُ بِلا تَمْليكٍ، لا تُضادُّ فى حُكْمِكَ، وَلا تُنازَعُ فى مُلْكِكَ، اسْئَلُكَ انْ تُصَلِّىَ عَلى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، وَانْ تُوزِعَنى مِنْ شُكْرِ نَعْمائِكَ ما يَبْلُغَنى في غايَةِ رِضاكَ، وَانْ تُعينَنى عَلى طاعَتِكَ، وَلُزُومِ عِبادَتِكَ، وَاسْتِحْقاقِ مَثُوبَتِكَ بِلُطْفِ عِنايَتِكَ، وَتَرْحَمَنى بِصَدّى عَنْ مَعاصيكَ مااحْيَيْتَنى وَتُوَفِّقَنى لِما يَنْفَعُنى ما ابْقَيْتَنى وَانْ تَشْرَحَ بِكِتابِكَ صَدْرى وَتَحُطَّ بِتِلاوَتِهِ وِزْرى وَتَمْنَحَنِى السَّلامَةَ فى دينى وَنَفْسى وَلاتُوحِشَ بى اهْلَ انْسى وَتُتِمَّ احْسانَكَ فيما بَقِىَ مِنْ عُمْرى كَما احْسَنْتَ فيما مَضى مِنْهُ، يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ (3).


1- وردت هذه الأدعية في بحار الأنوار: ج 87 لكننا أوردناه طبق النسخ المتداولة وذكرنا مواضع الاختلاف في الحاشية.
2- في بحار الأنوار،« الطّاغين».
3- بحار الأنوار: ج 87، ص 152، ح 11.

ص: 645

دعاء يوم الأحد:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ

بِسْمِ اللَّهِ الَّذى لا ارْجُو الَّا فَضْلَهُ، وَلا اخْشى الَّا عَدْلَهُ، وَلا اعْتَمِدُ الَّا قَوْلَهُ، وَلا اتَمَسَّكُ الَّا بِحَبْلِهِ، بِكَ اسْتَجيرُ يا ذَا الْعَفْوِ وَالرِّضْوانِ مِنَ الظُّلْمِ وَالْعُدْوانِ، وَمِنْ غِيَرِ الزَّمانِ، وَتَواتُرِالْأَحْزانِ، وَطَوارِقِ الْحَدَثانِ، وَمِنِ انْقِضآءِ الْمُدَّةِ قَبْلَ التَّأَهُّبِ وَالْعُدَّةِ، وَايَّاكَ اسْتَرْشِدُ لِما فيهِ الصَّلاحُ وَالْإِصْلاحُ، وَبِكَ اسْتَعينُ فيما يَقْتَرِنُ بِهِ النَّجاحُ وَالْإِنْجاحُ، وَايَّاكَ ارْغَبُ فى لِباسِ الْعافِيَةِ وَتَمامِها، وَشُمُولِ السَّلامَةِ وَدَوامِها، وَاعُوذُ بِكَ يا رَبِّ مِنْ هَمَزاتِ الشَّياطينِ، وَاحْتَرِزُ بِسُلْطانِكَ مِنْ جَوْرِ السَّلاطينِ، فَتَقَبَّلْ ما كانَ مِنْ صَلاتى وَصَوْمى وَاجْعَلْ غَدى وَما بَعْدَهُ افْضَلَ مِنْ ساعَتى وَيَوْمى وَاعِزَّنى فى عَشيرَتى وَقَوْمى وَاحْفَظْنى فى يَقْظَتى وَنَوْمى فَانْتَ اللَّهُ خَيْرٌ حافِظاً، وَانْتَ ارْحَمُ الرَّاحِمينَ، اللَّهُمَّ انّى ابْرَءُ الَيْكَ فى يَوْمى هذا وَما بَعْدَهُ مِنَ الْاحادِ، مِنَ الشِّرْكِ وَالْإِلْحادِ، وَاخْلِصُ لَكَ دُعآئى تَعَرُّضاً لِلْإِجابَةِ، وَاقيمُ (1) نَفْسي عَلى طاعَتِكَ رَجآءً لِلْإِثابَةِ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ خَيْرِ خَلْقِكَ، الدَّاعى الى حَقِّكَ، وَاعِزَّنى بِعِزِّكَ الَّذى لايُضامُ، وَاحْفَظْنى بِعَيْنِكَ الَّتى لا تَنامُ، وَاخْتِمْ بِالْانْقِطاعِ الَيْكَ امْرى وَبِالْمَغْفِرَةِ عُمْرى انَّكَ انْتَ الْغَفُورُ الرَّحيمُ (2)- چ چ-

دعاء يوم الاثنين:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ

الْحَمْدُ للَّهِ الَّذى لَمْ يُشْهِدْ احَداً حينَ فَطَرَ السَّمواتِ وَالْارْضَ، وَلَا اتَّخَذَ مُعيناً حينَ بَرَءَ النَّسَماتِ، لَمْ يُشارَكْ فِى الْإِلهِيَّةِ، وَلَمْ يُظاهَرْ فِى الْوَحْدانِيَّةِ، كَلَّتِ الْالْسُنُ عَنْ


1- في بحارالأنوار:« أقْهَرُ».
2- بحار الأنوار: ج 87، ص 164، ح 15.

ص: 646

غايَةِ صِفَتِهِ، وَالْعُقُولُ عَنْ كُنْهِ مَعْرِفَتِهِ، وَتَواضَعَتِ الْجَبابِرَةُ لِهَيْبَتِهِ، وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِخَشْيَتِهِ، وَانْقادَ كُلُّ عَظيمٍ لِعَظَمَتِهِ، فَلَكَ (1) الْحَمْدُ مُتَواتِراً مُتَّسِقاً، وَمُتَوالِياً مُسْتَوْسِقاً، وَصَلَواتُهُ عَلى رَسُولِهِ ابَداً، وَ سَلامُهُ دآئِماً سَرْمَداً، اللهُمَّ اجْعَلْ اوَّلَ يَوْمى هذا صَلاحاً، وَ اوْسَطَهُ فَلاحاً، وَآخِرَهُ نَجاحاً(2)، وَاعُوذُ بِكَ مِنْ يَوْمٍ اوَّلُهُ فَزَعٌ، وَاوْسَطُهُ جَزَعٌ، وَآخِرُهُ وَجَعٌ، اللهُمَّ انّى اسْتَغْفِرُكَ لِكُلِّ نَذْرٍ نَذَرْتُهُ، وَكُلِّ وَعْدٍ وَعَدْتُهُ، وَكُلِّ عَهْدٍ عاهَدْتُهُ ثُمَّ لَمْ افِ بِهِ، وَاسْئَلُكَ فى مَظالِمِ عِبادِكَ عِنْدى (3)، فَايَّما عَبْدٍ مِنْ عَبيدِكَ اوْ امَةٍ مِنْ امآئِكَ، كانَتْ لَهُ قِبَلى مَظْلِمَةٌ ظَلَمْتُها ايَّاهُ فى نَفْسِهِ، اوْ فى عِرْضِهِ اوْ فى مالِهِ، اوْ فى اهْلِهِ وَوَلَدِهِ، اوْ غيبَةٌ اغْتَبْتُهُ بِها، اوْ تَحامُلٌ عَلَيْهِ بِمَيْلٍ اوْ هَوىً، اوْ انَفَةٍ اوْ حَمِيَّةٍ، اوْ رِيآءٍ اوْ عَصَبِيَّةٍ، غآئِباً كانَ اوْ شاهِداً، وَحَيّاً كانَ اوْ مَيِّتاً، فَقَصُرَتْ يَدى وَضاقَ وُسْعى عَنْ رَدِّها الَيْهِ، وَالتَّحَلُّلِ مِنْهُ، فَاسْئَلُكَ يا مَنْ يَمْلِكُ الْحاجاتِ وَهِىَ مُسْتَجيبَةٌ بِمَشِّيَّتِهِ، وَمُسْرِعَةٌ الى ارادَتِهِ، انْ تُصَلِّىَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَانْ تُرْضِيَهُ عَنّى بِما شِئْتَ، وَتَهَبَ لى مِنْ عِنْدِكَ رَحْمَةً، انَّهُ لا تَنْقُصُكَ الْمَغْفِرَةُ، وَلا تَضُرُّكَ الْمَوْهِبَةُ، يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ، اللهُمَّ اوْلِنى فى كُلِّ يَوْمِ اثْنَيْنِ نِعْمَتَيْنِ مِنْكَ ثِنْتَيْنِ، سَعادَةً فى اوَّلِهِ بِطاعَتِكَ، وَنِعْمَةً فى آخِرِهِ بِمَغْفِرَتِكَ، يا مَنْ هُوَ الْإِلهُ، وَلا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ سِواهُ (4).

- چ چ-

دعاء يوم الثلاثاء:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ

الْحَمْدُ للَّهِ وَالْحَمْدُ حَقُّهُ، كَما يَسْتَحِقُّهُ حَمْداً كَثيراً، وَاعُوذُ بِهِ مِنْ شَرِّ نَفْسى انَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ الَّا ما رَحِمَ رَبّى وَاعُوذُ بِهِ مِنْ شَرِّ الشَّيْطانِ الَّذى يَزيدُنى


1- في بحار الأنوار:« فَلَهُ».
2- في بحارالأنوار:« وأوسطه نجاحاً وآخره فلاحاً».
3- في بحار الأنوار:« جمل مظالم العباد عنّا».
4- بحار الأنوار: ج 87، ص 176، ح 21.

ص: 647

ذَنْباً الى ذَنْبى وَاحْتَرِزُ بِهِ مِنْ كُلِّ جَبَّارٍ فاجِرٍ، وَسُلْطانٍ جآئِرٍ، وَعَدُوٍّ قاهِرٍ، اللهُمَّ اجْعَلْنى مِنْ جُنْدِكَ فَانَّ جُنْدَكَ هُمُ الْغالِبُونَ، وَاجْعَلْنى مِنْ حِزْبِكَ، فَانَّ حِزْبَكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ، وَاجْعَلْنى مِنْ اوْلِيآئِكَ، فَانَّ اوْلِيآئَكَ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ، اللَّهُمَّ اصْلِحْ لى دينى فَانَّهُ عِصْمَةُ امْرى وَاصْلِحْ لى اخِرَتى فَانَّها دارُ مَقَرّى وَالَيْها مِنْ مُجاوَرَةِ اللِّئامِ مَفَرّى وَاجْعَلِ الْحَياةَ زِيادَةً لى فى كُلِّ خَيْرٍ، وَالْوَفاةَ راحَةً لى مِنْ كُلِّ شَرٍّ، اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيّينَ، وَتَمامِ عِدَّةِ الْمُرْسَلينَ، وَعَلى آلِهِ الطَّيِّبينَ الطَّاهِرينَ، وَاصْحابِهِ الْمُنْتَجَبينَ، وَهَبْ لى فِى الثُّلاثاءِ ثَلاثاً، لا تَدَعْ لى ذَنْباً الَّا غَفَرْتَهُ، وَلا غَمّاً الَّا اذْهَبْتَهُ، وَلا عَدُوّاً الَّا دَفَعْتَهُ، بِبِسْمِ اللَّهِ خَيْرِ الْأَسْمآءِ، بِسْمِ اللَّهِ رَبِّ الْارْضِ وَالسَّمآءِ، اسْتَدْفِعُ كُلَّ مَكْرُوهٍ اوَّلُهُ سَخَطُهُ، وَاسْتَجْلِبُ كُلَّ مَحْبُوبٍ اوَّلُهُ رِضاهُ، فَاخْتِمْ لى مِنْكَ بِالْغُفْرانِ، يا وَلِىَّ الْإِحْسانِ (1).

- چ چ-

دعاء يوم الأربعاء:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ

الْحَمْدُللَّهِ الَّذى جَعَلَ اللَّيْلَ لِباساً، وَالنَّوْمَ سُباتاً، وَجَعَلَ النَّهارَ نُشُوراً، لَكَ الْحَمْدُ انْ بَعَثْتَنى مِنْ مَرْقَدى وَلَوْ شِئْتَ جَعَلْتَهُ سَرْمَداً، حَمْداً دائِماً لا يَنْقَطِعُ ابَداً، وَلا يُحْصى لَهُ الْخَلائِقُ عَدَداً، اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ انْ خَلَقْتَ فَسَوَّيْتَ، وَقَدَّرْتَ وَقَضَيْتَ، وَامَتَّ وَاحْيَيْتَ، وَامْرَضْتَ وَشَفَيْتَ، وَعافَيْتَ وَابْلَيْتَ، وَعَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَيْتَ، وَعَلَى الْمُلْكِ احْتَوَيْتَ، ادْعُوكَ دُعآءَ مَنْ ضَعُفَتْ وَسيلَتُهُ، وَانْقَطَعَتْ حيلَتُهُ، وَاقْتَرَبَ اجَلُهُ، وَتَدانى فِى الدُّنْيا امَلُهُ، وَاشْتَدَّتْ الى رَحْمَتِكَ فاقَتُهُ، وَعَظُمَتْ لِتَفْريطِهِ حَسْرَتُهُ، وَكَثُرَتْ زَلَّتُهُ وَعَثْرَتُهُ، وَخَلُصَتْ لِوَجْهِكَ تَوْبَتُهُ، فَصَلِّ عَلى


1- بحار الأنوار: ج 87، ص 187، ح 27.

ص: 648

مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيّينَ، وَعَلى اهْلِ بَيْتِهِ الطَّيِّبينَ الطَّاهِرينَ، وَارْزُقْنى شَفاعَةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَلا تَحْرِمْنى صُحْبَتَهُ، انَّكَ انْتَ ارْحَمُ الرَّاحِمينَ، اللهُمَّ اقْضِ لى فِى الْأَرْبَعآءِ ارْبَعاً، اجْعَلْ قُوَّتى فى طاعَتِكَ، وَنَشاطى فى عِبادَتِكَ، وَرَغْبَتى فى ثَوابِكَ، وَزُهْدى فيما يُوجِبُ لى اليمَ عِقابِكَ، انَّكَ لَطيفٌ لِما تَشآءُ(1).

- چ چ-

دعاء يوم الخميس:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ

الْحَمْدُ للَّهِ الَّذى اذْهَبَ اللَّيْلَ مُظْلِماً بِقُدْرَتِهِ، وَجآءَ بِالنَّهارِ مُبْصِراً بِرَحْمَتِهِ، وَكَسانى ضِيآئَهُ وَا نَا فى نِعْمَتِهِ، اللهُمَّ فَكَما ابْقَيْتَنى لَهُ فَابْقِنى لِأَمْثالِهِ، وَصَلِّ عَلَى النَّبِىِّ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَلا تَفْجَعْنى فيهِ وَفى غَيْرِهِ مِنَ اللَّيالى وَالْأَيَّامِ، بِارْتِكابِ الْمَحارِمِ وَاكْتِسابِ الْمَأثِمِ، وَارْزُقْنى خَيْرَهُ وَخَيْرَ ما فيهِ وَخَيْرَ ما بَعْدَهُ، وَاصْرِفْ عَنّى شَرَّهُ وَشَرَّ ما فيهِ وَشَرَّما بَعْدَهُ، اللَّهُمَّ انّى بِذِمَّةِ الْإِسْلامِ اتَوَسَّلُ الَيْكَ، وَبِحُرْمَةِ الْقُرْآنِ اعْتَمِدُ عَلَيْكَ، وَبِمُحَمَّدٍ الْمُصْطَفى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ اسْتَشْفِعُ لَدَيْكَ، فَاعْرِفِ اللهُمَّ ذِمَّتِىَ الَّتى رَجَوْتُ بِها قَضآءَ حاجَتى يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ، اللهُمَّ اقْضِ لى فِى الْخَميسِ خَمْساً، لايَتَّسِعُ لَها الَّا كَرَمُكَ، وَلا يُطيقُها الَّا نِعَمُكَ، سَلامَةً اقْوى بِها عَلى طاعَتِكَ، وَعِبادَةً اسْتَحِقُّ بِها جَزيلَ مَثُوبَتِكَ، وَسَعَةً فِى الْحالِ مِنَ الرِّزْقِ الْحَلالِ، وَانْ تُؤْمِنَنى فى مَواقِفِ الْخَوْفِ بِامْنِكَ، وَتَجْعَلَنى مِنْ طَوارِقِ الْهُمُومِ وَالْغُمُومِ فى حِصْنِكَ، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاجْعَلْ تَوَسُّلى بِهِ شافِعاً، يَوْمَ الْقِيمَةِ نافِعاً(2)، انَّكَ انْتَ ارْحَمُ الرَّاحِمينَ (3).


1- بحار الأنوار: ج 87، ص 200، ح 33.
2- في بحار الأنوار:« وَاجْعَلهُ لى شافعاً، وَاجْعَلْ توسُّلى يوم القيامة نافعاً».
3- بحار الأنوار: ج 87، ص 211، ح 39.

ص: 649

دعاء يوم الجمعة:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ

الْحَمْدُ للَّهِ الْأَوَّلِ قَبْلَ الْإِنْشآءِ وَالْإِحْيآءِ، وَالْاخِرِ بَعْدَ فَنآءِ الْأَشْيآءِ، الْعَليمِ الَّذى لا يَنْسى مَنْ ذَكَرَهُ، وَلا يَنْقُصُ مَنْ شَكَرَهُ، وَلا يَخيبُ مَنْ دَعاهُ، وَلا يَقْطَعُ رَجآءَ مَنْ رَجاهُ، اللَّهُمَّ انّى اشْهِدُكَ وَكَفى بِكَ شَهيداً، وَاشْهِدُ جَميعَ مَلائِكَتِكَ وَسُكَّانَ سَماواتِكَ وَحَمَلَةَ عَرْشِكَ، وَمَنْ بَعَثْتَ مِنْ انْبِيآئِكَ وَرُسُلِكَ، وَانْشَاْتَ مِنْ اصْنافِ خَلْقِكَ، انّى اشْهَدُ انَّكَ انْتَ اللَّهُ لا الهَ الَّا انْتَ، وَحْدَكَ لا شَريكَ لَكَ وَلا عَديلَ، وَلا خُلْفَ لِقَوْلِكَ وَلا تَبْديلَ، وَانَّ مُحَمَّداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ، ادّى ما حَمَّلْتَهُ الَى الْعِبادِ، وَجاهَدَ فِى اللَّهِ عَزَّوَجَلَ حَقَّ الْجِهادِ، وَانَّهُ بَشَّرَ بِما هُوَ حَقٌّ مِنَ الثَّوابِ، وَانْذَرَ بِما هُوَ صِدْقٌ مِنَ الْعِقابِ، اللَّهُمَّ ثَبِّتْنى عَلى دينِكَ ما احْيَيْتَنى وَلا تُزِغْ قَلْبى بَعْدَ اذْ هَدَيْتَنى وَهَبْ لى مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً، انَّكَ انْتَ الْوَهَّابُ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلى آلِ مُحَمَّدٍ، وَاجْعَلْنى مِنْ اتْباعِهِ وَشيعَتِهِ، وَاحْشُرْنى فى زُمْرَتِهِ، وَوَفِّقْنى لِأَدآءِ فَرْضِ الْجُمُعاتِ، وَما اوْجَبْتَ عَلَىَّ فيها مِنَ الطَّاعاتِ، وَقَسَمْتَ لِأَهْلِها مِنَ الْعَطآءِ فى يَوْمِ الْجَزآءِ، انَّكَ انْتَ الْعَزيزُ الْحَكيمُ (1)

نكته: ما أجدر المؤمنين- لا سيّما الشبّان- بتأمّل هذه الأدعية القصيرة والغنيّة بالمضامين لأيّام الاسبوع والتي تختزن العديد من الدروس والعبر. فكلّما قرئت هذه الأدعية القصيرة عقب فريضة الصبح وتُدبِّر قليلًا في معانيها أمكنها مل ء روح الإنسان طيلة النهار بحبّ اللَّه والالتفات إلى المسؤوليات الدينية والأخلاقية والاجتماعية.

-*-*-*-


1- بحارالانوار: ج 87، ص 133، ح 2.

ص: 650

الفصل التاسع: فضل ليلة الجمعة و نهارها و أعمالها

اشارة

إنّ الشخص الذي يترصّد الفرص المناسبة وهبوب رياح الرحمة على أساس الرواية «

إِنَّ لِلَّهِ فِي أَيَّامِ دَهْرِكُمْ نَفَحاتٌ ألا فَتَعرَّضُوا لَها»(1)

يجب أن يعلم أنّ أفضل الفرص ليلة ونهار الجمعة وهي الفرصة التي يمكن فيها نيل غفران الحقّ تعالى ورحمته؛ فيغطّي بمعرفة اللَّه ما سلف من ذنوبه ويتلافى برحمته ما فرط منه ويحصل على قوّة جديدة للسعي في الأيّام القادمة.

والذي يدلّ على هذه النقطة العبارات الكثيرة في روايات أهل البيت عليهم السلام بهذا الخصوص منها:

1. يظهر من رواية الصادق عن آبائه عليهم السلام عن النّبيّ صلى الله عليه و آله: «

إنَّ اللَّه اخْتَارَ مِنَ الأنْبِياءِ رَسولَ اللَّهِ صلى الله عليه و آله ومِنَ الأوْصِياءِ أمِيرَالمُؤْمِنين عَليّاً عليه السلام ومِنَ الشُّهورِ شَهْرَ رَمَضانَ ومِنَ اللّيالي لَيْلَةَ الْقَدْرِ وَمِنَ الأيّامِ يَوْمَ الجُمُعَةِ»(2).

وفي رواية اخرى عن الإمام الصادق عليه السلام: «

إنّ اللَّهَ اصْطَفى الجُمُعَةَ مِن سائِرِ الأيّامِ»(3).

2. قال الإمام الباقر عليه السلام: «

ما طَلَعَتِ الشَّمْسُ بِيَومٍ أفْضَلَ مِن يَوْمِ الجُمُعَةِ»(4).

3. روي بسند معتبر عن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: «

إنّ للَّهِ تَعالى مَلكاً يُنادِي كُلَّ لَيْلَةِ جُمُعَةٍ مِنْ أوَّلِ اللَّيلِ إلى آخِرِه: ألَا مَنْ يَدْعُوني لِدُنْياهُ وآخِرَتِه فَأُجِيبُه؟ أَلا عَبْدٌ يَتوبُ إلَيَّ فأتوبُ عَلَيهِ؟ ألا مِن مُسْتَغْفِرٍ فأغْفِرُ له ... قال: فَلا يَزالُ يُنادِي حتّى يَطْلُعَ الفَجْرُ»(5).

كما ورد شبيه ذلك بسند معتبر آخر (طبق رواية عن الإمام الصادق عليه السلام) بخصوص حاجات الدنيا والآخرة والتوبة من الذنوب وسعة الرزق وشفاء المرضى والخلاص من السجن والنجاة من


1- عوالي اللئالى: ج 1، ص 296، ح 195.
2- كمال الدين: ج 1، ص 281، ح 32.
3- الكافي: ج 3، ص 413، ح 3.
4- المصدر السابق: ح 1.
5- من لايحضره الفقيه: ج 1، ص 421، ح 124.

ص: 651

الظلم (1).

4. روي بسند معتبر عن الإمام الصادق عليه السلام: «

إنَّ يَعْقُوبَ عليه السلام وَعَدَ وُلْدَه فقال:

سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي (2)

فكانَ أخَّرَ الاستِغْفارَ إلى السَّحَرِ مِن لَيْلَةِ الجُمُعَةِ كَيْ يُسْتَجابَ لَهُ»(3).

5. يستحبّ يوم الجمعة خاصة جمعة شهر رمضان، المسارعة إلى المسجد، حيث يظهر من رواية الإمام الباقر عليه السلام: «

إنَّ المَلائِكَةَ المُقَرَّبِينَ يَهْبِطونَ يَومَ الجُمُعَةِ ويَكْتُبونَ مَن يَدْخُل إلى المَسْجِد»(4).

6. يظهر القائم- عجّل اللَّه تعالى فرجه الشريف- على بعض الأقوال يوم الجمعة(5).

فلابدّ أن نذكره عليه السلام دائماً- خاصة أيّام الجمع- ونعطّر مجالسنا بذكر منقذ البشرية ونسأل اللَّه تعالى التعجيل في ظهوره.

أعمال ليلة الجمعة

اشارة

الأعمال الواردة ليلة الجمعة كثيرة جدّاً نكتفي هنا بالإشارة إلى بعضها:

1. الإكثار من قول:

لا إلهَ الَّا اللَّهُ، سُبْحانَ اللَّهِ و الْحَمْدُ لِلَّهِ

فإنّها سبب لطف اللَّه (6).

2. يتبيّن من بعض الروايات أنّه يستحبّ التهيّؤ لليلة الجمعة ونهارها من يوم الخميس وأن لا يتناول ما يضعفه عن الإتيان بأعمال الجمعة(7).

روي بسند معتبر عن الإمام الباقر عليه السلام قال: «

واللَّهِ لَقَد بَلَغَنِي أنَّ أصْحابَ النَّبيِّ صلى الله عليه و آله كانوا يَتَجَهَّزُونَ لِلجُمُعَةِ يَوْمَ الخَمِيسِ لأنَّهُ يَومٌ مُضَيَّقٌ على المُسْلِمين»(8).

ويستحبّ أن تستغفر آخر نهار يوم الخميس فتقول:

اسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذى لا الهَ الَّا هُوَ الْحَىُّ الْقَيُّومُ، وَاتُوبُ الَيْهِ تَوْبَةَ عَبْدٍ خاضِعٍ مِسْكينٍ مُسْتَكينٍ، لا يَسْتَطيعُ لِنَفْسِهِ صَرْفاً وَلا عَدْلًا، وَلا نَفْعاً وَلا ضَرّاً، وَلا


1- من لايحضره الفقيه: ج 1، ص 420، ح 1239.
2- سورة يوسف: الآية 98.
3- من لايحضره الفقيه: ج 1، ص 422، ح 1242.
4- الكافي: ج 3، ص 413، ح 2.
5- الخصال: ج 2، ص 394، ح 101.
6- بحار الأنوار: ج 86، ص 314، ح 21.
7- من لايحضره الفقيه: ج 1، ص 427، ح 1261.
8- الكافي: ج 3، ص 415، ح 10.

ص: 652

حَياةً وَلا مَوْتاً وَلا نُشُوراً، وَصَلَّى اللَّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَعِتْرَتِهِ الطَّيِّبينَ الطَّاهِرينَ الْأَخْيارِ الْأَبْرارِ، وَسَلَّمَ تَسْليماً(1).

- چ چ-

3. ويستحبّ الإكثار فيها من الصلاة على محمّد وآل محمّد، فقد روي بسند معتبر عن الإمام الصادق عليه السلام: «

إنَّ مَلائِكَةً تَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ لَيْلَةَ الجُمُعَةِ ونَهارَها تَكْتُبُ ثَوابَ الصَّلاةِ على مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ حتّى غُروبِ الجُمُعَةِ. ثُمَّ قال صلى الله عليه و آله: مِنَ السنّةِ الصَّلاةُ فِي كُلِّ جُمُعَةٍ ألفَ مَرَّة وفِي غَيْرِها مائَةَ مرَّة»(2).

وقال صلى الله عليه و آله: «

أكْثِروا مِنَ الصَّلاةِ عَليَّ في اللَّيلةِ الغَرّاءِ واليَوْمِ الأزْهَرِ

(ليلة الجُمعة ونهارها) قيل:

ما الإكْثارُ؟

قال: مائة مرّة وإن زِيْدَت كانَ أفْضَل»(3).

وتستحبّ الصلاة كما في الرواية كالآتي:

«اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَعَجِّلْ فَرَجَهُمْ، وَأَهْلِكْ عَدُوَّهُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ مِنَ الْأَوَّلينَ وَالْآخَرينَ»(4).

- چ چ-

4. الإكثار من تلاوة القرآن خاصة بعض السور مثل: الإسراء، الشعراء، النمل، القصص، السجدة، ص، الاحقاف، الواقعة، الجمعة، الكهف، يس، حم الدخان، البقرة وآل عمران حيث ورد فيها ثواب عظيم وكلّ منها يحيي الروح ويملأ القلب بالأمل.

5. قال الإمام الصادق عليه السلام: «

يَقْرأ فِي صَلاةِ المَغْرِب لَيْلَة الجُمُعَةِ سُورَةَ الجُمُعَةِ والتَّوحِيد، وسورة الجُمُعَةِ و «سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأعْلى» في العِشاء»(5)

. (وعلى رواية الجُمُعة والحشر(6)، ورواية اخرى الجمُعة والمنافقون (7) وأيّهما اختار حسنة). وفي رواية اخرى سئل عليه السلام ماذا اقرأ ليلة الجمعة؟

قال عليه السلام: «

إنّا أنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وقُلْ هُو اللَّهُ أحَد»(8).

6. بسند صحيح عن الإمام الصادق عليه السلام: «

إنَّ مَنْ صَلّى أرْبَعَ رَكَعاتٍ نافِلَةَ المَغْرِب بَعْدَ الفَرِيضَةِ


1- مصباح المتهجّد: ص 257.
2- الكافي: ج 3، ص 416، ح 13.
3- بحار الأنوار: ج 86، ص 313، ح 20.
4- المصدر السابق: ص 289.
5- المصدر السابق: ص 311، ح 16.
6- المصدر السابق.
7- المصدر السابق.
8- المصدر السابق.

ص: 653

لَيْلَةَ الجُمُعَةِ وقال سَبْعَ مرّات في آخِر سُجودِه في النّافلة:

«اللَّهُمَّ انّى أَسْأَلُكَ بِوَجْهِكَ الْكَريمِ، وَاسْمِكَ الْعَظيمِ، انْ تُصَلِّىَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تَغْفِرَ لي ذَنْبِيَ الْعَظيمَ».

لايَرْفَعُ رأسَهُ مِنَ السُّجودِ إلّاغُفِرَتْ ذُنوبُه والأفْضَلُ أن يُكَرِّرَ هذا العَمَلَ كُلَّ لَيْلَةٍ»(1).

-

چ چ-

7. ترك انشاد الشعر، ففي الصحيح عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه يكره رواية الشعر للصائم والمحرم وفي الحرم وفي يوم الجمعة والليالي. قال الراوي: وإن كان شعر حقّ؟ فأجاب عليه السلام:

«وَإنْ كانَ شِعْرَ حَقٍّ»(2).

تنبيه ضروري: نظرة للروايات الواردة بهذا الشأن تفيد أنّ الشعر المكروه هو الشعر بالباطل والذي كان ينشد خاصة في العصر الجاهلي لهجاء الأشخاص وتشويه سمعتهم أو تخيلات تنشد في الحبّ المجازي وفي وصف جمال وجوه النساء وبغية الشهوات الطائشة. والشاهد على ذلك العبارات على هامش بعض الروايات ومنها التعبير بالخنا الذي ورد في الحديث النبوي الشريف:

«مَنْ تَمَثَّلَ بِبَيْتِ شِعْرٍ مِنَ الْخَنا لَمْ تُقْبَلْ مِنْهُ صَلاةٌ في ذلِكَ الْيَوْمِ»(3)

فالخنا لغةً يعني الفحش والكلام البذي، بينما ورد في تعبير آخر عنه صلى الله عليه و آله:

«انَّ مِنَ الشِّعْرِ لَحِكَماً»

بعد العبارة

«الشِّعرُ مِنْ ابْليسَ»(4)

. لأنّ من الواضح أنّ هذه العبارة في مقام مدح أشعار الحكمة المستثناة من الشعر الشيطاني في العبارة السابقة، والاخرى الروايات الواردة في انشاد وقراءة الإمام الرضا عليه السلام للشعر(5). وقد وردت عدّة أشعار في الكلمات المروية عن أميرالمؤمنين عليه السلام حتّى نسب له ديوان من الشعر.

ويظهر ممّا سبق أنّ المراد من كراهية الشعر في الرواية الاولى التي مضت، الأشعار غير الكاذبة، المطابقة للواقع، أي أنّ الراوي سأل: حتّى إن لم يكن كذباً وكان مضمون الشعر واقعياً؟

أجاب عليه السلام: «نعم»، انشاد الشعر الخالي من الحكمة والهدف مكروه وإن لم يكن كذباً، وإلّا كيف تقبل كراهية الأشعار التي ينشدها أهل البيت عليهم السلام في ليلة الجمعة أو نهارها؟! وشاهد ذلك


1- بحار الأنوار: ج 86، ص 311، ح 16.
2- تهذيب الأحكام: ج 4، ص 195، ح 6.
3- المصدر السابق: ج 2، ص 240، ح 21.
4- وسائل الشيعة: ج 5، ص 84، ح 4.
5- المصدر السابق: ح 6 و 7.

ص: 654

الرواية التي رواها ابن الكميت (الشاعر المعروف لأهل البيت عليهم السلام) عن أبيه قال: دخلت على مولاي الإمام الباقر عليه السلام فقلت: يا ابن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله قلت فيكم شعراً أتأذن لي؟ قال عليه السلام: «

هذِه الأيَّامُ البيض!

» (ولا تتناسب مع انشاد الشعر) قلت: هي فيكم أهل البيت عليهم السلام. قال عليه السلام: «

أنْشِدْ

». فأنشدت:

أضْحَكنِي الدَّهْرُ وأبْكانِي والدَّهْرُ ذُو صَرفٍ وألوانِ ...(1)

ومن الواضح أنّ الأيّام البيض ليست أقل أهمية من يوم الجمعة.

8. أن يكثر من الدعاء لإخوانه المؤمنين بأسمائهم ويستغفر لهم. فقد روى الصادق عليه السلام عن أبيه عن جدّه عن فاطمة الصغرى عن الإمام الحسين عن أخيه الحسن عليهم السلام: «

رأيتُ أُمِّي فاطِمَةَ قامَتْ فِي مِحْرابِها لَيْلَةَ الجُمُعَةِ، فَلَمْ تَزَلْ راكِعَةً ساجِدَةً حتّى انفَجَرَ عَمودُ الصُّبْحِ، وسَمِعْتُها تَدْعُو لِلمُؤْمِنينَ وتُسِمِّيهِم وتُكْثِرُ الدُّعاءَ لَهُمْ وَلا تَدْعو بِشَي ءٍ لِنَفْسِها، فقُلتُ: يا أمّاهُ لِمَ لَاتَدْعِينَ لِنَفْسِك كَما تَدْعِينَ لِغَيْرِكِ، فقالت: يا بنى الْجارُ ثُمَّ الدَّار»(2).

وأن يدعو لإخوانه المؤمنين من الأموات، فقد روي عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: «

مَن دَعا لِعَشْرَةٍ من إخْوانِه المَوْتى فِي لَيْلَةِ الجُمُعَةِ أوْجَبَ اللَّهُ لَهُ الجَنَّةَ»(3).

9. في جمال الاسبوع بسند معتبر عن الإمام الصادق عليه السلام: «

مَن أرادَ أنْ يُصَلّي اللَّيلَ في لَيْلَةِ الجُمُعَةِ فَلْيَقْرَأ في الرَّكْعَةِ الاولى الحَمْدُ و «قُلْ هُوَ اللَّهُ» وفِي الثانِيَةِ الحَمْدُ و «قُل يا أيُّها الكافِرون» وفي الثالثة الحَمد وألم السّجدَة وفي الرابعة الحمد والمدّثّر وفي الخامسة الحمدُ وحم السّجدة أو الحَمد والنّجم وفي السادسة الحَمد وسورة المُلك وفي السابعة الحمد ويس وفي الركعة الثامنة الحَمد والواقِعة وفي التاسعة الحَمد والفَلَق وفي العاشرة الحَمد والنّاس وفي الحادية عشرة الحَمد وقُل هُوَ اللَّهُ أحَد»(4).

10 يقرأ الأدعية الواردة في هذه الليلة، ونكتفي هنا بذكر بعضها:

أ) روي عن النّبيّ صلى الله عليه و آله قال: «

مَن قالَ هذِهِ الكَلِماتِ سَبْعَ مَرّاتٍ في لَيْلَةِ الجُمُعَةِ فَماتَ لَيْلَتَهُ دَخَلَ


1- بحار الأنوار: ج 76، ص 294.
2- علل الشرائع: ج 1، ص 182؛ بحار الأنوار: ج 86، ص 313، ح 19.
3- بحار الأنوار: ج 86، ص 312، ح 17.
4- جمال الاسبوع: ص 200؛ بحار الأنوار: ج 86، ص 315، ح 25.

ص: 655

الجَنَّة

: اللَّهُمَّ رَبّى لا الهَ الَّا انْتَ، خَلَقْتَنى وَانَا عَبْدُكَ وَابْنُ امَتِكَ، وَفى قَبْضَتِكَ وَناصِيَتى بِيَدِكَ، امْسَيْتُ عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، اعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ ما صَنَعْتُ، ابُوءُ بِنِعْمَتِكَ وَابُوءُ بِذَنْبى فَاغْفِرْ لى انَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ الَّا انْتَ»(1).

ب) وقال الشيخ الطوسي والسيّد ابن طاووس والكفعمي والسيّد ابن باقي: يستحبّ أن يدعى بهذا الدعاء في ليلة الجمعة ونهارها وفي ليلة عرفة ونهارها، ننقله طبق مصباح الشيخ الطوسي:

اللَّهُمَّ مَنْ تَعَبَّأَ وَتَهَيَّأَ وَاعَدَّ وَاسْتَعَدَّ لِوِفادَةٍ الى مَخْلُوقٍ رَجآءَ رِفْدِهِ، وَطَلَبَ نآئِلِهِ وَجآئِزَتِهِ، فَالَيْكَ يا رَبِّ تَعْبِئَتى وَاسْتِعْدادى رَجآءَ عَفْوِكَ، وَطَلَبَ نآئِلِكَ وَجآئِزَتِكَ، فَلا تُخَيِّبْ دُعآئى يا مَنْ لا يَخيبُ عَلَيْهِ سائِلٌ، وَلا يَنْقُصُهُ نآئِلٌ، فَانّى لَمْ آتِكَ ثِقَةً بِعَمَلٍ صالِح عَمِلْتُهُ، وَلا لِوِفادَةِ مَخْلُوقٍ رَجَوْتُهُ، اتَيْتُكَ مُقِرّاً عَلى نَفْسى بِالْإِسآئَةِ وَالظُّلْمِ، مُعْتَرِفاً بِانْ لا حُجَّةَ لى وَلا عُذْرَ، اتَيْتُكَ ارْجُو عَظيمَ عَفْوِكَ الَّذى عَفَوْتَ بِهِ عَنِ الْخاطِئينَ، فَلَمْ يَمْنَعْكَ طُولُ عُكُوفِهِمْ عَلى عَظيمِ الْجُرْمِ انْ عُدْتَ عَلَيْهِمْ بِالرَّحْمَةِ، فَيا مَنْ رَحْمَتُهُ واسِعَةٌ، وَعَفْوُهُ عَظيمٌ، يا عَظيمُ يا عَظيمُ يا عَظيمُ، لا يَرُدُّ غَضَبَكَ الَّا حِلْمُكَ، وَلا يُنْجى مِنْ سَخَطِكَ الَّا التَّضَرُّعُ الَيْكَ، فَهَبْ لى يا الهى فَرَجاً بِالْقُدْرَةِ الَّتى تُحْيى بِها مَيْتَ الْبِلادِ، وَلا تُهْلِكْنى غَمّاً حَتّى تَسْتَجيبَ لى وَتُعَرِّفَنِى الْإِجابَةَ فى دُعآئى وَاذِقْنى طَعْمَ الْعافِيَةِ الى مُنَتَهى اجَلى وَلا تُشْمِتْ بى عَدُوّى وَلا تُسَلِّطْهُ عَلَىَّ، وَلا تُمَكِّنْهُ مِنْ عُنُقى الهى انْ وَضَعْتَنى فَمَنْ ذَا الَّذى يَرْفَعُنى وَانْ رَفَعْتَنى فَمَنْ ذَا الَّذى يَضَعُنى وَانْ اهْلَكْتَنى فَمَنْ ذَا الَّذى يَعْرِضُ لَكَ فى عَبْدِكَ، اوْ يَسْئَلُكَ عَنْ امْرِهِ، وَقَدْ عَلِمْتُ انَّهُ


1- بحار الأنوار: ج 86، ص 313، ح 20.

ص: 656

لَيْسَ فى حُكْمِكَ ظُلْمٌ، وَلا فى نَقِمَتِكَ عَجَلَةٌ، وَانَّما يَعْجَلُ مَنْ يَخافُ الْفَوْتَ، وَانَّما يَحْتاجُ الَى الظُّلْمِ الضَّعيفُ، وَقَدْ تَعالَيْتَ يا الهى عَنْ ذلِكَ عُلُوّاً كَبيراً، اللهُمَّ انّى اعُوذُ بِكَ فَاعِذْنى وَاسْتَجيرُ بِكَ فَاجِرْنى وَاسْتَرْزِقُكَ فَارْزُقْنى وَاتَوَكَّلُ عَلَيْكَ فَاكْفِنى وَاسْتَنْصِرُكَ عَلى عَدُوّى فَانْصُرْنى وَاسْتَعينُ بِكَ فَاعِنّى وَاسْتَغْفِرُكَ يا الهى فَاغْفِرْ لى آمينَ آمينَ آمينَ (1).

ج) أن يدعو بدعاء كميل الذي ذكر في قسم الأدعية المعروفة (ص 67).

د) أن يقرأ الدعاء: «

اللَّهُمَّ يا شاهِدَ كُلِّ نَجْوى ...»(2)

ويدعى به ليلة عرفة ومضى ذكره في القسم الرابع (سبق ذكره).

ه) أن يقول عشر مرّات:

«يا دائِمَ الْفَضْلِ عَلَى الْبَرِيَّةِ، يا باسِطَ الْيَدَيْنِ بِالْعَطِيَّةِ، يا صاحِبَ الْمَواهِبِ السَّنِيَّةِ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ خَيْرِ الْوَرى سَجِيَّةً، وَاغْفِرْ لَنا يا ذَا الْعُلى في هذِهِ الْعَشِيَّةِ»(3).

تنبيه: هذا الذكر الشريف وارد في جميع ليالي الأعياد.

و) قال الشيخ الطوسي والسيّد ابن طاووس: يستحبّ أن يدعى بهذا الدعاء في السحر ليلة الجمعة: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ، وَهَبْ لِىَ الْغَداةَ رِضاكَ، وَاسْكِنْ قَلْبى خَوْفَكَ، وَاقْطَعْهُ عَمَّنْ سِواكَ، حَتّى لا ارْجُوَ وَلا اخافَ الَّا ايَّاكَ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ، وَهَبْ لى ثَباتَ الْيَقينِ، وَمَحْضَ الْإِخْلاصِ، وَشَرَفَ التَّوْحيدِ، وَدَوامَ الْإِسْتِقامَةِ، وَمَعْدِنَ الصَّبْرِ، وَالرِّضا بِالْقَضآءِ وَالْقَدَرِ، يا قاضِىَ حَوائِجِ السَّآئِلينَ، يا مَنْ يَعْلَمُ ما فى ضَميرِ الصَّامِتينَ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ، وَاسْتَجِبْ دُعائى


1- مصباح المتهجّد: ص 269؛ بحار الأنوار: ج 86، ص 294، ح 6( باختلاف يسير).
2- إقبال الأعمال: ص 325.
3- مصباح الكفعمي: ص 647.

ص: 657

وَاغْفِرْ ذَنْبى وَاوْسِعْ رِزْقى وَاقْضِ حَوآئِجى فى نَفْسى وَاخْوانى فى دينى وَاهْلى الهى طُمُوحُ الْأمالِ قَدْ خابَتْ الَّا لَدَيْكَ، وَمَعاكِفُ الْهِمَمِ قَدْ تَعَطَّلَتْ الَّا عَلَيْكَ، وَمَذاهِبُ الْعُقُولِ قَدْ سَمَتْ الَّا الَيْكَ، فَانْتَ الرَّجآءُ وَالَيْكَ الْمُلْتَجَأُ، يا اكْرَمَ مَقْصُودٍ، وَاجْوَدَ مَسْئُولٍ، هَرَبْتُ الَيْكَ بِنَفْسى يا مَلْجَأَ الْهارِبينَ بِاثْقالِ الذُّنُوبِ، احْمِلُها عَلى ظَهْرى لا اجِدُ لى الَيْكَ شافِعاً سِوى مَعْرِفَتى بِانَّكَ اقْرَبُ مَنْ رَجاهُ الطَّالِبُونَ، وَامَّلَ مالَدَيْهِ الرَّاغِبُونَ، يا مَنْ فَتَقَ الْعُقُولَ بِمَعْرِفَتِهِ، وَاطْلَقَ الأَلْسُنَ بِحَمْدِهِ، وَجَعَلَ مَا امْتَنَّ بِهِ عَلى عِبادِهِ فى كِفآءٍ لِتَاْدِيَةِ حَقِّهِ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَلا تَجْعَلْ لِلشَّيْطانِ عَلى عَقْلى سَبيلًا، وَلا لِلْباطِلِ على عَمَلى دَليلًا(1).

صلاة ودعاء في ليلة الجمعة لحفظ القرآن:

من أراد أن يوفّق لحفظ القرآن فقد روى ابن عباس عن أميرالمؤمنين عليه السلام عن النّبيّ صلى الله عليه و آله قال:

«ألا اعَلِّمُكَ كَلِماتٍ يَنْفَعُكَ اللَّهُ عَزَّوجَلَّ بِهِنَّ ويَنْتَفِعُ بِهِنَّ مَن علّمَهُنَّ، ويَثْبُتُ ما تَعَلَّمْتَهُ فِي صَدْرِكَ؟ قُلْتُ: بلى يا رسول اللَّه قال صلى الله عليه و آله: إذا كانَ لَيْلَةُ الجُمُعَةِ فَقُمْ فِي الثُلُثِ الثّالِثِ مِن اللّيلِ، فإنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقَبْلَ ذلِكَ فَصَلِّ أرْبَعَ رَكَعاتٍ تَقْرأُ فِي الرَّكْعَةِ الاولى مِنْهُنَّ فاتِحَةَ الكِتَابِ وسُورةَ يس وفي الثانية فاتِحَةَ الكِتابِ وتَنْزِيلَ السَّجْدَةِ وفي الثالِثَةِ فاتِحَةَ الكِتابِ وحم الدُخان وفي الرابعة فاتِحَةَ الكِتابِ و «تَبارَك الّذِي بِيَدِهِ المُلْكُ»، فإذا فَرَغْتَ من التَّشَهُّدِ وسَلَّمْتَ فَاحْمَدِ اللَّهَ عزّوجَلّ وأثْنَ عَلَيهِ، وصَلِّ عليَّ بأحْسَن الصّلاة ثُمّ اسْتَغْفِرْ للمُؤمِنيِنَ ثم قُلْ:

اللَّهُمَ ارْحَمْنى بِتَرْكِ الْمَعاصى أَبَداً ما أَبْقَيْتَني، وَارْحَمْني مِنْ أنْ اتَكَلَّفَ طَلَبَ ما لا يُعْنيني، وَارْزُقْني حُسْنَ النَّظَرِ فيما يُرْضيكَ عَنّي، اللَّهُمَّ بَديعَ السَّمواتِ وَالْارْضِ، ذَا الْجَلالِ وَالْإكْرامِ، وَالْعِزِّ الَّذي لا يُرامُ، أَسْأَلُكَ يا اللَّهُ يا رَحْمنُ، بِجَلالِكَ وَنُورِ وَجْهِكَ، أَنْ تُلْزِمَ قَلْبي حِفْظَ كِتابِكَ كَما عَلَّمْتَنيهِ، وَارْزُقْني أَنْ


1- مصباح المتهجّد: ص 279؛ جمال الاسبوع: ص 218؛ بحار الأنوار: ج 86، ص 306، ح 11.

ص: 658

أَتْلُوَهُ عَلَى النَّحْوِ الَّذي يُرْضيكَ عَنّي، اللَّهُمَّ بَديعَ السَّمواتِ وَالْأَرْضِ، ذَا الْجَلالِ وَالْاكْرامِ، وَالْعِزِّ الَّذي لا يُرامُ، اسْألُكَ يا اللَّهُ يا رَحْمنُ، بِجَلالِكَ وَنُورِ وَجْهِكَ، انْ تُنَوِّرَ بِكِتابِكَ بَصَرى وَانْ تَشْرَحَ بِهِ صَدْرى وَانْ تُطْلِقَ بِهِ لِساني، وَانْ تُفَرِّجَ بِهِ عَنْ قَلْبي، وَانْ تَسْتَعْمِلَ بِهِ بَدَني، فَانَّهُ لا يُعْنِينى عَلَى الْخَيْرِ غَيْرُكَ، وَلا يُؤْتيهِ إِلَّا أَنْتَ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلّا بِاللَّهِ الْعَلِىِّ الْعَظيمِ .

ثمّ قال: «ائتِ بهذا العمل في ثلاث ليالي جمعة، أو خمس ليالي، أو سبع ليالي جمعة»(1).

دعاء وصلاة من الناحية المقدّسة لقضاء الحاجات:

روى المرحوم العلّامة المجلسي عن مهج الدعوات عن كنوز النجاح لأبي عليّ الفضل بن الحسن الطبرسي أنّه خرج من الناحية المقدّسة للحجّة عليه السلام: «

إنّ مَن كانَ لَهُ إلى اللَّهِ حاجَةٌ فَلْيَغْتَسِلْ لَيْلَةَ الجُمُعَةِ بَعْدَ مُنْتَصَفِ اللَّيْلِ فَيَذْهَبُ إلى مُصَلّاهُ

(المَوضِع الذي يصلّي فيه في البيت)

فَيُصَلّي رَكْعَتَيْنِ يَقْرَأُ في الاولى سُورَةَ الحَمْدُ فإذا بَلَغَ مِنْها الآيةَ

إيَّاك نَعْبُدُ وإيّاكَ نَسْتَعِينُ

كرّرها مائةَ مرَّة ثمّ أتَمّ الحَمْدَ، ثمّ قَرأ التّوحِيدَ مرَّة واحِدَة ثُمّ رَكَع وسَجَد السَّجْدَتَيْنِ فَكرّر التّسبِيحَ (سُبْحانَ رَبِّيَ العَظِيم وبِحَمْدِه) في الرّكوعِ سَبْعَ مَرّاتٍ والسُّجودِ سَبْعَ مَرّاتٍ فإذا فَرَغ مِنَ الصَّلاةِ دَعا بهذا الدُّعاءِ فإنَّ اللَّهَ يَقْضِي لَهُ حاجَتَهُ البتَّة مَهْما كانَت إلّاإذا كانَتْ فِي قَطِيعَةِ رَحِمٍ

(وما شابه ذلك): اللَّهُمَّ انْ اطَعْتُكَ فَالْمَحْمِدَةُ لَكَ، وَانْ عَصَيْتُكَ فَالْحُجَّةُ لَكَ، مِنْكَ الرَّوْحُ وَمِنْكَ الْفَرَجُ، سُبْحانَ مَنْ انْعَمَ وَشَكَرَ، سُبْحانَ مَنْ قَدَّرَ وَغَفَرَ، اللَّهُمَّ انْ كُنْتُ عَصَيْتُكَ فَانّى قَدْ اطَعْتُكَ فى احَبِّ الْأَشْيآءِ الَيْكَ، وَهُوَ الْايمانُ بِكَ، لَمْ اتَّخِذْ لَكَ وَلَداً، وَلَمْ ادْعُ لَكَ شَريكاً، مَنّاً مِنْكَ بِهِ عَلَىَّ، لا مَنّاً مِنّى بِهِ عَلَيْكَ، وَقَدْ عَصَيْتُكَ يا الهى عَلى غَيْرِ وَجْهِ الْمُكابَرَةِ، وَلَا الْخُرُوجِ عَنْ عُبُودِيَّتِكَ، وَلَا الْجُحُودِ لِرُبُوبِيَّتِكَ،


1- جمال الاسبوع: ص 119؛ بحار الأنوار: ج 86، ص 320، ح 28. جدير ذكره وردت هذه الصلاة في مصباح المتهجّد: ص 264 بدون قيد السحر ودون ذكر ثلاث أو خمس أو سبع ليال وهذا الفارق أنّه يقرأ في الركعة الثانية الحمد والدخان وفي الثالثة الحمد والم السجدة( راجع بحار الأنوار: ج 86، ص 288، ح 3).

ص: 659

وَلكِنْ اطَعْتُ هَواىَ وَازَلَّنِى الشَّيْطانُ، فَلَكَ الْحُجَّةُ عَلَىَّ وَالْبَيانُ، فَانْ تُعَذِّبْنى فَبِذُنُوبى غَيْرُ ظالِمٍ لى وَانْ تَغْفِرْ لى وَتَرْحَمْنى فَانَّكَ جَوادٌ كَريمٌ، يا كريمُ يا كَريمُ* ويكرّرها إلى أن ينقطع النفس، ثم يقول: يا آمِناً مِنْ كُلِّ شَىْ ءٍ، وَكُلُّ شَىْ ءٍ مِنْكَ خآئِفٌ حَذِرٌ، اسْئَلُكَ بِامْنِكَ مِنْ كُلِّ شَىْ ءٍ، وَخَوْفِ كُلِّ شَىْ ءٍ مِنْكَ، انْ تُصَلِّىَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَانْ تُعْطِيَنى اماناً لِنَفْسى وَاهْلى وَوُلْدى وَسآئِرِ ما انْعَمْتَ بِهِ عَلَىَّ، حَتّى لااخافَ احَداً، وَلا احْذَرَ مِنْ شَىْ ءٍ ابَداً، انَّكَ عَلى كُلِّ شَىْ ءٍ قَديرٌ، وَحَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكيلُ، يا كافِىَ ابْراهيمَ نُمْرُودَ، وَيا كافِىَ مُوسى فِرْعَوْنَ، وَيا كافِىَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ الْاحْزابَ، اسْئَلُكَ انْ تُصَلِّىَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَانْ تَكْفِيَنى شَرَّ فُلانِ بْنِ فُلانٍ.

(وليذكر اسم من يضرّه واسم أبيه وإن لم يكن له عدوّ معيّن يمكنه ذكر اسم الشيطان أعدى الأعداء أو أعداء الإسلام)

ثمّ يَسجُد ويَسْألُ حَاجَتَهُ ويَتَضَرَّعُ إلى اللَّهِ فإنَّهُ ما مِنْ مُؤمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ صَلّى هذِه الصَّلاةَ ودَعا بهذا الدُّعاءِ إلّاوانْفَتَحَتْ لَهُ أبْوابُ السَّماءِ لِقَضاءِ حَوائِجِه

...».

ثمّ قال: «

ذلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنا وَعَلَى النَّاسِ»(1).

أعمال يوم الجمعة

1. روي عن الإمام الصادق عليه السلام قال: «

مَن قالَ ما بَيْنَ نافِلَةِ الصُّبْحِ والفَرِيضَةِ مِن يَومِ الجُمُعَةِ مائة مرَّة: «سُبْحانَ رَبِّىَ الْعَظيمِ وَبِحَمْدِهِ، اسْتَغْفِرُ اللَّهَ رَبِّى وَأَتُوبُ إِلَيْهِ» بَنى اللَّهُ لَهُ بَيْتاً في الجَنَّةِ»(2).

2. «

مَن قالَ ثَلاثَ مَرّاتٍ (مع الإخْلاصِ في النيَّةِ): «اسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذي لا الهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومِ، وَأَتُوبُ إِلَيْهِ» قُبَيلَ صَلاةِ الصُّبْحِ مِن نَهارِ الجُمُعَةِ غُفِرَتْ ذُنوبُهُ مَهْما كانَت كَثِيرَة»(3).

3. «

لا عَمَلَ أفْضَلَ فِي هذا اليَومِ مِنَ الصَّلاةِ على مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ»(4)

وفي حديث آخر «

مائة


1- مهج الدعوات: ص 294؛ بحار الأنوار: ج 86، ص 323، ح 30.
2- بحار الأنوار: ج 86، ص 313، ح 18.
3- المصدر السابق: ص 359، ح 36.
4- الخصال: ج 2، ص 394، ح 101.

ص: 660

صَلاة

(على محمّد وآل محمّد)

في يَوْمِ الجُمُعَةِ تَدْعُو لِقَضاءِ الحَوائجِ»(1)

. وفي رواية عن الإمام الباقر عليه السلام قال: «

ما مِنْ شَي ءٍ مِنَ العِبادَةِ أحَبّ إليَّ مِن الصَّلاةِ على مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ فِي يَوْمِ الجُمُعَةِ»(2).

وقال الصادق عليه السلام: «

مَن قالَ بَعْدَ فَرِيضَةِ الظُّهْرِ وفَرِيضَةِ الْفَجْرِ فِي يَوْمِ الجُمُعَةِ وغَيْرِه من الأيّام:

«اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَعَجِّلْ فَرَجَهُم» لم يَمُتْ حتّى يُدْرِكَ القائِمَ عليه السلام»(3).

وطبق رواية اخرى نقل الشيخ الجليل ابن ادريس في السرائر عن جامع البزنطيّ أنّ أبا بصير قال: سمعت الصادق عليه السلام يقول: «

الصَّلاةُ على مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ بَيْنَ الظُّهْرِ والعَصْرِ تَعْدِلُ سَبْعِينَ رَكْعَة

»، ويقول بعد عصر الجمعة:

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، الْأَوْصِياءِ الْمَرْضِيّينَ بِافْضَلِ صَلَواتِكَ، وَبارِكْ عَلَيْهِمْ بِافْضَلِ بَرَكاتِكَ، وَالسَّلامُ عَلَيْهِمْ وَعَلى ارْواحِهِمْ وَاجْسادِهِمْ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ.(4)

ووردت هذه الصلاة (باختلاف) في كتب مشائخ الحديث بأسناد معتبرة وفضل عظيم (5).

4. أن يقرأ في الركعة الاولى من صلاة الصبح سورة الجمعة والتوحيد في الثانية(6).

5. أن يدعو بهذا الدعاء بعد صلاة الغداة قبل أن يتكلّم ليكون ذلك كفّارة ذنوبه من جمعة إلى جمعة:

اللَّهُمَّ ما قُلْتُ فى جُمُعَتى هذِهِ مِنْ قَوْلٍ، اوْ حَلَفْتُ فيها مِنْ حَلْفٍ، اوْ نَذَرْتُ فيها مِنْ نَذْرٍ، فَمَشِيَّتُكَ بَيْنَ يَدَىْ ذلِكَ كُلِّهِ، فَما شِئْتَ مِنْهُ انْ يَكُونَ كانَ، وَما لَمْ تَشَأْ مِنْهُ لَمْ يَكُنْ، اللهُمَّ اغْفِرْ لى وَتَجاوَزْ عَنّى اللهُمَّ مَنْ صَلَّيْتَ عَلَيْهِ فَصَلواتى عَلَيْهِ، وَمَنْ لَعَنْتَ فَلَعْنَتى عَلَيْهِ (7).


1- ثواب الأعمال: ص 156.
2- الكافي: ج 3، ص 429، ح 3.
3- بحار الأنوار: ج 86، ص 363، ح 51.
4- السرائر: ج 3، ص 577.
5- الكافي: ج 3، ص 429، ح 4؛ أمالي الشيخ الصدوق: ص 399، ح 16؛ ثواب الأعمال: ص 158؛ تهذيب الأحكام: ج 3، ص 19، ح 68.
6- جمال الاسبوع: ص 226.
7- المصدر السابق: ص 227؛ بحار الأنوار: ج 86، ص 332.

ص: 661

6. روي: «

أنّ مَنْ جَلَسَ يَوْمَ الجُمُعَةِ يُعَقِّبُ إلى طُلوعِ الشَّمْسِ رُفِعَ لَه سَبْعونَ دَرَجَة في الفِرْدَوسِ الأعْلى

(مقامات الجنّة العالية)»(1).

7. روى الشيخ الطوسي أنّ من المسنون هذا الدعاء في تعقيب فريضة الفجر يوم الجمعة:

اللهُمَّ انّى تَعَمَّدْتُ الَيْكَ بِحاجَتى وَانْزَلْتُ الَيْكَ الْيَوْمَ فَقْرى وَفاقَتى وَمَسْكَنَتى فَا نَا لِمَغْفِرَتِكَ ارْجى مِنّى لِعَمَلى وَلَمَغْفِرَتُكَ وَرَحْمَتُكَ اوْسَعُ مِنْ ذُنُوبى فَتَوَلَّ قَضآءَ كُلِّ حاجَةٍ لى بِقُدْرَتِكَ عَلَيْها، وَتَيْسيرِ ذلِكَ عَلَيْكَ، وَلِفَقْرى الَيْكَ، فَانّى لَمْ اصِبْ خَيْراً قَطُّ الَّا مِنْكَ، وَلَمْ يَصْرِفْ عَنّى سُوءً قَطُّ احَدٌ سِواكَ، وَلَسْتُ ارْجُو لِأخِرَتى وَدُنْياىَ، وَلا لِيَوْمِ فَقْرى يَوْمَ يُفْرِدُنِى النَّاسُ فى حُفْرَتى وَافْضى الَيْكَ بِذَنْبى سِواكَ (2).

8. أن يقرأ سورة الأحقاف والمؤمنون، عن الإمام الصادق عليه السلام قال: «

مَن قَرَأَ كُلَّ لَيْلَةٍ مِن لَيالِي الجُمُعَةِ أو كُلَّ يَوْمٍ مِن أيّامِها سُورَةَ الأحْقافِ لَمْ يُصِبْهُ اللَّهُ بِرَوْعَةٍ في الحَياةِ الدُّنْيا وآمَنَهُ مِن فَزَعِ يَوْمِ القِيامَةِ، ومَنْ قرأ سورةَ المؤمِنُون خَتَمَ اللَّهُ لَهُ بالسَّعادَةِ وكانَ مَنْزِلُه فِي الفِرْدَوسِ الأعْلى مع النّبيِّين والمُرْسَلِين»(3).

وورد الحثّ على قراءة سورة النساء وهود والكهف والصافّات (4) وأن يقرأ سورة الرحمن بعد صلاة الصبح فيقول بعد: فَبِأىِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ «

لا بِشَىْ ءٍ مِنْ آلائِكَ رِبِّ أُكَذِّبُ»(5).

وأن يقرأ سورة «

قُلْ يا أيُّها الكافرون

» قبل طلوع الشمس عشر مرّات ثمّ يدعو ليستجاب دعاؤه (6).

9. طبق بعض الروايات النظافة، ومنها أن يغسل الرأس بالخطميّ فإنّه أمان من البرص


1- جمال الاسبوع: ص 158.
2- مصباح المتهجّد: ص 285؛ بحار الأنوار: ج 86، ص 331( باختلاف يسير).
3- ثواب الأعمال: ص 108 و 114؛ وسائل الشيعة: ج 5، الباب 54 من أبواب صلاة الجمعة، ح 10 و 11.
4- ثواب الأعمال: ص 105- / 107 و 112؛ وسائل الشيعة: ج 5، الباب 54 من أبواب صلاة الجمعة، ح 4، 6، 9، 14.
5- تهذيب الأحكام: ج 3، ص 8، ح 25؛ وسائل الشيعة: ج 5، الباب 54 من أبواب صلاة الجمعة، ح 1.
6- عدة الداعي: ص 297.

ص: 662

والجنون (1). وورد في عدّة روايات عن الإمام الصادق عليه السلام: «

أنَّ قَصَّ الشارِبِ والأظْفارِ فِي يَوْمِ

الجُمُعَةِ يَزِيدُ فِي الرِّزْقِ»(2).

10. بالنظر إلى حضور أغلب المؤمنين في صلاة الجمعة، وزيارة الأقرباء فيستحبّ التَّطيّب في هذا اليوم. ففي رواية عن موسى بن جعفر عليهما السلام: «

لا يَنْبَغِي أن يَتْرَكَ التّطيُّبَ فِي كُلَّ يَومٍ فإنْ لَم يَقْدِر فَبَيْنَ يَومٍ ويَوم وإلّا فَفِي يَوْمِ الجُمُعَةِ»(3).

11. أن يغتسل وذلك من أكيد السنن وروي عن النبي صلى الله عليه و آله أنّه قال لعلي عليه السلام: «

اغْتَسِلْ فِي كُلِّ جُمُعَةٍ ولو أنَّكَ تَشْتَرِي الماءَ بِقُوتِ يَوْمِك وتَطْوِيه، فَلا سُنَّةَ أعْظَم مِن ذلِك»(4)

. وعن الإمام الصادق عليه السلام: «

مَنِ اغْتَسَل يَوْمَ الجُمُعَةِ فقال

: اشْهَدُ انْ لا الهَ الَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وَاشْهَدُ انَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاجْعَلْنى مِنَ التَّوَّابينَ، واجْعَلْنى مِنَ المُتَطَهِّرينَ.

كانَ طُهْراً مِنَ الجُمُعَةِ إلى الجُمُعَةِ»(5)

. (يعني يطهر من الذنوب أو أن أعماله مقبولة لطهارتها المعنوية).

تنبيه: وقت غسل الجمعة من طلوع الفجر إلى زوال الشمس.

12. الصدقة في هذا اليوم سنّة أكيدة والصدقة في ليلة الجمعة ونهارها بألف صدقة في سائر الأوقات (6).

13. أن يطرف أهله في كلّ جمعة بشي ء من الفاكهة واللحم ليفرحوا بالجمعة(7).

14. أن يتفرغ فيه لتعلم أحكام دينه، فقد روي عن الإمام الصادق عليه السلام قال: «

أُفٍّ على مُسْلِمٍ لَمْ يُنْفِقْ مِن أُسْبوعِه يَوْمَ الجُمُعَةِ فِي تَعَلُّمِ دِيْنِه وَلَمْ يَتَفَرَّغْ فِيه لِذلِكَ»(8).

15. أن يزور النبيّ صلى الله عليه و آله والأئمّة عليهم السلام (مضت كيفيته في قسم الزيارات)(9).

16. أن يزور الأموات ففضل ذلك كبير، قال الإمام الباقر عليه السلام: «

زُورُوا المَوْتى يَوْمَ الجُمُعَةِ


1- الكافي: ج 3، ص 418، ح 7 و 10.
2- المصدر السابق: ح 5.
3- المصدر السابق: ج 6، ص 510، ح 4.
4- جمال الاسبوع: ص 366.
5- بحار الأنوار: ج 86، ص 352، ح 29.
6- المقنعة: ص 156.
7- الكافي: ج 6، ص 299، ح 19.
8- المحاسن للبرقي: ج 1، ص 225، ح 149.
9- مصباح المتهجّد: ص 288.

ص: 663

فإنَّهُم يَعْلَمُونَ بِمَنْ أتَاهُم فِي هذا اليَوْمِ مِن طُلوعِ الفَجْرِ حتّى طُلوعِ الشَّمْسِ ويَفْرَحُونَ»(1)

. وبالطبع زيارة والديه وأقربائه من الأحياء ذات أهميّة أكبر.

17. أن يدعو بدعاء الندبة وهو من أعمال الأعياد الأربعة (الغدير والفطر والأضحى والجمعة)(2) وقد مضى في قسم الأدعية المعروفة (ص 120).

18. أن يصلّي نافلة يوم الجمعة عشرين ركعة(3) ويراجع الرسالة العملية حول كيفيتها.

19. أن يصلّي الصلوات المستحبة ليوم الجمعة (مثل صلاة جعفر الطيار والصلاة الكاملة وصلاة النبيّ صلى الله عليه و آله التي وردت بأسناد معتبرة وبركات كثيرة). التي سيشار إلى بعضها في قسم الصلوات المعروفة (ص 727).

20. يقرأ الظهر الدعاء الذي رواه محمّد بن مسلم عن الإمام الصادق عليه السلام والدعاء طبق نقل الشيخ الطوسي في مصباح المتهجّد:

لا الهَ الّا اللَّهُ وَاللَّهُ اكْبَرُ، وَسُبْحانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ للَّهِ الَّذى لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَريكٌ فِى الْمُلْكِ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِىٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبيراً* ثم يقول: يا سابِغَ النِّعَمِ، يا دافِعَ النِّقَمِ، يا بارِئَ النَّسَمِ، يا عَلِىَّ الْهِمَمِ، يا مُغْشِىَ الظُّلَمِ، يا ذَاالْجُودِ والْكَرَمِ، يا كاشِفَ الضُّرِّ وَالأَلَمِ، يا مُونِسَ الْمُسْتَوْحِشينَ فِى الظُّلَمِ، يا عالِماً لا يُعَلَّمُ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَافْعَلْ بى ما انْتَ اهْلُهُ، يا مَنِ اسْمُهُ دَوآءٌ، وَذِكْرُهُ شِفآءٌ، وَطاعَتُهُ غَنآءٌ، ارْحَمْ مَنْ رَاْسُ مالِهِ الرَّجآءُ، وَسِلاحُهُ الْبُكاءُ، سُبْحانَكَ لا الهَ الَّا انْتَ، يا حَنَّانُ يا مَنَّانُ، يا بَديعَ السَّمواتِ وَالْأَرْضِ، يا ذَاالْجَلالِ وَالْإِكْرامِ (4).

21. الالتحاق بصلاة الجمعة حسن جدّاً ومهمّ وسبب رفعة وعظمة الإسلام وإن لم يوفّق للجمعة فليقرأ في صلاة الظهر سورة الجمعة والمنافقون وفي العصر سورة الجمعة والتوحيد(5).

روى الصدوق عن الإمام الصادق عليه السلام: «

مِمَّا يَجِبُ على شِيعَتِنَا أن يَقْرَأ لَيْلَةَ الجُمُعَةِ فِي الصَّلاةِ


1- أمالي الشيخ الطوسي: ص 688، ح 5.
2- بحار الأنوار: ج 99، ص 104.
3- المصدر السابق: ج 87، ص 24.
4- مصباح المتهجّد: ص 360.
5- بحار الأنوار: ج 86، ص 353، ح 32.

ص: 664

(العِشاء) سُورَةَ الجُمُعَةِ و «سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأعْلى» وفِي يَوْمِ الجُمُعَةِ فِي صَلاةِ الظُّهْرِ سُورَة الجُمُعَةِ والمُنافِقون فإنْ فَعَلَ فَقَدِ اقْتَدى بالنَّبيِّ صلى الله عليه و آله وجَزاؤُهُ الجَنَّةِ»(1).

22. أن يقرأ الدعاء 46 من الصحيفة السجادية: «

يا مَنْ يَرْحَمُ مَنْ لا يَرْحَمُهُ الْعِباد

» والدعاء 48 منها: «

اللَّهُمَّ هذا يَوْمٌ مُبارَكٌ

». 23. روى الشيخ الطوسي في المصباح: من صلّى ركعتين بعد ظهر الجمعة وقرأ في كلّ ركعة بعد الحمد «

قل هو اللَّه أحد

» سبع مرّات وإذا فرغ من الصلاة قال:

اللَّهُمَّ اجْعَلْنى مِنْ اهْلِ الْجَنَّةِ الَّتى حَشْوُهَاالْبَرَكةُ، وَعُمَّارُهَا الْمَلائِكَةُ، مَعَ نَبِيِّنا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَابينا ابراهيمَ عَلَيْهِ السَّلامُ.

لم يصبه بلاء إلى الجمعة وجمع اللَّه بينه وبين محمّد صلى الله عليه و آله وإبراهيم عليه السلام (في الجنّة)(2).

24. أن يقول بعد صلاة العصر 70 مرّة «

اسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ

» ليغفر اللَّه ذنوبه (3).

25. أفضل وقت لقراءة

دعاء العشرات

كما مضى في الأدعية المعروفة (ص 73) عصر الجمعة.

26. كما مضى في قسم الأدعية المعروفة (ص 77) استحباب قراءة

دعاء السمات

في الساعات الأخيرة من يوم الجمعة.

27. بالنظر إلى تعلق يوم الجمعة من عدّة جوانب بإمام العصر عليه السلام أوّلًا: كانت ولادته يوم الجمعة(4). ثانياً: ظهوره في بعض الروايات في هذا اليوم وكما سيأتي في أعمال الاسبوع زيارته في يوم الجمعة:

«هذا يَوْمُ الْجُمُعَةِ، وَهُوَ يَوْمُكَ الْمُتَوَقَّعُ فيهِ ظُهُورُكَ، وَالْفَرَجُ فيهِ لِلْمُؤمِنينَ عَلى يَدِكَ»(5)

وفي مثل هذه اليوم يطهّر الإمام الحجّة الأرض من لوث وجود الجبارين والملحدين والكافرين والمنافقين، فتظهر كلمة الحقّ واعلاء الدين وشرائع الإيمان ويقرّ عيون المؤمنين وقلوبهم بطلعته في ذلك اليوم كما حملت الآية وَاشْرَقَتِ الْأرْضُ بِنُورِ رَبِّها على هذا اليوم


1- ثواب الأعمال: ص 118.
2- مصباح المتهجّد: ص 377.
3- جمال الاسبوع: ص 452.
4- كمال الدين: ج 2، ص 432، ح 12.
5- جمال الاسبوع: ص 38.

ص: 665

«الظهور»(1) وعلى هذا الأساس ينبغي قراءة بعض الأذكار في هذا القسم:

أ)

زيارة آل ياسين

التي مضت في قسم الزيارات (ص 335).

ب) الدعاء الذي رواه الشيخ الطوسي في مصباح المتهجّد عن الإمام الرضا عليه السلام لصاحب الأمر خلال أعمال يوم الجمعة حيث قال يونس بن عبدالرحمن: إنّ الإمام الرضا عليه السلام كان يأمر بهذا الدعاء للمهدي عليه السلام: اللَّهُمَّ ادْفَعْ عَنْ وَلِيِّكَ وَخَليفَتِكَ وَحُجَّتِكَ عَلى خَلْقِكَ ... الذي مضى في قسم الزيارات (ص 348).

ج) أن يقرأ الصلوات التي ذكرها الشيخ الطوسي في أعمال عصر يوم الجمعة. قال السيّد ابن طاووس (2) إنّ هذه الصلوات مروية عن مولانا المهدي عليه السلام وتأكد عدم تركها. وهي طبق نقل الشيخ في المصباح:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ سَيِّدِ الْمُرْسَلينَ، وَخاتَمِ النَّبِيّينَ، وَحُجَّةِ رَبِّ الْعالَمينَ، الْمُنْتَجَبِ فِى الْميثاقِ، الْمُصْطَفى فِى الظِّلالِ، الْمُطَهَّرِ مِنْ كُلِّ آفَةٍ، الْبَرى ءِ مِنْ كُلِّ عَيْبٍ، الْمُؤَمَّلِ لِلنَّجاةِ، الْمُرْتَجى لِلشَّفاعَةِ، الْمُفَوَّضِ الَيْهِ دينُ اللَّهِ، اللَّهُمَّ شَرِّفْ بُنْيانَهُ، وَعَظِّمْ بُرْهانَهُ، وَافْلِجْ حُجَّتَهُ، وَارْفَعْ دَرَجَتَهُ، وَاضِئْ نُورَهُ، وَبَيِّضْ وَجْهَهُ، وَاعْطِهِ الْفَضْلَ وَالْفَضيلَةَ، وَالْوَسيلَةَ وَالدَّرَجَةَ الرَّفيعَةَ، وَابْعَثْهُ مَقاماً مَحْمُوداً يَغْبِطُهُ بِهِ الْأَوَّلُونَ وَالأخِرُونَ، وَصَلِّ عَلى اميرِالْمُؤْمِنينَ، وَوارِثِ الْمُرْسَلينَ، وَقآئِدِ الْغُرِّ الْمُحَجَّلينَ، وَسَيِّدِ الْوَصِيّينَ، وَحُجَّةِ رَبِّ الْعالَمينَ، وَصَلِّ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِىٍّ امامِ الْمُؤْمِنينَ، وَوارِثِ الْمُرْسَلينَ، وَحُجَّةِ رَبِّ الْعالَمينَ، وَصَلِّ عَلَى الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِىٍّ امامِ الْمُؤْمِنينَ، وَوارِثِ الْمُرْسَلينَ، وَحُجَّةِ رَبِّ الْعالَمينَ، وَصَلِّ عَلى عَلِىِّ بْنِ الْحُسَيْنِ امامِ الْمُؤْمِنينَ، وَوارِثِ الْمُرْسَلينَ، وَحُجَّةِ رَبِّ الْعالَمينَ، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِىٍّ امامِ الْمُؤْمِنينَ، وَوارِثِ الْمُرْسَلينَ، وَحُجَّةِ رَبِ


1- بحار الأنوار: ج 52، ص 330، ح 52.
2- جمال الاسبوع: ص 494.

ص: 666

الْعالَمينَ، وَصَلِّ عَلى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ امامِ الْمُؤْمِنينَ، وَوارِثِ الْمُرْسَلينَ، وَحُجَّةِ رَبِّ الْعالَمينَ، وَصَلِّ عَلى مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ امامِ الْمُؤْمِنينَ، وَوارِثِ الْمُرْسَلينَ، وَحُجَّةِ رَبِّ الْعالَمينَ، وَصَلِّ عَلى عَلِىِّ بْنِ مُوسى امامِ الْمُؤْمِنينَ، وَوارِثِ الْمُرْسَلينَ، وَحُجَّةِ رَبِّ الْعالَمينَ، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِىٍّ امامِ الْمُؤْمِنينَ، وَوارِثِ الْمُرْسَلينَ، وَحُجَّةِ رَبِّ الْعالَمينَ، وَصَلِّ عَلى عَلِىِّ بْنِ مُحَمَّدٍ امامِ الْمُؤْمِنينَ، وَوارِثِ الْمُرْسَلينَ، وَحُجَّةِ رَبِّ الْعالَمينَ، وَصَلِّ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِىٍّ امامِ الْمُؤْمِنينَ، وَوارِثِ الْمُرْسَلينَ، وَحُجَّةِ رَبِّ الْعالَمينَ، وَصَلِّ عَلَى الْخَلَفِ الْهادِى الْمَهْدِىِّ، امامِ الْمُؤْمِنينَ، وَوارِثِ الْمُرْسَلينَ، وَحُجَّةِ رَبِّ الْعالَمينَ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ واهْلِ بَيْتِهِ الْأَئِمَّةِ الْهادينَ، الْعُلَمآءِ الصَّادِقينَ، الْأَبْرارِ الْمُتَّقينَ، دَعآئِمِ دينِك، وَارْكانِ تَوْحيدِكَ، وَتَراجِمَةِ وَحْيِكَ، وَحُجَجِكَ عَلى خَلْقِكَ، وَخُلَفآئِكَ فى ارْضِكَ، الَّذينَ اخْتَرْتَهُمْ لِنَفْسِكَ، وَاصْطَفَيْتَهُمْ عَلى عِبادِكَ، وَارْتَضَيْتَهُمْ لِدينِكَ، وَخَصَصْتَهُمْ بِمَعْرِفَتِكَ، وَجَلَّلْتَهُمْ بِكَرامَتِكَ، وَغَشَّيْتَهُمْ بِرَحْمَتِكَ، وَرَبَّيْتَهُمْ بِنِعْمَتِكَ، وَغَذَّيْتَهُمْ بِحِكْمَتِكَ، وَالْبَسْتَهُمْ نُورَكَ، وَرَفَعْتَهُمْ فى مَلَكُوتِكَ، وَحَفَفْتَهُمْ بِمَلائِكَتِكَ، وَشَرَّفْتَهُمْ بِنَبِيِّكَ، صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَيْهِمْ، صَلاةً زاكِيَةً نامِيَةً كَثيرَةً، دآئِمَةً طَيِّبَةً، لا يُحيطُ بِها الَّا انْتَ، وَلا يَسَعُها الَّا عِلْمُكَ، وَلا يُحْصيها احَدٌ غَيْرُكَ، اللهُمَّ وَصَلِّ عَلى وَلِيِّكَ الْمُحْيى سُنَّتَكَ، الْقآئِمِ بِامْرِكَ، الدَّاعى الَيْكَ، الدَّليلِ عَلَيْكَ، حُجَّتِكَ عَلى خَلْقِكَ، وَخَليفَتِكَ فى ارْضِكَ، وَشاهِدِكَ عَلى عِبادِكَ، اللَّهُمَّ اعِزَّ نَصْرَهُ، وَمُدَّ فى عُمْرِهِ، وَزَيِّنِ الْأَرْضَ بِطُولِ بَقآئِهِ، اللَّهُمَّ اكْفِهِ بَغْىَ الْحاسِدينَ، وَاعِذْهُ مِنْ شَرِّ الْكآئِدينَ، وَازْجُرْ عَنْهُ ارادَةَ الظَّالِمينَ، وَخَلِّصْهُ مِنْ ايْدِى الْجَبَّارِينَ، اللَّهُمَّ اعْطِهِ فى نَفْسِهِ وَذُرِّيَّتِهِ، وَشيعَتِهِ وَرَعِيَّتِهِ، وَخاصَّتِهِ وَعامَّتِهِ وَعَدُوِّهِ، وَجَميعِ اهْلِ الدُّنْيا، ما تُقِرُّ

ص: 667

بِهِ عَيْنَهُ، وَتَسُرُّ بِهِ نَفْسَهُ، وَبَلِّغْهُ افْضَلَ ما امَّلَهُ فِى الدُّنْيا وَالْأخِرَةِ، انَّكَ عَلى كُلِّ شَىْ ءٍ قَديرٌ، اللَّهُمَّ جَدِّدْ بِهِ مَا امْتُحِىَ مِنْ دينِكَ، وَاحْىِ بِهِ ما بُدِّلَ مِنْ كِتابِكَ، وَاظْهِرْ بِهِ ما غُيِّرَ مِنْ حُكْمِكَ، حَتّى يَعُودَ دينُكَ بِهِ، وَعَلى يَدَيْهِ غَضّاً جَديداً خالِصاً مُخْلَصاً، لا شَكَّ فيهِ وَلا شُبْهَةَ مَعَهُ، وَلا باطِلَ عِنْدَهُ وَلا بِدْعَةَ لَدَيْهِ، اللَّهُمَّ نَوِّرْ بِنُورِهِ كُلَّ ظُلْمَةٍ، وَهُدَّ بِرُكْنِهِ كُلَّ بِدْعَةٍ، وَاهْدِمْ بِعِزَّتِهِ كُلَّ ضَلالَةٍ، وَاقْصِمْ بِهِ كُلَّ جَبَّارٍ، وَاخْمِدْ بِسَيْفِهِ كُلَّ نارٍ، وَاهْلِكْ بِعَدْلِهِ كُلَّ جَوْرٍ، وَاجْرِ حُكْمَهُ عَلى كُلِّ حُكْمٍ، وَاذِلَّ بِسُلْطانِهِ كُلَّ سُلْطانٍ، اللَّهُمَّ اذِلَّ كُلَّ مَنْ ناواهُ، وَاهْلِكْ كُلَّ مَنْ عاداهُ، وَامْكُرْ بِمَنْ كادَهُ، وَاسْتَأْصِلْ مَنْ جَحَدَهُ حَقَّهُ، وَاسْتَهانَ بِامْرِهِ، وَسَعى فى اطْفاءِ نُورِهِ، وَارادَ اخْمادَ ذِكْرِهِ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ الْمُصْطَفى وَعَلِىٍّ الْمُرْتَضى، وَفاطِمَةَ الزَّهْرآءِ، وَالْحَسَنِ الرِّضا، وَالْحُسَيْنِ الْمُصَفّى وَجَميعِ الْأوْصِياءِ، مَصابيحِ الدُّجى، وَاعْلامِ الْهُدى وَمَنارِ التُّقى وَالْعُرْوَةِ الْوُثْقى وَالْحَبْلِ الْمَتينِ، وَالصِّراطِ الْمُسْتَقيمِ، وَصَلِّ عَلى وَلِيِّكَ وَوُلاةِ عَهْدِكَ، وَالْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِهِ، وَمُدَّ فى اعْمارِهِمْ، وَزِدْ فى اجالِهِمْ، وَبَلِّغْهُمْ اقْصى آمالِهِمْ ديناً وَدُنْيا وَآخِرَةً، انَّكَ عَلى كُلِّ شَىْ ءٍ قَديرٌ(1).

تنبيه ضروري: لا يستطيع جميع الأفراد الإتيان بكلّ هذه الأعمال في ليلة الجمعة ونهارها وفي الواقع الأوامر التي أمر بها كلّ من المعصومين عليهم السلام أصحابهم والجمع بينها ليس بالسهل، وبما أنّ الإسلام شريعة سمحة وسهلة- خاصة في المستحبّات- فلكلّ أن يختار ما يسعه أو الإتيان بها بصورة متناوبة في ليالي وأيّام الجمع. والمهمّ روح الإخلاص وحضور القلب في إتيان هذه المستحبّات وتجسّم حقيقتها عند قراءتها في كيان الإنسان والتخلّق بها- طبعاً لبعضها أولوية كصلاة الجمعة التي لا تترك قدر المستطاع.

- چ چ-


1- مصباح المتهجّد: ص 406؛ مصباح الكفعمي: ص 546( باختلاف يسير).

ص: 668

الفصل العاشر: زيارات أيام الأسبوع

المقدّمة:

قال السيّد ابن طاووس في كتاب جمال الاسبوع: روى المرحوم الصدوق رواية خلاصتها:

لمّا حمل المتوكّل الإمام الهادي عليه السلام إلى سُرّ مَن رأى دخل عليه أحد أصحابه بالتعاون مع أحد المأمورين فذكر أسئلة منها تفسير حديث عن النّبيّ صلى الله عليه و آله أنّه قال: «

لا تُعادُوا الْأيّامَ فَتُعاديكُم

». قال عليه السلام: «

نَعَمْ، الأيّامُ نَحْنُ مَا قامَتِ السّمواتُ والأرْضُ. فَالسَّبْتُ إسْمُ رَسُولِ اللَّه صلى الله عليه و آله والأحَدُ أميرُالمُؤمنين عليه السلام والإثْنَينُ الحَسَنُ والحُسَيْنُ عليهما السلام والثُّلاثَاءُ عليُّ بنُ الحُسَينِ ومُحَمَّدُ بنُ عَليٍّ وجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ عليهم السلام والأرْبُعاءُ مُوسى بنُ جَعْفَرٍ وعليُّ بنُ مُوسى ومُحَمَّدُ بنُ عَليٍّ عليهم السلام وأنا والخَمِيسُ إبني الحَسَن عليه السلام والجُمُعَةُ ابن إبني (الحُجَّة بن الحسن عليهما السلام) وإليه تَجْتَمِعُ عِصَابَةُ الحَقِّ ثمّ قال: فَهذا مَعنى الأيّامِ فَلا تُعادُوهُم فِي الدُّنيا فَيُعادُوكُم في الآخِرَة. ثُمّ قال: ودِّع واخْرُج»(1).

ثمّ روى السيّد ابن طاووس هذا الحديث بسند آخر عن القطب الراوندي (2). ثمّ روى زيارة مخصوصة لكلّ منهم عليهم السلام في اليوم المخصوص.

زيارة النبي صلى الله عليه و آله في يوم السبت:

اشْهَدُ انْ لا الهَ الَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وَاشْهَدُ انَّكَ رَسُولُهُ، وَانَّكَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِاللَّهِ، وَاشْهَدُ انَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ رِسالاتِ رَبِّكَ، وَنَصَحْتَ لِامَّتِكَ، وَجاهَدْتَ فى سَبيلِ اللَّهِ بِالْحِكْمَةِوَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ، وَادَّيْتَ الَّذى عَلَيْكَ مِنَ الْحَقِّ، وَانَّكَ قَدْ رَؤُفْتَ بِالْمُؤْمِنينَ، وَغَلُظْتَ عَلَى الْكافِرينَ، وَعَبَدْتَ اللَّهَ مُخْلِصاً حَتّى اتيكَ


1- جمال الاسبوع: ص 25.
2- المصدر السابق: ص 27.

ص: 669

الْيَقينُ، فَبَلَغَ اللَّهُ بِكَ أَشْرَفَ مَحَلِّ الْمُكَرَّمينَ، الْحَمْدُ للَّهِ الَّذِى اسْتَنْقَذَنا بِكَ مِنَ الشِّرْكِ وَالضَّلالِ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَاجْعَلْ صَلَواتِكَ وَصَلَواتِ مَلائِكَتِكَ، وَانْبِيآئِكَ وَالْمُرْسَلينَ، وَعِبادِكَ الصَّالِحينَ، وَاهْلِ السَّمواتِ وَالْأَرَضينَ، وَمَنْ سَبَّحَ لَكَ يا رَبَّ الْعالَمينَ مِنَ الْأَوَّلينَ وَالْاخِرينَ، عَلى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، وَنَبِيِّكَ وَامينِكَ، وَنَجِيبِكَ وَحَبيبِكَ، وَصَفِيِّكَ وَصَفْوَتِكَ، وَخآصَّتِكَ وَخالِصَتِكَ، وَخِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ، وَاعْطِهِ الْفَضْلَ وَالْفَضيلَةَ، وَالْوَسيلَةَ وَالدَّرَجَةَ الرَّفيعَةَ، وَابْعَثْهُ مَقاماً مَحْمُوداً يَغْبِطُهُ بِهِ الْأَوَّلُونَ وَالْاخِرُونَ، اللَّهُمَّ انَّكَ قُلْتَ: وَلَوْ انَّهُمْ اذْ ظَلَمُوا انْفُسَهُمْ جآؤُكَ، فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ، لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحيماً. الهى فَقَدْ اتَيْتُ نَبِيَّكَ مُسْتَغْفِراً تآئِباً مِنْ ذُنُوبى فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَاغْفِرها لى يا سَيِّدَنا اتَوَجَّهُ بِكَ وَبِاهْلِ بَيْتِكَ الَى اللَّهِ تَعالى رَبِّكَ وَرَبّى لِيَغْفِرَ لى ثم قل ثلاثاً: انَّا للَّهِ وَانَّا الَيْهِ راجِعُونَ* ثم قل: اصِبْنا بِكَ يا حَبيبَ قُلُوبِنا، فَما اعْظَمَ الْمُصيبَةَ بِكَ حَيْثُ انْقَطَعَ عَنَّا الْوَحْىُ، وَحَيْثُ فَقَدْ ناكَ، فَانَّا للَّهِ وَانَّا الَيْهِ راجِعُونَ، يا سَيِّدَنا يا رَسُولَ اللَّهِ، صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَعَلى آلِ بَيْتِكَ الطَّاهِرينَ، هذا يَوْمُ السَّبْتِ وَهُوَ يَوْمُكَ، وَانَا فيهِ ضَيْفُكَ وَجارُكَ، فَاضِفْنى وَاجِرْنى فَانَّكَ كَريمٌ تُحِبُّ الضِّيافَةَ، وَمَأْمُورٌ بِالْإِجارَةِ، فَاضِفْنى وَاحْسِنْ ضِيافَتى وَاجِرْنا وَاحْسِنْ اجارَتَنا، بِمَنْزِلَةِ اللَّهِ عِنْدَكَ وَعِنْدَ آلِ بَيْتِكَ، وَبِمَنْزِلَتِهِمْ عِنْدَهُ، وَبِمَا اسْتَوْدَعَكُمْ مِنْ عِلْمِهِ، فَانَّهُ اكْرَمُ الْأَكْرَمينَ (1).

تنبيه: كما قال المحدّث القمّي: يمكن زيارته قبل هذه الزيارة بزيارة قصيرة اخرى بسند صحيح لابن أبي نصر البزنطي عن الرضا عليه السلام فقد روي أنّ ابن أبي نصر سأل الرضا عليه السلام كيف يصلّي على النبيّ ويسلّم عليه بعد الصلاة؟ فأجاب عليه السلام: يقول:


1- جمال الاسبوع: ص 29؛ بحار الأنوار: ج 99، ص 211( باختلاف يسير).

ص: 670

السَّلامُ عَلَيْكَ يا رَسُولَ اللَّهِ وَرَحْمةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مُحَمَّدَبْنَ عَبْدِاللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا خِيَرَةَاللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حَبيبَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا صَفْوَةَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا امينَ اللَّهِ، اشْهَدُ انَّكَ رَسُولُ اللَّهِ، وَاشْهَدُ انَّكَ مُحمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَاشْهَدُ انَّكَ قَدْ نَصَحْتَ لِأُمَّتِكَ، وَجاهَدْتَ فى سَبيلِ رَبِّكِ، وَعَبَدْتَهُ حَتّى اتيكَ الْيَقينُ، فَجَزاكَ اللَّهُ يا رَسُولَ اللَّهِ، افْضَلَ ما جَزى نَبِيّاً عَنْ امَّتِهِ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مَحَمِّدٍ وَآلِ مُحَمِّدٍ، افْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلى ابْراهِيمَ وَآلِ ابْراهيمَ، انَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ(1).

زيارة أميرالمؤمنين علي عليه السلام في يوم الأحد:

السَّلامُ عَلَى الشَّجَرَةِ النَّبَوِيَّةِ، وَالدَّوْحَةِ الْهاشِمِيَّةِ الْمُضيئَةِ، الْمُثْمِرَةِ بِالنُّبُوَّةِ، الْمُونِقَةِ بِالْإِمامَةِ، وَعَلى ضَجيعَيْكَ آدَمَ وَنُوحٍ عَلَيْهِمَا السَّلامُ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى اهْلِ بَيْتِكَ الطَّيِّبينَ الطَّاهِرينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلَى الْمَلائِكَةِ الْمُحْدِقينَ بِكَ، وَالْحآفّينَ بِقَبْرِكَ، يا مَوْلاىَ يا اميرَالْمُوْمِنينَ، هذا يَوْمُ الْأَحَدِ وَهُوَ يَوْمُكَ وَبِاسْمِكَ، وَا نَا ضَيْفُكَ فيهِ وَجارُكَ، فَاضِفْنى يا مَوْلاىَ وَاجِرْنى فَانَّكَ كَريمٌ تُحِبُّ الضِّيافَةَ، وَمَأْمُورٌ بِالْإِجارَةِ، فَافْعَلْ ما رَغِبْتُ الَيْكَ فيهِ، وَرَجَوْتُهُ مِنْكَ، بِمَنْزِلَتِكَ وَآلِ بَيْتِكَ عِنْدَاللَّهِ، وَمَنْزِلَتِهِ عِنْدَكُمْ، وَبِحَقِّ ابْنِ عَمِّكَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، وَعَلَيْهِم اجْمَعينَ (2). تنبيه: من المناسب أن نشير هنا إلى زيارتين متعلّقتين بالصدّيقة الطاهرة فاطمة الزهراء عليها السلام والتي وردت بروايتين؛ فيوم الأحد وإن لم يذكر باسم الزهراء عليها السلام، لكن من المناسب زيارتها عقب زيارة أميرالمؤمنين عليه السلام.


1- قرب الاسناد: ص 169؛ بحار الأنوار: ج 83، ص 24، ح 25.
2- جمال الاسبوع: ص 31؛ بحار الأنوار: ج 99، ص 212( باختلاف يسير).

ص: 671

الزيارة الاولى للصديقة الكبرى عليها السلام:

السَّلامُ عَلَيْكِ يا مُمْتَحَنَةُ، امْتَحَنَكِ الَّذى خَلَقَكِ، فَوَجَدَكِ لِمَا امْتَحَنَكِ صابِرَةً، ا نَا لَكِ مُصَدِّقٌ، صابِرٌ عَلى ما اتى بِهِ ابُوكِ وَوَصِيُّهُ صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْهِما، وَانَا اسْئَلُكِ انْ كُنْتُ صَدَّقْتُكِ الَّا الْحَقْتِنى بِتَصْديقى لَهُما لِتُسَرَّ نَفْسى فَاشْهَدى انّى ظاهِرٌ بِوِلايَتِكِ، وَوِلايَةِ آلِ بَيْتِكِ صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ اجْمَعينَ (1).

الزيارة الثانية للصديقة الكبرى عليها السلام:

السَّلامُ عَلَيْكِ يا مُمْتَحَنَةُ، امْتَحَنَكِ الَّذى خَلَقَكِ قَبْلَ انْ يَخْلُقَكِ، وَكُنْتِ لِمَا امْتَحَنَكِ بِه صابِرَةً، وَنَحْنُ لَكِ اوْلِياءٌ مُصَدِّقُونَ، وَلِكُلِّ ما اتى بِهِ ابُوكِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، وَاتى بِهِ وَصِيُّهُ عَلَيْهِ السَّلامُ مُسَلِّمُونَ، وَنَحْنُ نَسْئَلُكَ اللَّهُمَّ اذْ كُنَّا مُصَدِّقينَ لَهُمْ، انْ تُلْحِقَنا بِتَصْديقِنا بِالدَّرَجَةِ الْعالِيَةِ، لِنُبَشِّرَ انْفُسَنا بِانَّا قَدْ طَهُرْنا بِوِلايَتِهِمْ عَلَيْهِمُ السَّلامُ (2).

زيارة الإمام الحسن والإمام الحسين عليهما السلام في يوم الاثنين:

يبدأ أولًا بالإمام الحسن المجتبى عليه السلام ويقول:

السَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ رَسُولِ رَبِّ الْعالَمينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ اميرِالْمُؤْمِنينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ فاطِمَةَالزَّهْرآءِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حَبيبَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا صَفْوَةَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا امينَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَاللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَاللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا صِراطَاللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا بَيانَ حُكْمِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ناصِرَ دينِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ ايُّهَا السَّيِدُ الزَّكِىُّ، السَّلامُ عَلَيْكَ ايُّهَا الْبَرُّ الْوَفِىُّ،


1- جمال الاسبوع: ص 431؛ بحارالأنوار: ج 99، ص 212( باختلاف يسير).
2- جمال الاسبوع: ص 32 نقل هذه الزيارة العلّامة المجلسي عن الإمام الباقر عليه السلام باختلاف يسير في بحارالأنوار: ج 97، ص 194.

ص: 672

السَّلامُ عَلَيْكَ ايُّهَا الْقآئِمُ الْأَمينُ، السَّلامُ عَلَيْكَ ايُّهَا الْعالِمُ بِالتَّأْويلِ، السَّلامُ عَلَيْكَ ايُّهَا الْهادِى الْمَهْدِىُّ، السَّلامُ عَلَيْكَ ايُّهَا الطَّاهِرُ الزَّكِىُّ، السَّلامُ عَلَيْكَ ايُّهَا التَّقِىُّ النَّقِىُّ، السَّلامُ عَلَيْكَ ايُّهَا الْحَقُّ الْحَقيقُ، السَّلامُ عَلَيْكَ ايُّهَا الشَّهيدُ الصِّدّيقُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابا مُحَمَّدٍ الْحَسَنَ بْنَ عَلِىٍّ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ (1).

ثم يزور الإمام الحسين عليه السلام يقول:

السَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ رَسُولِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ اميرِ الْمُؤْمِنينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ سَيِّدَةِ نِسآءِ الْعالَمينَ، اشْهَدُ انَّكَ اقَمْتَ الصَّلاةَ، وَآتَيْتَ الزَّكاةَ، وَامَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَعَبَدْتَ اللَّهَ مُخْلِصاً، وَجاهَدْتَ فِى اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ حَتّى اتيكَ الْيَقينُ، فَعَلَيْكَ السَّلامُ مِنّى ما بَقيتُ وَبَقِىَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ، وَعَلى آلِ بَيْتِكَ الطَّيِّبينَ الطَّاهِرينَ، ا نَا يا مَوْلاىَ مَوْلىً لَكَ وَلِآلِ بَيْتِكَ، سِلْمٌ لِمَنْ سالَمَكُمْ، وَحَرْبٌ لِمَنْ حارَبَكُمْ، مُؤْمِنٌ بِسِرِّكُمْ وَجَهْرِكُمْ، وَظاهِرِكُمْ وَباطِنِكُمْ، لَعَنَ اللَّهُ اعْدآئَكُمْ مِنَ الْأَوَّلينَ وَالْأخِرينَ، وَانَا ابْرَءُ الَى اللَّهِ تَعالى مِنْهُمْ* ثم خاطب هذين العظيمين وقل: يا مَوْلاىَ يا ابا مُحَمَّدٍ، يا مَوْلاىَ يا ابا عَبْدِاللَّهِ، هذا يَوْمُ الْإِثْنَيْنِ وَهُوَ يَوْمُكُما وَبِاسْمِكُما، وَانَا فيهِ ضَيْفُكُما فَاضيفانى وَاحْسِنا ضِيافَتى فَنِعْمَ مَنِ اسْتُضيفَ بِهِ انْتُما، وَانَا فيهِ مِنْ جِوارِكُما فَاجيرانى فَانَّكُما مَأْمُورانِ بِالضِّيافَةِ وَالْإِجارَةِ، فَصَلَّى اللَّهُ عَلَيْكُما وَآلِكُمَا الطَّيِّبينَ (2).

زيارة الإمام السجاد والإمام الباقر والإمام الصادق عليهم السلام في يوم الثلاثاء:

السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا خُزَّانَ عِلْمِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا تَراجِمَةَ وَحْىِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا ائِمَّةَ الْهُدى السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا اعْلامَ التُّقى السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا اوْلادَ


1- جمال الاسبوع: ص 32؛ بحار الأنوار: ج 99، ص 213.
2- جمال الاسبوع: ص 33؛ بحار الأنوار: ج 99، ص 213.

ص: 673

رَسُولِ اللَّهِ، ا نَا عارِفٌ بِحَقِّكُمْ، مُسْتَبْصِرٌ بِشَأْنِكُمْ، مُعادٍ لِأَعْدآئِكُمْ، مُوالٍ لِأَوْلِيآئِكُمْ، بِابى انْتُمْ وَامّى صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ، اللَّهُمَّ انّى اتَوالى آخِرَهُمْ كَما تَوالَيْتُ اوَّلَهُمْ، وَابْرَءُ مِنْ كُلِّ وَليجَةٍ دُونَهُمْ، وَاكْفُرُ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَاللّاتِ وَالْعُزّى صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ يا مَوالِىَّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا سَيِّدَ الْعابِدينَ، وَسُلالَةَ الْوَصِيّينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا باقِرَ عِلْمِ النَّبِيّينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا صادِقاً مُصَدَّقاً فِى الْقَوْلِ وَالْفِعْلِ، يا مَوالِىَّ هذا يَوْمُكُمْ وَهُوَ يَوْمُ الثُّلَثآءِ، وَانَا فيهِ ضَيْفٌ لَكُمْ وَمُسْتَجيرٌ بِكُمْ، فَاضيفُونى وَاجيرُونى بِمَنْزِلَةِ اللَّهِ عِنْدَكُمْ، وَآلِ بَيْتِكُمُ الطَّيِّبينَ الطَّاهِرينَ (1).

زيارة الإمام موسى الكاظم، الإمام الرضا، الإمام الجواد والإمام الهادي عليهم السلام في يوم الأربعاء:

السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا اوْلِيآءَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا حُجَجَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا نُورَ اللَّهِ فى ظُلُماتِ الْأَرْضِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ، صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَعَلى آلِ بَيْتِكُمُ الطَّيِّبينَ الطَّاهِرينَ، بِابى انْتُمْ وَامّى لَقَدْ عَبَدْتُمُ اللَّهَ مُخْلِصينَ، وَجاهَدْتُمْ فِى اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ حَتّى اتيكُمُ الْيَقينُ، فَلَعَنَ اللَّهُ اعْدآئَكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ اجْمَعينَ، وَانَا ابْرَءُ الَى اللَّهِ وَالَيْكُمْ مِنْهُمْ، يا مَوْلاىَ يا ابا ابْراهيمَ مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ، يا مَوْلاىَ يا ابَا الْحَسَنِ عَلِىَّ بْنَ مُوسى، يا مَوْلاىَ يا ابا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِىٍّ، يا مَوْلاىَ يا ابَا الْحَسَنِ عَلِىَّ بْنَ مُحَمَّدٍ، ا نَا مَوْلىً لَكُمْ، مُؤْمِنٌ بِسِرِّكُمْ وَجَهْرِكُمْ، مُتَضَيِّفٌ بِكُمْ فى يَوْمِكُمْ هذا، وَهُوَ يَوْمُ الْأَرْبَعآءِ، وَمُسْتَجيرٌ بِكُمْ، فَاضيفُونى وَاجيرُونى بِآلِ بَيْتِكُمُ الطَّيِّبينَ الطَّاهِرينَ (2).


1- جمال الاسبوع: ص 34؛ بحار الأنوار: ج 99، ص 214.
2- جمال الاسبوع: ص 35؛ بحار الأنوار: ج 99، ص 215.

ص: 674

زيارة الإمام الحسن العسكري عليه السلام في يوم الخميس:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِىَّ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللَّهِ وَخالِصَتَهُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا امامَ الْمُؤْمِنينَ، وَوارِثَ الْمُرْسَلينَ، وَحُجَّةَ رَبِّ الْعالَمينَ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ وَعَلى آلِ بَيْتِكَ الطَّيِّبينَ الطَّاهِرينَ، يا مَوْلاىَ يا ابا مُحَمَّدٍ الْحَسَنَ بْنَ عَلِىٍّ، انَا مَوْلىً لَكَ وَلِالِ بَيْتِكَ، وَهذا يَوْمُكَ وَهُوَ يَوْمُ الْخَميسِ، وَانَا ضَيْفُكَ فيهِ، وَمُسْتَجيرٌ بِكَ فيهِ، فَاحْسِنْ ضِيافَتى وَاجارَتى بِحَقِّ آلِ بَيْتِكَ الطَّيِّبينَ الطَّاهِرينَ (1).

زيارة الإمام المهدي، إمام الزمان عليه السلام في يوم الجمعة:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللَّهِ فى ارْضِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا عَيْنَ اللَّهِ فى خَلْقِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَ اللَّهِ الَّذى يَهْتَدى بِهِ الْمُهْتَدُونَ، وَيُفَرَّجُ بِهِ عَنِ الْمُؤْمِنينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ ايُّهَا الْمُهَذَّبُ الْخآئِفُ، السَّلامُ عَلَيْكَ ايُّهَا الْوَلِىُّ النَّاصِحُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا سَفينَةَ النَّجاةِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا عَيْنَ الْحَياةِ، السَّلامُ عَلَيْكَ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ وَعَلى آلِ بَيْتِكَ الطَّيِّبينَ الطَّاهِرينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ، عَجَّلَ اللَّهُ لَكَ ما وَعَدَكَ مِنَ النَّصْرِ وَظُهُورِ الْأَمْرِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلاىَ، انَا مَوْلاكَ عارِفٌ بِاوليكَ وَاخْريكَ، اتَقَرَّبُ الَى اللَّهِ تَعالى بِكَ وَبِآلِ بَيْتِكَ، وَانْتَظِرُ ظُهُورَكَ وَظُهُورَ الْحَقِّ عَلى يَدَيْكَ، وَاسْئَلُ اللَّهَ انْ يُصَلِّىَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَانْ يَجْعَلَنى مِنَ الْمُنْتَظِرينَ لَكَ، وَالتَّابِعينَ وَالنَّاصِرينَ لَكَ عَلى اعْدآئِكَ، وَالْمُسْتَشْهَدينَ بَيْنَ يَدَيْكَ فى جُمْلَةِ اوْلِيآئِكَ، يا مَوْلاىَ يا صاحِبَ الزَّمانِ صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَعَلى آلِ بَيْتِكَ، هذا يَوْمُ الْجُمُعَةِ، وَهُوَ يَوْمُكَ الْمُتَوَقَّعُ فيهِ ظُهُورُكَ، وَالْفَرَجُ فيهِ لِلْمُؤْمِنينَ عَلى يَدَيْكَ، وَقَتْلُ الْكافِرينَ بِسَيْفِكَ، وَا نَا يا مَوْلاىَ فيهِ ضَيْفُكَ وَجارُكَ، وَانْتَ يا


1- جمال الاسبوع: ص 36؛ بحار الأنوار: ج 99، ص 215.

ص: 675

مَوْلاىَ كَريمٌ مِنْ اوْلادِ الْكِرامِ، وَمَأْمُورٌ بِالضِّيافَةِ وَالْإِجارَةِ، فَاضِفْنى وَاجِرْنى صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَعَلى اهْلِ بَيْتِكَ الطَّاهِرينَ (1).

تنبيه: من الواضح أنّ التوجّه إلى رسول اللَّه صلى الله عليه و آله وسائر المعصومين في أيّام الاسبوع يحيي لدى الإنسان روح الولاية وعشقهم عليهم السلام؛ ويسوقه للتأسّي والاقتداء بالأئمّة المعصومين عليهم السلام ويصونه من شرّ الشياطين والمفسدين وأهواء النفس. وهنيئاً لأولئك الذين يقضون كلّ يوم بذكر أحد مواليهم ويقتدون بهم في الإيمان والعمل والأخلاق.

- چ چ-


1- جمال الاسبوع: ص 37؛ بحار الأنوار: ج 99، ص 215.

ص: 676

ص: 677

القسم السادس: آداب الصلاة و مقدماتها و تعقيباتها

اشارة

الصّلاة وسيلة العروج لعالم الملكوت

فلسفة آداب وتعقيبات الصلاة

الفصل الأوّل: مقدّمات الصلاة وآدابها

1. المقدّمات والآداب المشتركة

2. المقدّمات والآداب الخاصّة لكلّ صلاة

الفصل الثاني: تعقيبات الصّلاة

1. التعقيبات المشتركة

2. التعقيبات الخاصّة بكلّ صلاة

الفصل الثالث: سجدة الشكر

ص: 678

ص: 679

مقدمه

الصلاة وسيلة العروج لعالم الملكوت!

إن كانت روح الإنسان ربانية ومن ديار الملكوت كما قال تعالى بعد خلقه لجسمه: وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي (1) وإن كان في وجود الإنسان روحٌ غير جسمه قدسية ومن العالم العلوي، بل تشكل حقيقته فلابدّ من قبول ما يلي:

1. كما يحتاج جسم الإنسان إلى مسكن يوفر فيه أسباب سكون واستقرار أعضائه وجوارحه ويحفظ بالاستراحة فيه نشاطه وحيويته فإنّ روح الإنسان بحاجة إلى سكن ومأوى لتزيل عنها غبار التعب والإرهاق التي تعلق بها من غياهب المادة بالترويح فيه وتنال نشاطها وفعاليتها الملكوتية الأصلية.

2. كما يتطلب جسم الإنسان الطعام بالإضافة إلى الاستقرار لاستعادة ما يستهلك من طاقة ويستعيض ما يضيع منه، فإنّ روحه تحتاج إلى طعام معنوي وملكوتي لاستعادة قوتها وطاقتها المبددة.

3. إن كان جسم الإنسان بحاجة إلى ماء كلّ بضع ساعات ليغتسل به ويزيل عن بدنه وأطرافه ووجهه الغبار والأوساخ، فإنّ روح الإنسان بحاجة إلى غسل ليغسل به الذنب والإثم.

4. كما يحتاج الجسم إلى حبيب وأنيس تحبه وتناجيه وتسكن إليه فإنّ الروح تنشد الحبيب والأنيس الذي تأنس به وتبلغ به الروح والريحان.


1- سورة الحجر: الآية 29.

ص: 680

5. إن كان لبدن الإنسان رأس هو مركز قيادة وإدارة الجسد وبمثابة عمود خيمة الجسم ولا يمكنه بدونه مواصله حياته لحظة فإنّ دين المؤمن يتمتع برأس يفيض الاتصال به عليه الحياة وله عمود تنصب به خيمة دينه. نعم، إن أردت الظفر بكلّ هذه الامور: عليك أن تجعل الصلاة وسيلتك للعروج إلى العالم العلوي وسلّمك للعروج إلى سماء الفضيلة والقرب إلى اللَّه: «

الصَّلاةُ مِعْراجُ الْمُؤمِنِ»(1).

وأن يكون غذائك الروحي المناجاة والدعاء لتستعيد به قوتك وقدرتك المبددة حيث ورد في الحديث «

الصَّلاةُ أهْنَأُ لِلعابِدِ مِنَ الطَّعامِ لِلجَائِع والمَاءِ للعَطْشانِ»(2).

ولابدّ أن تغسل روحك في نهر الصلاة الفرات كلّ يوم خمس مرّات لتنفض عنها غبار الدرن والمعصية والغفلة كما ورد في الحديث حيث قال صلى الله عليه و آله لعليّ عليه السلام: «

واللَّهِ إنَّ الصَّلواتِ الخَمْسَ لأُمَّتِي كذلِك (كالنَّهرِ الذي يَغْسِلُ الأدْرانِ)»(3).

ولابدّ من الاتجاه صوب الصلاة للولادة الجديدة «

فإنْ صَلّى العَبْدُ بِحُضورِ قَلْبٍ وفَرَغ مِن صَلاتِه كانَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ امُّهُ وَغَفر مَا مَضى مِنْهُ

» كما في الحديث (4).

وإن أردت أنيساً فعليك بالصلاة قرةالعين حيث قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: «

وَقُرَّةُ عَيْنى فِي الصَّلاةِ»(5).

وإن أردت انتصاب عمود خيمة دينك دائماً وتأمن كلّ ضرر معنوي فعليك بالصلاة التي قال فيها أئمّتنا: «

الصَّلاةُ عَمُودُ الدّينِ»(6).

وبالتالي إذا أردت أن تصون نشاطك الروحي في هذه الدنيا المضطربة والمليئة بالصخب المادي ومفعمة بأسباب الحزن والقلق وتزيل عنها الغبار ولا تنحني للمشاكل فلُذ بالصلاة حيث روي عن الإمام الصادق عليه السلام أنّ أميرالمؤمنين عليه السلام كان يقف للصلاة كلّما عرضت له مشكلة (ثمّ يتحرك) وتلى الآية 35 من سورة البقرة: وَاسْتَعينُوا بِالصَّبرِ وَالصَّلاةِ(7).


1- لم نعثر على هذه العبارة في الجوامع الروائية كرواية، بل ما ورد كرواية العبارة:« الصَّلاةُ قُرْبانُ كُلِّ تَقِيٍّ»( الكافي: ج 3، ص 265، ح 6) و« إنّ الصَّلاةَ قُرْبانُ المُؤمِنِ»( كنز العمال: ج 7، ص 217، ح 18907 ويفيد نفس المعنى، إلّاأنّ العبارة الواردة في المتن من الشهرة بحيث استشهد بها العلّامة المجلسي خلال كلامه( بحار الأنوار: ج 79، ص 284 و 303 و ج 81، ص 255).
2- مكارم الأخلاق: ص 461.
3- مجمع البيان: ج 5 ص 346؛ بحار الأنوار: ج 79، ص 220، ح 41.
4- بحار الأنوار: ج 79، ص 220، ح 41.
5- مكارم الأخلاق: ص 461.
6- أمالي الطوسي: ص 529.
7- الكافي: ج 3، ص 480، ح 1.

ص: 681

وزبدة الكلام فإن آثار الصلاة في تربية الأفراد وتطوّر المجتمع البشريّ أوسع من الوصف.

إلهي نقسم عليك بحقّ الشهيد العطشان عند نهر الفرات الذي وقف ظهر عاشوراء وأصحابه بأبدانهم المضرجة بالدماء وخوطب: «

اشْهَدُ انَّكَ قَدْ اقَمْتَ الصَّلاةَ»(1)

أن تجعلنا من المقيمين للصلاة.

اللّهم اجعلنا من شيعة الصديقة «الشهيدة» التي حين كانت تقف في محراب عبادتها تعرج إلى السماء ليضيئ نور جمالها لأهل السموات كما تضيئ الكواكب لأهل الأرض وتعيش حضور قلب بحيث يخاطب اللَّه الملائكة «

انْظُروا إلى أمتِي فاطِمَةَ وَقَفَتْ تَرْتَعِشُ مِن خَشْيَتِي فَاشْهَدوا أنِّي آمَنْتُها ومُحِبِّيها مِن نارِ جَهَنَّم»(2).

فلسفة آداب وتعقيبات الصلاة:

إنّ شقّ الطريق إلى المولى الكريم والقادر العظيم والتحدّث إلى الحبيب والاستفاضة من حضرته وإعلان الوفاء له وعشقه يتطلب إعداد بعض المقدّمات من جهة وتلافي النقائص والاعتذار عن عدم مراعاة أدب الحضور.

والتوجّه لهذه الامور يوضّح فلسفة آداب الصلاة ومقدّماتها وآدابها، فحكمة هذه الآداب والمقدّمات والتعقيبات تختصر في امور:

1. لابدّ لهذا الإنسان أن يؤدّب نفسه بعض الآداب- الواردة في الروايات- حين توجّهه للصلاة للمولى الكريم والحبيب العزيز ومناجاته واستثمار هذه الفرصة الغالية ويطرد عنه كلّ ما يسبّب تشتّت حواسّه وأفكاره ويقف للصلاة(3) بعد أن يتعطّر ويتطيّب (4). ويستعدّ لوصال الحبيب والخشيه من تقصيراته إزاء الحقّ تعالى.


1- الكافي: ج 4، ص 574.
2- أمالي الصدوق: ص 113، ح 2؛ بحار الأنوار: ج 43، ص 172، ح 13.
3- ورد في الإمام الحسن عليه السلام أنّه كان يرتعش عند الوضوء ويشحب لونه.( المناقب: ج 4، ص 14؛ بحارالأنوار: ج 43، ص 339، ح 13).
4- قال الصادق عليه السلام:« رَكْعَتانِ يُؤَدِّيها المُصَلِّي بعد التَطَيُّبِ أفْضَلُ مِن سَبْعِينَ رَكْعَة دُون طِيب».( مفتاح الفلاح: ص 302؛ بحارالأنوار: ج 81، ص 230، ح 7).

ص: 682

2. ربّما لا يستثمر العبد المصلّي هذا المحضر العظيم بصورة تامّة بعد فراغه من الصلاة ولا يعيش حضور القلب بصورة كافية ويقترن إتيانه بالفريضة بالنقائص، ولذلك فإنّ الإتيان بالنوافل وبعض التعقيبات تلافي النقائص ويعتذر العبد لمولاه عمّا بدر منه من تقصير(1).

3. أن يأتي بسجدة الشكر ويحمد اللَّه على توفيقه للإتيان بهذه العبادة العظيمة عقب الصلاة(2).

4. عقب الإتيان بالفريضة وكونه ما زال في محضر اللَّه مستفيض من نور الصلاة موقع استجابة الدعاء ولذلك فإنّ العبد في تلك اللحظات النورانية يسأل مولاه الكريم أحسن الطلبات ويلتمسه لمعاده ومعاشه وكرامته وعزّة نفسه وكفافه وقناعته والرزق الحلال والبراءة من الشيطان وسائر اموره المادية والمعنوية وحلّ مشاكل الناس الإجتماعية ويدعو لنفسه وللآخرين (3).

5. قراءة التعقيبات الواردة بعد الصلوات وتأمّل معانيها الرفيعة ومفاهيمها السامية وسيكون لذلك العروج الروحي تأثير عميق وأثر بليغ في روح المصلّي وقلبه.

ويتناول هذا القسم عدّة فصول:

الفصل الأوّل: مقدّمات الصلاة وآدابها

الفصل الثاني: تعقيبات الصلاة

الفصل الثالث: سجدة الشكر

- چ چ-


1- يظهر هذا المطلب من مضمون بعض التعقيبات الواردة في فضلها، كما ورد عن الرضا عليه السلام أنّ النوافل مؤثرة في رفع نقائص الفرائض.( أمالي الطوسي: ص 650، ح 11؛ بحار الأنوار: ج 79، ص 293، ح 24).
2- هذا المطلب مضمون رواية عن الرضا عليه السلام( عيون أخبار الرضا: ج 1، ص 281، ح 27؛ بحارالأنوار: ج 83، ص 198، ح 5).
3- قال صلى الله عليه و آله: من أدى فريضة فله عند اللَّه دعوة مستجابة.( عيون أخبار الرضا عليه السلام: ج 2، ص 28، ح 22؛ بحار الأنوار: ج 82، ص 321، ح 7) كما وردت عدّة روايات بهذا المضمون. روى عن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أنّه قال: إذا فرغ العبد من الصلاة ولم يسأل اللَّه تعالى حاجته يقول اللَّه تعالى لملائكته انظروا إلى عبدي فقد أدى فريضتي ولم يسأل حاجته منّي، كأنّه قد استغنى عنّي، خذوا صلاته فاضربوا على وجه.( بحارالأنوار، ج 82، ص 325، ح 18).

ص: 683

الفصل الأول: مقدمات الصلاة و آدابها

المقدمات و الآداب المشتركة

اشارة

المقصود بالآداب المشتركة المقدّمات التي ورد الحثّ عليها في كلّ صلاة- خاصّة الفرائض اليومية- بإتيانها من المصلّي (طبعاً من لا يسعه كلّ هذه الآداب يأتي بما استطاع).

آداب الوضوء:

إذا أردت الوضوء فابدأ بالاستياك فإنّه كما ورد في الخبر يطهّر الفم ويزيل البلغم ويقوّي الذاكرة ويزيد في الحسنات ويرضي الربّ تعالى، والصلاة مع الاستياك ركعتين أفضل من سبعين ركعة بدونه (1). ويجزي الأصبع إذا لم يتيسر المسواك (2). وهذا دليل واضح على اهتمام الإسلام بالنظافة.

وينبغي أن تجلس عند الوضوء مستقبلًا القبلة وتقول إذا نظرت إلى الماء:

الْحَمْدُللَّهِ الَّذى جَعَلَ الْمآءَ طَهُوراً وَلَمْ يَجْعَلْهُ نَجِساً(3). ثمّ تغسل يدك وتقول:

بِسْمِ اللَّهِ وَبِاللَّهِ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنى مِنَ التَّوَّابينَ وَاجْعَلْنى مِنَ الْمُتَطَهِّرينَ (4). ثمّ تتمضمض ثلاث مرّات بثلاث أكفّ من الماء وتقول: اللهُمَّ لَقِّنى حُجَّتى يَوْمَ الْقاكَ وَاطْلِقْ لِسانى بِذِكْرِكَ (5). ثمّ تستنشق ثلاث مرّات وتقول: اللَّهُمَّ لا تُحَرِّمْ عَلَىَّ ريحَ الْجَنَّةِ، وَاجْعَلْنى مِمَّنْ يَشَمُّ ريحَها وَرَوْحَها وَطيبَها(6).


1- بحار الأنوار: ج 77، ص 342، ح 21.
2- الكافي: ج 3، ص 23، ح 5.
3- المصدر السابق: ص 70، ح 6؛ مصباح المتهجّد: ص 7.
4- تهذيب الأحكام: ج 1، ص 76، ح 41.
5- مصباح المتهجّد: ص 7 و 8.
6- تهذيب الأحكام: ج 1، ص 53، ح 2( ورد الاستحباب ثلاث مرّات في مصباح المتهجّد: ص 8).

ص: 684

ثمّ تنوي الوضوء فتغسل الوجه وتقول: اللَّهُمَّ بَيِّضْ وَجْهى يَوْمَ تَسْوَدُّ فيهِ الْوُجُوهُ، وَلا تُسَوِّدْ وَجْهى يَوْمَ تَبْيَضُّ فيهِ الْوُجُوهُ (1). ثمّ تغسل اليد اليمنى وتقول: اللَّهُمَّ اعْطِنى كِتابى بِيَمينى وَالْخُلْدَ فِى الْجِنانِ بِيَسارى وَحاسِبْنى حِساباً يَسيراً(2). ثمّ تغسل يدك اليسرى وتقول: اللَّهُمَّ لاتُعْطِنى كِتابى بِشِمالى وَلا مِنْ وَرآءِ ظَهْرى وَلا تَجْعَلْها مَغْلُولَةً الى عُنُقى وَاعُوذُ بِكَ مِنْ مُقَطَّعاتِ النّيرانِ (3). ثمّ تسمح مقدم رأسك ببلة يمناك: اللَّهُمَّ غَشِّنى بِرَحْمَتِكَ وَبَرَكاتِكَ وَعَفْوِكَ (4). ثمّ امسح برجليك وقل: اللَّهُمَ ثَبِّتْنى عَلَى الصِّراطِ يَوْمَ تَزِلُّ فيهِ الْأَقْدامُ، وَاجْعَلْ سَعْيى فيما يُرْضيكَ عنّى يا ذَاالْجَلالِ وَالْإِكْرامِ (5). وقل إذا فرغت من الوضوء: اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ تَمامَ الْوُضُوءِ، وَتَمامَ الصَّلاةِ، وَتَمامَ رِضْوانِكَ وَالْجَنَّةَ(6). وتقول: الْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ الْعالَمينَ. واقرأ سورة القدر ثلاث مرّات (7) واستعمل طيباً.

آداب الدخول إلى المسجد:

1. إذا فرغت من الوضوء سر إلى المسجد إن استطعت وعليك السكينة والوقار وقل عند


1- تهذيب الأحكام: ج 1، ص 53، ح 2( ورد الاستحباب ثلاث مرّات في مصباح المتهجّد: ص 8).
2- المصدر السابق.
3- جامع الأخبار: ص 64؛ بحار الأنوار: ج 77، ص 319، ح 12.
4- الكافي: ج 3، ص 71، ح 6.
5- من لايحضره الفقيه: ج 1، ص 43، ح 84.
6- المصدر السابق: ص 51، ح 107؛ بحار الأنوار: ج 77، ص 317( باختلاف يسير).
7- مصباح الكفعمي: ص 11.

ص: 685

خروجك من الدار للذهاب إلى المسجد:

بِسْمِ اللَّهِ الَّذى خَلَقَنى فَهُوَ يَهْدينِ، وَالَّذى هُوَ يُطْعِمُنى وَيَسْقينِ، وَاذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفينِ، وَالَّذى يُميتُنى ثُمَّ يُحْيينِ، وَالَّذى اطْمَعُ انْ يَغْفِرَ لى خَطيئَتى يَوْمَ الدّينِ، رَبِّ هَبْ لى حُكْماً وَالْحِقْنى بِالصَّالِحينَ، وَاجْعَلْ لى لِسانَ صِدْقٍ فِى الْأخِرينَ، وَاجْعَلْنى مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعيمِ، وَاغْفِرْ لِأَبى (1).

2. إذا أردت أن تدخل المسجد فلاحظ كعب حذائك واحذر أن تكون نجاسة عالقة به، ثمّ قدّم رجلك اليمنى وقل:

بِسْمِ اللَّهِ وَبِاللَّهِ، وَ مِنَ اللَّهِ وَالَى اللَّهِ، وَخَيْرُ الْأَسْمآءِ كُلِّها للَّهِ، تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ الَّا بِاللَّهِ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَافْتَحْ لى ابْوابَ رَحْمَتِكَ وَتَوْبَتِكَ، وَاغْلِقْ عَنّى ابْوابَ مَعْصِيَتِكَ، وَاجْعَلْنى مِنْ زُوَّارِكَ وَعُمَّارِ مَساجِدِكَ، وَمِمَّنْ يُناجيكَ فى اللَّيْلِ وَالنَّهارِ، وَمِنَ الَّذينَ هُمْ فى صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ، وَادْحَرْ عَنِّى الشَّيْطانَ الرَّجيمَ، وَجُنُودَ ابْليسَ اجْمَعينَ (2).

آداب إتيان الصلاة ومقدّماتها:

تؤذّن للصلاة وتقيم وتفصل بينهما بسجدة أو جلسة وتقول:

اللَّهُمَّ اجْعَل قَلْبى بآرّاً، وَعَيْشى قآرّاً، وَرِزْقى دآرّاً، وَاجْعَلْ لى عِنْدَ قَبْرِ رَسُولِكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ مُسْتَقَرّاً وَقَراراً.(3)

وتدعو بما شئت وتسأل اللَّه ما تريد فإنّه لا يردّ بين الأذان والإقامة دعاء كما في الرواية(4).

وتقول بعد الإقامة:

اللَّهُمَّ الَيْكَ تَوَجَّهْتُ، وَمَرْضاتَكَ طَلَبْتُ، وَثَوابَكَ ابْتَغَيْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَافْتَحْ قَلْبى لِذِكْرِكَ، وَثَبِّتْنى عَلى دينِكَ، وَلاتُزِغْ قَلْبى بَعْدَاذْ هَدَيْتَنى وَهَبْ لى مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً، انَّكَ انْتَ الْوَهَّابُ (5).

ثمّ استعدّ للصلاة وأقبل عليها بقلبك واعطف انتباهك إلى ذلّة مقامك وإلى عظمة مولاك الذي تناجيه وجلاله، وكن كأنّك تراه واستحي من أن تكلّمه بلسانك وأن تتّجه بقلبك إلى غيره، ثمّ قف بوقار وخشوع واضعاً يديك على فخذيك قبال ركبتيك وافصل بين قدميك قدر ثلاثة أصابع


1- عدّة الداعي: ص 301؛ بحار الأنوار: ج 81، ص 20، ح 6.
2- مفتاح الفلاح: ص 35.
3- المصدر السابق: ص 46.
4- المصدر السابق.
5- المصدر السابق.

ص: 686

منفرجات (طبعاً للرجال) وألق نظرك إلى موضع سجودك ثمّ انو الفريضة قربة إلى اللَّه تعالى وكبّر تكبيرة الإحرام.

ويستحبّ أن تضيف إليها ستّ تكبيرات أخرى ترفع يديك في كلّ تكبيرة إلى حيال شحمة اذنك موجّهاً باطن كفّيك إلى القبلة ولتكن أصابعك متّصلة سوى الإبهام وادع بأدعية التكبيرات وهي أن تقول بعد التكبيرة الثالثة:

اللَّهُمَّ انْتَ الْمَلِكُ الْحَقُّ الْمُبينُ، لا الهَ الَّا انْتَ، سُبْحانَكَ انّى ظَلَمْتُ نَفْسى فَاغْفِرْ لى ذَنْبى انَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ الَّا انْتَ (1). وتقول بعد الخامسة: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، وَالْخَيْرُ فى يَدَيْكَ، وَالشَّرُّ لَيْسَ الَيْكَ، وَالْمَهْدِىُّ مَنْ هَدَيْتَ، عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدَيْكَ، ذَليلٌ بَيْنَ يَدَيْكَ، مِنْكَ وَبِكَ وَلَكَ وَالَيْكَ، لا مَلْجَأَ وَلا مَنْجا وَلا مَفَرَّ مِنْكَ الَّا الَيْكَ، تَبارَكْتَ وَتَعالَيْتَ، سُبْحانَكَ وَحَنانَيْكَ، سُبْحانَكَ رَبَّ الْبَيْتِ الْحَرامِ (2) وتقول بعد السابعة: وَجَّهْتُ وَجْهِىَ لِلَّذى فَطَرَ السَّمواتِ وَالْأَرْضَ، عالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ، حَنيفاً مُسْلِماً وَما ا نَا مِنَ الْمُشْرِكينَ، انَّ صَلاتى وَنُسُكى وَمَحْياىَ وَمَماتى للَّهِ رَبِّ الْعالَمينَ، لا شَريكَ لَهُ وَبِذلِكَ امِرْتُ وَا نَا مِنَ الْمُسْلِمينَ (3).

الدعاء قبل الصلاة وعند الصلاة:

يستحبّ هذا الدعاء قبل الصلاة:

1. قال الصادق عليه السلام قال أميرالمؤمنين عليه السلام: «

مَن قالَ هَذا القَوْلَ كانَ مَعَ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمّدٍ إذا قَامَ قَبْلَ أن يَسْتَفْتِحَ الصَّلاةَ:

اللَّهُمَّ انّى اتَوَجَّهُ الَيْكَ بِمُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاقَدِّمُهُمْ بَيْنَ يَدَىْ صَلاتى وَاتَقَرَّبُ بِهِمْ الَيْكَ، فَاجْعَلْنى بِهِمْ وَجيهاً فِى الدُّنْيا وَالْأخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبينَ، مَنَنْتَ عَلَىَّ بِمَعْرِفَتِهِمْ، فَاخْتِمْ لى بِطاعَتِهِمْ وَمَعْرِفَتِهِمْ وَوِلايَتِهِمْ، فَانَّهَاالسَّعادَةُ وَاخْتِمْ لى


1- مفتاح الفلاح: ص 49.
2- من لايحضره الفقيه: ج 1، ص 304، ح 916؛ مصباح الكفعمي: ص 15( باختلاف يسير).
3- مفتاح الفلاح: ص 50.

ص: 687

بِها، فَانَّكَ عَلى كُلِّ شَىْ ءٍ قَديرٌ. ثم تصلّي وبعد الصلاة تقول: اللَّهُمَّ اجْعَلْنى مَعَ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ فى كُلِّ عافِيَةٍ وَبَلاءٍ، وَاجْعَلْنى مَعَ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ فى كُلِّ مَثْوىً وَمُنْقَلَبٍ، اللَّهُمَّ اجْعَلْ مَحْياىَ مَحْياهُمْ، وَمَماتى مَماتَهُمْ، وَاجْعَلْنى مَعَهُمْ فِى الْمَواطِنِ كُلِّها، وَلاتُفَرِّق بَيْنى وَبَيْنَهُمْ، انَّكَ عَلى كُلِّ شَىْ ءٍ قَديرٌ»(1).

- چ چ-

2. قال صفوان الجمّال رأيت الصادق عليه السلام مستقبلًا القبلة ويقول قبل تكبيرة الإحرام:

اللَّهُمَّ لا تُؤْيِسْنى مِنْ رَوْحِكَ، وَلاتُقَنِّطْنى مِنْ رَحْمَتِكَ، وَلا تُؤْمِنّى مَكْرَكَ، فَانَّهُ لا يَاْمَنُ مَكْرَاللَّهِ الَّا الْقَوْمُ الْخاسِرُونَ (2).

- چ چ-

3. خافِتْ بالاستعاذة «

اعُوذُ بِاللَّهِ السَّمِيعِ الْعَليمِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجيم

» قبل القراءة ثمّ اقرأ سورة الحمد متأدّباً بجميع الآداب مقبلًا بقلبك متدبّراً في معانيه إذا فرغت منها مقدار النفس. ثمّ اقرأ سورة من القرآن الكريم، والأفضل أن تكون سورة النبأ (عمّ يتساءلون ...) أو (هل آتى) أو (القيامة)، ثمّ تسكت أيضاً قدر النفس، ثمّ ترفع يديك بالتكبير وتركع وتضع يدك اليمنى على ركبتك اليمنى واليسرى على اليسرى وتفرج أصابع يديك وتحني ظهرك وتمدّ عنقك في مستوى ظهرك وتلقي بنظرك إلى ما بين قدميك وتقول مرّة:

سُبْحانَ رَبِّىَ الْعَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ

(أو ثلاث سبحان اللَّه) والأفضل أن تكرر هذا الذكر سبعاً أو خمساً أو ثلاثاً(3). وأن تقول قبل الذكر:

اللَّهُمَّ لَكَ رَكَعْتُ، وَلَكَ اسْلَمْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وَانْتَ رَبّى خَشَعَ لَكَ سَمْعى وَبَصَرى وَشَعْرى وَبَشَرى وَلَحْمى وَدَمى وَمُخّى وَعِظامى وَعَصَبى وَما اقَلَّتْهُ قَدَماىَ غَيْرَ مُسْتَنْكِفٍ، وَلا مُسْتَكْبِرٍ وَلا مُسْتَحْسِرٍ.

ثمّ ارفع رأسك من الركوع وقف وقل:

سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ (4).

ثمّ كبّر واهوِ إلى السجود وأنت خاضع خاشع غاية الخضوع والخشوع وابسط كفَّيك وضعهما


1- الكافي: ج 2، ص 544، ح 1.
2- المصدر السابق: ح 3.
3- الكافي: ج 3، ص 319، ح 1؛ مفتاح الفلاح: ص 53.
4- الكافي: ج 3، ص 320، ح 1؛ مفتاح الفلاح: ص 53.

ص: 688

على الأرض قبل وضع ركبتيك واسجد على الأرض- ممّا لا يؤكل أو يلبس- والأفضل على تربة الحسين عليه السلام واذكر ذكر السجود، والأفضل أن تكرّر سبعاً أو خمساً أو ثلاثاً:

سُبْحانَ رَبِّىَ الْاعْلى وَبِحَمْدِهِ

(واحدة تكفي)(1). والأفضل أن تقول قبل الذكر:

اللَّهُمَّ لَكَ سَجَدْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَلَكَ اسْلَمْتُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وَانْتَ رَبّى سَجَدَ وَجْهى لِلَّذى خَلَقَهُ، وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ، الْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ الْعالَمينَ، تَبارَكَ اللَّهُ احْسَنُ الْخالِقينَ (2).

ثمّ ائتِ بالذكر وارفع رأسك من السجود واجلس وقل بعد التكبير: اسْتَغْفِرُ اللَّهَ رَبّى وَاتُوبُ الَيْهِ (3). وكذلك تقول: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لى وَارْحَمْنى وَاجْبُرْنى وَادْفَعْ عَنّى وَعافِنى انّى لِما انْزَلْتَ الَىَّ مِنْ خَيْرٍ فَقيرٌ، تَبارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمينَ (4). ثمّ كبّر واهو إلى السجدة الثانية وأعمل مثل ما عملت في الاولى ثمّ ارفع رأسك واجلس جلسة الاستراحة ثمّ قم وقل وأنت تقوم: بِحَوْلِ اللَّهِ وَقُوَّتِهِ اقُومُ وَاقْعُدُ(5).

فإذا استقررت قائماً فاقرأ الحمد وسورة غيرها والأفضل اختيار سورة التوحيد ويستحبّ أن ثمّ تقول بعد التوحيد:

كَذلِكَ اللَّهُ رَبّى (6)

. ثمّ تكبّر وترفع يديك للقنوت إلى حيال وجهك وتوجه باطن راحتيك نحو السماء وتضم أصابعك ولا تفرجها سوى الإبهام وينبغي أن تختار للقنوت كلمات الفرج: لا الهَ الَّا اللَّهُ الْحَليمُ الْكَريم، لا الهَ الَّا اللَّهُ الْعَلِىُّ الْعَظِيمُ، سُبْحانَ اللَّهِ رَبِّ السَّمواتِ السَّبْعِ، وَرَبِّ الْأَرَضِينَ السَّبْعِ، وَما فِيهِنَّ وَما بَيْنَهُنَّ وَرَبِّ الْعَرْشِ الْعَظيمِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (7). وبعد ذلك تقول: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا، وَعافِنا، وَاعْفُ عَنَّا فِى الدُّنْيا وَالْأخِرَةِ، انَّكَ عَلى كُلِّ شَىْ ءٍ قَديرٌ(8). ثمّ ادع واسأل اللَّه


1- مفتاح الفلاح: ص 54 و 55.
2- الكافي: ج 3، ص 321، ح 1؛ مفتاح الفلاح: ص 54.
3- مفتاح الفلاح: ص 55.
4- تهذيب الأحكام: ج 2، ص 79، ح 63.
5- المصدر السابق: ص 325، ح 188.
6- بحار الأنوار: ج 82، ص 29، ح 18.
7- مفتاح الفلاح: ص 56.
8- الكافي: ج 3، ص 340، ح 12.

ص: 689

ما شئت.

وينبغي إطالة القنوت، وأدعية القنوت كثيرة. ثمّ تكبّر وتركع وتسجد- كما مضى- وتجلس للتشهّد والتسليم ويستحبّ أن تجلس متورّكاً (أي تضع رجلك اليسرى باطن رجلك اليمنى) وأن تقول قبل التشهّد: بِسْمِ اللَّه وَبِاللَّهِ وَالْأَسْمآءُ الْحُسْنى كُلُّها للَّهِ (1).

فتتشهّد، وإن كانت صلاه الصبح فسلّم واختم الصلاة وإن كانت ثلاث ركعات أو أربع ركعات تنهض وتأتي بالتسبيحات الأربعة ثمّ تركع وتسجد وتتشهّد وتسلّم وتختم الصلاة.

فإذا فرغت من الصلاة فابدأ بالتعقيب فالأمر به في الأحاديث كثير ومؤكّد.

وتعقيبات الصلاة، أي الأذكار والأدعية التي تقرأ بعد الصلاة هي في الواقع لتعويض النقائص، كما أنّها تجعل آثار الصلاة أرسخ في الروح.

وسنتناول بالتفصيل التعقيبات في الفصل الثاني.

المقدمات و الآداب الخاصة لكل صلاة

أ) آداب صلاة الظهر

إذا سمعت أذان الظهر تتوضّأ وتذهب إن استطعت إلى المسجد وتصلّي ركعتي التحيّة فإن دخل الوقت تقوم بهذه الأعمال:

1. إذا تحقّق الزوال فادعُ بهذا الدعاء:

سُبْحانَ اللَّهِ وَلاالهَ الَّا اللَّهُ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذى لَمْ يَتَّخِذْ صاحِبَةً وَلا وَلَداً، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَريكٌ فِى الْمُلْكِ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِىٌّ مِنَ الذُّلِّ، وَكَبِّرْهُ تَكْبيراً.

ففي الرواية وصّى الإمام الباقر عليه السلام محمّد بن مسلم وقال له: «

حَافِظْ على هذا الدُّعاءِ كَما تُحافِظْ على عَيْنَيْكَ»(2).

2. تأتي بالآداب الواردة في جميع الصلوات (التي مضت في الآداب المشتركة).

3. تأتي بنوافل الظهر ثمان ركعات (كلّ ركعتين بسلام).


1- مصباح المتهجّد: ص 39.
2- من لايحضره الفقيه: ج 1، ص 225، ح 675.

ص: 690

4. الأفضل أن تقرأ في الركعة الاولى من الأوليين سورة

الحمد

و

التوحيد

وفي الركعة الثانية

الحمد

و

الكافرون

، ثمّ تكبّر ثلاثاً وتسبح تسبيح الزهراء عليها السلام وتقول:

اللَّهُمَّ انّى ضَعيفٌ فَقَوِّ فى رِضاكَ ضَعْفى وَخُذْ الَى الْخَيْرِ بِناصِيَتى وَاجْعَلِ الْإيمانَ مُنْتَهى رِضاىَ، وَبارِكْ لى فيما قَسَمْتَ لى وَبَلِّغْنى بِرَحْمَتِكَ كُلَّ الَّذى ارْجُو مِنْكَ، وَاجْعَلْ لى وُدّاً وَسُرُوراً لِلْمُؤْمِنينَ، وَعَهْداً عِنْدَكَ (1)

ثمّ تنهض فتصلّي ركعتين أخريين بنفس الأعمال- سوى التكبيرات- ثمّ تنهض وتصلّي ركعتين وتسبّح تسبيح الزهراء عليها السلام وتدعو بذلك الدعاء بعد هذه الركعات الأربع وتجعل الركعتين الباقيتين بين الأذان والإقامة، ثمّ تصلّي آخر ركعتي النافلة وتقيم للصلاة(2).

5. تقول بعد الإقامة:

اللَّهُمَّ رَبَّ هذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ، وَالصَّلاةِ الْقآئِمَةِ، بَلِّغْ مُحَمَّداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ الدَّرَجَةَ وَالْوَسيلَةَ، وَالْفَضْلَ وَالْفَضيلَةَ، بِاللَّهِ اسْتَفْتِحُ وَبِاللَّهِ اسْتَنْجِحُ، وَبِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ اتَوَجَّهُ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاجْعَلْنى بِهِمْ عِنْدَكَ وَجيهاً فِى الدُّنْيا وَالْأخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبينَ (3).

6. فتصلّي الظهر ومراعاة ما ذكر في الآداب المشتركة وتخفت بالقراءة- سوى التسمية- والأفضل أن تقرأ في الاولى بعد

الحمد

سورة

القدر

وفي الثانية سورة

التوحيد(4)

ويستحبّ أن تقول بعد التشهد تلو الركعة الثانية:

وَتَقَبَّلْ شَفاعَتَهُ فى امَّتِهِ وَارْفَعْ دَرَجَتَهُ (5). ثمّ تنهض وتسبح بالتسبيحات الأربعة ثلاث مرّات وتقول: سُبْحانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلا الهَ الَّا اللَّهُ وَاللَّهُ اكْبَرُ. ويحسن أن تضيف إليها الاستغفار، ثمّ تركع وتسجد وتنهض وتؤدي الرابعة كما مضى، ثمّ تتشهّد وتسلّم وتختم الصلاة فتكبّر ثلاثاً وتبدأ بالتعقيبات.


1- مفتاح الفلاح: ص 187.
2- المصدر السابق: ص 188.
3- مصباح المتهجّد: ص 30؛ مفتاح الفلاح: ص 188.
4- الفقيه: ج 1، ص 315.
5- البلد الأمين: ص 8.

ص: 691

ب) آداب صلاة العصر

1. ابدأ في نوافل العصر ثمان ركعات ثمّ تصلّي الفريضة بالآداب المذكورة.

2. ينبغي أن تقرأ بعد

الحمد

في الركعة الاولى سورة

النصر

أو

التكاثر

وفي الثانية سورة

التوحيد(1)

. وتخفت أيضاً- عدا البسملة- في الحمد والسورة وتقرأ التسبيحات الأربعة في الركعة الثالثة والرابعة وتعقب بعد التشهد والتسليم بالتعقيبات العامة والخاصة لصلاة العصر.

ج) آداب صلاة المغرب

تبادر إلى صلاة المغرب ولا ينبغي تأخيرها وقد بالغت الروايات المأثورة على هذا الأمر في المنع عن تأخيرها عن أوّل وقتها(2).

وأوّل وقتها بناءً على الاحتياط ظهور الحمرة المشرقية بعد غروب الشمس. والامور الجديرة بالذكر للمصلّي في آداب صلاة المغرب:

1. الآداب المشتركة المذكورة وتؤذّن وتقيم وتدعو بتلك الأدعية (التي مضت في قسم الآداب المشتركة).

2. تقول بين الأذان والإقامة:

اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ بِاقْبالِ لَيْلِكَ، وَادْبارِ نَهارِكَ، وَحُضُورِ صَلَواتِكَ، وَاصْواتِ دُعاتِكَ، وَتسْبيحِ مَلائِكَتِكَ، انْ تُصَلِّىَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَانْ تَتُوبَ عَلَىَّ انَّكَ انْتَ التَّوَّابُ الرَّحيمُ (3).

3. ثمّ تصلّي المغرب بجميع آدابها وشرائطها وتكبّر بعد الفراغ من الصلاة بالثلاث تكبيرات وتقرأ تعقيبات الصلاة.

4. تأتي بنافلة المغرب أربع ركعات لا تترك في السفر والحضر(4) (وسيرد مزيد من الشرح في تعقيبات صلاة المغرب).

- چ چ-


1- مفتاح الفلاح: ص 198.
2- المصدر السابق: ص 234.
3- المصدر السابق: ص 236.
4- تهذيب الأحكام: ج 2، ص 14، ح 1.

ص: 692

د) آداب صلاة العشاء

1. تؤذّن للعشاء وتقيم بعد اختفاء الشفق وغياب الحمرة(1) متأدّباً بما مرّ من آدابهما، ثمّ تأخذ في فريضة العشاء بآدابها وينبغي أن تطيل قنوتها والتعقيب بعدها(2)، فوقتها يتّسع لذلك.

2. إذا فرغت من الصلاة فعقّب وصلِّ بعدها الوتيرة (نافلة العشاء).

والوتيرة ركعتان تؤتى من جلوس ويستحبّ أن يتلى فيها مائة آية ويحسن أن يقرأ بعد

الحمد

في الركعة الاولى

الواقعة

أو

الملك

وفي الثانية بعد

الحمد

سورة

التوحيد(3)

. وتدعو بعد الصلاة لنفسك (وسائر المؤمنين).

ه) مقدّمات وآداب صلاة الصبح

بالنظر إلى إقامة فريضة الصبح في بدايه السعي اليوميّ فلابدّ من العناية الخاصّة بها والتوجّه إليها لينشط كلّ مسلم بزاد مناسب ورصيد معنويّ وادع.

وقد وردت روايات في فضيلة صلاة الصبح ذيل الآية 87 من سورة الإسراء: إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً تصرّح بأنّ صلاة الصبح مشهودة لملائكة الليل والنّهار حيث يتبادل ملائكة الليل مع النهار في مراقبة أعمال العباد وحيث إنّ الفريضة منذ طلوع الفجر فكلا الطائفتين من الملائكة تشهدها وتشهد عليها(4).

يحسن بالمصلّي أن يلتفت لهذه الامور في صلاة الصبح بالإضافة إلى الإتيان بمقدّماتها وآدابها المشتركة:

1. أن يصلّي النافلة قبل الفريضة وهي ركعتان يقرأ في الركعة الاولى

الكافرون

بعد

الحمد والتوحيد

بعد

الحمد

في الثانية(5).

2. أن يسبّح بتسبيح الزهراء عليها السلام بعد الفراغ من الصلاة(6).

3. أن يصلّي على النبىّ وآله عليهم السلام مائة مرّة فمن صلّى عليهم مائة مرّة بين نافلة الفجر


1- من لايحضره الفقيه: ج 1، ص 219، ح 657.
2- مفتاح الفلاح: ص 258.
3- مصباح المتهجّد: ص 114.
4- وردت رواية عن الإمام الصادق عليه السلام بهذا المضمون في الكافي: ج 3، ص 282، ح 2.
5- مصباح المتهجّد: ص 179.
6- المصدر السابق: ص 180.

ص: 693

والفريضة حفظ اللَّه وجهه من النار (آمنه اللَّه من النار)(1).

4. أن يؤذّن ويقيم للفريضة ويدعو بينهما.

5. يسجد عقب الأذان ويقول:

لا الهَ الَّا انْتَ رَبِّى سَجَدْتُ لَكَ خاضِعاً خاشِعاً. ثمّ يرفع رأسه ويقول: اللَّهُمَّ انّى اسْأَلُكَ بِاقْبالِ نَهارِكَ، وَادْبارِ لَيْلِكَ، وَحُضُورِ صَلَواتِكَ، وَاصْواتِ دُعاتِكَ، انْ تُصَلِّىَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَانْ تَتُوبَ عَلَىَّ، انَّكَ انْتَ التَّوَّابُ الرَّحيمُ، سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ، رَبُّ الْمَلائِكَةِ وَالرُّوحِ، سَبَقَتْ رَحْمَتُكَ غَضَبَكَ (2).

ثمّ يقيم ويؤدّي الفريضة بتوجّه تامّ.

6. يستحبّ أن يقنت في صلاة الصبح:

لا الهَ الَّا اللَّهُ الْحَليمُ الْكَريمُ، لا الهَ الَّا اللَّهُ الْعَلِىُّ الْعَظيمُ، سُبْحانَ اللَّهِ رَبِّ السَّمواتِ السَّبْعِ، وَرَبِّ الْارَضينَ السَّبْعِ، وَما فِيهِنَّ وَما بَيْنَهُنَّ وَرَبِّ الْعَرْشِ الْعَظيمِ، وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلينَ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمينَ، يا اللَّهُ الَّذى لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْ ءٌ، وَهُوَ السَّميعُ الْعَليمُ، اسْئَلُكَ انْ تُصَلِّىَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَانْ تُعَجِّلَ فَرَجَهُمْ، اللَّهُمَّ مَنْ كانَ اصْبَحَ وَثِقَتُهُ وَرَجاؤُهُ غَيْرُكَ، فَانْتَ ثِقَتى وَرَجائى فِى الْامُورِ كُلِّها، يا اجْوَدَ مَنْ سُئِلَ، وَيا ارْحَمَ مَنِ اسْتُرْحِمَ، ارْحَمْ ضَعْفى وَقِلَّةَ حيلَتى وَامْنُنْ عَلَىَّ بِالْجَنَّةِ طَوْلًا مِنْكَ، وَفُكَّ رَقَبَتِى مِنَ النَّارِ، وَعافِنى فى نَفْسى وَفى جَميعِ امُورى بِرَحْمَتِكَ يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ (3).

7. أن يأتي بالأدعية والتعقيبات بعد الفراغ من الصلاة.

- چ چ-


1- من لايحضره الفقيه: ج 1، ص 495، ح 1423.
2- مصباح المتهجّد: ص 199.
3- بحار الأنوار: ج 82، ص 260، ح 4؛ مصباح المتهجّد: ص 200( باختلاف يسير).

ص: 694

صلاة الجماعة من أهم المستحبّات وأعظم الشعائر الإسلاميّة وقد بالغت الروايات في التأكيد عليها لا سيّما بالنسبة لجار المسجد ومن يسمع أذان المسجد، وينبغي للإنسان أن يصلّي ما استطاع في الجماعة حتّى ذهب بعض الفقهاء إلى حرمة عدم حضور الجماعة استخفافاً ويستحبّ التريث للمصلّي حتّى يقيم الجماعة وهي أفضل من الصلاة فرادى أوّل الوقت كما أنّ صلاة جماعة قصيرة أفضل من صلاة مفردة طويلة.

صلاة الجمعة

روايات في فضل صلاة الجماعة:

وردت عدّة روايات في فضل صلاة الجماعة وذمّ من يتخلّف عنها، ومنها:

1. جاء في رواية «

... إذا كانَا إثْنَيْنِ كَتَبَ اللَّهُ لِكُلِّ واحِدٍ بِكُلِّ رَكْعَةٍ 150 صَلاة، وإذا كانُوا ثَلاثَةً كُتِبَ لِكُلِّ واحِدٍ بِكُلِّ رَكْعَةٍ سِتّمائة صَلاة، فإن زَادُوا على العَشَرَةِ فَلَوْ صَارَتِ السَّمواتِ كُلُّها مِداداً والأشْجارُ أقلاماً، والثَّقَلانِ مع المَلائِكَةِ كُتّاباً لَمْ يَقْدِروا أن يَكْتُبوا ثَوابَ رَكْعَةٍ واحِدَةٍ»(1).

2. روي عن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله قال: «

فَمَنْ صَلّى المَغْرِبَ والعِشاءَ الآخِرَةَ وصَلاةَ الغَداةِ في الْمَسْجِد جَماعةً، فكأنَّما أحْيا اللّيلَ كُلَّهُ»(2).

ونقرأ في رواية أخرى قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: «

ألَا وَمَنْ مَشى إلى مَسْجِدٍ يَطْلُبُ فِيهِ الجَماعَةَ، كانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ سَبْعونَ ألْفَ حَسَنَةٍ، ويُرْفَعُ لَهُ مِنَ الدَّرَجاتِ مِثْلُ ذلِكَ، وإنْ مَاتَ وَهُوَ على ذلِكَ، وَكَّلَ اللَّهُ بِهِ سَبْعِينَ ألْفَ مَلَكٍ يَعُودُونَهُ فِي قَبْرِه ويُؤْنِسُونَهُ في وَحْدَتِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لَهُ حَتّى يُبْعَثَ»(3)

4. قال الإمام أميرالمؤمنين عليه السلام: «

مَنْ تَرَكَ الجَماعَةَ رَغْبَةً عَنْها وعَن جَماعَةِ المُسْلِمين مِنْ غَيْرِ عِلَّةٍ، فَلا صَلاةَ لَهُ»(4).-

چ چ-


1- بحار الأنوار: ج 85، ص 14، ح 26.
2- أمالي الصدوق: ص 329، ح 5.
3- المصدر السابق، ص 432.
4- دعائم الإسلام، ج 1، ص 148.

ص: 695

الفصل الثاني: تعقيبات الصلاة

اشارة

يظهر من الروايات أنّ التعقيبات (بالإضافة إلى كمال الصلاة وقبولها) توجب سعة الرزق (1)، والمؤمن كأنه في الصلاة ما دام ذاكراً للَّه بعد الصلاة وله ثوابها(2) والدعاء عقب الفريضة أكثر استحباباً من النافلة(3).

قال المرحوم العلّامة المجلسي: إنّ التعقيب هو القرآن والدعاء والذكر المتصل بالصلاة والأفضل أن يكون المعقّب على وضوء مستقبل القبلة. والأحسن أن يجلس على هيئة المستشهد وأن لا يتكلم في أثناء التعقيب لا سيّما في تعقيب صلاة العشاء. وذهب البعض إلى لزوم مراعاة جميع شرائط الصلاة في التعقيب ولكن الظاهر أنّ المرء يثاب ثواب التعقيب في الجملة إذا اشتغل بعد الصلاة بالقرآن والذكر والدعاء ولو ما يشاء(4).

وقد وردت عدّة أدعية مأثورة عن الأئمّة عليهم السلام في تعقيبات الصلاة لُامور الدنيا والآخرة وحيث إنّ الصلاة أفضل العبادات الجوارحية والبدنية والتعقيبات الواردة لها دور في إكمال الصلاة ورفع نواقصها وسبب رفع الدرجات وغفران الذنوب ومفيدة لقضاء الحاجات، فسنذكر هنا بعض التعقيبات، وهي نوعان:

1. تعقيبات مشتركة.

2. تعقيبات خاصة.

- چ چ-


1- الخصال: ج 2، ص 504، ح 2؛ بحار الأنوار: ج 82، ص 321، ح 6.
2- مفاتيح الجنان: فصل تعقيبات الصلاة.
3- بحار الأنوار: ج 82، ص 324، ح 17.
4- المصدر السابق: ص 314- 317( بتلخيص).

ص: 696

التعقيبات المشتركة

المراد بالتعقيبات المشتركة الأدعية والأذكار التي تقرأ بعد كلّ صلاة:

1. يستحبّ للمصلّي أن يكبّر ثلاثاً بعد الصلاة رافعاً عند كلّ تكبيرة يديه إلى حيال أذنيه.

عن الإمام الباقر عليه السلام: «

إذا فَرَغْتَ مِنَ الصَّلاةِ فَارْفَعْ يَدَيْكَ ثَلاثاً بالتكبير»(1).

وروى ابن بابويه بسند معتبر عن الإمام الصادق عليه السلام أنّ المفضّل بن عمر سأله عن علّة رفع المصلّي يديه بالتكبير عقب الصلاة فأجابه عليه السلام: «

لأنّ النَّبيَّ صلى الله عليه و آله لَمّا فَتَحَ مَكَّةَ صَلّى بأصْحابِه الظُّهْرَ عِندَ الحَجَرِ الأسْوَدِ فَلَمّا سَلَّمَ رَفَعَ يَدَيْهِ وكَبّرَ ثَلاثاً

»: لا الهَ الَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ وَحْدَهُ [وَحْدَهُ ، انْجَزَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَاعَزَّ جُنْدَهُ، وَغَلَبَ الْاحْزابَ وَحْدَهُ، فَلَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، يُحْيى وَيُميتُ، وَيُميتُ وَيُحْيى وَهُوَ عَلى كُلِّ شَىْ ءٍ قَديرٌ.

ثمّ قال عليه السلام: «

وهذا القَولُ كانَ قَدْ أدّى ما يَجِبُ عَليه مِن شُكْرِ اللَّهِ على تَقْوِيَةِ الإسْلامِ وجُنْدِه»(2).

وقد نقل الشيخ الطوسي في كتابه مصباح المتهجّد هذه العبارة بصورة أكمل:

لا الهَ الَّا اللَّهُ الهاً واحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ، لا الهَ الَّا اللَّهُ وَلا نَعْبُدُ الَّا ايَّاهُ، مُخْلِصينَ لَهُ الدّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ، لا الهَ الَّا اللَّهُ رَبُّنا وَرَبُّ آبائِنَا الْاوَّلينَ، لا إلهَ إلَّااللَّهُ وَحْدَهُ وَحْدَهُ وَحْدَهُ، انْجَزَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَاعَزَّ جُنْدَهُ، وَهَزَمَ (3) الْأَحْزابَ وَحْدَهُ، فَلَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، يُحْيى وَيُميتُ، وَيُميتُ وَيُحْيى وَهُوَ حَىٌّ لا يَمُوتُ، بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَىْ ءٍ قَديرٌ(4). 2. روي بسند صحيح عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه كان يرفع يديه إلى رأسه (ويدعو) بعد أن يفرغ من الصلاة(5).


1- بحار الأنوار: ج 83، ص 22، ح 22.
2- علل الشرائع: ج 2، ص 360، ح 1.
3- ورد في مصباح المتهجّد« غَلَبَ» ولكن ورد في النسخ المتداولة وفي بحارالأنوار، ج 83، ص 43، ح 254( هَزَمَ).
4- مصباح المتهجّد: ص 50؛ بحار الأنوار: ج 83، ص 43، ح 54( باختلاف يسير).
5- من لايحضره الفقيه: ج 1، ص 325، ح 952.

ص: 697

3. تسبيح الزهراء عليها السلام الذي وردت في فضله عدّة روايات.

قال الصادق عليه السلام: «

إنّا نأمُرُ صِبْيانَنا بتَسْبِيحِ فاطِمَةَ عليها السلام كَما نَأْمُرُهُم بالصَّلاةِ فَالزَمْهُ، فإنَّهُ لم يَلْزَمْهُ عَبْدٌ فَشَقِيَ»(1).

وفي رواية معتبرة أنّ المراد بالذكر الكثير في الآية: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً(2) هذا التسبيح فمن أتى به فقد ذكر اللَّه كثيراً وعمل بهذه الآية(3).

وروي بسند معتبر عن الإمام الباقر عليه السلام: «

مَنْ سَبَّحَ تَسْبِيحُ الزَّهراءِ عليها السلام ثُمَّ اسْتَغْفَرَ غُفِرَ لَهُ، وهِيَ مَائةٌ باللِّسانِ، وألْفٌ فِي المِيزانِ، وتَطْرُدُ الشَّيْطانَ، وتُرْضِي الرَّحْمنَ»(4).

وعن الإمام الصادق عليه السلام: «

تَسبيحُ الزَّهْراءِ عليها السلام في دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ أحَبُّ إليَّ مِن صَلاةِ ألْفِ رَكْعَةٍ فِي كُلَّ يَوْمٍ»(5).

كيفية تسبيح الزهراء عليها السلام

اشارة

تختلف الروايات قليلًا في كيفية هذا التسبيح، إلّاأنّ المشهور:

34

اللَّه اكبر

33

الحمد للَّه

33

سبحان اللَّه

والسنّة أن يقال بعد التسبيح: لا إله إلّااللَّه (6). والأفضل أن يقول هذه الأذكار بسبحة من التربة الحسينية، فالسبحة تسبّح بيد الرجل من دون أن يسبّح كما في رواية الإمام الصادق عليه السلام (7).

وجاء في الرواية أنّ فاطمة عليها السلام كانت سبحتها من خيط صوف مفتل معقود عليه تسبّح بها إلى


1- أمالي الصدوق: ص 579، ح 16؛ بحار الأنوار: ج 82، ص 328، ح 3.
2- سورة الاحزاب: الآية 41.
3- معانى الاخبار، ص 193، ح 5؛ بحارالأنوار، ج 82، ص 335، ح 22.
4- ثواب الأعمال: ص 163؛ بحار الأنوار: ج 82، ص 332، ح 10.
5- ثواب الأعمال: ص 163؛ بحار الأنوار: ج 82، ص 331، ح 9.
6- دعائم الإسلام: ج 1، ص 168.
7- مكارم الأخلاق: ص 281؛ بحار الأنوار: ج 82، ص 333، ح 16.

ص: 698

أن قتل حمزة فاستعملت تربته وعملت السُّبَحَ فاستعملها الناس، فلمّا قتل الحسين عليه السلام عدل بالأمر إليه فاستعملوا تربته (1).

وقال الصادق عليه السلام: «

مَن أرادَ الحَجَرَ مِن تُرْبَةِ الحُسَيْنِ عليه السلام فَاسْتَغْفَرَ بِهِ مَرَّةً واحِدةً كَتَبَ اللَّهُ لَهُ سَبْعين مَرَّة»(2).

4. وروى المرحوم الكليني بسند معتبر عن الإمام الباقر عليه السلام أنّه قال: «

مَن قالَ فِي دُبُرِ الصَّلاةِ الفَرِيضَةِ قَبْلَ أنْ يَثْني رِجْلَيْهِ هذاالدُّعاءَ ثَلاثَ مَرّاتٍ غَفَرَ اللَّهُ عزّوجلّ ذُنوبَهُ ولَوكانَت مِثْلَ زَبَدِ البَحْرِ:

اسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذى لا الهَ الَّا هُوَ الْحَىُّ الْقَيُّومُ، ذُو الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ، وَاتُوبُ الَيْهِ»(3).

وفي رواية اخرى: «

أنّ مَنْ قالَ هذهِ الكَلِماتِ كُلَّ يَوْمٍ وَاسْتَغْفَرَ بِها غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ذُنوباً كَثِيرَةً»(4).

5. روى الشيخ الكليني عن الإمام الصادق عليه السلام قال:

لا تَدَعْ هذَا الدُّعاءِ عَقِبَ كُلِّ فَرِيضَةٍ:

اعيذُ نَفْسى وَما رَزَقَنى رَبّى بِاللَّهِ الْواحِدِ الصَّمَدِ الَّذى لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً احَدٌ، وَاعيذُ نَفْسى وَما رَزَقَنى رَبّى بِرَبِّ الْفَلَقِ، مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ، وَمِنْ شِرِّ غاسِقٍ اذا وَقَبَ، وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثاتِ فِى الْعُقَدِ، وَمِنْ شَرِّ حاسِدٍ اذا حَسَدَ، وَاعيذُ نَفْسى وَما رَزَقَنى رَبّى بِرَبِّ النَّاسِ، مَلِكِ النَّاسِ، الهِ النَّاسِ، مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ الْخَنَّاسِ، الَّذى يُوَسْوِسُ فى صُدُورِ النَّاسِ، مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (5).

- چ چ-

6. روى المرحوم الكليني بسند معتبر عن عليّ بن مهزيار أنّ الإمام الهادي عليه السلام كتب لمن سأله أن يعلّمه دعاءً يدعو به بعد كلّ صلاة ليكفيه اللَّه أُمور دينه ودنياه:

اعُوذُ بِوَجْهِكَ الْكَريمِ، وَعِزَّتِكَ الَّتى لا تُرامُ، وَقُدْرَتِكَ الَّتى لا يَمْتَنِعُ مِنْها شَىْ ءٌ، مِنْ شَرِّ الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ، وَمِنْ شَرِّ الْأَوْجاعِ كُلِّها(6).

وفي بعض الروايات أضيف في آخر الدعاء:


1- بحارالأنوار: ج 82، ص 333، ح 15( بتلخيص).
2- المصدر السابق: ص 334، ح 18.
3- الكافي: ج 2، ص 521، ح 1.
4- بحار الأنوار: ج 83، ص 5، ح 5.
5- الكافي، ج 3، ص 346، ح 27.
6- المصدر السابق: ح 28.

ص: 699

وَمِنْ شَرِّ كُلِّ دابَّةٍ أَنْتَ آخِذٌ بِناصِيَتِها، إنَّ رَبِّى عَلى صِراطٍ مُسْتَقيمٍ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ الَّا بِاللَّهِ الْعَلِىِّ الْعَظيمِ (1).

- چ چ-

7. وروى الشيخ الكليني والصدوق عليهما الرحمة عن الإمامين الباقر والصادق عليهما السلام أن:

«أخْصَرَ دُعاءٍ بعدَ الفَرِيضَةِ أن تقولَ:

اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ مِنْ كُلِّ خَيْرٍ احاطَ بِهِ عِلْمُكَ، وَاعُوذُ بِكَ مِنْ كُلِّ شَرٍّ احاطَ بِهِ عِلْمُكَ، اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ عافِيَتَكَ فى امُورى كُلِّها، وَاعُوذُ بِكَ مِنْ خِزْىِ الدُّنْيا وَعَذابِ الْأخِرَةِ»(2).

- چ چ-

8. وعن الإمام الصادق عليه السلام: «

يُسْتَحَبُّ أنْ تَقُولَ بَعْدَ الصَّلَاةِ

»: اللَّهُمَّ اعْتِقْنِى مِنَ النَّارِ، وَادْخِلْنِى الْجَنَّةَ، وَزَوِّجْنِى مِنَ الْحُورِ الْعينَ (3).

- چ چ-

9. قال الإمام الصادق عليه السلام: «

مَنْ دَعا بهذا الدُّعاءِ بَعْدَ الفَرِيضَةِ حُفِظَ فِي نَفْسِه ودَارِه ومَالِه وَوُلْدِه

»: اجيرُ نَفْسى وَمالى وَوُلْدى وَاهْلى وَدارى وَكُلَّ ما هُوَ مِنّى بِاللَّهِ الْواحِدِ الْأَحَدِ الصَّمَدِ، الَّذى لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً احَدٌ، وَاجيرُ نَفْسى وَمالى وَوُلْدى وَكُلَّ ما هُوَ مِنّى بِرَبِّ الْفَلَقِ مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ، وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ اذا وَقَبَ، وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثاتِ فِى الْعُقَدِ، وَمِنْ شَرِّ حاسِدٍ اذا حَسَدَ، وَاجيرُ نَفْسى وَمالى وَوُلْدى وَكُلَّ ما هُوَ مِنّى بِرَبِّ النَّاسِ، مَلِكِ النَّاسِ، الهِ النَّاسِ، مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ الْخَنَّاسِ، الَّذى يُوَسْوِسُ في صُدُورِ النَّاسِ، مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ، وَاجيرُ نَفْسى


1- مصباح المتهجّد، ص 51.
2- الكافي: ج 3، ص 343، ح 16.( طبق رواية الإمام الصادق عليه السلام لبداية الدعاء هذه الإضافة: اللّهم صلّ على محمّد وآل محمّد، من لايحضره الفقيه: ج 1، ص 323، ح 948).
3- الكافي: ج 3، ص 344، ح 22.

ص: 700

وَمالى وَوُلْدى وَكُلَّ ما هُوَ مِنّى بِاللَّهِ لا الهَ الَّا هُوَ الْحَىُّ الْقَيُّومُ، لا تَاْخُذُهُ سِنَةٌ وَلانَوْمٌ، لَهُ ما فِى السَّمَواتِ وَما فِى الْارْضِ، مَنْ ذَا الَّذى يَشْفَعُ عِنْدَهُ الَّا بِاذْنِهِ، يَعْلَمُ ما بَيْنَ ايْديهِمْ وَما خَلْفَهُمْ، وَلا يُحيطُونَ بِشَىْ ءٍ مِنْ عِلْمِهِ الَّا بِما شاءَ، وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَواتِ وَالْأرْضَ، وَلا يَؤُودُهُ حِفْظُهُما وَهُوَ الْعَلِىُّ الْعَظيم (1).

- چ چ-

10.

قراءة بعض السور والآيات

يستحبّ أن يقرأ عقب الصلاة سورة الحمد وآية الكرسي (2) وآية الشهادة:

شَهِدَ اللَّهُ انَّهُ لا الهَ الَّا هُوَ، وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ، قآئِماً بِالْقِسْطِ، لا الهَ الَّا هُوَ الْعَزيزُ الْحَكيمُ* انَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ، وَمَا اخْتَلَفَ الَّذينَ أُوتُوا الْكِتابَ الَّا مِنْ بَعْدِ مآ جآئَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ، وَمَنْ يَكْفُرْ باياتِ اللَّهِ، فَانَّ اللَّهَ سَريعُ الْحِسابِ (3) وآية الملك قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ، تُؤْتِى الْمُلْكَ مَنْ تَشآءُ، وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشآءُ، وَتُعِزُّ مَنْ تَشآءُ، وَتُذِلُّ مَنْ تَشآءُ، بِيَدِكَ الْخَيْرُ، انَّكَ عَلى كُلِّ شَىْ ءٍ قَديرٌ* تُولِجُ اللَّيْلَ فِى النَّهارِ، وَتُولِجُ النَّهارَ فِى اللَّيْلِ، وَتُخْرِجُ الْحَىَّ مِنَ الْمَيِّتِ، وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَىِّ، وَتَرْزُقُ مَنْ تَشآءُ بِغَيْرِ حِسابٍ (4).

فلهذه الآيات آثار مهمة في غفران الذنوب ونزول الرحمة(5).

وأضاف الشيخ الطوسي في مصباح المتهجّد(6) هذه الآيات:

أ)

آية السخرة

وهي الآية 54 إلى 56 من سورة الأعراف:

انَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِى خَلَقَ السَّمواتِ وَالْأَرْضَ فى سِتَّةِ ايَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ، يُغْشِى الَّيْلَ النَّهارَ، يَطْلُبُهُ حَثيثاً، وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّراتٍ


1- الكافي: ج 2، ص 549، ح 8.
2- سورة البقرة: الآية 255- / 257.
3- سورة آل عمران: الآية 18 و 19.
4- سورة آل عمران: الآية 26 و 27.
5- الكافي: ج 2، ص 620، ح 2.
6- مصباح المتهجّد: ص 52.

ص: 701

بِامْرِهِ، ألا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ، تَبارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمينَ* ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً، انَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدينَ* وَلا تُفْسِدُوا فِى الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِها وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً انَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَريبٌ مِّنَ الْمُحْسِنينَ.

ب) قراءة هذه الآيات الثلاث:

سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ* وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلينَ* وَالْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ الْعالَمينَ (1).

ففي الخبر أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله قال لعليّ عليه السلام: «

يا عَليُّ عَلَيْكَ بِتِلاوَةِ آيَةِ الكُرْسِيِّ في دُبُرِ صَلاةِ المَكْتُوبَةِ، فَإنَّهُ لَايُحافِظُ عَلَيها إلّانَبِيٌّ أو صِدِّيقٌ أو شَهِيدٌ»(2).

وفي رواية اخرى: «

مَنْ قَرَأها عَقِبَ كُلِّ فَرِيضَةٍ قُبِلَتْ صَلاتُهُ وكانَ فِي أمانِ اللَّهِ»(3).

11. روى الشيخ الصدوق بسند معتبر عن الإمام الباقر عليه السلام قال:

«أتى رَجُلٌ النَّبيَّ صلى الله عليه و آله يُقالُ لَهُ شَيْبَةَ الهُذَليّ فقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ إنّي شَيْخٌ قَدْ كَبِرَتْ سِنّي وضَعُفَتْ قُوَّتِي مِن عَمَلٍ كُنْتُ عَوَّدْتُه نَفْسِي مِن صَلاةٍ وصِيامٍ وحَجٍّ وجِهادٍ، فَعَلِّمْنِي يَا رَسولَ اللَّهِ كلاماً يَنْفَعُنِي اللَّهُ بِهِ وخَفِّفْ عَليَّ يا رَسُولَ اللَّهِ.

فقال صلى الله عليه و آله:

أعِدْها

فأعادَها ثَلاثَ مَرّاتٍ. فقال صلى الله عليه و آله:

مَا حَوْلَكَ شَجَرَةٌ وَلا مَدَرَةٌ إلّاوقَد بَكَتْ مِنْ رَحْمَتِك فإذا صَلَّيْتَ الصُّبْحَ فَقُلْ عَشْرَ مَرّاتٍ:

سُبْحانَ اللَّهِ الْعَظيمِ وَبِحَمْدِهِ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلَّابِاللَّهِ الْعَلِىِّ الْعَظيمِ.

فَإنَّ اللَّهَ عَزّوَجَلّ يُعافِيْكَ بذلِكَ مِنَ العَمى والجُنونِ وَالجُذامِ والفَقْرِ والهَرَمِ. فقالَ: يَا رسولَ اللَّهِ، هذا للدُّنيا، فَما للآخِرَةِ؟ فَقالَ صلى الله عليه و آله: تَقُولُ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ:

اللَّهُمَّ اهْدِنى مِنْ عِنْدِكَ، وَافِضْ عَلَىَّ مِنْ فَضْلِكَ، وَانْشُرْ عَلَىَّ مِنْ رَحْمَتِكَ، وَانْزِلْ عَلَىَّ مِنْ بَرَكاتِكَ.

ثمّ قال صلى الله عليه و آله:

أمّا إنَّهُ إنْ وَافى بِها يَوْمَ القِيَامَةِ لَمْ يَدَعْها مُتَعَمِّداً فُتِحَتْ لَهُ ثَمانِيةُ أبْوابِ الجَنَّةِ يَدْخُلُها مِن أيِّها شَاءَ»(4).


1- سورة الصافات: الآية 180- 182.
2- قرب الاسناد: ص 56؛ بحار الأنوار: ج 83 ص 24 ح 24.
3- مستدرك الوسائل: ج 5، ص 68، ح 5377.
4- ثواب الأعمال: ص 159؛ بحار الأنوار: ج 83، ص 19.

ص: 702

12.

ذكر التسبيحات الأربعة:

روى المرحوم الشيخ الطوسي وغيره بأسناد صحيحة عن الإمام الصادق عليه السلام أنّ النبي صلى الله عليه و آله قال لأصحابه: «

مَن قَالَ مِنْكُمْ ثَلاثِينَ مَرَّةً بَعْدَ الصَّلاةِ

: سُبْحانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلا الهَ الَّا اللَّهُ وَاللَّهُ اكْبَرُ.

دَفَعَ اللَّهُ عَنْهُ الحَرِيقَ والغَرَقَ والهَدْمَ (هدم الدار) والسِّباعَ وَكُلَّ بَلاءٍ يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ في ذلِكَ اليَوْمِ»(1).

وفي رواية اخرى عن الإمام الصادق عليه السلام: «

مَن قال سُبْحانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلا الهَ إلَّااللَّهُ وَاللَّهُ اكْبَرُ أرْبَعِينَ مَرَّةً فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاةِ فَرِيضَةٍ قَبْلَ أن يَثْنِي رِجْلَيْهِ ثُمّ سَأَلَ اللَّهُ اعْطِيَ ما سَأَلَ»(2).

وفي رواية اخرى عنه عليه السلام: «

مَن قالَ: سُبْحانَ اللَّهِ ثَلاثِينَ مَرَّةً بَعْدَ الفَرِيضَةِ غُفِرَتْ ذُنُوبُه»(3).

-

چ چ-

13. روى المرحوم الكليني بسند صحيح عن الإمام الصادق عليه السلام: «

مَنْ قَالَ في دُبُرِ الفَرِيضَةِ- ثَلاثاً-:

يا مَنْ يَفْعَلُ ما يَشاءُ، وَلا يَفْعَلُ ما يَشاءُ احَدٌ غَيْرُهُ

. وثمّ سأل اعطي ما سأل»(4).

-

چ چ-

14. روي بسند موثق عن الإمام الصادق عليه السلام: «

مَنْ هَلَّلَ بَعْدَ فَراغِه مِنَ الصَّلاةِ قَبْلَ أن يَزُولَ رُكْبَتَيْهِ بهذا التَّهْليلِ عَشْرَ مرّاتٍ مَحا اللَّهُ عَنهُ الكَثِيرَ مِنَ الذُّنوبِ وكَتَبَ لَهُ الكَثِيرَ مِنَ الحَسَناتِ

»: اشْهَدُ أَنْ لا الهَ الَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، الهاً واحِداً احَداً صَمَداً، لَمْ يَتَّخِذْ صاحِبَةً وَلا وَلَداً(5).

وقد ذكر فضل كثير لهذاالذكر خاصة بعد صلاة الصبح والعشاء وعند طلوع الشمس وغروبها(6).

- چ چ-


1- تهذيب الأحكام: ج 2، ص 107، ح 174.
2- أمالي الصدوق: ص 182، ح 11؛ بحار الأنوار: ج 83، ص 21، ح 19.
3- أمالي الصدوق: ص 271، ح 6؛ بحار الأنوار: ج 83، ص 21، ح 19.
4- الكافي: ج 2، ص 549، ح 9.
5- المحاسن: ج 1، ص 51، ح 73؛ بحار الأنوار: ج 83، ص 27، ح 30.
6- مفاتيح الجنان: فصل التعقيبات المشتركة.

ص: 703

15. روى المرحوم الشيخ الكليني والصدوق بأسناد صحيحة عن الإمام الصادق عليه السلام: «

أنَّ جَبْرَئِيلَ عليه السلام أتى يُوسُفَ عليه السلام في السِّجْنِ وقالَ لَهُ: قُلْ بَعْدَ كُلِّ صَلاةٍ:

اللَّهُمَّ اجْعَلْ لى فَرَجاً وَمَخْرَجاً، وَارْزُقْنى مِنْ حَيْثُ أَحْتَسِبُ، وَمِنْ حَيْثُ لا احْتَسِبُ»(1).

- چ چ-

16. وروي عن النّبيّ صلى الله عليه و آله قال: «

مَن أرادَ أن لا يُقِفَهُ اللَّهُ يَوْمَ القيِامَةِ على قَبِيحِ أعْمالِه ولا يُنْشَرَ له دِيوانٌ فَلْيَقُلْ بَعْدَ كُلِّ صَلاةٍ

: اللَّهُمَّ انَّ مَغْفِرَتَكَ ارْجى مِنْ عَمَلى وَانَّ رَحْمَتَكَ اوْسَعُ مِنْ ذَنْبى اللَّهُمَّ انْ كانَ ذَنْبى عِنْدَكَ عَظيماً، فَعَفْوُكَ اعْظَمُ مِنْ ذَنْبى اللَّهُمَّ انْ لَمْ اكُنْ اهْلًا انْ تَرْحَمَنى (2)، فَرَحْمَتُكَ اهْلٌ انْ تَبْلُغَنى وَتَسَعَنى لِأَنَّها وَسِعَتْ كُلَّ شَىْ ءٍ، بِرَحْمَتِكَ يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ»(3).

- چ چ-

17. روى العلّامة المجلسي عن المرحوم الكفعمي أنّ رجلًا شكى للنبي صلى الله عليه و آله من السقم والفقر. فقال له صلى الله عليه و آله: «

قُلْ بَعْدَ كُلِّ فَرِيضَةٍ

: تَوَكَّلْتُ عَلَى الْحَىِّ الَّذى لا يَمُوتُ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذى لَمْ يَتَّخِذْ صاحِبَةً وَلا وَلَداً، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَريكٌ فِى الْمُلْكِ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِىٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبيراً»(4).

وفي رواية اخرى: «

لَمْ تَعْرِضْ لِي شِدَّةٌ إلّاظَهَرَ عَليَّ جَبْرَئِيلُ وقالَ: ادْعُ بهذا الدُّعاءِ»(5).

-

چ چ-

18. أورد المرحوم المفيد في المقنعة هذا الدعاء في تعقيبات جميع الصلوات:


1- الكافي: ج 2، ص 549، ح 7؛ من لايحضره الفقيه: ج 1، ص 324، ح 950.
2- ورد في مصباح الكفعمى، ص 19 بدلًا عن« أن ترحمني»،« أَنْ أَبْلُغَ رَحْمَتَكَ».
3- بحار الأنوار: ج 83، ص 37، ح 44.
4- المصدر السابق: ص 49، ح 54.
5- المصدر السابق.

ص: 704

اللَّهُمَّ انْفَعْنا بِالْعِلْمِ، وَزَيِّنَّا بِالْحِلْمِ، وَجَمِّلْنا بِالْعافِيَةِ، وَكَرِّمْنا بِالتَّقْوى انَّ وَلِيِّىَ اللَّهُ الَّذى نَزَّلَ الْكِتابَ، وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحينَ (1).

- چ چ-

19. روى الشيخ الصدوق والشيخ الطوسي بأسناد معتبرة أنّ أميرالمؤمنين عليه السلام قال: «

مَن أحَبَّ أن يَخْرُجَ مِنَ الدُّنيا وقَد خَلَصَ مِن الذُّنوبِ كَما يَخْلُصُ الذَّهَبُ لا كَدَرَ فِيهِ. وَلَيْسَ أحَدٌ يُطالِبُه بِمَظْلَمَةٍ فَلْيَقْرَأ في دُبُرِ الصَّلَواتِ الخَمْسِ صِفاتَ اللَّهِ عزَّوجلَّ «قُلْ هُوَ اللَّهُ أحَدٌ» اثْنَتَي عَشْرَةَ مَرَّة ثُمَّ يَبْسُطُ يَدَهُ ويَدْعو بهذا الدُّعاءِ

» ثُمَّ قال: «

هذا مِنَ المُنْجِياتِ مِمّا عَلَّمَنِي رَسولُ اللَّهِ صلى الله عليه و آله وأمَرَنِي أن أعُلِّمَهُ الحَسَنَ والحُسَيْنَ عليهما السلام وهو هذا الدُّعاء

: اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ بِاسْمِكَ الْمَكْنُونِ الْمَخْزُونِ، الطَّاهِرِ الطُّهْرِ الْمُبارَكِ، وَاسْئَلُكَ بِاسْمِكَ الْعَظيمِ، وَسُلْطانِكَ الْقَديمِ، يا واهِبَ الْعَطايا، يا مُطْلِقَ الْأُسارى يا فَكَّاكَ الرِّقابِ مِنَ النَّارِ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَفُكَّ رَقَبَتى مِنَ النَّارِ، وَاخْرِجْنى مِنَ الدُّنْيا آمِناً، وَادْخِلْنِى الْجَنَّةَ سالِماً، وَاجْعَلْ دُعآئى اوَّلَهُ فَلاحاً، وَاوْسَطَهُ نَجاحاً، وَآخِرَهُ صَلاحاً، انَّكَ انْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ»(2).

وفي رواية اخرى عن الإمام الصادق عليه السلام: «

مَنْ كانَ يُؤمِنُ باللَّهِ فَلا يَدَعْ أنْ يَقْرَأَ فِي دُبُرِ فَرِيضَةٍ بِقُلْ هُوَ اللَّهُ أحَدٌ، فإنَّهُ مَن قَرَأها جَمَع اللَّهُ لَهُ خَيْرَ الدُّنْيا والآخِرَةِ وغَفَرَ لَهُ ولِوَالِدَيْهِ وما وَلَدا»(3).

-

چ چ-

20. روى الشيخ المفيد في الأمالي عن محمّد بن الحنفية قال رأيت أبي أميرالمؤمنين عليه السلام يطوف فرأى رجلًا متعلّقاً بأستار الكعبة ويدعو فقال لأميرالمؤمنين عليه السلام: ادع بهذا الدعاء بعد كلّ فريضة فواللَّه ما من أحد يدعو بهذا الدعاء عقب الصلاة إلّاغفر اللَّه له الكثير من ذنوبه.

فقال عليه السلام: «

أعْلَمُ هذا الدُّعاءَ، وذلِكَ الشَّخْصُ هو الخِضْرُ، والدُّعاءُ


1- المقنعة: ص 114؛ بحار الأنوار: ج 83، ص 51، ح 55.
2- معاني الأخبار: ص 140، ح 1؛ تهذيب الأحكام: ج 2، ص 108، ح 178.
3- ثواب الأعمال: ص 128؛ بحار الأنوار: ج 83، ص 27، ح 29.

ص: 705

يا مَنْ لا يَشْغَلُهُ سَمْعٌ عَنْ سَمْعٍ، يا مَنْ لا يُغَلِّطُهُ السَّآئِلُونَ، وَيا مَنْ لا يُبْرِمُهُ الْحاحُ الْمُلِحّينَ، اذِقْنى بَرْدَ عَفْوِكَ وَمَغْفِرَتِكَ، وَحَلاوَةَ رَحْمَتِكَ»(1).

- چ چ-

21. روى المرحوم الديلمي في إعلام الورى عن ابن عباس أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله قال: «

مَنْ قَرَأ هذهِ الثَلاثَ آياتٍ ثَلاثَ مَرّاتٍ دُبُرَ صَلاةِ المَغْرِبِ أدْرَكَ ما فَاتَ فِي يَوْمِه ذلِكَ وقَبْلَ صَلاتِه، فإنْ قَرَأَها دُبُرَ كُلِّ صَلاةِ فَرِيضَةٍ أوْ تَطَوُّعٍ كُتِبَ لَهُ الكَثِيرُ مِنَ الحَسَناتِ

». وهذه هي الآيات:

فَسُبْحانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ* وَلَهُ الْحَمْدُ فِى السَّمواتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيّاً وَحِينَ تُظْهِرُونَ* يُخْرِجُ الْحَىَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَىِّ وَيُحْيِى الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها، وَكَذلِكَ تُخْرَجُونَ (2)، سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ* وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلينَ* وَالْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ الْعالَمينَ (3).

- چ چ-

22. روى الشيخ الطوسي في مصباح المتهجّد هذا الدعاء في التعقيبات المشتركة:

اللَّهُمَّ اهْدِنى مِنْ عِنْدِكَ، وَافِضْ عَلَىَّ مِنْ فَضْلِكَ، وَانْشُرْ عَلَىَّ مِنْ رَحْمَتِكَ، وَانْزِلْ عَلَىَّ مِنْ بَرَكاتِكَ، سُبْحانَكَ لا الهَ الَّا انْتَ، اغْفِرْ لى ذُنُوبى كُلَّها جَميعاً، فَانَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ كُلَّها جَميعاً الَّا انْتَ، اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ مِنْ كُلِّ خَيْرٍ احاطَ بِهِ عِلْمُكَ، وَاعُوذُ بِكَ مِنْ كُلِّ شَرٍّ احاطَ بِهِ عِلْمُكَ، اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ عافِيَتَكَ فى امُورى كُلِّها، وَاعُوذُ بِكَ مِنْ خِزْىِ الدُّنْيا وَعَذابِ الْأخِرَةِ، وَاعُوذُ بِوَجْهِكَ الْكَريمِ، وَعِزَّتِكَ الَّتى لا تُرامُ، وَقُدْرَتِكَ الَّتى لا يَمْتَنِعُ مِنْها شَىْ ءٌ، مِنْ شَرِّ الدُّنْيا وَالْاخِرَةِ، وَ [مِنْ شَرِّ الْاوْجاعِ كُلِّها، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ دابَّةٍ انْتَ اخِذٌ بِناصِيَتِها، انَّ رَبّى عَلى صِراطٍ مُسْتَقيمٍ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ الَّا بِاللَّهِ الْعَلِىِّ الْعَظيمِ، تَوَّكَلْتُ عَلَى الْحَىِ


1- أمالي المفيد: ص 91، ح 8؛ بحار الأنوار: ج 83، ص 1، ح 1.
2- سورة الروم: الآية 17- 19.
3- أعلام الورى: ص 352، ح 7؛ بحار الأنوار: ج 83، ص 18، ح 16 والآيات من سورة الصافات: الآية 180- 182.

ص: 706

الَّذى لا يَمُوتُ، وَالْحَمْدُ للَّهِ الَّذى لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَريكٌ فِى الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِىٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبيراً(1).

- چ چ-

23. وذكر الشيخ الطوسي في المصباح في تعقيبات الصلاة:

سُبْحانَ اللَّهِ كُلَّما سَبَّحَ اللَّهَ شَىْ ءٌ، وَكَما يُحِبُّ اللَّهُ انْ يُسَبَّحَ، وَكَما هُوَ اهْلُهُ، وَكما يَنْبَغى لِكَرَمِ وَجْهِهِ وَعِزِّ جَلالِهِ، وَالْحَمْدُ للَّهِ كُلَّما حَمِدَ اللَّهَ شَىْ ءٌ، وَكَما يُحِبُّ اللَّهُ انْ يُحْمَدَ، وَكَما هُوَ اهْلُهُ، وَكَما يَنْبَغى لِكَرَمِ وَجْهِهِ وَعِزِّ جَلالِهِ، وَلا الهَ الَّا اللَّهُ كُلَّما هَلَّلَ اللَّهَ شَىْ ءٌ، وَكَما يُحِبُّ اللَّهُ انْ يُهَلَّلَ، وَكَما هُوَ اهْلُهُ، وَكَما يَنْبَغى لِكَرَمِ وَجْهِهِ وَعِزِّ جَلالِهِ، وَاللَّهُ اكْبَرُ كُلَّما كَبَّرَ اللَّهَ شَىْ ءٌ، وَكَما يُحِبُّ اللَّهُ انْ يُكَبَّرَ، وَكَما هُوَ اهْلُهُ، وَكَما يَنْبَغى لِكَرَمِ وَجْهِهِ وَعِزِّ جَلالِهِ، سُبْحانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ للَّهِ، وَلا الهَ الَّا اللَّهُ وَاللَّهُ اكْبَرُ عَلى كُلِّ نِعْمَةٍ انْعَمَ بِها عَلَىَّ، وَعَلى كُلِّ احَدٍ مِنْ خَلْقِهِ مِمَّنْ كانَ اوْ يَكُونُ الى يَوْمِ الْقِيمَةِ، اللهُمَّ انّى اسْئَلُكَ انْ تُصَلِّىَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاسْئَلُكَ مِنْ خَيْرِ ما ارْجُو، وَخَيْرِ ما لا ارْجُو، وَاعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ ما احْذَرُ، وَمِنْ شَرِّ ما لا احْذَرُ(2).

- چ چ-

24. قال عليّ عليه السلام: «

تَقْرَأُ بَعْدَ كُلَّ صَلاةٍ

: الهى هذِهِ صَلاتى صَلَّيْتُها لا لِحاجَةٍ مِنْكَ الَيْها، وَلا رَغْبَةٍ مِنْكَ فيها الَّا تَعْظيماً وَطاعَةً وَاجابَةً لَكَ الى ما امَرْتَنى بِهِ، الهى انْ كانَ فيها خَلَلٌ اوْ نَقْصٌ مِنْ رُكُوعِها اوْ سُجُودِها، فَلا تُؤاخِذْنى وَتَفَضَّلْ عَلَىَّ بِالْقَبُولِ وَالْغُفْرانِ، بِرَحْمَتِكَ يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ»(3).

- چ چ-


1- مصباح المتهجّد: ص 50؛ بحار الأنوار: ج 83، ص 44، ح 54.
2- مصباح المتهجّد: ص 52؛ بحار الأنوار: ج 83، ص 44( باختلاف طفيف).
3- مصباح الكفعمي: ص 20؛ بحار الأنوار: ج 83، ص 38، ح 45.

ص: 707

25. كما تقرأ في تعقيبات الصلاة هذا الدعاء الذي علّمه النبيّ صلى الله عليه و آله لعليّ عليه السلام لقوّة الحافظة:

سُبْحانَ مَنْ لايَعْتَدى عَلى اهْلِ مَمْلَكَتِهِ، سُبْحانَ مَنْ لا يَأْخُذُ اهْلَ الْأَرْضِ بِالْوانِ الْعَذابِ، سُبْحانَ الرَّؤُوفِ الرَّحيمِ، اللَّهُمَّ اجْعَلْ لى فى قَلْبى نُوراً وَبَصَراً وَفَهْماً وَعِلْماً، انَّكَ عَلى كُلِّ شَىْ ءٍ قَديرٌ(1).

- چ چ-

26. جاء في البلد الأمين: قُل ثلاثاً بعد الصلاة:

اعيذُ نَفْسى وَدينى وَاهْلى وَمالى وَوُلْدى وَاخْوانى فى دينى وَما رَزَقَنى رَبّى وَخَواتيمَ عَمَلى وَمَنْ يَعْنينى امْرُهُ، بِاللَّهِ الْواحِدِ الْأَحَدِ الصَّمَدِ الَّذى لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً احَدٌ، وَبِرَبِّ الْفَلَقِ مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ، وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ اذا وَقَبَ، وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثاتِ فِى الْعُقَدِ، وَمِنْ شَرِّ حاسِدٍ اذا حَسَدَ، وَبِرَبِّ النَّاسِ، مَلِكِ النَّاسِ، الهِ النَّاسِ، مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ الْخَنَّاسِ، الَّذى يُوَسْوِسُ فى صُدُورِ النَّاسِ، مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (2).

- چ چ-

27. قال الشيخ الصدوق: إذا فرغت من تسبيح الزهراء عليها السلام فقل:

اللَّهُمَّ انْتَ السَّلامُ، وَمِنْكَ السَّلامُ، وَلَكَ السَّلامُ، وَالَيْكَ يَعُودُ السَّلامُ، سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلينَ، وَالْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ الْعالَمينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ ايُّهَا النَّبِىُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلَى الْأَئِمَّةِ الْهادينَ الْمَهْدِيّينَ، السَّلامُ عَلى جَميعِ انْبِيآءِ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَمَلائِكَتِهِ، السَّلامُ عَلَيْنا وَعَلى عِبادِ اللَّهِ الصَّالِحينَ، السَّلامُ عَلى عَلِىٍّ اميرِ الْمُؤْمِنينَ، السَّلامُ عَلَى الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ سَيِّدَىْ شَبابِ اهْلِ الْجَنَّةِ اجْمَعينَ، السَّلامُ عَلى عَلِىِّ بْنِ الْحُسَيْنِ زَيْنِ


1- فلاح السائل: ص 168؛ بحار الأنوار: ج 83، ص 9، ح 8.
2- البلد الأمين: ص 12؛ بحار الأنوار: ج 83، ص 47( باختلاف يسير).

ص: 708

الْعابِدينَ، السَّلامُ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِىٍّ باقِرِ عِلْمِ النَّبِيّينَ، السَّلامُ عَلى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ، السَّلام عَلى مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ الْكاظِمِ، السَّلامُ عَلى عَلِىِّ بْنِ مُوسَى الرِّضا، السَّلامُ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِىٍّ الْجَوادِ، السَّلامُ عَلى عَلِىِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْهادى السَّلامُ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِىٍ الزَّكِىِّ الْعَسْكَرِىِّ، السَّلامُ عَلَى الْحُجَّةِ بْنِ الْحَسَنِ الْقآئِمِ الْمَهْدِىِّ، صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ اجْمَعينَ. ثمّ سل اللَّه ما شئت (1).

-*-*-*-

28. قال الكفعمي في المصباح تقول بعد الصلوات:

رَضيتُ بِاللَّهِ رَبّاً، وبِالْإِسْلامِ ديناً، وَبِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ نَبِيّاً، وَبِعَلِىٍّ اماماً، وَبِالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ وَعَلِىٍّ وَمُحَمَّدٍ وَجَعْفَرٍ وَمُوسى وَعَلِىٍّ وَمُحَمَّدٍ وَعَلِىٍّ وَالْحَسَنِ وَالْخَلَفِ الصَّالِحِ عَلَيْهِمُ السَّلامُ، ائِمَّةً وَسادَةً وَقادَةً، بِهِمْ اتَوَلّى وَمِنْ اعْدآئِهِمْ اتَبَرَّءُ* ثمّ قل ثلاثاً: اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعافِيَةَ، وَالْمُعافاةَ فِى الدُّنْيا وَالْاخِرَةِ(2).

- چ چ-

29. قال الإمام الجواد عليه السلام: «

إذا فَرَغْتَ مِنَ الصَّلاةِ فَقُل

: رَضيتُ بِاللَّهِ رَبّاً، وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيّاً، وَبِالْإِسْلامِ ديناً، وَبِالْقُرْآنِ كِتاباً، وَبِعَلِىٍّ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ وَعَلِىٍّ وَمُحَمَّدٍ وَجَعْفَرٍ وَمُوسى وَعَلِىٍّ وَمُحَمَّد وَعَلِىٍّ وَالْحَسَنِ وَالْحُجَّةِ ائِمَّةً، اللَّهُمَّ وَلِيُّكَ الْقائِمُ الحُجَّةُ، فَاحْفَظْهُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ، وَعَنْ يَمينِهِ وَعَنْ شِمالِهِ، وَمِنْ فَوْقِهِ وَمِنْ تَحْتِهِ، وَامْدُدُ لَهُ فى عُمُرِهِ، واجْعَلْهُ الْقآئِمَ بِامْرِكَ، وَالْمُنْتَصِرَ لِدينِكَ، وَارِهِ ما يُحِبُّ، وَما تَقِرُّ بِهِ عَيْنُهُ فى نَفْسِهِ وَذُرِّيَّتِهِ، وَفى اهْلِهِ وَمالِهِ، وَفى شيعَتِهِ وَفى عَدُوِّهِ، وَارِهِمْ مِنْهُ ما يَحْذَرُونَ، وَارِهِ فيهِمْ ما يُحِبُّ، وَتَقِرُّ بِهِ عَيْنُهُ، وَاشْفِ صُدُورَنا وَصُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنينَ»(3).


1- من لايحضره الفقيه: ج 1، ص 322، ح 947.
2- مصباح الكفعمي: ص 25.
3- الكافي: ج 2، ص 548، ح 6.

ص: 709

30. قال الإمام الجواد عليه السلام: «

كانَ رَسولُ اللَّه صلى الله عليه و آله يَقولُ بَعْدَ الصَّلاةِ

: اللَّهُمَّ اغْفِرْلى ما قَدَّمْتُ وَما اخَّرْتُ، وَما اسْرَرْتُ وَما اعْلَنْتُ، وَاسْرافى عَلى نَفْسى وَما انْتَ اعْلَمُ بِهِ مِنّى اللَّهُمَّ انْتَ الْمُقَدِّمُ وَانْتَ الْمُؤَخِّرُ، لا الهَ الَّا انْتَ، بِعِلْمِكَ الْغَيْبَ، وَبِقُدْرَتِكَ عَلَى الْخَلْقِ اجْمَعينَ، ما عَلِمْتَ الْحَياةَ خَيْراً لى فَاحْيِنى وَتَوَفَّنى اذا عَلِمْتَ الْوَفاةَ خَيْراً لى اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ خَشْيَتَكَ فِى السِّرِّ وَالْعَلانِيَةِ، وَكَلِمَةَ الْحَقِّ فِى الْغَضَبِ وَالرِّضا، وَالْقَصْدَ فِى الْفَقْرِ وَالْغَنا، وَاسْئَلُكَ نَعيماً لايَنْفَدُ، وَقُرَّةَ عَيْنٍ لاتَنْقَطِعُ، وَاسْئَلُكَ الرِّضا بِالْقَضآءِ، وَبَرَكَةَ الْمَوْتِ بَعْدَ الْعَيْشِ، وَبَرْدَ الْعَيْشِ بَعْدَ الْمَوْتِ، وَلَذَّةَ الْمَنْظَرِ الى وَجْهِكَ، وَشَوْقاً الى رُؤْيَتِكَ وَلِقآئِكَ، مِنْ غَيْرِ ضَرَّآءَ مُضِرَّةٍ، وَلافِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ، اللَّهُمَّ زَيِّنَّا بِزينَةِ الْإيمانِ، وَاجْعَلْنا هُداةً مَهْديِّينَ، اللَّهُمَّ اهْدِنا فيمَنْ هَدَيْتَ، اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ عَزيمَةَ الرَّشادِ، وَالثَّباتَ فِى الْأَمْرِ وَالرُّشْدَ، وَاسْئَلُكَ شُكْرَ نِعْمَتِكَ، وَحُسْنَ عافِيَتِكَ، وَاداءَ حَقِّكَ، وَاسْئَلُكَ يا رَبِّ قَلْباً سَليماً، وَلِساناً صادِقاً، وَاسْتَغْفِرُكَ لِما تَعْلَمُ، وَاسْئَلُكَ خَيْرَ ما تَعْلَمُ، وَاعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ ما تَعْلَمُ، فَانَّكَ تَعْلَمُ وَلانَعْلَمُ، وَانْتَ عَلّامُ الْغُيُوبِ»(1).

تنبيه ضروري: ما ذكر سابقاً 30 رواية من الكتب المعتبرة في التعقيبات المشتركة، ومن الطبيعي أن لا يقوى أغلب الناس على الإتيان بهذه التعقيبات، بل لا تبدو مطلوبة إن صدّته هذه التعقيبات عن أعماله الحياتية المهمة، وعليه فكلّ يختار ما يناسبه أو يأتي بها بصورة متناوبة، والمهم أن يحفظ الإنسان نشاط العبادة ويطبق مضمونها على نفسه لينال كلّ ذلك الفيض والثواب.

التعقيبات الخاصة بكل صلاة

اشارة

روي في هذا القسم من التعقيبات صلوات خاصّة لكلّ صلاة ولكلّ واحد منها فائدة خاصّة.


1- الكافي: ج 2، ص 548، ح 6.

ص: 710

تعقيب صلاة الظهر:

1. قل في تعقيب الظهر:

لا الهَ الَّا اللَّهُ الْعَظيمُ الْحَليمُ، لا الهَ الَّا اللَّهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَريمُ، الْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ الْعالَمينَ، اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ مُوجِباتِ رَحْمَتِكَ، وَعَزآئِمَ مَغْفِرَتِكَ، وَالْغَنيمَةَ مِنْ كُلِّ بِرٍّ، وَالسَّلامَةَ مِنْ كُلِّ اثْمٍ، اللَّهُمَّ لا تَدَعْ لى ذَنْباً الَّا غَفَرْتَهُ، وَلا هَمّاً الَّا فَرَّجْتَهُ، وَلا سُقْماً الَّا شَفَيْتَهُ، وَلا عَيْباً الَّا سَتَرْتَهُ، وَلا رِزْقاً الَّا بَسَطْتَهُ، وَلا خَوْفاً الَّا امَنْتَهُ، وَلا سُوءً الَّا صَرَفْتَهُ، وَلا حاجَةً هِىَ لَكَ رِضاً وَلِىَ فيها صَلاحٌ الَّا قَضَيْتَها، يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ، امينَ رَبَّ الْعالَمينَ (1).

- چ چ-

2. وتقول:

اللَّهُمَّ انْ عَظُمَتْ ذُنُوبى فَانْتَ اعْظَمُ، وَانْ كَبُرَ تَفْريطى فَانْتَ اكْبَرُ، وَانْ دامَ بُخْلى فَانْتَ اجْوَدُ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ [لى عَظيمَ ذُنُوبى بِعَظيمِ عَفْوِكَ، وَكَثيرَ تَفْريطى بِظاهِرِ كَرَمِكَ، وَاقْمَعْ بُخْلى بِفَضْلِ جُودِكَ، اللَّهُمَّ ما بِنا مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنْكَ، لا الهَ الَّا انْتَ، اسْتَغْفِرُكَ وَاتُوبُ الَيْكَ (2).

- چ چ-

3. روي عن الإمام الصادق عليه السلام أنّ أميرالمؤمنين عليه السلام كان يقول بعد الظهر:

اللَّهُمَّ انّى اتَقَرَّبُ الَيْكَ بِجُودِكَ وَكَرَمِكَ، وَاتَقَرَّبُ الَيْكَ بِمُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، وَاتَقَرَّبُ الَيْكَ بِمَلائِكَتِكَ الْمُقَرَّبينَ، وَانْبِيآئِكَ الْمُرْسَلينَ، وَبِكَ اللَّهُمَّ انْتَ الْغَنِىُّ عَنّى وَبِىَ الْفاقَةُ الَيْكَ، انْتَ الْغَنِىُّ وَا نَا الْفَقيرُ الَيْكَ، اقَلْتَنى عَثْرَتى وَسَتَرْتَ عَلَىَّ ذُ نُوبى فَاقْضِ الْيَوْمَ حاجَتى وَلا تُعَذِّبْنى بِقَبيحِ ما تَعْلَمُ مِنّى بَلْ عَفْوُكَ


1- مصباح المتهجّد: ص 61.
2- المصدر السابق: ص 63.

ص: 711

وَجُودُكَ يَسَعُنى ثمّ سجد وقال: يا اهْلَ التَّقْوى وَيا اهْلَ الْمَغْفِرَةِ، يا بَرُّ يا رَحيمُ، انْتَ ابَرُّ بى مِنْ ابى وَامّى وَمِنْ جَميعِ الْخَلائِقِ، اقْبَلْنى بِقَضآءِ حاجَتى مُجاباً دُعائى مَرْحُوماً صَوْتى قَدْ كَشَفْتَ انْواعَ الْبَلاءِ عَنّى (1).

تعقيب صلاة العصر:

1. اسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذى لا الهَ الَّا هُوَ الْحَىُّ الْقَيُّومُ الرَّحْمنُ الرَّحيمُ، ذُوالْجَلالِ وَالْإِكْرامِ، وَاسْئَلُهُ انْ يَتُوبَ عَلَىَّ تَوْبَةَ عَبْدٍ ذَليلٍ خاضِعٍ، فَقيرٍ بآئِسٍ، مِسْكينٍ مُسْتَكينٍ مُسْتَجيرٍ، لا يَمْلِكُ لِنَفْسِهِ نَفْعاً وَلا ضَرّاً، وَلا مَوْتاً وَلا حَياةً وَلا نُشُوراً(2).

2. اللَّهُمَّ انّى اعُوذُ بِكَ مِنْ نَفْسٍ لا تَشْبَعُ، وَمِنْ قَلْبٍ لا يَخْشَعُ، وَمِنْ عِلْمٍ لا يَنْفَعُ، وَمِنْ صَلاةٍ لا تُرْفَعُ، وَمِنْ دُعآءٍ لا يُسْمَعُ، اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ الْيُسْرَ بَعْدَ الْعُسْرِ، وَالْفَرَجَ بَعْدَ الْكَرْبِ، وَالرَّخآءَ بَعْدَ الشِّدَّةِ، اللَّهُمَّ ما بِنا مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنْكَ، لا الهَ الَّا انْتَ، اسْتَغْفِرُكَ وَاتُوبُ الِيْكَ (3).

3. قال الصادق عليه السلام: «

مَنِ اسْتَغْفَرَ اللَّهَ بَعْدَ صَلاةِ العَصْرِ سَبْعِينَ مَرَّةً غَفَر اللَّهُ لَهُ سَبعمائة ذَنْب»(4).

تعقيب صلاة المغرب:

قال الشيخ في مصباح المتهجّد بعد أن تصلّي صلاة المغرب وتسبح تسبيح الزهراء عليها السلام تقول:

1. انَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِىِّ، يا ايُّهَا الَّذينَ امَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْليماً، اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ النَّبِىِّ، وَعَلى ذُرِّيَّتِهِ وَصَلِّ عَلى اهْلِ بَيْتِهِ (5).

2. ثمّ تقول سبع مرّات:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ الَّا بِاللَّهِ الْعَلِىِّ الْعَظيمِ.(6)


1- الكافي: ج 2، ص 545، ح 1.
2- البلد الأمين، ص 20.
3- المصدر السابق.
4- مصباح المتهجّد: ص 73.
5- المصدر السابق: ص 98.
6- المصدر السابق.

ص: 712

3. وتقول ثلاثاً: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذى يَفْعَلُ ما يَشآءُ، وَلا يَفْعَلُ ما يَشآءُ غَيْرُهُ (1).

4. ثمّ قل: سُبْحانَكَ لا الهَ الَّا انْتَ، اغْفِرْ لى ذُنُوبى كُلَّها جَميعاً، فَانَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ كُلَّها الَّا انْتَ (2).

5. ثمّ تصلّي نافلة المغرب وهي أربع ركعات بتسليمين ولا تتكلم بينهما بشي ء(3).

قال المرحوم الشيخ الطوسي: روي أنّه يقرأ في الركعة الاولى سورة «

قُلْ يا أيُّها الكافِرُونَ

» وفي الثانية «

قُلْ هُوَ اللَّهُ أحَد

» ويقرأ في الأُخريين ما شاء. وروي أنّ الحسن العسكريّ عليه السلام كان يقرأ في الركعة الثالثة سورة

الحمد

وأوّل سورة

الحديد

إلى وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدورِ. وفي الرابعة

الحمد

وآخر سورة

الحشر

، أي من لَوْ أنْزَلْنَا هذا القُرآنَ إلى آخر السورة(4). ويستحبّ أن تقول في السجدة الأخيرة من النوافل في كلّ ليلة سيّما في ليلة الجمعة سبع مرّات:

اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ بِوَجْهِكَ الْكَريمِ، وَاسْمِكَ الْعَظيمِ، وَمُلْكِكَ الْقَديمِ، انْ تُصَلِّىَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَانْ تَغْفِرَ لى ذَنْبِىَ الْعَظيمَ، انَّهُ لا يَغْفِرُ الْعَظيمَ الَّا الْعَظيمُ (5).

6. ووردت هذه التعقيبات بعد الفراغ من النافلة:

أ) ما شآءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ الَّا بِاللَّهِ، اسْتَغْفِرُ اللَّهَ (عشر مرّات)(6).

ب) اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ مُوجِباتِ رَحْمَتِكَ، وَعَزآئِمَ مَغْفِرَتِكَ، وَالنَّجاةَ مِنَ النَّارِ وَمِنْ كُلِّ بِلِيَّةٍ، وَالْفَوْزَ بِالْجَنَّةِ وَالرِّضْوانِ فى دارِالسَّلامِ، وَجِوارِ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ وَآلِهِ السَّلامُ، اللَّهُمَّ ما بِنا مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنْكَ، لا الهَ الَّا انْتَ، اسْتَغْفِرُكَ وَاتُوبُ الَيْكَ (7).

7. تأتي بسجدة الشكر بعد الفراغ من النوافل والتعقيبات وأقلها أن تقول ثلاثاً:

شكراً شكراً شكراً

كما سيبيَّن في قسم سجدة الشكر (ص 721).


1- مصباح المتهجّد: ص 98.
2- المصدر السابق.
3- بحار الأنوار: ج 83، ص 99.
4- مصباح المتهجّد: ص 98.
5- المصدر السابق: ص 99.
6- المصدر السابق: ص 102.
7- المصدر السابق.

ص: 713

8. روي عن الإمام الصادق عليه السلام قال: «

إذا صَلَّيْتَ المَغْرِبَ فَأَمِرَّ يَدَكَ على جَبْهَتِكَ وقُلْ

: بِسْمِ اللَّهِ الَّذى لا الهَ الَّا هُوَ، عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ، الرَّحْمنُ الرَّحيمُ، اللّهُمَّ اذْهِبْ عَنِّى الْهَمَّ وَالْغَمَّ وَالْحَزَنَ (1)

- ثلاث مرات-

».

صلاة الغفيلة

9. تصلّي الغفيلة (بنيّة القربة المطلقة) بين المغرب والعشاء وهي ركعتان تقرأ بعد

الحمد

في الاولى:

وَذَا النُّونِ اذْ ذَهَبَ مُغاضِباً، فَظَنَّ انْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ، فَنادى فِى الظُّلُماتِ انْ لا الهَ الَّا انْتَ، سُبْحانَكَ انّى كُنْتُ مِنَ الظَّالِمينَ، فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَنَجَّيْناهُ مِنَ الْغَمِّ، وَكَذلِكَ نُنْجِى الْمُؤْمِنينَ. وفي الثانية بعد

الحمد

: وَعِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُها الّا هُوَ، وَيَعْلَمُ ما فِى الْبَّرِ وَالْبَحْرِ، وَما تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ الّا يَعْلَمُها، وَلا حَبَّةٍ فى ظُلُماتِ الْارْضِ، وَلا رَطْبٍ وَلا يابِسٍ الَّا فِى كِتابٍ مُبينٍ. ثمّ تأخذ بيديك للقنوت وتقول: اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ بِمَفاتِحِ الْغَيْبِ الَّتى لا يَعْلَمُها الَّا انْتَ، انْ تُصَلِّىَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَانْ تَفْعَلَ بى كَذا وَكَذا. وتذكر حاجتك بدل كذا وكذا (مثلًا تقول:

وَانْ تَرْزُقَنِى خَيْرَ الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ

) ثمّ تقول:

اللَّهُمَّ انْتَ وَلِىُّ نِعْمَتى وَالْقادِرُ عَلى طَلِبَتى تَعْلَمُ حاجَتى فَاسْئَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمُ السَّلامُ، لَمَّا قَضَيْتَها لى

فقد روي عن الإمام الصادق عليه السلام أنّ: «

مَنْ أتى بهِذِه الصَّلاةِ وَسَألَ اللَّهَ حاجَتَهُ أعْطاهُ اللَّهُ مَا سَأَلَ»(2).

تعقيب صلاة العشاء:

وردت الآيات والأذكار التالية في تعقيبات صلاة العشاء:


1- الكافي: ج 2، ص 549، ح 10.
2- مصباح المتهجّد: ص 106؛ مصباح الكفعمي: ص 398.

ص: 714

1. سورة القدر سبع مرّات (1).

2. ثمّ تقول:

اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمواتِ السَّبْعِ وَما اظَلَّتْ، وَرَبَّ الْأَرَضينَ السَّبْعِ وَما اقَلَّتْ، وَرَبَّ الشَّياطينِ وَما اضَلَّتْ، وَرَبَّ الرِّياحِ وَما ذَرَتْ، اللَّهُمَّ رَبَّ كُلِّ شَىْ ءٍ، وَالهَ كُلِّ شَىْ ءٍ، وَمَليكَ كُلِّ شَىْ ءٍ، انْتَ اللَّهُ الْمُقْتَدِرُ عَلى كُلِّ شَىْ ءٍ، انْتَ اللَّهُ الْأَوَّلُ فَلا شَىْ ءَ قَبْلَكَ، وَانْتَ الْأخِرُ فَلا شَىْ ءَ بَعْدَكَ، وَانْتَ الظَّاهِرُ فَلا شَىْ ءَ فَوْقَكَ، وَانْتَ الْباطِنُ فَلا شَىْ ءَ دُونَكَ، رَبَّ جَبْرَئيلَ وَميكائيلَ وَاسْرافيلَ، وَالِهَ ابْراهيمَ [وَاسْمعيلَ (2)، وَاسْحقَ وَيَعْقُوبَ [وَالأَسْباطِ](3)، اسْئَلُكَ انْ تُصَلِّىَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَانْ تَوَلّانى بِرَحْمَتِكَ، وَلا تُسَلِّطَ عَلَىَّ احَداً مِنْ خَلْقِكَ مِمِّنْ لا طاقَةَ لى بِهِ، اللَّهُمَّ الَيْكَ فَحَبِّبْنى وَفِى النَّاسِ فَعَزِّزْنى وَمِنْ شَرِّ الشَّياطينِ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ فَسَلِّمْنى، يا رَبَّ الْعالَمينَ، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ. ثمّ اطلب ما تشاء من اللَّه تعالى (4).

3. سجدة الشكر(5).

4. تصلّي الوتيرة (نافلة العشاء)(6) (مضت كيفيتها في آداب صلاة العشاء، ص 692).

تعقيب صلاة الصبح:

تعقيبات صلاة الصبح أكثر من تعقيبات سائر الصلوات والتأكيد عليها أعظم ووردت عدّة أخبار في فضيلتها، ولكن كما ذكرنا سابقاً فإن كلّ فرد يأتي بالمقدار الذي يسعه ويناسبه.

1. عن أميرالمؤمنين عليه السلام: «

إنّ ذِكْرَ اللَّهِ بَعْدَ صَلاةِ الغَداةِ إلى طُلوعِ الشَّمْسِ أسْرَعُ فِي طَلَبِ الرِّزْقِ مِنَ الضَّرْبِ في الأرْضِ»(7).

2. وقال النبي صلى الله عليه و آله: «

مَنْ جَلَسَ فِي مُصَلّاهُ مِن صَلاةِ الفَجْرِ إلى طُلوعِ الشَّمْسِ سَتَرَهُ اللَّهُ مِنَ


1- مصباح المتهجّد: ص 109.
2- ما ورد بين القوسين جاء في بحار الأنوار: ج 83، ص 128.
3- ما ورد بين القوسين جاء في بحار الأنوار: ج 83، ص 128.
4- البلد الأمين: ص 31.
5- مصباح المتهجّد: ص 113.
6- المصدر السابق: ص 114.
7- مكارم الأخلاق: ص 305.

ص: 715

النّارِ»(1).

3. قال الإمام الباقر عليه السلام: «

إنَّ إبْلِيسَ إنَّما يَبُثُّ جُنودَهُ جُنودَ اللَّيلِ مِنْ حِين تَغِيبُ الشَّمْسُ إلى مَغِيبِ الشَّفَقِ ويَبُثُّ جُنودَ النَّهارِ مِن حينِ يَطْلُعُ الفَجْرُ إلى مَطْلَعِ الشَّمْسِ» وذُكِرَ أنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله كانَ يَقُولُ: «أكْثِروا ذِكْرَ اللَّهِ عزَّ وجِلَّ فِي هاتَيْنِ السّاعَتَينِ ... فإنَّهُما ساعَتا الغَفْلَةِ»(2).

4. روي بسند صحيح عن الإمام الرضا عليه السلام أنّه لما كان في خراسان كان يجلس في مصلّاه بعد صلاة الصبح حتّى طلوع الشمس ويعقبّ ثمّ يأتوه بالمسواك ويستاك ثمّ يقرأ القرآن (3).

5. وروي عن النبيّ صلى الله عليه و آله: «

مَن قَعَدَ فِي مُصَلّاهُ الّذِي صَلّى فِيه الفَجْرَ يَذْكُرُ اللَّهَ حتّى تَطْلُعُ الشَّمْسُ كانَ لَهُ حَجُّ بَيْتِ اللَّهِ»(4).

6. وجاء في الحديث القدسيّ: «

يا ابنَ آدَمَ اذْكُرْنِي بَعْدَ الغَداةِ ساعَةً وبَعْدَ العَصْرِ ساعَةً أكْفِكَ مَا أهَمَّكَ»(5).

الأدعية والأذكار والآيات الواردة في تعقيب صلاة الصبح:

1. روى الشيخ الصدوق بسند معتبر عن الإمام الباقر عليه السلام قال: «

مَنِ اسْتَغْفَرَ اللَّهَ بَعْدَ صَلاةِ الفَجْرِ سَبْعِينَ مَرّةً وقال: (استَغفِرُ اللَّهَ رَبّي وَأتُوبُ إليهِ) غَفَرَ اللَّهُ لَهُ»(6).

2. روى الشيخ الصدوق بسند صحيح عن أميرالمؤمنين عليه السلام قال: «

مَن صَلّى صَلاةَ الفَجْرِ ثُمَّ قَرَأ قُلْ هُوَ اللَّهُ أحَدٌ إحدى عَشْرَةَ مَرَّةً لَمْ يَتْبَعْهُ ذلِكَ اليَومِ ذَنْبٌ وإنْ رَغَمَ أنْفُ الشَّيْطانِ»(7).

3. روى المرحوم الشيخ الكليني بسند صحيح عن الإمام الصادق عليه السلام: «

مَن قال دُبُرَ صَلَاةِ الصُّبْحِ مائةَ مَرَّةً

: ما شاءَ اللَّهُ كانَ، لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ الَّا بِاللَّهِ الْعَلِىِّ الْعَظيم،

لَمْ يَرَ مَكْرُوهاً في ذلِكَ اليَومِ»(8).


1- مكارم الأخلاق: ص 305؛ بحار الأنوار: ج 83، ص 129، ح 2.
2- مفتاح الفلاح: ص 252.
3- من لايحضره الفقيه: ج 1، ص 504، ح 1451.
4- تهذيب الأحكام: ج 2، ص 138، ح 303.
5- من لا يحضره الفقيه: ج 1، ص 329، ح 965.
6- ثواب الأعمال: ص 165؛ بحار الأنوار: ج 83، ص 134، ح 15.
7- ثواب الأعمال: ص 45؛ بحار الأنوار: ج 83، ص 135، ح 18.
8- الكافي: ج 2، ص 53، ح 24.

ص: 716

رواها أيضاً المرحوم الشيخ الطوسي وسائر الأعلام في كتبهم (1).

4. قال الإمام الباقر عليه السلام: «

مَنْ قَرَأ القَدْرَ بَعْدَ طُلوعِ الفَجْرِ سَبْعَ مَرّاتٍ صَلّى عَلَيهِ صَفٌّ مِنَ المَلائِكَةِ سَبْعينَ صَلاةً وتَرَحَّمُوا عَلَيهِ سَبْعِينَ رَحْمَةً»(2).

5. روي أنّ أبا القمقام أتى أبا الحسن الكاظم عليه السلام وكان رجلًا مُحارَفاً فَشَكى إليه حرفته وأنّه لا يتوجّه في حاجة فتقضى له. فقال له ابوالحسن عليه السلام: «

قُل فِي دُبُرِ الْفَجرِ:

سُبْحانَ اللَّهِ الْعَظيمِ وَبِحَمْدِهِ، اسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَاسْأَلُهُ مِنْ فَضْلِهِ عَشرَ مرّاتٍ.

قال أبوالقَمقام: فلزمت ذلك فواللَّه ما لبثت إلّاقليلًا حتّى ورد عليَّ قوم من البادية فأخبروني أنّ رجلًا من قومي مات ولم يعرف له وارث غيري فانطلقت وقبضت ميراثه ولم أزل مستغنياً(3).

وروي في الكافي ومكارم الأخلاق أن رجلًا قال للكاظم عليه السلام: جعلت فداك علّمني دعاءً جامعاً للدنيا والآخرة وأوجز، فعلّمَه هذا الدعاء ليدعو به في دبر الفجر إلى أن تطلع الشمس فواظب عليه وحسن حاله (4).

6. قال عبداللَّه بن سنان ذهبت إلى الصادق عليه السلام فقال: «

أَلا أُعَلِّمُكَ شَيْئاً إذا قُلْتَهُ قَضى اللَّهُ دَيْنَكَ وأَنْعَشَ حَالَكَ

». فقلت: ما أحوجني إلى ذلك. فقال عليه السلام: «

قُلْ فِي دُبُرِ صَلاةِ الفَجْرِ

: تَوَكَّلْتُ عَلَى الْحَىِّ الْقَيُّومِ الَّذى لا يَمُوتُ، وَالْحَمْدُ للَّهِ الَّذى لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَريكٌ فِى الْمُلْكِ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِىٌّ مِنَ الذُّلِّ، وَكَبِّرْهُ تَكْبيراً، اللَّهُمَّ انّى اعُوذُ بِكَ مِنَ الْبُؤْسِ وَالْفَقْرِ، وَمِنْ غَلَبَةِ الدَّيْنِ وَالسُّقْمِ، وَاسْئَلُكَ انْ تُعينَنى عَلى ادآءِ حَقِّكَ الَيْكَ وَالَى النَّاسِ (5).

- چ چ-

7. روى الطوسي والكفعمي وغيرهما عن النبيّ صلى الله عليه و آله قال لأصحابه: «

أيَعْجِزُ أحَدُكُم أنْ يَتَّخِذَ كُلَّ صَباحٍ ومَساءٍ عَهْداً عِنْدَ اللَّهِ تَعالى

، قالوا: وكيف ذلك؟ قال صلى الله عليه و آله:

يَدْعُو بِهذا الدُّعاءِ فإذا دَعا بهِ


1- مصباح المتهجّد: ص 209؛ مصباح الكفعمي: ص 66.
2- بحار الأنوار: ج 83، ص 161، ح 40.
3- عدّة الداعي: ص 266؛ بحار الأنوار: ج 83، ص 130، ح 5.
4- الكافي: ج 2 ص، 550، ح 12؛ مكارم الأخلاق: ص 283.
5- تفسير العياشي: ج 2، ص 320، ح 182؛ بحار الأنوار: ج 83، ص 132، ح 8.

ص: 717

طُبِعَ عَلَيهِ بِطابعٍ ووُضِعَ تَحْتَ العَرْشِ، فإذا كانَ يَومُ القِيامَةِ نادى مُنادٍ: أينَ الّذين لَهُم عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْدٌ، فَيُعْطُونَ ذَلِكَ العَهْدَ ويَدْخُلونَ الجَنَّةَ»(1).

وقد ذكر المرحوم الطوسي هذا الدعاء لتعقيب فريضة الصبح:

اللَّهُمَّ فاطِرَ السَّمواتِ وَالْأَرْضِ، عالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ، الرَّحْمنَ الرَّحيمَ، اعْهَدُ الَيْكَ فى هذِهِ الدُّنْيا انَّكَ انْتَ اللَّهُ لا الهَ الَّا انْتَ، وَحْدَكَ لا شَريكَ لَكَ، وَانَّ مُحَمَّداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ، اللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَلا تَكِلْنى الى نَفْسى طَرْفَةَ عَيْنٍ ابَداً، وَلا الى احَدٍ مِنْ خَلْقِكَ، فَانَّكَ انْ وَكَلْتَنى الَيْها تُباعِدْنى مِنَ الْخَيْرِ، وَتُقَرِّبْنى مِنَ الشَّرِّ، اىْ رَبِّ لا اثِقُ الَّا بِرَحْمَتِكَ، فِصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّيِّبينَ، وَاجْعَلْ لى عِنْدَكَ عَهْداً تُؤَدّيهِ الَىَّ يَوْمَ الْقِيمَةِ، انَّكَ لا تُخْلِفُ الْميعادَ(2).

8. روى أنّه مَن قال بعد فريضة الفجر مائة مرّة:

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وقى اللَّه وجهه من نار جهنم (3).

-*-*-*-

ووردت في تعقيبات فريضة الصبح هذه الأعمال:

1. تقول عشر مرّات:

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، الْاوْصِيآءِ الرَّاضينَ الْمَرْضِيّينَ بِافْضَلِ صَلَواتِكَ، وَبارِكْ عَلَيْهِمْ بِافْضَلِ بَرَكاتِكَ، وَالسَّلامُ عَلَيْهِمْ وَعَلى ارْواحِهِمْ وَاجْسادِهِمْ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ (4).

- چ چ-


1- بحار الأنوار: ج 83، ص 152، ح 35.
2- مصباح المتهجّد: ص 214؛ البلد الأمين: ص 53( مع اختلاف يسير).
3- بحار الأنوار: ج 83، ص 133، ح 10.
4- مصباح المتهجّد: ص 207.

ص: 718

2. روي فضل عظيم (1) لهذه الصلوات بعد فريضة الظهر والعصر من الجمعة وذكرها الشيخ الطوسي في تعقيبات فريضة الفجر:

اللَّهُمَّ احْيِنى عَلى ما احْيَيْتَ عَلَيْهِ عَلِىَّ بْنَ ابى طالِبٍ، وَامِتْنى عَلى ما ماتَ عَلَيْهِ عَلِىُّ بْنُ ابى طالِبٍ عَلَيْهِ السَّلامُ (2).

- چ چ-

3. ثمّ قل: اصْبَحْتُ اللَّهُمَّ مُعْتَصِماً بِذِمامِكَ الْمَنيعِ، الَّذى لا يُطاوَلُ وَلا يُحاوَلُ، مِنْ [شَرِّ] كُلِّ غاشِمٍ وَطارِقٍ، مِنْ سآئِرِ مَنْ خَلَقْتَ وَما خَلَقْتَ مِنْ خَلْقِكَ الصَّامِتِ وَالنَّاطِقِ، فى جُنَّةٍ مِنْ كُلِّ مَخُوفٍ بِلِباسٍ سابِغَةٍ وَلاءِ اهْلِ بَيْتِ نَبِيِّكَ، مُحْتَجِباً مِنْ كُلِّ قاصِدٍ لى الى اذِيَّةٍ، بِجِدارٍ حَصينٍ الْإِخْلاصِ فِى الْإِعْتِرافِ بِحَقِّهِمْ، وَالتَّمَسُّكِ بِحَبْلِهِمْ، مُوقِناً انَّ الْحَقَّ لَهُمْ وَمَعَهُمْ وَفيهِمْ وَبِهِمْ، اوالى مَنْ والَوْا، وَاجانِبُ مَنْ جانَبُوا، فَاعِذْنِى اللَّهُمَّ بِهِمْ مِنْ شَرِّ كُلِّ ما اتَّقيهِ، يا عَظيمُ حَجَزْتُ الْأَعادِىَ عَنّى بِبَديعِ السَّمواتِ وَالْأَرْضِ، انَّا جَعَلْنا مِنْ بَيْنِ ايْديهِمِ سَدّاً وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً فَاغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ (3).

وهذا دعاء يدعى به في كلّ صباح ومساء وهو دعاء أميرالمؤمنين عليه السلام ليلة المبيت (الليلة التي نام فيها على فراش رسول اللَّه صلى الله عليه و آله لينجو صلى الله عليه و آله من مشركي مكّة)(4).

-*-*-*-

4. طبق رواية عن الإمام الرضا عليه السلام مَن قال بعد فريضة الصبح مائة مرّة: «

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ، لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلّا بِاللَّهِ الْعَلِىِّ الْعَظيم

». فهو أقرب إلى الاسم اللَّه الأعظم من سواد العين إلى بياضها(5).


1- اعلام الدين: ص 366.
2- مصباح المتهجّد: ص 207.
3- مصباح المتهجّد: ص 212؛ بحار الأنوار: ج 83، ص 148، ح 31.
4- البلد الأمين: ص 27.
5- مهج الدعوات: ص 316؛ بحار الأنوار: ج 83، ص 162، ح 41.

ص: 719

5. عن الإمام الصادق عليه السلام قال:

لِلدُّنْيا والآخِرَةِ ولِوَجَعِ العَيْنِ هذا الدُّعاءُ بَعْدَ فَرِيضَتَي الصُّبْحِ والمَغْرِبِ

: اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ عَلَيْكَ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاجْعَلِ النُّورَ فى بَصَرى وَالْبَصيرَةَ فى دينى وَالْيَقينَ فى قَلْبى وَالْإِخْلاصَ فى عَمَلى وَالسَّلامَةَ فى نَفْسى وَالسَّعَةَ فى رِزْقى وَالشُّكْرَ لَكَ ابَداً ما ابْقَيْتَنى (1).

- چ چ-

6. روي عن الإمام الجواد عليه السلام قال: «

مَن قالَ فِي دُبُرِ صَلاةِ الفَجْرِ لَمْ يَلْتَمِسْ حَاجَةً إلّاتَيَسَّرَتْ لَهُ وَكَفاهُ اللَّهُ ما أهَمَّهُ

» والدعاء طبق نقل مفتاح الفلاح:

بِسْمِ اللَّهِ وَصَلَّى اللَّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ، وَافَوِّضُ امْرى الَى اللَّهِ، انَّ اللَّهَ بَصيرٌ بِالْعِبادِ، فَوَقيهُ اللَّهُ سَيِّئاتِ ما مَكَرُوا، لا الهَ إلَّاانْتَ، سُبْحانَكَ انّى كُنْتُ مِنَ الظَّالِمينَ، فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَنَجَّيْناهُ مِنَ الْغَمِّ، وَكَذلِكَ نُنْجِى الْمُؤْمِنينَ، حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكيلُ، فَاْنَقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ، ما شآءَ اللَّهُ، لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ الّا بِاللَّه، ما شآءَ اللَّهُ لا ما شآءَ النَّاسُ، ما شآءَ اللَّهُ وَانْ كَرِهَ النَّاسُ، حَسْبِىَ الرَّبُّ مِنَ الْمَرْبُوبينَ، حَسْبِىَ الْخالِقُ مِنَ الْمَخْلُوقينَ، حَسْبِىَ الرَّازِقُ مِنَ الْمَرْزُوقينَ، حَسْبِىَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمينَ، حَسْبى مَنْ هُوَ حَسْبى حَسْبى مَنْ لَمْ يَزَلْ حَسْبى حَسْبى مَنْ كانَ مُذْ كُنْتُ حَسْبى حَسْبِىَ اللَّهُ لا الهَ الَّا هُوَ، عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظيمِ (2).

- چ چ-

7. حكى المرحوم ثقة الإسلام النوري في كتاب دار السلام عن شيخه المرحوم العالم الرباني الحاج فتح علي السلطان آبادي أنّ الآخوند محمّد صادق العراقي كان في غاية الضيق والعسرة


1- الكافي: ج 2، ص 549، ح 11.
2- مفتاح الفلاح: ص 84؛ الكافي: ج 2، ص 547، ح 6( باختلاف يسير).

ص: 720

والضراء ومضى عليه ذلك فلم يجد من كربه فرجاً فرأى ليلة في المنام كأنّه في مكان فيه خيمة عظيمة فسأل عن صاحبها، فقيل فيها الكهف الحصين وغياث المضطر المستكين الحجّة القائم المهدي المنتظر عجّل اللَّه تعالى فرجه الشريف، فأسرع الذهاب إليه فلمّا وافاه عليه السلام شكا عنده سوء حاله وسأله دعاء يفرج به همه ويدفع به غمه. فأحاله عليه السلام إلى سيّد وإلى خيمته فخرج من عنده ودخل في تلك الخيمة فرأى السيّد السند والحبر المعتمد السيّد محمّد السلطان آبادي قاعداً على سجادته مشغولًا بدعائه وقراءته، فذكر له بعد السلام وقصّ عليه خبره. فعلمه دعاء يستكفي به ضيقه. فانتبه من نومه والدعاء محفوظ في خاطره فقصد بيت السيّد وكان قبل تلك الرؤية نافراً عنه، فلمّا دخل عليه رآه كما في النوم على مصلّاه ذاكراً ربّه، فلمّا سلّم عليه أجابه وتبسم في وجهه كأنّه عرف القضية فسأل عنه ما سأل عنه في الرؤيا فعلمه من حينه عين ذاك الدعاء فدعا به في قليل من الزمان فصبت عليه الدنيا في كلّ ناحية ومكان.

والدعاء:

الأوّل: أن يذكر عقيب الفجر سبعين مرّة واضعاً يده على صدره:

يا فتّاح.

الثاني: أن يواظب على هذا الدعاء المروي في الكافي وقد علمه النبي صلى الله عليه و آله لأحد أصحابه مبتلى بالسقم والفقر:

لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ الَّا بِاللَّهِ العَلِىِّ الْعَظيمِ، تَوَكَّلْتُ عَلَى الْحَىِّ الَّذى لا يَمُوتُ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذى لَمْ يَتَّخِذْ صاحِبَةً وَلاوَلَداً، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَريكٌ فِى الْمُلْكِ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِىٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبيراً(1).

الثالث: أن يدعو في دبر صلاة الغداة بالدعاء الذي ذكرناه سابقاً (ص 719): (

بِسْمِ اللَّهِ وصَلّى اللَّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ وأُفَوِّضُ أمْرِي إلى اللَّهِ ... الخ

).

-*-*-*-


1- الكافي: ج 2، ص 551، ح 3.

ص: 721

الفصل الثالث: سجدة الشكر

اشارة

اسجد سجدة الشكر عقب الإتيان بالتعقيبات، ففي إجماع علماء الشيعة سجدة الشكر سنّة عند تجدد نعمة أو دفع بلاء.

والأفضل في هذه السجدة ما كانت بعد الصلاة شكراً لتوفيق اللَّه لأدائها. ونشير هنا إلى بعض الروايات الواردة في أهمية سجدة الشكر:

1. روي بسند معتبر عن الإمام الباقر عليه السلام قال: «

إنَّ أبِي عليَّ بنَ الحُسَينِ عليهما السلام ما ذَكَرَ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيهِ إلّاسَجَدَ، وَلا قَرأ آيَةً مِن كِتَابِ اللَّهِ فِيها سُجُودٌ إلّاسَجَدَ، وَلا دَفَعَ اللَّهُ عَنْهُ سُوءً إلّاسَجَدَ، وَلا فَرَغَ مِنْ صَلاةٍ مَفْروضَةٍ إلّاسَجَدَ، وَلا وُفِّقَ لإصْلاحٍ بَيْنَ اثنَيْنِ إلّاسَجَدَ. وكانَ أَثَرُ السُّجودِ فِي جَميعِ مَواضِعِ سُجودِهِ فَسُمِّيَ السَّجَّادَ لذلِكَ»(1).

2. روي بسند صحيح عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: «

أيَّما مُؤمِنٍ سَجَدَ للَّهِ سَجْدَةً لِشُكْرِ نِعْمَةٍ- فِي غَيْرِ صَلاةٍ- كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِها عَشْرَ حَسَناتٍ وَمَحا عَنْهُ عَشْرَ سَيِّئاتٍ وَرَفَعَ لَهُ عَشْرَ دَرَجاتٍ فِي الجِنانِ»(2).

3. روي بسند موثّق عن الرضا عليه السلام قال: «

السَّجْدَةُ بَعْدَ الفَريضَةِ شُكْرٌ للَّهِ على ما وَفَّقَ لَهُ العَبْدَ مِن أداءِ فَرْضِهِ، وأدْنى ما يَجْزي فِيها مِنَ الْقَوْلِ أنْ يَقولَ: شُكْراً للَّهِ، شُكْراً للَّهِ، شُكْراً للَّهِ ثَلاثَ مَرّاتٍ»(3).

كيفيّة سجدة الشكر:

لا يشترط في سجدة الشكر شرط، فتصحّ كيفما أُتي بها، والأفضل أن تكون السجدة على


1- علل الشرائع: ج 1، ص 232، ح 1؛ بحار الأنوار: ج 83، ص 201، ح 11.
2- ثواب الأعمال: ص 35؛ بحار الأنوار: ج 83، ص 201، ح 12.
3- عيون أخبار الرضا: ج 1، ص 281، ح 27؛ بحار الأنوار: ج 83، ص 198، ح 5.

ص: 722

الأرض وأن تسجد على المواضع السبعة كما في الصلاة، والأفضل أن تلصق ساعديك بالأرض عكس ما تعمل في الصلاة(1) وسنّة فيها أن تضع جبهتك أوّلًا على الأرض ثمّ خدّك الأيمن ثمّ الأيسر ثمّ تعود إلى السجود فتضع جبهتك على الأرض ثانياً(2) ولأجل ذلك يقال سجدتا الشكر.

وتصحّ السجدة على الظاهر إذا خلت من أيّ دعاء أو ذكر ولكن السنّة أن لا تخلو من شي ء منهما.

وروي أنّ المعصومين عليهم السلام كانوا يطيلون هذا السجود. فالكاظم عليه السلام كان يظل ساجداً (في سجن هارون) من بعد طلوع الفجر إلى الزوال (3).

وروي عن الفضل بن شاذان قال: إنّ الحسن بن عليّ بن فضّال كان يخرج إلى الصحراء للعبادة فيسجد السجدة فتجيى ء الطير فتقع عليه فما يظن إلّاأنّه ثوب أو خرقة، وأنّ الوحش لترعى حوله فلا تنفر منه لما قد أنست به (4).

الدعوات في سجدة الشكر:

1. قال الإمام الرضا عليه السلام: «

قُلْ فِي سَجْدَةِ الشُّكْرِ مائَةَ مَرَّةً (شُكْراً شُكْراً) وإن شِئْتَ (عَفْواً عَفْواً)»(5).

وروي عن الإمام الصادق عليه السلام: «

أدْنى ما يَجْزِي في سَجْدَةِ الشُّكْرِ أنْ تَقولَ ثلاثاً:

شُكْراً للَّهِ (6).

2. روي بأسناد عديدة معتبرة أنّ الإمام الكاظم عليه السلام كان يكثر في سجدة الشكر من قول:

اللَّهُمَّ انّى اسْأَلُكَ الرَّاحَةَ عِنْدَ الْمَوْتِ، وَالْعَفْوَ عِنْدَ الْحِساب (7).

3. روى المرحوم ابن بابويه بسند معتبر عن الإمام الصادق عليه السلام قال: «

إذا قالَ العَبْدُ وهُوَ سَاجِدٌ: يا اللَّهُ، يا رَبَّاهُ، يا سَيِّداهُ يأتِي الجَوابُ: لَبَّيْكَ عَبْدِي سَلْ حاجَتَك»(8).


1- الكافي: ج 3، ص 324، ح 14.
2- المصدر السابق: ص 325، ح 17.
3- عيون أخبار الرضا: ج 1، ص 95، ح 14.
4- رجال الكشي: ص 515؛ بحار الأنوار: ج 83، ص 207، ح 21.
5- من لايحضره الفقيه: ج 1، ص 332، ح 970( كما ورد هذا الحديث في الكافي: ج 3، ص 326، ح 7 عن الإمام الكاظم عليه السلام).
6- المصدر السابق: ص 333، ح 978.
7- الكافي: ج 3، ص 323، ح 10؛ بحار الأنوار: ج 83، ص 217، ح 31.
8- أمالي الصدوق: ص 411، ح 6؛ بحار الأنوار: ج 83، ص 227، ح 47.

ص: 723

4. قال المرحوم الشيخ الطوسي في مصباح المتهجّد في فصل سجدة الشكر: يستحبّ أن يدعو لإخوانه المؤمنين في السجود فيقول:

اللَّهُمَّ رَبَّ الْفَجْرِ وَاللَّيالِى الْعَشْرِ، وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ، وَاللَّيْلِ اذا يَسْرِ، وَرَبَّ كُلِّ شَىْ ءٍ، وَالهَ كُلِّ شَىْ ءٍ، وَخالِقَ كُلِّ شَىْ ءٍ، وَمَليكَ كُلِّ شَىْ ءٍ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَافْعَلْ بى وَبِفُلانٍ وَفُلانٍ ما انْتَ اهْلُهُ، وَلا تَفْعَلْ بِنا ما نَحْنُ اهْلُهُ، فَانَّكَ اهْلُ التَّقْوى وَاهْلُ الْمَغْفِرَةِ(1).

ويقول اسم من يريد بدل:

فلان وفلان

، فإذا رفعت رأسك من السجود مسحت بيدك على موضع سجودك فمررت بها على وجهك تمسح بها جانب وجهك الأيمن ثمّ الأيسر ثلاث مرّات وتقول في كلّ مرّة:

اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ لا الهَ الَّا انْتَ، عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ، الرَّحْمنُ الرَّحيمُ، اللَّهُمَّ اذْهِبْ عَنِّى الْهَمَّ وَالْغَمَّ وَالْحَزَنَ وَالْفِتَنَ، ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ (2).

- چ چ-


1- مصباح المتهجّد: ص 241.
2- المصدر السابق: ص 243.

ص: 724

ص: 725

القسم السابع: الصلوات المستحبة

اشارة

الفصل الأوّل: صلوات المعصومين عليهم السلام الأربعة عشر

1. صلاة النّبيّ صلى الله عليه و آله

2. صلاة أميرالمؤمنين عليه السلام

3. صلاة فاطمة عليها السلام

4. صلاة الإمام الحسن عليه السلام

5. صلاة الإمام الحسين عليه السلام

6. صلاة الإمام زين العابدين عليه السلام

7. صلاة الإمام الباقر عليه السلام

8. صلاة الإمام الصادق عليه السلام

9. صلاة الإمام الكاظم عليه السلام

10. صلاة الإمام الرضا عليه السلام

11. صلاة الإمام الجواد عليه السلام

12. صلاة الإمام الهادي عليه السلام

13. صلاة الإمام الحسن العسكرى عليه السلام

14. صلاة الحجّة القائم عليه السلام

الفصل الثاني: صلوات معروفة أُخرى

1. صلاة جعفر الطيّار رحمه الله

2. صلاة الهدية للمعصومين عليهم السلام

3. صلاة ليلة الدفن

4. صلاة اخرى في ليلة الدفن

5. صلاة أوّل الشهر

6. صلاة الأعرابيّ

7. صلاة الولد لوالديه

8. صلاة وأعمال لحديث النفس و ...

9. صلاة مسجد جمكران

10. صلاة الليل

11. صلاة الاستغاثة بالزهراء عليها السلام

12. صلاة الحاجة

13. صلاة اخرى للحاجة

14. صلاة العسرة

15. صلاة لزيادة الرزق

16. صلاة أخرى لزيادة الرزق

ص: 726

ص: 727

أقسام الصلوات المستحبّة:

الصلاة أفضل وسيلة للارتباط باللَّه وأعظم علامة للعبودية وأوضح دلالة على عبودية العبد إزاء المعبود (مضى في مبحث التعقيبات شرح بشأن أهمية الصلاة في تربية الإنسان وتنمية الفضائل الأخلاقية وتنظيم المجتمع البشري).

ومن هنا جاءت التعاليم الإسلاميّة التي حثّت على الصلوات المندوبة إلى جانب الفرائض اليومية، ولكلّ منها أهمية كبيرة وتأثير عظيم.

ويمكن تقسيم الصلوات المستحبّة إلى أقسام:

1. النوافل اليومية التي تؤتى قبل الفرائض أو بعدها وهي وسيلة لقبول الفرائض وجبران النقص (1) (مضى شرح ذلك في قسم آداب وتعقيبات الصلاة).

2. الصلوات في بعض أوقات الليل والنهار التي تعدّ وقتاً مناسباً لمناجاة اللَّه والاستفاضة من النور الإلهيّ (مثل نافلة الليل).

3. الصلوات الواردة باسم المعصومين عليهم السلام فإنّهم عليهم السلام كانوا يأتون بها فاشتهرت بأسمائهم.

وأشياعُهم- وتبعاً لسنتهم- يأتون بهذه الصلوات.

4. الصلوات المشهورة باسم بعض أصحاب النبيّ صلى الله عليه و آله وأصحاب الأئمّة المعصومين عليهم السلام.

وهذه الطائفة من الصلوات كان المعصومون عليهم السلام يعلّمونهم إيّاها لأهداف معيّنة فاشتهرت


1- هناك رواية عن الإمام الرضا عليه السلام تؤيد المضمون المذكور( بحار الأنوار: ج 79، ص 294، ح 24).

ص: 728

بأسمائهم (مثل صلاة جعفر الطيّار).

وكان تعليم هذه الصلوات لغفران الذنوب أو حلّ المشاكل أو هدية معنوية كبرى.

5. الصلوات المتعلقة بأزمنة خاصة مثل صلاة أيّام الاسبوع سيّما يوم الجمعة وأوّل الشهر وسائر الصلوات لكسب الفيض من تلك الأيّام الخاصة.

6. الصلوات المرتبطة بأماكن خاصة ورد الحثّ عليها بسبب فضيلة تلك الأمكنة (مثل الصلاة في مسجد جمكران).

7. الصلوات التي أوصى بها المعصومون عليهم السلام لحل المشاكل الروحية أو المادية وقضاء الحاجات ورفع الصعاب (مثل صلوات الحاجة والصلاة لسعة الرزق وما شابه ذلك) وهم عليهم السلام يقبلون على اللَّه في المشاكل ويلجأون إلى الصلاة(1).

والقضية المهمة أن جميع هذه الصلوات- وإن اشتهرت بأسماء خاصة- لابدّ أن يؤتى بها بقصد القربة والتوجه إلى اللَّه، وإن كانت النتيجة النهائية بلوغ الحاجات الدنيوية.

ونتجه بادئ الأمر إلى الصلوات المشهورة باسم المعصومين عليهم السلام ونؤكد ثانية أنّ الصلوات باسم المعصومين عليهم السلام هي صلوات يؤتى بها جميعاً للَّه الواحد الأحد، ولكن حيث كان يأتي بها أولئك الكرام عليهم السلام فقد اشتهرت بأسمائهم ولها حقّاً قيمة عظيمة.

- چ چ-


1- إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله كان إذا حَزَبَه امرّ فزع إلى الصلاة.( بحار الأنوار: ج 79، ص 192).

ص: 729

الفصل الأول: صلوات المعصومين عليهم السلام

1. صلاة النبيّ صلى الله عليه و آله

روى السيّد ابن طاووس بسند معتبر عن الإمام الرضا عليه السلام قال: سألته عن صلاة جعفر الطيار.

فقال: «

أيْنَ أنْتَ عن صَلاةِ النّبيِّ صلى الله عليه و آله فَعَسى رَسولَ اللَّه لَمْ يُصَلِّ صَلاةَ جَعْفَرٍ، وَلَعَلَّ جَعْفَراً لَمْ يُصَلِّ صَلاةَ رَسولِ اللَّه صلى الله عليه و آله قَطّ

». فقلت: علّمنيها. قال: «

تُصَلّي رَكْعَتَيْنِ تَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فاتِحَةَ الكِتابِ و «إنّا أنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ القَدْرِ» خَمْس عَشْرَةَ مرَّةً ثُمَّ تَرْكَعُ فَتَقْرَأها خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً وخَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً إذا اسْتَوَيْتَ قائِماً، وَخَمْسَ عَشْرَة مرَّةً إذا سَجَدْتَ وكذلِكَ إنْ رَفَعْتَ رَأْسَكَ مِنَ السُّجودِ وكذلِكَ فِي السَّجْدَةِ الثانِيَةِ وعِنْدَ رَفْعِكَ رَأْسَكَ مِنَ الثانِيَةِ ثُمَّ تَنْصَرِفْ وَلَيْسَ بَيْنَكَ وبَيْنَ اللَّهِ ذَنْبٌ إلّاوقَدْ غُفِرَ لَكَ وتُعْطى جَمِيعَ مَا سَأَلْتَ» والدُّعاءُ بَعْدَها

: لا الهَ الَّا اللَّهُ، رَبُّنا وَرَبُّ آبآئِنَا الأَوَّلينَ، لا الهَ الَّا اللَّهُ، الهاً واحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ، لا الهَ الَّا اللَّهُ، لا نَعْبُدُ الَّا ايَّاهُ، مُخْلِصينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ، لا الهَ الَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ وَحْدَهُ [وَحْدَهُ ، انْجَزَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَاعَزَّ جُنْدَهُ، وَهَزَمَ الأَحْزابَ وَحْدَهُ، فَلَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلى كُلِّ شَىْ ءٍ قَديرٌ، اللهُمَّ انْتَ نُورُ السَّمواتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ فيهِنَّ، فَلَكَ الْحَمْدُ، وَانْتَ قَيَّامُ السَّمواتِ وَالْارْضِ وَمَنْ فيهِنَّ، فَلَكَ الْحَمْدُ، وَانْتَ الْحَقُّ وَوَعْدُكَ الْحَقُّ، فَقَوْلُكَ حَقٌّ، وَانْجازُكَ حَقٌّ، وَالْجَنَّةُ حَقٌّ، وَالنَّارُ حَقٌّ، اللَّهُمَّ لَكَ اسْلَمْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وَبِكَ خاصَمْتُ، وَالَيْكَ حاكَمْتُ، يا رَبِّ يا رَبِّ يا ربِّ، اغْفِرْ لى ما قَدَّمْتُ وَمااخَّرْتُ،

ص: 730

وَمااسْرَرْتُ وَاعْلَنْتُ، انْتَ الهى لا الهَ الَّا انْتَ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاغْفِرْ لى وَارْحَمْنى وَتُبْ عَلَىَّ انَّكَ انْتَ التَّوابُ الرَّحيمُ (1).

قال العلّامة المجلسي بعد ذكر هذه الصلاة: إنّ هذه الصلاة من الصلوات المشهورة ذكرها علماء الشيعة في كتبهم (2).

2. صلاة أميرالمؤمنين عليه السلام

روى الشيخ الطوسي (3) والسيّد ابن طاووس (4) عن الإمام الصادق عليه السلام قال: «

مَنْ صَلّى مِنْكُم أرْبَعَ

رَكَعاتٍ صَلاةَ أميرِالمُؤمنينَ عليه السلام خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ امُّهُ وقُضِيَتْ حَوائِجُهُ

». يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ الحَمْدُ مَرَّةً وخَمْسِينَ مَرَّةً الإخْلاصَ فإذا فَرَغ مِنْها دَعا بِهذا الدُّعاءِ وهُوَ تَسْبِيحُه عليه السلام والتّسبيحُ طبق نقل العلّامة المجلسي: سُبْحانَ مَنْ لا تَبيدُ مَعالِمُهُ، سُبْحانَ مَنْ لا تَنْقُصُ خَزآئِنُهُ، سُبْحانَ مَنْ لَا اضْمِحْلالَ لِفَخْرِهِ، سُبْحانَ مَنْ لا يَنْفَدُ ما عِنْدَهُ، سُبحانَ مَنْ لَاانْقِطاعَ لِمُدَّتِهِ، سُبْحانَ مَنْ لا يُشارِكُ احَداً فى امْرِهِ، سُبْحانَ مَنْ لا الهَ غَيْرُهُ* ثم يقول: يا مَنْ عَفا عَنِ السَّيِئاتِ وَلَمْ يُجازِ بِها، ارْحَمْ عَبْدَكَ يا اللَّهُ يا اللَّهُ، نَفْسى نَفْسى انَا عَبْدُكَ يا سَيِّداهُ، انَا عَبْدُكَ بَيْنَ يَدَيْكَ ايا رَبَّاهُ، الهى بِكَيْنُونَتِكَ يا امَلاهُ، يا رَحْماناهُ يا غِياثاهُ، عَبْدُكَ عَبْدُكَ لا حيلَةَ لَهُ، يا مُنْتَهى رَغْبَتاهُ، يا مُجْرِىَ الدَّمِ فى عُرُوقى عَبْدُكَ يا سَيِّداهُ يا مالِكاهُ، ايا هُوَ ايا هُوَ، يا رَبَّاهُ عَبْدُكَ عَبْدُكَ لا حيلَةَ لى وَلا غِنى بى عَنْ نَفسْى (5)، وَلا اسْتَطيعُ لَها ضَرّاً وَلا نَفْعاً، وَلا اجِدُ مَنْ اصانِعُهُ، تَقَطَّعَتْ اسْبابُ الْخَدايِع عَنّى وَاضْمَحَلَّ كُلُّ مَظْنُونٍ عَنِّى افْرَدَنِى الدَّهْرُ الَيْكَ، فَقُمْتُ بَيْنَ يَدَيْكَ هذَا الْمَقامَ، يا الهى بِعِلْمِكَ كانَ هذا كُلُّهُ، فَكَيْفَ انْتَ صانِعٌ بى


1- جمال الاسبوع: ص 246.
2- بحار الأنوار: ج 88، ص 169، ح 1.
3- مصباح المتهجّد: ص 292.
4- جمال الاسبوع: ص 248.
5- ورد في مصباح المتهجّد« و لا غناءَ عن نفسي».

ص: 731

وَلَيْتَ شِعْرى كَيْفَ تَقُولُ لِدُعآئى اتَقُولُ نَعَمْ امْ تَقُولُ لا، فَانْ قُلْتَ لا فَيا وَيْلى يا وَيْلى يا وَيْلى يا عَوْلى يا عَوْلى يا عَوْلى يا شِقْوَتى يا شِقْوَتى يا شِقْوَتى يا ذُلّى يا ذُلّى يا ذُلّى الى مَنْ وَمِمَّنْ اوْ عِنْدَ مَنْ، اوْ كَيْفَ اوْ ماذا، اوْ الى اىِّ شَىْ ءٍ الْجَأُ وَمَنْ ارْجُو، وَمَنْ يَجُودُ عَلىَّ بِفَضْلِهِ حينَ تَرْفُضُنى يا واسِعَ الْمَغْفِرَةِ، وَانْ قُلْتَ نَعَمْ كَما هُوَ الظَّنُّ بِكَ وَالرَّجآءُ لَكَ، فَطُوبى لى انَا السَّعيدُ وَا نَا الْمَسْعُودُ، فَطُوبى لى وَانَا الْمَرْحُومُ، يا مُتَرَحِّمُ يا مُتَرَئِّفُ، يا مُتَعَطِّفُ يا مُتَجَبِّرُ، يا مُتَمَلِّكُ يا مُقْسِطُ، لا عَمَلَ لى ابْلُغُ بِهِ نَجاحَ حاجَتى اسْئَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذى جَعَلْتَهُ فى مَكْنُونِ غَيْبِكَ، وَاسْتَقَرَّ عِنْدَكَ، فَلا يَخْرُجُ مِنْكَ الى شَىْ ءٍ سِواكَ، اسْئَلُكَ بِهِ وَبِكَ وَبِهِ، فَانَّهُ اجَلُّ وَاشْرَفُ اسْمآئِكَ، لا شَىْ ءَ لى غَيْرُ هذا، وَلا احَدَ اعْوَدُ عَلىَّ مِنْكَ، يا كَيْنُونُ يا مُكَوِّنُ، يا مَنْ عَرَّفَنى نَفْسَهُ، يا مَنْ امَرَنى بِطاعَتِهِ، يا مَنْ نَهانى عَنْ مَعْصِيَتِهِ، وَيا مَدْعُوُّ يا مَسْئُولُ، يا مَطْلُوباً الَيْهِ، رَفَضْتُ وَصِيَّتَكَ الَّتى اوْصَيْتَنى بِها وَلَمْ اطِعْكَ، وَلَوْ اطَعْتُكَ فيما امَرْتَنى لَكَفَيْتَنى ما قُمْتُ الَيْكَ فيهِ، وَانَا مَعَ مَعْصِيَتى لَكَ راجٍ، فَلا تَحُلْ بَيْنى وَبَيْنَ ما رَجَوْتُ، يا مُتَرَحِّماً لى اعِذْنى مِنْ بَيْنِ يَدَىَّ وَمِنْ خَلْفى وَمِنْ فَوْقى وَمِنْ تَحْتى وَمِنْ كُلِّ جِهاتِ الْإِحاطَةِ بى اللهُمَّ بِمُحَمَّدٍ سَيِّدى وَبِعَلِىٍّ وَلِيّى وَبِالْأَئِمَّةِ الرَّاشِدينَ عَلَيْهِمُ السَّلامُ، اجْعَلْ عَلَيْنا صَلَواتِكَ وَرَاْفَتَكَ وَرَحْمَتَكَ، وَاوْسِعْ عَلَيْنا مِنْ رِزْقِكَ، وَاقْضِ عَنَّا الدَّيْنَ وَجَميعَ حَوآئِجِنا، يا اللَّهُ يا اللَّهُ يا اللَّهُ، انَّكَ عَلى كُلِّ شَىْ ءٍ قَديرٌ.

ثمّ قال عليه السلام: «

مَن صَلّى هذِهِ الصَّلاةَ ودَعا بِهذا الدُّعاءِ غُفِرَتْ ذُنُوبُه»(1).

-

چ چ-


1- بحار الأنوار: ج 88، ص 172، ح 5.

ص: 732

3. صلاة فاطمة عليها السلام

روي أنّه كانت لفاطمة عليها السلام ركعتان تصليهما علمها إياهما جبرئيل عليه السلام تقرأ في الركعة الاولى بعد

الفاتحة

سورة

القدر

مائة مرّة وفي الثانية بعد

الحمد

سورة

التوحيد

وإذا سلّمت قالت:

سُبحانَ ذِى الْعِزِّ الشّامِخِ الْمُنيفِ، سُبْحانَ ذِى الْجَلالِ الْباذِخِ الْعَظيمِ، سُبحانَ ذِى الْمُلْكِ الْفاخِرِ الْقَديمِ، سُبحانَ مَنْ لَبِسَ الْبَهْجَةَ وَالْجَمالَ، سُبحانَ مَنْ تَرَدّى بِالنُّورِ وَالْوَقارِ، سُبحانَ مَنْ يَرى اثَرَ النَّمْلِ فِى الصَّفا، سُبحانَ مَنْ يَرى وَقْعَ الطَّيْرِ فِى الْهَواءِ، سُبحانَ مَنْ هُوَ هكَذا لا هكَذا غَيْرُهُ (1). وجاء في رواية اخرى: «

أنّه يُسَبِّحُ بَعْدَ الصَّلاةِ تَسْبِيحَها المَنْقول عَقِبَ كُلِّ فَرِيضَةٍ ثُمَّ يُصَلّي على مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ مائةَ مرَّة»(2).

صلاة اخرى لفاطمة عليها السلام:

روى الشيخ الطوسي والسيّد ابن طاووس عن صفوان قال: دخل محمّد بن علي الحلبي على الصادق عليه السلام في يوم الجمعة وقال له: تعلّمني أفضل ما أصنع في هذا اليوم؟ فقال عليه السلام: «

ما أعْلَمُ أنّ أحَداً كانَ أكْثَرَ عِنْدَ رَسولِ اللَّه صلى الله عليه و آله مِن فاطِمَةَ عليها السلام ولا أفْضَلَ مِمّا علَّمَها أبُوها رَسولُ اللَّهِ صلى الله عليه و آله قال: مَنْ أصْبَحَ يَوْمَ الجُمُعَةِ فَاغْتَسَلَ وَصَفَّ قَدَمَيْهِ وصَلّى أرْبَعَ رَكَعاتٍ (بتسليمين) يَقْرَأُ فِي أوَّلِ رَكْعَةٍ فاتِحَةَ الكِتَابِ و «قُلْ هُوَ اللَّهُ أحَدٌ» خَمْسِينَ مَرَّةً وفِي الثانِيَةِ فاتِحَةَ الكِتَابِ والعادِيَاتِ خَمْسِينَ مرَّةً وفِي الثالِثَةِ فاتِحَةَ الكِتَابِ و «إذا زُلْزِلَتْ» خَمْسِينَ مَرَّةً وفِي الرابعة فاتِحَةَ الكِتَابِ و «إذا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ» خَمْسِينَ مرَّةً فإذا فَرَغ مِنها دَعَا فقال

: الهى وَسَيِّدى مَنْ تَهَيَّأَ أوْ تَعَبَّأَ اوْ اعَدَّ اوِ اسْتَعَدَّ لِوِفادَةِ مَخْلُوقٍ رَجآءَ رِفْدِهِ، وَفَوائِدِهِ وَنائِلِهِ، وَفَواضِلِهِ وَجَوآئِزِهِ، فَالَيْكَ يا الهى كانَتْ تَهْيِئَتى وَتَعْبِئَتى وَاعْدادى وَاسْتِعْدادى رَجآءَ رِفْدِكَ وَفَوآئِدِكَ وَمَعْرُوفِكَ، وَنآئِلِكَ وَجَوآئِزِكَ، فَلا تُخَيِّبْنى مِنْ ذلِكَ، يا مَنْ لا تَخيبُ عَلَيْهِ مَسْئَلةُ السَّآئِلِ، وَلا تَنْقُصُهُ عَطِيَّةُ نآئِلٍ،


1- بحار الأنوار: ج 88، ص 180، ح 7.
2- المصدر السابق: ص 181، ح 8.

ص: 733

فَانّى لَمْ آتِكَ بِعَمَلٍ صالِحٍ قَدَّمْتُهُ، وَلا شَفاعَةِ مَخْلُوقٍ رَجَوْتُهُ اتَقَرَّبُ الَيْكَ بِشَفاعَتِهِ، الّا مُحَمَّداً وَاهْلَ بَيْتِهِ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ، اتَيْتُكَ ارْجُو عَظيمَ عَفْوِكَ، الَّذى عُدْتَ بِهِ عَلَى الْخاطِئينَ عِنْدَ عُكُوفِهِمْ عَلَى الْمَحارِمِ، فَلَمْ يَمْنَعْكَ طُولُ عُكُوفِهِمْ عَلَى الْمَحارِمِ انْ جُدْتَ عَلَيْهِمْ بِالْمَغْفِرَةِ، وَانْتَ سَيِّدِى الْعَوَّادُ بِالنَّعْمآءِ، وَانَا الْعَوَّادُ بِالْخَطآءِ، اسْئَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وآلِهِ الطَّاهِرِينَ، انْ تَغْفِرَ لى ذَنْبِىَ الْعَظيمَ، فَانَّهُ لا يَغْفِرُ الْعَظيمَ الَّا الْعَظيمُ، يا عَظيمُ يا عَظيمُ يا عَظيمُ، يا عَظيمُ يا عَظيمُ، يا عَظيمُ يا عَظيمُ»(1).

4. صلاة الإمام الحسن عليه السلام

أورد السيّد ابن طاووس في جمال الأسبوع صلاة له عليه السلام أربع ركعات (بتسليمين) تُصلّي يوم الجمعة وهي كصلاة أميرالمؤمنين عليه السلام.

كما رويت صلاة اخرى أربع ركعات كلّ ركعة

بالحمد

و

الإخلاص

خمساً وعشرين مرّة، ودعاؤه هو:

اللَّهُمَّ انّى اتَقَرَّبُ الَيْكَ بِجُودِكَ وَكَرَمِكَ، وَاتَقرَّبُ الَيْكَ بِمُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، وَاتَقَرَّبُ الَيْكَ بِمَلائِكَتِكَ الْمُقَرَّبينَ، وَانْبِيآئِكَ وَرُسُلِكَ، انْ تُصَلِّىَ عَلى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، وَعَلى آلِ مُحَمَّدٍ، وَانْ تُقيلَنى عَثْرَتى وَتَسْتُرَ عَلَىَّ ذُنُوبى وَتَغْفِرَها لى وَتَقْضِىَ لى حَوآئِجى وَلا تُعَذِّبْنى بِقَبيحٍ كانَ مِنّى فَانَّ عَفْوَكَ وَجُودَكَ يَسَعُنى انَّكَ عَلى كُلِّ شَىْ ءٍ قَديرٌ(2).-

چ-


1- مصباح المتهجّد: ص 318؛ جمال الاسبوع: ص 264؛ بحار الأنوار: ج 86، ص 368، ح 64( باختلاف يسير).
2- جمال الاسبوع: ص 270؛ بحار الأنوار: ج 88، ص 185، ح 11.

ص: 734

5. صلاة الإمام الحسين عليه السلام

أربع ركعات تقرأ في كلّ ركعة كلّاً من

الحمد

و

التوحيد

خمسين مرّة وإذا ركعت- بعد ذكر الركوع- تقرأ

الفاتحة

عشراً و

الإخلاص

وكذلك إذا رفعت رأسك من الركوع وكذلك في كلّ سجدة وبين كلّ سجدتين. فإذا سلّمت فادع بهذا الدعاء:

اللَّهُمَّ انْتَ الَّذِى اسْتَجَبْتَ لِأدَمَ وَحَوَّا، اذْ قالا رَبَّنا ظَلَمْنا انْفُسَنا وَانْ لَمْ تَغْفِرْ لَنا وَتَرْحَمْنا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرينَ، وَناداكَ نُوحٌ فَاسْتَجَبْتَ لَهُ، وَنَجَّيْتَهُ وَاهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظيمِ، وَاطْفَاْتَ نارَ نُمْرُودَ عَنْ خَليلِكَ ابْراهيمَ، فَجَعَلْتَها بَرْداً وَسَلاماً، وَانْتَ الَّذِى اسْتَجَبْتَ لِأَيُّوبَ، اذْ نادى رَبِّ مَسَّنِىَ الضُّرُّ وَانْتَ ارْحَمُ الرَّاحِمينَ، فَكَشَفْتَ ما بِهِ مِنْ ضُرٍّ، وَآتَيْتَهُ اهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِكَ، وَذِكْرى لِأُولِى الْأَلْبابِ، وَانْتَ الَّذِى اسْتَجَبْتَ لِذِى النُّونِ، حينَ ناداكَ فِى الظُّلُماتِ انْ لا الهَ الّا انْتَ، سُبْحانَكَ انّى كُنْتُ مِنَ الظَّالِمينَ، فَنَجَّيْتَهُ مِنَ الْغَمِّ، وَانْتَ الَّذِى اسْتَجَبْتَ لِمُوسى وَهرُونَ دَعْوَتَهُما، حينَ قُلْتَ: قَدْ اجيبَتْ دَعْوَتُكُما فَاسْتَقيما.

وَاغْرَقْتَ فِرْعَوْنَ وَقَوْمَهُ، وَغَفَرْتَ لِداوُدَ ذَنْبَهُ، وَتُبْتَ عَلَيْهِ رَحْمَةً مِنْكَ وَذِكْرى وَفَدَيْتَ اسْماعيلَ بِذِبْحٍ عَظيمٍ بَعْدَما اسْلَمَ، وَتَلَّهُ لِلْجَبينِ، فَنادَيْتَهُ بِالْفَرَجِ وَالرَّوْحِ، وَانْتَ الَّذى ناداكَ زَكَرِيَّا نِدآءً خَفِيّاً، فَقالَ رَبِّ انّى وَهَنَ الْعَظْمُ مِنّى وَاشْتَعَلَ الرَّاْسُ شَيْباً، وَلَمْ اكُنْ بِدُعآئِكَ رَبِّ شَقِيّاً، وَقُلْتَ: يَدْعُونَنا رَغَباً وَرَهَباً وَكانُوا لَنا خاشِعينَ، وَانْتَ الَّذِى اسْتَجَبْتَ لِلَّذينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ، لِتَزيدَهُمْ مِنْ فَضْلِكَ، فَلا تَجْعَلْنى مِنْ اهْوَنِ الدَّاعينَ لَكَ، وَالرَّاغِبينَ الَيْكَ، وَاسْتَجِبْ لى كَمَا اسْتَجَبْتَ لَهُمْ بِحَقِّهِمْ عَلَيْكَ، فَطَهِّرْنى بِتَطْهيرِكَ، وَتَقَبَّلْ صَلاتى وَدُعآئى بِقَبُولٍ حَسَنٍ، وَطَيِّبْ بَقِيَّةَ حَياتى وَطَيِّبْ وَفاتى وَاخْلُفْنى فيمَنْ اخْلُفُ، وَاحْفَظْنى يا رَبِّ بِدُعآئى وَاجْعَلْ ذُرِّيَّتى ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً، تَحُوطُها

ص: 735

بِحِياطَتِكَ، بِكُلِّ ما حُطْتَ بِهِ ذُرِّيَّةَ احَدٍ مِنْ اوْلِيآئِكَ وَاهْلِ طاعَتِكَ، بِرَحْمَتِكَ يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ، يا مَنْ هُوَ عَلى كُلِّ شَيْ ءٍ رَقيبٌ، وَلِكُلِّ داعٍ مِنْ خَلْقِكَ مُجيبٌ، وَمِنْ كُلِّ سآئِلٍ قَريبٌ، اسْئَلُكَ يا لا الهَ الَّا انْتَ، الْحَىُّ الْقَيُّومُ، الْأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذى لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً احَدٌ، وَبِكُلِّ اسْمٍ رَفَعْتَ بِهِ سَمآئَكَ، وَفَرَشْتَ بِهِ ارْضَكَ، وَارْسَيْتَ بِهِ الْجِبالَ، وَاجْرَيْتَ بِهِ الْمآءَ، وَسَخَّرْتَ بِهِ السَّحابَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ وَاللَّيْلَ وَالنَّهارَ، وَخَلَقْتَ الْخَلآئِقَ كُلَّها، اسْئَلُكَ بِعَظَمَةِ وَجْهِكَ الْعَظيمِ، الَّذى اشْرَقَتْ لَهُ السَّمواتُ وَالْأَرْضُ، فَاضائَتْ بِهِ الظُّلُماتُ، الّا صَلَّيْتَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَكَفَيْتَنى امْرَ مَعاشى وَمَعادى وَاصْلَحْتَ لى شَاْنى كُلَّهُ، وَلَمْ تَكِلْنى الى نَفْسى طَرْفَةَ عَيْنٍ، وَاصْلَحْتَ امْرى وَامْرَ عِيالى وَكَفَيْتَنى هَمَّهُمْ، وَاغْنَيْتَنى وَايَّاهُمْ مِنْ كَنْزِكَ وَخَزآئِنِكَ، وَسَعَةِ فَضْلِكَ الَّذى لا يَنْفَدُ ابَداً، وَاثْبِتْ فى قَلْبى يَنابيعَ الْحِكْمَةِ الَّتى تَنْفَعُنى بِها، وَتَنْفَعُ بِها مَنِ ارْتَضَيْتَ مِنْ عِبادِكَ، وَاجْعَلْ لى مِنَ الْمُتَّقينَ فى آخِرِ الزَّمانِ اماماً، كَما جَعَلْتَ ابْراهيمَ الْخَليلَ اماماً، فَانَّ بِتَوْفيقِكَ يَفُوزُ الْفآئِزُونَ، وَيَتُوبُ التَّآئِبُونَ، وَيَعْبُدُكَ الْعابِدُونَ، وَبِتَسْديدِكَ يَصْلُحُ الصَّالِحُونَ الْمُحْسِنُونَ الْمُخْبِتُونَ، الْعابِدُونَ لَكَ، الْخائِفُونَ مِنْكَ، وَبِارْشادِكَ نَجَا النَّاجُونَ مِنْ نارِكَ، وَاشْفَقَ مِنْهَا الْمُشْفِقُونَ مِنْ خَلْقِكَ، وَبِخِذْلانِكَ خَسِرَ الْمُبْطِلُونَ، وَهَلَكَ الظَّالِمُونَ، وَغَفَلَ الْغافِلُونَ، اللَّهُمَّ آتِ نَفْسى تَقْويها، فَانْتَ وَلِيُّها وَمَوْليها، وَانْتَ خَيْرُ مَنْ زَكّيها، اللَّهُمَّ بَيِّنْ لَها هُداها، وَالْهِمْها تَقْويها، وَبَشِّرْها بِرَحْمَتِكَ حينَ تَتَوَفَّاها، وَنَزِّلْها مِنَ الْجِنانِ عُلْياها، وَطَيِّبْ وَفاتَها وَمَحْياها، وَاكْرِمْ مُنْقَلَبَها وَمَثْويها، وَمُسْتَقَرَّها وَمَاْويها، فَانْتَ وَلِيُّها وَمَوْليها(1).


1- بحار الأنوار: ج 88، ص 186؛ وجمال الاسبوع: ص 271( باختلاف يسير).

ص: 736

6. صلاة الإمام زين العابدين عليه السلام

أربع ركعات (بتسليمين) كلّ ركعة

بالفاتحة

مرّة و

الإخلاص

مائة مرّة ودعاؤه عليه السلام بعدها:

يا مَنْ اظْهَرَ الْجَميلَ، وَسَتَرَ الْقَبيحَ، يا مَنْ لَمْ يُؤاخِذْ بِالْجَريرَةِ، وَلَمْ يَهْتِكِ السِّتْرَ، يا عَظيمَ الْعَفْوِ، يا حَسَنَ التَّجاوُزِ، يا واسِعَ الْمَغْفِرَةِ، يا باسِطَ الْيَدَيْنِ بِالرَّحْمَةِ، يا صاحِبَ كُلِّ نَجْوى يا مُنْتَهى كُلِّ شَكْوى يا كَريمَ الصَّفْحِ، يا عَظيمَ الرَّجآءِ، يا مُبْتَدِءاً بِالنِّعَمِ قَبْلَ اسْتِحْقاقِها، يا رَبَّنا وَسَيِّدَنا وَمَوْلانا، يا غايَةَ رَغْبَتِنا، اسْئَلُكَ اللَّهُمَّ انْ تُصَلِّىَ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ(1).

7. صلاة الإمام الباقر عليه السلام

ركعتان كلّ ركعة

بالحمد

مرّة ومائة مرّة:

سُبْحانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلا الهَ الَّا اللَّهُ وَاللَّهُ اكْبَرُ ودعاؤه عليه السلام بعدها: اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ يا حَليمُ ذُو اناةٍ غَفُورٌ وَدُودٌ، انْ تَتَجاوَزَ عَنْ سَيِّئاتى وَما عِنْدى بِحُسْنِ ما عِنْدَكَ، وَانْ تُعْطِيَنى مِنْ عَطآئِكَ ما يَسَعُنى وَتُلْهِمَنى فيما اعْطَيْتَنِى الْعَمَلَ فيهِ بِطاعَتِكَ، وَطاعَةِ رَسُولِكَ، وَانْ تُعْطِيَنى مِنْ عَفْوِكَ ما اسْتَوْجِبُ بِهِ كَرامَتَكَ، اللَّهُمَّ اعْطِنى ما انْتَ اهْلُهُ، وَلاتَفْعَلْ بى ما انَا اهْلُهُ، فَانَّما انَا بِكَ، وَلَمْ اصِبْ خَيْراً قَطُّ الَّا مِنْكَ، يا ابْصَرَ الْأَبْصَرينَ، وَيا اسْمَعَ السَّامِعِينَ، وَيا احْكَمَ الْحاكِمينَ، وَيا جارَ الْمُسْتَجيرينَ، وَيا مُجيبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرّينَ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ(2).

8. صلاة الإمام الصادق عليه السلام

ركعتان أيضاً كلّ ركعة

بالفاتحة

مرّة والآية: «شَهِدَ اللَّهُ انَّهُ لا الهَ الَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَاولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ لا الهَ الَّا هُوَ الْعَزيزُ الْحَكيمُ»(3) مائة مرّة.


1- جمال الاسبوع: ص 274؛ بحار الأنوار: ج 88، ص 187.
2- جمال الاسبوع: ص 275؛ بحار الأنوار: ج 88، ص 188.
3- سورة آل عمران: الآية 18.

ص: 737

والدعاء: يا صانِعَ كُلِّ مَصْنُوعٍ، يا جابِرَ كُلِّ كَسيرٍ، وَيا حاضِرَ كُلِّ مَلَإٍ، وَيا شاهِدَ كُلِّ نَجْوى وَيا عالِمَ كُلِّ خَفِيَّةٍ، وَيا شاهِدُ غَيْرَ غآئِبٍ، وَغالِبُ غَيْرَ مَغْلُوبٍ، وَيا قَريبُ غَيْرَ بَعيدٍ، وَيا مُونِسَ كُلِّ وَحيدٍ، وَيا حَىُّ مُحْيِىَ الْمَوْتى وَمُميتَ الْأَحْيآءِ، الْقآئِمُ عَلى كُلِّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ، وَيا حَيّاً حينَ لا حَىَّ، لا الهَ الَّا انْتَ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ(1).

9. صلاة الإمام الكاظم عليه السلام

ركعتان كلّ ركعة

الحمد

مرّة و

التوحيد

اثنتي عشرة مرّة. ودعاؤه عليه السلام هو:

الهى خَشَعَتِ الْأَصْواتُ لَكَ، وَضَلَّتِ الْأَحْلامُ فيكَ، وَوَجِلَ كُلُّ شَىْ ءٍ مِنْكَ، وَهَرَبَ كُلُّ شَىْ ءٍ الَيْكَ، وَضاقَتِ الْأَشْيآءُ دُونَكَ، وَمَلَأَ كُلَّ شَىْ ءٍ نُورُكَ، فَانْتَ الرَّفيعُ فى جَلالِكَ، وَانْتَ الْبَهِىُّ فى جَمالِكَ، وَانْتَ الْعَظيمُ فى قُدْرَتِكَ، وَانْتَ الَّذى لا يَؤُدُكَ شَىْ ءٌ، يا مُنْزِلَ نِعْمَتى يا مُفَرِّجَ كُرْبَتى وَيا قاضِىَ حاجَتى اعْطِنى مَسْئَلَتى بِلا الهَ الَّا انْتَ، آمَنْتُ بِكَ مُخْلِصاً لَكَ دينى اصْبَحْتُ عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ابُوءُ لَكَ بِالنِّعْمَةِ، وَاسْتَغْفِرُكَ مِنَ الذُّنُوبِ الَّتى لا يَغْفِرُها غَيْرُكَ، يا مَنْ هُوَ فى عُلُوِّهِ دانٍ، وَفِى دُنُوِّهِ عالٍ، وَفى اشْراقِهِ مُنيرٌ، وَفى سُلْطانِهِ قَوِىٌّ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ (2).

10. صلاة الإمام الرضا عليه السلام

ست ركعات (بتسليمات ثلاثة) كلّ ركعة

بالفاتحة

مرّة و «

هل أتى على الإنسان

» عشر مرّات.

ودعاؤه عليه السلام هو:

يا صاحِبى فى شِدَّتى وَيا وَلِيّى فى نِعْمَتى وَيا الهى وَالهَ ابْراهيمَ وَاسْماعيلَ


1- جمال الاسبوع: ص 276؛ بحار الأنوار: ج 88، ص 188.
2- المصدر السابق.

ص: 738

وَاسْحاقَ وَيَعْقُوبَ، يا رَبَّ كهيعص، وَيس وَالْقُرْآنِ الْحَكيمِ، اسْئَلُكَ يا احْسَنَ مَنْ سُئِلَ، وَيا خَيْرَ مَنْ دُعِىَ، وَيا اجْوَدَ مَنْ اعْطى وَيا خَيْرَ مُرْتَجى اسْئَلُكَ انْ تُصَلِّىَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ(1).

11. صلاة الإمام الجواد عليه السلام

ركعتان كلّ ركعة

بالفاتحة

مرّة و

الاخلاص

سبعين مرّة. ودعاؤه عليه السلام هو:

اللَّهُمَّ رَبَّ الأَرْواحِ الْفانِيَةِ، وَالأَجْسادِ الْبالِيَةِ، اسْئَلُكَ بِطاعَةِ الْأَرْواحِ الرَّاجِعَةِ الى اجْسادِها، وَبِطاعَةِ الْأَجْسادِ الْمُلْتَئِمَةِ بِعُرُوقِها، وَبِكَلِمَتِكَ النَّافِذَةِ بَيْنَهُمْ، وَاخْذِكَ الْحَقَّ مِنْهُمْ، وَالْخَلائِقُ بَيْنَ يَدَيْكَ يَنْتَظِرُونَ فَصْلَ قَضآئِكَ، وَيَرْجُونَ رَحْمَتَكَ، وَيَخافُونَ عِقابَكَ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاجْعَلِ النُّورَ فى بَصَرى وَالْيَقينَ فى قَلْبى وَذِكْرَكَ باللَّيْلِ وَالنَّهارِ عَلى لِسانى وَعَمَلًا صالِحاً فَارْزُقْنى (2).

12. صلاة الإمام الهادي عليه السلام

ركعتان تقرأ في الاولى

الفاتحة

و

يس

وفي الثانية

الحمد

و

الرحمن

(مثلما عملت في صلاة الإمام الرضا عليه السلام. وتقرأ بعد الصلاة هذا دعاء: يا بآرُّ يا وَصُولُ، يا شاهِدَ كُلِّ غآئِبٍ، وَيا قَريبُ غَيْرَ بَعيدٍ، وَيا غالِبُ غَيْرَ مَغْلُوبٍ، وَيا مَنْ لايَعْلَمُ كَيْفَ هُوَ الَّا هُوَ، يا مَنْ لا تُبْلَغُ قُدْرَتُهُ، اسْئَلُكَ اللَّهُمَّ بِاسْمِكَ الْمَكْنُونِ الْمَخْزُونِ الْمَكْتُومِ عَمَّنْ شِئْتَ، الطَّاهِرِ الْمُطَهَّرِ الْمُقَدَّسِ، النُّورِ التَّآمِّ الْحَىِّ الْقَيُّومِ الْعَظيمِ، نُورِ السَّمواتِ وَنوُرِ الْأَرَضينَ، عالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ الْكَبيرِ الْمُتَعالِ الْعَظيمِ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ(3).


1- جمال الاسبوع: ص 277؛ بحار الأنوار: ج 88، ص 189.
2- جمال الاسبوع: ص 278؛ بحار الأنوار: ج 88، ص 189( باختلاف يسير).
3- المصدر السابق.

ص: 739

13. صلاة الإمام الحسن العسكري عليه السلام

أربع ركعات الركعتان الأوليان

بالحمد

مرّة و «

إذا زلزلت

» خمس عشرة مرّة والأخيرتان كلّ ركعة

بالحمد

مرّة و

الاخلاص

خمس عشرة مرّة. ودعاؤه عليه السلام:

اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ بِانَّ لَكَ الْحَمْدَ، لا الهَ الَّا انْتَ، الْبَدى ءُ قَبْلَ كُلِّ شَىْ ءٍ، وَانْتَ الْحَىُّ الْقَيُّومُ، وَلا الهَ الَّا انْتَ الَّذى لا يُذِلُّكَ شَىْ ءٌ، وَانْتَ كُلَّ يَوْمٍ فى شَاْنٍ، لا الهَ الَّا انْتَ، خالِقُ ما يُرى وَما لايُرى الْعالِمُ بِكُلِّ شَىْ ءٍ بِغَيْرِ تَعْليمٍ، اسْئَلُكَ بِآلائِكَ وَنَعْمآئِكَ، بِانَّكَ اللَّهُ الرَّبُّ الْواحِدُ، لا الهَ الَّا انْتَ الرَّحْمنُ الرَّحيمُ، وَاسْئَلُكَ بِانَّكَ انْتَ اللَّهُ لا الهَ الَّا انْتَ، الْوِتْرُ الْفَرْدُ الْأَحَدُ الصَّمَدُ، الَّذى لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً احَدٌ، وَاسْئَلُكَ بِانَّكَ [انْتَ اللَّهُ لا الهَ الَّا انْتَ، اللَّطيفُ الْخَبيرُ، الْقآئِمُ عَلى كُلِّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ، الرَّقيبُ الْحَفيظُ، وَاسْئَلُكَ بِانَّكَ اللَّهُ الأَوَّلُ قَبْلَ كُلِّ شَىْ ءٍ، وَالْأخِرُ بَعْدَ كُلِّ شَىْ ءٍ، وَالْباطِنُ دُونَ كُلِّ شَىْ ءٍ، الضَّآرُّ النَّافِعُ الْحَكيمُ الْعَليمُ، وَاسْئَلُكَ بِانَّكَ انْتَ اللَّهُ لا الهَ الَّا انْتَ، الْحَىُّ الْقَيُّومُ، الْباعِثُ الْوارِثُ، الْحَنَّانُ الْمَنَّانُ، بَديعُ السَّمواتِ والأَرْضِ، ذُو الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ، وَذُو الطَّوْلِ وَذُو الْعِزَّةِ وَذُو السُّلْطانِ، لا الهَ الَّا انْتَ، احَطْتَ بِكُلِّ شَىْ ءٍ عِلْماً، وَاحْصَيْتَ كُلَّ شَىْ ءٍ عَدَداً، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ(1).

14. صلاة الحجّة القائم عجّل اللَّه تعالى فرجه الشريف

ركعتان تقرأ في كلّ ركعة فاتحة الكتاب إلى إيّاكَ نَعبُدُ وَإيّاكَ نَستَعِينُ ثمّ تكرر هذه الآية مائة مرّة ثمّ تتم قراءة

الفاتحة

وتقرأ بعدها

الاخلاص

مرّة واحدة(2).

- چ چ-


1- جمال الاسبوع: ص 279؛ بحار الأنوار: ج 88، ص 190( جاء في جمال الاسبوع: يقرأ في الأوليان بعد الحمد خمس عشرة مرّة التوحيد والزلزال).
2- جمال الاسبوع: ص 280؛ بحار الأنوار: ج 88، ص 190.

ص: 740

الفصل الثاني: صلوات معروفة اخرى

1. صلاة جعفر الطيّار عليه السلام

وهي صلاة شريفة وعظيمة مروية بأسناد عديدة في غفران الذنوب وقضاء الحاجات (1)، وتسمّى صلاة التسبيح رواها الفريقان بالتواتر(2).

ووجه تسميتها بهذا الاسم لما قدم جعفر بن أبي طالب من أرض حبشة تلقاه رسول اللَّه صلى الله عليه و آله على غلوة من معرّسه بخيبر فلمّا رأه جعفر أسرع إليه هرولة فاعتنقه رسول اللَّه صلى الله عليه و آله ... فقال: «

يا جَعْفَر يا أخِ ألَا أحْبُوك؟ ألا أُعْطِيك؟ أَلا أصْطَفِيكَ؟

» فظنّ الناس أنّه يعطي جعفراً عظيماً من المال ...

فقال جعفر: بلى فداك أبي وأمّي، فعلّمه صلاة التسبيح.

وأفضل أوقاتها صدر النهار يوم الجمعة ويمكن الإتيان بها في سائر أوقات الليل والنهار.

وهي أربع ركعات بتشهّدين وتسليمين تقرأ في الركعة الاولى

الحمد

و

إذا زلزلت

وفي الثانية

الحمد

و

العاديات

وفي الثالثة

الحمد

و

النصر

وفي الرابعة

الحمد

و

التوحيد.

فإذا فرغت من القراءة تقول في كلّ ركعة:

سُبْحانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلا الهَ الَّا اللَّهُ وَاللَّهُ اكْبَرُ

خمس عشرة مرّة، وعشر مرّات بعد الركوع، وإذا استويت من الركوع عشر مرّات، وإذا سجدت- بعد ذكر السجدة- عشر مرّات، وإذا رفعت رأسك من السجود (حين تجلس بعد السجدة الاولى) عشر مرّات وعشر مرّات في السجدة الثانية- بعد ذكر السجدة- وعشر مرّات حين ترفع رأسك من السجدة (يكون عدد التسبيحات في الركعة 75) وهكذا تفعل في الركعة الثانية وتكون عشرتها الأخيرة بعد السجدة الثانية وقبل التشهد، وتعمل كذلك في الركعتين الأخيرتين (فيكون


1- رويت هذه الصلاة في الكافي: ج 3، ص 465، ح 1؛ بحار الأنوار: ج 88، ص 193 نقلًا عن جمال الاسبوع ومصباح المتهجّدومنهاج الصلاح والبلد الأمين وثواب الأعمال وسائر الكتب.
2- العروة الوثقى: فصل صلاة جعفر.

ص: 741

المجموع 300 تسبيحة) بالإضافة إلى سائر الأذكار(1).

وروى المرحوم الكليني عن الإمام الصادق عليه السلام: «

قُلْ إذا فَرَغْتَ مِنَ التَّسْبِيحاتِ في السَّجْدَةِ الثانِيةِ مِنَ الرّكْعَةِ الرابِعَةِ

» قل:

سُبْحانَ مَنْ لَبِسَ الْعِزَّ وَالْوَقارَ، سُبْحانَ مَنْ تَعَطَّفَ بِالْمَجْدِ وَتَكَرَّمَ بِهِ، سُبْحانَ مَنْ لا يَنْبَغِى التَّسْبيحُ الَّا لَهُ، سُبْحانَ مَنْ احْصى كُلَّ شَىْ ءٍ عِلْمُهُ، سُبْحانَ ذِى الْمَنِّ وَالنِّعَمِ، سُبْحانَ ذِى الْقُدْرَةِ وَالْكَرَمِ، اللهُمَّ انّى اسْئَلُكَ بِمَعاقِدِ الْعِزِّ مِنْ عَرْشِكَ، وَمُنْتَهَى الرَّحْمَةِ مِنْ كِتابِكَ، وَاسْمِكَ الْأَعْظَمِ، وَكَلِماتِكَ التَّآمَّةِ الَّتى تَمَّتْ صِدْقاً وَعَدْلًا، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَاهْلِ بَيْتِهِ، وَافْعَلْ بى كَذا وَكَذا(2).

وتطلب حاجتك بدل كذا وكذا وله أن يقرأ هذا الدعاء جالساً ويشير إلى السجدة إن لم يحفظه ولا يوجد من يقرأه.

قال العلّامة المجلسي: روى المرحوم الشيخ والسيّد ابن طاووس عن المفضل بن عمر قال:

رأيت الصادق عليه السلام صلّى صلاة جعفر ورفع يديه ودعا بهذا الدعاء:

يا رَبِّ يا رَبِّ يا رَبِ

(حتّى انقطع النفس) ثمّ قال:

يا رَبّاه يا رَبّاه، يا رَبّاه

(حتّى انقطع النفس) ثمّ قال:

رَبِّ رَبِّ رَبِ

(حتّى انقطع النفس)؛

يا اللَّه يا اللَّه يا اللَّه

(حتّى انقطع النفس)

يا حَىُّ يا حَىُّ يا حَىُ (3)

(حتّى انقطع النفس)

يا رَحيمُ يا رَحيمُ يا رَحيمُ

(حتّى انقطع النفس)

يا رَحْمنُ

سبع مرّات

يا ارْحَمَ الرّاحِمينَ

سبع مرّات ثمّ قال:

اللَّهُمَّ انّى افْتَتِحُ الْقَوْلَ بِحَمْدِكَ، وَانْطِقُ بِالثَّنآءِ عَلَيْكَ، وَامَجِّدُكَ وَلاغايَةَ لِمَدْحِكَ، وَاثْنى عَلَيْكَ وَمَنْ يَبْلُغُ غايَةَ ثَنآئِكَ، وَامَدَ مَجْدِكَ، وَانَّى لِخَليقَتِكَ كُنْهُ مَعْرِفَةِ مَجْدِكَ، وَاىَّ زَمَنٍ لَمْ تَكُنْ مَمْدُوحاً بِفَضْلِكَ، مَوْصُوفاً بِمَجْدِكَ، عَوَّاداً عَلَى الْمُذْنِبينَ [الْمُؤْمِنينَ بِحِلْمِكَ، تَخَلَّفَ سُكَّانُ ارْضِكَ عَنْ طاعَتِكَ، فَكُنْتَ


1- جمال الاسبوع: ص 282؛ بحار الأنوار: ج 88، ص 193، ح 1.
2- الكافي: ج 3، ص 467، ح 6.
3- لم يرد هذا الذكر في البحار وورد في مصباح المتهجّد: ص 311.

ص: 742

عَلَيْهِمْ عَطُوفاً بِجُودِكَ، جَواداً بِفَضْلِكَ، عَوَّاداً بِكَرَمِكَ، يا لا الهَ الَّا انْتَ الْمَنَّانُ ذُوالْجَلالِ وَالْإِكْرامِ. ثمّ قال عليه السلام: «

يَا مُفَضَّلُ إذا كانَتْ لَكَ حَاجَةٌ مُهِمَّةٌ فَصَلِّ هذهِ الصَّلاةَ وادْعُ بِهذا الدُّعاءِ وسَلْ حَوائِجَك يَقْضِي اللَّهُ حَاجَتَك إنْ شَاءَاللَّهُ»(1).

وكلّ ما يقال في فضيلة هذه الصلاة وبركتها قليل فلا ينبغي الغفلة عنها حين التوفيق فلها أثرها في حلّ مشاكل الدنيا والآخرة.

2. صلاة الهدية للمعصومين عليهم السلام

روي عن المعصومين عليهم السلام صلاة الهدية لهم (المراد ثوابها) وهي:

1. أن تصلّي يوم الجمعة ثمان ركعات (تسلم بين كلّ ركعتين) فتهدي أربعاً منها لرسول اللَّه صلى الله عليه و آله وأربعاً تهدى إلى فاطمة الزهراء عليها السلام.

2. وتصلّي يوم السبت أربع ركعات تهدى إلى أميرالمؤمنين عليه السلام.

3. يوم الأحد إلى الحسن عليه السلام والاثنين إلى الحسين عليه السلام والثلاثاء إلى زين العابدين عليه السلام والأربعاء إلى الإمام الباقر عليه السلام والخميس إلى الصادق عليه السلام.

4. يوم الجمعة أيضاً ثمان ركعات تهدى أربعاً إلى رسول اللَّه صلى الله عليه و آله وأربعاً إلى فاطمة الزهراء عليها السلام.

5. وتهدي يوم السبت أربع ركعات إلى الإمام الكاظم عليه السلام والأحد إلى الإمام الرضا عليه السلام والاثنين إلى الإمام الجواد عليه السلام والثلاثاء إلى الإمام الهادي عليه السلام والأربعاء إلى الإمام الحسن العسكري عليه السلام والخميس إلى صاحب الزمان عليه السلام.

والدعاء بين كلّ ركعتين هو:

اللَّهُمَّ انْتَ السَّلامُ، وَمِنْكَ السَّلامُ، وَالَيْكَ يَعُودُ السَّلامُ، حَيِّنا رَبَّنا مِنْكَ بِالسَّلامِ، اللَّهُمَّ انَّ هذِهِ الرَّكَعاتِ هَدِيَّةٌ مِنَّا الى وَلِيِّكَ فُلانٍ، (ويذكر بدل: فلان، اسم ذلك المعصوم)


1- بحار الأنوار: ج 88، ص 200، ح 4 وروى هذا الحديث والأذكار والدعاء باختلاف في مصباح المتهجّد: ص 311؛ وجمال الاسبوع: ص 294.

ص: 743

فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَبَلِّغْهُ ايَّاها، وَاعْطِنى افْضَلَ امَلى وَرَجآئى فيكَ، وَفى رَسُولِكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ.

وجاء في هذا الحديث وتدعو بما أحببت وتسأل اللَّه (1).

3. صلاة ليلة الدّفن

صلاة ليلة الدفن (ليلة بعد دفن الميّت) ركعتان تقرأ في الاولى الحمد وآية الكرسي وفي الثانية الحمد وعشر مرّات «

إنّا أنزلناه

» فإذا سلّمت قل:

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَابْعَثْ ثَوابَهُما الى قَبْرِ فُلانٍ.

وسمّ الميّت بدل كلمة فلان (2).

وهذه أحد أفضل الهدايا التي يبعثها الإنسان لأمواته في تلك الليلة المليئة بالخوف والخطر.

يمكن الصلاة بها لكلّ مؤمن والأفضل أن يصليها عدّة أشخاص.

4. صلاة اخرى في ليلة الدّفن

روي عن النبيّ صلى الله عليه و آله قال: «

لا يَأتِي على المَيِّتِ سَاعَةٌ أشَدُّ مِنْ أوَّلِ لَيْلَةٍ، فَأرْحَمُوا مَوْتَاكُمْ بِالصَّدَقَةِ فَإنْ لَمْ تَجِدُوا فَلْيُصَلِّ أحَدُكُمْ رَكْعَتَيْنِ يَقْرَأُ فِي الاولى فاتِحَةَ الكِتَابِ مَرَّةً و «قُلْ هُوَ اللَّهُ أحَدٌ» مَرَّتَيْنِ وفِي الثانِيَةِ الحَمْدُ مَرَّةً و «ألْهَاكُمُ التَّكاثُرُ» عَشْرَ مَرّاتٍ ويُسَلِّمُ ويقول

: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَابْعَثْ ثَوابَهُما الى قَبْرِ ذلِكَ الْمَيِّتِ، فُلانِ بْنِ فُلانٍ*

(ويذكر اسم الميّت وأبيه بدل: فلان بن فلان)

فإنَّ اللَّهَ يُعْطِي المَيِّتَ والمُصَلِّي في تِلْكَ السّاعَةِ ثَواباً عَظِيماً»(3).

قال المرحوم العلّامة المجلسي في كتابه زاد المعاد: ينبغي للمرء أن لا ينشغل عن ذكر


1- مصباح المتهجّد: ص 322؛ بحار الأنوار: ج 88، ص 217.
2- مصباح الكفعمي: ص 411؛ البلد الأمين: ص 164؛ بحار الأنوار: ج 88، ص 219، ح 5.
3- بحار الأنوار: ج 88، ص 219، ح 4.

ص: 744

الأموات فإنّهم قد انقطعت أياديهم عن الأعمال الصالحة والخيرات، وهم يأمُلون في أبنائهم وأقاربهم وإخوانهم من المؤمنين، يترقّبون إحسانَهم ولا سيّما دعاءهم في صلاة الليل وفي أعقاب الفرائض وفي المشاهد الشريفة، وأن يُعمَل لهم الصالحات من الأعمال، ففي الحديث: «

رُبَّ رَجُلٍ يَكونُ عاقّاً لِوَالِدَيْهِ فِي حَياتِهِما وَيُكْتَبُ بَارّاً لَهُمَا بَعْدَ وَفاتِهِما لِمَا عَمِلَهُ عَنْهُما مِنَ الصّالِحَاتِ، وَرُبَّ رَجُلٍ يَكونُ بَارّاً فِي حَياتِهِما فَيُكْتَبُ بَعْدَ وَفاتِهِما عَاقّاً لَهُما لِتَوانِيهِ فِيما يَنْبَغِي أنْ يَعْمَلَ عَنْهُما مِنَ الأعْمالِ

» وأهمّ ما يُسدى به إلى الأبوين وإلى سائر ذوي القربى أن يؤدي ديونهم وأن يبرئهم ممّا في ذمتهم من حقوق اللَّه أو حقوق خلقه فيجتهد في أن يؤدي عنهم الحجّ وغيره ممّا قد فاتهم من العبادات استئجاراً أو تبرعاً(1).

5.

صلاة أوّل الشهر

صلاة عظيمة ومباركة مضى شرحها في أعمال أوّل الشهر (ص 396).

6. صلاة الأعرابيّ

روى السيّد ابن طاووس في جمال الأسبوع عن الشيخ التلعكبري (2) قام رجل من الأعراب فقال: بأبي أنت وأُمّي يا رسول اللَّه صلى الله عليه و آله إنّا نكون في هذه البادية وبعيداً عن المدينة ولا نقدر أن نأتيك في كلّ جمعة فدلّني على عمل فيه فضل صلاة يوم الجمعة إذا مضيت إلى أهلي أخبرتهم به فقال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: «

إذا كانَ ارْتِفاعُ النَّهارِ فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ تَقْرَأُ فِي أوَّلِ رَكْعَةٍ مِنْها الحَمْدُ مَرَّةً واحِدَةً و «قُلْ أعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ» سَبْعَ مرَّاتٍ، واقْرَأ في الثانِيَةِ الحَمْدُ مَرَّةً و «قُلْ أعُوذُ بِرَبِّ النّاسِ» سَبْعَ مَرّاتٍ فإذا سَلَّمْتَ فَاقْرأ آيَةَ الكُرْسِيِّ سَبْعَ مَرّاتٍ وصَلِّ ثَمانِ رَكَعاتٍ بِتَسْلِيْمَتَيْنِ (3).

تَجْلِسْ فِي كُلِّ رَكْعَتَيْنِ مِنْها وَلا تُسَلِّمْ فإذا أتْمَمْتَ أرْبَعَ رَكَعاتٍ سَلَّمْتَ ثُمَّ صَلَّيْتَ الأرْبَعَ رَكَعاتٍ الاخْرى كَمَا صَلّيْتَ الاولى واقْرأ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ «إذا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ» مَرَّةً واحِدَةً و «قُلْ هُوَ اللَّهُ أحَدٌ» خَمْساً وَعِشْرِيْنَ مَرَّةً، فَإذا أتْمَمْتَ ذلِكَ تَشَهَّدْتَ وسَلَّمْتَ ودَعَوْتَ بِهذا الدُّعاءِ سَبْعَ مَرّاتٍ


1- زاد المعاد: ص 573( بتلخيص وتصرف).
2- تل عكبر: موضع في عكبري منطقة صغيرة عشرة فراسخ عن بغداد( معجم البلدان: ج 2، ص 42 و ج 4، ص 142).
3- جميع الصلوات المستحبّة كلّ ركعتين بتسليم سوى صلاة الأعرابي وركعاتها الثمان بتسليمين( كلّ أربع ركعات بتسليم).

ص: 745

يا حَىُّ يا قَيّوُمُ، يا ذَاالْجَلالِ وَالْإِكْرامِ، يا الهَ الْأَوَّلينَ وَالْأخِرينَ، يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ، يا رَحْمنَ الدُّنْيا وَالْأخِرَةِ وَرَحيمَهُما، يا رَبِّ يا رَبِّ يا رَبِّ، يا رَبِّ يا رَبِّ يا رَبِّ يا رَبِّ، يا اللَّهُ يا اللَّهُ يا اللَّهُ، يا اللَّهُ يا اللَّهُ يا اللَّهُ يا اللَّهُ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَاغْفِرْلى

واذْكُر حاجَتَك وقُلْ سَبْعِينَ مَرَّةً:

لاحَوْلَ وَلاقُوَّةَ الَّابِاللَّهِ الْعَلِىِّ الْعَظيمِ*

وقُل:

وَسُبْحانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ الْكَريمِ.

ثمّ قال صلى الله عليه و آله: فَوالّذِي بَعَثَنِي واصْطَفانِي مَا مِنْ مُؤْمِنٍ وَلا مُؤمِنَةٍ يُصَلِّي هذِه الصَّلاةِ يَوْمَ الجُمُعَةِ إلّا وَأنا ضَامِنٌ لَهُ الجَنَّةَ وَلا يَقومُ مِنْ مَقامِهِ حَتّى يُغْفَرَ لَهُ ذُنُوبُهُ وَلأَبَوَيْهِ ذُنُوبُهُما»(1).

وروى هذه الصلاة المرحوم الشيخ الطوسي في مصباح المتهجّد؛ ولكن من دون الدعاء المذكور فقال: إذا فرغت من الصلاة فقل سبعين مرّة:

سُبْحانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ الْكَريمَ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ الَّا بِاللَّهِ الْعَلِىِّ الْعَظيمِ (2).

7. صلاة الولد لوالديه

وهي ركعتان يقرأ في الركعة الاولى

الفاتحة

وعشر مرّات:

رَبِّ اغْفِرْلى وَلِوالِدَىَّ وَلِلْمُؤْمِنينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسابُ.(3) وفي الركعة الثانية

الفاتحة

وعشراً: رَبِّ اغْفِرْلى وَلِوالِدَىَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِىَ مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ (4)، فإذا سلّم قال عشر مرّات: رَبِّ ارْحَمْهُما كَما رَبَّيانى صَغيراً(5).

8. صلاة وأعمال اخرى لحديث النفس ووساوسها

يعاني الكثير من الأفراد من الوسواس الفكريّ في الامور العقائدية ويظنّون أحياناً أنها توجب زعزعة الإيمان، والحال ليس الأمر كذلك.

قال الصادق عليه السلام: «

لَيْسَ مِنْ مُؤمِنٍ يَمُرُّ عَلَيْهِ أرْبَعُونَ صَبَاحاً إلّاحَدَّثَ نَفْسَهُ فَلْيُصَلِّ رَكْعَتَيْنِ


1- جمال الاسبوع: ص 320؛ بحار الأنوار: ج 86، ص 382.
2- مصباح المتهجّد: ص 317.
3- سورة ابراهيم: الآية 41.
4- سورة الإسراء: الآية 24.
5- مكارم الأخلاق: ص 334؛ بحار الأنوار: ج 88، ص 220 والآية من سورة نوح: الآية 28.

ص: 746

وَلْيَسْتَعِذْ باللَّهِ مِن ذلِكَ»(1)

. وقال عليه السلام: «

قالَ رَسولُ اللَّهِ صلى الله عليه و آله: إنَّ آدَمَ شَكَا إلى اللَّهِ عزَّوجلَّ مَا يَلْقى مِن

حَدِيثِ النَّفْسِ والحُزْنِ فَنَزَل عَلَيهِ جَبْرَئِيلُ فقالَ له: يا آدَمُ قُل «لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ الَّا بِاللَّهِ» فَقالَها فَذَهَبَ عَنْهُ الوَسْوَسَةُ والحُزْنُ»(2).

ويظهر من هذه الروايات أن هذه الوساوس شيطانية والنجاة منها في الاستعاذة باللَّه وعدم الاكتراث إليها.

ففي الخبر عن الإمام الصادق عليه السلام قال: «

جاء رَجُلٌ إلى النّبيِّ صلى الله عليه و آله فقال: يا رَسولَ اللَّهِ قَد لَقِيْتُ شِدَّةً مِنْ وَسْوَسَةِ الصَّدْرِ وأنَا رَجُلٌ مَدِينٌ مُعِيلٌ مُحْوِجٌ فقال له: كرِّر هذهِ الكَلِماتِ:

تَوَكَّلْتُ عَلَى الْحَىِّ الَّذى لايَمُوتُ، وَالْحَمْدُلِلَّهِ الَّذى لَمْ يَتَّخِذْ صاحِبَةً وَلا وَلَداً، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَريكٌ فِى الْمُلْكِ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِىٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبيراً.

فَلَمْ يَلْبَثْ أن جَاءَهُ فقالَ: أذْهَبَ اللَّهُ عَنِّي وَسْوَسَةَ صَدْرِي وقَضى عَنِّي دَيْنِي وَوَسَّعَ عَليَّ رِزْقِي»(3).

وروي أيضاً قل لدفع الوساوس إذا عرض لك شك:

هُوَ الْأَوَّلُ وَالْأخِرُ، وَالظَّاهِرُ وَالْباطِنُ، وَهُوَ بِكُلِّ شَىْ ءٍ عَليمٌ (4).

وفي رواية اخرى عن الإمام الصادق عليه السلام قال: «

لِوَسَاوِسِ الشَّيْطانِ إمْسَحْ بِيَدِكَ صَدْرَكَ وقُلْ:

بِسْمِ اللَّهِ وَبِاللَّهِ، مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ، وَلاحَوْلَ وَلا قُوَّةَ الَّا بِاللَّهِ الْعَلِىِّ الْعَظيمِ، اللَّهُمَّ امْسَحْ عَنّى ما احْذَرُ.

ثُمَّ امْسَحْ بَطْنَكَ وَقُلْهُ ثَلاثَ مَرّاتٍ فَتَزولُ إنْ شاءَ اللَّهُ»(5).

وطبق ما ورد في الروايات هذه الامور مؤثرة في رفع الوسوسة:

غسل الرأس بالسدر(6) والمسواك (7) وأكل الرمان (8) والشرب من ماء نيسان (9)،(10) وصوم ثلاثة أيّام


1- مكارم الأخلاق: ص 328؛ بحار الأنوار: ج 88، ص 354، ح 17.
2- أمالي الصدوق: ص 543، ح 5؛ بحار الأنوار: ج 90، ص 186، ح 5.
3- الكافي: ج 2، ص 555، ح 3.
4- بحار الأنوار: ج 92، ص 137، ح 4.
5- المصدر السابق: ص 138، ح 3.
6- ثواب الأعمال: ص 20؛ بحار الأنوار: ج 73، ص 87، ح 6.
7- أمالي الطوسي: ص 667، ح 3؛ بحار الأنوار: ج 73، ص 139، ح 52.
8- المحاسن: ج 2، ص 543، ح 845؛ بحار الأنوار: ج 63، ص 161، ح 33.
9- « نيسان» أحد الأشهر الرومية ويكون أول يوم من هذا الشهر بعد ما ينصرم من شهر فرودين 23 يوماً، وعدد أيّامه 30 يوماً وقد أسلفنا في الدعاء والذكر فيه في الأشهر الرومية.
10- مهج الدعوات: ص 356؛ بحار الأنوار: ج 63، ص 477.

ص: 747

من كلّ شهر الخميس الأوّل والأخير من الشهر ويوم الأربعاء وسط الشهر(1).

ويقول أيضاً:

اعُوذُ بِاللَّهِ الْقَوِىِّ مِنَ الشَّيْطانِ الْغَوِىِّ، وَاعُوذُ بِمُحَمَّدٍ الرَّضِىِّ مِنْ شَرِّ ما قُدِّرَ وَقُضِىَ، وَاعُوذُ بِالهِ النَّاسِ مِنْ شَرِّ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ اجْمَعينَ (2).

لابدّ من الالتفات إلى أنّ للوساوس جذور جسمية وروحية ولابدّ من السعي لدفعها بمجردّ الوقوف عليها والحق أنّ إهمال الوساوس أحد الطرق المهمة للعلاج (طبعاً بعد العلم والاطلاع الكافي على المسائل العقائدية والعملية) ومن يهتم بها كثيراً يعيش العذاب دائماً. والوسواس في المسائل العملية والعبادات خاصة في بعض الأمور كالطهارة والنجاسة كثير جدّاً، وأفضل وأعظم طريق لدفعها (بعد العلم بالمسائل الشرعية) أن ينظر إلى المؤمنين العاديين ويرى ما المقدار الذي يصرفه هؤلاء (مثلًا) في غسل أبدانهم أو ثيابهم ويكتفون بذلك المقدار وإن وسوس الشيطان وهمس لم يطهر فلا يعتني أصلًا بهذه الشكوك فإننا نتعهد بمسؤولية أعماله.

9. صلاة مسجد جمكران

يبعد مسجد جمكران عن بلدة قم الطيبة مسافة فرسخ واحد، بني بأمر من صاحب العصر (عج) وقد حكى الشيخ المرحوم الحاج الميرزا حسين النوري في كتاب النجم الثاقب قصة البناء حيث خاطب عليه السلام (حسن مثلة) في اليقظة لا في المنام قائلًا: قل للناس ليرغبوا في هذا الموضع وليُعِزوه وليصلوا فيه أربعاً:

1. ركعتين منها لتحية المسجد يقرأ في كلّ ركعة منها

الحمد

مرّة و «

قل هو اللَّه أحد

» سبع مرّات ويسبح سبعاً في كلّ ركوع وسجود.

2. ركعتين صلاة إمام الزمان عليه السلام في الاولى سورة

الحمد

فإذا بلغ الآية إيّاك نعبدُ وإيّاكَ نَستعين كررها مائة مرّة ثمّ أتم الفاتحة ويفعل مثل ذلك في الركعة الثانية فإذا فرغ من الصلاة قال مرّة واحدة:

لاالهَ الَّااللَّه

ويسبّح تسبيح الزهراء عليها السلام ثمّ يسجد ويصلّي على النبي وآله مائة مرّة.

ثمّ قال عليه السلام: «

فَمَنْ صَلّاهُما فَكَانَّما صَلّى فِى الْبَيْتِ الْعَتيقِ»(3).


1- بحارالانوار: ج 94، ص 69، ح 12.
2- بشارة المصطفى: ص 37؛ بحارالانوار: ج 74 ص 273.
3- وردت هذه الحكاية بالتفصيل في النجم الثاقب: ص 383- 388.

ص: 748

10. صلاة الليل

صلاة الليل من الصلوات المستحبّة المعروفة التي لها آثار وقيمة عظيمة وثواب كثير وردت الوصية على الإتيان بها (مضت آدابها وكيفيتها في القسم الخامس، ص 632).

11. صلاة الاستغاثة بالزهراء عليها السلام

روي عن الإمام الصادق عليه السلام: «

إذا كَانَتْ لَكَ حاجَةٌ إلى اللَّهِ وضِقْتَ بِها ذَرْعاً فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ فإذا سَلَّمْتَ كَبِّرْ ثَلاثاً وسَبِّحْ تَسْبِيحَ فاطِمَةَ عليها السلام ثُمَّ اسْجُدْ وَقُلْ مائةَ مرَّةً: «يا مَوْلاتى فاطِمَةُ اغيثينى ثُمَّ ضَعْ خَدَّكَ الأيْمَنَ على الأرْضِ وقُلْها مائَةَ مَرَّةً ثُمَّ ضَعْ الخَدَّ الأيْسَرَ وقُلْها مائَةَ مَرَّةً ثُمَّ عُدْ إلى السُّجودِ وقُلْها مائَةً وعَشْرَ مَرّاتٍ واذْكُرْ حاجَتَكَ فإنّ اللَّهَ يَقْضِيها» (وسَتَشْفَعُ البَتولُ عليها السلام إن شاء اللَّه لِيَقْضِي اللَّه تِلكَ الحاجَة)(1).

12. صلاة الحاجة

رواها جمع من العلماء كالسيّد ابن طاووس والشيخ الصدوق والشيخ المفيد والشيخ الطوسي عن الإمام الصادق عليه السلام قال: «

إذا حَضَرَ أحَدَكُمُ الحَاجَةُ فَلْيَصُمْ يَوْمَ الأرْبُعاءِ ويَوْمَ الخَمِيسِ وَيَوْمَ الجُمُعَةِ، فإذا كانَ يَوْمَ الجُمُعَةِ اغْتَسَلَ ولَبِسَ ثَوْباً نَظِيفاً، ثُمَّ يَصْعَدُ إلى أعلى مَوْضِعٍ فِي دارِهِ، فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ يَمُدَّ يَدَهُ إلى السَّماءِ ويَقولُ:

اللَّهُمَّ انّى حَلَلْتُ بِساحَتِكَ لِمَعْرِفَتى بِوَحْدانِيَّتِكَ وَصَمَدانِيَّتِكَ، وَا نَّهُ لا قادِرَ عَلى قَضاءِ حاجَتى غَيْرُكَ، وَقَدْ عَلِمْتُ يا رَبِّ ا نَّهُ كُلَّما تَظاهَرَتْ نِعْمَتُكَ عَلَىَّ، اشْتَدَّتْ فاقَتى الَيْكَ، وَقَدْ طَرَقَنِي هَمُّ كَذا وَكَذا* واذكر حوائجك عوض كذا وكذا وقل: وَانْتَ بِكَشْفِهِ عالِمٌ غَيْرُ مُعَلَّمٍ، واسِعٌ غَيْرُمُتَكَلِّفٍ، فَاسْئَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذى وَضَعْتَهُ عَلَى الْجِبالِ فَنُسِفَتْ، وَوَضَعْتَهُ عَلَى السَّمواتِ فَانْشَقَّتْ، وَعَلَى النُّجُومِ فَانْتَثَرَتْ، وَعَلَى الْأَرْضِ فَسُطِحَتْ، وَاسْئَلُكَ بِالْحَقِّ الَّذى جَعَلْتَهُ عِنْدَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ


1- بحار الأنوار: ج 91، ص 30؛ البلد الأمين: ص 159( باختلاف).

ص: 749

وَآلِهِ، وَعِنْدَ عَلِىٍّ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ، وَعَلِىٍّ وَمُحَمَّدٍ، وَجَعْفَرٍ وَمُوسى وَعَلِىٍّ وَمُحَمَّدٍ، وَعَلِىٍّ وَالْحَسَنِ، وَالْحُجَّةِ عَلَيْهِمُ السَّلامُ، انْ تُصَلِّىَ عَلى مُحَمَّدٍ وَاهْلِ بَيْتِهِ، وَانْ تَقْضِىَ لى حاجَتى وَتُيَسِّرَلى عَسيرَها، وَتَكْفِيَنى مُهِمَّها، فَانْ فَعَلْتَ فَلَكَ الْحَمْدُ، وَانْ لَمْ تَفْعَلْ فَلَكَ الْحَمْدُ، غَيْرُ جآئِرٍ فى حُكْمِكَ، وَلا مُتَّهَمٍ فى قَضآئِكَ، وَلاحآئِفٍ فى عَدْلِكَ* ثمّ ضع وجهك على الأرض وقل: اللَّهُمَّ انَ يُونُسَ بْنَ مَتّى عَبْدُكَ، دَعاكَ فى بَطْنِ الْحُوتِ وَهُوَ عَبْدُكَ فَاسْتَجَبْتَ لَهُ، وَا نَا عَبْدُكَ ادْعُوكَ فَاسْتَجِبْ لى .

قال الصادق عليه السلام: «

رُبَّ حَاجَةٍ تَعْرِضُ لِي فَأدْعو بهِذا الدُّعاءِ فَأرْجِعُ وَقَد قُضِيَتْ حاجَتِي»(1).

13. صلاة اخرى للحاجة

روى المرحوم الكليني بسند معتبر عن عبدالرحيم القصير قال: دخلت على الصادق عليه السلام فقلت: جعلت فداك إني اخترعت دعاء. قال عليه السلام:

دَعْنِي مِنِ اخْتِراعِكَ، إذا نَزَلَ بِكَ أمْرٌ فَافْزَعْ إلى رَسولِ اللَّهِ صلى الله عليه و آله وصَلِّ رَكْعَتَيْنِ تُهْدِيهِما إلى رَسولِ اللَّهِ صلى الله عليه و آله

. قلت كيف أصنع؟ قال عليه السلام:

تَغْتَسِلُ وتُصَلّي رَكْعَتَيْنِ (كصلاة الصبح) فإذا فَرَغْتَ قُلْتَ

: اللَّهُمَّ انْتَ السَّلامُ، وَمِنْكَ السَّلامُ، وَالَيْكَ يَرْجِعُ السَّلامُ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَبَلِّغْ رُوحَ مُحَمَّدٍ مِنِّى السَّلامَ، وَارْواحَ الْأَئِمَّةِ الصَّادِقينَ سَلامى وَارْدُدْ عَلَىَّ مِنْهُمُ السَّلامَ، وَالسَّلامُ عَلَيْهِمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، اللَّهُمَّ انَّ هاتَيْنِ الرَّكْعَتَيْنِ هَدِيَّةٌ مِنّى الى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، فَاثِبْنى عَلَيْهِما ما امَّلْتُ وَرَجَوْتُ فيكَ وَفى رَسُولِكَ، يا وَلِىَّ الْمُؤْمِنينَ* ثمّ تضع خدّك الأيمن وتقول أربعين مرّة: يا حَىُّ يا قَيّومُ، يا حَيّاً لا يَمُوتُ، يا حَىُّ لا الهَ الَّا انْتَ، يا ذَا الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ،


1- جمال الاسبوع: ص 330 وورد باختلاف يسير في من لايحضره الفقيه: ج 1، ص 557، ح 1543؛ المقنعة: ص 220؛ مصباح المتهجّد: ص 324.

ص: 750

يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ.

ثُمَّ تَضَعُ خَدَّكَ الأيْسَرَ وتَقولُها أرْبَعِينَ مَرَّةً ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ وتَمُدُّ يَدَك (إلى السَّماء) وتَقولُها أرْبَعِينَ مَرَّةً ثمّ تَردُّ يَدَك إلى رَقَبَتِكَ وتَلوذُ بِسَبّابَتِكَ وتَقولُ ذلِكَ أرْبَعِينَ مَرَّةً ثُمَّ خُذْ لِحْيَتِكَ بِيَدِكَ اليُسْرى وتَقولُ باكِياً

: يا مُحَمَّدُ يا رَسُولَ اللَّهِ، اشْكُوا الَى اللَّهِ وَالَيْكَ حاجَتى وَالى اهْلِ بَيْتِكَ الرَّاشِدينَ حاجَتى وَبِكُمْ اتَوَجَّهُ الَى اللَّهِ فى حاجَتى

حتّى ينقطع النفس ثمّ قل:

يا اللَّهُ يا اللَّهُ يا اللَّهُ ...

ثمّ تسجد وتقولُ:

صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَافْعَلْ بى كَذا وَكَذا.

وتَسْأَلُ حاجَتَكَ بدل العبارة الأخيرة.

قال الصادق عليه السلام: «

فأنا الضّامِنُ على اللَّهِ أنْ لا يَبْرَحَ حتّى تُقْضى حاجَتَهُ إنْ شاءَ اللَّهُ»(1).

14. صلاة العسرة

روي عن الإمام الصادق عليه السلام: «

إذا عَسُرَ عَلَيْكَ أمْرٌ فَصَلِّ عِنْدَ الزَّوالِ رَكْعَتَيْنِ تَقْرَأُ فِي الاولى فاتِحَةَ الكِتَابِ و «قُلْ هُوَ اللَّهُ أحَدٌ» و «إنّا فَتَحْنَا لَكَ» إلى

وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْراً عَزيزاً (الآية الثالثة)

وفي الثانية فاتِحَةَ الكِتَابِ و «قُلْ هُوَ اللَّهُ أحَدٌ» و «ألَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ»

، وقد جرّبتُ هذهِ الصَّلاة»(2).

15. صلاة لزيادة الرزق

روى أنّ رجلًا أتى النبيّ صلى الله عليه و آله وقال: يا رسول اللَّه إني ذو عيال كثير وعليّ دين وقد اشتد حالي فعلمني دعاء أدعو اللَّه يرزقني ما أقضي به ديني وأستعين به على عيالي. فقال صلى الله عليه و آله: «

يا عَبْدَاللَّهِ تَوَضَّأْ وأسْبِغِ الوُضوءَ (من حيث الآداب والشرائط) ثُمَّ صَلِّ رَكْعَتَيْنِ تُتِمّ الرّكوعَ والسُّجودَ ثُمَّ قُلْ:

يا ماجِدُ يا واحِدُ يا كَريمُ، اتَوَجَّهُ الَيْكَ بِمُحَمَّدٍ نَبِيِّكَ نَبِىِّ الرَّحْمَةِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، يا مُحَمَّدُ يا رَسُولَ اللَّهِ، انّى اتَوَجَّهُ بِكَ الَى اللَّهِ رَبّى وَرَبِّكَ وَرَبِّ كُلِّ شَىْ ءٍ،


1- الكافي: ج 3، ص 476، ح 1؛ من لايحضره الفقيه: ج 1، ص 559، ح 1548.
2- بحار الأنوار: ج 88، ص 358.

ص: 751

وَاسْئَلُكَ اللَّهُمَّ انْ تُصَلِّىَ عَلى مُحَمَّدٍ وَاهْلِ بَيْتِهِ، وَاسْئَلُكَ نَفْحَةً كَريمَةً مِنْ نَفَحاتِكَ، وَفَتْحاً يَسيراً، وَرِزْقاً واسِعاً، الُمُّ بِهِ شَعَثى وَاقْضى بِهِ دَيْنى وَاسْتَعينُ بِهِ عَلى عِيالى (1).

طبعاً كلّ هذه الأوراد بعد السعي والجهد اللازم لتحصيل الرزق وإلّا لا يستجاب- حسب الروايات- دعاؤه.

16. صلاة اخرى لزيادة الرزق

قال رجل: دخلت على الصادق عليه السلام وقلت: ضاع ما كان عندي من أموال وأنا في ضيق.

فقال عليه السلام: «

أعِنْدَكَ حَانوتٌ فِي السُّوقِ؟

» قال: نعم، لكنّي تركته لقلّة المال.

فقال عليه السلام:

إذا رَجَعْتَ إلى الكُوفَةِ فَاذْهَبْ إلى حَانُوتِكَ فاكْنِسْهُ واجْلِسْ فِيه واذْهَبْ قَبْلَ ذلِك إلى المَسْجِدِ وصَلِّ رَكْعَتَيْنِ أو أرْبَعَ رَكَعاتٍ فإذا فَرَغْتَ فَقُل

: تَوَجَّهْتُ بِلا حَوْلٍ مِنّى وَلا قُوَّةٍ، وَلكِنْ بِحَوْلِكَ وَقُوَّتِكَ، ابْرَءُ الَيْكَ مِنَ الْحَوْلِ وَالْقُوَّةِ الَّا بِكَ، فَانْتَ حَوْلى وَمِنْكَ قُوَّتى اللَّهُمَّ فَارْزُقْنى مِنْ فَضْلِكَ الْواسِعِ رِزْقاً كَثيراً طَيِّباً، وَا نَا خافِضٌ في عافِيتِكَ، فَانَّهُ لا يَمْلِكُها احَدٌ غَيْرُكَ.

قال الراوي: فعملت بما قال عليه السلام فوسّع اللَّه رزقي حتّى اشتريت المواشي وبنيت بيتاً(2).

ومستهلّ الحديث شاهد على ما ذكرناه في ذيل الحديث السابق في أن شرط قبول هذه الأدعية السعي قدر المستطاع في أمر المعاش.

- چ چ-


1- مكارم الأخلاق: ص 336.
2- الكافي: ج 3، ص 474، ح 3( بتلخيص).

ص: 752

ص: 753

القسم الثامن: دعاء لحل المشاكل المعنوية و المادية و آداب العقيقة

اشارة

أهميّة الدعاء وأمور مهمّة:

1. أدعية لحاجات الدنيا والآخرة 9. دعاء لسعة الرزق

2. دعاء لرفع الهمّ والغمّ 10. دعاء الإستسقاء

3. دعاء لرفع الأمراض 11. دعاء التوبة

4. دعاء لأداء الدين 12. دعاء لحسن العاقبة

5. دعاء لتيسير الأعمال 13. دعاء عند المطالعة

6. أدعية الأمن من الخوف 14. دعاء ليلة الزفاف

7. دعاء للأمن من شرّ الأعداء والحوادث الأليمة

8. دعاء للخلاص من السجن آداب العقيقة

ص: 754

ص: 755

مقدمه

أهميّة الدعاء وامور مهمّة:

اشارة

كما قيل سابقاً في مقدّمة الكتاب فإنّ الدعاء أعظم صلة للخلق بالخالق وأجمل شكل للتضرع ومن أهم العبادات.

وأحياناً يصيب الداع من الدعاء بركات أكثر بكثير من حاجاته التي سألها اللَّه في دعائه.

فالدعاء يقرّب الإنسان من اللَّه ويلطّف روحه ويزيد نشاطه الروحيّ ويضاعف أمله بالمستقبل وينقذه من السقوط في وادي اليأس المهول. إضافة إلى أنّ الدعاء بوابة معرفة اللَّه وحبّه.

كلّ هذا من جهة، ومن جهة اخرى فإنّ تأثير الدعاء مجرّب كثيراً في حلّ المشاكل المادية والمعنوية ولا مجال للشك في ذلك لأولئك المؤمنين بقدرة اللَّه ولطفه ورحمته.

فهو الذي دعانا للدعاء وضَمِن الإجابة. وعلى هذا الأساس صرّحت الروايات المعتبرة عن المعصومين عليهم السلام بالأدعية الكثيرة لحلّ المشاكل المعنوية والمادية للمؤمنين التي تؤلف كتاباً ضخماً لو جمعت فيه.

وسنورد هنا طائفة منها ممّا وجدناه في المصادر المعتبرة إلى القرّاء الأعزاء ونؤكد عليهم عدم نسيان سطر من هذه الكلمات وفي صالح دعائهم حين يعيشون حالة الخشوع والتضرع وحلول مظان استجابة الدعاء.

ولابدّ من بيان بعض الامور قبل الورود في ذكر الأدعية:

1. أحياناً لا يستجاب الدعاء ويتعجّب الداعون لِم عدم الاستجابة رغم كلّ هذا الإلحاح والإصرار؟ والحال حين نتمعّن نرى أنّهم لم يوفّروا شرائط استجابة الدعاء. (وكان لنا بحث في

ص: 756

بداية الكتاب بشأن أسباب استجابة الدعاء، عليك بالتمعن به ثانية وتطبيقه).

2. أحياناً يطلب الإنسان بكلّ كيانه شيئاً من اللَّه هو في الواقع بضرره ولا يدري بذلك، وهنا لا يقضيه له الرحيم الودود وينجيه من الخطر، مع ذلك ثواب الدعاء محفوظ له.

3. تارة ما أن يستجاب الدعاء حتّى يغادر الإنسان باب اللَّه ويغطّ في جهل وغفلة، فاللَّه الرحمن الرحيم يؤخّر إجابة دعائه ليتضرّع أكثر ويزيد من طرق باب اللَّه ليشمل بعناية أعظم.

4. وتارة اخرى يهجر بعض الأفراد السبل والأسباب التي أقرّها اللَّه لحلّ المشاكل ويقتصرون على الدعاء لقضاء حاجاتهم وحلّ مشاكلهم. والحال أنّ اللَّه «مسبّب الأسباب» وضع أسباباً لعلاج المشاكل المادية والمعنوية وأودعها أحياناً قلب الطبيعة واخرى من خلال الرجوع إلى ذوي الخبرة واخرى في ظلّ السعي والجدّ والاجتهاد، مع ذلك هنالك فئة «تهجر هذه الامور» وتتّجه صوب الأدعية والأذكار منذ الخطوة الاولى وحيث لا تظفر بالإجابة تعيش اليأس والإحباط فتشكّ في كلّ شي ء؛ بينما لا يحصل مرادها سوى من خلال بذل الجهد والمشورة وما شابه ذلك، ولابدّ من سلوك هذا الطريق وإلى جانب السعي والعمل هناك الاستعانة بالدعاء لحلّ المشاكل، وحيث لم يفعلوا لم يحصلوا على النتيجة.

5. للإيمان بآثار الدعاء تأثير مهم في إجابة الأدعية. فإن أراد الإنسان أن ينظر بعين الريبة إلى الدعاء أو يقرأها على سبيل الامتحان فربّما لا يبلغ مراده.

على كلّ حال لا ينبغي القلق والاضطراب بسبب تأخير إجابة الدعاء أو الشعور بالتعب وأن ندرك كما أن الدعاء ينفعنا فإن تأخير الإجابة ينفعنا أيضاً.

ونعود بعد هذه المقدّمة إلى أصل الكلام فنشير في هذا القسم من الكتاب إلى طائفة من الأدعية العظيمة المضمون من المصادر المعتبرة لنيل البغية المادية والمعنوية ولا سيّما الأدعية المجرّبة بواسطة الأعلام في حلّ المصاعب.

1. أدعية لحاجات الدنيا والآخرة

وردت في مصادرنا الروائية أدعية رائعة واذكار عميقة المضمون لقراءتها بالتوجه إلى معانيها ومضامينها وقع في روح الإنسان وقلبه وذات أثر عظيم في حلّ المشاكل المادية والمعنوية. وقد أوردها الأعلام في كتب الأدعية والروايات ومنها:

ص: 757

1. الدعاء المروي عن الإمام الصادق عليه السلام (لقضاء الحاجات):

اللَّهُمَّ اجْعَلْنى اخْشاكَ كَانّى اراكَ، وَاسْعِدْنى بِتَقْويكَ، وَلاتُشْقِنى بِنَشْطى لِمَعاصيكَ، وَخِرْلى فى قَضآئِكَ، وَبارِكْ لى فى قَدَرِكَ، حَتّى لا احِبَّ تَأْخيرَ ما عَجَّلْتَ، وَلا تَعْجيلَ ما اخَّرْتَ، وَاجْعَلْ غِناىَ فى نَفْسى وَمَتِّعْنى بِسَمْعى وَبَصَرى وَاجْعَلْهُمَا الْوارِثَيْنِ مِنّى وَانْصُرْنى عَلى مَنْ ظَلَمَنى وَارِنى فيهِ قُدْرَتَكَ يا رَبِّ، وَاقِرَّ بِذلِكَ عَيْنى (1).

- چ چ-

2. كما روي عنه عليه السلام هذا الدعاء:

اللَّهُمَّ اعِنّى عَلى هَوْلِ يَوْمِ الْقِيمَةِ، وَاخْرِجْنى مِنَ الدُّنْيا سالِماً، وَزَوِّجْنى مِنَ الْحُورِالْعينِ، وَاكْفِنى مَؤُونَتى وَمَؤُونَةَ عِيالى وَمَؤُونَةَ النَّاسِ، وَادْخِلْنى بِرَحْمَتِكَ فى عِبادِكَ الصَّالِحينَ (2).

- چ چ-

3. الدعاء لخير الدنيا والآخرة وحفظ الإنسان من الذنوب:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ، يا مَنْ اظْهَرَ الْجَميلَ، وَسَتَرَ الْقَبيحَ، وَلَمْ يَهْتِكِ السِّتْرَ عَنّى يا كَريمَ الْعَفْوِ، يا حَسَنَ التَّجاوُزِ، يا واسِعَ الْمَغْفِرَةِ، وَيا باسِطَ الْيَدَيْنِ بِالرَّحْمَةِ، يا صاحِبَ كُلِّ نَجْوى وَيا مُنْتَهى كُلِّ شَكْوى يا كَريمَ الصَّفْحِ، يا عَظيمَ الْمَنِّ، يا مُبْتَدِءَ كُلِّ نِعْمَةٍ قَبْلَ اسْتِحْقاقِها، يا رَبَّاهُ يا سَيِّداهُ، يا مَوْلاهُ يا غايَتاهُ يا غِياثاهُ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاسْئَلُكَ انْ لاتَجْعَلَنى فِى النَّارِ(3).

- چ چ-

4. الدعاء الذي دعا به رسول اللَّه صلى الله عليه و آله في بدر(4) والأحزاب (5)، والإمام الحسين عليه السلام يوم


1- الكافي: ج 2، ص 577، ح 1.
2- المصدر السابق: ص 578، ح 2.
3- المصدر السابق: ح 4.
4- مهج الدعوات: ص 69.
5- بحار الأنوار: ج 95، ص 129.

ص: 758

عاشوراء(1). وقد روي عن الإمام الصادق عليه السلام (2):

اللَّهُمَّ انْتَ ثِقَتى فى كُلِّ كُرْبَةٍ، وَانْتَ رَجآئى فى كُلِّ شِدَّةٍ، وَانْتَ لى فى كُلِّ امْرٍ نَزَلَ بى ثِقَةٌ وَعُدَّةٌ، كَمْ مِنْ كَرْبٍ يَضْعُفُ عَنْهُ الْفُؤادُ، وَتَقِلُّ فيهِ الْحيلَةُ، وَيَخْذُلُ عَنْهُ الْقَريبُ وَالْبَعيدُ، وَيَشْمَتُ بِهِ الْعَدُوُّ، وَتَعْنِينى فيهِ الْأُمُورُ، انْزَلْتُهُ بِكَ، وَشَكَوْتُهُ الَيْكَ، راغِباً فيهِ عَمَّنْ سِواكَ، فَفَرَّجْتَهُ وَكَشَفْتَهُ وَكَفَيْتَنيهِ، فَأَنْتَ وَلِىُّ كُلِّ نِعْمَةٍ، وَصاحِبُ كُلِّ حاجَةٍ، وَمُنْتَهى كُلِّ رَغْبَةٍ، فَلَكَ الْحَمْدُ كَثيراً، وَلَكَ الْمَنُّ فاضِلًا.

-*-*-*-

5. الدعاء الذي علّمه الحسين عليه السلام ابنه السّجاد عليه السلام:

بِحَقِّ يس وَالْقُرْآنِ الْحَكيمِ، وَبِحَقِّ طه وَالْقُرْآنِ الْعَظيمِ، يا مَنْ يَقْدِرُ عَلى حَوآئِجِ السَّآئِلينَ، يا مَنْ يَعْلَمُ ما فِى الضَّميرِ، يا مُنَفِّسَ عَنِ الْمَكْرُوبينَ، يا مُفَرِّجَ عَنِ الْمَغْمُومينَ، يا راحِمَ الشَّيْخِ الْكَبيرِ، يا رازِقَ الطِّفْلِ الصَّغيرِ، يا مَنْ لايَحْتاجُ الَى التَّفْسيرِ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَافْعَلْ بى كَذا وَكَذا (وتذكر حاجتك بدل:

عوض كذا وكذا)(3).

-*-*-*-

6. عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه رفع يده إلى السّماء وقال:

رَبِّ لاتَكِلْنى الى نَفْسى طَرْفَةَ عَيْنٍ ابَدَاً، لا اقَلَّ مِنْ ذلِكَ وَلا اكْثَرَ.

(وهو دعاء مبارك)(4).

- چ چ-


1- المصدر السابق: ج 45، ص 4( باختلاف يسير).
2- الكافي: ج 2، ص 578، ح 5.
3- دعوات الراوندي: ص 54، ح 137؛ بحار الأنوار: ج 92، ص 196.
4- الكافي: ج 2، ص 581، ح 15.

ص: 759

7. اقرأ هذا الدعاء الذي كان يدعو به أميرالمؤمنين عليه السلام:

اللَّهُمَّ مُنَّ عَلَيَّ بِالتَّوَكُّلِ عَلَيْكَ، وَالتَّفْويضِ إلَيْكَ، وَالرِّضا بِقَدَرِكَ، وَالتَّسْليمِ لِأَمْرِكَ، حَتَّى لا أُحِبَّ تَعْجيلَ ما أَخَّرْتَ، وَلا تَأْخيرَ ما عَجَّلْتَ، يا رَبَّ الْعالَمينَ (1).

- چ چ-

8. روى أحد أصحاب الإمام الصادق عليه السلام: أنّه عليه السلام علّمني هذا الدعاء الجامع لحاجات الدنيا والآخرة، قل بعد حمد اللَّه والثناء عليه:

اللَّهُمَّ انْتَ اللَّهُ لا الهَ الَّا انْتَ الْحَليمُ الْكَريمُ، وَانْتَ اللَّهُ لا الهَ الَّا انْتَ الْعَزيزُ الْحَكيمُ، وَانْتَ اللَّهُ لا الهَ الَّا انْتَ الْواحِدُ الْقَهَّارُ، وَانْتَ اللَّهُ لا الهَ الَّا انْتَ الْمَلِكُ الْجَبَّارُ، وَانْتَ اللَّهُ لا الهَ الَّا انْتَ الرَّحيمُ الْغَفَّارُ، وَانْتَ اللَّهُ لا الهَ الَّا انْتَ الشَّديدُ الْمِحالُ، وَانْتَ اللَّهُ لا الهَ الَّا انْتَ الْكَبيرُ الْمُتَعالِ، وَانْتَ اللَّهُ لا الهَ الَّا انْتَ السَّميعُ الْبَصيرُ، وَانْتَ اللَّهُ لا الهَ الَّا انْتَ الْمَنيعُ الْقَديرُ، وَانْتَ اللَّهُ لا الهَ الَّا انْتَ الْغَفُورُ الشَّكُورُ، وَانْتَ اللَّهُ لا الهَ الَّا انْتَ الْحَميدُ الْمَجيدُ، وَانْتَ اللَّهُ لا الهَ الَّا انْتَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ، وَانْتَ اللَّهُ لا الهَ الَّا انْتَ الْحَنَّانُ الْمَنَّانُ، وَانْتَ اللَّهُ لا الهَ الَّا انْتَ الْحَليمُ الدَّيَّانُ، وَانْتَ اللَّهُ لا الهَ الَّا انْتَ الْجَوادُ الْماجِدُ، وَانْتَ اللَّهُ لا الهَ الَّا انْتَ الْواحِدُ الْأَحَدُ، وَانْتَ اللَّهُ لا الهَ الَّا انْتَ الْغائِبُ الشَّاهِدُ، وَانْتَ اللَّهُ لا الهَ الَّا انْتَ الظَّاهِرُ الْباطِنُ، وَانْتَ اللَّهُ لا الهَ الَّا انْتَ بِكُلِّ شَىْ ءٍ عَليمٌ، تَمَّ نُورُكَ فَهَدَيْتَ، وَبَسَطْتَ يَدَكَ فَاعْطَيْتَ، رَبَّنا وَجْهُكَ اكْرَمُ الْوُجُوهِ، وَجَهَتُكَ خَيْرُ الْجِهاتِ، وَعَطِيَّتُكَ افْضَلُ الْعَطايا وَأَهْنَؤُها، تُطاعُ رَبَّنا فَتَشْكُرُ، وَتُعْصى رَبَّنا فَتَغْفِرُ لِمَنْ شِئْتَ، تُجيبُ الْمُضْطَرّينَ، وَتَكْشِفُ السُّوءَ، وَتَقْبَلُ التَّوْبَةَ، وَتَعْفُو عَنِ الذُّنُوبِ، لا تُجازى اياديكَ، وَلاتُحْصى نِعَمُكَ، وَلايَبْلُغُ مِدْحَتَكَ قَوْلُ قآئلٍ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ


1- الكافي: ج 2، ص 580، ح 14.

ص: 760

وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَرَوْحَهُمْ وَراحَتَهُمْ وَسُرُورَهُمْ، وَاذِقْنى طَعْمَ فَرَجِهِمْ، وَاهْلِكْ اعْدآئَهُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ، وَآتِنا فِى الدُّنْيا حَسَنَةً، وَفِى الْأخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنا عَذابَ النَّارِ، وَاجْعَلْنا مِنَ الَّذينَ لاخَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاهُمْ يَحْزَنُونَ، وَاجْعَلْنى مِنَ الَّذينَ صَبَرُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ، وَثَبِّتْنى بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِى الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِى الْأخِرَةِ، وَبارِكْ لى فِى الْمَحْيا وَالْمَماتِ، وَالْمَوْقِفِ وَالنُّشُورِ، وَالْحِسابِ وَالْميزانِ، وَاهْوالِ يَوْمِ الْقِيمَةِ، وَسَلِّمْنى عَلَى الصِّراطِ، وَاجِزْنى عَلَيْهِ، وَارْزُقْنى عِلْماً نافِعاً، وَيَقيناً صادِقاً، وَتُقىً وَبِرّاً، وَوَرَعاً وَخَوْفاً مِنْكَ، وَفَرَقاً يُبَلِّغُنى مِنْكَ زُلْفى وَلايُباعِدُنى عَنْكَ، وَاحْبِبْنى وَلاتُبْغِضْنى وَتَوَلَّنى وَلاتَخْذُلْنى وَاعْطِنى مِنْ جَميعِ خَيْرِ الدُّنْيا وَالْأخِرَةِ، ما عَلِمْتُ مِنْهُ وَما لَمْ اعْلَمْ، وَاجِرْنى مِنَ السُّوءِ كُلِّهِ بِحَذافيرِهِ، ما عَلِمْتُ مِنْهُ وَما لَمْ اعْلَمْ (1).

- چ چ-

9. روى هذا الدعاء عن الإمام الصادق عليه السلام أحد أصحابه:

اللَّهُمَّ امْلَأْ قَلْبى حُبّاً لَكَ، وَخَشْيَةً مِنْكَ، وَتَصْديقاً وَايماناً بِكَ، وَفَرَقاً مِنْكَ، وَشَوْقاً الَيْكَ، ياذَا الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ، اللَّهُمَّ حَبِّبْ الَىَّ لِقآئَكَ، وَاجْعَلْ لى فى لِقآئِكَ خَيْرَ الرَّحْمَةِ وَالْبَرَكَةِ، وَالْحِقْنى بِالصَّالِحينَ، وَلاتُؤَخِّرْنى مَعَ الْأَشْرارِ، وَالْحِقنى بِصالِحِ مَنْ مَضى وَاجْعَلْنى مَعَ صالِحِ مَنْ بَقِىَ، وَخُذْبى سَبيلَ الصَّالِحينَ، وَاعِنّى عَلى نَفْسى بِما تُعينُ بِهِ الصَّالِحينَ عَلى انْفُسِهِمْ، وَلاتَرُدَّنى فى سُوءٍ اسْتَنْقَذْتَنى مِنْهُ، يا رَبَّ الْعالَمينَ، اسْئَلُكَ ايماناً لا اجَلَ لَهُ دُونَ لِقآئِكَ، تُحْيينى وَتُميتُنى عَلَيْهِ، وَتَبْعَثُنى عَلَيْهِ اذا بَعَثْتَنى وَابْرِءْ قَلْبى مِنَ الرِّيآءِ وَالسُّمْعَةِ، وَالشَّكِّ فى دينِكَ، اللَّهُمَّ اعْطِنى نَصْراً فى دينِكَ، وَقُوَّةً فى عِبادَتِكَ، وَفَهْماً فى خَلْقِكَ،


1- الكافي: ج 2، ص 583، ح 18.

ص: 761

وَكِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِكَ، وَبَيِّضْ وَجْهى بِنُورِكَ، وَاجْعَلْ رَغْبَتى فيما عِنْدَكَ، وَتَوَفَّنى فى سَبيلِكَ عَلى مِلَّتِكَ، وَمِلَّةِ رَسُولِكَ، اللَّهُمَّ انّى اعُوذُ بِكَ مِنَ الْكَسَلِ وَالْهَرَمِ، وَالْجُبْنِ وَالْبُخْلِ، وَالْغَفْلَةِ وَالْقَسْوَةِ، وَالْفَتْرَةِ وَالْمَسْكَنَةِ، وَاعُوذُ بِكَ يا رَبِّ مِنْ نَفْسٍ لا تَشْبَعُ، وَمِنْ قَلْبٍ لا يَخْشَعُ، وَمِنْ دُعآءٍ لايُسْمَعُ، وَمِنْ صَلاةٍ لاتَنْفَعُ، وَاعيذُ بِكَ نَفْسى وَاهْلى وَذُرِّيَّتى مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجيمِ، اللَّهُمَّ انَّهُ لايُجيرُنى مِنْكَ احَدٌ، وَلا اجِدُ مِنْ دُونِكَ مُلْتَحَداً، فَلا تَخْذُلْنى وَلاتَرُدَّنى فى هَلَكَةٍ، وَلاتَرُدَّنى بِعَذابٍ، اسْئَلُكَ الثَّباتَ عَلى دينِكَ، وَالتَّصْديقَ بِكِتابِكَ، وَاتِّباعَ رَسُولِكَ، اللَّهُمَّ اذْكُرْنى بِرَحْمَتِكَ، وَلاتَذْكُرْنى بِخَطيئَتى وَتَقَبَّلْ مِنّى وَزِدْنى مِنْ فَضْلِكَ، انّى الَيْكَ راغِبٌ، اللَّهُمَّ اجْعَلْ ثَوابَ مَنْطِقى وَثَوابَ مَجْلِسى رِضاكَ عَنّى وَاجْعَلْ عَمَلى وَدُعآئى خالِصاً لَكَ، وَاجْعَلْ ثَوابِىَ الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِكَ، وَاجْمَعْ لى جَميعَ ما سَئَلْتُكَ، وَزِدْنى مِنْ فَضْلِكَ، انّى الَيْكَ راغِبٌ، اللَّهُمَّ غارَتِ النُّجُومُ، وَنامَتِ الْعُيُونُ، وَانْتَ الْحَىُّ الْقَيُّومُ، لا يُوارى مِنْكَ لَيْلٌ ساجٍ، وَلا سَمآءٌ ذاتُ ابْراجٍ، وَلا ارْضٌ ذاتُ مِهادٍ، وَلابَحْرٌ لُجِّىٌ، وَلا ظُلُماتٌ بَعْضُها فَوْقَ بَعْضٍ، تُدْلِجُ الرَّحْمَةَ عَلى مَنْ تَشآءُ مِنْ خَلْقِكَ، تَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَما تُخْفِى الصُّدُورُ، اشْهَدُ بِما شَهِدْتَ بِهِ عَلى نَفْسِكَ، وَشَهِدَتْ مَلائِكَتُكَ وَاولُوا الْعِلْمِ، لا الهَ الَّا انْتَ الْعَزيزُ الْحَكيمُ، وَمَنْ لَمْ يَشْهَدْ بِما شَهِدْتَ عَلى نَفْسِكَ، وَشَهِدَتْ مَلائِكَتُكَ وَاوُلُوا الْعِلْمِ، فَاكْتُبْ شَهادَتى مَكانَ شَهادَتِهِمْ، اللَّهُمَّ انْتَ السَّلامُ، وَمِنْكَ السَّلامُ، اسْئَلُكَ يا ذَاالْجَلالِ وَالْإِكْرامِ، انْ تَفُكَّ رَقَبَتى مِنَ النَّارِ(1).

ذكره الشيخ الطوسي في المصباح بعد الركعة الرابعة من نافلة الليل (2). وروى العلّامة المجلسي عن الإمام الصادق عليه السلام قال: «

ادْعُ بِهذا الدُّعاءِ في (صَلاةِ) الوَتْرِ»(3).


1- الكافي: ج 2، ص 585، ح 24.
2- مصباح المتهجّد: ص 143.
3- بحار الأنوار: ج 84، ص 271، ح 68.

ص: 762

10. روي أنّ هذا دعاء أبي ذرّ الذي قال فيه جبرئيل عليه السلام لرسول اللَّه صلى الله عليه و آله إنّ له دعاء يدعو به، معروفاً عند أهل السماء:

اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ الْأَمْنَ وَالْإيمانَ، وَالتَّصْديقَ بِنَبِيِّكَ، وَالْعافِيَةَ مِنْ جَميعِ الْبَلاءِ، وَالشُّكْرَ عَلَى الْعافِيَةِ، وَالْغِنى عَنْ شِرارِ النَّاسِ (1).

- چ چ-

11. قال أبو حمزة الثمالي أخذت هذا الدعاء من الإمام الباقر عليه السلام الذي كان يسمّيه الجامع (جامع الحاجات المادّية والمعنويّة):

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ، اشْهَدُ انْ لا الهَ الَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لاشَريكَ لَهُ، وَاشْهَدُ انَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، آمَنْتُ بِاللَّهِ وَبِجَميعِ رُسُلِهِ، وَبِجَميعِ ما انْزِلَ بِهِ عَلى جَميعِ الرُّسُلِ، وَانَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ، وَلِقآئَهُ حَقٌّ، وَصَدَقَ اللَّهُ وَبَلَّغَ الْمُرْسَلُونَ، وَالْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ الْعالَمينَ، وَسُبْحانَ اللَّهِ كُلَّما سَبَّحَ اللَّهَ شَىْ ءٌ، وَكَما يُحِبُّ اللَّهُ انْ يُسَبَّحَ، وَالْحَمْدُ للَّهِ كُلَّما حَمِدَ اللَّهَ شَىْ ءٌ، وَكَما يُحِبُّ اللَّهُ انْ يُحْمَدَ، وَلا الهَ الَّا اللَّهُ كُلَّما هَلَّلَ اللَّهَ شَىْ ءٌ، وَكَما يُحِبُّ اللَّهُ انْ يُهَلَّلَ، وَاللَّهُ اكْبَرُ كُلَّما كَبَّرَاللَّهَ شَىْ ءٌ، وَكَما يُحِبُّ اللَّهُ انْ يُكَبَّرَ، اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ مَفاتيحَ الْخَيْرِ، وَخَواتيمَهُ وَسَوابِغَهُ، وَفَوائِدَهُ وَبَرَكاتِهِ، وَما بَلَغَ عِلْمَهُ عِلْمى وَما قَصَرَ عَنْ احْصائِهِ حِفْظى اللَّهُمَّ انْهَجْ الَىَّ اسْبابَ مَعْرِفَتِهِ، وَافْتَحْ لى ابْوابَهُ، وَغَشِّنى بِبَرَكاتِ رَحْمَتِكَ، وَمُنَّ عَلَىَّ بِعِصْمَةٍ عَنِ الْإِزالَةِ عَنْ دينِكَ، وَطَهِّرْ قَلْبى مِنَ الشَّكّ، وَلاتَشْغَلْ قَلْبى بِدُنْياىَ، وَعاجِلِ مَعاشى عَنْ آجِلِ ثَوابِ آخِرَتى وَاشْغَلْ قَلْبى بِحِفْظِ ما لا تَقْبَلُ مِنّى جَهْلَهُ، وَذَلِّلْ لِكُلِّ خَيْرٍ لِسانى وَطَهِّرْ قَلْبى مِنَ الرِّيآءِ، وَلاتُجْرِهِ فى مَفاصِلى وَاجْعَلْ عَمَلى خالِصاً لَكَ، اللَّهُمَّ انّى اعُوذُبِكَ مِنَ الشَّرِّ، وَانْواعِ الْفَواحِشِ كُلِّها، ظاهِرِها وَباطِنِها وَغَفَلاتِها،


1- الكافي: ج 2، ص 587، ح 25.

ص: 763

وَجَميعِ ما يُريدُنى بِهِ الشَّيْطانُ الرَّجيمُ، وَما يُريدُنى بِهِ السُّلْطانُ الْعَنيدُ، مِمَّا احَطْتَ بِعِلْمِهِ، وَانْتَ الْقادِرُ عَلى صَرْفِهِ عَنّى اللَّهُمَّ انّى اعُوذُ بِكَ مِنْ طَوارِقِ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ، وَزَوابِعِهِمْ وَبَوائِقِهِمْ وَمَكائِدِهِمْ، وَمَشاهِدِ الْفَسَقَةِ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ، وَانْ اسْتَزَلَّ عَنْ دينى، فَتَفْسُدَ عَلَىَّ آخِرَتى وَانْ يَكُونَ ذلِكَ مِنْهُمْ ضَرَراً عَلَىَّ فى مَعاشى اوْ يَعْرِضَ بَلاءٌ يُصيبُنى مِنْهُمْ لاقُوَّةَ لى بِهِ، وَلا صَبْرَ لى عَلَى احْتِمالِهِ، فَلا تَبْتَلِنى يا الهى بِمُقاساتِهِ، فَيَمْنَعَنى ذلِكَ عَنْ ذِكْرِكَ، وَيَشْغَلَنى عَنْ عِبادَتِكَ، انْتَ الْعاصِمُ الْمانِعُ الدَّافِعُ الْواقى مِنْ ذلِكَ كُلِّهِ، اسْئَلُكَ اللَّهُمَّ الرَّفاهِيَةَ فى مَعيشَتى ما ابْقَيْتَنى مَعيشَةً اقْوى بِها عَلى طاعَتِكَ، وَابْلُغُ بِها رِضْوانَكَ، وَاصيرُ بِهاالى دارِالْحَيَوانِ غَداً، وَلاتَرْزُقْنى رِزْقاً يُطْغينى وَلا تَبْتَلِنى بِفَقْرٍ اشْقى بِهِ مُضَيَّقاً عَلَىَّ، اعْطِنى حَظّاً وافِراً فى آخِرَتى وَمَعاشاً واسِعاً هَنيئاً مَريئاً فى دُنْياىَ، وَلاتَجْعَلِ الدُّنْيا عَلَىَّ سِجْناً، وَلاتَجْعَلْ فِراقَها عَلَىَّ حُزْناً، اجِرْنى مِنْ فِتْنَتِها، وَاجْعَلْ عَمَلى فيها مَقْبُولًا، وَسَعْيى فيها مَشْكُوراً، اللَّهُمَّ وَمَنْ ارادَنى بِسُوءٍ فَارِدْهُ بِمِثْلِهِ، وَمَنْ كادَنى فيها فَكِدْهُ، وَاصْرِفْ عَنّى هَمَّ مَنْ ادْخَلَ عَلَىَّ هَمَّهُ، وَامْكُرْ بِمَنْ مَكَرَ بى فَانَّكَ خَيْرُ الْماكِرينَ، وَافْقَأْ عَنّى عُيُونَ الْكَفَرَةِ الظَّلَمَةِ، وَالطُّغاةِ وَالْحَسَدَةِ، اللَّهُمَّ وَانْزِلْ عَلَىَّ مِنْكَ السَّكينَةَ، وَالْبِسْنى دِرْعَكَ الْحَصينَةَ، وَاحْفَظْنى بِسِتْرِكَ الْواقى وَجَلِّلْنى عافِيَتَكَ النَّافِعَةَ، وَصَدِّقْ قَوْلى وَفِعالى وَبارِكْ لى فى وُلْدى وَاهْلى وَمالى اللَّهُمَّ ما قَدَّمْتُ وَما اخَّرْتُ، وَما اغْفَلْتُ وَما تَعَمَّدْتُ وَما تَوانَيْتُ، وَما اعْلَنْتُ وَما اسْرَرْتُ، فَاغْفِرْهُ لى يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ (1).

- چ چ-

12. روى أحد أصحاب الإمام الباقر عليه السلام أنّه قال: «

ادْعُ بِهذا الدُّعاءِ


1- الكافي: ج 2، ص 587، ح 26.

ص: 764

اللَّهُمَّ اوْسِعْ عَلَىَّ فى رِزْقى وَامْدُدْ لى فى عُمُرى وَاغْفِرْلى ذَنْبى وَاجْعَلْنى مِمَّنْ تَنْتَصِرُ بِهِ لِدينِكَ، وَلا تَسْتَبْدِلْ بى غَيْرى (1).

- چ چ-

13. كان الإمام الصادق عليه السلام يدعو بهذا الدعاء:

يا مَنْ يَشْكُرُ الْيَسيرَ، وَيَعْفُو عَنِ الْكَثيرِ، وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحيمُ، اغْفِرْلِىَ الذُّنُوبَ الَّتى ذَهَبَتْ لَذَّتُها، وَبَقِيَتْ تَبِعَتُها(2).

- چ چ-

14. كما روي أنّه عليه السلام كان يدعو:

يا نُورُ يا قُدُّوسُ، يا اوَّلَ الْأَوَّلينَ، وَيا آخِرَ الْأخِرينَ، يا رَحْمنُ يا رَحيمُ، اغْفِرْ لِىَ الذُّنُوبَ الَّتى تُغَيِّرُ النِّعَمَ، وَاغْفِرْ لِىَ الذُّنُوبَ الَّتى تُحِلُّ النِّقَمَ، وَاغْفِرْ لِىَ الذُّنُوبَ الَّتى تَهْتِكُ الْعِصَمَ، وَاغْفِرْ لِىَ الذُّنُوبَ الَّتى تُنْزِلُ الْبَلاءَ، وَاغْفِرْ لِىَ الذُّنُوبَ الَّتى تُديلُ الْأَعْدآءَ، وَاغْفِرْ لِىَ الذُّنُوبَ الَّتى تُعَجِّلُ الْفَنآءَ، وَاغْفِرْ لِىَ الذُّنُوبَ الَّتى تَقْطَعُ الرَّجآءَ، وَاغْفِرْ لِىَ الذُّنُوبَ الَّتى تُظْلِمُ الْهَوآءَ، وَاغْفِرْ لِىَ الذُّنُوبَ الَّتى تَكْشِفُ الْغِطآءَ، وَاغْفِرْ لِىَ الذُّنُوبَ الَّتى تَرُدُّ الدُّعآءَ، وَاغْفِرْ لِىَ الذُّنُوبَ الَّتى تَرُدُّ غَيْثَ السَّمآءِ(3).

- چ چ-

15. جاء في الروايات أنّ هذا دعاء أميرالمؤمنين عليه السلام:

اللَّهُمَّ كَتَبْتَ الْأثارَ، وَعَلِمْتَ الْأَخْبارَ، وَاطَّلَعْتَ عَلَى الْأَسْرارِ، فَحُلْتَ بَيْنَنا وَبَيْنَ الْقُلُوبِ، فَالسِّرُّ عِنْدَكَ عَلانِيَةٌ، وَالْقُلُوبُ الَيْكَ مُفْضاةٌ، وَانَّما امْرُكَ لِشَيْئٍ اذا ارَدْتَهُ انْ تَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ، فَقُلْ بِرَحْمَتِكَ لِطاعَتِكَ انْ تَدْخُلَ فى كُلِّ عُضْوٍ مِنْ


1- الكافي: ج 2، ص 587، ح 27.
2- المصدر السابق: ح 28.
3- المصدر السابق: ح 29.

ص: 765

اعْضائى وَلاتُفارِقَنى حَتّى الْقاكَ، وَقُلْ بِرَحْمَتِكَ لِمَعْصِيَتِكَ انْ تَخْرُجَ مِنْ كُلِّ عُضْوٍ مِنْ اعْضائى فَلا تَقْرَبَنى حَتّى الْقاكَ، وَارْزُقْنى مِنَ الدُّنْيا، وَزَهِّدْنى فيها، وَلا تَزْوِها عَنّى وَرَغْبَتى فيها يا رَحْمنُ (1).

- چ چ-

16. روى عليّ بن إبراهيم بسند معتبر عن عبدالرحمن بن سيابة قال: علّمني الصادق عليه السلام هذا الدعاء (دعاء ذو مضامين رفيعة):

الْحَمْدُ للَّهِ وَلِىِّ الْحَمْدِ وَاهْلِهِ، وَمُنْتَهاهُ وَمَحَلِّهِ، اخْلَصَ مَنْ وَحَّدَهُ، وَاهْتَدى مَنْ عَبَدَهُ، وَفازَ مَنْ اطاعَهُ، وَامِنَ الْمُعْتَصِمُ بِهِ، اللَّهُمَّ يا ذَا الْجُودِ وَالْمَجْدِ، وَالثَّنآءِ الْجَميلِ وَالْحَمْدِ، اسْئَلُكَ مَسْئَلَةَ مَنْ خَضَعَ لَكَ بِرَقَبَتِهِ، وَرَغِمَ لَكَ انْفَهُ، وَعَفَّرَ لَكَ وَجْهَهُ، وَذَلَّلَ لَكَ نَفْسَهُ، وَفاضَتْ مِنْ خَوْفِكَ دُمُوعُهُ، وَتَرَدَّدَتْ عَبْرَتُهُ، وَاعْتَرَفَ لَكَ بِذُنُوبِهِ، وَفَضَحَتْهُ عِنْدَكَ خَطيئَتُهُ، وَشانَتْهُ عِنْدَكَ جَريرَتُهُ، فَضَعُفَتْ عِنْدَ ذلِكَ قُوَّتُهُ، وَقَلَّتْ حيلَتُهُ، وَانْقَطَعَتْ عَنْهُ اسْبابُ خَدايِعِهِ، وَاضْمَحَلَّ عَنْهُ كُلُّ باطِلٍ، وَالْجَاتْهُ ذُ نُوبُهُ الى ذُلِّ مَقامِهِ بَيْنَ يَدَيْكَ، وَخُضُوعِهِ لَدَيْكَ، وَابْتِهالِهِ الَيْكَ، اسْئَلُكَ اللَّهُمَّ سُؤالَ مَنْ هُوَ بِمَنْزِلَتِهِ، ارْغَبُ الَيْكَ كَرَغْبَتِهِ، وَاتَضَرَّعُ الَيْكَ كَتَضَرُّعِهِ، وَابْتَهِلُ الَيْكَ كَاشَدِّ ابْتِهالِهِ، اللَّهُمَّ فَارْحَمِ اسْتِكانَةَ مَنْطِقى وَذُلَّ مَقامى وَمَجْلِسى وَخُضُوعى الَيْكَ بِرَقَبَتى اسْئَلُكَ اللَّهُمَّ الْهُدى مِنَ الضَّلالَةِ، وَالْبَصيرَةَ مِنَ الْعَمى وَالرُّشْدَ مِنَ الْغَوايَةِ، وَاسْئَلُكَ اللَّهُمَّ اكْثَرَ الْحَمْدِ عِنْدَ الرَّخآءِ، وَاجْمَلَ الصَّبْرِ عِنْدَ الْمُصيبَةِ، وَافْضَلَ الشُّكْرِ عِنْدَ مَوْضِعِ الشُّكْرِ، وَالتَّسْليمَ عِنْدَ الشُّبُهاتِ، وَاسْئَلُكَ الْقُوَّةَ فى طاعَتِكَ، وَالضَّعْفَ عَنْ مَعْصِيَتِكَ، وَالْهَرَبَ الَيْكَ مِنْكَ، وَالتَقَرُّبَ الَيْكَ رَبِّ لِتَرْضى وَالتَّحَرِّىَ لِكُلِّ ما يُرْضيكَ عَنّى


1- الكافي: ج 2، ص 590، ح 30.

ص: 766

فى اسْخاطِ خَلْقِكَ، الْتِماساً لِرِضاكَ، رَبِّ مَنْ ارْجُوهُ انْ لَمْ تَرْحَمْنى اوْ مَنْ يَعُودُ عَلَىَّ انْ اقْصَيْتَنى اوْ مَنْ يَنْفَعُنى عَفْوُهُ انْ عاقَبْتَنى اوْ مَنْ امُلُ عَطاياهُ انْ حَرَمْتَنى اوْ مَنْ يَمْلِكُ كَرامَتى انْ اهَنْتَنى اوْ مَنْ يَضُرُّنى هَوانُهُ انْ اكْرَمْتَنى رَبِّ ما اسْوَءَ فِعْلى وَاقْبَحَ عَمَلى وَاقْسى قَلْبى وَاطْوَلَ امَلى وَاقْصَرَ اجَلى وَاجْرَأَنى عَلى عِصْيانِ مَنْ خَلَقَنى رَبِّ وَما احْسَنَ بَلائَكَ عِنْدى وَاظْهَرَ نَعْمآئَكَ عَلَىَّ، كَثُرَتْ عَلَىَّ مِنْكَ النِّعَمُ فَما احْصيها، وَقَلَّ مِنّىِ الشُّكْرُ فيما اوْلَيْتَنيهِ فَبَطِرْتُ بِالنِّعَمِ، وَتَعَرَّضْتُ لِلنِّقَمِ، وَسَهَوْتُ عَنِ الذِّكْرِ، وَرَكِبْتُ الْجَهْلَ بَعْدَ الْعِلْمِ، وَجُزْتُ مِنَ الْعَدْلِ الَى الظُّلْمِ، وَجاوَزْتُ الْبِرَّ الَى الْإِثْمِ، وَصِرْتُ الَى اللَّهْوِ مِنَ الْخَوْفِ وَالْحُزْنِ، فَما اصْغَرَ حَسَناتى وَاقَلَّها فى كَثْرَةِ ذُ نُوبى وَما اكْثَرَ ذُنُوبى وَاعْظَمَها عَلى قَدْرِ صِغَرِ خَلْقى وَضَعْفِ رُكْنى رَبِّ وَما اطْوَلَ امَلى فى قِصَرِ اجَلى وَاقْصَرَ اجَلى فى بُعْدِ امَلى وَما اقْبَحَ سَريرَتى وَعَلانِيَتى رَبِّ لا حُجَّةَ لى انِ احْتَجَجْتُ، وَلا عُذْرَلى انِ اعْتَذَرْتُ، وَلا شُكْرَ عِنْدى انِ ابْتَلَيْتُ وَاوليتُ انْ لَمْ تُعِنّى عَلى شُكْرِ ما اوْلَيْتَ، رَبِّ ما اخَفَّ ميزانى غَداً انْ لَمْ تُرَجِّحْهُ، وَازَلَّ لِسانى انْ لَمْ تُثَبِّتْهُ، وَاسْوَدَ وَجْهى انْ لَمْ تُبَيِّضْهُ، رَبِّ كَيْفَ لى بِذُنُوبِىَ الَّتى سَلَفَتْ مِنّى قَدْ هُدَّتْ لَها ارْكانى رَبِّ كَيْفَ اطْلُبُ شَهَواتِ الدُّنْيا، وَابْكى عَلى خَيْبَتى فيها، وَلا ابْكى وَتَشْتَدُّ حَسَراتى عَلى عِصْيانى وَتَفْريطى رَبِّ دَعَتْنى دَواعِى الدُّنْيا فَاجَبْتُها سَريعاً، وَرَكَنْتُ الَيْها طآئِعاً، وَدَعَتْنى دَواعِى الْأخِرَةِ فَتَثَبَّطْتُ عَنْها، وَابْطَاْتُ فِى الْإِجابَةِ وَالْمُسارَعَةِ الَيْها، كَما سارَعْتُ الى دَواعِى الدُّنْيا، وَحُطامِهَا الْهامِدِ، وَهَشيمِهَا الْبايِدِ، وَسَرابِهَا الذَّاهِبِ، رَبِّ خَوَّفْتَنى وَشَوَّقْتَنى وَاحْتَجَجْتَ عَلَىَّ بِرِقّى وَكَفَلْتَ لى بِرِزْقى فَامِنْتُ خَوْفَكَ، وَتَثَبَّطْتُ عَنْ تَشْويقِكَ، وَلَمْ اتَّكِلْ عَلى ضِمانِكَ، وَتَهاوَنْتُ بِاحْتِجاجِكَ، اللَّهُمَّ فَاجْعَلْ امْنى

ص: 767

مِنْكَ فى هذِهِ الدُّنْيا خَوْفاً، وَحَوِّلْ تَثَبُّطى شَوْقاً، وَتَهاوُنى بِحُجَّتِكَ فَرَقاً مِنْكَ، ثُمَّ رَضِّنى بِما قَسَمْتَ لى مِنْ رِزْقِكَ يا كَريمُ [يا كَريمُ ، اسْئَلُكَ بِاسْمِكَ الْعَظيمِ، رِضاكَ عِنْدَ السُّخْطَةِ، وَالْفَرْجَةَ عِنْدَ الْكُرْبَةِ، وَالنُّورَ عِنْدَ الظُّلْمَةِ، وَالْبَصيرَةَ عِنْدَ تَشَبُّهِ الْفِتْنَةِ، رَبِّ اجْعَلْ جُنَّتى مِنْ خَطاياىَ حَصينَةً، وَدَرَجاتى فِى الْجِنانِ رَفيعَةً، وَاعْمالى كُلَّها مُتَقَبَّلَةً، وَحَسَناتى مُضاعَفَةً زاكِيَةً، اعُوذُ بِكَ مِنَ الْفِتَنِ كُلِّها، ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ، وَمِنْ رَفيعِ الْمَطْعَمِ وَالْمَشْرَبِ، وَمِنْ شَرِّ ما اعْلَمُ وَمِنْ شَرِّ ما لا اعْلَمُ، وَاعُوذُ بِكَ مِنْ انْ اشْتَرِىَ الْجَهْلَ بِالْعِلْمِ، وَالْجَفا بِالْحِلْمِ، وَالْجَوْرَ بِالْعَدْلِ، وَالْقَطيعَةَ بِالْبِرِّ، وَالْجَزَعَ بِالصَّبْرِ، وَالْهُدى بِالضَّلالَةِ، وَالْكُفْرَ بِالْإِيمانِ (1).

- چ چ-

17. روى ابن محبوب أنّ الصادق عليه السلام علّم رجلًا هذا الدعاء:

اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ بِرَحْمَتِكَ الَّتى لاتُنالُ مِنْكَ الَّا بِرِضاكَ، وَالْخُرُوجَ مِنْ جَميعِ مَعاصيكَ، وَالدُّخُولَ فى كُلِّ ما يُرْضيكَ، وَالنَّجاةَ مِنْ كُلِّ وَرْطَةٍ، وَالْمَخْرَجَ مِنْ كُلِّ كَبيرَةٍ اتى بِها مِنّى عَمْدٌ، اوْ زَلَّ بِها مِنّى خَطَاٌ، اوْ خَطَرَ بِها عَلَىَّ خَطَراتُ الشَّيْطانِ، اسْئَلُكَ خَوْفاً تُوقِفُنى بِهِ عَلى حُدُودِ رِضاكَ، وَتَشَعَّبَ بِهِ عَنّى كُلُّ شَهْوَةٍ خَطَرَ بِها هَواىَ، وَاسْتُزِلَّ بِها رَأْيى لِيُجاوِزَ حَدَّ حَلالِكَ، اسْئَلُكَ اللَّهُمَّ الْأَخْذَ بِاحْسَنِ ما تَعْلَمُ، وَتَرْكِ سَيِّئِ كُلِّ ما تَعْلَمُ، اوْ اخْطَأُ مِنْ حَيْثُ لا اعْلَمُ، اوْمِنْ حَيْثُ اعْلَمُ، اسْئَلُكَ السَّعَةَ فِى الرِّزْقِ، وَالزُّهْدَ فِى الْكَفافِ، وَالْمَخْرَجَ بِالْبَيانِ مِنْ كُلِّ شُبْهَةٍ، وَالصَّوابَ فى كُلِّ حُجَّةٍ، وَالصِّدْقَ فى جَميعِ الْمَواطِنِ، وَانْصافَ النَّاسِ مِنْ نَفْسى فيما عَلَىَّ وَلِى وَالتَّذَلُّلَ فى اعْطاءِ النَّصَفِ مِنْ جَميعِ مَواطِنِ السَّخَطِ وَالرِّضا، وَتَرْكَ قَليلِ الْبَغْىِ وَكَثيرِهِ فِى الْقَوْلِ مِنّى وَالْفِعْلِ، وَتَمامَ نِعْمَتِكَ فى


1- الكافي: ج 2، ص 590، ح 31.

ص: 768

جَميعِ الْأَشْيآءِ، وَالشُّكْرَ لَكَ عَلَيْها لِكَىْ تَرْضا وَبَعْدَ الرِّضا، وَاسْئَلُكَ الْخِيَرَةَ فى كُلِّ ما يَكُونُ فيهِ الْخِيَرَةُ، بِمَيْسُورِ الْأُمُورِ كُلِّها لا بِمَعْسُورِها، يا كَريمُ يا كَريمُ يا كَريمُ، وَافْتَحْ لى بابَ الْأَمْرِ الَّذى فيهِ الْعافِيَةُ وَالْفَرَجُ، وَافْتَحْ لى بابَهُ، وَيَسِّرْلى مَخْرَجَهُ، وَمَنْ قَدَّرْتَ لَهُ عَلَىَّ مَقْدُورَةً مِنْ خَلْقِكَ فَخُذْ عَنّى بِسَمْعِهِ وَبَصَرِهِ، وَلِسانِهِ وَيَدِهِ، وَخُذْهُ عَنْ يَمينِهِ وَعَنْ يَسارِهِ، وَمِنْ خَلْفِهِ وَمِنْ قُدَّامِهِ، وَامْنَعْهُ انْ يَصِلَ الَىَّ بِسُوءٍ، عَزَّ جارُكَ، وَجَلَّ ثَنآءُ وَجْهِكَ، وَلا الهَ غَيْرُكَ، انْتَ رَبّى وَا نَا عَبْدُكَ، اللَّهُمَّ انْتَ رَجآئى فى كُلِّ كُرْبَةٍ، وَانْتَ ثِقَتى فى كُلِّ شِدَّةٍ، وَانْتَ لى فى كُلِّ امْرٍ نَزَلَ بى ثِقَةٌ وَعُدَّةٌ، فَكَمْ مِنْ كَرْبٍ يَضْعُفُ عَنْهُ الْفُؤادُ، وَتَقِلُّ فيهِ الحيلَةُ، وَيَشْمَتُ بِهِ الْعَدُوُّ، وَتُعْيى فيهِ الْأُمُورُ، انْزَلْتُهُ بِكَ، وَشَكَوْتُهُ الَيْكَ، راغِباً الَيْكَ فيهِ عَمَّنْ سِواكَ، قَدْ فَرَّجْتَهُ وَكَفَيْتَهُ، فَانْتَ وَلىُّ كُلِّ نِعْمَةٍ، وَصاحِبُ كُلِّ حاجَةٍ، وَمُنْتَهى كُلِّ رَغْبَةٍ، فَلَكَ الْحَمْدُ كَثيراً، وَلَكَ الْمَنُّ فاضِلًا(1).

- چ چ-

18. روي بسند معتبر أنّ الصادق عليه السلام علّم أبا بصير هذا الدعاء:

اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ قَوْلَ التَّوَّابينَ وَعَمَلَهُمْ، وَنُورَ الْأَنْبِيآءِ وَصِدْقَهُمْ، وَنَجاةَ الْمُجاهِدينَ وَثَوابَهُمْ، وَشُكْرَ الْمُصْطَفَيْنَ وَنَصيحَتَهُمْ، وَعَمَلَ الذَّاكِرينَ وَيَقينَهُمْ، وَايمانَ الْعُلَمآءِ وَفِقْهَهُمْ، وَتَعَبُّدَ الخاشِعينَ وَتَواضُعَهُمْ، وَحُكْمَ الْفُقَهآءِ وَسيرَتَهُمْ، وَخَشْيَةَ الْمُتَّقينَ وَرَغْبَتَهُمْ، وَتَصْديقَ الْمُؤْمِنينَ وَتَوَكُّلَهُمْ، وَرَجآءَ الْمُحْسِنينَ وَبِرَّهُمْ، اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ ثَوابَ الشَّاكِرينَ، وَمَنْزِلَةَ الْمُقَرَّبينَ، وَمُرافَقَةَ النَّبِيّينَ، اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ خَوْفَ الْعامِلينَ لَكَ، وَعَمَلَ الْخآئِفينَ مِنْكَ، وَخُشُوعَ الْعابِدينَ لَكَ، وَيقينَ الْمُتَوَكِّلينَ عَلَيْكَ، وَتَوَكُّلَ الْمُؤْمِنينَ بِكَ، اللَّهُمَ


1- الكافي: ج 2، ص 592، ح 32.

ص: 769

انَّكَ بِحاجَتى عالِمٌ غَيْرُ مُعَلَّمٍ، وَانْتَ لَها واسِعٌ غَيْرُ مُتَكلِّفٍ، وَانْتَ الَّذى لايُحْفيكَ سائِلٌ، وَلايَنْقُصُكَ نائِلٌ، وَلا يَبْلُغُ مِدْحَتَكَ قَوْلُ قائِلٍ، انْتَ كَما تَقُولُ وَفَوْقَ ما نَقُولُ، اللَّهُمَّ اجْعَلْ لى فَرَجَاً قَريباً، وَاجْراً عَظيماً، وَسِتْراً جَميلًا، اللَّهُمَّ انَّكَ تَعْلَمُ انّى عَلى ظُلْمى لِنَفْسى وَاسْرافى عَلَيْها، لَمْ اتّخِذْ لَكَ ضِدّاً وَلا نِدّاً، وَلا صاحِبَةً وَلا وَلَداً، يا مَنْ لا تُغَلِّطُهُ الْمَسآئِلُ، وَيا مَنْ لايَشْغَلُهُ شَىْ ءٌ عَنْ شَىْ ءٍ، وَلاسَمْعٌ عَنْ سَمْعٍ، وَلابَصَرٌ عَنْ بَصَرٍ، وَلايُبْرِمُهُ الْحاحُ الْمُلِحّين، اسْئَلُكَ انْ تُفَرِّجَ عَنّى فى ساعَتى هذِهِ، مِنْ حَيْثُ احْتَسِبُ، وَمِنْ حَيْثُ لا احْتَسِبُ، انَّكَ تُحْيِى الْعِظامَ وَهِىَ رَميمٌ، وَانَّكَ عَلى كُلِّ شَىْ ءٍ قَديرٌ، يا مَنْ قَلَّ شُكْرى لَهُ فَلَمْ يَحْرِمْنى وَعَظُمَتْ خَطيئَتى فَلَمْ يَفْضَحْنى وَرَ انى عَلَى الْمَعاصى فَلَمْ يَجْبَهْنى وَخَلَقَنى لِلَّذى خَلَقَنى لَهُ، فَصَنَعْتُ غَيْرَ الَّذى خَلَقَنى لَهُ، فَنِعْمَ الْمَوْلى انْتَ يا سَيِّدى وَبِئْسَ الْعَبْدُ ا نَا وَجَدْتَنى وَنِعْمَ الطَّالِبُ انْتَ رَبّى وَبِئسَ الْمَطْلُوبُ الْفَيْتَنى عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ امَتِكَ بَيْنَ يَدَيْكَ، ما شِئْتَ صَنَعْتَ بى اللَّهُمَّ هَدَأَتِ الْأَصْواتُ، وَسَكَنَتِ الْحَرَكاتُ، وَخَلا كُلُّ حَبيبٍ بِحَبيبِهِ، وَخَلَوْتُ بِكَ، انْتَ الْمَحْبُوبُ الَىَّ، فَاجْعَلْ خَلْوَتى مِنْكَ اللَّيْلَةَ الْعِتْقَ مِنَ النَّارِ، يا مَنْ لَيْسَتْ لِعالِمٍ فَوْقَهُ صِفَةٌ، يا مَنْ لَيْسَ لِمَخْلُوقٍ دُونَهُ مَنَعَةٌ، يا اوَّلُ قَبْلَ كُلِّ شَىْ ءٍ، وَيا آخِرُ بَعْدَ كُلِّ شَىْ ءٍ، يا مَنْ لَيْسَ لَهُ عُنْصُرٌ، وَيا مَنْ لَيْسَ لِأخِرهِ فَنآءٌ، وَيا اكْمَلَ مَنْعُوتٍ، وَيا اسْمَحَ الْمُعْطينَ، وَيا مَنْ يَفْقَهُ بِكُلِّ لُغَةٍ يُدْعى بِها، وَيا مَنْ عَفْوُهُ قَديمٌ، وَبَطْشُهُ شَديدٌ، وَمُلْكُهُ مُسْتَقيمٌ، اسْئَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذى شافَهْتَ بِهِ مُوسى يا اللَّهُ يا رَحْمنُ يا رَحيمُ، يا لا الهَ الَّا انْتَ، اللَّهُمَّ انْتَ الصَّمَدُ، اسْئَلُكَ انْ تُصَلِّىَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَانْ تُدْخِلَنىِ الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِكَ (1).


1- الكافي: ج 2، ص 593، ح 33.

ص: 770

19. روى المرحوم الكفعمي عن زين العابدين عليه السلام دعاءً لاستجابة الدعاء:

الهى كَيْفَ ادْعُوكَ وَانَا انَا، وَكَيْفَ اقْطَعُ رَجآئى مِنْكَ وَانْتَ انْتَ، الهى اذا لَمْ اسْئَلْكَ فَتُعْطِيَنى فَمَنْ ذَا الَّذى اسْئَلُهُ فَيُعْطينى الهى اذا لَمْ ادْعُوكَ فَتَسْتَجيبَ لى فَمَنْ ذَا الَّذى ادْعُوهُ فَيَسْتَجيبُ لى الهى اذا لَمْ اتَضرَّعْ الَيْكَ فَتَرْحَمَنى فَمَنْ ذَا الَّذى اتَضرَّعُ الَيْهِ فَيَرْحَمُنى الهى فَكَما فَلَقْتَ الْبَحْرَ لِمُوسى عَلَيْهِ السَّلامُ وَنَجَّيْتَهُ، اسْئَلُكَ انْ تُصَلِّىَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وانْ تُنَجِّيَنى مِمَّا انَا فيهِ، وَتُفَرِّجَ عَنّى فَرَجاً عاجِلًا غَيْرَ آجِلٍ، بِفَضْلِكَ وَرَحْمَتِكَ يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ (1).

- چ چ-

20. روى المرحوم الكفعمي دعاءً عن الإمام الكاظم عليه السلام وقال: إنّه دعاء مبارك وسريع الإجابة، والدعاء:

اللَّهُمَّ انّى اطَعْتُكَ فى احَبِّ الْأَشْيآءِ الَيْكَ وَهُوَ التَّوْحيدُ، وَلَمْ اعْصِكَ فى ابْغَضِ الْأَشْيآءِ الَيْكَ وَهُوَ الْكُفْرُ، فَاغْفِرْ لى ما بَيْنَهُما، يا مَنْ الَيْهِ مَفَرّى آمِنّى مِمَّا فَزِعْتُ مِنْهُ الَيْكَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِىَ الْكَثيرَ مِنْ مَعاصيكَ، وَاقْبَلْ مِنِّى الْيَسيرَ مِنْ طاعَتِكَ، يا عُدَّتى دُونَ الْعُدَدِ، وَيا رَجآئى وَالْمُعْتَمَدَ، وَيا كَهْفى وَالسَّنَدَ، وَيا واحِدُ يا احَدُ، يا قُلْ هُوَ اللَّهُ احَدٌ، اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً احَدٌ، اسْئَلُكَ بِحَقِّ مَنِ اصْطَفَيْتَهُمْ مِنْ خَلْقِكَ، وَلَمْ تَجْعَلْ فى خَلْقِكَ مِثْلَهُمْ احَداً، انْ تُصَلِّىَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَانْ تَفْعَلَ بى ما انْتَ اهْلُهُ، اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ بِالْوَحْدانِيَّةِ الْكُبْرى وَبِالْمُحَمَّدِيَّةِ الْبَيْضآءِ، وَالْعَلَوِيَّةِالْعُلْيا، وَبِجَميعِ مَا احْتَجَجْتَ بِهِ عَلى عِبادِكَ، وَبِالْإِسْمِ الَّذِى حَجَبْتَهُ عَنْ خَلْقِكَ، فَلَمْ يَخْرُجْ مِنْكَ الَّا الَيْكَ، صَلِّ عَلى مُحَمِّدٍ وَآلِهِ، وَاجْعَلْ لى مِنْ امْرى فَرَجاً وَمَخْرَجاً، وَارْزُقْنى مِنْ حَيْثُ احْتَسِبُ وَمِنْ حَيْثُ


1- مصباح الكفعمي: ص 292.

ص: 771

لا احْتَسِبُ، انَّكَ تَرْزُقُ مَنْ تَشآءُ بِغَيْرِ حِسابٍ.

عند ذلك تسأل حاجتك (1).

-*-*-*-

21. روي عن موسى بن جعفر عليه السلام أنّه قال لأحد أصحابه:

إذا كانت لك حاجة إلى اللَّه فقل

: اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَعَلِىٍّ، فَانَّ لَهُما عِنْدَكَ شَأْناً مِنَ الشَّأْنِ، وَقَدْراً مِنَ الْقَدْرِ، فَبِحَقِّ ذلِكَ الشَّأْنِ، وَبِحَقِّ ذلِكَ الْقَدْرِ، انْ تُصَلِّىَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَانْ تَفْعَلَ بى كَذا وَكَذا(2) (ويطلب- بدلًا عن كذا وكذا- حاجته من اللَّه تعالى).

-*-*-*-

22. روى المرحوم السيّد ابن طاووس في مهج الدعوات عن الإمام الباقر عليه السلام:

أنّ جَبْرَئِيلَ قالَ للنَّبيِّ صلى الله عليه و آله: يا نَبِيَّ اللَّهِ إعْلَمْ أنّي لَمْ أحِبّ نَبيّاً مِنَ الأنبِياءِ كَحُبّي إيّاكَ فأكْثِرْ أن تَقولَ

: اللَّهُمَّ انَّكَ تَرى وَلا تُرى وانْتَ بِالْمَنْظَرِ الْأَعْلى وَانَّ الَيْكَ الْمُنْتَهى وَالرُّجْعى وانَّ لَكَ الْأخِرَةَ وَالْأُولى وانَّ لَكَ الْمَماتَ وَالْمَحْيا، وَرَبِّ اعُوذُ بِكَ انْ اذَلَّ اوْ اخْزى (3).

- چ چ-

23. روى المرحوم الكليني وغيره أنّ الصادق عليه السلام قال لزرارة (أحد أصحابه الأجلاء): «

ادْعُ بِهَذا الدُّعاءِ زَمان الغَيْبَةِ وامتِحانِ الشِّيعَةِ

: اللَّهُمَّ عَرِّفْنى نَفْسَكَ، فَانَّكَ انْ لَمْ تُعَرِّفْنى نَفْسَكَ لَمْ اعْرِفْ نَبِيَّكَ، اللَّهُمَّ عَرِّفْنى رَسُولَكَ، فَانَّكَ انْ لَمْ تُعَرِّفْنى رَسُولَكَ لَمْ اعْرِفْ حُجَّتَكَ، اللَّهُمَّ عَرِّفْنى حُجَّتَكَ، فَانَّكَ انْ لَمْ تُعَرِّفْنى حُجَّتَكَ ضَلَلْتُ عَنْ دينى (4).

- چ چ-

24. روي عن أميرالمؤمنين عليه السلام أنّه رأى رجلًا يدعو من دفتر دعاءً طويلًا فقال عليه السلام: «

يا هذا


1- مصباح الكفعمي: ص 291.
2- الكافي: ج 2، ص 562، ح 21.
3- مهج الدعوات: ص 172.
4- الكافي: ج 1، ص 337، ح 5.

ص: 772

الرَّجُلَ إنّ الّذِي يَسْمَعُ الكَثِيرَ هُوَ يُجِيبُ عَنِ القَلِيلِ

(أي لا حاجة لقراءة هذه الأدعية الطويلة) فقال:

يا مولاى فما أصنع؟ قال عليه السلام:

قل

: الْحَمْدُ للَّهِ عَلى كُلِّ نِعْمَةٍ، وَاسْئَلُ اللَّهَ مِنْ كُلِّ خَيْرٍ، وَاعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ كُلِّ شَرٍّ، وَاسْتَغْفِرُ اللَّهَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ (1).

- چ چ-

25. عن أبي عمير: حدّثنا جماعة من مشائخنا عن الإمام الصادق عليه السلام قال: «

عَجِبْتُ لِمَنْ فَزَعَ مِن أرْبَعٍ كَيْفَ لا يَفْزَعُ إلى أرْبَعٍ: عَجِبْتُ لِمَنْ خَافَ كَيْفَ لا يَفْزَعُ إلى قَولِه: «حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ»(2) فإنّي سَمِعْتُ اللَّهَ يَقُولُ بِعَقَبِها:

فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ ...(3).

وَعَجِبْتُ لِمَنِ اغْتَمَّ كَيْفَ لَايَفْزَعُ إلى قَوْلِه: «لا الهَ الّا انْتَ، سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ»(4)

فَإنّي سَمِعْتُ اللَّهَ يَقُولُ بِعَقَبِها:

فَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الغَمِّ وكَذلِكَ نُنْجِي المُؤْمِنين (5).

وَعَجِبْتُ لِمَنْ مُكِرَ بِهِ كَيْفَ لَايَفْزَعُ إلى قَوْلِه: «افَوِّضُ امْرِي الَى اللَّهِ انَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ»(6)

. فإنّي

سَمِعْتُ اللَّهَ يَقُولُ بِعَقَبِها:

فَوَقاهُ اللَّهُ سَيِّئاتِ مَا مَكَرُوا(7).

وَعَجِبْتُ لِمَنْ أرادَ الدُّنْيا وَزِيْنَتَها كَيْفَ لَايَفْزَعُ إلى قَوْلِهِ: «ماشاءَ اللَّهُ لاقُوَّةَ الّا بِاللَّهِ»(8) فإنّي

سَمِعْتُ اللَّهَ يَقُولُ بِعَقَبِها:

إنْ تَرَنِ أنَا أقَلُّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَداً ...(9).

تنبيه: وردت صلوات أخرى لطلب الحاجات وحلّ المشكلات أيضاً فراجع الفصل السابع، الصلاة المستحبّة (ص 727).

2. دعاء لرفع الهمّ والغمّ

1. دعاء لكلّ همّ وغمّ (من الصحيفة السجّاديّة): يا فارِجَ الْهَمِّ، وَكاشِفَ الْغَمِّ، يا رَحْمنَ الدُّنْيا وَالْاخِرَةِ وَرَحيمَهُما، صَلِّ عَلى


1- بحار الأنوار: ج 91، ص 242، ح 10.
2- سورة آل عمران: الآية 173.
3- سورة آل عمران: الآية 174.
4- سورة الأنبياء: الآية 87.
5- سورة الأنبياء: الآية 88.
6- سورة غافر: الآية 44.
7- سورة غافر: الآية 45.
8- سورة الكهف: الآية 39.
9- أمالي الصدوق: ص 6، ح 2؛ بحار الأنوار: ج 90، ص 184، ح 1 والآية من سورة الكهف: الآية 39.

ص: 773

مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَافْرُجْ هَمّى وَاكْشِفْ غَمّى يا واحِدُ يَا احَدُ يا صَمَدُ، يا مَنْ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً احَدٌ، اعْصِمْنى وَطَهِّرْنى وَاذْهَبْ بِبَلِيَّتِى «اللَّهُ لَآ إِلهَ إلَّاهُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ، لَاتَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ، لَّهُ مَا فِي السَّموتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ، مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ، يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ، وَمَا خَلْفَهُمْ، وَلَا يُحِيطُونَ بِشَى ءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَآءَ، وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّموتِ وَالْأَرْضَ، وَلَايُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ، لَآإِكْرَاهَ فِي الدِّينِ، قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَىِّ، فَمَن يَكْفُرْ بِالطغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ، فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَاانفِصَامَ لَهَا، وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ، اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ ءَامَنُواْ، يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمتِ إِلَى النُّورِ، وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطغُوتُ، يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمتِ، أُوْلئِكَ أَصْحبُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ»* «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ، مِن شِرِّ مَا خَلَقَ، وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ، وَمِن شَرِّ النَّفثتِ فِى الْعُقَدِ، وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ»* «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ، مَلِكِ النَّاسِ، إِلهِ النَّاسِ مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ، الَّذِى يُوَسْوِسُ فِى صُدُورِ الَّناسِ، مِن الْجِنَّةِ وَالَّناسِ»* «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، اللَّهُ الصَّمَدُ، لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ» اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ سُؤالَ مَنِ اشْتَدَّتْ فاقَتُهُ، وَضَعُفَتْ قُوَّتُهُ، وَكَثُرَتْ ذُنُوبُهُ، سُؤالَ مَنْ لا يَجِدَ لِفاقَتِهِ مُغيثاً، وَلالِضَعْفِهِ مُقَوِّياً، وَلالِذَنْبِهِ غافراً غَيْرَكَ، يا ذَالْجَلالِ وَالْإِكْرامِ، اسْئَلُكَ عَمَلًا تُحِبُّ بِهِ مَنْ عَمِلَ بِهِ، وَيَقيناً تَنْفَعُ بِهِ مَنِ اسْتَيْقَنَ بِهِ حَقَّ الْيَقينِ فى نَفاذِ امْرِكَ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاقْبِضْ عَلَى الصِّدْقِ نَفْسى وَاقْطَعْ مِنَ الدُّنْيا حاجَتى وَاجْعَلْ فيما عِنْدَكَ رَغْبَتى شَوْقاً الى لِقائِكَ، وَهَبْ لى صِدْقَ التَّوَكُّلِ عَلَيْكَ، اسْئَلُكَ مِنْ خَيْرِ كِتابٍ قَدْ خَلا، وَاعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كِتابٍ قَدْ

ص: 774

خَلا، اسْئَلُكَ خَوْفَ الْعابِدينَ لَكَ، وَعِبادَةَ الْخاشِعينَ لَكَ، وَيَقينَ الْمُتَوَكِّلينَ عَلَيْكَ، وَتَوَكُّلَ الْمُؤْمِنينَ عَلَيْكَ، اللَّهُمَّ اجْعَلْ رَغْبَتى فى مَسْئَلَتى مِثْلَ رَغْبَةِ اوْلِيآئِكَ في مَسائِلِهِمْ، وَرَهْبَتي مِثْلَ رَهْبَةِ اوْلِيائِكَ، وَاسْتَعْمِلْنى فى مَرْضاتِكَ عَمَلًا لا اتْرُكُ مَعَهُ شَيْئاً مِنْ دينِكَ مَخافَةَ احَدٍ مِنْ خَلْقِكَ، اللَّهُمَّ هذِهِ حاجَتى فَاعْظِمْ فيها رَغْبَتى وَاظْهِرْ فيها عُذْرى وَلَقِّنى فيها حُجَّتى وَعافِ فيها جَسَدى اللَّهُمَّ مَنْ اصْبَحَ لَهُ ثِقَةٌ اوْ رَجاءٌ غَيْرُكَ، فَقَدْاصْبَحْتُ وَانْتَ ثِقَتى وَرَجائى فِى الْأُمُورِ كُلِّها، فَاقْضِ لي بِخَيْرِها عاقِبَةً، وَنَجِّنى مِنْ مُضِلّاتِ الْفِتَنِ، بِرَحْمَتِكَ يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ، وَ صَلَّى اللَّهُ عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ الْمُصْطَفى وَ عَلى آلِهِ الطَّاهِرينَ (1).

- چ چ-

2. روى أميرالمؤمنين عليه السلام عن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أنّ: «

مَنْ دَعا بِهذا الدُّعاءِ فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ هَمَّهُ وَغَمَّهُ وَما يَخافُه:

يا عِمادَ مَنْ لا عِمادَ لَهُ، وَيا ذُخْرَ مَنْ لا ذُخْرَ لَهُ، وَيا سَنَدَ مَنْ لا سَنَدَ لَهُ، ويا حِرْزَ مَنْ لا حِرْزَ لَهُ، وَيا غِياثَ مَنْ لا غِياثَ لَهُ، وَيا كَنْزَ مَنْ لا كَنْزَ لَهُ، وَيا عِزَّ مَنْ لا عِزَّ لَهُ، يا كَريمَ الْعَفْوِ، يا حَسَنَ التَّجاوُزِ، يا عَوْنَ الضُّعَفآءِ، يا كَنْزَ الْفُقَرآءِ، يا عَظيمَ الرَّجآءِ، يا مُنْقِذَ الْغَرْقى يا مُنْجِىَ الْهَلْكى يا مُحْسِنُ يا مُجْمِلُ، يا مُنْعِمُ يا مُفْضِلُ، انْتَ الَّذى سَجَدَ لَكَ سَوادُ اللَّيْلِ وَنُورُ النَّهارِ، وَضَوْءُ الْقَمَرِ وَشُعاعُ الشَّمْسِ، وَحَفيفُ الشَّجَرِ وَدَوِىُّ الْمآءِ، يا اللَّهُ يا اللَّهُ يا اللَّهُ، لا الهَ إلَّاانْتَ، وَحْدَكَ لا شَريكَ لَكَ، يا رَبَّاهُ يا اللَّهُ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَافْعَلْ بِنا ما انْتَ اهْلُهُ، وَنَجِّنا مِنَ النَّارِ بِعَفْوِكَ، وَادْخِلْنَا الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِكَ، وَزَوِّجْنا مِنَ الْحُورِ الْعِينِ بِجُودِكَ، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَافْعَلْ بى ما انْتَ اهْلُهُ، يا ارْحَمَ


1- الصحيفة السجادية: الدعاء 54.

ص: 775

الرَّاحِمينَ، انَّكَ عَلى كُلِّ شَىْ ءٍ قَديرٌ.

فَإذا فَرَغْتَ مِنَ الدُّعاءِ سَلِ اللَّهَ حَاجَتَكَ تُقْضى إنْ شاءَ اللَّهُ»(1).

-

چ چ-

3. عن الإمام الجواد عليه السلام قال: «

للفَرَجِ يُواظِبُ عَلى هذا الدُّعاءِ:

يَا مَنْ يَكْفى مِنْ كُلِّ شَىْ ءٍ، وَلا يَكْفى مِنْهُ شَىْ ءٌ، اكْفِنى ما اهَمَّنى (2).

- چ چ-

4. روي عن النَّبيِّ صلى الله عليه و آله: «

مَنْ أصَابَهُ هَمٌّ أو غَمٌّ أو كَرْبٌ أو بَلاءٌ أو لَأْواء فَلْيَقُلْ:

اللَّهُ رَبّى لا اشْرِكُ بِهِ شَيْئاً، تَوَكَّلْتُ عَلَى الْحَىِّ الَّذى لايَمُوتُ»(3).

- چ چ-

5. عن الإمام الصادق عليه السلام قال: «

لَمّا طَرَحَ إخْوَةُ يُوسُفَ يُوسُفَ فِي الجُبِّ أتاهُ جَبْرَئِيلُ عليه السلام فقالَ:

ما تَصْنَعُ هاهُنا؟ قال: إنَّ إخْوَتِي ألْقَوْنِي فِي الجُبِّ. قال: فَتُحِبُّ أنْ تَخْرُجَ مِنْهُ؟ قال: ذاك إلى اللَّهِ إنْ شَاءَ أخْرَجَنِي. فقالَ لَهُ: إنَّ اللَّهَ يَقُولُ: ادْعُنِي بهذا الدُّعاءِ حتَّى أُخْرِجَكَ

: اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ بِانَّ لَكَ الْحَمْدَ، لا الهَ الَّا انْتَ الْمَنَّانُ بَديعُ السَّمواتِ وَالْأَرْضِ، ذُوالْجَلالِ وَالْإِكْرامِ، انْ تُصَلِّىَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَانْ تَجْعَلَ لى مِمَّا ا نَا فيهِ فَرَجَاً وَمَخْرَجَاً(4).

ثُمَّ جاءَتِ السَّيَّارَةُ وأَخْرَجَتْهُ مِنَ الجُبِّ وأَخَذَتْهُ إلى مِصْرَ

».

-*-*-*-

6. وروي أنّ هذا دعاء الإمام الباقر عليه السلام في الأمر يحدَث:

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاغْفِرْلى وَارْحَمْنى وَزَكِّ عَمَلى وَيَسِّرْ مُنْقَلَبى وَاهْدِ قَلْبى وَآمِنْ خَوْفى وَعافِنى فى عُمُرى كُلِّهِ، وَثَبِّتْ حُجَّتى وَاغْفِرْ


1- البلد الأمين: ص 332.
2- عدّة الدّاعى، ص 278؛ بحارالانوار، ج 92، ص 208، ح 39.
3- عدّة الداعي: ص 276؛ بحار الأنوار: ج 92، ص 208، ح 39.
4- الكافي: ج 2، ص 556، ح 4.

ص: 776

خَطاياىَ، وَبَيِّضْ وَجْهى وَاعْصِمْنى فى دينى وَسَهِّلْ مَطْلَبى وَوَسِّعْ عَلَىَّ فى رِزْقى فَانّى ضَعيفٌ، وَتَجاوَزْ عَنْ سَيِّئِ ما عِنْدى بِحُسْنِ ما عِنْدَكَ، وَلاتَفْجَعْنى بِنَفْسى وَلاتَفْجَعْ لى حَميماً، وَهَبْ لى يا الهى لَحْظَةً مِنْ لَحَظاتِكَ، تَكْشِفُ بِها عَنّى جَميعَ ما بِهِ ابْتَلَيْتَنى وَتَرُدُّ بِها عَلَىَّ ما هُوَ احْسَنُ عادَتِكَ عِنْدى فَقَدْ ضَعُفَتْ قُوَّتى وَقَلَّتْ حيلَتى وَانْقَطَعَ مِنْ خَلْقِكَ رَجآئى وَلَمْ يَبْقَ الَّا رَجآؤُكَ، وَتَوَكُّلى عَلَيْكَ، وَقُدْرَتُكَ عَلَىَّ يا رَبِّ انْ تَرْحَمَنى وَتُعافِيَنى كَقُدْرَتِكَ عَلَىَّ انْ تُعَذِّبَنى وَتَبْتَلِيَنى الهى ذِكْرُ عَوآئِدِكَ يُؤْنِسُنى وَالرَّجآءُ لِإِنْعامِكَ يُقَوّينى وَلَمْ اخْلُ مِنْ نِعَمِكَ مُنْذُ خَلَقْتَنى وَانْتَ رَبّى وَسَيّدِى وَمَفْزَعى وَمَلْجَأَى وَالْحافِظُ لى وَالذَّابُّ عَنّى وَالرَّحيمُ بى وَالْمُتَكَفِّلُ بِرِزْقى وَفى قَضآئِكَ وَقُدْرَتِكَ كُلُّ ما ا نَا فيهِ، فَلْيَكُنْ يا سَيِّدى وَمَوْلاىَ، فيما قَضَيْتَ وَقَدَّرْتَ وَحَتَمْتَ، تَعْجيلُ خَلاصى مِمَّا ا نَا فيهِ جَميعِهِ، وَالْعافِيَةُ لى فَانّى لا اجِدُ لِدَفْعِ ذلِكَ احَداً غَيْرَكَ، وَلا اعْتَمِدُ فيهِ الَّا عَلَيْكَ، فَكُنْ ياذَا الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ عِنْدَ احْسَنِ ظَنّى بِكَ، وَرَجآئى لَكَ، وَارْحَمْ تَضَرُّعى وَاسْتِكانَتى وَضَعْفَ رُكْنى وَامْنُنْ بِذلِكَ عَلَىَّ، وَعَلى كُلِّ داعٍ دَعاكَ، يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ (1)- چ چ-

7. عن الإمام الصادق عليه السلام كان عليّ بن الحسين عليه السلام يقول: «

ما أُبالِي إنْ قُلْتُ هذِهِ الكَلِماتِ لَوِ اجْتَمَع عليَّ الإنْسُ والجِنُ

: بِسْمِ اللَّهِ وَبِاللَّهِ، وَمِنَ اللَّهِ وَالَى اللَّهِ، وَفى سَبيلِ اللَّهِ، وَعَلى مِلَّةِ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، اللَّهُمَّ الَيْكَ اسْلَمْتُ نَفْسى وَالَيْكَ وَجَّهْتُ وَجْهى وَالَيْكَ الْجَاْتُ ظَهْرى وَالَيْكَ فَوَّضْتُ امْرى اللَّهُمَّ احْفَظْنى بِحِفْظِ الْإيمانِ مِنْ بَيْنِ يَدَىَّ، وَمِنْ


1- الكافي: ج 2، ص 558، ح 8.

ص: 777

خَلْفى وَعَنْ يَمينى وَعَنْ شِمالى وَمِنْ فَوْقى وَمِنْ تَحْتى وَمِنْ قِبَلى وَادْفَعْ عَنّى بِحَوْلِكَ وَقُوَّتِكَ، فَانَّهُ لا حَوْلَ وَلاقُوَّةَ الَّا بِكَ»(1).

- چ چ-

8. عن زين العابدين عليه السلام أنّه كان يقول لابنه: «

يا بُنَيَّ مَنْ أصَابَهُ مِنْكُم مُصِيبَةٌ أو نَزَلَتْ بِهِ نازِلَةٌ فَلْيَتَوَضَّأ وَلْيُسْبِغِ الوُضوءَ ثُمَّ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ أوْ أرْبَعَ رَكَعاتٍ يَقُولُ بَعْدَها

: يا مَوْضِعَ كُلِّ شَكْوى وَيا سامِعَ كُلِّ نَجْوى وَيا شاهِدَ كُلِّ مَلَأٍ، وَعالِمَ كُلِّ خَفِيَّةٍ، وَيا دافِعَ ما يَشآءُ مِنْ بَلِيَّةٍ، يا خَليلَ ابْراهيمَ، وَيا نَجِىَّ مُوسى وَيا مُصْطَفِىَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، ادْعُوكَ دُعآءَ مَنِ اشْتَدَّتْ فاقَتُهُ، وَقَلَّتْ حيلَتُهُ، وَضَعُفَتْ قُوَّتُهُ، دُعآءَ الْغَريبِ الْغَريقِ، الْمُضْطَرِّ الَّذى لايَجِدُ لِكَشْفِ ما هُوَ فيهِ الَّا انْتَ، يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ.

فإنَّهُ لَايَدْعُو بِهِ أحَدٌ إلّاكَشَفَ اللَّهُ عَنْهُ إنْ شاءَ اللَّهُ تَعالى»(2).

-

چ چ-

9. عن الإمام الصادق عليه السلام: «

لِرَفْعِ الهَمِّ والحُزْنِ تَغْتَسِلُ فَتُصَلّي رَكْعَتَيْنِ وتَقولُ

: يا فارِجَ الْهَمِّ، وَيا كاشِفَ الْغَمِّ، يا رَحْمنَ الدُّنْيا وَالْأخِرَةِ وَرَحيمَهُما، فَرِّجْ هَمّى وَاكْشِفْ غَمّى يا اللَّهُ الْواحِدُ الْأَحَدُ الصَّمَدُ، الَّذى لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً احَدٌ، اعْصِمْنى وَطَهِّرْنى وَاذْهَبْ بِبَلِيَّتى

وَاقْرَأ آيَةَ الكُرْسِيِّ والمُعَوِّذَتَيْنِ

» (وسل اللَّه حاجتك وحلّ مشاكلك)(3).

-*-*-*-

10. للهمّ والغمّ والحزن (حلّ المشاكل) تسجد وتقول مائة مرّة:

يا حَىُّ يا قَيُّومُ، يا لا الهَ الَّا انْتَ، بِرَحْمَتِكَ اسْتَغيثُ، فَاكْفِنى ما اهَمَّنى وَلا تَكِلْنى الى نَفْسى (4).


1- الكافي: ج 2، ص 559، ح 10.
2- المصدر السابق: ص 560، ح 15.
3- المصدر السابق: ص 557، ح 6.
4- المصدر السابق: ص 562، ح 20.

ص: 778

11. علّم الصادق عليه السلام بعض أصحابه دعاءً للهمّ والغمّ والوحشة:

اعْدَدْتُ لِكُلِّ عَظيمَةٍ لا الهَ الَّا اللَّهُ، وَلِكُلِّ هَمٍّ وَغَمٍّ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ الَّا بِاللَّهِ، مُحَمَّدٌ النُّورُ الْأَوَّلُ، وَعَلِىٌّ النُّورُ الثَّانى وَالْأَئِمَّةُ الْأَبْرارُ عُدَّةٌ لِلِقآءِ اللَّهِ، وَحِجابٌ مِنْ اعْدآءِ اللَّهِ، ذَلَّ كُلُّ شَىْ ءٍ لِعَظَمَةِ اللَّهِ، وَاسْئَلُ اللَّهَ عَزَّوَجَلَّ الْكِفايَةَ(1).

3. دعاء لرفع الأمراض

الدعاء مؤثّر حقّاً لرفع الأمراض- سيّما أدعية المعصومين عليهم السلام- إن كان عن إيمان وإخلاص في النيّة، إلّاأنّ هذا لا يعني عدم الرجوع إلى الطبيب وتناول الأدوية، بل نستعين بالدعاء بالإضافة إلى المتداول لدى العقلاء.

ونتّجه بعد هذه الإشارة إلى الأدعية الواردة في المصادر المعتبرة:

1. روى المرحوم السيّد ابن طاووس في مهج الدعوات رواية عن سلمان رحمه الله أنّه قال: علّمتني الزهراء عليها السلام دعاءً عن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله كان يدعو به في الصباح والمساء ويقول أنّه نافِع لعلاج الحمّى وعدم الابتلاء بها:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ، بِسْمِ اللَّهِ النُّورِ، بِسْمِ اللَّهِ نُورِ النُّورِ، بِسْمِ اللَّهِ نُورٌ عَلى نُورٍ، بِسْمِ اللَّهِ الَّذى هُوَ مُدَبِّرُ الْامُورِ، بِسْمِ اللَّهِ الَّذى خَلَقَ النُّورَ مِنَ النُّورِ، الْحَمْدُ للَّهِ الَّذى خَلَقَ النُّورَ مِنَ النُّورِ، وَانْزَلَ النُّورَ عَلَى الطُّورِ، فى كِتابٍ مَسْطُورٍ، فى رَقٍّ مَنْشُورٍ، بِقَدَرٍ مَقْدُورٍ، عَلى نَبِىٍّ مَحْبُورٍ، الْحَمْدُ للَّهِ الَّذى هُوَ بِالْعِزِّ مَذْكُورٌ، وَبِالْفَخْرِ مَشْهُورٌ، وَعَلَى السَّرَّآءِ وَالضَّرَّآءِ مَشْكُورٌ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرينَ (2).

- چ چ-

2. كما روى في مهج الدعوات عن سعيد بن أبي الفتح القمّي قال: حدث بي مرض أعيى الأطباء فعجزوا عن علاجه وقالوا: هذا مرض لا يزيله إلّااللَّه تعالى فعدت وأنا منكسر القلب


1- بحار الأنوار: ج 91، ص 312.
2- مهج الدعوات: ص 7.

ص: 779

ضيّق الصدر فأخذت كتاباً من كتب والدي فوجدت على ظهره مكتوباً: عن الإمام الصادق عليه السلام عن النّبيّ صلى الله عليه و آله قال: «

مَنْ كانَ بِهِ مَرَضٌ فَقالَ عَقِيبَ صَلاةِ الفَجْرِ أرْبَعِينَ مَرَّةً

: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ، الْحَمُدللَّهِ رَبِّ الْعالَمينَ، حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكيلُ، تَبارَكَ للَّهُ احْسَنُ الْخالِقينَ، وَلا حَوْلَ وَلاقُوَّةَ الَّا بِاللَّهِ الْعَلِىِّ الْعَظيمِ.

وَمَسَحَ بِيَدِهِ عليه أزالَهُ اللَّهُ تَعالى عَنْهُ وشَفاهُ

». فصبرت إلى الفجر فصلّيت الفريضة فجلست في موضعي أرددّها أربعين مرّةً وأمسح بيدي على المرض، فأزاله اللَّه تعالى. فجلست في موضعي وأنا خائف أن يعاود فلم أزل كذلك ثلاثة أيّام، ثمّ أخبرت والدي بذلك فشكر اللَّه تعالى وحكى ذلك لبعض الأطبّاء وكان ذمّياً دخل عليّ فنظر إلى المرض وقد زال فأسلم وشهد بالنبوّة وحسن إسلامه (1).

-*-*-*-

3. قال المرحوم الشيخ الكفعمي في المصباح. إذا كانت بك علّة فامسح موضع سجودك بيدك وامسح بها العلّة عقب كلّ فريضة سبع مرّات وقل:

يا مَنْ كَبَسَ الْأَرْضَ عَلَى الْمآءِ، وَسَدَّ الْهَوآءَ بِالسَّمآءِ، وَاخْتارَ لِنَفْسِهِ احْسَنَ الْأَسْمآءِ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَافْعَلْ بى كَذا وَكَذا (وتسأل حاجتك بدل: كذا وكذا) وَارْزُقْنى وَعافِنى مِنْ كَذا وَكَذا (وتقول اسم المرض)(2).

-*-*-*-

4. كما روي عنه أنّ من أراد العافية والشفاء من المرض فليدع بهذا الدعاء في السجدة الثانية من الركعة الاولى لنافلة الليل:

يا عَلِىُّ يا عَظيمُ، يا رَحْمنُ يا رَحيمُ، يا سامِعَ الدَّعَواتِ، يا مُعْطِىَ الْخَيْراتِ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَاعْطِنى مِنْ خَيْرِ الدُّنْيا وَالْأخِرَةِ ما انْتَ اهْلُهُ، وَاصْرِفْ عَنّى مِنْ شَرِّ الدُّنْيا وَالْأخِرَةِ ما انْتَ اهْلُهُ، وَاذْهِبْ عَنّى هذَا الْوَجَعَ (ويذكر اسم المرض)


1- مهج الدعوات: ص 77؛ بحار الأنوار: ج 92، ص 64، ح 40.
2- مصباح الكفعمي، ص 148.

ص: 780

فَانَّهُ قَدْ غاظَنى وَاحْزَنَنى ويلحّ في الدعاء يشفى إن شاء اللَّه (1).

-*-*-*-

5. روى المرحوم الكفعمي عن الإمام الصادق عليه السلام: «

قُلْ عِنْدَ العِلَّةِ وأنْتَ ... تَحْتَ السَّماءِ رافِعٌ يَدَيْكَ

: اللَّهُمَّ انَّكَ عَيَّرْتَ اقْواماً فى كِتابِكَ، فَقُلْتَ: قُلِ ادْعُوا الَّذينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلا تَحْويلًا. فَيا مَنْ لا يَمْلِكُ كَشْفَ ضُرّى وَلا تَحْويلَهُ عَنّى احَدٌ غَيْرُهُ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَاكْشِفْ ضُرّى وَحَوِّلْهُ الى مَنْ يَدْعُو مَعَكَ الهاً آخَرَ، فَانّى اشْهَدُ انْ لا الهَ غَيْرُكَ»(2).

- چ چ-

6. وفي رواية عن الإمام الصادق عليه السلام: «

أيَّما مُؤمِنٍ كانَ بِهِ مَرَضٌ أو عِلَّةٌ فَلْيَمْسَحْ مَوْضِعَ الوَجَعِ ويَقُولُ مُخْلِصاً

: وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفآءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنينَ، وَلا يَزيدُ الظَّالِمينَ الَّا خَساراً.

يَشْفى مِنْ مَرَضِهِ، وَتَصْدِيقُ ذلِكَ في الآية:

شِفآءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنينَ (3).

-*-*-*-

7. عن الإمام الصادق عليه السلام: «

ضَعْ يَدَكَ على مَوْضِعِ الألَمِ وقُلْ ثَلاثاً:

اللَّهُ اللَّهُ اللَّهُ رَبّى حَقّاً، لااشْرِكُ بِهِ شَيْئاً، اللَّهُمَّ انْتَ لَها وَلِكُلِّ عَظيمَةٍ، فَفَرِّجْها عَنّى (4).

- چ چ-

8. وعنه عليه السلام: «

ضَعْ يَدَكَ علىْ مَوْضِعِ الألَمِ وَقُلْ: بِسْمِ اللَّه ثمّ امْسَحِ المَوْضِعَ بِيَدِكَ وقُلْ سَبْعَ مَرّاتٍ:

اعُوذُ بِعِزَّةِ اللَّهِ، وَاعُوذُ بِقُدْرَةِ اللَّهِ، وَاعُوذُ بِجَلالِ اللَّهِ، وَاعُوذُ بِعَظَمَةِ اللَّهِ، وَاعُوذُ


1- مصباح الكفعمي: ص 148؛ الكافي: ج 2، ص 259، ح 30( باختلاف يسير).
2- مصباح الكفعمي: ص 150؛ عدّة الداعي: ص 272( باختلاف يسير).
3- بحار الأنوار: ج 92، ص 54، ح 18؛ طبّ الائمّة: ص 28.
4- مصباح الكفعمي: ص 151.

ص: 781

بِجَمْعِ اللَّهِ، وَاعُوذُ بِرَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَالِهِ، وَاعُوذُ بِاسْمآءِ اللَّهِ، مِنْ شَرِّ ما احْذَرُ، وَمِنْ شَرِّ ما اخافُ عَلى نَفْسي (1).

- چ چ-

9. روى المرحوم السيّد ابن طاووس في مهج الدعوات عن ابن عباس قال: كنت جالساً عند أميرالمؤمنين عليه السلام فدخل عليه رجل متغيّر اللون وقال: يا أميرالمؤمنين إنّي رجل مسقام كثير العلل والأوجاع فعلّمني دعاءً أستعين به على أسقامي. فقال عليه السلام: «

أُعَلِّمُكَ دُعاءً عَلَّمَهُ جَبْرَئِيلُ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله فِي مَرَضِ الحَسَنَيْنِ عليهما السلام وهو

: الهى كُلَّما انْعَمْتَ عَلَىَّ نِعْمَةً قَلَّ لَكَ عِنْدَها شُكْرى وَكُلَّمَا ابْتَلَيْتَنى بِبَلِيَّةٍ قَلَّ لَكَ عِنْدَها صَبْرى فيا مَنْ قَلَّ شُكْرى عِنْدَ نِعَمِهِ فَلَمْ يَحْرِمْنى وَيا مَنْ قَلَّ صَبْرى عِنْدَ بَلآئِهِ فَلَمْ يَخْذُلنى وَيا مَنْ رَانى عَلَى الْمَعاصى فَلَمْ يَفْضَحْنى وَيا مَنْ رَ انى عَلَى الْخَطايا فَلَمْ يُعاقِبْنى عَلَيْها، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاغْفِرْ لى ذَنْبى وَاشْفِنى مِنْ مَرَضى انَّكَ عَلى كُلِّ شَىْ ءٍ قَديرٌ».

قال ابن عباس: فرأيت الرجل بعد سنة حسن اللون مشرباً بحمرة. قال: ما دعوت به وأنا سقيم إلّاشفيت (2).

-*-*-*-

10. عن الإمام الباقر عليه السلام قال: «

مَرِضَ عَليٌّ عليه السلام فأتاهُ رَسولُ اللَّهِ صلى الله عليه و آله فقالَ لَهُ

: اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ تَعْجيلَ عافِيَتِكَ، وَصَبْراً عَلى بَلِيَّتِكَ، وَخُرُوجاً الى رَحْمَتِكَ»(3).

- چ چ-

11. عن الإمام الصادق عليه السلام قال: «

تَضَعُ يَدَكَ على مَوْضِعِ الوجَعِ وتَقولُ ثَلاثَ مَرّات

: اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ بِحَقِّ الْقُرْآنِ الْعَظيمِ الَّذى نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمينُ، وَهُوَ عِنْدَكَ فى امِّ الْكِتابِ عَلِىٌّ حَكيمٌ، انْ تَشْفِيَنى بِشِفائِكَ، وَتُداوِيَنى بِدَوائِكَ، وَتُعافِيَنى مِنْ


1- مصباح الكفعمي: ص 151.
2- مهج الدعوات: ص 8؛ بحار الأنوار: ج 92، ص 63، ح 39.
3- الكافي: ج 2، ص 567، ح 16.

ص: 782

بَلائِكَ.

وتُصَلِّي بَعْدَ ذلِكَ على مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ»(1).

-

چ چ-

12. عن أبي حمزة قال: عرض لي وجع في ركبتي فشكوت ذلك إلى الإمام الباقر عليه السلام فقال:

«إذا صَلَّيْتَ فَقُلْ

: يا اجْوَدَ مَنْ اعْطى وَيا خَيْرَ مَنْ سُئِلَ، وَيا ارْحَمَ مَنِ اسْتُرْحِمَ، ارْحَمْ ضَعْفى وَقِلَّةَ حيلَتى وَعافِنى مِنْ وَجَعى .

قال أبو حمزة ففعلته، وعوفيت (2).

-*-*-*-

13. ورد في بحار الأنوار: أن السيّد ابن طاووس ذكر هذا الدعاء للعلل والأمراض وقال: إنّنا جرّبناه فاكتب هذا الدعاء في رقعة (وأحمله معك):

يا مَنِ اسْمُهُ دَوآءٌ، وَذِكْرُهُ شِفآءٌ، يا مَنْ يَجْعَلُ الشِّفاءَ فيما يَشاءُ مِنَ الْأَشْياءِ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مَحُمَّدٍ، وَاجْعَلْ شِفائى مِنْ هذَا الدَّاءِ فِى اسْمِكَ هذا* ثمّ قل عشراً

يا اللَّهُ

وعشراً

يا رَبِ

وعشراً

يا ارْحَمَ الرّاحِمينَ (3).

4. دعاء لأداء الدين

1. روي عن الإمام الكاظم عليه السلام لأداء الدَّين قل:

اللَّهُمَّ ارْدُدْ الى جَميعِ خَلْقِكَ مَظالِمَهُمُ الَّتى قِبَلى صَغيرَها وَكَبيرَها فى يُسْرٍ مِنْكَ وَعافِيَةٍ، وَمالَمْ تَبْلُغْهُ قُوَّتى وَلَمْ تَسَعْهُ ذاتُ يَدى وَلَمْ يَقْوَ عَلَيْهِ بَدَنى وَيَقينى وَنَفْسى فَادِّهِ عَنّى مِنْ جَزيلِ ما عِنْدَكَ مِنْ فَضْلِكَ، ثُمَّ لاتَخْلُفْ عَلَىَّ مِنْهُ شَيْئاً تَقْضيهِ مِنْ حَسَناتى يا ارْحَمَ الرَّاحمِينَ، اشْهَدُ انْ لا الهَ الَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لا شَريكَ


1- الكافي: ج 2، ص 568، ح 18.
2- المصدر السابق: ح 19.
3- بحار الأنوار: ج 92، ص 67، ح 48.

ص: 783

لَهُ، وَاشْهَدُ انَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَانَّ الدّينَ كَما شَرَعَ، وَانَّ الْإِسْلامَ كَما وَصَفَ، وَانَّ الْكِتابَ كَما انْزَلَ، وَانَّ الْقَوْلَ كَما حَدَّثَ، وَانَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبينُ، ذَكَرَ اللَّهُ مُحَمَّداً وَاهْلَ بَيْتِهِ بِخَيْرٍ، وَحَيَّا مُحَمَّداً وَاهْلَ بَيْتِهِ بِالسَّلامِ (1).

2. جاء في الرواية أنّ رجلًا كتب للإمام الجواد عليه السلام: إنّي مَدِين (ماذا أفعل)؟ فكتب له عليه السلام:

«أكْثِرْ مِنَ الاسْتِغْفارِ وقِراءَةِ سُورَةِ القَدْرِ»(2).

5.

دعاء لتيسير الأعمال

اشارة

السعي والجهد سرّ الموفّقيّة والنجاح، ولا ينبغي الكفّ عنه مهما كان الأمر. وتظهر أحياناً بعض العقد في الأعمال ولا سبيل إليها سوى الاستعانة بلطف اللَّه، وقد وردت عن المعصومين عليهم السلام أدعية لحلّ هذه الصعاب إن شاء اللَّه ومنها:

1. تسع عشرة كلمة تدعو لحلّ العقد وقد علّمها رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أميرالمؤمنين عليه السلام فذكرها الشيخ الصدوق في الخصال:

يا عِمادَ مَنْ لاعِمادَ لَهُ، وَيا ذُخْرَ مَنْ لاذُخْرَ لَهُ، وَيا سَنَدَ مَنْ لاسَنَدَ لَهُ، وَيا حِرْزَ مَنْ لاحِرْزَ لَهُ، وَيا غِياثَ مَنْ لاغِياثَ لَهُ، وَيا كَريمَ الْعَفْوِ، وَيا حَسَنَ الْبَلاءِ، وَيا عَظيمَ الرَّجاءِ، وَيا عَوْنَ الضُّعَفاءِ، وَيا مُنْقِذَ الْغَرْقى وَيا مُنْجِىَ الْهَلْكى يا مُحْسِنُ يا مُجْمِلُ، يا مُنْعِمُ يا مُفْضِلُ، انْتَ الَّذى سَجَدَ لَكَ سَوادُ اللَّيْلِ وَنُورُ النَّهارِ، وَضَوْءُ الْقَمَرِ وَشُعاعُ الشَّمْسِ، وَدَوِىُّ الْماءِ وَحَفيفُ الشَّجَرِ، يا اللَّهُ يا اللَّهُ يا اللَّهُ، انْتَ وَحْدَكَ لاشَريكَ لَكَ.

ثمّ تقول: «

اللَّهُمَّ افْعَلْ بى كَذا وَكَذا»

. (وتذكر حاجتك بدل هذه الكلمات) تقضى حاجتك إن شاء اللَّه (3).

2. وروي عن الإمام الصادق عليه السلام للفرج هذا الدعاء:


1- الكافي: ج 2، ص 555، ح 4.
2- المصدر السابق: ج 5، ص 316، ح 51.
3- الخصال: ج 2، ص 510، ح 1؛ بحار الأنوار: ج 92، ص 155، ح 3.

ص: 784

اللَّهُمَّ انْ كانَتْ ذُنُوبى قَدْ اخْلَقَتْ وَجْهى عِنْدَكَ، فَانّى اتَوَجَّهُ الَيْكَ بِنَبِيِّكَ نَبِىِّ الرَّحْمَةِ، مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَعَلِىٍّ وَفاطِمَةَ، والْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ، وَالْأَئِمَّةِ عَلَيْهِمُ السَّلامُ (1).

6. أدعية الأمن من الخوف

1. روي أنّ رجلًا أتى الصادق عليه السلام وشكا الخوف (الوحشة) فقال عليه السلام: «

أَلا اخْبِرُكُم بِشَي ءٍ إذا قُلْتُموهُ لَمْ تَسْتَوْحِشُوا بِلَيْلٍ وَلا نَهارٍ

: بِسْمِ اللَّهِ وَبِاللَّهِ، وَتَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ، انَّهُ مَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ، انَّ اللَّهَ بالِغُ امْرِهِ، قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَىْ ءٍ قَدْراً، اللَّهُمَّ اجْعَلْنى فى كَنَفِكَ وَفى جِوارِكَ، وَاجْعَلْنى فى امانِكَ وَفى مَنْعِكَ»(2).

2. للخوف من البقاء وحده يقرأ

آية الكرسيّ

ثمّ يقول:

اللَّهُمَّ آنِسْ وَحْشَتى وَآمِنْ رَوْعَتى وَاعِنّى عَلى وَحْدَتى (3).

3. روي أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله كان يدعو بهذا الدعاء لحفظ ولديه الحسن والحسين عليهما السلام:

اعيذُ كُما بِكَلِماتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ، وَاسْمآئِهِ الْحُسْنى كُلِّها عآمَّةً، مِنْ شَرِّ السَّامَّةِ وَالْهامَّةِ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ عَيْنٍ لامَّةٍ، وَمِنْ شَرِّ حاسِدٍ اذا حَسَدَ.

وورد في تلك الرواية أنّ إبراهيم عليه السلام كان يدعو بهذا الدعاء لحفظ ولديه إسماعيل وإسحاق عليهما السلام (4).

4. روى أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله قال لعليّ عليه السلام: «

إذا أفْزَعَكَ أمْرٌ فَقُل

: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ، وَلا حَوْلَ وَلاقُوَّةَ الَّا بِاللَّهِ الْعَلِىِّ الْعَظيمِ.

فإنّ اللَّهَ يَصْرِفُ عَنْكَ ما يَشاءُ مِن أنْواعِ البَلاءِ»(5).


1- تفسير القمي: ج 1، ص 345؛ بحار الأنوار: ج 92، ص 185، ح 5.
2- الكافي: ج 2، ص 568، ح 1.
3- المصدر السابق: ص 573، ح 13.
4- المصدر السابق: ص 569، ح 3.
5- المصدر السابق: ص 573، ح 14.

ص: 785

5. عن الإمام الباقر عليه السلام: «

إذا أتى بِكَ أمْر تَخافُهُ فَاسْتَقْبِلِ القِبْلَةَ وصَلِّ رَكْعَتَيْنِ وَقُلْ

: يا ابْصَرَالنَّاظِرينَ، وَيا اسْمَعَ السَّامِعينَ، وَيا اسْرَعَ الْحاسِبينَ، وَياارْحَمَ الرَّاحِمينَ.

تَقُولُها سَبْعِينَ مَرَّةً وتَذْكُر حاجَتَك كُلَّ مَرَّةٍ»(1).

7. دعاء للأمن من شرّ الأعداء والحوادث الأليمة

1. ذكر المرحوم الشيخ الكفعمي في المصباح دعاء وقال أورده السيّد ابن طاووس للأمن من ظلم الحاكم الظالم والبلاء وسلطة العدو والخوف من الفقر والهمّ والغمّ وهو من أدعية الصحيفة السجادية. فإن خفت ما ذكر فادع بهذا الدعاء:

يا مَنْ تُحَلُّ بِهِ عُقَدُ الْمَكارِهِ، وَيا مَنْ يُفْثَأُ بِهِ حَدُّ الشَّدآئِدِ، وَيا مَنْ يُلْتَمَسُ مِنْهُ الْمَخْرَجُ الى رَوْحِ الْفَرَجِ، ذَلَّتْ لِقُدْرَتِكَ الصِّعابُ، وَتَسَبَّبَتْ بِلُطْفِكَ الْأَسْبابُ، وَجَرى بِقُدْرَتِكَ الْقَضآءُ، وَمَضَتْ عَلى ارادَتِكَ الْأَشْيآءُ، فَهِىَ بِمَشِيَّتِكَ دُونَ قَوْلِكَ مُؤْتَمِرَةٌ، وَبِارادَتِكَ دُونَ نَهْيِكَ مُنْزَجِرَةٌ، انْتَ الْمَدْعُوُّ لِلْمُهِمَّاتِ، وَانْتَ الْمَفْزَعُ فِى الْمُلِمَّاتِ، لا يَنْدَفِعُ مِنْها الَّا ما دَفَعْتَ، وَلا يَنْكَشِفُ مِنْها الَّا ما كَشَفْتَ، وَقَدْ نَزَلَ بى يارَبِّ ماقَدْ تَكَأَّدَنى ثِقْلُهُ، وَالَمَّ بى ما قَدْ بَهَظَنى حَمْلُهُ، وَبِقُدْرَتِكَ اوْرَدْتَهُ عَلَىَّ، وَبِسُلْطانِكَ وَجَّهْتَهُ الَىَّ، فَلا مُصْدِرَ لِما اوْرَدْتَ، وَلا صارِفَ لِما وَجَّهْتَ، وَلا فاتِحَ لِما اغْلَقْتَ، وَلا مُغْلِقَ لِما فَتَحْتَ، وَلا مُيَسِّرَ لِما عَسَّرْتَ، وَلا ناصِرَ لِمَنْ خَذَلْتَ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَافْتَحْ لى يا رَبِّ بابَ الْفَرَجِ بِطَوْلِكَ، وَاكْسِرْ عَنّى سُلْطانَ الْهَمِّ بِحَوْلِكَ، وَانِلْنى حُسْنَ النَّظَرِ فيما شَكَوْتُ، وَاذِقْنى حَلاوَةَ الصُّنْعِ فيما سَأَلْتُ، وَهَبْ لى مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَفَرَجاً هَنيئاً، وَاجْعَلْ لى مِنْ عِنْدِكَ مَخْرَجاً وَحِيّاً، وَلا تَشْغَلْنى بِالْإِهتمامِ عَنْ تَعاهُدِ فُرُوضِكَ، وَاسْتِعْمالِ


1- الكافي: ج 2، ص 556، ح 1.

ص: 786

سُنَّتِكَ، فَقَدْ ضِقْتُ لِما نَزَلَ بى يا رَبِّ ذَرْعاً، وَامْتَلَأْتُ بِحَمْلِ ما حَدَثَ عَلىَّ هَمّاً، وَانْتَ الْقادِرُ عَلى كَشْفِ ما مُنيتُ بِهِ، وَدَفْعِ ما وَقَعْتُ فيهِ، فَافْعَلْ بى ذلِكَ وَانْ لَمْ اسْتَوْجِبْهُ مِنْكَ، يا ذَا الْعَرْشِ الْعَظيمِ، وَذَا الْمَنِّ الْكَريمِ، فَانْتَ قادِرٌ يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ، آمينَ رَبَّ الْعالَمينَ (1).

- چ چ-

2. يدعى لدفع الكربة والخوف من السلطان بدعاء أهل البيت عليهم السلام (المروي عن الإمام الباقر عليه السلام):

يا كائِناً قَبْلَ كُلِّ شَىْ ءٍ، وَيا مُكَوِّنَ كُلِّ شَىْ ءٍ، وَيا باقى بَعْدَ كُلِّ شَىْ ءٍ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَافْعَلْ بى كَذا وَكَذا.

(اذكر حاجتك بدلًا عن كلمة كذا وكذا)(2).

-*-*-*-

3. روى المرحوم ابن فهد الحلي أنّه أخبر يوماً أبو الدرداء (أحد صحابة رسول اللَّه صلى الله عليه و آله) بأن احترقت دارك فقال: لم تحترق فجاء خبر آخر فقال: احترقت دارك فقال: لم تحترق فجاء ثالث فأجابه بذلك ثم انكشف الأمر عن احتراق جميع ما حولها سواها فقيل له بم علمت بذلك؟ قال:

سمعت النّبيّ صلى الله عليه و آله يقول: «

مَن قَالَ هذهِ الكَلِماتِ صَبِيحَةَ يَومِهِ لَمْ يُصِبْهُ سُوءٌ فيه ومَنْ قالَها في لَيْلَتِه لَمْ يُصِبْه سُوءٌ فِيها

» وقد قلتها وهي: اللَّهُمَّ انْتَ رَبّى لا الهَ الَّا انْتَ، عَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وَانْتَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظيمِ، وَلا حَوْلَ وَلاقُوَّةَ الَّابِاللَّهِ الْعَلِىِّ الْعَظيمِ، ما شاءَ اللَّهُ كانَ، وَمالَمْ يَشَأْ لَمْ يَكُنْ، اعْلَمُ انَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَىْ ءٍ قَديرٌ، وَانَّ اللَّهَ قَدْ احاطَ بِكُلِّ شَىْ ءٍ عِلْماً، اللَّهُمَّ انّى اعُوذُبِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسى [وَمِنْ شَرِّ قَضاءِ السُّوءِ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ ذى شَرٍّ، وَمِنْ شَرِّ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ دابَّةٍ انْتَ آخِذٌ بِناصِيَتِها، انَّ رَبّى عَلى صِراطٍ مُسْتَقيمٍ (3).


1- مصباح الكفعمي: ص 233؛ الصحيفة السجادية: الدعاء 7( باختلاف يسير).
2- الكافي: ج 2، ص 560، ح 13.
3- عدّة الداعي: ص 271؛ بحار الأنوار: ج 83، ص 297( باختلاف).

ص: 787

8. دعاء للخلاص من السجن

1. روى المرحوم السيّد ابن طاووس في مهج الدعوات أنّ شخصاً حبس لمدّة طويلة فرأى الزهراء عليها السلام في المنام فقالت له: ادع بهذا الدعاء. فتعلمه ودعا به فخرج من السجن والدعاء:

اللَّهُمَّ بِحَقِّ الْعَرْشِ وَمَنْ عَلاهُ، وَبِحَقِّ الْوَحْىِ وَمَنْ اوْحاهُ، وَبِحَقِّ النَّبِىِّ وَمَنْ نَبَّأَهُ، وَبِحَقِّ الْبَيْتِ وَمَنْ بَناهُ، يا سامِعَ كُلِّ صَوْتٍ، يا جامِعَ كُلِّ فَوْتٍ، يا بارِئَ النُّفُوسِ بَعْدَ الْمَوْتِ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ واهْلِ بَيْتِهِ، وآتِنا وَجَميعَ الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ فى مَشارِقِ الْأَرْضِ وَمَغارِبِها، فَرَجاً مِنْ عِنْدِكَ عاجِلًا، بِشَهادَةِ انْ لا الهَ الَّا اللَّهُ، وانَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَعَلى ذُرِّيَّتِهِ الطَّيِّبينَ الطَّاهِرِينَ، وَسَلَّمَ تَسْليماً كَثيراً(1).

2. للخلاص من سجن هارون صلّى موسى بن جعفر عليهما السلام أربع ركعات ثمّ دعا بهذا الدعاء:

يا سَيِّدي نَجِّني مِنْ حَبْسِ هارُونَ، وَخَلِّصْني مِنْ يَدِهِ، يا مُخَلِّصَ الشَّجَرِ مِنْ بَيْنِ رَمْلٍ وَطينٍ وَمآءٍ، وَيا مُخَلِّصَ اللَّبَنِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ، وَيا مُخَلِّصَ الْوَلَدِ مِنْ بَيْنِ مَشيمَةٍ وَرَحِمٍ، وَيا مُخَلِّصَ النَّارِ مِنْ بَيْنِ الْحَديدِ وَالْحَجَرِ، وَيا مُخَلِّصَ الرُّوحِ مِنْ بَيْنَ الْأَحْشآءِ وَالْأَمْعآءِ، خَلِّصْنى مِنْ يَدَىْ هارُونَ.

روي أنّه عليه السلام بعد أنّ دعا بهذا الدعاء في سجن هارون، رأى هارون في منامه رؤيا مهولة ففزع وأمر باطلاق سراحه من السجن (2). (وكان هذا آخر سجنه الذي انتهى بشهادته).

9. دعاء لسعة الرزق

جاء في الروايات أنّ دعاء من يجلس في بيته ويدعو لسعة الرزق لا يستجاب دعاؤه قط ويقال له هلّا سعيت (3)، غير أنّ للدعاء تأثيره إن اقترن بالسعي والعمل والاستعانة بلطف اللَّه.


1- مهج الدعوات: ص 142؛ بحار الأنوار: ج 92، ص 203، ح 36.
2- عيون أخبار الرضا: ج 1، ص 93، ح 13؛ بحار الأنوار: ج 48، ص 219، ح 20.
3- وسائل الشيعة: ج 4، ص 159، ح 3.

ص: 788

1. قال معاوية بن عمار: سألت الصادق عليه السلام أن يعلّمني دعاءً للرزق فعلّمني دعاءً ما رأيت أجلب منه للرزق، قال: «

قل:

اللَّهُمَّ ارْزُقْنى مِنْ فَضْلِكَ الْواسِعِ الْحَلالِ الطَّيِّبِ، رِزْقاً واسِعاً حَلالًا طَيِّباً، بَلاغاً لِلدُّنْيا وَالْأخِرَةِ، صَبّاً صَبّاً هَنيئاً مَريئاً، مِنْ غَيْرِ كَدٍّ وَلا مَنٍّ مِنْ احَدٍ مِنْ خَلْقِكَ، الَّا سَعَةً مِنْ فَضْلِكَ الْواسِعِ، فَانَّكَ قُلْتَ: وَاسْئَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ. فَمِنْ فَضْلِكَ اسْئَلُ، وَمِنْ عَطِيَّتِكَ اسْئَلُ، وَمِنْ يَدِكَ الْمَلْأَى اسْئَلُ»(1).

- چ چ-

2. روى عن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله هذا الدعاء لطلب الرزق:

يا رازِقَ الْمُقِلّينَ، وَيا راحِمَ الْمَساكينَ، وَيا وَلِىَّ الْمُؤْمِنينَ، وَيا ذَا الْقُوَّةِ الْمَتينَ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَاهْلِ بَيْتِهِ، وَارْزُقْنى وَعافِنى وَاكْفِنى ما اهَمَّنى (2).- چ چ-

3. روي عن الإمام الباقر عليه السلام قال لأحد أصحابه: «

ادْعُ للرِّزْقِ فِي المَكْتُوبَةِ وأنْت ساجِدٌ

: يا خَيْرَ الْمَسْئُولينَ، وَيا خَيْرَ الْمُعْطينَ، ارْزُقْنى وَارْزُقْ عِيالى مِنْ فَضْلِكَ الْواسِعِ، فَانَّكَ ذُوالْفَضْلِ الْعَظيمِ»(3).

- چ چ-

4. عن أبي بصير قال: شكوت إلى الصادق عليه السلام الحاجة وسألته أن يعلّمني دعاءً في طلب الرزق. فعلّمني دعاءً ما احتجت منذ دعوت به. قال عليه السلام: «

قل:

يا خَيْرَ مَدْعُوٍّ، وَيا خَيْرَ مَسْئُولٍ، وَيا اوْسَعَ مَنْ اعْطى وَيا خَيْرَ مُرْتَجىً، ارْزُقْنى وَاوسِعْ عَلَىَّ مِنْ رِزْقِكَ، وَسَبِّبْ لى رِزْقاً مِنْ قِبَلِكَ، انَّكَ عَلى كُلِّ شَىْ ءٍ قَديرٌ»(4).


1- الكافي: ج 2، ص 550، ح 1.
2- المصدر السابق: ص 552، ح 7.
3- المصدر السابق: ص 551، ح 4؛ مصباح الكفعمي: ص 170.
4- الكافي: ج 2، ص 551، ح 5.

ص: 789

وذكر المرحوم الشيخ الطوسي هذا الدعاء في السجدة الأخيرة للركعة الثامنة من نافله الليل (1).

-*-*-*-

5. وروى أبو بصير هذا الدعاء عن الإمام الصادق عليه السلام لطلب الرزق وقال عليه السلام: «

كانَ عليُّ بنُ الحُسَين عليهما السلام يَدْعو بهذا الدُّعاءِ:

اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ حُسْنَ الْمَعيشَةِ، مَعيشَةً اتَقَوّى بِها عَلى جَميعِ حَوآئِجى وَاتَوَصَّلُ بِها فِى الْحَياةِ الى آخِرَتى مِنْ غَيْرِ انْ تُتْرِفَنى فيها فَاطْغى اوْ تَقْتُرَ بِها عَلَىَّ فَاشْقى اوْسِعْ عَلَىَّ مِنْ حَلالِ رِزْقِكَ، وَافْضِلْ عَلَىَّ مِنْ سَيْبِ فَضْلِكَ، نِعْمَةً مِنْكَ سابِغَةً، وَعَطآءً غَيْرَ مَمْنُونٍ، ثُمَّ لاتَشْغَلْنى عَنْ شُكْرِ نِعْمَتِكَ بِاكْثارٍ مِنْها تُلْهينى بَهْجَتُهُ، وَتَفْتِنّى زَهَراتُ زَهْوَتِهِ، وَلا بِاقْلالٍ عَلَىَّ مِنْها يَقْصُرُ بِعَمَلى كَدُّهُ، وَيَمْلَأُ صَدْرى هَمُّهُ، اعْطِنى مِنْ ذلِكَ يا الهى غِنىً عَنْ شِرارِ خَلْقِكَ، وَبَلاغاً انالُ بِهِ رِضْوانَكَ، وَاعُوذُ بِكَ يا الهى مِنْ شَرِّ الدُّنْيا وَشَرِّ ما فيها، وَلاتَجْعَلِ الدُّنْيا عَلَىَّ سِجْناً، وَلافِراقَها عَلَىَّ حُزْناً، اخْرِجْنى مِنْ فِتْنَتِها مَرْضِيّاً عَنّى مَقْبُولًا فيها عَمَلى الى دارِ الْحَيَوانِ، وَمَساكِنِ الْأَخْيارِ، وَابْدِلْنى بِالدُّنْيَا الْفانِيَةِ، نَعيمَ الدَّارِ الْباقِيَةِ، اللَّهُمَّ انّى اعُوذُ بِكَ مِنْ ازْلِها وَزِلْزالِها، وَمِنْ سَطَواتِ شَياطينِها، وَسَلاطينِها وَنَكالِها، وَمِنْ بَغْىِ مَنْ بَغى عَلَىَّ فيها، اللَّهُمَّ مَنْ كادَنى فَكِدْهُ، وَمَنْ ارادَنى فَارِدْهُ، وَفُلَّ عَنّى حَدَّ مَنْ نَصَبَ لى حَدَّهُ، وَاطْفِ عَنّى نارَ مَنْ شَبَّ لى وَقُودَهُ، وَاكْفِنى مَكْرَ الْمَكَرَةِ، وَافْقَأْ عَنّى عُيُونَ الْكَفَرَةِ، وَاكْفِنى هَمَّ مَنْ ادْخَلَ عَلَىَّ هَمَّهُ، وَادْفَعْ عَنّى شَرَّ الْحَسَدَةِ، وَاعْصِمْنى مِنْ ذلِكَ بِالسَّكينَةِ، وَالْبِسْنى دِرْعَكَ الْحَصينَةَ، وَاخْبَأْنى فى سِتْرِكَ الْواقى وَاصْلِحْ لى حالى وَصَدِّقْ قَوْلى بِفِعالى وَبارِكْ لى فى اهْلى وَمالى (2).


1- مصباح المتهجّد: ص 147.
2- الكافي: ج 2، ص 553، ح 13.

ص: 790

تنبيه: مضت صلوات طلب الرزق في قسم الصلوات المستحبّة (يمكن لمن أراد مراجعتها) وتذكر ثانية بأنّه لا ينبغي قطّ تفسير التوسّل بهذه الأدعية بمعنى عدم السعي والجهد والكسل والسكون. ففي الخبر: دعاء هؤلاء الأفراد لا يستجاب.

10. دعاء الاستسقاء (الصحيفة السجادية)

اللَّهُمَّ اسْقِنَا الْغَيْثَ، وَانْشُرْ عَلَيْنَا رَحْمَتَكَ بِغَيْثِكَ الْمُغْدِقِ، مِنَ السَّحابِ الْمُنْساقِ لِنَباتِ ارْضِكَ الْمُونِقِ فِى جَميعِ الْافاقِ، وَامْنُنْ عَلى عِبادِكَ بِايناعِ الثَّمَرَةِ، وَاحْىِ بِلادَكَ بِبُلُوغِ الزَّهَرَةِ، وَاشْهِدْ مَلآئِكَتَكَ الْكِرامَ السَّفَرَةَ بِسَقْىٍ مِنْكَ، نافِعٍ دائِمٍ، غُزْرُهُ واسِعٍ، دِرَرُهُ وابِلٍ، سَريعٍ عاجِلٍ، تُحْيى بِهِ ما قَدْ ماتَ، وَتَرُدُّ بِهِ ما قَدْ فاتَ، وَتُخْرِجُ بِهِ ما هُوَ اتٍ، وَتُوَسِّعُ بِهِ فِى الْأَقْواتِ، سَحاباً مُتَراكِماً، هَنيئاً مَريئاً طَبَقاً مُجَلْجَلًا، غَيْرَ مُلِثٍّ وَدْقُهُ، وَلا خُلَّبٍ بَرْقُهُ، اللَّهُمَّ اسْقِنا غَيْثاً مُغيثاً مَريعاً مُمْرِعاً، عَريضاً واسِعاً غَزيراً، تَرُدُّ بِهِ النَّهيضَ، وَتَجْبُرُ بِهِ الْمَهيضَ، اللَّهُمَّ اسْقِنا سَقْياً تُسيلُ مِنْهُ الظِّرابَ، وَتَمْلَأُ مِنْهُ الْجِبابَ، وَتُفَجِّرُ بِهِ الْأَنْهارَ، وَتُنْبِتُ بِهِ الْأَشْجارَ، وَتُرْخِصُ بِهِ الْأَسْعارَ في جَميعِ الْأَمْصارِ، وَتَنْعَشُ بِهِ الْبَهائِمَ وَالْخَلْقَ، وَتُكْمِلُ لَنا بِهِ طَيِّباتِ الرِّزْقِ، وَتُنْبِتُ لَنا بِهِ الزَّرْعَ، وَتُدِرُّ بِهِ الضَّرْعَ، وَتَزيدُنا بِهِ قُوَّةً الى قُوَّتِنا، اللَّهُمَّ لا تَجْعَلْ ظِلَّهُ عَلَيْنا سَمُوماً، وَلا تَجْعَلْ بَرْدَهُ عَلَيْنا حُسُوماً، وَلا تَجْعَلْ صَوْبَهُ عَلَيْنا رُجُوماً، وَلا تَجْعَلْ مَآءَهُ عَلَيْنا اجاجاً، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَارْزُقْنا مِنْ بَرَكاتِ السَّمواتِ وَالْأَرْضِ، انَّكَ عَلى كُلِّ شَىْ ءٍ قَديرٌ(1).

11. دعاء التوبة (الصحيفة السجادية)

حقيقة التوبة الكفّ عن المعاصي والإنابة إلى اللَّه، فبالنظر إلى أنّ الإنسان دائماً في معرض


1- الصحيفة السجادية: الدعاء 19.

ص: 791

الانحراف والمعصية؛ فلابدّ من سؤال اللَّه على الدوام توفيق التوبة والإنابة إليه وغسل صدأ القلب بماء التوبة. طبعاً التوبة الحقيقية تتحقّق بالندم الحقيقيّ والعزم على ترك المعاصي وتلافي ما فرّط وأداء حقّ اللَّه والخلق، لكن ممّا لا شك فيه أنّ للتوفيق الإلهيّ والإمداد الغيبيّ دوره في هذا المسار، وبالطبع فإنّ توفيقه ينال الصادق في التوبة.

فالأئمّة الأطهار عليهم السلام رغم عصمتهم من الذنب كانوا يرون أنفسهم مقصِّرين بين يدي اللَّه بالنظر لعظمته تعالى وجلاله وجبروته ويظنّون أنّهم لا يستطيعون طاعته والانقياد له كما هو أهله، فهم يعتذرون إليه ويستغفرون ويتوبون.

إضافة إلى أنّ لأدعيتهم في طلب التوبة والاستغفار تعليم لغيرهم كيفية التوبة والإنابة إلى اللَّه ويمثلون كواقع حقيقة الذنب وثقل التمرّد على أوامره لنعود- نحن الآثمون- إلى أنفسنا ونسعى أكثر لتهذيبها فإن تلوّثنا بالذنب سارعنا إلى التوبة وتلافي الماضي. ونذكر هنا أحد أدعية السجّاد عليه السلام في التوبة وطلب التوفيق إليها والإنابة إلى اللَّه:

اللَّهُمَّ يا مَنْ لايَصِفُهُ نَعْتُ الْواصِفينَ، وَيا مَنْ لايُجاوِزُهُ رَجآءُ الرَّاجينَ، وَيا مَنْ لايَضيعُ لَدَيْهِ اجْرُ الْمُحْسِنينَ، وَيا مَنْ هُوَ مُنْتَهى خَوْفِ الْعابِدينَ، وَيا مَنْ هُوَ غايَةُ خَشْيَةِ الْمُتَّقينَ، هذا مَقامُ مَنْ تَداوَلَتْهُ ايْدِى الذُّنُوبِ، وَقادَتْهُ ازِمَّةُ الْخَطايا، وَاسْتَحْوَذَ عَلَيْهِ الشَّيْطانُ، فَقَصَّرَ عَمَّا امَرْتَ بِهِ تَفْريطاً، وَتَعاطى ما نَهَيْتَ عَنْهُ تَغْريراً، كَالْجاهِلِ بِقُدْرَتِكَ عَلَيْهِ، اوْ كَالْمُنْكِرِ فَضْلَ احْسانِكَ الَيْهِ، حَتّى اذَا انْفَتَحَ لَهُ بَصَرُ الْهُدى وَتَقَشَّعَتْ عَنْهُ سَحائِبُ الْعَمى احْصى ما ظَلَمَ بِهِ نَفْسَهُ، وَفَكَّرَ فيما خالَفَ بِهِ رَبَّهُ، فَرَأى كَبيرَ عِصْيانِهِ كَبيراً، وَجَليلَ مُخالَفَتِهِ جَليلًا، فَاقْبَلَ نَحْوَكَ مُؤَمِّلًا لَكَ، مُسْتَحْيِياً مِنْكَ، وَوَجَّهَ رَغْبَتَهُ الَيْكَ ثِقَةً بِكَ، فَامَّكَ بِطَمَعِهِ يَقيناً، وَقَصَدَكَ بَخَوْفِهِ اخْلاصاً، قَدْ خَلا طَمَعُهُ مِنْ كُلِّ مَطْمُوعٍ فيهِ غَيْرِكَ، وَافْرَخَ رَوْعُهُ مِنْ كُلِّ مَحْذُورٍ مِنْهُ سِواكَ، فَمَثَلَ بَيْنَ يَدَيْكَ مُتَضَرِّعاً، وَغَمَّضَ بَصَرَهُ الىَ الْأَرْضِ مُتَخَشِّعاً، وَطَاْطَا رَأسَهُ لِعِزَّتِكَ مُتَذَلِّلًا، وَابَثَّكَ مِنْ سِرِّهِ ما انْتَ

ص: 792

اعْلَمُ بِهِ مِنْهُ خُضُوعاً، وَعَدَّدَ مِنْ ذُ نُوبِهِ ما انْتَ احْصى لَها خُشُوعاً، وَاسْتَغاثَ بِكَ مِنْ عَظيمِ ما وَقَعَ بِهِ فى عِلْمِكَ، وَقَبيحِ ما فَضَحَهُ فى حُكْمِكَ، مِنْ ذُ نُوبٍ ادْبَرَتْ لَذَّاتُها فَذَهَبَتْ، وَاقامَتْ تَبِعاتُها فَلَزِمَتْ، لايُنْكِرُ يا الهى عَدْلَكَ انْ عاقَبْتَهُ، وَلايَسْتَعْظِمُ عَفْوَكَ انْ عَفَوْتَ عَنْهُ وَرَحِمْتَهُ، لِأَنَّكَ الرَّبُّ الْكَريمُ الَّذى لا يَتَعاظَمُهُ غُفْرانُ الذَّنْبِ الْعَظيمِ، اللَّهُمَّ فَها انَا ذا قَدْ جِئْتُكَ مُطيعاً لِأَمْرِكَ فيما امَرْتَ بِهِ مِنَ الدُّعآءِ، مُتَنَجِّزاً وَعْدَكَ فيما وَعَدْتَ بِهِ مِنَ الْإِجابَةِ، اذْ تَقُولُ: ادْعُونى اسْتَجِبْ لَكُمْ. اللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَالْقِنى بِمَغْفِرَتِكَ كَما لَقيتُكَ بِاقْرارى وَارْفَعْنى عَنْ مَصارِعِ الذُّنُوبِ كَما وَضَعْتُ لَكَ نَفْسى وَاسْتُرْنى بِسِتْركَ كَما تَانَّيْتَنى عَنِ الْإِنْتِقامِ مِنّى اللَّهُمَّ وَثَبِّتْ فى طاعَتِكَ نِيَّتى وَاحْكِمْ فى عِبادَتِكَ بَصيرَتى وَوَفِّقْنى مِنَ الْأَعْمالِ لِما تَغْسِلُ بِهِ دَنَسَ الْخَطايا عَنّى وَتَوَفَّنى عَلى مِلَّتِكَ وَمِلَّةِ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلامُ اذا تَوَفَّيْتَنى اللَّهُمَّ انّى اتُوبُ الَيْكَ فى مَقامى هذا مِنْ كَبائِرِ ذُنُوبى وَصَغائِرها، وَبَواطِنِ سَيِّئاتى وَظَواهِرِها، وَسَوالِفِ زَلّاتى وَحَوادِثِها، تَوْبَةَ مَنْ لايُحَدِّثُ نَفْسَهُ بِمَعْصِيَةٍ، وَلايُضْمِرُ انْ يَعُودَ فى خَطيئَةٍ، وَقَدْ قُلْتَ يا الهى فى مُحْكَمِ كِتابِكَ، انَّكَ تَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِكَ، وَتَعْفُو عَنِ السَّيِّئاتِ، وَتُحِبُّ التَّوَّابينَ، فَاقْبَلْ تَوْبَتى كَما وَعَدْتَ، وَاعْفُ عَنْ سَيِّئاتى كَما ضَمِنْتَ، وَاوْجِبْ لى مَحَبَّتَكَ كَما شَرَطْتَ، وَلَكَ يا رَبِّ شَرْطى الَّا اعُودَ فى مَكْرُوهِكَ، وَضَمانى الَّا ارْجِعَ فى مَذْمُومِكَ، وَعَهْدى انْ اهْجُرَ جَميعَ مَعاصيكَ، اللَّهُمَّ انَّكَ اعْلَمُ بِما عَمِلْتُ، فَاغْفِرْلى ما عَلِمْتَ، وَاصْرِفْنى بِقُدْرَتِكَ الى ما احْبَبْتَ، اللَّهُمَّ وَعَلَىَّ تَبِعاتٌ قَدْ حَفِظْتُهُنَّ، وَتَبِعاتٌ قَدْ نَسيتُهُنَّ، وَكُلُّهُنَّ بِعَيْنِكَ الَّتى لا تَنامُ، وَعِلْمِكَ الَّذى لا يَنْسى فَعَوِّضْ مِنْها اهْلَها، وَاحْطُطْ عَنّى وِزْرَها، وَخَفِّفْ عَنّى ثِقْلَها، وَاعْصِمْنى مِنْ انْ اقارِفَ مِثْلَها، اللَّهُمَّ وَانَّهُ لا وَفآءَ لى

ص: 793

بِالتَّوْبَةِ الَّا بِعِصْمَتِكَ، وَلَا اسْتِمْساكَ بى عَنِ الْخَطايا الَّا عَنْ قُوَّتِكَ، فَقَوِّنى بِقُوَّةٍ كافِيَةٍ، وَتَوَلَّنى بِعِصْمَةٍ مانِعَةٍ، اللَّهُمَّ ايُّما عَبْدٍ تابَ الَيْكَ وَهُوَ فى عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ فاسِخٌ لِتَوْبَتِهِ، وَعائِدٌ فى ذَنْبِهِ وَخَطيئَتِهِ، فَانّى اعُوذُ بِكَ انْ اكُونَ كَذلِكَ، فَاجْعَلْ تَوْبَتى هذِهِ تَوْبَةً لا احْتاجُ بَعْدَها الى تَوْبَةٍ، تَوْبَةً مُوجِبَةً لِمَحْوِما سَلَفَ، وَالسَّلامَةِ فيما بَقِىَ، اللَّهُمَّ انّى اعْتَذِرُ الَيْكَ مِنْ جَهْلى وَاسْتَوْهِبُكَ سُوءَ فِعْلى فَاضْمُمْنى الى كَنَفِ رَحْمَتِكَ تَطَوُّلًا، وَاسْتُرْنى بِسِتْرِ عافِيَتِكَ تَفَضُّلًا، اللَّهُمَّ وَانّى اتُوبُ الَيْكَ مِنْ كُلِّ ما خالَفَ ارادَتَكَ، اوْ زالَ عَنْ مَحَبَّتِكَ مِنْ خَطَراتِ قَلْبى وَلَحَظاتِ عَيْنى وَحِكاياتِ لِسانى تَوْبَةً تَسْلَمُ بِها كُلُّ جارِحَةٍ عَلى حِيالِها مِنْ تَبِعاتِكَ، وَتَأْمَنُ مِمَّا يَخافُ الْمُعْتَدُونَ مِنْ اليمِ سَطَواتِكَ، اللَّهُمَّ فَارْحَمْ وَحْدَتى بَيْنَ يَدَيْكَ، وَوَجيبَ قَلْبى مِنْ خَشْيَتِكَ، وَاضْطِرابَ ارْكانى مِنْ هَيْبَتِكَ، فَقَدْ اقامَتْنى يا رَبِّ ذُنُوبى مَقامَ الْخِزْىِ بِفِنائِكَ، فَانْ سَكَتُّ لَمْ يَنْطِقْ عَنّى احَدٌ، وَانْ شَفَعْتُ فَلَسْتُ بِاهْلِ الشَّفاعَةِ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَشَفِّعْ فى خَطاياىَ كَرَمَكَ، وَعُدْ عَلى سَيِّئاتى بِعَفْوِكَ، وَلاتَجْزِنى جَزآئى مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَابْسُطْ عَلَىَّ طَوْلَكَ، وَجَلِّلْنى بِسِتْرِكَ، وَافْعَلْ بى فِعْلَ عَزيزٍ تَضَرَّعَ الَيْهِ عَبْدٌ ذَليلٌ فَرَحِمَهُ، اوْ غَنِىٍّ تَعَرَّضَ لَهُ عَبْدٌ فَقيرٌ فَنَعَشَهُ، اللَّهُمَّ لاخَفيرَ لى مِنْكَ فَلْيَخْفُرْنى عِزُّكَ، وَلا شَفيعَ لى الَيْكَ فَلْيَشْفَعْ لى فَضْلُكَ، وَقَدْ اوْجَلَتْنى خَطاياىَ، فَلْيُؤْمِنّى عَفْوُكَ، فَما كُلُّ ما نَطَقْتُ بِهِ عَنْ جَهْلٍ مِنّى بِسُوءِ ا ثَرى وَلانِسْيانٍ لِما سَبَقَ مِنْ ذَميمِ فِعْلى لكِنْ لِتَسْمَعَ سَماؤُكَ وَمَنْ فيها، وَارْضُكَ وَمَنْ عَلَيْها، ما اظْهَرْتُ لَكَ مِنَ النَّدَمِ، وَلَجَاْتُ الَيْكَ فيهِ مِنَ التَّوْبَةِ، فَلَعَلَّ بَعْضَهُمْ بِرَحْمَتِكَ يَرْحَمُنى لِسُوءِ مَوْقِفى اوْ تُدْرِكُهُ الرِّقَّةُ عَلَىَّ لِسُوءِ حالى فَيَنالَنى مِنْهُ بِدَعْوَةٍ هِىَ اسْمَعُ لَدَيْكَ مِنْ دُعآئى اوْ شَفاعَةٍ اوْكَدُ عِنْدَكَ مِنْ شَفاعَتى تَكُونُ بِها نَجاتى مِنْ غَضَبِكَ، وَفَوْزَتى

ص: 794

بِرِضاكَ، اللَّهُمَّ انْ يَكُنِ النَّدَمُ تَوْبَةً الَيْكَ فَا نَا انْدَمُ النَّادِمينَ، وَانْ يَكُنِ التَّرْكُ لِمَعْصِيَتِكَ انابَةً فَا نَا اوَّلُ الْمُنيبينَ، وَانْ يَكُنِ الْإِسْتِغْفارُ حِطَّةً لِلذُّنُوبِ فَانّى لَكَ مِنَ الْمُسْتَغْفِرينَ، اللَّهُمَّ فَكَما امَرْتَ بِالتَّوْبَةِ، وَضَمِنْتَ الْقَبُولَ، وَحَثَثْتَ عَلَى الدُّعآءِ وَوَعَدْتَ الْإِجابَةَ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَاقْبَلْ تَوْبَتى وَلاتَرْجِعْنى مَرْجِعَ الْخَيْبَةِ مِنْ رَحْمَتِكَ، انَّكَ انْتَ التَّوَّابُ عَلَى الْمُذْنِبينَ، وَالرَّحيمُ لِلْخاطِئينَ الْمُنيبينَ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، كَما هَدَيْتَنا بِهِ، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، كَمَا اسْتَنْقَذْتَنا بِهِ، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، صَلاةً تَشْفَعُ لَنا يَوْمَ الْقِيامَةِ، وَيَوْمَ الْفاقَةِ الَيْكَ، انَّكَ عَلى كُلِّ شَىْ ءٍ قَديرٌ، وَهُوَ عَلَيْكَ يَسيرٌ(1).

كما أنّ مناجاته عليه السلام في التوبة (مناجاة التائبين) قيّمة وشريفة، على سالكي سبيل الحقّ والباحثين عن مسار التهذيب قراءتها (وردت في قسم المناجاة والأدعية المعروفة).

12. دعاء لحسن العاقبة

(الصحيفة السجادية) يا مَنْ ذِكْرُهُ شَرَفٌ لِلذَّاكِرينَ، وَيا مَنْ شُكْرُهُ فَوْزٌ لِلشَّاكِرينَ، وَيا مَنْ طاعَتُهُ نَجاةٌ لِلْمُطيعينَ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَاشْغَلْ قُلُوبَنا بِذِكْرِكَ عَنْ كُلِّ ذِكْرٍ، وَالْسِنَتَنا بِشُكْرِكَ عَنْ كُلِّ شُكْرٍ، وَجَوارِحَنا بِطاعَتِكَ عَنْ كُلِّ طاعَةٍ، فَانْ قَدَّرْتَ لَنا فَراغاً مِنْ شُغُلٍ، فَاجْعَلْهُ فَراغَ سَلامَةٍ، لا تُدْرِكُنا فيهِ تَبِعَةٌ، وَلا تَلْحَقُنا فيهِ سَاْمَةٌ، حَتّى يَنْصَرِفَ عَنَّا كُتَّابُ السَّيِّئاتِ بِصَحيفَةٍ خالِيَةٍ مِنْ ذِكْرِ سَيِّئاتِنا، وَيَتَوَلّى كُتَّابُ الْحَسَناتِ عَنَّا مَسْرُورينَ بِما كَتَبُوا مِنْ حَسَناتِنا، وَاذَا انْقَضَتْ ايَّامُ حَياتِنا، وَتَصَرَّمَتْ مُدَدُ اعْمارِنا، وَاسْتَحْضَرَتْنا دَعْوَتُكَ الَّتي لابُدَّ مِنْها وَمِنْ اجابَتِها، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَاجْعَلْ خِتامَ ما تُحْصى عَلَيْنا كَتَبَةُ اعْمالِنا، تَوْبَةً مَقْبُولَةً لا تُوقِفُنا بَعْدَها عَلى ذَنْبٍ اجْتَرَحْناهُ، وَلا مَعْصِيَةٍ اقْتَرَفْناها، وَلا تَكْشِفْ عَنَّا سِتْراً


1- الصحيفة السجادية: الدعاء 31.

ص: 795

سَتَرْتَهُ عَلى رُؤُسِ الْاشْهادِ، يَوْمَ تَبْلُو اخْبارَ عِبادِكَ، انَّكَ رَحيمٌ بِمَنْ دَعاكَ، وَمُسْتَجيبٌ لِمَنْ ناداكَ (1).

13. دعاء عند المطالعة

ذكر المرحوم الفيض الكاشاني في خلاصة الأذكار هذا الدعاء للمطالعة وهو دعاء عظيم رغم قصره:

اللَّهُمَّ اخْرِجْنى مِنْ ظُلُماتِ الْوَهْمِ، وَاكْرِمْنى بِنُورِ الْفَهْمِ، اللَّهُمَّ افْتَحْ عَلَيْنا ابْوابَ رَحْمَتِكَ، وَانْشُرْ عَلَيْنا خَزائِنَ عُلُومِكَ، بِرَحْمَتِكَ يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ (2).

14. دعاء ليلة الزفاف

بالنظر إلى أنّ أمر الزواج غاية في القدسية في نظر الإسلام وقد ورد الحثّ الشديد عليه، فقد وردت الأخبار لمختلف مراحله في آدابه وأدعيته وصلواته لتحقّق جانبه المعنوي ولا يلوّث بالذنوب، والصلاة والدعاء من التعاليم الواردة في ليلة الزفاف:

1. عن الإمام الباقر عليه السلام قال: «

إذا زُفَّتْ إلَيْكَ العَروسُ فأمُرْها أنْ تَتَوَضَّأَ مِنْ قَبْلِ وَتَوَضَّأ أنْتَ وَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ وأمُرْها بالصَّلاةِ أيْضاً رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ احْمَدِ اللَّهَ وصَلِّ على مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ثُمَ

(لِحياةٍ طَيَّبِةٍ ومُسْتَقِرَّة ومعنويّة)

ادْعُ وأمُرْ مَنْ حَضَرَ مَعَها مِنَ النِّساءِ يُؤَمِّنَ وقُلْ:

اللَّهُمَّ ارْزُقْنى الْفَها وَوُدَّها وَرِضاها، وَارْضِنى بِها، وَاجْمَعْ بَيْنَنا بِاحْسَنِ اجْتِماعٍ، وَ انَسِ ائْتِلافٍ، فَانَّكَ تُحِبُّ الْحَلالَ، وَ تَكرَهُ الْحَرامَ»(3).

2. روي عن الإمام الصادق عليه السلام قال: «

إذا دَخَلْتَ على العَروسِ لَيْلَةَ الزَّفافِ فَخُذْ نَاصِيَتَها واسْتَقْبِلِ القِبْلَةَ وقُل


1- الصحيفة السجادية: الدعاء 11.
2- ذكره المرحوم المحدّث القمي في مفاتيح الجنان في الباب السادس في خواص بعض السور والآيات وغير ذلك.
3- الكافي: ج 5، ص 500، ح 1.

ص: 796

اللَّهُمَّ بِامانَتِكَ اخَذْتُها، وَبِكَلِماتِكَ اسْتَحْلَلْتُها، فَانْ قَضَيْتَ لى مِنْها وَلَداً، فَاجْعَلْهُ مُبارَكاً تَقِيّاً مِنْ شيعَةِ آلِ مُحَمَّدٍ، وَلاتَجْعَلْ لِلشَّيْطانِ فيهِ شِرْكاً وَلانَصيباً»(1). تنبيه: للأسف فإنّ بعض الجهّال يلوّثون ليلة الزفاف أساس الحياة الاسرية بما يطرد عن الاسرة الخير والبركة. وينبغي أن لا يتحفّظ المؤمنون عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر المقرون بالأدب والاحترام.

آداب العقيقة:

للطفل في الإسلام منذ صغره- وحتّى قبل ولادته- مكانة خاصّة، وعلى الوالدين إعداد أسباب سعادته من خلال التوجّه لذلك.

وتبدأ تربية الولد الصالح وإيصاله إلى السعادة والكمال المطلوب منذ ولادته؛ من الأذان والإقامة في أُذنيه وحسن تسميته والمواظبة عليه، إلى إعداد السبل الصحيحة لتعلّمه وتطوّره وتكامله وتنمية الفضائل الإنسانية لديه.

ومن الامور التي حثّت عليها الشريعة؛ العقيقة للولد، والمراد منها ذبح الشاة للولد وما شابه ذلك.

وقد ذكر المرحوم العلّامة المجلسي في حلية المتّقين آداب العقيقة بالتفصيل (2) نورد هنا خلاصتها:

العقيقة سنّة مؤكّدة لمن قدر عليها، وقد أوجبها بعض العلماء، والأفضل أن تكون في اليوم السابع. وهي سنّة على الأب إن أخرها عنه فحتّى يبلغ الصبيّ، فإذا بلغ تحوّل إلى البالغ نفسه.

وفي أحاديث كثيرة إنّ كُلٌّ مُرْتَهَنٌ بالعَقِيقَةِ؛ أي إن لم يعقّ عنه تعرّض لأنواع البلاء والموت.

وفي الخبر سئل الصادق عليه السلام: إنّا طلبنا العقيقة (شاة) فلم نجدها، فماترى، نتصدّق بثمنها؟

قال عليه السلام: «

لا، إنّ اللَّهَ يُحِبُّ إطْعامَ الطَّعامِ وإرَاقَةِ الدِّماءِ

». وفي حديث معتبر: سئل عليه السلام إنّي واللَّه ما أدري كان أبي عقّ عنّي أم لا؟ فأمره بالعقيقة، فعقّ عن نفسه وهو شيخ.


1- الكافي: ج 5، ص 500، ح 2.
2- انظر الروايات في وسائل الشيعة: ج 15، ص 143.

ص: 797

وروي عنه عليه السلام: «

يُسمّى الصَّبِيُّ فِي اليَومِ السّابِع وَيُعَقُّ عَنْهُ وَيُحْلَقُ رَأْسُهُ ويُتَصَدَّقُ بِزِنَةِ الشَّعْرِ فِضَّةً وتُرْسَلُ الرِّجْلُ والفَخِذُ للقابِلةِ التي عاوَنَتِ الامَّ فِي وَضْعِ الحَمْلِ، ويُطْعَمُ النّاسُ بالباقِي مِنْها

». وقال في حديث آخر لأحد أصحابه: «

إذا وُلِدَ لَكَ وَلَدٌ أو بِنْتٌ فَتعِقُّ عَنْهُ فِي اليَومِ السّابِعِ شَاةً أو جملًا وتُسَمِّيهِ وتَحْلِقُ رَأْسَهُ وَتَتَصَدَّقُ بِوَزْنِ الشَّعْرِ ذَهَباً أو فِضَّةً

». وجاء في حديث آخر: «

يُطْعَمُ مِنْها عَشَرَةٌ مِنَ المُسْلِمِينَ ولا يَأْكُلُ (الوالدان) مِنْ لَحْمِها

» (وهذا نوع من الايثار).

والمشهور بين العلماء أنّ العقيقة تكون جملًا أو شاة أو معزى وعن الإمام الباقر عليه السلام قال: «

إنَّ رَسولَ اللَّهِ صلى الله عليه و آله أذَّنَ فِي اذُنِ الحَسَنَيْنِ عليهما السلام يَوْمَ وِلادَتِهِما، وفاطِمَةُ عليها السلام عَقَّتْ عَنْهُما فِي اليَومِ السّابِعِ وأعْطَتِ القَابِلَةَ رِجْلَ شاةٍ ودِيناراً

». والعقيقة إن كانت جملًا فلابدّ أن يتمّ السنة الخامسة من العمر أو ماعزاً أتمّ الأشهر الأولى من عمره أو غنماً ذا ستّة أشهر والأفضل أن يكون أتمّ الشهر السابع.

وللعقيقة شرائط اخرى منها: أن لا يكون ما يُعَقُّ سُلّت خِصْيَتاه، وأن يكون سليم القرن لم يصب بكسر، وسليم الاذُن، وأن لا يكون هزيلًا جدّاً ولا أعمى ولا أعرج يصعب الركوب عليه (مثل أغلب صفات قرابين الحجّاج).

ولكن في حديث معتبر عن الإمام الصادق عليه السلام: «

لَيْسَتِ العَقِيقَةُ مِنَ الأُضْحِيَّةِ فَيَجْزِي فِيها الشّاةُ

» كيفما كانت (وإن كان من الأفضل اشتمالها على الصفات المذكورة) فيكفي إن كان ذكراً أو أنثى والذكر أفضل.

وإذا لم يوجد ما يعقّ به يصبر حتّى يوجد.

ولا يشترط الفقر فيمن يُدعى على العقيقة والأفضل أن تكون الدعوة للصلحاء والفقراء(1).

دعاء العقيقة:

وروى المرحوم العلّامة المجلسي دعاءً للعقيقة وقال: يقال عند ذبح العقيقة:

بِسْمِ اللَّهِ وَبِاللَّهِ، اللَّهُمَّ عَقيقَةٌ عَنْ فُلانٍ، (يذكر اسم الابن ويقول) لَحْمُها بِلَحْمِهِ، وَدَمُها بِدَمِهِ، وَعَظْمُها بِعَظْمِهِ، اللَّهُمَّ اجْعَلْها وِقاءً لِآلِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ وَآلِهِ السَّلامُ* وقال في


1- حلية المتقين: ص 150- 152( بتلخيص وتصرف).

ص: 798

حديث آخر تقول: يا قَوْمِ انّى بَرىٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ، انّى وَجَّهْتُ وَجْهِىَ لِلَّذى فَطَرَ السَّمواتِ وَالْأَرْضَ، حَنيفاً مُسْلِماً وَما ا نَا مِنَ الْمُشْرِكينَ، انَّ صَلاتى وَنُسُكى وَمَحْياىَ وَمَماتى للَّهِ رَبِّ الْعالَمينَ، لا شَريكَ لَهُ، وَبِذلِكَ امِرْتُ، وَا نَا مِنَ الْمُسْلِمينَ، اللَّهُمَّ مِنْكَ وَلَكَ، بِسْمِ اللَّهِ وَبِاللَّهِ، وَاللَّهُ اكْبَرُ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَتَقَبَّلْ مِنْ فُلانِ بْنِ فُلانٍ* ويسمّى المولود باسمه بدل فلان بن فلان ثمّ يذبح (1).

- چ چ-


1- حلية المتقين: ص 153 و 154.

ص: 799

القسم التاسع: الإستخارة و آدابها

اشارة

أهميّة الإستخارة وآدابها

أنواع الإستخارة:

1. الإستخارة بالقرآن الكريم

2. الإستخارة بالسبحة

3. إستخارة الرقاع

4. الإستخارة بالإلهام القلبيّ

ص: 800

ص: 801

مقدمه

أهميّة الاستخارة وآدابها:

كثيراً ما يحتار الإنسان في إتيان عمل مهمّ ولا حيلة له في إزالة هذه الحيرة؛ فيستشير ذوي الاطلاع، لكنّهم يحملون آراء مختلفة فيبقى في حيرة، وإن استمرت حيرته تكّبد خسائر فادحة، وفي هذه الحالة ورد الحثّ على الاستخارة حيث يستشير الإنسان طبق آداب متواضعة، اللَّه تعالى- بواسطة القرآن الكريم أو السبحة وما شابه ذلك- ويسأل الذات القدسية الإرشاد لما فيه خيره وصلاحه، وبالطبع فإن اللَّه- طبق صريح الروايات لدينا- سيرشده ويهديه.

ولا تقتصر الاستخارة على إنقاذ الإنسان من حالة الحيرة- وهي أسوأ الحالات وأساس ضياع الوقت وطاقات الإنسان- وتسوقه إلى المقصد بإرادة وعزم راسخ وخطوات واثقة فحسب، بل هي إرشاد ومفتاح للخيرات وهذه هي الحقيقة التي وردت في الروايات الإسلاميّة وقد جرّبناها كراراً ومراراً ووجدنا أنّ الاستخارة أحياناً تصنع المعجزة.

ويستخير الإنسان أحياناً لعمل وينطلق نحوه على أساسها لكنّه لا يحصل- ظاهراً- على نتيجة، إلّاأنّه يدرك سرّ ذلك بعد شهور أو سنوات. على كلّ حال لا ينبغي إساءة فهم الاستخارة ولبسها بالتنبؤات؛ بل الاستخارة تفيد خير العمل وصلاحه من خلال الاستعانة باللَّه.

ملاحظة: لا ينبغي نسيان أمرين في الاستخارة:

1. تقتصر الاستخارة حيث لا تتضحّ إيجابية فعل أو سلبيّته ولا يتضحّ حتّى بالتفكير ومشاورة أهل الخبرة وأصحاب الرأي؛ وهنا يأتي دور الاستخارة وإلّا فهي ليست صحيحة.

ص: 802

2. لابدّ من اجتناب تكرار الاستخارة في أمر واحد (إلّا إن تتخلّلتها مدّة مناسبة أو تتغيّر الشرائط) ولا اعتبار سوى للاستخارة الاولى في تعدّدها. يجب أن لا يتردّد الإنسان بعد الاستخارة- بالشرائط المذكورة- وينطلق ويسأل اللَّه الخير والصلاح ويتوكّل عليه ويطمئنّ لحصوله على النتيجة.

المعنى الآخر للاستخارة:

للاستخارة معنى آخر ورد كراراً في الروايات وهو طلب الخير من اللَّه. أي حين الشروع في عمل- حتّى الأعمال الواضحة التي لم يستخر عليها- يسأل الإنسان اللَّه خيره وسعادته (الاستخارة تعني أصلًا طلب الخير) ويقدم على ذلك العمل بقوله: «

أَسْتَخيرُاللَّهَ بِرَحْمَتِهِ

» وبأية لغة- على كلّ حال الاستخارة بهذا المعنى مفيدة ومؤثرة جدّاً طبق الروايات الإسلاميّة.

جاء في الرواية عن الإمام الصادق عليه السلام: «

مَا اسْتَخارَ اللَّهَ عَزَّوَجَلَّ عَبْدٌ مُؤْمِنٌ إِلّا خارَ لَهُ»(1).

وقال أميرالمؤمنين عليه السلام لابنه الحسن عليه السلام: «

وَأَكْثِرِ الْإِسْتِخارَةَ»(2).

وعن الإمام الصادق عليه السلام: «

اسْتَخِرِ اللَّهَ فِي آخِرِ رَكْعَةٍ مِنْ صَلاةِ اللَّيْلِ وأنْتَ سَاجِدٌ مائةَ مرَّةً وَمَرَّة وقُلْ: أَسْتَخِيرُاللَّهَ بِرَحْمَتِهِ»(3).

كما وردت الاستخارة بهذا المعنى في السجدة الأخيرة من نافلة الصبح (4).

آداب الاستخارة:

وردت في الروايات آداب خاصّة للاستخارة بمعناها المذكور المعروف مثل: الوضوء واستقبال القبلة والتوجّه إلى اللَّه والاستغفار حين الاستخارة(5) وما شابه ذلك وهي امور مطلوبة ومؤثّرة حقّاً.

- چ چ-


1- بحار الأنوار: ج 88، ص 224، ح 4.
2- نهج البلاغة: الرسالة 31.
3- من لايحضره الفقيه: ج 1، ص 562، ح 1552.
4- المصدر السابق: ص 563، ح 1553.
5- راجع جواهر الكلام: ج 12، ص 161 و 162.

ص: 803

أنواع الإستخارة

اشارة

ذكرت في الروايات وكلمات الأعلام طرق للاستخارة يمكن اعتماد أي منها:

1. الاستخارة بالقرآن الكريم

إحدى الطرق الشائعة الاستخارة بالقرآن، وتكون على عدّة أنواع:

الأوّل:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: «

إذا أرَدْتَ أنْ تَتَفَأّلَ بِكِتابِ اللَّهِ فَاقْرَأْ سُورَةَ الإخْلاصِ ثَلاثَ مَرّاتٍ ثُمَّ صَلِّ على النَّبِيِّ وآلِهِ ثَلاثاً ثُمَّ قُلْ

: اللَّهُمَّ انّى تَفَأَّلْتُ بِكِتابِكَ، وَتَوَكَّلْتُ عَلَيْكَ، فَارِنى مِنْ كِتابِكَ ما هُوَ مَكْتُومٌ مِنْ سِرِّكَ الْمَكْنُونِ فى غَيْبِكَ.

ثُمَّ افْتَحِ القُرآنَ وخُذِ الفَألَ مِنَ الخَطِّ الأوَّلِ في الجَانِبِ الأوَّلِ»(1).

-

چ چ-

الثاني:

روى المرحوم السيّد ابن طاووس في فتح الأبواب إذا أردت الاستخارة بالقرآن فقل:

اللَّهُمَّ إِنْ كانَ فِي قَضائِكَ وَقَدَرِكَ، أَنْ تَمُنَّ عَلى امَّةِ نَبِيِّكَ، بِظُهُورِ وَليِّكَ وَابْنِ بِنْتِ نَبِيِّكَ، فَعَجِّلْ ذلِكَ وَسَهِّلْهُ وَيَسِّرْهُ وَكَمِّلْهُ، وَاخْرِجْ لِي آيَةً اسْتَدِلُّ بِها عَلى أَمرٍ فَأَئْتَمِرَ، أوْ نَهْىٍ فَأَنْتَهي فِي عافِيَةٍ.

وتذكر حاجتك ثمّ تفتح المصحف وتعدّ سبع ورقات ومن السابعة سبعة أسطر من الجانب الأيسر وانظر ما فيه (2).

ووردت طرق اخرى في الاستخارة بالقرآن نتحفّظ عن ذكرها رعاية للاختصار(3).

2. الاستخارة بالسبحة

هذا النوع أيضاً شائع ومعروف، يتمّ بعدّة طرق:


1- بحار الأنوار: ج 88، ص 241، ح 1.
2- فتح الأبواب: ص 278؛ بحار الأنوار: ج 88، ص 242، ح 4.
3- راجع مفاتح الغيب للعلّامة المجلسي.

ص: 804

الأوّل:

كتب العلّامة المجلسي: روي عن الشيخ البهائي: سمعت من الأعلام وأساتذتي أنّ الاستخارة بالسبحة عن إمام العصر عليه السلام «تأخُذْ (بيمينك) السُّبْحَةَ وتُصَلِّي على النَّبيِّ ثَلاثاً وتَقْبِضُ على السُّبْحَةِ وتَعُدَّ اثْنَينِ اثْنَينِ فإنْ بَقِيَتْ واحِدَةٌ فَهُوَ «

إفْعَلْ

» وإن بَقِيَتِ اثْنَتانِ فَهُوَ «

لاتَفْعَلْ»(1).

الثاني:

عن الإمام الصادق عليه السلام: «

تَقْرَأُ سُورَةَ الفاتِحَةِ والتَّوحِيدِ ثَلاثَ مَرّاتٍ وتُصَلّي على النَّبيِّ خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً ثُمَّ تَقولُ:

اللَّهُمَّ إِنّى أسْئَلُكَ بِحَقِّ الْحُسَينِ وَجَدِّهِ وَأَبيه، وَأُمِّهِ وَأَخيهِ، وَالْأَئِمَّةِ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ، أَنْ تُصَلِّىَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأنْ تَجْعَلَ لِىَ الْخِيَرَةَ في هذِهِ السَّبْحَةِ، وَأَنْ تُرِيَني ما هُوَ الْأَصْلَحُ لي في الدِّينِ وَالدُّنْيا، اللَّهُمَّ إنْ كانَ الْأَصْلَحُ في دينى وَدُنْيايَ، وَعاجِلِ امْري وَآجِلِهِ، فِعْلَ ما انَا عازِمٌ عَلَيْهِ، فَأْمُرْني، وَإلّا فَانْهَني، إنَّكَ عَلى كُلِّ شَىْ ءٍ قَديرٌ.

ثُمَّ تَأخُذُ عَدَداً مِنْها فَتَقولُ للُاولى «سُبْحانَ اللَّهِ» والثانِيَةِ «الحَمْدُ للَّهِ» والثّالِثَةِ «لا إلهَ إلّااللَّهُ» وَتَفْعَلُ هكَذا فإنْ كانَتِ الأخِيرَةُ «سُبْحانَ اللَّهِ» فَأَنْتَ مُخَيَّرٌ بَيْنَ الفِعْلِ والتَّرْكِ، و «الْحَمْدُ للَّهِ» عَلَامةُ الأمْرِ وإنْ كانَتْ «لا إلهَ إلّااللَّه» فَهِيَ نَهْيٌ فَاتْرُكْ»(2).

3. استخارة الرّقاع

إذا أردت الاستخارة بذات الرقاع (3) المروية عن الإمام الصادق عليه السلام: «

فَخُذْ سِتَّ رِقاعٍ واكْتُبْ فِي

ثَلاثٍ مِنْها:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ، خِيَرَةً مِنَ اللَّهِ الْعَزيزِ الحَكيمِ، لِفُلانِ بنِ فُلانَة افْعَل (واكتب بدل هاتين الكلمتين اسم الشخص الذي تستخير له واسم امّه)

واكتُبْ فِي الثَّلاثِ الاخَرِ: نفس هذه العبارة فقط لا تفعل بدل: إفعل ثمّ ضَعْها تَحْتَ مُصَلّاكَ ثُمَّ صَلِّ رَكْعَتَيْنِ فإذا فَرَغْتَ فاسْجُدْ سَجْدَةً وقُلْ فِيها مائَةَ مرَّة


1- بحار الأنوار: ج 88، ص 250، ح 4.
2- المصدر السابق: ح 5.
3- رقاع جمع رقعة: ورقة، وحيث يستفاد من الأوراق في هذه الاستخارة، لذلك سُمّيت استِخارة الرقاع.

ص: 805

«أَستَخيرُ اللَّهَ برَحْمَتِهِ، خِيَرَةً في عافِيَةٍ».

ثُمَّ اسْتَوِ جالِساً وقُل

: «أللَّهُمَّ خِرْ لي وَاخْتَر لي في جَميعِ امُوري في يُسْرٍ وَعافِيَةٍ».

ثُمَّ اضْرِبْ بِيَدِكَ إلى الرّقاعِ فَشَوِّشْها وأخرِجْ واحِدَةً واحِدةً فإنْ خَرَجَ ثَلاثٌ مُتَوالِياتٌ: إفْعَل، فافْعَلِ الأمْرَ الّذِي تُريدُهُ وإنْ خَرَج ثَلاثٌ مُتَوالِياتٌ: لا تَفْعَلْ، فَلا تَفْعَلْهُ، وإنْ خَرَجَتْ واحِدَةٌ: افْعَلْ والاخْرى لا تَفْعَلْ، فأخْرِجْ مِنَ الرّقاعِ إلى خَمْسٍ فَانْظُرْ أكْثَرَها فإنْ كانَتْ ثَلاثٌ مِنْها: افْعَلْ واثْنَتانِ: لا تَفْعَلْ، فافْعَلْ وإنْ كانَتْ بالعَكْسِ، فَلا تَفْعَلْ»(1).

4. الاستخارة بالإلهام القلبيّ

المراد من هذه الاستخارة أن يستخير اللَّه بحالة من التضرّع والخضوع ويسأله هدايته للصواب، ثمّ يفعل ما يلهمه اللَّه.

روي عن الإمام الصادق عليه السلام قال: «

إذا أرَدْتَ أنْ تَفْعَلَ شَيْئاً (ولا تَدْرِي أحَسَنٌ هُوَ أمْ سَيِّئٌ) فَاسْتَخِرِ اللَّهَ فإنْ ألْهَمَكَ فِعْلَهُ فافْعَلْ»(2).

وفي هذه الاستخارة تسجد بعد الفريضة وقل مائة مرّة: «

اللَّهُمَّ خِرْلي ثُمَّ توسَّلْ بِنا أهل البَيْتِ عليهم السلام واسْتَشْفِع بِنا وانْظُرْ قَلْبَكَ ما أُلْهِمَ فافْعَلْهُ»(3).

كما ورد في رواية معتبرة أنّ شخصين سألا الرضا عليه السلام عن سفرهما إلى مصر بحراً أو برّاً؟

قال عليه السلام: «

اذْهَبْ إلى المَسْجِدِ فِي غَيْرِ الصَّلاةِ الواجِبَةِ فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ قُلْ مائَةَ مَرّة: «أسْتَخِيرُ اللَّهَ»، ثُمَّ انْظُرْ قَلْبَكَ فَاعْمَل بما أُلْهِمَ»(4).

كما وردت عدّة روايات بهذا الخصوص.

ومن الطبيعي أن مثل هذه الاستخارة بالنظر إلى مورد الروايات- والسؤال عن أمر مهمّ وأحياناً خطير- إنّما تتعلّق بموضوعات عظيمة الأهميّة لا الموضوعات البسيطة.


1- بحار الأنوار: ج 88، ص 230، ح 5.
2- وسائل الشيعة: ج 5، ص 213، ح 3.
3- المصدر السابق.
4- المصدر السابق: ص 205 أبواب صلاة الاستخارة باب 1، ح 4.

ص: 806

ملاحظات:

1. لكلّ شخص أن يستخير لنفسه بالآداب والشرائط المذكورة وهي أولى وأنسب حسب تصريح بعض الأعلام (1)، فلكلّ شخص إخلاص نيّة أعظم بالنظر لتوجّهه وحاجته، وارتباط خاصّ باللَّه تعالى وسيرشده اللَّه الرحيم لما يحلّ مشكلته.

لكن يمكن إنابة الغير ليستخير له، لا سيّما إن كان ذلك الشخص يتمتّع بخصائص علميّة وعمليّة وورَع وتقوى.

2. روى المرحوم المحدّث القمّي في مفاتيح الجنان عن بعض الكتب ساعات للاستخارة بالقرآن في أيّام الاسبوع، لكنّه صرّح بعدم ورود رواية عن أهل البيت عليهم السلام بهذا الشأن لذلك نتحفّظ عن ذكرها وإن كنّا نعتقد بالاستخارة في الأيّام المباركة والأماكن المقدّسة، لكن على كلّ حال يمكن للإنسان استخارة اللَّه متى ما شعر بالحاجة والاضطرار ليتمكّن من تجاوز الحيرة بواسطة الاستخارة.

3. لا ينبغي خلظ الاستخارة بالفأل. فما أكثر ما يلاحظ بعض الأفراد الذين يطلبون الاستخارة هل سنوفّق في العمل الفلاني أم لا؟ هل تقضى حاجتنا أم لا؟ فهؤلاء يخلطون الاستخارة بالإخبار عن القادم.

الاستخارة فقط حين نتردّد في إتيان عمل ولا يُحَلُّ بالمطالعة والمشورة، فنستخير للقرار وكأننا نستشير اللَّه تعالى.

4. يبالغ بعض الأفراد في الاستخارة بحيث يمارسها في كلّ أمر صغير وكبير فيصاب بنوع من الوسواس فلا يقدم على أيّ عمل دون الاستخارة.

وهذا ما يؤدّي إلى ضعف الاستقلال الفكريّ وفقدان القدرة على الاختيار والثقة بالنفس وعدم الالتفات إلى نعمة العقل الكبرى والسراج المنير الذي أودعه اللَّه قلب الإنسان.

فلابدّ من اجتناب هذا الأمر بشدّة وحصر الاستخارة بالموارد التي ذكرناها سابقاً. يعني حين يعيش الإنسان حالة من الحيرة والقلق ولا يسعه أن يقرّر على ضوء فكره ولا يسع الآخرون أن يرشدوه إلى السبيل القويم.


1- بحار الأنوار: ج 88، ص 285.

ص: 807

5. يتردّد بعض الجهّال في اعتبار أسناد الاستخارة، والحال هناك أدلّة معتبرة عليها، وللوقوف على المزيد راجع كتاب «القواعد الفقهية» الجزء الأوّل، ذيل قاعدة القرعة.

6.

الملاحظة الأخيرة

: أنّ العمل بالاستخارة ليس واجباً، ولكن ينبغي للإنسان أن لايستخير، فإنّ استخار فليعمل بعد التوكّل على اللَّه ولا يتردّد فيندفع بثقة وخطوات آمنة نحو الهدف وسترون قطعاً نتيجتها الإيجابيّة، وكما أسلفنا مطلع البحث فقد جرّبنا هذا الموضوع شخصيّاً مرّات وكرّات.

-*-*-*-

ص: 808

ص: 809

القسم العاشر: أحكام الأموات و آدابها

اشارة

نهاية الحياة الدنيا والرحيل إلى الآخرة:

1. الإعتبار بالموتى

2. الإستعداد لسفر الآخرة؟

3. الإحتضار

4. آداب تكفين الميّت ودفنه والصلاة عليه

5. تلقين الميّت

6. صلاة ليلة الدفن (صلاة الوحشة)

7. تقديم التعازي

8. الصبر على المصيبة ومراسم العزاء

9. الإحسان إلى الأموات

ص: 810

ص: 811

مقدمه

نهاية الحياة الدنيا والرحيل إلى الآخرة:

اشارة

الإنسان- كائناً من كان ومهما عمّر- فهو مسافر وضيف في هذا العالم وسيكسر طير روحه هذا القفص عاجلًا أم آجلًا فيغادر هذا العالم ويسرع إلى دار البقاء؛ حيث يرى أعماله ويرافقها فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ* وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ (1).

نأمل أن نغادر هذه الدنيا محمَّلين بالحسنات ومعاصينا مغفورة فنكون في جوار رحمة اللَّه حيث السكينة والاستقرار والقرب الإلهيّ.

والموت لا يخلو من الخوف بالنسبة للأخيار فحسب، بل هو نافذة لعالم مليئ بالنور والسعادة؛ لكنّه مرعب مهول للظَلَمة والأشرار؛ فهو بداية البؤس والشقاء واسوداد الوجه والعذاب بالنار التي أوقدوها بأيديهم.

وعليه فأفضل طريق في أن لا يخاف الإنسان الموت ويواجهه بشجاعة ولا يخسر فيه، أن يغسل صفحة قلبه من غبار الذنب بماء التوبة ويجلي صدأ المعصية بالأعمال الصالحة فيطهر كما قال مولى المتّقين عليّ عليه السلام: «

فَوَاللَّهِ ما أُبالِي دَخَلْتُ إِلَى الْمَوْتِ أوْ خَرَجَ الْمَوْتُ إِلَيَّ»(2)

لا يفرق عنده الاتّجاه نحو الموت أو توجه الموت إليه.

ونتّجه بعد هذه المقدّمة بعد الاستعانة بلطف الحقّ تعالى إلى مطالب هذا القسم.

1. الاعتبار بالموتى

هذه المسألة من المجرّبات أنّ الإنسان متى ما يشعر بالهمّ والغمّ ويسيطر على قلبه فإنّه يُطرَد


1- سورة الزلزلة: الآية 7 و 8.
2- نهج البلاغة: الخطبة 55.

ص: 812

بزيارة أصحاب القبور(1) (للفاتحة وطلب المغفرة) فهمّ الناس وغمهمّ عادة بسبب امور مادية، ولذلك حين يرى الإنسان المثوى الأبديّ ويعلم أنّه صائر إليه، ويشاهد السيل العظيم من الأسلاف من الفقير والغنيّ والضعيف والقويّ تركوا كلّ شي ء ولم يحملوا سوى الكفن وتوسّدوا التراب، يقف على خطأه ويدرك أن كلّ همّه وغمّه يزول بأدنى تفكير وتأمّل.

2. الاستعداد لسفر الآخرة؟

على الإنسان المسلم أن يعدّ نفسه دائماً- في ذات الوقت الذي يسعى فيه لحياة كريمة- لسفر الآخرة والرحيل إلى الدار الأبديّة، فالموت لا يخيّر. وعليه فلابدّ من التوبة من المعصية وأداء ما في الذمّة من حقوق (حقّ اللَّه والناس) سيّما من يشاهد في نفسه آثار الموت أو يطعن في السنّ عليه رعاية هذا الأمر قبل غيره.

كما عليه تلافي ما فرط منه من أذى شخص أو تضييع حقوقه أو إراقة ماء وجهه أو إهانته وأمثال هذه الامور فيستحلّ من الآخرين أصحاب الحقّ ويرضيهم، فلا سبيل بعد الموت لتلافي ذلك ولا جدوى من صراخه والتماسه الرجوع إلى الدنيا.

وينبغي للمؤمن أن يكون كفنه حاضراً لديه وليعلم أنّ ماله من كلّ مال الدنيا هذه القطعة البيضاء البسيطة. قال الصادق عليه السلام: «

مَنْ كانَ كَفَنَهُ فِي بَيْتِهِ لَمْ يُكْتَبْ مِنَ الغافِلينَ وكانَ مَأجُوراً كُلَّما نَظَرَ إلَيْهِ»(2).

وعليه أن يوصي، خاصّة بالنسبة لثلث أمواله للفقراء والمساكين- خاصّة القرابة المحتاجين- وسائر الخيرات (فإن لم يوص بالثُلث فلا مسؤولية على الورثة) وإن كان بذمّته صوم وصلاة وكفّارة ولا يستطيع الإتيان بها فليستفِد من تلك الأموال لهذا الأمر.

وإن كان له أولاد قاصرين يعيّن قيّماً عليهم.

قال المرحوم الشيخ الطوسي: يستحبّ للإنسان الوصيّة وأن لا يبيت إلّاووصيّته تحت رأسه.

وقال: روي عن النبيّ صلى الله عليه و آله أنّه قال: «

مَنْ لَمْ يُحْسِنِ الوَصِيَّةَ عِنْدَ مَوْتِهِ كانَ ذَلِكَ نَقْصاً فِي عَقْلِهِ ومُرُوَّتِهِ

». قالوا: يا رسول اللَّه وكيف الوصيّة؟ قال صلى الله عليه و آله: «

إذا حَضَرَتْهُ الوَفاةُ واجْتَمَعَ النَّاسُ إلَيْهِ يَقولُ


1- مضت كيفية وزمان زيارة أهل القبور في قسم الزيارات.
2- الكافي: ج 3، ص 256، ح 23.

ص: 813

اللَّهُمَّ فاطِرَ السَّمواتِ وَالْأَرْضِ، عالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ، الرَّحْمنَ الرَّحيمَ، انّى اعْهَدُ الَيْكَ انّى اشْهَدُ انْ لاالهَ الَّا انْتَ، وَحْدَكَ لاشَريكَ لَكَ، وَانَّ مُحَمَّداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ، وَانَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لارَيْبَ فيها، وَانَّكَ تَبْعَثُ مَنْ فِى الْقُبُورِ، وَانَّ الْحِسابَ حَقٌّ، وَانَّ الْجَنَّةَ حَقٌّ، وَما وَعَدْتَ فيها مِنَ النَّعيمِ مِنَ الْمَأْكَلِ وَالْمَشْرَبِ وَالنِّكاحِ حَقٌّ، وَانَّ النَّارَ حَقٌّ، وَانَّ الْإيمانَ حَقٌّ، وَانَّ الدّينَ كَما وَصَفْتَ، وَانَّ الْإِسْلامَ كَما شَرَعْتَ، وَانَّ الْقَوْلَ كَما قُلْتَ، وَانَّ الْقُرآنَ كَما انْزَلْتَ، وَانَّكَ انْتَ اللَّهُ الْحَقُّ الْمُبينُ، وَانّى اعْهَدُ الَيْكَ فى دارِ الدُّنْيا، انّى رَضيتُ بِكَ رَبّاً، وَبِاْلإِسْلامِ ديناً، وَبِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ نَبِيّاً، وَبِعَلِىٍّ وَلِيّاً، وَبِالْقُرْآنِ كِتاباً، وَانَّ اهْلَ بَيْتِ نَبِيِّكَ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمُ السَّلامُ ائِمَّتى اللَّهُمَّ انْتَ ثِقَتى عِنْدَ شِدَّتى وَرَجائى عِنْدَ كُرْبَتى وَعُدَّتى عِنْدَ الْأُمُورِ الَّتى تَنْزِلُ بى فَانْتَ وَلِيّى فى نِعْمَتى وَالهى وَالهُ آبائى صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَلاتَكِلْنى الى نَفْسى طَرْفَةَ عَيْنٍ ابَداً، وَ انِسْ فى قَبْرى وَحْشَتى وَاجْعَلْ لى عِنْدَكَ عَهْدَاً يَوْمَ الْقاكَ مَنْشُوراً».

ثمّ قال صلى الله عليه و آله: «

فهذا عَهْدُ المَيِّتِ يَوْمَ يُوْصِي بِحَاجَتِه والوَصِيَّةُ حَقٌّ على كُلِّ مُسْلِمٍ»(1)

(ثمّ يُوصي).

لابدّ أن يلتفت بأن لا يوصي بأكثر من ثلث أمواله لأنّها ليست نافذة شرعاً إلّاأن يرضى جميع الورثة بها ولا يجوز حرمان بعض الورثة، لأن الثُلُثَين يقسَّمان حسب قانون الإرث، ولكن يمكنه الوصيّة بثلث أمواله للأفراد الأعظم حاجة أو من يشاء.

3. الاحتضار

صعب جدّاً وقت الاحتضار وحسّاس في نفس الوقت، ولابدّ أن يلتفت المحتضر آنذاك إلى امور وأن لا يترَك وحده: وأن يذكر التوبة والتوجّه للَّه والإيمان بلطفه وأداء حقّ الناس واللَّه.

قال المرحوم العلّامة المجلسي: إذا ظهرت آثار الاحتضار فليُكثِر المحتَضِر من هذا الدعاء:


1- مصباح المتهجّد: ص 15.

ص: 814

«اللَّهُمَ اغْفِرْ لِىَ الْكَثيرَ مِنْ مَعْصِيَتِكَ، وَاقْبَلْ مِنِّى الْيَسيرَ مِنْ طاعَتِكَ . ليسهل عليه خروج الروح.

وينبغي أن يكون عنده من يقرأ الدعاء والقرآن وخاصة سورة يس والصافات ويذكِّروه بالتوحيد وصفات الجلال والجمال والإقرار بالنبوّة والإمامة والمَعاد والجنّة والنار وسائر العقائد ويلقِّنوه كثيراً ب «

لا الهَ الَّا اللَّهُ

» وهو يقولها أيضاً؛ ففي الحديث: «

مَنْ كانَ آخِرُ كلامِه «لا الهَ الَّا اللَّهُ» دَخَلَ الجَنَّةَ

». وأن يستقبل بباطن قدميه القبلة لتقبل عليه ملائكة الرحمة.

وجاء في الحديث: «

إذا شَقَّ على المَيِّتِ قَبْضُ الرُّوحِ فَلْيُحْمَلْ إلى مُصَلّاهُ ويُوضَعْ فِي المَكانِ الّذِي يُصَلِّي فِيه لَيَسْهُلَ قَبْضُ رُوحِهِ

». عن الإمام الباقر عليه السلام قال: «

إِذا رَأَيْتَ الْمُحْتَضِرَ فَلَقِّنْهُ كَلِماتِ الفَرَجِ

: لا الهَ الَّا اللَّهُ الْحَليمُ الْكَريمُ، لا الهَ الَّا اللَّهُ الْعَلِىُّ الْعَظيمُ، سُبْحانَ اللَّهِ رَبِّ السَّمواتِ السَّبْعِ، وَرَبِّ الْأَرَضينَ السَّبْعِ، وَما فيهِنَّ وَما بَيْنَهُنَّ وَرَبِّ الْعَرْشِ الْعَظيمِ، وَالْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ الْعالَمينَ».

كما يلقّن هذا الدعاء فهو سنّة لسهولة قبض الروح: يا مَنْ يَقْبَلُ الْيَسيرَ، وَيَعْفُو عَنِ الْكَثيرِ، اقْبَلْ مِنِّى الْيَسيرَ، وَاعْفُ عَنِّى الْكَثيرَ، انَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحيمُ.

وقال المرحوم العلّامة المجلسي: السنّة عند الاحتضار أن يُطبَقَ فُوه ويُشَدَّ لَحْياهُ وتُغْمَضَ عَيناه وتُمَدَّ يَداه (حتّى لا يكون منظره سيّئاً) ويؤخذ في تحصيل أكفانه ويُقرَأَ عنده القرآن (1).

4. آداب تكفين الميّت ودفنه والصلاة عليه

اشارة

إذا مات المسلم فعلى المؤمنين تجهيزه ودفنه، فيُعلَم المؤمنون أوّلًا ليحضروا تشييع جنازته ويصلّوا عليه ويستغفروا له فيُثاب الميّت ويُثابوا(2).

عن أبي عبداللَّه عليه السلام: «

يَنْبَغِي لَأَوْلِياءِ المَيِّتِ مِنْكُمْ أنْ يُؤْذِنُوا إخْوانَ المَيِّتِ بِمَوْتِهِ فَيَشْهَدُونَ


1- زاد المعاد: ص 538- 540( بتصرف وتلخيص).
2- المصدر السابق: ص 540.

ص: 815

جَنازَتَهُ وَيُصَلُّونَ عَلَيْهِ وَيَسْتَغْفِرونَ لَهُ فَيُكْتَبَ لَهُمُ الأجْرُ ويُكْتَبَ لِلْمَيِّتِ الاسْتِغْفَارُ ويَكْتَسِبُ هُوَ الأجْرَ فِيهِمْ وَفِيما اكتُسِبَ لَهُ مِنَ الاسْتِغْفَارِ»(1).

ولابدّ هنا من الالتفات إلى امور:

الأوّل: غسل الميّت

يجب غسل الميّت ثلاثة أغسال:

1. الغسل بماء السدر. 2. الغسل بماء الكافور. 3. الغسل بالماء القراح.

ولابدّ من نيّة القربة إلى اللَّه في كلّ غسل وبالترتيب فيغسل الميّت أوّلًا بالماء المخلوط بالسّدر ثمّ تغسل الأواني حتّى يزول أثر السّدر ثمّ يغسل بماء الكافور وتغسل الأواني وأخيراً يغسل بالماء القراح فإذا فرغ نشّفه بثوب نظيف (2). ولابدّ أن يغتسل المغسِّل غسل مسّ الأموات إلّا أن يغسله بقفّاز أو ما شابه ذلك.

الثاني: التكفين

يجب تكفين الميّت بثلاثة مآزر.

الأوّل: يؤزر من سرّته إلى ركبته والأفضل أن يصل الرجل.

الثاني: قميص من ناحية رأسه إلى وسط ساقه ويغطي جميع البدن.

الثالث: يعقد اللفافة على جميع بدنه ويكون عرضها بحيث تعقد من الجانبين وأحد أطرافها على الآخر(3).

الثالث: الحنوط

يجب تحنيط الميّت بعد غسله؛ أي تمسح بالكافور مواضع السجود السبعة (الجبهة وباطن الكفين والركبتين وأصبعي القدم) والأحوط وضع مقدار من الكافور على الأعضاء(4).

ثمّ يحمل بعد الغسل والكفن والحنوط إلى المصلّى للصلاة عليه.

الرابع: صلاة الميّت
اشارة

صلاة الميّت واجبة على كلّ مسلم علم بموت أحد وهي واجب كفائيّ فإذا قام بها أحد المسلمين سقط عن الباقين، وغسله وكفنه ودفنه واجب كفائي.


1- زادالمعاد: ص 540.
2- المصدر السابق: ص 545- 547( بتلخيص).
3- المصدرالسابق: ص 548 و 549؛ رسالة توضيح المسائل.
4- المصدر السابق: ص 550؛ رسالة توضيح المسائل.

ص: 816

وتجب الصلاة على كلّ ميّت مسلم بالغ والأحوط وجوباً أنّها تجب على غير البالغ إذا أتمّ ستّ سنين.

وأحقّ الناس بالصلاة على الميّت أولاهم بميراثه، والزوج أحقّ بالصلاة على زوجته (وإن صلّى الآخرون استجازوهم) ويجب أن يستقبل بالمصلّي القبلة ويكون رأس الميّت إلى جانبه الأيمن وأن يكون الميّت مستلقياً على قفاه.

ولا يشترط في هذه الصلاة الطهارة، أي لا تجب طهارة البدن واللباس والوضوء أو الغسل والتيمم والأفضل رعايتها.

ويستحبّ إن كان الميّت رجلًا أن يقف المصلّي عند وسط الرجل وصدر المرأة وأن ينزع المصلّي حذاءه (1) (وسائر الامور الواردة في توضيح المسائل).

صفة صلاة الميّت:

صلاة الميّت خمس تكبيرات فإن كبّر المصلّي خمساً كفت. فيقول بعد النيّة والتكبيرة الاولى: اشْهَدُ انْ لا الهَ الَّا اللَّهُ، وَاشْهَدُ انَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ.

وبعد الثانية: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ.

وبعد الثالثة: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ.

وبعد الرابعة: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِهذَا الْمَيِّتِ.

ثمّ يكبر التكبيرة الخامسة، والأفضل أن يقول بعد النيّة والتكبيرة الاولى: اشْهَدُ انْ لا الهَ الَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وَاشْهَدُ انَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، ارْسَلَهُ بِالْحَقِّ بَشيراً وَنَذيراً بَيْنَ يَدَىِ السَّاعَةِ.

وبعد الثانية: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَبارِكْ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَارْحَمْ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ، كَافْضَلِ ما صَلَّيْتَ وَبارَكْتَ وَتَرَحَّمْتَ عَلى ابْراهيمَ وَآلِ ابْراهيمَ، انَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ، وَصَلِّ عَلى جَميعِ الْأَنْبِيآءِ وَالْمُرْسَلينَ.


1- زاد المعاد: ص 553 و 554( بتلخيص)؛ توضيح المسائل.

ص: 817

وبعد الثالثة: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ، وَالْمُسْلِمينَ وَالْمُسْلِماتِ، الْأَحْيآءِ مِنْهُمْ وَالْأَمْواتِ، تابِعْ بَيْنَنا وَبَيْنَهُمْ بِالْخَيْراتِ، انَّكَ مُجيبُ الدَّعَواتِ، انَّكَ عَلى كُلِّ شَىْ ءٍ قَديرٌ.

وبعد الرابعة: اللَّهُمَّ انَّ هذا عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ، وَابْنُ امَتِكَ، نَزَلَ بِكَ، وَانْتَ خَيْرُ مَنْزُولٍ بِهِ، اللَّهُمَّ انَّا لا نَعْلَمُ مِنْهُ الَّا خَيْراً، وَانْتَ اعْلَمُ بِهِ مِنَّا، اللَّهُمَّ انْ كانَ مُحْسِناً فَزِدْ فى احْسانِهِ، وَانْ كانَ مُسيئاً فَتَجاوَزْ عَنْهُ وَاغْفِرْ لَهُ، اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ عِنْدَكَ فى اعْلا عِلِّيّينَ، وَاخْلُفْ عَلى اهْلِهِ فِى الْغابِرينَ، وَارْحَمْهُ بِرَحْمَتِكَ يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ.

ثمّ يكبّر ويتمّ الصلاة.

وإذا كان الميّت أنثى قال المصلّي بعد التكبيرة الرابعة:

اللَّهُمَّ انَّ هذِهِ امَتُكَ، وَابْنَةُ عَبْدِكَ، وَابْنَةُ أَمَتِكَ، نَزَلَتْ بِكَ، وَانْتَ خَيْرُ مَنْزُولٍ بِهِ، اللَّهُمَّ انَّا لا نَعْلَمُ مِنْها الَّا خَيْراً، وَانْتَ اعْلَمُ بِها مِنَّا، اللَّهُمَّ انْ كانَتْ مُحْسِنَةً فَزِدْ فى احْسانِها، وَانْ كانَتْ مُسيئَةً فَتَجاوَزْ عَنْها وَاغْفِرْ لَها، اللَّهُمَّ اجْعَلْها عِنْدَكَ فى اعْلا عِلِّييّنَ، وَاخْلُفْ عَلى اهْلِها فِى الْغابِرينَ، وَارْحَمْها بِرَحْمَتِكَ يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ.

وإن كان الميّت مستضعفاً أي لا يعلم إيمانه يقول:

اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلَّذينَ تابُوا وَاتَّبَعُوا سَبيلَكَ، وَقِهِمْ عَذابَ الْجَحيمِ.

وإن كان الميّت طفلًا غير بالغ قال: اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ لِأَبَوَيْهِ وَلَنا سَلَفاً وَفَرَطاً وَاجْراً(1). ومن المسنون أن يقف المصلّي لاسيّما الإمام في مكانه حتّى ترفع الجنازة(2).

وفي الحديث: «

تَقُولُ إذا فَرَغْتَ مِنَ الصَّلاةِ:

رَبَّنا آتِنا فِى الدُّنْيا حَسَنَةً، وَفِى الْأخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنا عَذابَ النَّارِ»(3).


1- زاد المعاد: ص 554- / 559؛ رسالة توضيح المسائل: ص 2؛ بحار الأنوار: ج 78، ص 352، ح 23.
2- بحار الأنوار: ج 78، ص 352، ح 23.
3- زاد المعاد: ص 558.

ص: 818

الخامس: دفن الميّت

يستحبّ حين حمل الجنازة إلى القبر أن توضع بعد عدّة أقدام على الأرض ويقرب بثلاث دفعات إلى القبر ويدخل في الدفعة الرابعة (لتستعدّ روح الميّت).

ويجب أن يدفن بحيث لا تخرج رائحته ولا تصله السباع ويستحبّ حفر القبر بقدر قامة الإنسان المتوسط وإن كان الميّت رجلًا يستحبّ إدخاله من جانب الرأس وإن كان امرأة فمن جانب عرض البدن وتوضع قطعة قماش على القبر.

ويستحبّ حين وضع الميّت قرب القبر أن يقول:

اللَّهُمَّ عَبْدُكَ، ابْنُ عَبْدِكَ، وَابْنُ أَمَتِكَ، نَزَلَ بِكَ، وَأَنْتَ خَيْرُ مَنْزُولٍ بِهِ.

وإن كانت أنثى يقول: اللَّهُمَّ أَمَتُكَ، ابْنَةُ عَبْدِكَ، وَابْنَةُ أَمَتِكَ، نَزَلَتْ بِكَ، وَانْتَ خَيْرُ مَنْزُولٍ بِهِ.

وأن حمل إلى القبر يقول: بِسْمِ اللَّهِ وَبِاللَّهِ، وَعَلى مِلَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، اللَّهُمَّ الى رَحْمَتِكَ لا إلى عَذابِكَ، اللَّهُمَّ افْتَحْ لَهُ في قَبْرِهِ، وَلَقِّنْهُ حُجَّتَهُ، وَثَبِّتْهُ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ، وَقِنا وَإِيَّاهُ عَذابَ الْقَبْرِ.

(وإن كانت امرأة أُنّثت الضمائر).

فإذا وضع في القبر يستحبّ حلّ عقد الكفن ووضع خدّه على التراب وتجعل وسادة من التراب تحت رأسه، كما يستحبّ أن يُجعل معه شيئاً من تربة الحسين عليه السلام (1).

5. تلقين الميّت

يستحبّ بعد الدفن أن يضع يده اليمنى على كتف الميّت ويحرّكه فيقول ثلاث مرّات:

اسْمَعْ افْهَمْ، يا فُلانَ بْنَ فُلانٍ

(يذكر اسم الميّت واسم أبيه) وإن كانت امرأة يقول:

اسْمَعي، افْهَمي يا فُلانَةَ بِنْتَ فُلانٍ.


1- زاد المعاد: ص 560- 562؛ رسالة توضيح المسائل.

ص: 819

ثمّ يلقنه قائلًا:

هَلْ انْتَ عَلَى الْعَهْدِ الَّذى فارَقْتَنا عَلَيْهِ مِنْ شَهادَةِ انْ لا الهَ الَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وَانَّ مُحَمَّداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، عَبْدُهُ وَرسُولُهُ، وَسَيِّدُ النَبِّييّنَ، وَخاتَمُ الْمُرْسَلينَ، وَانَّ عَلِيّاً اميرُ الْمُؤْمِنينَ، وَسَيِّدُ الْوَصِيّينَ، وَامامٌ افْتَرَضَ اللَّهُ طاعَتَهُ عَلَى الْعالَمينَ، وَانَّ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ، وَعَلِىَّ بْنَ الْحُسَيْنِ، وَمُحَمَّدَ بْنَ عَلِىٍّ، وَجَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ، وَمُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ، وَعَلِىَّ بْنَ مُوسى وَمُحَمَّدَ بْنَ عَلِىٍّ، وَعَلِىَّ بْنَ مُحَمَّدٍ، وَالْحَسَنَ بْنَ عَلِىٍّ، وَالْقآئِمَ الْحُجَّةَ الْمَهْدِىَّ صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ائِمَّةُ الْمُؤْمِنينَ، وَحُجَجُ اللَّهِ عَلَى الْخَلْقِ اجْمَعينَ، وَائِمَّتُكَ ائِمَّةُ هُدَىً ابْرارٌ، يا فُلانَ بْنَ فُلانٍ، اذا اتاكَ الْمَلَكانِ الْمُقَرَّبانِ، رَسُولَيْنِ مِنْ عِنْدِاللَّهِ تَبارَكَ وَتعالى وَسَئَلاكَ عَنْ رَبِّكَ، وَعَنْ نَبِيِّكَ، وَعَنْ دينِكَ، وَعَنْ كِتابِكَ، وَعَنْ قِبْلَتِكَ، وَعَنْ ائِمَّتِكَ، فَلا تَخَفْ وَقُلْ فى جَوابِهِما، اللَّهُ جَلَّ جَلالُهُ رَبّى وَمُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ نَبِيّى وَالْإِسْلامُ دينى وَالْقُرْآنُ كِتابى وَالْكَعْبَةُ قِبْلَتى وَاميرُالْمُؤْمِنينَ عَلِىُّ بْنُ ابيطالِبٍ امامى وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِىٍّ الْمُجْتَبى امامى وَالْحُسَيْنُ بْنُ عَلِىٍّ الشَّهيدُ بِكَرْبَلاءَ امامى وَعَلِىٌّ زَيْنُ الْعابِدينَ امامى وَمُحَمَّدٌ باقِرُ عِلْمِ النَّبِيّينَ امامى وَجَعْفَرٌ الصَّادِقُ امامى وَمُوسَى الْكاظِمُ امامى وَعَلىٌّ الرِّضا امامى وَمُحَمَّدٌ الْجَوادُ امامى وَعَلِىٌّ الْهادى امامى وَالْحَسَنُ الْعَسْكَرىُّ امامى وَالْحُجَّةُ الْمُنْتَظَرُ امامى هؤُلاءِ صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ اجْمَعينَ ائِمَّتى وَسادَتى وَقادَتى وَشُفَعآئى بِهِمْ اتَوَلّى وَمِنْ اعْدآئِهِمْ اتَبَرَّءُ فِى الدُّنْيا وَالْأخِرَةِ، ثُمَّ اعْلَمْ يا فُلانَ بْنَ فُلانٍ، انَّ اللَّهَ تَبارَكَ وَتَعالى نِعْمَ الرَّبُّ، وَانَّ مُحَمَّداً صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَآلِهِ نِعْمَ الرَّسُولُ، وَانَّ اميرَ الْمُؤْمِنينَ عَلِىَّ بْنَ ابى طالِبٍ، وَاوْلادَهُ الْأئِمَّةَ الْأَحَدَ عَشَرَ نِعْمَ الْأَئِمَّةُ، وَانَّ ما جآءَ بِهِ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ حَقٌّ، وَانَّ الْمَوْتَ حَقٌّ،

ص: 820

وَسُؤالَ مُنْكَرٍ وَنَكيرٍ فِى الْقَبْرِ حَقٌّ، وَالْبَعْثَ حَقٌّ، وَالنُّشُورَ حَقٌّ، وَالصِّراطَ حَقٌّ، وَالْميزانَ حَقٌّ، وَتَطايُرَ الْكُتُبِ حَقٌّ، وَالْجَنَّةَ حَقٌّ، وَالنَّارَ حَقٌّ، وَانَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لارَيْبَ فيها، وَانَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِى الْقُبُورِ* ثم يقول: افَهِمْتَ يا فُلانُ. وفي الحديث:

إنَّ المَيِّتَ يُجِيبُ: بَلى فَهِمْتُ، ثمّ يقول:

ثَبَّتَكَ اللَّهُ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ، هَداكَ اللَّهُ الى صِراطٍ مُسْتَقيمٍ، عَرَّفَ اللَّهُ بَيْنَكَ وَبَيْنَ اوْلِيائِكَ فى مُسْتَقَرّ مِنْ رَحْمَتِهِ* ثمّ يقول:: اللَّهُمَّ جافِ الْأَرْضَ عَنْ جَنْبَيْهِ، وَاصْعَدْ بِرُوحِهِ الَيْكَ، وَلَقِّهِ مِنْكَ بُرْهاناً، اللَّهُمَّ عَفْوَكَ عَفْوَكَ (وإن كان الميّت أنثى تؤنث كلّ الضمائر).

ويبنى القبر بصورة مستطيل ويمكن رفعه أربعة أصابع عن الأرض ووضع علامة عليه ليعرف، ورشّ الماء عليه ويضع من حضر يده على القبر ويفتح أصابعه في القبر ويقرأ سورة

القدر

سبع مرّات ويستغفر للميّت.

ثمّ يدعو بهذا الدعاء:

اللهُمَّ جافِ الْأَرْضَ عَنْ جَنْبَيْهِ، وَاصْعَدْ الَيْكَ رُوحَهُ، وَلَقِّهِ مِنْكَ رِضْواناً، وَاسْكِنْ قَبْرَهُ مِنْ رَحْمَتِكَ ما تُغْنِيهِ بِهِ عَنْ رَحْمَةِ مَنْ سِواكَ. (وتُؤنث الضمائر إن كانت أنثى).

ويستحبّ بعد الدفن أن يجلس الوليّ عند رأسه بعد انصراف الناس فيلقّنه برفيع صوته.

ففي الحديث: «

إنَّ المَيِّتَ إذا لُقِّنَ هذا التّلقِينُ قال المَلَكانِ لا حَاجَةَ لِسُؤالِه»(1).

6. صلاة ليلة الدّفن (صلاة الوحشة)

يستحبّ الصلاة ركعتين في الليلة الاولى للدفن يقرأ في الاولى

الحمد

و

آية الكرسيّ

وفي الثانية

الحمد

وعشر مرّات «

إنّا أنْزَلْنَاهُ

» فإذا سلّم قال:


1- زاد المعاد: ص 564- 569؛ رسالة توضيح المسائل.

ص: 821

«اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَابْعَثْ ثَوابَهُما إلى قَبْرِ فُلانٍ».

(ويذكر اسم الميّت عوضاً عن فلان)(1).

يمكن الإتيان بصلاة الوحشة متى شاء في الليلة الاولى أوّل الليل بعد العشاء وإن تأخّر دفن الميّت فلابدّ من تأخير صلاة الوحشة حتّى ليلة دفنه (2).

7. تقديم التعازي

يعتبر تقديم العزاء لأهله من الاصول الإنسانية والإسلاميّة فحالة الحزن تخفّ لدى الإنسان إذا فقد عزيزاً حين يشهد حضور المعزّين، ومن هنا أكدت الروايات على هذا الأمر.

كتب المرحوم العلّامة المجلسي أنّه يستحبّ مواساة أصحاب العزاء ودعوتهم إلى الصبر سواء قبل الدفن أو بعده والتأكيد على ما بعد الدفن وأقلّ هذه المواساة أن يحضر عند صاحب المصيبة ليراه ويسكن.

جاء في الحديث النبويّ الشريف: «

مَنْ عَزّى مُصَاباً فَلَهُ مِثْلُ أجْرِهِ

» وعن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أيضاً:

«مَنْ عَزّى أخَاهُ المُؤمِنَ مِنْ مُصِيبَتِهِ كَسَاهُ اللَّهُ عزَّوجلَّ مِنْ حُلَلِ الكَرَامَةِ يَوْمَ القِيَامَةِ»(3).

كما يستحبّ ارسال الطعام- خاصة الجيران- لأهل الميّت ثلاثة أيّام (4).

وللأسف فقد انعكست القضية في عصرنا وأغلب الناس يتطلّعون لأن يضيفهم أصحاب العزاء ويحملون أحياناً تكاليف ثقيلة ليضاعف مصابهم، فما أروع أن تترك هذه البدعة.

8. الصبر على المصيبة ومراسم العزاء

ذكر المرحوم العلّامة المجلسي أنّه يجب الصبر على صاحب المصاب ويرضى بقضاء اللَّه ويعلم أن اللَّه يجزي الصابرين. كما يستحبّ أن يكثر من قوله: إنَّا لِلَّهِ وَإنَّا إلَيْهِ راجِعُونَ لتغفر ذنوبه.

وفي رواية بسند معتبر: «

مَنْ ذَكَرَ المُصِيبَةَ- وإن مضى عليها زمن- وَقالَ: إنَّا لِلَّهِ وَإنَّا إلَيْهِ


1- مصباح الكفعمي: ص 411؛ البلد الأمين: ص 164؛ بحار الأنوار: ج 88، ص 219، ح 5.
2- رسالة توضيح المسائل.
3- بحار الأنوار: ج 79، ص 94.
4- زاد المعاد: ص 570 و 571( بتلخيص وتصرف).

ص: 822

راجِعُونَ، وَالْحَمدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمينَ، اللَّهُمَّ اْجُرْني عَلى مُصيبَتي وَاخْلُفْ عَلَىَّ أفْضَلَ مِنْها، آجَرَهُ اللَّهُ على تِلْكَ المُصِيبَةِ»(1).

خاصة الصبر على فقدان الولد. ففي حديث معتبر أن: «

مَنْ مَاتَ وَلَدُهُ وصَبَرَ كانَ خَيْراً لَهُ مِنْ بَقاءِ كَثِيرٍ مِنَ الوُلْدِ يُجاهِدُون في سَبيلِ اللَّهِ

». وروي أنّ ثَوابَ المُؤمِن الذي يموتُ وَلَدُه الجَنّةَ ...(2).

ويحسن بالإنسان أن يذكر مصائب أهل البيت عليهم السلام حين المصيبة ويبكي على مصابهم ليضاعف له الأجر والثواب ويهدأ ويسكن.

فقد ورد في الأحاديث المعتبرة أنّ من أصابته مصيبة فليتذكّر مصائب رسول اللَّه صلى الله عليه و آله فهي أعظم المصائب (3). ويفكّر في كلّ مصيبة فهناك أعظم منها فيحمد اللَّه.

وفي رواية معتبرة أنّ الصادق عليه السلام كان يدعو بهذا الدعاء عند المصيبة:

الْحَمْدُللَّهِ الَّذِي لَمْ يَجْعَلْ مُصِيبَتِي فِي دِيني، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَوْ شاءَ جَعَلَ مُصِيبَتي أَعْظَمَ مِمَّا كانَتْ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى الْأَمْرِ الَّذِي شاءَ أَنْ يَكُونَ فَكانَ (4). وليس لأهل المصاب أن يرتكبوا في مراسم العزاء ما يخالف الشرع أو يسرفوا في الطعام والشراب وغير ذلك.

ويحسن بهم إقامة المراسم البسيطة ويصرفوا الأموال في الامور الخيرية وأداء الكفّارات وديون الميّت وصومه وصلاته- إن كان بذمّته قضاء- ويجتنبوا الحركات المشينة حين الندب والبكاء على الميّت ولا يزعجوا الآخرين في نصب مكبرات الصوت المرتفعة.

فقد أورد المرحوم العلّامة المجلسي أنّ المشهور عدم جواز شقّ الثوب حين العزاء- سوى في موت الأب والأخ- كما لا يجوز لطم الوجه وجزّ الشعر على الميّت (5).

وعليه الكفّارة على الأحوط وجوباً إن شقّ ثوبه على المرأة أو الولد كما عليها الكفّارة إن لطمت خدّها، وكفّارته ككفّارة القسم أي إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم فإن لم يستطع فليصم ثلاثة أيّام، بل عليهم الكفّارة إن لم يخرج الدم (6).


1- زاد المعاد: ص 570.
2- المصدر السابق.
3- المصدر السابق: ص 572.
4- المصدر السابق: ص 573.
5- المصدر السابق: ص 569.
6- المصدر السابق: ص 570؛ رسالة توضيح المسائل.

ص: 823

ويجوز البكاء على الميّت والنوح عليه ولكن بالحقّ، وأن لا يبالغ في ذكر صفات الميّت ولا يكذب. طبعاً لا ينبغي الإشارة إلى عيوب الميّت (1).

على كلّ حال فإنّ النياح والبكاء- الذي ينبع من العواطف الإنسانية- جائز، بل مطلوب، لكن لا ينبغي الخروج عن الاعتدال أو مقارفة الذنب بل لابدّ من الصبر والحلم والالتفات إلى أنّ الموت سيشمل الجميع والاستعداد للحساب الإلهيّ والخوض في تهذيب النفس بالإضافة إلى تلقّي أجر الصابرين ويزيل عن روحه غبار الغفلة- التي تسبّب أنواع الذنوب- ويضاعف توجّهه للَّه تعالى.

نسأل اللَّه أن يحسن عاقبتنا جميعاً ويختم لنا بالخير ويجعل الموت بداية استقرارنا وسكينتنا.

9. الاحسان إلى الأموات

ينبغي أن لا ينسى الإنسان أمواته الذين انقطعت أياديهم من الأعمال الصالحة وهم بحاجة إلى إحسان ودعاء أولادهم وإخوانهم من المؤمنين.

قال المرحوم العلّامة المجلسي: خاصة الدعاء لهم في نافلة الليل ودبر الفرائض اليومية وفي أماكن الزيارة والإكثار من الدعاء للوالدين والإتيان لهم بأعمال الخير.

وعمدة الخيرات للوالدين أداء دينهم وأداء حقّ اللَّه والناس عنهم (2).

جاء في الحديث أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله قال:

«اهْدُوا لِأَمْواتِكُمْ».

فَقُلْنا: يارَسولَ اللَّهِ، مَا هَدِيَّةُ الأمْواتِ؟ قَال صلى الله عليه و آله:

«الصَّدَقَةُ والدُّعاءُ»(3).

وقال صلى الله عليه و آله:

«إنّ أرْواحَ المُؤْمِنينَ تَأْتِي كُلَّ جُمُعَةٍ إلى السَّماءِ الدُّنْيا بِحِذاءِ دُورِهِمْ وبُيوتِهِمْ يُنادِي كُلُّ واحِدٍ مِنْهُمْ بِصَوْتٍ حَزِينٍ باكِين، يا أهْلِي، ياوُلْدِي، ياأبي، وَيا أُمِّي وأقْرِبائي اعْطِفُوا عَلَيْنا يَرْحَمُكُمُ اللَّه بالَّذِي كانَ فِي أيْدِينا والوَيْلُ والحِسَابُ عَلَيْنا والمَنْفَعَةُ لِغَيْرِنا ويُنادِي كُلُّ واحِدٍ مِنْهُمْ إلى أقْرِبائِهِ: اعْطِفُوا عَلَيْنا بِدِرْهَمٍ أو بِرَغِيفٍ أو بِكُسْوَةٍ يَكْسُوكُمُ اللَّهُ مِنْ لِبَاسِ الجَنَّةِ.

ثُمَّ بَكى النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله وَبَكَيْنا مَعَهُ ...»(4).

كما روي عنه صلى الله عليه و آله أيضاً أنّه قال: «

مَا تَصَدَّقْتَ لِمَيِّتٍ فَيَأخُذُها مَلَكٌ فِي طَبَقٍ مِنْ نُورٍ سَاطِعٌ


1- زاد المعاد: ص 571.
2- المصدر السابق: ص 573.
3- مستدرك الوسائل: ج 2، ص 484، ح 23.
4- المصدر السابق: ح 24.

ص: 824

ضَوْؤُها يَبْلُغُ سَبْعَ سَماواتٍ، ثُمَّ يَقُومُ على شَفِيرِ الخَنْدَقِ فَيُنادِي: السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أهْلَ القُبورِ، أهْلُكُم أهدى إليكُمْ بهذِهِ الهَدِيَّةِ، فَيَأخُذُها ويَدْخُلُ بِها فِي قَبْرِه، تُوَسِّعُ عَلَيهِ مَضاجِعَهُ»(1).

وقال المرحوم العلّامة المجلسي: جاء في حديث صحيح أنّ الصادق عليه السلام كان يصلّي عن ولده في كلّ ليلة ركعتين وعن والديه في كلّ يوم ركعتين (ويهديها لهم) ويقرأ في الركعة الاولى «

إنا أنزلناه

» وفي الثانية سورة

الكوثر(2).

جدير ذكره أنّ لفاعل الخيرات للأموات ثواباً وأجراً عظيماً.

قال الصادق عليه السلام: «

يُكْتَبُ الأجْرُ للَّذِي يَفْعَلُ والمَيِّتُ»(3).

-

چ چ-


1- مستدرك الوسائل: ج 2، ص 114، ح 11.
2- زاد المعاد: ص 573.
3- المصدر السابق: ص 574.

ص: 825

أيضاح الحديث الكساء

حديث الكساء مشهور جداً بين الفريقين ولا ريب ولا شكّ في أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله كان في بيت الزهراء عليها السلام أو بيته تحت كساء شبيه بالعباء وفسح فيه لعليّ والزهراء والحسن والحسين عليهم السلام وأبان عظم شأنهم على أنّهم مصداق الآية: «انَّما يُريدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ اهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهيراً»(1).

وما يُروى هنا بعنوان حديث الكساء هو حديث مفصّل ومسهب، لقراءته بهذا النحو عظيم الثواب والأجر كما ورد في الرواية. وفي ذيلها: ما ذكر خبرنا هذا في محفل من محافل أهل الأرض وفيهم جمع من شيعتنا ومحبينا إلّانزلت عليهم الرحمة وحفّت بهم الملائكة واستغفرت لهم، ولا فيهم مغموم إلّاوكشف اللَّه غمّه، ولا طالب حاجة إلّاوقضى اللَّه حاجته.

وقد ورد هذا الحديث بادئ الأمر في كتاب منتخب الطريحي (المتوفى عام 1085) من علماء القرن الحادي عشر. وذكر المحدّث القمّي في منتهى الآمال في شرح سيرة الإمام الحسين عليه السلام بعد بيانه لحديث اجتماع الخمسة الطيبة عليهم السلام على أنّه من الأحاديث المتواترة:

«أمّا الحديث المعروف بحديث الكساء الشائع في عصرنا فلم يرد بهذه الكيفية في كتب الحديث المعتبرة وجوامع المحدّثين المتقنة فهو من خصائص كتاب المنتخب».

ومن هنا لم يذكره المحدّث القمّي في مفاتيح الجنان وأضافه الناشرون خلافاً لرغبته.

ثمّ ورد في كتاب العوالم وصاحبه الشيخ عبداللَّه البحراني من علماء القرن التاسع عشر ومن تلامذة المرحوم العلّامة المجلسي.

وقد ذكر سنداً لهذا الحديث في كتابه لا يخلو من تأمّل في عدّة جوانب:

أ) سند هذا الحديث لم يرد في الكتاب طبق النسخة الخطيّة في مكتبة يزد، بل وردت في حاشيته وخطّه يختلف عن خطّ المتن لصاحب العوالم.

ب) هناك فاصلة تقارب ثمانين سنة بين بعض أفراد سلسلة السند فلا يستطيع أحدهم رواية الحديث عن الآخر.


1- سورة الاحزاب: الآية 33. للوقوف على هذا الحديث و سبب نزول آية التطهير راجع: التفسير الأمثل: ج 17، ص 297- 303.

ص: 826

ج) لم توثّق كتب الرجال بعض أفراد هذا السند.

ولكن حيث لا إشكال خاصّ في مضمون الحديث ويرى بعض الأعلام أهمّية قراءته واستناداً ل «

أحاديث من بلغ

» فإنّه يمكن قراءته

بقصد رجاء المطلوبية

والأمل في قضاء الحاجات.

والحديث:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ

عَنْ فاطِمَةَ الزَّهْرآءِ عَلَيْهَا السَّلامُ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، قالَ سَمِعْتُ فاطِمَةَ انَّها قالَتْ: دَخَلَ عَلَىَّ ابى رَسُولُ اللَّهِ فى بَعْضِ الْأَيَّامِ، فَقالَ السَّلامُ عَلَيْكِ يا فاطِمَةُ، فَقُلْتُ عَلَيْكَ السَّلامُ، قالَ انّى اجِدُ فى بَدَنى ضُعْفاً، فَقُلْتُ لَهُ اعيذُكَ بِاللَّهِ يا ابَتاهُ مِنَ الضُّعْفِ، فَقَالَ يا فاطِمَةُ ايتينى بِالْكِسآءِ الْيَمانى فَغَطّينى بِهِ، فَاتَيْتُهُ بِالْكِسآءِ الْيَمانى فَغَطَّيْتُهُ بِهِ، وَصِرْتُ انْظُرُ الَيْهِ، وَاذاوَجْهُهُ يَتَلَأْلَؤُ، كَانَّهُ الْبَدْرُفى لَيْلَةِ تَمامِهِ وَكَمالِهِ، فَما كانَتْ الَّا ساعَةً، وَاذا بِوَلَدِىَ الْحَسَنِ قَدْاقْبَلَ، وَقالَ السَّلامُ عَلَيْكِ يا امَّاهُ، فَقُلْتُ وَعَلَيْكَ السَّلامُ يا قُرَّةَ عَيْنى وَثَمَرَةَ فُؤادى فَقالَ يا امَّاهُ، انّى اشَمُّ عِنْدَكِ رآئِحَةً طَيِّبَةً، كَانَّها رآئِحَةُ جَدّى رَسُولِ اللَّهِ، فَقُلْتُ نَعَمْ، انَّ جَدَّكَ تَحْتَ الْكِسآءِ، فَاقْبَلَ الْحَسَنُ نَحْوَ الْكِسآءِ، وَقالَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا جَدَّاهُ يا رَسُولَ اللَّهِ، اتَاْذَنُ لى انْ ادْخُلَ مَعَكَ تَحْتَ الْكِسآءِ، فَقالَ وَعَلَيْكَ السَّلامُ يا وَلَدى وَيا صاحِبَ حَوْضى قَدْ اذِنْتُ لَكَ، فَدَخَلَ مَعَهُ تَحْتَ الْكِسآءِ، فَما كانَتْ الَّا ساعَةً وَاذا بِوَلَدِىَ الْحُسَيْنِ قَدْ اقْبَلَ، وَقالَ السَّلامُ عَلَيْكِ يا امَّاهُ، فَقُلْتُ وَعَلَيْكَ السَّلامُ يا وَلَدى وَيا قُرَّةَ عَيْنى وَثَمَرَةَ فُؤادى فَقالَ لى يا امَّاهُ، انّى اشَمُّ عِنْدَكِ رآئِحَةً طَيِّبَةً كَانَّها رآئِحَةُ جَدّى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، فَقُلْتُ نَعَمْ، انَّ جَدَّكَ وَاخاكَ تَحْتَ الْكِسآءِ، فَدَنَى الْحُسَيْنُ نَحْوَ الْكِسآءِ، وَقالَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا جَدَّاهُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنِ اخْتارَهُ اللَّهُ، اتَاْذَنُ لى انْ اكُونَ مَعَكُما تَحْتَ الْكِسآءِ،

ص: 827

فَقالَ وَعَلَيْكَ السَّلامُ يا وَلَدى وَيا شافِعَ امَّتى قَدْ اذِنْتُ لَكَ، فَدَخَلَ مَعَهُما تَحْتَ الْكِسآءِ، فَاقْبَلَ عِنْدَ ذلِكَ ابُوالْحَسَنِ عَلِىُّ بْنُ ابى طالِبٍ، وَقالَ السَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ، فَقُلْتُ وَعَلَيْكَ السَّلامُ يا ابَاالْحَسَنِ، وَيا اميرَالْمُؤْمِنينَ، فَقالَ يا فاطِمَةُ، انّى اشَمُّ عِنْدَكِ رائِحَةً طَيِّبَةً، كَانَّها رآئِحَةُ اخى وَابْنِ عَمّى رَسُولِ اللَّهِ، فَقُلْتُ نَعَمْ، ها هُوَ مَعَ وَلَدَيْكَ تَحْتَ الْكِسآءِ، فَاقْبَلَ عَلِىٌّ نَحْوَ الْكِسآءِ، وَقالَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا رَسُولَ اللَّهِ، اتَاْذَنُ لى انْ اكُونَ مَعَكُمْ تَحْتَ الْكِسآءِ، قالَ لَهُ وَعَلَيْكَ السَّلامُ، يا اخى يا وَصِيّى وَخَليفَتى وَصاحِبَ لِوآئى قَدْ اذِنْتُ لَكَ، فَدَخَلَ عَلِىٌّ تَحْتَ الْكِسآءِ، ثُمَّ اتَيْتُ نَحْوَ الْكِسآءِ، وَقُلْتُ السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابَتاهُ يا رَسُولَ اللَّهِ، اتَاْذَنُ لى ان اكُونَ مَعَكُمْ تَحْتَ الْكِسآءِ، قالَ وَعَلَيْكِ السَّلامُ يا بِنْتى وَيا بَضْعَتى قَدْ اذِنْتُ لَكِ، فَدَخَلْتُ تَحْتَ الْكِسآءِ، فَلَمَّا اكْتَمَلْنا جَميعاً تَحْتَ الْكِسآءِ، اخَذَ ابى رَسُولُ اللَّهِ بِطَرَفَىِ الْكِسآءِ، وَاوْمَئَ بِيَدِهِ الْيُمْنى الَى السَّمآءِ، وَقالَ اللَّهُمَّ انَّ هؤُلاءِ اهْلُ بَيْتى وَخآصَّتى وَحآمَّتى لَحْمُهُمْ لَحْمى وَدَمُهُمْ دَمى يُؤْلِمُنى ما يُؤْلِمُهُمْ، وَيَحْزُنُنى ما يَحْزُنُهُمْ، انَا حَرْبٌ لِمَنْ حارَبَهُمْ، وَسِلْمٌ لِمَنْ سالَمَهُمْ، وَعَدُوٌّ لِمَنْ عاداهُمْ، وَمُحِبٌّ لِمَنْ احَبَّهُمْ، انَّهُمْ مِنّى وَانَا مِنْهُمْ، فَاجْعَلْ صَلَواتِكَ وَبَرَكاتِكَ، وَرَحْمَتَكَ وَغُفْرانَكَ وَرِضْوانَكَ، عَلَىَّ وَعَلَيْهِمْ، وَاذْهِبْ عَنْهُمُ الرِّجْسَ، وَطَهِّرْهُمْ تَطْهيراً، فَقالَ اللَّهُ عَزَّوَجَلَّ يا مَلائِكَتى وَيا سُكَّانَ سَمواتى انّى ما خَلَقْتُ سَمآءً مَبْنِيَّةً، وَلا ارْضاً مَدْحِيَّةً، وَلا قَمَراً مُنيراً، وَلا شَمْساً مُضِيئَةً، وَلا فَلَكاً يَدُورُ، وَلا بَحْراً يَجْرى وَلا فُلْكاً يَسْرى الَّا فى مَحَبَّةِ هؤُلاءِ الْخَمْسَةِ، الَّذينَ هُمْ تَحْتَ الْكِسآءِ، فَقالَ الْأَمينُ جِبْرآئيلُ، يا رَبِّ، وَمَنْ تَحْتَ الْكِسآءِ، فَقالَ عَزَّوَجَلَّ، هُمْ اهْلُ بَيْتِ النُّبُوَّةِ، وَمَعْدِنُ الرِّسالَةِ، هُمْ فاطِمَةُ وَابُوها، وَبَعْلُها وَبَنُوها، فَقالَ جِبْرآئيلُ يا رَبِّ، اتَاْذَنُ لى انْ اهْبِطَ الَى الْأَرْضِ لِأَكُونَ

ص: 828

مَعَهُمْ سادِساً، فَقالَ اللَّهُ نَعَمْ قَدْ اذِنْتُ لَكَ، فَهَبَطَ الْأَمينُ جِبْرآئيلُ، وَقالَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا رَسُولَ اللَّهِ، الْعَلِىُّ الْأَعْلى يُقْرِئُكَ السَّلامَ، وَيَخُصُّكَ بِالتَّحِيَّةِ وَالْإِكْرامِ، وَيَقُولُ لَكَ وَعِزَّتى وَجَلالى انّى ما خَلَقْتُ سَمآءً مَبْنِيَّةً، وَلا ارْضاً مَدْحِيَّةً، وَلا قَمَراً مُنيراً، وَلا شَمْساً مُضيئَةً، وَلا فَلَكاً يَدُورُ، وَلا بَحْراً يَجْرى وَلا فُلْكاً يَسْرى الَّا لِأَجْلِكُمْ وَمَحَبَّتِكُمْ، وَقَدْ اذِنَ لى انْ ادْخُلَ مَعَكُمْ، فَهَلْ تَاْذَنُ لى يا رَسُولَ اللَّهِ، فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ وَعَلَيْكَ السَّلامُ يا امينَ وَحْىِ اللَّهِ، انَّهُ نَعَمْ، قَدْ اذِنْتُ لَكَ، فَدَخَلَ جِبْرآئيلُ مَعَنا تَحْتَ الْكِسآءِ، فَقالَ لِأَبى انَّ اللَّهَ قَدْ اوْحى الَيْكُمْ، يَقُولُ انَّما يُريدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ اهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهيراً، فَقالَ عَلِىٌّ لِأَبى صلى الله عليه و آله، يا رَسُولَ اللَّهِ، اخْبِرْنى ما لِجُلُوسِنا هذا تَحْتَ الْكِسآءِ مِنَ الْفَضْلِ عِنْدَاللَّهِ، فَقالَ النَّبِىُّ، وَالَّذى بَعَثَنى بِالْحَقِّ نَبِيّاً، وَاصْطَفانى بِالرِّسالَةِ نَجِيّاً، ما ذُكِرَ خَبَرُنا هذا فى مَحْفِلٍ مِنْ مَحافِلِ اهْلِ الْأَرْضِ، وَفيهِ جَمْعٌ مِنْ شَيعَتِنا وَمُحِبّينا، الَّا وَنَزَلَتْ عَلَيْهِمُ الرَّحْمَةُ، وَحَفَّتْ بِهِمُ الْمَلائِكَةُ، وَاسْتَغْفَرَتْ لَهُمْ الى انْ يَتَفَرَّقُوا، فَقالَ عَلِىٌّ اذاً وَاللَّهِ فُزْنا، وَفازَ شيعَتُنا وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، فَقالَ النَّبِىُّ ثانِياً، يا عَلِىُّ وَالَّذى بَعَثَنى بِالْحَقِّ نَبِيّاً، وَاصْطَفانى بِالرِّسالَةِ نَجِيّاً، ما ذُكِرَ خَبَرُنا هذا فى مَحْفِلٍ مِنْ مَحافِلِ اهْلِ الْأَرْضِ، وَفيهِ جَمْعٌ مِنْ شيعَتِنا وَمُحِبّينا، وَفيهِمْ مَهْمُومٌ الَّا وَفَرَّجَ اللَّهُ هَمَّهُ، وَلا مَغْمُومٌ الَّا وَكَشَفَ اللَّهُ غَمَّهُ، وَلا طالِبُ حاجَةٍ الَّا وَقَضَى اللّهُ حاجَتَهُ، فَقالَ عَلِىٌّ اذاً وَاللَّهِ فُزْنا وَسُعِدْنا، وَكَذلِكَ شيعَتُنا فازُوا وَسُعِدُوا فِى الدُّنْيا وَالْأخِرَةِ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ.

-*-*-*-

ص: 829

الكلمة الأخيرة

أرجو في الختام من جميع القراء الأعزّاء أن يتأمّلوا ويتمعّنوا في المقدّمات والملاحظات في كلّ قسم من هذا الكتاب لبناء روحيّة وفكر القرّاء بالنسبة لمضامين وفلسفة الأدعية والزيارات والصلوات الواردة فيه ويطّبقوها في حياتهم لينالوا عظيم الثواب الذي صرّحت به الروايات ويحصل المطلوب في أرواحهم وأنفسهم كما أسأل جميع الإخوة الأعزّاء أن لا يحرمونا من خير دعائهم. وفّقتم للسعادة في ظلّ ألطاف اللَّه.

آمين يا ربّ العالمين.

الختام

آيار 2004- ربيع الثاني 1425

ص: 830

ص: 831

فهرس المنابع

1. القرآن الكريم.

2. نهج البلاغة.

3. الصحيفة السجادية.

4. آداب الزائر، للعلّامة عبدالحسين الأميني، مؤسسة البلاغ، الطبعة الاولى 1424 قمرى.

5. إرشاد القلوب، الحسن بن أبي الحسن الديلمي، نشر الرضي، الطبعة الاولى، 1412 قمري.

6. أعلام الدين، الحسن بن أبي الحسن الديلمي، مؤسسه آل البيت، الطبعة الاولى، 1408 قمري.

7. إعلام الورى، أمين الإسلام الطبرسي، دارالكتب الإسلاميّة، طهران، الطبعة الثالثة.

8. إقبال الأعمال، السيد ابن طاووس، دارالكتب الإسلاميّة، طهران، الطبعة الثانية، 1367 شمسي.

9. أمالي الصدوق، الشيخ الصدوق، المكتبة الإسلاميّة، الطبعة الرابعة، 1362 شمسي.

10. أمالي الطوسي، الشيخ الطوسي، دار الثقافة، قم، الطبعة الاولى، 1414 القمري.

11. أمالي المفيد، الشيخ المفيد، المؤتمر العالمي الألفي للشيخ المفيد، الطبعة الثانية، 1413 قمري.

12. الأنوار البهية، الشيخ عباس القمي، مؤسسة النشر الإسلامي، قم، الطبعة الاولى، 1417 قمري.

13. بحار الأنوار، العلّامة محمد باقر المجلسي، مؤسسة الوفاء، بيروت، الطبعة الثانية، 1403 قمري.

14. بصائر الدرجات، محمد بن الحسن بن فروخ الصفار، مكتبة آية اللَّه المرعشي النجفي، قم، الطبعة الثانية، 1404 قمري.

15. بشارة المصطفى، عماد الدين الطبري، المكتبة الحيدرية، النجف، الطبعة الثانية، 1383 قمري.

16. البلد الأمين، الشيخ تقي الدّين إبراهيم بن علي الكفعمي، طبعة حجرية.

17. بيت الأحزان، الشيخ عباس القمي، دار الحكمة، قم، الطبعة الاولى، 1412 قمري.

ص: 832

18. نفحات الولاية، آية اللَّه العظمى مكارم الشيرازي والمساعدين، دار الكتب الإسلاميّة، طهران، الطبعة الثانية، 1379 شمسي.

19. تاريخ الطبري، محمد بن جرير الطبري، مؤسّسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت، الطبعة الرابعة، 1403 قمري.

20. تتمة المنتهى، الشيخ عباس القمي، نشر داورى، قم، الطبعة الرابعة، 1417 قمري.

21. تفسير الإمام الحسن العسكري عليه السلام، الإمام الحسن العسكري عليه السلام، مدرسة الإمام المهدي عليه السلام، قم، الطبعة الاولى، 1409 قمري.

22. تفسير العياشي، محمد بن مسعود العياشي، نشر العلمية، طهران، 1380 قمري.

23. تفسير القمي، علي بن إبراهيم القمي، مؤسسة دار الكتاب، طهران، الطبعة الثالثة، 1414 قمري.

24. تفسير الأمثل، آية اللَّه العظمى مكارم الشيرازي والمساعدين، نشر دار الكتب الإسلاميّة، طهران، الطبعة الثالثة والعشرون، خريف 1367.

25. تهذيب الأحكام، الشيخ الطوسي، دار الكتب الإسلاميّة، طهران، الطبعة الرابعة، 1365 شمسي.

26. ثواب الأعمال، الشيخ الصدوق، نشر الرضى، قم، الطبعة الثانية، 1368 شمسي.

27. جامع الأخبار، تاج الدين الشعيري، نشر الرضى، قم، الطبعة الثانية، 1363 شمسي.

28. جمال الاسبوع، السيّد ابن طاووس، نشر الرضى، قم.

29. جواهر الكلام، الشيخ محمد حسن النجفي، دار الكتب الإسلاميّة، طهران، الطبعة الثانية، 1365 شمسي.

30. الحبل المتين، الشيخ بهاء الدين العاملي، نشر بصيرتي، قم، 1398 قمري.

31. حلية المتقين، العلّامة محمد باقر المجلسي، نشر هجرت، قم، الطبعة التاسعة، شتاء 1375.

32. الخصال، الشيخ الصدوق، جامعة المدرسين، قم، الطبعة الثانية، 1403 قمري.

33. الدرّ المنثور، جلال الدين السيوطي، دار المعرفة، جدة، الطبعة الاولى، 1365 قمري.

34. الدروس الشرعيّة، محمد بن مكّى العاملي (الشهيد الأوّل)، مؤسسة النشر الإسلامي، الطبعة الاولى، 1414 قمري.

35. دعائم الإسلام، النعمان بن محمد، دار المعارف، مصر، الطبعة الثانية، 1385 قمري.

36. الدعوات، قطب الدين الراوندي، مدرسة الإمام المهدي عليه السلام، قم، الطبعة الاولى، 1407 قمري.

37. الذريعة، الشيخ آقا بزرگ الطهراني، دار الاضواء، بيروت، الطبعة الثالثة، 1403 قمري.

38. ربع قرن مع العلّامة الأميني، حسين الشاكري، الطبعة الاولى، 1417 قمري.

ص: 833

39. رجال الكشي، محمد بن عمر الكشي، نشر جامعة مشهد، 1348 شمسي.

40. روضة المتقين، محمد تقي المجلسي (المجلسي الأوّل)، المركز الثقافي الإسلامي.

41. زاد المعاد، العلّامة محمد باقر المجلسي، دار الكتب الإسلاميّة، طهران، 1378 قمري.

42. السرائر، ابن ادريس الحلي، مؤسسة النشر الإسلامي، قم، الطبعة الثانية، 1411 قمري.

43. رحلة ابن بطوطة، محمد بن عبداللَّه الطنجي (ابن بطوطة)، ترجمة الدكتور محمد علي الموحد، سپهر نقش، الطبعة السادسة، خريف 1376 شمسي.

44. سنن الدارمي، عبداللَّه بن بهرام الدارمي، نشر مطبعة الاعتدال، دمشق.

45. شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد، مكتبة آية اللَّه المرعشي النجفي، قم، 1404 قمري.

46. شرح نهج البلاغة (منهاج البراعة)، العلّامة ميرزا حبيب اللَّه الخويي، دار الكتب الإسلاميّة، طهران، الطبعة الثالثة، 1386 قمري.

47. الصحيفة العلويّة، مؤسسه الإمام المهدي عليه السلام، قم، الطبعة الاولى، 1418 قمري.

48. طبّ الأئمة، عبداللَّه وحسين ابنا بسطام، نشر الرضي، الطبعة الثانية، 1411 قمري.

49. عدة الداعي، ابن فهد الحلي، دار الكتب الإسلاميّة، طهران، الطبعة الاولى، 1407 قمري.

50. علل الشرائع، الشيخ الصدوق، مكتبة الداوري، قم.

51. عوالي اللئالي، ابن أبي جمهور الاحسائي، نشر سيّد الشهداء، الطبعة الاولى، 1405 قمري.

52. عيون أخبار الرضا عليه السلام، الشيخ الصدوق، نشر جوان، 1378 قمري.

53. فتح الأبواب، السيّد ابن طاووس، مؤسسه آل البيت، قم، الطبعة الاولى، 1409 هجري.

54. الفرج بعد الشدة، الحسن بن أبي قاسم التنوخي، نشر الرضي، قم، الطبعة الثانية، 1364 شمسي.

55. فرحة الغري، السيّد ابن طاووس، نشر الرضي.

56. أنوار من الكوثر، نشر الزائر، قم.

57. الفصول المختارة، الشيخ المفيد، دار المفيد، بيروت، الطبعة الثانية، 1414 قمري.

58. فلاح السائل، السيد ابن طاووس، مكتب الأعلام الإسلامي، قم.

59. الفوائد الرضوية، الشيخ عباس القمي.

60. قرب الاسناد، عبداللَّه بن جعفر الحميري، مكتبة نينوى، طهران، طبعة حجرية.

61. كامل الزيارات، ابن قولويه القمي، نشر المرتضوية، النجف، 1356 قمري.

ص: 834

62. الكافي، محمد بن يعقوب الكليني، دار الكتب الإسلاميّة، طهران، الطبعة الرابعة، 1365 شمسي.

63. الكامل في التاريخ، ابن الأثير الجزري، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الثالثة، 1418 قمري.

64. كتاب سليم بن قيس، سليم بن قيس الهلالي، نشر الهادي، الطبعة الاولى، 1415 قمري.

65. كشف المحجة، السيد ابن طاووس، الحيدرية، النجف، 1370 قمري.

66. كشف الغمة، علي بن عيسى الأربلي، مكتبة بني هاشم، تبريز، 1381 قمري.

67. الكلم الطيّب، السيّد علي صدر الدين بن معصوم المدني، مكتبة النجاح، طهران.

68. كمال الدين، الشيخ الصدوق، دار الكتب الإسلاميّة، طهران، الطبعة الثانية، 1395 قمري.

69. كنز العمال، المتقي الهندي، مؤسسة الرسالة، بيروت.

70. مجمع البيان، أمين الإسلام الطبرسي، مؤسسة الأعلمي، بيروت، الطبعة الاولى، 1415 قمري.

71. المحاسن، أحمد بن محمد بن خالد البرقي، دار الكتب الإسلاميّة، طهران، الطبعة الثانية، 1371 قمري.

72. مروج الذهب، المسعودي، دار احياء التراث العربي، بيروت، الطبعة الاولى، 1422 قمري.

73. المزار، الشهيد الأوّل، مدرسة الإمام المهدي عليه السلام، قم، الطبعة الاولى، 1410 قمري.

74. المزار، الشيخ المفيد، مدرسة الإمام المهدي عليه السلام، قم، الطبعة الاولى.

75. المزار الكبير، محمد بن المشهدي، مؤسسة النشر الإسلامي، الطبعة الاولى، 1419 قمري.

76. مسارّ الشيعة، الشيخ المفيد، مؤتمر الشيخ المفيد، قم، الطبعة الاولى، 1413 قمري.

77. مستدرك الوسائل، ميرزا حسين النوري، مؤسسة آل البيت، قم، الطبعة الاولى، 1408 قمري.

78. مصباح الزائر، السيد ابن طاووس، مؤسّسة آل البيت، قم، الطبعة الاولى، 1417 قمري.

79. مصباح الكفعمي، الشيخ تقي الدّين إبراهيم بن علي الكفعمي، نشر الرضي، قم، الطبعة الثانية، 1405 قمري.

80. مصباح المتهجّد، الشيخ الطوسي، مؤسسة فقه الشيعة، بيروت، الطبعة الاولى، 1411 قمري.

81. معاني الأخبار، الشيخ الصدوق، نشر جامعة المدرسين، قم، 1361 شمسي.

82. معجم البلدان، ياقوت الحموي، دار احياء التراث العربي، بيروت.

83. معجم رجال الحديث، آيةاللَّه العظمى السيد أبوالقاسم الخوئي، الطبعة الخامسة، 1413 قمري.

84. مفاتيح الجنان، الحاج الشيخ عباس القمي.

85. مفتاح الفلاح، الشيخ البهائي، دار الأضواء، بيروت، الطبعة الاولى، 1405 قمري.

86. مقتل الحسين، عبدالرزّاق الموسوي المقرّم، دار الثقافة للطباعة والنشر، قم، الطبعة الثانية، 1411 قمري.

ص: 835

87. مقتل الحسين عليه السلام، أبو مخنف، مكتبة آية اللَّه المرعشي النجفي، قم، 1398 قمري.

88. المقنعة، الشيخ المفيد، جامعة المدرسين، قم، 1410 قمري.

89. مكارم الأخلاق، رضي الدين حسن بن فضل الطبرسي، نشر الشريف الرضي، قم، الطبعة الرابعة، 1412 قمري.

90. المناقب، ابن شهر آشوب، مؤسّسة نشر العلّامة، قم، 1379 قمري.

91. منتهى الآمال، الحاج الشيخ عباس القمي.

92. من لا يحضره الفقيه، الشيخ الصدوق، جامعة المدرسين، قم، الطبعة الثالثة، 1413 قمري.

93. مهج الدعوات، السيد ابن طاووس، دار الذخائر، قم، الطبعة الاولى، 1411 قمري.

94. النجم الثاقب، حاج ميرزا حسين النوري، مسجد جمكران المقدس، قم، الطبعة الثانية، 1377 شمسي.

950. نور الثقلين، عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي، مؤسسة إسماعيليان، قم، الطبعة الرابعة، 1412 قمري.

96. وسائل الشيعة، الشيخ محمد بن الحسن الحرّ العاملي، دار احياء التراث العربي، بيروت، الطبعة الرابعة، 1391 قمري.

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.